العربي الجديد: Digest for July 24, 2025

## جونسون يغلق مجلس النواب حتى سبتمبر لتجنب التصويت على ملفات إبستين
22 July 2025 06:59 PM UTC+00

استمراراً لتصاعد قضية جيفري إبستين المدان بجرائم جنسية، أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، مساء الثلاثاء، في مؤتمر صحافي، أنه سيغلق مجلس النواب مبكراً خلال العطلة الصيفية، لتجنب ما سماه "الألاعيب السياسية"، ومطالبات الديمقراطيين بالإفراج عن ملفات التحقيق في قضية إبستين. وقال جونسون إن المجلس بعد تصويت يوم غدٍ الأربعاء سيؤجل جلساته حتى سبتمبر/ أيلول المقبل. 

جاء ذلك بعد تصويت لجنة الرقابة بمجلس النواب على استدعاء شريكة إبستين غيسلين ماكسويل للإدلاء بشهادتها، وهي تقضي عقوبة السجن حالياً في الجرائم المدانة بها، وألغى بذلك رئيس مجلس النواب، التصويتات المقررة يوم الخميس، والتي كان الديمقراطيون يسعون لاستخدامها لتمرير تصويت للإفراج عن ملفات إبستين المتبقية. 

ويسعى الجمهوريون إلى تجنب التصويت على هذه المسألة بنعم أو لا، لما تمثله من إزعاج سياسي كبير لهم في الوقت الحالي بعدما نشرت صحيفة وول ستريت جورنال رسالة "فاحشة" قالت إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أرسلها إلى جيفيري إبستين عام 2003، في الوقت الذي يواصل فيه أنصار حركة ماغا "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" مطالبهم بالإفراج عن هذه الوثائق.



وقال جونسون في المؤتمر الصحافي: "لقد سئمنا من تلقي دروس حول الشفافية، والجهود التي لن تنتهي لتسيسس قضية إبستين.. لن نلعب لعبة سياسية في هذا الشأن.. الرئيس على أقصى قدر من الشفافية ويريد إصدار جميع الملفات الموثوقة وطلب من النائب العام ملفات هيئة المحلفين وهذا قيد التنفيذ وأعتقد أننا بحاجة لأن يكون لدى الإدارة (إدارة ترامب) وقت للقيام بما تفعله".

ويواجه الرئيس الأميركي انتقادات سياسية حادة من أنصاره في حركة "ماغا" لرفض إدارته الإفراج عن وثائق إبستين بعد وعودها بالإفراج عنها، وهاجم ترامب الأسبوع المنقضي أنصاره المستمرين بالمطالبة بالإفراج عن هذه الوثائق ووصفهم بـ"الضعفاء" وأنه "لم يعد يريدهم".

وكانت خطط الجمهوريين هذا الأسبوع تسعى لإجراء تصويت على مشاريع قوانين الهجرة والتصاريح وإلغاء بعض اللوائح الصادرة في عهد الرئيس السابق جو بايدن، لكن لجنة قواعد مجلس النواب التي يسيطر عليها رئيس المجلس والتي تحدد التشريعات التي تصل إلى القاعة ويتم التصويت عليها، تعرضت مؤخراً لإلحاح من الديمقراطيين بالتصويت على الإفراج عن وثائق إبستين، والذين تعهدوا بفرض هذا التصويت على اللجنة هذا الأسبوع مرة أخرى كجزء من إجراء رويتيني للسماح بمناقشة التشريعات الأخرى، غير أن تخوفات الجمهوريين من الرفض أو الإدلاء بتصريحات رسمية خوفاً من مؤيديهم الغاضبين من عدم الإفراج عن هذه الوثائق، دفعت لإعلان رئيس مجلس النواب إنهاء التصويت ظهر غد الأربعاء وإعلان العطلة مبكراً.

واقترح جونسون منذ أسابيع نشر هذه الوثائق، غير أنه قال أمس إن الرئيس ترامب يحتاج إلى وقت لتحديد كيفية المضي قدماً، واليوم قرر إغلاق المجلس مبكراً لمنع الديمقراطيين من محاولة التصويت على الإفراج عن هذه الوثائق. بينما انتقد عدد من النواب الجمهوريين المماطلة في نشر هذه الوثائق من بينهم مارجوري تايلر غرين التي قالت إنه "تم ارتكاب جرائم"، والنائب رالف نورمان الذي كتب على منصة إكس "الشعب الأميركي يستحق العمل. لا أعذار. فلنصوت على الأمر قبل عطلة أغسطس/ آب" المقبل.

بينما انتقد النائب الجمهوري توماس ماسي الذي يهاجمه الرئيس ترامب بشدة موقف رئيس مجلس النواب، وقال: "لقد طلبوا منا دفن رؤوسنا في الرمال بشأن قضية إبستين. ورئيس المجلس لم يقدم تفسيراً واضحاً لسبب التأجيل على هذه المسألة"، متعهداً بالاستمرار في محاولة إجبار الجمهوريين في التصويت على نشر الملفات في سبتمبر/ أيلول المقبل بالتعاون مع الديمقراطيين في ما يطلق عليه "عريضة الإفراج" والتي تتطلب توقيع 218 عضواً بدون تحكم رئيس المجلس في طرح الأمر للتصويت أو عدمه.

وتكمن أهمية ملف إبستين في ارتباطه بالنخبة الحاكمة في واشنطن، وتتضمن الصور والمعلومات التي نشرت سابقاً علاقات له مع الرئيس الأسبق بيل كلينتون وترامب والأمير البريطاني أندرو (دوق يورك) وآخرين، إضافة إلى وفاته داخل السجن. ورغم خلوص التحقيقات إلى انتحاره، إلا أن هناك نظرية تشير إلى أنه قُتل داخل السجن لمنع الكشف عن المتورطين معه، وأشعل الفيديو الذي نشرته وزارة العدل الأسبوع الماضي من داخل السجن التساؤلات مرة أخرى بعد اختفاء ثلاث دقائق كاملة تمثل اللحظات الأخيرة لوفاته.

واعترف إبستين في 2008 بتهم تتعلق بالتحرش الجنسي بالقاصرات، وأُدرج في قائمة مرتكبي الجرائم الجنسية، لكنه، على غير العادة في مثل هذه القضايا، قضى 13 شهراً فقط في السجن، معظمها خارج الزنزانة بنظام "الإفراج للعمل". وأُلقي القبض عليه لأول مرة في فترة جورج بوش الابن وحوكم خلال فترة باراك أوباما. وفي 2019، أُلقي القبض عليه مجدداً، خلال فترة حكم ترامب الأولى، ومات بعد 36 يوماً في السجن. وقد أعلنت نتائج التحقيقات في عهد بايدن أنه انتحر، وسط تشكيك أنصار ترامب في أن إبستين قُتل لإخفاء تورط أثرياء ومشاهير في جرائم جنسية.

ومن جانبه، قال ترامب رداً على أسئلة الصحافيين عن قضية إبستين اليوم بالمكتب البيضاوي: "أنا حقاً لا أتابع ذلك كثيراً. إنه نوع من مطاردة الساحرات. مجرد استمرار لمطاردة الساحرات"، ثم غير الموضوع إلى الحديث عن الاتهامات المزعومة من قبل إدارته للرئيس الأسبق باراك أوباما وأنه "تورط في تلفيق اتهامات له".

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت وزيرة العدل بام باوندي عن توجيهها بالاتصال بشريكة إبستين في الجرائم غيسلين ماكسويل، وقالت: "نتوقع لقاءها في الأيام المقبلة. أمرنا الرئيس بنشر جميع الأدلة الموثوقة. إذا كانت لدى ماكسويل أي معلومات عن أي شخص ارتكب جرائم ضد الضحايا فسيستمع مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل إلى أقوالها".




## الخارجية الأميركية: الوضع الإنساني في غزة يتطلب وقف إطلاق النار وممراً لتحرك قوافل المساعدات الإنسانية
22 July 2025 07:03 PM UTC+00





## استشهاد اللاعب إسماعيل أبو دان.. رحل جائعاً منتظراً المساعدات في غزة
22 July 2025 07:03 PM UTC+00

أعلن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، في بيان رسمي، اليوم الثلاثاء، استشهاد النجم إسماعيل أبو دان، بعدما استهدفه الاحتلال الإسرائيلي برفقة العشرات من الفلسطينيين الذين ينتظرون الحصول على المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، الذي يُعاني قاطنوه الجوع والحرمان، نتيجة الحصار البري والبحري والجوي المفروض عليهم، منذ السابع من  أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023.

وجاء في بيان الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، على حسابه الرسمي في "فيسبوك": "ارتقاء لاعب نادي التفاح، إسماعيل أبو دان، في أثناء انتظاره للحصول على المساعدات الإنسانية في غزة. وسبق للشهيد أن لعب لأندية الجلاء والشاطئ والصداقة والزيتون وأهلي النصيرات وخدمات النصيرات"، مع نشر صورة الراحل، الذي قتله الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد.

ولم يكن الشهيد إسماعيل أبو دان الوحيد الذي ارتقى على يد الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل قتل الأطفال والنساء والرجال والشيوخ، ويهدم المنازل والمدارس والمشافي والمساجد، ويستهدف الكنائس في قطاع غزة، الذي تحول إلى منطقة منكوبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وأصبح المواطنون فيه عبارة عن سجناء يُعذَّبون بشتى الوسائل، وبخاصة الحصار الغذائي، الأمر الذي أودى بحياة العشرات، خلال الأيام الماضية، بسبب شح المواد الغذائية.



ويواصل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الرياضيين في قطاع غزة والضفة الغربية، بعدما استشهد العديد منهم، فيما فقد الكثير من النجوم منازلهم، وأصبحوا بلا عمل، فيما يعاني الكثيرون منهم بسبب الجوع، نتيجة الحصار المفروض عليهم، وشح المواد الغذائية في القطاع.



ارتقاء إسماعيل أبو دان، لاعب نادي التفاح، أثناء انتظاره للحصول على المساعدات الإنسانية في غزة. سبق للشهيد أن لعب لأندية الجلاء والشاطئ والصداقة والزيتون وأهلي النصيرات وخدمات النصيرات.
تم النشر بواسطة ‏الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم‏ في الثلاثاء، ٢٢ يوليو ٢٠٢٥





## قراصنة صينيون يستهدفون زبائن "مايكروسوفت"
22 July 2025 07:05 PM UTC+00

يستغل قراصنة إلكترونيون صينيون بشكل نشط نقاط ضعف أمنية حَرِجَة لدى مستخدمي خوادم "مايكروسوفت" شير بوينت لسرقة بيانات حسّاسة ونشر برمجة خبيثة، بحسب تحذير صدر عن شركة التكنولوجيا الأميركية العملاقة اليوم الثلاثاء. وأفادت "مايكروسوفت" بأنها لاحظت وجود ثلاث مجموعات تشكّل تهديداً ويطلق عليها "لينن تايفون" و"فايولت تايفون" و"ستورم-2603" تستهدف خوادم شير بوينت مستغلةً نقطتي ضعف جديدتين كُشِف عنهما تسمحان للمهاجمين بالالتفاف على إجراءات المصادقة وإدخال برمجيات عن بعد.

وخادم شير بوينت هو منصة "مايكروسوفت" للتعاون وإدارة الوثائق، ومصمم للأعمال التجارية. وتستخدمه منظمات كبرى عدة كمنصتها الرئيسية للتعاون الداخلي وتخزين الوثائق، ويحظى بشعبية نظراً إلى توافقه مع منتجات أخرى لـ"مايكروسوفت" مثل "أوفيس" و"تيمز" و"آوتلوك". وتؤثر الهجمات التي قالت الشركة إنها بدأت منذ السابع من يوليو/ تموز على تثبيتات "شير بوينت" المحلية ولا تؤثر على خدمة شير بوينت أونلاين السحابية، بحسب مذكرة أمنية صادرة عن الشركة.

سرقة وتجسّس

نشر القراصنة الإلكترونيون الصينيون في الهجمات الناجحة التي نفذوها رموزاً خبيثة تتيح إمكانية الوصول إلى الأنظمة المخترقة، واستخدموا هذه الأدوات لسرقة مفاتيح تشفير الأجهزة والوصول إلى الشبكات المستهدفة. ويركّز "لينن تايفون" الذي فُعّل منذ 2012، على سرقة الملكية الفكرية من المنظمات الحكومية والدفاعية وتلك المعنية بحقوق الإنسان. وأما "فايولت تايفون"، المفعّل منذ 2015، فينفّذ عمليات تجسّس على مسؤولين حكوميين سابقين ومنظمات غير حكومية ومراكز أبحاث وهيئات إعلامية في أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا وشرق آسيا. وسبق أن نشر "ستورم-2603" برامج فدية لكن أهدافه الحالية ما زالت غير واضحة.



"مايكروسوفت" تحذّر

قالت "تشيك بوينت" للأبحاث المعنية بالأمن الإلكتروني إن الحملة بدأت في السابع من يوليو/ تموز ضد حكومة غربية كبيرة وتكثّفت الهجمات بشكل كبير في فترة 18 يوليو. وأكد باحثون أن عشرات محاولات الاختراق استهدفت مذاك منظمات في أميركا الشمالية وغرب أوروبا. وحذّرت "مايكروسوفت" من أنها "تقيّم بثقة عالية" بأن الجهات التي تشكل تهديداً ستواصل هجومها على الأنظمة، إذا لم تتخّذ الشركات الإجراءات الاحترازية اللازمة. وأصدرت تحديثات أمنية شاملة للتعامل مع البرمجيات الخبيثة وحضّت الزبائن على تطبيقها فوراً.

(فرانس برس، العربي الجديد)




## مصر: محمد البلتاجي يعلن إضراباً مفتوحاً عن الطعام في سجن بدر 3
22 July 2025 07:12 PM UTC+00

حصل "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، على رسالة مسرّبة من القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين في مصر محمد البلتاجي أعلن فيها إضرابه عن الطعام في سجن بدر 3 شرق العاصمة القاهرة، منذ الأول من يوليو/ تموز الجاري، احتجاجًا على الانتهاكات التي يواجهها هو وغيره من السجناء السياسيين.

وجاء في الرسالة التي كتبها البلتاجي، نقلًا عن مصادر أسرية: "أنا الأستاذ الدكتور بكلية الطب – جامعة الأزهر، وعضو البرلمان الأسبق، والمعتقل بسبب موقفي السياسي منذ عام 2013، والمحتجز في قطاع (2) بسجن بدر (3) منذ ثلاث سنوات مع 57 من زملائي نعيش في ظروف غير إنسانية شديدة القسوة. لقد مرت ثماني سنوات لا نرى فيها الشمس ولا ألوان السماء، ثماني سنوات داخل زنازين مغلقة 24 ساعة يوميًا، لا نخرج منها إلا إلى المستشفى في أصعب الظروف، وإذا سُمح لنا بذلك، ثماني سنوات ونحن معزولون عن العالم: لا صحف، لا راديو، لا تلفاز. ثماني سنوات لم نرَ أمهاتنا ولا زوجاتنا ولا أولادنا، ولم يُسمح لأيٍّ منهم بزيارتنا مطلقًا، بل لم يُسمح لنا بالتواصل معهم بأي وسيلة، لا اتصالًا هاتفيًا ولا حتى رسائل مكتوبة، حتى إن أحدنا يعلم بوفاة أمه أو أحد أقاربه بعد مرور سنوات أو أكثر".

وأكد البلتاجي انضمامه إلى المضربين عن الطعام في سجن بدر 3، وقال: "انضممت إلى قائمة المضربين عن الطعام داخل القطاع منذ الأول من يوليو/ تموز الجاري، وسأستمر في إضرابي حتى الموت ما لم تتغير هذه الأوضاع غير الإنسانية. لقد تحملنا ما لا يتحمله بشر على مدار أكثر من 12 عامًا، ولم يعد ممكنًا تحمُّل المزيد. ما نتعرض له من تنكيل لا مثيل له في أي سجن في العالم، ولا حتى في دولة الاحتلال الإسرائيلي. فالموت أهون مما نحن فيه".

واختتم البلتاجي رسالته بالقول: "أكرر ندائي... إن كل ما يجري لنا من تعذيب ممنهج منذ عام 2013 حتى اليوم ليس إلا انتقامًا من مواقفنا التي تمثلت في اشتراكنا في قيادة ثورة 25 يناير، ثم رفضنا للانقلاب على الثورة والتجربة الديمقراطية الوليدة. الموجودون معي: وزراء، ومحافظون، وأعضاء برلمان سابقون، وأساتذة جامعات، وقيادات في أحزاب سياسية وثورية وشعبية، جميعنا نقاسي المعاناة نفسها منذ 12 عامًا. فيا أحرار العالم، ارفعوا أصواتكم لوقف هذا الظلم، والقهر، والطغيان".

ووُلِد محمد إبراهيم البلتاجي عام 1963 في مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، وتعرّف إلى جماعة الإخوان المسلمين في سنّ مبكرة خلال دراسته الثانوية بمدينة الإسكندرية عام 1977. التحق بكلية الطب في جامعة الأزهر، وتولّى رئاسة اتحاد طلاب الكلية ثم اتحاد طلاب الجامعة بين عامي 1985 و1987. وبعد تخرّجه، تخصّص البلتاجي في جراحة الأنف والأذن والحنجرة، وحصل على درجة الماجستير عام 1993، ثم الدكتوراه عام 2001، ليُعيَّن لاحقًا مدرسًا بكلية الطب بجامعة الأزهر. واصل نشاطه في القوافل الطبية والخدمات الخيرية داخل الأحياء المهمّشة.



سياسيًا، انتُخب نائبًا بمجلس الشعب عن دائرة شبرا الخيمة عام 2005، وبرز حينها باعتباره أحد الأصوات المدافعة عن الحريات العامة واستقلال السلطة القضائية وحرية الصحافة. كان من المؤسسين لحملة "مصريون ضد التوريث" وحركة "مصريون من أجل انتخابات حرة". كذلك نشط في دعم القضية الفلسطينية، وشارك في "أسطول الحرية" لكسر الحصار عن غزة عام 2010. وبعد ثورة 25 يناير 2011، أصبح البلتاجي أحد أبرز الوجوه في ميدان التحرير، وانتُخب عضوًا في برلمان 2012 وعضوًا في لجنة الدفاع والأمن القومي، وشارك في أعمال الجمعية التأسيسية لصياغة دستور عام 2012.

عقب عزل الرئيس محمد مرسي، انضم البلتاجي إلى اعتصام رابعة العدوية، حيث اعتلت ابنته أسماء المنصة إلى جانبه، قبل أن تُقتل خلال عملية فضّ الاعتصام في 14 أغسطس/ آب 2013. أُلقي القبض عليه بعد نحو أسبوعين، في 29 أغسطس، في منطقة أبو النمرس بمحافظة الجيزة، ووجّهت إليه اتهامات بالتحريض على العنف والإرهاب، ليُحال على سلسلة من المحاكمات الاستثنائية التي لا تزال مستمرة حتى اليوم.

بين عامي 2014 و2021، صدرت بحقه أحكام بالسجن المؤبد في قضية "اقتحام الحدود الشرقية"، فضلًا عن أحكام بالإعدام في قضية فضّ اعتصام رابعة، أُيّدت من قبل محكمة النقض في يونيو/ حزيران 2021. وتشير بيانات قضائية إلى أن مجموع الأحكام الصادرة بحقه بلغ 219 سنة سجنًا إلى جانب 12 حكمًا بالإعدام. وقد دانت منظمات حقوقية هذه المحاكمات، مشيرة إلى انتهاكات في إجراءات التقاضي وانتزاع الاعترافات تحت التعذيب.

قضى البلتاجي سنوات في الحبس الانفرادي بسجن طرة، قبل أن يُنقل منتصف عام 2022 إلى سجن بدر 3، حيث يُمنع من الزيارة وتُفرض عليه رقابة دائمة عبر الكاميرات. في 20 يونيو/ حزيران 2024، بدأ إضرابًا مفتوحًا عن الطعام احتجاجًا على العزل الطبي وحرمانه التريض والعلاج. وفي الأشهر الأخيرة، حذّرت منظمات حقوقية محلية ودولية من "موجة انتحارات" في السجن نفسه، بينما وثّقت تقارير حقوقية صادرة بين إبريل/ نيسان ويوليو/ تموز 2025 استمرار عزله وتدهور حالته الصحية، وسط استمرار احتجازه حتى الآن.




## عون: تطبيق حصرية السلاح يتم بروية لحفظ وحدة لبنان
22 July 2025 07:26 PM UTC+00

قال الرئيس اللبناني جوزاف عون إنّ "تطبيق حصرية السلاح المتخذ والذي لا رجوع عنه يتم بروية على نحو يحفظ وحدة لبنان ويمنع الإضرار بالسلم الأهلي"، مشيراً إلى أنّ "إسرائيل لا تزال تمتنع حتى الساعة عن التقيد باتفاق 27 نوفمبر/ تشرين الثاني وتواصل اعتداءاتها على لبنان ولا تستجيب للدعوات الدولية للتقيد بوقف الأعمال العدائية".

كلام عون جاء خلال استقباله في المنامة، اليوم الثلاثاء، رؤساء تحرير الصحف ووكالة الأنباء البحرينية، حيث رد على أسئلتهم التي ركزت على الوضع في لبنان وتأثير ما يجري في عدد من دول المنطقة على الاستقرار فيه.


الرئيس عون أمام وفد من رؤساء تحرير الصحف البحرينية:

"قرارنا بإنقاذ الدولة نهائي ولا عودة عنه... ولبنان ينتظركم" pic.twitter.com/2OomBjkU4A
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) July 22, 2025



وقال عون إن "أي حل يحتاج إلى من يضمن تنفيذه، ولا سيما أن إسرائيل لم تلتزم تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، في حين أنّ لبنان التزم الاتفاق ونشر الجيش في جنوب الليطاني، ولا يزال وجود الإسرائيليين في التلال الخمس عائقاً أمام استكمال انتشار الجيش"، مؤكداً أن "عديد الجيش في الجنوب سيرتفع إلى عشرة آلاف مع حلول نهاية العام، وحيثما حلّ الجيش، صادر الأسلحة والذخائر، وأنهى كل مظاهر مسلحة"، مشدداً كذلك على أنّ "قرارنا بإنقاذ الدولة نهائي، ولن نوفر جهداً لتحقيق ذلك".



من ناحية ثانية، أكد عون للوفد أنه "يتطلع بكثير من الاهتمام إلى اللقاء الذي سيجمعه غداً بملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة والمسؤولين البحرينيين، وذلك للبحث في عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وأبرزها إعادة فتح سفارة البحرين في لبنان بعد تعيين سفير غير مقيم وتسهيل سمات دخول اللبنانيين إلى البحرين وإعادة تسيير طيران الخليج وتفعيل العلاقات الاقتصادية والزراعية وغيرها من المواضيع".

وأشار إلى أن "الزيارات التي يقوم بها إلى دول الخليج تهدف إلى إعادة وصل ما انقطع بين لبنان وهذه الدول، والأهم إعادة الثقة بين الخليج ولبنان"، لافتاً إلى أن "اللبنانيين ينتظرون زيارة أشقائهم من البحرين خلال هذا الصيف والاستمتاع بالضيافة اللبنانية وجمال لبنان ومناخه المميز". ثم شرح عون للوفد الإعلامي ما تقوم به الحكومة على صعيد ضبط الأوضاع الأمنية ومكافحة التهريب وضرورة إعادة فتح الأسواق الخليجية أمام الصادرات الزراعية اللبنانية، وخصوصاً أنّ المعابر البرية والبحرية والجوية في لبنان باتت ممسوكة أمنياً.

كذلك تطرق إلى قرار حصرية السلاح وسبل تنفيذه وحق الدولة وحدها في إعلان قرار الحرب والسلم، لافتاً إلى أن "الإصلاحات جارية في مختلف المجالات، ولا سيما في المجال المصرفي حيث تتعاون الحكومة مع مجلس النواب في إقرار القوانين الخاصة بهذه الإصلاحات". واعتبر الرئيس اللبناني أن "صفحة الماضي طويت ولا خوف على لبنان"، وأن "جولاته على دول الخليج كانت ناجحة حيث لمس شوق الخليجيين للمجيء إلى لبنان، إضافة إلى استعداد هذه الدول لمواصلة تقديم المساعدات إلى الشعب اللبناني. لقد مددنا الجسور، والمستقبل بات واعداً".

واستهلّ عون زيارته للبحرين بلقاء مع القائمة بالأعمال في السفارة اللبنانية، السفيرة ميرنا الخولي، واطلع منها على العلاقات اللبنانية - البحرينية وأطر التعاون القائم بين البلدين، واستمع إلى شرح عن أوضاع الجالية اللبنانية في المملكة. ولا يزال الموفد الأميركي توماس برّاك في لبنان، بحيث أقام النائب فؤاد مخزومي على شرفه مساء اليوم مأدبة عشاء يحضرها عددٌ من النواب والوزراء، فيما يجري مقابلة تلفزيونية مع قناة "الجديد"، وذلك بعدما كان قد التقى صباح اليوم رئيس البرلمان نبيه بري، واصفاً اجتماعهما بـ"الممتاز"، ليهدّئ بتصريحه بعض الأجواء التي كانت تشير منذ جولته أمس الاثنين على رئيسي الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام إلى نتائج سلبية للزيارة الثالثة له إلى بيروت، في ظلّ تمسّك لبنان بوقف كامل للاعتداءات الإسرائيلية، وعدم وضعه حتى اللحظة أي جدول زمني لتسليم سلاح حزب الله أو آلية تنفيذية لذلك.

وعلم "العربي الجديد"، أن الاجتماع بين بري وبرّاك كان إيجابياً وبنّاءً، جرى خلاله عرض عدد من الأفكار سيصار إلى دراستها، وكان هناك تشديد من جانب بري على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية كافة، على أن يقوم لبنان بالتزاماته التي أساساً بدأ بها من خلال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والمهام التي يقوم بها الجيش اللبناني خصوصاً على مستوى جنوبي الليطاني.

في سياق متصل، قالت وزارة المالية اللبنانية، في بيان، إنّ "وزير المال ياسين جابر استقبل برّاك وتناول اللقاء المواضيع الإصلاحية التي تقوم بها وزارة المالية في إطار خطة الحكومة الإصلاحية، ولا سيما في مجالات إصلاح القطاع المصرفي وهيكلته، الذي خطا خطوات أساسية مع إقرار قانون السرية المصرفية، وقرب إقرار قانون تنظيم القطاع المصرفي، وتعيين نواب لحاكم مصرف لبنان، وهيئة الرقابة على المصارف، إضافة إلى المجالات التطويرية والتحديثية في مجالات الرقمنة للقطاعات الحيوية كالجمارك وخطة تطوير عملها عبر المرافئ، إلى الشؤون العقارية وسواها، ما يُسهم في تعزيز المالية العامة ويدفع قدماً نحو خروج لبنان من واقعه المالي والاقتصادي والتماهي مع مقتضيات قواعد صندوق النقد الدولي وأسس رؤيته، ونحو استعادة ثقة المجتمع الدولي، الأمر الذي سيؤدي إلى تحسين مستوى تصنيفاته لدى المؤسسات الدولية وإلى تشجيع الدول والجهات المهتمة في مجال تقديم المساعدات والاستثمارات على المبادرة".

وقد شدّد جابر أمام برّاك على أهمية توافر مناخات استقرار أمني، كي تمضي الحكومة في خطة الإصلاح التي وضعتها، باعتبار أن الاستقرار كان ولا يزال العامل الأول والأخير في تحقيق تقدم اقتصادي ومالي، وفي الوصول إلى تنمية حقيقية ومستدامة.




## دعم غزة في الجزائر.. موقف رسمي مناصر وفضاءات عامة مغلقة أمام التظاهر
22 July 2025 07:31 PM UTC+00

بدت حركة الشارع الجزائري الداعمة للشعب الفلسطيني، في خضم المأساة الأليمة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، متواضعة وعلى غير العادة، مقارنة بالمواقف التقدمية البارزة التي تعبّر عنها الجزائر في مجلس الأمن أو في المنابر والبيانات الرسمية. ويعود عدم تحرك الشارع أساساً إلى إغلاق السلطات الجزائرية للفضاءات العامة أمام التجمعات ذات الطابع السياسي منذ وقف الحراك الشعبي مطلع عام 2020، فيما تتيح مساحة أوسع لنشاط الجمعيات الأهلية العاملة في إغاثة فلسطين والقطاع.

ونظّم نشطاء من حركة مجتمع السلم، كبرى الأحزاب الإسلامية في البلاد، الثلاثاء، وقفة تضامنية في مدينة ميلة شرقي الجزائر مع الفلسطينيين المحاصرين في غزة، رفضًا للصمت الدولي والخذلان العربي والإسلامي، ورفعوا خلالها صورًا وشعارات تندد بالتواطؤ الدولي. وفي مدينة عين الدفلى غربي البلاد، نظم نشطاء وقفة مماثلة للمطالبة بخطوات عملية لرفع الحصار عن القطاع.

وسبق ذلك تنظيم مسيرة شعبية في منطقة ورقلة جنوبي الجزائر، أمس الاثنين، رُفعت خلالها الرايات الفلسطينية وصور تُظهر مظاهر التجويع الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان غزة. كذلك نظم نشطاء من قافلة الصمود، الأحد الماضي، وقفة في ساحة الشهداء وسط العاصمة الجزائرية انتهت باعتقال قوات الأمن لعدد من المشاركين بحجة "التجمع من دون ترخيص"، قبل الإفراج عنهم لاحقًا. وتستعد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لتنظيم تجمع شعبي، الجمعة المقبل، في مدينة سطيف شرقي الجزائر، دعمًا للمحاصرين في غزة وإنهاء حالة الصمت حيال معاناتهم.

تبرز هذه المبادرات القليلة والمتباعدة حجم القيود المفروضة على حركة الشارع الجزائري في ما يتعلق بالمشاركة في الفعاليات العالمية للتعبير عن التضامن مع غزة. وهو ما دفع حركة مجتمع السلم إلى إصدار إعلان سياسي الأحد الماضي طالبت فيه بـ"فتح الفضاءات العمومية أمام التعبير عن التضامن والدعم للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع صور التجويع والإبادة الجماعية، والدعوة إلى التنسيق مع الدول المناصرة للقضية الفلسطينية لتسيير قوافل وأسطول بحري وجوي لإغاثة غزة". بدوره، طالب السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، في تجمع لكوادر حزبه، السلطات برفع كل القيود التي تحول دون تعبير الجزائريين عن مواقفهم، داعيًا إلى "رفع أشكال القمع والتضييق، خصوصاً تلك التي تُقيد حرية الرأي والتنظيم".



ومنذ آخر مسيرة شعبية نظمت في العاصمة الجزائرية بتاريخ 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 دعمًا لفلسطين، والتي جرت بضغط من القوى السياسية، لم تسمح السلطات بأي مظاهرة أو مسيرة داعمة للقضية الفلسطينية، خصوصاً في العاصمة. واقتصرت الفعاليات منذ ذلك الحين على القاعات أو أمام مقار الأحزاب السياسية. ورغم أن الدستور الجزائري الجديد المصدَّق عليه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 يتيح تنظيم التظاهرات بمجرد التصريح للسلطات من قبل الجهة المنظمة، إلا أن هذا التدبير لم يدخل حيز التنفيذ بعد خمس سنوات، وسط تبريرات حكومية تتعلق بعدم مراجعة القانون المنظم للمسيرات. في الواقع، لا تزال السلطات متحفظة وحذرة من أي حراك شعبي قد ينطلق من دعم فلسطين، ويتوسع لاحقًا ليشمل قضايا داخلية.

ويعتبر المحامي والرئيس السابق للرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، بوجمعة غشير، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن استمرار إغلاق الشارع أمام التظاهر، حتى لصالح دعم فلسطين، "يطرح أسئلة كثيرة"، موضحًا أنّ "القانون يسمح بذلك لأي طرف مسؤول عن التظاهرة، لكن السلطات ما زالت متخوفة من الشارع بعد تجربة الحراك الشعبي. تقديرها أن السماح بالتجمعات قد يبدأ بالقضية الفلسطينية، لكنه قد يتحول لاحقًا إلى قضايا داخلية. أعتقد أن هذه قراءة خاطئة تفتقر إلى الحنكة السياسية، فالإغلاق لم يكن يومًا حلًا".

ومن اللافت أن هذا المنع يقابله موقف رسمي متقدم داعم لفلسطين على الصعيد السياسي، يظهر في جهود الجزائر في مجلس الأمن والمنابر الدولية، وعلى الصعيد الأهلي حيث تتسم السلطات بتساهل ملحوظ مع الجمعيات الجزائرية الناشطة في الإغاثة، مثل جمعية البركة (التي صنفتها واشنطن على قائمة داعمي الإرهاب)، وجمعية الأيادي البيضاء، وجمعية الإرشاد والإصلاح، وغيرها. وقد دعمت السلطات في بعض الأحيان هذه الجمعيات لوجستيًا، كما حدث خلال نقل مساعدات عبر البحر إلى ميناء العريش المصري.




## الحكومة السورية تعلن تشكيل لجنة للتحقيق في انتهاكات السويداء
22 July 2025 07:35 PM UTC+00

أعلنت وزارتا الدفاع والداخلية في سورية أنهما تتابعان الانتهاكات التي حصلت خلال العملية العسكرية في السويداء جنوبي البلاد، بما في ذلك تلك المرتكبة من جانب عناصر تابعين للوزارتين، وأنه سيتم محاسبة جميع المتورطين. وذكرت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع، في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية "سانا" أنّ الوزارة، ممثلة بوزيرها اللواء مرهف أبو قصرة، "تتابع تقارير عن انتهاكات صادمة وجسيمة ارتكبتها مجموعة غير معروفة ترتدي الزي العسكري في مدينة السويداء".

وأضافت أنه "بناءً على التعميمات الصارمة التي أصدرتها الوزارة بعدم دخول أي تشكيلات غير تابعة لها إلى منطقة العمليات العسكرية، تم تشكيل لجنة لمتابعة الانتهاكات التي حصلت في مدينة السويداء، والتحقيق في تبعية وخلفية الأفراد المرتكبين لها". وأكدت الوزارة أنه "سيتم اتخاذ أقصى العقوبات بحق الأفراد المرتكبين للانتهاكات في مدينة السويداء، بعد التعرف عليهم".

وأوضحت أنّ التحقيقات "ستشمل كل من ظهر في التقارير الصادمة والمروعة، وستُعرض النتائج حالما تنتهي أعمال اللجنة"، مشيرة إلى أن وزير الدفاع مرهف أبو قصرة "سيتابع تحقيقات لجنة الانتهاكات العسكرية بشكل مباشر". ونقلت إدارة الإعلام عن وزير الدفاع قوله: "لن يتم التسامح مع أيٍّ من مرتكبي الانتهاكات، حتى لو كان منتسبًا لوزارة الدفاع".



من جانبها، دانت وزارة الداخلية السورية "بأشد العبارات المقاطع المتداولة التي تُظهر تنفيذ إعدامات ميدانية من قبل أشخاص مجهولي الهوية في مدينة السويداء"، وأكدت عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي أنّ "هذه الأفعال تمثل جرائم خطيرة يُعاقب عليها القانون بأشد العقوبات". وأضافت الوزارة أنّ "الجهات المختصة باشرت تحقيقًا عاجلًا لتحديد هوية المتورطين في هذه الجرائم، والعمل على ملاحقتهم وإلقاء القبض عليهم". وأكدت أنه "لا أحد فوق القانون، وأن كل من يثبت تورطه سيُحال إلى القضاء المختص لينال الجزاء العادل وفقًا لأحكام القانون".

وكان ناشطون قد بثوا العديد من المشاهد المصورة التي تُظهر إطلاق نار من جانب مسلحين لم يتم التأكد من هويتهم على مدنيين في مناطق مختلفة من محافظة السويداء، إضافة إلى إحراق منازل وسرقة محلات تجارية. وأثار مقطعٌ مصوّرٌ يُظهر عملية إعدام ميداني لمواطن من محافظة السويداء، على يد مجموعة مسلحة ترتدي زياً عسكرياً، استنكاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويُظهر الفيديو مجموعة من العناصر وهم يسألون الضحية: "أنت مسلم ولا سنّي؟"، فيُجيب: "سوري أنا سوري". ثم يُعاد عليه السؤال ليُجيب: "درزي أنا يا أخي"، قبل أن يُطلق عليه الرصاص مباشرة ويسقط قتيلاً. بعد مقتله ترتفع التكبيرات الصادرة عن العناصر، ويتضح من المشهد المصوّر أن الحادثة وقعت في ساحة إحدى المدارس في السويداء، وهو ما أثار موجة استنكار واسعة على صفحات التواصل الاجتماعي.




 


 

 



 




عرض هذا المنشور على Instagram


 



 

 

 



 

 



 

 

 




 

 


‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎التلفزيون العربي Alaraby TV‎‏ (@‏‎alarabytv‎‏)‎‏





ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير صدر عنها مساء أمس الاثنين، مقتل ما لا يقل عن 558 سورياً، بينهم 17 امرأة و11 طفلاً، وستة من الطواقم الطبية بينهم ثلاث نساء، واثنان من الطواقم الإعلامية، وإصابة ما يزيد عن 783 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة في محافظة السويداء.




## على خُطى رونالدو.. مبابي يغيّر رقم قميصه في ريال مدريد
22 July 2025 07:39 PM UTC+00

يُعتبر الأسطورة البرتغالي، كريستيانو رونالدو (40 عاماً)، المُلهم الأول لنجم ريال مدريد الإسباني الحالي، الفرنسي كيليان مبابي (26 عاماً). ويبدو أن هدّاف النادي الملكي في الموسم الماضي يسير على خُطى قدوته في أدقّ التفاصيل، بدءاً من ارتداء القميص رقم 9 في موسمه الأول، ثم تغييره في الموسم الثاني إلى رقمه المفضّل.

وكشفت صحيفة ليكيب الفرنسية، اليوم الثلاثاء، أنّ مبابي سيحمل القميص رقم 10 في الموسم المقبل، عقب رحيل النجم الكرواتي، لوكا مودريتش (39 عاماً)، إلى نادي ميلان الإيطالي مع نهاية عقده. وبذلك، يحصل المهاجم الفرنسي على الرقم الذي يرتديه أيضاً مع منتخب بلاده. وفي المقابل، لا يزال القميص رقم 7 الأسطوري في ريال مدريد من نصيب البرازيلي فينيسيوس جونيور (24 عاماً).

وسبق أن حمل القميص رقم 10 في ريال مدريد عددٌ من النجوم البارزين، الذين مرّوا على النادي الملكي، يتقدّمهم الأسطورة البرتغالية، لويس فيغو (52 عاماً)، الذي يُعدّ الأشهر من بينهم، خصوصاً أن انتقاله من الغريم برشلونة إلى "الميرينغي" منح الصفقة صدىً إعلامياً واسعاً، وجعله محط أنظار العالم. كذلك حمل الرقم نفسه نجومٌ آخرون، على غرار الهولندي كلارنس سيدورف (49 عاماً)، والدنماركي مايكل لاودروب (61 عاماً)، والكولومبي خاميس رودريغيز (34 عاماً)، بالإضافة إلى التركي مسعود أوزيل (36 عاماً)، والبرازيلي روبينيو (41 عاماً).

وسيكون مبابي أمام تحديات كبيرة في الموسم الجديد، خصوصاً بعد أن أنهى الموسم الماضي كأفضل هدّاف للفريق. ويعوّل عليه المدرب الإسباني، تشابي ألونسو (43 عاماً)، لقيادة الريال نحو التتويجات، بعد موسم مخيّب فشل خلاله الفريق في حصد أهم الألقاب، بعد أن خسر الدوري والكأس وكأس السوبر لصالح برشلونة، وودّع دوري أبطال أوروبا من ربع النهائي أمام أرسنال، قبل أن يختتم موسمه بالخسارة في نصف نهائي كأس العالم للأندية أمام باريس سان جيرمان.



ومن الناحية المالية، تعوّل إدارة ريال مدريد على تعزيز مبيعات قميص مبابي بعد منحه الرقم 10، أحد أكثر الأرقام شهرةً وجاذبية في عالم كرة القدم. ويُتوقع أن يشهد الطلب على القميص ارتفاعاً كبيراً، خصوصاً مع تطوّر أداء نجم موناكو الفرنسي السابق، الذي يطمح إلى تقديم موسم استثنائي، مدفوعاً بالثقة التي يحظى بها من المدرب تشابي ألونسو، خصوصاً بعد الصورة الإيجابية التي قدّمها الفريق في منافسات كأس العالم للأندية، والتي كشفت بوضوح عن بصمة المدرب الإسباني.




## ترامب يعلن رحيل باول "قريباً".. ووزير الخزانة لا يرى سبباً لاستقالته
22 July 2025 07:53 PM UTC+00

في تصعيد جديد للهجوم السياسي على رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، أنّ الأخير "سيغادر منصبه قريباً"، منتقداً إصراره على إبقاء أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة رغم تراجع التضخم وارتفاع تكاليف الاقتراض، في وقت سعى فيه وزير الخزانة سكوت بيسنت إلى تهدئة الأسواق، مؤكداً عدم وجود مبرر لاستقالته في الوقت الحالي. وقال ترامب خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض جمعه مع الرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس الابن، وفقاً لوكالة رويترز: "أعتقد أنّ باول لم يحسن التصرف، لكنه سيغادر قريباً". وأضاف بنبرة غاضبة، بحسب وكالة فرانس برس: "هذا الرجل أحمق، لا يفعل شيئاً سوى إبقاء أسعار الفائدة عند مستويات عالية للغاية، ربما لأسباب سياسية، لكنه يؤدي عملاً رهيباً وسيرحل على أي حال".

وتنتهي ولاية باول، الذي يترأس مجلس الاحتياط الفيدرالي منذ فبراير/ شباط 2018، في مايو/ أيار 2026، وكان قد أكد في أكثر من مناسبة تمسّكه بإكمال ولايته. وتأتي تصريحات ترامب بعد أسبوع واحد فقط من تلويحه بإقالة باول، قبل أن يتراجع لاحقاً وسط تحذيرات قانونية ومؤسسية من المساس باستقلالية البنك المركزي. ودأب ترامب على توجيه انتقادات حادة لباول منذ أشهر لعدم إصدار قرار بخفض أسعار الفائدة. وكرر ترامب اليوم وجهة نظره بأن أسعار الفائدة يجب أن تكون أقل بثلاث نقاط مئوية مما هي عليه الآن. وتجتمع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية التابعة للبنك المركزي الأسبوع المقبل، ومن المتوقع إلى حد بعيد أن تبقي على سعر الفائدة في نطاقه الحالي بين 4.25% و4.50%، بينما ينتظر صانعو السياسات لمعرفة مدى تأثير الرسوم الجمركية على التضخم والتوظيف.

وقال ترامب: "اقتصادنا الآن قوي جداً.. نحن نسجل أرقاماً قياسية. لكن، أتعلمون؟ الناس غير قادرين على شراء منزل لأن هذا الرجل أحمق. يبقي أسعار الفائدة مرتفعة للغاية، وربما يفعل ذلك لأسباب سياسية". وفي الاجتماع نفسه، اتهم وزير الخزانة سكوت بيسنت مجلس الاحتياط الفيدرالي بتجاوز اختصاصاته من خلال أنشطة غير نقدية، بحسب ما نقلته "رويترز"، مجدداً دعوته إلى إجراء تحقيق داخلي واسع النطاق. وتساءل مسؤولو البيت الأبيض في الآونة الأخيرة عن مشروعية تجديد مبنيين تابعين للاحتياط الفيدرالي في واشنطن بكلفة 2.5 مليار دولار، ووصفوا ذلك بالبذخ غير المبرر. وقال بيسنت: "انشغل البنك الفيدرالي بمهام خارج نطاق صلاحياته وهذا هو موضع الإنفاق الكبير". وأضاف: "ولهذا السبب يقومون ببناء أو تجديد هذه المباني، وأنا أرى أنهم بحاجة إلى الالتزام بحدود اختصاصهم". وقال مجلس الاحتياط الفيدرالي رداً على ذلك إن هذه المباني تعاني من عيوب جسيمة في السلامة والكفاءة، مما استدعى تنفيذ عمليات التجديد.



وقال بيسنت، في مقابلة مع شبكة فوكس بيزنس، مساء الثلاثاء، إنه "لا يرى حالياً أي سبب يستدعي استقالة باول"، في محاولة واضحة لطمأنة الأسواق المالية المترقبة لأي تغييرات طارئة على رأس مؤسسة تعد من الأعمدة المستقلة للنظام الاقتصادي الأميركي. وأشار بيسنت، بحسب "فرانس برس" إلى أن التضخم لا يزال يشكل التحدي الأكبر، رغم تراجع مؤشر أسعار المستهلك إلى 2.7% في يونيو، بعد أن بلغ 2.4% في مايو/ أيار، لكنه لا يزال فوق المستوى المستهدف البالغ 2%، وهو ما يبرر وفقا له إبقاء أسعار الفائدة ضمن نطاقها الحالي بين 4.25% و4.50%. 

محادثات تجارية مع الصين

وفي سياق متصل، أعلن بيسنت أن وزارة الخزانة الأميركية ستجري جولة ثالثة من المحادثات التجارية رفيعة المستوى مع الصين يومي 28 و29 يوليو/تموز في استوكهولم، لبحث مستقبل التعرفات الجمركية المفروضة على الجانبين، مع اقتراب انتهاء مهلة التهدئة منتصف أغسطس المقبل. وقال بيسنت إنّ الطرفين توصلا مبدئياً إلى "إطار عمل مشترك" لمواصلة التوافق الذي تحقق في جنيف في مايو، لكنه أشار إلى "وجود قضايا عالقة"، مثل شراء الصين للنفط الإيراني والروسي، وانتهاكات في نظام ترخيص صادرات "العناصر الأرضية النادرة"، وهي مواد أساسية في الصناعات التكنولوجية.

وكانت واشنطن قد فرضت منذ بداية العام رسوماً جمركية بنسبة 10% على العديد من الصادرات، بما في ذلك منتجات من حلفاء تقليديين، إلى جانب رسوم أعلى على الحديد والألمنيوم والسيارات. ومن المقرر أن تزيد هذه الرسوم بداية أغسطس على عشرات الدول، باستثناء الصين، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق. وأكد بيسنت أن بلاده أبرمت بالفعل اتفاقات مبدئية مع بريطانيا، وفيتنام، وإندونيسيا، مشيراً إلى أن "مزيداً من الاتفاقات سيتم الإعلان عنه قريبا"، في ظل سعي إدارة ترامب لإعادة رسم خريطة العلاقات التجارية الأميركية عالمياً.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)




## إيقاف حارس أودينيزي لمدة شهرين بسبب بطاقة صفراء مشبوهة
22 July 2025 07:54 PM UTC+00

أوقفت المحكمة الفيدرالية الإيطالية، اليوم الثلاثاء، حارس نادي أودينيزي، النيجيري مادوكا أوكوي (25 عاماً)، لمدة شهرين، بعد ثبوت تورطه في تعمّد الحصول على بطاقة صفراء مشبوهة، خلال إحدى المباريات. وبهذه العقوبة، سيغيب عن الجولات الأولى من الموسم الجديد. وقد نجا الحارس الشاب من عقوبة أشد، في وقت تُفرض فيه عادة عقوبات تصل إلى أربع سنوات على اللاعبين المتورطين في التلاعب بنتائج المباريات.

وفتح القضاء الإيطالي تحقيقاً بعد ورود شكوك بشأن تعمّد الحارس النيجيري، مادوكا أوكوي، الحصول على بطاقة صفراء خلال مباراة جمعت أودينيزي بنظيره لاتسيو في الدوري الإيطالي، بحسب ما أوردته مجلة ليكيب الفرنسية، اليوم الثلاثاء. وتعود الحادثة إلى 11 مارس/ آذار 2024، حينما تلقى أوكوي بطاقة إنذار في الدقيقة الـ64، إثر إصراره المتعمد على تضييع الوقت، وهو سلوك يُعاقب عليه القانون الكروي بالبطاقة الصفراء.

وأوضحت المجلة أن أحد أصدقاء الحارس راهن على تلقيه بطاقة صفراء في الدقيقة الـ64، ما مكنه من تحقيق أرباح بلغت 120 ألف يورو. هذه الواقعة دفعت القضاء إلى فتح تحقيق موسّع لتحديد هوية الرابح وعلاقته بلاعبي أودينيزي، قبل أن يتبيّن أنه صديق مقرّب من أوكوي، وأن البطاقة كانت مرتبطة مباشرة بالرهان.

وتعيد هذه الحادثة تسليط الضوء على الفساد المتزايد في كرة القدم، الذي تغذّيه شبكات المراهنات المشبوهة، إذ تتحوّل بعض المباريات إلى أدوات لتحقيق أرباح غير مشروعة على حساب القيم الرياضية. فحين يُستخدم الملعب ساحةً للتلاعب بدلاً من التنافس الشريف، تُهدَر جهود اللاعبين، وتُشوَّه نزاهة النتائج، وتُسرق أحلام الجماهير. والأخطر من ذلك، أن استمرار مثل هذه التجاوزات يهدّد الثقة العامة في اللعبة، ويضعف العدالة التي بُنيت عليها كرة القدم.



ورغم أن مادوكا أوكوي كان مهدداً بعقوبة تصل إلى أربع سنوات، كما تنص لوائح التلاعب بنتائج المباريات، فإن القضاء الفيدرالي الإيطالي اكتفى بإيقافه لمدة شهرين فقط، في قرار أثار ردود فعل متباينة. فبينما رأى البعض فيه نوعاً من التساهل غير المبرر، اعتبره آخرون فرصة أخيرة لحارس شاب سقط في فخ المراهنات. ومع ذلك، تبقى الرسالة الأهم أن كرة القدم تظل مهددة من الداخل، ما لم تُتخذ خطوات حاسمة لمحاربة الفساد المتنامي من رهانات تُغري اللاعبين بتجاوز الخطوط الحمراء، وتُضعف أسس النزاهة التي قامت عليها اللعبة.




## ترامب يعلن اتفاقاً تجارياً مع الفيليبين ويستعد لمحادثات مع الصين
22 July 2025 08:08 PM UTC+00

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق تجاري مع الفيليبين يخفض الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات من الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، إلى 19% مقارنة بنسبة سابقة بلغت 20%. ولدى استقباله في البيت الأبيض، وصف ترامب نظيره الفيليبيني فرديناند ماركوس بـ"المفاوض الصعب جداً"، قائلاً إنهما يقتربان من التوصل إلى "اتفاق تجاري كبير". لكنه أفاد على منصته "تروث سوشال" لاحقاً بأنه سيمضي قدماً بفرض رسوم جمركية نسبتها 19% على منتجات مانيلا، بينما ستكون السوق الفيليبينية مفتوحة تماماً أمام السلع الأميركية.

وكانت الفيليبين التي تعد حليفة تاريخية لواشنطن، من بين البلدان التي بعثت رسائل لترامب هذا الشهر تحذر من تداعيات فرض رسوم نسبتها 20% على جميع صادراتها إلى الولايات المتحدة، اعتباراً من الأول من أغسطس/ آب، مقارنة بنسبة سابقة هدد بها الرئيس الأميركي بلغت 17%. يأتي ذلك رغم توطيد البلدين علاقاتهما الدفاعية في ظل التوتر بين مانيلا وبكين. ونشرت الولايات المتحدة العام الماضي في ظل حكم الرئيس جو بايدن، صواريخ تطلق من الأرض في الفيليبين. كذلك سعت لتصنيع الذخيرة في الفيليبين رغم إغلاق قاعدة بحرية أميركية عام 1992 في خليج سوبيك، نتيجة ضغوط شعبية كبيرة.

وقال ماركوس: "كل ما نعتبره جزءاً من تحديث الجيش الفيليبيني هو في الحقيقة رد على الظروف المحيطة بالوضع في بحر الصين الجنوبي". وأضاف: "نشعر بقلق بالغ حيال الدفاع عن أراضينا وممارسة حقوقنا السيادية". وتابع بأن "الولايات المتحدة لطالما كانت حليفنا الأقوى والأقرب والأكثر موثوقية". وخاضت الصين والفيليبين سلسلة مواجهات في المياه المتنازع عليها التي تطالب بكين بها كاملة، رغم حكم دولي بعدم وجود أساس قانوني لهذه المطالبة. وبينما تعتبر إدارة ترامب أن الصين أكبر خصم للولايات المتحدة، إلا أن الرئيس نفسه يتباهى بعلاقته مع نظيره شي جين بينغ. وقال إنه سيزور الصين بدعوة من شي "على الأرجح" في "المستقبل غير البعيد كثيراً". وتابع في إشارة إلى ماركوس: "لا مانع لدي إن كانت علاقته بالصين جيدة، إذ إن علاقتنا بالصين تمضي جيداً".



مفاوضات حاسمة مع الصين

وفي السياق ذاته، أفاد وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، اليوم الثلاثاء، بأنه سيلتقي مسؤولين صينيين في استوكهولم الأسبوع المقبل لبحث الرسوم الجمركية مع اقتراب انتهاء المهلة لزيادتها مجدداً، والمحددة في منتصف آب/ أغسطس. وقال بيسنت لشبكة "فوكس بزنس" إنه سيتحدث مع مسؤولين صينيين في 28 و29 يوليو/ تموز في إطار جولة ثالثة من المفاوضات عالية المستوى، للتوصل إلى ما رجّح أن يكون اتفاقاً على تمديد المهلة. وتبادلت واشنطن وبكين فرض رسوم مرتفعة على صادرات البلدين في وقت سابق هذا العام بلغت مستويات مئوية، ما أدى إلى تعطّل التجارة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم مع ارتفاع مستوى التوتر.

لكن بعد اجتماع كبار المسؤولين في جنيف في مايو/ أيار، اتفق الطرفان على خفض مستويات رسومهما الجمركية في خطوة لخفض التصعيد تنقضي مهلتها الشهر المقبل. كذلك اجتمع مسؤولون من البلدين في لندن في يونيو/ حزيران. وقال بيسنت في المقابلة إن "مدة هذا الاتفاق تنقضي في 12 أغسطس، وسأكون في استوكهولم الاثنين والثلاثاء مع نظرائي الصينيين، وسنعمل على ما يرجّح أن يكون تمديداً" للمهلة. وأشار إلى أن واشنطن ترغب أيضاً في بحث مجموعة أوسع من المواضيع، بما في ذلك على الأرجح، شراء الصين للنفط الإيراني والروسي. أما بالنسبة إلى الاقتصادات التي تنقضي في الأول من أغسطس، المهلة الممنوحة لها قبل بدء تطبيق الرسوم الجمركية الأميركية الأعلى، فقال بيسنت إنه يتوقع أن ترتفع التعرفات مجدداً، لكنه أشار إلى أن واشنطن ستواصل المفاوضات.

وتعطلت المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في البداية بعد اجتماع جنيف في مايو، رغم أن بيسنت قال إن التجارة في وضع جيد الآن مع بكين. وبرزت الخلافات إلى الواجهة عندما اتّهم مسؤولون أميركيون في وقت سابق بكين بانتهاك الاتفاق بين البلدين والمماطلة في موافقات تراخيص تصدير العناصر الأرضية النادرة التي تعد أساسية في صناعة الإلكترونيات وغيرها من المنتجات. واتفق البلدان منذ ذاك على إطار عمل للمضي قدماً في التوافق الذي توصلا إليه في جنيف. ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني، فرض ترامب رسوماً جمركية نسبتها 10% على الحلفاء والمنافسين على حد سواء، إضافة إلى رسوم أعلى على الصلب والألمنيوم والسيارات. ومن المتوقع أن تزيد هذه النسبة في الأول من أغسطس على عشرات الدول، باستثناء الصين، ما لم تتوصل تلك البلدان إلى اتفاق مع واشنطن.

(فرانس برس، العربي الجديد)




## تجدّد المطالب بوقف الغرس العشوائي لأشجار النخيل في مدن المغرب
22 July 2025 08:12 PM UTC+00

تعالت أصوات نشطاء بيئيين في المغرب مجدداً، للمطالبة بوقف الغرس العشوائي لأشجار النخيل في شوارع المدن، خارج نطاقها الطبيعي في الواحات، وذلك بالتزامن مع شروع السلطات في تنزيل السياسة الجديدة لتهيئة المدن الكبرى في البلاد. وتحوّلت شوارع المدن المغربية، في الفترة الأخيرة، في سياق إعادة تهيئتها استعداداً لتنظيم كأس أمم أفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، إلى فضاءات لغرس أشجار النخيل، بالرغم من النداءات المتكررة التي ما فتئت تطلقها فعاليات مدنية من أجل تعويضها بأشجار من أصناف أخرى.

وفي ظل هذا الوضع، لجأت حركة "مغرب البيئة 2050" (غير حكومية)، الأسبوع الماضي، إلى مراسلة جماعة (بلدية) الرباط قبل بدء أشغال تجديد الشوارع والبنى التحتية، من أجل الحفاظ على تراث الأشجار المعمرة والمحاور البيئية. كما راسلت وزارة إعداد التراب وسياسة المدينة ووزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، مطالبة بوقف غرس النخيل في الشوارع المغربية والمدن الكبرى كالدار البيضاء وطنجة وأكادير، منتقدة غرسه بدل الأشجار التي تمتص ثاني أكسيد الكربون بهذه المدن، محذرة من أن استمرار غرس النخيل خارج مجاله الواحي سيشكل خطراً على البيئة.

وفي حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، قالت رئيسة حركة "مغرب البيئة 2050"، سليمة بلمقدم، إنّ "غرس النخيل خارج مجاله الواحي خطأ مهني بيئي فادح، لأنه انتهاك للهوية والذاكرة المنظرية للمجال الترابي"، موضحة أن النخلة المغروسة في غير مجالها لا تكون بصحة جيدة وينتهي بها الأمر إلى الذبول ثم الموت. ولفتت بلمقدم إلى أن" مدبري الفضاء العام بالمدن المغربية فرضوا نوعاً دخيلًا من النخل هو الأميركي الأصل "الواشنطونيا" أو "البريتشارديا" حتى إنه تم إدماجه بجانب النخل البلدي الشامخ في مراكش منذ مدة أمام صمت الجميع"، معتبرة ذلك "انتهاكاً لحقوق منظرنا الطبيعي الأصلي الذي يشكل هويتها المنظرية والتاريخية وجريمة بيئية وتراثية".

وقالت الناشطة البيئية، إنّ عدداً من المناطق المغربية تشهد "تخريباً لهويتها المنظرية والإيكولوجية" من بينها جهة طنجة تطوان الحسيمة، موطن الصنوبريات، التي شهدت اجتثات الأنواع الشجرية المحلية وتعويضها بكثافة في شوارعها وساحاتها بنوع "الواشنطونيا" أو حتى النخل البلدي. واعتبرت أن مطالبة نشطاء الحركة بوقف غرس النخيل نابع من حرصهم ووعيهم بضرورة تقنين غرسها ومن ثمة المحافظة عليها وعلى خصوصية وطابع كل منطقة ومدينة، لافتة إلى أن ظاهرة غرس النخيل في كل المدن لا تحترم التنوع البيو- مناخي لكل منطقة، كما تؤدي إلى تشويه طابع كل مدينة وجعل المدن مستنسخة ومتشابهة في ما بينها.



وقالت إنّ "المغرب يعيش حالة طوارئ بيئية بسبب الجفاف ونقص الأشجار علاوة على حرائق الغابات واجتثاث الأشجار داخل المدن، لهذا بات اليوم، من الضروري دق ناقوس الخطر وعدم السماح بالغرس العشوائي للنخيل". وأوضحت أنّ "الاستمرار في غرس النخيل في المدن خارج مجال الواحات هو إخلال بالخدمات الإيكولوجية للشجرة التي تتجلى في امتصاص ثنائي أكسيد الكربون وتثبيت الغبار، بالإضافة إلى الإمداد بالظل، والتخفيف من درجات الحرارة".

وكانت حركة "مغرب البيئة 2050"، قد أطلقت في صيف 2022 عريضة على موقع "أفاز" العالمي، طالبت فيها كلاً من وزيرة إعداد التراب وسياسة المدينة، ووزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة بـ"توقيف التهيئة غير المهنية والغرس العشوائي واللامسؤول للنخيل، مع النهوض بغرس الأشجار الملائمة لكل بيئة جهوية حسب مخطط منظري مهني مستدام".




## إلغاء مسيرات 25 يوليو في تونس: فشل توحيد تحركات المعارضة
22 July 2025 08:21 PM UTC+00

أكدت أغلب القوى السياسية والمدنية في تونس اليوم الثلاثاء، إلغاء المسيرات والتحركات التي كانت تنوي القيام بها يوم 25 يوليو/ تموز الحالي وذلك بسبب فشل جهود التنسيق الرامية إلى تنظيم تحرك مشترك للقوى السياسية والمدنية في البلاد. وقالت جبهة الخلاص الوطني، في بيان لها، إنها رغم ما قدمته من تنازلات لإنجاح هذه الجهود، إلا أنها اضطرت إلى تأجيل المسيرة التي دعت إليها يوم 25 يوليو، مضيفة أنها ستعلن تحركاتها في قادم الأيام.

بدورها، أعلنت الشبكة التونسية للحقوق والحريات، أنها بعد الدعوة التي أطلقتها للتظاهر يوم 25 يوليو، إلا أنها بعد تعميق النقاش مع بقية مكونات الطيف المدني والسياسي الديمقراطي التقدمي والاطلاع على بقية الدعوات إلى التظاهر في التاريخ والتوقيت نفسيهما، فقد قررت تأجيل التحرك الاحتجاجي لتاريخ آخر يُعلَن لاحقاً من أجل مزيد من التنسيق مع المكونات الديمقراطية والتقدمية. وأضافت الشبكة، في بيان لها، أنها ستواصل دفاعها عن كل الحقوق لكل الناس، وأن هوية الشبكة الديمقراطية والتقدمية المبدئية تمثل حصراً بوصلة نشاطها ومعيار تنسيقها مع بقية المكونات الديمقراطية والتقدمية الشريكة لها.



وقال القيادي في جبهة الخلاص الوطني، رياض الشعيبي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ جبهة الخلاص الوطني كانت قد دعت إلى مسيرة يوم 25 يوليو صباحاً، ولكن بعد التواصل مع مكونات الشبكة التونسية للحقوق والحريات تم الاتفاق على أن يكون التحرك مشتركاً، ولذلك أُجِّل، على أن يتولى كل طرف الدعوة إلى التحرك بصفة مستقلة، موضحاً أن بعض القوى المكونة للشبكة رفضت ذلك وأُلغيَ التحرك المشترك. وأضاف المتحدث أن سبب الرفض هو التعللات السابقة نفسها، وهي التي أدت إلى تقسيم المعارضة على أساس الهوية والإيديولوجيا، في حين أن الخطر الذي يهدد تونس كبير، وجل المكاسب مهددة، مؤكداً أنه عوض الدفاع عن مكاسب الشعب التونسي والدفاع عن الحقوق والحريات، فإن الانقسامات على أساس الهوية والإيديولوجيا تتواصل.

وبيّن الشعيبي أنّ مسؤولي جبهة الخلاص الوطني اضطروا إلى إلغاء التحرك إيماناً منهم بالعمل المشترك الذي يأتي ضمن رؤيتهم السياسية، حيث إنه لا مخرج من الأزمة التي تمر بها تونس إلا بعمل وطني جامع، مؤكداً أن هناك قوى سياسية داخل الشبكة تقاسمهم القناعات نفسها "ولكن للأسف هناك قوى أخرى إقصائية لم تتحرر بعد من أفكارها السابقة المنغلقة". ولفت إلى أن هذا الفشل لن يصيبهم باليأس "وواعون أن الظرف الذي تمر به النخب السياسية صعب، وأن هناك ضغوطات على جل الفاعلين السياسيين، ولكن الأيادي ستبقى مفتوحة دائماً لأي تنسيق أو عمل مشترك لأنه الوحيد القادر على إخراج البلاد من أزمتها".

من جهته، قال الاتحاد العام التونسي للشغل، في بيان له، اليوم، إنه إثر صدور دعوات إلى التظاهر انطلاقاً من بطحاء محمد علي الحامي بدار الاتحاد العام التونسي للشغل، فإن المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد يؤكد دفاعه عن حق التظاهر والاحتجاج السلميين، وعدم علمه المسبق بهذه الدعوات، وعليه فهو ليس معنياً بالمشاركة في هذه التحركات. وجدد تأكيده وحرصه على مواصلة التنسيق مع المنظمات والجمعيات المدنية التي تتقاطع معه في المبادئ. كذلك إن الرمزية النضالية لبطحاء محمد علي لا يجب أن تخول لأي طرف تجاوز هياكل الاتحاد ومحاولة إحراجه أو إرباكه والمزايدة عليه أو التعدي على الفضاء. ودان الاتحاد حملة التحريض والتشويه التي يشنها عليه أنصار السلطة وبعض الأطراف.




## ويتكوف يتوجه إلى المنطقة لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة
22 July 2025 08:21 PM UTC+00

يتوجه مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف إلى المنطقة، لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة، وذلك حسبما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس، اليوم الثلاثاء، في مؤتمر صحافي بمقرّ الوزارة في واشنطن. وقالت بروس: "خلال محادثتي اليوم مع وزير الخارجية (ماركو روبيو) أشار إلى أن المبعوث الخاص (للرئيس ترامب لمنطقة الشرق الأوسط) يتجه الآن إلى الشرق الأوسط، ولدى الجميع الرئيس والوزير والمبعوث الخاص تفاؤل بالتقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار وكذلك في أن يكون هناك ممر إنساني لتدفق المساعدات التي وافق عليها الجانبان".

وأضافت: "الوزير روبيو طرح فكرة ممر للمساعدات في غزة يسمح لكيانات متعددة بتقديم المساعدات دون اختطافها من حماس"، على حد وصفها، وأن "الوضع الإنساني في غزة يتطلب وقف إطلاق النار وممرّاً لتحرك قوافل المساعدات الإنسانية".

وانتقد أكثر من صحافي استمرار سقوط المدنيين في محيط مركز "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل لتقديم المساعدات لأهالي القطاع، وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية إلى أن المؤسسة ستستمر في غزة، ولكن من الممكن السماح بوجود "مؤسسات ومنظمات أخرى لتقديم المساعدات الإنسانية بطريقة لا تسمح بالاستيلاء عليها من قبل حماس"، وفق قولها.



والأربعاء الفائت، قال ويتكوف إن المفاوضات الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة تسير بشكل إيجابي، وذلك في ظل جهود وساطة قطرية مصرية بدعم من واشنطن لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.

يأتي هذا في وقت تستمرّ المحادثات في الدوحة بشأن غزة، ونقلت صحيفة هآرتس عن مصدر سياسي إسرائيلي مطلع على مفاوضات غزة، قوله السبت الفائت، إن تل أبيب تجري للمرة الأولى مفاوضات مع حركة حماس تتعلق بإمكانية إنهاء الحرب. وبحسب ما أوردت الصحيفة، فإن "المحادثات الجارية في الدوحة مختلفة جذرياً عن سابقاتها، إذ تبحث هذه المرة إمكانية إنهاء الحرب، وليس فقط إطلاق سراح الأسرى". ولفت المصدر إلى أن "الصفقات السابقة ركزت على تحرير الأسرى مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، لكن هذه الصفقة تتعامل مع مسألة إنهاء الحرب بشكل أوسع، ما يجعل كل شيء مترابطاً ومعقداً".

وفي ما يخص الوضع في سورية، قالت بروس ردا على سؤال صحافي: "لا يمكنني تأكيد وجود اجتماع بين المبعوث الأميركي ومسؤوليين سوريين وإسرائيليين"، وذلك بعدما نُشرت تقارير عن اجتماع يوم الخميس المقبل بين مسؤولين يمثلون واشنطن ودمشق وتل أبيب لبحث التفاهمات الأمنية في جنوب سورية.




## 5 قتلى من الجيش الصومالي بعد مواجهات مع قوات تابعة لولاية جوبالاند
22 July 2025 08:31 PM UTC+00

اندلعت اشتباكات مسلحة، اليوم الثلاثاء، في مدينة بلد حواء الواقعة على الحدود الجنوبية للصومال بإقليم جوبالاند الفيدرالي، عقب وصول عبد الرشيد جنن، الوزير الأمني السابق في ولاية جوبالاند، إلى البلدة بعد تعيينه من قبل الحكومة الفيدرالية مديرًا لجهاز الاستخبارات في إقليم جدو. وقد أدّى هذا التطور إلى توتر ميداني وتصعيد عسكري بين القوات الموالية للحكومة الفيدرالية وقوات ولاية جوبالاند.

وبحسب مصادر محلية، اندلعت المواجهات فور وصول عبد الرشيد على متن مروحية عسكرية قادمة من العاصمة مقديشو، برفقة ضباط وقوات إضافية من الجيش الوطني الصومالي. ويأتي هذا التحرك في سياق النزاع المستمر بين الحكومة الفيدرالية وولاية جوبالاند حول السيطرة على إقليم جدو، وهو إقليم ذو أهمية استراتيجية، لوقوعه على حدود كل من كينيا وإثيوبيا.

وأفادت تقارير أولية بمقتل ما لا يقل عن خمسة جنود، إضافة إلى إصابة عدد من المدنيين بجروح متفاوتة، وسط صعوبة في التحقق من الحصيلة الدقيقة. وشهدت المدينة إطلاق نار كثيفاً بالقرب من مقر الإدارة المحلية ومواقع أخرى، ما دفع السكان إلى البقاء في منازلهم. ومع حلول مساء الثلاثاء، خيم الهدوء الحذر على المدينة، وسط مخاوف من تجدد الاشتباكات.

وأعلنت سلطات ولاية جوبالاند، في بيان عبر وسائل إعلامها الرسمية، أن قواتها استعادت السيطرة الكاملة على مقر المديرية والمناطق المحيطة بها، وأفادت باعتقال عناصر من القوات الموالية للحكومة الفيدرالية، مشيرة إلى أن عبد الرشيد جنن انسحب من الموقع وتجري ملاحقته. من جهتها، أصدرت وزارة الأمن الداخلي في الحكومة الفيدرالية بيانًا دانت فيه ما وصفته بـ"محاولة لزعزعة النظام الدستوري"، محملة المسؤولية لمليشيات تابعة لرئيس ولاية جوبالاند، أحمد إسلام مدوبي. وأضاف البيان أن أي استخدام للقوة لتغيير الوضع السياسي في المناطق الفيدرالية يُعد غير مقبول وسيواجه بعواقب قانونية.

في المقابل، اتهمت سلطات جوبالاند الحكومة الفيدرالية بشن هجوم غير مبرر على المدينة، مؤكدة أن قواتها تصدت لهجوم نفذته عناصر تعمل تحت إشراف مباشر من الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود. وفي السياق، أعرب مجلس الإنقاذ الوطني، الذي يضم تكتل المعارضة وعددًا من النواب في البرلمان، عن بالغ أسفه وإدانته الشديدة للمواجهات العنيفة التي شهدتها مدينة بلد حواء بإقليم جدو، بين قوات الحكومة الفيدرالية الصومالية وقوات ولاية جوبالاند. 

وأشار المجلس، في بيان مساء اليوم الثلاثاء، إلى نتائج الاجتماع الذي عُقد في العاصمة مقديشو بتاريخ 25 يونيو/ حزيران 2025، الذي ضم الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود وقيادات الهيئة، حيث أُكِّدَت ضرورة توحيد الصف الوطني، ونبذ العنف، وتغليب لغة الحوار لحل الخلافات. وأكد البيان أن ما يجري اليوم في جدو يُعد انقلابًا على هذه التفاهمات ويهدد الأمن والاستقرار، ويقوض جهود السلام والمصالحة الوطنية.



وأعرب المجلس عن استيائه من استخدام الجيش الوطني الصومالي في نزاعات ذات طابع سياسي، معتبرًا أن القيادة الفيدرالية فوتت فرصة تاريخية لتوحيد الصف الصومالي ضد العدو المشترك المتمثل بالجماعات الإرهابية، بدلاً من زج الجيش في معارك داخلية تزيد الانقسامات بين أبناء الوطن الواحد. وفي ختام البيان، دعا المجلس قيادة الحكومة الفيدرالية إلى وقف فوري للعمليات العسكرية الجارية ضد ولاية جوبالاند، والعودة إلى طاولة الحوار السياسي، بما يضمن توجيه جهود الدولة نحو محاربة الإرهاب وتحقيق التوافق الوطني لاستكمال مسيرة بناء الدولة الصومالية.

وتُعد مدينة بلد حواء نقطة توتر دائمة في الخلاف السياسي بين الحكومة الفيدرالية وولاية جوبالاند، ولا سيما منذ إعادة انتخاب أحمد محمد إسلام (أحمد مدوبي) عام 2024 رئيسًا للولاية للمرة الرابعة، في انتخابات أثارت جدلًا بشأن التمثيل البرلماني لإقليم جدو. وتتهم جوبالاند الحكومة الفيدرالية بمحاولة فرض إدارة موازية في الإقليم، وهي اتهامات تنفيها الحكومة المركزية التي تؤكد سعيها لتوسيع سلطتها وفق الدستور.

وتشير مصادر مقربة من الحكومة إلى أن تعيين عبد الرشيد جنن يأتي ضمن تحركات أوسع لتعزيز السيطرة الفيدرالية على الإقليم استعدادًا لإجراء انتخابات عامة بنظام "صوت واحد لكل مواطن" في ست مناطق من جدو، ما يعكس استمرار التنافس السياسي والعسكري بين الطرفين حول مستقبل إدارة الإقليم.




## صندوق النقد يتوقع ارتفاع دعم الوقود في مصر رغم وعود بإلغائه
22 July 2025 08:38 PM UTC+00

توقع صندوق النقد الدولي أن يقفز دعم الوقود في مصر إلى 130 مليار جنيه (نحو 2.7 مليار دولار) في العام المالي 2027–2028، على الرغم من إعلان الحكومة المصرية عزمها إلغاء دعم الوقود نهائياً بحلول نهاية 2025، باستثناء دعم السولار والبوتاغاز. وكان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي قد أعلن في 12 مارس/ آذار 2025 نية الحكومة إلغاء الدعم نهائياً بحلول نهاية العام، ضمن التزاماتها باتفاق الإصلاح الهيكلي الموقع مع صندوق النقد في إطار قرض بقيمة 8 مليارات دولار.

وبحسب التقرير الأخير للصندوق الصادر في 15 يوليو/ تموز الجاري، من المتوقع أن يسجل دعم الوقود نحو 79 مليار جنيه (نحو 1.65 مليار دولار) خلال العام المالي الحالي (2025–2026)، وهو ما يزيد بنحو 4 مليارات عن المبلغ المخصص في موازنة الحكومة والمقدّر بـ75 ملياراً (1.56 مليار دولار). ثم يرتفع إلى 95 ملياراً (نحو 1.98 مليار دولار) في 2026–2027، ليصل إلى ذروته البالغة 130 مليار جنيه في 2028.

ويرى خبراء اقتصاد في تصريحات لـ"العربي الجديد" أنّ هذه الزيادات ليست مؤشراً على توسع الدولة في سياسات الرعاية، بل تعكس التأثيرات المزدوجة لانخفاض سعر الجنيه وارتفاع أسعار الطاقة العالمية، ما يؤدي إلى زيادة دعم الوقود عند احتسابه بالعملة المحلية رغم ثبات أو تقليص الكمية أو القيمة الحقيقية بالدولار. وبرغم إعلان الحكومة إلغاء نظام الدعم تدريجياً عن الوقود، لا تزال تنفق 366 مليون جنيه يومياً و11 مليار جنيه شهرياً على دعم الوقود، وفقاً لبيان من وزارة البترول المصرية، في 11 إبريل/ نيسان الماضي. ورفعت الحكومة أسعار الوقود في محطات البنزين في إبريل الماضي لتزيد أسعاره بموجب هذا القرار بنسب تتراوح بين 11.8% و14.8%.

ووفق تقرير المراجعة الرابعة لبرنامج قرض مصر البالغة قيمته 8 مليارات دولار، يقدر إجمالي دعم الطاقة هذا العام بـ154 مليار جنيه (نحو 3.2 مليارات دولار)، مقابل 150 ملياراً قدرتها الحكومة. ويتوقع أن يرتفع إلى 180 ملياراً (3.75 مليارات دولار) في 2027–2028، ثم إلى 190 ملياراً (نحو 3.95 مليارات دولار) في 2028–2029، قبل أن يتراجع إلى 166 ملياراً (3.45 مليارات دولار) في 2029–2030. وسجل دعم الكهرباء هذا العام 75 مليار جنيه (1.56 مليار دولار)، ويتوقع أن ينخفض إلى 45 ملياراً (0.94 مليار دولار) في 2026–2027، ثم يعود للارتفاع تدريجيا إلى 63 ملياراً (1.31 مليار دولار) في 2029–2030. وتوقع صندوق النقد أن يسجل الدعم الغذائي هذا العام 153 مليار جنيه (نحو 3.19 مليارات دولار)، مع استقرار نسبي للأعوام الثلاثة التالية، قبل أن يقفز إلى 163 ملياراً (3.4 مليارات دولار) في 2029–2030، بما يعكس استمرار الدولة في دعم الغذاء كركيزة للاستقرار الاجتماعي.



وقدّر الصندوق أن يصل إجمالي الدعم والمنح والمزايا الاجتماعية في مصر خلال 2025–2026 إلى 744 مليار جنيه (نحو 15.5 مليار دولار)، على أن يرتفع إلى 833 مليار جنيه (نحو 17.35 مليار دولار) في العام التالي. ووفق موازنة الحكومة الصادرة في إبريل الماضي، تم تخصيص 732.6 مليار جنيه (نحو 15.26 مليار دولار) لهذا البند، موزعة كما يلي: دعم السلع التموينية والخبز: 160 مليار جنيه (3.33 مليارات دولار)، وبرنامج تكافل وكرامة: 54 مليار جنيه (1.13 مليار دولار)، ودعم الوقود: 75 مليار جنيه (1.56 مليار دولار)، ودعم الكهرباء: 75 مليار جنيه (1.56 مليار دولار). وبسبب الرفع المستمر لأسعار الوقود والبنزين والكهرباء وحالة الاحتقان في الشارع وتأثير ذلك على بطء النمو، يتوقع أن تؤجل الحكومة المصرية زيادة أسعار الكهرباء الصيف الحالي، خاصة أنها رفعتها بنسب تتراوح بين 14% و40% بين أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول 2024.

وحول الدعم الغذائي، توقع تقرير صندوق النقد الدولي أن يرتفع بمقدار 10 مليارات جنيه خلال السنوات الخمس المقبلة، حيث يقدر أن يبلغ 153 مليار جنيه خلال العام المالي الحالي، قبل أن ينخفض إلى 149 مليار جنيه خلال الأعوام المالية الثلاثة التالية، ثم يسجل قفزة جديدة ليصل إلى 163 مليار جنيه في العام المالي 2029–2030، باعتباره من أهم أدوات الاستقرار الاجتماعي. ووفقا لتقارير حكومية مصرية، يتوقع أن يرتفع الإنفاق على الدعم الغذائي إلى نحو 0.7% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام المالي الجاري، ثم يتراجع تدريجيا إلى 0.6% في العام المقبل، و0.5% في 2027–2028، في مقابل التوسع في برامج التحويلات النقدية الموجهة، وزيادة الموارد المخصصة لقطاعي الصحة والتعليم.




## من الخطيب إلى الحضري.. ظاهرة نجوم كرة القدم المصرية في السينما
22 July 2025 08:45 PM UTC+00

لا تزال السينما عالماً مُبهراً لنجوم الكرة في مصر، على الرغم من الإخفاقات، وعشرات التجارب الفاشلة، لظاهرة اقتحام نجم الرياضة، مجال الفن والتمثيل بين وقت وآخر. وشهدت الساعات الأخيرة تخلي محمود الخطيب، النجم التاريخي للنادي الأهلي والمنتخب المصري، عن سياسة رفض الظهور في عمل درامي أو سينمائي، رغم عشرات الضغوط التي لاحقته لعقود طويلة، وقد فاجأ الجميع بمشاركة درامية منتظرة في مسلسل متلفز يُعرض قريباً.

وأعاد محمود الخطيب رئيس نادي الأهلي الحالي، سيناريو ظهور ومشاركة نجوم الكرة في عالم السينما والدراما، من خلال الوجود في مشهد ضمن مسلسل "كتالوج" من إخراج وليد نبيل الحلفاوي، ويشارك في دور أب يقدم النصيحة في مشهد قصير، مع تكتم شديد عن باقي التفاصيل في المسلسل من جانب الإنتاج، بناء على وصية من الفنان "الأهلاوي" الراحل نبيل الحلفاوي، الذي طالب الخطيب قبل وفاته بالمشاركة في العمل، لدعم نجله المخرج.

ويُعد ظهور "بيبو" في عمل متلفز، ظاهرة نادرة، حيث رفض عدة مرات اقتحام مجال الفن، وله واقعة شهيرة، حينما رفض أداء دور شحاتة أبو كف في فيلم "غريب في بيتي" قبل عدة سنوات، والذي أداه الفنان الراحل نور شريف. وأعاد الخطيب الذاكرة لنجم "أهلاوي كبير"، لمع في مجال السينما، وله فيلم حقق نجاحاً واسعاً في الستينيات، ويعتبر من أفضل الأفلام في تاريخ السينما المصرية، ولكنه رفض أن يحترف المجال، وابتعد سريعاً بعد ظهوره في ثلاثة أفلام، منها دور البطولة في فيلم مع الراحل صالح سليم، أسطورة النادي الأهلي ورئيس الفريق لسنوات طويلة. وأدى سليم دور البطولة في فيلم "الشموع السوداء" مع الفنانة نجاة، وحقق نجاحاً كبيراً، لأدائه المميز لشخصية قوية تقترب كثيراً من شخصيته، وظهر في أفلام أخرى، مثل "السبع بنات" و"الباب المفتوح"، ولكنه قرر في نهاية المطاف خلال الستينيات، عدم الاستمرار في مجال السينما.

ومن التجارب التي حققت نجاحاً، تجربة حارس مرمى الأهلي الأسبق، إكرامي الشحات، في المجال الكوميدي، حيث ظهر في عدة أفلام، حققت نجاحاً واسعاً، حينما كان حارساً للأهلي في السبعينيات والثمانينيات بشخصيته، مثل أفلام "يارب ولد" و"رجل فقد عقله"، ولكنه اختار عدم احتراف مجال الفن، وعاد إلى العمل التدريبي بعد اعتزاله كرة القدم. وشهدت السنوات الأخيرة تجارب درامية وسينمائية عديدة لنجوم الكرة المصرية في مسلسلات وأفلام مختلفة، لعل أشهرهم أحمد حسام ميدو نجم الكرة الشهير، والذي لعب لعدة سنوات في أوروبا، والذي ظهر في فيلم "الحريفة"، ويؤدي خلاله دور مدرب كرة ومدرس ثانوي، ويقدم النصائح بشأن كرة القدم، كما شارك ميدو في مقاطع كوميدية لبرامج تعرض على المنصات المختلفة قبل فترة، وتخصص في الجانب الكوميدي.

 كما ظهر في دور ضيف الشرف، أحمد شوبير حارس مرمى الأهلي ومنتخب مصر الأسبق، حينما أدى دور مُعلق كرة قدم في فيلم للمغني تامر حسني، والممثل الكوميدي أكرم حسني، وهو فيلم "البدلة". ومن التجارب الشهيرة، تجربة نجم الزمالك الأسبق والإعلامي، خالد الغندور، قبل عدة سنوات، وقد شارك بالظهور في أفلام مثل فيلم "زي الهوا" مع ريهام عبد الغفور وخالد النبوي وغادة عبد الرازق وداليا البحيري، وظهر أيضاً في فيلم آخر هو "الحاسة السابعة" للفنان أحمد الفيشاوي، ولم يستمر طويلاً في مجال الفن، واحترف العمل الإعلامي في مجال تقديم البرامج الرياضية. كما ظهر علي ماهر نجم الأهلي السابق والمدير الفني لنادي سيراميكا كليوباترا حالياً في عالم السينما، عبر دور شرفي في فيلم "سيد العاطفي"، وكذلك ظهر في فيلم آخر هو "بالعربي سندريلا".

وظهر إبراهيم سعيد نجم الأهلي والزمالك السابق في السينما والدراما معاً، عبر مشاركات شرفية، مثل مسلسل لمصطفى شعبان اسمه "مزاج الخير"، كما ظهر في فيلم "العالمي" مع يوسف الشريف، ولكن إبراهيم سعيد لم يستمر هو الآخر طويلاً في مجال الدراما والسينما. وهناك مشاركات شرفية لمعلق كروي شهير، هو مدحت شلبي، الذي ظهر في دور المعلق في فيلم للفنان عادل إمام "مرجان أحمد مرجان"، وحقق نجاحاً لافتاً، وظهر خلاله مدحت شلبي معلقاً على مباريات مرجان أحمد مرجان مع فريق الجامعة الخاصة التي كان يدرس بها.



وبعيداً عن المشاركات الشرفية، كان هناك نجوم للكرة حاولوا احتراف مهنة التمثيل في مصر، عبر السينما والدراما، وتعددت أعمالهم الفنية، ولكن مع عدم النجاح المدوي على غرار التألق في كرة القدم، ابتعدوا بشكل تدريجي عن المشهد. ولعل أبرز هؤلاء جمال عبد الحميد قائد منتخب مصر في كأس العالم 1990 في إيطاليا، والذي لعب للأهلي والزمالك، وشارك في عدة أفلام ومسرحيات، أشهرها "الصاغة"، و"دقي يا مزيكا" في التسعينيات، ولكن لم يحقق النجاح الكافي ليبتعد تماماً عن المشهد. وهناك شريف عبد المنعم نجم الأهلي الشهير في الثمانينيات، والذي ظهر في أكثر من عشرة أعمال فنية، أبرزها أفلام "فتاة من إسرائيل"، و"إمبراطورية الشر"، و"عودة الهارب"، وكان يسعى لإعادة تكرار تجربة نجم هوليوود في مصر، جون ترافولتا، لكن لم تنجح التجارب وابتعد هو الآخر بشكل تدريجي، وتفرغ للعمل محللاً رياضياً.

ومن المفارقات التي لا تنسى، إنتاج فيلم يضم عدداً كبيراً من لاعبي الكرة، وكان يتحدث عن كرة القدم، والتشجيع بين الأهلي والزمالك، لما يملك الناديان الكبيران من شعبية جارفة تحت اسم "الزمهلاوية "، وشهد مشاركة نجوم، مثل عصام الحضري ومحمد شوقي وشادي محمد وخالد بيبو وعمرو زكي وجمال حمزة، وكانوا يلعبون في الأهلي والزمالك، ولكن لم يحترف أي منهم المجال الفني.




## الجيش الأفغاني: نسيطر على أراضينا وتمكنا من القضاء على "داعش"
22 July 2025 08:59 PM UTC+00

أكد قائد الجيش الأفغاني، قاري فصيح الدين، اليوم الثلاثاء، أنّ العمل جارٍ على تطوير الجيش الوطني وتدريبه بشكل مستمر، مشيراً إلى أنّ القوات المسلحة تحكم السيطرة على كل شبر من الأراضي الأفغانية. وأوضح أنّ هذه القوات تمكنت من القضاء على تنظيم داعش بشكل شبه كامل، ونفذت خلال عام واحد فقط 964 عملية عسكرية متنوعة للقضاء على مختلف التهديدات الأمنية. جاءت تصريحات فصيح الدين خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع عدد من المسؤولين، مساء اليوم في العاصمة كابول، حيث أشار إلى أن "الجيش الأفغاني يعمل ليل نهار للحفاظ على أمن البلاد، والتصدي لكل من يشكل تهديداً لأمنها واستقرارها، كما يواصل تطوير قدراته وتوفير ما يحتاج إليه من إمكانات وموارد".

وأضاف القائد العسكري أنّ "بعض الجهات تعمل على تضخيم خطر تنظيم داعش، بهدف إثارة الخوف والترويج لحملات إعلامية مغرضة"، مؤكداً أنّ هذا "التنظيم لا يشكل خطراً حقيقياً على أمن أفغانستان أو أمن المنطقة، وأن القوات المسلحة لن تسمح له بأن يتمدد أو يشكّل تهديداً في المستقبل". وشدد فصيح الدين على أن "وجود داعش محدود جداً في بعض المناطق النائية، إلى جانب بعض الجماعات المسلحة المعارضة لحكومة طالبان، وأن أنشطة هذه التنظيمات تندرج في إطار الحرب الإعلامية وخلق حالة من الفوضى النفسية، لكنها فشلت في تحقيق أهدافها".

كما كشف عن تشكيل ألوية جديدة ضمن الجيش الأفغاني، وتشكيلات خاصة لحماية الحدود، فضلاً عن تطورات لوجستية ملحوظة، من بينها تعبيد الطرق المؤدية إلى مراكز حدودية نائية، ضمن خطة استراتيجية لتعزيز الأمن الوطني.



ومن بين النقاط التي تناولها، أشار قائد الجيش الأفغاني إلى أن حكومة طالبان تسعى جدياً إلى تزويد الجيش بكل الإمكانات الضرورية، خاصة في مجال سلاح الجو. وأكد أن المروحيات التي خرجت من البلاد إلى دول الجوار قبيل سيطرة طالبان، تعد ملكاً للدولة الأفغانية، وأن الجهود مستمرة لاستعادتها.

وفي السياق ذاته، قال رئيس المركز الاستراتيجي والتخطيط في وزارة الدفاع، محمد قاسم فريد، خلال المؤتمر نفسه، إنّ وزارة المالية توفر كامل الميزانية المطلوبة لوزارة الدفاع، مشيراً إلى أن الأخيرة أنفقت 87% من ميزانية العام الماضي، دون أن تواجه أي عوائق مالية. وأضاف فريد أنّ تمويل الجيش يتم بالكامل من مصادر داخلية، وأن القوات المسلحة لا تواجه أي مشكلة لوجستية أو مالية في ما يتعلق بالحصول على التدريب والمعدات، مشدداً على أن كل الإمكانات متاحة لضمان استمرارية عمل الجيش بكفاءة عالية.




## أنشد أنت، يا هوميروس، ملحمة سورية
22 July 2025 09:00 PM UTC+00

"أنشدي أنتِ، أيتها الإلهة، غضب أخيل"، بهذه الشهوة للدم والقدر، تبدأ الإلياذة، لا كقصيدة، بل كمرآة لحرب تتصارع فيها الآلهة والظلّ، وتُكشَف فيها المأساة الإنسانية على حقيقتها. لم تكن الإلياذة حكاية عن نصر أو هزيمة، بل عن الإنسان وهو يُختبَر في لحظة الغضب، والولاء، والفقد. هناك، في قلب الملحمة، لم ينحز هوميروس لأحد. أنصت لأخيل كما أنصت لهكتور، وخلّد المأساة بتعدّد وجوهها، لا بانتصار أحد على الآخر.

هذه الإرث الهوميري المتجسد في الرؤية المتعددة التي ترى في كل طرف جزءاً من الحقيقة هي ما نفتقده اليوم في فهم السياسة، وبشكل أخص في النظر إلى ما جرى، وما يجري، في سورية. 

منذ أكثر من عقد، تعيش سورية في قلب مأساة متواصلة: مدنٌ مدمرة، ومنفى يُجرّ إلى منفى، وخرابٌ يلد خراباً، وكلماتٌ تُقطع كما تُقطع الرؤوس. مَن الذي كتب المأساة؟ ومن أي مرآة ننظر إليها؟ حربٌ متعددة الأبعاد والوجوه، لم تُبقِ سردية إلا مزّقتها، ولم تترك إنساناً إلا امتحنته بالموت أو الخسارة أو التهجير. 

مع هذا كله، طغى ولا يزال على المشهد السوري خطابٌ تبسيطي حاد: "نظام" و"معارضة"، "علوي" و"سني"، "درزي" و"مسيحي"، "شهيد" و"خائن"، "معنا" و"ضدنا"، "شهيد" و"خنزير"، "وطني" و"عميل"، "أموي" و"شيعي". هكذا، ضاعت اللغة، اختفت المساحات الرمادية، وصعدت الطائفية كدخان أسود، يخنق الفكرة قبل أن تولد. ضاعت الفروق، وصار من المستحيل أن تُصغي لصوت "الآخر" دون أن تُتهم بالخيانة.

لكن، ماذا لو سمعنا صوت هكتور في السويداء، وصوت أخيل في دمشق؟ ماذا لو نزعنا القناع الطائفي عن اللغة، ونظرنا إلى الإنسان تحت اللقب؟ ألن نكتشف أن البطولة، كما قال هوميروس، قد تكون في الهزيمة أيضاً؟


لا يكون المجد في الانتصار وحده، بل أحياناً في الاعتراف بالمأساة


إن العنف، في جوهره، هو نفي للسياسة. وهذا ما فهمه الإغريق مبكراً، وما أنكرتْه شوارع دمشق واللاذقية والرقة وغيرها. في سورية، لم يُقتل الإنسان فقط، بل قُتل معه الحوار. قُتلت المساحات الرمادية. لم يعد ممكناً أن تسأل دون أن تُتَّهَم، أو أن تُفكّر دون أن تُجرَّد من حقك في الانتماء.

ما نحتاجه اليوم هو ما يمكن تسميته بالحياد الهوميري، لا كحيادٍ رماديٍّ أو عدميّ، بل كقدرة على رؤية الآخر من دون اختزاله أو شيطنته. وكما منح هوميروس الكلمة للطرفين، نحتاج نحن أيضاً أن نمنح المعاناة صوتاً، في جميع مواقعها، من دون أحكام مسبقة، ومن دون هندسة سياسية تخدم سردية واحدة.

لكن المأساة السورية ليست في العنف وحده، بل في اختفاء السياسة ذاتها. في غياب الكلمة، وضياع القدرة على النقاش، وظهور جدران لغوية تمنع التفاهم. شيئاً فشيئاً، صار التفكير خارج المعسكرات المتقابلة مدعاة للريبة، إن لم يكن للخطر. فقدنا ما وصفه أرسطو بـ"الفطنة السياسية" (phronesis) — أي القدرة على اتخاذ موقف انطلاقاً من استيعاب تعقيد الواقع، لا عبر الاستسلام للشعارات.

السياسة الحقيقية لا تبدأ عندما نُقصي من نختلف معه، بل عندما نُنصت إليه، لا لنغيّره بالضرورة، بل لنفهمه. وفي الفهم، تكمن بذور التغيير الحقيقي. سورية لن تكون طالما أن نصفها يُقصي النصف الآخر، وطالما أن التفكير من منظور مختلف لا يزال يُعَدّ خروجاً عن "الصف".

لا خلاص في سورية من دون لغة سياسية جديدة، تعترف بتعدّد الهويات، وتفصل بين الدولة والطائفة، وتعيد للكلمة دورها الأساسي في الفعل السياسي. ليست هذه دعوة إلى تسامحٍ شكلي، بل إلى اعتراف واقعي وصريح بتعقيد البنية السورية، وتجاوزها عبر تفكير يتجاوز الهوية الضيقة، ولا يسقط في فخ الانتقام.

وكما في الإلياذة، لا يكون المجد في الانتصار وحده، بل أحياناً في الاعتراف بالمأساة، بحقيقة الآخر، وبحدود الذات. ففي واحدة من أعمق لحظات الملحمة، يخاطب الملك بريام قاتل ابنه هكتور، لا ليأخذ بثأره، بل ليسترد جسد ابنه من أرض المعركة. يقول له: "اذكر أباك، يا أخيل، فكّر به، مثلي أنا الذي يفقد ابنه الآن... لا عدل في هذا العالم، بل دموع الآباء في زمنٍ لا يعرف الأبناء فيه إلا السيف". بهذه الكلمات، ينقلب ميزان الحرب: مأساة يتقاسمها الجميع.

في سورية اليوم، لن تكون البداية من دستور جديد أو سلطة بديلة، بل من هذه اللحظة الإنسانية العميقة: الاعتراف المتبادل بالخسارة. فأنشد أنتَ، يا هوميروس، إلياذة سورية.

 

* شاعر ومترجم مقيم في إسبانيا






## البرلمان المغربي يقرّ مشروع قانون إعادة تنظيم مجلس الصحافة
22 July 2025 09:19 PM UTC+00

أقرّ مجلس النواب المغربي، مساء الثلاثاء، بالأغلبية مشروع قانون رقم 026.25 المتعلق بإعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة، خلال جلسة امتدت لأربع ساعات ونصف. وصوّت لصالح المشروع، الذي قدّمه وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، 87 نائباً، مقابل 25 نائباً عارضوه، دون امتناع أي نائب عن التصويت. وبعد إقراره في الغرفة الأولى للبرلمان، ينتظر إحالة النص إلى مجلس المستشارين لدراسته والمصادقة عليه خلال الدورة الخريفية المقبلة في سبتمبر/ أيلول.

ويهدف القانون الجديد إلى إعادة هيكلة المجلس الوطني للصحافة، الذي عرف أزمة منذ 4 إبريل/ نيسان 2023، وصفت بأنها فشل أول تجربة للتنظيم الذاتي للصحافة في المغرب. وكان المجلس قد أُحدث سنة 2018 ليعهد إليه بصيانة شرف المهنة، وضمان التقيد بميثاق أخلاقيات الصحافة، والسهر على حماية حق المواطن في إعلام حر وتعددي وصادق ومسؤول.

وأثار مشروع القانون موجة من الجدل في الأوساط الإعلامية والحقوقية، وسط مخاوف من أن يشكل تراجعاً عن المكتسبات المرتبطة بحرية الصحافة واستقلالية مؤسساتها التمثيلية. وأن يكرس مقاربة ضبطية تضعف استقلالية الجسم الصحافي، وتضر بالمكتسبات المتراكمة في مجال التنظيم الذاتي لمهنة الصحافة. 



من جهته، أوضح الوزير بنسعيد أن المغرب يدخل مرحلة جديدة من التنظيم الذاتي، قائلاً: "ننتقل من تنظيم مشترك، إن صح التعبير، إلى تنظيم ذاتي جزئي في أفق الوصول إلى تنظيم ذاتي كامل للمهنة". وأشار إلى أن إعداد المشروع جاء بتنسيق مع لجنة مؤقتة مثلت امتداداً للمجلس السابق، وتشاورت مع جميع الهيئات المهنية، وقدمت تصوراً متكاملاً احترمته الحكومة في صياغة النص القانوني.

وأضاف الوزير: "نحن أمام مرحلة جديدة هدفها تنظيم ذاتي حقيقي يكرس استقلال مهنة الصحافة عن السلطة التنفيذية". واعتبر أن "ما عرفه الحقل الإعلامي من فوضى وممارسات غير مهنية يستدعي آلية فعالة تضبط المهنة من داخلها"، مؤكداً أن "الحرية ليست فوضى، والمسؤولية ليست قيداً، بل هما مكملان لبناء إعلام قوي يعبر عن نبض المجتمع ويساهم في النقاش العمومي".

وفي رده على الانتقادات، شدد الوزير على أن "الحكومة لا تحمل أي أجندة أو توجه يخدم طرفاً دون آخر، وأن الهدف هو الخروج بمجلس وطني يعزز حرية الصحافة ويضمن استقلاليتها"، مؤكداً أن "الدولة ليست خصماً للصحافيين، بل شريكاً في تأسيس بيئة إعلامية مهنية تحترم الأخلاقيات وتلبي تطلعات المجتمع".




## "أكسيوس": نتنياهو أجرى تقييماً للوضع الليلة مع فريق التفاوض في الدوحة بشأن غزة
22 July 2025 09:21 PM UTC+00





## تصاعد مقلق لحالات تعاطي قُصّر المغرب المخدرات
22 July 2025 09:27 PM UTC+00

كشف مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، في تقرير أصدره أخيراً، عن تحوّلات مقلقة في أنماط تعاطي المخدرات بالمغرب، لا سيما في أوساط الشباب والقاصرين، إذ أظهرت بيانات عام 2023 ارتفاعاً لافتاً في استهلاك المواد المخدرة بين من تقل أعمارهم عن 18 سنة، مقابل استقرار نسبي في صفوف البالغين.

وأشار التقرير إلى أن استهلاك القنب الهندي لم يعرف تغيّراً كبيراً على المستوى العام، إذ انخفض استهلاكه بشكل طفيف لدى القاصرين، وظل مستقراً لدى الفئة العمرية بين 18 و24 سنة، وما فوق 25 سنة. وشهد استهلاك الكوكايين ارتفاعاً طفيفاً بين القاصرين، في مؤشر ينذر بانتشار تدريجي لهذه المادة الخطيرة.



ومن بين أبرز ما سجله التقرير الأممي، الارتفاع الحاد في الاستخدام غير الطبي للأدوية النفسية، إذ تجاوز معدل الزيادة لدى القاصرين 10%، ويشمل ذلك المواد المهدئة والمسكنات التي تستهلك خارج الإشراف الطبي، ما يشير إلى سهولة الحصول على هذه الأدوية، أو وجود اضطرابات نفسية غير مشخصة بين الشباب. ورغم استقرار الوضع العام في شأن مخدر الهيروين، سجل التقرير زيادة تتراوح بين 5% و10% في استهلاكه بين من تقل أعمارهم عن 18 سنة، ما يزيد احتمال وقوع هذه الفئة في حالات إدمان شديد تصعب معالجتها.

وأفاد التقرير بأن 10% من مجموع حالات العلاج من الإدمان في المغرب شملت استهلاك مادة الترامادول، وكان مثيراً للانتباه التفاوت الصارخ بين الجنسين، إذ بلغت نسبة الإناث اللواتي يعالجن من إدمان الترامادول نحو 17% مقابل 9% بين الذكور.

وتطرح المعطيات التي كشفها التقرير الأممي تساؤلات حول دور منظومة الوقاية والتأطير المجتمعي. ويقول الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية الطيب حمضي لـ"العربي الجديد": "يهدد الإدمان حياة الأجيال القادمة وصحتها ورفاهها. الأطفال والشباب المغاربة أصبحوا ضحايا لإدمان المخدرات، ولأنواع أخرى مثل السجائر الإلكترونية والشيشة والشاشات والألعاب الإلكترونية".

ويشير حمضي إلى دراسة مغربية أجريت في عام 2021 حول تعاطي المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة المواد ذات التأثير النفسي خلال حياتهم، وجاء في نتائجها أن 12.5% منهم استعملوا سجائر إلكترونية، و11.4% يدخنون الشيشة، و8.5% مهدئات من دون وصفة طبية، و7.2% الكحول، و5.8% الحشيش، و2.5% الإكستاسي (نوع من المنشطات)، و1.6% الكوكايين، و0.9% الهيرويين.

ويحذر الطبيب المغربي من أن "خطورة إدمان المخدرات لدى فئة القصر تتمثل في أنه يبدأ في سن مبكرة، ما يجعل التكفل بهم أمراً صعباً، كما يفسح في المجال لأنواع أخرى من الإدمان. ويلفت إلى أن بدء الاعوجاج في سن مبكرة يؤدي إلى مضاعفات خطيرة بسبب خصوصية النمو العقلي والنفسي للقصر، فإدمانهم المخدرات يطرح إشكالات ليس للأسر والمدرسة فقط، لكن أيضاً للدولة على مستوى الصحة العامة، إذ يتطلب الأمر تدخلها على مستوى القوانين وتغييرها، وأيضاً على مستوى المدرسة وتأطير وسائل الإعلام من أجل محاربة هذه الآفة.



يقول الباحث في علم الاجتماع عبد المنعم الكزان لـ"العربي الجديد": "يكشف التقرير الأممي معطيات صادمة مثل أن أكثر من ثلث المراهقين في الأحياء الهامشية والمحيط القريب من المؤسسات التعليمية جربوا نوعاً واحداً من المواد المخدرة على الأقل، وأن نسبة كبيرة من هؤلاء تحولوا إلى مروجين، وأيضاً حدوث تحوّلات في تعاطي المواد المخدرة، حيث سجل استقرار في تعاطي القنب الهندي الملفوف في التبغ، مقابل ارتفاع في المواد المخدرة الأخرى، خصوصاً الحبوب المهلوسة التي أصبحت تجتاح الإناث أيضاً".

ويلفت الكزان إلى أنه لا يمكن أن نحمّل المسؤولية لطرف دون آخر، والتحوّلات المسجلة على مستوى تعاطي القصر المغاربة المخدرات هي نتيجة أسباب عدة، من بينها الاكتظاظ المدرسي وضعف الأنشطة الموازية داخل المدارس، وغياب التوعية بخطورة تعاطي المخدرات، إلى جانب عدم المراقبة. 

ويرى أن الأسباب التي تقف وراء تصاعد تعاطي المخدرات لدى القاصرين تشمل ضعف سلطة الأسرة، سواء بسبب الطلاق أو غياب المراقبة نتيجة انشغال الزوجين في العمل، إضافة إلى غياب فضاءات التنشيط التربوي والرياضي. ويؤكد أن الوقاية من انتشار المخدرات في أوساط القصر تتطلب تشديد العقوبات على مروجي هذه السموم في فضاءات القاصرين، خصوصاً في محيط المؤسسات التعليمية، وتركيب كاميرات في المدارس، وإدماج فرق نفسية متخصصة في المدارس، والتوعية المدرسية بخطورة تعاطي المخدرات.

ويؤكد الكزان ضرورة توعية الأسر والحفاظ على المراقبة اليومية من الآباء بدلاً من الانشغال في الفضاء الرقمي، أي على الأقل استغلال فترات ما بعد العمل في مشاركة الطفل تفادياً لمشاكل الفراغ والحرمان العاطفي. ويشدد على أهمية رفع نسب البرامج الترفيهية والرياضية والتربوية التي تستهدف القاصرين في دور الشباب والمراكز الشبابية والملاعب الرياضية، وتفعيل برامج التدريب المهنية بالنسبة للمنقطعين عن الدراسة.



ويعتبر محللون وخبراء أن "انتشار المخدرات بهذه الوتيرة السريعة يهدد مستقبل المغرب، ويساهم في حدوث اضطرابات اجتماعية وينشر الجريمة، لأن المدمنين يفقدون الوعي بشكل شبه نهائي، ويصبحون قادرين على ارتكاب مختلف الجرائم، خصوصاً تلك المرتبطة بالسرقة بالنشل والعنف، والاعتداءات الجسدية، وأيضاً الانتحار. والمطلوب دائماً هو تدخل مستعجل من مختلف الجهات الأمنية لمحاصرة انتشار المخدرات وتوقيف التجار، وأيضاً لتنفيذ حملات تحسيسية بخطورة استعمال المخدرات وآثارها السيئة على صحة الإنسان وسلوكه الفردي، وأضراره على المجتمع. 




## أزمة مياه خانقة في إيران... انقطاع تمييزي بين المناطق
22 July 2025 09:30 PM UTC+00

أبرز صيف هذا العام، على نحو غير مسبوق، أزمة المياه في بعض المدن والمحافظات الإيرانية، وفي مقدمها العاصمة طهران، حيث أدت الانقطاعات المتكررة في بعض مناطقها إلى شكاوى واعتراضات قدمها عدد من المواطنين الذين عبّر بعضهم أيضاً عن استيائهم من التمييز في قطع المياه بين أحياء ثرية وأخرى فقيرة، وعدم تقديم السلطات المعنية حتى الآن برنامجاً خاصاً لمواجهة أزمة شح المياه هذا الصيف.



يقول علي رضا (50 سنة)، الذي يقيم مع عائلته المكوّنة من أربعة أفراد في باقر شهر، جنوبي محافظة طهران، لـ"العربي الجديد": "أختبر قطع المياه يومياً، وأضطر إلى شراء صهريج صغير لتخزين المياه لتعويض الانقطاعات، وحتى حين تتوفر المياه يكون ضغطها ضعيفاً جداً لتوفير الاحتياجات المطلوبة". وتقول فريدة (40 سنة)، وهي أم لثلاثة أبناء تسكن في منطقة صالحية، جنوب غربي طهران، لـ"العربي الجديد": "يستمر انقطاع المياه في منازل هذه المنطقة، ومسؤولو مؤسسة المياه والصرف الصحي لا يستجيبون للاتصالات والاستفسارات عمّا يحصل. أسأل لماذا يقتصر انقطاع المياه على المناطق الجنوبية من طهران، بينما لا تشهد الأحياء الثرية في الشمال انقطاعاً مماثلاً للمياه والكهرباء أيضاً؟".

وتعلّق آزيتا (35 سنة)، لـ"العربي الجديد" بالقول: "تسبب انقطاع الكهرباء ساعتين يومياً والمياه في فترات مختلفة في تدهور أوضاعنا الصحية والشخصية والعائلية، وزاد مشاكلنا كثيراً خلال موسم الصيف الحارق. تُقطع المياه من دون سابق إنذار، وأتمنى لو نتبلغ مسبقاً بهذا التدبير، كما هو حال الكهرباء كي تستطيع العائلات التخطيط لساعات الانقطاع وتكيّف احتياجاتها اليومية معه".

بدورها، انتقدت وسائل إعلام إيرانية التمييز في قطع المياه والكهرباء في طهران، وكتبت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية: "كأن دماء سكان شمال العاصمة أغلى من سواهم. عندما يكون هناك نقص يكون نصيب سكان جنوب طهران هو المعاناة، في حين يندر أن يحدث تقنين كهرباء في الشمال، وإذا حصل ينفذ بعد توجيه إنذار مسبق للناس من أجل التحسب للأوضاع الناتجة عنه، أما في الجنوب فينقطع التيار من دون أي إشعار".

ويقول أمير حسين، الذي يسكن في حارة صادقية، غربي طهران، لـ"العربي الجديد": "أعيش مع عائلتي في الطابق الرابع من مبنى يضم 20 شقة، وقد اضطر سكان هذا المبنى إلى شراء جهاز لزيادة ضغط المياه والسماح بوصولها إلى الطوابق العليا، وذلك بعد الانخفاض الكبير في ضغط المياه خلال الشهرين الأخيرين". وصرّح المدير العام لشركة المياه والصرف الصحي لمحافظة طهران محسن أردكاني بأن "إدارة ضغط شبكة المياه تهدف إلى توزيع المياه بشكل متساوٍ وعادل على جميع المشتركين وسكان طهران، وتطبيق ذلك قد يؤدي إلى بعض القيود المؤقتة خصوصاً خلال ساعات الذروة في بعض المباني السكنية".

يضيف: "انخفضت منذ بداية العام المائي الحالي كميات مياه الأمطار في محافظة طهران نحو 48% مقارنة بالفترة السابقة، وتعاني المحافظة للعام الخامس على التوالي من الجفاف، وهذا أمر غير مسبوق في الدراسات المناخية والسجلات الإحصائية". بدوره، قال أردكاني لوكالة أنباء "إرنا" الرسمية: "يبلغ متوسط الهطول السنوي الطويل الأجل في المحافظة 280 ميليمتراً تقريباً، لكن السنة الحالية تُعد الأكثر جفافاً وشحاً في كميات الأمطار خلال الأعوام الستين الأخيرة". 



وأكدت شركة مياه طهران ضرورة الترشيد بنسبة لا تقل عن 20% من استهلاك المياه، وتجنّب الاستعمالات غير الضرورية في ظل شح المياه، كما أوصت باستخدام أدوات لتقليل استهلاك المياه في الصنابير من أجل توفير نسبة تصل إلى 30% من المياه. وبحسب المدير العام لشركة المياه الإقليمية بطهران بهزاد پارسا، لا تتجاوز نسبة إشغال خزانات سدود طهران 14%، وقال: "سُجل منذ بداية السنة المائية حتى الآن  سقوط 153 ميليمتراً من الأمطار، أي أقل بـ44% من المعدل الطويل الأمد، وبـ33% من السنة الماضية. وبسبب استمرار الجفاف خلال السنوات الخمس الماضية انخفضت مستويات المياه السطحية والجوفية في شكل حاد، ونحن اليوم في وضع مائي بالغ الخطورة".

ويرى المتحدث باسم قطاع المياه عيسى بزرغ زادة أن طهران تمر بأشد حالات التوتر المائي، ويقول إن "الوسيلة الرئيسة المتاحة للتعامل مع الظروف الراهنة الصعبة وغير الاعتيادية هي إدارة الطلب والاستهلاك، وإذا لم يحصل ذلك سنضطر إلى مزيد من استنزاف الموارد الجوفية، ما يشكل تهديداً لاستدامة المياه على المدى الطويل". وأكد بزرغ ‌زادة "أهمية إنشاء خزانات حضرية، وربط الشبكات ونقل المياه السطحية والجوفية بين المناطق باعتبارها حلولاً أساسية تؤتي ثمارها على المدى البعيد، لكن الأولوية الآن لتعاون المواطنين في الترشيد".

ويقول المدير العام لشركة الهندسة للمياه والصرف الصحي الإيرانية هاشم أميني: "جعلت ظاهرة تغيّر المناخ، وارتفاع درجات الحرارة، وتراجع الهطول الفعّال، وضعف الموارد المائية المتجددة، إلى جانب مناخ إيران شبه الجاف بطبيعته، تأمين مياه الشرب والصحة العامة تحدياً مقلقاً".



ووفقاً لبيانات وزارة الطاقة الإيرانية، تقلّص حجم موارد المياه المتجددة في البلاد من نحو 132 مليار متر مكعب في تسعينيات القرن الماضي إلى أقل من 90 مليار متر مكعب في السنوات الأخيرة، أي بانخفاض أكثر من 30% خلال أقل من ثلاثة عقود. وفي الوقت ذاته، اتجه استهلاك المياه في جميع القطاعات إلى الارتفاع، كما ارتفع متوسط درجة الحرارة في إيران منذ خمسين عاماً أكثر من 1.6 درجة مئوية. وجعلت هذه التغيرات مهمة توفير المياه تواجه تهديدات غير مسبوقة.

وبحسب آخر تقييمات، تواجه 52 مدينة في 29 محافظة من أصل 31 محافظة، منها طهران ومشهد وأصفهان وأراك وبندر عباس ويزد، حالة توتر مائي، ما يعني أن نحو نصف سكان الحضر في إيران معرضون لخطر عدم استدامة إمدادات مياه الشرب.




## منظمات هزمت التلوث في لويزيانا تخسر التمويل
22 July 2025 09:36 PM UTC+00

قبل أسابيع وصف مراقبون ومحللون وباحثون مشروع القانون الضريبي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أقرّه الكونغرس، بأنه "أكثر قوانين الضرائب والميزانية الأميركية تراجعاً خلال العقود الأربعة الماضية، وربما على الإطلاق". أطلق عليه ترامب اسم "مشروع القانون الكبير الجميل" الذي ألغى أيضاً صندوق خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري البالغ 27 مليار دولار، وتمويل برنامج الحد من تلوث المناخ البالغ خمسة مليارات دولار، لكنه سيكلف الإدارة 4.5 تريليونات دولار لتغطية ميزات ضريبية هائلة تُثري الشركات الكبرى والأغنياء، من خلال تخفيضات قاسية في الإنفاق العام والبرامج المخصصة للجميع، كما هاجم مباشرة العدالة البيئية والمناخية، عبر إلغاء 400 من 800 منحة.

وبالنسبة إلى سكان مجتمعات في لويزيانا، خصوصاً أولئك الذين يقطنون في الريف والأحياء الفقيرة وسط مدينة نيو أورليانز، تعتبر خسائرهم المتوقعة من مشروع قانون ترامب الضريبي شخصية جداً، فهم يعيشون في بعض المناطق الأكثر تضرراً بالولايات المتحدة، ويعانون من وطأة تلوث الوقود الأحفوري والبتروكيماويات والدمار المناخي عموماً. 

ويعمل بعض هؤلاء في منظمات مجتمعية محلية صغيرة، أو يتلقون خدماتها. وسبق أن تلقت هذه المنظمات منحاً من الحكومة الفيدرالية، أو كانت تأمل في الحصول عليها لدعم العدالة البيئية والمناخية من خلال برامج أنشأها قانون خفض التضخم الذي أقرّه الكونغرس عام 2022 في عهد الرئيس السابق جو بايدن.

ومن بين انتصارات المنظمات المجتمعية الصغيرة في نيو أورليانز، نجاح منظمة "مواطنو سان جون المعنيون"، في دفع مسؤولي مصنع "دينكا" الضخم للبتروكيماويات إلى اتخاذ قرار الإغلاق في مايو/ أيار الماضي، وهو ما عارض ترامب تنفيذه. وسبق أن حظيت المنظمة التي أسسها روبرت تايلور عام 2016 بدعم من الأموال الفيدرالية، ما سمح لها بتهديد قطاعي الوقود الأحفوري والبتروكيماويات وحلفائهما السياسيين في منطقة كانسر ألي بمدينة سانت جون التي تمتد على طول نهر المسيسيبي، وتعجّ بمصانع الوقود الأحفوري والبتروكيماويات التي تتركز في الأحياء السوداء، وتعاني بسبب الانبعاثات السامة في الهواء التي تتجاوز بسبعة أضعاف المعدل الوطني، من أعلى خطر للإصابة بالسرطان في البلاد.

وتحتضن سانت جون مصفاة نفط شركة "ماراثون" للبترول، وأيضاً مصنع "إيفونيك" للبتروكيماويات ومرافق أخرى. وفي عام 2018، أظهرت بيانات وكالة حماية البيئة أن 85% من تلوث الهواء السام في سانت جون يُعزى إلى منشأة واحدة فقط هي مصنع "دينكا" الذي يستخدم مادة "كلوروبرين" البتروكيمائية السامة جداً المُشتقة من الوقود الأحفوري لإنتاج "نيوبرين" الذي يستخدم في إنتاج مطاط صناعي.



أيضاً حصلت منظمة "مواطنو سانت جون المعنيون" على منحة فيدرالية بقيمة 82 ألف دولار لمدة عامين عام 2023 من مركز "ديب ساوث" للعدالة البيئية، وهو منظمة غير ربحية مقرها نيو أورليانز، ما ساعد في بناء قدرات شركاء محليين، حققوا إنجازات مهمة، لكن نجاحهم في معالجة ملفات متوطنة أخرى يتطلب توفير موارد كافية لهم. وقد ألغيت في لويزيانا وحدها أكثر من 12 منحة للعدالة البيئية بقيمة نحو 70 مليون دولار، بينها واحدة بقيمة 500 ألف دولار، قدِمت إلى منظمة "لويزيانا الشاملة" الصغيرة غير الربحية لدعم جهودهما في محاسبة الصناعة، والتخلي عن عملياتها.

وهدفت المنظمة إلى المساعدة في جعل المنازل أكثر ملاءمة للسكن في ظل أزمة المناخ، وتمويل مشروع تجريبي للعزل الحراري، وتغطية المنازل التي لا تزال مسقوفة بأغطية زرقاء بعد أربع سنوات من تدمير إعصار "إيدا" المنطقة، وخفض فواتير الطاقة، والحماية من ارتفاع درجات الحرارة، وتنظيف مواقع مكبات النفايات التي تُشكل مخاطر على الصحة والسلامة، لا سيما في أوقات الأعاصير والفيضانات.

إلى ذلك شملت انتصارات منظمة "إنكلوسيف" في منطقة كانسر ألي زعزعة أعمال مصنع "فورموزا" للبتروكيماويات، ومنع توسع شركة "كوتش إندستريز" وتنفيذ عمليات صناعية جديدة في سانت جون، لكن مسؤوليها وبينهم عدد من النساء تحولوا إلى أهداف. واستقالت الباحثة كيمبرلي تيريل، المتحالفة مع المنظمة، احتجاجاً على "تعمّد رئيس جامعة تولين تكميمها بعدما كشفت أبحاثها أضراراً لا تُحصى وعدم مساواة في صناعة الوقود الأحفوري والبتروكيماويات في لويزيانا".



وفيما يؤكد سكان أن "السياسيين يكرهون أن يفوز المحليون على صناعة البتروكيماويات في سان أورليانز، يقول ريموند سويت، منسّق شؤون المناخ في جمعية "حي هوليغروف ديكسون" التي قدّمت طلباً للحصول على منحة بقيمة 15 مليون دولار، من أجل توسيع جهودها الشعبية لتخفيف آثار تغيّر المناخ: "يتسبب تغيّر المناخ في تدهور الطرق والبنى التحتية. وفي ظل الإهمال ونقص الموارد اللازمة للإصلاحات، يُمكن حتى لهطول أمطار خفيفة أن يُضاعف الفيضانات، ليس في شوارع الأحياء فقط، بل أيضاً في الطريق السريع الذي يُعدّ أساسياً لإخلاء سكان المدينة إذا حصلت كارثة طبيعية".

وأرادت الجمعية استخدام مشاريع قائمة على الطبيعة للمساعدة في الحد من الفيضانات عبر زيادة المساحات الخضراء والتربة، وزراعة الأشجار لامتصاص المياه بشكل طبيعي، وإنشاء مسارات واضحة لتدفق المياه إلى مصارف مياه الأمطار. ويقول سويت: "هجوم ترامب والكونغرس على العدالة البيئية والمناخية استهداف لنا لأننا حققنا فوزاً تلو آخر، وهم يخسرون فقط".




## استشهاد فتى فلسطيني خلال اقتحام قباطية ومسيرة في رام الله دعماً لغزة
22 July 2025 09:38 PM UTC+00

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء الثلاثاء، استشهاد الفتى إبراهيم ماجد علي نصر (16 عامًا) متأثرًا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة قباطية جنوب مدينة جنين شمالي الضفة الغربية. وكانت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني قد أفادت بأنه جرى نقل الشهيد إلى المستشفى بعد إصابته برصاص الاحتلال في الصدر، حيث فارق الحياة متأثرًا بإصابته.

ووفق مصادر محلية، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة قباطية مساء الثلاثاء، ودهمت عدة منازل وفتشتها، وسط انتشار مكثف في شوارعها، قبل أن تطلق الرصاص الحي باتجاه الشبان والفتية الذين حاولوا التصدي لها، ما أدى إلى وقوع إصابات. وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال انسحبت لاحقًا من البلدة بعد تنفيذ حملة التفتيش والاعتقالات.

في السياق ذاته، خرج العشرات في رام الله وسط الضفة بمسيرة مسائية غاضبة، الثلاثاء لليوم الرابع على التوالي، دعماً لغزة وأهلها الذين يتعرضون للتجويع. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ولافتات تندد بالصمت العربي والدولي تجاه جريمة التجويع التي تُمارس بحق الفلسطينيين، وهتفوا ضد جرائم الاحتلال والإبادة، كما رددوا شعارات داعمة لفصائل المقاومة وأذرعها العسكرية وقادتها.



وأكدت شخصيات مشاركة أهمية استمرار هذا الحراك في ظل المجاعة. وقال عمر عساف، منسق المؤتمر الشعبي الفلسطيني 14 مليون، لـ"العربي الجديد": "هناك إصرار لدى عدد غير قليل من الفلسطينيين على أن يظل الصوت مرفوعًا دفاعًا عن أهالي غزة الذين يجوعون ويُقتلون وتُمارس بحقهم الإبادة". وأضاف: "نعمل، ومعنا آخرون وكل المعنيين، على توسيع هذه المشاركة لتتصاعد من جانب، وأن تكون هناك أشكال أخرى للاحتجاج، وليس فقط المسيرة اليومية، من جانب آخر".

من جهتها، قالت الناشطة جميلة عابد إن الفعاليات المتواصلة تمثل نداءً لصانعي القرار في القيادات العربية والأوروبية والأمم المتحدة لوقف الإبادة، مطالبة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية بالوقوف إلى جانب غزة والقيام بدورهما.

وكانت مسيرات قد انطلقت منذ يوم السبت الماضي، استجابة لدعوات من جهات عديدة، بينها حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، والمؤتمر الشعبي الفلسطيني 14 مليون، والهيئة الوطنية للسلم الأهلي، والحراكات الشعبية، للخروج ضد التجويع، والمطالبة بإدخال المساعدات، ووقف الإبادة، وإنهاء العدوان. وتحولت هذه التحركات إلى مسيرة يومية ضد التجويع والإبادة.




## أوباما يرد على اتهامات ترامب له بالخيانة: ادعاءات سخيفة
22 July 2025 09:51 PM UTC+00

نفى الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما مزاعم الرئيس الحالي دونالد ترامب بأنه تلاعب بمعلومات استخباراتية تتعلق بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016. وقال المتحدث باسم أوباما، باتريك رودنبوش، في بيان الثلاثاء: "هذه الادعاءات سخيفة ومحاولة لصرف الانتباه". وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، زعم ترامب أن أوباما هو "زعيم فضيحة روسيا (قاصداً الاتهامات التي وجهت له سابقا)، داعياً إلى فتح تحقيق جنائي معه.

وقال الرئيس الجمهوري: "أوباما مذنب وهذه خيانة وحاول الاستيلاء على الانتخابات، ووجدنا بالدليل القاطع أنه كان يحاول قيادة انقلاب بمشاركة هيلاري كلينتون، لكنه هو من ترأس العصابة.. هذه أكبر فضيحة في تاريخ بلادنا". ورداً على سؤال صحافي في البيت الأبيض حول الإحالة الجنائية التي قدمتها وكالة الاستخبارات الوطنية إلى وزارة العدل بشأن الاتهامات بمحاولة تزوير انتخابات 2016، قال ترامب: "سيكون أوباما ومعه (الرئيس الأميركي السابق جو) بايدن. باراك حسين أوباما زعيم العصابة. إنه مذنب. هذه خيانة"، ثم نشر لاحقاً على منصته "تروث سوشال": "فضيحة ووترغيت تعد لا شيء مقارنة بهذه الفضيحة".

وقال المتحدث باسم أوباما: "احتراماً لمكتب الرئاسة لا نرد عادة على الهراء والمعلومات المضللة المتدفقة باستمرار من البيت الأبيض، لكن هذه المزاعم الغريبة سخيفة بما يكفي لتستحق رداً.. والوثيقة الصادرة الأسبوع الماضي لا شيء فيها ينفي ما نشر سابقاً بأن روسيا عملت على التأثير في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، لكنها لم تنجح في التلاعب بأي صوت".

وأضاف أنّ التقرير الصادر عام 2020 (خلال ولاية ترامب الأولى) عن لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ المشكلة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي برئاسة ماركو روبيو (وزير الخارجية الحالي في إدارة ترامب) آنذاك، أكدت هذه النتائج". يأتي هذا التصريح بعد أن رفعت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد السرية عن وثيقة ترى من خلالها أن "مسؤولين في إدارة أوباما سيسوا وفبركوا معلومات استخباراتية لاختلاق رواية عن محاولة روسيا التأثير على الانتخابات الرئاسية عام 2016"، وأرسلت الاثنين الماضي إحالة جنائية إلى وزيرة العدل، بام بوندي، ولم تفصح وزارة العدل عن الجهة التي وجهت إليها الإحالة الجنائية.



وتضمنت الوثيقة أسماء أوباما وكبار مسؤولي الأمن القومي آنذاك، بينهم مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان، ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس، ووزير الخارجية جون كيري، والمدعية العامة لوريتا لينش ونائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي أندرو مكابي وآخرون.




## أقسى مما قال أبو عبيدة
22 July 2025 10:00 PM UTC+00

سيكون أمراً بالغ الصعوبة على الأجيال العربية المقبلة، أن تتصور طبيعة الدور العربي الرديء والرث في ما يخصّ غزّة، أو أن تجد له تفسيرات مفهومة. المقصود هنا الموقف من المأساة الإنسانية والمساعدة الإغاثية فحسب، وأقل بكثير من الدفاع والحماية أو دعم المقاومة، فلم يطلب الفلسطينيون سلاحاً أو صواريخ وقد صنعوا سلاحهم بأنفسهم، ولكنهم طلبوا كيس طحين وعلبة دواء لا أكثر.

كان كلام المتحدث باسم "كتائب القسام" أبو عبيدة، قاسياً حين وضع الحكام والنخب والكيانات العربية في خصومة أخلاقية وأمام مساءلة تاريخية، لكن هناك ما هو أقسى من ذلك، الإقرار بحقيقة أن القضية الفلسطينية باتت بالنسبة لعديد الأنظمة العربية، تشكل عبئاً سياسياً تسعى إلى التخلص منه، وبعضها معنيّ بتفكيك المسألة الفلسطينية أكثر من أعداء الحق الفلسطيني أنفسهم. عندما وقّعت "اتفاقات أبراهام" عام 2020، بررت دول التطبيع ومجموعة ما يعرف باجتماع النقب، المغرب والإمارات والبحرين ومصر، الخطوة بأنها ستساعد في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، كان ذلك محاولة للتستر خلف غربال مثقوب، ولم يكن أي تقدير سياسي ليعطي هذا المبرر مصداقية واقعية، ليس لأن التطبيع مغالطة تاريخية بل لأنه مسار مؤدّ إلى تصفية القضية عبر أنظمة عربية فقيرة من حيث الموقف السياسي وغير قادرة حتى على تحصيل قرارها المستقل، فما بالك بتحصيل حق فلسطيني.

خلال السنوات الماضية كان هناك سعي واضح في بعض الدول العربية لتوفير كل عوامل تآكل الرصيد المعنوي للقضية، وتحييد كل الرمزيات التي تكرس الحق الفلسطيني لدى الأجيال العربية، وفي أوج المواجهة القائمة مع المشروع الصهيوني، تمنع سلطات بعض الدول العربية، وقفات تضامن مع الشعب الفلسطيني وتعتقل منظميها. حدث هذا في الجزائر بكل أسف (بحجة الترخيص)، وبات حمل العلم الفلسطيني ممنوعاً في الملاعب كما المغرب، ويتم في مصر ملاحقة ناشطين لصالح القضية الفلسطينية بنية الترهيب، وفي دولة الإمارات يمكن أن تطرد من الجامعة وترحّل فقط لمجرد الهتاف لفلسطين، ويتم تفكيك منظمات أهلية تعمل لصالح فلسطين في الأردن، وفي ليبيا منعت قوافل الصمود والإغاثة من العبور إلى رفح، وهذا المشهد السوريالي العربي رافقه تحوّل دول إلى دور الوساطة مثل قطر، وصعود نخب سياسية وإعلامية متماهية مع مشروع التطبيع كما في السعودية.

هناك فزع لدى النظام الرسمي العربي من لحظة شعبية منفعلة قد ترتد على الداخل، وسعي شمولي لكبح أي اندفاع مجتمعي لتفعيل المبادرات الشعبية تجاه المسألة الفلسطينية، والتي باتت تسبق الموقف والفعل النظام الرسمي العربي بخطوات، وتتوجه لابتكار إطار غير تقليدي للضغط وكسر الحصار الظالم، والإفلات بالتالي من عجز النظام العربي الرسمي عن إدخال كيس طحين إلى قطاع غزة، وهو عجز بالمناسبة ليس بجديد، ولا علاقة له بالتحولات والتغييرات التي حصلت في العقود الأخيرة، إنه عجز تقليدي ومكرس، لا يحتاج المقال إلى شواهد كثيرة، لقد تفرج العرب على دبابات شارون وهي تقتحم بيروت عام 1982، تماما كما يتفرجون في 2025 على إبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.




## ضغوط مصرية عليا على شيخ الأزهر وراء حذف بيان بشأن تجويع غزة
22 July 2025 10:03 PM UTC+00

كشفت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" عن تعرّض شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، لضغوط شديدة من جهات عليا في الدولة المصرية، بهدف سحب بيان أصدره الأزهر حول المجاعة في قطاع غزة وجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين، واصفةً البيان بأنه يتعارض مع "المسار الذي تسلكه الإدارة المصرية" حالياً.

وبحسب المصادر، جرى نشر البيان بالفعل عبر مختلف المواقع الصحافية المصرية، بما في ذلك منصات إعلامية مملوكة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التابعة لجهاز المخابرات العامة، قبل أن يصدر توجيه عاجل من الأزهر بحذفه بدعوى أنه "قيد التعديل وسيُعاد نشره"، وهو ما لم يحدث لاحقاً. وأكدت المصادر أن هذا الحذف لم يكن نابعاً من رغبة داخل المؤسسة الدينية، بقدر ما جاء استجابةً لطلب مباشر من جهات عليا في الدولة، أبلغت شيخ الأزهر بأن "الدولة تسلك مساراً دبلوماسياً حساساً في الملف الفلسطيني، وأن صدور مثل هذا البيان قد يؤثر سلباً على هذا المسار".

وبحسب المعلومات التي حصل عليها "العربي الجديد"، تم التواصل مع شيخ الأزهر بشكل مباشر، حيث جرى التفاهم معه على ضرورة سحب البيان بسبب ما يتضمنه من تعبيرات حادة قد تُحرج مصر دبلوماسياً، خصوصاً في ظل محاولات القاهرة لعب دور الوسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" وإسرائيل.



ويُذكر أن الأزهر لم يصدر بياناً بهذه الحدة والصراحة منذ أعوام، وربما منذ اندلاع الحرب على غزة الحالية، ما يفسر حجم الانزعاج الرسمي من نشره، خاصة أن المؤسسة الدينية، بوزنها التاريخي والديني، لا تزال تُعتبر من أكثر الهيئات تأثيراً على الرأي العام داخل مصر وخارجها.

ورغم حذف بيان الأزهر من منصات الإعلام المحلي، حصل "العربي الجديد" على نصه الكامل، دون تعديل:

"يُطلق الأزهر الشريف صرخته الحزينة ونداءه العالمي المكلوم، الذي يستصرخ به أصحاب الضمائر الحيَّة ‏من أحرارِ العالم وعقلائِه وحكمائِه وشرفائه مِمَّن لا يزالون يتألمون من وَخزِ الضمير، ويؤمنون بحرمة ‏المسؤولية الإنسانية، وبحقوق المستضعفين والمغلوبين على أمورهم وعلى أبسطِ حقوقهم في المساواة بغيرهم ‏من بني الإنسان في حياةٍ آمنة وعيش كريم، من أجلِ تحركٍ عاجلٍ وفوريٍّ لإنقاذِ أهل غزة من هذه المجاعة ‏القاتلة، التي يفرضها الاحتلال في قُوَّةٍ ووحشيةٍ ولا مبالاة لم يعرف التاريخُ لها مثيلًا من قَبل، ونظنه لن ‏يعرف لها شبيهًا في مستقبل الأيام. ‏

ويُعلنُ الأزهر الشريف أنَّ الضمير الإنساني اليوم يقف على المحكِّ وهو يرى آلاف الأطفال والأبرياء ‏يُقتَلون بدمٍ باردٍ، وأنَّ مَن ينجو منهم من القتلِ يَلْقَى حتفه بسببِ الجوع والعطش والجفاف، ونفاد الدواء، وتوقف المراكز الطبية عن إنقاذهم من موتٍ مُحقَّقٍ.

ويشدد الأزهر على أن ما يُمارسه هذا الاحتلال البغيض من تجويعٍ قاتلٍ ومُتعمَّد لأهل غزَّة المُسالمين، وهم يبحثون عن ‏كسرة من الخُبز الفُتات، أو كوب من الماء، ويستهدف بالرصاص الحي مواقع إيواء النازحين، ومراكز توزيع ‏المساعدات الإنسانيَّة والإغاثيَّة لهو جريمةُ إبادةٍ جماعيةٍ مُكتملة الأركان، وأنَّ مَن يمد هذا الكيان بالسلاحِ، ‏أو يُشجِّعه بالقرارات أو الكلمات المنافقة، فهو شريكٌ له في هذه الإبادة، وسوف يحاسبهم الحَكَم العدل، ‏والمنتقم الجبَّار، يومَ لا ينفعُ مال ولا بنون، وعلى هؤلاء الذين يساندونهم أن يتذكَّروا ‏جيدًا الحكمة الخالدة التي تقول: "أُكلنا يوم أُكِل الثور الأبيض". 

إنَّ الأزهر الشريف وهو يغالب أحزانه وآلامه، ليستصرخ القوى الفاعلة والمؤثرة أن تبذل أقصى ما تستطيع ‏لصدِّ هذا الكيان الوحشي، وإرغامه على وقف عمليات القتل الممنهجة، وإدخال المساعدات الإنسانية ‏والإغاثية بشكلٍ فوريٍّ، وفتح كل الطرق لعلاج المرضى والمصابين الذين تفاقمت حالتهم الصحية؛ نتيجة ‏استهداف الاحتلال للمستشفيات والمرافق الطبية، في انتهاك صارخ لكل الشرائع السماوية والمواثيق الدولية.‏

هذا؛ وإنَّ الأزهر الشَّريف ليبرأ أمام الله من هذا الصَّمت العالمي المُريب، ومِن تقاعسٍ دوليٍّ مخزٍ لنُصرةِ ‏هذا الشَّعب الأعزل، ومن أي دعوة لتهجير أهل غزة من أرضهم، ومن كل مَن يقبل بهذه الدعوات أو يتجاوب معها، ويحمِّل كل داعم لهذا العدوان مسؤولية الدماء التي تُسفك، والأرواح التي تُزهق، ‏والبطون التي تتضوَّر جوعًا في غزة الجريحة، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾.‏

هذا؛ وإنَّ الأزهر الشريف ليدعو كل مسلم أن يواظب على الدعاء لنصرة المظلوم بدعاء نبينا الذي تحصَّن ‏به: "اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَاب، ومُجْرِيَ السَّحَاب، وهَازِمَ الأحْزَاب، اهْزِمْهُمْ وانْصُرنا عليهم"".




## حرب الإبادة على غزة | غارات الاحتلال تتواصل وويتكوف إلى المنطقة
22 July 2025 10:03 PM UTC+00

غير مبالية بالدعوات الدولية المتزايدة تواصل إسرائيل حرب الإبادة على قطاع غزة المحاصر مخلّفة عشرات الشهداء والجرحى ودماراً شاملاً وأزمة إنسانية منذ بدئها في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وخلال الساعات الأخيرة استشهد 85 فلسطينياً، بينهم 31 على الأقل من منتظري المساعدات، وأصيب عشرات آخرون، بنيران وغارات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على القطاع.

وفي التفاصيل، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن 15 فلسطينياً استشهدوا في مجزرة ارتكبها الاحتلال إثر قصفه منزلاً مأهولاً يعود لعائلة مشتهى شمال غرب مدينة غزة. كما استشهد 8 فلسطينيين في قصف مكثف استهدف مناطق متفرقة من مدينة دير البلح، بالتزامن مع اجتياح بري لجيش الاحتلال جنوبي المدينة. وقالت القناة 14 العبرية، الثلاثاء، إنّ الجيش الإسرائيلي انتهى من عمليته البرية في دير البلح وسط قطاع غزة بعد يوم على انطلاقها، في أحدث توسيع لحرب الإبادة على الفلسطينيين المتواصلة منذ 22 شهراً.

وأضافت: "بعد ما يزيد قليلاً عن يوم، انتهت المعارك في دير البلح بعد أن أنجزت قواتنا مهمتها بنجاح" دون توضيح المهمة. وتابعت: "في هذه المرحلة، لا تخطط إسرائيل لعمليات برية واسعة النطاق في المعسكرات الوسطى" في قطاع غزة. وأشارت إلى أن دير البلح من مناطق قليلة امتنع الجيش عن الهجمات فيها بسبب مخاوف من وجود أسرى إسرائيليين فيها. وأعلنت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، مساء الثلاثاء، فقدان الاتصال بمجموعة تقوم بتأمين الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة روم بريسلافسكي، وأكدت أنها لا تعلم مصيرهم.

في موازاة ذلك، ذكر موقع أكسيوس الإخباري الأميركي، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أجرى تقييماً للوضع الليلة مع فريق التفاوض في الدوحة. ويتوجه مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف إلى المنطقة، لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة، وذلك حسبما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس، الثلاثاء، في مؤتمر صحافي بمقرّ الوزارة في واشنطن.

وقالت بروس: "خلال محادثتي اليوم مع وزير الخارجية (ماركو روبيو) أشار إلى أن المبعوث الخاص (للرئيس ترامب لمنطقة الشرق الأوسط) يتجه الآن إلى الشرق الأوسط، ولدى الجميع الرئيس والوزير والمبعوث الخاص تفاؤل بالتقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار وكذلك في أن يكون هناك ممر إنساني لتدفق المساعدات التي وافق عليها الجانبان". يأتي ذلك في وقت تستمرّ المحادثات في الدوحة بشأن غزة، ونقلت صحيفة هآرتس عن مصدر سياسي إسرائيلي مطلع على مفاوضات غزة، قوله السبت الفائت، إن تل أبيب تجري للمرة الأولى مفاوضات مع حركة حماس تتعلق بإمكانية إنهاء الحرب.

"العربي الجديد" ينقل تطورات حرب الإبادة على غزة أولاً بأول..




## منتخب المغرب يهزم غانا بركلات الترجيح ويصل نهائي كأس أفريقيا للسيدات
22 July 2025 10:48 PM UTC+00

نجح منتخب المغرب للسيدات في التأهل إلى نهائي كأس أمم أفريقيا، عقب فوزه على نظيره الغاني بركلات الترجيح (4-2) في المباراة، التي جمعتهما يوم الثلاثاء، على الملعب الأولمبي في الرباط، لحساب الدور نصف النهائي، بعد مواجهة مثيرة انتهت في وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل (1-1).

وتركت الحارسة خديجة الرميشي (35 عاماً) بصمتها، بعدما تصدّت لركلة جزاء منحت بها التفوق لسيدات المغرب اللاتي تفنن في تسجيل ركلات الترجيح، ليحسمن النتيجة النهائية لصالحهن، وسط فرحة عارمة للجهاز الفني والجماهير المغربية الغفيرة، التي تابعت هذه المواجهة.

وقدمت سيدات المغرب شوطاً أول سيئاً بشكل غير متوقع، بخلاف منتخب غانا، الذي فرض إيقاع لعبه، وتحكم في وسط الملعب، ما منحه الأفضلية في خلق الفرص السانحة للتسجيل، ما مكنه من تسجيل الهدف الأول عن طريق لاعبته ستيلا نياميكي في الدقيقة 25، والتي استغلت ارتباكاً في دفاع منتخب "لبؤات الأطلس". واضطُر المدير الفني لسيدات المغرب، الإسباني خورخي فيلدا (44 عاماً)، إلى إجراء تعديل تكتيكي مبكر بإخراج إيلودي النقاش واستبدالها بنجاة بدري، التي أعادت التوازن إلى وسط الملعب، لكن  دون تعديل النتيجة، لتغادر "لبؤات الأطلس" الشوط الأول متخلفات بهدف نظيف.

وفي الشوط الثاني، تحسن أداء منتخب المغرب للسيدات بشكل ملحوظ، بعدما دخلت اللاعبات أرضية الملعب، وكلهن طموح في انتزاع التعادل، وهو ما تحقق عن طريق المهاجمة المتألقة، سكينة أوزراوي في الدقيقة 55، وكادت زميلات القائدة غزلان الشباك أن تضيف الهدف الثاني، لو استغللن الفرص العديدة، التي أتيحت لهن في ربع الساعة الأخيرة من الشوط الثاني.



ورغم أنّ منتخب "لبؤات الأطلس" كان الأقرب إلى التسجيل، بفضل تحركات سناء مسودي ونجاة بدري وسكينة أوزراوي، وسط تراجع سيدات غانا، إلا أنّ الشوط الثاني انتهى بالتعادل الإيجابي (1-1)، ليحتكم المنتخبان إلى الشوطين الإضافيين لحسم هوية المتأهل إلى المباراة النهائية لنيل اللقب الأفريقي، دون أن يحملا أيضاً أي جديد على مستوى النتيجة، رغم مجهودات لاعبات منتخب المغرب والتعديلات، التي قام بها المدرب فيلدا بإشراك سارة قاسي وفاطمة تاغناوت وإيمان سعود وكنزة شابيل، ليلجأ منتخبا سيدات المغرب وغانا إلى ركلات الترجيح، التي ابتسمت لـ"لبؤات الأطلس". وبهذا الفوز الصعب، تضرب سيدات المغرب موعداً في المباراة النهائية مع منتخب نيجيريا الذي تفوق على جنوب أفريقيا، وذلك يوم الجمعة المقبل، للصراع على نيل اللقب الأفريقي، على الملعب الأولمبي في الرباط.




## صندوق قطر للتنمية يوقع 16 اتفاقية لدعم الجهود الإنسانية في العالم
22 July 2025 10:54 PM UTC+00

وقّع صندوق قطر للتنمية أمس الثلاثاء في الدوحة 16 اتفاقية استراتيجية بقيمة 1.92 مليار ريال قطري (526 مليون دولار)، لدعم مجموعة واسعة من المبادرات الإنسانية والتنموية لأكثر من 17 مليون مستفيد في العالم. وقالت وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية، نائب رئيس مجلس إدارة صندوق قطر للتنمية مريم المسند، في حفل التوقيع على الاتفاقيات إن "ما تقوم به دولة قطر اليوم من خلال صندوق قطر للتنمية ليس مجرد التزام دولي، بل هو انعكاس لقيمنا الإنسانية العميقة".

وأضافت المسند "نحن نؤمن بأن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الحقيقي، وهذه الاتفاقيات تمثل خطوة ملموسة نحو بناء مجتمعات أكثر استقراراً وعدلاً، وتغيير حياة الملايين نحو الأفضل"، مشددة على أن "قطر ستظل شريكاً فاعلاً في مسيرة التنمية العالمية، واضعة الإنسان في صميم أولوياتها". وضمن الاتفاقيات التي وقّعها الصندوق 4 اتفاقيات مع "قطر الخيرية" تستهدف نحو مليون و307 آلاف و292 مستفيداً، تشمل اتفاقية منحة للمساعدات الطارئة بعد أزمة الفيضانات في جمهورية النيجر، واتفاقية منحة لدعم خدمات الرعاية الصحية في مستشفى باب الهوى في سورية، ومنحة للاجئي الروهينغا في ماليزيا، واتفاقية لمشروع الاستجابة الأولية للحالات الطارئة في شمال سورية.

كما وقّع صندوق قطر للتنمية اتفاقيتين مع "مؤسسة التعليم فوق الجميع"، تستهدف نحو أكثر من 15 مليون مستفيد من الأطفال والشباب، تشمل اتفاقية إطارية استراتيجية واتفاقية منحة لدعم برنامج المنح الدراسية للطلاب الأفغان. ومع الهلال الأحمر القطري، وقّع الصندوق 6 اتفاقيات تستهدف أكثر من 294 ألف و487 مستفيداً، تشمل منحة الدعم الطارئ للمرحلة الجديدة للخوذ البيضاء في سورية، واتفاقية مشروع لدعم مركز القلب في مستشفى أنديرا غاندي للأطفال في أفغانستان، واتفاقية منحة لتقديم المساعدات الإنسانية في سورية، واتفاقية منحة لدعم توسعة ملعب الأطفال في العيادات القطرية في مخيم الزعتري في الأردن، واتفاقية منحة لمشروع "القافلة الخيّرة" للأطفال والكبار في جمهورية غيانا، واتفاقية منحة للإغاثة الطارئة بعد كارثة الحريق في السوق المركزي المحلي في منطقة غابو في غينيا-بيساو لدعم الأفراد المتضررين وتلبية احتياجاتهم الإنسانية الأساسية.


وقّع صندوق قطر للتنمية 16 اتفاقية استراتيجية بقيمة 1.92 مليار ريال قطري، لدعم مبادرات إنسانية وتنموية يستفيد منها أكثر من 17 مليون شخص حول العالم، بحضور سعادة الشيخ ثاني بن حمد آل ثاني رئيس مجلس إدارة صندوق قطر للتنمية وسعادة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزير التعاون الدولي،… pic.twitter.com/OwBkQ9IBOb
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) July 22, 2025





كما وقّع الصندوق اتفاقية لاستضافة الجامعة الأميركية في أفغانستان مؤقتاً في قطر، بالتعاون مع مؤسسة قطر، تستهدف نحو 73 طالباً. وفي إطار مذكرات التفاهم الحكومية فقد وقع صندوق قطر للتنمية مذكرة تفاهم بشأن إعادة تأهيل شبكة المياه في 3 بلديات مع البوسنة والهرسك تستهدف نحو 6000 مستفيد، ومذكرة تفاهم مع حكومة رواندا لدعم برنامج "لا طفل خارج المدرسة" الوطني تستهدف نحو 177 ألف و119 طفلاً، ومذكرة تفاهم بالشراكة مع وزارة الزراعة والأمن الغذائي بشأن مبادرة "ننمو في أفريقيا" في سيراليون تستهدف 530 ألف و152 مستفيداً. وتجسد هذه الاتفاقيات التزام الصندوق المستمر بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز رؤية دولة قطر الوطنية لعام 2030، كما تعكس التزام دولة قطر بمشاركة خبرتها التنموية الناجحة مع المجتمعات الأكثر حاجة في مختلف أنحاء العالم.




## وزير الأمن الإسرائيلي يهدد بشن حرب جديدة على إيران
22 July 2025 10:54 PM UTC+00

تحدث وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الثلاثاء، عن إمكانية شن تل أبيب حربًا جديدة على إيران، مشددًا على ضرورة منع إعادة ترميم مشاريعها النووية والصاروخية. وجاء حديث كاتس خلال إجرائه تقييمًا للوضع بمشاركة رئيس الأركان إيال زامير وقادة عسكريين كبار في الجيش، وفقًا لما نقلته صحيفة معاريف العبرية. ونقلت الصحيفة عن كاتس قوله: "هناك إمكانية لتجديد الحرب ضد إيران".

وفي 13 يونيو/ حزيران الماضي، شنت تل أبيب، بدعم أميركي، عدوانًا على إيران استمر 12 يومًا، وردت الأخيرة باستهداف إسرائيل بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة، قبل أن تعلن الولايات المتحدة، في 24 من الشهر ذاته، وقفًا لإطلاق النار. وقد مثّل عدوان إسرائيل الأخير على الجمهورية الإسلامية انتقالًا من "حرب الظل" التي استمرت لعقود عبر تفجيرات واغتيالات، إلى حرب هجينة مفتوحة وغير مسبوقة بين الطرفين.

وشدد كاتس على ضرورة الحفاظ على ما سماه "الإنجازات والتفوق الجوي الذي تحقق في الحرب على إيران". وأضاف: "من الضروري، في أعقاب عملية الأسد الصاعد (مسمى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على إيران)، صياغة خطة لضمان عدم عودة إيران إلى مشاريعها النووية والصاروخية". وتتهم إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء.



وتعد إسرائيل الجهة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك ترسانة نووية، وهي غير خاضعة لرقابة دولية، وتواصل منذ عقود احتلال أراضٍ فلسطينية وأراضٍ في سورية ولبنان. وقال كاتس: "هناك جبهتان مفتوحتان، وهما قطاع غزة واليمن، وعلى تل أبيب حسمهما كليًا ضمن السياسة الهجومية الحازمة، كما حدث في إيران ولبنان وسورية". وادعى: "نحن في أقرب نقطة من تحقيق أهداف الحرب".

وتابع: "وجود إسرائيل في نقاط المراقبة والمناطق الأمنية في مختلف القطاعات، بما فيها سورية ولبنان، ضرورة أساسية للأمن القومي الإسرائيلي، وعلى الجيش الاستعداد وفقًا لذلك". ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

(الأناضول)




## تبون يترأس في روما القمة الاقتصادية الجزائرية الإيطالية الخامسة
22 July 2025 10:55 PM UTC+00

وصل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مساء الثلاثاء إلى العاصمة الإيطالية روما على رأس وفد حكومي واقتصادي رفيع. وتأتي الزيارة في توقيت حساس يشهد فيه اقتصاد الجزائر توجهاً متزايداً نحو تنويع الشراكات، بعيداً عن الفضاء الأوروبي التقليدي، في ظل تصاعد النزاع التجاري مع الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاق الشراكة الموقع عام 2005. وتشهد القمة الخامسة رفيعة المستوى بين الجزائر وإيطاليا، التي تعقد الأربعاء، وفق مصادر رسمية، توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات الصناعة، الزراعة، الصحة، التكنولوجيا والتدريب المهني، في ظل سعي مشترك لإرساء نموذج شراكة إنتاجية يخلق قيمة مضافة للطرفين، ويتجاوز نمط المبادلات التجارية الخام.

وفي سياق متصل، يعقد على هامش القمة منتدى اقتصادي ثنائي يجمع كبار رجال الأعمال من البلدين، برعاية وزيري الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني والجزائري أحمد عطاف، ويشهد توقيع اتفاق لإنشاء مركز تدريب مشترك لمعالجة الرخام، في خطوة تستهدف نقل المهارات وتعزيز الاندماج الصناعي في القطاعات التحويلية.



وبحسب وكالة "نوفا" الإيطالية، يتوقع توقيع اتفاق استثماري رئيسي بقيمة مليار يورو خلال المنتدى لبناء مصنع حديد مخفض الكربون، كان من المزمع تنفيذه في ليبيا، وتم نقله إلى الجزائر لأسباب تتعلق بالجدوى الجيوسياسية والاستقرار التشغيلي. ويعد هذا المشروع خطوة استراتيجية لإزالة الكربون من قطاع الصلب، ويعكس تصاعد الرغبة الإيطالية في توطين صناعات ثقيلة في الجزائر.



كما يتداول المنتدى مقترحاً لافتتاح أول بنك إيطالي في الجزائر، وهو ما تعتبره روما "حلقة مفقودة" تعيق التمويل الثنائي، مقارنة بالحضور القوي للبنوك الفرنسية. ويمثل هذا الطرح تحولاً نوعياً في بنية الدعم المالي للتجارة والاستثمار بين البلدين، ويفتح الباب لزيادة تدفقات رؤوس الأموال. ومنذ 2020، تعزز الجزائر من انفتاحها على الشراكة الإيطالية في قطاعات الزراعة والصناعة والسيارات، حيث تنفذ شركة إيطالية مشروعاً زراعياً بقيمة 420 مليون دولار، فيما دشنت شركة "فيات" مصنعاً لتجميع السيارات في وهران بطاقة إنتاجية تستهدف 90 ألف سيارة سنوياً بحلول 2026، مع رفع تدريجي لمعدلات الإدماج المحلي التي تجاوزت حالياً 17%.

في المقابل، يبقى قطاع الطاقة حجر الأساس للعلاقة الاقتصادية الثنائية، إذ تعد الجزائر ثاني أكبر مزود لإيطاليا بالغاز، بعد روسيا. وفي يناير/ كانون الثاني 2023، وقع اتفاق لبناء خط أنابيب ثالث لنقل الغاز والأمونياك والهيدروجين والكهرباء إلى أوروبا عبر الأراضي الإيطالية، ليرتفع بذلك إجمالي خطوط الربط الطاقوي بين البلدين إلى ثلاثة. وتظهر البيانات التجارية الرسمية ارتفاعاً ملموساً في حجم المبادلات، إذ بلغت الصادرات الجزائرية لإيطاليا في الثلث الأول من 2025 نحو 4.79 مليار يورو، بزيادة 6.7% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وفق بيانات رسمية، ما يعكس نجاح الجزائر في تعزيز موقعها كمورد استراتيجي للطاقة والسلع الأولية في السوق الإيطالية.

وتسعى الجزائر عبر هذه القمة لتعويض التوترات مع الاتحاد الأوروبي، من خلال توسيع نطاق الشراكات الثنائية المباشرة، مع دول ذات ثقل صناعي مثل إيطاليا، تتيح فرص استثمار إنتاجي ونقل تكنولوجيا. في المقابل، ترى روما في الجزائر منصة آمنة لتعويض التراجع في إمدادات الطاقة من روسيا، وإعادة رسم دورها ضمن الخريطة الجيوطاقوية الأوروبية. 




## ويتكوف سيتوجه إلى الدوحة حال إحراز تقدم في مفاوضات غزة
22 July 2025 11:25 PM UTC+00

قالت صحيفة عبرية، مساء الثلاثاء، إن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيسافر إلى الدوحة خلال الأيام المقبلة، حال إحراز تقدم في مفاوضات وقف النار وتبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي. ومنذ 6 يوليو/ تموز الجاري، تُجرى في قطر مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، في محاولة جديدة لإبرام اتفاق لتبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار.

ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مصدر مطلع لم تسمه إن سفر المبعوث الأميركي إلى الدوحة مرهون بإحراز تقدم ملموس في مفاوضات وقف إطلاق النار. واعتبر أن حضور ويتكوف سيكون بمثابة مؤشر على اقتراب التوصل إلى اتفاق. وشدد على أن ويتكوف لا يعتزم الانضمام إلى المفاوضات ما لم تصل إلى مرحلة تستعد فيها الأطراف للإعلان عن تفاهم نهائي.

وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس، أمس الثلاثاء، في مؤتمر صحافي بمقرّ الوزارة في واشنطن أن ويتكوف سيتوجه إلى المنطقة، لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة. وقال مسؤول أميركي لوكالة "رويترز" إن ويتكوف سيتوجه إلى أوروبا هذا الأسبوع لعقد اجتماعات بشأن مجموعة من القضايا، من بينها الحرب على غزة، مضيفا أن ويتكوف سيواصل الضغط من أجل وقف إطلاق النار في القطاع.

في موازاة ذلك، ذكر موقع أكسيوس الإخباري الأميركي، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أجرى تقييماً للوضع الليلة مع فريق التفاوض في الدوحة. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أميركي مطلق، أكثر من 201 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

المصدر الإسرائيلي تابع لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن "الوسطاء ما زالوا ينتظرون رداً من حماس على مقترح إسرائيلي مُحدث بشأن إعادة انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في غزة خلال هدنة الـ 60 يوماً". والسبت، كشف مصدر فلسطيني لـ"الأناضول" عن تسلم حماس من الوسطاء خرائط جديدة تظهر مناطق السيطرة الإسرائيلية في غزة، وبدأت بدراستها.

وقالت حماس الاثنين إنها ماضية "بمسؤولية وعقلانية" وبأقصى سرعة ممكنة في استكمال المشاورات مع الفصائل الفلسطينية للوصول إلى ما وصفته بـ"اتفاق مشرف" يؤدي إلى "وقف العدوان، وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الإعمار، ورفع الحصار، وضمان حياة كريمة لأهل غزة". وعلى مدى أكثر من 21 شهراً، عقدت جولات عدة من مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، بوساطة مصر وقطر ودعم من الولايات المتحدة.



وخلال هذه الفترة، تم التوصل إلى اتفاقين جزئيين، الأول في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، والثاني في يناير/ كانون الثاني 2025. وتهرب نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من استكمال الاتفاق الأخير، واستأنف حرب الإبادة على غزة في 18 مارس/ آذار الماضي. ومراراً أكدت حماس استعدادها لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة. وتؤكد المعارضة الإسرائيلية أن نتنياهو يرغب في صفقات جزئية تتيح استمرار الحرب، بما يضمن استمراره بالسلطة، عبر الاستجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته.

(الأناضول، رويترز، العربي الجديد)




## توماس برّاك يدعو الشرع لتبني نهج أكثر شمولاً
22 July 2025 11:42 PM UTC+00

دعا المبعوث الأميركي إلى سورية توماس برّاك الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تقويم سياساته وتبني نهج أكثر شمولاً بعد جولة جديدة من الاشتباكات الدامية الأسبوع الماضي، وإلا سيكون مهدداً بفقدان الدعم الدولي وتفتيت البلاد. وقال برّاك إنه نصح الشرع في مناقشات خاصة بمعاودة النظر في تكوين الجيش قبل الحرب وطلب المساعدة الأمنية الإقليمية. وفي مقابلة في بيروت، قال برّاك لوكالة "رويترز" إنه من دون تغيير سريع، فإن الشرع يخاطر بفقدان القوة الدافعة التي أتت به ذات مرة إلى السلطة.

وأضاف توماس برّاك إنه يتعين على الشرع القول "سأتأقلم سريعاً، لأنني إن لم أفعل سأفقد طاقة الكون التي كانت تقف ورائي". وقال إن الشرع يمكن أن "ينضج كرئيس ويقول.. الشيء الصحيح الذي يجب أن أفعله هو ألا أتبع أسلوبي الذي لا يحقق المرجو منه". ووصل الشرع إلى السلطة في سورية بعد أن أطاح مسلحون تحت قيادته بنظام بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وتعهد بحماية أفراد الأقليات الطائفية العديدة في سورية. إلا أن هذا التعهد بات على المحك، أولاً من خلال المواجهات التي جرت مع أفراد الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد في مارس/آذار، والآن من خلال الاشتباكات الدامية الأخيرة في السويداء بالجنوب الغربي.

وقال برّاك إن الحكومة الجديدة يجب أن تفكر في أن تكون "أكثر شمولاً على نحو أسرع" فيما يتعلق بدمج الأقليات في هيكل الحكم. لكنه رفض أيضا التقارير التي تقول إن قوات الأمن السورية مسؤولة عن الانتهاكات بحق المدنيين الدروز في السويداء. وأشار إلى أن مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي ربما كانوا متنكرين في زي الحكومة وأن المقاطع المصورة على وسائل التواصل الاجتماعي يسهل التلاعب بها وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها.

وقال "لم تدخل القوات السورية إلى المدينة. هذه الفظائع التي تحدث لا ترتكبها قوات النظام السوري. إنهم ليسوا حتى في المدينة لأنهم اتفقوا مع إسرائيل على عدم دخولها". ساعدت الولايات المتحدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار الأسبوع الماضي مما أدى إلى إنهاء القتال الذي اندلع بين مسلحي العشائر البدوية والفصائل الدرزية في 13 يوليو/ تموز.

وقال توماس برّاك إن المخاطر في سورية عالية للغاية، في ظل عدم وجود خطة خلافة أو بديل ممكن للسلطات الجديدة. وأضاف "مع هذا النظام السوري، لا توجد خطة بديلة. إذا فشل هذا النظام السوري.. وهناك من يحاول دفعه للفشل.. (لكن)لأي غرض؟، فلا يوجد خليفة له". ورداً على سؤال عما إذا كانت سورية يمكن أن يؤول بها الحال إلى ما آلت إليه ليبيا وأفغانستان، قال "نعم، بل أسوأ من ذلك".

وقالت الولايات المتحدة إنها لم تدعم الغارات الجوية الإسرائيلية على سورية، التي زعمت تل أبيب أنها نفذت لـ"حماية" الدروز في السويداء. وقال برّتك إن الغارات زادت من "الارتباك" في سورية. وتصف إسرائيل المسؤولين الحاليين في دمشق بأنهم متشددون خطيرون، وتعهدت بإبقاء القوات الحكومية بعيداً عن جنوب غرب سورية وحماية الأقلية الدرزية السورية في المنطقة، وشجعها على ذلك تحريض من الطائفة الدرزية في إسرائيل.



وقال برّاك إن رسالته إلى إسرائيل هي إجراء حوار لتهدئة مخاوفها بشأن القادة الجدد في سورية، وإن الولايات المتحدة يمكن أن تلعب دور "الوسيط النزيه" للمساعدة في تبديد أي مخاوف. وقال إن الشرع ألمح في بداية حكمه إلى أن إسرائيل ليست عدوا له، وأنه يمكن أن يطبع العلاقات معها في الوقت المناسب. وقال برّاك إن الولايات المتحدة لا تفرض الشكل السياسي الذي يجب أن تكون عليه سورية سوى أن يتسم بالاستقرار والوحدة والعدالة والشمول. وأضاف "إذا انتهى الأمر بحكومة اتحادية، فهذا هو قرارهم. والإجابة على هذا السؤال هي أن الجميع قد يحتاج الآن إلى التكيف".

(رويترز، العربي الجديد)




## الشعر في قاعات السينما
23 July 2025 12:00 AM UTC+00

استلهم عدد من الشعراء تقنيات السينما مثل اللقطات، والمونتاج، والتصوير، والموسيقى التصويرية، في كتابة قصائدهم. وكان لظهور هذا الفن في أوائل القرن العشرين أثرا كبيرا على التوجهات الشعرية الحديثة. في الجهة المقابلة، تبدو العلاقة بين الشعر والسينما في أوضح صورها مع صانعي الأفلام الطليعيين، المشبعين بالأفكار الجديدة، والمتأثرين بالحركة الشعرية السوريالية مثل مان راي، وهانز ريختر، وجيرمين دولاك، ومايا ديرين، الذين اكتشفوا كما وظّفوا مفهوماً جديداً يُعرف بـ"السينيبويم" (cinepoems) – القصائد السينمائية.

وليس هناك بالنسبة للمخرج والشاعر الإيطالي بيير باولو بازوليني من تعارض بين كتابة سطر من قصيدة وتصوير لقطة. هذا ما جعل انتقال الشعراء من الجلوس أمام الورقة إلى الوقوف خلف الكاميرا أمراً بديهيّاً. وفي ميلهم للتشظي والتكثيف، منحتهم السينما إمكانية تفكيك السرد وتحويله إلى انطباعات تأملية أو حالات داخلية. ففي فيلمها "البيت أسود"، تصوّر الشاعرة فروغ فرخزاد واقعاً قاسياً لمرضى الجذام، لكن بطريقة حلمية غير خاضعة للزمن. بينما شكّل الخيال الشعري للشاعر جان كوكتو العوالم السينمائية الحالمة والسريالية لأفلامه المشهورة "دم الشاعر"، "أورفيوس"، و"الجميلة والوحش". 


الشعر في الأفلام التجريبية

كان هانز ريختر من أوائل الفنانين الذين تعاملوا مع السينما باعتبارها شكلاً شعرياً. ففي عشرينيات القرن الماضي، وُصفت أفلامه بأنها "لغة جديدة، لها قواعدها وإيقاعها وإمكاناتها الشعرية الخاصة". وفي فيلمه "إيقاع 21" (1921)، استخدم الأشكال التجريدية والزمن الإيقاعي ليصنع تجربة بصرية أشبه بالقصيدة دون قصة أو شخصيات. وبحسب الباحث ويليام ويس، فإن أفلام ريختر التجريدية "تحتل مساحة الشعر الغنائي في السينما، مغلقة على ذاتها، إيقاعية، ومُوحية". بينما وصفت مايا ديرين اللحظات الشعرية في أفلامها بأنها "تحقيقات عمودية"، أي انقطاعات وجيزة في السرد تهدف إلى التعمّق في المعنى، على غرار المونولوغ في مسرحيات شكسبير الذي يُكثّف البُعد العاطفي للحظة.


ليست مجرد سرد بصري بل هي لغة شعرية تولد من إيقاع الصورة


ورغم غياب النص المكتوب، فإن البنية والمحتوى يعكسان البعد الشعري في تلك الأفلام: شعر الحلم كما في فيلم "كلب أندلسي" (1929)، لكل من لويس بونييل وسلفادور دالي، وفيلم "تشابكات بعد الظهر" (1943)، لمايا ديرين، الذي يُعد قصيدة سينمائية ذاتية. أو شعرٌ مغرق في الرمزية حدّ الغموض، كما جسّده فيلم "الصدفة ورجل الدين" (1928)، كتبه الشاعر المسرحي أنطوان آرتو وأخرجته جيرمين دولاك. ثم فيلم "8 × 8: سوناتا شطرنج في 8 حركات"، الذي بُني من قصائد دادائية مجمّعة، وأخرجه كل من هانز ريختر، مارسيل دوشامب، وجان كوكتو.


شاعر سينمائي

يمكن اعتبار السينما شعراً من نوعٍ ما، والمخرجين شعراء أيضاً. ذاك هو رأي المخرج الإيطالي بيير باولو بازوليني حين وصف نفسه بأنه شاعر سينمائي: "أنا شاعر سينمائي، لكن بدلاً من الكتابة على الورق، أكتب على شريط الفيلم". ووفقاً لوجهة نظر مماثلة، فإن السينما هي أقصى واقع شعري يمكن تخيّله، إذ إن لغتها في الأساس لغة شعر، كما أن جسديّتها الشبيهة بالحلم تجعلها أقرب الفنون إلى الشعر.

في حقبتها الصامتة، بدت السينما بطبيعتها العفوية فنّاً قريباً من الشعر، من خلال اعتمادها على الصورة التي ترمز وتوحي أكثر مما تحكي مباشرة، تماماً كما تفعل الاستعارة الشعرية. فالإيقاع عبر المونتاج وتتابع الصور وحركات الجسد، كلّها تقنيات قريبة من الإيقاع الشعري الذي يعتمد على الوقفات والانقطاعات، إضافة إلى الإيحاء حيث لا توجد حوارات تشرح، بل إيماءات، ورموز، ولقطات مقطّعة وظلال. وقد استخدم مخرجون مثل جورج ميلييس الاستعارة البصرية، والفضاء، والمونتاج بطرق تشبه بنية القصيدة تماماً.

مع بداية القرن العشرين، تعمّق اهتمام السينما بالشكل البصري للفيلم، إلى درجة بدا معها وكأنّه نص شعري يتشكل بالضوء والحركة. يُعدّ فيلم "رجل يحمل كاميرا" (1929)، لدزيغا فيرتوف، مثالاً حيّاً على "قصيدة بصرية"، وإن كان يمزج بين الواقعية الوثائقية والمونتاج التجريبي.


تأملات الزمن والمعنى

في النصف الثاني من القرن العشرين، قدمت السينما وسائل جديدة للتجسيد البصري والتعبير الصوتي. فمن التجارب السوريالية لجان كوكتو، إلى الأعمال التأملية لأندريه تاركوفسكي، وصولاً إلى اللعب بالحبكة التقليدية في أفلام جيم جارموش، نشأ ما يُعرف بـ"السينما الشعرية" كنوع فني قائم بذاته. برزت أعمال ذات نزعة تأملية، عمّقت البحث في حاجة السينما إلى البعد التصويري الحالم. فقد أصبح الهدف الأسمى هو إبداع سينما في مستوى الشعر، حسب تعبير المخرج الروسي أندريه تاركوفسكي: سينما تضع المشاهد في قلب اللحظة، دون أن توجّهه إلى هدف محدد، بل تدعوه إلى المشاركة العاطفية وبناء موقف ما مما يشاهد.

في فيلمه "سولاريس" (1972)، أو "المرآة" (1975)، يتريّث تاركوفسكي كشاعر التفاصيل عند الماء، والنار، والريح... ليجعل من الزمن مادة سينمائية؛ الصورة هنا ليست انعكاساً، بل كشفاً، والسينما ليست سرداً بل رؤية. هذا ما نجده أيضاً عند مخرجين أمثال: آلان رينيه، وإنغمار بيرغمان، وأكيرا كوروساوا، ومايكل رادفورد، وترينس ماليك، إضافة إلى عباس كيارستمي، الذي قال عنه أحد المفكرين الإيرانيين إنه "أول شاعر بصري في الأمّة".

أما الشاعرة مارغريت تايت، الرائدة في ما يُسمى بـ"الشعر السينمائي البريطاني"، فقد أخرجت إلى جانب عدد كبير من الأفلام الشعرية القصيرة، فيلمها الروائي الطويل "الأزرق والأسود الدائم" (1992)، مركّزة فيه على جمال اليومي، والطبيعة، واللحظات الإنسانية الهادئة. وإلى جانب هؤلاء، يُعدّ الشاعر جوناس ميكاس "الأب الروحي للسينما الأميركية الطليعية"، إذ حقّق نقلة نوعية حين ربط السينما بالشعر عبر أعمال عديدة، تأملية، شخصية، تشبه اليوميات المرئية.

هكذا لعب الشعر دوراً جوهرياً في توسيع أفق السينما، في الغرب كما في الشرق. أما في العالم العربي، فيصعب الحديث عن شعراء وراء الكاميرا، أو عن "سينما القصيدة" التي لا نجد من يمثلها كما مثّلها سيرجي باراجانوف في فيلمه "لون الرمان" (1969). لكن، ثمّة أفلام قليلة تشرّبت هذه الجماليات، بعضها تجريبي قصير كفيلم "الزيارة" (1970)، لقيس الزبيدي، وبعضها طويل كفيلم "المومياء" (1969)، لشادي عبد السلام؛ ما يجعل السؤال مشروعاً عن أسباب هذا الغياب.






## المفاوضات مع "قسد"... دمشق تتكل على ضغوط واشنطن
23 July 2025 01:00 AM UTC+00

في ظلّ ما تشهده الساحة السورية من تحوّلات سياسية وعسكرية متسارعة، ولا سيما الأحداث في محافظة السويداء بجنوب سورية، مع ما ستترتب عليها من نتائج، خصوصاً حول قدرة السلطة الجديدة على بسط نفوذها أو التفاهمات التي ستتوصل إليها مع الجماعات المحلية، تثار تساؤلات حول انسحاب هذا المشهد على مناطق أخرى، خصوصاً في شرق وشمال سورية، حيث لا يزال ملف اندماج "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) داخل أجهزة الدولة السورية معلقاً وبلا تقدّم منذ توقيع اتفاق 10 مارس/آذار الماضي بين الرئيس السوري أحمد الشرع والقائد العسكري لـ"قسد" مظلوم عبدي.

"قسد" تنفي مهلة الـ30 يوماً

وبرز أخيراً نفي "قسد" معلومات نشرها موقع "ميدل إيست آي" حول مهلة 30 يوماً منحتها لها الولايات المتحدة وتركيا للاندماج في مؤسسات الحكومة السورية. وقال مدير المركز الإعلامي لـ"قسد"، فرهاد شامي، أول من أمس الاثنين، إن ما ورد في هذا التقرير "حول قواتنا ودورها المستقبلي في سورية معلومات كاذبة وتهدف إلى تضليل الرأي العام بشكل متعمد". وأعاد هذا النفي ملف المفاوضات بين الحكومة السورية و"قسد" إلى الواجهة في مرحلة توتر تشهدها السويداء، خصوصاً بعدما كان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قد شدّد خلال اتصال مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، يوم الجمعة الماضي، "على أنه لن يتم السماح إطلاقاً للتنظيمات الإرهابية باستغلال الوضع في جنوب سورية"، في إشارة إلى "قسد" التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.

والتقى المبعوث الأميركي إلى سورية، توم برّاك، السبت الماضي، عبدي، وقالت السفارة الأميركية في سورية، على "إكس"، إن برّاك وعبدي التقيا (السبت)، "لمناقشة الوضع الراهن في سورية والحاجة إلى اتخاذ خطوات عاجلة لاستعادة الهدوء والاستقرار، كما ناقشا الخطوات العملية نحو الاندماج في سورية موحّدة من أجل مستقبل سلمي ومزدهر وشامل ومستقر لجميع السوريين، واتفقا على أن الوقت قد حان للوحدة". وأضافت أن برّاك "شكر" عبدي "على قيادته وعلى شراكة قوات سوريا الديمقراطية المستمرة في مكافحة تنظيم داعش في سورية". وكان برّاك قد التقى عبدي في دمشق قبل ذلك، في 9 يوليو/تموز الحالي، بحضور الشرع، مع استمرار فشل المحادثات بين الحكومة السورية و"قسد". وقال برّاك في مقابلة مع وكالة أسوشييتد برس، نشرت أول من أمس الاثنين، إنه لا يعتقد أن أحداث السويداء سوف تعطّل المباحثات بين دمشق و"قسد"، مضيفاً أنه "قد يحصل اختراق خلال الأسابيع المقبلة"، كما علّق بأن الولايات المتحدة لا تملك "أي موقف" بشأن إمكانية توقيع سورية وتركيا اتفاقاً دفاعياً. وبحسب تعبيره، فإنه "ليس من شأن الولايات المتحدة أو مصلحتها أن تقول لأي من الدول المحيطة ماذا تفعل بعضها مع بعض".

ونصّ الاتفاق بين الشرع وعبدي في مارس الماضي على دمج "قسد" في المنظومة العسكرية للبلاد، وتُرك للجان مشتركة التباحث في أفضل الطرق لتطبيق هذا المبدأ. كما نصّ الاتفاق على ما يلي: ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وجميع مؤسسات الدولة بناءً على الكفاءة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية، والمجتمع الكردي مجتمع أصيل في الدولة السورية، وتضمن الدولة السورية حقّه في المواطنة وكل حقوقه الدستورية، ووقف إطلاق النار على جميع الأراضي السورية ودمج كل المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سورية ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز. كما تمّ الاتفاق على ضمان عودة كافة المهجرين السوريين إلى بلادهم وتأمين حمايتهم من الدولة السورية، ودعم الدولة السورية في مكافحتها فلول الأسد وكل التهديدات التي تهدد أمنها ووحدتها، ورفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة بين كافة مكونات المجتمع السوري، كما أن تعمل وتسعى اللجان التنفيذية على تطبيق الاتفاق بما لا يتجاوز نهاية العام الحالي.

لكن "الإدارة الذاتية" الكردية عادت ووجّهت انتقادات للسلطة على خلفية الإعلان الدستوري (مارس الماضي) ثم تشكيل حكومة قالت إنها لا تعكس التنوّع. وفي مايو الماضي، شدّد عبدي على التمسّك بـ"سورية لامركزية وتعيش فيها جميع المكونات بكامل حقوقها وألا يتم إقصاء أحد".

الموقف الأميركي ورقة ضغط

ورأى الباحث السياسي محمد المصطفى، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن المعطيات الحالية تشير إلى التزام الحكومة السورية بالمسار التفاوضي مع "قسد" والابتعاد عن الانجرار إلى مواجهة عسكرية. وأضاف أن "خيار السلطة الجديدة لا يقوم على الانجرار إلى العنف أو استخدام القوى العسكرية إلى الآن، بل تعتمد بشكل كبير على الموقف الأميركي الداعم لوحدة سورية وبسط السيادة على جميع أراضيها، وهو أيضاً عامل آخر في ملف التفاوض".


محمد المصطفى: لا جدول زمنياً للتفاوض وسيكون مفتوحاً


وما يهدّد التفاهمات بين دمشق و"قسد"، وفق المصطفى، هو وجود تيارات أو مجموعات ضمن "قسد" رافضة لأي تفاهمات مع دمشق، ولديها مطالب مستحيلة التحقق، منها مفهوم الإدارة الذاتية ومفهوم الاستقلالية للجيش، أو وجودهم كمكوّن مستقل ضمن الجيش السوري، والاحتفاظ بكتلة واحدة، كذلك موضوع بقاء الثروات الطبيعية بنسب معينة تحت سطوتهم، وهذا يفقد القيادة السورية سيادتها على الثروات وعلى العسكرة، وعلى الحدود وعلى المناطق شرق الفرات، وبالتالي لن تتحقق هذه الأمور، وفق اعتقاده.



وبحسب المصطفى، فإنّ المشكلة هي أن عبدي غير متمكّن من قيادة "قسد"، أو أنه لا يملك الوسائل الضاغطة على باقي المكونات في هذا التنظيم. وأضاف: "بالطبع مؤشرات الدعم الأميركي للقيادة السورية قائمة وواضحة، من خلال التصريحات الدبلوماسية المتواترة، الأمر الآخر السعي إلى تقريب الشقّ أو المسافة بين دمشق وقسد، وذلك من خلال إجراء لقاءات مباشرة في دمشق". ومن أوراق الضغط على "قسد"، وفق المصطفى، تقليص الوجود الأميركي شرق سورية. وبرأيه، فإن "الأميركيين من الناحية العسكرية، يتحضّرون للانسحاب، وهذا الأمر يصب في مصلحة الحكومة، وهو مؤشر على أن السلطة في دمشق قادرة على الحلول في المنطقة، وقادرة على ملء الفراغ ومحاربة داعش، وهذا بالتالي يعني سحب ورقة داعش من يد قسد".

وبشأن تأثير أحداث السويداء على المفاوضات مع "قسد"، رأى المصطفى أن "ما حدث في السويداء سيكون له أثر أو تأثير في مناطق قسد أو على قسد، وربما الأمر متعلق بمآلات الأمور في السويداء وكيف ستنتهي، وعلى قدرة السلطة الجديدة على بسط نفوذها أو الوصول إلى تفاهمات بما يتعلق بموضوع السويداء". وحول جدول زمني لملف التفاوض بين الحكومة السورية و"قسد"، قال المصطفى: "الجدول الزمني لا يمكن تحديده بثلاثين يوماً، ولا أعتقد أن هناك تواريخ جدّية أو نهائية للتفاوض، التفاوض على الأغلب مفتوح بين دمشق وقسد، وسيستمر برعاية أميركية طبعاً، وبضغط تركي، لأن تركيا لها دور مهم في المنطقة، خصوصاً المنطقة الشرقية، وستحاول بكل ثقلها أن تكون الأمور سريعة، وكذلك الأميركيون لديهم رغبة بالوصول إلى تفاهمات سريعة وتنفيذها لمنع تمدّد داعش مرة أخرى نتيجة الفراغ الذي شكّله انسحاب القوات الأميركية من المنطقة".

من جهته، رأى المحلل العسكري العميد فايز الأسمر، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن المهل التي أعطتها الحكومة السورية لـ"قسد" لتنفيذ جميع بنود اتفاق 10 مارس باتت غير مجدية، والتي تقضي بوقف إطلاق النار واندماج "قسد" الكامل ضمن مؤسسات الدولة. وأضاف الأسمر: "للأسف فإن قيادات تلك المليشيات باتت، وكما هو معروف، تُماطل وتشتري الوقت للهروب من تنفيذ الاستحقاقات المطلوبة منها، ولكن إلى متى هذا الهروب؟ بل إلى متى ستستمر الدولة السورية بصبرها وحلمها وتغليب الحوار والتوافق على الحلول الخشنة والعسكرية من أجل حفظ الدم السوري". وحذّر الأسمر من أن "الطاولة قد تنقلب على قسد"، مشدداً على أن "الحل العسكري مطروح، لكن الخسائر بالتأكيد ستكون كبيرة وتتحمّل قسد وحدها المسؤولية عن ذلك".

من جهته، رأى رئيس حزب الوسط الكردي في سورية، القيادي في المجلس الوطني الكردي السوري شلال كدو، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الضغوط من قبل برّاك على "قسد" ستزيد في الأيام والأسابيع المقبلة، وهي من الجانبين الأميركي والتركي، وذلك بهدف دمج "قسد" مع وزارة الدفاع السورية أو مع الجيش السوري.


شلال كدو: الأوضاع برمتها تغيّرت، ولا مناص أمام قسد إلا الاندماج


ولفت إلى أن المفاوضات لن تكون ضمن جدول زمني قصير، مشيراً إلى أن هناك الكثيرين يقولون إن المناخات وكذلك الظروف مؤاتية لهذه الخطوة، نظراً لأن الاتفاق بين الشرع وعبدي، أتى في ظروف مشابهة لهذه الظروف، فالحكومة السورية كانت خارجة للتو من معارك الساحل التي راح ضحيتها المئات من الأبرياء، والآن خرجت للتو من معارك السويداء. ولم يستبعد كدو "أن نرى في نهاية المطاف دمج قسد مع القوات السورية، لأنّ الظروف المحيطة بها تغيّرت، النظام ذهب وأذرع إيران ذهبت، والأوضاع برمتها في المنطقة تغيّرت، وبالتالي لا مناص أمام هذه القوات إلا أن تنضم بشكل أو بآخر إلى وزارة الدفاع السورية".






## أزمة سياسية في كوسوفو... والحكومة عالقة
23 July 2025 01:00 AM UTC+00

"لا تساوي ألبولينا حجيو 90 مليون يورو". هكذا علّق أحد النواب في برلمان كوسوفو، قبل أسابيع قليلة، مع استمرار فشل البرلمان الكوسوفي في انتخاب رئيس أو رئيسة له، ما يعني استمرار حكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته ألبين كورتي في تصريف الأعمال، وسط اتهامات له من المعارضة، بتعطيل الحياة السياسية، وتعريض كوسوفو لإمكانية حرمانها من مساعدات أوروبية أولية بقيمة 90 مليون يورو. وأبعد من ذلك، يخشى مراقبون من أن تؤدي الأزمة السياسية في كوسوفو، والمرتبطة بالانسداد المتواصل منذ 9 فبراير/شباط الماضي، سواءً في تشكيل حكومة جديدة أو انتخاب رأس للبرلمان، إلى تقاعس كوسوفو عن مواجهة التحديات المحيطة بمنطقة البلقان، مع عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية، وتمسّك روسيا وأوكرانيا حتى الآن بخيار المواجهة، بالإضافة إلى تأخرها في اللحاق بركب الاتحاد الأوروبي.

كورتي يرفض التنازل

ويُتهم كورتي بأخذ المشهد السياسي في كوسوفو، رهينةً له ولحزبه "فيتفيندوسيي" (تقرير المصير – وسط يسار) الحاكم منذ عام 2021، بعدما رشّح وزيرة العدل (في حكومتيه) ألبولينا حجيو (38 عاماً) لمنصب رئيسة البرلمان، الذي انبثق عن الانتخابات التشريعية التي أجريت في فبراير الماضي. تلك الانتخابات لم تسفر عن أغلبية حاسمة، وحظي فيها حزب "فيتفيندوسيي"، بـ48 مقعداً من أصل 120. نسبة لا تخوّل هذا الحزب، تشكيلَ الحكومة منفرداً، ولا تمنح الأصوات البرلمانية الكافية، لترجيح رئيس أو رئيسة للبرلمان، كما أن الأصوات من الأحزاب الصغيرة (خصوصاً تلك التي تسمى أحزاب الأقليات) لم تكف لتمرير اسم وزيرة العدل، ما أوصل عدد جلسات البرلمان لانتخاب رئيسه يوم الاثنين الماضي إلى 50 جلسة، منذ فبراير، فشلت كلّها في الوصول إلى حلّ وسط. وكانت المحكمة الدستورية تدخلت في أواخر يونيو/حزيران الماضي، على خلفية الأزمة، وأمرت بضرورة انتهاء الجمود السياسي بحلول 26 يوليو/تموز الحالي. وتتجه الأنظار إلى جلسة اليوم الأربعاء، التي ستكون الجلسة 51، إذ يفرض الدستور الكوسوفي عقد دورات برلمانية كل 48 ساعة حتّى انتخاب شخص على رأس البرلمان، من دون أن ينصّ على مهلة قصوى لذلك.


كوسوفو مهدّدة بالحرمان من ملايين يوروهات المساعدات الأوروبية


وتتهم أحزاب المعارضة كورتي بأخذ البلاد رهينة له وللحزب الحاكم، في وقت حسّاس، وذلك بسبب رفضه القاطع الانصياع لرغباتها بتغيير مرشحته للمنصب. وبموجب القانون، لا يمكن تشكيل أي حكومة لكوسوفو التي يبلغ تعداد سكانها نحو 1.5 مليون نسمة، من دون انتخاب رئيس البرلمان الذي يتعين عليه التصويت على منح الثقة للحكومة أو رفضها. وترفض أحزاب المعارضة، ترشيح ألبولينا حجيو، التي تعتبرها وجهاً استفزازياً، وغير قادرة على توحيد البرلمان، إذ تتهمها بالفساد وخرق الدستور مرات عدّة خلال توليها قيادة وزارة العدل، كما تأخذ عليها فشلها في تمرير إصلاحات قضائية ضرورية تطالب بها المعارضة. وشكّلت جلسة أول من أمس، استفزازاً إضافية للمعارضة، مع إعلان أفني دهاري، النائب الذي يرأس المناقشات بحكم أنه الأكبر سناً، للمرة الـ50 "رفع الجلسة"، وبعدما حاول العديد من النواب التحدث، قام بكتم صوت ميكروفوناتهم.



مصير معلّق لمساعدات كوسوفو

ويعجز الحزب الحاكم، عن إيجاد شريك له حتى اليوم، للوصول إلى 61 مقعداً التي تخوله تشكيلَ ائتلاف حكومي، ويرفض حزب "تقرير المصير" التحالف مع الحزب الديمقراطي في كوسوفو (24 مقعداً) أو الرابطة الديمقراطية في كوسوفو (20 مقعداً) أو التحالف من أجل كوسوفو (8 مقاعد)، وتتهم جميع الأطراف بعضها بالتعطيل، في وقت يهدّد هذا الجمود بالذهاب إلى انتخابات مبكّرة. واعتبرت الأمينة العامة للحزب الديمقراطي في كوسوفو (يمين وسط)، فلورا سيتاكو، أول من أمس، أن "كوسوفو رهينة ألبين كورتي". من جهته، أقدم المحامي المعروف في البلاد، أريانيت كوتشي، على حلق رأسه أمام مبنى البرلمان، الاثنين، احتجاجاً، محذراً من أن "سيادتنا مُهدّدة، وأصدقاؤنا وأعداؤنا يوشكون على إقناع أنفسهم بأننا عاجزون عن صيانة دولتنا".


تتهم المعارضة ألبين كورتي برهن البلاد لمصالحه


ويهدّد التأخير في انتخاب رئيس للبرلمان، بحجب ملايين اليوروهات من المساعدات الأوروبية عن كوسوفو، لا سيّما من خلال إرجاء إبرام اتفاقات مساعدة أوروبية، ما يحرم البلد من حوالى 883 مليون يورو من القروض والإعانات. ولا يقتصر الضّرر على البعد الاقتصادي، بل قد يضرّ بمحادثات التطبيع مع صربيا، برعاية أوروبية، التي أخفقت حتى الآن في إحداث اختراق.

وكانت كوسوفو جزءاً من يوغوسلافيا إلى أن أدّت انتفاضة مسلحة بين عامَي 1998-1999 من جانب الأغلبية الألبانية في الإقليم إلى حملة قمع دامية شنّها الصرب. وأدت حملة قصف لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، إلى إجبار القوات الصربية على الخروج من كوسوفو لإنهاء الحرب. وبعد حرب كوسوفو التي راح ضحيتها حوالى 11 ألف شخص، معظمهم من الإثنية الألبانية التي تشكّل الأغلبية، أعلنت كوسوفو الاستقلال عن صربيا في 2008، واعترفت معظم الدول الأوروبية بسيادتها، وهو ما ترفضه حتى الآن روسيا، الحليفة لصربيا. وتحافظ بعثة للناتو على الأرض على السلام الهشّ في كوسوفو. وكان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد حثّا كوسوفو وصربيا، أخيراً، على تنفيذ اتفاقات جرى التوصل إليها قبل عامَين، تتضمن التزاماً من كوسوفو بإنشاء تجمع بلديات ذات أكثرية صربية، مع التزام صربيا بالاعتراف بكوسوفو. ويشكل الصرب 5% من سكّان كوسوفو، ويُعبّر نحو 50 ألف صربي في شمال كوسوفو على الحدود مع صربيا، عن رفضهم لسلطة جمهورية كوسوفو بالامتناع عن دفع ضرائب أو تكاليف طاقة ويهاجمون الشرطة باستمرار، وهم يحصلون على امتيازات من ميزانية صربيا.

وترفض المرشحة لمنصب رئيسة البرلمان في كوسوفو، فكرة إنشاء تجمع بلديات ذات أكثرية صربية، وتقول إنه حتّى مع إنشائه، إذا حصل، فلن يحصل على صلاحيات تنفيذية. ورداً على انتقادات أميركية أخيراً لكوسوفو، ردّت بأن الخطأ كان من الأساس التوقيع على اتفاقية تطبيع العلاقات بين كوسوفو وصربيا (اتفاقية بلغراد) في عام 2013، وأنّ الانتقادات يجب أن توجه إلى صربيا لانتهاكاتها المستمرة على الحدود.

ويرى متابعون للوضع في كوسوفو، أن استمرار أزمة رئاسة البرلمان قد تمنح المجتمع الدولي ذريعة جديدة لاعتبار كوسوفو غير ناضجة سياسياً، في وقت تشتد التوترات الجيوسياسية في المنطقة التي تقع أيضاً في نطاق التنافس الأميركي الصيني.

(العربي الجديد، فرانس برس)






## حرب بلا رصاص
23 July 2025 01:11 AM UTC+00

بدأت إسرائيل بإعلان حرب الجوع على غزّة منذ فرضت حصاراً شاملاً على القطاع في الثاني من شهر مارس/ آذار المنصرم، بعد فشل مفاوضات تمديد وقف إطلاق النار الذي استمرّ ستّة أسابيع. ومنعت دخول البضائع والمساعدات الإنسانية منعاً باتاً حتى أواخر شهر مايو/ أيار الماضي، إلى أن بدأت بالسماح بدخول شاحناتٍ قليلة تحمل بعض المساعدات الغذائية والبضائع التي يشتريها التجّار، ولا تفي بأدنى احتياجات القطاع من الغذاء اليومية. وشهد القطاع تناقصاً في عدد سكّانه بنسبة 10% ممّا كان عليه في بداية هذه الحرب، ورغم ذلك ما زال من الأعلى كثافة سكّانية على مستوى العالم مقارنة بمساحته الجغرافية. وبينما تصرّ إسرائيل على حصر السكّان في مساحات ضيّقة مع ظروف معيشية سيئة، تتفاقم الأوضاع الإنسانية بصورها كلّها.
يبدو أن سلاح التجويع، الذي تستخدمه إسرائيل ضدّ غزّة، قد أصبح مؤشّراً على أن الحرب دخلت مراحلها الأخيرة، فقد سجّل تراجعاً في وتيرة القصف وطبيعته، ما أدّى إلى تراجع الاهتمام الإعلامي بما يحدث في هذه البقعة المنكوبة، إلا أن هذا التراجع ترافق مباشرة مع ارتفاع أعداد القتلى بسبب الجوع والتدافع للحصول على المساعدات التي تُوزَّع تحت غطاء إنساني من مؤسّسات دولية، لكنّها في الحقيقة مصايد وفخاخ للموت.
يُسجّل عدد القتلى يومياً بالعشرات، إلا أنهم قتلى مسكوت عنهم أمام الروايات والفيديوهات المفبركة التي ينشرها الاحتلال، التي تزعم أنه لم يتعمّد إطلاق النار على الجوعى المتدافعين بأعداد مهولة نحو نقاط توزيع المساعدات، كما يُتعمَّد التغطية على أعداد وظروف موت المُجوَّعين الذين يُقتلون بصمت في الخيام، فيرحلون نتيجة حتميّة لسياسة ممنهجة أصبحت مساراً جديداً في الحرب على غزّة.
إذا كانت حرب الجوع هي المرحلة الجديدة (أو الأخيرة) من الحرب، كما يرى محلّلون سياسيون، وعلى اعتبار أن هدف نتنياهو الحقيقي تثبيت إسرائيل وتقويتها، ومنع ذوبانها في محيط أمني غير مستقرّ مع الشعب الفلسطيني بفصائله كلّها، فإن انتهاجه أسلوب التجويع يؤشّر إلى محاولة خطيرة لتحويل القضية الفلسطينية من قضية تحرّر إلى قضية إنسانية واقتصادية. ويتّضح ذلك مع التلويح المستمرّ بمشروع "المدينة الإنسانية" في رفح، الذي يقع ضمنه توفير الحدّ الأدنى من الغذاء للسكّان المنهكين والمُجوَّعين، الذين تتدهور أوضاعهم المعيشية يوماً بعد يوم، إلى درجة أن كثيرين يعبّرون عن استعدادهم للانتقال طوعاً إليها، كما يتبيّن من منشوراتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.
يسير هذا الاستعداد أيضاً مع خيار آخر معادل له، خيار الموت الفعلي والعاجل بديلاً عن الجوع والذّل والتشرّد، وكلّ مظاهر سوء الأحوال المعيشية التي تندرج تحت مسمّى "الموت البطيء الناعم"، الذي يطاول فئات السكّان كلّها، بدءاً من الأجنّة في أرحام أمهاتهم، إذ ارتفعت نسب الإجهاض، بالإضافة إلى زيادة حالات الولادة بعيوب خلقية وأوزان منخفضة بشكل ملحوظ، نتيجة لسوء تغذية النساء الحوامل خلال فترة الحمل، وقد قضين هذه الفترة تحت وابل القصف والتعرّض لأبخرة ودخان الصواريخ والأسلحة المختلفة، سواء المُعترّف بها أو المحرّمة دولياً، إذ تؤكّد التقارير أن أرض قطاع غزّة كانت، وما زالت، حقلاً خصباً لتجربة أنواع جديدة من الأسلحة المطوّرة والفتّاكة.
قد تتحقّق أمنيات نتنياهو ومخططاته في غياب تحرّك عربي وعالمي إنساني عاجل، يبدأ بإعلان إضرابات عن الطعام في جميع أنحاء العالم تضامناً مع الشعب الفلسطيني، ورفضاً لسياسة التجويع التي يتعرّض لها المواطنون البؤساء في غزّة. وإلا، فإن مخطّطات نتنياهو تتّجه نحو التخلّص البطيء والمدروس من سكّان القطاع على مدار سنوات، لصالح إنشاء ما يسمّى بـ"غزّة المدينة الذكية"، متعدّدة الجنسيات، بعد تهجير السكّان الأصليين تهجيراً طوعياً لمصلحة الولايات المتحدة أولاً.




## عن "غزّة الجديدة"...
23 July 2025 01:11 AM UTC+00

ثمّة إقرار في إسرائيل، ولو على نطاق ضيّق، إنما على مستوى مسؤولين عسكريين وأمنيين سابقين، ومحلّلين عسكريين، بأن إسرائيل تواجه في الآونة الماضية ما توصف بأنها "غزّة جديدة"، ومن شبه المستحيل حسم المعركة العسكرية معها. وللإضاءة على ما يقصد هؤلاء، الذين من نافل القول إنهم يتوفّرون على خبرة عسكرية واسعة، بالإضافة إلى قدرة على حسّ التوقّع بناءً على حاجات أمنيّة بالأساس، لا بدّ من الإشارة إلى أن مصطلح "غزّة جديدة" جرى سكّه على خلفية نتائج أول حرب مباشرة بين إسرائيل وإيران، التي انتهت (بقراءة إسرائيل) بوقف لإطلاق النار وإلحاق أضرار كبيرة بطهران. أمّا تبرير أنها جديدة، فيستند إلى دافعين: الأول، أن الحرب ضدّ حركة حماس، المستمرّة منذ أكثر من عام وثمانية أشهر، تبيّن أنها منفصلة عن حرب إيران، ناهيك عن أن تصوير "حماس" ذراعاً، أو وكيلاً لإيران، كان خطأً، وأوجد وهماً فحواه أن وقف إطلاق النار مع إيران سيؤدّي إلى إنهاء القتال في غزّة. وبحسب ما أكّدت تعليقات إسرائيلية متطابقة، فإن "حماس" تخوض حربها الخاصّة، وأثبتت أنها قادرة على الاستمرار فيها حتى من دون إيران. الدافع الثاني، وهو الأكثر أهميةً، فيتعلّق بالطابع الذي يغلب على الحرب في غزّة، الذي أوحى إلى محلّلين كثيرين بخلاصة أن إسرائيل آخذة بالغرق في وحل غزة، مثلما سبق أن غرقت في وحل لبنان إبّان تجربة ما يُعرف بالحزام الأمنيّ.
وبموجب ما كتب أحد الجنرالات الإسرائيليين في الاحتياط، فإن ما يشهده قطاع غزّة فصل جديد من حرب الأنصار التي تدور في ساحة مليئة بجبال من الركام، مزروعة بالألغام والمناطق المفخّخة، في مواجهة خصم مُحصّن داخل مئات الأنفاق، ويعرف محاور الحركة جيّداً، وكذلك طريق التنقّل من مكان إلى آخر. وبهذه الطريقة، فإنه ينجح في تكبيد الجيش الإسرائيلي أعداداً من القتلى والمصابين آخذة بالازدياد، مثلما هي الحال في الأسابيع الماضية.
ولدى قراءة ما يقوله هذا الجنرال الإسرائيلي، وغيره من الجنرالات، تختلف حرب الأنصار عن غيرها من الحروب، من حيث إنها ليست حرباً مباشرةً ضدّ خصم يدافع عن منطقة محدّدة، ويقاوم الغزو البريّ بالقوة، بل على العكس، الخصم هنا يختبئ وينتظر حركة الجيش في منطقته، وحينها يبادر إلى الاشتباك في مناطق مريحة له، عبر زرع عبوات ناسفة في مناطق تعتبر بمثابة عنق الزجاجة، حيث لا يستطيع الجيش الحركة بسبب الركام. وبالتالي، يرغمه على التحرّك في المحاور. وهناك ينتظره المقاتلون الذين يفعّلون العبوات، وبعد الانفجار تخرج خليةٌ من تحت الأرض تهاجم مَن أصيب، وتنهي العمل، وترفع عدد القتلى والمصابين.
والخلاصة التي يتوصّل إليها هذا الجنرال في الاحتياط هي ما يلي (بترجمة حرفيّة): "هذه الحرب مُنهِكة، وتحدّ من قدرات الجيش الإسرائيلي القتالية كثيراً، وتمنح حركة حماس أفضلية المبادرة، وهي التي تنجح في تكبيد القوة المناوِرة خسائر".
وما يجدر التنويه به أن وصف جديدة بالنسبة إلى غزّة ترتّب بشكل رئيس من تداعيات الحرب مع إيران. أمّا ما يخصّ حرب الأنصار، فإن أحد كبار الباحثين في الشؤون العسكرية سبق له أن أكّد أنه منذ يونيو/ حزيران 2024، لم يحقّق الجيش الإسرائيلي أيّ إنجاز عملياتي في قطاع غزّة، على خلفية انتقال "حماس" إلى حرب أنصار لا تؤثّر فيها الأراضي التي احتُلّت. كما أنه يعيد تأكيد ما تحوّل لازمةً إسرائيليةً، هي أن المقاربة التي تربط بين "سحق حماس" و"استعادة الأسرى" مصطنعة، وأن مثل هذه الاستعادة لن تتم إلا في إطار صفقة شاملة لإنهاء الحرب، وهي الصفقة التي كانت مطروحةً منذ بداية العام الحالي.
والاستنتاج الآخذ بالتعزّز أن الخيار الحقيقي الماثل أمام إسرائيل حالياً فقط، إمّا إنهاء الحرب بعد أن استنفدت نفسها أو إعادة احتلال غزّة.




## لماذا يعجز حمزاوي أن يكون مثل هذا الصهيوني؟
23 July 2025 01:12 AM UTC+00

من جديد، يأتي الفحيح ضدّ المقاومة، يدخلون هذه المرّة من بوابة المجاعة القاتلة التي تعصف بالشعب الفلسطيني في غزّة، المجاعة التي يتّخذها العدوان الصهيوني خطّة حربٍ في مشروعه الذي يستهدف، أولاً وأخيراً، إخلاء قطاع غزّة من الفلسطينيين، في ظلّ صمتٍ وتواطؤٍ عربيَّين يبلغان حدّ المشاركة الفعلية في هذا المشروع الشرّير الهادف إلى إخلاء الشرق الأوسط كلّه من أيّ مشاريع لمقاومة الاحتلال، الذي لم يعد يسمّى "احتلالاً" عند معظم جيرانه العرب، أشقاء فلسطين سابقاً.
لم يعد المصدر الوحيد للفحيح مثقّفون ومتثاقفون عرب من المشتغلين في سوق "ثقافة السلام"، موزّعين رئيسيين وباعةً صغاراً يسرحون ببضاعة فكرية فاسدة في مواسم ومناسبات بعينها، بل صار يأتي كذلك من حفنةٍ من أهل القضية أنفسهم، لديهم من الأساس أزمةً نفسيةً مع الفصيل الأكبر للمقاومة في غزّة، لا يحملون أدوات الخيانة الوطنية ويشتغلون بها على الأرض مثل مليشيا أبو شباب، التي تعمل لمصلحة العدو الصهيوني ورجله المخلص في رام الله، لكنّهم يحملون ألسنة بذيئةً وقلوباً مريضة تحمّل المقاومة، فكرةً ومشروعاً، المسؤولية عما يتعرّض له الشعب الفلسطيني في غزّة ومدن الضفة، منطلقين من إدانة مسبقة لمبدأ المقاومة المسلّحة، من قبل "طوفان الأقصى" وبعده، أو بالحد الأدنى اعتبارها انتحاراً بالنظر إلى الفجوة الهائلة بين قوتها وقوة جيش الاحتلال.
أمثال عمرو حمزاوي وإبراهيم عيسى وعيّنات منهما تجدها في عواصم عربية أخرى، يصدرون من مقاربة شديدة الضحالة من الصراع مع الكيان الصهيوني، إذ تنحصر المسألة بالنسبة لهم في مجرّد نزاع بين طرفَين أصيلين على أرض واحدة، جارَين أو متنافسَين، وهي نظرة لا تعدو المقدمة المنطقية الفاسدة التي تؤدّي حتماً إلى خلاصاتٍ ونتائج فاسدة، تتعارض مع القانون الأخلاقي ومع الفطرة الإنسانية السليمة. لذا ليس غريباً أن يستأنف المواطن الشرق أوسطي عمرو حمزاوي نشر هرائه السياسي والمعرفي، فيذهب إلى أن ما حدث في" 7 أكتوبر" (2023) لم يخدم القضية الفلسطينية، بوصفه نوعاً من "المغامرات العسكرية غير المحسوبة تُهدد حقوق الفلسطينيين"، ثمّ لا ينسى أن يغمز بدلال للأنظمة العربية المتواطئة بالصمت زاعماً: "ولولا الحاضنة العربية والدولية لكانت الأوضاع أسوأ بكثير ممّا هي عليه الآن".
ليس هذا الغنج السياسي جديداً عليه، فهو الشخص نفسه الذي سبق أن دان انتفاضة السكاكين الفلسطينية في مدن الضفة الغربية ضدّ اعتداءات الصهاينة على مدن الضفة الغربية وبلداتها عام 2015، حين هدموا البيوت وأهانوا النساء والشيوخ وحرقوا الطفل الرضيع في مهده، فذهب حمزاوي إلى إدانة انتفاضة السكاكين، منطلقاً من المساواة بين اللصّ وصاحب البيت المُعتدى عليه، بالقول "إذا كنا ندين الاعتداءات المتكرّرة للمستوطنين المجرمين، وهم جميعاً كذلك، وبغض النظر عن مدى تورّطهم في ممارسة العنف اليومي ضدّ الفلسطينيين، لأن فعل الاستيطان يمثّل في ذاته جريمةً وعنفاً، فإننا لا نملك ترف الصمت على انجرار بعض الفلسطينيين إلى العنف المضاد".
كما قلت مراراً، القضية في نظر الحمزاويين العرب هي عنف وعنف مضاد، وكأنّ الطرفَين شريكان يتنازعان على قطعة أرض، أو أسهم شركة، للأول فيها مثل ما للثاني، أو جارن يتنازعان على أسبقية الريّ، وليست قضية مقاومة احتلال وتحرير أرض، يحقّ لأصحابها (بل يجب عليهم) استخدام كلّ ما تصل إليه أيديهم من سلاح، حجراً كان، أم سكّيناً، أم عبوات حارقة، أو صواريخ.
هذا الحقّ لا تكفله المواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة والأخلاق والفطرة الإنسانية فقط، بل يعترف به صهاينة أقحاح مثل عامي أيالون، الرئيس الأسبق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) بين عامي 1996 و2000، الذي قال في مقابلة مع قناة ABC الأميركية (مارس /أذار 2024): "لو كنت فلسطينياً أعيش تحت الاحتلال، لقاتلت إسرائيل من أجل الحرية"، ثمّ فصّل المسألة في حوار مع صحيفة معاريف الإسرائيلية في سبتمبر 2024، بالقول: "إذا جاء شخص وسرق أرضي، سأحاربه بلا حدود"، مشيراً إلى أن الفلسطينيين يروْن أنفسهم شعباً يطالب بالاستقلال، وليس مجرّد أفراد يبحثون عن احتياجات أساسية مثل الطعام".
يبقى أن اشتراط التكافؤ في موازين القوة بين شعب يبحث عن الاستقلال واحتلال مسلّح بترسانة عسكرية هائلة هو قياس أقرب للدياثة الفكرية، لا يصمد أمام تجارب الأمم المناضلة من أجل حريتها عبر التاريخ، فلم تكن موازين القوى متقاربةً حين هبّت الثورات الشعبية المصرية منذ الاستعمار الفرنسي والاحتلال البريطاني بعد ذلك، وعمليات الفدائيين في مدن القناة، وصولاً إلى ملحمة الشعب في السويس، كما لم تكن قوة ثوار الجزائر مكافئةً لغطرسة قوة الاستعمار الفرنسي، والأمر نفسه في فيتنام ضدّ الامبراطورية الأميركية، ما يعني أن الشعوب تقاوم وتحارب من أجل التحرير في كلّ وقت، بما استطاعت إليه سبيلاً من سلاح، صواريخ كانت أم سكاكين أو حتى بأظافرها، ودون ذلك هو العار.




## في ضرورة تعديل مسار التغيير السوري
23 July 2025 01:12 AM UTC+00

ليس من قبيل المبالغة القول إن سورية تقف اليوم عند مفترق طرق، فيما تواجه بعضاً من أعظم التحدّيات التي فُرضت عليها منذ نشأة كيانها السياسي الحديث في عشرينيّات القرن الماضي، تتراوح بين الصراع الأهلي، ونشأة كانتونات طائفية وقبلية (صوملة معمّقة)، أو خسارة مزيد من أراضيها (لا سمح الله). بعد سقوط نظام الأسد، ساد تفاؤل كبير لدى شرائحَ واسعة من المجتمع السوري بأننا تجاوزنا الأصعب. كما تنفّس كثيرون في الإقليم والعالم الصعداء، إذ تجنّبت سورية الفوضى وأعمال الثأر والانتقام التي بشّر بها النظام البائد في حال سقوطه (سيناريو يوم القيامة). بهذا المعنى، شكّل الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024، لكثيرين، داخل البلاد وخارجها، لحظةً مفصليةً في تاريخ سورية والمنطقة، واختباراً لقدرة الإدارة الجديدة على طيّ صفحة الماضي، والأكثر أهمية من ذلك كلّه أن تلك اللحظة الفارقة أكّدت من جديد أن السُّنّة السوريين العرب ظلّوا، كما كانوا دائماً، التجسيد الفعلي للهُويَّة الوطنية السورية، والوعاء القادر على احتواء المكوّنات المجتمعية الأخرى. بناء عليه، ورغم وجود هواجس لدى بعضهم بشأن ماضي الإدارة السورية الجديدة، وانتمائها الأيديولوجي، إلا أن دورها في إسقاط الأسد، وسلوكها السياسي لدى دخولها دمشق، أكسبها تأييداً كبيراً في الداخل السوري، كما حدا بالإقليم والعالم إلى احتضان التغيير في دمشق، وإعطاء السوريين فرصةً للتعافي وإعادة بناء بلدهم المدمّر.
بيد أننا لم نقطع سوى خطوات صغيرة في طريقنا الطويل نحو بناء الدولة الجديدة، حتى بدأت أجواء التفاؤل تتبدّد، ويحلّ محلّها نوازع الخوف من الفوضى والمجهول، في ظلّ احتقان طائفي لم تعرفه سورية المعاصرة، أخطر ما فيه محاولات "تطييف" السُّنّة السوريين العرب، وجعلهم طائفةً، شأنهم شأن بقية الطوائف، من جهة، وإيقاظ العصبيات العشائرية والقبلية لدى شرائح منهم، من جهة ثانية. تسارع هذا المسار (تطييف السُّنّة وإحياء انتماءاتهم العشائرية) وتعمّق بعد الهجمات التي شنّتها عناصر من فلول النظام السابق في مارس/ آذار الماضي، لتنطلق بعدها صدامات طائفية أخذت تتنقل من مكان إلى آخر، لتحطّ الرحال أخيراً في السويداء، التي شكّلت أحداثها، بغض النظر عن مسبّباتها وتفاصيلها، صدمةً عميقةً في الوجدان السوري، وجعلت كثيرين يعيدون النظر في مواقفهم من المسار السياسي الذي سلكته البلاد بعد 8 ديسمبر (2024)، كما بدأت ثقة المجتمع الدولي بقدرة السوريين على إدارة شؤونهم بحكمةٍ ورشاد تهتزّ.
لم يكن حتمياً أن تذهب الأمور في هذا الاتجاه، لو أن السلطة الجديدة اغتنمت فرصة التوافق الوطني والإقليمي والدولي على طيّ مرحلة الأسد، وسلكت طريقاً غير الطريق الذي سارت فيه تحت شعار "من يحرّر يقرّر". بدأ الخطأ بـ"مؤتمر النصر"، الذي عُقد أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي، وفيه جُمعت الفصائل المسلّحة التي شاركت في عملية إسقاط الأسد، واتُّخذت قراراتٌ مصيريةٌ مثل تعليق العمل بالدستور، وحلّ الأحزاب والبرلمان والجيش، وغيرها ممّا كان يجب فعله في إطار مؤتمر وطني عامّ، تدعى إليه قوى المجتمع السوري من مختلف الفئات والشرائح والمكوّنات، لتشكيل إجماع وطني على خريطة طريق للمرحلة الانتقالية. تتالت الأخطاء بعد ذلك، سواء في مؤتمر الحوار الشكلي الذي رُتّب على عجل في فبراير/ شباط الماضي، أو في الإعلان الدستوري، الذي تفرّدت السلطة الجديدة بكتابته، أو في تشكيل حكومة اللون الواحد التي لم تُجدِ محاولات تجميلها ببعض التنويعات، وما تلا ذلك (ورافقه) من إجراءات مصيرية تتعلّق بإعادة بناء الجيش وأجهزة الأمن وغيرها من مؤسّسات الدولة، التي كان ينبغي إنشاؤها على أسس وطنية، وصولاً إلى تقرير وضع القطاع العام، وهُويّة الدولة الاقتصادية، ومصير أملاك الدولة والاستثمار في القطاعات الاستراتيجية، وغير ذلك من قضايا كان يمكن لو أحسنا التعامل معها أن تعفينا من كلّ الأزمات التي حصلت في الشهور الستّة الماضية.
لم يتأخّر الوقت على تدارك الأمر، وإعادة النظر في الخطوات التي اتُّخذت، فيُصار إلى تشكيل إجماع وطني لا يمكن لسورية من دونه تجاوز التحدّيات الخطيرة التي تواجهها، بما فيها اعتداءات إسرائيل وتدخّلاتها. بالتوافق الوطني فقط، يمكن تطمين الجميع على مستقبلهم، ودفعهم إلى تسليم السلاح، والانضمام إلى الدولة الجديدة، والإسهام في بنائها، وكفّ اليد التي تمتدّ إلى الخارج طلباً لدعم أو حماية.




## العشيرة بوصفها غدنا
23 July 2025 01:12 AM UTC+00

كثيرة الملاحظات التي يجدر أن تعلق في ذاكرة من تابع ولا يزال فصول حرب السويداء، المقتلة الطائفية الثالثة في عهد ما بعد سقوط نظام الأسد في ثمانية أشهر. إحدى تلك الملاحظات وربما أكثرها إثارة ليأس مديد، مدى انعدام حساسية شعوب تلك المنطقة، وسورية في قلبها، إزاء القتل حين لا يطاول طائفة المعني أو عشيرته أو عائلته، جرياً على تقليدٍ عريقٍ بالحكم على الجريمة بناءً على مذهب المجرم والضحية. انعدام الحساسية يقابله منسوبٌ فائق منها عندما يتعلق الأمر بالكلام أو المواقف التي غالباً ما تصدر بعد جريان نهر الدم. وكالعادة، تُنسي ردّة الفعل الفعل نفسه، فيتم القفز على المجزرة التي افتتحها مسلحو جيش العشائر، وتابعتها قوات حكومية بدت حليفة لمقاتلي البدو، ويمسي حكمت الهجري ومواقفه وطلبه الحماية من أي قوة ولو كانت إسرائيل، مثلما سبق لبعض من حاربوا نظام الأسد أن طلبوها سنوات، هو الخطيئة الأصلية، لا المجزرة نفسها. ولئن جمع تقدير موقف المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات نشره يوم السبت الماضي أهم ما يمكن قوله عن العامل الإسرائيلي في هذا السياق، أمكن الانتقال إلى تفنيد أوجه محلية الصنع من المجزرة التي أودت بحسب حصيلة أولية للشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى قتل ما لا يقل عن 558 شخصاً (الشبكة لا تحتسب المسلحين القتلى خلال الاشتباكات في إحصاءاتها)، وإصابة أكثر من 783 آخرين، بينما العدد يراوح حول الـ1265 قتيلاً (505 مقاتلين و298 مدنياً من الدروز، بينهم 194 أُعدموا ميدانياً برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية، و408 من عناصر وزارة الدفاع وجهاز الأمن العام، إضافة إلى 35 من أبناء العشائر، ثلاثة منهم مدنيون أعدموا ميدانياً على يد مسلحين دروز) بحسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، وكلتا الحصيلتين صادرتان أول من أمس الاثنين.
وانعدام الحساسية تجاه القتل مولود من تزاوج الطائفية والوضاعة الأخلاقية وغياب الرابطة الوطنية عند المصاب بهذا الوباء الذي ينزل بحامله إلى مستوى دون إنساني. والحال أنّ أطناناً مما كُتب وقيل دفاعاً عن مهرجان القتل الذي افتتحه مسلحو العشائر في 13 يوليو/ تموز الحالي، لا يختلف بشيء عن تبريرات الأسديين مجازرهم، وقد كان وقعها النفسي عند ذوي الضحايا بمنزلة الجريمة إياها، وهو الشعور نفسه الذي ينتاب أهالي القتلى والضحايا في السويداء اليوم، ممن يشكّلون 3% فقط من سكان سورية، وهو ما يضاعف شعور المظلومية لديهم. وبما أنّ الكلام انفلت من عقاله، وجب التذكير بما لاحظه بعضٌ ممن لا يُعرف عنهم أي إصابة بالوباء الطائفي، بأنّ الحصيلة المذكورة أعلاه من القتلى الدروز بوصفهم كذلك، قد تجعلها المقتلة الكبرى التي لحقت بهذه الجماعة على امتداد تاريخها الطويل في المنطقة بين سورية ولبنان وفلسطين. وللبيبٍ أن يتوقّع حجم الأثر النفسي ــ السياسي ــ الاجتماعي لهذا الواقع في أوساط جماعة طائفية متماسكة، ومرشّحة، كبقية الجماعات الطائفية في ظروف مماثلة، لسلوك دروب انتحارية في بلد ليس مهدداً بحروب أهلية، بل إنه غارق فيها.
من الاكتشافات التي ليتنا لم نكتشفها في أسبوع الدم المساحة التي تشغلها العشائر في المجتمع السوري، والأسوأ الموقع الذي تحتله في السلطة السورية الحالية، إذ بدا عشرات آلاف المسلحين الهاجمين من كل أنحاء سورية على السويداء، عابرين بسلام حواجز الحكومة، بمثابة قوتها الضاربة وقد أغدقت عليهم أسمى صفات البطولة، مثلما فعلت عندما هنّأت "الغيورين على دينهم" ممن شنّعوا في جرمانا وصحنايا في إبريل/ نيسان الماضي بعد تسريب صوتي قيل إنه لرجل دين درزي مسيء للنبي محمّد، وتبين لاحقاً أنه مفبرك. في هذا السياق، كان لا بد للزميل محمد السلوم أن يذكّرنا، في منشور مطوّل نشره على حسابه في موقع إكس، بشيء من إرث مسلحي عشائر البدو في ارتكاب مهام قذرة لعهدي حافظ وبشار الأسد خصوصاً لضرب الحراك الثوري بعد 2011. هؤلاء العشائريون المتحالفون اليوم مع سلطة منبثقة من السلفية الجهادية، وكأنهم يرسمون ملامح الدولة السورية، على هيئة قتل وتعفيش وحرق وتوحش قبائل منبعثة من عصر خِلنا أنه مضى غير مأسوف عليه. ويبدو هروب مدنيي بدو السويداء من المحافظة التي يعيش فيها أجدادهم منذ القرن الثامن عشر مثلما يخبرنا الباحث مازن عزي، ابن السويداء في موقع درج، متّسقاً مع شكل الدولة الجديدة، وفيها لا مكان لتنوّعٍ كانت السويداء من رموزه، مع سكانها الـ35 ألفاً من عشائر البدو و50 ألفاً من المسيحيين إلى جانب 600 ألف من الدروز.
معيار التحضّر يُقاس بمدى الابتعاد عمّا يشير إلى العشيرة والقبيلة ومنطقهما وقوانينهما، أو هكذا ظننّا. ففي بلادنا التعيسة، العشيرة، بدوية أو طائفية، ليست ماضينا فحسب، بل تتراءى بوصفها غدنا الحتمي.




## فصل الخطاب في مسيّرات العراق المجهولة المعلومة
23 July 2025 01:12 AM UTC+00

ثمّة تعتيم، يبدو أنه متعمّد في تقاريرَ واردةٍ من بغداد، تشبه، في بعض تفصيلاتها، ما حكته لنا الروائية الإنكليزية أغاثا كريستي في روايتها "ثمّ لم يبقَ أحدٌ"، عن الغرباء العشرة الذين التقوا في جزيرة، وماتوا واحداً بعد الآخر من دون أن يعرف أحد كيف ماتوا، ومن هو القاتل، وقد وقفت الشرطة مكتوفةَ الأيدي، فلم تجد حلّاً لهذا اللغز الغامض، إلى أن عُثر على رسالة موضوعة في زجاجة حدّدت هُويَّة القاتل الذي كان واحداً من الرجال العشرة.تقارير بغداد، التي ذكّرتنا برواية أغاثا كريستي تلك، تحدّثت عن مسيّرات مجهولة (معلومة!) قصفت منظومات الرادار في أكثر من موقع عسكري، وكان الهدف كما يبدو الحيلولة دون كشف مواقع انطلاق أيّ هجمات مقبلة (مخطّط لها) يمكن أن تحصل، وهذا ما حصل، إذ عادت المسيّرات في الأيام التالية وهاجمت منشآت نفطية ومواقع عسكرية وحيوية في كردستان وفي مدن عراقية أخرى، وشكّلت هذه الهجمات، التي لم تعلن جهة ما تبنّيها، حالة تعتيم، يبدو من سياق الأحداث أنه متعمّد.
وفي إطار ردّة الفعل، اتهمت سلطات كردستان مليشيات الحشد الشعبي بتدبير الهجمات، التي وصفها القيادي الكردي هوشيار زيباري بأنها "عدوان صارخ من قوى اللادولة"، وطلب الاتحاد الوطني الكردستاني "تدخّل قوات التحالف لحماية حقول النفط والمواقع الحيوية من هجمات المليشيات"، ودخلت على الخطّ الولايات المتحدة، بصفتها الدولة الراعية لحكومة بغداد، ووصفت وزارة خارجيتها الهجمات بأنها "أعمال إرهابية تعرّض استقلال العراق ومستقبله الاقتصادي للخطر"، وطلبت لجم الفصائل المليشياوية التي تقف وراء هذه الأفعال. ورغم ذلك كلّه، ظلّت حكومة بغداد ساكنةً في مكانها تقدّم رجلاً وتؤخّر أخرى، وتردّد في دواوين السياسيين أن هناك من حاول تضليل لجنة تحقيق شكّلها رئيس الحكومة محمّد شيّاع السوداني، بالادّعاء أن المسيّرات جاءت من إسرائيل، وقد رأى السوداني في ذلك مجافاة للحقيقة بعدما وصلت إليه معلومات استخبارية مؤكّدة عمّن يقف وراء الهجمات، وكان أن طلب التوسّع في التحقيق، وبعد لَأيٍ استغرق الشهر كلّه، قالت الحكومة، في بيان لها، إنها تأكّدت من أن المسيّرات الثلاثين "صُنعت خارج البلاد، وانطلقت من داخل الأراضي العراقية (...) وتم التعرّف إلى الجهة المنفّذة"، لكنها لم تسمِّ جهةً محدّدةً أو شخصاً فاعلاً، محاولة إبقاء الغموض قائماً، ومتذرّعة بما وصفته بـ"الضرورات الأمنية"، مع أن "الضرورات الأمنية" نفسها تفرض الإفصاح للمواطنين عن كلّ المعلومات التي توافرت كي يكونوا على بينة، ويساعدوا أجهزة الدولة في متابعة ما يعرّض أمنهم إلى الخطر.


من الوهم توقّع أن تكون للدولة العراقية القدرة على معالجة ما يطرأ أمامها من معضلات، وتوقّع أيَّ تغيير للحال وللمآل، ما دامت أرضها وسماؤها مستباحةً من تلك المليشيات من دون أن يوقفها رادع


لم تنته الحكاية فصولاً عند هذا الحدّ، إذ زادت محاولة طمس الحقيقة من سعي المواطنين إلى معرفة ما جرى، وظهرت، في مواقع التواصل الاجتماعي بياناتٌ ووجهاتُ نظر من ناشطين سياسيين ومحلّلين، لكنّ معظمها لم يوفّر الجواب الذي يشفي الغليل، حتى وردت معلومات متواترة من خبراء وشاهدي إثبات فضحت المستور، وإذا كان الشيطان يكمن في التفاصيل التي حاول السوداني التعتيم عليها لتفادي إغضاب "وكلاء" إيران، ولا سيّما وهو يخوض سباقاً انتخابياً قد يؤهّله إلى ولاية ثانية، فإن تلك التفاصيل تدمغ طرفاً في "الجمهورية الإسلامية" بأنه من صنع المسيّرات هناك، ونُقلت إلى منطقة جرف الصخر (60 كيلومتراً جنوب غربي بغداد)، التي تسيطر عليها مليشيات ترتبط مباشرةً بالحرس الثوري، وقد جرى إطلاقها من هناك ضمن مخطّطٍ، الهدف منه تطمين طهران، وإظهار موقف مساند لها، والعمل في إطار استعادة فاعلية "محور المقاومة"، الذي تعرّض في الآونة الأخيرة إلى ضربات قاصمة للظهر وضعته خارج الاستخدام. وشذّت عن هذا الموقف فصائلُ صغيرةٌ أطلقت على نفسها "الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية"، حاولت النأي بنفسها عمّا حدث، بعدما أدركت أنها ستكون عرضةً للعقاب من واشنطن.
هنا يمكن القول إن المعطيات الماثلة في حكاية المسيّرات المجهولة - المعلومة، عكست حالة دولة فاقدة للسيادة، وخاضعة لهيمنة قوى أجنبية لها السيطرة شبه المطلقة على القرار، وأن من الوهم توقّع أن تكون لها القدرة على معالجة ما يطرأ أمامها من معضلات، كما من الوهم أيضاً توقّع أيَّ تغيير للحال وللمآل، ما دامت الدولة نفسها عاجزةً عن حماية منشآتها العسكرية، ومواقعها الحيوية، وما دامت أرضها وسماؤها مستباحةً من تلك المليشيات من دون أن يوقفها رادع، وهذا هو فصل الخطاب.




## متلازمة العنف السوري
23 July 2025 01:12 AM UTC+00

يبدو أنّ السوريّين لا يجمعهم سوى العنف الذي ما برحوا يمارسونه في العقد الماضي، كأنّ خيار الصدام حتميّ لا محالة، ولو بأسماء مختلفة للمتصارعين الذين سيجدون ألف سبب ومبرّر للقتال الذي يقضّ مضاجع البلاد كلّها بلا تفرقة، بالموت والجراح والتهجير، ويقضي على قيامة وطن يريدونه، لكنّهم يعملون في أغلب الأحيان ضدّه. ما تزال الحوارات الشكلية التي كان يجريها نظام الأسد على عجل سائدةً مع السلطة الجديدة الانتقالية، ومفهوم المواطنة الملتبس في الماضي يتعرّض لشبه سحقٍ حالياً، إذ تراكم السياسةُ ضمورها الممتدّ في سورية نحو نصف قرن. وفي لحظة الحاجة الملحّة، تُستدعى العشائرية والقبلية والطائفية، بالجملة والمفرّق، نحو التطرّف والانغلاق، وتُطلَق كلّ أشكال الانتهاكات، فيصبح المجتمع لا يجتمع إلا على الخلاف، ويُصنع من العنف فرجةً ومنصّةً لافتتان المجرمين بتعذيب ضحاياهم وسحق أرواحهم، أولاً بالإهانات، قبل قتلهم والتمثيل بجثثهم.
صفة البشاعة خجولة أمام هول المشاهد، والأقذر أنّ المجرم يُنظر إليه، ويُحتفى به بين جماعته، بطلاً انبرى للدفاع عنهم من مخاوف متوهمّة من الآخر، بافتراض أنه عدوّ ليس لديه فرصة لإثبات العكس، وإذا كانت سلطة النظام القديم قد استطاعت إدارة التناقضات بالقمع بكلّ أشكاله، فالسلطة الحالية لا تبتعد كثيراً من ذلك، وعن قصد أو من دونه تساهم بتسعير العنف، ربّما على قاعدة أنّ المزيد منه قد ينجح في تذليل عقبات "بناء الدولة". في المقابل، تغيب (أو تكاد) مصطلحات مثل الديمقراطية والحرية والمواطنة والعدالة من أدبيات السلطة الحالية، وبطبيعة الحال من الشعب الذي ما زالت الأغلبية منه تؤجّج عوامل الاختلاف ورفض الآخر، بينما الإدارة الحالية للبلاد ميّالة إلى جانب طرف، وتارّة تنعت المجازر التي حصلت في الساحل السوري، وما جرى من انتهاكات في السويداء، بأنها تصرّفات فردية، وتثني على ما قامت به بعض المجموعات وتستجيب لـ"الفزعات"، بدل إطلاق حوار وطني واسع يضع أسس الدولة الجديدة، والأهم تعاقد اجتماعي جديد عنوانه العدل بين السوريين.


لا تبنى الدول بالشعارات والخطابات والتمنّيات، فلن تتحوّل سورية سنغافورة بالرغبات فقط


لم تعرف البلاد بعد كيف تتخطى نظام الحزب الواحد القديم، بل تُماثله السلطة الانتقالية وتتناسى أنها مؤقّتة، وعليها مسؤولية تأمين الطريق لانبثاق سلطة من انتخابات شفّافة حقيقية، لا لبس فيها، ولم يعرفها السوريون منذ أكثر من نصف قرن. في الدول الديمقراطية، نادراً ما تلجأ السلطات الحاكمة إلى استخدام العنف ضدّ مواطنيها، إلا في حال تعرّض السلطة إلى التهديد المباشر وفقاً للمنظّرة حنة أرندت، ويبدو أنّ ما جرى في سورية خلال العقود الماضية (وما زال مستمرّاً) استشعار الخطر الذي يتهدّد السلطة، لذا تلجأ في كلّ مرّة إلى العنف المفرط، بإثارة النعرات الخبيثة من كلّ مستوىً، وإثارة أبناء الشعب الواحد ليصبحوا شعوباً، فكما كان نظام الأسد يوحي لبعض السوريين أنّ وجوده ضمانٌ لبقائهم، يبدو الحال واحداً اليوم بالنسبة لأولئك الذين تربّعوا في هرم السلطة الآن، ويعتقدون أنّ أيّ تغيير قد يهدّد وجودهم، بينما ترى أرندت أنّ العنف "إن ترك على سجيته سينتهي الأمر باختفاء السلطة"، وهذا ما حصل في غير بلد حين ترك العنف ليحسم معارك الديمقراطية.
يكتب أمين معلوف، في كتابه "الهويات القاتلة": "إذا ما شعر هؤلاء أنّ الآخرين يمثّلون خطراً على إثنيتهم وديانتهم أو قوميتهم، فكلّ ما بمقدورهم القيام به لتبديد هذا الخطر هو مشروع، حتى ولو اقترفوا المجازر"، لذا يعيش السوريون اليوم أكثر أوقاتهم قلقاً وتوتراً وتوجّساً من المقبل، ومن "الآخر" المختلفين عنه، وكما يقول معلوف: "لا يشعر القتلة في أغلب الأحيان بتأنيب الضمير على أفعالهم"، بل إنّ كثيرين منهم يتباهون بما اقترفوه، ويصوّرون أفعالهم توثيقاً لمنجز جماعتهم لكسب الجاه بينهم. الأخطر في المسألة السورية أن العنف الذي بدأ من انطلاق الحراك الشعبي تحوّل مع الوقت عنفاً طائفياً، وتكمن خطورته في أنه استقطب كثيراً من الجماعات المتشدّدة التي ألبسته لبوس القداسة وعمدت إلى شرعتنه، فلا تقيم وزناً للوطن والمواطنة، ولا للمكوّنات وحياتها معاً منذ مئات السنين، وهي تختزل الدولة بالانتماء السياسي على أساس طائفي، وربّما الأخطر أنّ هذا العنف لن ينتهي بقتل الضحايا من كلا الطرفين، بل سينتقل بالوراثة من جيل إلى آخر في دوامة لا نهاية لها.


اختزال الدولة في مكوّن لن يؤدّي إلا إلى مزيد من القتل على الهُويَّة والثأر المتكرّر


اختزال الدولة في مكوّن واحد وخطاب واحد وفكر واحد، لن يؤدّي إلا إلى مزيد من القتل على الهُويَّة والثأر المتكرّر، وزرع الخوف والشقاق بين أبناء البلد الواحد، لذا لا بدّ أن تتخفّف السلطات الحالية من العقلية التي حملتها طوال السنوات في صراعها مع النظام السابق، والتفكير بعقلية الدولة إذا كانت فعلاً تريد بناءها، وأن تحافظ على هذا التنوّع الذي لطالما امتازت به سورية، لأن الدول لا تبنى بالشعارات والخطابات والتمنّيات، فلن تتحوّل سورية سنغافورة بالرغبات فقط، بل من خلال توفير الفرص والأجواء التي تساهم في ذلك، أمّا إذا استمرّ الحال على ما هو عليه فإن البلاد ذاهبة حتماً إلى الخراب.
على حكومة الرئيس أحمد الشرع أن تقف على مسافة واحدة من كلّ أبنائها إذا أرادت فعلاً بناء دولة، لا أن تعيد تدوير أدوات النظام السابق، معتقدة أنّ بإمكانها فرض الولاءات بالقوة على مواطنين، يشعر كلّ فرد منهم أنّ حياته مهدّدة في كلّ لحظة، وأنّ سيف "الشبّيحة الجدد" مسلّط على رقبته، وما تعرّض له المعتصمون أمام مبنى البرلمان السوري مثال فاضح على ضيق صدر السلطة وأنصارها بالمعارضة، مهما كان مستواها.




## هل أصبحت الانتخابات الرئاسية الفلسطينية قريبة؟
23 July 2025 01:12 AM UTC+00

نقاط (وأسئلة) عديدة يثيرها قرار الرئيس الفلسطيني، محمود عبّاس، المُعلَن في 19 يوليو/ تموز 2025، بشأن انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، أولاها: هل يعني القرار أنّ الشعب الفلسطيني تجاوز العقبات التي تمنع الانتخابات العامّة، مثل الممانعة الإسرائيلية لإجرائها في القدس، وواقع الإبادة في قطاع غزّة. وثانيتها: هل ستجرى انتخابات لمنصبَي ومؤسّستَي رئيس السلطة الفلسطينية - رئيس دولة فلسطين، والمجلس التشريعي؟ أم إن المجلس المرتقب سيُلغي فكرة انتخابات الرئيس والتشريعي؟ ثالثتها: هل أصبحت هناك شروط على عضوية الفلسطيني في منظّمة التحرير، وتحوّلت من "حقّ طبيعي"، كما ينصّ النظام، إلى عضوية مشروطة بقبول التزامات مع الكيان الصهيوني، ولصالحه، لا يقبلها حتى هذا الكيان وأحزابه؟ ورابعتها، بانتظار معرفة من هم أعضاء "اللجنة التحضيرية" التي ستشكّلها اللجنة التنفيذية، ومعرفة مهامّها، وكيف ستعمل، فإنّ السؤال: هل يحقّ للّجنة التنفيذية تشكيلها؟ وهل سيكون نظام (قانون) الانتخابات من صلاحيات هذه اللّجنة؟ وهل من حقّها وضع شروط سياسية على من يحقّ له الترشّح والانتخاب؟ وخامستها: ألا يعني إجراء انتخابات (قبل نهاية العام) أنّ هناك سجلّات بأسماء الشعب الفلسطيني، وأماكن وجوده، أم إنّ المقصود بالانتخابات شيء آخر غير ما يُشير إليه ظاهر النصّ؟ لقد ألغى الرئيس الفلسطيني الانتخابات العامّة للمجلس التشريعي الفلسطيني، التي كانت شبه جاهزة في موعد محدّد (2021)، فهل زالت العوائق، وأصبحت متاحةً للمجالس الوطنية والتشريعية وللرئاسة؟


الخطر في قرار الرئيس عبّاس أنه يتجاهل أن عضوية منظمّة التحرير تضمّ كلّ الفلسطينيين من دون استثناء، ومن هنا جاءت صفتها ممثّلاً شرعياً ووحيداً


هل يعني الأمر أن الإبادة قي غزّة انتهت أو ستنتهي وسيسمح الوضع بانتخابات؟ وأنّ الوضع الأمني في جنين وطولكرم وكلّ الضفة الغربية، والوضع السياسي في الشتات يسمح بالانتخابات؟ أو كيف سيتم التغلّب على هذه المشكلات؟ ومتى ستجرى انتخابات الرئيس الفلسطيني، وانتخابات المجلس التشريعي، أم ستُلغى هذه المواقع لصالح شيء آخر، والقول إنّ المجلس الوطني الجديد "المشكّل" وفق لجنة تحضيرية اختارتها اللجنة التنفيذية هو من يحدّد الرئيس واللجنة التنفيذية، وهي تحدّد باقي المواقع؟ كذلك، بحسب قرار الرئيس، وبيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، "يتشكّل المجلس الوطني الفلسطيني من 350 عضواً على أن يكون ثلثا أعضائه يمثّلون الوطن، والثلث الآخر يمثّلون الخارج والشتات"، وبحسب بيان اللجنة التنفيذية أنّ هناك قانون للمجلس الوطني. فمن أقرّه، ومتى؟
الواقع أنّ النظام المعمول به حالياً انتخابات في أغلبها غير مباشرة عبر الفصائل والاتحادات المهنية والشعبية، فهل أُلغي ذلك؟ أم ستُجرى انتخابات لهذه الاتحادات شبه الغائبة؟ وآلية الانتخاب المباشر لم يُعمل بها نهائياً مسبقاً بالنسبة إلى منظمّة التحرير الفلسطينية. قد يمكن القول إن هذا النظام غير المباشر انتهى لصالح قرار التوافق الفصائلي (شاركت فيه حركتا حماس والجهاد الإسلامي) منذ 2011، ولكن التوافق الفصائلي وقرار المجلس الوطني الفلسطيني لعام 2018، ينصّان على انتخابات وفق نظام القائمة النسبية، وبأرقام عكس القرار بأنّ الشتات له 200 مقعد، فمن غيّر هذه النسب؟ وهل يعني هذا أن القرار السابق باعتبار أعضاء المجلس التشريعي جزءاً من المجلس لم يعد موجوداً؟ ومن قرّر هذا كلّه، ومتى؟ ومن (وكيف) غيّر قرار المجلس الوطني عام 2018؟
من المقرّر خلال أسبوعين (من القرار) تشكيل لجنة تحضيرية للانتخابات، تحدّد أعضاء اللجنة التنفيذية أنفسهم، فهل يحقّق هذا مبدأ فصل السلطات؟ كيف يقرّر من في السلطة التنفيذية تحديد من سيتولّى أمر الانتخابات؟ ألا يوجد في هذه الحال مبرّر للتساؤل حول إمكانية تشكيل لجنة ترسم الانتخابات (أو بدائلها) بما يضمن نتائج الانتخابات؟ وأين حوارات الفصائل والقوى السابقة وتوافقاتها؟ وهل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية (يبدو من ظاهر النص أنها المقصودة) لها وجود شعبي فعلي على الأرض؟... في الواقع، الفصائل المنوي التشاور معها، باستثناء "فتح"، لا يتوقّع لها أن تتجاوز نسبة الحسم في أيّ انتخابات، وبالتالي ستؤدّي أيُّ انتخابات لاندثارها، فهي لا تتمكّن من الفوز حتى بمقعد في اتحاد طلابي أو مهني، وبالتالي لا مصلحة لها في انتخابات عامة، إلا إذا كانت ستسلّم أن وجودها انتهى.
إلى ذلك، جاء في القرار "أن يكون من ضمن شروط العضوية التزام العضو ببرنامج منظمّة التحرير الفلسطينية وبالتزاماتها الدولية وقرارات الشرعية الدولي"، وهذا قرار بالغ الخطورة، فأيّ عضو ينتخب سيلتزم بقرارات المنظمّة، مع حقّه بالدعوة إلى تعديلها داخلياً بالطريقة الديمقراطية، ولكن نصّ القرار عام جدّاً، والخطر فيه أنه يتجاهل أن عضوية منظمّة التحرير تضمّ كلّ الفلسطينيين من دون استثناء، ومن هنا جاءت صفتها ممثّلاً شرعياً ووحيداً. وتقول المادة الرابعة في النظام الأساسي المعتمد للمنظمة: "الفلسطينيون جميعاً أعضاء طبيعيون في منظمة التحرير الفلسطينية"، كما يتجاهل هذا القرار أنّ التعدّدية السياسية، واختلاف البرامج، هما أساس العملية الديمقراطية.


آلية الانتخاب المباشر لم يُعمل بها نهائياً مسبقاً بالنسبة إلى منظمّة التحرير. ويمكن القول إن هذا النظام غير المباشر انتهى لصالح قرار التوافق الفصائلي


أحد السيناريوهات المتوقّعة القول إنّ الانتخابات غير ممكنة، وبالتالي، لا بدّ من التوافق الوطني، ولكن يصبح هذا التوافق محصوراً بلجنة تشكّلها اللجنة التنفيذية ذاتها، ولا تضمّ كلّ الفصائل الفلسطينية الحقيقية، ولا القوى الفلسطينية كلّها، ولا تُبنى على توافق بكين (2024)، أو توافقات سابقة، ولا تأخذ بالاعتبار أن الفلسطينيين كلّهم أعضاء في المنظمّة. إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني، بدءاً من المجلس الوطني وانتخاباته، مطلبٌ وطنيٌّ لا غنى عنه للعمل الفلسطيني، ولكن أيّ انتخابات أو إعادة هندسة للنظام السياسي تحتاج إلى توافق وطني حقيقي، ورؤية، وليس إلى قراراتٍ مفاجئة، اعتاد الشعب الفلسطيني على أمثالها، وانخفض حجم توقّعاته منها، مثل إعلان الرئيس عبّاس في 15 أغسطس/ آب 2024، وبعد عشرة أشهر من بدء الهجوم الإسرائيلي، ومن على منصّة البرلمان التركي، أنّه سيتوجّه إلى القطاع مع جميع أعضاء القيادة الفلسطينية، ثمّ لم يحدث شيء. ثمّ تصريح ثان في القمة العربية في القاهرة في مارس/ آذار الفائت، إذ قال: "في إطار التحدّيات التي تواجه قضيتنا في هذه المرحلة، نعمل على إعادة هيكلة الأطر القيادية للدولة، وضخّ دماء جديدة في منظمّة التحرير وحركة فتح وأجهزة الدولة". وفي الشهر التالي، عُقد المجلس المركزي الفلسطيني، بعضوية متضخّمة، إذ أضيف إلى عضوية المجلس الحقيقية المقرّة في المجلس الوطني عام 2018، وتضاعف عدد الأعضاء، وتمّ ذلك. كما أعلنت الفصائل الأساسية المتبقّية في المجلس (من غير حركة فتح) أنها لا تعرف كيف أضيف الجدد، وانتُخب نائب رئيس، لكن من دون صلاحيات واضحة، فقد بدا منصب النائب قراراً بيد الرئيس يعزله متى شاء، ولا صلاحيات واضحة له في حال شغور منصب الرئيس. وهذا المنصب وجد بحجّة ترتيب البيت الفلسطيني والخروج من أزماته. ولكنّ الأزمة المعيشية تفاقمت، حتى في الضفة الغربية، فهل يندرج القرار الجديد ضمن النوع نفسه من القرارات؟ أم ستُهندس عملية ذات أهداف ونتائج محدودة كاجتماع المجلس المركزي أخيراً؟




## أكثر من ازدواجية معايير... إنّها عنصرية واحتقار
23 July 2025 01:12 AM UTC+00

في حوار معه، قال والد سيف الله مصلط، الشاب الأميركي البالغ 20 عاماً، الذي سقط ضحية إرهاب المستوطنين الإسرائيليين، إنه لم يتلقَّ أيّ اتصال من الإدارة الأميركية، سواء البيت الأبيض أو الكونغرس، ولا حتّى من سلطات ولاية فلوريدا، مسقط رأس ابنه. وأضاف الوالد المكلوم لموقع زيتيو المستقلّ، الذي يديره الصحافي البريطاني مهدي حسن: "لو كان الضحية أميركياً إسرائيلياً، لكان التعاطي مختلفاً تماماً، لكنْ لأنه فلسطيني أميركي، أشعر أن معاييرنا مختلفة، ثمّة عالمان مختلفان تماماً".
ذكّرنا هذا الحادث بردّة الفعل الأميركية لمّا كان مواطن آخر إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية أسيراً لدى المقاومة الفلسطينية في غزّة، وكيف هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتحويل المنطقة كلّها جحيماً إذا لم يُطلَق سراحه، وقد كان جندياً يقاتل في صفوف جيش محتلّ. لكن عندما تعلّق الأمر بمقتل أميركي من أصل فلسطيني، لم يُدلِ الرئيس أو نائبه، جي دي فانس، بأيّ تصريح علني بشأن هذه الجريمة. ليس هذا التواطؤ الرسمي الأميركي جديداً، فقد تكرّر الموقف نفسه في حالات سابقة كان فيها الضحايا أميركيون من أصول فلسطينية، والشاهد الأكبر عندنا الموقف المتخاذل للإدارة الأميركية عندما قتل قنّاص إسرائيلي الصحافية الأميركية، من أصول فلسطينية، شيرين أبو عاقلة.


التواطؤ الرسمي الأميركي تكرّر في حالات سابقة كان فيها الضحايا أميركيون من أصول فلسطينية، كما في الموقف المتخاذل من مقتل الصحافية الأميركية، من أصول فلسطينية، شيرين أبو عاقلة، برصاص قنّاص إسرائيلي


لم يعد الأمر يتعلّق بازدواجية المعايير في التعاطي مع الضحايا الأميركيين من أصول فلسطينية مقارنة بنظرائهم من أصول إسرائيلية، وإنما تجاوزه إلى نوع من التغاضي المتعمّد إلى درجة الاحتقار والعنصرية المقيتة، ليس في أميركا فحسب، وإنما في كلّ عواصم الدول الغربية التي تستنكر وتدين وتهدّد وتتوعّد، عندما يتعلّق الأمر بإسرائيلي يحمل جنسيتها، حتى لو كان مرتزقاً في صفوف جيش الاحتلال، وتصمت (وتغضّ الطرف) عندما يُهان ويسجن ويعذّب ويجوّع ويقتل مواطنوها من أصول فلسطينية يومياً في غزّة، وكلّهم مدنيون، بينهم أطباء ومهندسون وطلّاب جامعات ومواطنون عاديون يذبحون يومياً، وسط صمت (وتواطؤ) حكومات الدول الغربية التي يحملون جنسياتها.
وقع الأسبوع الماضي حدث أكبر، تعلّق الأمر بقصف طائرات الاحتلال "كنيسة العائلة المقدّسة" شرقي مدينة غزّة، ما أدّى إلى استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة آخرين. بالنسبة إلى من يتابع حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل في غزّة، منذ نحو 22 شهراً، هذا حدث عادي، روتيني، لأن أهالي غزّة يستيقظون، في كلّ يوم، على قصف أحيائهم وتدمير بيوتهم وحرق مخيّماتهم وهدم مستشفياتهم ومحو معالم مدنهم. ووسط هذا الدمار الهائل كلّه يسقط الشهداء كلّ يوم بالعشرات، بل بالمئات، أغلبهم من المُجوَّعين والعطشى والمرضى والمصابين الذين يُعدَمون داخل المستشفيات. يحدث هذا كلّه وسط صمت وتواطؤ العالم.
لكن مع قصف آخر كنيسة ظلّت صامدةً في غزّة، والكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في القطاع، سنشهد تحولاً كبيراً في ردّة الفعل الدولية، خاصّة الغربية، فجأة استيقظ ضمير حكومات الغرب وتتالت الإدانات والشجب، والمطالب بفتح التحقيقات ووقف الحرب، وصدرت التصريحات المعبرة عن الغضب والحزن قويةً من الأمم المتحدة، ومن بابا الفاتيكان، وتكرّرت الدعوات إلى احترام أماكن العبادة وضمان سلامة المدنيين من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تذكّر فجأةً وجود مسيحيين فلسطينيين يعيشون الجحيم في غزّة. وحمّلت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إسرائيلَ مسؤوليةَ الهجوم على الكنيسة، مستنكرةً مثل هذا "السلوك العسكري غير المقبول"، كما لو كان تدمير باقي مدن القطاع وأحيائه وحرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل منذ زهاء عامَين "سلوكاً عسكرياً مقبولاً"، لأنه لم يسبق لرئيسة وزراء إيطاليا (اليمينية) أن استنكرت ما يحدث في غزّة من خراب وتقتيل، وغالباً بسلاح وذخيرة إيطاليَّين. أمّا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الشريك الفعلي في جرائم حرب الإبادة في غزّة، فقد اعتبر استهداف كنيسة غزّة مجرّد "خطأ،" وأعرب عن "ردّة فعل غير إيجابية" لدى علمه بما وقع.
هذه الضجة المفتعلة، والغيرة المنافقة على أماكن العبادة، والحرص الكاذب على سلامة المدنيين الغزّيين، لم نجد لها أيَّ أثر عندما قصفت إسرائيل المصلّين داخل المساجد وحوّلتهم أشلاءً، ولا حين هدمت أكثر من 1100 مسجد في غزّة وسوّتها بالأرض، منها المسجد العمري الكبير، الذي يُعَدّ من أقدم مساجد غزّة وأعرقها، ويعود بناؤه إلى ما قبل الإسلام، عندما كان كنيسةً بيزنطيةً، وهو بالتالي إرث حضاري بشري، وأثَرٌ إنساني عريق، ومع ذلك دمّر من دون أن يثير ذلك أيّ ردّات فعل دولية.


ما نشهده ليس ازدواجية معايير، بل يتعلّق الأمر بانحدار نحو حروب دينية يحاول متطرّفون صهاينة إذكاءها


وفقاً للقانون الإنساني الدولي، فالاستهداف المتعمّد للمباني الدينية في أثناء النزاع جريمة حرب. لكن، علينا في حرب غزّة، والحروب التي تقودها إسرائيل كلّها في المنطقة، أن نسجّل وجود استثناء يجب إضافته إلى نصوص "القانون الدولي الجديد"، في حالة ما إذا كانت المواقع الدينية المُستهدَفة "إسلاميةً" أو"مسيحيةً" أو"يهوديةً"، فإنّ ردّات الفعل الدولية لن تكون هي نفسها. في مطلع شهر يوليو/ تموز الجاري، أضرم المستوطنون في الضفة الغربية النار في الموقع الأثري التابع لكنيسة القديس جاورجيوس، العائدة إلى الحقبة البيزنطية في القرن الخامس للميلاد، زار السفير الأميركي مايك هاكابي، وهو مسيحي إنجيلي صهيوني من أشدّ مناصري إسرائيل، الموقع لإظهار تضامنه مع سكّان المنطقة المتضرّرة، واستنكار ما وصفه بـ"العمل غير المقبول"، و"الإساءة لمكان من المفترض أن يكون مكان عبادة"، قبل أن يضيف "يجب أن يدفع الناس ثمناً إذا دمّروا ما هو مقدّس ويخصّ الله"، لكنّ المفارقة أن السفير نفسه يصمت عن كلّ الانتهاكات والتدنيس الممنهج للأماكن المقدّسة الإسلامية في الضفة الغربية وفي غزّة، وفي القدس بالقرب من مقرّ سفارته، إذ يدنّس وزراء ونوابٌ إسرائيليون، ومستوطنون محميون من عناصر الشرطة الإسرائيلية، المسجدَ الأقصى، ويعتدون على المصلّين، كلّ أسبوع تقريباً من دون مبالغات. أليس المسجد الأقصى هو ثالث أقدس مكان بالنسبة لمليارَي مسلم، أي ربع سكّان العالم؟ ألا يتعلّق الأمر ببيت من بيوت الله، أو "مكان يخصّ الله"، على حدّ تعبير السفير هاكابي؟
لماذا يريدون إقناعنا أنّ الفلسطيني المسيحي أكثر أهمية من الفلسطيني غير المسيحي؟ وأنّ الجنسية الأميركية درجات حسب دم ودين وأصل الذي يحملها؟ وأنّ الأماكن المقدّسة هي بيوت الله عندما يُرفع فوقها الصليب والشمعدان، وهي مجرّد خراب عندما تكون صوامعَ وقبباً فوقها الهلال الإسلامي؟... ما نشهده ليس ازدواجية معايير، لأن هذه أصبحت إحدى معايير القانون الدولي في نسخته الغربية الجديدة ما بعد حرب أوكرانيا وحرب الإبادة في غزّة، يتعلّق الأمر بانحدار خطير نحو حروب دينية يحاول متطرّفون صهاينة في إسرائيل إذكاءها، يساعدهم الغرب المسيحي بنفاقه وازدواجية معاييره بالنفخ في رمادها. إنهم يقرّبون النار من الحطب.




## المخاض السوري... طائفية وظيفية
23 July 2025 01:13 AM UTC+00

بغضّ النظر عن السبب المباشر لانفجار القتال بين البدو والموحّدين الدروز في محافظة السويداء، وعن أنه مُدبَّر أو عفوي، فإن السلطة السورية الجديدة ركبت الموجة، وجرّدت حملة من قوات وزارتي الداخلية والدفاع على خلفية تقدير موقف مفاده بأن انخراطها في المفاوضات مع الكيان الصهيوني سيمنع هذا الأخير من التدخّل ضدّ تحرّكها لبسط السيطرة على المحافظة، التي رفضت الانضواء تحت سلطتها بشروطها، خصوصاً أنها متسلّحة بمباركة أميركية لتوجّهها لإقامة نظام مركزي في سورية. غير أن عمليات قتل المواطنين من أبناء طائفة الموحّدين الدروز وإذلالهم، وحلق شواربهم وإطلاق وصف "خنازير" عليهم التي وصفها معلّقون بمجازر معنوية، ونهب بيوتهم وحرقها، وتصوير ذلك وبثّه في وسائل التواصل الاجتماعي، منح الكيان الصهيوني فرصة لتجاهل الموقف الأميركي الداعم للسلطة في سعيها إلى بسط نفوذها على المحافظة المتمرّدة، والتدّخل بذريعة حماية الموحّدين الدروز، في حين كان هدفه الحقيقي تنفيذ تصوّره إزاء مستقبل سورية القائم على تفكيكها وإضعافها، بدءاً بفرض منطقة منزوعة السلاح في المحافظات الجنوبية الثلاث، القنيطرة ودرعا والسويداء، وصولاً إلى فرض نظام محاصصة فيها، ولعب دور مقرّر في سياساتها الداخلية والخارجية.
جاء زجّ العشائر العربية في مواجهة فصائل عسكرية من الموحّدين الدروز، فصائل موالية للشيخ حكمت الهجري على وجه الخصوص، لاحتواء تبعات فشل محاولة السلطة السورية الجديدة بسط سيطرتها على محافظة السويداء، واضطرارها لسحب قوات وزارتي الداخلية والدفاع، بعد دخول قوات الكيان الصهيوني خطّ المجابهة، وتنفيذها عدة غارات جوية لم تقتصر على استهداف قوات وزارتي الداخلية والدفاع في محافظة السويداء، بل غطّت مساحاتٍ شاسعة من الأرض السورية من الجنوب إلى الساحل، مستهدفة مواقع عسكرية، وبنى تحتية وخدمية، ومراكز سيادية. زجُّ العشائر خطوة ذكية وخطيرة في آن، تقيّد تدخّل قوات الكيان الصهيوني، من جهة، وتستبدل، من جهة ثانية، الحرب الأهلية بالمواجهة القائمة بين السلطة وقوى سياسية متمرّدة عليها، واضعاً سورية برمّتها في موقع الخطر والانفجار.


سينظر إلى قول السلطة السورية الجديدة إنها تعتبر الموحّدين الدروز جزءاً أصيلاً من الشعب السوري، ووعدها بمحاسبة مرتكبي الجرائم بحقّ المواطنين، ذرّاً للرماد في العيون، لأنها لم تفعل ذلك طوال الشهور الماضية


كانت تقديرات السلطة السورية الجديدة، كما عكسها حجم القوات والعتاد الثقيل، دبّابات وراجمات صواريخ وطائرات من دون طيّار (من نوع شاهين)، أن حسم الموقف والسيطرة على المحافظة بسرعة سيحدّ من فرص تدخّل قوى إقليمية ودولية، ومن تحفّظ منظّمات حقوقية وأممية، قبل أن تصطدم هذه التقديرات بالواقع، وتكشّف عدم صحّة قراءتها مواقف القوى الإقليمية والدولية، التي انتقدت، بقوة، سلوك قوات وزارتي الداخلية والدفاع، ضدّ المدنيين من الموحّدين الدروز، من قتل وإذلال ونهب وحرق البيوت، ودعت إلى محاسبة مرتكبي هذه الأفعال، هدّد مسؤولون أوروبيون بإعادة فرض العقوبات الاقتصادية مجدّداً. كان تصريح وزير الخارجية، ماركو روبيو، أكثر التصريحات الأميركية حدّة، إذ دعا الحكومة السورية إلى استخدام قواتها الأمنية لمنع "الجهاديين العنيفين" من دخول السويداء و"ارتكاب مجازر".
جاءت نتيجة الحملة العسكرية بالضدّ من تقديرات السلطة السورية الجديدة، خسائر كبيرة في القوات والعتاد، وانسحاب اضطراري تحت تهديد صهيوني باجتياح برّي يصل إلى حدود العاصمة دمشق، وباستهداف السلطة مباشرة، ودعا وزير شؤون الشتات، عميحاي شيكلي، إلى القضاء على الرئيس الانتقالي أحمد الشرع فوراً، وفرض توازن قوى في ساحة المواجهة في غير صالح السلطة، لم تنجح "فزعة" العشائر العربية بتعديله عملياً، وظهر جلياً في بنود وقف إطلاق النار، الذي انطوى على التسليم بسيطرة أمنية للموحّدين الدروز على المحافظة بموافقة السلطة السورية الجديدة، وعلى انفرادهم بتسلّم الحواجز التي ستراقب الدخول إلى المحافظة والخروج منها، والاعتماد على ضبّاط من أبناء المحافظة للحفاظ على الأمن فيها، والاكتفاء بسحب السلاح الثقيل، ناهيك عن الإقرار بالمحافظة على خصوصية السويداء، ما يتعارض مع مبدأ سيادة الدولة في كلّ أراضيها، ويشكّل سابقة قد توظّفها قيادة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في دعم مطالبها بالاستقلالية العسكرية والأمنية.
لعبت توجّهات (وممارسات) السلطة السورية الجديدة، التي لا تزال تعيش مناخات حكمها محافظة إدلب، واستمرار سعيها إلى إقامة إمارة سُنّية، دوراً في تعميق الانقسام الداخلي وتكريسه، إن بتجاهلها وجود نسبة وازنة من السوريين من غير السُّنّة، وأنهم يتطلّعون إلى المشاركة الفعلية في تحديد توجّهات الدولة وخياراتها وصياغة قراراتها السياسية والاقتصادية والأمنية، عبر إقامة نظام تشاركي تعدّدي على قاعدة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، في تعارضٍ صارخٍ مع سلطة تتبنى خيارات سلفية، وتعمل على تحويل السُّنّة العرب إلى عصبية للسلطة، جيش سُنّي بعقلية وثقافة سلفية، وإدارات الدولة تخضع لرقابة مشايخ، دورهم أشبه بدور المفوّض السامي في الدول المُستعمِرة، وتعيينات على قاعدة الولاء لا الكفاءة، وتحويلهم (السُّنّة العرب) إلى أداة لمواجهة بقية المكوّنات السورية الأخرى، عبر إيهامهم بأن الدولة باتت دولتهم، وملك يمينهم، وعليهم المحافظة عليها بالالتفاف حول السلطة لتعزيز (وتكريس) سيطرتها على المجتمع. تشكيلة طائفية وظيفية، هدفها امتلاك الدولة وإلحاقها بالسلطة.
لم تكن المواجهة الدامية بين البدو والموحّدين الدروز مجرّد صدام بين مكوّنين سوريين تباينت مصالحهما، بل غطاء لبسط سيطرة السلطة السورية الجديدة على محافظة السويداء، وفق شروطها وتوجّهها لإقامة نظام رئاسي مركزي، وهو ما عكسته التجريدة العسكرية الضخمة، وعتادها الثقيل، دبابات وراجمات صواريخ ومسيّرات شاهين، التي لا تتناسب مع ما قيل إن هدفها هو "التهدئة"، ما اعتبر استفراداً بالموحّدين الدروز، ودفعهم نحو الاستسلام للسلطة، من دون اعتبار لمطالبهم بنظام تعدّدي تشاركي، والانخراط في مفاوضات جادّة معهم، بعيداً عن لغة السلاح، التي يمكن أن تجذب قوى محلّية وإقليمية ودولية تسعى إلى المحافظة على نفوذ قديم، أو الحصول على موطئ قدم جديد. فالخلاف السياسي بين السلطة وقيادات روحية وسياسية وعسكرية في محافظة السويداء لا يحلّ بالقوة، بل بالسياسة، وبالبحث الجدّي معهم حول منطقية وأحقّية مطالبهم، بالاستناد إلى رؤية وطنية شاملة، أساسها سورية آمنة ومستقرّة، دولة لكلّ مواطنيها. وهذا لم يتم. والأنكى ذهاب السلطة ومواليها لتجريم وتخوين الموحّدين الدروز، والحطّ من مكانة قياداتهم الروحية ممثّلة بالهجري، الذي بات هدفاً للتجريح والتخوين بعد أن كان مثالاً للشجاعة والوطنية، وبعد الإشادة بمواقفه وطروحاته حينما كان يبارك ويشجّع اعتصام ساحة الكرامة ضدّ النظام البائد، ويدافع عن مطالب المعتصمين، وتتطابق مواقفه العامّة (دولة مدنية علمانية، وسورية موحّدة) مع مواقف المعارضة السورية، أضاف إليها الآن التعددية والتشاركية ردّاً على استئثار السلطة السورية الجديدة بكلّ السلطات والصلاحيات، فالشيخ الهجري يعمل في المحافظة لما يعتبره كرامة الموحّدين الدروز، وهذا ما لم يجده في توجّهات (وممارسات) السلطة السورية الجديدة، فتحفّظ وعارض، وطالب بدولة يسودها القانون وتدار بالأكفاء لا بالموالين، تعترف بجميع مكوّناتها وتكفل حقوقهم.


عمّقت توجّهات السلطة السورية الجديدة الفئوية والتمييزية الانقسام الداخلي بتجاهلها وجود نسبة وازنة من السوريين غير السُّنّة


قادت سياسات السلطة السورية الجديدة (الفئوية والتمييزية) إلى دفع الهجري لشدّ العصب الطائفي بطائفية وظيفية مضادّة، بتخويف الموحّدين الدروز من السلطة السورية الجديدة، التي نعتها بالتكفيرية، والعمل على توفير دعم دولي لمطالبه، عبر الحديث عن إبادة جماعية ضدّ الموحّدين الدروز، لكن من دون نجاح كبير، فالإدارة الأميركية، التي حدّدت مستقبل سورية وموقعها ضمن تصوّرها الشرق الأوسط الجديد، وباركت توجّه السلطة السورية الجديدة لإقامة نظام رئاسي مركزي، لم تكتفِ بتجاهل رسائل الموحّدين الدروز والعلويين والكرد، بلّ شكّلت غطاءً وحماية للسلطة، ما وضع الهجري في موقف دقيق وحرج، ودفعه نحو التخبّط وارتكاب الإثم الأكبر بطلب الحماية والدعم من الكيان الصهيوني، الذي يحتلّ أرضاً سورية، وفلسطينية، ويبيد الفلسطينيين في قطاع غزّة والضفة الغربية، وتحوّله هدفاً للتصويب عليه، وتحوّل الموحّدين الدروز "بطّة سوداء" لدى قطاعات واسعة من السوريين، وتحوّلت المواجهة بينه وبينهم مواجهة صفرية، خصوصاً بعد قصف الكيان الصهيوني قوات وزارتَي الداخلية والدفاع وتجمّعات العشائر في محيط مدينة السويداء، ومدّ عدوانه نحو مواقع عسكرية في الجنوب والساحل، وسيادية في العاصمة دمشق، ما انعكس سلباً على وضع الموحّدين الدروز الداخلي، على خلفية إدانة قوى عسكرية ودينية درزية مثل قوات رجال الكرامة، وقوات شيخ الكرامة، وتجمع أحرار جبل العرب، طلب الحماية، وتعرّضها لهجوم من فصائل المجلس العسكري، التي هاجمت مقرّات تجمّع أحرار جبل العرب وقوات شيخ الكرامة في السويداء، مع اتهامها بالخيانة والتعامل مع الدولة ضدّ الطائفة.
لن يجدي قول قيادة السلطة السورية الجديدة إنها تعتبر الموحّدين الدروز جزءاً أصيلاً من الشعب السوري، ولا وعدها بمحاسبة كلّ من ارتكب جرماً بحقّ المواطنين من كلّ الجهات، في رأب الصدع وجسر الهوة بين الطرفَين، إذ سينظر إلى أقوالها ذرّاً للرماد في العيون، لأنها لم تفعل ذلك طوال الشهور الماضية، وذهبت بعيداً في عنفها ضدّهم خلال المواجهات الأخيرة، فالمَخرج العملي الذي قد يفتح طريق المصالحة واستعادة الثقة يكمن في طرح مبادرة سياسية جادّة، وإطلاق مسار وطني حقيقي للتوافق على شكل النظام وعلى التوجّهات السياسية والاقتصادية المناسبة لإخراج البلاد من حالة الاستعصاء المدمّرة.




## في "المسألة الشرقية 2"
23 July 2025 01:13 AM UTC+00

بعد مرور قرنٍ ونيّف على نجاح الغرب في إنهاء ما سُمّيت "المسألة الشرقية"، عبر تفكيك الإمبراطورية العثمانية وإعادة تشكيل الشرق الأوسط بما يخدم مصالحه، يبدو أننا نعيش اليوم على أعتاب نسخة محدّثة من هذه المسألة، قد نسمّيها "المسألة الشرقية 2"، تتضّح ملامحها في حرب الإبادة والتطهير العرقي على غزّة، وتكثيف الاستيطان، وفرض الأمر الواقع في الضفة الغربية المحتلة، في محاولةٍ واضحةٍ لإنهاء القضية الفلسطينية تماماً بوصفها قضية تحرّر وطني، وفي ما تبعها من تصعيد في الجبهة الشمالية مع حزب الله، واستخدام فائق القوة الإسرائيلية لإنهاء وجود أيّ تهديد في الحدود الشمالية، والعدوان السافر على سورية بعد سقوط نظام الأسد، واستمرار العدوان واحتلال مباشر لأراضي سورية، واستخدام الحجّة الممجوجة "حماية الأقليات"، وصولاً إلى الضربات العدوانية التي طاولت العمق الإيراني، وذلك كلّه بغطاء أو شراكة أميركية مباشرة.
كانت المسألة الشرقية الأولى، التي شغلت أوروبا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، تتمحور حول سؤال: "ماذا نفعل بالإمبراطورية العثمانية المحتضرة؟"، وعبّر رئيس وزراء بريطانيا اللورد بالمرستون عن الرؤية الاستعمارية المبكّرة بقوله: "لا نريد أن نرى تركيا قويةً، بل نريد أن نراها قائمةً، ولكن عاجزةً"، وترجم انتصار بريطانيا وفرنسا في الحرب العالمية الأولى بتقسيم تركة "الرجل المريض" من خلال اتفاقيات استعمارية شهيرة، أبرزها سايكس بيكو (1916)، التي رسمت حدود النفوذ بين فرنسا وبريطانيا، ووعد بلفور (1917) الذي مكّن لاحقاً من إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، باعتبار المشروع الصهيوني جزءاً من أدوات السيطرة الغربية. لخّص المؤرّخ والمفكّر الفرنسي غوستاف لوبون هذا المنطق الاستعماري بعبارة لاذعة: "لم تكن مطامع أوروبا في الشرق لأجل التمدين، بل كانت غطاءً للنهب والسيطرة وتقسيم الغنائم". والحرب الإسرائيلية على غزّة والضفة الغربية، ومسار تفكيك الإقليم، ليسا معزولين عن هذا السياق الاستعماري المتجدّد، إنها في جوهرها محاولة لإعادة إنتاج الشرق في صورة تلائم إسرائيل والغرب، فالضربات على لبنان، وسورية، والعراق، وإيران، تجري كلّها تحت مظلّة واحدة، تفكيك القوى التي تشكّل محور مقاومة وممانعة للمشروع الغربي الإسرائيلي في المنطقة. لم يتوقّف سلوك الغرب الاستعماري لحظةً خلال القرن الذي انقضى، والجديد هو القناعة التي نجحت إسرائيل في ترويجها أن اللحظة مواتية، وهي فرصة سانحة، لحسم ملفّات عديدة سويةً، تشكّل المسألة الشرقية الجديدة.


الحرب الإسرائيلية على غزّة والضفة، ومسار تفكيك الإقليم، محاولة استعمارية متجدّدة لإعادة إنتاج الشرق بما يلائم إسرائيل والغرب


لم تكن إسرائيل مجرّد أداة استعمارية، بل أداةً ومشروعاً في آن. إنها مشروع استعمار استيطاني يسعى إلى التمدّد، ويدير مشروعاً طويل الأمد لتفكيك العالم العربي من الداخل. الحروب المتكرّرة، واتفاقيات التطبيع بما فيها اتفاقيات أبراهام، والتحالفات الأمنية والاقتصادية، ليست سوى أدوات تنفيذية لتحقيق هذا الهدف. الغاز والنفط هما خطوط الدم الجديدة، فبات من الواضح أن أمن الطاقة هو المحرّك الخفي خلف كثير من هذه السياسات. إسرائيل، والولايات المتحدة، وشركات الطاقة العالمية، تسعى إلى السيطرة على ثروات شرق المتوسّط والخليج، وتأمين طرق الإمداد نحو أوروبا، خاصّة بعد حرب أوكرانيا. وكما قال هنري كيسنجر مرّةً: "من يسيطر على النفط يسيطر على الأمم". ولهذا، القضاء نهائياً على القضية الفلسطينية بوصفها قضية تحرّر وطني، وتقسيم لبنان، وفي الحدّ الأدنى نزع سلاح حزب الله، وتحجيم سورية، بل وتقسيمها بين دويلات إذا أمكن، وإشعال حرب أهلية في العراق، كلّها تخدم هدفاً واحداً: هندسة شرقٍ أوسط جديد بلا قوى إقليمية منافسة.
لم يمت الاستشراق، تغيّرت صورته فقط، وكما قال إدوارد سعيد: "الاستشراق وسيلة لتبرير السيطرة من خلال إعادة إنتاج الشرق كائناً غير عقلاني يجب حكمه". ما نراه اليوم "استشراق عسكري أمني" يرى في كلّ مقاومة من الشعوب "الأصلانية" مشروعاً إرهابياً، وفي كلّ تطلّع للسيادة تهديداً لمصالح الغرب. كتب الصحافي البريطاني باتريك سيل في كتابه عن الأسد: "سورية حجر الزاوية في النظام الإقليمي، والسيطرة عليها تعني التحكّم في الشرق بأكمله". وإسرائيل تدرك ذلك جيّداً، وتسعى إلى تفكيك ما تبقّى من هذا "الحجر" التاريخي، حتى لا تقوم له قائمة.
وماذا بعد؟... ما يجري اليوم تجزئة المجزّأ وتقسيم المقسّم. والغرب، كما في القرن الماضي، يوظّف أدواته العسكرية والمعرفية والاقتصادية لإعادة رسم خريطة الشرق. لكن هل سينجح هذا المشروع؟ هل نحن أمام بداية الجولة الأخيرة أم في النهاية؟ وما هو دور الصمود والمقاومة ومعناهما في هذا السياق؟ التاريخ لا يعيد نفسه بالطريقة نفسها، والشعوب التي قاومت الاستعمار الأول، قادرة على إفشال مشروعه في نسخته الثانية.
لماذا لن تنجح "المسألة الشرقية 2"؟ قد يبدو للمراقب أن الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، يحاول تكرار نجاحه في "حلّ" المسألة الشرقية قبل قرن من خلال التفكيك، والهيمنة، وتقسيم النفوذ، وتوظيف المشروع الصهيوني رافعةً استعماريةً في قلب المنطقة. لكن ما يغيب من هذا المشروع، وما يجعله قابلاً للفشل رغم التفوق العسكري والتكنولوجي، هو تغيّر السياقات التاريخية والمعرفية والاجتماعية بشكل جذري، فأولاً، لم تعد الشعوب مُستعمَرةً، بل مدركة ورافضة في مطلع القرن العشرين، وكانت المجتمعات العربية تفتقر إلى أدوات التعبير الذاتي، ولم تكن تمتلك تنظيماتٍ جماهيريةً أو خطاباً تحرّرياً جامعاً. أمّا اليوم، فإن وعي الشعوب بمصالحها وبالهيمنة الخارجية أعمق بكثير، والدليل أننا من لبنان إلى العراق إلى غزّة نرى محاولات "إدارة الصراع" تفشل في إخماد جذوة المقاومة.
ورغم فشل أنظمة الدول القومية الناشئة على كلّ الأصعدة، وعجزها أو تهاونها في بناء دول مواطنين ديمقراطية، ورغم أنها حكمت شعوبها بالحديد والنار... رغم ذلك، نشأت طبقاتٌ وسطى حديثة ذات نُخب غير مندمجة في المشروع الغربي كما كانت قبل قرن، وكان جزءٌ كبير من النُّخب السياسية والثقافية العربية إمّا مندمجاً في المشروع الغربي أو متردّداً في مواجهته. اليوم، حتى النُّخب المُطبِّعة تجد نفسها في حالة قطيعة معرفية وشعبية، والخطاب السياسي الغربي فقد شرعيّته الأخلاقية. والتكنولوجيا ممكن أن تكون اليوم ضدّ الاستعمار، لا في خدمته فقط. في السابق، كانت أدوات السيطرة والتضليل الإعلامي حكراً على القوى الغربية. أمّا اليوم، فوسائل التواصل الاجتماعي، والفضاء الرقمي، والإعلام البديل، مكّنت الشعوب من فضح الأكاذيب وتشكيل سردياتها البديلة.


ما يجري اليوم تجزئة المجزّأ وتقسيم المقسّم. والغرب، كما في القرن الماضي، يوظّف أدواته العسكرية والمعرفية والاقتصادية لإعادة رسم خريطة الشرق


لم تعد الهيمنة الغربية مطلقةً. حلّت المسألة الشرقية الأولى في ظلّ تفوّق استعماري أوروبي كاسح، أمّا اليوم، فالعالم يشهد صعود قوى منافسة مثل الصين وروسيا، وتراجعاً في قبضة الغرب على النظام الدولي، ليس في مصلحة هذه الدول الصاعدة تقسيم الدول وخلق دويلات طائفية غير مستقرّة، بل بالعكس تماماً، ما يجعل فرض الحلول من جانب واحد مستحيلاً أو باهظ الكلفة. يعاني مشروع إسرائيل نفسه تناقضاً داخلياً، فرغم استعراض القوة، تعيش إسرائيل أزمةً استراتيجيةً غير مسبوقة، لأول مرّة تعتبر دولياً دولةً مارقةً، وتحاكم في محكمة العدل الدولية وزعماؤها مطلوبون لمحكمة الجنايات الدولية، هناك مأزق غزّة، وفقدان الردع، والاحتقان الداخلي، والفشل في التطبيع الشعبي رغم الاتفاقات الرسمية. والمقاومة اليوم ليست ظاهرةً محليةً، بل إقليميةً وعابرةً للحدود، لم تعد المقاومة محصورةً بجغرافيا واحدة. فالتحالفات الإقليمية بين قوى المقاومة تشكّل اليوم نقطة قوة تمتدّ من فلسطين إلى لبنان وسورية والعراق واليمن وإيران، وهي عصيّة على الاحتواء.
"قل لمن يدّعي في العلم معرفةً/ حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء"... ما يحاوله الغرب اليوم تكرار وصفة قديمة في زمن جديد. لكن "المسألة الشرقية 2" لا يمكن أن تُحل بذات العقلية الاستعمارية التي وضعت خرائط سايكس بيكو ووعد بلفور. لأن التاريخ لا يعيد نفسه إلا مهزلةً، ولأن شعوب هذه المنطقة دفعت ثمناً باهظاً لتكون اليوم أكثر وعياً واستعداداً، فإن الطريق لن تُفتح من جديد لمن أراد أن يعيدنا إلى زمن الوصاية والتقسيم والهيمنة، ولكن هذا يتطلّب استراتيجيات صمود ومقاومة، وهذا يعني تطبيق سياسات تنمية اقتصادية محلّية، وإتاحة التعليم، واحترام سيادة القانون وحقوق الإنسان ومساواة المرأة.




## أبعاد السياسة المصرية والحرب الإسرائيلية على إيران
23 July 2025 01:14 AM UTC+00

مع اندلاع الهجوم الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو/ حزيران 2025، واجهت مصر تحدّي الاستجابة لتهديد الأمن الإقليمي، إذ إن الحديث عن تغيير النظام الإيراني ضمن أهداف حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطوة رئيسة في الإخلال بمعادلة الأمن، تترتب عليها حالة فوضى. وهنا، يساعد تحليل السياسة المصرية في فهم عوامل التأثير والسياسات الجماعية. وعلى هذا الأساس، ترسم قراءة الحراك الدبلوماسي خريطة السياسة الخارجية وملامحها ودورها في منع تحوّل الحرب مسألةً إيرانيةً تتجاوز تداعياتها نطاق الشرق الأوسط.
مع اندلاع الهجوم، مدّت مصر خطوط الاتصال مع شرائح عديدة مختلفة من الدول، كان أهمها توسيع التواصل مع إيران وسلطنة عُمان ووسط آسيا وأفريقيا، بالإضافة إلى روسيا والصين والدول الأوروبية، لتبدو الخريطة أقرب إلى محاولة إحياء الكُتلة المحايدة في العلاقات الدولية. وقد اتجهت الدبلوماسية المصرية لتوسيع نطاق التعامل على العدوان الإسرائيلي على إيران باتباع دبلوماسية متوازية على ثلاثة مستويات: كان الأول على مستوى الدائرة العربية ـ الإسلامية. على هذا المستوى، اتسم التحرّك الدبلوماسي بالجمع ما بين مسارَي تكثيف الاتصال مع دول المشرق العربي وتركيا، وتحييد رواسب الماضي في العلاقة مع إيران. وعلى الرغم من انقطاع العلاقات الدبلوماسية، وضعت السياسة الخارجية الاتصالات مع إيران ضمن المسارَين، الثنائي وفي إطار ثلاثي مع الولايات المتحدة أيضاً. بدا التنسيق واضحاً بين الوزيرَين في استعراض حصيلة الدبلوماسية العربية والإسلامية، ليعكس اتساع التشاور اللازم لبناء خريطة بدائل للتعامل مع الهجوم الإسرائيلي.


جمعت الدبلوماسية المصرية مسارَي تكثيف الاتصال مع المشرق العربي وتركيا، وتحييد رواسب الماضي في العلاقة بإيران


هيكلة الحراك الدبلوماسي
منذ اليوم الأول، شكّلت الاتصالات المصرية ـ الإيرانية حدثاً يومياً على مستويَي الرئاسة ووزارة الخارجية. وبدأت من دعم إيران ضدّ الهجوم الإسرائيلي وانتهت برفض الهجوم الصاروخي الإيراني على قطر. وعلى مدار أيام الحرب، اهتمت مصر بنقل ملفّ الحرب ليكون ضمن اهتمامات الأمن الأوروبي في المحادثات مع وزراء الترويكا الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا)، ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، وذلك في مسعى إلى بناء هيكل علاقات حول التوصّل إلى اتفاق مستدامٍ بشأن البرنامج النووي الإيراني، وتحييد احتمالات تأجيج الوضع الإقليمي.
على المستوى العربي، شكلت الاتصالات اليومية أرضية لجمع الموقف العربي ـ الإسلامي على الحياد الإيجابي ومنع انتشار الحرب، فقد اتصلت الخارجية مع 23 دولة عربية وإسلامية لاتخاذ موقف مشترك والتشاور حول عقد اجتماع لمنظمّة التعاون الإسلامي، وعقد اجتماع مماثل لوزراء الخارجية العرب، لبدء عملية ديبلوماسية جماعية للمساهمة في منع تكرار تشكيل تحالف للتدخّل العسكري على غرار ما حدث في حرب الخليج الثانية (1990). وفي هذا السياق، يعكس انعقاد اجتماع منظّمة التعاون الإسلامي بعد ثلاثة أيام من العدوان سرعة الاستجابة للأزمات الإقليمية، ما يؤسّس لرافعة سياسية في التعامل مع أزمات مماثلة.
أمّا المسار الثاني، فقد سعت سياسة مصر الأوروبية إلى تغطية أوروبا، فقد اتّسع التحرّك السياسي ليشمل كلّ شرائح الدول؛ المؤثّرة ومتوسّطة التأثير، بالإضافة إلى ممثلي الاتحاد الأوروبي. كان التواصل مع وزراء الترويكا ووزراء آخرين عاملاً مهماً في إيضاح ترابط ملفّات الصراع، فظهر تقاطع قضايا الحرب على مستوى الشرق الأوسط. وعلى أيّ حال، شكّلت الاتصالات مع الدول الأوربية عاملاً مهماً في فتح النقاش حول وقف الحرب ضدّ إيران وقطاع غزّة، فقد حاولت مصر بناء دائرة حراك ديبلوماسي لزيادة التأثير النسبي للجماعة الأوروبية. وفيما يشبه الخطّ الساخن، تتابعت الاتصالات مع وزراء فرنسا وبريطانيا وإسبانيا، لبلورة المصالح الأمنية على أساس المُدركات الأوروبية لتداعي الأزمات في الشرق الأوسط، وخصوصاً ما يتعلق بالملفّ النووي الإيراني، وتحرّي العدالة في تسوية القضية الفلسطينية. أمّا الثالث، فاستكملت الدبلوماسية المصرية بناء دائرة التفاوض الضيّقة، فظهر الاتصال الثلاثي؛ مصر وإيران والولايات المتحدة، قناةً سياسية للتداول حول تطوّرات الحرب. وقد بدت دائرة الاتصال من وزير الخارجية، بدر عبد العاطي، مع المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، والوزير الإيراني، عباس عراقجي، عملية وساطة لأجل الوقف الفوري للحرب، وخفض التصعيد، وتثبيت وقف إطلاق النار.
ومع بلوغ هذه الدائرة عدد ثماني اتصالات حتى نهاية الشهر الماضي (يونيو/ حزيران)، انتقل التفاوض من وقف الحرب إلى ضمان خفض التصعيد، لتكون الأكثر كثافةً دولياً في التعامل على أزمة الهجوم الإسرائيلي، وذلك رغم حداثة عهد مراجعة العلاقات مع إيران وتوتّر العلاقات مع الولايات المتحدة. في 19 يونيو، كان تتابع اتصالَي الخارجية مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ثمّ مع وزير الخارجية الإيراني، لتهيئة المناخ للمسار الديبلوماسي، ولتحييد مخاطر الحرب والفوضى، ليتمّ الاتفاق مع وزير الخارجية البريطانية، في اليوم التالي، على مواصلة المشاورات والتنسيق.
في هذا السياق، عملت السياسة المصرية لدعم حراك الدول الإسلامية نحو تكوين كتلة سياسية للحدّ من تطلّعات الولايات المتحدة إلى تغيير النظام الإيراني. ولهذا، اتبعت السياسة الخارجية خريطةً لتغطية دول العالم الإسلامي وأوروبا، بالإضافة إلى الصين وروسيا، نتج منها دعم الخارجية الروسية (17 يونيو) مطالب البيان المشترك لوزراء خارجية 22 دولة بالوقف الفوري لإطلاق النار.


 نقلت مصر ملفّ الحرب على إيران ليكون ضمن اهتمامات الأمن الأوروبي، للتوصّل إلى اتفاق مستدامٍ بشأن النووي الإيراني


حفظ التوازن وتعدّد القوى الإقليمية
وبمراجعة خريطة الحراك الدبلوماسي، تتضح أبعاد السياسة المصرية في الترابط بين تعدّدية الفاعلين الإقليميين والأمن في الشرق الأوسط. فمن وجهة أساسية، فإنه على الرغم من انقطاع العلاقات المصرية مع إيران، انشغلت مصر بمُعامل الأمن الإقليمي أولويةً في التعامل مع يوميات الحرب.
كانت الوجهة الأساسية حفظ التوازن الإقليمي، فمع تصاعد الهجوم الإسرائيلي، اتجهت السياسة المصرية إلى تطويق احتمالية تغيير النظام الإيراني من طريق التدخّل العسكري للتحالف الأميركي ـ الإسرائيلي، باعتباره خطّ الدفاع الأمامي لمنع التدخّل في حالات أخرى. على مدى أسبوعِي الحرب، تبلورت السياسة في أهمية منع إطاحة أيّ نظام حُكم من طريق التدخّل العسكري، إذ اعتبرت أنه "لا حلّ عسكرياً للأزمة" (كلمة وزير الخارجية في مؤتمر منظّمة التعاون). اعتبرت مصر أن تقويض إيران أو إخراجها من معادلة التوازن الثلاثية، التي تضمّ أيضاً تركيا، سيزيد من الفجوة الأمنية والعسكرية، بشكل يُغري ببدء مسار الفوضى والتدخّل الخارجي.
تشكّلت ملامح هذه السياسة بعد سقوط نظام حزب البعث في سورية، فيترتب على سقوط إيران في الفوضى وجود مساحة جغرافية متصلة من ساحل بحر الشام حتى أفغانستان، سوف يتحرّك فيها فائض العنف بحرية نسبية، بشكلٍ يلقى أعباءً متزايدة على الأمن الخارجي. في هذه الجزئية، قامت المقاربة المصرية على أولوية منع تمدّد الفوضى على الخلاف السياسي مع إيران، ورغم وضوح هذا الجانب، التقط عبّاس عراقجي تحرّك مصر وفق أولوية لم تنتظر استئناف العلاقات الدبلوماسية.
على أيّ حال، لم يكن الدعم المصري لإيران على إطلاقه، فرغم الطابع التوافقي على تجاوز الهجوم على قاعدة العيديد في قطر، تُرسي إدانة مصر، وبعض دول الخليج قيام الأمن الإقليمي على احترام السيادة الوطنية. وقد ساعد الاعتذار الإيراني على اكتمال التطمينات اللازمة لفتح تفاهمات على الدفاع والأمن حول منطقة الخليج. يندرج هذا السلوك ضمن سياسة محاولات التوافق على الأمن الجماعي تحت إكراهات التحالف الأميركي ـ الإسرائيلي في جانبي التلويح باستئناف الحرب، أو استغلال المناطق الرخوة لفرض السلام بالقوة.
من خفض التصعيد إلى وقف الحرب
على مستوى التحرّك السياسي، دارت اهتمامات السياسة الخارجية حول محورين أساسيين؛ كان الأول، المساهمة في تشكيل موقف مشترك لوقف إطلاق النار، وهنا، ظلّت فكرة الشركاء الدوليين والإقليميين حاضرةً في مشهد الاتصالات اليومية، وقد عكست استجابة منظمة التعاون الإسلامي إدراكاً مناسباً لتحدّيات الحرب وتداعياتها المحتملة على الفوضى الإقليمية، وهو ما يمكن أن يتطوّر آليةً مستمرّةً في التعامل مع الأزمات الإقليمية. وفي هذا السياق، يكشف اعتذار إيران لدول الخليج عن مرونة الموقف السياسي، والرغبة في ضبط علاقات الجوار، بحيث لا تكون عامل تهديد.
كانت نتائج اجتماع منظمة التعاون الإسلامي امتداداً لمواقف المشاركين في بيان الدول الإسلامية (16 يونيو)، إذ ركّزت في تصنيف الهجوم الإسرائيلي خرقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والسيادة الوطنية. لوقف الاعتداء، ركّز البيان الختامي في عملية تدرّجية، تبدأ بخفض التوتّر وتنتهي بهدنة شاملة لا تكون بمعزل عن الحياد في تطبيق اتفاقية منع الانتشار النووي في منطقة الشرق الأوسط.


وقفت السياسة المصرية في مساحة ما بين تحفيز الدبلوماسية المشتركة، والبقاء ضمن الشركاء الأساسيين في صناعة الأمن الإقليمي


فيما كان الثاني ماثلاً في أنه خلال مرحلة دوران آلة الحرب، سعت مصر إلى بناء تصوّر لوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، قام على ربط التفاوض حول البرنامج النووي الإيراني باتفاقية حظر الانتشار النووي واستئناف وقف إطلاق النار على جهتي إيران والأراضي الفلسطينية. وبعد الموجة الأولى من حديث الديبلوماسية عن الهجوم الإسرائيلي، شاع استخدام مصطلح "خفض التصعيد"، على نطاق التواصل مع الأوروبيين، توجهاً لاحتواء الحرب ومنع انتشارها.
وعلى الرغم من هشاشته، شكّلت لحظة الإعلان عن وقف إطلاق النار إدراكاً لأهمية وقف التصعيد، فخلال فترة وجيزة، لقي ترحيب العديد من الدول، غير أن تثبيته يرتبط بتطوير شبكة التضامن فيما بين دول المجموعة الإسلامية، وإبقاء تعددية الأطراف الإقليمية، بحيث تكون العلاقة بين الأطراف الفاعلة في منظمة التعاون رافعةً لامتصاص التمادي الأميركي في فرض الهيمنة والحلّ الأُحادي.
وفق التقييمات المرحلية، لا تُعطي نتائج الحرب دليلاً حاسماً على الانتصار، غير أن قصور إسرائيل/ الولايات المتحدة عن تحقيق أهدافها المُعلَنة يُبقي على نتيجتَين. الأولى استمرار إيران واحداً من الفاعلين الإقليميين، ومع تصحيح علاقاتها مع الخليج ومصر وتركيا، يمكن أن تتشكّل خريطة جديدة مؤثّرة في تحييد أعباء الضغوط الدولية. أمّا الثانية، فقد اتضحت في عولمة الاعتداء الإسرائيلي وفرض قيد على التدخل الأميركي، وذلك بالتضافر ما بين التحرّك الإقليمي والإسناد الصيني والروسي، فعلى الرغم من هدوء تعليقاتها، شكّلت روسيا والصين ظهيراً للأدوار الإقليمية في ضبط التدخّل الأميركي في الحرب.
ووفق هذه النتائج، المرحلية، يمكن قراءة السياسة المصرية في مساحة ما بين تحفيز الديبلوماسية المشتركة والبقاء ضمن الشركاء الأساسيين في احتواء الحرب وصناعة الأمن الإقليمي، وهي سياسة تتسم بمرونة ترتيب الأولويات وفقاً لتغيّر الوضع السياسي. وقد ساعدت هذه الصيغة في بقاء كلّ القنوات الدبلوماسية مفتوحةً على تداول البدائل السياسية والأمنية.




## "ذاكرة النقصان" لسمر يزبك وتوثيق الألم الفلسطيني
23 July 2025 01:30 AM UTC+00

حين يطغى الواقع على الاستعارة، يصبح التوثيق بديلاً للمجاز، وأبلغ من التخييل الذي يقوم عليه السرد الروائي. وهذا بالضبط ما فعلته الروائية السورية سمر يزبك في كتابها "ذاكرة النقصان" (دار الآداب، بيروت، 2025)، الذي نشرت نصوصاً منه في "العربي الجديد"، إذ رأت أن توثيق شهادات الضحايا المصابين هو الفعل الإبداعي الأنسب لتأريخ حياة الإنسان في بقعة صغيرة من هذا العالم تُدعى غزة.

يأتي الكتاب كصرخة مدوية في وجه صمت طال كثيراً، وكتوثيق تاريخي حي في مواجهة محاولات التغييب والنسيان. إنه ليس مجرد كتاب، بل مرآة تعكس أوجاعاً عميقة، ومحاولة نبيلة لاستعادة صوت من لا صوت لهم.

منذ الصفحات الأولى، يشدنا أسلوب يزبك الذي يتميز بالسهل الممتنع؛ لغة شفافة وعميقة في آن واحد، تنساب الكلمات حاملة في طياتها ثقل المعنى ووجع التجربة دون أن تغرق القارئ في متاهات التعقيد اللغوي. لم تقصد الروائية الاستعراض الأدبي، بل سعت إلى إيصال الحقيقة وبناء جسر من الفهم بين القارئ وأهل غزة، مقتربة من لغة الضحايا الأحياء أنفسهم، الذين يروون أدق المشاعر التي انتابتهم لحظة إصابتهم، وتداعيات القصف على ما فقدوه وما كابدوه بعد ذلك. يحكون عن أبسط التفاصيل التي لا تستطيع الكاميرات أو القنوات الإعلامية نقلها، وربما يعجز الناجون عن التعبير عنها، لكن أرواحهم أصابها عطب قد يكون بلا علاج أو شفاء.

هذا ما حاولت الكاتبة نقله بأمانة من خلال شهادات حية حصلت عليها من مقابلات مباشرة في قطر، حين بدأ نقل بعض الجرحى الذين تمكّنت المفاوضات من إخراجهم من سجن غزة الكبير، حيث تستمر أبشع إبادة جماعية في التاريخ، وتنقل تلك الشهادات مباشرة أمام الكاميرات على مدار 24 ساعة منذ أكثر من ستمئة يوم بعد 7 أكتوبر 2023.

في هذا السياق، يكتسب الكتاب أهمية استثنائية. فبينما تتوالى الأنباء والأرقام، وتتحول المأساة إلى إحصائيات قد تفقد معناها الإنساني مع مرور الوقت، تُعيد يزبك للإنسانية كرامتها المسلوبة عبر قصص شخصية وحكايات لأناس عاديين نادراً ما يُسلط الضوء عليها بهذا التفصيل. فهي لا تقدم تحليلات سياسية جافة أو تقارير إخبارية عابرة عن الإبادة، بل تسجل ما عانوه أثناء تعرضهم للموت، وأُجبروا على عيش حياة استثنائية غير إنسانية. هذه الحكايات هي جوهر الكتاب، وهي نبض حي في صدر الذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني بأسره، ومعاناته المستمرة منذ 1948.

تصف يزبك المشهد الذي دفعها لجمع هذه الروايات المؤلمة، وتقول: "شعرت وكأننا على متن سفينة معلقة في السماء، عالقين في قدر من العجز والضياع، وسط أوهام وأشباح لا أستطيع تمييزها... حزن غريب يكاد يبتلع المشهد وكأن المكان ليس حقيقياً لفرط مأساويته. من يحتمل هذا الألم؟".

هذا الشعور بالعجز أمام هول الفاجعة، والرغبة في كسر هذا الصمت، يمنح الكتاب روحه. نقصان الأرواح، نقصان المنازل، نقصان الأمن، نقصان الأمل، نقصان الأطراف المبتورة... تكمن أهمية العمل في إظهار هذا النقص للعالم على ألسنة الضحايا أنفسهم، كل بحسب تجربته. وفي الوقت نفسه، يحاول تعويض هذا النقص عبر تثبيت الرواية الفلسطينية، وضمان ألا تُطمس هذه الشهادات تحت ركام النسيان المتعمد أو غير المتعمد.


تثبيت الرواية الفلسطينية وضمان ألا تُطمس شهاداتها 


تُذكرنا يزبك بأن كل رقم هو إنسان؛ ليس فقط عبر حرص الشهود على تسمية من فقدوا من كل عائلة، أو وصف كل منزل مدمر كان يوماً مأوى لأحلام وطموحات، بل أيضاً عبر إعطاء مساحة للصوت الفردي ليصعد من بين ركام الدمار ويروي قصته.

لا يمكن إغفال الجهد الهائل الذي بذلته الكاتبة في سبيل هذا العمل. تجميع هذه الحكايات، والاستماع إلى هذه الشهادات المؤلمة، وإعادة صياغتها بأسلوب أدبي يحفظ أصالتها وصدقها، هو عمل بطولي. ففي عالم يميل إلى تجاهل المعاناة أو تسييسها، قررت يزبك أن تكون الصوت الأمين، تحمل الأمانة وتوصل الرسالة. هذا الجهد يتجاوز الكتابة الأدبية؛ إنه التزام أخلاقي وإنساني رفيع المستوى.

وتوضح الكاتبة في مقدمة الكتاب ضرورة توثيق هذه الشهادات في زمن تسود فيه المفاهيم المجردة، بعيداً عن الألم الإنساني، فتقول: "لماذا نطيل الحديث عن قضاياهم بشعارات سياسية وأيديولوجية بعيداً عن آلامهم الشخصية كأفراد؟".

هذا السؤال الجوهري يختصر أحد أبرز أهداف الكتاب: إعادة البوصلة إلى الإنسان، وتقديم الألم في صورته الأكثر تجرداً وصدقاً، بدلاً من إغراقه في بحر التحليلات النظرية.

استطاعت الكاتبة أن تُبرز الجانب الإنساني العميق للمأساة بعيدًا عن التنميط أو التسطيح، حيث تظهر الشهادات المؤلمة شجاعة الصمود، مرارة الفقد، قوة الأمل الذي لا يموت، وحتى الدعابة السوداء التي تساعد على تحمل وطأة الواقع. هذه التفاصيل الدقيقة تجعل روايات الإبادة نابضة بالحياة، وتحلق بالقارئ بعيداً عن حدود الصفحة، ليشعر وكأنه يلامس الألم ويعيش لحظات اليأس والأمل مع أصحاب القصص.

تؤكد يزبك على الدور الحيوي للسرد في مواجهة طمس الحقيقة، وضرورة البحث في قصص النقصان لإعادة بناء ما تهدم. إن مروية الإبادة تعتمد بشكل أساسي على فعل النقصان، وهذا النقصان هو في ذاته شكل من أشكال الأرواح – وحتى الأماكن – في ثباتها وقوتها واكتمالها، بمعنى إبرازها، بمعنى القدرة على التواصل معها. النقصان يظهر في كل زاوية منها: نقصان الأجساد المقطعة، نقصان قدرتنا على الرؤية، نقصان المشهدية العميقة لآلام الآخرين، نقصان اللغة. فالنقصان هنا متكامل، ولا يمكن التفكير فيه إلا كمادة أولية لإعادة بناء ما تناثر من هذه الأجساد وتركيبه.

هذا الاقتباس يكشف عمق فلسفة الكاتبة في معالجة الموضوع، وتحويل النقص إلى نقطة انطلاق لإعادة بناء الوعي والذاكرة وتركيبها، بما لا يسمح لاحقاً بمحوها أو تشويهها أو تجاوزها، كي تتمكن البشرية جمعاء من المحاسبة والحرص على عدم تكرارها في المستقبل.

تدعونا سمر يزبك في كتابها إلى التوقف، التأمل، والاستماع بقلب مفتوح. إنه ليس كتابًا للقراءة العابرة، بل يتطلب تفاعلاً وتعاطفاً. يضعنا أمام مسؤوليتنا الإنسانية تجاه ما يحدث، ليس بوصفنا فلسطينيين أو عرباً، بل كبشر أولاً، ويحثنا على التفكير في دورنا كأفراد في منع تكرار مثل هذه الفظائع، أينما كنا في هذا العالم. لا شك أن الكتاب يشكل شهادة لا تُقدر بثمن في زمن عصيب يصعب فيه التعبير عن هول الفاجعة.

 

* كاتبة من فلسطين






## أكثر من 100 منظمة إغاثية وحقوقية تدعو لتحرك مع انتشار الجوع في غزة
23 July 2025 01:33 AM UTC+00

دعت أكثر من 100 منظمة إغاثية وحقوقية اليوم الأربعاء الحكومات إلى اتخاذ إجراءات مع انتشار الجوع في غزة بما في ذلك المطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار ورفع جميع القيود المفروضة على تدفق المساعدات الإنسانية. وحذرت المنظمات في بيان وقعته 111 منظمة، بما في ذلك "ميرسي كور" و"المجلس النرويجي للاجئين" ومنظمة "ريفوجيز إنترناشونال"، من انتشار المجاعة الجماعية في جميع أنحاء القطاع في الوقت الذي تتكدس فيه أطنان من المواد الغذائية والمياه النظيفة والإمدادات الطبية وغيرها من المواد خارج غزة مع منع المنظمات الإنسانية من الدخول أو إيصال المساعدات.

وقالت المنظمات في بيانها "في الوقت الذي يُجوع فيه الحصار الذي تفرضه الحكومة الإسرائيلية سكان غزة، ينضم عمال الإغاثة الآن إلى طوابير الغذاء نفسها، ويخاطرون بالتعرض لإطلاق النار لمجرد إطعام عائلاتهم. ومع نفاد الإمدادات الآن بالكامل، ترى المنظمات الإنسانية زملاءها وشركاءها وهم يذبلون أمام أعينهم". وأضاف البيان "لقد تسببت القيود التي تفرضها حكومة إسرائيل والتأخير والتجزئة التي تمارسها في ظل الحصار الشامل في خلق حالة من الفوضى والمجاعة والموت".

ودعت المنظمات الحكومات إلى المطالبة برفع جميع القيود البيروقراطية والإدارية، وفتح جميع المعابر البرية، وضمان وصول الجميع إلى كل أنحاء غزة، ورفض التوزيع الذي يتحكم به جيش الاحتلال الإسرائيلي واستعادة "استجابة إنسانية مبدئية بقيادة الأمم المتحدة". وجاء في البيان "يجب أن تسعى الدول إلى اتخاذ تدابير ملموسة لإنهاء الحصار، مثل وقف نقل الأسلحة والذخيرة".

واستشهد أكثر من 800 شخص في الأسابيع الأخيرة أثناء محاولتهم الوصول إلى الغذاء معظمهم في عمليات إطلاق نار جماعي نفذها جنود إسرائيليون بالقرب من مراكز التوزيع التابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة أميركياً وإسرائيلياً. ووجهت منظمات إنسانية بما فيها الأمم المتحدة انتقادات شديدة للمؤسسة غزة بسبب افتقارها للحيادية.



ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أميركي مطلق، أكثر من 201 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال. وللمرة الأولى منذ بدء الحرب، يقول مسؤولون فلسطينيون إن عشرات يموتون الآن أيضا من الجوع.

(رويترز، العربي الجديد)




## أحداث السويداء وتأزيم الاقتصاد السوري … ما التداعيات؟
23 July 2025 01:34 AM UTC+00

بعد سقوط بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، ظلت تطلعات كافة المعنيين بالشأن السوري، تركز على إقامة الدولة على أسس جديدة، والبدء بمشروعات إعادة الإعمار، وعودة المهاجرين، وتحسين معيشة المواطنين. ولا يزال الاقتصاد السوري بعد سقوط الأسد، يعتمد على المساعدات بشكل كبير لتسيير أمور الدولة، بخاصة رواتب الموظفين، وبعض الاحتياجات من الطاقة.

وحسب تصريح خالد أبو دي، مدير مؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء في سورية، فإن بلاده تعاني من عجز نسبته 80% من احتياجاتها الحقيقية من الكهرباء، وإن اصلاح قطاع الكهرباء يحتاج لتكلفة قدرها 40 مليار دولار، والأمر قد يستغرق خمس سنوات. وذكر تقرير حديث للبنك الدولي صدر في يوليو 2025، بعنوان "تقييم الاقتصاد الكلي والمالية العامة في سورية" أن معدل نمو الاقتصاد في 2025 بسورية احتمال يصل إلى 1%، بعد انكماش 1.5% في عام 2024.

وأظهر التقرير أن متوسط دخل الفرد بسورية بلغ 830 دولارا في عام 2024، وأن الفقر المدقع هناك ينال من شخص من بين كل أربعة أشخاص، وأن ثلثي الشعب السوري يعيشون تحت خط الفقر، مما يعكس حالة الوضع الاقتصادي شديد الضعف في سورية، علماً بأنّ تصنيف البنك الدولي لمتوسط دخل الفرد في الدول منخفضة الدخل هو عند 1135 دولاراً وما أقل، وهو ما يعني أن متوسط دخل الفرد في سورية لا يزال دون سقف الحد الأعلى للدول منخفض الدخل بنحو 305 دولارات.

البحث عن مخرج

لذلك احتل الشأن الاقتصادي السوري بعد سقوط الأسد قمة اهتمامات الجميع، الحكومة والقوى السياسية، والشركاء الدوليين والإقليميين والمتعاطفين من الخارج مع سورية الجديدة، وقد بذلت حكومة الرئيس أحمد الشرع جهوداً كبيرة في قضايا مهمة، على رأسها رفع العقوبات الأميركية عن سورية، والتي استمرت لأكثر من أربعة عقود، وكذلك إقامة علاقات جديدة مع المؤسسات المالية الدولية، كما أنّ الاتحاد الأوروبي اتخذ قراره أيضاً برفع العقوبات الاقتصادية عن سورية. ومؤخراً عاد النظام المصرفي السوري للاندماج في المنظومة العالمية، وباشر المصرف المركزي السوري صلاحياته في القيام بالتحويلات الخارجية عبر نظام "سويفت".



إلا أن الخطوة المهمة في الشأن الاقتصادي، والتي لها وزنها في إعادة بناء الاقتصاد السوري، هي تلك العلاقات والمساندة من الدول الإقليمية، وبخاصة دول الخليج (السعودية، وقطر، والإمارات) فضلاً عن الحضور التركي القوي، بخاصة أنّ تركيا دولة جوار، ودولة منتجة لديها العديد من السلع والخدمات، التي يمكنها أن تكون سنداً حقيقياً لإعادة بناء سورية وتلبية احتياجات أسواقها.

السويداء وأخواتها

منذ اللحظات الأولى لسقوط الأسد، ومجيء حكومة الرئيس الشرع، والأوضاع الأمنية تمثل هاجسًا ليس بالقليل يهدد مستقبل الاستقرار الاقتصادي في سورية، بدءًا من ممارسات بعض فلول النظام السابق، ومحاولتهم زعزعة النظام الجديد، من خلال بعض المواجهات المسلحة مع قوى الأمن، والتي انتهت بالقضاء على تلك البؤر لبقايا نظام الأسد.

كما مثلت الاعتداءات الإسرائيلية منذ الأيام الأولى لسقوط الأسد، هاجسًا قويًا لزعزعة الأمن في سورية، وإيصال رسالة بأن لها اليد الطولى، التي تمكنها من الوصول لكافة الأرضي السورية، وبخاصة في حالة الانكشاف الجوي لسورية في ظل قيادة الشرع. ثم كانت قضية "قسد" المعبرة عن المكون الكردي، ومحاولة فرض أمر واقع يتيح لهم حكماً ذاتياً، ولا تزال المفاوضات جارية بين "قسد" والحكومة السورية للحفاظ على وحدة الأراضي ونظام الحكم في سورية.

ثم مثلت الجبهة والحدود مع لبنان مصدراً للقلاقل الأمنية لسورية الجديدة، وإن كانت أقل مناوشة على الصعيد الأمني، إلا أن الأحداث الأخيرة في السويداء، التي تضم تجمعاً لطائفة الدروز، كانت الأكثر تهديداً للوضع الأمني في سورية، لحملها السلاح ضد الدولة من جانب، واستقوائها بالكيان الصهيوني من جانب آخر، والذي مارس بدوره القيام باعتداءات عبر سلاح الجو، ضد الدبابات الخاصة بقوات الجيش السوري ومهاجمة وزارة الدفاع والقصر الجمهوري.



ولا تزال الأحداث مستمرة في السويداء، على الرغم من الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار، لكنّ هذه الأوضاع المركبة فيما يخص الجانب الأمني والعسكري، سوف يكون لها دورها في مستقبل الاقتصاد السوري. ويمكن رصد أبرز التداعيات المتوقعة لغياب الاستقرار الأمني والعسكري في سورية في النقاط التالية:

- في ظل الإمكانات المادية الضعيفة، ستكون مواجهة الانفلاتات الأمنية هنا وهناك داخل سورية، ذات تكلفة عالية على ميزانية الدولة، التي تعاني من مشكلات ضخمة تتعلق بالرواتب والدعم، وبخاصة للفقراء الذين يمثلون ثلثي المجتمع ونقص الموارد بما فيها الدولارية.

- سقوط القتلى والجرحى من أبناء الشعب السوري، يعد خسارة لرأس المال البشري، في دولة تحاول النهوض وإعادة بناء ما تهدم على مدار 14 عامًا من الحرب من قبل نظام الأسد وقوات أجنبية ضد الشعب السوري.

- في ظل هذه الانفلاتات الأمنية، وكذلك الاعتداءات من الكيان الصهيوني، سوف يزيد تركيز حكومة الشرع، للإنفاق على الأمن والتسليح، بما يؤثر على توجيه الموارد الضعيفة للدولة إلى محاربة الفقر والبطالة وتحسين مستوى معيشة الأفراد وإعادة إعمار المناطق المهدمة.

- استمرار هذه الانفلاتات الأمنية، سيكون له مردود نفسي سيئ على شركاء النشاط الاقتصادي في سورية، سواء بالنسبة للمقيمين من المدخرين والمستثمرين، أو من السوريين في الخارج الذين يفكرون في العودة لبلادهم واستثمار ما لديهم من مدخرات في مشروعات تعود بثمارها الإيجابية على البلاد، أو على المستثمرين الأجانب الذين يخططون لأن تكون سورية على خريطة استثماراتهم الخارجية، وبخاصة أن سورية قد نجحت مؤخراً في إبرام تعاقدات مع شركات تابعة لحكومات عربية، وكذلك مع شركات أجنبية لإدارة بعض الموانئ، أو التنقيب عن النفط والغاز، أو تنفيذ مشروعات لقطاع الطاقة من خلال تمويل البنك الدولي.



- من المتوقع في ظل حالة عدم الاستقرار الأمني، أن تتراجع تدفقات المساعدات الإنمائية لسورية خلال الفترة القادمة، وبخاصة أن تلك المساعدات مهمة، لإقامة المدارس للتعليم الإلزامي، أو مؤسسات الرعاية الصحية، أو تلك البرامج التي تستهدف العائدين من الهجرة، ولديهم مشكلات تتعلق بالدخل أو فرص العمل، أو السكن.

- ثمة أنشطة خدمية خارجية ينتظرها الاقتصاد السوري، وبخاصة في قطاع السياحة، التي توقفت منذ 14 عاماً مضت، وتحتاج عودة السياحة الخارجية بسط الأمن على ربوع سورية بشكل كامل. لقد كانت سورية أحد أهم المقاصد السياحية بمنطقة الشرق الأوسط، وكانت العائدات السياحية تمثل أحد أهم مصادر النقد الأجنبي للبلاد.

الاقتصاد السوري وتهدئة المطلوبة

تحاول حكومة الرئيس أحمد الشرع القيام بمهمة شديدة الصعوبة، تتمثل في لمّ شمل البلاد تحت راية واحدة، وتوحيد جغرافية البلاد، وفي نفس الوقت ممارسة دورها السياسي والاقتصادي، وبخاصة في ظل المطالب الطائفية المتعددة، والتي يراد منها في بعض الأحيان، تفتيت وتقسيم سورية، لتظل دولة ضعيفة في مواجهة المخاطر الخارجية والداخلية.

وقد ظهر خطر هذه المطالب الطائفية، مؤخراً في حالة دروز السويداء، والاستقواء بالكيان الصهيوني، وممارسات القتل والتعذيب بحق مواطنين سوريين، لذلك لا بد من استمرار نهج حكومة الرئيس أحمد الشرع في مشروع وحدة سورية، والاستعانة بالحلفاء الإقليميين والقوى الدولية، لوقف ممارسات الكيان الصهيوني، وعدم قيامه بأيّ اعتداءات أخرى على الأراضي السورية.

يبقى التحدي الحقيقي أمام سورية متمثلاً في صمودها الحقيقي أمام المخطط الرئيس لهذه الممارسات الأمنية الطائفية، التي تهدف إلى إرغام البلاد على أن تكون جزءاً من مشروع الشرق الأوسط الجديد، أو أن يكون البديل، أن تصبح سورية مجزأة.




## هل يتأثر الاقتصاد السوري بإقصاء "أبو غزالة وشركاه"؟
23 July 2025 02:06 AM UTC+00

في خطوة أثارت جدلاً داخل الأوساط الاقتصادية والرقابية، أصدرت وزارة المالية السورية قراراً يقضي بإيقاف تجديد ترخيص شركة "طلال أبو غزالة وشركاه"، عقب تصريحات أدلى بها رئيس المجموعة خلال مقابلة تلفزيونية، اعتُبرت مخالفة للإعلان الدستوري، إذ نفى خلالها ما وُصف بجرائم ارتُكبت في البلاد من النظام السوري السابق.

القرار، الذي سُجّل رسمياً تحت الرقم /1191/د، أعاد تسليط الضوء على العلاقة المعقّدة بين المؤسّسات المهنية الخاصة والتوجهات الرسمية، في وقت حساس تشهده البلاد على مستوى إعادة بناء هياكلها الاقتصادية.
وتزامن القرار مع تقارير تكشف عن اتفاق غير معلن بين النظام السوري المخلوع والشركة المذكورة، لتولي الأخيرة مهمة تدقيق الحسابات المالية لشركات التأمين الخاضعة لرقابة وزارة المالية، وهو ما لم يُعلن عنه رسمياً من النظام السابق.

وتعليقاً على قرار الحكومة إلغاء ترخيص شركته، أكد أبو غزالة التزامه بالتنفيذ وتعهد بالاستمرار بدفع كامل رواتب ومستحقات الموظفين المالية، لأنهم على حد قوله لا ذنب لهم بما حدث. وقال أبو غزالة، في كتاب وجهه أمس إلى وزير المالية السوري محمد برنية، إن المواقف الأخلاقية والمهنية التي التزمت بها طوال حياتي في عملي كمحاسب قانوني مرخص منذ عام 1963 ترفض الانحياز والظلم، وتضع كرامة الإنسان فوق كل اعتبار.

وأضاف أن "العاملين في المكتب، وجميعهم سوريون، أبنائي وأبقى مسؤولاً تجاههم في عملهم ورواتبهم، لذلك أود أن أستمر في تسديد رواتبهم شهريا حتى انتهاء ترخيصنا وحتى ما بعده لأنهم لا ذنب لهم في مقتضيات هذا القرار". وشكر أبو غزالة المؤسسات السورية الجديدة "على إشادتها بدوري خلال السنوات الماضية".

استخدمها بشار لتجاوز العقوبات

كانت شركة "طلال أبو غزالة" قد عادت للعمل في سورية أواخر 2016، بعد توقف دام لسنوات، في ظل تقاربها مع جهات اقتصادية في روسيا والصين، إذ استخدمها النظام السوري لتجاوز العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه، وسط توقعات بلعب دور في مرحلة إعادة الإعمار.



مصدر مسؤول في وزارة المالية السورية صرّح لـ"العربي الجديد"، بأن قرار إيقاف تجديد ترخيص شركة "طلال أبو غزالة وشركاه" جاء نتيجة مباشرة لتصريحات أدلى بها رئيس المجموعة، طلال أبو غزالة، خلال مقابلة تلفزيونية مؤخراً، اعتبرتها الوزارة "مخالفة صريحة للإعلان الدستوري" وتشكل "دعماً غير مباشر للأعمال الإجرامية ولمنظومة الفساد التي ارتبطت بالنظام السابق".

وأضاف المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن الوزارة تأخذ على عاتقها مسؤولية حماية النزاهة القانونية والمالية في البلاد، ولن تتغاضى عن أي نشاط أو خطاب يروج لخطابات تتعارض مع التوجهات الوطنية في مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية، وشدد على أن استمرار الترخيص للشركات العاملة في سورية يستوجب الالتزام بالقوانين والتشريعات النافذة، واحترام الدستور ومبادئ المساءلة وسيادة القانون.

وأوضح المصدر أن القرار يسمح للشركة بمواصلة أعمالها المرخصة حتى نهاية عام 2025، دون إمكانية التعاقد على أي مشاريع تخصّ عام 2026، ويشمل استثناءً للمحاسب القانوني أحمد هيثم العجلاني الذي سيستمر في عمله بترخيص مستقل وفق الضوابط القانونية.

"العربي الجديد" حاولت الاتصال بطلال أبو غزالة مراراً لتحصل منه على تعقيب بخصوص الخبر، لكن لم تفلح المحاولات المتكرّرة.

خرق للدستور

في تعليق قانوني على قرار وزارة المالية السورية، اعتبر المحامي السوري حسان المقدسي أن الوزارة تملك من الناحية القانونية الحق في تعليق أو عدم تجديد ترخيص أي شركة تعمل تحت إشرافها، إذا تبين وجود مخالفة جوهرية للقوانين أو للإعلان الدستوري النافذ في البلاد. وأوضح أن التصريحات التي أدلى بها رئيس مجموعة "أبو غزالة"، التي أنكر فيها ما وُصف بجرائم ارتُكبت خلال فترة النظام السابق، تُعد، من وجهة نظر قانونية، خرقاً للدستور، وقد تُفَسَّر على أنها ترويج غير مباشر للفساد الذي ارتبط بالمراحل السابقة من الحكم.

وأضاف المقدسي أن ربط هذه التصريحات بصاحب الشركة لا يُعد افتقاراً للتجرد القانوني، بل هو إجراء مبرّر بالنظر إلى العلاقة المباشرة بين نشاط الشركة وشخص مالكها، خاصة إذا كانت التصريحات الصادرة منه تعكس توجهاً يتناقض مع المبادئ التي تنظّم العمل المالي في سورية، وشدد على أن الوزارة، بصفتها الجهة المُرخصة والرقابية، تتمتع بصلاحية قانونية لتنظيم السوق ومحاسبة الجهات التي لا تلتزم بالمعايير المهنية أو تتعارض مواقفُها المعلنة مع التوجهات الوطنية في مكافحة الفساد.



وفي الوقت ذاته، أشار المقدسي إلى أن القرار الإداري الصادر بحق الشركة يظل خاضعاً للطعن أمام القضاء المختصّ، وهو ما يُبقي الباب مفتوحاً لأي مراجعة قانونية يمكن أن تقوم بها الشركة وفقاً للآليات القضائية المعمول بها.

وقت حساس اقتصادياً

في سياق الجدل الدائر حول قرار وزارة المالية السورية بحق شركة "طلال أبو غزالة وشركاه"، يرى عدد من الخبراء أن تأثير المجموعة في القطاع المالي والمحاسبي السوري كان لافتاً خلال السنوات الماضية، خاصّة في ظل غياب مؤسّسات دولية متخصّصة نتيجة العقوبات والحصار الاقتصادي.

وفي هذا الإطار، يرى الخبير الاقتصادي منير الدالي في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ أحد أبرز الإشكالات التي واجهها طلال أبو غزالة في القضية الأخيرة، هو تداخل الرأي الشخصي في مسار العمل المهني، مشيراً في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى أن الإدلاء بتصريحات ذات طابع سياسي، مهما كانت منطلقاتها، لا يصبُّ في صالح من يُعتبر مرجعية اقتصادية عربية، يجري التعامل مع مؤسّساته على أساس الحياد والاحتراف.

ويضيف الدالة: "ربما ما جرى يُصنّف ضمن ما يُقال عنه "غلطة الشاطر"، خاصة عندما نتحدث عن شخصية لها وزنها في الحقول الأكاديمية والمهنية. فدخول أبو غزالة في ملفات ذات حساسية سياسية أضعف الحياد المفترض في مؤسّساته، وهو ما أدى إلى قرار من شأنه أن يحرمه من أسواق سورية التي قد تكون واعدة في مرحلة ما بعد العقوبات الغربية، خصوصاً إذا استؤنفت مشاريع إعادة الإعمار".

ويتابع الخبير الاقتصادي: "النجاح المهني لا يكون كاملاً إذا لم يُفصل عن المواقف الشخصية، خاصة حين تكون المؤسّسة بحجم وتأثير مجموعة أبو غزالة. فبمجرد أن تدخل التصريحات في سياق حساس سياسياً، تنقلب الأدوار وتتداخل التقييمات المهنية مع التوجهات العامة، ما يعرض الشركة لمساءلة لا علاقة لها بجودة خدماتها أو التزامها المهني".

ويضيف أن الأسواق السورية، التي كانت حتى وقت قريب تُعتبر مغلقة أو محدودة بفعل العقوبات الغربية، قد تكون على أعتاب تحوّل جديد يفتح المجال أمام الاستثمارات والخبرات الأجنبية، ما يجعل من خسارة المجموعة لهذه السوق في هذا التوقيت "فرصة ضائعة"، خصوصاً أنها تملك من الأدوات والكفاءات ما يؤهلها للمساهمة الفاعلة في مشاريع إعادة الإعمار والرقمنة المؤسّسية.



ويختم الدالة بالقول: إنّ غياب "أبو غزالة" عن المشهد المحاسبي في سورية قد يُحدث فراغاً مؤقتاً، خاصة في قطاع التأمين الذي كانت الشركة مكلفة بتدقيق حساباته، لكنه يرى أن هذا الفراغ قد يُعاد ملؤه عبر شركات محلية أو إقليمية إذا ما توفرت الإرادة السياسية والبيئة القانونية المناسبة.

أبو غزالة

برز طلال أبو غزالة في عالم الاقتصاد والإدارة. فمنذ سبعينيات القرن الماضي، انطلق أبو غزالة من بيروت، وينشر باستمرار تحليلاته وتوقعاته في مقالات دورية وبرامج تلفزيونية، مثل "العالم إلى أين؟"، إذ يقدم قراءات لأزمات الاقتصاد العالمي.

اليوم، وعلى الرغم من الجدل الذي يحيط بأنشطته في سورية، فإنّ له تأثيراً في تطوير قطاع الخدمات المهنية هناك، وتوفير بيئة معرفية ساهمت، ولو جزئياً، في سدّ فجوة الانقطاع عن المؤسّسات الدولية. وتُعد شركة "طلال أبو غزالة وشركاه" واحدة من أبرز الأذرع المهنية التابعة لمجموعة طلال أبو غزالة العالمية، وهي شركة متخصّصة بتقديم خدمات المحاسبة والتدقيق المالي على المستويَين الإقليمي والدولي.




## ترامب يعلن التوصل إلى اتفاق تجاري مع اليابان
23 July 2025 02:10 AM UTC+00

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، عن اتفاقية تجارية مع اليابان قال إنها ستؤدي إلى استثمار اليابان 550 مليار دولار في الولايات المتحدة ودفع رسوم جمركية بنسبة 15%، فيما ذكر رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، اليوم الأربعاء، أنّه لا يزال بحاجة لأن يدرس تفاصيل الاتفاق التجاري الذي أعلنه ترامب قبل أن يعلّق عليه. وفي منشور على منصته "تروث سوشال"، قال ترامب إن اليابان ستنفتح على التجارة، بما في ذلك السيارات والشاحنات والأرز وبعض المنتجات الزراعية.

وقال رئيس الوزراء الياباني للصحافيين في طوكيو إنّه "بالنسبة لنتائج المفاوضات، فلا يمكنني مناقشتها إلا بعد دراسة تفاصيلها وتفاصيل الاتفاق بعناية". وأضاف "حكومتنا تعتقد أنّ (الاتفاق) سيحمي المصالح الوطنية". وأفادت وسائل إعلام يابانية، اليوم الأربعاء، بأنّ الاتفاقية التجارية التي توصّلت إليها طوكيو وواشنطن تنصّ على خفض الرسوم الجمركية الأميركية على صادرات السيارات اليابانية إلى الولايات المتحدة إلى 15%.

وتفرض الولايات المتحدة حاليا رسوما جمركية إضافية بنسبة 25% على وارداتها من السيارات وقطع غيار السيارات اليابانية، لكنّ قناة "إن إتش كاي" التلفزيونية وصحيفة "أساهي شيمبون" أفادتا بأنّ هذه الرسوم الإضافية ستخفّض إلى النصف لتصبح 12.5% تُضاف إلى الرسوم الجمركية الأساسية البالغة 2.5%، ما يعني أن إجمالي الرسوم الجمركية الأميركية على هذه الواردات سيصبح 15%. وإثر هذا الإعلان سُجّلت ارتفاعات حادّة في أسعار أسهم السيارات اليابانية في طوكيو.

وجاء إعلان ترامب بينما كان المبعوث التجاري لإيشيبا ريوسي أكازاوا في رحلته الثامنة إلى واشنطن، حيث التقى مسؤولين أميركيين كباراً. وكتب أكازاوا على منصة إكس أنّ "المهمّة أُنجزت". وتراجع الدولار أمام الين اليوم بعدما أعلن ترامب عن الاتفاق التجاري مع اليابان قبل الموعد النهائي الوشيك لفرض رسوم جمركية.



ومع اقتراب الموعد النهائي في الأول من أغسطس/آب قبل فرض رسوم استيراد شاملة على الشركاء التجاريين، قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، يوم الاثنين، إن الإدارة الأميركية مهتمة بجودة الاتفاقيات التجارية أكثر من اهتمامها بالتوقيت. ورداً على سؤال حول ما إذا كان من الممكن تمديد الموعد النهائي للدول المنخرطة في محادثات مثمرة مع واشنطن، قال بيسنت إن ترامب سيتخذ هذا القرار. شكلت حالة عدم اليقين بشأن الوضع النهائي للرسوم الجمركية على الصعيد العالمي عبئاً كبيراً على سوق الصرف الأجنبي، ما دفع لتداول العملات في نطاق ضيق في معظم الأحيان، حتى مع صعود الأسهم في وول ستريت إلى مستويات مرتفعة جديدة.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)




## روبيو يتحدث إلى رئيس الوزراء العراقي بشأن الهجمات على منشآت الطاقة
23 July 2025 03:04 AM UTC+00

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس، أمس الثلاثاء، إن وزير الخارجية ماركو روبيو تحدث مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بشأن الهجمات الأخيرة على البنية التحتية للطاقة، وأكد وفق ما أوردته وكالة "رويترز" على أهمية محاسبة الجناة ومنع وقوع هجمات في المستقبل.

وشهد العراق منذ 23 يونيو/حزيران الماضي سلسلة هجمات واسعة بواسطة طائرات مُسيّرة، أسفرت عن خسائر مادية وإصابات، كان أبرزها استهداف معسكر التاجي، شمالي بغداد، وأسفر عن تدمير رادار عسكري للجيش العراقي، تلتها هجمات أخرى طاولت قاعدة الإمام علي العسكرية في محافظة ذي قار، جنوب البلاد، ثم قاعدة بلد ومصفاة بيجي بمحافظة صلاح الدين، ومن ثم هجومين على مطار كركوك الدولي، أعقبتها سلسلة هجمات متواصلة وشبه يومية على مطار أربيل وحقول نفط وغاز ومواقع عسكرية للبيشمركة في إقليم كردستان العراق.

وسجل إقليم كردستان خلال أقل من أسبوع واحد 11 هجوماً بطائرات مسيّرة، استهدفت مطار أربيل، بعاصمة الإقليم، وخمس منشآت نفطية بينها حقول خورمالا، وسرسنك، وبيشخابور، وتاوكي، وباعدرا، وتديرها شركات نرويجية وأميركية، وجميعها في مدن الإقليم الثلاث (السليمانية، دهوك، أربيل). وكان المتحدث باسم القوات المسلحة العراقية صباح نعمان قد أعلن، الجمعة الماضي، نتائج التحقيق بالهجمات، مؤكداً أن الطائرات المستخدمة كانت من نوع واحد، ومزودة برؤوس حربية مُصنّعة خارج العراق.

وأضاف: "تأكد لدى اللجنة التحقيقية أن جميع الطائرات المسيّرة الانتحارية المستخدمة في الاستهداف هي من النوع نفسه، ما يدل بوضوح على أن الجهة المنفّذة واحدة"، وشدد على أن "القيادات الأمنية والعسكرية لن تتهاون مع أي تهديد يستهدف أمن وسلامة قواتنا المسلحة ومقدّرات الدولة العراقية وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق جميع المتورطين وإحالتهم إلى القضاء العراقي العادل لينالوا جزاءهم وفقاً للقانون. هذه الاعتداءات العدوانية الجبانة تُعدّ انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية ولن يُسمح لأي طرف داخلياً كان أم خارجياً بالمساس بأمن العراق واستقراره".

ومساء الاثنين عقد رئيس الوزراء العراقي اجتماعاً مع قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا، بحسب بيان للحكومة العراقية لم يتطرق لملف انسحاب القوات الأميركية من البلاد، الذي من المقرر أن يبدأ فعلياً في نهاية العام الحالي، وسط جدل متصاعد في العراق يتمحور حول أن التطورات التي تشهدها المنطقة منذ أشهر عديدة قد تدفع إلى إرجاء هذا الاستحقاق.



ودار الحديث بين السوداني وكوريلا، بحضور القائم بالأعمال في السفارة الأميركية ستيف فاغن والقائد الجديد لقوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في العراق وسورية العميد كيفن لامبارت، والقائد السابق للتحالف الجنرال كيفن ليهي، حول أهمية فرض الاستقرار والابتعاد عن مسببات توسع الصراعات. وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي في بيان أن "اللقاء استعرض علاقات التعاون بين العراق والتحالف الدولي ومراحل تطوره وتهيئة الانتقال إلى العلاقات الأمنية الثنائية مع دول التحالف".




## وقفة أمام وزارة الخارجية الأميركية رفضاً لاستمرار التجويع في غزة
23 July 2025 03:41 AM UTC+00

نظم ناشطون وقفة احتجاجية أمام وزارة الخارجية الأميركية بالعاصمة واشنطن، مساء أمس الثلاثاء، اعتراضاً على استمرار سياسة التجويع في غزة وقتل المدنيين الفلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية، منددين باستمرار الدعم الأميركي للاحتلال الإسرائيلي. وبلغ إجمالي من استشهدوا بنيران الاحتلال الإسرائيلي في محيط مراكز المساعدات الإنسانية و"مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أميركياً وإسرائيلياً، أكثر من 1000 فلسطيني، وطالبت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية وحقوقية بوقف عسكرة المساعدات الإنسانية في غزة والسماح بدخول المساعدات عبر المنظمات الدولية المعترف بها بدلاً من المقاولين الأمنيين، وذلك في ظل انتشار المجاعة في غزة.

وطالب المشاركون في الوقفة الاحتجاجية بوقف دعم إسرائيل والجرائم التي ترتكبها في غزة، مرددين شعارات "دعوا غزة تعيش"، و"أوقفوا حصار غزة"، و"أوقفوا القتل في غزة"، و"أوقفوا المجاعة"، و"فلسطين حرة"، كما حمل بعضهم صوراً لأطفال فلسطينيين يعانون من المجاعة، ورفعوا الأعلام الفلسطينية.

وندد مشارك في الوقفة يدعى آدم، وهو أميركي من أصول فلسطينية وعضو بحركة الشباب الفلسطيني، بسياسة تجويع الفلسطينيين في غزة، قائلاً لـ"العربي الجديد": "نحن هنا نتظاهر ضد سياسة التجويع التي يتبعها الكيان الصهيوني في غزة ومؤسسة غزة الإنسانية التي تحولت إلى مصائد لموت الأبرياء"، وطالب الدول العربية باتخاذ موقف واضح ضد الإبادة الجماعية والقتل والتجويع الذي يتم في غزة للأبرياء والمدنيين.

وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أمس الثلاثاء، إن أكثر من ألف فلسطيني استشهدوا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية منذ مايو/أيار الماضي أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء في قطاع غزة، معظمهم بالقرب من مواقع المساعدات التي تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية".



ودعت أكثر من 100 منظمة إغاثية وحقوقية، اليوم الأربعاء، الحكومات إلى اتخاذ إجراءات مع انتشار الجوع في غزة بما في ذلك المطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار ورفع جميع القيود المفروضة على تدفق المساعدات الإنسانية. وحذرت المنظمات في بيان وقعته 111 منظمة، بما في ذلك "ميرسي كور" و"المجلس النرويجي للاجئين" ومنظمة "ريفوجيز إنترناشونال"، من انتشار المجاعة الجماعية في جميع أنحاء القطاع في الوقت الذي تتكدس فيه أطنان من المواد الغذائية والمياه النظيفة والإمدادات الطبية وغيرها من المواد خارج غزة مع منع المنظمات الإنسانية من الدخول أو إيصال المساعدات.




## التطبيع مع الإبادة في غزة: كأنها حدث جانبي
23 July 2025 05:07 AM UTC+00

في زمنٍ يحمل فيه البشر هواتفهم، يقرؤون الأخبار المروعة، يسمعون عن الحدث لحظة وقوعه، ويشاهدون الإبادة تُنفَّذ علناً أمام أعينهم، يبقى هناك شيء مشوَّش: الرؤية؛ فالجريمة التي لا تُرتكب في الخفاء، بل تُنفّذ أمام عدسات الكاميرات، لا يزال هناك من يُؤطّرها. ما يصل إلى العالم لا تحدّده الصور ومقاطع الفيديو التي يرسلها الناس من تلك البقعة المنسية الجائعة، بل تحدّده الكلمات التي تُخفف عبء الجريمة، والعناوين التي تُروّضها، والسياق الذي يُمحى عمداً.
حين يُسلب الإنسان من صفاته البشرية، تُفتح الأبواب أمام التعامل معه بوصفه كائناً زائداً عن الحاجة. هنا، لا تكون الإبادة بالسلاح وحده، بل بالكلمات، وبالصورة المبتورة، وبالاسم المحذوف، وبالعنوان الذي يُخفي أكثر مما يُظهر. هذا ما تشير إليه أستاذة علم الاجتماع في جامعة UCLA، أليزا لِفت (Aliza Luft) في دراستها "نزع الإنسانية وتطبيع العنف" (Dehumanization and the Normalization of Violence)، إذ تقول: "الخطاب الذي ينزع الصفة الإنسانية يمكنه أن يمهّد الطريق للعنف، لكنه ليس شرطاً لوقوعه".
وتشير إلى أن التغيّر في الإدراك الاجتماعي الناتج عن هذا الخطاب هو ما يجعل القتل أسهل مع مرور الوقت، خاصة حين يُصبح الآخر مجرد "رقم" أو "تهديد". هذه العملية الإدراكية المدعومة بسرديات ثقافية عن "العدو"، تساهم في تبرير العنف لا شعورياً.
هذا التواطؤ لا يحدث من فراغ، فوسائل الإعلام تلعب دوراً حاسماً في إيصاله وتثبيته. يشير الصحافي البريطاني المتخصص في تحليل وسائل الإعلام التقليدية، ديفيد إدواردز (David Edwards)، في مقاله "تطبيع ما لا يمكن تصوّره: دور الإعلام في القتل الجماعي" (Normalising the unthinkable: The media's role in mass killing)، بوضوح إلى ذلك، قائلاً:
"الإعلام يجعل الجرائم التي لا يُعقل حدوثها تبدو طبيعية، لأنه يعرض أفعال المجرم ضمن سردية أيديولوجية تُبرّرها مسبقاً".
من خلال تكرار الصور المجتزأة، وإعادة تدوير مصطلحات نزع الإنسانية، مثل "دروع بشرية" أو "أهداف مشروعة"، تساهم التغطية السائدة في تسطيح المأساة وتحويل الإبادة إلى مشهد قابل للهضم.
وفي السياق الفلسطيني، تظهر هذه الممارسة في كل مرة يدور فيها الحديث عن قتل المدنيين وكأنه حدث جانبي، أو "خسائر غير مقصودة"، بينما يُسلّط الضوء بالكامل على جنسية الضحايا من الجانب الآخر، وقصصهم، وأحلامهم، وصور طفولتهم.
كيف وصلت الميديا الدولية إلى هذه الدرجة من الانحياز البنيوي؟ ولماذا يُمحى الفلسطيني من التغطية، مقابل إضفاء الطابع الشخصي الكامل على كل ضحية إسرائيلية؟ وهل ما يُسمّى بـ"الحياد الصحافي" اليوم، هو غطاء أخلاقي للاشتراك في الجريمة؟

استهداف المسعفين

في 23 مارس/آذار 2025، وقعت واحدة من أبشع الجرائم ضد الطواقم الطبية في رفح، حين قَتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 15 مسعفاً من الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني، إضافة إلى موظف في وكالة أونروا، في ثلاث هجمات متتابعة أثناء محاولتهم انتشال جثث من حي تل السلطان. بعد أسبوع، عُثر على جثثهم مدفونة في قبر جماعي.
كشفت وكالة أونروا تفاصيل الحادثة لاحقاً، مؤكدة أن أحد موظفيها، ويدعى كمال، خرج بسيارة تابعة للأمم المتحدة، يرتدي سترة بعلاماتها، لكنه فُقد لساعات. لاحقاً، وُجد جثمانه وقد ضُرب في مؤخرة جمجمته، مدفوناً إلى جانب المسعفين. ووصفت الوكالة ما جرى بأنه "إعدام ميداني"، مؤكدة أن طواقمها "ليست هدفاً"، مطالبة بتحقيق دولي مستقل في مقتل كمال وأكثر من 310 من موظفيها الذين قضوا في قطاع غزة.
من جهته، قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن ما حدث يُظهر "نمطاً مرعباً وممنهجاً" من استهداف عمال الإغاثة، وإن إطلاق النار على سيارات إسعاف تحمل شعارات واضحة يمثّل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني، مطالباً بتحقيقات فورية في هذه الجريمة، مؤكداً أن القتل المتعمد للمدنيين، إذا ثبت، فهو جريمة حرب.
أما الجيش الإسرائيلي، فقد صرّح لوسائل الإعلام أن القتل ناتج عن سلسلة من "الإخفاقات المهنية"، مشيراً إلى أن أحد القادة سيُقال من منصبه. نقلت وكالة رويترز هذا التقييم في مقال نشرته في 20 إبريل/نيسان الماضي، مضيفة:
"قُتل 15 من المسعفين وعمال الإنقاذ في 23 مارس في ثلاث عمليات إطلاق نار متفرقة قرب رفح. وُجدت جثثهم بعد أسبوع في قبر جماعي بواسطة موظفين من الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني".
وزعمت إسرائيل أن الآليات الطبية "اقتربت من الجنود الإسرائيليين من دون تشغيل الأضواء الأمامية أو إشارات الطوارئ"، وأن المنطقة كانت "منطقة قتال نشطة"، وهذا ما نفاه الهلال الأحمر تماماً.
في السياق نفسه، أفادت وكالة أسوشييتد برس الأميركية، في تحقيق نشرته في 21 إبريل الماضي، أن التحقيق العسكري الإسرائيلي خلص إلى أن نائب قائد الكتيبة تصرّف بناءً على "افتراض خاطئ" بأن سيارات الإسعاف تابعة لمسلحي حماس، وأنه اتخذ قراره "في ظل ضعف الرؤية الليلية".
ووفق التقرير: "شعر القائد بأن قواته كانت مهدَّدة عندما اقتربت سيارات الإسعاف بسرعة من موقعهم، وخرج المسعفون منها لتفقّد الجرحى، ما دفع القوات إلى إطلاق وابل من الرصاص استمر أكثر من خمس دقائق مع توقفات قصيرة. بعد دقائق، أطلق الجنود النار أيضاً على سيارة تابعة للأمم المتحدة توقفت في مكان الحادث".
ورغم هذه التفاصيل، فإن "أسوشييتد برس" لم تستخدم في تغطيتها مصطلحات تشير إلى "إعدام ميداني" أو "جريمة حرب"، بل اكتفت بتوصيف تقني للحادث باعتباره "سلسلة من الإخفاقات المهنية"، حتى مع الإشارة إلى الغضب الدولي ووصف اللجنة الدولية للصليب الأحمر للحادث بأنه "الهجوم الأكثر دموية على طواقمها منذ ثماني سنوات". هذا التباعد بين الفعل ووصفه، يعكس إعادة تأطير للحدث بما يخدم رواية المؤسسة العسكرية، ويطمس أثره الإنساني في التغطية الإعلامية.
وفي تغطية مماثلة، نشرت "بي بي سي" تقريراً يحمل عنوان "الجيش الإسرائيلي سيقيل ضابطاً بسبب مقتل عمال الإغاثة في غزة" (Israeli army to sack officer over Gaza aid workers deaths). ورغم نقله عن تحقيق عسكري يعترف بمسؤولية الجيش عن إطلاق النار، فإن التقرير كرّس حيّزاً لتبرير السلوك العسكري. جاء في البيان الرسمي للجيش: "فتحت القوات النار معتقدة أنها تواجه تهديدَ قوات معادية، وقد أظهرت التحقيقات أن ستة من القتلى هم من عناصر حماس".
نقلت "بي بي سي" عن اللواء يوآف هار-إيفين، الذي قاد التحقيق، تأكيده أن الجيش سيُعلن لاحقاً عن أسماء عناصر حماس بين المسعفين. واستند التقرير إلى توصيف المنطقة بأنها "منطقة قتال عدائية وخطرة"، مشيراً إلى أن القائد الميداني اعتبر اقتراب المركبات بسرعة تهديداً مباشراً، وأن "ضعف الرؤية الليلية" حال دون التعرّف إلى المركبات، أي سيارات الإسعاف.
وأضاف التقرير أن إسرائيل "ادّعت في البداية أن القافلة اقتربت بتحرّك مشبوه في الظلام، من دون أضواء أمامية أو إشارات طوارئ، وأن حركة المركبات لم تكن منسّقة أو متفق عليها مسبقاً مع الجيش".
وفي محاولة لاحتواء الغضب، أُعلن عن "توبيخ" أحد الضباط المسؤولين بسبب "مسؤوليته العامة عن الحادث"، من دون أي التزام بمحاسبة جنائية.
هذا النمط من الخطاب الإعلامي لا يكتفي بتبرئة مرتكبي الجريمة، بل يشارك فعلياً في إعادة إنتاجها ضمن سردية عقلانية مفرغة من الأخلاق، تُقنّن القتل بدلاً من أن تُدينه. إنها جريمة تُرتكب في غزة، ثم تُدفن لغوياً في الإعلام.
تتناقض هذه الرواية التبريرية مع ما ينص عليه القانون الدولي الإنساني صراحة؛ فالمادة 15 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1949، والذي اعتُمد في الثامن من يونيو/حزيران عام 1977، تضع أساساً قانونياً واضحاً لحماية الطواقم الطبية المدنية، وتلزم أطراف النزاع باحترامهم، وتقديم كل ما يلزم لتمكينهم من أداء واجبهم الإنساني.



تشير الفقرة الأولى من هذه المادة إلى أن "الطواقم الطبية المدنية يجب احترامها وحمايتها"، وتضيف في فقرتها الثالثة أنه في حالة الاحتلال "يجب على السلطة القائمة بالاحتلال تقديم كل مساعدة ممكنة للطواقم الطبية لتمكينهم من أداء مهامهم الإنسانية، ولا يجوز إجبارهم على تنفيذ مهام تتعارض مع مهمتهم الإنسانية".
وتضمن لهم المادة حرية التنقل والوصول إلى الأماكن التي تقتضي الحاجة خدماتهم فيها، مع ما يلزم من تدابير أمنية، لكن من دون إعاقة مهمتهم أو تعريضهم للخطر.
بناءً عليه، فإن ما جرى في رفح من استهداف مباشر، وقتل، ودفن جماعي لأفراد معروفين بعلاماتهم الواضحة التي تميّزهم بوصفهم أطقماً طبية وإغاثية، لا يمكن تبريره بإخفاقات ميدانية، بل يرقى إلى انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، ويُشكّل، بحسب التعريفات المعتمدة، جريمة حرب تستوجب المحاسبة.

الإبادة لغوياً

في حديث خاص إلى "العربي الجديد"، يصف الصحافي الفرنسي فرانك بارات، الذي عمل لسنوات مع شخصيات بارزة كنعوم تشومسكي وإيلان بابيه، دور الإعلام الغربي في تغطية ما يحدث في غزة بأنه ليس مجرّد تواطؤ، بل "تمكين مباشر للإبادة". يرى بارات أن القصة تبدأ بالتكرار: "الإعلام يعيد ويكرر الأكاذيب الإسرائيلية، رغم أنه يعرف أنها كاذبة. رأينا هذا مراراً، حين يكذب شخص مرة يمكن أن نشكّ فيه، لكن عندما يكذب خمس مرات، لا يعود ما يقوله يستحق النقل... إسرائيل كذبت مراراً، ومع ذلك، ما زالت روايتها تُنقل وكأنها موثوقة".
تكرار الأكاذيب، بحسب بارات، ليس تضليلاً وحسب، بل "تصنيع للقبول" بالقتل الجماعي؛ فحين يردد الإعلام السرديات نفسها، مثل عبارات "دروع بشرية"، و"أرقام من وزارة صحة حماس"، يتحوّل القتل إلى مشهد يمكن تصديقه، أو على الأقل تجاهله. يضيف: "حين أتحدث مع أشخاص بعيدين عن القضية الفلسطينية، أجدهم يرددون الدعاية كما هي. الإعلام جعلهم يرون في غزة مكاناً بلا تاريخ، بلا سياق، بدأ كل شيء فيه يوم 7 أكتوبر".
التمييز في تغطية الضحايا هو أحد أبرز ما يثير سخط بارات: "حين يُقتل إسرائيلي، تُروى قصته، نعرف اسمه، ملامحه، ماذا يحب، ما طموحه. أما الفلسطيني، فيُختزل إلى رقم. 15 قتيلاً، 30 جريحاً، 200 مدني. لا أسماء، لا وجوه، لا حكايات". هذا الاختزال، برأيه، يُجرّد الضحية من إنسانيتها، ويجعل قتلها قابلاً للتصوّر والهضم.
يُشدّد بارات على اللغة: "حين يُقصف مستشفى في غزة، لا يُقال إنها مجزرة، بل انفجار في مبنى. أما في الجانب الإسرائيلي، تُستخدم كلمات مثل ذبح، ومذبحة، وبربرية. الإعلام لا ينقل الحدث، بل يصنع سرديته الخاصة".



تظهر خطورة هذا الخطاب بوضوح في حادثة استهداف 15 مسعفاً في رفح، فأطّرت المجزرة بعبارات تقنية مثل "إخفاق مهني" و"سوء تقدير"، كما ورد في "بي بي سي" و"أسوشييتد برس"، بدل توصيفها بأنها جريمة حرب. هذه اللغة، وفق بارات، تقتل مرتين: مرة في الواقع، ومرة في الرواية: "الحياد هنا ليس موقفاً صحافياً، بل قناع يُخفي الجريمة".
وهنا يعيش الفلسطينيون في غزة تحت تعتيم عميق، وسحق منظّم وبنيوي تمارسه الآلة الإعلامية الدولية، من دون النظر إلى الحدود الإنسانية والقانونية والإعلامية. ظهرت أنياب الإعلام، وتحوّل من كونه سلطة رابعة إلى أداة جريمة، تدعم وتبرر وتخفي، لينام الضحايا في قبور جماعية، وتنهار الرقابة، ويصبح الدور الجديد هو شراكة في الجريمة، وإن ظهر ذلك برابطة عنق ومذيع أنيق يتحدث على الشاشة.




## وسائل إعلام حزب الله: قوة مشاة إسرائيلية توغلت فجراً من محيط بلدة العباسية الحدودية باتجاه منطقة ريحانة بري جنوب لبنان
23 July 2025 05:13 AM UTC+00





## هجمات المسيّرات تشل نفط كردستان العراق
23 July 2025 05:52 AM UTC+00

يواجه قطاع الطاقة في إقليم كردستان العراق أزمة غير مسبوقة بعد تصاعد هجمات الطائرات المسيّرة التي استهدفت منشآت نفطية رئيسية خلال الأسابيع الماضية، ما تسبب في توقف ما يقرب من سبعين بالمئة من إنتاج الإقليم النفطي الحيوي. وتتركز الأضرار في عدة حقول استراتيجية في محافظات أربيل، دهوك وزاخو، التي كانت تنتج مئات آلاف البراميل يومياً، وتشغلها شركات أجنبية بارزة ضمن رابطة "أبيكور"، مثل DNO النرويجية، جينيل إنرجي البريطانية، HKN الأميركية، وغلف كيستون، إلى جانب شركات كندية ومحلية.

وأدت الأضرار إلى توقف جزئي أو كامل للعمليات، ما أدى إلى تراجع الإنتاج من نحو ثلاثمئة ألف برميل يومياً إلى أقل من ثمانين ألفاً، ما أثر سلباً على ميزانية الإقليم التي تعتمد بشكل كبير على إيرادات النفط. ويأتي هذا التراجع في وقت تشهد فيه العلاقة النفطية بين بغداد وأربيل توتراً مستمراً بسبب خلافات حول آليات تصدير النفط وتقاسم الإيرادات، وهو خلاف يمتد لعقد من الزمن منذ أن بدأ الإقليم بتصدير النفط بشكل مستقل.

إلى جانب هذا التدهور الأمني، تفاقمت الأزمة مع إعلان الحكومة التركية عن قرار رسمي ينهي العمل باتفاقية خط أنابيب النفط التركي-العراقي التي تعود لعام 1973، ما يهدد بإغلاق الخط الرئيسي الذي ينقل النفط العراقي والكردي عبر ميناء جيهان التركي اعتباراً من صيف 2026. في ضوء هذه المعطيات، يرى مختصون أن الأزمة تحتاج إلى حلول عاجلة تشمل حواراً سياسياً مكثفاً بين بغداد وأربيل، إلى جانب حماية الاستثمارات الأجنبية في القطاع النفطي، وإعادة تأهيل المنشآت المتضررة، لضمان استمرار تدفق النفط وتفادي انزلاق الإقليم والعراق نحو أزمة اقتصادية حادة.



استهداف وخسائر

مستشار برلمان إقليم كردستان محمود خوشناو أكد أن الهجمات المسيّرة استهدفت بشكل مباشر عدداً من الحقول النفطية الحيوية في الإقليم، من بينها حقل خورمالا في أربيل بطاقة إنتاجية تقارب 100 ألف برميل يومياً، وحقل سرسنك في دهوك الذي ينتج حوالي 30 ألف برميل، إضافة إلى حقلي بيشخابور وطاوكي في زاخو، حيث تبلغ القدرة الإنتاجية لكل منهما حوالي 107 آلاف برميل يومياً، بالإضافة إلى حقل عين سفني بإنتاج نحو 12 ألفاً و500 برميل، وحقل شيخان، شمال غربي أربيل، الذي ينتج حوالي 48 ألف برميل يومياً.

وأوضح خوشناو لـ"العربي الجديد"، أن هذه الحقول تديرها شركات تنتمي لرابطة "أبيكور"، وهي المظلة الجامعة لشركات النفط العاملة في الإقليم، ومن أبرزها شركات DNO النرويجية، جينيل إنرجي البريطانية، إتش كيه إن إنرجي الأميركية، غلف كيستون بتروليوم، هنت أويل، شاماران بتروليوم الكندية، بالإضافة إلى مجموعة شركات محلية. وأضاف أن توقف الإنتاج في هذه الحقول أدى إلى انخفاض إجمالي إنتاج الإقليم من نحو 280 ألف برميل يومياً إلى 81 ألفاً فقط، وهو ما يمثل تراجعاً يزيد على 70%، معتبراً أن ذلك يزيد تعقيد الأزمة الاقتصادية ويعرض الاستقرار المالي للإقليم لمخاطر حقيقية في ظل اعتماد موازنة كردستان بشكل كبير على إيرادات النفط.

وأشار خوشناو إلى أن الخسائر المباشرة التي تكبدتها الشركات الأجنبية خلال عام واحد تجاوزت 11 مليار دولار، مع تعليق استثمارات تقدر بحوالي 400 مليون دولار، معتبراً أن هذه الهجمات جاءت في وقت بالغ الحساسية قبيل التوصل لاتفاق نفطي بين بغداد وأربيل. وأضاف أن الهجمات المسيّرة الأخيرة تحمل رسائل خطيرة، مشيراً إلى أن بغداد هي المتضرر الأكبر قبل الإقليم، وأن هذه العمليات مدفوعة الثمن بهدف خلط الأوراق، وإلصاق التهم، وتشتيت اهتمام الرأي العام عن قضايا أكثر أهمية تعاني منها البلاد.

تهديد مباشر لقطاع الطاقة

من جانبهِ، أفاد الباحث الاقتصادي أحمد صباح بأن ما يشهده إقليم كردستان من تصاعد في الهجمات المسيّرة يمثل تهديداً مباشراً لقطاع النفط والطاقة، الذي يعد شريان الاقتصاد الأول في الإقليم. وأضاف أن الشركات الأجنبية العاملة هناك، مثل DNO النرويجية وGulf Keystone البريطانية وHKN الأميركية، اضطرت إلى تعليق جزء كبير من أنشطتها الاستثمارية حفاظاً على سلامة كوادرها ومنشآتها، مضيفاً أن هذا التعليق أوقف إنتاج أكثر من 200 ألف برميل يومياً.



وأكد صباح في حديث لـ"العربي الجديد"، أن إقليم كردستان كان يساهم قبل الأزمة بنحو 8% من الإنتاج النفطي العراقي، لكن الآن انخفضت الحصة إلى أقل من 4%، وأن هذا التراجع الحاد سيؤثر ليس فقط على الاقتصاد الكردي، بل على ميزانية العراق ككل. ولفت صباح إلى أن الحكومة المركزية على علم بالجهات المنفذة لهذه الهجمات، لكنها تمارس سياسة الصمت المرحلي في محاولة لكسب الوقت وإعادة ترتيب ملف النفط، خاصةً في ما يتعلق بإخضاع الإقليم لشروط بغداد المتعلقة بتسليم الإيرادات وتوحيد التصدير.

وبيّن أن الاستثمار النفطي أصبح في وضع هشّ، والاقتصاد الكردي يواجه أزمة خانقة، فيما يبقى ملف النفط رهن الصراع السياسي بين بغداد وأربيل، خاصة بعد قرار الدولة التركية إيقاف العمل باتفاقية 1973، الخاصة بنقل النفط عبر أراضيها خلال العام القادم.

تجاوز الأزمة

قال خبير الطاقة محمد أمين إن الأزمة الحالية التي يواجهها قطاع النفط في إقليم كردستان والعراق تتطلب تحركاً عاجلاً بخطوات عملية للحد من الخسائر المتصاعدة وإعادة ضبط مسار القطاع النفطي في المنطقة. وأوضح أمين، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن المرحلة الحالية لا تحتمل مزيداً من التراخي، داعياً إلى إطلاق خطة طوارئ أمنية لحماية الحقول والمنشآت من الاستهداف المتكرر بالطائرات المسيّرة، وتفعيل منظومات الرصد المبكر وتنسيق الجهود الأمنية بين بغداد وأربيل بشكل فوري.

وأكد على أهمية البدء بعمليات إعادة تأهيل الحقول المتضررة عبر الاستعانة بشركات متخصصة بالصيانة وإدارة المخاطر، مع ضمان بقاء الشركات الأجنبية في السوق عبر تطمينات قانونية وضريبية وتشغيلية تحافظ على استمرار الاستثمار. كما دعا إلى "إيجاد بدائل لخط جيهان التركي من خلال بحث خيارات تصدير جديدة عبر الجنوب أو باتجاه سورية، أو من خلال التفاوض مع دول الجوار لإيجاد ممرات طاقة بديلة، تحسباً لأي تصعيد قانوني أو سياسي قد يؤدي إلى توقف دائم للصادرات عبر تركيا".




## المساعدات المتكدسة تفسد أمام معبر رفح
23 July 2025 05:52 AM UTC+00

في مستودعات المؤسسات الدولية والمحلية في محافظة شمال سيناء، شرقي مصر، تتكدس آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية التي تبرعت بها الدول والمنظمات الدولية والمصرية على مدار أشهر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، نتيجة الإغلاق الإسرائيلي لمعبر رفح منذ مايو/أيار 2024. 

لم تتمكن مصر من إدخال المساعدات إلى غزة، رغم الدعوات المستمرة من جانب الاحتلال بضمان دخولها الفوري، والضغوط المصرية والدولية التي مارستها 25 دولة خلال اليومين الماضيين، التي طالبت بوقف العدوان على غزة، وإنقاذ المدنيين الذين بلغت معاملتهم مستويات غير مسبوقة في حرمانهم من الماء والطعام والدواء.

مصدر مسؤول في الهلال الأحمر المصري في شمال سيناء أكد لـ"العربي الجديد" أنه تلقى خلال الأسابيع الماضية إشارات بالتجهز لتحريك الشاحنات باتجاه قطاع غزة، إلا أن ذلك لم يتحقق على أرض الواقع، نتيجة القرار الإسرائيلي برفض كلّ التنسيقات التي تحاول الجهات الدولية الحصول عليها من الاحتلال لإدخال الشاحنات إلى قطاع غزة.

فساد كميات كبيرة

قال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية التي تشمل المواد الغذائية والطبية ومستلزمات الإيواء كالخيام والكرفانات لا تزال تنتظر الإذن الإسرائيلي بالدخول إلى غزة، مضيفاً أن كميات كبيرة فسدت على مدار الأشهر الماضية نتيجة انتهاء صلاحيتها، وتعرّضها للشمس لأشهر طويلة، بالإضافة إلى أن جزءاً منها كان قد أرسل من الدول للدخول المباشر إلى غزة دون انتظار قبل إغلاق المعبر في مايو/ أيار 2024.



وأوضح المصدر ذاته أن ما يتكدس في مدينة العريش ومحيطها فقط، يتمثل في كميات كبيرة جداً من المواد الغذائية، وفي مقدمتها الدقيق والأرز والمياه والخيام وحليب الأطفال والأدوية، وهي مواد تكفي مليوني إنسان في غزة لأشهر طويلة، إلا أنه كلما مر الوقت يفسد جزء منها، بينما أهالي غزة بحاجة ماسة إليها، لكن لا يوجد قرار بإدخال أي جزء منها حتى هذه اللحظة.

يذكر المصدر أن المؤسسات الدولية العاملة في غزة لا تتوقف عن مناشدة العالم بضرورة الضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يتعرض لحرب الإبادة الإسرائيلية، لكن كل مناشداتهم باءت بالفشل، في ظل الإصرار الإسرائيلي على استخدام ورقة الجوع في الضغط على الفلسطينيين.

6000 شاحنة

من جهته، أكد عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أن الأمم المتحدة لديها كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية الجاهزة للدخول إلى غزة، من خلال فرقها العاملة في كل المناطق، لكنّها بحاجة إلى قرار إسرائيلي بذلك، مضيفاً أنّ الأونروا وحدها لديها أكثر من ستة آلاف شاحنة محملة بالمساعدات تكفي قطاع غزة لثلاثة أشهر على الأقل.

وأشار أبو حسنة، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" إلى أن هناك كميات من المساعدات الإنسانية فسدت نتيجة التأخر في إدخالها إلى قطاع غزة، وهذه تمثل خسارات كبيرة، في ظل أن مليوني إنسان بحاجة إليها في القطاع، نتيجة الظروف الكارثية التي تعيشها غزة، مع استمرار إغلاق المعابر منذ أشهر، بالتزامن مع تواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تمثل ضغطاً آخر على حياة السكان في غزة.

وحول الوضع الإنساني في غزة، قال رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا إنّ مرحلة الجوع وصلت أعلى درجة لها منذ بداية الحرب، حيث لم يعد بإمكان السكان في غزة الحصول على أدنى مقومات الحياة المتمثلة في رغيف الخبز والمياه النظيفة الصالحة للشرب، وكذلك العلاج الطبي بأدنى مستوياته، مضيفاً أنّ كلمة كارثة قليلة أمام ما يحصل في غزة خلال الفترة الحالية.

وأكد الشوا في حديثه لـ"العربي الجديد" أنّ العالم مطالب بالتحرك الفوري بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وبكميات كبيرة لتخفيف حدة المعاناة التي يعيشها مليونا فلسطيني في القطاع نتيجة، الحرب الإسرائيلية التي بات الجوع أبرز أسلحتها في مواجهة الفلسطينيين، موضحاً أنه بوجود المساعدات الإنسانية الجاهزة للدخول إلى غزة من جميع الاتجاهات لا مبرر لاستمرار الحصار المفروض على المدنيين في القطاع.

شريان تجاري

يشار إلى أن معبر رفح البري الذي يربط قطاع غزة بمحافظة شمال سيناء المصرية، يعتبر شريان الحياة للقطاع نحو العالم على مدار السنوات الماضية، فيما زادت أهميته خلال الحرب على غزة، من خلال إدخال المساعدات الإنسانية والوقود، فضلاً عن السلع التجارية للقطاع الخاص، لكنّ الاحتلال الإسرائيلي احتل الجانب الفلسطيني من المعبر، مع بدء عمليته العسكرية البرية في مدينة رفح الفلسطينية في مايو 2024.



وأكد مصدر مسؤول بمعبر رفح من جانب الحدود المصرية لـ"العربي الجديد" أن طواقم معبر رفح على أهبة الاستعداد للعمل على مدار الساعة لخدمة الفلسطينيين بإدخال المساعدات الإنسانية، إلا أن الوجود العسكري الإسرائيلي في الجانب الفلسطيني من المعبر يحول دون تحقيق ذلك.

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن لدى إدارة المعبر في الجانب المصري تعليمات سيادية منذ اليوم الأول للحرب الإسرائيلية على غزة، بتكثيف الجهود في المعبر لمساعدة الفلسطينيين بكل الطرق المتاحة، من إدخال مساعدات وغيره، وهذا ما حدث على مدار الأشهر السبعة الأولى بعد الحرب قبل احتلال إسرائيل الجانب الفلسطيني من المعبر، إذ سهلت طواقم المعبر إدخال آلاف الأطنان من المساعدات على مدار الساعة، وكذلك سفر عشرات الآلاف من الفلسطينيين والعالقين الأجانب في غزة.

وقال المصدر إن عدد الشاحنات التي دخلت منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على القطاع، بلغ 19 ألف و345 شاحنة، تحمل 19 ألف طن و952 طناً من الأغذية والأدوية والمستلزمات الطبية، وهي تعادل احتياجات 39 يوماً فقط من الإمدادات الغذائية التي يجب توافرها للفلسطينيين على مدار 21 شهراً، مشدداً على أن هذا الوضع يعكس انهياراً كبيراً في وتيرة الإمدادات الإنسانية والاقتصادية لغزة مقارنة بأوضاع ما قبل الحرب.

وزادت الضغوط الدولية من أجل وقف العدوان وفتح المعابر وإدخال المساعدات الغذائية خلال الفترة الأخيرة، إذ جاء في بيان مشترك أصدرته أول من أمس، 25 دولة تتقدمها فرنسا وإيطاليا وكندا وأستراليا، بعد أكثر من 21 شهراً على الحرب في غزة، دعوة إلى إنهاء الحرب "فوراً". وركز البيان على معاناة المدنيين من شبح المجاعة الذي بلغ مستويات "غير مسبوقة".




## الأسواق الشعبية في عُمان... رافعة اقتصادية
23 July 2025 05:52 AM UTC+00

تمثل الأسواق الشعبية في سلطنة عُمان ظاهرة اجتماعية عريقة ورافعة اقتصادية حيوية، ظهرت نتيجة التمازج بين التراث الوطني والحاجة إلى بيئة تجارية تجمع بين البعد الاجتماعي والاقتصادي، فهي ليست مجرد أماكن لبيع وشراء السلع، بل كانت ولا تزال ملتقى يعكس ثقافة المجتمع العماني وتقاليده، إلى جانب انعكاسه الاقتصادي الإيجابي.

فالأسواق الشعبية تشهد إقبالاً واسعاً من العُمانيين والسيّاح والوافدين على حد سواء، حيث تقدّم منتجات متنوّعة تلبي مختلف الأذواق والاحتياجات، من الحرف اليدوية التقليدية، مثل الفخار والفضيات، إلى الأزياء العُمانية المطرّزة، إلى جانب المنتجات الغذائية المحلية كالتمور والحلويات العمانية، مما يجعلها وجهة مفضلة للمستهلكين، وهو ما رصدته "العربي الجديد" في سوق مطرح بالعاصمة مسقط.

يتميّز سوق مطرح بأزقته الضيقة وأسقفه الخشبية المنقوشة وفق الطراز الإسلامي، ويشتهر ببيع البخور واللبان والعطور والحلي الذهبية والفضية، إضافة إلى الأزياء التقليدية، وهو مقصد رئيسي للسياح الذين يأتون لاكتشاف التراث العُماني عبر تجربة تسوق فريدة. كما تحظى أسواق أخرى مثل سوق نزوى وسوق الجمعة بشهرة كبيرة لما توفره من منتجات تقليدية وحرفية، وتعتبر مراكز اقتصادية واجتماعية مهمة في مناطقها، بحسب تقرير نشرته "نزوى" الصادرة عن وزارة الإعلام العُمانية.



في هذا الإطار، يؤكد الخبير الاقتصادي العُماني، خلفان الطوقي، لـ "العربي الجديد"، أن الأسواق الشعبية بعُمان تمثل عنصراً محورياً في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للسلطنة، وتتميز باحتفاظها بدورها حتى في ظل التطور العمراني والتجاري الكبير الذي تشهده البلاد، لافتاً إلى أن سوق نزوى يبرز كواحدة من المحطات التجارية والسياحية الأساسية في هذا الإطار، ليس فقط لأهالي المنطقة، بل أيضاً لسكان باقي محافظات السلطنة وللسياح القادمين لزيارة الجبل الأخضر أو المناطق المجاورة.

ويضيف الطوقي أن هذه الأسواق ليست مجرد أماكن للبيع والشراء، بل أصبحت جزءاً من "التجربة السياحية" في عُمان، فكثير من الزائرين يقصدونها أثناء تنقلهم بهدف قضاء وقت ممتع، واكتشاف العادات والتقاليد المحلية، إضافة إلى اقتناء بعض السلع بأسعار منافسة، كما أنها تمثل مصدر دخل للموظفين المؤقتين، وتخلق حركة اقتصادية في المطاعم، ومحطات الوقود، والسكن المجتمعي القريب.

ومن الناحية التجارية، فإن الأسواق الشعبية لا تخدم المستهلك النهائي فقط، بل توفر فرصاً كبيرة أمام التجار لشراء البضائع بالجملة، ثم إعادة بيعها في مناطق أخرى، ما يجعلها مركزاً تجارياً ذا طابع متعدد الوظائف، حسب الطوقي، لافتاً إلى أن الأسواق الشعبية لا تنشط بشكل يومي غالباً، بل تشهد حركتها الكبرى نهاية الأسبوع، بدءاً من يوم الأربعاء وحتّى يوم الجمعة، مما يعزز من دورها الاجتماعي والاقتصادي.



كما تتميز هذه الأسواق بكونها أماكن تنافسية، حيث يتجمع فيها عدد كبير من البائعين، ما يصب في صالح المستهلك من حيث التنوع والأسعار، حسب الطوقي، مشيراً إلى أن بعض هذه الأسواق، مثل "سناو" و"إبراء" و"الأربعة"، أصبحت وجهات مشهورة، ليس فقط للأغراض التجارية، بل أيضاً كجزء من برامج الزيارات العائلية والسياحية.

وإزاء ذلك، تشكل هذه الأسواق جزءاً أساسياً من الهوية العُمانية، وفق توصيف الطوقي، مشيراً إلى أنها تساهم بشكل غير مباشر في تعزيز قطاعات الخدمات، فضلاً عن دورها في توفير فرص عمل مؤقتة ودائمة، خاصة في المناطق التي تفتقر أحياناً إلى المصادر الأخرى للدخل. ويخلص الطوقي إلى أن الأسواق الشعبية في السلطنة تزداد أهميتها بمرور الوقت، وأصبحت أكثر من مجرد مواقع تجارية؛ إذ تمثل مرآة ثقافية ورافداً اقتصادياً مهماً، وعاملاً جاذباً للسياحة الداخلية والخارجية في آن واحد.




## فواتير الغذاء والتسوّق تُرهق البريطانيين لهذه الأسباب
23 July 2025 05:53 AM UTC+00

يدفع البريطانيون ثمناً باهظاً لغلاء المعيشة، لا سيما فواتير الغذاء والتسوّق. فقد سجّلت أسعار المواد الغذائية في المملكة المتحدة ارتفاعاً طفيفاً في الأسابيع الأربعة حتى منتصف يوليو/ تموز، ما أدى إلى زيادة ملموسة في فواتير التسوق يشعر بها المستهلكون عند الدفع.

ووفقاً لما نقلت بلومبيرغ عن شركة أبحاث السوق "وورلد بانل" (Worldpanel) المعروفة سابقاً باسم "كانتار" (Kantar)، فإن ارتفاع الأسعار قد يُضيف ما يصل إلى 275 جنيهاً إسترلينياً (نحو 370 دولاراً) إلى فاتورة البقالة السنوية للمستهلكين. وقد ارتفع معدل التضخم السنوي في أسعار المواد الغذائية إلى 5.2% خلال هذه الفترة، مقارنة مع 4.7% في الشهر السابق، وهو أعلى معدل منذ يناير 2024.

وفي هذا الصدد، قال رئيس قسم البيع بالتجزئة وتحليل المستهلك لدى "وورلد بانل"، فريزر مككيفيت، إن "نحو ثلثي الأسر قالت إنها تشعر بقلق بالغ من تكلفة التسوّق الغذائي"، موضحاً أن معدلات التضخم الغذائي تتجاوز عتبة 4% التي عندها يبدأ المستهلكون عادة بتعديل سلوكهم الشرائي.

وفي مواجهة الأسعار المتزايدة، يتجه المستهلكون البريطانيون أكثر إلى شراء منتجات العلامات التجارية الخاصة بالمتاجر، بدلاً من العلامات التجارية الكبرى ذات الأسعار المرتفعة. كما أصبح الكثيرون يعدّون وجبات أبسط لتقليل التكاليف. ويعود هذا الارتفاع في الأسعار إلى ارتفاع التكاليف التشغيلية التي تواجهها المتاجر الكبرى، خاصة بعد الزيادات الأخيرة في ضرائب الرواتب والحد الأدنى للأجور ضمن ميزانية الحكومة الهادفة إلى زيادة الإيرادات.

وفي خضم هذا الوضع، تمكّن متجر "ليدل" الألماني منخفض التكلفة من تحقيق رقم قياسي في الحصة السوقية بلغ 8.3% خلال 12 أسبوعاً حتى 13 يوليو/تموز الجاري، بعدما اجتذب أكثر من نصف مليون عميل جديد إلى فروعه. ونمت مبيعات جميع سلاسل السوبرماركت في بريطانيا باستثناء "أسدا" و"كو أوب" (Co-op) اللتين سجلتا تراجعاً في المبيعات.



لكن، بحسب بلومبيرغ، لم يقتصر النجاح على المتاجر المخفضة فحسب، بحسب مككيفيت، إذ سجّلت سلسلة "أوكادو" أعلى معدل نمو بين محلات السوبرماركت، نتيجة بحث المستهلكين عن القيمة مقابل المال. كما أشار إلى تزايد اهتمام العملاء بعوامل مثل "الابتكار" و"الطابع الجديد"، مستشهداً بمثال ساندويتش الفراولة مع الكريمة من سلسلة "ماركس أند سبنسر" (Marks & Spencer).

وقد أثار المحلل المستقل في قطاع التجزئة، نيك بَب، الانتباه إلى تأثير الهجوم الإلكتروني الذي تعرّضت له سلسلة "إم أند إس فود" (M&S Food) في إبريل/ نيسان، وهو غير مشمول في بيانات "وورلد بانل" الرسمية. وأوضح أن نمو مبيعات السلسلة تراجع من 12% في الفترة السابقة إلى 6.5% فقط، مرجعاً السبب إلى نقص المخزون الذي أعقب حادثة الاختراق بعد عطلة عيد الفصح.

بدوره، صرّح رئيس مجلس إدارة "إم أند إس" آرتشي نورمان، في وقت سابق هذا الشهر، بأن المخترق "انتحل هوية متقدم" لأحد المستخدمين الخارجيين المرتبطين بالشركة، ما أدى إلى اضطراب في العمليات لأسابيع.




## هلع شركات الأدوية يضخ استثمارات أميركية ضخمة لتفادي رسوم ترامب
23 July 2025 05:53 AM UTC+00

بادرت شركات الأدوية العملاقة إلى الإعلان عن استثمارات ضخمة داخل الولايات المتحدة، تجنباً للتداعيات الكارثية المرتقبة التي ستصيب نتائجها حال تطبيق الرسوم الجمركية التي صرح الرئيس دونالد ترامب في الثامن من يوليو/ تموز الجاري بأنها ستصل إلى 200% على الأدوية المستوردة، لكن مع فترة سماح تمتد من عام إلى عام ونصف لمنح الشركات فرصة لإعادة تصنيع الأدوية داخل الولايات المتحدة، مستنداً في هذا الإجراء، بحسب "إن بي سي لوس أنجليس"، إلى مرجعية قانونية تحت مسمّى Section 232 التي تتيح فرض رسوم جمركية بزعم حماية الأمن القومي.

ووفق تحليلات "باركليز" و"يو بي إس"، فإن هذه الرسوم قد ترفع تكاليف الدواء بمقدار 51 مليار دولار سنوياً، وتزيد الأسعار بنسبة تصل إلى 12.9%، مع مخاوف من ضغط على هوامش أرباح الشركات وتشكل اختلالات في سلاسل التوريد، حسبما نقل موقع "فارما كوميرس" المتخصص، فيما يؤدي التهديد إلى تزايد المخاطر على الصادرات الدوائية من دول مثل أستراليا وأوروبا والهند، حيث الحكومات تستشعر خطر خفض الصادرات ومعاناة المرضى المحتاجين، وفقاً لـ"ذي غارديان".

وفيما من المتوقع صدور تفاصيل الرسوم نهاية يوليو الجاري، بعد انتهاء دراسات وزارة التجارة، فإن الآثار المتوقعة متنوعة، وأبرزها ارتفاع أسعار الأدوية بالولايات المتحدة وتأخير بعض القرارات الاستثمارية، إلى جانب تعزيز الإنتاج المحلي وزيادة الضغط اللوجستي وتأجيل التأثير الحقيقي للرسوم بفضل تخزين وإعادة توجيه الإنتاج مسبقاً قبل سريان الرسوم الجديدة.



وخلال فترة قصيرة منذ اعتماد ترامب الرسوم أداة ضغط على الدول والقطاعات، بادرت شركات الأدوية العالمية إلى الإعلان عن خطط استثمارية ضخمة، ومن أبرزها:

1 - أسترازينيكا (Astrazeneca) - 50 مليار دولار

أعلنت عملاق الأدوية أسترازينيكا عن خطة استثمارية ضخمة في الولايات المتحدة تصل إلى 50 مليار دولار على مدى خمس سنوات، تمتد حتى عام 2030. يشمل الاستثمار بناء أكبر مصنع لها على مستوى العالم في ولاية فيرجينيا لصنع مواد الدواء الحيوية، منها مرشح الدواء الفموي GLP‑1 والبكسدروستات (Baxdrostat). إلى جانب ذلك، تخطط الشركة لتوسعة مراكز البحث والتطوير في Gaithersburg (ميريلاند) وإنشاء منشآت تصنيع إضافية في إنديانا وتكساس، بحسب "ماركت ووتش". وارتبط الإعلان مباشرة بضغط سياسي من إدارة ترامب، واعتبره مسؤول أميركي خطوة لتعزيز الإنتاج المحلي وضمان تصنيع الدواء داخل البلاد، وتوفير آلاف الوظائف المتخصصة، وفقاً لـ"نيويورك بوست".

2 - "بيوجين" (Biogen) - مليارا دولار

كشفت الشركة في 21 يوليو عن استثمار إضافي بقيمة مليارَي دولار في مرافقها في نورث كارولينا ضمن منطقة "ريسيرتش تراينغل بارك" (Research Triangle Park). ويغطي الاستثمار تطوير خطوط إنتاج للعلاجات المستهدفة للجينات، وإنشاء مرافق "fill‑finish"، وتعزيز الأتمتة والذكاء الاصطناعي، كإجراءات استباقية في حال فرض الرسوم الجمركية المحتملة، بحسب "رويترز".

3 - "إيلي ليلي" (Eli Lilly) - 27 مليار دولار

أعلنت عن نية استثمار 27 مليار دولار لبناء أربعة مواقع تصنيع جديدة في الولايات المتحدة، تركز على مكونات الأدوية (API) والعلاجات القابلة للحقن مثل "مونجارو" (Mounjaro) و"زيبباوند" (Zepbound).



ومن المقرر أن توفر هذه المنشآت نحو 3000 وظيفة دائمة و10000 وظيفة مؤقتة خلال خمس سنوات، وفقاً لتفصيل أوردته "نيويورك بوست"، مشيرة إلى أن هذا الإعلان جاء ضمن خطة أوسع لاستثمار 50 مليار دولار في إنتاج وتوسعة داخل الولايات المتحدة خلال السنوات القادمة.

4 - "جونسون أند جونسون" (J&J) - 55 مليار دولار

تعتزم "جونسون" ضخ أكثر من 55 مليار دولار في مشاريع إنتاج وبحث وتطوير داخل الولايات المتحدة خلال الأعوام القليلة المقبلة، بحسب "سي إن بي سي". كما يشمل المشروع إنشاء مصنع للبيولوجيا في ويلسون، نورث كارولينا، يغطي أدوية في مجالات السرطان والمناعة والعلوم العصبية ويوفر آلاف الوظائف الصناعية والدائمة، كما أورد موقع "فارما فويس" المتخصّص.

5 - نوفارتس (Novartis) - 23 مليار دولار

بدورها، أعلنت نوفارتس عن خطة استثمارية قدرها 23 مليار دولار لبناء وتوسعة 10 منشآت في الولايات المتحدة خلال خمس سنوات. يهدف المشروع لضمان إنتاج كامل وداعم للمسار الدوائي داخل الولايات المتحدة، خاصة لمكونات الأدوية والعلاجات المتخصصة، بحسب "رويترز".

6 - روش (Roche) - 50 مليار دولار

أكدت الشركة التزاماً باستثمار 50 مليار دولار لتوسيع نطاق البحث والتصنيع في الولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة، وهو من أكبر الاستثمارات في القطاع حتى الآن. وبحسب "بيو فارما بوردروم"، تشمل الخطة إنشاء مصانع جديدة لعلاج الجينات في بنسلفانيا ومختبرات للوقاية من السمنة في ماساتشوستس، وغيرها من التوسعات عبر ولايات متعددة.

7 - شركة الأدوية آبفي (AbbVie) - 10 مليارات دولار

كذلك، أعلنت شركة "آبفي" عن خطة استثمارية بقيمة 10 مليارات دولار تمتد حتى عام 2035، تشمل بناء أربعة مرافق إنتاج داخل الولايات المتحدة متخصصة في تصنيع المواد الفعالة والأجهزة والببتيدات. وأفادت خدمة "فيرس فارما" بأن الشركة ركزت على استراتيجيات التحوط ضد الرسوم الجمركية عبر توسيع تصدير خطوط إنتاج مثل "سكايريزي" (Skyrizi) المصنّعة بالكامل في الولايات المتحدة.




## البنزين الإيراني... وقود مغشوش أم جودة منخفضة؟
23 July 2025 05:54 AM UTC+00

تحولت مسألة انخفاض جودة البنزين وخلطه بالماء في إيران منذ سنوات إلى موضوع جدلي نظراً لتداعياتها الخطيرة، خاصة في ما يتعلق بتلوث الهواء في المدن الكبرى مثل طهران. فبينما شككت مؤسسات مثل "منظمة المعايير" و"منظمة حماية البيئة" مراراً في جودة البنزين المنتج، تنفي وزارة النفط ذلك باستمرار، مصرحة بأن هذه التقارير غير دقيقة، وأن جودة البنزين الإيراني توازي المعايير العالمية. وأخيراً، أعادت حادثة بيع بنزين مغشوش لسيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشکیان أثناء زيارته لمدينة تبريز (شمال غربي البلاد)، قضية البنزين وجودته إلى الواجهة مرة أخرى.

هنا، يجدر التمييز بين الوقود المغشوش والوقود منخفض الجودة؛ فالأول يُقصد به البنزين الممزوج بمواد أخرى مثل الماء. وهي ليست ظاهرة شائعة في إيران، بل تُسجّل على نطاق محدود، في بعض المحطات التي تقوم بممارسات مخالفة، بحسب تقارير إعلامية.

في هذا السياق، ذكر المفتش الخاص للرئاسة الإيرانية مصطفى مولوي، وفقاً لوكالة "إيلنا" العمالية، أن الرئيس كان متوجهاً لحضور مراسم "تاسوعاء" و"عاشوراء" في تبريز بثلاث سيارات، وتوقف في محطة وقود بمدينة قزوين (غرب طهران)، لتعبئة البنزين. وأضاف: "توقفت السيارات الثلاث قبل الوصول إلى مدينة تاكستان، وبعد التحقيق، تبين أن المحطة تبيع بنزيناً مغشوشاً ممزوجاً بالماء، وسُجّل بحقها انتهاك مماثل سابقاً".



في المقابل، نفى وزير النفط محسن باكنجاد ذلك، مؤكداً أن "التحقيق الدقيق الذي أجرته شركة توزيع المنتجات النفطية الوطنية لم يجد أي دليل على وجود ماء في البنزين". كما نفى رضا نواز، المتحدث باسم نقابة مالكي محطات الوقود، وقوع الحادثة، موضحاً أن المحطة زوّدت أكثر من ألف سيارة بالوقود في اليوم نفسه دون تسجيل أي شكوى، وأكد أن المحطة لم تُسجل بحقها مخالفات منذ أكثر من عشر سنوات.

أزمة جودة البنزين الإيراني... عوامل مركبة

في هذا الصدد، قال الخبير الاقتصادي الإيراني إيرج يوسفي لـ"العربي الجديد"، إن إنكار مثل هذه الحوادث "غير منطقي"، مشيراً إلى أن الغش ممكن في أي سلعة، لكنه يرجّح أن مصدره بعض المحطات، وليس شركات النفط أو المصافي. وأوضح يوسفي أن البنزين منخفض الجودة منتشر في إيران منذ أكثر من عشرين عاماً، وزادت المشكلة سوءاً بسبب السيارات المحلية ذات الكفاءة المنخفضة في استهلاك الوقود، ما أدى إلى تفاقم تلوث الهواء.

وأشار إلى أن أحد أسباب تراجع الجودة يعود إلى السعر المنخفض للبنزين، إذ لم تُسجّل أي زيادة منذ عام 2019، ورغم ذلك، يبقى السعر أدنى بكثير من المتوسط العالمي وحتى من أدنى سعر في منطقة فوب الخليج. ولأن زيادة الأسعار عام 2019 أدّت إلى احتجاجات واسعة، تتجنب الحكومة تكرار ذلك. وبدلاً من رفع السعر، تخفض وزارة النفط، بحسب يوسفي، الجودة لتقليل التكاليف.

ويبلغ سعر ليتر البنزين المدعوم في إيران حالياً 1.7 سنت أميركي، في حين يناهز السعر الحر 3.4 سنتات، وهو بحسب بعض التقارير أرخص سعر عالمي للبنزين. ونتيجة لانخفاض الجودة، تُباع في محطات الوقود الإيرانية أنواع متعددة من مكملات الوقود لتحسين الأداء، لكن معظم أصحاب السيارات لا يعيرونها اهتماماً يُذكر.



ويؤكد يوسفي أن معظم السيارات الأجنبية والمحلية تعاني من مشاكل في نظام الحقن والوقود نتيجة البنزين الرديء، وغالباً ما يظهر ذلك في شكل تحذير على لوحة القيادة، وأوضح أن البنزين يُصنّف عالمياً من يورو 1 حتى يورو 6، وكانت إيران تنتج بنزين بمعيار يورو 2 قبل أن تعلن عن ترقيته إلى يورو 4 لاحقاً.

التصريحات الحكومية حول البنزين.. والرقابة البيئية

بدورها، قالت رئيسة منظمة حماية البيئة شيما أنصاري إن "المنظمة الوطنية للمعايير" تجري مراقبة مستمرة لجودة الوقود، ويتم رصد الوقود المستورد والموزع، ونشر تقارير دورية حول ذلك، وأشارت في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن العقوبات الدولية واختلال التوازن في قطاع الطاقة أثرا سلباً على جودة الوقود، مؤكدةً أن القانون يُلزم المنظمة بتكثيف الرقابة بموجب "قانون الهواء النظيف".

من جانبها، صرحت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني بأن "معظم البنزين المنتج في البلاد يوافق معايير يورو 4"، مشيرة إلى أن الأخبار المتداولة زادت قلق المواطنين بشأن جودة الهواء.

استيراد البنزين الممتاز... وقف التنفيذ

وفي محاولة للحد من تلوث الهواء، قررت الحكومة العام الماضي السماح باستيراد البنزين الممتاز (سوبر)، خاصة للسيارات الفاخرة والمناطق ذات الكثافة المرورية، لكن القرار لا يزال يواجه عراقيل بيروقراطية. وأفادت صحيفة "شرق" الإصلاحية بأن وزارة النفط وشركة التكرير تمكنتا من تلبية الطلب المحلي خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، لكن تنفيذ قرار الاستيراد كان من شأنه توفير ما بين مليون ومليوني ليتر يومياً. وأكدت وزارة الاقتصاد أخيراً أن إجراءات الفحص الفني للبنزين الممتاز أُنجزت خلال أسبوعين، وأن شركة التكرير والتوزيع الوطنية تتابع طلبات الاستيراد حالياً.



وقال محمد صادق عظيمي‌ فر، نائب وزير النفط، إن إنتاج البنزين في إيران يبلغ حالياً 120 مليون ليتر يومياً، في حين وصل الاستهلاك إلى 124 مليون ليتر في عام 2024. وأضاف في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن شدة استهلاك الطاقة في إيران تعادل 2.5 ضعف المتوسط العالمي، وأنه من الضروري تحديث أسطول النقل واستخدام بدائل الوقود، كما لفت إلى أن تراجع استخدام الغاز الطبيعي المضغوط من 24 إلى 18-19 مليون متر مكعب يومياً خلال أربع سنوات، أدى إلى زيادة الاعتماد على البنزين. ويبلغ متوسط استهلاك البنزين للفرد في إيران أربعة ليترات يومياً، مقارنةً مع ثلاثة عالمياً، ويُعزى هذا إلى انتشار سيارات غير كفوءة.

استيراد البنزين لتغطية العجز

ورغم إعلان إيران تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج البنزين سابقاً، إلا أن ارتفاع الطلب وانخفاض الموارد لتوسعة المصافي دفعها إلى استيراد الوقود. وتجاوزت واردات البنزين ملياري دولار في 2023، ثم تجاوزت ثلاثة مليارات دولار في 2024. وطلب وزير النفط تخصيص أربعة مليارات دولار للاستيراد، بحسب رئيس لجنة الاقتصاد في البرلمان شمس الدين حسيني، مشيراً إلى أن العائدات النفطية المخصصة للوزارة في الموازنة بلغت عشرة مليارات دولار.

وتشير وكالة "إيسنا" إلى أن اختلال سوق البنزين يُعد من أبرز التحديات، بسبب الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج، ما أدى إلى ضغط على الموازنة، وتلوث الهواء، وهدر الطاقة. وبحسب البيانات، نما الاستهلاك السنوي للبنزين بنسبة 5% منذ الثورة الإسلامية عام 1979، لكنه ارتفع بنسبة 10% خلال السنوات الأربع الأخيرة فقط. وتشير التوقعات إلى أن الاستهلاك اليومي سيصل إلى 170 مليون ليتر بحلول عام 2029 إذا استمر الاتجاه الحالي.




## الحر يرفع فاتورة الكهرباء في المغرب
23 July 2025 05:54 AM UTC+00

يرتقب أن ترتفع فاتورة استهلاك الأسر المغربية الكهرباء في فترة الصيف التي تشهد توالي موجات الحر، ما يدفع العديد من الأسر إلى استعمال مكيفات الهواء. وكانت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، قد أكدت أن ذروة استهلاك الكهرباء سجلت خلال موجة الحر الأخيرة في 30 يونيو/ حزيران المنصرم، حيث وصلت إلى حوالي 7.9 غيغاواط، وذلك بزيادة تناهز 5% مقارنة مع عام 2024.

ويتجلى أن مستوى الطلب على الكهرباء في يونيو كان قياسياً. بعدما كان في العام الماضي في حدود 7.56 غيغاوات. ودأبت مديرية الأرصاد الجوية بالمغرب على تعميم النشرات الإنذارية من مستوى يقظة برتقالي. وبدأت النشرات في الإعلان عن ارتفاعات قياسية في درجات الحرارة في بداية الصيف. فقد تعدت درجات الحرارة القصوى 40 درجة في عدة مناطق، ما يتعدى المستوى الموسمي.

وعزت الوزيرة ارتفاع استهلاك الكهرباء إلى استعمال المكيفات الهوائية، متوقعة في الوقت نفسه ارتفاع الطلب على الكهرباء في الفترة المقبلة، بالنظر لترقب تسجيل ارتفاعات في درجات الحرارة. ويذهب المهندس، يونس عمار، في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى أنه يرتقب تسجيل مستويات قياسية على مستوى الطلب على الكهرباء في بعض المدن، في ما تبقى من شهر يوليو/ تموز الجاري وأغسطس/ آب المقبل، خاصة في ظل ترقب ارتفاع درجات الحرارة، كما حدث في العامين الماضيين.



ويشدد على أن المغرب يستطيع تأمين احتياجاته من الكهرباء للأسر والصناعة، مشيراً إلى أنه يمكن الاستعانة بشبكة الربط مع إسبانيا عند الحاجة، علماً أن المغرب كان قد زود في إبريل/ نيسان الماضي البلد الأوروبي بالفوائض التي توفرت لديه من الكهرباء، وكذلك تفعل إسبانيا، وفق اتفاق سابق بينهما. وتعمد أسر في بعض المدن التي سجلت درجات حرارة وصلت في بعض الأحيان إلى 45 درجة إلى اقتناء مكيفات الهواء التي ارتفع الطلب عليها في فترة الصيف في الأعوام الأخيرة.

ويؤكد الفني المتخصص في إصلاح أجهزة الكهرباء، محمد بادي، أن بعض الأسر تضطر في مدينة مراكش إلى شراء جهازين لتكييف الهواء في الصيف الحالي. ويذهب في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى أن ذلك يفضي، خاصة مع الاستعمال المكثف للمبردات، إلى قفزات قوية في قيمة فاتورة استهلاك الكهرباء من 20 إلى 70 دولاراً في الشهر في بعض الأحيان. وتفيد المندوبية السامية للتخطيط، في مذكرة إخبارية حول الرقم الاستدلالي للأثمان عند الاستهلاك، الصادرة أمس الثلاثاء، بأن أثمان السكن والماء والكهرباء والغاز، ارتفعت في النصف الأول من العام الجاري بنسبة 2.8%، وهو من أعلى الارتفاعات التي شهدتها أصناف السلع والخدمات التي تناولتها المندوبية.

ويتوفر المغرب، حسب تقرير الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء لعام 2023، على قدرات إنتاج تصل إلى 11.42 غيغاوات من الكهرباء، حيث يتأتى ذلك عبر استعمال موارد موزعة بين الفحم والرياح والغاز الطبيعي والفيول والطاقة الشمسية. وتواجه المملكة رهاناً يتمثل في تقليص تركيز قطاع الكهرباء على استهلاك الفيول والفحم، ما يستدعي ضخ كهرباء أكثر عبر استعمال الطاقات المتجددة، وزيادة استهلاك الغاز، بما يساهم في تقليص البصمة الكربونية.




## مقتل شرطيَّين في كردستان الإيرانية باشتباكات على الحدود مع العراق
23 July 2025 06:27 AM UTC+00

أفاد المركز الإعلامي للشرطة الإيرانية، اليوم الأربعاء، بحدوث اشتباك بين قوات حرس الحدود في محافظة كردستان وعناصر من "جماعة معادية". ووفقاً للمركز، فقد أسفر هجوم مسلح على مخفر سیران ‌بند الحدودي في مدينة بانه، حتى الآن، عن مقتل اثنين وإصابة شخص واحد من حرس الحدود الإيراني.

وكان قائد قوات حرس الحدود في كردستان، العميد فرج رستمي، قد أعلن أمس الثلاثاء أيضاً عن وقوع اشتباك مسلح آخر بين حرس حدود بانه ومسلحين من الجماعات المعارضة في المنطقة الحدودية، ما أدى إلى مقتل أحد عناصر حرس الحدود هو العريف الأول سينا ستاروند. ونقلت وكالة إرنا الحكومية عن حرس حدود كردستان، أمس الثلاثاء، قوله إن مرابطي الحدود في بانه تصدوا "باقتدار وبسالة" للهجوم مساء الاثنين، وتمكنوا من منع تسلل المسلحين إلى داخل الأراضي الإيرانية، مؤكداً استمرار الجهود الاستخبارية الخاصة لتعقب واعتقال المنفذين. وأضاف أن التحقيقات لا تزال جارية لكشف ملابسات الحادث، وسيتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل لاحقاً.



وتقول طهران إن بلدات ومناطق حدودية عراقية في كردستان تؤوي مجموعات كردية تصنفها "إرهابية". ومن أبرز تلك الجماعات: الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (حدكا)، وهو أقدمها وتأسس عام 1945 في إيران، وحزب "كوملة" الكردي اليساري المعارض لطهران (تأسس عام 1967)، وحزب "الحياة الحرة" (بيجاك)، إضافة إلى منظمة "خبات" القومية الكردية، وتعني باللغة العربية "الكفاح المسلح"، ناهيك عن جماعات أخرى.

وتنشط هذه القوى والأحزاب في مناطق وبلدات الشريط العراقي الإيراني الحدودي، وهي مناطق ذات تضاريس صعبة وباردة للغاية في أغلب أوقات السنة، وكانت مسرحاً لتبادل السيطرة بين الجيشين العراقي والإيراني خلال حربهما بين عامي 1980 و1988. وتُعتبر مناطق جبال وقرى جومان، وسيدكان، وسوران، وسيد صادق، وخليفان، وبالكايتي وقنديل وكويسنجق وحلبجة ورانيا العراقية، ضمن إقليم كردستان، شمالي أربيل وشرقي السليمانية، وتقع على شريط حدودي متباين العمق يبلغ إجمالي طوله أكثر من 110 كيلومترات بين البلدين.




## فيوري يدافع عن دوبوا: لا أحد يريد موت مُلاكم على الحلبة
23 July 2025 06:37 AM UTC+00

سارع المُلاكم البريطاني تايسون فيوري (36 عاماً)، إلى الدفاع عن مواطنه دانيال دوبوا (27 عاماً)، الذي تلقى خسارة قاسية بعدما سقط بالضربة القاضية على يد منافسه الأوكراني أولكسندر أوسيك (38 عاماً)، في الجولة الخامسة من النزال الذي أُقيم على ملعب ويمبلي في 19 يوليو/ تموز الجاري.

وأكد تايسون فيوري، في حديثه مع صحيفة ذا صن البريطانية، أمس الثلاثاء، أن الانتقادات التي طاولت دانيال دوبوا غير عادلة، بعدما وجه الكثير من المُلاكمين الاتهامات لدوبوا (27 عاماً)، بأنه لم يقاتل نهائياً في النزال ضد الأوكراني، بل على العكس تماماً سقط في مناسبتين، وتعرّض لضربة قاضية جعلته يخرج خاسراً وكأنه انسحب من المواجهة دون أن يتمكن من فعل شيء نهائياً أمام أولكسندر أوسيك، الذي احتفظ بجميع أحزمته وأصبح بطل العالم في الوزن الثقيل بلا منازع.

وقال فيوري: "من غير المعقول أن يتم سؤالي منذ ليلة النزال حول دانيال دوبوا، والاتهامات التي وُجهت له بأنه لم يقاتل وفضّل الانسحاب، رغم أنه سقط بالضربة القاضية في الجولة الخامسة، لكن الجميع يعرفون جيداً أنه ما زال مُلاكماً شاباً، وبذل كل شيء أمام أحد أعظم الملاكمين على الإطلاق، ولم يكن في يومه، ولم يُوفق نهائياً، وهذا باختصار ما حدث، وتعرّض للهزيمة للمرة الثانية أمام الأوكراني، الذي فعلها في عامي 2023 و2025".



وتابع فيوري: "ماذا يريد الناس والملاكمون من دوبوا؟ لا أحد في العالم يُريد رؤية مُلاكم يموت على الحلبة، ولا أدري المنطق الذي يتكلم به البعض، هل كان على دوبوا التعرض للضرب المبرح على يد الأوكراني خلال خمس جولات متتالية؟ وبعدها يسقط فوق الحلبة دون حراك، ويتم نقله إلى المشفى، حتى يرضى هؤلاء الذين يشعرون بالغيرة منه لأنهم يعلمون كمية الأموال التي حصل عليها من هذا اللقاء، رغم هزيمته بالضربة القاضية، هذا كل ما في الأمر، يشعرون بالغيرة منه".

وختم فيوري حديثه بالقول: "لقد بذل دوبوا كل جهده، ولم يكن جاهزاً للفوز بالنزال، والأفضل له قام به، بعدما تعرض للضربة القاضية وانتظر أن يعلن الحكم نهاية النزال وتوجه بعدها إلى الزاوية، وهذا هو التصرف السليم في مثل هذه الحالات، لأن منافسه الأوكراني أحد أفضل الملاكمين في التاريخ، ومن ينتقده من الملاكمين أنصحهم بالتدريب الشاق والعمل جيداً حتى يصلوا إلى ما وصل إليه دانيال، لا وجود نهائياً للجبن في عالم الملاكمة، لأن الجبان من المستحيل أن يصبح مُلاكماً وينجح في مسيرته، مكانه في الشارع فقط، وأنا فخور بما فعله والجميع كذلك، وأطلب منه الآن أخذ فترة راحة والعودة مرة أخرى إلى التمارين حتى يواصل رحلته ويكسب المزيد من المال ويُحبِط أعداء النجاح، وأبدي استعدادي التام لجعله يأتي إلى الصالة الخاصة بي ويتدرب في أي وقت يُحبه".




## محمد هاراوي: "أردتُ أنْ أكون صادقاً مع من أصُوّرهم"
23 July 2025 06:42 AM UTC+00

 

ينطلق "القرية المجاورة للجنة" (2024) لمحمد هاراوي من صُور إعلامية للحرب، كما لو أنه يتخلّص منها، لينتقل إلى الأساسيّ، المتمثّل بتقطير أجواء ومناخات تسبر انعكاسات حرب الصومال المستدامة على شخصيات تعيش في وضعيات اغتراب. ينتهج الفيلم اقتصاداً سردياً شديداً، ولا يفصح عن المفاتيح الأساسية للحكي، إلّا في الفصل الأخير، لكنّه يقول ـ بطريقة مفارقة، وعبر جماليات التأمّل في الأجواء، والشعرية البصرية القوية التي تكتنفه ـ أضعاف ما يُمكن أن يحمله طرح برهاني لفيلمٍ اعتيادي، عن شرط العيش في بلد كالصومال.

يركّز المخرج وكاتب السيناريو، منذ البداية، على عائلة مُفكّكة وبديلة إلى حدّ ما، بحكم غياب الأم غير المُبرَّر سردياً قبل الفصل الأخير. عائلةٌ تعيش في قرية صومالية نائية، تتكوّن من مَمَرْغراد (أحمد علي فرح)، رجل خمسيني يشتغل في مهن صغيرة، وطفله سيغال (أحمد محمد سَلِبان)، وأخت الأب أراويلو (أناب أحمد إبراهيم)، التي عادت مُكرهةً لتعيش معه في منزله الصغير، بعد خلافها مع زوجها.

هذا أول فيلم صومالي يُصوَّر في البلد بشروط سينمائية. يؤكّد موهبة واعدة لمخرجه هاراوي (المعروف بـ"مو" هاراوي) منذ أفلامه القصيرة، كـ"الحياة في القرن الأفريقي" (2020)، وخاصة "هل سيأتي والدايَ ليزوراني؟" (2022)، الفائز بالجائزة الكبرى في الدورة الـ45 (27 يناير/كانون الثاني ـ 3 فبراير/شباط 2023) لـ"المهرجان الدولي للأفلام القصيرة في كليرمون فيران"، أرفع تظاهرة متخصّصة بالفيلم القصير.

التقت "العربي الجديد" هاراوي بمناسبة مشاركته بالدورة الـ21 (29 نوفمبر/تشرين الثاني ـ 7 ديسمبر/كانون الأول 2024) لـ"المهرجان الدولي للفيلم بمرّاكش"، التي شهدت تتويج "القرية المجاورة للجنة" بجائزة لجنة التحكيم الخاصة برئاسة الإيطالي لوكا غوادانيينو. وكان حوارٌ عن البنية السردية للفيلم، ورؤيته هو للحياة في الصومال تحت الحرب، وكيفية اشتغاله على الجماليات البصرية لتلافي غرائبية البؤس.

 

(*) تفتتح "القرية المجاورة للجنة" بصُوَر إخبارية. تبدو كأنّك أردتَ التخلّص من جمالية التناول الإعلامي منذ البداية. هل كان هذا قصدك؟

بالتأكيد. أردت تذكير الناس بما يرونه عادةً. أنْ أقول إنّها مجرّد دعاية، والآن سنرى الحياة الحقيقية للشخصيات من منظور آخر.

 

(*) تنتقل بعدها إلى تداعيات الحرب على الشخصيات، التي نراها تتحرّك وتتحدّث بطريقة تبدو كأنّها مُتغرّبة بفعل الحرب.

يُظهر الفيلم أنّ الشخصيات كلّها تُدرك التحدّيات الناجمة عن الحرب، وأنّ هناك أموراً لا يُمكن تغييرها، سواء كانت الطائرات بدون طيار، أو أشياء أخرى، كالصيد غير القانوني، أو التخلّص من النفايات السامة المقبلة من أوروبا، والمدفونة في أرض الصومال.

يقول الناس لأنفسهم: "حسناً، لا أستطيع تغيير هذه الأمور، فلأجد طريقي، وأكون مُبدعاً في ظلّها". هم أيضاً يعرفون مشاكل بعضهم البعض، من دون أنْ يحتاجوا إلى قولها. كانت هذه النيّة. ليست نيّة حتى، إنّها فقط حال الناس. لا يجلسون ليردّدوا: "أنا ضحية"، ويكتفون بالبكاء، ولا يفعلون شيئاً. بل يقولون: "حسناً، إنّه الوضع، دعوني أجد طريقةً للتعامل معه".

 




(*) سرد الفيلم اقتصادي للغاية. لا تعطي كلّ المفاتيح من البداية، بل تترك المفتاح الأهم للجزء الأخير منه. هل كانت هذه بنية كتابتك منذ البداية؟ إنّها مجازفة قليلاً.

هل تقصد العلاقة بين الأب والابن؟

 

(*) بالضبط.

نعم. أقصد أنّي وثقت بإحساسي الداخلي في ذلك. كما تعلم، بطريقةٍ ما، لا يهمّ حتى لو لم يفهم المشاهد هذه العلاقة. ليست أهم شيء بنظري. أعتقد أنّنا نتعرّف إلى شخصية الأب: من هو وما هي نياته، من خلال أفعاله. لديه قلب كبير. لكنْ، هذه مشكلته في الوقت نفسه. إنّه يساعد الجميع. إنّه أكثر شخص إنساني يُمكن أنْ تراه. هذه مشكلته في العالم الذي نعيش فيه، حيث تُصبح أكثر عرضةً للخطر، فقط لأنّك فتحت قلبك قليلاً.

كانت هذه النيّة. كان لديّ شعور داخلي أنّ تلك العلاقة، حتى لو توضّحت لاحقاً، سيفهمها الناس. كما لو أنّهم سيحسّون بها على مستوى آخر، لأنّهم يعرفون بالفعل، بحلول ذلك الوقت، من هو الرجل.

 

(*) المُثير للإعجاب في الفيلم عندما تُترجم اللقطات الأشياء بطريقة مجازية. كما عندما نرى السبورة في المدرسة، وعليها خربشات تقول الكثير عن مشكلة التعليم، مثلاً.

نعم. إنّها تُظهر في الواقع عالماً مُعقّداً، ليس فقط التعليم، بل عالم الفيلم برمّته. هذا ما يحدث في عقل الطفل الذي يرسمها دائماً. الأمر يبدو مُعقّداً جداً، ولا يمكنك فكّ شيفرته. كما لو أنّها لغة أخرى تدور في ذهنه. تقول اللقطة ذلك مجازاً، بطرق مختلفة.

 

(*) اشتغلتَ مع مدير التصوير مصطفى الكاشف، الذي تربطنا به علاقة خاصة، لأنه ابن الراحل رضوان الكاشف، المخرج المصري المهمّ. كيف حقّقت تلك الصُوَر معه؟

كان الأمر عفوياً جداً، بمعنى ما. حرفياً، لم نقم بأي "ستوري بورد"، ولم نُحضّر أي شيء. ناقشنا السيناريو، وحدّثته عن نواياي، ولماذا أصنع هذا الفيلم، وأنّي أصنعه لنفسي وللشعب الصومالي، وليس لأي شخص آخر. قلت له: دعنا نرى ما سيحدث بعد ذلك.

كان هذا كلّ شيء. كنا نذهب إلى موقع التصوير، ثم نتحدث عن المشهد هناك، ونقوم بالأشياء التي نريد القيام بها. عملية اشتغال عفوية للغاية. الأهم أنّ نكون أصيلين وصادقين في تلك اللحظة، وألاّ نحاول أنْ نكون رومانسيين، أو، كما تعلم، أنْ نُقلّد أحداً، أو نصنع فيلمَ شخصٍ ما. سنصنع هذا الفيلم بالطريقة التي نريدها.

امتدّ الفيلم على 3 ساعات ونصف الساعة، في البداية، فقمنا بحذف شخصية كاملة منه، رغم أنّ السرد كان يشتغل جيداً بوجودها. لكن، من المستحيل أنْ يخرج الفيلم إلى السينما في تلك الصورة. كان الأمر صعباً عندما بدأنا المونتاج، لذا حذفنا تلك الشخصية، ولم يؤثّر ذلك على الفيلم الذي غدا أكثر تركيزاً على العائلة.

 

(*) الفيلم جميلٌ وغريب، بطريقة ما، في الوقت نفسه. لكنْ، لا مكان فيه لغرائبية دخيلة أبداً. كيف حقّقت ذلك؟

أعتقد أنّ ذلك تأتّى من نياتنا. لم نشأ أنْ نصنع بورنوغرافيا بؤس، أو أنْ نُظهر الفقر بكيفية طقوسية (Fetish). كنّا نعرف نيّتنا، النابعة من الشيء نفسه الذي أخبرتك به: دعونا نصنع هذا الفيلم لأنفسنا. دعونا ننسى أنّ أي شخص آخر سيشاهده. لنكن صادقين في هذه اللحظة مع الناس الذين نُصوّرهم، ومع الأشياء التي تحدث هناك. دعونا نحاول ألاّ نصنع أي "ستوري بورد"، ونفكر بناء عليه في زرع إشارة لفيلم شهير هنا، ولسينما فلان هناك.

أعتقد أنّ الشعور الذي تحدّثتَ عنه تأتّى من هناك، وأيضاً من أنّ عملية التصوير برمّتها اعتمدت على طاقم، 70 بالمائة من أفراده يطأون موقع تصوير فيلم لأول مرة. لم يصنعوا فيلماً من قبل، وليس لديهم أي فكرة عن ذلك. صوّرنا الفيلم في 64 يوماً، موزّعة على ثلاثة أشهر. كانت الفكرة أنْ نقول: "حسناً، لم نتمكّن من إنهاء تصوير هذا المشهد اليوم. لا مشكلة. سننجزه غداً. لدينا الوقت الكافي. فقط دعونا ننجزه بطريقتنا". أعتقد أنّ الأمر كان مزيجاً من كلّ هذه الأشياء مجتمعة.

كانت الفكرة أيضاً عدم جلب أي متعاون من أوروبا، أو أي شيء من هذا القبيل. 70 بالمائة من الطاقم صوماليون، والبقية من مصر وكينيا وأوغندا. لذا فـ"القرية المجاورة للجنة" فيلم أفريقي بطريقة ما، من حيث الكيفية التي صُنع بها، والأشخاص الذين صنعوه. الأمر لا يتعلّق بالقصة فقط، بل بالسيرورة برمّتها.




## تاعرابت يصدم جماهير توتنهام: كان علي اختيار أرسنال
23 July 2025 06:46 AM UTC+00

أدلى النجم المغربي عادل تاعرابت (36 عاماً)، بتصريحات مثيرة للجدل صدم من خلالها جماهير فريقه السابق توتنهام هوتسبيرز، بعدما اعترف بأنه كان من الأفضل له الانضمام إلى الغريم التقليدي أرسنال في عام 2007 قادماً من نادي لانس الفرنسي، وأرجح أن السبب الرئيسي وراء هذا الشعور يعود إلى وجود المدرب الفرنسي أرسين فينغر في أرسنال، إضافة إلى وجود عدد كبير من اللاعبين الفرنسيين آنذاك، ما كان سيسهل عليه عملية التأقلم السريع والتألق بفضل اللغة والثقافة المشتركة، وهو ما شعر بغيابه عند انتقاله إلى توتنهام.

ووجّه تاعرابت انتقادات لفريقه السابق توتنهام، حيث أكد في تصريحات أبرزتها صحيفة ميرور البريطانية، أمس الثلاثاء، أن الأمور لم تكن سهلة عند وصوله إلى إنكلترا، إذ حاول إيجاد مكان في التشكيلة واكتفى بخوض 15 مباراة فقط في أول ثلاثة مواسم قبل أن يُعار إلى صفوف كوينز بارك رينجرز، ليضيف بقوله: "أعتقد أن قراري الأول لم يكن موفقاً، ليس لأن توتنهام ليس نادياً جيداً، بل على العكس، لكنه في ذلك الوقت لم يكن الخيار الأمثل، كانت لدي عروض من أرسنال، وهو نادٍ يتميز بطابع فرنسي أكبر، مع وجود أرسين فينغر وعدد كبير من اللاعبين الفرنسيين".

وواصل اللاعب المغربي الذي حمل قميص أندية فولهام الإنكليزي، وميلان الإيطالي، وبنفيكا البرتغالي، وجنوى الإيطالي، والنصر والشارقة الإماراتيين، حديثه عن تجربته مع نادي توتنهام قائلاً "عندما انتقلت إلى توتنهام، وجدت نفسي في غرفة ملابس تضم شخصيات قوية مثل روبي كين وديميتار برباتوف، وكان من الصعب أن أحصل على فرصتي، كنت أتابع الفرنسي داميان كوميلي (المدير الرياضي)، الذي كان في أرسنال، وكنت أميل للانضمام إليهم، لكن فجأة انتقل إلى توتنهام وجلبني معه".



وخلال مسيرته مع كوينز بارك رينجرز، صنع عادل تاعرابت موسماً استثنائياً في 2010-2011، حين سجل 19 هدفاً وقاد فريقه للعودة إلى الدوري الإنكليزي الممتاز تحت إشراف المدرب نيل وارنوك، الذي استعاد تلك الذكريات وتحدث إلى لاعبه السابق على الهواء بروح الدعابة، مشيراً إلى أنه كان لاعباً صعب المراس، لكنه في الوقت نفسه يمتلك موهبة لا تُقدَّر بثمن. وقال وارنوك مازحاً "في المرة القادمة التي تظهر فيها، راقب ألفاظك وإلا سأغرّمك"، ليضيف "يتوقف الناس في الشارع ليشكروني على ذلك الموسم، ويقولون: عادل، كم كان رائعاً؟ كانت لدينا مشاكل، وكنت صعب التعامل أحياناً، لكن المتعة التي منحتني إياها أنت والجماهير كانت رائعة".




## السعودية تتجه لضخ استثمارات في سورية بقيمة 4 مليارات دولار
23 July 2025 06:56 AM UTC+00

ينطلق اليوم الأربعاء منتدى الاستثمار السوري السعودي في العاصمة دمشق بحضور وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح وعدد من رجال الأعمال، يتوقع أن يتم خلاله توقيع اتفاقات استثمارية بنحو 15 مليار ريال سعودي (أربعة مليارات دولار). وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن المنتدى يهدف إلى بحث فرص التعاون وإبرام صفقات لتعزيز التنمية المستدامة. 

وأضافت أن وفداً يضم رجال أعمال ومستثمرين سعوديين سيصل إلى العاصمة السورية اليوم الأربعاء، بهدف "استكشاف فرص التعاون المشترك". وقالت الوكالة إنه من المقرر أن تشهد الزيارة إعلان عدد من الصفقات والمشاريع المشتركة إضافة إلى توقيع مذكرات تفاهم بين الجانبين في مجالات متعددة. وأشارت الوكالة إلى أن المنتدى الاستثماري يضم لقاءات مباشرة مع رجال الأعمال والصناعيين السوريين، ويبحث آفاق التعاون في مجالات الصناعة، الطاقة، البناء، والزراعة. كما يشهد برنامج الزيارة أيضاً إطلاق مشروع مصنع فيحاء للإسمنت الأبيض في عدرا الصناعية، ضمن إطار دعم إعادة الإعمار.


ستضيف دمشق غداً وفداً من رجال الأعمال السعوديين للمشاركة في منتدى استثماري مشترك، يهدف إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية وتوقيع اتفاقيات تعاون في قطاعات متعددة.

https://t.co/nGSlR0gLvR
#
السعودية #سوريا #سانا pic.twitter.com/rklUV9uhqF
— الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@Sana__gov) July 22, 2025



 من جانبها، وذكرت قناة الإخبارية السعودية الحكومية أن وزير الاستثمار السعودي سيرأس وفد بلاده، وأضافت أنه من المتوقع أن تشهد الزيارة توقيع صفقات تجارية تتجاوز قيمتها 15 مليار ريال. وتسعى القيادة السورية الجديدة بزعامة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع إلى تعزيز علاقاتها مع الزعماء العرب والغربيين عقب سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد. والتقى الشرع قبل أيام بوفد من رجال الأعمال السعوديين في دمشق، لبحث آفاق التعاون الاقتصادي.



 وقالت الرئاسة السورية إن "اللقاء بحث آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، وسبل تعزيز الشراكات في مجالات مختلفة". كما أجرى وزير الاقتصاد والصناعة السوري محمد نضال الشعار، الشهر الماضي، مباحثات مع وزير الاستثمار السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح، تناولت سُبل تطوير التعاون الاقتصادي والتنموي بين البلدين. ووفقا لوزارة الاقتصاد والصناعة السورية، فإنّ الشعار والفالح عقدا اجتماعاً افتراضياً عبر تقنية الاتصال المرئي، ناقشا خلاله الفرص الاستثمارية المتاحة في سورية وآليات تفعيل الشراكة الاقتصادية بين البلدين، بما يشمل دعم الاستثمارات النوعية في القطاعات الإنتاجية والخدمية، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص.





(الدولار = 3.7513 ريالات)

(رويترز، العربي الجديد)




## "كتاب الصيف" لماكدويل: حواراتٌ بمسارات متشعّبة
23 July 2025 06:57 AM UTC+00

 

استمدّ "كتاب الصيف" (2024، إنتاج فنلندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية)، لتشارلي ماكدويل، شرعيته الفكرية والفلسفية من حوارات جرت فيه، أفرزت قيماً أخلاقية، بعد تشعّبها في مسارات عدّة. هذا المُعطى جعل المتلقي عنصراً فاعلاً فيه، لأنّه متأثّرٌ، ومستخلص الأبعاد، وفاعل وُجِّهت إليه تلك المنطلقات أساساً، لكنّه لا يستشعرها، ليس لأنّها من دون جاذب، بل لتجاوزها المُرسل والمستقبل، ولاستقرارها في مَشاهد مألوفة تحدث في اليوميّ، فصارت مساراً من مسارات الحياة الواقعية المتعدّدة.

اقتُبست القصة من رواية بالعنوان نفسه (1972)، للفنلندية توف جونسون (1914 ـ 2001)، والاقتباس لروبرت جونز، الذي حافظ على روحها وأبعادها وإنسانيتها، وعلى تفكيكها العلاقات وجمعها في سياق عاطفي معيّن.

عُرض "كتاب الصيف" أولاً في الدورة 68 (9 ـ 20 أكتوبر/تشرين الأول 2024) لـ"مهرجان لندن السينمائي"، قبل بدء عروضه التجارية منذ مطلع 2025 بفنلندا، الدولة التي جرت فيها الأحداث.

تجري الأحداث في خليج ساحر، والمكان معزول ومُحاط بجزر عدّة. تملك العائلة بيتاً خشبياً مُتداعياً ومليئاً بالحياة، اعتادت (العائلة) تمضية فصل الصيف فيه منذ نصف قرن. هناك الجدّة (غلن كلوز) والحفيدة الصغيرة صوفيا (إميلي ماتيوس) التي فَقدت والدتها، وتعيش مع الجدّة التي ترعاها وتهتمّ بها، والأب (أندرس دانيالسن)، الذي يعيش حزناً بسبب فقدان زوجته، وبات يقتات من أحلامها المعلّقة، التي يريد تحقيق بعضها، مهتمّاً بما كانت تهتمّ به في حياتها، كغرس الأشجار والأزهار وريّها، فتكون حاضرة معهم، ولو روحياً.

 



 

دور الأب هامشي، لأنّه لا يولّد دراما تؤجّج الأحداث، وتشقّ منطلقات الفعل وردّ الفعل، على نقيض الجدّة، محور الفيلم وركيزته، تتشارك معها صوفيا بالأهمية والحضور نفسيهما، فهما المحرّكان الأساسيان له، انطلاقاً من نظرة كلّ منهما للحياة: الأولى تمثّل خلاصتها وزبدتها، بعد أنْ عاشت وقتاً طويلاً من عمرها، والثانية مقبلة عليها، لكنّها محدودة التجارب والرؤى، تُطلق أحكاماً وتستخلص قِيماً من فطرتها وبراءتها. الجدّة تمزج العقل بالقلب، وتساعد صوفيا على فهمٍ جيد واستيعاب معقول لما يجري حولها، كي تتأقلم مع مرارة الفَقْد من جهة، ومن جهة أخرى كي تجعلها تستعدّ أكثر للفَقْد الثاني، المتمثّل بالجدّة نفسها، التي ـ بأقوالها وأفعالها ـ تُهيّئ ذاك العقل النظيف والقلب الصافي لصوفيا على المقبل.

يطرح "كتاب الصيف" أسئلة مهمة عن الشؤون المختلفة للحياة، محاولاً الإجابة عن القليل منها. لكنّ أهميته تكمن في ابراز السياقات العامة التي تواجه طفلاً صغيراً، عند تعرّضه للفقدان، خاصة عندما يكون المفقود أمّاً، وما تشكّله الأم من أهمية في الحياة. لذا، كان خطّ ماكدويل واضحاً، لأنّه لم يرهق صوفيا بدموع وأحزان كثيرة، ولم يصنع مشاهد "فلاش باك" تعود إلى الأم، بل معطيات ترهق المتلقّي بطريقة أو بأخرى. أو وَجد أنّه لا يقدّم عبرها أيّ جديد سينمائي، فترك صوفيا تواجه الجدّة باستفسارات كثيرة، كي لا نقول أسئلة، وعبرها تتجلّى منطلقات (فكرية وخاصة بقِيَم الحياة) عدّة، بحلوها ومُرّها. بجعلها تفهم وتستوعب، ستعرف جيداً أنّ الفَقْد مرحلة من مراحل دورة الكون، وعندما تحدث، يجب الاستمرار بطريقة أو بأخرى. هذا المعطى زرع فيها رضى وتأقلماً وتجاوباً مع أي معطى يُمكن حدوثه، حتى عند موت الجدة نفسها.

تنعكس جماليات الفيلم في بساطته وعدم تعقيده، إذْ تركّزت المشاهد في لوحات آسرة ضبطها مدير التصوير النرويجي ستورلا براندث غروفلين، مُثبتاً عبرها أنّ هناك علاقة قوية بين البشر ومحيطهم الطبيعي، وأنّه يُمكن للموجودات التأثير بالفرد ونحت شخصيته، وهذا ما حدث مع الشخصيات، إذْ علّمتهم الموجودات أنّهم جزء من هذه الأرض، وزرعت فيهم الهدوء والرزانة والتقبّل. حدث هذا مع الجدّة، التي مارست هواية الغطس في شبابها، والتي علّمت حفيدتها كيفية التأقلم مع الحياة بعد فقدانها والدتها، التي (الوالدة) ابنة الجدّة أيضاً، أي أنّ مرارتها وحزنها أكبر من الجميع. لكنّ بناء القصة ومسارها ابتعدا عنها، وركّزا على صوفيا.

"كتاب الصيف" فيلمٌ مهم، يُذكّر بأفلام العائلة، المهتمّة بالنسيج الأسري، ويفتح منافذ للتأمّل في دورة الحياة، وفي الفقدان والحزن والتجدّد، وأفضل من مثّل هذه القيمة: الجدّة المُدبِرة عن الحياة، والحفيدة المُقبلة عليها.




## ماكرون إلى ألمانيا: بحث في سبل تعزيز استقلال أوروبا عن واشنطن
23 July 2025 07:15 AM UTC+00

يستضيف المستشار الألماني فريدريش ميرز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على مأدبة عشاء، مساء اليوم الأربعاء، في فيلا بورسيش المطلة على بحيرة تيجل في العاصمة برلين. وستكون هذه أول زيارة لماكرون لألمانيا منذ تغيير حكومة الأخيرة في السادس من مايو/ أيار الماضي.

وكان ميرز قد سافر إلى باريس في اليوم التالي لانتخابه مستشاراً، لإطلاق بداية جديدة مع ماكرون بالنسبة للعلاقات الألمانية-الفرنسية، التي شهدت فتوراً ملحوظاً في عهد سلفه المستشار أولاف شولتز. ويعتزم الزعيمان الآن مواصلة العمل على هذا الأمر وتعميق تعاونهما "على جميع المستويات". ومن المقرر أن يناقش ميرز وماكرون سبل تعزيز استقلال أوروبا عن الولايات المتحدة، وبحث إنشاء مظلة نووية أوروبية، وهي فكرة شكك فيها شولتز بشدة.

ورغم ذلك، لا تزال هناك خلافات قائمة، حيث تدعو باريس إلى ديون أوروبية مشتركة لتعزيز صناعة الأسلحة، بينما ترفض برلين ذلك. وترغب فرنسا في مواصلة استخدام الطاقة النووية ودعمها، بينما خرجت ألمانيا من استخدام الطاقة النووية. كما تدور خلافات حول الإنتاج المشترك للأسلحة، حيث يتبنى الطرفان وجهات نظر مختلفة حول مشاركة كل منهما في نظام القتال الجوي المستقبلي (FCAS)، الذي يطوره البلدان بالتعاون مع إسبانيا.



ومن منظور فرنسي، يهدف عشاء العمل في برلين إلى التحضير لمجلس الوزراء الفرنسي-الألماني المقرر عقده في نهاية أغسطس/ آب المقبل، وهو اجتماع وزاري مشترك سيُعقد هذه المرة في فرنسا. وستتمحور الموضوعات الرئيسية حول القدرة التنافسية الأوروبية، والأمن والدفاع، بالإضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية. وسيُعقد الاجتماع في فيلا على بحيرة تيجل كانت مملوكة سابقاً لعائلة بورسيش الصناعية، وهي الآن دار ضيافة تابعة لوزارة الخارجية الألمانية.

(أسوشييتد برس)




## احتجاجات في كييف بعد توقيع قانون يهدد استقلالية المحققين بقضايا فساد
23 July 2025 07:15 AM UTC+00

شهدت العاصمة الأوكرانية كييف، مساء أمس الثلاثاء، احتجاجات بعد توقيع الرئيس فولوديمير زيلينسكي على قانون جديد أقره البرلمان الأوكراني، يُنظر إليه باعتباره يهدد استقلالية الهيئات المختصة بمكافحة الفساد. وقال رئيس المكتب الوطني لمكافحة الفساد سيمين كريفونوس، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية الثلاثاء: "فعليا، تم إخضاع مؤسستين، المكتب الوطني لمكافحة الفساد ومكتب المدعي المتخصص في مكافحة الفساد، لهيمنة السلطة".

وكان كريفونوس قد طلب من زيلينسكي عدم التوقيع على القانون، محذرا من أنه يعرّض مسار أوكرانيا نحو عضوية الاتحاد الأوروبي للخطر. ومع ذلك، وقع الرئيس عليه مساء الثلاثاء.

وتجمع عدة مئات من الأشخاص، معظمهم من الشباب، بالقرب من مقر الرئاسة في كييف للاحتجاج، ورددوا هتافات "عار، عار"، مطالبين الرئيس باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد القانون. كما خرجت مظاهرات مماثلة في مدن لفيف وأوديسا ودنيبرو.

ويُتهم الرئيس زيلينسكي منذ فترة طويلة من قبل منتقديه بتبني توجهات سلطوية متزايدة.



الاستخبارات الأوكرانية تتحرك ضد مكتب مكافحة الفساد

في غضون ذلك، اتخذ جهاز الأمن الأوكراني، الذي يتبع مباشرة للرئيس فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، إجراءات ضد موظفين في المكتب الوطني لمكافحة الفساد في أوكرانيا بتهم من بينها التعاون مع روسيا.

وكان قد تم إنشاء منظومة من الهيئات المعنية بمكافحة الفساد في أوكرانيا بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش، في أعقاب احتجاجات مؤيدة للغرب عام 2014.

ومع ذلك، تظل أوكرانيا، بحسب منظمة الشفافية الدولية غير الحكومية، واحدة من أكثر الدول فسادا في أوروبا. وغالبا ما يتهم المنتقدون هيئات مكافحة الفساد بأنها وسيلة غربية للتأثير على السياسة الأوكرانية.

(أسوشييتد برس)




## مفاوضات سلام مرتقبة بين أوكرانيا وروسيا في إسطنبول اليوم
23 July 2025 07:15 AM UTC+00

يُتوقّع أن تبدأ مفاوضات سلام بين أوكرانيا وروسيا في إسطنبول، اليوم الأربعاء، في محاولة لإيجاد حلّ دبلوماسي للحرب المستمرة بين البلدين منذ أكثر من ثلاث سنوات. وفيما أعلنت أوكرانيا، مساء الاثنين، أن هذه المفاوضات ستجري الأربعاء، اكتفت روسيا بالقول إنها تأمل بأن "تُعقد الجولة الجديدة هذا الأسبوع".

وستُعقد الجولة الثالثة من المحادثات المباشرة بين الطرفين في إسطنبول بضغط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أمهل روسيا 50 يوماً للتوصل إلى اتفاق مع كييف، وإلا فستواجه عقوبات صارمة. لكن يبدو أن احتمال إحراز تقدم يذكر ما زال محدوداً، إذ إن مواقف الجانبين متعارضة بشكل كبير. ونُظمت جولتان من المحادثات في مايو/أيار ويونيو/ حزيران في إسطنبول، لكنهما فشلتا في تحقيق أي اختراق لإنهاء الحرب، لكنّ البلدين اتفقا على إطلاق سراح مئات الأسرى من كل جانب وإعادة جثث جنود.

وأشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إلى أنه يتوقع مناقشة عمليات تبادل جديدة مع موسكو وإعادة أطفال أوكرانيين نُقلوا قسراً إلى روسيا، معرباً عن رغبته في "التحضير لاجتماع" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل "وضع حدّ فعلي لهذه الحرب".

ميدانياً، تتواصل المعارك على الجبهات ويستمر القصف الروسي على أوكرانيا دون هوادة. والثلاثاء، أحبط الكرملين التوقعات بالتوصل إلى حل سريع للنزاع الذي اندلع في فبراير/ شباط 2022 وحصد عشرات آلاف القتلى من الجانبين. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين "لا يوجد بالطبع أي سبب يدفع إلى الأمل في إحراز تقدم خارق، لكننا نعتزم الدفاع عن مصالحنا وضمانها وتنفيذ المهمات التي حددناها منذ البداية". وتحدّث عن "عمل كثير ينبغي إنجازه" قبل أي لقاء بين بوتين وزيلينسكي، وهو أمر يطالب به الرئيس الأوكراني.



وكشف الرئيس الأوكراني، أمس الثلاثاء، تشكيلة وفد بلاده الذي سيقوده مجدداً وزير الدفاع السابق روستم أوميروف المعروف بحنكته الدبلوماسية، وسيضم ممثلين لأجهزة الاستخبارات والدبلوماسية والرئاسة. في المقابل، غادر وفد روسي موسكو، اليوم، متوجهاً إلى إسطنبول لإجراء محادثات سلام مع كييف، حسبما أفادت وكالتا الأنباء الروسيتان ريا نوفوستي وتاس، نقلاً عن مصادر لم تسمّها. ونقلت "تاس" عن مصدر ضمن الوفد الروسي تأكيده أنّ المحادثات ستُعقد مساء الأربعاء.

ولم تعلن موسكو بعد تشكيلة فريقها المفاوض، لكن في الجولات السابقة، كان يقوده مسؤول من الصف الثاني، وزير الثقافة السابق والمؤرخ فلاديمير ميدينسكي، ما أغضب كييف. وأكد دميتري بيسكوف، الاثنين، أن مواقف الطرفين لا تزال "متعارضة تماماً". وقدّمت روسيا قائمة مطالب تشمل انسحاب القوات الأوكرانية من أربع مناطق أعلنت موسكو ضمها في سبتمبر/أيلول 2022، لكنها لا تسيطر عليها بالكامل، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها في العام 2014، وطلبت من كييف رفض كل أشكال الدعم العسكري الغربي وعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وترفض أوكرانيا هذه الشروط، وتطالب بانسحاب كامل للقوات الروسية من أراضيها، وضمانات أمنية من الغرب، تشمل استمرار تسليم الأسلحة ونشر قوات أوروبية، وهو ما تعارضه موسكو.

وتُصر كييف كذلك بالتنسيق مع حلفائها الأوروبيين، على ضرورة وقف إطلاق نار لمدة 30 يوماً، وهو ما ترفضه موسكو المتفوقة ميدانياً. ومنذ عودته الى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، ضغط ترامب على الجانبين لإجراء محادثات مباشرة، لكن الجهود المبذولة للتوصل إلى حل دبلوماسي للحرب لم تفلح في تحقيق اختراق. ولم يخفِ ترامب أخيراً شعوره بخيبة أمل من بوتين. وأمهل نظيره الروسي في منتصف يوليو/تموز الحالي، 50 يوماً للتوصل إلى اتفاق، وإلا سيواجه عقوبات واسعة النطاق. ولم تردّ موسكو بعد على هذه المهلة، كما أعلنت واشنطن أنها ستستأنف مدّ كييف بالسلاح ضمن اتفاق مع "الناتو".

(فرانس برس)




## حماس: ندعو إلى أوسع حراك شعبي وجماهيري بعواصم ومدن العالم أيام الجمعة والسبت والأحد في ظلّ تصاعد جريمة التجويع والإبادة بغزة
23 July 2025 07:20 AM UTC+00





## جندي إسرائيلي: استخدمنا أولاداً دروعاً بشرية في غزة
23 July 2025 07:32 AM UTC+00

تتواصل شهادات بعض الجنود الإسرائيليين حول حجم الإجرام في قطاع غزة، في إطار حرب الإبادة المستمرة منذ نحو عامين، بعضها حول استخدام أطفال دروعاً بشرية. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الأربعاء، شهادة جندي في جيش الاحتلال، رمزت إليه بالحرف (ن)، كان قائداً لجنود في غزة في بداية الحرب، وتلقّى أخيراً امر استدعاء جديد في إطار خدمة الاحتياط.

وقال الجندي في حديثه: "تمركزنا أمام مستشفى في غزة، واستغرق الأمر عدة أيام حتى أمر قائد السرية بعدم إطلاق النار على الشيوخ والأطفال. طوال هذه الأيام، هذا ما كان يحدث". وحاول تفسير قتل الجنود للمدنيين والأبرياء بالقول: "كان واضحاً أنه أمر سيئ. لكنك تكون تحت تأثير ما، بعضهم تصرّف بدافع الانتقام، والبعض كان خائفاً جداً، والبعض ببساطة كان مرهقاً، وعندما تكون مرهقاً لا تفكّر".

وتابع في شهادته: "هناك حادثة حُفرت في ذاكرتي. أخذنا مراهقين (أولاد) واستخدمناهم دروعاً بشرية. كانوا يسيرون أمام القوة، ويفتحون أبواباً تحسباً لوجود عبوات ناسفة أو مسلّحين. أخذنا أشخاصاً عشوائيين من المحور الإنساني. طوال الوقت الذي كانوا فيه معنا، كانوا معصوبي الأعين ومقيّدي الأيدي. كان علينا أن نصحبهم إلى الحمام، وأن نفتح لهم سحّاب البنطال ونرى أنهم يرتجفون".

وأردف الجندي: "ما يحدث فعلياً هو أننا نؤذي عشرات الآلاف من المدنيين، وكذلك المخطوفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة). يضعونك (أي المسؤولين) في خطر (أي على الجنود)، أصدقاؤك يُقتلون، وأنت تفعل شراً أكثر من الخير. هذا شعور بأنك تتعرض للخيانة". وأضاف: "لديّ جنود انحرفت حياتهم تماماً. هذا الأمر يلازمني طوال الوقت، وينهكني".


الجندي في شهادته: كان علينا أن نصحبهم إلى الحمام، وأن نفتح لهم سحّاب البنطال ونرى أنهم يرتجفون


الصحافية روتم أيزيك، التي أوردت الشهادة في مقال، كتبت أنه "عندما لا يكون هناك ما يكفي من الجنود (في إشارة إلى أزمة التجنيد واستنزاف الجنود وإرهاقهم)، لا يهم من يحمل غزة في قلبه. المهم أن يحضر. أن ينفذ الأوامر. ألا يطرح أسئلة، وألا يُظهر مشاعر. ألا يُفعّل عضلة النقد. ألا يتساءل بصوت عالٍ عن أهداف هذه الحرب التي لا تنتهي، والتي بسببها ينام بحذائه بين الكمائن. والتي كتب من أجلها وصية على هاتفه واحتفظ بها في الملاحظات. وكان يُحدّثها في كل مرة يدفن فيها أصدقاء. كل هذا لم يمنحه الحق في التشكيك بما يجري في القطاع".

وترى الكاتبة أن "الحكومة الإسرائيلية تفضّل أن لا يسمع الجمهور، أن لا يعلم، أن يستمر في الاعتقاد بأن الحرب والجيش والأخلاق هي أمور تسير معاً. وتستمر في إسكات كل من يجرؤ على التشكيك في الرواية الرسمية، في الانتصار المطلق، وصفر أخطاء، وأخيار مطلقون وأشرار خالصون. ومقولة لا أبرياء في غزة، وأنه لا وجود لأوامر غير قانونية واضحة. الرحمة ضعف، والنقد عار ... لكن هناك أمراً غريباً بخصوص الواقع، فهو ببساطة موجود. وعندما يكون سيئاً، فإنه يسمّم الهواء والأرض للجميع..".

وأوضحت أن (ن) له اسم، "لكنه غير مذكور هنا لأن الواقع الإسرائيلي مشوّه. لأن شباناً رأوا مشاهد تحرق الروح، ولم يستطيعوا الانضمام إلى الكتيبة بأغاني الحماسة، ويشعرون بالخجل. لأن هناك جنوداً ... يريدون فقط التوقّف عن الشعور بأن الخير والشر قد امتزجا لدرجة أن كل شيء أصبح يشبه خليطاً كثيفاً من العدم".

وتعتقد الكاتبة أن "الحرب تخلق يومياً المزيد من هؤلاء الجنود... بعضهم سيتحدّث عنها، وبعضهم سيفضّل الصمت. بعضهم سيجد طريقه للاستمرار، وبعضهم سيستسلم. المزيد والمزيد من الأخبار تُنشر عن رجال شباب لم يستطيعوا الاستمرار"، ربما في إشارة من الكاتبة إلى ازدياد حالات الانتحار في صفوف جنود الاحتلال.

وخلصت إلى أنه "يجب إنهاء هذه الحرب. من أجل إخوتنا وأخواتنا الذين ما زالوا في الأسر (أي المحتجزين الإسرائيليين في غزة)، ومن أجل الجنود في الخدمة النظامية والاحتياطية وعائلاتهم، ومن أجل سكان غزة، الأطفال والكبار. ومن أجل ذلك الشاب المتألم من الداخل، البالغ من العمر 22 عاماً (تقصد الجندي ن) والذي يغمض عينيه في الليل ويرى الحقيقة".



وتتطابق قضية استخدام الأطفال دروعاً بشرية مع ما أوردته وكالة أسوشييتد برس في مايو/أيار من شهادات صادمة عن استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيين دروعاً بشرية خلال الحرب المستمرة على غزة. وتحدثت الوكالة مع سبعة فلسطينيين وصفوا استخدامهم دروعاً بشرية في غزة والضفة الغربية المحتلة، ومع عنصرين من الجيش الإسرائيلي قالا إنهما شاركا في هذه الممارسة المحظورة بموجب القانون الدولي. وتدقّ جماعات حقوق الإنسان ناقوس الخطر، قائلةً إنّها أصبحت إجراءً روتينياً يُستخدم على نحوٍ متزايد في الحرب. وتقول منظمات حقوقية إنّ إسرائيل استخدمت الفلسطينيين دروعاً بشرية في غزة والضفة الغربية لعقود. وقد حظرت المحكمة العليا هذه الممارسة عام 2005، لكن المنظمات الحقوقية استمرت في توثيق انتهاكات كهذه.

وقبل ذلك، كشف تحقيق نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، في أغسطس/آب من العام الماضي، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم بشكل ممنهج مدنيين فلسطينيين دروعا بشرية عند تمشيط الأنفاق والمباني بقطاع غزة. وأضافت الصحيفة أن استخدام المدنيين الفلسطينيين دروعاً بشرية بغزة يجري بمعرفة مكتب رئيس الأركان هرتسي هليفي وضباط كبار بالجيش الإسرائيلي. وعبر سلسلة شهادات من جنود وقادة بجيش الاحتلال الإسرائيلي، كشفت الصحيفة أن عناصره يقومون بنقل فلسطينيين من غزة غير مشتبه بكونهم "مسلحين" إلى وحدات مختلفة تابعة له، حيث يحتجزهم، ثم يرسلهم لمرافقة قواته عند تفتيش الأنفاق والمنازل بالقطاع.



وأضافت أن "هؤلاء الفلسطينيين عادة ما يكونون في العشرينيات من أعمارهم، وغالبا ما يرتدون زي الجيش الإسرائيلي، لكن بنظرة أكثر تركيزاً ستكتشف أنهم ينتعلون أحذية رياضية، وأيديهم مكبلة خلف ظهورهم، ووجوههم تظهر عليها علامات الخوف". وتابعت الصحيفة: "هؤلاء هم الفلسطينيون الذين تستخدمهم وحدات الجيش الإسرائيلي في غزة بهدف واحد: أن يكونوا دروعا بشرية للجنود في عملياتهم، حيث يمشطون الأنفاق والمباني قبل دخول القوات إليها".




## شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في مؤتمر من رام الله: 1059 شخصاً استشهدوا وهم يحاولون الحصول على المساعدات في قطاع غزة
23 July 2025 07:38 AM UTC+00





## استقالة مديرة الأخبار في إذاعة "إن بي آر" الأميركية العامة
23 July 2025 07:42 AM UTC+00

أعلنت إديث تشابين، مديرة الأخبار في شبكة "إن بي آر" (NPR)، يوم الثلاثاء، أنّها ستغادر منصبها بحلول نهاية العام، في ظلّ ضغوط متزايدة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي حرمت هذه الإذاعة العامة من ملايين الدولارات من التمويل.

وفي رسالة بعثت بها عبر البريد الإلكتروني إلى الموظفين واطّلعت عليها وكالة "فرانس برس"، ذكرت كاثرين ماهر، الرئيسة التنفيذية للإذاعة الوطنية العامة، أنّ تشابين أبلغتها بنيّتها المغادرة قبل أسبوعين من تصويت الكونغرس على وقف التمويل المخصص للشبكة. وبدفعٍ من الرئيس الجمهوري، صوّت الكونغرس الأسبوع الماضي على إلغاء تمويل قدره 1.1 مليار دولار للعامين المقبلين، كان مخصّصاً لمؤسسة البث العام "سي بي بي" (CPB).

وتأسّست هذه المؤسسة عام 1967 بمبادرة من الرئيس ليندون جونسون، وهي تُموّل نسبة ضئيلة من ميزانيات الإذاعة الوطنية العامة "إن بي آر" والتلفزيون العام "بي بي إس" (PBS). لكن الدور الأهم للمؤسسة يتمثّل في تمويل نحو 1500 محطة إذاعية وتلفزيونية محلية شريكة، تبثّ بعضاً من المحتوى الوطني من نيويورك إلى ألاسكا.

وفي رسالتها الإلكترونية، أشادت ماهر بـ"قوة شخصية إديث تشابين الراسخة".



ويأتي رحيل تشابين في وقتٍ تسعى فيه إدارة ترامب إلى خفض الإنفاق داخل مؤسسة البث العام، بما يشمل أيضاً محطات إذاعية دولية مثل "صوت أميركا" (Voice of America)، و"إذاعة آسيا الحرة" (Radio Free Asia)، و"إذاعة أوروبا الحرة/راديو الحرية" (Radio Free Europe/Radio Liberty).

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، رسّخ ترامب نفسه "أحد أقوى المدافعين" عن حركة عالمية معادية لوسائل الإعلام، بحسب ما أعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود" الأسبوع الماضي.

(فرانس برس)




## تحويلات المصريين في الخارج تقفز إلى 26.4 مليار دولار خلال 9 أشهر
23 July 2025 07:42 AM UTC+00

أعلن البنك المركزي المصري أن تحويلات المصريين العاملين في الخارج سجلت قفزة بنسبة 82.7 % خلال الأشهر التسعة الأولى من العام المالي 2024-2025. والذي بدأ أول يوليو/تموز الماضي، وانتهى في 30 يونيو/حزيران الماضي. وبلغت التحويلات نحو 26.4 مليار دولار، مقابل 14.5 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام المالي السابق، وذلك في ظل تنامي دورها بوصفها أحد أبرز مصادر العملة الأجنبية في البلاد.

وأفاد بيان أداء ميزان المدفوعات الصادر عن البنك المركزي الثلاثاء، بتراجع عجز حساب المعاملات الجارية بنسبة 22.6 %، ليسجل نحو 13.2 مليار دولار، مقارنة بـ17 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام المالي السابق، ما يعكس تحسناً نسبياً في أداء ميزان المدفوعات رغم استمرار الضغوط الخارجية. وبحسب البيان، سجل ميزان المدفوعات عجزاً بنحو 1.9 مليار دولار في الفترة من يوليو/ تموز 2024 حتى مارس/آذار 2025، مقارنة بفائض بلغ 4.1 مليارات دولار خلال الفترة المناظرة من العام المالي السابق.

وتعرضت إيرادات قناة السويس لانخفاض حاد بنسبة 54.1 % خلال الفترة نفسها، لتسجل 2.6 مليار دولار، نتيجة تراجع أعداد السفن العابرة بنسبة 44.8 %، على خلفية التوترات الجيوسياسية المتواصلة في البحر الأحمر، بحسب البيان. في المقابل، أظهرت بيانات المركزي تسجيل صافي تدفقات استثمار أجنبي مباشر بقيمة 9.8 مليارات دولار، بدعم من صفقات استثمارية رئيسية في قطاعات استراتيجية.



كما ارتفعت إيرادات السياحة بنسبة 15.4 % على أساس سنوي لتبلغ 12.5 مليار دولار، مدعومة بتحسن نسبي في حركة السفر الإقليمي والدولي، وانتعاش مؤشرات القطاع السياحي. وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلنت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي المصرية أن متوسط معدل النمو الاقتصادي في الأشهر التسعة الأولى من العام المالي 2024/2025 بلغ 4.2 %، مقارنة بـ2.4 % في الفترة نفسها من العام السابق.

وتوقعت الوزارة أن يتجاوز النمو الاقتصادي بنهاية العام المالي، في يونيو/حزيران الماضي، المعدل المستهدف البالغ 4 %، مدفوعاً بزيادة الاستثمارات الخاصة وتحسن الأداء الصناعي.  بينما توقع صندوق النقد الدولي في تقريره الأخير عن مصر، أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لمصر بنسبة 4.1% خلال هذه السنة المالية، وأن يتسارع إلى 4.6% في 2026-2027، وهو ما يختلف عن توقعات الحكومة التي ترى أن الاقتصاد سينمو بنسبة 4.5% في العام المالي 2025-2026، قبل أن يرتفع أكثر إلى 5.0% في العام المالي 2026-2027.





ورصد تقرير الصندوق زيادةً في الدين الخارجي لمصر، تصل إلى 162.7 مليار دولار بنهاية يونيو/ حزيران الماضي، ترتفع إلى 174.1 ملياراً في يونيو 2026، و181.8 ملياراً في منتصف عام 2027، و190.3 ملياراً في 2029 و202 مليار في عام 2030. وكشف تقرير الصندوق الخاص بالمراجعة الرابعة لبرنامج قرض مصر، أيضاً أن مصر ستواجه فجوة تمويلية بقيمة 5.8 مليارات دولار في العام المالي 2025-2026، مقارنة بـ 11.4 مليار دولار في العام المالي 2024-2025، وذلك بعد احتساب صرف دفعات اتفاق تسهيل الصندوق الممدد لسد جزء من الفجوة. لكنه ذكر أن الحكومة نجحت في تأمين التزامات تمويلية للأشهر الـ 12 القادمة من شركاء دوليين، لسد هذه الفجوة التمويلية بخلاف مصادر الإيرادات الأخر.



وبحسب البيان التحليلي لمشروع الموازنة المصرية الجديدة الذي أصدرته وزارة المالية في إبريل/نيسان الماضي، فقد رفعت الحكومة احتياجاتها التمويلية إلى نحو 3.6 تريليونات جنيه بهدف تغطية عجز الموازنة، وأقساط وإهلاك القروض المطلوب سدادها. وتستهدف مصر رفع حصيلة الضرائب على السلع والخدمات بنسبة 34.4% على أساس سنوي إلى 1.103 تريليون جنيه، وزيادة إيرادات ضريبة القيمة المضافة على السلع والخدمات بنسبة 50.2% إلى 640.4 مليار جنيه، بزيادة 214 مليار جنيه مقارنة بتقديرات موازنة العام المالي 2024-2025.

(الأناضول، العربي الجديد)








## رحيل أسطورة الهيفي ميتال المغني البريطاني أوزي أوزبورن
23 July 2025 07:42 AM UTC+00

توفي أسطورة موسيقى الهيفي ميتال المغنّي البريطاني أوزي أوزبورن، قائد فرقة "بلاك ساباث" (Black Sabbath)، عن عمرٍ ناهز 76 عاماً، بعد صراعٍ طويل مع مرض باركنسون، وفق ما أعلنت عائلته أمس الثلاثاء.

وذكرت العائلة في بيان: "بحزنٍ أكبر مما يمكن للكلمات أن تعبّر عنه، توفي حبيبنا أوزي أوزبورن صباح اليوم"، مضيفةً: "كان مع عائلته ومحاطاً بالحب. نرجو من الجميع احترام خصوصية العائلة في هذا الوقت".

وسارع عالم الموسيقى إلى نعي أوزبورن. وكتب إلتون جون، الذي شارك في الأغنية الرئيسية لألبوم "أورديناري مان" (Ordinary Man)، منشوراً عبر "إنستغرام" جاء فيه: "كان صديقاً عزيزاً ورائداً عظيماً استحقّ مكانته بين أساطير الروك"، مضيفاً: "كان أيضاً من أكثر الأشخاص مرحاً الذين قابلتهم في حياتي. سأفتقده بشدّة". وأشاد مايك ماكريدي، عضو فرقة "بيرل جام" (Pearl Jam)، بأوزبورن عبر منصة إكس قائلاً: "كان صوت أوزي هو الذي أخذني إلى عالمٍ مظلم. إنه ملاذٌ رائع". أما فرقته "بلاك ساباث" فاكتفت بنشر كلمتين على "إنستغرام": "أوزي للأبد".

وجاء رحيل المغنّي البريطاني، الملقّب بـ"أمير الظلام"، بعد أقل من ثلاثة أسابيع على إحيائه حفلته الأخيرة مع الفرقة في مسقط رأسها، مدينة برمنغهام. وكانت قد شُخّصت إصابته بمرض باركنسون عام 2019.

ففي الخامس من تموز/يوليو، أحيا أوزبورن حفلة وداعية مع فرقة "بلاك ساباث" أمام عشرات الآلاف من عشّاق موسيقى الميتال من مختلف أنحاء العالم. وبصوته المميّز، هتف المغنّي خلال الحفلة قائلاً "أحبّكم" للجمهور المتأثر، الذي رافقه بالدموع والحماسة في مختلف لحظات الحفلة الأخيرة. وشاركته المسرح أيضاً مجموعة من ألمع فرق الميتال، من بينها "ميتالِيكا" (Metallica)، "أنثراكس" (Anthrax)، "غانز أند روزز" (Guns N' Roses)، و"بانتيرا" (Pantera).

وخلال الحفلة، جلس النجم الذي اشتهر ذات مرة بقضم رأس خفّاش حي على المسرح، على عرش صُنع خصيصاً له، بسبب ارتعاشاته الناتجة عن مرضه. غنّى من مكانه، تحيط به هالتان سوداوان حول عينيه المحمرّتين، في مشهد مؤثّر. وقد رافقه زملاؤه في "بلاك ساباث" في تلك الليلة التي شكّلت وداعاً رسمياً، أُقيم في ملعب نادي "أستون فيلا" لكرة القدم. وبدا على أوزبورن ضعفٌ شديد وهو يحاول النهوض من كرسيه ويمسك بميكروفونه بصعوبة.



وكان قد مضى أكثر من عقدين على آخر اجتماع على المسرح لتشكيلة الفرقة الأصلية التي تأسست عام 1968، وضمت أوزي أوزبورن في الغناء، وتوني لومي على الغيتار، وغيزر باتلر على غيتار الباس، وبيل وارد على الدرامز.

باعت فرقة "بلاك ساباث" أكثر من 75 مليون ألبوم حول العالم، بفضل أغنيات ناجحة مثل "بارانويد" (Paranoid)، و"وور بيغز" (War Pigs)، و"أيرون مان" (Iron Man).

عاش أوزبورن حياة صاخبة، تخللتها مشكلات إدمان الكحول والمخدرات. كما اشتهر إلى جانب الغناء، بمشاركته في البرنامج الواقعي العائلي "ذا أوزبورنز" (The Osbournes)، الذي بُثّ عبر قناة "إم تي في" (MTV) في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ما أتاح له الوصول إلى جمهورٍ جديد.

وتُعَدّ فرقة "بلاك ساباث" من المبتكرين الأوائل لنمط الهيفي ميتال، الذي يمزج بين الروك والبلوز، ويتميّز بالأصوات القوية والكلمات القاتمة. ورغم ما واجهه هذا النوع الموسيقي من استهجان وانتقادات في بداياته، فإنه اليوم يحظى بشعبية واسعة.

وُلد جون مايكل أوزبورن في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول 1948 في برمنغهام، وترك المدرسة في سن الخامسة عشرة. عمل في وظائف متعدّدة، من بينها في أحد المصانع، قبل أن يلتحق هو وصديقه غيزر باتلر بعدد من الفرق الموسيقية. عندما أصدرت الفرقة ألبومها الأول الذي حمل اسمها عام 1970، حقق نجاحاً فورياً. لأوزي أوزبورن زوجة هي شارون أوزبورن، وله ستة أبناء وعدد من الأحفاد.

(فرانس برس)




## ثورة "البريمييرليغ" متواصلة في نابولي.. كييزا أو غريليش للهجوم
23 July 2025 08:02 AM UTC+00

يواصل نادي نابولي الإيطالي نهجه الواضح في سوق الانتقالات الصيفية الحالية بالاعتماد على نجوم الدوري الإنكليزي الممتاز، بعد النجاح اللافت الذي حققه في الموسم الماضي بفضل الثنائي البلجيكي: روميلو لوكاكو (32 عاماً)، والاسكتلندي سكوت ماكتوميناي (28 عاماً)، اللذين ساهما في تتويج الفريق بلقب "الاسكوديتو". وقد استهل النادي صفقاته في هذا "الميركاتو" بضم النجم البلجيكي كيفن دي بروين (34 عاماً)، من مانشستر سيتي، في صفقة تؤكد تصميم المدرب أنطونيو كونتي (55 عاماً)، على تعزيز فريقه بعناصر ذات خبرة وجودة عالية، ضمن مشروع طموح يراهن فيه نابولي على الخبرة البريطانية لضمان استمرار النجاح المحلي والقاري.

وكشفت صحيفة كورييري ديلو سبورت الإيطالية، أمس الثلاثاء، أن نادي الجنوب الإيطالي دخل في مفاوضات جادة للتعاقد مع جناح من الصف الأول، ويتعلق الأمر بكل من الإنكليزي جاك غريليش (29 عاماً)، من مانشستر سيتي، أو الإيطالي فيديريكو كييزا (27 عاماً)، من ليفربول، للاتفاق مع أحدهما، ويأتي هذا بعدما تراجع النادي مؤقتاً عن التعاقد مع النيجيري أديمولا لوكمان (27 عاماً)، الذي يفضّل الانتقال إلى إنتر ميلان، وهو ما دفع المدير الرياضي جيوفاني مانّا (36 عاماً)، إلى إعادة ترتيب الأولويات، مع التركيز على جناحين يملكان الجودة والخبرة المطلوبة للمشروع الجديد.

ويعيش غريليش، الذي يتمتع بإمكانات كبيرة، وضعية صعبة مع "السيتيزن" بعد أن بات خارج خطط المدرب الإسباني بيب غوارديولا (54 عاماً)، وشهد مستواه تذبذباً كبيراً في آخر موسمين، لكن راتبه المرتفع وقيمة صفقته المتوقعة قد يشكلان عائقاً أمام انتقاله إلى "البارتينوبي". وبحسب الصحيفة نفسها، فإن وضعيته المعقدة قد تدفعه لمغادرة ملعب الاتحاد، ما قد يفتح الباب أمام نابولي للتفاوض مع اللاعب الإنكليزي، سواء على سبيل الإعارة، أو ضمن صفقة مُهيكلة مالياً.

أما كييزا، الذي انتقل إلى ليفربول قادماً من يوفنتوس قبل موسم، فقد عانى من الإصابات والمنافسة الشرسة داخل تشكيلة "الريدز"، ما جعله يبحث عن فرصة جديدة للعب بشكل منتظم. وبحسب تقارير إيطالية، فإن النجم الدولي منفتح على العودة إلى "الكالتشيو"، وقد يكون نابولي وجهته القادمة، حتى وإن تطلبت الصفقة صيغة إعارة مع خيار شراء.



من جهة أخرى، تتابع إدارة نابولي تطورات ملف جناح بولونيا دان ندوي (23 عاماً)، رغم أن العرض الأخير الذي بلغ 30 مليون يورو لم يلقَ قبول النادي، الذي يصر على 45 مليوناً. ومع قرب إغلاق سوق الانتقالات، يترقّب جمهور فريق "دييغو أرماندو مارادونا" اسم الجناح الذي سيرتدي القميص الأزرق في الموسم المقبل، خاصة أن بطل "السيريا آ" حدد دوري أبطال أوروبا هدفاً له.




## بنفيكا يكشف عن مشروع ضخم لتجديد ملعبه استعداداً لمونديال 2030
23 July 2025 08:02 AM UTC+00

في خطوة غير مسبوقة تعكس طموح نادي بنفيكا إلى ترسيخ مكانته القارية والعالمية، كشف النادي البرتغالي العريق عن مشروع معماري ضخم يحمل اسم منطقة بنفيكا العمرانية "Benfica District"، أمس الثلاثاء، سيُحدث نقلة نوعية في شكل ووظيفة ملعب "النور" والمنطقة المحيطة به. ويأتي هذا المشروع الطموح تزامناً مع استعداد البرتغال لتنظيم نهائيات كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والمغرب.

وقد جرى تقديم المشروع في حفل رسمي احتضنه ملعب "النور"، بحضور رئيس النادي البرتغالي روي كوستا، ووزيرة الثقافة والرياضة، وعمدة مدينة لشبونة، إضافة إلى ممثلي الشركة المسؤولة عن تصميم المنشآت الرياضية. ويهدف المشروع إلى إعادة تعريف تجربة حضور المباريات والفعاليات، وجعل نادي بنفيكا مركزاً حضرياً نابضاً بالحياة يتجاوز حدود كرة القدم.

وكشفت صحيفة أبولا البرتغالية أن المشروع يتركّز في إعادة تصميم ملعب "النور"، إذ ستُعاد صياغة واجهته الخارجية بشكل معاصر وديناميكي، مع دمج نظام إضاءة يوفّر طبقة رقمية تفاعلية قادرة على تحويل الملعب إلى منارة مرئية في سماء لشبونة، قابلة للتخصيص حسب نوع الفعالية. كما يتضمّن المشروع إضافة طابق جديد خارج المدرجات يوفر 6800 متر مربع من المساحات متعددة الاستخدامات، تشمل مكاتب إدارية، ومرافق ضيافة، ومتاجر ومطاعم، إلى جانب رفع السعة الإجمالية إلى 70 ألف متفرج، ما يجعله من أكبر الملاعب في أوروبا.

ويمتد المشروع إلى محيط الملعب، إذ سيتم تشييد ثلاث قاعات رياضية حديثة: صالة متعددة الاستخدام تتسع لعشرة آلاف متفرج، ومخصصَة لاحتضان الحفلات والمنافسات الرياضية والأحداث الثقافية، إضافة إلى قاعتين أصغر حجماً لرياضات القاعة، مثل كرة السلة واليد والطائرة، والهوكي، و"الفوتسال". كما يتضمن المخطط إنشاء مسبح أولمبي، ومسرح يتسع لـ500 شخص، فضلاً عن ملعب كرة قدم مفتوح على السطح مرفق بمضمار للجري.

ولم يغفل المشروع البُعد المجتمعي، إذ سيتم إنشاء ساحة عامة أمام الواجهة الرئيسة للملعب تتسع لعشرة آلاف شخص، تحيط بها المقاهي والمتاجر، على أن يُنقل تمثال الأسطورة البرتغالية أوزيبيو إلى قلب هذه الساحة. كما يشمل المشروع بناء فندق من 120 غرفة، ومسكن للرياضيين والطلاب يتألف من 100 غرفة، إلى جانب إعادة توطين متحف النادي في مبنى حديث ضمن المنطقة المستحدثة، ما يُضفي بُعداً ثقافياً ومعرفياً على التجربة الجماهيرية.



ويأتي مشروع توسعة ملعب "النور" لينضم إلى سلسلة التوسعات والتحديثات التي شهدها ملعب "سانتياغو برنابيو"، معقل نادي ريال مدريد، واستاد كامب نو الخاص بنادي برشلونة، وهما من بين الملاعب التي ستحتضن مباريات كأس العالم 2030، ما يعني أن تلك النسخة المقبلة من المونديال ستُقام في ملاعب عصرية بمواصفات عالمية.




## الأسواق اليوم | تراجع الذهب وصعود الين عقب اتفاق أميركا واليابان
23 July 2025 08:15 AM UTC+00

ارتفع مؤشر بورصة طوكيو إلى أعلى مستوى في عام، كما صعد الين الياباني وتراجع الذهب اليوم الأربعاء، مع تحسن الإقبال على المخاطرة عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اتفاق تجاري مع اليابان قبل الموعد النهائي الوشيك لفرض رسوم جمركية، لكن ضعف الدولار وانخفاض عوائد السندات حدا من الخسائر.

وقال ترامب إن الاتفاق يشمل استثمار اليابان 550 مليار دولار في الولايات المتحدة ورسوما بنسبة 15% على الصادرات اليابانية إلى أميركا. ومع اقتراب الموعد النهائي في الأول من أغسطس /آب قبل فرض رسوم استيراد شاملة على الشركاء التجاريين، قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت يوم الاثنين، إن الإدارة الأميركية مهتمة بجودة الاتفاقيات التجارية أكثر من اهتمامها بالتوقيت. ورداً على سؤال حول ما إذا كان من الممكن تمديد الموعد النهائي للدول المنخرطة في محادثات مثمرة مع واشنطن، قال بيسنت إن ترامب سيتخذ هذا القرار.

 وأكد بيسنت إن مسؤولين أميركيين وصينيين سيجتمعون في ستوكهولم الأسبوع المقبل لمناقشة تمديد الموعد النهائي إلى 12 أغسطس/آب للتفاوض على اتفاق تجاري. ولامس عائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات أمس الثلاثاء أدنى مستوى منذ التاسع من يوليو/تموز. وواصل ترامب هجومه على رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول، ووصفه "بالأحمق" الذي أبقى أسعار الفائدة مرتفعة للغاية، وقال إنه سيغادر منصبه في غضون ثمانية أشهر.





تراجع الذهب 

وفي أسواق المعادن النفيسة، نزل الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 3422.95 دولارا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 04.59 بتوقيت غرينتش، بعد أن سجل أعلى نقطة له منذ 16 يونيو/حزيران في وقت سابق من الجلسة. وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2% إلى 3436.10 دولارا.

وقال تيم واترر كبير محللي السوق في سي.إم تريد "إذا تم توقيع المزيد من الصفقات التجارية قبل الأول من أغسطس/آب، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة الإقبال العام على المخاطرة وتقليل الطلب على الذهب". وأضاف "لكن إذا ظل الدولار تحت ضغط، فإن هذا سيبقي العودة إلى مستوى 3500 دولار للأوقية احتمالا ممكنا على المدى القريب".

وقادت الأسهم اليابانية ارتفاع أسواق الأسهم الآسيوية اليوم الأربعاء بعد إعلان ترامب عن إبرام الاتفاق مع اليابان. واستقر مؤشر الدولار قرب أدنى مستوى في أسبوعين مقابل العملات الرئيسية، مما جعل الذهب المسعر بالدولار أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.2% إلى 39.20 دولارا للأوقية، ونزل البلاتين 0.1% إلى 1439.65 دولارا، وتراجع البلاديوم 0.2% إلى 1272.50 دولارا. 



صعود الين

وفي أسواق العملات، تراجع الدولار أمام الين اليوم الأربعاء بعد أن الإعلان عن الاتفاق التجاري بين أميركا واليابان قبل الموعد النهائي الوشيك لفرض رسوم جمركية. وشكلت حالة عدم اليقين بشأن الوضع النهائي للرسوم الجمركية على الصعيد العالمي عبئا كبيرا على سوق الصرف الأجنبي، مما دفع لتداول العملات في نطاق ضيق في معظم الأحيان، حتى مع صعود الأسهم في وول ستريت إلى مستويات مرتفعة جديدة.



وسجل مؤشر الدولار 97.423 منخفضاً 0.4%. ولم يطرأ تغير يذكر على الدولار أمام العملة اليابانية مسجلاً 146.65 ينا بعدما هبط 0.5% في الجلسة السابقة. واستقر اليورو عند 1.1745 دولار، منخفضاً بنسبة 0.1% حتى الآن في آسيا. ولم يتغير الجنيه الإسترليني كثيرا عند 1.35285 دولار.



ارتفاع مؤشر بورصة طوكيو لأعلى مستوى في عام

وفي أسواق الأسهم، قادت شركات صناعة السيارات اليابانية المؤشر نيكي للأسهم اليابانية للارتفاع إلى أعلى مستوياته في عام اليوم الأربعاء، في حين تراجعت السندات بعد أن توصلت طوكيو إلى اتفاق تجاري مع واشنطن، منهية بذلك حالة الجمود التي استمرت شهوراً. وصعد نيكي بما يصل إلى 3.3% إلى 41070.91 نقطة، وهو أعلى مستوى له منذ يوليو/تموز من العام الماضي.

وشهدت أسهم شركات صناعة السيارات ارتفاعاً ملحوظاً، حيث ارتفع سهم تويوتا بأكثر من 11%، وصعد سهما هوندا ونيسان بأكثر من ثمانية بالمائة.

كما تجاهلت الأسواق إلى حد كبير تقريراً إعلامياً أفاد بأن رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا سيتنحى بحلول نهاية أغسطس/آب. وقال مسؤولون إن الاتفاق يخفض التعريفة الجمركية إلى 15 من 25% على السيارات اليابانية التي تمثل أكثر من ربع صادرات البلاد إلى الولايات المتحدة.





(رويترز، العربي الجديد)




## تحذير إسرائيلي من "تقارير متسرّعة" بشأن الصفقة مع حماس
23 July 2025 08:26 AM UTC+00

حذّر مصدر سياسي إسرائيلي صباح اليوم الأربعاء، من "تقارير متسرّعة" بشأن اقتراب تحقيق انفراجة واختراق في المفاوضات غير المباشرة حول صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار مع حركة حماس، والتي تُجرى في الدوحة. ومع ذلك، أشار المصدر الذي تحدّث إلى موقع والاه، من دون أن يسميه، إلى وجود "تفاؤل حذر"، ينبع أساساً من الأجواء العامة لدى الوسطاء، وليس من معطيات ملموسة على الأرض، إذ إن الرد الرسمي من حماس لم يُنقل بعد إلى الوفد الإسرائيلي.

ووفقاً للمصدر، فإن الوسطاء، الذين لم ينقلوا بعد الرد الرسمي من حماس على الاقتراح المُحدّث، قد تلقّوا على الأرجح موقف الحركة من ممثليها المقيمين في الدوحة. ومع ذلك، لا يسارعون إلى نقله إلى الفريق الإسرائيلي، في محاولة لتحسين الرد بهدف تجنب تعثر إضافي في العملية.

ويُقدّر المصدر أن "الرد الذي ستتلقاه إسرائيل قد يكون بصيغة "نعم، ولكن". وبحسبه، فإن ممثلي الوسطاء أجروا في الساعات الأخيرة محادثات مع حماس في محاولة لتدقيق وربما تحسين صيغة الرد، بحيث يمكن أن يشكل أساساً ملموساً للتقدّم.

من جانبها، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم، أن مفاوضات الصفقة، تلقّت مساء أمس دفعة قوية بإعلان زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى المنطقة، حيث من المتوقّع أن يلتقي في أوروبا وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي رون ديرمر، وممثلاً عن قطر، في محاولة لإنهاء التفاصيل النهائية نحو اتفاق جديد. وتُقدّر دولة الاحتلال، وفق يديعوت أحرونوت أيضاً، أن "الحركة سترد مجدداً بصيغة نعم، ولكن، وستحاول كعادتها تحسين الشروط". كما تشير التقديرات الإسرائيلية، إلى أن مطالب حماس ستركّز مجدداً على خطوط انسحاب القوات الإسرائيلية، لكن الفجوة تقلّصت إلى بضع مئات من الأمتار. كذلك، من المتوقع أن تطالب الحركة بالإفراج عن عدد أكبر من الأسرى المحكوم عليهم بالسجن المؤبد، وهنا أيضاً "الفجوة صغيرة"، وفق الادعاء الإسرائيلي، وتُقدّر بما بين 100 إلى 150 أسيراً.

وتُقدّر دولة الاحتلال أن القضية قابلة للحل، وتعتبر وصول ويتكوف "المؤشر الأهم على التقدّم في المفاوضات". ومن أوروبا، قد يتوجّه ويتكوف لاحقاً إلى الدوحة، إذا ما تحقق التقدّم الذي سيؤدي إلى توقيع الاتفاق.

في غضون ذلك، عقد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مساء أمس الثلاثاء، تقييماً للوضع مع فريق المفاوضات الإسرائيلي الموجود في الدوحة. من جهته قال وزير الأمن يسرائيل كاتس، خلال تقييم متعدد الجبهات مع المؤسسة الأمنية أمس: "نحن في أقرب نقطة لتحقيق أهداف الحرب. تبقّت لنا جبهتان مفتوحتان، غزة واليمن، ويجب علينا العمل لحسمهما بشكل كامل".



توسيع العمليات العسكرية

ومع ترقب تطورات الصفقة، يواصل جيش الاحتلال توسيع عملياته العسكرية في قطاع غزة، في إطار حرب الإبادة. وذكر في بيان صارد عنه اليوم، أن قواته التابعة لقيادة المنطقة الجنوبية، "تواصل عملياتها في أنحاء قطاع غزة، وذلك بتوجيه من الاستخبارات العسكرية والشاباك.  كما تُعمّق قوات الفرقة 98 عملياتها في مدينة غزة شمال القطاع. وتواصل قوات الفرقتين 162 و99 القتال شمال القطاع من أجل رصد وتدمير بنى تحتية إرهابية (على حد وصف البيان) فوق الأرض وتحتها، والدفاع عن المنطقة".

وزعم البيان أنه في إطار نشاط قوات فريق القتال التابع للواء 401 في جباليا، تم رصد عدد من مقاومي حماس، "اقتربوا من القوات العاملة في المنطقة. وقد تم استهدافهم وتصفيتهم من قبل طائرة في عملية سريعة". كما تواصل قوات فرقة غزة (143)، عملياتها في جنوب قطاع غزة، "حيث دمرت خلال الساعات الأخيرة عشرات البنى التحتية.. ورصدت وسائل قتالية. قوات فريق القتال التابع للواء 179 دمرت عدداً من البنى التحتية ... التي شكّلت تهديداً على القوات العاملة في المنطقة".

وزعم البيان أنه "خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، أغار سلاح الجو على نحو 120 هدفاً... في أنحاء قطاع غزة، شملت خلايا مخربين، ومباني عسكرية، وأنفاق قتال، ومباني مفخخة وبنى تحتية إرهابية إضافية".




## أنا سوري يا أخي !
23 July 2025 08:31 AM UTC+00





## أهالي الموصل يُنظمون حملة جمع تبرعات لقطاع غزة
23 July 2025 08:37 AM UTC+00

مع اشتداد آلة الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة وتصاعد معاناة الجوع، انطلقت في مدينة الموصل، شمالي العراق، وقفات احتجاجية وحملات إغاثية تطوعية لدعم غزة وشعبها لجمع التبرعات المالية دعماً للفرق التطوعية العاملة في القطاع ولمساندتها في تقديم المواد الغذائية الأساسية والمياه الصالحة للشرب لأهالي القطاع.

وقال الناشط المدني من مدينة الموصل سيف الحمدان لـ"العربي الجديد": "الحملة الأخيرة أطلقت استكمالا لحملات سابقة لإغاثة أهل غزة الذين يعانون من قلة الغذاء وانعدام الدواء وشح الماء الصالح للشرب"، موضحاً أن "الحملة تستهدف جمع مبالغ مالية ومن ثم إيصالها إلى الفرق التطوعية التي تعمل في غزة عبر بعض التجار ورجال الأعمال، والذين بدورهم يوفرون بعض المستلزمات الأساسية كالخبز ومستحضرات القمح والمعجون والعدس وأنواع من المعلبات". وتابع أن الحملة الأخيرة "جاءت تعبيراً عن وقوف أهالي الموصل مع إخوانهم في غزة، ولا سيما أنهم سبق أن عانوا من الجوع ومأساة الحرب خلال الأعوام الماضية، ما جعلهم الأكثر تأثراً بمعاناة ومأساة غزة وأهلها رغم أن مصابهم وحصارهم جراء السياسة الهمجية الإسرائيلية وعدوانها المستمر لم يُشهَد له نظير عبر كل الأزمنة"، مؤكداً أن أهالي الموصل عمدوا بعد الحرب إلى تنظيم الحملات التطوعية لإغاثة المحتاجين وإعمار منازلهم المدمرة وتقديم العلاج للمرضى، لذلك فهم يسعون إلى تقديم الإغاثة لإخوانهم في غزة رغم ظروف المدينة الصعبة.



أما جمعية فعل الخيرات (إحدى المؤسسات المجتمعية الأهلية في الموصل)، فتواصل تقديم المساعدات لغزة للعام الثاني على التوالي، وأكدت إدارة الجمعية في حديث مع "العربي الجديد"، أنها تقدم بشكل مستمر المساعدات الإغاثية المتمثلة بالمواد الغذائية ووجبات الطعام عبر مطابخ الجمعية في القطاع، إلى جانب تقديم المياه في مشاريع السقية التي تنفذها الجمعية في مناطق متفرقة من غزة، موضحة أن جميع المساعدات التي تقدمها لسكان غزة يتم جمعها من أموال المحسنين من أبناء الموصل، مبينة أنها قدمت في بادئ الحملة الخيام والأغطية ثم قدمت الخبز عبر الأفران الخاصة التابعة لها والعاملة في غزة، ولفتت إلى أن المساعدات الإغاثية المقدمة من البلدان العربية والإسلامية لسكان غزة وإن كانت محدودة وقليلة إلا أن من شأنها إنقاذ الكثير من الأرواح من موت محقق جراء الجوع الذي بات يفتك بسكان القطاع.

ويرى الناشط في العمل الإغاثي ومدير فريق مجاناً التطوعي في الموصل عبد الله اللهيبي أن تقديم المساعدات الإغاثية في الوقت الحالي لسكان غزة يعد واجبا أخلاقيا وشرعيا وإنسانيا، ولا سيما أن الجوع فتك بسكان القطاع خلال الشهرين الأخيرين، موضحا في حديث لـ"العربي الجديد"، أن مبادرات الفريق ساهمت في توفير الخيام وتقديم وجبات الطعام عبر التكيات للنازحين، وكذلك تقديم السلال الغذائية، وأخيرا بدأت تنشط في توفير المياه إلى جانب بعض المواد الغذائية الرئيسية والخضروات، لافتا إلى أن المواد الغذائية حاليا شحيحة في غزة وأسعارها مرتفعة بشكل يفوق الخيال، حيث إن سعر كيلوغرام العدس ارتفع إلى 35 دولارا، وسعر كيلوغرام الطحين بلغ 100 دولار، وسعر كيس المعكرونة بسعر 35 دولارا، وكيلوغرام الطماطم والبطاطا يصل لنحو 50 دولارا، بينما وصل سعر باقة الملوخية الواحدة إلى 15 دولارا، مبينا أن ارتفاع الأسعار بهذا الشكل المريع يدفع إلى ضرورة تعزيز العمل الإغاثي لإنقاذ سكان القطاع من الهلاك والموت جوعا.



وتظاهر المئات في منطقة الأعظمية في العاصمة العراقية بغداد، وتحديدا في جامع الإمام أبي حنيفة النعمان، الاثنين، تضامنا مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ورفضا للعدوان والحصار الإسرائيلي المستمر منذ سنتين. وندد المشاركون في التظاهرة بالصمت الدولي تجاه ما يجري من انتهاكات خطيرة في القطاع، ودعوا الدول العربية والإسلامية إلى ممارسة الضغوط على المجتمع الدولي من أجل السماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

من جانبه، أكد رئيس المجمع الفقهي العراقي الشيخ أحمد حسن الطه على أن نصرة غزها وأهلها المحاصرين واجب وفرض وجهاد دفع على كل مسلم، وقال الطه خلال كلمة له في الوقفة التضامنية مع غزة إن "نصرة غزة بكل السبل المتاحة واجب الأمة اليوم"، داعيا قادة الدول العربية والإسلامية إلى التدخل من أجل فك الحصار عن غزة وإدخال المساعدات الإغاثية لأهلها، كما دعا الطه أئمة ومشايخ الأزهر الشريف في مصر إلى بذل الجهود من أجل فتح معبر رفح وضمان تسهيل إدخال المساعدات للمحاصرين في القطاع. وأعلن المجمع الفقهي العراقي إطلاق حملة لجمع التبرعات المالية من أجل دعم غزة والمساهمة في تقديم الغذاء والماء والدواء لأهلها.



وحذرت الأمم المتحدة عبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن خطر الجوع بات يهدد حياة مليون طفل في قطاع غزة. وبحسب أونروا، فإن الأطفال يشكّلون الشريحة الأضعف والأكثر تضررا من هذه الأزمة، مع تعذّر وصول المساعدات إلى معظم مناطق القطاع نتيجة القيود العسكرية الإسرائيلية المشددة، فيما أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أن 70 ألف طفل في غزة يعانون من سوء التغذية الحاد، في حين تم تشخيص إصابة خمسة آلاف طفل دون عمر الخامسة بهذه الحالة في شهر مايو/ أيار الماضي فقط.




## تنافس تشلسي وأرسنال بنكهة مختلفة... توتر في المدرجات تطفئه الصفقات
23 July 2025 09:01 AM UTC+00

يُعد التنافس بين تشلسي وأرسنال قوياً في المواسم الأخيرة، وذلك منذ أن تحوّل "البلوز" إلى منافسين على لقب الدوري الإنكليزي، ما هدد عرش أرسنال الذي كان طوال عقود أفضل الأندية اللندنية، ويعرف الدوري الإنكليزي حالة فريدة بوجود العديد من "الديربيات" في لندن، بوجود أكثر من فريق مثل توتنهام وويستهام وفولهام وكريستال بالاس، إضافة إلى تشلسي و"المدفعجية" وأندية أخرى لا تستقر ضمن الدوري الممتاز، وتقريباً لا يكاد يمرّ أسبوع دون مباريات جيران قوية.

إلا أن العلاقة بين تشلسي وأرسنال تبدو مختلفة عن معظم ديربيات العالم، ذلك أن التنافس يكون قوياً ومشتعلاً بين جماهير الفريقين، لأن كل طرف يريد أن يكون زعيم لندن والفريق الأفضل الذي يحصد أهم الألقاب، بالتالي تكون الرغبة في الانتصار في هذه المواجهة قوية للغاية، وخاصة أن مستوى الفريقين شهد تقارباً كبيراً في المواسم الأخيرة، وهو ما يجعل المباريات بينهما شديدة التنافس والإثارة.

في هذه الأثناء، فإن العلاقة بين إدارتي الناديين تبدو مختلفة، وذلك من خلال الصفقات بين الفريقين خلال المواسم الأخيرة، بما أن العديد من اللاعبين انتقلوا من هذا الفريق إلى ذاك بسهولة وفي صفقات مباشرة، وهو أمر لا نشاهده إلا نادراً في بقية ديربيات العالم، حيث ترفض الأندية الدخول في صفقات مع "غريمها" وتمنع انتقال لاعبيها بشكل مباشر إلى جارها، بما أن الجماهير ترفض مثل هذا الأمر، مثلما يحصل بين لاتسيو وروما أو بين أندية بشكتاش وغلطة سراي وفنربخشة في تركيا.

وبعدما قبل تشلسي انتقال حارسه الإسباني كيبا أريزابالاغا إلى أرسنال، فإن "المدفعجية" يرغبون في ضمّ اللاعب نوني مادويكي من "البلوز"، وخلال المواسم الماضية انتقل جورجينو من تشلسي إلى أرسنال وكذلك ديفيد لويز ورحيم سترلينغ، ذلك أن فريق أرسنال ضمّ قرابة سبعة لاعبين من جاره في السنوات الأخيرة، وكانت أبرز صفقة المهاجم كاي هافيرتز الذي أهدى تشلسي لقب دوري الأبطال في عام 2021.



والطريف أن أرسنال لم يستفد كثيراً من الصفقات التي قام بها، إذ لا يقدم اللاعبون المستويات نفسها التي قدموها مع تشلسي في تجربتهم السابقة، ولكن المهم أنه لا توجد صعوبات بين إدارتي الناديين من أجل حسم الصفقات والتعاقد مع اللاعبين، على سبيل الإعارة أو البيع النهائي، فكل طرف يحقق مكاسب من هذه الصفقات.




## وسائل إعلام صينية: لا ينبغي استمرار الكارثة الإنسانية في غزة
23 July 2025 09:12 AM UTC+00

قالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية في افتتاحيتها، اليوم الأربعاء، إنه لا ينبغي استمرار الكارثة الإنسانية في غزة، مشيرة إلى أنه منذ استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة في مارس/آذار الماضي ازدادت الأزمة الإنسانية في القطاع. ولفتت الصحيفة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم الجوع سلاحاً وحوّل نقاط توزيع الغذاء إلى "فخاخ موت". وأضافت "يُقتل الناس رمياً بالرصاص مراراً وتكراراً قبل أن يتمكنوا حتى من استلام كيس دقيق"، مشيرة إلى أن ذلك يُشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي واعتداءً مباشراً على المبادئ الأخلاقية للإنسانية.

وشددت الصحيفة الصينية على أن الأولوية القصوى الآن هي تحقيق وقف إطلاق نار دائم وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بسرعة وعلى نطاق واسع وآمن، لأنه في مواجهة مسألة الحياة والموت، يجب أن تتراجع جميع الألاعيب والحسابات السياسية. ومضت قائلة "الكارثة الإنسانية في غزة ليست قضية معزولة، بل هي متجذرة في مشكلة الوضع الفلسطيني العالقة منذ زمن طويل، باعتبار أن القضية الفلسطينية جوهر الصراع في الشرق الأوسط، وقد أدى الفشل في تطبيق حل الدولتين إلى دوامة لا نهاية لها من الانتقام وتراكم العواقب الوخيمة الناجمة عن العنف الذي يولد العنف"، لافتة إلى أنه ما دام الشعب الفلسطيني بلا دولة، سيظل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط هشاً، وسيظل الأمن الدولي مهدداً.



وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جيا كون قد أكد في إفادة صحافية، يوم الاثنين، على ضرورة عدم استهداف المدنيين، وعدم تهديد سلامة العاملين الإنسانيين الدوليين، وأشار إلى أن الجانب الصيني يُعارض ويُدين جميع التحركات التي تُلحق الضرر بالمدنيين وتنتهك القانون الدولي. وفي اليوم نفسه، أصدر وزراء خارجية أكثر من عشرين دولة - منها المملكة المتحدة وأستراليا وكندا واليابان وفرنسا - بياناً مشتركاً يدعو إلى إنهاء الحرب في غزة فوراً ورفع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية، وقد سبق لعدد من الدول الموقعة أن أعربت عن دعمها لإسرائيل، كما دعا قادة من دول عديدة في أميركا اللاتينية إلى الدفاع عن التعددية والأنظمة الديمقراطية، وحثّوا المجتمع الدولي على الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

وفي تعليقها على ذلك، قالت الصحيفة الصينية إن هذا التحول نتج عن المآسي المتكررة في غزة، واستهداف المجوعين والعاملين بالمجال الإغاثي والذي حطّم الحد الأدنى للعمل الإنساني وزعزع أسس العدالة والإنصاف الدوليين، لافتة إلى أن الإجماع الدولي بشأن غزة وصل إلى مستوى غير مسبوق.




## استقرار أسعار النفط بعد الاتفاق التجاري بين أميركا واليابان
23 July 2025 09:12 AM UTC+00

استقرت أسعار النفط اليوم الأربعاء، بعد انخفاضها لثلاث جلسات متتالية وذلك مع تحسن المعنويات بشأن التجارة العالمية بفضل اتفاق الرسوم الجمركية الأميركي مع اليابان. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت سنتين، أو 0.03%، إلى 68.57 دولارا للبرميل بحلول الساعة 06.54 بتوقيت غرينتش. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي سنتين أيضا إلى 65.29 دولارا للبرميل.





وخسر الخامان القياسيان نحو واحد بالمائة في الجلسة السابقة بعدما قال الاتحاد الأوروبي إنه يدرس اتخاذ تدابير مضادة للرسوم الجمركية الأميركية، مع تضاؤل الأمل في التوصل إلى اتفاق قبل الموعد النهائي الذي يحل في الأول من أغسطس /آب. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، إن الولايات المتحدة واليابان أبرمتا اتفاقا تجاريا يتضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على الواردات الأميركية من اليابان. وقال أيضا إن اليابان وافقت على استثمارات بقيمة 550 مليار دولار في الولايات المتحدة. 

في غضون ذلك، فإن توقعات القطاع منخفضة بالنسبة لقمة تعقد بين الاتحاد الأوروبي والصين غدا الخميس، والتي ستختبر وحدة التكتل وعزمه وسط التوتر التجاري المتصاعد مع كل من بكين وواشنطن. وقالت فاندانا هاري، مؤسسة فاندانا إنسايتس لتحليلات سوق النفط: "يبدو أن انخفاض (الأسعار) في الجلسات الثلاث الماضية تراجعت حدته، ولكنني لا أتوقع الكثير من الزخم الصعودي من أخبار الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة واليابان، إذ ستظل العقبات والتأخيرات التي يتم الإعلان عنها في المحادثات مع الاتحاد الأوروبي والصين تشكل عبئا على المعنويات".



ومن المتوقع أن تصل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين ورئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا إلى بكين غدا الخميس، لإجراء محادثات مع كبار القادة الصينيين بشأن العديد من القضايا الخلافية مثل التجارة والحرب في أوكرانيا. وقالت وزارة التجارة الصينية، اليوم الأربعاء، إن وزير التجارة الصيني ومسؤول التجارة في الاتحاد الأوروبي أجريا نقاشا "صريحا ومتعمقا" حول التعاون الاقتصادي والتجاري بالإضافة إلى قضايا أخرى يواجهها الجانبان قبيل القمة. 

وقالت مصادر في السوق نقلا عن أرقام معهد البترول الأميركي، أمس الثلاثاء، إن مخزونات الخام والبنزين في الولايات المتحدة انخفضت الأسبوع الماضي بينما ارتفعت مخزونات نواتج التقطير. وكتب محللو آي.إن.جي في مذكرة أن انخفاض مخزونات الخام سيوفر بعض الدعم للأسعار حتى مع توقع حدوث فائض كبير في السوق في وقت لاحق من العام. وفي مؤشر قد يدعم صعود الأسعار، قال وزير الطاقة الأميركي، أمس الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ستدرس فرض عقوبات على النفط الروسي لإنهاء الحرب في أوكرانيا. 

كان الاتحاد الأوروبي قد وافق، يوم الجمعة، على الحزمة رقم 18 للعقوبات على روسيا، والتي أدت لخفض سقف سعر الخام الروسي. لكن محللين قالوا إن عدم مشاركة الولايات المتحدة سيعيق فعالية الحزمة. وتشمل الإجراءات الأوروبية فرض عقوبات على مصفاة نفط تملكها روسيا في الهند ومصرفَين صينيَين، في إطار سعي الاتحاد الأوروبي للحد من علاقات موسكو مع شركاء دوليين. وتقول بروكسل إن العلاقات السياسية والاقتصادية المتنامية بين الصين وروسيا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في العام 2022، تُمثل دعما ضمنيا لموسكو، ما ساعد اقتصادها على تجاوز العقوبات الغربية، إلا أن بكين تنفي تلك الاتهامات.









(رويترز، العربي الجديد)




## استشهاد الصحافية ولاء الجعبري مع أطفالها في قصف إسرائيلي على غزة
23 July 2025 09:16 AM UTC+00

استشهدت الصحافية الفلسطينية ولاء الجعبري مع عدد من أطفالها، الأربعاء، من جراء قصف إسرائيلي طاول منزل عائلة الطبيب حسن الشاعر، المدير الطبي لمجمع الشفاء في مدينة غزة الذي لم يكن موجوداً في المنزل.

وقصفت طائرات الاحتلال المنزل في حي تل الهوا، جنوب غربي مدينة غزة، ممّا تسبب في استشهاد الصحافية ولاء الجعبري وسبعة آخرين من أفراد العائلة، من بينهم جنينها وعدد من أطفالها.

وسبق للصحافية ولاء الجعبري أن عملت في عدة وسائل إعلامية، من بينها إذاعة الرأي الرسمية التابعة للحكومة في غزة وإذاعات محلية أخرى، عدا عن كونها معدة تقارير مكتوبة. وكانت الصحافية الفلسطينية قد كتبت عدة منشورات على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك منذ بداية أزمة التجويع في غزة، للإضاءة على الواقع المعيشي في ظل الإبادة المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وفي أحد المنشورات التي تداولها الناشطون بعد استشهادها كتبت الجعبري: "نحن بحاجة إلى الطعام، نحن بحاجة إلى الخضروات، نحن بحاجة إلى الطعام الطبيعي الذي يأكله الناس في جميع أنحاء العالم. نحن بحاجة إلى فيتامينات وحياة كريمة". أما المنشور الأخير الذي كتبته ولاء الجعبري قبل يوم واحد فقط على استشهادها في القصف الإسرائيلي: "أنا مش خايفة نموت من الجوع (..) خايفة من كسرة الخاطر لو ما وقفت الحرب المجنونة".

ويتعمد الاحتلال الإسرائيلي ملاحقة الصحافيين الفلسطينيين منذ بداية حرب الإبادة على القطاع سواء عبر الاستهداف المباشر أو حتى عبر قصف منازل عائلاتهم، مما تسبب في استشهاد وإصابة المئات منهم.

وكان المصور الصحافي تامر الزعانين المتعاون مع وسائل إعلام مختلفة قد استشهد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أثناء عملية اختطاف للطبيب مروان الهمص في خانيونس.



وأدان مكتب الإعلام الحكومي في غزة، في بيان صادر الأربعاء، قتل الصحافيين الفلسطينيين، لافتاً إلى أنه باستشهاد الجعبري وتامر الزعانين، بلغ عدد الصحافيين الفلسطينيين الذي قتلتهم إسرائيل 231 شهيداً منذ بدء حرب الإبادة على القطاع. فيما أصيب العشرات منهم ولم يتمكنوا من تلقي العلاج بسبب إغلاق المعابر.

وطالب المكتب الاتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحافيين العرب والمؤسسات المعنية بحقوق الصحافيين بالتحرك لإدانة الجرائم الإسرائيلية الممنهجة.




## مسؤول إسرائيلي يشارك باتصالات لتبادل أسرى بين الدروز والبدو في سورية
23 July 2025 09:32 AM UTC+00

أفادت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، اليوم الأربعاء، أن مسؤولاً إسرائيلياً رفيع المستوى، لم تسمّه، يشارك في الأيام الأخيرة، في الاتصالات بين الدروز والبدو في سورية، بشأن صفقة تبادل أسرى بين الطرفين. وزعمت الصحيفة أن الأحداث الأخيرة في السويداء تعزز الموقف الأمني الإسرائيلي القائل بضرورة الاستمرار في السيطرة على المنطقة العازلة في سورية (في الجولان السوري المحتل)، حتى في المدى القريب، "خشية من أي نشاط إسلامي ضد البلدات الإسرائيلية". 

وأضافت الصحيفة العبرية أن المصدر الإسرائيلي على اتصال بأبناء الطائفة الدرزية، بينما تدير أطراف ثالثة، من بينها أميركيون، المفاوضات مع النظام السوري والطرف البدوي، "على أمل إطلاق سراح جميع الأسرى من الجانبين في الأيام القريبة". وتكمن المصلحة الإسرائيلية، كما يشرح مسؤولون كبار، لم تسمهم الصحيفة، في "تهدئة النفوس والأوضاع في هذه المرحلة، رغم أنه من الواضح أن الحديث يدور عن تهدئة مؤقتة فقط". 

وترى جهات إسرائيلية مطلعة على الموضوع، أن "الأحداث الأخيرة في السويداء دليل على أن إسرائيل لن تستطيع التخلي في المستقبل القريب عن المنطقة العازلة التي سيطرت عليها في ديسمبر/ كانون الأول الماضي". وتضيف الجهات ذاتها، "مثلما لم تكن لدى الاستخبارات الإسرائيلية معلومات مسبقة عن أن جهات معادية - بداية من النظام (السوري) ثم البدو- ستهاجم الدروز، فإنه ليس من المؤكد أن تكون لدى إسرائيل معلومات عن محاولة جهات إسلامية الوصول إلى بلدة إسرائيلية". 



وتشدد القيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مراراً، على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي في حاجة إلى مناطق عازلة على كل الحدود، بزعم حماية التجمعات السكنية الإسرائيلية القريبة من الحدود. وتواصل دولة الاحتلال منذ إطاحة النظام السوري السابق برئاسة بشار الأسد، وتولي السلطات السورية الجديدة مهامها، إضعاف سورية من الداخل، وضرب قدراتها الاستراتيجية، وإذكاء الاقتتال الفئوي والطائفي، فضلاً عن احتلالها المزيد من الأراضي السورية.

وشنّت منذ بداية الأزمة الحالية، عدة هجمات على مواقع سورية، بزعم حماية الدروز السوريين، في ظل تواصلها الدائم مع فئة منهم، وتنسيقها معهم، رغم رفض فئات واسعة من دروز سورية التدخل الإسرائيلي. وتحاول إسرائيل استغلال دروز سورية لتنفيذ مخططاتها في البلد الذي يحاول النهوض بنفسه. كما تصدّر وكأن تحركاتها ضد سورية، هي لتلبية حلفائها من دروز إسرائيل بقيادة رئيسهم الروحي موفق طريف، الذي كثّف دعواته للمسؤولين الإسرائيليين في الآونة الأخيرة بمهاجمة سورية، كما ساهم من قبل بتنظيم زيارة مشايخ دروز سوريين الى إسرائيل. 

في غضون ذلك، يستمر مسؤولون إسرائيليون بإطلاق التهديدات تجاه الدولة السورية، كما يشيرون صراحة إلى ضربات قادمة. ومن آخر التصريحات ما قال رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير في تقييم للوضع العسكري، أول أمس الاثنين، إن "الجيش الإسرائيلي مطالب بالعمل هجومياً على عدة جبهات إلى جانب الدفاع الحيوي على الحدود. سنواصل الحفاظ على التفوّق الجوي وسنواصل الجهد الاستخباري".

وأضاف زامير: "نعمل بشكل متعدّد الجبهات، سنواصل إضعاف سورية وحزب الله، ومنعهما من تطوير قدرات استراتيجية، والحفاظ على حرية عملنا. كما نعمل في الضفة الغربية (المحتلة) ونواصل محاربة الإرهاب بشكل متواصل ومنهجي. إيران والمحور أمام أعيننا، والمعركة ضدّ إيران لم تنته". وأشار زامير إلى أن "عام 2026 سيكون عام الجاهزية، والتطوير، وتحقيق الإنجازات، واستعادة الكفاءة والأسس، واستغلال الفرص العملياتية".




## جامعة كولومبيا تفرض عقوبات ضد عشرات الطلاب بسبب دعم غزة
23 July 2025 09:33 AM UTC+00

أعلنت جامعة كولومبيا في نيويورك، أمس الثلاثاء، أنّها فرضت على طلاب شاركوا داخل الحرم الجامعي في احتجاجات مناهضة لإسرائيل عقوبات متنوّعة، بلغ بعضها حدّ الطرد وسحب الشهادات الجامعية. وهذه العقوبات التي قالت مجموعة طالبية إنّها طاولت ما يقرب من 80 طالباً تأتي في الوقت الذي تتفاوض فيه جامعة كولومبيا مع إدارة الرئيس دونالد ترامب لكي تلغي الأخيرة قرارها قطع 400 مليون دولار من الأموال الفدرالية المخصّصة للجامعة المرموقة.

وسارعت مجموعة من طلبة الجامعة مناهضة لإسرائيل إلى رفض هذه الإجراءات، وقالت في بيان "لن نتراجع. نحن ملتزمون بالنضال من أجل التحرير الفلسطيني". وعلى غرار كولومبيا، استهدفت إدارة ترامب جامعة هارفارد بقطع مليارات الدولارات من التمويل الفدرالي عنها، لكنّ الجامعة المرموقة تقاوم حملة الضغوط هذه باللجوء إلى القضاء. 

وأعلنت جامعة كولومبيا، أمس  الثلاثاء، في بيان أنّ أحدث العقوبات التي فرضتها طاولت طلابا شاركوا في اعتصام في مكتبة الجامعة في مايو/أيار الماضي وأيضا في مخيّم للخريجين في ربيع 2024، مشيرة إلى أن "اعتصام الطلبة المناهضين لإسرائيل في المكتبة حرم مئات من زملائهم من هذه الخدمة الأساسية خلال فترة الامتحانات"، وشملت العقوبات "الوضع تحت المراقبة، والإيقاف عن الدراسة (لمدة تراوح بين عام وثلاثة أعوام)، وسحب الشهادات، والطرد". وأضاف البيان أنّ "الجامعة لا تُصدر نتائج تأديبية فردية لأيّ طالب".  



وتأتي هذه الخطوة بينما تتفاوض الجامعة، الواقعة في حي مانهاتن، مع إدارة الرئيس دونالد ترامب لاستعادة تمويل اتحادي بقيمة 400 مليون دولار كانت الحكومة قد جمدته بسبب أسلوب تعامل الجامعة مع احتجاجات الطلاب ضد الحرب في غزة. وكانت الإدارة قد أوقفت هذا التمويل، بما في ذلك إلغاء منح وعقود، في مارس/آذار، متهمة الجامعة بعدم اتخاذ إجراءات كافية للحد من معاداة السامية داخل الحرم الجامعي خلال الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحماس في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ووافقت جامعة كولومبيا لاحقاً على سلسلة من المطالب التي وضعتها إدارة ترامب الجمهورية، من بينها إعادة هيكلة نظام العقوبات الطلابي وتبني تعريف جديد لمعاداة السامية. وقالت الجامعة في بيانها، أمس الثلاثاء: "ينبغي أن تركز مؤسستنا على أداء مهمتها الأكاديمية لمصلحة المجتمع الجامعي. ولتحقيق بيئة أكاديمية مزدهرة، يجب أن يكون هناك احترام متبادل بين الأفراد واحترام لسياسات الجامعة وقوانينها الأساسية. تعطيل الأنشطة الأكاديمية يُعدّ انتهاكاً لهذه القوانين ويستوجب اتخاذ إجراءات تأديبية".

 (فرانس برس، أسوشييتد برس)




## هل يُمثل فينيسيوس قيَم ريال مدريد بعد أزمته؟
23 July 2025 09:38 AM UTC+00

لم يعد أمام النجم البرازيلي، فينيسيوس جونيور (25 عاماً)، سوى مواجهة الواقع مع إدارة نادي ريال مدريد، بقيادة الرئيس فلورنتينو بيريز (78 عاماً)، الذي قام بإيقاف جميع المفاوضات مع وكيل أعمال المهاجم، حول مسألة تجديد عقده، الذي ينتهي في صيف 2027، بعدما بدأت وسائل الإعلام الإسبانية والجماهير الرياضية تُسلط الضوء على الأزمة، التي حدثت خلال الأيام الماضية.

وذكرت صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية، الثلاثاء، أن إدارة نادي ريال مدريد، بقيادة الرئيس فلورنتينو بيريز، تعلم جيداً عدم وجود أي عرض خاص حصل عليه المهاجم البرازيلي، بل على العكس تماماً، أصبحت لديها قناعة بقيام فينيسيوس جونيور مع وكيل أعماله ومحيطه بنشر الشائعات، من أجل الضغط، حتى يتم تجديد عقده مع الفريق الملكي، ويحصل على راتب سنوي يُقدر بنحو 20 مليون يورو، بعد اقتطاع الضرائب.

وأوضحت أن فينيسيوس جونيور يعلم أن ما فعله لا يمثل قيم نادٍ بحجم ريال مدريد، بل إن الرئيس فلورنتينو بيريز عبّر لمحيطه قبل عدة أيام، عن خيبة أمله مما يفعله البرازيلي، الذي يحاول الآن أن يكون لاعباً حُراً في شهر يناير/ كانون الثاني عام 2027، بعد قرار عدم تجديد عقده، وهو ما لا تقبله الإدارة نهائياً، التي تعمل حالياً على إيجاد مخرج مناسب لجميع الأطراف، وربما سنشهد خطوة غير متوقعة نهائياً، وهي عرضه للبيع في سوق الانتقالات الصيفية الحالية.



وأردفت أن فينيسيوس جونيور يشعر بالغيرة من زميله الفرنسي، كيليان مبابي (26 عاماً)، الذي سرق الأضواء منه، وبات حديث جماهير ريال مدريد ووسائل الإعلام العالمية، ويشعر بأن دوره أصبح هامشياً، لكن ذلك ليس النقطة الوحيدة الحقيقية، بل على العكس تماماً، لأن البرازيلي سمع مع وكيل أعماله، بعد نهاية بطولة كأس العالم للأندية، التي أقيمت في الولايات المتحدة الأميركية، كلاماً قاسياً من إدارة الفريق الملكي، التي عبرت عن خيبة أملها من تراجع مستواه الرهيب في موسم 2024-2025، وعدم قدرته على إعطاء شيء في المواجهات الحاسمة، بالإضافة إلى مشاكله الدائمة مع جماهير الفرق المنافسة.

وختمت الصحيفة الإسبانية تقريرها، أن فينيسيوس جونيور يعلم دوره المهم في ريال مدريد، لكنه ليس النجم الأبرز في المشروع الجديد الخاص بالمدرب الإسباني، تشابي ألونسو (43 عاماً)، وعليه أن يدرك ذلك جيداً، وفي حال عدم موافقته على ذلك، فإنه سيجد نفسه خارج أسوار ملعب سانتياغو برنابيو، خاصة أن الرئيس فلورنتينو بيريز لا يُمكن أن يرضى باستمرار لاعب لا يمثل قيم النادي، وربما خلال الأيام الماضية سنشهد فصول نهاية حكاية البرازيلي مع الفريق الملكي، ويرحل بشكل درامي على عكس كل التوقعات، التي ظهرت خلال السنوات الماضية، بأنه سيواصل رحلته ويعتزل مع "الميرينغي".




## الأندية الليبية تثور في إيطاليا واتحاد الكرة يتدخل عبر اجتماع عاجل
23 July 2025 09:58 AM UTC+00

عقد الاتحاد الليبي لكرة القدم اجتماعاً عاجلاً، ليلة الثلاثاء، بعد احتجاج الأندية الليبية في إيطاليا على الظروف التي واجهتها قبل أيام قليلة من انطلاق دور سداسي التتويج، وسارع الاتحاد إلى محاولة إيجاد حلول لتفادي فشل المنافسة، خاصة أن أغلب البعثات كانت قد وصلت إلى مدينة ميلانو، قبل أن تُفاجأ بواقع مؤسف يخالف الوعود التي قُدّمت لها.

وشهدت الساعات الأخيرة انتفاضة من الأندية الليبية، التي عبّرت عن استيائها من الظروف السيئة المحيطة بها قبيل انطلاق دور التتويج. فقد احتجّ نادي الأهلي بنغازي على مقر إقامته في فندق "ماريوت"، الذي كان يخضع لأعمال صيانة تسببت في إزعاج كبير للاعبين، إلى جانب انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي. أما نادي الهلال، فاشتكى من سوء أرضية ملعب التدريبات، ما دفع مدربه، زوران مانولوفيتش (63 عاماً)، إلى وصف الوضع بأنه "عار على كرة القدم الليبية"، في ظل توقّعات بأن تكون المنشآت في مستوى الحدث المنتظر.

وتصاعدت حدّة الأزمة مع مرور الساعات وتزايد حجم المشاكل، ما دفع الأندية الخمسة المشاركة في دور سداسي التتويج إلى التهديد بالمقاطعة، ما لم تتحسن الظروف خلال 24 ساعة. كما لوّحت الأندية بإمكانية العودة إلى ليبيا، وهو ما عجّل بعقد اجتماع طارئ ضمّ ممثلين عنها وأعضاء من مجلس إدارة الاتحاد الليبي لكرة القدم، غير أن الاجتماع انتهى دون التوصل إلى حلول فعّالة تُرضي الأطراف المتضررة.

وأعرب نائب رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم، فوزي جعودة، عن دعمه لمطالب الأندية، في تصريحات نشرها موقع الاتحاد عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، وأكد أن خيار تأجيل المباريات إلى موعد لاحق يبقى وارداً، وأشار إلى أن حجم النقائص يتجاوز مسؤولية الاتحاد، الذي تضرر هو الآخر، إذ لم يتسلّم أعضاؤه غرف إقامتهم في الفندق. وقال جعودة: "أتمنى أن تتوصل الجهة المنظمة، التي تم التعاقد معها من السلطات الليبية، إلى حلول تُرضي الجميع. ونأمل أن تنطلق المنافسة في موعدها المحدد، مع بقاء خيار الحلول البديلة مطروحاً".



وأضاف عضو الاتحاد، محمد قريميدة، أن اللجنة المنظمة ورّطت اتحاد الكرة بسبب الظروف غير المثالية التي وُضعت تحت تصرّفه، إلى جانب عامل الوقت الذي لم يكن في مصلحته، ما حال دون معاينة ملاعب التدريبات والمنشآت الأخرى: "اللجنة المنظمة وضعتنا في زاوية ضيّقة، وخياراتنا محدودة. من حق الأندية الاحتجاج والاعتراض. صحيح أن أرضية الملاعب جيّدة، لكننا لم نتأكد بعد من جاهزية الإنارة، كما أننا غير راضين عن وضع غرف تبديل الملابس".

وأمام هذا المشهد المعقد، تبدو منافسة سداسي التتويج مهددة قبل أن تنطلق، في ظل تصاعد الشكاوى وتضارب المسؤوليات بين الاتحاد الليبي واللجنة المنظمة. وبين وعود لم تُنفذ واستياء يتنامى، يبقى مستقبل البطولة معلّقاً على قدرة الأطراف المعنية على تجاوز الأزمة سريعاً، وإعادة الحد الأدنى من الثقة والجاهزية لإنجاح الحدث الذي يُفترض أن يكون ختاماً يليق بموسم طويل وشاق.
 




## وزارة الصحة في غزة: 10 حالات وفاة بسبب المجاعة وسوء التغذية في القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية
23 July 2025 10:08 AM UTC+00





## وزارة الصحة في غزة: ارتفاع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية في القطاع إلى 111 حالة
23 July 2025 10:08 AM UTC+00





## كيف تكتب الأبواب علاقتنا بالعالم؟
23 July 2025 10:09 AM UTC+00

حين نتأمّل السرد من زاوية المعمار وتفاصيل المكان، نكتشف أن العناصر البسيطة كالباب، والنافذة، أو السلالم قد تتحول إلى مفاتيح رمزية ذات أثر جمالي كبير. عناصر تنظّم علاقة الشخصيات بمحيطها، وتكشف عن ديناميات داخلية تتعلق بالهوية، والحدود، والانتماء. في الروايات، يصبح الباب، مثلاً، لا مجرد مدخل أو مخرج، بل تمثيلاً للمواجهة أو العزلة.

هذا ما نراه بوضوح في رواية "الباب" للكاتبة المجرية ماغدا سابو، كما نقرأه في كتاب "الباب: مقاربة إثنولوجية" للأنثربولوجي الفرنسي باسكال ديبي، وكأن السرد الروائي والتحليل الثقافي يتقاطعان عند هذه النقطة المعمارية.

بدايةً من رواية سابو التي صدرت بترجمة عربية عن دار أثر أنجزتها أسماء المطيري، نجد أن العلاقة المعقدة بين ماغدا الكاتبة وإيمرنس الخادمة على خلفية باب مغلق (باب بيت إيمرنس)، الذي لا تسمح لأحد بتجاوزه. هذا الباب يصبح تمثيلاً مادياً لحاجز لا مادي. لا تنشأ العلاقة بين المرأتين من الرغبة في تجاوزه، ومن صدمة ما يحصل حين يُفتح أخيراً. تترك سابو للباب ثقلاً خاصّاً في النص، كأنه يحمل كل ما لم يُقل. تصف الرواية حبّاً لا يتّسع له المفهوم التقليدي، وتلمح إلى أن العجز عن الوفاء به قد يكون نابعاً من العجز عن اختراق ذلك الحاجز، عن تخطي تلك العتبة.


يقرأ باسكال ديبي الباب ضمن إطار اجتماعي يشمل الطبقة والتاريخ


أما عند باسكال ديبي، الذي وقّعت ترجمة كتابه رندة بعث، فالحديث عن "الباب" يأخذ طابعاً إثنولوجيّاً غنيّاً. يرفض ديبي اختزال الباب في بُعده المعماري، ويقرأه كعلامة ثقافية واجتماعية ترسم العلاقة بين الذات والآخر. يصف الباب بأنّه "إله صغير للعتبة"، في استعارة تربط بين الحياة اليومية والرموز الكونية. من خلال تتبّعه لأبواب بابل وروما والصين، وأبواب الكنائس والمساكن التقليدية، يُبيّن كيف أن تصميم الباب وموقعه واستخدامه يعكس مفاهيم تتعلق بالجندر، والسلطة، والعبور.

في ضوء ما تقدّمه الرواية والكتاب معاً، يتضح أن "الباب" ليس مجرد تفصيل روائي أو موضوع بحث إثنولوجي، بل نقطة التقاء بين الخاص والعام. في رواية سابو، الباب يُغلق ليحمي، ويُفتح ليُخون، أما في تحليل ديبي، فهو أداة اجتماعية تُصنّف وتُنظّم وتفصل. وبين الاثنين، تتوسع صورة الباب ليشمل كل ما يحدّ الإنسان مثل الطبقة والتاريخ والرغبات. كلا العملين يُعيدان الاعتبار لتفاصيل قد لا نلحظها، ويكشفان عن طاقة رمزية في الأشياء اليومية من حولنا.

بعد قراءة هذين العملين يُصبح من الصعب النظر إلى أي باب بالطريقة نفسها. سواء كان مغلقاً أو موارباً، صامتاً أو صريره عاليا، فهو يحكي شيئاً عن ساكني البيوت، وعمّا نودّ أن نُبقيه في الداخل، وما نخشى أن يأتي من الخارج. وفي لحظة ما، سيقف كل واحد منا أمام باب يعنيه مترددّاً: أندخل؟ أم نلتفت صوب أشياء أبعد من الجهة الأُخرى؟






## "شبيغل": ألمانيا توافق على تسليم تركيا طائرات يوروفايتر
23 July 2025 10:09 AM UTC+00

ذكرت مجلة شبيغل الإخبارية في تقرير، اليوم الأربعاء، أن الحكومة الألمانية مهدت الطريق لتسليم 40 طائرة من طراز يوروفايتر تايفون إلى تركيا عقب قرار من مجلس الأمن الاتحادي لصالح تسليمها. وفي وقت لاحق، وقعت أنقرة ولندن مذكرة تفاهم تسمح للأولى بأن تكون مستخدما لمقاتلات يوروفايتر تايفون، في خطوة كبيرة نحو شراء الطائرات. وقالت بريطانيا إن المفاوضات مع تركيا بشأن الصفقة ستستمر خلال الأسابيع المقبلة.

وتجري تركيا محادثات لشراء هذه الطائرات، التي يصنعها تحالف يضم ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، ممثلا في شركات إيرباص وبي.إيه.إي سيستمز وليوناردو. ويعمل مجلس الأمن الاتحادي الألماني، المخول بالموافقة على صادرات الأسلحة، في سرية ولا تعلق الحكومة عادة على قراراته. وأحجمت وزارة الدفاع الألمانية عن التعليق على التقرير. فيما لم ترد وزارة الاقتصاد بعد على طلب تعليق أرسل عبر البريد الإلكتروني.



وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق من الأسبوع الجاري إن ألمانيا وبريطانيا اتخذتا موقفا إيجابيا بشأن بيع الطائرات، وأضاف أن أنقرة ترغب في إتمام عملية الشراء في أقرب وقت ممكن.

وفي فبراير/ شباط الماضي، أشار نائب الرئيس التركي جودت يلماز إلى أن بلاده ترحب بالتقدم الإيجابي الذي أحرزته المفاوضات مع بريطانيا بشأن توريد مقاتلات "يوروفايتر تايفون". وأعلن وزير الدفاع التركي يشار غولر، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تخطيط بلاده لشراء 40 طائرة "يوروفايتر تايفون" القتالية متعددة المهام. و"يوروفايتر تايفون" الأوروبية مقاتلة من الجيل 4.5، صُممت لتحقيق التفوق في القتال الجوي، وتنفيذ ضربات دقيقة ضد الأهداف الأرضية.

(رويترز، الأناضول)




## استعصاء تشكيل حكومة إقليم كردستان العراق: 10 أشهر على الانتخابات
23 July 2025 10:14 AM UTC+00

رغم مرور أكثر من 10 أشهر على الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان العراق، لا تزال عملية تشكيل الحكومة الجديدة عالقة في حلقة مفرغة من المفاوضات المتعثرة والخلافات الحزبية المتجذرة ما بين الحزبين الرئيسيين، "الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود بارزاني، و"الاتحاد الوطني الكردستاني" بزعامة بافل طالباني. وعلى الرغم من الجولات المتكررة والبيانات الإيجابية التي تصدر بين الحين والآخر، لم تثمر المباحثات عن أي اختراق حقيقي في جدار الأزمة.

ويبدو أن الانقسامات العميقة بين القوى السياسية الرئيسية، لا سيما بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، تجاوزت الخلافات التقليدية، لتتحول إلى أزمة ثقة تهدد فعلياً بتقويض أسس التوافق السياسي الذي استند إليه تشكيل حكومات الإقليم في العقدين الماضيين. ويقول عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني مهدي عبد الكريم، لـ"العربي الجديد"، إن مفاوضات تشكيل حكومة إقليم كردستان "متوقفة منذ فترة طويلة".

ويبيّن عبد الكريم أن "الخلافات السياسية ما زالت قائمة على بعض المناصب المهمة والحساسة في حكومة إقليم كردستان، وهذا ما يعطل كل الاتفاقات السياسية، ونرى هناك صعوبة في الوقت الحالي للمضي نحو تشكيل الحكومة دون حسم الخلافات ما بين "الديمقراطي" و"الاتحاد"، وكذلك إيجاد حلول سريعة ومستمرة مع بغداد لاستمرار إرسال رواتب الموظفين"، مرجحاً أن "ملف تشكيل حكومة إقليم كردستان سيؤجَّل إلى ما بعد انتخابات مجلس النواب العراقي المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، فحالياً الكل سيكون مشغولاً بالحملات الانتخابية والدعائية، لكن المتغيرات ربما تجري في أي لحظة، إلا أن المعطيات الحالية تشير إلى وجود جمود سياسي وعدم تقدم بأي مفاوضات جديدة بشأن تشكيل الحكومة الجديدة".

من جانبه، يقول القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني أحمد الهركي، لـ"العربي الجديد"، إن "السيناريو الأقرب لتشكيل حكومة إقليم كردستان هو بعد الانتخابات العراقية القادمة". ويبيّن الهركي أن "الفترة الماضية شهدت حوارات معمقة بين الحزبين (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني)، لم تقتصر على تشكيل الحكومة، بل توحيد الرؤى بين الحزبين، وتقريب وجهات النظر للمرحلة المقبلة".

ويعتبر أن عملية تأخر تشكيل الحكومات "باتت سمة سلبية في تشكيل الحكومات العراقية، سواء في إقليم كردستان أو الحكومات في بغداد، كما أن تشكيل الحكومة المقبلة في إقليم كردستان يتزامن مع ملفات أخرى، كتوحيد البيت الكردي في المرحلة المقبلة، والاستفادة من تجارب الحكومات السابقة لتقديم أداء حكومي أفضل في الحكومة القادمة".



في المقابل، يقول المختص في الشأن السياسي من أربيل ياسين عزيز، لـ"العربي الجديد"، إن "مفاوضات تشكيل حكومة الإقليم القادمة لم تحقق تقدماً يُذكر خلال الفترة الأخيرة لعدة أسباب، أهمها عدم تفرغ الحزبين لموضوع تشكيل الحكومة الجديدة، وذلك لانشغالهما بتسوية المشاكل العالقة بين الإقليم والحكومة الاتحادية، ويُتوقع بعد أن يتوصل الإقليم مع بغداد إلى اتفاق جيد ليعود الحزبان للانشغال بتشكيل حكومة الإقليم، على الرغم من وجود معلومات بأن هناك اتفاقاً مبدئياً بينهما على تأخير تشكيل الحكومة إلى ما بعد الانتخابات النيابية في العراق، على اعتبار أن الحزبين يستعدان في المرحلة المقبلة لخوض تلك الانتخابات المهمة، على ألا يغيب موضوع تشكيل الحكومة عن مباحثات الطرفين".

ويوضح أن أهم المشاكل بين الحزبين هو تقاسم الرئاسات الأربع في الإقليم، وهي رئاسات الإقليم، والحكومة، والبرلمان، ومجلس القضاء الأعلى، حيث يطالب الاتحاد الوطني برئاستين من أصل أربع، كما يطالب الاتحاد الوطني بحقائب وزارية سيادية مهمة، منها وزارة الداخلية، بينما يضع الحزب الديمقراطي خطوطاً حمراء على بعض المناصب، منها رئاستا الإقليم والحكومة ووزارات مثل الداخلية، والثروات الطبيعية".

ويضيف: "من المتوقع أن تكون هناك مرونة من الحزبين حتى يتم التوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين، لكن كما قلت، الحزبان ليسا في عجلة من أمرهما في موضوع تشكيل الحكومة، لاسيما بعد قرار المحكمة الاتحادية العليا العراقية رد الدعاوى المقدمة من معارضين في الإقليم يطالبون فيها ببطلان انتخابات برلمان الإقليم الأخيرة".

ورغم عقد الجانبين أكثر من 15 لقاء مباشرا للتفاهم على شكل الحكومة وبرنامجها، وتقاسم المناصب الرئيسة في الإقليم الذي يتمتع بحكم شبه مستقل عن بغداد، منذ الغزو الأميركي للعراق سنة 2003، إلا أن أي خطوات واقعية تجاه تشكيل الحكومة لم تظهر، وسط دعوات قوى كردية معارضة إلى حل البرلمان، وإعادة تنظيم الانتخابات مرة أخرى. ويتمسك الحزب الديمقراطي الكردستاني، بمناصب رئاسة الإقليم، ورئاسة حكومة الإقليم، إلى جانب مناصب أخرى مهمة، أبرزها الداخلية وجهاز الأمن والثروات الطبيعية والمالية، في حين يقول غريمه التقليدي حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، إنه يرغب بمناصب رئيسة وإنه لا ينبغي احتكارها من قبل الحزب الديمقراطي فقط.

وفرضت نتائج الانتخابات في الإقليم، معادلة سياسية صعبة، حيث لم يحقق أحد الحزبين الكبيرين الفائزين الأغلبية البرلمانية التي تمكنه من تشكيل الحكومة وحده، وهي معادلة النصف +1، أي 50 مقعداً بالإضافة إلى مقعد واحد. وفاز الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في الإقليم، ويقوده مسعود بارزاني، بـ39 مقعداً من مجموع مقاعد البرلمان البالغة 100، تضاف إليها ثلاثة من مقاعد الأقليات التي فازت بها قوى مقرّبة منه، بينما يمتلك منافسه حزب الاتحاد الوطني، الحاكم في مدينة السليمانية بقيادة بافل طالباني، 23 مقعداً، إضافة إلى مقعدين من مقاعد الأقليات. أما حراك "الجيل الجديد"، الذي يرفع شعار المعارضة في إقليم كردستان العراق، فقد حصل على 15 مقعداً، يليه حزب الاتحاد الإسلامي الذي حصل على سبعة مقاعد، ثم حزب الموقف الوطني الذي فاز بأربعة مقاعد، وجماعة العدل بثلاثة مقاعد، ومقعدان لحزب جبهة الشعب، ومقعد لكل من حركة التغيير والحزب الاشتراكي.




## بريطانيا تفرض العقوبات الأولى على شبكات للهجرة السرية
23 July 2025 10:23 AM UTC+00

أعلنت بريطانيا، اليوم الأربعاء، فرض عقوبات على 25 فرداً ومنظمة يُشتبه في تورطهم في شبكات الهجرة السرية، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى الحد من عمليات عبور قناة المانش. وتتعرض حكومة حزب العمال برئاسة كير ستارمر لضغوط، مع تجاوز عدد المهاجرين الوافدين على متن قوارب صغيرة 23500 شخص منذ مطلع العام، وهو عدد قياسي خلال هذه الفترة. وتأتي هذه التدابير التي تشمل تجميد الأصول وحظر الإقامة في المملكة المتحدة، بوصفها جزءاً من نظام عقوبات جديد أُنشئ خصيصاً لمكافحة شبكات تهريب المهاجرين.

وأعلنت وزارة الخارجية أن هذه المجموعة الأولى من العقوبات تستهدف بشكل خاص قادة الشبكات المتمركزين في البلقان وشمال أفريقيا وأربع جماعات إجرامية وشركة صينية لصناعة القوارب المطاطية، بالإضافة إلى أشخاص في الشرق الأوسط متورطين في نظام غير رسمي لتحويل الأموال يعرف باسم "الحوالة". وقال وزير الداخلية ديفيد لامي في بيان "من أوروبا إلى آسيا، نخوض المعركة ضد المهربين الذين يسهلون الهجرة غير الشرعية، ونستهدفهم أينما كانوا في العالم".

ومن بين الأشخاص المستهدفين الألباني بليدار لالا، الذي قدمته الحكومة البريطانية على أنه زعيم "شبكة تنظم عبور المهاجرين بصورة غير مشروعة من بلجيكا إلى المملكة المتحدة عبر المانش". ومن بينهم أيضاً ألن باسيل "مترجم شرطة سابق تولى قيادة شبكة كبيرة للاتجار بالمهاجرين في صربيا"، ومحمد تتواني الذي وُصف بأنه "زعيم مخيم للمهاجرين في هورغوس بصربيا" المعروف باستخدامه "أساليب عنيفة".

وتستهدف الحكومة أيضاً "مَصرفي حوالة" محمد خضير بيرو الذي "يتلقى أموالاً من المهاجرين لدفع تكاليف عبورهم غير القانوني من كردستان العراق إلى أوروبا عبر تركيا". وفرضت السلطات البريطانية عقوبات على شركة ويهاي يامار الصينية للمنتجات الخارجية "لتصنيع قوارب مطاطية تروجها لأغراض الاتجار بالبشر". وتضم القائمة أيضاً منظمات وأفراداً مقيمين في منطقة البلقان يُشتبه في قيامهم بتزويد المهاجرين بجوازات سفر مزيفة.



ويواجه رئيس الوزراء كير ستارمر الذي تعهّد بـ"تفكيك شبكات التهريب" تصاعداً في شعبية حزب "ريفورم يو كيه" المناهض للهجرة في استطلاعات الرأي. وتُعد قضية الهجرة شديدة الحساسية في المملكة المتحدة، حيث شهدت الآونة الأخيرة اشتباكات أمام فندق يؤوي طالبي لجوء في منطقة إيبينغ شمال شرق لندن.

(فرانس برس)




## الصومال: بونتلاند تعترض سفينة تحمل شحنة عسكرية ومعدات للجيش
23 July 2025 10:28 AM UTC+00

أدانت الحكومة الفيدرالية في الصومال بأشد العبارات، ما وصفته بـ"القرصنة والعدوان" الذي طاول سفينة الشحن "سي وورلد"، التي كانت ترفع علم جزر القمر في طريقها إلى ميناء مقديشو، محمّلةً بشحنة من المعدات العسكرية المخصصة لمركز التدريب العسكري التركي الصومالي (توركسوم) إلى جانب بضائع تجارية تعود لتجار صوماليين.

وفي بيان رسمي صدر عن الحكومة، صباح اليوم الأربعاء، اعتُبر الاستيلاء على السفينة انتهاكاً مباشراً للدستور المؤقت للبلاد، مشيرة إلى أن الشحنة العسكرية تمت وفق اتفاقيات التعاون الدفاعي الموقعة بين الصومال وتركيا (فبراير/شباط 2024)، وتخضع لقوانين دولية ووطنية، ولا تُشكّل أي خرق قانوني. وأضاف البيان أن المادة 54 من الدستور المؤقت تمنح الحكومة الفيدرالية وحدها صلاحية إدارة شؤون الدفاع الوطني، براً وبحراً، وأن أي تدخل من جهات إقليمية، (في إشارة إلى سلطات ولاية بونتلاند)، يُعد خرقاً للدستور وتهديداً للوحدة والسيادة وسلامة الأراضي الصومالية.

وأكدت حكومة الصومال أن عملية الاستيلاء على السفينة، والتي نفذتها عناصر مرتبطة ببونتلاند وفق البيان، تُعد جريمة قرصنة بموجب القانون الدولي، وتحديداً اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982، كما تندرج ضمن الجرائم الجنائية وفق القانون الصومالي. ودعت الحكومة الفيدرالية إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن السفينة، معتبرة أن احتجازها يُقوّض أمن البلاد، بما في ذلك أمن ولاية بونتلاند نفسها، ويعيق الجهود العسكرية لبناء القدرات الأمنية الوطنية.



كما حذرت سلطات بونتلاند من استمرار ما وصفته بـ"العمليات غير القانونية" على طول سواحلها، داعية إلى تنسيق أمني مشترك يضمن سلامة الملاحة البحرية للسفن المصرّح لها من الدولة الصومالية. وفي ختام البيان، أكدت الحكومة الفيدرالية أنها بصفتها الجهة الحامية للدستور، لن تتهاون مع أي تحركات تهدد سيادة الدولة أو أمن مياهها الإقليمية، مضيفة أنها ستتخذ إجراءات أمنية وقانونية لضبط المناطق البحرية والمرافئ التي تُستخدم نقطةَ انطلاقٍ لأعمال القرصنة.

كما دعت الحكومة جميع الولايات الفيدرالية، بما فيها بونتلاند، إلى احترام الصلاحيات الدستورية الخاصة بالحكومة الفيدرالية في ما يتعلق بالدفاع الوطني، وإدارة الشؤون البحرية، محذّرة من أن أي تدخل غير مصرّح به، ستكون له تبعات خطيرة على الأمن الوطني والإقليمي. وتأتي هذه الحادثة بعد أيام من احتجاز سفينة محمّلة بآليات عسكرية وعربات نقل الجنود في المياه الإقليمية. وأعلنت ولاية بونتلاند أن قواتها اعترضت هذه السفينة نتيجة المخاوف والشكوك حول وجهتها، ولا تزال هذه السفينة في مناطق بونتلاند تحت حرس قوات بحرية تمولها وتشرف عليها الإمارات، وهو ما يفاقم التوتر بين الولاية والحكومة الفيدرالية.




## توغل إسرائيلي جديد في القنيطرة وهدوء حذر بالسويداء
23 July 2025 11:00 AM UTC+00

توغلت قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء داخل سرية عسكرية قريبة من قرية الحلبي في ريف محافظة القنيطرة جنوب غرب سورية. وقال الصحافي السوري نور الحسن، المختص برصد التحركات الإسرائيلية في المحافظة، لـ"العربي الجديد" إن القوة الإسرائيلية بعد توغلها في المنطقة تمركزت لقرابة الساعة.

وأضاف الحسن أن القوة أقامت حاجزاً مؤقتاً في المنطقة ثم انسحبت، مشيراً إلى أن هذه الحواجز والتوغلات تتكرر بشكل دوري، حيث تقيم الدوريات الإسرائيلية حواجز مؤقتة بالقرب من قواعدها. ورصد "تجمّع أحرار حوران" تحليق طائرات إسرائيلية الليلة الماضية في سماء محافظة درعا جنوب سورية.

وفي غضون ذلك، وفي ما يتعلق بالأحداث في محافظة السويداء، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا، وفق ما نقلت وكالة "سانا"، إن "ما يُشاع على بعض صفحات وسائل التواصل الاجتماعي عن عمليات إعدام جماعية مزعومة بحق أسرى وموقوفين من فلول النظام السابق أو المحسوبين عليه، عار تماماً عن الصحة". وتابع أن الهدف من تداول هذه الإشاعات هو تشويه صورة الدولة السورية وإثارة فتنة تهدد السلم الأهلي.

وأكد البابا التزام الحكومة السورية بتنفيذ الاتفاق المرعي دوليًّا، رغم خروقات الطرف الآخر، موضحًا أن "خروج العائلات الطارئ من المحافظة هو مؤقت بسبب الظروف الإنسانية والأمنية، وأن عودتهم ستكون قريبة بعد تأمين المحافظة".



من جانبها، أكدت مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد" أن وقف إطلاق النار في محافظة السويداء لا يزال مستمرًّا، بعد دخول قوات الأمن الداخلي إلى المناطق التي تقدّم إليها مقاتلو العشائر العربية خلال الأيام الماضية.

وأضافت المصادر أن المجموعات العسكرية في السويداء، والتي تتبع رئيس الطائفة الروحية للموحدين الدروز حكمت الهجري، لا تزال تمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى المحافظة، وسط تدهور الأوضاع، مع دخول كميات قليلة من المساعدات عبر الهلال الأحمر السوري.

ووفق وكالة "سانا"، أجرت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات زيارة تفقدية اليوم الأربعاء لأوضاع العائلات المقيمة في مراكز الإيواء المؤقت بمدينة درعا.

لقاء يجمع وزير العدل السوري والقائم بأعمال السفارة الألمانية في سورية

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة العدل السورية اليوم لقاء جمع وزير العدل مظهر الويس بالقائم بأعمال السفارة الألمانية في سورية كليمنس هاش، الذي رافقته مديرة الوكالة الألمانية للتعاون الدولي تانيا لومان. وتباحث الطرفان التعاون القضائي ودعم مشاريع التحول الرقمي وتطوير بنية العدالة.

ووفقًا لما نقلته الوزارة، أكد القائم بأعمال السفارة الألمانية استمرار دعم ألمانيا للسوريين لأكثر من 12 عامًا، مشيرًا إلى توجه بلاده لدعم المؤسسات الحكومية، خاصة في مجالات القانون والإدارة. من جانبه، أكد وزير العدل السوري "أهمية تعزيز الشراكة وتبادل الخبرات بما يخدم مصلحة الشعب السوري ويعزز استقرار الدولة".

 




## مسعد بولس يلتقي المنفي والدبيبة بطرابلس ويتجه لملاقاة حفتر في بنغازي
23 July 2025 11:00 AM UTC+00

وصل كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط، مسعد بولس، اليوم الأربعاء، إلى مطار معيتيقة بطرابلس، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول رفيع من إدارة ترامب إلى ليبيا منذ عودة الأخير إلى السلطة. وبدأ بولس فور وصوله إلى طرابلس، سلسلة لقاءات، بدأها مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ومن المقرر أن يلتقي أيضاً رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، ومحافظ المصرف المركزي الليبي ناجي عيسى، قبل أن يغادر إلى بنغازي، للقاء قائد ما يُعرف بـ"القيادة العامة" اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وكانت مصادر دبلوماسية ليبية حكومية، وأخرى مقرّبة من المجلس الرئاسي، قد كشفت في تصريحات لـ"العربي الجديد"، يوم أمس الثلاثاء، عن أن مباحثات بولس في طرابلس ستتناول ملفين أساسيين، أولهما الملف السياسي وارتباطه بالتعثر الذي تشهده العملية السياسية، ومحاولات البعثة الأممية في ليبيا لكسر الجمود عبر تقريب وجهات النظر، والدفع نحو إجراء الانتخابات الوطنية المؤجلة، وثانيهما الملف الاقتصادي، حيث ستركز المباحثات على قضية النفط أساساً، ولا سيما تصديره بشكل منتظم عبر المؤسسة الوطنية للنفط، باعتبارها الإطار القانوني والشرعي الوحيد لإدارة الثروة النفطية الليبية.

وستتطرق النقاشات أيضاً إلى قضايا حساسة أخرى، في مقدمتها توازن العلاقات الخارجية الليبية، وسط قلق أميركي من تنامي العلاقات العسكرية بين حفتر وموسكو، وكذلك الاتصالات المتزايدة بين حكومة طرابلس وبعض العواصم الأوروبية. وبحسب المصادر نفسها، فإن الزيارة التي كان مقرراً أن تحصل في منتصف يونيو/ حزيران الماضي، تأجلت إلى اليوم لفسح المجال أمام البعثة الأممية لاستكمال مشاوراتها التي بدأتها وقتها مع الأطراف الليبية حول خريطة طريق جديدة طرحتها في العشرين من مايو/ أيار، وتضمنت الخطة الأممية، التي تحظى بدعم أميركي واسع، أربعة خيارات تمثل خريطة طريق سياسية جديدة.

وفيما تندرج زيارة بولس لليبيا ضمن محطات زيارته للمنطقة هذه الأيام، إلا أنها تأتي أيضاً في سياق اهتمام معلن بالملف الليبي أبداه بولس منذ توليه مهامه في إدارة ترامب، حيث أكد في أكثر من مناسبة أن واشنطن تطور تصوراً للحل الليبي بالتعاون مع جميع الأطراف، وأنها عازمة على الدفع نحو تسوية ليبية من خلال توافق ليبي شامل يقود إلى شراكة حقيقية في الحكم ضمن مشروع موحد، ما يشير إلى مساعٍ أميركية للحضور بكثافة في الملف الليبي، رغم التحديات التي تحيط بموقعه في سلّم أولويات البيت الأبيض.



كذلك تأتي زيارة بولس في ظل سياق إقليمي مضطرب، حيث تتزايد الأنباء عن مقترحات أميركية وإسرائيلية لنقل سكان من قطاع غزة إلى دول أخرى، من بينها ليبيا، وكذلك رغبة واشنطن في ترحيل مهاجرين يحملون سجلات جنائية إلى دول، بينها ليبيا، وهو ما أثار قلقاً واسعاً في الشارع الليبي، واعتُبر تهديداً مباشراً لسيادة البلاد.

من جهة أخرى، تجري زيارة بولس في ظل غموض إدارة ترامب تجاه ليبيا. فعلى الرغم من المواقف الأميركية الثابتة في ملف مكافحة الإرهاب ورفض التمدد الروسي، إلا أن ترامب لم يبدِ وضوحاً في موقع الملف الليبي في سلّم أولويات سياساته، كذلك فإنه أصدر قرارات بشأن ليبيا، مثل فرض قيود على منح التأشيرات الأميركية على الليبيين، وتمديد حالة الطوارئ الأميركية المتعلقة بليبيا، باعتبارها تمثل تهديداً للأمن القومي.

ومن الناحية الأمنية، تمثلت الجهود الأميركية في مشروع يقضي بإنشاء قوة عسكرية ليبية مشتركة من معسكري شرق البلاد وغربها، وهي الخطوة التي أبرزتها زيارة نائب قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، الفريق جون برينان، في فبراير/ شباط الماضي، لكل من طرابلس وبنغازي، وفي نهاية الشهر نفسه، نفذت القوات الجوية الأميركية نشاطاً عسكرياً قبالة ساحل سرت، وصفته سفارة واشنطن لدى ليبيا بأنه يهدف إلى تعزيز قدرات الدفاع الجوي والتكامل العسكري بين مناطق ليبيا المختلفة.

وفي إبريل/ نيسان الماضي، زارت السفينة الحربية الأميركية "يو إس إس ماونت ويتني" التابعة للأسطول السادس، ميناءي طرابلس وبنغازي، حيث أجرى الوفد الأميركي المرافق للسفينة محادثات مكثفة مع مسؤولين ليبيين، على رأسهم عبد الحميد الدبيبة وخليفة حفتر، وكبار القادة العسكريين في طرابلس وبنغازي، تركزت على توحيد المؤسسة العسكرية وتعزيز التعاون الأمني. وتعكس زيارة بولس اليوم محاولة لدعم المشروع الأميركي في الجانب الأمني بغطاء سياسي ودبلوماسي، ما يسهم في إعادة الدور الأميركي طرفاً مؤثراً في الملف الليبي.




## برّاك يواصل جولته في بيروت على وقع تفاؤل "حذر"
23 July 2025 11:01 AM UTC+00

يواصل الموفد الأميركي توماس برّاك جولته اللبنانية في إطار الحراك الذي يقوده للتوصّل إلى حلٍّ ينهي الصراع بين لبنان وإسرائيل والذي على مساره قدّم مقترحات في 19 يونيو/حزيران الماضي ترتكز على ضرورة الإسراع في إنجاز سحب سلاح حزب الله وفق جدول زمني وآلية تنفيذية واضحة، إلّا أنها لا تزال قيد الأخذ والردّ وسط تمسّك لبنانيّ بأولوية وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية. وقال برّاك، بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي اليوم الأربعاء، إنّ "الوقت حان للالتقاء معاً حول مسألة معقّدة"، مشيراً إلى أنه أتى في زيارة لتقديم النصح ونعمل على المعالجة منذ أربعة أسابيع وهذا مسارٌ معقّدٌ. ولفت برّاك إلى أنه يتفهّم الصعوبات، مشيراً إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد أن ينجح لبنان".

وفيما أشار برّاك إلى "أننا لا نعلم ما ستكون النهاية"، أكد أننا "سنستمرّ في الحوار مع من ليسوا على الطاولة وسأعود مجدداً كلما تطلّبت الحاجة"، لافتاً إلى أن "رئيس البرلمان نبيه بري يبذل جهوده في حلحلة الأمور.. وعلى الحكومة أن تقرّر ما تريده، فالاستقرار أساسي وإلا فلن يأتي أحد لمساعدتكم، وحصرية السلاح نصّ عليها القانون ويجب تطبيقها، فالمطلوب قرار من الحكومة لحصر السلاح ووقف الاعتداءات، والمطلوب الصبر ليستمرّ الحوار من دون خسائر"، مشدداً على أننا نحاول أن نكون الوسيط الصريح لمعالجة الإشكالات.



ولم تكن الزيارة الثالثة لبرّاك إلى بيروت حاسمة من حيث النتائج، إذ إنّ ردّ واشنطن الأخير، الذي يرتكز على ضرورة وضع جدول زمني لتسليم سلاح حزب الله، بدءاً من الثقيل، قبل نهاية العام الجاري، قوبِل بمشروع مذكرة شاملة سلمها الرئيس جوزاف عون للموفد الأميركي يوم الاثنين باسم الدولة اللبنانية لتطبيق ما تعهّد به لبنان منذ إعلان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حتى البيان الوزاري للحكومة اللبنانية مروراً بخطاب القسم.

وتشمل هذه المذكرة "الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان، عبر بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها، والتأكيد على مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية، كلّ ذلك، بالتزامن والتوازي مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي، بضمانة ورعاية من قبل أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يحفظ سلامة وأمن وكرامة كل لبنان وجميع اللبنانيين".

وخرج برّاك بعد لقائه يوم الاثنين رئيسي الجمهورية جوزاف عون والوزراء نواف سلام بتصريحاتٍ متشددة حيال حزب الله، واضعاً إياه في خانة المنظمة الإرهابية الأجنبية. ولفت إلى تداعيات عدم سير الحكومة بسحب السلاح، مؤكداً أن لا ضمانات يُمكن أن تعطى للبنان (أي في ما خصّ وقف الاعتداءات الإسرائيلية) ولا يمكن إلزام إسرائيل بشيء، إلا أنّ مواقفه عادت واتّسمت بالليونة "والأمل" بعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري أمس الثلاثاء، والذي قدّم له جملة مقترحات سيُصار إلى درسها.

وفي الإطار، علم "العربي الجديد"، أن بري قدّم أفكاراً للموفد الأميركي توماس برّاك، للتوصّل إلى حلّ، يرتكز على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية وإن لفترة من الوقت، يتمّ خلالها الحوار الجدي مع حزب الله بشأن السلاح، إذ إن الحوار لا يمكن أن يبدأ في ظل استمرار الاعتداءات والخروقات الإسرائيلية، ويمكن أن يكون الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس جنوباً تدريجياً.

وبحسب المعلومات، فإنّ بري كان متمسّكاً بموقف لبنان حيال نقاط أساسية، أبرزها، مدى التزامه بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، بعكس إسرائيل التي خرقته لأكثر من 4 آلاف مرة، ولا تزال، وقد أسفرت الخروقات عن سقوط أكثر من 200 شهيد منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رغم قيام الجيش اللبناني بمهامه ولا سيما على صعيد جنوبي الليطاني، على مستوى تفكيك المخازن ومصادرة الأسلحة، وهو في انتظار انسحاب إسرائيل ليستكمل انتشاره. 

وقال مصدر مقرّب من بري لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأجواء أمس كانت إيجابية جداً والاجتماع كان بنّاءً، لبنان قدّم ما لديه من أفكار وملاحظات، فالمقترحات الأميركية ليست منزلة، ونحن ننتظر الآن الموقف منها، والتفاؤل وإن كان حذراً دائماً يتقدّم على الأجواء التشاؤمية، التي يحاول البعض نشرها بفعل الضغط على حزب الله"، لافتاً إلى أن "حزب الله موقفه معروف، بأن هناك اتفاقاً قائماً يجب تطبيقه، وعلى العدو الالتزام به، وهو منفتح على الحوار بشأن السلاح داخلياً، لكن يجب وقف الاعتداءات الإسرائيلية أولاً". ووصف برّاك لقاءه أمس مع بري بـ"الممتاز"، مؤكداً أن على الجميع التحلّي بالأمل وسنحقق الاستقرار في المنطقة، مشدداً على أن "لا مشكلة في الضمانات ونحن نعمل على الحل".



جعجع: رد الدولة على المقترحات الأميركية يتماهى مع ما يريده حزب الله

في المقابل، برزت أمس الثلاثاء حملة ضدّ الرؤساء الثلاث على إثر طريقة تعاطيهم مع الورقة الأميركية، والمذكرة التي قدمت لبرّاك باسم الدولة اللبنانية، ولا سيما من جانب حزب القوات اللبنانية (يتزعمها سمير جعجع)، عبر تصريحات مسؤوليه، أو منشورات ناشطين ومناصرين تابعين له، شنّوا هجوماً يُعد الأشرس على العهد الجديد. وقال جعجع أمس الثلاثاء "تم ضرب الدستور والمؤسسات اللبنانية بعرض الحائط، فلا شيء في الدستور اسمه الرؤساء الثلاثة. إن مركز القرار التنفيذي في الدستور هو في الحكومة. إن المركز التشريعي هو في المجلس النيابي".

وأضاف "لقد سُلِّم الموفد الأميركي ردّاً لبنانياً على الطرح الذي كانت تقدمت به واشنطن من دون العودة للحكومة المعنية وفقاً للدستور بإدارة السياسة العامة في البلد، ومن دون العودة أيضاً إلى المجلس النيابي المعني الأول بسياسة البلد والسهر على أعمال الحكومة". وأشار إلى أن "ردّ أركان الدولة على بعض المقترحات الأميركية جاء متماهياً تماماً، باستثناء بعض العبارات التجميلية، مع ما كان يريده حزب الله"، مشدداً على أن "السلاح غير الشرعي في لبنان ليس مشكلة أميركية، والسلاح غير الشرعي بعد حرب 2024 لم يعد مشكلة إسرائيلية، إنما مشكلة لبنانية بالدرجة الأولى"، معتبراً أن "وجود التنظيمات العسكرية والأمنية غير الشرعية في لبنان وفي طليعتها حزب الله هشّم وجه الدولة اللبنانية وما زال".

وتابع جعجع "كما أن وجود هذه التنظيمات صادر قرار الدولة الاستراتيجي وما زال، وأن حل هذه التنظيمات أصبح مطلباً لأكثرية الشعب اللبناني، وأصبح مطلباً واضحاً لدى جميع أصدقاء لبنان في الشرق والغرب، وبالأخص لدى الدول الخليجية، وذلك كي يستعيد أصدقاء لبنان اهتمامهم به، وتقديم المساعدات المطلوبة له، إن بإخراج إسرائيل من لبنان ووقف عملياتها العسكرية، أو بتأكيد حدودنا الجنوبية وتثبيتها، أو بترسيم حدودنا الشرقية والشمالية".

وأردف "بأي منطق وحق يأتي جواب السلطة اللبنانية على المقترحات الأميركية بالشكل الذي أتى به؟ إن ما يحصل يعيدنا، ويا للأسف، سنوات وسنوات إلى الوراء، ويعرِّض لبنان لمخاطر جمة، ولمزيد من المآسي والويلات، والذين هم وراء ما حصل يتحملون مسؤولية كل ما يمكن أن يحصل". كذلك، خرجت مطالبات من بعض النواب، بينهم النائب هاكوب ترزيان بضرورة إعلان مضمون مشروع المذكرة الشاملة التي سلمت إلى برّاك أمام الرأي العام، حتى يطلع اللبنانيون على كامل بنوده وتفاصيله، بما في ذلك التعهدات والالتزامات اللبنانية، وما يسمى الضمانات الدولية الممنوحة للبنان، وذلك من منطق الشفافية.




## ترامب: إندونيسيا ستخفف القيود على صادرات المعادن النادرة لأميركا
23 July 2025 11:19 AM UTC+00

أعلن البيت الأبيض أن اتفاق الرسوم الجمركية المبرم بين واشنطن وجاكرتا يرمي إلى تخفيف القيود المفروضة على صادرات إندونيسيا من المعادن الأساسية إلى الولايات المتّحدة، في إنجاز اعتبره الرئيس دونالد ترامب "انتصاراً كبيراً" للشركات الأميركية. وبحسب الاتفاق الذي أُعلن لأول مرة الأسبوع الماضي، خُفِضَت الرسوم الجمركية الأميركية التي هدّد ترامب بفرضها على المنتجات الإندونيسية من 32 بالمائة إلى 19 بالمائة.

وقال ترامب في منشور على منصته تروث سوشال إنّه "تمّ الاتفاق على أنّ إندونيسيا ستكون سوقاً مفتوحة للمنتجات الصناعية والتكنولوجية الأميركية والسلع الزراعية، عبر إلغاء 99 بالمائة من قيودها الجمركية". وأضاف أنّ "إندونيسيا ستزوّد الولايات المتحدة بمعادنها الأساسية الثمينة" وستوقّع صفقات لشراء طائرات بوينغ ومنتجات زراعية وطاقوية أميركية. وإندونيسيا من أبرز البلدان المنتجة للمعادن مثل النحاس والكوبالت والنيكل، وهي المعادن التي تعتبر ضرورية لدفع التحول العالمي في مجال الطاقة من الوقود الأحفوري، ومن المتوقع أن تستفيد من الطلب المتزايد على هذه المنتجات.

كذلك فإن النيكل الخام بشكل خاص، مُكوّن رئيسي في البطاريات، خصوصاً المُستخدمة في السيارات الكهربائية. وذكر تقرير سابق صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في إندونيسيا أنها تمتلك أكبر احتياطيات من النيكل في العالم، وتستغل هذه الاحتياطيات لجذب الاستثمارات في سلسلة توريد البطاريات. وسيتجاوز الطلب على النيكل في البطاريات اللازمة للسيارات الكهربائية الطلب على الصناعات الأخرى، مثل إنتاج الصلب، بحلول عام 2030. وستمثل إندونيسيا وحدها وفقاً للتقرير ذاته، ما يقرب من نصف نمو إمدادات النيكل العالمية حتى عام 2025. ويُعد نجاح مشاريع التكرير في البلاد عاملاً رئيسياً في تحديد كل من العرض وأسعار النيكل في السوق العالمية.



وأشار بيان مشترك أصدره البيت الأبيض إلى أنه، بالإضافة إلى التعرفة المخفّضة إلى 19 بالمائة، قد تستفيد سلع إندونيسية غير متوفرة في الولايات المتحدة من رسوم أدنى. وجاء في البيان: "ستلغي إندونيسيا قيوداً مفروضة على تصدير السلع الصناعية إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك المعادن الأساسية". كذلك فإنّ جاكرتا وافقت على إلغاء متطلّبات الفحص أو التحقّق قبل الشحن على واردات السلع الأميركية، وقرّرت القبول بالمعايير الفدرالية الأميركية لسلامة السيارات.

ومن المقرّر إنجاز الصيغة النهائية للاتفاق بين البلدين في الأسابيع المقبلة، وفق البيان المشترك. وإندونيسيا من أوائل الدول التي توصّلت إلى صفقات وعدت بها إدارة ترامب في الأسابيع الأخيرة، قبل الأول من أغسطس/آب، الموعد النهائي لدخول تعرفات أعلى حيّز التنفيذ. وبحسب أرقام أميركية رسمية، سجلت الولايات المتحدة عجزاً تجارياً قدره 17.9 مليار دولار مع إندونيسيا في عام 2024، بزيادة 5.4% عن عام 2023.



ويبلغ عدد سكان إندونيسيا نحو 286 مليون نسمة، بينما يبلغ الناتج المحلي الإجمالي نحو 1.37 تريليون دولار سنوياً، ما يضعها في مصاف الدول العشرين الكبرى اقتصادياً في العالم، بمعدل نمو اقتصادي بلغ نحو 5% العام الماضي، وسط توقعات بنمو 5.3% خلال 2025، وانخفض معدل البطالة من ذروته البالغة 7.1% في عام 2020، إلى 4.9% وفقاً لأحدث بيانات لعام 2024، وهو أدنى مستوى له منذ عام 1998.





وفرضت واشنطن في إبريل/نيسان رسوماً جمركية بنسبة 10 بالمائة على أغلب شركائها التجاريين، وزادت التعرفات على عشرات منهم، لتعود وترجئ التنفيذ مرتين. وإضافة إلى إندونيسيا، أعلنت الولايات المتّحدة إبرام اتفاقات مع بريطانيا وفيتنام والفيليبين. كذلك توصّلت واشنطن وبكين إلى اتفاق لخفض مؤقت للتعرفات المتبادلة، علما بأنّ الخطوة تنتهي مفاعيلها في منتصف أغسطس/آب. وقال مسؤول أميركي طلب عدم كشف هويته إنّ الاتفاق مع إندونيسيا "قيمته 50 مليار دولار على الأقلّ" بالنسبة إلى الولايات المتحدة، من حيث دخول أسواق جديدة ومشتريات تعتزم شركات إندونيسية المضي قدماً بها.

(فرانس برس، العربي الجديد)




## صقيع الشمال يصنع لهب الهجوم.. الاسكندنافيون يخطفون الأنظار
23 July 2025 11:23 AM UTC+00

لطالما وُضع اللاعبون الاسكندنافيون في هامش المشهد الكروي الأوروبي، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، باستثناء بعض الحالات النادرة، التي استطاع فيها نجوم من شمال القارة اختراق دائرة الضوء وفرض أسمائهم بقوة، تحديداً حين استطاع منتخب الدنمارك، تحقيق لقب بطولة يورو 1992 بقيادة الحارس العملاق بيتر شمايكل، بعد الفوز في المباراة النهائية بنتيجة 2-0 على حساب ألمانيا، بفضل هدفين سجلهما جون ينسن وكيم فيلفورت.

يظل السويدي هنريك لارسون (53 عاماً) مثالاً بارزاً على النجاحات الفردية من البلاد الاسكندنافية، إذ تألق بقميص أندية مرموقة، أبرزها برشلونة الإسباني، بينما شكّل مواطنه زلاتان إبراهيموفيتش (43 عاماً) نموذجاً فريداً للاعب الرحالة، بعدما دافع عن ألوان أكبر أندية أوروبا في مختلف الدوريات الكبرى، ودوّن اسمه كأحد أعظم من مرّوا في تاريخ اللعبة خلال القرن الحالي، إلى جانب بعض الأسماء المهمة التي استطاعت أن تحظى بمسيرة استثنائية، مثل نجم أرسنال السابق، السويدي فريدريك ليونغبرغ، والدنماركي جون كارو الذي دافع عن ألوان عدّة فرق على غرار فالنسيا وروما وبشكتاش وليون وأستون فيلا وستوك سيتي وكذلك ويستهام، كما لا يُمكن نسيان النجم الدنماركي السابق جون دال توماسون الذي لعب مع ميلان، وظهير ليفربول السابق يون أرون ريسه، وزميله هناك الفنلندي سامي هيبيا.

وفي السنوات الأخيرة، انقلبت المعطيات رأساً على عقب، بعدما أثمرت سياسة العمل القاعدي والتكوين المنهجي في بلدان الشمال الأوروبي عن نتائج لافتة، جعلت من اللاعبين الاسكندنافيين هدفاً بارزاً لأكبر الأندية الأوروبية، وباتت المواهب الصاعدة من تلك المنطقة، خصوصاً في الخط الهجومي ومركز رأس الحربة، من بين أكثر العناصر طلباً في سوق الانتقالات، في وقت يشهد فيه هذا المركز ندرة على المستوى العالمي، واستغل اللاعبون الاسكندنافيون بنيتهم الجسدية القوية وطول قامتهم، إلى جانب المهارات الفنية المتطورة، ليقدموا أنفسهم كحلول مثالية داخل منظومات اللعب الحديثة، ويفرضوا أسماءهم كقوى هجومية صاعدة بقوة في الكرة الأوروبية.

وشهدت المواسم الماضية تألقاً لافتاً للمهاجمين الاسكندنافيين في الملاعب الأوروبية، يتقدّمهم مهاجم نيوكاسل يونايتد، السويدي ألكسندر إيزاك (25 عاماً)، الذي بصم على موسم مميز في الدوري الإنكليزي الممتاز، فقد شارك في 42 مباراة، سجل خلالها 27 هدفًا، وقدم ست تمريرات حاسمة، ما جعله من بين أكثر الأسماء طلباً في سوق الانتقالات، وسط تقديرات تشير إلى إمكانية تجاوز قيمته حاجز 100 مليون يورو.

ولم يكن إيزاك وحده من تألق، إذ خطف زميله في المنتخب السويدي، فيكتور غيوكيريس (27 عاماً)، الأضواء بقوة مع سبورتينغ لشبونة البرتغالي، بعدما قدّم موسماً استثنائياً من حيث الأرقام، سجل خلاله 54 هدفاً في 52 مباراة بمختلف البطولات، بالإضافة إلى 13 تمريرة حاسمة. واقترب غيوكيريس من حصد جائزة الحذاء الذهبي، لولا نظام النقاط الذي يميز البطولات الكبرى، رغم تسجيله 39 هدفاً في الدوري البرتغالي. هذا التألق اللافت جعل من غيوكيريس هدفًا رئيساً لنادي أرسنال الإنكليزي، الذي بات على بُعد خطوات من ضمه، ما قد يفتح الباب أمام منافسة مباشرة بينه وبين إيزاك على صدارة الهدافين في البريمييرليغ.

من جهته، أعلن نادي مانشستر سيتي الإنكليزي الأسبوع الماضي تعاقده الرسمي مع النجم النرويجي الواعد، سفيري نيبان (18 عاماً)، قادماً من نادي روزنبورغ، الذي خاض معه اللاعب الشاب 70 مباراة سجل خلالها 14 هدفاً وقدم 11 تمريرة حاسمة، رغم أن مركزه الأساسي في خط الوسط، إلا أن تنوعه التكتيكي وقدرته على التكيف داخل الملعب جعلاه يشغل أدواراً مختلفة، من صانع ألعاب إلى جناح، بل وحتى مهاجم متقدم، ما يزيد من قيمته الفنية في خطط المدرب الإسباني، بيب غوارديولا (54 عاماً) المستقبلية.



وسبق للنرويجي إيرلينغ هالاند (24 عاماً) أن خطف أنظار العالم بأدائه اللافت مع ناديه السابق بوروسيا دورتموند الألماني، قبل أن ينتقل إلى مانشستر سيتي، إذ يُعد حالياً من أبرز المهاجمين في العالم، وقد واصل هالاند تألقه مع "سيتي" مؤكداً مكانته قوة هجومية ضاربة في البطولات الإنكليزية والأوروبية على حد سواء، بفضل معدلاته التهديفية الاستثنائية، وأسلوبه البدني الفريد. وبالموازاة مع هالاند، برز اسم مواطنه مارتن أوديغارد (26 عاماً)، الذي جذب أنظار ريال مدريد منذ سن مبكرة، قبل أن يخوض تجربة تطوّر تدريجي أوصلته إلى الدوري الإنكليزي الممتاز، وهناك، وجد أوديغارد ضالته مع أرسنال، ليصبح قائداً للفريق، وأحد أفضل صُنّاع اللعب في البريمييرليغ، بل وفي الكرة العالمية، بفضل رؤيته الثاقبة، وتمريراته الحاسمة وقدرته على التحكم بإيقاع اللعب في الثلث الأخير من الملعب.

وسيسهم التطوّر الكبير الذي يعيشه اللاعبون الاسكندنافيون إلى جانب العمل القاعدي المنهجي، الذي تشهده الأكاديميات المحلية، في استغلال المواهب الواعدة وصقلها بالشكل الأمثل، مما سيساعد في خلق أجيال قوية وقادرة على إعادة المنتخبات الاسكندنافية إلى الواجهة القارية والعالمية. ومع الطفرة الحالية في عدد المواهب المتألقة، خاصة في الخطوط الأمامية، قد نشهد خلال السنوات المقبلة دخول هذه المنتخبات بقوة على خط المنافسة في البطولات الكبرى، مثل كأس الأمم الأوروبية وكأس العالم، وربما اللعب على المراكز الأولى، بعد سنوات من الغياب عن المشهد الختامي. ومن المنتظر أن يحاول المهاجم الدنماركي راسموس هويلوند إعادة توهجه بعد موسمين صعبين في مانشستر يونايتد، خاصة بعد الحديث عن إمكانية عودته إلى الدوري الإيطالي.




## صحة غزة: وصل إلى مستشفيات القطاع 113 شهيداً منهم 13 انتشال و534 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية
23 July 2025 11:30 AM UTC+00





## صحة غزة: ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 59,219 شهيدًا 143,045 إصابة منذ 7 أكتوبر 2023
23 July 2025 11:31 AM UTC+00





## صحة غزة: 10 وفيات جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية
23 July 2025 11:31 AM UTC+00

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، تسجيل 10 حالات وفاة جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية في القطاع خلال الساعات الـ 24 الماضية تزامناً مع استمرار حرب الإبادة للشهر الواحد والعشرين توالياً.
وقالت الوزارة في تصريح صحافي صادر عنها عممته على وسائل الإعلام إن إجمالي عدد حالات الوفاة التي سجلتها لحالة المجاعة سوء التغذية ارتفع إلى 111 حالة وفاة منذ بداية حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر 2023.
ودعت الوزارة في تصريحها إلى ضرورة وقف الإبادة ووقف حالة التجويع والحصار المفروضة بشكل مشدد منذ 2 مارس/آذار الماضي، حينما بدأ الاحتلال باتخاذ إجراءات تصعيدية قبل أن يستأنف الإبادة في 18 مارس.


وفي وقتِ سابق، طالبت أكثر من 100 منظمة إغاثية وحقوقية الحكومات إلى اتخاذ إجراءات مع انتشار الجوع في غزة بما في ذلك المطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار ورفع جميع القيود المفروضة على تدفق المساعدات الإنسانية. وحذرت المنظمات في بيان وقعته 111 منظمة، بما في ذلك "ميرسي كور" و"المجلس النرويجي للاجئين" ومنظمة "ريفوجيز إنترناشونال"، من انتشار المجاعة الجماعية في جميع أنحاء القطاع في الوقت الذي تتكدس فيه أطنان من المواد الغذائية والمياه النظيفة والإمدادات الطبية وغيرها من المواد خارج غزة مع منع المنظمات الإنسانية من الدخول أو إيصال المساعدات.



وقالت المنظمات في بيانها "في الوقت الذي يُجوع فيه الحصار الذي تفرضه الحكومة الإسرائيلية على سكان غزة، ينضم عمال الإغاثة الآن إلى طوابير الغذاء نفسها، ويخاطرون بالتعرض لإطلاق النار لمجرد إطعام عائلاتهم. ومع نفاد الإمدادات الآن بالكامل، ترى المنظمات الإنسانية زملاءها وشركاءها وهم يذبلون أمام أعينهم".

وتستقبل مستشفيات القطاع يومياً عشرات الحالات المصابة بسوء التغذية والتجويع نظراً إلى عدم تناول الطعام لأيام وأوقات طويلة في ظل نفاد المساعدات وعدم توفر الطعام في الأسواق نتيجة للسياسات الإسرائيلية.




## صحة غزة: بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 حتى اليوم 8,363 شهيدًا و31,004 إصابة
23 July 2025 11:32 AM UTC+00





## صحة غزة: بلغ عدد ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية من شهداء المساعدات 34 شهيد وأكثر من 644 إصابة
23 July 2025 11:33 AM UTC+00





## صحة غزة: ارتفع إجمالي شهداء المساعدات ممن وصلوا المستشفيات إلى 1,060 شهيدًا وأكثر من 7,207 إصابة
23 July 2025 11:33 AM UTC+00





## ارتفاع قياسي جديد في قيمة الدينار العراقي أمام الدولار
23 July 2025 11:45 AM UTC+00

سجلت بورصة العملات الأجنبية في العاصمة العراقية بغداد، اليوم الأربعاء، ارتفاعاً قياسياً للدينار أمام الدولار، بلغ 1380 دينار للدولار الواحد، مقارنة بالقيمة السابقة التي بلغت 1420 دينار للدولار الواحد. ويأتي هذا الانخفاض، وفقاً لمختصين نتيجة لتقاطع عدة عوامل داخلية وخارجية، في مقدمتها الإجراءات الحكومية المشددة التي اتخذها البنك المركزي للحد من المضاربات في سوق العملة، إلى جانب تزايد احتياطي البلاد من العملة الصعبة نتيجة ارتفاع أسعار النفط، وتعزيز التعاون مع المؤسسات المالية الدولية لضبط حركة الدولار داخل البلاد.

وشهد سعر صرف الدولار في السوق الموازي (غير الرسمي) 1380 دينار عراقي للدولار الواحد، وهو الأول من نوعه منذ عامين، بينما السعر الرسمي المثبت من قبل البنك المركزي العراقي هو 1310 دنانير عراقية للدولار، وخلال الفترة الماضية كان الدولار يشهد تقلبات في السعر حيث وصل الى 1700 دينار، بينما استقر منذ فترة طويلة على 1450 ألف دينار.

وقال الخبير في الشأن المالي والاقتصادي رشيد السعدي، لـ"العربي الجديد"، إن "الانخفاض الأخير في أسعار صرف الدولار مقابل الدينار العراقي يُعد نتيجة مباشرة لحزمة من السياسات والإجراءات التي تبناها البنك المركزي العراقي، بالتعاون مع مؤسسات الدولة الأخرى، منها تقييد حركة التحويلات الخارجية غير الشرعية، واعتماد منصة التحويل الرسمية، بالإضافة إلى تعزيز ضخ العملة الأجنبية عبر نافذة البنك المركزي، ما ساهم في تلبية الطلب الفعلي على الدولار، وتقليل الفجوة بين السعر الرسمي وسعر السوق الموازي".



وبيّن السعدي أن "ارتفاع الاحتياطي النقدي من العملة الصعبة نتيجة تحسن أسعار النفط العالمية، واستمرار التنسيق مع وزارة الخزانة الأميركية لمراقبة حركة الدولار، أعطى ثقة أكبر للأسواق وساهم في تهدئة عمليات المضاربة، كما أن الحفاظ على استمرار هذا الانخفاض يتطلب استمرار الشفافية في نافذة بيع العملة، وتوسيع الإجراءات الرقابية على المصارف وشركات الصرافة، إضافة إلى تنشيط القطاع الإنتاجي المحلي لتقليل الاعتماد على الاستيراد، وبالتالي تقليل الضغط على الدولار".

وأضاف أن "تأثير انخفاض الدولار على الأسواق المحلية، له نتائج مزدوجة؛ فمن جهة قد تنخفض أسعار بعض السلع المستوردة، وهو ما ينعكس إيجابيًّا على القوة الشرائية للمواطن، لكن من جهة أخرى قد تتضرر بعض الأنشطة التجارية التي كانت تعتمد على فارق سعر الصرف في السوق الموازي لتحقيق أرباح".

وأكد الخبير في الشأن المالي والاقتصادي أن "ما نحتاج إليه اليوم هو استقرار طويل الأمد مبني على إصلاحات اقتصادية حقيقية، وليس مجرد تحسن ظرفي في سعر الصرف، واستمرار انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي يتطلب جملة من الإجراءات المستدامة التي تعزز الثقة بالسياسة النقدية وتحافظ على توازن السوق، لكيلا يكون هذا الانخفاض مجرد حالة مؤقتة، فإن على الحكومة والبنك المركزي العمل على تعميق الإصلاحات المالية وتوسيع نطاق المعالجات البنيوية في سوق العملة".

من جهته، قال مظهر محمد صالح المستشار المالي والاقتصادي لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني في تصريحات إعلامية اليوم الأربعاء، إن القرارت والسياسات ذات الصلة التي اتخذها البنك المركزي والحكومة ستقود إلى تقليص الفجوة بين السعر الرسمي للدولار وسعره بالسوق الموازي، في مسار قد يفضي إلى الوصول إلى مرحلة "التطابق" بين السعرين. وقال في تصريح صحافي لوكالة (شفق نيوز) المحلية إن "اقتراب الفارق بين السعر الرسمي والموازي إلى أقل من 4% يشير إلى دخول مرحلة التطابق، إذ إن هذا الفارق يمثل فقط كلفة المعاملات".

ومطلع عام 2023، أعلن العراق اعتماد منصة إلكترونية من أجل مراقبة حركة بيع الدولار وعمليات غسل الأموال، وذلك بعد تحذيرات أطلقها مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، إضافة إلى معاقبة وزارة الخزانة العديد من المصارف المحلية لتورطها في أعمال مشبوهة. وذكر بيان للبنك أنه "تقرر توسيع قنوات التحويل الخارجي للمصارف المحلية، ليشمل عملات جديدة هي: الدينار الأردني والريال السعودي، والسماح للمصارف العراقية بتمويل التجارة مع تركيا باليورو بعد أن كان مقتصراً لها استخدامه مع دول الاتحاد الاوربي، فضلاً عن التحويلات المتاحة بعملات الدولار والدرهم الإماراتي واليوان الصيني والروبية الهندية".



وتسبب قرارات سابقة لوزارة الخزانة الأميركية بفرض عقوبات على 18 مصرفاً عراقياً بسبب تعاملات مالية مع إيران وأخرى مرتبطة بعمليات غسل أموال، رد فعل سريعاً داخل العراق، حيث أدت إلى تراجع قيمة الدينار، وتوافد المودعين إلى البنوك المُعاقبة لسحب أموالهم المودعة بالدولار. ومع وجود احتياطيات تزيد على 113 مليار دولار في الولايات المتحدة، يعتمد العراق كثيراً على حسن نية واشنطن في ضمان عدم تعرض عائدات النفط وأمواله لعقوبات أميركية.

ورفضت الحكومة الأميركية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، طلباً عراقياً للحصول على مبلغ مليار دولار نقداً من البنك الاحتياطي الفيدرالي من الأموال العراقية الناتجة من الإيرادات النفطية، وذلك لمعارضتها جهود كبح التداول المفرط للدولار، ووقف التدفقات النقدية غير المشروعة إلى الدول المحظورة من قبل الخزانة الأميركية.






## مؤبد لمتهم بالترويج لإسرائيل في العراق... تطبيق قانون تجريم التطبيع
23 July 2025 12:03 PM UTC+00

أعلن العراق، اليوم الأربعاء، تسجيل أول حالة لتطبيق قانون "تجريم التطبيع مع إسرائيل" منذ تشريعه قبل أكثر من ثلاث سنوات، حيث أصدر القضاء السجن المؤبد بحق مدان عن جريمة الترويج للكيان الصهيوني. ومنتصف العام 2022، صوّت البرلمان العراقي على قانون "حظر التطبيع وإقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني"، بالإجماع، في أول قانون من نوعه يجري تشريعه في البلاد، التي اعتمدت بالعقود السابقة على فقرات دستورية تنص على أن العراق في حالة حرب مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي، وتفرض عقوبات إعدام والسجن المؤبد بحق المتعاونين أو المتعاملين معه.

وذكر مجلس القضاء العراقي الأعلى، في بيان، أن "محكمة جنايات الكرخ أصدرت حكماً بالسجن المؤبد بحق مدان عن جريمة الترويج للكيان الصهيوني على صفحات التواصل الاجتماعي". وأضاف البيان أن "المدان أقدم بالترويج لأفكار وسلوكيات الكيان الصهيوني من خلال نشره على صفحة الفيسبوك ودعمه للتطبيع عن طريق نشر صور ومقاطع فيديو، كما ضبط في منزله كتب وصحف باللغة العبرية، وصدر الحكم بحقه وفقاً لأحكام المادة 7 من قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني رقم 1 لسنة 2022".

من جهته، قال الخبير في الشأن القانوني سالم حواس الساعدي، لـ"العربي الجديد"، إن "القضاء العراقي بدأ فعلياً بتطبيق قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، وفق ما أقره مجلس النواب العراقي في عام 2022، والذي يعد من أكثر القوانين وضوحاً وحسماً في التعبير عن الموقف الوطني تجاه الاحتلال الإسرائيلي، وحالة، اليوم، هي أول حالة يسجلها العراق لتطبيق هذا القانون منذ تشريعه".



وبين الساعدي أن "القانون يحمل طابعاً ملزماً، وينص بشكل صريح على حظر أي شكل من أشكال الاتصال أو التعاون أو إقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الإعلامي أو الثقافي، ويمنح السلطات القضائية صلاحيات واسعة لملاحقة المخالفين، بما في ذلك فرض عقوبات تصل إلى السجن المؤبد أو الإعدام بحسب نوع الجريمة، والقضاء ملتزم بتطبيق هذا القانون كجزء من احترامه للسيادة التشريعية وقرارات البرلمان، وأن أي محاولة للتطبيع، حتى وان كانت فردية أو غير مباشرة، تعد جريمة وفق التعريف القانوني الوارد في نص التشريع".

وأضاف الخبير في الشأن القانوني أن "القانون لا يستهدف حرية التعبير أو الرأي، بل يركز على منع كل ما من شأنه أن يمهد للتطبيع أو يمنحه غطاء قانونياً أو شعبياً، خصوصاً في ظل وجود إجماع وطني وشعبي على رفض الاحتلال وممارساته ضد الشعب الفلسطيني، كما أن دور القضاء في هذا السياق لا يقتصر على تطبيق العقوبة فقط، بل يمتد إلى حماية السيادة الوطنية والهوية السياسية للعراق، ومنع محاولات الاختراق الناعم التي قد تروج للتطبيع تحت عناوين متعددة".

ويتضمن قانون "حظر التطبيع وإقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني" عدداً من الفقرات المهمة، أبرزها تجريم أي نوع من التعاون أو التعامل السياسي والأمني والاقتصادي والفني والثقافي والرياضي والعلمي، وتحت أي نشاط أو عنوان كان، مع الكيان الصهيوني". وأيضاً التأكيد أن العراق بحالة حرب مع دولة الاحتلال وكل ما يصدر من أفراد، أو مؤسسات، أو جماعات، أو حركات، أو أحزاب، يخل بهذا المفهوم بما يصب في دعم وجود الاحتلال مادياً أو معنوياً، يدخل ضمن جرائم الخيانة العظمى التي توجب أحكاماً بين الإعدام والسجن المؤبد، وفقاً لقانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 المعدل. كما يتضمن القانون حظر التعامل مع الشركات والمؤسسات التي تتعامل مع هذا الكيان أو تعتبر داعمة له أو ترتبط به.




## رحيل الفنان محمد البلم أحد رموز المسرح في قطر
23 July 2025 12:15 PM UTC+00

فقدت الحركة المسرحية في قطر الممثل والمخرج والمؤلف المسرحي محمد البلم الذي توفي مساء أمس الثلاثاء، بعد تعرضه لحادث سير عقب خروجه من المسجد مساء الأحد الماضي، ونعاه الفنانون القطريون والمسؤولون في الشأن الثقافي مستذكرين مسيرته التي ترافقت مع نصف قرن من تأسيس المسرح رسمياً في البلاد.

ويذكر الفنان الراحل (1956- 2025) دائماً بوصفه واحداً من المشتغلين في الحركة المسرحية القطرية منذ 1972، وهو الزمن الذي يشار إليه باعتباره المؤسس للمشهد المسرحي من خلال بناء الفرق وإنشاء المسرح المدرسي، وانطلاق فكرة المهرجانات المسرحية.

وكان محمد البلم عضواً في فرقة الوطن المسرحية، وأحد مؤسسي فرقة مسرح السد في عام 1973، التي تولى فيها منصب رئيس مجلس الإدارة. وترأس أيضاً مجلس إدارة المركز الشبابي للفنون المسرحية. وعمل قبل ذلك معلماً موجهاً تربوياً لمادة المسرح في وزارة التربية والتعليم، ومدير إدارة توجيه مسرحي.

وقبل دراسته الأكاديمية في الكويت وتخرجه في التمثيل والإخراج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1958، كان البلم مشاركاً منذ عام 1973 في أكثر من 15 عملاً مسرحياً، بدأها ممثلاً بـ"بيت الأشباح" تلاها في عام 1974 "علّتنا فينا"، حتى 1981، وهو العام الذي بدأ فيه تولي إخراج المسرحيات، منها "مجلس العدل" الباكورة الإخراجية له، وبلغ عدد الأعمال التي أخرجها 12 مسرحية خلال ربع قرن، آخرها هذا العام بعنوان "غرق".

إلى جانب ذلك، شارك الراحل في العديد من المسلسلات التلفزيونية منذ عام 1977 "الهجرة إلى المستقبل" مروراً بـ"أحمد باشا الجزار" إلى "أحلام ساهي" عام 1981. وتوقف الشغل التلفزيوني بعد هذه المرحلة بحصيلة بلغت 10 مسلسلات، ليتفرغ بعدها للمسرح، سواء الإبداع وراء الستار مخرجاً، أو العمل الميداني التعليمي والإداري. كذلك عرفت مسيرته مشاركة في عدد من المسلسلات والبرامج الإذاعية، مثل "البيت العتيق" و"عندي لكم قصة"، وفيلمين سينمائيين، هما "الشراع الحزين" و"حارس الفنار".

ويعتبر محمد البلم من الكوادر المسرحية التي صقلت عملها بالمعرفة الأكاديمية، والتي توجهت في قطر منذ البداية صوب وجهتين: الأولى القاهرة، والثانية الكويت، وكانت الثانية إشارة هامة إلى تموضع المسرح الخليجي في بيئته المحلية التي استفادت من الخبرات العربية وعملت على توطينها.



وبدأ في قطر، بالتساوق مع هذه المرحلة التعليمية في الخارج، إنشاء بنية مسرحية تأهيلية، فكان البلم أحد الشباب في سبعينيات القرن الماضي الذين عاينوا وانخرطوا في مشهد قدمت فيه إلى البلاد نخبة من المسرحيين العرب، سواء من مخرجين أو كتاب أو فنيين.

 وراكم الراحل خبرة في التعليم المدرسي والشؤون المسرحية عموماً، دون أن يغفل المشاركة الإبداعية، حتى آخر لحظة، فقد شارك من خلال فرقة "الوطن" في مهرجان الدوحة المسرحي بدورته الأخيرة في مايو/أيار الماضي، من خلال مسرحية "غرق" التي ألفها طالب الدوس وتتناول موضوع الهجرة غير النظامية وما يواجهه المهاجرون من أخطار في أثناء رحلتهم إلى المجهول.

ولم تخل الحياة المسرحية الطويلة للبلم من آراء نقدية عديدة تجاه الحركة المسرحية المحلية، معدداً ما يراه من سلبيات، خصوصاً بعد تراجع أدوار المسرح المدرسي وانتقاده كذلك إدارة المهرجانات المسرحية، وكان ذلك مشهوداً في مشاركاته الدائمة في مناقشات الندوات واللقاءات الصحافية.




## قطر تستضيف أول بطولة كأس آسيا للبادل
23 July 2025 12:16 PM UTC+00

أعلن الاتحاد الدولي لرياضة البادل، اليوم الأربعاء، استضافة دولة قطر في العاصمة الدوحة النسخة الأولى من بطولة كأس آسيا للمنتخبات، المقررة إقامتها في الفترة من 17 إلى 24 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، وذلك بالتعاون مع الاتحاد القطري للتنس وبادل آسيا (QTF)، ضمن مشروع الاتحاد الدولي الأوسع لتجديد بطولاته القارية وتعزيزها.

وشرح الاتحاد الدولي للبادل شكل البطولة التي ستقام في قطر بنهاية العام الجاري، إذ تبدأ المنافسات من 17 إلى 19 أكتوبر بمشاركة 17 فريقاً مصنفاً من الخامس إلى الحادي والعشرين في منطقة آسيا وأوقيانوسيا، مقسمين إلى أربع مجموعات (ثلاث مجموعات من أربعة فرق ومجموعة واحدة من خمسة منتخبات)، ويتأهل المتصدر والوصيف إلى المرحلة النهائية، التي تلعب بين 20 و24 أكتوبر، والتي ستُقام في مجمع خليفة الدولي للتنس والاسكواش، الذي وصف "بالمرموق وأحد أكثر الملاعب شهرةً وتطوراً في عالم الرياضة، بعدما استضاف فعاليات بارزة في بطولة العالم للبادل في 2021 و2024 وبطولة أوريدو الكبرى للبادل، وهي بطولة رائدة في عالم الاحتراف".

وجاء في بيان الاتحاد الدولي للعبة: "تتيح بطولة كأس آسيا للبادل (FIP) إمكانية إطلاق المرحلة الأولى مستقبلاً لانضمام اتحادات وطنية آسيوية جديدة، ستكون هذه المرحلة بمثابة مرحلة تأهيلية تمهيدية، تُنظم في حال تجاوز عدد الفرق الراغبة في المشاركة النظام الحالي، وهو مؤشر آخر على تنامي شعبية البادل في المنطقة".

وتفاعل رئيس الاتحاد الدولي للبادل، لويجي كارارو مع الإعلان الرسمي عن هوية المستضيف لهذا الحدث، وقال: "تُجسّد بطولات المنتخبات القارية الكبرى جوهر رياضتنا وتُبرزه للعالم. إنّها تتعلق باللعب من أجل وطننا، واحترام قميصه، وتعزيز القيم الأساسية للرياضة: الولاء، واللعب النظيف، والوحدة، وروح الجماعة. تُقام بطولة كأس آسيا للبادل في الدوحة، التي تُمثّل رمزاً للبادل، فمن هنا تحديداً اكتسبت رياضتنا الحبيبة هذا الحجم والرؤية والطموح الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. ومن هنا سننطلق مجدداً نحو أهداف وإنجازات جديدة".



وأضاف كارارو: "أتقدم بجزيل الشكر لاتحاد قطر للتنس والاسكواش والريشة الطائرة، الذي يُجسّد نموذجاً يُحتذى به في حسن الضيافة والدعم والتطلع إلى المستقبل في تنظيم فعاليات رياضية عالمية المستوى. كذلك أتقدم بالشكر أيضاً لاتحاد بادل آسيا ورئيسه طارق زينل، ومرة أخرى، لكل من يعمل بجدّ واجتهاد لمساعدة البادل على النجاح في جميع أنحاء العالم". 

وأخيراً، عبّر القطري طارق زينل، رئيس بادل آسيا ومدير البطولة عن فخره باستضافة النسخة الأولى في قطر، قائلاً: "هي لحظة لا تُنسى لقارتنا ولرياضة البادل، تمثّل هذه البطولة أكثر من مجرد منافسة، إنها احتفال بالطموح والنمو الهائل للبادل في جميع أنحاء آسيا. وبصفتنا بادل آسيا، نفخر بأن نشهد رؤيتنا المشتركة تتحقق في الدوحة، المدينة التي احتضنت البادل بشغف وهدف. نحن ملتزمون بناء مجتمع بادل أقوى وأكثر ترابطاً، مجتمع يُمكّن الدول، ويُلهم الرياضيين، ويشكل مستقبل الرياضة على الساحة العالمية، يؤكد الإعلان عن كأس آسيا للبادل، الدور المركزي المتزايد للمنطقة الآسيوية في استراتيجية التنمية الدولية للبادل، خصوصاً بعد نجاح بطولتين عالميتين في قطر، وأربع نسخ من بطولة بادل الكبرى الممتازة، وتأسيس بادل آسيا، وبذلك تواصل القارة ترسيخ مكانتها مركزاً رئيسياً للنمو العالمي لهذه الرياضة".




## شهادة حارس سابق بـ"مؤسسة غزة" حول جرائم الاحتلال بحق طالبي المساعدات
23 July 2025 12:21 PM UTC+00

تواجه ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية - GHF"، المدعومة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، انتقادات دولية متزايدة، في الآونة الأخيرة، بعد نحو شهرين من توليها آلية توزيع المساعدات الإنسانية في القطاع، بطريقة غير آدمية، وتعرّض حياة سكان غزة الباحثين عن طعام، في ظل حرب الإبادة والتجويع للقتل. وفي مقابلة مع القناة 12 العبرية مساء أمس الثلاثاء، تحدّث حارس أمن سابق في المؤسسة، شارك في تأمين مواقع التوزيع، عن سلوكيات قاتلة من قبل فرق الأمن في مراكز المساعدات، منتقداً آلية التوزيع مؤكداً: "في الواقع، مراكز المساعدات أساءت كثيراً للسكان وعرّضتهم للخطر".

ويدور الحديث عن جندي سابق في الجيش الأميركي بخبرة 25 عاماً، وصل إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي في مايو/أيار الماضي للعمل ضمن آلية توزيع المساعدات الإنسانية في القطاع، ويصف واقعاً صعباً في مراكز التوزيع، مضيفاً: "لا يمكن إصلاح هذا، يجب وضع حد له".

وبحسبه، فإن "المواقع تقع في مناطق نائية لا يُسمح للسكان بالوصول إليها بواسطة مركبات، ما يضطر الفلسطينيين إلى حمل طرود ثقيلة سيراً على الأقدام في منطقة قتال نشطة". وانتقد الجندي الأميركي سابقاً زملاءه المسؤولين عن تأمين مراكز المساعدات واصفاً سلوكاً غير منضبط في محاولة لفرض النظام. وروى حادثة قام فيها الحراس الأميركيون برش فلسطيني كان يجمع الطعام من الأرض برذاذ الفلفل، دون أن يُشكّل أي تهديد. وفي حادثة أخرى، أُلقيت قنبلة صوتية أصابت امرأة فلسطينية مباشرة: "انهارت وسقطت أرضاً. كانت تلك اللحظة التي أدركت فيها أنني لا أستطيع الاستمرار".

وأردف حول واقعة أخرى: "عندما أنهى الفلسطينيون جمع المساعدات التي كانت في الموقع، بدأ الحراس الأميركيون بإطلاق النار عليهم، على أرجلهم، وحولهم لإجبارهم على المغادرة". وادّعى أنه قرر ترك العمل بسبب هذه التصرفات: "طوال خدمتي العسكرية، لم أشهد استخداماً كهذا للقوة ضد مدنيين غير مسلحين. لن أكون جزءاً من هذا الآن".

ووفق أقواله للقناة العبرية، عبّر جنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي أيضاً، من الموجودين في المنطقة، عن إحباطهم من الوضع: "ليس لديهم سيطرة على من يدخل ويخرج، ويرون في ذلك خطراً عملياتياً حقيقياً".

ويؤكد الموظف السابق أن المشكلة ليست فقط في ما يحصل على الأرض، بل في المنظومة كلها: "لو كانت لدى الأمم المتحدة الموارد والتنسيق الذي تملكه هذه الآلية، لكان الأمر أفضل بكثير".


المشكلة ليست فقط في ما يحصل على الأرض، بل في المنظومة كلها


وأوردت القناة رد المؤسسة التي كّذّبت الحارس الأميركي. وجاء في الرد: "فتحت مؤسسة GHF تحقيقاً فورياً في التفاصيل بمجرد عرض الادعاءات عليها. وبالاستناد إلى تسجيلات فيديو، وشهادات شهود، توصّلنا إلى استنتاج أن الادعاءات الواردة في التقرير كاذبة كلياً. المقاول السابق الذي أُجريت معه المقابلة تم فصله قبل عدة أسابيع بسبب سلوك غير لائق. لم تكن هناك أي نقطة كان فيها مدنيون تحت إطلاق نار في موقع توزيع تابع لـ GHF. إطلاق النار الذي سُمع في الفيديو تم التحقق منه على أنه صادر عن الجيش الإسرائيلي، وكان خارج المنطقة المباشرة لموقع التوزيع. إطلاق النار لم يكن موجّهاً نحو أشخاص، ولم يُصب أحدا".

وأضافت المؤسسة: "نحن نأخذ سلامة وأمن مواقعنا على محمل الجد. عندما تحدث تصرفات لا تتماشى مع معاييرنا، فإننا نتحرك. المقاول الذي ظهر وهو يصرخ في الفيديو لم يعد جزءاً من عملياتنا".

وزعمت المؤسسة التي استشهد عدد كبير من الفلسطينيين طالبي المساعدات في محيطها: "نواصل التركيز على مهمتنا الأساسية، وهي توفير الغذاء لسكان غزة بطريقة آمنة ومباشرة وبدون عوائق، كما نفعل منذ بدء نشاطنا في 27 مايو/أيار، حيث وزعنا حتى الآن ما يقارب 85 مليون وجبة غذائية على سكان القطاع". ويرتكب جيش الاحتلال مجازر مستمرة في أرجاء قطاع غزة، منها في محيط مراكز توزيع المساعدات.



وقبل نحو شهر، نشرت صحيفة هآرتس شهادات لجنود وضباط في جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، تؤكد أن الجيش يطلق النار عمداً على الفلسطينيين بالقرب من مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، باستخدام المدفعية والقناصة والدبابات وغيرها، دون اكتراث لحياة الأبرياء، فيما أقصى المخاوف تتعلق بانتقادات المجتمع الدولي، وعواقب ارتكاب جرائم حرب، أما قتل الباحثين عن لقمة يسدون بها جوعهم، فهو أمر عادي.

وتبين الشهادات أن قادة في الجيش أصدروا أوامر بإطلاق النار نحو مدنيين لتفريقهم وإبعادهم، رغم عدم تشكيلهم خطراً على الجنود. وبالمقابل طالبت النيابة العسكرية، وحدة التحقيق التابعة لهيئة الأركان العامة بالتحقيق في شبهات ارتكاب جرائم حرب في هذه المواقع، ليس حرصاً على حياة الفلسطينيين، ولكن خشية الملاحقات الدولية. وبحسب ضباط وجنود خدموا في مناطق مراكز المساعدات، يطلق جيش الاحتلال النار على الأشخاص الذين يقتربون من مراكز المساعدات قبل فتحها لمنعهم من الاقتراب، أو بعد إغلاقها، بهدف تفريقهم.

وقال أحد الجنود في حينه: "هذا ميدان قتل. في المكان الذي كنت فيه، كان يُقتل يومياً ما بين شخص إلى خمسة. يُطلق عليهم النار كما لو كانوا قوة مهاجمة. لا تُستخدم وسائل تفريق المظاهرات، ولا يُطلق غاز، بل يُطلق كل ما يمكن تخيّله، نيران رشاش ثقيل، وقنابل، وقذائف هاون. ثم، عندما تُفتح نقطة التوزيع، يتوقف إطلاق النار، وهم يعرفون أنه يمكنهم الاقتراب. نحن نتواصل معهم عبر النار". وأضاف الجندي: "تُطلق النار في الصباح الباكر إذا حاول أحدهم حجز دور من مسافة مئات الأمتار، وأحياناً يتم الهجوم عليهم من مسافة قريبة، رغم عدم وجود خطر على القوات".

وقال ضباط لذات الصحيفة، إن الجيش الإسرائيلي لا ينشر للجمهور في إسرائيل أو في الخارج توثيقاً لما يحدث حول مواقع توزيع الغذاء. وبحسب أقوالهم، فإن "الجيش راضٍ عن أن نشاط منظمة مؤسسة غزة الإنسانية الأميركية (GHF) حال دون انهيار كامل للشرعية الدولية"، لمواصلة حرب الإبادة على القطاع.




## لبنان: رفع الحصانة عن نائب وإحالة 3 وزراء سابقين على لجنة تحقيق
23 July 2025 12:21 PM UTC+00

رفع البرلمان اللبناني في جلسة عقدها اليوم الأربعاء، الحصانة عن النائب جورج بوشكيان، بعد تصويت 99 نائباً بالموافقة، وذلك فسحاً في المجال أمام القضاء لملاحقته بجرم الاختلاس والتزوير والابتزاز لعددٍ من أصحاب المصانع خلال توليه مهامه وزيراً للصناعة في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2021، علماً أن بوشكيان غادر قبل أيام إلى كندا، واضعاً رحلته في إطار "السفر الشخصي"، نافياً تهرّبه من أي مساءلة.

كذلك، وافق مجلس النواب على إحالة ملف الاتصالات المرتبط بجرائم هدر مال عام على لجنة تحقيق برلمانية بأكثرية 88 صوتاً، وتصويت 9 ضد الإحالة وامتناع نائبين عن التصويت، وذلك بعد الاستماع إلى الوزراء السابقين للاتصالات السلكية واللاسلكية، بطرس حرب، نقولا صحناوي وجمال الجراح. وخلال الجلسة، جرت تلاوة تقرير اللجنة الفرعية التي تشكّلت بعضوية النواب جورج عدوان وآلان عون ومروان حمادة، والتي أصدرت توصية برفع الحصانة عن بوشكيان بعد الاطلاع على كتاب النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار الموجّه إلى الأمانة العامة لمجلس النواب بواسطة وزير العدل عادل نصار، في 8 يوليو/تموز الجاري، واعتبارها أن مضمونه يحتم السير بهذه الخطوة.

واعتبرت اللجنة بعد الاطلاع والمناقشة والمداولة بمضمون كتاب وزارة العدل ومذكرة النيابة العامة التمييزية والمستندات المرفقة والجرائم المنسوبة إلى الجهة المطلوب رفع الحصانة عنها أن "الطلب مُعزَّز بمستندات بعيدة من الغايات الحزبية والسياسية ولا يستهدف حرمان النائب ممارسة عمله النيابي، ولا سيما في ظل وجود إفادات من شهودٍ تفيد بتلقي مدير مكتبه وسائقه الشخصي وآخرين رشى مقابل منحهم أو منح سواهم إجازات تصدير، ما يجعل من هذه الإفادات، بالإضافة إلى إفادة بوشكيان رغم إنكاره لما نسب إليه، دليلاً على شبهات جدية تطاول عمل بوشكيان ودوره إبّان توليه وزارة الصناعة".



وأشارت اللجنة في تقريرها إلى أن "ما أقدم عليه بوشكيان إبّان توليه الوزارة بالإسهام مع آخرين في حال صحته وثبوته خارج حدود صلاحيته ينطلق من مصلحته الشخصية المتمثلة بتلقي رشى مالية مقابل منح تراخيص صناعية خلافاً للأصول مرعية الإجراء وعلى هامش الواجبات المترتبة عليه وفي معرض ممارسته لمهامه، وبالتالي لا يمكن اعتباره داخلاً ضمن مفهوم الواجبات المعقودة في المادة الـ70 من الدستور التي توجب اتهامه من قبل المجلس النيابي وملاحقته أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، بل يقضي اعتباره عملاً يقوم به لحسابه الخاص، وعلى حساب المصلحة العامة، مستغلاً صفته الوزارية وصلاحياته والوسائل المتاحة له بهذه الصفة ويؤلف جرائم عادية تلاحق أمام القضاء العدلي في حال ثبوتها أو صحتها".

ورأت اللجنة بعد الاطلاع على مذكرة النيابة التمييزية أنها "مستوفية للشروط الشكلية الجوهرية المطلوبة، ولا سيما نوع الجرم المنسوب إلى النائب المطلوب رفع الحصانة عنه وتاريخ ارتكابه في حال صحته والأدلة التي تستلزم اتخاذ إجراءات عاجلة بحق جميع المشتبه فيهم، بمن فيهم المطلوب رفع الحصانة عنه، وذلك حفاظاً على حسن سير العدالة ووحدة التحقيقات وسلامتها، ولا سيما أن القضية الراهنة محلّ نظر أمام قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان، وثمة موقوفون في الملف".

وأكدت اللجنة أن طلب رفع الحصانة لا يعني الإدانة المسبقة، بل تمكيناً للسلطة القضائية من أداء مهامها، مشددة على تمسكها بمبدأ أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وعليه فإن المسألة لا تتعدى نطاق الحصانة النيابية كقيد إجرائي شكلي يجيز في حال رفعه للسلطات القضائية المختصة اتخاذ الإجراءات المنصوص عليها في قانون أصول المحاكمات الجزائية بحق المطلوب رفع الحصانة عنه دون أن يعني ذلك إدانته بالجرائم محلّ الملاحقة أو توافر أركانها وعناصرها.

وكان النائب بوشكيان قد أكد في بيان أنه "غادر الأراضي اللبنانية في 7 يوليو، في إطار سفر شخصي – عائلي خُطِّط له منذ أشهر، ولم يكن في حينه قد صدر بحقي أي قرار بالملاحقة أو حتى أي طلب رسمي برفع الحصانة. ويمكن الرجوع إلى قيود المديرية العامة للأمن العام للتأكد من تاريخ المغادرة وسلامة الدوافع". وجدد "التأكيد لاستعدادي التام للتعاون مع أي مرجع مختص، في المكان والزمان المناسبين، التزاماً مني بالمؤسسات الدستورية، وتمسكاً بمبدأ الشفافية وخضوع الجميع للمساءلة ضمن الأصول القانونية".

وتحوم شبهات عدة حول ممارسات بوشكيان وارتكاباته، وهو المعروف مدى قربه من ميقاتي، وذلك خلال توليه وزارة الصناعة، ومنها احتكاره للتواقيع، ولا سيما لإعطاء التراخيص الصناعية من دون العودة إلى المدير العام للوزارة داني جدعون، الذي بدوره رفع تقارير بهذا الشأن إلى حكومة ميقاتي، لكنها لم تلاحق بوشكيان، بل أحالت جدعون على التأديب، في مايو/أيار من عام 2023، وأوقفته عن العمل، بجرم الإهمال الوظيفي، وذلك بناءً على طلب بوشكيان، علماً أن التحقيقات عادت وأثبتت براءة جدعون من الادعاءات التي سيقت ضده.

وفي إطار ملف الاتصالات، قال وزير الاتصالات السابق نقولا صحناوي: "إذا كان يحق لي أن أسقط حصانتي سأفعل لأن ضميري مرتاح"، مشيراً إلى أنه "بشأن ملف مبنى كسابيان، فإن موظّفي شركة زين الدولية وجدوا أن المبنى أفضل الأمكنة مكاناً لعملهم في حال الاكتظاظ، فعرضوا عليّ السند التوقيعيّ مع صاحب المبنى كاسابيان، وأنا من فاوضه على السعر الأقل"، مضيفاً أن "شركة زين الدولية عاينت مبنى كاسابيان ونصّت على أنّه صالح، فكيف لي أن أعلم أنّه لم يكن إذا ما كانت الشركة الدولية قد نصّت على العكس؟".

من جانبها، قالت وكيلة الوزير السابق للاتصالات جمال الجراح المحامية ستيفاني نوفل إن "موكلها يخضع للقانون، وادعاء النيابة العامة المالية باطل". وأضافت: "موكّلي كشف السرية المصرفية عن حساباته الخاصة والعائلية، وقام بواجبه القانونيّ، وهو حاضر لإثبات ما يُطلب منه". بدوره، قال الجراح، إن "النائب العام المالي لم يطلب مستنداً ولا أي ورقة تبرر صحة أقوالنا، وعندما خرجنا من مكتبه سمعنا في الإعلام بموضوع اتهامنا. أما موضوع مبنى تاتش، فعندما زرته لاحظت كم يعاني من خلل".



كذلك، قال وزير الاتصالات السابق بطرس حرب: إنني "أقف اليوم بموقع المتّهم، رغم أنّني لطالما كان ضميري مرتاحاً لأنني لم أخالف القانون، بل حافظت على المال العام". وأضاف: "أنا النائب الأول والوزير الأول في لبنان الذي قدم تصريحاً بثروته تطبيقاً لقانون الإثراء غير المشروع، ورفضت أن يكون هذا الملف معلّقاً وفوق رأسي تهمة هدر، في حين أنّ كل ما قمت به هو وقف للهدر".

وأشار إلى أنه "في شأن عقد إيجارات مبنى كسابيان، أملك مستندات أنّ هذا المبنى غير صالح لتحمّل الأوزان للمعدات، وهو يحتاج إلى ترميم"، مضيفاً: "أنا من قرر أن يفسخ العقد ويوقف الهدر، فالمساهمة في هدر الأموال العمومية كانت في عدم فسخ هذا العقد، وأستغرب كيف للقاضي بيرم أن ينص على منع المحاكمة لمن وقّع العقد".






## الكشف عن محاولة لاغتيال نتنياهو من قبل مسنّة إسرائيلية
23 July 2025 12:21 PM UTC+00

زعمت هيئة البث الإسرائيلية (كان)، اليوم الأربعاء، أن مُسنّة إسرائيلية من منطقة المركز، خطّطت في الآونة الأخيرة، بالاتفاق مع أشخاص آخرين، لاغتيال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو. ووفقاً للشبهات، خططت المرأة لاستهداف رئيس الوزراء باستخدام عبوة ناسفة، وقد تم اعتقالها قبل أسبوعين، ثم أُطلق سراحها بشروط تقييدية تشمل إبعادها عن المؤسسات الحكومية، وعن رئيس الحكومة نفسه.

وتم اعتقال المرأة من قِبل جهاز الأمن العام (الشاباك)، وجرى التحقيق معها في وحدة "ياحبال" (الوحدة القُطرية للتحقيق في الجرائم الخطيرة والدولية). ولا تزال باقي تفاصيل التحقيق سرية. ومن المتوقع أن تُقدَّم ضدها غداً الخميس، لائحة اتهام تتضمن التآمر لارتكاب جريمة، والتآمر لارتكاب عمل إرهابي.



يُذكر أنه في إحدى قضايا تجسس إسرائيليين لصالح إيران، والتي كُشف عنها في الآونة الأخيرة، اتُّهم موتي ممان، من سكان عسقلان، ويبلغ من العمر 73 عاماً، بأنه جُنّد من قبل جهات استخبارية إيرانية بهدف تنفيذ اغتيالات ضد شخصيات إسرائيلية، من بينها نتنياهو، ووزير الأمن السابق يوآف غالانت، ورئيس جهاز الشاباك السابق رونين بار.

كما أشارت القضايا إلى التخطيط لاستهداف شخصيات بارزة إضافية، مثل وزير الأمن الحالي يسرائيل كاتس، ورئيس الوزراء السابق نفتالي بينت، ورئيس الأركان السابق موشيه (بوغي) يعالون، في إطار الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.




## بؤر وطرق استيطانية.. أدوات جديدة لابتلاع أراضٍ شرقيّ بيت لحم
23 July 2025 12:21 PM UTC+00

تشهد مناطق شرقيّ بيت لحم جنوبيّ الضفة الغربية في الفترة الأخيرة، تصاعدًا لافتًا في وتيرة التوسع الاستيطاني، مع إقامة بؤر جديدة وشق طرق التفافية على أراضي المواطنين في قريتي المنيا وتقوع، وذلك دون صدور قرارات مصادرة رسمية لها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بهدف السيطرة الكاملة على المناطق الشرقية للمحافظة والمطلّة على منطقة البحر الميت، غير أنّ ذلك يحصل بشكل يتجاوز الإجراءات القانونية والعسكرية التقليدية التي يتذرع بها الاحتلال عادة.

وشرع المستوطنون قبل أيام بنصب خيمتين جديدتين فوق أراضي قرية المنيا، وذلك لتوسعة بؤرة رعي استيطانية جديدة أقيمت قبل أيام قليلة أصبحت تضمّ خمس خيام للمستوطنين الرعاة، فيما تضاف هذه البؤرة إلى عشر بؤر قائمة سبق أن صادرت مئات الدونمات من أراضي القريتين الزراعية والرعوية. وقال رئيس مجلس قروي المنيا، زايد كوازبة، خلال حديث مع "العربي الجديد"، إن أعمال التوسعة الاستيطانية بدأت عبر نصب خيام جديدة، وهي الخطوة التي تُتبع عادة بوضع بيوت متنقلة "الكرفان"، قبل الشروع في بناء وحدات ثابتة وتوسيع الطرق الاستيطانية على حساب أراضي المواطنين الفلسطينيين.

ويوضح كوازبة أن هذا التمدد يترافق مع منع قوات الاحتلال لأهالي المنيا من الوصول إلى أراضيهم، بحجج أمنية مستمرة منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما يسهّل على المستوطنين تثبيت وجودهم دون اعتراض فعلي من السكان. ويشير كوازبة إلى أن هذه البؤرة الجديدة هي الثالثة التي تُقام في المنطقة منذ اندلاع الحرب على غزة.

ويلفت كوازبة إلى أن البؤرة تضم نحو 20 مستوطنًا، ومعهم أكثر من 100 رأس غنم، ويُقدّر أنها تستولي على مئات الدونمات من الأراضي التي لا يستطيع الأهالي الوصول إليها في ظل الحصار المفروض وإغلاق مداخل القرية "الشمالي المغلق بالسواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية، والجنوبي كذلك، ولم يتبق لنا سوى المدخل الشرقي المعروف بطريق مكبّ النفايات، وهو نفسه الطريق الذي يستخدمه المستوطنون، ما يجعلنا فعليًا تحت الحصار من جميع الجهات".



ويشير كوازبة إلى أن مساحة أراضي القرية تقلّصت كثيرًا، قائلًا: "كانت حدود القرية جغرافيًا تمتد إلى منطقة البحر البيت بمساحة تصل إلى 70 كيلومترًا، أما اليوم فلا نملك سوى كيلومتر واحد من الأراضي المستولى عليها"، موضحًا أن أحدث البؤر الاستيطانية أُقيمت قبل أيام، ويُقدّر أنها تستولي على مئات الدونمات من الأراضي التي لا يستطيع الأهالي الوصول إليها.

وأردف قائلًا: "لدينا بؤر استيطانية في مناطق نصب أبو زعرور، والقرن، ورخمة، أقيمت جميعها على أراضينا المصادرة منذ عام ونصف (...) حتى منشآت الطاقة الشمسية التي تغذّي المستوطنات المحيطة، مقامة على مساحة لا تقل عن 250 دونمًا من أراضي المنيا الزراعية، بينما يُمنع السكان من الوصول إليها منذ أشهر". ويلفت إلى أنّ حدود قرية المنيا جغرافيًا كانت تمتد إلى منطقة البحر الميت بمساحة تصل إلى 70 كيلومترًا، فيما تقلصت منذ 4 أشهر إلى كيلو واحد بعد أن منع الاحتلال السكّان وأصحاب الأراضي من التوجه إلى المناطق الشرقية، بحجة أنها "مناطق عسكرية مغلقة"، رغم السماح للمستوطنين مباشرةً بالانتشار والاستيلاء والاستيطان بالمنطقة.

وتهدف هذه الأعمال الاستيطانية، بحسب كوازبة، إلى إيجاد ربط بين مستوطنات شمال الخليل وشرقها مع المستوطنات الجنوبية والشرقية في بيت لحم، ضمن إطار الاستيلاء على المناطق البرية والمحميات الطبيعية في مناطق جنوب شرق الضفة الغربية مع المستوطنة المركزية جنوبًا "غوش عتصيون". ويقول كوازبة: "الاستيطان التهم أراضينا بالكامل، نحن محاصرون من الغرب بالشارع الالتفافي، ومن الشرق والجنوب بالبؤر الاستيطانية التي تُقام بشكل متسارع".

ويحذر كوازبة من مخطط تهجير شامل لأهالي القرية، مؤكدًا أن الاحتلال يسعى لضمّ أراضي المنيا بالكامل، تمهيدًا لإفراغها من سكانها البالغ عددهم نحو 3500 نسمة، بينهم 300 نسمة كانوا يقطنون منطقة برية المنيا. ويقول كوازبة: "هؤلاء طُردوا قسرًا من أراضيهم بعد اندلاع الحرب، بقوة سلاح المستوطنين وجيش الاحتلال". ويُشير إلى أن المنيا تتبع جغرافيًا لبلدة سعير شمال الخليل، وإداريًا لمحافظة بيت لحم، "لكن اليوم، الاحتلال فصلها كليًا عن الخليل بعد إقامة بؤرة استيطانية في منطقة حما الروش، وتوسيع مستوطنة أصفر، ما تسبب في قطع التواصل الجغرافي بين المنيا وشمال الخليل". ويطالب كوازبة الجهات الرسمية الفلسطينية بالتدخل قبل فوات الأوان و"تقديم دعم حقيقي للمزارعين الذين يواجهون مخططات التهجير والاقتلاع".



أما في بلدة تقوع، فإن آليات الاحتلال تعمل منذ العاشر من الشهر الجاري على شق شارع استيطاني جديد يخترق أراضي المنطقة الشرقية من البلدة على طول 5 كيلومترات، وبالتالي فإن ذلك يهدّد بفصل تقوع عن امتدادها الطبيعي نحو برّيتها الشرقية وسفوح البحر الميت، ما ينذر بفقدان عشرات آلاف الدونمات من أراضي الزراعة والرعي. ويفيد رئيس بلدية تقوع، محمد البدن، في حديث مع "العربي الجديد"، بأن هذا الطريق يقع على بُعد أمتار قليلة فقط من منازل المواطنين، ما يعني أنه يهدد الأمن والاستقرار لنحو 4 آلاف مواطن يقطنون على مقربة منه من أصل 16 ألف يسكنون في تقوع، وهو جزء من مخطط لفصل المناطق الشرقية بالكامل عن البلدة.

ويؤكد البدن أن تنفيذ المشروع يجري من قِبل مجموعات من المستوطنين، وليس من قبل الجيش أو الإدارة المدنية التابعة للاحتلال، موضحًا أن نحو 30 مستوطنًا مسلحًا يشاركون في أعمال التجريف، تحت حماية قوات الاحتلال التي تغلق المنطقة بشكل كامل وتمنع الوصول إليها. ويلفت البدن إلى أنهم تواصلوا مع هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، ومع الارتباط الفلسطيني، للحصول على توضيحات رسمية بشأن هدف هذا الطريق، إلا أن الجهات المختصة لم تقدّم أي إجابة حتى الآن.

ويقول البدن: "حاولنا التوجه إلى الإدارة المدنية الإسرائيلية للاعتراض، لكن ذلك رُفض، بحجة حالة الطوارئ، ورفضوا تسلّم الشكاوى". ويضيف: "هذا الطريق يُقام على أطراف البلدة شرقًا، وصولًا إلى منطقة تعرف بالمطلة، وهي مُطلّة على البحر الميت، ويتم ذلك دون أي إشعارات مسبقة أو أوامر مصادرة رسمية، رغم أن جزءًا من الأراضي التي يُشق فيها مصنّفة ضمن مناطق (ب)، الخاضعة للسيطرة المدنية الفلسطينية والأمنية المشتركة". ويشير رئيس البلدية إلى أن الهدف النهائي للاحتلال خلق فصل جغرافي كامل، وفرض وقائع استيطانية جديدة في منطقة تعتبر من آخر الامتدادات المفتوحة في جنوب الضفة الغربية.




## فينوس ويليامز تعود بعد غياب للواجهة.. انتصارٌ تاريخي ورسالة قوية
23 July 2025 12:23 PM UTC+00

خطفت النجمة الأميركية المخضرمة فينوس ويليامز (45 عاماً)، الأضواء بشكلٍ لافت خلال بطولة واشنطن المفتوحة للتنس، حين انتصرت على نظيرتها ومواطنتها الأميركية بيتون ستيرنز في مستهل مشوارها بمنافسات الفردي، بعدما غابت عن الملاعب حوالي 16 شهراً، تحديداً منذ خوضها غمار بطولة أساتذة ميامي في عام 2024، وقد اعتبرتها رابطة محترفات التنس العالمية لاعبة "غير نشطة".

وتفوّقت ويليامز على نظيرتها المصنفة 35 عالمياً بواقع 6-3 و6-4، لتحقق الانتصار الأول لها على صعيد منافسات الفردي لأول مرة منذ شهر أغسطس/آب 2023، في الدور الافتتاحي لبطولة سينسيناتي ماسترز 1000، عندما هزمت الروسية فيرونيكا كوديرميتوفا، مع العلم أنّ النجمة الأميركية المخضرمة كانت قد انتصرت، الاثنين، خلال منافسات الزوجي، برفقة مواطنتها هايلي بابتيس، على الثنائي المكون من الكندية إيوغين بوشار والأميركية كليرفي نجونوي بنتيجة 6-3 و6-1.

وكانت فينوس ويليامز قد قبلت قبل أيام بطاقة دعوة للمشاركة في دورة واشنطن المفتوحة بشكلٍ مفاجئ، لتصبح الشقيقة الكبرى لسيرينا، أكبر لاعبة سناً تفوز بمباراة رسمية منذ فوز اللاعبة التشيكوسلوفاكية مارتينا نافراتيلوفا وهي بعمر السابعة والأربعين من العمر في ويمبلدون، ثالث دورات الغراند سلام على الملاعب العشبية في عام 2004.



وبعد المباراة، قالت فينوس ويليامز في المؤتمر الصحافي: "لست هنا من أجل أحد سوى نفسي، وليس لدي ما أثبته على الإطلاق. أنا هنا لأنني أريد أن أكون هنا، من الصعب وصف مدى صعوبة خوض أول مباراة بعد فترة طويلة من عدم المنافسة، التحدي الرئيسي الذي واجهته كان الصبر وعدم التسرع، أعتقد أن كلّ شيء في رأسي كان يسير بسرعة كبيرة، وأنا لاعبة تعتمد على الضربات القوية وإيقاعي سريع، على الأقل من حيث الضربات، لذا كان الجهد الذي بذلته هو مجرد محاولة للإبطاء، عودتي إلى المنافسات، كانت استمتاعاً باللعبة، وليس من أجل الفوز حقاً".




## مستشفيات السويداء... انعدام مقومات الصمود يُنذر بالأسوأ
23 July 2025 12:27 PM UTC+00

يصارع القطاع الطبي والاستشفائي في محافظة السويداء لتوفير الخدمات الإسعافية والإغاثية، رغم تعرضه للقصف، وسط أعداد هائلة من الجرحى وانعدام المياه والكهرباء وشح المواد وتكدس الجثث.

ترزح المستشفيات الحكومية والخاصة في محافظة السويداء، جنوبي سورية، تحت أثقال حوادث دموية، وسط انقطاع المياه والكهرباء وشح المواد والمستلزمات الطبية، وأبسط الأدوية الحيوية. يضاف إلى ذلك اكتظاظ المستشفيات بالجرحى والمصابين، وتكدس أعداد كبيرة من جثث الضحايا في المستشفيات، وبقاء بعضها الآخر في الشوارع والأرصفة لأيام. واقع طبي واستشفائي متدهور تشهده المحافظة منذ بدء الأحداث الدامية في 13 يوليو/ تموز 2025، ما ينذر بعواقب صحية وبيئية وخيمة، وتداعيات مضاعفة على أصحاب الإصابات البليغة وأصحاب الأمراض المزمنة والمستعصية.

وفي اتصال مع "العربي الجديد"، يكشف نقيب أطباء السويداء الدكتور عمر عادل عبيد أن مستشفى السويداء الوطني المركزي، المعروف بـ"المشفى الوطني"، شهد الضغط الأكبر، "كونه مركز المدينة وأكبر المستشفيات وأكثرها تجهيزاً لاستقبال الحالات الطارئة. لكن وضعه اليوم يُعدّ الأكثر كارثية بسبب حجم الإصابات واقتحامه واحتلاله لمدة يوم كامل وقصفه بالدبابات وقتل بعض العناصر والجرحى. يضاف إلى ذلك تراكم الجثث في المستشفى ومحيطه لنحو ستة أيام، ما يجبرنا على التفكير بنقل الجرحى والعمليات الكبيرة إلى مستشفيات أخرى نتيجة التلوث الشديد، ناهيك عن الضحايا والجثث في الشوارع والمنازل التي يتطلب الوصول إليها فرقاً مدربة، ما يزيد الأمور سوءاً، لتصبح كل جثة مصدر تلوث، خصوصاً أن عمليات القتل طاولت كل الحارات في مدينة السويداء"، ويوضح أن طاقم المستشفى أجرى نحو 500 عملية جراحية في غضون ثمانية أيام، تنوعت بين معالجة إصابات في الصدر والمعدة وبتر أطراف وإصابات ناجمة عن الشظايا وإطلاق النار، وهو عدد قياسي لا يمكن استيعابه من قبل أي مستشفى مهما كان مجهزاً.

ويشير عبيد إلى أن المستشفى الوطني يضم نحو 250 سريراً، ومع ذلك لم يبقَ أي سرير شاغر بسبب حجم الإصابات، ويقول: "اضطررنا لإخراج أصحاب الإصابات الطفيفة في اليوم الثاني، من أجل توفير الأسرّة لمصابين آخرين، حتى أن بعض الأسرّة شُغلت خلال الأسبوع الماضي نحو خمس مرات"، ويلفت إلى "وجود عدد من المستشفيات الحكومية أو العامة الأخرى في محافظة السويداء، منها مستشفى صلخد الذي يضم نحو 70 سريراً، لكنه غير مجهز مثل مستشفى السويداء، ولا تشمل خدماته التصوير بالرنين المغناطيسي أو الطبقي المحوري. وهناك مستشفى شهبا الوطني لاستقبال الحالات الطارئة فقط، ويضم نحو 60 سريراً، لكن العمليات الجراحية الكبيرة والنوعية تحول مباشرة إلى مستشفى السويداء. وكذلك مستشفى سالي، شرق السويداء، الذي يضم نحو 40 سريراً. أما المستشفيات الخاصة، فكان عددها أربعة مستشفيات. ومنذ نحو شهر، افتُتح مستشفى خامس هو مستشفى الحكمة. لكنه يستوعب فقط ما بين 12 و15 مريضاً، وأكبرها يستوعب 20 مريضاً، وهي: مستشفى المزرعة (أقدم هذه المستشفيات)، مستشفى العناية، مستشفى الطب الحديث، ومستشفى السلام. ورغم محدودية إمكانياتها، غير أنها لبّت النداء وعالجت المصابين مجاناً".

يتابع: "أما المستوصفات والعيادات فهي غير مؤهلة لوجستياً ولا حتى على صعيد الكوادر للتعامل مع الإصابات في أوقات الكوارث والحروب، لكونها مخصصة لتوفير اللقاحات ومتابعة مرضى السكري وتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية".



وإذ يحذر نقيب أطباء السويداء من أن الوضع الإنساني بغاية السوء، يعدّد الحاجات الملحّة للمحافظة التي تنعدم فيها الكهرباء والمياه منذ 15 يوماً، ما يؤثر على إمكانية ضخ المياه للشرب أو للنظافة الشخصية، ويقول: "أولويتنا استمرار وقف إطلاق النار، وتزويد المدينة بالمستلزمات الطبية وكل ما يخص العمليات الجراحية ومواد التخدير والمسكنات والمضادات الحيوية والأجهزة العظمية والمثبتات الخارجية والبراغي والصفائح وغيرها الكثير".

وينبّه إلى أن مستشفى البيروني الجامعي في دمشق هو المستشفى الحكومي الوحيد في سورية الذي يعالج الأمراض المزمنة والمستعصية، "وبسبب الأحداث والمجازر حُرم مرضى السويداء على الأقل من جرعة أو جرعتين ومن متابعة مراحل علاجهم. مع العلم أننا قبل المواجهات كنا نسعى لتأمين الجرعات والأدوية والعلاج الكيميائي في مستشفى السويداء أو في مركز صحي، لكون طريق الشام - السويداء كان مليئاً بالمخاطر والكمائن والعصابات. لكن للأسف رفضت وزارة الصحة السورية تزويدنا بهذه الأدوية لأنها مكلفة جداً. وبالطبع، يبقى العلاج المتقدم وهو العلاج الإشعاعي والنووي في دمشق، لأنه يحتاج لتجهيزات على مستوى دولة".



بدوره، يوضح رئيس قسم الأشعة في مستشفى المزرعة الخاص بمدينة السويداء معتز المعاز أن مستشفى السويداء تَحمّل العبء الأكبر من الإصابات والأضرار وحتى من القصف والترهيب والدمار، وهو يعاني من تكدس أعداد كبيرة من الضحايا، حيث امتلأت المشرحة وبرادات الموتى، وتناثرت الجثث على الأرصفة والشوارع بمحاذاة المستشفى"، ويشدد في حديث لـ"العربي الجديد"، على أن ذلك يمثل "كارثة إنسانية كبيرة ستؤدي إلى أمراض عديدة وتلوث الهواء، لا سيّما عند تحلل الجثث. لذلك، من الضروري دخول كوادر جمعية الهلال الأحمر السوري، التي نعتبرها الجهة الوحيدة المؤتمنة، إلى جانب الحاجة الملحّة للمساعدات الإنسانية الدولية".

المعاز، الذي يتابع مع زملائه أوضاع مستشفى السويداء، يأسف لما تعرض له المستشفى من انتهاكات جسيمة أدت إلى خروج بعض الأقسام الطبية عن الخدمة، في حين بقيت الأقسام الرئيسية صامدة، بالإضافة إلى النقص الحاد في المازوت والكهرباء والمياه، ويقول: "نكافح كي نؤمّن المياه والمحروقات، واضطررنا للاستعانة بمحروقات المنازل، ووصل في 22 يوليو الجاري صهريج مازوت عبر الهلال الأحمر السوري، لكنه لا يكفي كل المحافظة. لذلك خصصناه فقط للمستشفى والأفران".

مستشفى السويداء ممتلئ بضعف طاقته، وقد استقبل أكثر من 500 مصاب، وكل مصاب تتحسن حالته يغادر، كما يقول الطبيب المتخصص بالأشعة، "غير أن الكادر الطبي والتمريضي استُنزف تماماً. لم يسترح الأطباء والممرضون على مدى أيام متواصلة. وفي 21 يوليو، تم تأمين طريق شبه آمن للوصول إلى المستشفى، ما سمح بتبديل الكوادر"، ويلفت إلى أن مستشفى شهبا الحكومي ومستشفى صلخد الحكومي بقيا يعملان بالحد الأدنى، كونهما لم يتعرضا للقصف المباشر، "وتمكنّا من توفير الخدمات الإغاثية والعلاجية لبعض الإصابات. لكن أخيراً تعرض مستشفى شهبا إلى ضغط هائل نتيجة امتداد الاشتباكات إلى خارج مدينة السويداء". ويعاني مستشفى شهبا اليوم من نقص في الكوادر والمواد والمستلزمات الطبية. أما مستشفى سالي فهو بعيد، يقع في أعلى الجبل، ولم يصله المسلحون، بل وصلته بعض الإصابات بالمناطق المحيطة.

ويشير المعاز إلى أن المستشفيات الخاصة صغيرة وغير قادرة على التصدي لكارثة إنسانية بهذا الحجم، وتعاني من نقص في المحروقات والكهرباء والمواد الطبية، ولا تستطيع تغطية حاجات المدينة أو المحافظة، إذ إن "مستشفى المزرعة خرج عن الخدمة منذ اليوم الأول للمواجهات، وعمد المسلحون إلى تدميره وسرقته، بالإضافة إلى ترويع الكادر الطبي والتمريضي من خلال إطلاق النار ومحاولات الاعتداء عليهم. وأعدنا في 22 يوليو تشغيل قسم الولادة والعمليات، على أمل تقديم ولو جزء من الخدمة، علماً أن المتبقي من التجهيزات الطبية لا يعمل بالشكل الأمثل. أما قسم الأشعة فهو متوقف نتيجة انقطاع التيار الكهربائي ووجود كمية محدودة من المحروقات في المولد، ما يجبرنا على تشغيله فقط عند الضرورة".



ويتحدث عن لائحة جهّزها أحد الأطباء عدّد فيها المواد الطبية والإسعافية المطلوبة لدعم محافظة السويداء المنكوبة، من ضمنها سيرومات طبية (السوائل الوريدية)، مسكّنات الوجع، مضادات حيوية فموية ومضادات حيوية وريدية، كحول طبي، معقمات ومطهرات وضمادات للجروح، إبر خياطة الجروح، قطن وشاش طبي، قفازات طبية معقمة للعمليات الجراحية، حفاضات طبية للمسنين وللأطفال، فوط صحية للنساء والفتيات، إلى جانب الفيتامينات، وأدوية علاج الحروق وتعقيمها. ويطلق المعاز صرخة استغاثة إنسانية من أجل "فتح معبر آمن لإيصال المساعدات الطبية والغذائية بأسرع وقت، وكسر الحصار عن أهل السويداء".

ويروي رئيس الأطباء المقيمين بمستشفى السويداء عبيدة أبو فخر عمق المعاناة والتحديات على مدى عشرة أيام، ويقول لـ"العربي الجديد": "أجرينا عدداً هائلاً من العمليات الجراحية، ولم نتمكن من إنقاذ بعض المصابين بسبب عدم توفر غرفة عمليات شاغرة، وهناك مرضى وأطفال عالجناهم من دون تخدير، ومرضى خضعوا لعمليات جراحية صغيرة في ممرات المستشفى. كما أننا لم نتمكن من متابعة المرضى بسبب نقص الكوادر الطبية والتمريضية، ما أدى إلى التهابات في الجروح. وشكل انقطاع المياه أزمة حقيقية في العمليات الكبرى، إذ كنا نعقم الأدوات بالمحلول الملحي الطبي الموجود أصلاً بكميات ضئيلة، وكنا نغلي المياه المتوفرة ونشربها عندما تبرد".

الوضع لا يزال كارثياً ومزرياً، رغم نقل الجثث إلى خارج المستشفى، بحسب المتخصص في الجراحة العامة والبولية أبو فخر. يضيف: "كان مستشفى السويداء شبه خارج عن الخدمة، حتى أن بعض المرضى عالجهم متطوعون غير متخصصين بالطب أو التمريض. وتحول المستشفى إلى مكان موبوء، عشنا حالة فوضى ومعاناة حقيقية، وهناك جروح لم نتمكن من تغيير ضماداتها طيلة خمسة أيام وأكثر، فتفاقمت حالتها وخرجت منها الديدان. كان كل همنا وقف النزف وإنقاذ المصابين، ولا سيما أننا خسرنا عدداً من الأطباء المتخصصين وبقي نحو ثلاثة أطباء فقط، ما أجبرنا على إجراء عمليات جراحية من دون اختصاصيين".




## شبّان يرفعون دعوى: سياسة ترامب البيئية تخالف الدستور الأميركي
23 July 2025 12:34 PM UTC+00

تنظر محكمة بولاية مونتانا في مدى توافق سياسات الرئيس دونالد ترامب المشكّكة في تغيّر المناخ مع المبادئ التأسيسية للولايات المتحدة الأميركية، وذلك في قضية "لايتهايزر ضدّ ترامب"، بعد دعوى قضائية تقدّمت بها مجموعة من الشبّان الأميركيين على رأسهم إيفا لايتهايزر يطالبون بـ"الحياة والحرية والسعي وراء السعادة" في حين يُراد التنقيب عن النفط "بأيّ ثمن".

وفي هذه الولاية الأميركية الواقعة في شمال غرب البلاد، تعتزم مجموعة الشبّان من خلال تحرّكها الإظهار بأنّ مشاريع ترامب المؤيّدة للوقود الأحفوري لن تُسرّع من تغيّر المناخ فحسب، بل تخالف حقوقها الأساسية التي يضمنها الدستور الأميركي.

في خلال تظاهرة أمام مقرّ الكونغرس الأميركي بالعاصمة واشنطن، قالت رئيسة المجموعة إيفا لايتهايزر لوكالة فرانس برس: "أشعر بالقلق عندما أفكّر في مستقبلي". أضافت الشابة، البالغة من العمر 19 عاماً والآتية من بلدة ليفينغستون، على مقربة من متنزّه يلوستون الوطني في مونتانا المُدرَج في قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي، أنّ "المناخ صار متقلباً وغير مستقرّ وسوف يزداد سوءاً"، مشدّدةً على أنّ "من الصعب جداً على شخص أصبح للتوّ راشداً أن يتقبّل هذا الوضع".



وفي إطار معالجة قضايا مماثلة حول العالم، بما في ذلك محكمة العدل الدولية التي من المنتظر أن تبتّ قضية في هذا السياق اليوم الأربعاء، تُعَدّ قضية من بين أشهر القضايا. من الناحية القانونية، تستند هذه القضية إلى التعديل الخامس للدستور الذي يحظر على الحكومة الفيدرالية حرمان الناس من حقوقهم الأساسية من دون اتّباع إجراءات قانونية واجبة.

وفي قضية لايتهايزر ضدّ ترامب، تُمثّل مؤسسة "أَوِر تشلدرن" (أولادنا) 22 شاباً حقّقوا أخيراً نجاحَين على الصعيد المحلي. يُذكر أنّ في هذه الولاية، أيّد قاضٍ في عام 2023 مطلب مُدّعين شبابٍ اتّهموا السلطات المحلية بتجاهل الأثر البيئي عند إصدار تصاريح البناء. وبعد عام، توصّل شبّان آخرون إلى اتّفاق لتسريع عملية إزالة الكربون من قطاع النقل في هاواي.

وتتعلّق الدعوى القضائية الحالية بقرارات ترامب الذي أعلن "حالة طوارئ الطاقة الوطنية"، من أجل تسريع إنتاج الوقود الأحفوري وتعطيل مبادرات الطاقة المتجدّدة. ورأى المحامي مات دوس سانتوس، الذي يمثّل مؤسسة "أَوِر تشلدرن"، أنْ لا بدّ للمحكمة العليا ذات الغالبية المحافظة والمدافعة عن "الحق في الحياة" لتقييد الإجهاض أن "تشمل الأطفال الأحياء" كذلك. وهذا المبدأ "يعني أنّ لكلّ شخص الحق في الاستفادة من وجوده على الكوكب".


THANK YOU for supporting the Children's Fundamental Rights to Life & a Stable Climate System resolution! @senjeffmerkley @janschakowsky @repjayapal @RepRaskin ACT NOW: Urge even more legislators to cosponsor the resolution at https://t.co/WtSS88Qyza #YouthvGov pic.twitter.com/wUQqv3bk9C
— Our Children's Trust (@youthvgov) July 22, 2025



وفي إجراء غير اعتيادي، طلب 19 مدعياً عاماً محلياً التدخّل من أجل دعم الولاية الفيدرالية المعنية بالدعوى. ومن ثم، تُؤخَذ القضية على محمل الجدّ، بحسب دوس سانتوس.

وتحدّثت لايتهايزر، التي تعود أصولها إلى ريف مونتانا حيث السكان "يولون أهمية كبيرة للبيئة الطبيعية"، عن حياة قصيرة اتّسمت بسماء ملبّدة بالدخان وفيضانات متكرّرة والاضطرار إلى التنقّل بسبب تغيّر المناخ. وقالت إنّها تعاني القلق والاكتئاب وتنوي دراسة العلوم البيئية.

ولاقت إيفا لايتهايزر تأييداً من قبل الطالب الأميركي جوزف لي (19 عاماً) الذي شارك في التحرّك لمواجهة التهديد بكارثة مناخية، متسائلاً عن إمكانية تكوين أسرة. والشاب الذي ترعرع على مقربة من مصفاة نفط، في ولاية كاليفورنيا بمنطقة الغرب الأميركي، عانى الربو الحاد في طفولته، وقد اضطرت عائلته إلى الانتقال إلى ولاية كارولاينا الشمالية (شرق) هرباً من التلوّث، غير أنّها واجهت هناك الفيضانات.



في سياق متصل، أشار أستاذ القانون البيئي في كلية الحقوق بجامعة "فيرمونت" باتريك بارينتو إلى أنّ مبادرة الشبّان ضدّ ترامب تندرج من ضمن المعارك القانونية حول الزواج بين الأعراق وإلغاء التمييز العنصري وحتى الحقّ في الإجهاض. لكنّه عبّر عن تخوّفه من احتمال رفض المحكمة العليا ذات التوجّه المحافظ القضية في نهاية الإجراءات القانونية. وقال بارينتو لوكالة فرانس برس إنّ "المدّعين يعلمون أنّه مسار صعب"، مضيفاً "لكنّهم مضطرون إلى المحاولة".

من جهة أخرى، يُنظَر إلى هذه المبادرة بطريقة مختلفة. بالنسبة إلى أستاذ القانون في جامعة "وليام إند ماري" الأميركية جوناثان أدلر، فإنّ هذا النوع من القضايا، بمعظمها، مجرّد نشاط سياسي ترويجي قائم على "نظرة فضفاضة جداً لا أساس لها" لسلطة القضاة. وشدّد الأكاديمي في تصريح لوكالة فرانس برس على أنّ "تغيّر المناخ مشكلة خطرة. لكنّ أقوى الاستراتيجيات القانونية ليست تلك المصمّمة لإثارة ضجة كبيرة".

(فرانس برس، العربي الجديد)




## دمشق تطلب رسمياً دعماً من تركيا لتعزيز قدراتها الدفاعية
23 July 2025 12:37 PM UTC+00

أعلنت وزارة الدفاع التركية، الأربعاء، أن الإدارة السورية طلبت دعماً رسمياً من أنقرة لتعزيز قدراتها الدفاعية ومكافحة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم "داعش". وأوضحت مصادر في وزارة الدفاع لوكالة الأناضول أن تركيا تواصل جهودها من أجل تقديم التدريب والاستشارات والدعم الفني لتعزيز القدرات الدفاعية لسورية استجابة لطلب من حكومة دمشق. وفي ما يتعلق بالاشتباكات في محافظة السويداء جنوبي سورية، والعدوان الإسرائيلي على دمشق، أشارت المصادر إلى أن الهجمات الإسرائيلية المكثفة في الآونة الأخيرة أدّت إلى زيادة التوترات بين المجتمع الدرزي وحكومة دمشق، وخصوصاً في السويداء. وأكدت المصادر أن تركيا متمسكة بموقفها "الثابت" في حماية وحدة الأراضي السورية وضمان الاستقرار ومكافحة التنظيمات الإرهابية.

وقالت: "تعمل وزارة الدفاع (التركية) بتعاون وثيق مع الحكومة السورية الجديدة، التي طلبت دعماً رسمياً من تركيا لتعزيز قدراتها الدفاعية ومكافحة جميع التنظيمات الإرهابية، وخصوصاً داعش". وأضافت: "يتمثل الهدف الرئيسي لتركيا بدعم الوحدة السياسية لسورية وسلامة أراضيها، وقيادة الجهود الرامية إلى تحقيق سلام دائم في المنطقة". ومنذ مساء الأحد، تشهد السويداء وقفاً لإطلاق النار عقب اشتباكات مسلحة دامت أسبوعاً بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، خلفت 426 قتيلاً، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان. وضمن مساعيها لاحتواء الأزمة، أعلنت الحكومة السورية 4 اتفاقات لوقف إطلاق النار بالسويداء، أحدثها السبت.

ولم تصمد الاتفاقات الثلاثة السابقة طويلاً، إذ تجددت الاشتباكات إثر قيام مجموعة تابعة لحكمت الهجري، أحد زعماء الدروز، بتهجير عدد من أبناء عشائر البدو من السنة وارتكاب انتهاكات بحقهم. وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهوداً مكثفة لضبط الأمن في البلاد، منذ الإطاحة في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 لنظام الرئيس بشار الأسد بعد 24 عاماً في الحكم. وبشأن اندماج تنظيم "واي بي جي" الإرهابي المعروف باسم "قسد" في حكومة دمشق، قالت المصادر: "كوزارة الدفاع، فإننا أكدنا مراراً وتكراراً أن حماية وحدة أراضي سورية وحقوقها السيادية أمر لا غنى عنه لاستقرار بلدنا والمنطقة". وأضافت: "إن رؤية التأثير الفوري للقضايا التي تم الاتفاق عليها بين الحكومة السورية وتنظيم قسد الإرهابي في 10 مارس/ آذار على الأرض من شأنها أن تساهم في الاستقرار".



وأردفت: "على تنظيم قسد الإرهابي أن يثبت بشكل ملموس التزامه الاتفاق الذي توصل إليه مع حكومة دمشق. وتجري متابعة التطورات في هذا الشأن من كثب مع مؤسساتنا المعنية". وفي 10 مارس/ آذار الماضي، وقّع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد "قسد" فرهاد عبدي شاهين، اتفاقاً ينص على وقف إطلاق النار في جميع أنحاء الأراضي السورية، مع الاعتراف بالمجتمع الكردي جزءاً لا يتجزأ من الدولة وضمان حقوقه المواطنية والدستورية.

وبخصوص التعاون العسكري ما بين تركيا وسورية، أوضح الباحث رشيد حوراني لـ"العربي الجديد" أن تركيا تنطلق في تقديمها الدعم العسكري لسورية من ثلاث نقاط أساسية: الأولى، دورها المحوري في دعم سورية دولياً، وخصوصاً لدى الجانب الأميركي. الثانية، دعمها لقوى المعارضة ومعرفتها بالقدرات البشرية لهذه القوى. والثالثة، علاقاتها المتأرجحة بإسرائيل، التي تتخوف من النفوذ التركي وتناميه في سورية. وأضاف حوراني أنه بعد سقوط النظام، سارعت تركيا إلى تعيين ملحق عسكري لها في سورية، حيث تقع على عاتقه مهمة تقديم المشورة وتقدير الموقف للقوات السورية، إضافة إلى تحديد حجم الدعم الواجب تقديمه لسورية، خصوصاً أن تركيا تعتبر ما يحدث في سورية تهديداً لأمنها القومي.

وفي النزاع الأخير بين الحكومة السورية والفصائل المحلية في مدينة السويداء، تصاعد الدور الإسرائيلي عسكرياً، كما أكد حوراني، وبلغ حد استهداف مبنى الأركان، وهذا التصعيد نظرت إليه تركيا بقلق بالغ، ووجدت نفسها مضطرة إلى الحضور بمختلف الجوانب، إذ إن تدخل إسرائيل قد يشجع مدينة السويداء على تشكيل إدارة ذاتية، الأمر الذي من شأنه أن يعزز من دعوات مماثلة في مناطق أخرى على الأرض السورية، ولا سيما أن "قسد" شرق الفرات تدعم هذا التوجه، مردفاً: "لذلك، تسعى تركيا، ويبدو أنها في طريقها، لتزويد سورية بأسلحة دفاعية بعد الحصول على الموافقة الدولية، وذلك بهدف تشكيل حالة ردع ضد الغارات الإسرائيلية".




## وكالة الأنباء السورية: دخول قافلة مساعدات إنسانية للهلال الأحمر العربي السوري إلى مدينة السويداء
23 July 2025 12:38 PM UTC+00





## الأردن: دعوات إلى إصلاح شامل وعادل لنظام الضمان الاجتماعي
23 July 2025 12:46 PM UTC+00

دعا مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية إلى إجراء إصلاحات شاملة وعادلة لمنظومة الضمان الاجتماعي في الأردن. وقال المركز في ورقة عمل أصدرها اليوم الأربعاء، إن أي إصلاح يجب أن يركز على توسيع الحمايات الاجتماعية، وتحقيق شمول تأميني عادل لجميع فئات العاملين، وضمان استدامة المؤسسة، بدلاً من تقليص الحقوق أو تحميل العاملين أعباء إضافية.

وتطرقت الورقة إلى سبعة محاور رئيسية للإصلاح، أبرزها ضرورة توسيع الشمول التأميني ليشمل جميع العاملين، خاصة العاملين في الاقتصاد غير المنظم والعاملين لحسابهم الخاص. واقترحت الورقة تطوير أدوات اشتراك تأميني مرنة ومنخفضة الكلفة، بدعم جزئي من الحكومة لتشجيع الاندماج الطوعي في النظام. وحذّرت الورقة من التوسع في تطبيق التقاعد المبكر، خصوصاً في القطاع العام.

وأشارت إلى أن المتقاعدين مبكرًا يشكلون نحو 63% من مجمل المتقاعدين، ما يسبب ضغطاً كبيراً على صندوق التقاعد ويؤدي إلى انخفاض الرواتب التقاعدية. ودعت إلى حصر التقاعد المبكر بالحالات الطوعية والمهن الخطرة فقط، والحد من الإحالات القسرية. وفي ما يتعلق بتأمين التعطل عن العمل، أوصت الورقة بتحويله إلى نظام تأمين بطالة حقيقي بمساهمة حكومية، وشموله لفئات تعاني أمراضاً تتطلب فترات علاج طويلة، مثل مرضى السرطان مشددة على ضرورة وقف استخدام صندوق التعطل لأغراض غير مخصصة له.

وانتقدت الورقة التعديلات التي استثنت الشباب دون سن الثلاثين من شمولهم الكامل بتأمينات الشيخوخة والعجز والوفاة، واعتبرتها تراجعًا خطيرًا في فلسفة الشمول، مطالبة بإلغائها واستبدالها بحوافز تشغيلية لا تمس بحقوقهم التأمينية. ودعت إلى تفعيل التأمين الصحي لجميع العاملين بالشراكة مع الحكومة وأصحاب العمل، وبما يتماشى مع المعايير الدولية، ولا سيما اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم (102)، وإنشاء صندوق خاص للتأمين الصحي داخل مؤسسة الضمان.



وفي جانب الحوكمة، شددت الورقة على ضرورة تعزيز استقلالية مؤسسة الضمان الاجتماعي، من خلال وضع تشريعات تحد من استخدام أموالها في إقراض الحكومة بشكل مفرط، وتفرض رقابة مستقلة على قرارات الاستثمار، إلى جانب إعادة تشكيل مجلس الإدارة بما يضمن التوازن بين الحكومة وأصحاب العمل والعمال. كما دعت إلى تطوير أدوات إنفاذ القانون لمكافحة التهرب التأميني، من خلال تحديث أنظمة التفتيش، وتشديد العقوبات على أصحاب العمل المخالفين، وربط تجديد السجلات التجارية ورخص المهن بإثبات شمول العاملين بالضمان

وقال صندوق النقد الدولي، في التقرير الصادر بشأن المراجعة الثالثة لبرنامج الأردن ضمن التسهيل الممدد، إن قانون الضمان الاجتماعي في الأردن في حاجة ماسة إلى إصلاح هيكلي لضمان استدامته المالية على المدى الطويل، وذلك في ظل تصاعد الضغوط الديمغرافية المتوقعة، وعلى رأسها ارتفاع نسبة الشيخوخة في العقود المقبلة.






## تونس تكافح حوادث المرور القاتلة بآلات قياس نسبة الكحول للسائقين
23 July 2025 12:54 PM UTC+00

تستعد سلطات تونس لتعميم تحليل نسبة الكحول للسائقين على الطرق في آلية للحد من الحوادث القاتلة بعد أن عانت البلاد لسنوات من نزف حوادث السير التي تخلف سنوياً آلاف الضحايا من الموتى والجرحى. وأخيراً بدأت السلطات الأمنية استعمال الآلات الفورية لقياس نسبة الكحول في الدم عند قيادة العربات في إطار حزمة تدابير تتدرج السلطات في فرضها خلال السنوات الأخيرة.

وتمثل القيادة تحت تأثير الكحول سبباً من أسباب الحوادث المرورية، وخصوصاً في صفوف الشباب الذين تراوح أعمارهم ما بين 18 و29 عاماً. وتكشف البيانات الرسمية للمرصد الوطني لسلامة المرور (حكومي) أن القيادة تحت تأثير الكحول تسببت منذ بداية العام الحالي في 45 حادثاً، وخلفت 8 قتلى و72 جريحاً.



وتقول رئيس مصلحة الاتصال المروري بالمرصد الوطني لسلامة المرور الرائد سامية مسعود إن الحوادث تحت تأثير الكحول تصنف من بين أخطر الحوادث وتؤدي إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة رغم أن نسبتها لا تتعدى 1.25% من مجموع حوادث السير التي سجلها المرصد. وأكدت لـ"العربي الجديد" أن مشروع تعميم استعمال آلات القياس الفوري للكحول على الطرق يهدف إلى الحد من حالات القيادة بحالة سكر ومخاطر ذلك على أصحاب المركبات وسلامة الأمن الطرقي. مشيرة إلى التشريع التونسي (الأمر عدد 146 لسنة 2000) يعتمد قياس نسبة الكحول في الدم لدى سائقي العربات بناءً على تحليل مخبري يُجرى لتحديد العقوبة اللازمة، غير أن طول إجراءات التحاليل تحد من جدوى هذه الآلية، وأضافت: "يجري الانتقال إلى اعتماد آلات القياس الفوري لنسبة الكحول في الدم من أجل إثبات المخالفة التي توجب وفق مجلة الطرقات التونسية عقاباً، سواء بالسجن أو الخطية المالية وسحب رخصة القيادة". وبحسب الرائد سامية مسعود "تعتمد أغلب الدول المتقدمة آلات قياس الكحول في الدم عند قيادة العربات لإثبات المخالفات المرورية".

وتعمل سلطات تونس على الاقتراب من الأهداف الدولية في خفض حوادث الطرقات التي وضعتها منظومة الصحة العالمية، وذلك بالنزول بنسبة الحوادث إلى حدود 50% في أفق عام 2030. ويعدّ تنقيح القوانين المرورية واعتماد الآليات المتطورة لرصد مخالفات الطريق أدوات مهمة لتحقيق الأهداف العالمية بخفض الحوادث السنوية بنسبة لا تقل عن 20%. ومنذ بداية العام الجاري سجلت طرقات تونس زيادة بنسبة 8.89% في الحوادث القاتلة مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية، وبلغ عدد ضحايا الحوادث 637 قتيلاً. في المقابل، تظهر بيانات المرصد الوطني لسلامة المرور أن العدد الإجمالي لحوادث السير تراجع بنسبة 15.7% خلال الفترة ذاتها. كذلك تراجع عدد الجرحى بنسبة 16.8%، وبلغ العدد الإجمالي للحوادث 2751 حادثاً مسببة 637 قتيلاً و3646 جريحاً.



وفي عام 2024، أحالت الحكومة على البرلمان مقترحات بتعديل فصول مجلة الطرق تدعم المراقبة الآلية عن بعد، وتطوير المنظومة الحالية للمراقبة على الطرق، إلى جانب مراجعة تصنيف بعض المخالفات المرورية وعقوباتها. وترمي هذه التعديلات إلى إرساء إطار قانوني يسمح بتحسين مستوى السلامة المرورية على الطرقات والحد من الحوادث المرورية، إلى جانب الاعتماد على أحدث الحلول التكنولوجية المتوفرة، وخصوصاً الرقمية وذات الاستعمال الآلي في إطار مواكبة التطورات التقنية الحاصلة على المستوى الدولي في هذا المجال.

وفرضت تونس منذ بداية يناير/كانون الثاني 2024 تدابير إجبارية للحصول على رخص قيادة الدراجات النارية صغيرة ومتوسطة الحجم بهدف الحدّ من مخاطر السير، التي تنتج من قيادة هذه العربات دون الدراية الكافية بقوانين الطرق، والحد من التجاوزات التي يرتكبها السائق.




## أبو الحق أبينا... ريشة فنان جزائري ضد العدوان
23 July 2025 01:10 PM UTC+00

يرسم الفنان الجزائري أبو الحق أبينا وجوه الفلسطينيين الذين استُشهدوا في حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة، ليجعلهم مرئيين للعالم. وانضم إلى مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس يوم 5 يوليو/تموز للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة. طوال المظاهرة حمل لوحتين، إحداهما تصوّر العدوان الإسرائيلي على غزة والأخرى للطفلة الفلسطينية هند رجب، البالغة من العمر ست سنوات، والتي استُشهدت على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في 29 يناير/كانون الثاني 2024.

وفي اللوحة الأولى أدرج شخصيات مختلفة مثل طبيب من غزة، وصحافي، وأم تحمل طفلها بين ذراعيها، كما أدرج رموزاً قوية مثل شخصية حنظلة الكرتونية، والمفتاح الذي يرمز إلى حق الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم، وغصن الزيتون الذي يمثل السلام، ودفتر مدرسي يرمز إلى "البراءة التي قُتلت في غزة". وفي اللوحة الثانية رسم هند رجب، ويقول عنها أبينا: "أردت أن أمثل تلك اللحظات من خلال الفن لأن هذه الطفلة الصغيرة تمثل جميع الأطفال الفلسطينيين الذين ماتوا ولم تظهر أسماؤهم ووجوههم أبداً في وسائل الإعلام الأوروبية".

أبو الحق أبينا يخلّد وجوه الضحايا

تنقل وكالة أنباء الأناضول عن أبو الحق أبينا أن رسم كل لوحة استغرق نحو 65 ساعة، وقد رسمها حتى لا يُنسى الأطفال الذين استُشهدوا في الإبادة الجماعية في غزة، وحتى تبقى صورتهم على الأقل. ويوضح: "أردت أن أصنع هذه الأعمال لأقول إن فلسطين موجودة، وسواء أعجبهم ذلك أم لا، فستظل موجودة".



واتهم أبينا الحكومات الأجنبية ووسائل الإعلام بالتواطؤ المباشر أو غير المباشر في الإبادة الجماعية في غزة. وقال: "ما يحدث هو إبادة جماعية. والأسوأ من ذلك هو أن دولاً عدة تتعاون في ذلك". وأضاف: "بينما يظهر الإسرائيليون كأشخاص يستمتعون بوجباتهم ويذهبون إلى السينما ويحبون الحضارات العظيمة، يُصوَّر الفلسطينيون، الذين سُلبت أراضيهم، على أنهم بربريون". ورداً على هذه الرواية، قرّر أبينا إنشاء هذه الأعمال الفنية، ويعمل مع مجموعة من الفنانين لتنظيم معرض يضم صوراً لرجال ونساء استُشهدوا في غزة.

وفي إشارة إلى الأوروبيين، قال أبينا: "لديهم قضايا عالقة بشأن ما فعلوه باليهود خلال الحرب العالمية الثانية، والفلسطينيون لا علاقة لهم على الإطلاق بتلك الفظائع". وشدّد على أن أصحاب الضمير لا يمكنهم السماح باستمرار الإبادة الجماعية في غزة، وأنه يجب استخدام كل الوسائل المتاحة، الفن والسينما والأدب، لإظهار وجوه الضحايا.




## مراسلة "العربي الجديد": تحليق لطيران الاحتلال الإسرائيلي على علو منخفض فوق بيروت وضاحيتها
23 July 2025 01:18 PM UTC+00





## سينر يعيد المعد البدني المرتبط بقضية المنشطات التي أدّت إلى إيقافه
23 July 2025 01:24 PM UTC+00

قرر نجم التنس الإيطالي يانيك سينر (23 عاماً)، المصنف الأول عالمياً بين اللاعبين المحترفين، الفائز مؤخراً بلقب بطولة ويمبلدون الكبرى على الملاعب العشبية، اليوم الأربعاء، إعادة تعيين أومبرتو فيرارا معدّاً بدنياً له، وذلك بأثر فوري، بعدما كان قد استبعده سابقاً على خلفية قضية المنشطات الشهيرة التي عاشها اللاعب في الفترة الماضية.

وعوقب سينر بالإيقاف لمدّة ثلاثة أشهر بموجب اتفاق مع الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات "واد"، بعد ثبوت حالتي موجبة خلال بطولة إنديان ويلز 2024، قبل أن يعود إلى الملاعب ويؤكد أنّه واحدٌ من أفضل اللاعبين حالياً، إذ تشير الأرقام والنتائج التي يشهدها عالم التنس حالياً، أنّه سيكون إلى جانب الإسباني كارلوس ألكاراز، أبرز المنافسين في هذه الرياضة خلال السنوات المقبلة، بعد اعتزال الإسباني رافا نادال، وقبله السويسري روجر فيدرر، واقتراب الصربي نوفاك ديوكوفيتش من رمي المنديل.

وأصدرت شركة "أفيما" التي ترعى شؤون سينر بيانا جاء فيه اليوم الأربعاء: "اتُّخذ هذا القرار بالتنسيق مع الإدارة الفنية لسينر، بوصفه جزءاً من الاستعدادات المستمرة للبطولات القادمة، بما في ذلك بطولة سينسيناتي المفتوحة وبطولة الولايات المتحدة المفتوحة. لقد لعب أومبرتو دوراً مهماً في تطور يانيك حتى الآن، وعودته تعكس تركيزاً متجدداً على الاستمرارية وتحقيق الأداء بأعلى المستويات".



وكان سينر قد قرر الاستغناء خلال المرحلة السابقة عن خدمات كلّ من المدلك جاكومو نالدي والمعد البدني أمبورتو فيرارا، بعدما قام الأول بتدليك عضلي له من دون ارتداء قفازات، وعلى إثرها سبَّب ذلك دخول مادة محظورة عن طريق الجلد إلى داخل جسد اللاعب، إذ كانت تلك المادة على يديه بعد استخدامها لعلاج جرح، على حدّ قول وكلاء اللاعبين القانونيين، مع التنويه إلى أن فيرارا بدأ العمل مع مواطنه الإيطالي في عام 2022، وواصل مسيرته المهنية لاحقاً بالعمل مع لاعب التنس الإيطالي الآخر ماتيو بيريتيني.




## منظمة الصحة: أوامر الإخلاء التي أصدرتها إسرائيل شملت نحو 90% من مساحة غزة
23 July 2025 01:25 PM UTC+00





## "رويترز" عن منظمة الصحة: هناك ارتفاع قاتل في سوء التغذية في غزة
23 July 2025 01:28 PM UTC+00





## نقل أسلحة نووية أميركية تفوق قوتها قنبلة هيروشيما إلى بريطانيا
23 July 2025 01:33 PM UTC+00

أشار تقرير صادر عن منظمة "نوك واتش يو كيه"(Nukewatch) إلى وجود أدلّة جديدة عن أسلحة نووية أميركية تفوق قوّتها قنبلة هيروشيما بثلاثة أضعاف، نُقلت إلى إنكلترا الأسبوع الماضي، متهمةً الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بعدم إبلاغ المواطنين عن هذه العملية. وقالت المنظمة المتخصّصة في مراقبة أسلحة الدمار الشامل البريطانية إنها رصدت رحلة خاصة تحمل القنابل أثناء هبوطها في قاعدة لاكنهيث الجوية الملكية في سوفولك في 17 يوليو/ تموز الحالي، بعد تتبع رحلتها ورصد الرسائل اللاسلكية. فيما أشارت إلى أن الترسانة تخضع لسيطرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويمكن استخدامها من دون موافقة بريطانيا.

وبحسب التقرير المنشور في موقع المنظمة مساء أمس، أقلعت طائرة النقل العملاقة، وهي من طراز سي-17 غلوبماستر (رقم الرحلة RCH4574 أو ريتش 4574)، من قاعدة لويس-ماكورد في ولاية واشنطن قبل يومين، ووُضعت الطائرة ضمن وحدة نقل نخبوية عالية التدريب، تُسمى الجناح الجوي 62، وهي القوة الرئيسية للنقل الجوي النووي في القوات الجوية الأميركية.

وأشار التقرير الذي أرفق أدلة رصد وفيديوهات لعمليات النقل إلى أن طائرة سي-17 التي قامت برحلة في مهمة ذات أولوية عالية، وحلّقت عبر الولايات المتحدة القارية إلى قاعدة كيرتلاند الجوية في ألباكركي، نيو مكسيكو - مركز العمليات النووية لسلاح الجو الأميركي - حيث تقع أكبر منشأة لتخزين الأسلحة النووية في العالم، مجمع كيرتلاند لصيانة وتخزين الذخائر تحت الأرض، والذي يُخزّن فيه بحسب المنظمة جزءاً كبيراً من الترسانة النووية الأميركية، بما في ذلك قنابل الجاذبية والرؤوس الحربية.

في كيرتلاند بحسب التقرير، حمّلت الطائرة على الأرجح ما يصل إلى 20 سلاحاً نووياً من طراز B61-12 مُصنّعاً حديثاً، وهي نسخة مُحدّثة من قنبلة الجاذبية النووية الرئيسية لسلاح الجو الأميركي بدقة أكبر من النسخ القديمة من هذا السلاح. اكتمل تصنيع نسخة B61-12 في ديسمبر/ كانون الأول 2024، ويجرى حالياً نشر السلاح. وأثناء وجودها في كيرتلاند، كانت الطائرة متوقفة على المنصة رقم 5، وهي القسم المخصص من القاعدة الجوية لمناولة الشحنات الخطرة. وُجّهت تحذيرات للطائرات الأخرى في المطار بعدم التحليق فوق الطائرة على المنصة رقم 5 لمدة تزيد عن خمس ساعات، ولم تنتهِ إلا بعد مغادرة طائرة سي-17.

في منتصف مساء يوم 16 يوليو/ تموز بالتوقيت المحلي، أقلعت طائرة "ريتش 4574"، حيث ذكّر الطيار مراقب المراقبة الأرضية بأن الطائرة تحمل "شحنة خطرة" على متنها، وحلّقت الطائرة طوال الليل عبر المحيط الأطلسي، والتقت بطائرتي صهريج من طراز KC-46 من قاعدة بيز الجوية للحرس الوطني وقاعدة ماكغواير الجوية للتزود بالوقود فوق المحيط شرق نيويورك. وفي عملية منسّقة، غادرت طائرة سي-17 أيضاً لويس-ماكورد في 15 يوليو/ تموز، وحلقت إلى قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا (توقفت لفترة وجيزة في لاكنهيث) لتكون في وضع الاستعداد في حالة حدوث عطل أو طارئ يتعلق بالطائرة الرئيسية، وسط ترجيحات بكون هذه الطائرة الاحتياطية مُحمّلةً بمعدّات استجابة للطوارئ النووية للتعامل مع حادث يتعلق بالطائرة الرئيسية. لاحقاً اقتربت طائرة "ريتش 4574" من المملكة المتحدة مُحلّقةً جنوب أيرلندا، ثم حلّقت فوق قناة بريستول، وقطعت شمال ديفون، ثم حلّقت شمال غرب على طول ممرّ يُقرّبها من أكسفورد وميلتون كينز، مُتجنّبةً التحليق فوق المراكز السكانية الرئيسية، بحسب الرصد الذي أجرته المنظمة.



تفريغ الطائرة

وأشارت المنظمة إلى وجود أعضاء من طاقمها أثناء هبوط الطائرة في قاعدة لاكنهيث الجوية الساعة 12:50 بالتوقيت المحلي، مع وجود تعزيزات أمنية على نحو غير معتاد، حيث قامت دوريات أمن تابعة للقوات الجوية الأميركية وسيارات شرطة بدوريات داخل السياج الأمني للقاعدة. كما قام أفراد بملابس مدنية (لكن يحملون شارات) من مكتب التحقيقات الخاصة التابع للقوات الجوية بدوريات في الخارج. وبعد الهبوط، توجهت الطائرة إلى منطقة في القاعدة تُعرف باسم "منحدر فيكتور" - وهو موقع قريب من المركز مُخصص لتحميل وتفريغ البضائع الخطرة. وخلال عملية التفريغ، رافقت الطائرة عربة إطفاء تابعة لسلاح الجو الأميركي، متمركزة بجانب الجناح الأيمن للطائرة، كما قامت العربة بمسح المدرج قبل هبوط الطائرة. وحاصرت سيارات الأمن منطقة التفريغ، واقتربت عدة سيارات من الطائرة لعملية التفريغ، وانتشرت بالقرب من منحدرها الخلفي.

بعد التفريغ، تحركت قافلة من عدة سيارات ببطء شديد، مع وميض أضواء حمراء، إلى ملجأ طائرات محمي بالقرب من منطقة التفريغ، واختفت عن الأنظار خلف الملجأ. من بين المركبات التي شوهدت وهي تُفرغ الطائرة، شاحنات رفع الذخائر الجوية MHU83، التي يستخدمها سلاح الجو الأميركي لتحميل وتفريغ الذخائر من الطائرات، والمعتمدة للاستخدام مع الأسلحة النووية. أثناء وجود الطائرة ريتش 4574 في لاكنهيث، لم تُقلع أي رحلات أخرى من القاعدة بحسب التقرير، وفُرض حظر طيران صارم في دائرة نصف قطرها 2.5 ميل بحري حول القاعدة في منطقة حركة مطار لاكنهيث. غادرت الطائرة لاكنهيث في نهاية عصر يوم 18 يوليو، وعادت مباشرةً إلى لويس-ماكورد، وامتنعت السلطات الأميركية والبريطانية عن التعليق عندما سألها الصحافيون عن محتويات الطائرة بحسب التقرير.

هل تُنقل المزيد من الأسلحة النووية إلى أوروبا؟

وقالت المنظمة إنها تعتقد أن هذه الطائرة نقلت دفعة من الأسلحة النووية من طراز B61-12. وقالت إنه بالإضافة إلى العمليات التي تتضمن أسلحة نووية، تُجري الوحدة لانكهيث أيضاً مهام نقل مواد نووية خاصة تزور العديد من القواعد النووية التابعة لحلف شمال الأطلسي في أوروبا بالتتابع، كما تُجرى مهام تتضمن تدريباً مع أفراد على الأرض في العديد من القواعد النووية. ولاحظت منظمة مراقبة الأسلحة النووية أن قاعدة لاكينهيث الجوية شاركت في العديد من هذه المهام، بدايةً كموقع لقاعدة طائرة احتياطية في أوروبا - ربما لاستخدامها من قبل فريق استجابة للطوارئ النووية.

ومؤخراً، يبدو أن لاكنهيث شاركت في سلسلة من تمارين "التحضير" والتدريبات الأمنية التي شملت طائرات من جناح النقل الجوي 62 لإعداد القاعدة لوصول الأسلحة النووية، والتي بلغت ذروتها في تمرين واسع النطاق استمر يومين في 10-11 يونيو/ حزيران 2025، والذي ربما كان بمثابة بروفة لعملية التسليم النووي. وبحسب التقرير، فإنه في اليوم السابق لهبوط الرحلة ريتش 4574، عقدت قاعدة لاكنهيث الجوية "ساعة هدوء" من الساعة 9 إلى 10 صباحًا، وهي جلسة يُطلع فيها كبار الضباط جميع أفراد القاعدة على مسائل مهمة. ومن المرجح أن هذه الإحاطة عُقدت لإبلاغ موظفي القاعدة بأن لاكنهيث قد تم "تأهبها" رسمياً لدورها النووي، ولشرح ترتيبات عملية التسليم في اليوم التالي.

وتوقعت المنظمة أن تستمر رحلات قوة النقل الجوي النووي الرئيسية إلى لاكنهيث وقواعد الأسلحة النووية الأوروبية الأخرى بانتظام في المستقبل المنظور. وأشارت إلى أن تسليم الأسلحة النووية B61-12 إلى لاكنهيث لا علاقة له بالإعلان الأخير لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بأن المملكة المتحدة ستشتري عدداً صغيراً من طائرات F-35A ذات القدرات النووية لسلاح الجو الملكي. ولم تشترِ المملكة المتحدة هذه الطائرات بعد، وستُلزم السلطات الأميركية سلاح الجو الملكي البريطاني بفترة تدريب وتأهيل طويلة قبل اعتباره مؤهلاً للمشاركة في المهمة النووية التكتيكية لحلف شمال الأطلسي.

وقالت المنظمة تعليقاً على القضية: "بدلاً من حماية الأوروبيين في زمن الحرب، ستساهم هذه الأسلحة النووية في تحويل أوروبا إلى أرض قاحلة مشعة. على الرغم من القضايا والمخاطر الجسيمة التي ينطوي عليها نشر أسلحة الدمار الشامل هذه في أوروبا، لم تُكلِّف الولايات المتحدة ولا حكومة المملكة المتحدة عناء إبلاغ المواطنين أو البرلمان بنشرها هنا".




## الأزهر يؤكد سحب بيانه عن غزة تجنُّباً لتعطيل مفاوضات الهدنة
23 July 2025 01:33 PM UTC+00

أكد المركز الإعلامي للأزهر الشريف، في بيان رسمي اليوم الثلاثاء، ما نشره "العربي الجديد" يوم أمس بشأن سحب بيان الأزهر الأخير الذي وصف ما يجري في قطاع غزة بـ"جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان"، موضحًا أن القرار جاء بدافع "المسؤولية الشرعية والوطنية" للحفاظ على فرص إنجاح المفاوضات الجارية حول هدنة إنسانية في القطاع المحاصر.

وقال المركز الإعلامي في بيانه: "تابع المركز الإعلامي للأزهر الشريف ما أثير من تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن بيان الأزهر الشريف المتعلق بالأوضاع في غزة، موضحًا أن هذا القرار جاء انطلاقًا من المسؤولية التي يتحملها الأزهر الشريف أمام الله عزّ وجل تجاه قضايا أمتينا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ونصرة أهل غزة المستضعفين". وأضاف البيان أن الأزهر "بادر بسحب بيانه بكل شجاعة ومسؤولية أمام الله حين أدرك أن هذا البيان قد يؤثر على المفاوضات الجارية بشأن إقرار هدنة إنسانية في غزة لإنقاذ الأبرياء، وحتى لا يُتخذ من هذا البيان ذريعة للتراجع عن التفاوض أو المساومة فيه".

وأشار الأزهر إلى أنه "آثر مصلحة حقن الدماء المسفوكة يوميًا في غزة، وأملاً في أن تنتهي المفاوضات إلى وقف فوري لشلالات الدماء، وتوفير أبسط مقومات الحياة التي حُرم منها هذا الشعب الفلسطيني المظلوم"، مختتمًا بدعاء إلى الله أن يمنح أهل غزة "مزيدًا من الصبر والصمود والسكينة، وأن يحرسهم بعينه التي لا تنام".



وتأتي هذه التصريحات بعد نشر "العربي الجديد" تقريرًا استند إلى مصادر مطلعة، كشف أن شيخ الأزهر أحمد الطيب، تلقى اتصالات مباشرة من جهات سيادية مصرية، أبلغته أن البيان الأصلي قد يضر بالموقف الدبلوماسي الرسمي إزاء مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية حاليًا. ووفقًا للمصادر، فقد طُلب من المواقع الإخبارية المصرية، بما فيها منصات تابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، سحب البيان فورًا، بحجة أنه "قيد التعديل"، وهو ما لم يحدث حتى اليوم.

ويعد تأكيد الأزهر لهذا الإجراء سابقة نادرة في تاريخ المؤسسة الدينية، التي لطالما عُرفت بمواقفها الثابتة في دعم القضية الفلسطينية، إذ يُظهر البيان الرسمي إقرارًا ضمنيًا بتغليب اعتبارات "المصلحة السياسية" على موقفها المبدئي الذي تضمن عبارات شديدة اللهجة، حمّلت الاحتلال الإسرائيلي وحلفاءه مسؤولية الجرائم الإنسانية في غزة. ويعيد هذا التطور الجدل حول حدود استقلالية الأزهر في التعبير عن مواقفه، خاصة في ما يتعلق بالقضايا القومية والدينية الكبرى، في ظل تشديد الدولة قبضتها على المجالين الإعلامي والديني، وحرصها على التحكم في الخطاب العام بما يتوافق مع حساباتها السياسية والدبلوماسية.




## إيطاليا تلمح لوساطة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي لحل الخلاف التجاري
23 July 2025 01:34 PM UTC+00

أعلنت إيطاليا دخولها على خط العلاقة المتوترة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، في ما يمكن أن يكون مسعى وساطة لحل الخلاف التجاري الذي نشب مؤخراً بين الطرفين نتيجة القيود التجارية التي فرضتها الجزائر على الواردات الأوروبية والفرنسية بشكل خاص.

وقال وزير الخارجية الايطالي أنطونيو تاياني على هامش منتدى "رجال الأعمال الإيطالي الجزائري" المنعقد في روما، ضمن زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إننا "نريد مواصلة دعم العلاقة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، ليكون التعاون أكثر فائدة"، مشيراً إلى أن ذلك ممكن لأنه في الجزائر "هناك نظام سياسي قادر على تعزيز الصداقة الراسخة والتفاهم الممتاز".

كان الاتحاد الأوروبي قد أعلن في 15 يوليو/تموز الجاري بدء إجراءات تحكيم تجاري ضد الجزائر، بشأن ما اعتبره الاتحاد قيوداً فرضتها الجزائر على التجارة والاستثمار بشكل يخالف اتفاق الشراكة 2002، والذي دخل حيز التنفيذ في سبتمبر/أيلول 2005. ولفت تاياني أنه "إضافة إلى الشراكة الاقتصادية، أن إيطاليا والجزائر دولتان متوسطيتان، لهما التزام أساسي لضمان السلام والاستقرار في المنطقة. نريد أن يصبح المتوسط بحرًا من السلام، والتعاون بيننا ليس اقتصاديًّا فحسب، بل سياسيًّا أيضًا".



ووصل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مساء أـمس إلى العاصمة الإيطالية روما، في زيارة رسمية ، برفقة وفد حكومي واقتصادي كبير، يترأس خلالها، اليوم الأربعاء القمة الجزائرية الإيطالية الخامسة الرفيعة المستوى، برفقة رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني، واعتبرت الرئاسة الجزائرية أن لهذه الزيارة " أهمية خاصة، في تمتين أواصر الصداقة التاريخية، وتعزيز العلاقات الثنائية، في عديد المجالات بين البلدين الصديقين".

ووصف وزير الخارجية الإيطالي الجزائر بأنها" بلد محوري من أبرز شركائنا التجاريين بمنطقتي المتوسط وأفريقيا"، وأضاف "يمكننا التعاون في قطاع الطاقة مع شركاتنا الرائدة فيه، وفي قطاعي السيارات والزراعة، بعد أن أثبتنا قدرتنا على المساهمة حتى في زراعة أكثر الأراضي جفافاً، ويمكننا أن نحقق كثيرًا في هذا القطاع في الجزائر أيضاً، ويعود الفضل في ذلك جزئياً إلى خطة ماتيّ، التي يمكننا من خلالها توجيه إشارة اهتمامنا إلى الدول الأفريقية، وبشكل خاص تلك المطلة على البحر المتوسط"، في إشارة إلى مشروع زراعي بقيمة 420 مليون يورو تقوم شركة إيطالية بتنفيذه في الصحراء الجزائرية، وإلى مصنع السيارات لشركة ستيلاتنس التي تنتج علامة فيات.

واعتبر تاياني أن "حجم التبادل التجاري مع الجزائر بلغ 14 مليار يورو في عام 2024، مشيراً إلى أن هذا البلد" في نمو، و إيطاليا هي الشريك الأمثل للمساهمة في نموه"، مشيراً إلى أن روما تطمح إلى تعزيز التعاون يرتكز على قطاعات الطاقة والبنية التحتية والأعمال الزراعية وسلاسل التوريد الاستراتيجية، وخلق فرص لقطاعنا الإنتاجي، بما يخدم رؤية مشتركة لمنطقة المتوسط".

من جهته أكد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف وجود ثقة سياسية بأعلى المستويات في الجزائر إزاء إيطاليا، وفي قطاعات حيوية، وقال خلال المنتدى الاقتصادي إن "آفاق شراكتنا واعدة، لدرجة أننا نرغب بمحاكاتها في العلاقات الأورومتوسطية"، وأضاف "إيطاليا أصبحت الشريك التجاري الأول للجزائر، حيث تجاوز حجم التجارة 15 مليار دولار عام 2024، سواءٌ أكان في قطاع المحروقات أم في قطاعات أخرى. ولدينا الآن أكثر من 200 شركة إيطالية في الجزائر تعمل في قطاعات عديدة، ثلاثة منها حيوية، متكاملة ومترابطة: الطاقة، الصناعة والزراعة".

الجزائر تراهن على الشراكة مع إيطاليا

وقال عطاف الذي كان يتحدث بحضور أكثر من 400 فاعل اقتصادي، منهم أكثر من 250 إيطاليًّا، إن الجزائر تظل شريكًا موثوقًا به في مجال الطاقة، إذ تغطي 40 % من احتياجات إيطاليا من الغاز الطبيعي، لافتًا إلى الأهمية التي يكتسيها ممر الهيدروجين الجنوبي والربط الكهربائي، والذي تم التوقيع على إنجازه في يناير/كانون الثاني 2023 ، وثمّن في السياق نفسه الاستثمارات والمشاريع الإيطالية في قطاع الزراعة خاصة في الجزائر، والتي تشهد بحسبه" تقدمًا ملحوظًا في التعاون، مما يُمثل آفاقًا ملموسة لشراكة متوسطية، وإنشاء مركز ماتي للبحوث الزراعية سيكون أداةً للتعاون الثنائي المستقبلي".

وأشار عطاف إلى أن " الجزائر التي سعت إلى تهيئة بيئة مُحفزة للاستثمار، من خلال الحوافز الضريبية، تُركز على القطاعين الزراعي والصناعي، اللذين يُعدّان أساسيين لتقليل الاعتماد على عائدات الطاقة، وقد كان من المتوقع أن يصل النمو إلى 4.8 % عام 2024. واستعاد اقتصادنا مكانته القارية بين أكبر ثلاثة اقتصادات في أفريقيا"، خاصة أنها تطمح إلى" بلوغ ناتج محلي إجمالي قدره 400 مليار دولار".



وقال رئيس وكالة ترويج التجارة الإيطالية وتدويل الشركات في الخارج ماتيو زوباس، لوكالة نوفا الإيطالية، إن الجزائر تمثل سوقًا "تقدر قيمتها بنحو ثلاثة مليارات يورو، مع هامش واسع للنمو في إطار شراكة استراتيجية متزايدة النضج"، مشيراً إلى أن الجزائر يمكن أن تُسهم بشكل كبير في تحقيق هذا هدف الحكومة الإيطالية القاضي بزيادة إجمالي الصادرات من 623 مليار يورو إلى 700 مليار يورو، وكشف أن 110 شركات جزائرية استراتيجية تعمل في إيطاليا، وكشف عن التوقيع على اتفاقية لإنشاء مركز امتياز في قطاع الرخام.

وذكر رئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري كمال مولا في المناسبة نفسها، أن منتدى الأعمال الإيطالي الجزائري، المنعقد اليوم في روما سيفضي إلى توقيع نحو 30 اتفاقية بين شركات إيطالية وجزائرية، وهذه هي المرة الأولى التي يصل فيها منتدى اقتصادي إلى هذا المستوى من الفعالية التشغيلية"، ويمثل نجاحاً ملموساً في الشراكة الاقتصادية بين البلدين، مشيراً إلى أن المشاركة الواسعة لـ 250 شركة إيطالية تظهر مدى الاهتمام الحقيقي للشركات الإيطالية بالسوق الجزائرية، لافتًا إلى أن أكثر من 200 شركة إيطالية تعمل بالفعل في الجزائر.






## نجم صاعد يقترب من اللعب مع محمد صلاح في ليفربول
23 July 2025 01:48 PM UTC+00

هل يظهر محمد صلاح جديد في ليفربول؟ سؤالٌ بات يفرض نفسه بقوة، مع استمرار توهج موهبة الصاعد كريم أحمد (18 عاماً) جناح فريق الشباب للنادي الإنكليزي، الذي وقّع أول عقد احترافي له مع "الريدز"، مع تصعيده إلى فريق 21 عاماً الموسم المقبل، مع المدير الفني روب بيج، بعد تألقه برفقة فريق الشباب في الموسم المنتهي.

ويعتبر كريم أحمد، الذي يلعب في مركزي لاعب الوسط الهجومي ورأس الحربة، ثاني مصري في ليفربول، بعد محمد صلاح، أسطورة الفريق الأول، وصانع أمجاده في آخر ثماني سنوات، ولذلك تعوّل الجماهير المصرية على نجاح تجربة الشاب الصغير، في" الريدز"، وتكرار تجربة صلاح الذهبية، خصوصاً مع صغر سنه، وإمكانية تطوره باستمرار. وبرزت موهبة كريم أحمد في ليفربول قبل سنوات، وتحديداً عند انتقاله إلى أكاديمية "الريدز"، منذ أن كان في السادسة من عمره، ثم أصبح لاعباً في فرق القطاعات السنية الصغيرة عام 2022، عندما لعب لفريق الناشئين، وبدأ يشارك بانتظام.



وشهد الموسم الماضي تألق النجم الصاعد، برفقة فريق ليفربول تحت 18 عاماً، وسجل سبعة أهداف، وصنع خمس تمريرات حاسمة، بالإضافة إلى تألقه في بطولة دوري أبطال أوروبا تحت 18 عاماً، ليُوقَّع أول عقد احترافي له في "الريدز"، بخلاف تصعيده إلى فريق 21 عاماً، ليصبح على بعد خطوة واحدة من اللعب مع الفريق الأول، ومزاملة قائد منتخب الفراعنة الذي لا يزال عقده مستمراً برفقة ليفربول حتى 2027.




## "رويترز" عن مدير منظمة الصحة العالمية: هناك حالة جوع جماعي في غزة وهي من صنع الإنسان بسبب الحصار
23 July 2025 02:00 PM UTC+00





## احتكاك بين مروحية إيرانية ومدمرة أميركية في بحر عُمان
23 July 2025 02:05 PM UTC+00

أفادت وكالة تسنيم الإيرانية المحافظة بأن مدمرة أميركية تحمل اسم (DDG Fitzgerald) حاولت في تمام الساعة العاشرة من صباح اليوم الأربعاء الاقتراب من المياه الواقعة تحت إشراف إيران في بحر عُمان، إلا أن فريق الاستجابة السريعة بمنطقة "نبوت" الثالثة التابعة للبحرية الإيرانية قام على الفور بإرسال مروحية حلقت فوق المدمرة الأميركية ووجهت إليها تحذيراً بالابتعاد عن المياه الإيرانية.

وبحسب المصدر ذاته، ردت المدمرة الأميركية بتهديد المروحية الإيرانية باستهدافها، مطالبة إياها بمغادرة المنطقة، إلا أن الطيار الإيراني "واصل مهمته بحزم وجدد إنذاره بضرورة انسحاب السفينة الأميركية" من المياه الإيرانية. وأوضحت تسنيم أنه "رداً على التهديد المتكرر من قبل المدمرة الأميركية، دخلت منظومة الدفاع الجوي التابعة للجيش الإيراني على الخط، لتصدر رسالة حاسمة أكدت خلالها أن المروحية البحرية باتت تحت حماية كاملة من الدفاعات الجوية، وأن على السفينة الأميركية تغيير مسارها والاتجاه جنوباً".



وأضافت الوكالة أنه "بفضل إصرار طاقم الطيران ودعم الدفاع الجوي الإيراني، اضطرت المدمرة الأميركية، رغم تجهيزاتها المتقدمة، في نهاية المطاف إلى الانصياع وابتعدت عن المياه الخاضعة لإشراف الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وفي 22 يونيو/ حزيران الفائت، قصفت الولايات المتحدة موقع تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في فوردو جنوب طهران، ومنشأتين نوويتين في أصفهان ونطنز (وسط)، فيما قللت جهات في طهران من تأثير الضربة. وردت إيران بعد ذلك بيومين بقصف قاعدة العديد الأميركية في قطر، فيما وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرد بأنه ضعيف للغاية، مشيداً بـ"إشعار مبكر" تلقته واشنطن من طهران قبل الهجوم.




## سام ألتمان يحذّر من "أزمة احتيال" في مجال الذكاء الاصطناعي
23 July 2025 02:08 PM UTC+00

قال الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي سام ألتمان، إن العالم قد يكون على شفا "أزمة احتيال" بسبب قدرة الذكاء الاصطناعي على تمكين الأشخاص ذوي النيات السيئة من انتحال شخصيات الآخرين. وأوضح ألتمان خلال لقاء للاحتياطي الفيدرالي الأميركي أمس الثلاثاء أن "ما يخيفني، هو أنه يبدو أن هناك بعض المؤسسات المالية التي لا تزال تقبل بصمة الصوت وسيلةً للتحقق من هويتك لتحويل مبالغ كبيرة أو القيام بأمور أخرى"، "من الجنون أن يستمر ذلك"، "لقد هزم الذكاء الاصطناعي تماماً معظم الطرق التي يستخدمها الناس حالياً للتحقق من هويتهم، باستثناء كلمات المرور".

زيادة الاحتيال باستخدام الذكاء الاصطناعي وضع يثير قلق الخبراء. حذّر مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) العام الماضي من عمليات الاحتيال التي تستخدم تقنية "استنساخ" الصوت والفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي. وأبلغ آباء عدة عن استخدام تقنية الصوت المولّد اصطناعياً في محاولات لخداعهم والحصول على أموالهم من طريق إقناعهم بأن أطفالهم في خطر. وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذّر مسؤولون أميركيون من أن شخصاً يستخدم الذكاء الاصطناعي لتقليد صوت وزير الخارجية ماركو روبيو قد اتصل بوزراء خارجية ودوليين أميركيين وحاكم ولاية أميركية وعضو في الكونغرس.




هل يستفيد ألتمان من الاحتيال؟

تأتي تصريحات ألتمان متناقضة مع تصرفاته وشركته، إذ بينما يحذّر من الاحتيال، يرفض تقنين الذكاء الاصطناعي. يُرتقب إصدار البيت الأبيض "خطة عمل الذكاء الاصطناعي" في الأيام المقبلة، وهي وثيقة سياسية تحدد نهج واشنطن في تنظيم هذه التكنولوجيا وتعزيز هيمنة أميركا في مجال الذكاء الاصطناعي. قدّمت "أوبن إيه آي" توصيات للخطة، لكن حثّت إدارةَ ترامب على تجنب فرض قوانين تنظم الذكاء الاصطناعي، بدعوى إعاقة قدرة شركات التكنولوجيا على المنافسة مع الابتكارات الأجنبية في مجال الذكاء الاصطناعي.


وقال ألتمان: "في الوقت الحالي، هي مكالمات صوتية، قريباً ستكون مكالمات فيديو أو فايس تايم لا يمكن تمييزها عن الواقع". ويبدو أن هذه المخاوف ستكون مفيدة لألتمان نفسه، إذ يدعم أداة تسمى The Orb، صممتها شركة تولز فور هيومانيتي، وتقول إنها ستوفر "دليلاً على أن المستخدم بشري" في عالم يصعب فيه على الذكاء الاصطناعي التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مزيف على الإنترنت.




## أحد أبطال نهائي مونديال 2006 يكشف تفاصيل غير مسبوقة بشأن طرد زيدان
23 July 2025 02:22 PM UTC+00

استعاد نجم الكرة الإيطالية السابق، الحارس ماركو أميليا (43 عاماً)، ذكريات حادثة النطح الشهيرة من أسطورة كرة القدم الفرنسية زين الدين زيدان ضد المدافع الإيطالي ماركو ماتيراتزي، خلال نهائي كأس العالم 2006، وهي لقطة خالدة أثارت الكثير من الجدل وما زالت تُذكر حتى اليوم، وتُعد من أبرز المشاهد التي ميزت تاريخ البطولة، بخاصة أنها كانت آخر مباراة لـ"زيزو" في مسيرته لاعباً.

وكشف الحارس البديل لمنتخب إيطاليا عن تفاصيل غير مسبوقة بشأن طرد زيدان، الذي أعلنه الحكم الأرجنتيني هوراسيو إليزوندو بعد تنبيه من الحكم الرابع الإسباني لويس ميدينا كانتاليخو، وقال في تصريحات أبرزها موقع قناة تي واي سي سبورت الأرجنتيني الأربعاء: "كانت لحظة طرد زيدان بعد النطح غريبة، إذ لم ينتبه أحد لما حدث، حتى جيانلويجي بوفون لم يفهم ما وقع، وعندما ظهرت اللقطة، أشار بوفون بإيماءة تشبه الكوع وليس النطح".

وواصل الحارس السابق لنوادي ليفورنو وآي سي ميلان وبارما وباليرمو، حديثه عن تلك المباراة التي أقيمت على الملعب الأولمبي في برلين، قائلاً: "لأول مرة في تاريخ كرة القدم، كانت هناك كاميرا تلفزيونية قريبة من مقاعد البدلاء، كان الحكم ذكياً لأنه أراد فهم الموقف من خلال مشاهدة اللقطة على التلفزيون، اقتربنا جميعاً لمعرفة ما الذي حدث، لأننا كنا نحترم زيدان كثيراً باعتباره أحد أفضل اللاعبين، وعندما شاهدنا الفيديو شعرنا بالأسف لما جرى، لكن بالنسبة إلينا نحن الإيطاليين، ساعدنا خروج زيدان".



وتحدّث الحكم هوراسيو إليزوندو كثيراً عن تلك الواقعة، مشيراً في تصريحات سابقة إلى أنه لم يتمكن من رؤية اللقطة لأن اللعب كان في الاتجاه المعاكس، وعندما عادت الكرة إلى منتصف الميدان، شاهد أحد اللاعبين الإيطاليين ملقى على الأرض من دون أن ينهض، فتوجه بسرعة إلى مساعديه الأول والثاني وسألهما إن كانا قد لاحظا ما حدث، لكنهما أكدا أنهما لم يريا شيئاً، عندها تدخّل الحكم الرابع الإسباني لويس ميدينا كانتاليخو، ليخبره أن زيدان اعتدى على ماتيراتزي برأسه ويستحق البطاقة الحمراء.

وبعد نهاية مونديال ألمانيا، تصاعدت في فرنسا موجة من الشكوك الإعلامية حول احتمال أن يكون الحكم الإسباني قد شاهد لقطة الاعتداء على شاشة الملعب، في خرق واضح للوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، التي كانت تحظر ذلك تماماً في تلك الفترة، وذهب المحامي الفرنسي ميهاناموهو إلى حد المطالبة بفتح تحقيق لإلغاء نتيجة المباراة النهائية، ولكن تلك المساعي لم تصل إلى أي إجراء قضائي، واليوم، وبعد مرور قرابة 20 عاماً، جاء هذا الاعتراف الجديد ليعيد إشعال الجدل ويؤكد صحة تلك الشبهات القديمة.




## قافلة مساعدات تدخل إلى مدينة السويداء وسط أزمة إنسانية خانقة
23 July 2025 02:48 PM UTC+00

وسط الأزمة الإنسانية التي يعيشها السوريون في محافظة السويداء جنوبي البلاد، على خلفية الحوادث الدامية الأخيرة، دخلت قافلة مساعدات إنسانية إلى مدينة السويداء اليوم الأربعاء. ووفقاً لما أفادت به الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، فإنّ القافلة تحمل نحو 66 طنّاً من الطحين، بالإضافة إلى أربعة آلاف سلّة غذائية و10 آلاف عبوة مياه وصهاريج وقود. من جهته، أوضح مصدر خاص لـ"العربي الجديد" أنّ القافلة تتألّف من 20 مركبة، تحمل مواد طبية وإسعافية.

ولفت المصدر نفسه لـ"العربي الجديد"، إلى أنّه من المقرّر خروج دفعة جديدة من عائلات عشائر البدو من محافظة السويداء إلى محافظة درعا الجنوبية، ويقدّر عدد الأشخاص المتوقّع إجلاؤهم بنحو 300 شخص.

وكانت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية هند قبوات قد زارت مراكز إيواء نازحين من السويداء في ريف درعا، والتقت عدداً من هؤلاء واستمعت إلى قصصهم، وفقاً لما نقلته محافظة درعا على صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك". وأشارت قبوات إلى أنّ وزارتها تتابع باهتمام كبير أوضاع النازحين، وأنّ ثمّة خططاً لتأمين مزيد من الدعم وتحسين ظروف الإقامة المؤقتة، موضحةً أنّ "الحكومة تسعى إلى إيجاد حلول تضمن كرامة العائلات المتضرّرة". وأكدت أنّ "الحكومة تعمل ليلاً ونهاراً لضمان عودة الأهالي إلى مناطقهم عند توفّر الظروف الآمنة والمناسبة" لذلك.



قافلة مساعدات أردنية إلى الجنوب السوري 

في سياق متصل، أفاد مراسل "العربي الجديد" في الأردن بأنّ الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية سيّرت قافلة مساعدات غذائية وطبية إلى جنوبي سورية، بالتنسيق مع القوات المسلحة الأردنية، لتقديم دعم للمتضرّرين من الحوادث الدامية الأخيرة. وبحسب بيان صادر عن الهيئة اليوم، لقد أتت هذه القافلة بعد ساعات من إرسال مساعدات أردنية إلى قطاع غزة المحاصر والمستهدف بحرب إسرائيلية مدمّرة.

وقال أمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية حسين الشبلي إنّ التنسيق جرى مع الحكومة السورية لإدخال المساعدات عبر مركز جابر/نصيب الحدودي، تمهيداً لنقلها من خلال جمعية الهلال الأحمر العربي السوري إلى الأهالي وتوزيعها على مستحقّيها. وبيّن الشبلي أنّ القافلة تتألّف من عشر شاحنات انطلقت بعد تحميلها من مستودعات الهيئة بالمواد اللازمة من الأغذية، خصوصاً الطحين، وبالأدوية والمواد والمستلزمات الطبية.



السويداء تختنق وسط شحّ الطعام والمياه الصالحة للشرب

ووسط الأزمة الإنسانية الخانقة التي تعاني منها محافظة السويداء على خلفية الحوادث الدامية الأخيرة، والتي توصَف بأنّها أسوأ الأزمات التي تعيشها السويداء منذ عقود، تشير تقديرات إلى أنّ أكثر من 60% من سكانها في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. كذلك تفيد بيانات الأمم المتحدة الأخيرة بأنّ عدد النازحين من مدينة السويداء وريفها بلغ نحو 93 ألف شخص في أقلّ من أسبوعَين، الأمر الذي جعل مئات العائلات بلا مأوى وبلا أمان بين ليلة وضحاها.

ويشكو الأهالي في السويداء من نقص في الغذاء، ولا سيّما الخبز، والمياه الصالحة للشرب ومستلزمات الحياة اليومية، في حين أنّ التيار الكهربائي ما زال مقطوعاً عن المنطقة منذ نحو تسعة أيام. وتُظهر الصور الواردة من مدينة السويداء مشاهد مؤلمة لعائلات بأكملها تتجمّع أمام صهاريج المياه لتروي ظمأها وسط الصيف الحارق، فيما يبدو الدمار واضحاً في شوارع المدينة. كذلك ثمّة صور تظهر شبّاناً وقد تجمّعوا أمام أحد المحال في انتظار شحن هواتفهم لدقائق، حتى يتمكّنوا من طمأنة عائلاتهم وأقاربهم عن أحوالهم.

يقول كمال السعدي، من أبناء محافظة السويداء، لـ"العربي الجديد" إنّ "الاحتياجات الأساسية مفقودة وثمّة شحّاً كبيراً في المياه التي انقطعت عن معظم الأحياء، الأمر الذي حوّل حياة الناس إلى جحيم، فيما فُقدت المواد الغذائية من الأسواق". ويشير إلى أنّ "آلاف العائلات تعتمد على مياه غير صالحة للشرب، فيما الخبز مفقود والحليب ومستلزمات الأطفال شبه معدومة". ويناشد السعدي أنّ "يُصار إلى توزيع المساعدات التي بدأت تدخل إلى المحافظة، عبر الهلال الأحمر السوري، بواسطة أشخاص محلّ ثقة حتى لا تُسرَق وبالتالي حتى تُوزَّع بطريقة عادلة".



ووصل إلى مدينة السويداء الآلاف من سكان الأرياف القريبة منها، هرباً من الحوادث، علماً أنّ أعداداً منهم تقيم منذ أيام في سيارتها الخاصة أو في مدارس حكومية تفتقر إلى التجهيزات اللازمة. ويخبر عدنان عاصي، من هؤلاء النازحين إلى المدينة، "العربي الجديد": "خرجنا بثيابنا فقط. فقد هربنا خوفاً على أولادنا، فيما احترقت منازلنا وفقدنا كلّ شيء". ويسأل: "ما ذنبنا حتى نُهجَّر ونعامَل بهذه الطريقة؟"، مضيفاً "نحتاج إلى الطعام والمياه، ولديّ أحفاد صغار في حاجة إلى حليب أطفال بصورة عاجلة".

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) قد حذّر قبل يومَين من أنّ البنية التحتية للمياه في السويداء تضرّرت بشدّة، ما أدّى إلى انقطاع الخدمات لأكثر من أسبوع. أضاف أنّ بلاغات وصلت عن انقطاعات كبيرة في الكهرباء، بالإضافة إلى انقطاعات في إمدادات الغذاء وغير ذلك.



انهيار الخدمات في السويداء

من جهة أخرى، أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير أصدرته مساء أمس الثلاثاء، بأنّ منظومة الخدمات الأساسية في محافظة السويداء في حالة انهيار خطر، مبيّنةً أنّ ما حدث "أدّى إلى انتهاك مباشر لحقوق السكان في الحصول على الغذاء والمياه والرعاية الصحية"، وقد "خلّف آثاراً إنسانية فادحة على حياة المدنيين". وذكرت أنّ آلاف المدنيين يعيشون وسط أوضاع إنسانية كارثية، خصوصاً الأطفال والنساء وكبار السنّ، وسط غياب شبه تام للاستجابة الإنسانية، مع إفادات عن وجود جثث مدنيين في الشوارع لم تُرفَع بعد.

وأوضحت الشبكة، في التقرير نفسه، أنّ محافظة السويداء تعاني من "انقطاع شبه كامل في شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات منذ أكثر من ستّة أيام متواصلة، إلى جانب ضعف شديد في خدمة الإنترنت، ما أدّى إلى عزلة معلوماتية حرمت السكان من التواصل وطلب المساعدة". إلى جانب ذلك، توقّفت الأفران والمحال التجارية بمعظمها عن العمل، الأمر الذي أجبر الأهالي على الاعتماد على مؤنٍ منزلية محدودة، في ظلّ غياب بدائل لتأمين الغذاء. ووثّقت الشبكة في تقريرها "نقصاً حاداً في المواد الغذائية ومياه الشرب، إلى جانب تسجيل حوادث نهب وتخريب استهدفت متاجر وأسواقاً رئيسة، ما زاد من هشاشة الأمن الغذائي للسكان".

وفي ما يتعلّق بالقطاع الصحي، بيّنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنّ المستشفى الوطني بمدينة السويداء "خرج عن الخدمة بشكل كامل، بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الأدوية والمستلزمات الطبية"، الأمر الذي أدّى إلى "توقف جلسات غسل الكلى" و"عدم تقديم العلاج للحالات المزمنة والطارئة". وتابعت الشبكة أنّها وثّقت تحلّل جثث في هذا المستشفى، إذ "لا إمكانية للتعامل معها، نتيجة تعطّل وحدات التبريد وغياب وسائل النقل اللازمة". أمّا مستشفى صلخد في محافظة السويداء فهو يعمل في الوقت الراهن "بطاقته الدنيا"، بحسب ما أفادت الشبكة في تقريرها، وذلك "وسط تهديد فعلي بالتوقّف عن تقديم الخدمات، في ظلّ نقص الكوادر الطبية والمستلزمات"، وهو أمر "ينذر بانهيار شامل للرعاية الصحية على مستوى المحافظة".




## "رويترز": البرازيل ستنضم رسميا إلى قضية إبادة جماعية رفعتها جنوب أفريقيا على إسرائيل في محكمة العدل الدولية
23 July 2025 02:52 PM UTC+00





## خاص | "حماس" تطلب إدخال تعديلات على بندي إعادة الانتشار والمساعدات
23 July 2025 03:06 PM UTC+00

قال مصدران أحدهما مصري مطلع على جهود الوساطة في مفاوضات الدوحة الخاصة بهدنة من 60 يوماً في غزة، والثاني من حركة حماس، لـ"العربي الجديد"، إن الحركة الفلسطينية سلّمت ردها للوسيطين القطري والمصري بالفعل على خرائط إعادة الانتشار التي قدمها الوفد الإسرائيلي مطلع الأسبوع الماضي وبند المساعدات. وطلبت الحركة في ردها إجراء تعديلات على البندين لناحية مواقع انتشار جيش الاحتلال خلال شهري الهدنة، وحصر إدخال المساعدات وتوزيعها بهيئات الأمم المتحدة وإقصاء "مؤسسة غزة الإنسانية" عن هذه المهمة.

وتضمن الرد اشتراط الحركة وضع بند يقضي بفتح معبر رفح البري بين غزة ومصر في الاتجاهين عقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ مباشرة. وكشف المصدر أن الجانب الأميركي شدد على التزامه ضمان استمرار المفاوضات في حال تجاوز مدة الـ60 يوماً من دون التوصل إلى اتفاق نهائي، قائلاً: "الآن الكرة في ملعب الجانب الإسرائيلي حيث ينتظر الوسطاء الرد على موقفه من بندي المساعدات وخرائط إعادة الانتشار". ولفت المصدر المصري إلى أنه حال كان الرد بالموافقة، فسيكون قد تم التوصل إلى إطار الاتفاق التفاوضي وتدخل الهدنة حيز التنفيذ.



وبشأن المخاوف المتعلقة بإمكانية استغلال الجانب الإسرائيلي لهذا البند لتهجير الغزيين، أوضح قيادي في الحركة أن قوائم التنسيق المتبعة من جانب مصر تضمن بشكل واضح عدم تفريغ القطاع من السكان، مؤكداً أن هذا البند الذي وضعته الحركة يهدف إلى تأكيد إقرار مبدأ حرية الحركة في المعبر لعدم تحويل القطاع إلى سجن كبير، وكذلك السماح بعودة العالقين في مصر إلى القطاع والتئام الأسر.

في الشأن ذاته، أكد مصدران فلسطينيان مطلعان على سير المفاوضات، الأربعاء، أن رد حركة حماس على مقترح الهدنة في قطاع غزة، تضمّن تعديلات تشمل ضمانات لوقف إطلاق نار دائم مع إسرائيل. وقال أحد المصدرين لوكالة فرانس برس: "سلّمت حماس وفصائل المقاومة اليوم للوسطاء الردّ على المقترح المقدّم لها من الوسطاء مع تضمينه تعديلات للوصول إلى وقف إطلاق نار دائم". وأضاف أن ردّ حماس "عالج بشكل رئيسي ملف دخول المساعدات إلى قطاع غزة وخرائط الانسحاب العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة وضمانات الوصول إلى وقف الحرب بشكل دائم".

وأكّد مسؤول فلسطيني مطلع على المفاوضات أن ردّ حماس "إيجابي"، مؤكداً مضمون كلام المصدر الأول. وأوضح أن ردّ حماس "يتضمّن أيضاً المطالبة بتعديلات على خرائط الانسحاب الإسرائيلي". وطالبت الحركة بأن "تنسحب القوات الإسرائيلية من التجمعات السكنية وطريق صلاح الدين (الواصل بين شمال القطاع وجنوبه)، مع بقاء قوات عسكرية في حد أقصى بعمق 800 متر في جميع المناطق الحدودية الشرقية والشمالية الحدودية للقطاع". وذكر أن "حماس طالبت (...) بزيادة عدد المفرج عنهم من الأسرى الفلسطينيين من ذوي المحكوميات المؤبدة والعالية مقابل كل جندي إسرائيلي حي". وأشار إلى أن المفاوضات "ستتواصل حتى الوصول إلى اتفاق نهائي".

في موازاة ذلك، نقلت "الأناضول" عن هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، قولها إن حركة "حماس" طالبت بإعادة فتح معبر رفح البري أمام حركة الفلسطينيين "في تحدٍ رمزي لخطة الترحيل". وذكرت الهيئة الرسمية أن "حركة حماس طرحت ضمن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى الجارية، مطلبًا يقضي بإعادة فتح معبر رفح البري لتمكين الفلسطينيين، بمن فيهم عناصر من الحركة، من الدخول إلى قطاع غزة". وتابعت: "عُدت هذه الخطوة بمثابة تحدٍّ رمزي لخطة الترحيل الطوعي التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تدعو إلى خروج سكان غزة إلى دول أخرى".

ونقلت هيئة البث عن مصادر فلسطينية لم تسمّها، قولها إن احتمالاً كبيراً بأن توافق إسرائيل على مطلب "حماس" بفتح معبر رفح، باعتباره "رمزياً ووطنياً" للحركة، في سياق الرد على الطروحات الدولية التي تدعو إلى تهجير الفلسطينيين من القطاع. وقالت الهيئة: "في حال تنفيذ هذا البند، ستكون هذه المرة الأولى منذ اندلاع الحرب التي يُسمح فيها بدخول فلسطينيين إلى غزة عبر معبر رفح". وأضافت: "ويمثل ذلك خرقاً محتملاً في جدار السيطرة المفروضة على محور فيلادلفي (الحدود بين غزة ومصر)، رغم أن القوات الإسرائيلية لا تزال متمركزة هناك".

من جهتها، اعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن "المفاوضات شهدت دفعة قوية الأربعاء مع وصول متوقع لمبعوث ترامب ستيف ويتكوف إلى المنطقة". وقالت إن "جميع الأطراف تنتظر الآن رداً من حماس" على ما زعمت أنها "التنازلات الإسرائيلية الأخيرة".




## تأهل بطولي للنهائي: قصة إبداع لسيدات المغرب في كأس أمم أفريقيا
23 July 2025 03:08 PM UTC+00

حقق منتخب سيدات المغرب لكرة القدم، بقيادة مدربه الإسباني خورخي فيلدا (44 عاماً)، تأهلاً بطولياً إلى المباراة النهائية لنيل لقب مسابقة كأس أمم أفريقيا، عقب فوزه على نظيره منتخب غانا بركلات الترجيح (4-2)، أمس الثلاثاء، على الملعب الأولمبي في الرباط، لحساب الدور نصف النهائي لهذه البطولة الأفريقية، في لقاء اتسم بالندية والقوة بين المنتخبين وامتد إلى الشوطين الإضافيين وركلات الترجيح، التي ابتسمت للبؤات الأطلس.

وهذا التأهل إلى النهائي هو الثاني توالياً، بعدما حقق منتخب سيدات المغرب الإنجاز نفسه في نسخة 2022، قبل أن يخسر المواجهة أمام منتخب جنوب أفريقيا بهدفين لواحد، الأمر الذي يترجم العمل الجاد الذي يقوم به الاتحاد المغربي لكرة القدم، برئاسة فوزي لقجع (54 عاماً)، في تطوير كرة القدم النسائية والرقي بها قارياً وعالمياً.

ولم يكن طريق منتخب لبؤات الأطلس نحو النهائي مفروشاً بالورود، بقدر ما عانى صعوبات كثيرة منذ انطلاق هذه البطولة، بسبب ضغط التطلعات والجماهير الغفيرة التي كانت تتابع مبارياته، لكن اللاعبات أثبتن استعدادهن لكسب التحدي ورفع سقف الطموح عالياً.

وتخطّت سيدات المغرب بدايتهن المتعثرة في هذه البطولة، خصوصاً في لقاء زامبيا (2-2)، بتركيز كبير وانسجام واضع مع توالي المباريات، إذ كانت فيها اللاعبات الأكثر حضوراً ذهنياً وإصراراً على المضي قدماً نحو المنافسة على اللقب الأفريقي، ما جعلهن يحظين بإشادة واسعة في دور المجموعات، بعد إحرازهن 10 أهداف في ثلاثة لقاءات فقط، كأقوى خط هجوم في هذه النسخة، ليواصل بعد ذلك منتخب سيدات المغرب توجهه بفوزه المستحق على مالي بثلاثة أهداف لهدف واحد في الدور ربع النهائي.

وفي وقت اعتقد فيه متابعو هذه البطولة أن لبؤات الأطلس سيكتسحن منتخب غانا في النصف النهائي، نظراً لقدرتهن على التسجيل، حصل العكس، بعدما وجد منتخب سيدات المغرب صعوبة بالغة في تجاوز الدفاع المتماسك للغانيات، اللاتي أظهرن استماتة نادرة، وأكثر من ذلك كنّ سباقات إلى التهديف مبكراً، الأمر الذي بعثر أوراق المدرب الإسباني خورخي فيلدا، بعدما وجد نفسه مضطراً إلى إجراء تعديل تكتيكي بإخراج إيلودي النقاش واستبدالها بنجاة بدري، التي أعادت التوازن إلى وسط الملعب، لينجح بعد ذلك منتخب سيدات المغرب في إدراك التعادل من طريق مهاجمته المتألقة، سكينة أوزراوي، في الشوط الثاني، ليمتد هذا اللقاء الصعب إلى الشوطين الإضافيين وما رافقهما من إعياء كبير بفعل المجهود البدني الخارق الذي بذلته لبؤات الأطلس، اللائي احتجن في نهاية المطاف إلى ركلات الترجيح، والحارسة خديجة الرميشي، التي أهدت تأهلاً بطولياً إلى زميلاتها بعد تصدٍّ حاسم.



ولم يكن إنجاز سيدات المغرب بالتأهل إلى المباراة النهائية ضربة حظ، بل نتيجة عمل مضن واستراتيجية واضحة المعالم انطلقت قبل 12 سنة، وتجلى ذلك في النتائج الإيجابية التي حققها هذا المنتخب في السنوات الأخيرة، أبرزها التأهل إلى الدور ثمن النهائي لبطولة كأس العالم في أستراليا ونيوزيلندا 2023، بعد إطاحة منتخبات عالمية. ورغم أهمية التأهل إلى نهائي كأس أمم أفريقيا للسيدات للمرة الثانية توالياً، فإن الحلم الكبير لن يتحقق إلا بالفوز باللقب الأفريقي لأول مرة في تاريخ الكرة المغربية، حينها سيكون حقاً تتويجاً لمسيرة طويلة من الكفاح والإبداع للبؤات الأطلس، اللائي أكدن مراراً أن المرأة المغربية والعربية قادرة على كسب التحديات، مهما كانت صعوبتها.




## ميسي في كومو؟ فابريغاس يفتح الباب لعودة محتملة إلى أوروبا
23 July 2025 03:08 PM UTC+00

فتح المدير الفني لنادي كومو الإيطالي، سيسك فابريغاس (38 عاماً)، الباب أمام النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي (38 عاماً) لعودة محتملة إلى أوروبا، عندما أجاب عن سؤال يتعلق بإمكانية رؤية "البولغا" بقميص نادي كومو، وهي فرضية يبدو تطبيقها صعباً على أرض الواقع لعدة أسباب، من بينها ضعف الإمكانات المادية للفريق، مقارنة بالولايات المتحدة أو السعودية، بخاصة أن عدّة أندية من هناك ترغب في الحصول على خدماته.

وفتح حضور عائلة أسطورة كرة القدم الأرجنتينية ليونيل ميسي في مدرجات ملعب جيوسيبي سينيغاليا، خلال مباراة ودية خاضها نادي كومو، باب التكهنات بشأن احتمال انتقال نجم إنتر ميامي الأميركي إلى الفريق الإيطالي، هذا الظهور أثار فضول الصحافيين، الذين سارعوا لطرح سؤال على الإسباني فابريغاس حول إمكانية رؤية ميسي بقميص كومو، ليجيب: "ميسي في كومو؟ يجب ألا نقول أبداً"، في إشارة إلى أن كلّ شيء وارد، ما زاد من قوة هذه الفرضية وأضفى عليها شيئاً من الواقعية.

واستند الإعلام إلى علاقة الصداقة التي تجمع بين ميسي وفابريغاس للحديث عن إمكانية إبرام الصفقة، بخاصة أن النجمين تقاسما غرفة الملابس في برشلونة بين عامي 2011 و2014، وساهما معاً في تحقيق عدد من الألقاب، مع ذلك، يبقى احتمال التقائهما مجدداً في كومو مستبعداً في الوقت الراهن، بعد تمديد ليونيل عقده مع إنتر ميامي حتى نهاية العام الحالي.



ويُواصل نادي كومو 1907 خطف الأنظار في سوق الانتقالات الصيفية، بعدما برز كأحد أكثر الأندية نشاطاً وتحركاً، بقيادة مدربه الإسباني سيسك فابريغاس، وخصّص النادي ميزانية ضخمة قُدّرت بـ101 مليون يورو لدعم صفوفه، في خطوة تعكس طموحه الكبير بعد عودته المميزة إلى الدوري الإيطالي الممتاز. ويأمل الفريق في تثبيت أقدامه بين الكبار، وتقديم موسم استثنائي يعكس حجم الاستثمارات والتخطيط، في واحدة من القصص اللافتة هذا الصيف في "الكالتشيو".

ومع تسارع الأحداث في سوق الانتقالات وتزايد طموحات الأندية الصاعدة، يبرز نادي كومو كنموذج لفريق يسعى لتغيير واقعه بقوة التخطيط والجرأة في القرار، وبينما يترقّب الجميع ما ستسفر عنه مغامرته في "الكالتشيو"، تبقى قصته هذا الصيف مثالاً على أن الأحلام الكبيرة لا تعترف بالتاريخ وحده، بل تصنعها الإرادة، والطموح، والاستثمار الذكي في الوقت المناسب.




## مصر: تأييد سجن 6 متهمين في قضية "حريق خط غاز أكتوبر"
23 July 2025 03:24 PM UTC+00

أيدت محكمة مستأنف جنح أكتوبر، غرب العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الأربعاء، حكما بحبس ستة متهمين لمدة عشر سنوات لكل منهم، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"حريق خط غاز أكتوبر"، والتي أسفرت عن وفاة ثمانية مصريين، وإصابة 14 آخرين، بينهم حالات حرجة، ورفضت المحكمة الاستئناف المقدم من المتهمين على حكم حبسهم وأيدته في واحدة من أسوأ الكوارث المدنية التي شهدتها مدينة السادس من أكتوبر في السنوات الأخيرة.

الحادث الذي هزّ الرأي العام المصري، وأعاد إلى الواجهة أسئلة مُلحّة حول بنية الأمان في مشاريع البنية التحتية، التي تقيمها شركات حكومية و أخرى تابعة لجهات سيادية وقع في 30 إبريل/نيسان الماضي، نتيجة كسر بخط الغاز الرئيسي المغذي لمنطقة الواحات البحرية، واندلاع حريق هائل امتد بسرعة، أدى إلى تفحم 15 سيارة خاصة ومصرع مواطنين، بينهم شاب شهير على منصات التواصل الاجتماعي يُعرف باسم "ساحر الآيفون"، ونجل صحافي رياضي بارز.


الجهات الرسمية، بما في ذلك مجلس الوزراء ووزارة البترول وجهات التحقيق، لم تفصح عن اسم الشركة المتسببة في الكارثة حتى الآن


استمعت المحكمة لطلبات هيئة الدفاع عن أهالي المجني عليهم، والتي شملت الادعاء المدني بمبلغ 101 ألف جنيه للمصابين، و201 ألف وواحد جنيه للمتوفين، إلى جانب مطالبة المحكمة بإلزام المتهمين وجهاز مدينة أكتوبر بتحمل تكاليف علاج المصابين، إلا أن المطلب الأبرز من دفاع الأهالي تمثل في دعوته لضم أطراف جديدة إلى القضية، قال إنها شاركت في الإهمال الذي تسبب بالكارثة، وعلى رأسها مسؤولون في جهاز أكتوبر، وشركة المليجي المنفذة للأعمال، من الباطن لحساب الشركة الوطنية للطرق، بالإضافة إلى مسؤولي المرور وشركة الغاز، مطالبًا باستدعاء الممثلين القانونيين لتلك الجهات وسماع أقوالهم وتوسيع دائرة الاتهام لتشملهم، في إشارة واضحة إلى ما وصفه بـ"الإهمال المؤسسي المركب"، إلا أن محكمة أول درجة ومحكمة الاستئناف لم تستجيبا إلى الطلبات.

من جانبه، عبّر ممثل النيابة العامة في مرافعة مؤثرة أمام المحكمة، عن حزنه على ضحايا الحريق، مؤكدًا أن القضية تعكس ملامح "كارثة إنسانية مكتملة الأركان"، نشأت من إهمال جسيم في أداء بعض العاملين في مجال المقاولات، وهو إهمال لم يكن ليؤدي فقط إلى فقدان الأرواح، بل يكشف عن ثغرات خطيرة في منظومة التنسيق والسلامة بين الجهات المنفذة والمشرفة. 

وفي سياق التحقيقات حول الواقعة، أعلنت نقابة المهندسين الفرعية بالجيزة عن نتائج المعاينة الفنية التي أجرتها لجنة من أعضائها لموقع الحادث، مؤكدة أن اللجنة زارت المكان عقب وقوع الانفجار، ولاحظت جملة من المخالفات الجسيمة، على رأسها غياب أي لوحات تحذيرية أو إشارات تفيد بوجود خط غاز أو أعمال جارية تستوجب الحذر.

وبحسب ما وثقته اللجنة من شهادات شهود العيان، فقد بدأ مقاول خاص أعمال حفر باستخدام حفار (لودر) في 29 إبريل/نيسان الماضي، وتسبب في كسر خط الغاز الرئيسي، ثم قام بردم الحفرة دون إخطار وزارة البترول أو شركة الغاز المعنية. وفي اليوم التالي، وبينما كان العمل مستمرًا في نفس الموقع، لوحظت رائحة غاز قوية، لكن دون أي تحرك من الجهات المختصة، مما أدى إلى تشبع الهواء بالغاز القابل للاشتعال. تزامن ذلك مع ارتفاع درجات الحرارة وكثافة الحركة المرورية، لتقع الكارثة بانفجار مروّع التهم كل ما حوله.

وأعلنت وزارة الصحة المصرية أن الحريق أسفر عن مصرع ثمانية أشخاص متأثرين بإصاباتهم، من بينهم صانع المحتوى الشهير على تيك توك حذيفة المولى، المعروف بلقب "ساحر الآيفون"، إلى جانب إسلام سالم، نجل الكاتب الصحافي وعضو رابطة النقاد الرياضيين عصام سالم. وأدى الانفجار أيضًا إلى إصابة 14 آخرين بحروق واختناقات، بعضهم لا يزال يخضع للعلاج.



ورغم هول الحادث، إلا أن الجهات الرسمية، بما في ذلك مجلس الوزراء ووزارة البترول وجهات التحقيق، لم تفصح عن اسم الشركة المتسببة في الكارثة حتى الآن، واكتفت وزارة البترول بالإشارة إلى أن الحادث وقع بسبب قيام "إحدى شركات المقاولات" بأعمال حفر دون تنسيق مسبق مع شركة الغاز الوطنية (ناتغاس)، ما تسبب في تسرب الغاز واشتعاله.

بعيدًا عن مشهد المحكمة وأحكامها، أكد حقوقيون طرح القضية أسئلة عميقة حول البنية التنظيمية والفنية التي تُدار بها مشروعات البنية التحتية في مصر، خاصة التي تديرها مؤسسات حكومية وأخرى تابعة للجيش في المدن الجديدة مثل السادس من أكتوبر. من سمح لهذا المقاول بالعمل؟ أين كانت التحذيرات؟ لماذا لم يتم الإبلاغ عن كسر خط الغاز؟ من غطّى على المخالفة؟ وكيف يُترك الغاز يتسرب دون تدخل؟ إجابات هذه الأسئلة قد لا تكون كلها بحوزة المحكمة، لكنها بالتأكيد باتت مسؤولية المجتمع، ونقابات المهنة، والجهات الرقابية، بل ومؤسسات الدولة ذاتها، لمنع تكرار هذه المأساة التي لم تكن لتحدث، لولا تهاون واستهتار امتزجا بإهمال مزمن.




## وقفة احتجاجية في القامشلي تدعو إلى حقن دماء السوريين
23 July 2025 03:25 PM UTC+00

نظم عدد من منظمات المجتمع المدني والصحافيين والمثقفين في مدينة القامشلي، بريف محافظة الحسكة، شمال شرقيّ سورية، مساء أمس الثلاثاء، وقفة احتجاجية أمام مكتب الأمم المتحدة في حي السياحي، تنديداً بما شهدته محافظة السويداء من انتهاكات وأعمال قتل وسلب. ورفع المحتجون شعارات وطنية، من بينها: "الدم السوري على السوري حرام" و"من القامشلي إلى السويداء سلاماً"، مطالبين بوقف العنف وكل الأعمال المسلحة، والدعوة إلى الحوار والتهدئة.

وقال الصحافي جان علي، المقيم في القامشلي، والمشارك في الوقفة، لـ"العربي الجديد": "حرصنا في هذه الوقفة الرمزية على إيصال رسالة إلى السوريين كافة، وإلى كل الفاعلين في الشأن السوري، أن السوريين على قلب رجل واحد، وإن اختلفت رؤاهم وآراؤهم السياسية، وأن كل مدينة وقرية سورية، مهما كان موقعها الجغرافي أو هويتها الإثنية والعرقية والدينية، هي في قلب كل سوري. نتشارك الأفراح والأحزان منذ آلاف السنين". مضيفاً: "ومهما اشتدت الظروف الصعبة، ومهما تداخلت عوامل وأطراف خارجية نتيجة للأحداث الأخيرة المؤلمة والمؤسفة، نؤكد أنه ليس للسوري إلا السوري يحتضنه ويخفف آلام جراحه". وختم حديثه قائلاً: "سلاماً للسويداء، سلاماً لدمشق عاصمتنا الأبدية، سلاماً لسورية وطناً لجميع السوريين".

من جهته، قال المحامي جوان محمد، أحد المشاركين في الوقفة، لـ"العربي الجديد": "اجتمعنا نحن الزملاء من المحامين والإعلاميين ومنظمات المجتمع المدني في وقفة احتجاجية، لنضم صوتنا إلى جميع الشرفاء في وطننا. من القامشلي، مدينة التآخي في شمال شرق سورية، نوجه رسالتنا لأهلنا في السويداء: نحن معكم، وأرواحنا وأصواتنا معكم". متابعاً: "لن نكتفي بالاحتجاجات فقط، بل يجب أن يصل صوتنا إلى جميع منظمات المجتمع المدني، والهيئات الدولية، ومراكز القرار الدولي. علينا أن نقف جميعاً وقفة رجل واحد ضد هذه الهجمات البربرية وضد آلة القتل التي تستهدفنا".

وأضاف: "نؤكد نحن في القامشلي بمكوناتنا كافة – الأكراد والعرب والسريان – أننا جميعاً مع أهلنا في السويداء. هذه الجرائم النكراء والمجازر لن تمر دون محاسبة. يجب أن تُحاكم كل الأطراف، أو أي جهة متورطة في هذه الجرائم. لن نتراجع عن الدفاع عن وطننا، وسنقدم كل ما يلزم من أرواحنا وأصواتنا وأقلامنا للوقوف في وجه هذه الجرائم. نوجه نداءً وطنياً لكل أهلنا في السويداء ومناطق أخرى بأن يكونوا على قلب رجل واحد، لأن الواجب الوطني يفرض علينا هذا التضامن الحقيقي".



من جانبها، قالت هيلين أحمد، وهي من سكان مدينة القامشلي، لـ"العربي الجديد": "وقفنا اليوم في حملة تضامنية مع إخوتنا بمكوناتهم كافة في محافظة السويداء. ندين ونستنكر الأعمال الإرهابية التي ارتكبتها الجماعات المسلحة في السويداء من قتل وترهيب، واختطاف النساء، وقتل الأطفال الأبرياء والشيوخ". مضيفة: "هذه الممارسات ليست فقط عنفاً، بل هي بعيدة كل البعد عن الإنسانية. نطالب المنظمات المعنية بفتح تحقيق شامل في ما جرى، وتقديم العون والمساعدات الصحية العاجلة لأهلنا في السويداء. كذلك نطالب بوقف الحملات الإعلامية المسيئة والمضللة للحقائق والوقائع في السويداء وفي سورية بشكل عام، ومحاسبة كل من تلطخت يداه بدماء السوريين".




## "هيومن رايتس ووتش" تدين هجمات الحوثيين على السفن: قد ترقى لجرائم حرب
23 July 2025 03:42 PM UTC+00

اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن الهجمات التي شنّها الحوثيون على سفينتين تجاريتين في البحر الأحمر بين 6 و9 يوليو/تموز 2025، وأسفرت عن غرقهما ومقتل وإصابة عدد من أفراد الطاقم، تشكل خرقاً فادحاً للقانون الدولي الإنساني، وقد ترقى إلى "جرائم حرب". ودعت المنظمة، في بيان، الأربعاء، جماعة الحوثيين، إلى إنهاء هجماتها على السفن التي لا تشارك في النزاع. وأوضحت المنظمة أن السفينتين المستهدفتين، "إم في ماجيك سيز" و"إم في إيترني سي"، لم تكونا مرتبطتين بإسرائيل ولا منخرطتين في أي أنشطة عسكرية، خلافاً لما أعلنه الحوثيون لتبرير الهجوم.

وحذّرت المنظمة من تداعيات بيئية خطيرة للعمليات، إذ تسببت الهجمات في تسربات نفطية ومواد كيميائية مهددة للنظام البحري في المنطقة، على غرار حادثة غرق سفينة "إم في روبيمار" التي كانت تحمل 21 ألف طن من الأسمدة الكيماوية، ما أدى إلى نفوق كميات كبيرة من الأسماك جراء التلوث. وأشارت إلى أن السفينة "ماجيك سيز" كانت تحمل بدورها مواد كيماوية قابلة للذوبان، الأمر الذي يزيد من صعوبة تتبع أثرها البيئي. ووفق خبراء، فإن احتواء التلوث الناتج عن هذه الشحنة سيكون معقداً ومكلفاً للغاية، ما يمثل تحدياً كبيراً لليمن، في ظل أزماته الاقتصادية والإنسانية.

وفي الفترة بين 6 و9 من الشهر الجاري، استهدف الحوثيون سفينتي الشحن "ماجيك سيز" و"إتيرنيتي سي" في البحر الأحمر، بعد توقف دام أشهراً لهجماتهم التي يقولون إنها تستهدف سفناً مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، إسناداً للفلسطينيين في قطاع غزة. ولا يزال نحو 11 شخصاً في عداد المفقودين، بعدما أعلنت مهمة الاتحاد الأوروبي "أسبيدس" لتأمين حركة الملاحة البحرية والسفن التجارية إنقاذ عشرة أشخاص، ومقتل أربعة آخرين من أصل 25 شخصاً هم أفراد طاقم "إتيرنيتي سي"، فيما قال الحوثيون إنهم "أنقذوا عدداً غير محدد من أفراد الطاقم، من دون الكشف عن مصيرهم".



في سياق متصل، وثّقت المنظمة هجمات متبادلة على منشآت مدنية بين الحوثيين وإسرائيل، مؤكدة أن القوات الإسرائيلية استهدفت عمداً مرافق حيوية في اليمن، بينها ميناء الحديدة، الذي يعد منفذاً أساسياً لدخول المساعدات، إضافة إلى مطار صنعاء. وفي المقابل، شنّ الحوثيون هجمات عشوائية على أهداف مدنية وبنية تحتية في إسرائيل، منها مطار تل أبيب.

وقالت الباحثة في شؤون اليمن والبحرين لدى المنظمة، نيكو جعفرنيا: "يسعى الحوثيون إلى تبرير هجماتهم غير القانونية بالإشارة إلى الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين"، داعية إلى "إنهاء جميع الهجمات على السفن التي لا تشارك في النزاع والإفراج فوراً عن أفراد الطاقم المحتجزين لديهم". وشددت جعفرنيا على ضرورة اعتراف جميع الأطراف بالانتهاكات، والعمل على معالجة الأضرار الإنسانية والبيئية، بما في ذلك إزالة التسربات النفطية والمواد الكيميائية التي تهدد الحياة البحرية والإقليمية.

وتشنّ جماعة الحوثيين، منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، هجمات بالصواريخ الباليستية والطيران المسيّر والزوارق البحرية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، كما تستهدف مواقع إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة رداً على حرب الإبادة المستمرة في غزة.




## عمدة لندن وشخصيات حكومية تحث ستارمر على الاعتراف بدولة فلسطينية
23 July 2025 03:42 PM UTC+00

حثّ عمدة لندن صادق خان حكومة المملكة المتحدة على الاعتراف بدولة فلسطينية فورًا، مع ازدياد الضغط على رئيس الحكومة كير ستارمر لاتخاذ إجراء في ظل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة، وتزايد الاستنكار الدولي إزاء التجويع والقتل في غزة. وقال عمدة لندن في حسابه عبر موقع "إكس"، اليوم الأربعاء، إن المشاهد في غزة "مروعة للغاية". وكتب: "أطفال يتضورون جوعًا يبحثون بيأس عن الطعام بين الأنقاض. أفراد عائلاتهم قُتلوا برصاص جنود إسرائيليين في أثناء بحثهم عن المساعدة".

وأضاف خان، العضو في حزب العمّال الحاكم: "يجب على المجتمع الدولي - بما في ذلك حكومتنا - بذل المزيد من الجهد للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف هذا القتل المروع وغير المبرر والسماح بدخول المساعدات الحيوية المنقذة للحياة. لا شيء يبرر تصرفات الحكومة الإسرائيلية". وأكد أنه يجب على المملكة المتحدة الاعتراف فورًا بالدولة الفلسطينية، قائلًا: "لا يمكن أن يكون هناك حل الدولتين إذا لم تكن هناك دولة قابلة للحياة تُسمى فلسطين".

وتأتي مطالبة خان العلنية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد أن حثّت شخصيات حكومية بارزة رئيس الوزراء سرًا على الاعتراف بفلسطين باعتباره وسيلة للضغط على إسرائيل بسبب قتلها المتكرر للمدنيين الجياع في غزة. وقالت صحيفة "ذا غارديان" إن عددًا من كبار الوزراء حثّوا ستارمر على منح المملكة المتحدة دورًا قياديًا في الاعتراف بالدولة الفلسطينية في اجتماعات وزارية مختلفة خلال الأشهر الأخيرة.

وصرّح ستارمر، خلال الأسابيع الأخيرة في أكثر من مناسبة، بأن الاعتراف رسميًا بفلسطين "يجب أن يأتي جزءاً من عملية السلام، ولكن فقط بالتعاون مع دول غربية أخرى"، و"عند نقطة التأثير الأقصى"، دون تحديد موعد لذلك. في الوقت نفسه، طالب عشرات النواب من حزب العمّال بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. وكانت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة للملكة المتحدة وحديثه عن ذلك مناسبة لطرح الاعتراف بطريقة أوسع، مع تزايد تصريحات عن الشعور بـ"الرعب واليأس" في مجلس الوزراء في الأسابيع الأخيرة إزاء أفعال إسرائيل ومشاهد التجويع الجماعي في غزة.



وجاءت مطالبة 60 نائبًا في البرلمان بالاعتراف بدولة فلسطين في وقت سابق من هذا الشهر، بعد أن أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن خطط تهجير تسعى لإجبار جميع سكان غزة على العيش في مخيم على أنقاض مدينة رفح المدمرة.

في حديثه في مجلس العموم يوم الثلاثاء، دعا وزير الصحة البريطاني، ويس ستريتنج، إلى الاعتراف "فيما لا تزال هناك دولة فلسطين التي يجب الاعتراف بها"، وأدان الإجراءات الإسرائيلية التي "تتجاوز بكثير الدفاع المشروع عن النفس". وفي سياق متصل، حذّرت أكثر من 100 منظمة إغاثية وحقوقية من مجاعة جماعية في غزة، كاشفةً عن نفاد الإمدادات بالكامل. وتوجد كميات كبيرة من الغذاء والمياه النظيفة والإمدادات الطبية على مشارف غزة، لكن المنظمات ألقت باللوم على "قيود إسرائيل"، التي تقول إنها تُسبب "الفوضى والمجاعة والموت".

وبحسب بيان المنظمات، بلغ الوضع حدًا من السوء، لدرجة أن وكالات الإغاثة حذرت من أنها ترى حتى زملائها "يهلكون أمام أعينهم". وأعلن المجلس النرويجي للاجئين، الذي أيّد البيان ويُعدّ من أكبر منظمات الإغاثة المستقلة في غزة، أنه لم يعد لديه إمدادات لتوزيعها، وأن بعض موظفيه يتضورون جوعًا، واتهم إسرائيل بتعطيل عمله. وقال يان إيجلاند، الأمين العام للمجلس، لوكالة رويترز للأنباء: "وُزِّعَت آخر خيماتنا، وآخر طرد غذائي، وآخر مواد الإغاثة. لم يتبقَّ شيء".




## تغييرات بقائمة الجزائر المشاركة في "الشان"
23 July 2025 03:44 PM UTC+00

استقر مدرب منتخب الجزائر الرديف، مجيد بوقرة (42 عاماً)، على القائمة النهائية لـ"الخُضر"، المعنية بالمشاركة في بطولة كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين، التي ستُقام في أوغندا وكينيا وتنزانيا، بين 2 و30 أغسطس/ آب المقبل. ويهدف "محاربو الصحراء" إلى التتويج باللقب لأول مرة في تاريخهم، بعد أن بلغوا نهائي النسخة الماضية، التي احتضنتها الجزائر مطلع عام 2023، قبل أن يخسروا اللقب أمام المنتخب السنغالي بركلات الترجيح.

وحصل "العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، على معلومات خاصة من مصدر مقرّب من الجهاز الفني للمنتخب الجزائري، فضّل عدم ذكر هويته، تُفيد بأن مجيد بوقرة اضطُر لإجراء تعديلات على القائمة الأولية، التي أعلنها سابقاً، وذلك بسبب مستجدات تخصّ وضعية بعض اللاعبين مع أنديتهم، في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، إضافة إلى إصابات حالت دون استدعاء بعض العناصر المهمة.

وأوضح المصدر أن لاعب شبيبة القبائل رضوان بركان (22 عاماً) خرج من حسابات الجهاز الفني لمنتخب الجزائر الرديف، بعد أن قرر خوض تجربة احترافية في أوروبا، من بوابة نادي والت وارغيم البلجيكي، وهو ما يجعله غير مؤهل للمشاركة في البطولة القارية الخاصة بالمحليين. في المقابل، قرر بوقرة الاحتفاظ بالمهاجم أيمن محيوص (27 عاماً)، الذي حسم مستقبله بالبقاء في الدوري الجزائري، بعد توقيعه عقداً جديداً مع شباب بلوزداد، رغم تلقيه عروضاً من ناديي ضمك والحزم السعوديين، وهو ما جعله ضمن المعول عليهم في البطولة القارية القادمة.

كما غاب المدافع محمد عزي (27 عاماً) عن القائمة النهائية، بعد أن أنهى فترة إعارته مع اتحاد العاصمة الجزائري، وهو بصدد الانتقال إلى نادي دينامو ماختشكالا الروسي، قادماً من كاظمة الكويتي، ما أفقده بدوره أهلية المشاركة في "الشان". ومن جهته، غاب لاعب وسط شباب بلوزداد، عبد الرؤوف بن غيث (29 عاماً)، بسبب إصابة عضلية. ووفقاً لمصادر "العربي الجديد"، فإن استمرار كل من أكرم بوراس (23 عاماً) ومحمد بن خماسة (32 عاماً) في القائمة يعني بقاءهما مبدئياً مع فريقيهما، في الدوري الجزائري لكرة القدم، رغم تلقي الأول عرضاً من شارلوروا البلجيكي، والثاني عرضاً من نادي أم صلال القطري.



وتُعاني تحضيرات منتخب الجزائر الرديف ضغطاً كبيراً، على مستوى البرنامج الزمني، خاصة بعد إلغاء الوديتين المقررتين سابقاً أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، الذي اضطُر إلى الانسحاب، بعد قرار من محكمة التحكيم الرياضية "كاس" بإجباره على استكمال الدوري المحلي. ويخوض "الخُضر" حالياً معسكراً تحضيرياً داخلياً في مركز سيدي موسى، بانتظار ضبط البرنامج النهائي، قبل التوجه إلى شرق أفريقيا لخوض منافسات المجموعة الثالثة، التي تضم منتخبات: أوغندا والنيجر وغينيا وجنوب أفريقيا.




## "رويترز" عن الرئيس الإسرائيلي للجنود في غزة: هناك الآن مفاوضات مكثفة ونأمل أن نسمع أخبارا سارة قريبا
23 July 2025 03:49 PM UTC+00





## المعلومات المضللة "تعرّض الأرواح للخطر" في أثناء الكوارث الطبيعية
23 July 2025 03:52 PM UTC+00


أكدت منظمة أميركية غير حكومية، في تقرير نُشر الثلاثاء، أنّ منصات التواصل الاجتماعي الكبيرة تسمح بنشر المعلومات المضللة بشأن الكوارث الطبيعية، بل وتستفيد منها، مشددةً على أنّ ذلك "يُعرّض الأرواح للخطر". وبعد تحليل 300 منشور اتخذ رواجاً تضمن معلومات مضللة أو كاذبة من أربع منصات خلال الكوارث الأخيرة، بما في ذلك فيضانات تكساس وحرائق الغابات في لوس أنجليس، خلص مركز مكافحة الكراهية الرقمية (CCDH) الذي يتخذ من واشنطن مقراً له إلى أن خوارزمياته تُبرز المحتوى المُضلّل وتستبعد المعلومات الأساسية للسكان.

وأضافت المنظمة غير الحكومية: "إن تأثير أبرز مُؤيدي نظريات المؤامرة خلال الكوارث المتعلقة بالطقس يُعيق جهود الإغاثة" من خلال إبطاء نشر المعلومات ورسائل التحذير من السلطات، ما "يُعرّض الأرواح للخطر". وكتب مركز مكافحة الكراهية الرقمية عبر "فيسبوك" و"إنستغرام" أن 2% فقط من المنشورات التي اعتبرتها المنظمة غير الحكومية مضللة كانت مرتبطة بعملية تحقق من الحقائق أو تقييم من المستخدمين، لمواجهة المعلومات المضللة.

وأضافت المنظمة أن هذه التقييمات، وهي نوع من التعليقات التي يقدمها المستخدمون لإضافة سياق أو الإشارة إلى خطأ في الحقائق، موجودة في 1% فقط من المنشورات التي حُلِّلَت عبر "إكس"، بينما لا يوجد أي شيء على الإطلاق يوفر سياقاً لمقاطع الفيديو التي حُلِّلَت على "يوتيوب". وأشار التقرير إلى أن منشورات أليكس جونز، أحد أبرز الأسماء في مجال نظريات المؤامرة في الولايات المتحدة بشأن حرائق لوس أنجليس، في يناير/ كانون الثاني الماضي، حصدت عدد مشاهدات عبر منصة إكس يفوق المجموع الكلي لمنشورات الوكالات الإغاثية الرئيسية ووسائل الإعلام التقليدية، مثل صحيفة لوس أنجليس تايمز المحلية.



ورأى مدير مركز مكافحة الكراهية الرقمية، عمران أحمد، أن "الانتشار السريع لنظريات المؤامرة المتعلقة بالمناخ ليس مصادفة، بل هو القلب النابض لنموذج اقتصادي يستفيد من الغضب والانقسام". وقد قلّصت منصات عدة، أبرزها "ميتا" و"إكس"، حديثاً أدواتها الخاصة بمراقبة المحتوى والتحقق منه، وهو ما يؤدي إلى عواقب في العالم الفعلي.

إثر الفيضانات المميتة التي شهدتها تكساس مطلع يوليو/ تموز الماضي، أكد أوغسطس دوريكو، صاحب شركة تُطوّر تقنية لتحفيز هطول الأمطار، تلقيه "تهديدات كثيرة"، على ما قال لوكالة فرانس برس. وأشار مركز مكافحة الكراهية الرقمية إلى أن ناشري هذه المعلومات المضللة غالباً ما يسعون منها للكسب. ومن بين المنشورات الـ10 التي خضعت للتحليل، 88% منها صادرة عن حسابات موثقة، ما يُتيح لهم تحقيق دخل من نشاطهم.

(فرانس برس)





## بريطانيا: اتفاق مع شركات توصيل الطعام لمنع تشغيل "طالبي اللجوء"
23 July 2025 04:00 PM UTC+00

أعلنت وزارة الداخلية البريطانية، اليوم الأربعاء، اتفاقاً جديداً مع شركات توصيل الطعام الكبرى، مثل ديلفيرو، وأوبر إيتس، وجست إيت، يقضي بمشاركة مواقع فنادق إيواء طالبي اللجوء في بريطانيا مع تلك الشركات، للحد من تشغيلهم لديها بشكل غير قانوني. وذكرت الوزارة، في بيان نقلته هيئة الإذاعة البريطانية "BBC"، أن الهدف من هذه الخطوة هو المضي قدماً في شراكة مع منصات توصيل الطعام لكي تتمكن الأخيرة من القيام بدور أكبر في تعقب الأفراد الذين يسيئون استخدام حسابات العمل معها وتدقيق تلك الحسابات وحذف ما يتم استخدامه بشكل غير قانوني. وتوصف سوق العمل لدى تطبيقات توصيل الطعام بأنها الأسهل لمن لا يحمل أوراقاً رسمية، حيث رصدت الكثير من الحالات التي يتم من خلالها تأجير حسابات رسمية لدى المنصات المعروفة لأشخاص لا يمتلكون حق العمل في بريطانيا.

ويعمل لدى هذه المنصات حوالي 300 ألف شخص بينما تبلغ قيمتها السوقية حوالي 13 مليار جنيه إسترليني. وسلطت تقارير إعلامية الضوء على إعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي يعرض فيها أصحابها تأجير حسابات العمل مع منصات توصيل الطعام بمبالغ تصل إلى 100 دولار في الأسبوع، وأن هذه الحسابات تكون متاحة لدى طالبي اللجوء خلال ساعات من وصولهم إلى بريطانيا بحسب تلك التقارير. ويمنع طالبو اللجوء في بريطانيا من العمل خلال أول 12 شهراً من تقديمهم الطلب، أو إلى حين البت في طلباتهم رسمياً. وكان كريس فيليب وزير داخلية حكومة الظل (محافظين) قد قال في الشهر الماضي إنه وجد أثناء زيارة مفاجئة لأحد فنادق إيواء طالبي اللجوء أدلة على عملهم لدى منصات تطبيق الطعام بشكل غير قانوني، حيث تحظر القوانين على طلاب اللجوء العمل، بينما تنظر وزارة الداخلية في طلباتهم لفترة عام على الأقل. 



وحذرت وزيرة الداخلية البريطانية، أوفيت كوبر، من أن العمل غير القانوني يقوض فرص العمل بصورة شرعية ويؤدي إلى استغلال أشخاص ضعفاء ويصب في صالح عصابات الجريمة المنظمة للهجرة غير النظامية. ونقلت وكالة الصحافة البريطانية عن كوبر قولها: "إن تعزيز التعاون بين الحكومة ومنصات توصيل الطعام من خلال مشاركة المعلومات، من شأنه أن يسد الثغرات ويعزز الرقابة في هذا القطاع". وكانت الشركات الثلاث الكبرى العاملة في هذا القطاع قد عقدت اجتماعاً الشهر الماضي مع مسؤولين في وزارة الداخلية وتعهدت بعده بتطبيق عدة إجراءات منها فرض التحقق ببصمة الوجه على من يقوم بخدمة توصيل الطعام للتأكد من أنه مسجل على حساب العمل معها. كما كشفت الداخلية أن الإجراءات الجديدة ساهمت في حذف آلاف الحسابات المخالفة بالفعل خلال الأسابيع الأخيرة، بحسب صحيفة "التلغراف".

وتتزامن هذه الإجراءات مع إعلان حكومي حزمةَ عقوبات تستهدف شبكات تهريب البشر، شملت 25 شخصاً وكياناً على صلة بالهجرة غير النظامية، بينهم مزودو قوارب صغيرة ومزورو جوازات سفر في آسيا وأوروبا وشمال أفريقيا، بحسب تصريحات وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي. ورغم إشادة الحكومة بالتحرك، شككت مديرة مرصد الهجرة بجامعة أكسفورد، د. مادلين سامبشن، في تأثير هذه الإجراءات على الحد من الهجرة عبر القنوات غير القانونية، معتبرة أن استهداف الأفراد بشكل منفصل "لن يحدث فارقاً كبيراً في سوق تتعدد فيها الجهات الفاعلة"، بحسب إذاعة "BBC".




## قمة بحرينية لبنانية: المملكة تقرر إقامة بعثة دبلوماسية دائمة ببيروت
23 July 2025 04:06 PM UTC+00

عقد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس اللبناني جوزاف عون، اليوم الأربعاء، جلسة مباحثات رسمية جرى خلالها بحث مسار العلاقات بين البلدين، وسبل تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات. وأعلن ملك البحرين عن "قرار المملكة إقامة بعثة دبلوماسية بحرينية دائمة في بيروت"، مؤكداً "أهمية تفعيل اللجنة البحرينية - اللبنانية المشتركة لتنفيذ مذكرات التفاهم والاتفاقات المبرمة".


ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة خلال لقائه الرئيس عون: نُعلن بكل اعتزاز عن قرارنا بإقامة بعثة دبلوماسية بحرينية دائمة في بيروت، متطلعين إلى أن تكون هذه المباحثات محطة جديدة لتعاون ثنائي مثمر في شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك.

* الرئيس عون لملك البحرين:
- نشكركم جلالة الملك… pic.twitter.com/cOJXzkUMfN
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) July 23, 2025



ويحاول الرئيس اللبناني جوزاف عون، من خلال زياراته إلى الدول العربية بشكل خاص، إعادة لبنان إلى الحضن العربي، وذلك بعد انقطاع شاب بعض العلاقات في فترات سابقة، ربطاً بتدخلات وأنشطة حزب الله الخارجية، ونفوذه في الحكومات السابقة، ومنها المرتبطة بالبحرين، التي وصلت عام 2021 إلى سحب مبعوثها من لبنان.

وشملت المباحثات في اجتماع القمة، بحسب ما ذكر بيان مشترك لبناني بحريني "أوجه التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والاجتماعية، وفرص تطويرها والارتقاء بها إلى آفاق أشمل، عبر تعزيز دور القطاع الخاص، وزيادة التبادل التجاري، وتكثيف الزيارات المتبادلة للوفود الاقتصادية والتجارية، وتفعيل الاتفاقات ومذكرات التفاهم المبرمة بين البلدين، والتنسيق والتشاور المشترك على جميع المستويات، بما يخدم مصالحهما المتبادلة، إضافة إلى توسيع آفاق التعاون في المجالات الثقافية والتعليمية والسياحية والصحية".



وبحث ملك البحرين والرئيس اللبناني "مستجدات الأوضاع الإقليمية الراهنة، وتداعياتها على الأمن والاستقرار الإقليميين، والجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى تسوية الصراعات، وحل الأزمات عبر الحوار والطرق الدبلوماسية، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، وأكدا عزم البلدين على مواصلة التعاون والتنسيق في كل ما من شأنه تجنيب المنطقة الأنشطة المزعزعة للأمن والاستقرار، بما في ذلك مكافحة التنظيمات الإرهابية ومنع تمويلها". وشدد الجانبان على "ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والالتزام بالمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حسن الجوار".

وأكد ملك البحرين موقف بلاده "الثابت والداعم لسيادة الجمهورية اللبنانية واستقرارها ووحدة أراضيها، ورفض أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية، وأهمية احترام الخصوصية التاريخية والتنوع الديني وقيم التعايش الحضاري التي تميز المجتمع اللبناني، ومساندة المملكة جهود الرئيس جوزاف عون والحكومة اللبنانية للمضي في الإصلاح السياسي والاقتصادي، وتعزيز الوحدة الوطنية لما فيه خير وصالح الشعب اللبناني".

وأشاد الجانبان بـ"الجهود الحثيثة التي تبذلها الإدارة الأميركية في الظروف الراهنة لتعزيز الأمن والاستقرار في لبنان، وأكدا ضرورة استمرار التواصل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتعزيز الثقة وتأمين الدعم اللازم للبنان في مواجهته التحديات الراهنة ودخوله مرحلة إعادة الإعمار".

كذلك، أكد ملك البحرين دعم بلاده "جهود لبنان الرامية إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار مع إسرائيل وخفض حدة التصعيد، والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، والتمسك باتفاق الطائف، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وبسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية بقواها الذاتية حصراً، مع ضرورة دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، لتعزيز دورهما في الحفاظ على أمن لبنان واستقراره، وتعزيز دور قوات اليونيفيل في لبنان، ومساندة المملكة لاستعادة لبنان دوره الحيوي غير القابل للتبدّل ولا للاستبدال، في محيطه العربي والإقليمي".

من جانبه، أعرب الرئيس اللبناني جوزاف عون عن التقدير والامتنان لمواقف ملك البحرين الداعمة للبنان، مشيداً بتنامي العلاقات اللبنانية الخليجية، ودعم مجلس التعاون لدول الخليج العربية سيادة لبنان واستقراره وسلامة أراضيه ووحدته الوطنية، متمنياً لمملكة البحرين التوفيق والنجاح في استضافة أعمال القمة الخليجية المقبلة.

واستعرض الجانبان مخرجات ومبادرات قمة البحرين التي عقدت في مايو/أيار 2024، التي سعت إلى تعزيز العمل العربي المشترك، وترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة. وأكدا أهمية دعوة القمة إلى عقد مؤتمر دولي لمعالجة القضية الفلسطينية والدفع نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وتعزيز جهود الاعتراف بها عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة. وأكد الجانبان دعمهما لجهود تحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، سعياً إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ومبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت عام 2002.

كما شدد الجانبان على "ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وتأمين إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وتسريع إيصال المساعدات الانسانية للسكان المدنيين في القطاع دون عوائق. وأعربا عن دعم البلدين الخطة العربية بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة التي اعتمدتها قمة القاهرة في 4 مارس/آذار 2025".

وجدد الجانبان "دعمهما المساعي الدولية الرامية إلى استئناف المفاوضات بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن الملف النووي الإيراني، بوساطة من سلطنة عمان، وضمان الصفة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، وتعزيز دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل".

كما أكد الجانبان "دعم الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى الحفاظ على الأمن البحري وحماية الممرات المائية في المنطقة، والتصدي للأنشطة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم، بما في ذلك استهداف السفن التجارية، وتهديد الممرات الملاحية البحرية والتجارة الدولية، والمنشآت النفطية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية".




## اتفاق إيطالي جزائري بشأن التعاون الدفاعي ومكافحة الإرهاب والهجرة
23 July 2025 04:22 PM UTC+00

أعلنت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، اليوم الأربعاء، التوصّل إلى اتفاق مع الجزائر في مجالات الدفاع والأمن ومكافحة الهجرة غير نظامية، ضمن جملة تفاهمات أخرى غلب عليها الطابع الاقتصادي والتجاري على وجه التحديد، لتعزز التوافق السياسي الكبير بين البلدين، وتعكس الثقة القائمة بين الجزائر وإيطاليا.

وقالت ميلوني، في مؤتمر صحافي على هامش لقاء القمة الجزائرية الإيطالية الخامسة الرفيعة المستوى جمعها مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في روما، إن "هناك اتفاقاً مع الجزائر على تجديد التعاون الدفاعي، وتنسيق جهودنا لمكافحة الإرهاب، وتنسيق الجهود المتميزة لمكافحة الهجرة غير النظامية وإدارة تدفقات الهجرة". وأكدت توقيع اتفاقية تعاون في مجالي البحث والإنقاذ الخاصة بالمنطقة الإقليمية تضمن مهمة مزدوجة تتمثل في معالجة الأسباب الجذرية للهجرة من جهة، والعمل على منع هيمنة مافيا الإتجار بالبشر على سيادة القانون والدول ذات السيادة من جهة أخرى.

وكشفت عن التركيز خلال نقاشات الشق السياسي من القمة "على منطقة الساحل الأفريقي، وهي منطقة تلتزم فيها إيطاليا التزاماً راسخاً بتعزيز الاستقرار، مكافحة الإرهاب، ودعم سكانها"، إضافة إلى نقاش حول الوضع في ليبيا، مضيفة "نتفق تماماً على ضرورة تحقيق الاستقرار واستئناف عملية سياسية تتجاوز الانقسامات في البلاد".

من جانبه، أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي كان قد وصل مساء أمس إلى العاصمة الإيطالية روما، في زيارة رسمية، برفقة وفد حكومي واقتصادي كبير، التوقيع على اتفاقيات ذات الطابع الأمني والاقتصادي. وقال "أنا متيقن أن ما أنجزناه في هذه القمة يفتح آفاق شراكة استراتيجية ويوسع الشراكة بين بلدينا الصديقين". كما قال إن القمة الجزائرية الإيطالية سمحت "بتبادل التصورات حول الوضع في منطقة الساحل وآليات تعزيز الجهود الجماعية لضمان الأمن والتنمية ومكافحة الإرهاب في هذه المنطقة"، مشيراً إلى أن الطرفين "عبّرا عن قلقهما عن الوضع العام في الشرق الأوسط وما يستدعيه من مساعٍ ملحّة لتفادي التصعيد وعدم الاستقرار في المنطقة"، ودعا "المجتمع الدولي إلى أن يتحمل مسؤوليته السياسية والأخلاقية لوقف الإبادة والانتهاكات المتواصلة ضد الفلسطينيين".

وتوّجت زيارة الرئيس الجزائري إلى روما بالتوقيع على سلسلة اتفاقيات شراكة بين البلدين، تشمل قطاعات واعدة، منها الموارد المائية والزراعة المستدامة، والصناعة والنقل والتعاون الثقافي والعلمي والشراكة الموثوقة في مجال الطاقة والطاقات المتجددة. وقالت ميلوني إنها "راضية جداً عن نتائج القمة وجودة الاتفاقات التي جرى التوصل إليها"، مشيرة إلى أن "إيطاليا تطمح لتصبح نقطة توزيع للطاقة في أوروبا من خلال الشراكة الاستراتيجية التي تبنيها مع الجزائر".



وتفسّر تقديرات سياسية توسع الشراكة الجزائرية الإيطالية باعتبارات تاريخية وسياسية واقتصادية، إذ يؤكد المحلل في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية محمد طايبي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "هناك مساراً تاريخياً يُمكن أن يفسّر توسع الثقة السياسية بين الجزائر وإيطاليا، يعود إلى فترة عشية استقلال الجزائر، حيث ساعدت إيطاليا الجزائر في تكوين الكوادر الفنية خاصة في الصناعة النفطية، كما أن إيطاليا كانت الدولة الأوروبية الوحيدة التي بقيت تقدم قروضاً ومساعدات تمويل للجزائر في فترة التسعينات حين انهار الاقتصاد الجزائري بفعل الأزمة الأمنية ولم تقاطع طائراتها المطارات الجزائرية"، مضيفاً أن "هذه العوامل إضافة إلى حزمة توافقات سياسية حول قضايا الهجرة والأمن في المتوسط ومكافحة الإرهاب، وقبول إيطاليا تحويل تكنولوجيا بعض القطاعات الصناعية والفنية إلى الجزائر، تشجع البلدين على المضي في تفاهمات واسعة على أكثر من صعيد". وقال "منذ اعتلاء الرئيس تبون السلطة نهاية عام 2019، كان لديه توجه واضح للارتكاز على العلاقة مع إيطاليا كشريك سياسي واقتصادي رئيسي في المتوسط، بدلا عن فرنسا، وحتى الآن هناك خمس زيارات متبادلة بين البلدين على أعلى مستوى منذ عام 2021".

في غضون ذلك، يلتقي تبون غداً الخميس البابا لاوون الرابع عشر في دولة الفاتيكان، قبل مغادرته روما في ختام زيارته إلى إيطاليا. وسبق للبابا أن أعرب عن رغبته في زيارة الجزائر، مسقط رأس القديس أوغيستين (عاش في منطقة سوق أهراس شرقي الجزائر)، وقال إنه يعتبره مرجعه الفكري والروحي. ومن المرجح أن يقدم الرئيس تبون دعوة رسمية للبابا لزيارة الجزائر.




## محكمة العدل الدولية تحذّر: تغيّر المناخ تهديد داهم ووجودي
23 July 2025 04:22 PM UTC+00

أعلنت محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية لدى الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، أنّ تغيّر المناخ يمثّل "تهديداً داهماً ووجودياً"، وذلك في أوّل رأي استشاري لها بشأن الالتزامات القانونية للدول في ما يتعلّق بالحدّ من هذا التغيّر. وقال رئيس المحكمة القاضي الياباني، يوجي إيواساوا، إنّ محكمة العدل الدولية "خلصت إلى أنّ تداعيات عواقب تغيّر المناخ وخيمة وعميقة. فهي تلحق ضرراً بالنظم البيئية الطبيعية والسكان على السواء. وتُبرز هذه العواقب التهديد الداهم والوجودي الذي يُمثّله تغيّر المناخ".

وشدّد رئيس المحكمة على أنّ للدول "واجبات صارمة لحماية النظم المناخية". وأوضح إيواساوا: "في ما يتعلّق بواجب تجنّب إلحاق أضرار جسيمة بالبيئة، ترى المحكمة أنّه ينطبق كذلك على النظام المناخي الذي هو جزء لا يتجزّأ وعنصر أساسي في البيئة، وحمايته أمر واجب للأجيال الراهنة والمقبلة".

وحذّرت المحكمة، في رأيها الاستشاري، من أنّ تداعيات الاحترار المناخي سوف تكون لها عواقب على حقوق الإنسان كذلك. ورأى رئيسها أنّ العواقب "قد تضعف كثيراً التمتّع بعدد من حقوق الإنسان"، بما يشمل "الحق في الحياة". وأتى كلامه هذا خلال قراءته مقتطفات من تقرير خبراء، يقع في مئات عدّة من الصفحات، حول قضية هي الأهمّ على الإطلاق التي تنظر فيها محكمة العدل الدولية ومقرّها مدينة لاهاي غربي هولندا.


READ HERE: The summary of the #ICJ Advisory Opinion on the Obligations of States in respect of Climate Change. https://t.co/7TWc7ifwfX pic.twitter.com/vVxxwpZpbX
— CIJ_ICJ (@CIJ_ICJ) July 23, 2025



وكان طلاب من أرخبيل فانواتو الصغير في المحيط الهادئ قد أطلقوا هذه القضية في عام 2019، ودُفعت عن طريق تصويت من الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي حين أنّ رأي القضاة استشاري فقط وغير ملزم، لكن قد يكون له تأثير ويساهم في تغيير العدالة المناخية، عبر تحفيز التشريعات والمحاكم في مختلف أنحاء العالم.

وكلّفت الأمم المتحدة قضاة محكمة العدل الدولية الخمسة عشرة بالإجابة عن سؤالَين:


ما الواجبات التي تقع على الدول بموجب القانون الدولي لحماية الأرض من انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة بشكل رئيسي عن استهلاك النفط والفحم والغاز، لمصلحة الأجيال الحالية والمقبلة؟
ما التبعات القانونية على الدول التي تسبّبت انبعاثاتها في أضرار بيئية، ولا سيّما تجاه الدول الجزرية الضعيفة وذات الارتفاع المنخفض؟




ويلجأ عدد من الدول ومدافعون عن البيئة المحبطون من بطء عمليات التفاوض التقليدية، بطريقة متزايدة، إلى المحاكم الوطنية والدولية، والهدف إجبار الشركات والدول على التحرّك، وقد صدرت بعض الأحكام لصالح هؤلاء. وساهمت المؤتمرات السنوية للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب) في تغيير التوقّعات المرتبطة بالاحترار، غير أنّها ما زالت بعيدة جداً عن تحقيق الهدف الذي حدّدته اتفاقية باريس للمناخ في عام 2015 والمتمثّلة بحصر الاحترار عند درجتَين مئويّتَين مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.

ووضع النقاش الدول النامية الصغيرة في مواجهة الاقتصادات المتطوّرة. وحذّرت الدول الملوّثة الكبرى، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية والهند، المحكمة، ودافعت عن العملية السياسية المتمثّلة بمؤتمر الأطراف، بموجب الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ رغم أوجه القصور فيها، إلى جانب انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من اتفاقية باريس في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب.



وتطالب الدول الصغيرة بتعويضات من الدول الملوّثة التاريخية، وهو مطلب لا تقبله الدول الغنية بمعظمها. وتطالب هذه الدول كذلك بجدول زمني للتخلّي عن الوقود الأحفوري، والتعويض المالي عند الاقتضاء، والاعتراف بالأخطاء الماضية. تجدر الإشارة إلى أنّ الآراء الاستشارية التي تصدرها محكمة العدل الدولية ليست ملزمة، ويبدو المعارضون متأكّدين من أنّ كبار الملوّثين سوف يتجاهلونها. لكنّ القانون الدولي مبنيّ على آراء مماثلة، بحسب ما يقول إندرو رين، من القسم القانوني لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، في تصريح لوكالة فرانس برس. ويضيف أنّ "هذه الآراء توضح طريقة تطبيق القانون الدولي على أزمة المناخ، ما يؤثّر بالمحاكم الوطنية والعمليات التشريعية والنقاشات العامة".

(فرانس برس، العربي الجديد)




## أحداث السويداء: صراع المشاريع على الأرض السورية
23 July 2025 04:58 PM UTC+00

لم تعد الأزمة السورية مجرّد نزاع داخلي بين مكوّنات المجتمع أو صراع بين قوى محلية، بل تحوّلت إلى ساحة مفتوحة لتجاذبات إقليمية ودولية، تتصارع فيها مشاريع استراتيجية مُتناقضة تسعى إلى رسم مستقبل سورية وفقاً لمصالحها. ويبرز في هذا السياق مشروعان رئيسيان: مشروع تركي يدفع نحو استعادة وحدة الدولة السورية واستقرارها، ومشروع إسرائيلي يعمل على تفكيكها عبر إنشاء مناطق عازلة تخدم أمنه القومي ونفوذه الإقليمي.

تتبنى تركيا رؤية تقوم على استعادة الدولة السورية لسيادتها على كامل أراضيها، تليها معالجة ملفات الأقليات ضمن إطار دولة مركزية موحّدة. من منظور أنقرة، إنّ سورية المستقرّة تشكّل خطّ الدفاع الأوّل عن حدودها الجنوبية، فضلاً عن كونها ممرّاً استراتيجياً نحو الخليج العربي عبر مشاريع نقل إقليمي كبرى، مثل السكك الحديدية والطرق السريعة.

في المقابل، يعتمد المشروع الإسرائيلي على إنشاء منطقة عازلة خالية من السلاح، تمتدّ من الجولان إلى السويداء مروراً بدرعا والقنيطرة. ويتجاوز هذا التوجّه حدود الاعتبارات الأمنية، إلى دعم تشكيل قوى محلية موالية داخل تلك المناطق، بهدف تكريس نفوذ طويل الأمد يضمن لإسرائيل بيئة آمنة على حدودها الشمالية.

تميل الإدارة الأميركية، حتى الآن، إلى دعم المشروع التركي كونه يساهم في تحقيق قدر من الاستقرار الإقليمي من دون تهديد مباشر للمصالح الإسرائيلية. لكن هذا الموقف يبقى مرهوناً بتطوّرات الميدان، في ظلّ قناعة واشنطن بأنّ استمرار الفوضى والانقسام لا يخدم أيّاً من الأطراف على المدى الطويل.


صندوق اقتراع واحد خير من ألف صندوق رصاص


الحكومة السورية، وبحكم عمق علاقتها مع تركيا، تميل إلى تبني النموذج التركي، ولكن يبدو أن تركيا وسورية تريدان الانتهاء من هذا الملف بسرعة، وهو ما نجمت عنه أخطاء في الساحل السوري والسويداء.

من الثورة إلى الدولة: معضلة الانتقال

تُظهر مرحلة ما بعد الثورة خللاً واضحاً في بنية الإدارة، إذ إنّ العقليات الثورية التي أسقطت النظام لا تبدو قادرة على إدارة مؤسسات دولة مدنية. كما أنّ تغليب الولاءات الشخصية على الكفاءة في تسلّم المناصب أدى إلى شرخ عميق في هيكل الدولة. المرحلة المقبلة تتطلّب إصلاحاً شاملاً في جميع مؤسّسات الدولة، وخصوصاً في المؤسسة العسكرية، وإعادة توجيه بوصلتها الوطنية، عبر تحديد العدو الحقيقي بأنه "من يحتل الأرض" لا من "يختلف في الرأي".

النموذج العشائري: تجربة تستحق التفعيل

ليست هناك وصفة واحدة لإدارة بلد متنوّع طائفياً وقومياً كسورية. ومن هنا، تبرز أهمية النماذج التوافقية التي اعتمدتها الدولة السورية سابقاً والأردن حالياً في إدارة المناطق العشائرية، عبر شراكات مع الزعامات المحلية. وقد أثبت هذا النموذج فعاليته في مناطق مثل السويداء، درعا، دير الزور، الحسكة، الرقة، وأرياف دمشق وحماة. إعادة إحياء هذا النهج يمكن أن تشكّل بوابة لضمان السلم الأهلي من دون المساس بسيادة الدولة.

لن تُبنى سورية عبر صناديق الرصاص، بل عبر صناديق الاقتراع. الوحدة الوطنية، وسيادة الدولة، وإصلاح مؤسساتها هي الشروط الأساسية للعبور إلى المستقبل. فصندوق اقتراع واحد خير من ألف صندوق رصاص.



## المريخ يتمسك بقرار رفض خوض نهائي كأس السودان والهلال يُغيّر موقفه
23 July 2025 05:01 PM UTC+00

أكد نادي المريخ تمسّكه بقرار رفض خوض نهائي كأس السودان، المقررة إقامته في 26 يوليو/ تموز الجاري بمدينة بورتسودان، وذلك عقب إرساله خطاباً رسمياً إلى الاتحاد السوداني لكرة القدم يجدّد فيه التزامه بما ورد في البيان المشترك مع الهلال، ويأتي قرار فريق المريخ في وقت غيّر فيه غريمه التقليدي، نادي الهلال، موقفه وتراجع عن تلك الخطوة، مفضلاً خوض المباراة النهائية، بعد تتويجه بلقب الدوري السوداني للنخبة أخيراً.

وأصدر المريخ بيانا نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، اليوم الأربعاء، جاء فيه: "أرسل المريخ اليوم خطاباً رسمياً إلى الاتحاد السوداني لكرة القدم، اعتذر فيه عن عدم خوض مباراة نهائي كأس السودان، موضحاً فيه الأسباب التي دفعت النادي لاتخاذ القرار، وقد أرفق النادي ضمن الخطاب نسخة من البيان المشترك، الذي صدر سابقاً بالتنسيق مع نادي الهلال، والذي أعلنا فيه سوياً الاعتذار عن المشاركة في النهائي".

وأوضح فريق المريخ أنه ماضٍ في موقفه الرافض لخوض المباراة النهائية، وجاء في البيان: "يؤكد المريخ تمسّكه بالموقف المتفق عليه مع نادي الهلال، والتزامه الأدبي والأخلاقي بما ورد في البيان المشترك، انطلاقاً من مسؤولية النادي تجاه جماهيره والرياضة السودانية". وفي المقابل، أعلن نادي الهلال استعداده لخوض اللقاء الختامي هذا الموسم، مشيراً إلى أن بعثة الفريق وصلت بالفعل إلى بورتسودان، لبدء التحضيرات للمباراة المرتقبة يوم السبت المقبل.



المريخ يعتذر عن نهائي الكأس ويؤكد التزامه بالبيان المشترك أرسل المريخ اليوم خطابًا رسميًا إلى الاتحاد السوداني لكرة...
تم النشر بواسطة ‏‎Al Merrikh SC‎‏ في الأربعاء، ٢٣ يوليو ٢٠٢٥




وكان قطبا الكرة السودانية الهلال والمريخ قد أعلنا، يوم 15 يوليو الجاري، رفضهما خوض نهائي كأس السودان، عبر بيان رسمي مشترك، أوضحا فيه حجم التحديات، التي واجهتهما منذ اندلاع الحرب في السودان، منتصف إبريل/ نيسان 2023، كما استعاد البيان مشهد الموسم الماضي، حين شاركا مع فريق حي الوادي نيالا في بطولة السوبر السوداني المؤهلة للمشاركات الأفريقية بتنزانيا، متحمّلين أعباء السفر والتجهيز، بعد انسحاب خمسة أندية نتيجة تغيير مكان البطولة وبرمجتها.

ويجدر بالذكر أن الهلال تُوّج أخيراً بلقب الدوري السوداني لكرة القدم، عقب فوزه الكبير على المريخ بنتيجة 4-0، في اللقاء الذي أقيم على ملعب الدامر، أمس الثلاثاء، ضمن الجولة السابعة والأخيرة من مرحلة دوري النخبة، التي شاركت فيها ثمانية أندية، ورفع الهلال رصيده إلى 14 نقطة، بتحقيقه أربعة انتصارات وتعادلين وخسارة وحيدة، متفوقاً بفارق المواجهات المباشرة على فريقي المريخ والأهلي مدني، ليؤكد بذلك هيمنته المحلية قبل النهائي المرتقب، كما سبق أن شارك عملاقا الكرة السودانية في الدوري الموريتاني، خلال الموسم المنصرم الذي تُوّج به نادي الهلال أيضاً.



حطت بعثة فريق الكرة الأول بنادي الهلال، الرحال بمدينة بورتسودان قبل قليل، بقيادة نائب رئيس القطاع الرياضي عوض إبراهيم...
تم النشر بواسطة ‏‎Al Hilal S.C‎‏ في الأربعاء، ٢٣ يوليو ٢٠٢٥







## الدولة والحكومة والنظام السياسي في سورية
23 July 2025 05:26 PM UTC+00

لطالما شكّل الخلط بين مفاهيم الدولة، الحكومة، والنظام السياسي إحدى السمات البنيوية في الحياة السياسية السورية، ليس فقط على مستوى الممارسة السياسية بل أيضاً على مستوى الخطاب الرسمي والوعي العام. فقد عمد نظام الحكم في سورية، منذ عهد حافظ الأسد، إلى إنتاج بنية سلطوية تجعل من النظام السياسي كياناً شاملاً يتماهى مع الدولة، ويحتكر تعريفها، ويمنح لنفسه شرعية تمثيلها المُطلقة. هذا التماهي لم يكن محض صدفة، بل كان مقصوداً ومنهجياً، وهو ما مكّنه من تصوير أيّ معارضة له بوصفها تهديداً لـ"الدولة"، وليس مجرّد اعتراض على سياسات نظام الحكم أو شكله.

وفي المقابل، لم تنجُ أطراف كثيرة من المعارضة السورية من الوقوع في الفخ ذاته، إذ لم تُميّز بوضوح بين معارضة النظام السياسي كسلطة قابلة للتغيير، وبين موقفها من الدولة ككيان يُفترض أن يكون إطاراً جامعاً لجميع المواطنين، فتمّ تبني خطاب مُضاد يقع في أحيان كثيرة في العداء المُطلق مع مؤسّسات الدولة، لا مع بنيتها السلطوية، ما كرّس حالة الارتباك والشكّ بين الشعب والدولة، وبين المعارضة وفكرة الدولة ذاتها.

وقد تجلّى هذا الخلط على مستوى الوعي الشعبي، عندما وُصف معارضو النظام بأنهم "خونة" أو "عملاء" يتآمرون على "سيادة الدولة"، في حين ردّت بعض الأطراف المعارضة بتبنّي سرديات خارجية، واستدعاء قوى إقليمية ودولية، ما عزّز من منطق الانقسام السياسي والاجتماعي، وساهم في تعميق الشرخ بين الدولة كمفهوم، وبين النظام الحاكم.


ساهم نظام البعث في إعادة تشكيل الدولة وفق منطق سلطوي مُغلق، لا يسمح بتعدّدية أو تداول فعلي للسلطة


في المشهد السوري ما بعد سقوط نظام الأسد في أواخر 2024، لم يكن التحدي الأكبر هو من يحكم، بل كيف تُحكم البلاد، وعلى أيّ أساس تُبنى شرعية الدولة الجديدة. لقد ورث السوريون منظومة مشوّهة من المفاهيم السياسية، رسّخها النظام السابق لعقود، حيث تماهى النظام مع الدولة، وتحوّلت الحكومة إلى مجرّد إدارة تنفيذية خاضعة، بلا قدرة فعلية على ممارسة السلطة.

في تحديد المفاهيم – الدولة، النظام، الحكومة

لفهم هذه الإشكالية، من الضروري التمييز بين الدولة والنظام السياسي والحكومة من منظور نظري. فالدولة، تقليدياً، هي كيان سياسي ذو سيادة، يقوم على وحدة الأرض، الشعب، وسلطة تمتلك الحقّ الحصري في احتكار وسائل القهر والإلزام داخل حدوده. أما الدولة الحديثة، وفق ما تصفه النظريات السياسية الحديثة؛ فهي كيان سياسي وقانوني يحتكر العنف المشروع، ويتميّز بوجود جهاز بيروقراطي مؤسساتي قادر على الاستمرار بغضّ النظر عن تغيّر الحكومات. وتقوم الدولة الحديثة على مبدأ المواطنة المتساوية، والاستمرارية القانونية والسياسية، وتُناط بها مسؤوليات الحفاظ على الأمن القومي، إدارة الاقتصاد، حماية الحقوق، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

في حين أنّ النظام السياسي هو البنية السياسية والدستورية التي تنظّم العلاقة بين السلطات الثلاث (التنفيذية، التشريعية، القضائية)، وتحدّد آليات صنع القرار السياسي، وسبل تداول السلطة. أما الحكومة فهي الذراع التنفيذي المسؤول عن تطبيق السياسات العامة، وتنفيذ القوانين، وتسيير شؤون الحياة اليومية للمواطنين، وهي خاضعة من الناحية النظرية لرقابة المؤسسات التشريعية.


 تحوّل نظام الأسد تدريجياً إلى نظام فردي ديكتاتوري أنتج مع الوقت عصبيات ولائية تمّت تغذيتها عبر أجهزة الحزب والأمن والجيش


ويصعب الفصل من الناحية العملية بين النظام السياسي والدولة، فالنظام السياسي يساهم بإعادة تشكيل الدولة، بل إنّ مهمته في بعض المراحل التاريخية هي بناء الدولة ضمن تفاعل اجتماعي وسياسي، وفي حقبة زمنية طويلة. 

النظام السياسي السوري: احتكار الدولة وتهميش الحكومة

في السياق السوري، ساهم نظام البعث في إعادة تشكيل الدولة وفق منطق سلطوي مُغلق، لا يسمح بتعدّدية أو تداول فعلي للسلطة. فرغم أنّ الدساتير السورية تقرّ بأن سورية جمهورية، وأنها تتبع نظاماً شبه رئاسي، إلا أنّ طبيعة السلطة منذ عام 1970 وحتى اليوم اتسمت ببنية مركزية شديدة عبر التخطيط المركزي بقيادة حزب البعث، وبتركيز للسلطات بيد رئيس الجمهورية. فقد منح الدستور السوري، لا سيما بعد تعديله عام 1973 ثم عام 2012، صلاحيات شبه مطلقة للرئيس، تشمل قيادة القوات المسلحة، تعيين الوزراء، حلّ الحكومة، سلطة التشريع خارج دورات مجلس الشعب، تعيين أعضاء المحكمة الدستورية ورئاسة السلطة القضائية، والإشراف على السياسات العليا للدولة.

لقد جرى تهميش الحكومة تدريجياً، وتحويلها إلى جهاز إداري ينفّذ السياسات المرسومة في دوائر النظام المُغلقة، والتي تتمحور غالباً حول المؤسسة الأمنية والعسكرية. فالوزارات حتى غير السيادية منها لم تكن تخضع لإشراف مجلس الوزراء فعلياً، بل كانت تتبع توجيهات القيادة الأمنية والحزبية العليا. وكان رئيس الحكومة يُعيّن من قبل رئيس الجمهورية من دون المرور بموافقة برلمانية، ما جعل من الحكومة أداة تنفيذ لا تُشارك في صنع القرار. 

الدولة الحديثة في سورية: قشرة شكلية تغلّف بنية سلطوية

رغم محاولات النظام السوري في أن يقدّم نفسه بوصفه راعياً لمشروع الدولة الحديثة من خلال مؤسسات مركزية، وحزب سياسي حاكم (البعث)، ونظام تعليمي موحّد، وجهاز بيروقراطي متضخّم، إلا أنّ الواقع كشف أنّ ما بُني لم يكن سوى قشرة مؤسساتية تغلّف بنية سلطوية مركزية، قائمة على الولاء، لا على الكفاءة. فنظام الأسد الذي تشكّل من نخب عسكرية وسياسية وطنية متأثّرة بالفكر القومي واليساري ومفهوم الدولة القومية في أوروبا، تحوّل تدريجياً إلى نظام فردي ديكتاتوري أنتج مع الوقت عصبيات ولائية تمّت تغذيتها عبر أجهزة الحزب والأمن والجيش، وبنت شبكات من المصالح والانتماءات المناطقية والطائفية والعائلية، والتي تغلغلت في مؤسسات الدولة، وأضعفت طابعها الوطني، فتمّ اختزال النظام السياسي بالرئيس والأجهزة الأمنية التي نسجت شبكات حزبية ولائية وزبائنية تحوّلت إلى جهاز مواز داخل جسد الدولة التي باتت أداةً في يد النظام السياسي، بدل أن تكون كياناً مستقلاً يخدم المجتمع بأسره. وكانت النتيجة بناء دولة حديثة الشكل، سلطوية الجوهر، اعتمدت على العنف والإخضاع كوسائل لبسط السلطة على الفئات المجتمعية المُهمّشة، وهو ما ترك شروخًاً عميقة في بنية المجتمع الذي أُخضِع بقوّة الأجهزة القمعية، وليس بالاندماج بالدولة وتشكّل رابطة المواطنة.

ما بعد 2011 انهيار النموذج وتفكّك الدولة

مع انطلاق الثورة السورية عام 2011، سقطت الكثير من الأقنعة الشكلية للدولة. فسرعان ما تهاوت المؤسسات، وتفكّك الجهاز الإداري في عدد من المحافظات، وانهار الجيش والأمن في بعض المناطق نتيجة الحاجة إلى العنف المُفرط لقمع الانتفاضة، ما أفرز بيئة تتسم بالفوضى، سمحت لقوى مسلّحة وفصائل محلية وإقليمية بالسيطرة على الأرض.

ظهر خلال هذه المرحلة خطاب جديد من المعارضة والفصائل، يسعى إلى تقديم بديل للنظام السياسي، ولكن من دون وضوح في آليات بناء دولة جديدة. فقد جرى تشكيل "سلطات أمر واقع" في الشمال السوري، عبر حركات إسلامية وقومية حملت طابعاً فصائلياً، لكنها جميعاً فشلت في تقديم نموذج مؤسسي مُتماسك، فاكتفت بالجانب الأمني والقضائي، تاركةً للمنظمات الدولية والمحلية مهمّة تقديم الخدمات.


أدى تفكيك مؤسسات الدولة من الأعلى، من دون تشاركية وبإهمال إعادة بنائها من الأسفل عبر المجالس المحلية، والنقابات، والمجتمع المدني، إلى غياب قاعدة مؤسسية شرعية وفاعلة


دخلت هيئة تحرير الشام رفقة بقية الفصائل في شمال غرب سورية إلى دمشق إثر عملية ردع العدوان التي انتهت بسقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، ثمّ اتفقت القوى الفصائلية والثورية المتحالفة على تسمية أحمد الشرع رئيساً للمرحلة الانتقالية، الذي قام بعدها بإقرار إعلان دستوري، يطرح نموذجا رئاسيا جديدا للمرحلة الانتقالية، في محاولة لإعادة تشكيل النظام السياسي.

ورغم أنّ هذه الخطوة جاءت في إطار ظرفي شديد التعقيد، ترافقت مع غياب رؤية تشاركية واضحة، وحلّ الأحزاب، وتفكيك مؤسسات الدولة، لاسيما الجيش والداخلية، بدلاً من ترميمها تدريجياً، في تكرار لتجربة العراق بعد الاحتلال الأميركي، حيث أدّى اجتثاث البعث وحل الجيش إلى تدمير جهاز الدولة. وبدأت الإدارة الانتقالية الجديدة في سورية تُبدي ميلاً واضحاً نحو تغليب الولاءات والعصبيات على الكفاءة، لا سيما في الأجهزة الأمنية والعسكرية التي سيطرت عليها الفصائل والفزعات المسلحة التي باتت أداة للهيمنة على الأرض.

وعلى صعيد آخر، استمرّ تآكل مؤسسات الدولة محلياً نتيجة عدم تفعيل دور المجالس المحلية، في ظلّ إصرار على تفكيك مؤسسات الدولة وإعادة تشكيلها من الأعلى مع غياب للمؤسّسات السياسية الفاعلة كمجلس الشعب والمحكمة الدستورية والسلطة القضائية، وافتقار المسار الانتقالي إلى آليات لإنتاج مجتمع سياسي سوري يقود المرحلة الانتقالية والتركيز على التعامل مع المجتمع السوري كمكوّنات وجماعات، ما ساهم في تعزيز الهويات الفرعية، وتكريس التدخلات الإقليمية، والحاجة لاستخدام العنف المُفرط لبسط السيطرة، كما ظهر في الساحل ودرعا والسويداء. وبينما شُكّلت الحكومة الجديدة مع محاولة لمراعاة التمثيل الاجتماعي، فإنّ الرؤية لدورها كانت منصبةً على استخدامها كواجهة للخارج لتخفيف العقوبات وكقناة لتلقي المساعدات واستجلاب الدعم.

التفكّك المؤسسي وإعادة إنتاج العصبيات

إنّ خطر فشل المرحلة الانتقالية في سورية لا يرتبط فقط بالتدخلات الخارجية أو الانقسامات المحلية، بل يتجذّر في غياب تصوّر واضح لبناء دولة حديثة، قادرة على استيعاب المجتمع بمختلف مكوّناته. وقد أدى تفكيك مؤسسات الدولة من الأعلى، من دون تشاركية وبإهمال إعادة بنائها من الأسفل عبر المجالس المحلية، والنقابات، والمجتمع المدني، إلى غياب قاعدة مؤسسية شرعية وفاعلة. هذا الأمر جعل الفصائل العسكرية والفزعات الموالية للسلطة، وليست الدولة، هي اللاعب المركزي، وباتت تؤسّس لتشكيل أجهزة أمنية وعسكرية وشبكات موازية تخدم النظام السياسي الجديد، لا الدولة. هذا الأمر يعقّد اندماج الكثير من المناطق، سواء المعارضة أو الموالية، في الدولة الناشئة، لا سيما في مناطق نشأت فيها سلطات أمر واقع لديها تشكيلاتها الأمنية والعسكرية وعلاقاتها الخارجية، وشكلت أنظمة حوكمة وشبكات محلية تغذّت على اقتصاد النزاع؛ نتيجة خروجها عن سلطة الدولة منذ سنوات طويلة. 

إنّ فهم الدولة بوصفها كياناً قانونياً ومؤسساتياً جامعاً، لا ينبغي أن يخضع لصراعات السلطة، يُعدّ المدخل الأوّل والأساسي نحو إعادة بناء سورية. يتطلّب ذلك مرحلة انتقالية تشاركية لإنتاج نظام سياسي قادر على إعادة إنتاجها كدولة ديمقراطية، عبر ترميم مؤسسات الدولة وتحريرها من الهيمنة السياسية والأمنية، وتشكيل جيش وطني بعقيدة وطنية تتركّز في الدفاع عن الدستور ووحدة البلاد وسلامة أراضيها، وبناء جهاز إداري مدني، يملك المشروعية من الشعب، ويحترم التعدّد، ويؤمن بالمواطنة لا بالولاء.

فالسؤال اليوم لا يتعلّق فقط بمن يحكم سورية، بل بكيفيّة إعادة بناء الدولة السورية نفسها، دولة تكون لجميع مواطنيها، لا مشروعاً سياسياً لطرف واحد، ولا غنيمة تُدار من فوق أو تُقتسم بين فصائل وسلطات الأمر الواقع.



## أحداث السويداء ولهفة صديقتي
23 July 2025 05:26 PM UTC+00

عندما سُئل الكاتب الروسي أنطون تشيخوف عن طبيعة المجتمعات الفاشلة، أجاب: "في المجتمعات الفاشلة، يوجد ألف أحمق مقابل كلّ عقل راجح، وألف كلمة خرقاء إزاء كل كلمة واعية، تظل الغالبية بلهاء دائماً، وتغلب العاقل باستمرار".

لم أعد، ولا أريد أن أفهم من كلّ ما يجري في الجنوب السوري، وفي السويداء تحديداً، عن هذه الثقافة والغوغاء والتحريض الطائفي. فكلُّ ذلك المحتوى، بعيد عن التراكم الوجداني للأشياء التي لمستها هناك منذ ما يقارب 39 عاماً، بعيداً عن التفلسف الذي يُرشدنا إلى مفاهيم الوقوع في براثن الابتذال التي نشهد استخدامها على نطاق واسع، من عبارات التحريض الطائفي، قبل وبعد واقعتي التحريض المُتبادل أو استغلال الاحتلال لما يحدث عبر استخدام أدواته، وصولاً إلى "الفزعة" وما تخلّلهما من أحداث مأساوية، على "الدروز" أو استخدام فئة منهم طريقة الردّ على ما يتعرّضون له من شيطنة وتحريض بذات الأسلوب المُبتذل، ما نشاهده ونتابعه من جرائم متبادلة، يكسر الروح ويدمي القلب، وله الوقع نفسه بالتأكيد عند كثيرين، ممن عايشوا تجارب مماثلة في العلاقة البينية بين مكوّنات المجتمع السوري بشكل عام طوال عقود.

لي تجربة شخصية من العلاقة مع هذا المكوّن المجتمعي الأصيل، وأقصد طائفة الموحدين الدروز، أو لأقل أفراداً ينتمون إلى هذا المكوّن، منذ مطلع يفاعتي. وبالتأكيد هي تجربة معظم السوريين الذين تراكمت لديهم وعندهم خبرة التعايش الطبيعي، إنسانياً ووجدانياً وذهنياً، داخل غرف الروح ودهاليزها ومستنقعاتها، التي نستمدّ منها طعم ضوء الزمان التاريخي واليومي واللحظي، ونكهته ولونه. فبعيداً عن مُشتركاتنا في أحلام التحرّر من القهر والظلم التي كانت سكّة لقائنا وصداقتنا، بقي هناك ما يمنح حياتنا في هذا "الفضاء" الخاص سؤال: ما الذي يتجادل اليوم في روحنا، وأنت تتلمّس برودة جلودنا في التعاطف مع الضحية؟

وحين يغدو النقاش الطائفي التافه ذاكرة لحظية عند البعض، يغدو الدفء ذاكرة على شغاف القلب، نرتعد توجّساً ونخفت إحباطاً ونعسعس يأساً، فلا يبقى لنا إلا أن نتوجّس هذا الطعم المرّ الغامض للمستقبل.


حين يغدو النقاش الطائفي ذاكرة لحظية عند البعض، يغدو الدفء ذاكرة على شغاف القلب


على مسار حياة، وتجربة عشتها من "عرنة" على سفوح جبل الشيخ عام 1986، وبقعسم وعيسم وقلعة جندل، إلى السويداء وشهبا وشقا وصلخد وملح وكفر اللحف، ظلّت الصورة تتسرّب والأحاسيس تتراتب، من ذاك العجوز الذي أذكره، جميل كبول، أبو محمد الدرزي السوري الجولاني، الذي كان يصحبني إلى بستان تفاحه وكرزه، ثم إلى فناء بيته وكرمه البالغ، إلى صديقي الذي سارعت بنقله وزوجته التي وضعت طفلتها (ريتا) من مشفى التوليد بدمشق إلى قرية حبران عام 1988، تنطبع أمامي صور شهدتها، التي لم أشهدها وحدي بالطبع قَطّ، على الرغم من مرور 38 عاماً على بعضها. أتذكّر كيف رعف قلب أصدقائي، ديانا (التي تعود جذورها لطائفة الموحدين الدروز) وسعاد المصيافية (نسبة إلى مدينة مصياف) وزوجها نضال (من طائفة الموحدين)...، فكانت رؤية صادقة لما عشناه وشهدناه، بمعنى الوفاء لمنطق ومعنى مرارات مُتراكمة في أرواحنا، ودفعتنا إلى الحفاظ على معنى الأشياء وتسميتها.

كنت من زوّار "وادي الصيحات" في الجولان في السابع عشر من نيسان من كل عام، حيث السماح بعبور آلاف السوريين لزيارة الجولان برفقة أصدقائي. كنّا نتمايل على أغاني سميح شقير، ثم يأتي النقاش والحوار الذي نجتره ونضيفه إلى أرواحنا، ونحن نتتبع اليوم هذا النسيج المُمتلئ بالثقوب المُعتمة لمن ماتوا، ولمن فُقِدوا، وكيف سيغدو هذا النسيج (مع زيادة الثقوب والعتمة). لا يضيف كلّ ما يجري فينا إلّا الانكسار بعد صحوة الاستيقاظ من حلم الخلاص من طاغية العصر، ليهبط علينا فجأة "التطييف" المكلّف بأخذ الروح لصاحبها. 


هلوسة الكلمات والأفكار لن تغيّر ملامح وجداننا رغم إنهاك أرواحنا بكلّ ما نراقب


لن أدخل في لغة السياسة والتحليل لما يجري الآن في الجنوب السوري. لكن ما أعرفه في هذه البقعة المحدّدة اليوم بصراع ذي بعد طائفي، أنّ هناك غالبية ممن عرفتهم وخبرت معشرهم، ممن يحفظ معنى الأشياء ويسميها بأسمائها؛ الطاغية الأب والإبن المجرم، الاحتلال وفلسطين المحتلة... . فصديقتي من طائفة الموحدين قرأت تشيخوف وناقشنا في مراهقتنا السياسية مآل المجتمعات الفاشلة، ومن يسعى لترسيخها، وصديقي من حبران حفظ أيضًا من ديستوفسكي، وإذا دخلنا عالم القيم واستخرجنا منه الكلمات مثل الحقّ والظلم والشر والجريمة والاغتصاب والجبن، فلا تتغيّر دلالتها الأخلاقية.

ففي عام 2013 بعد نزوحي من المخيّم، هاتفتني صديقتي ديانا من طائفة الموحدين، وذلك بعد عشرين عاماً من الانقطاع، بلهفة مسقط رأسها السويداء: أين أنت، هل أنت بخير والأولاد؟ بيتي مفتوح لك إن كنت بحاجة لأيّ شيء، تعال وخذ جرتي غاز بسرعة.

وأنا اليوم لم أهاتفها في منفاها الإيرلندي لأسألها عن أحوال من نحبّ، فهلوسة الكلمات والأفكار لن تغيّر ملامح وجداننا رغم إنهاك أرواحنا بسبب ما نراقب ونرى.



## لجنة بمجلس النواب الأميركي تمرر مشروع قانون لتعديل وتمديد قانون قيصر
23 July 2025 05:26 PM UTC+00

خلافاً للرغبة المعلنة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مررت اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، مساء الثلاثاء، مشروع قانون لتمديد قانون قيصر الذي قدمه النائب الجمهوري مايكل مولر، رئيس اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن شأنه تحديث العقوبات المتعلقة بسورية، ويضع شروطاً لرفعها.

ويخفف مشروع القانون بعض العقوبات المفروضة في قانون قيصر في نسخته الحالية، وينص على تمديد مدة الإعفاء من العقوبات من 180 يوماً إلى عامين كاملين، كذلك يقضي بإنهاء العمل به حال التأكد من امتثال الحكومة السورية للشروط المحددة لمدة عامين أو بانتهائه عام 2029. ويفرض المشروع شروطاً تتعلق بحقوق الإنسان قبل إلغاء القانون نهائياً، ويستهدف مراجعة القيود المصرفية، ويتضمن بنداً يلزم الإدارة الأميركية بتقديم إحاطة إلى الكونغرس عن التسهيلات التنظيمية والتنفيذية التي منحت لمصرف سورية المركزي.



في وقت سابق من هذا العام، أعلن ترامب أنه سيرفع جميع العقوبات لمنح "الحكومة الجديدة فرصة"، ووقع بداية الشهر الحالي أمراً تنفيذياً تضمن رفع الكثيرات من العقوبات الأميركية على سورية. وفي ما يخص قانون قيصر، أعطى ترامب لوزير الخارجية بالتشاور مع وزير الخزانة تفويضاً بتقديم إحاطة للكونغرس خلال 30 يوماً من هذا القرار، على أن يواصل مراجعة الأوضاع في سورية، وإذا قرر أن المعايير المنصوص عليها لم تعد مستوفاة، فعليه إعادة فرض العقوبات. ويعني تمرير مشروع القانون إضافته إلى جدول أعمال مجلس النواب، بما يفتح الباب على طرحه للتصويت والموافقة عليه مستقبلاً من عدمه، وإضافة إلى هذا القانون يوجد مشروعا قانونين آخرين يسعيان لإلغاء قانون قيصر.

ويبدأ اليوم مجلس النواب الأميركي عطلته الصيفية مبكراً، التي تستمر حتى سبتمبر/ أيلول المقبل، والتي كان مقرراً أن تبدأ الاثنين المقبل، غير أن رئيس مجلس النواب مايك جونسون قرر بدءها مبكراً لمنع الديمقراطيين من التصويت على الإفراج عن وثائق جيفري أبستين المدان بجرائم جنسية، والذي مات في السجن، حيث يطالب الأميركيون بالإفراج عن وثائق قضيته، بينما تسعى إدارة ترامب لمنع نشرها، بزعم أنها قد تتضمن أبرياء.



من جانبه، قال عضو استشاري في التحالف السوري الأميركي عبد الحفيظ شرف، في حديث لـ"العربي الجديد": "المشروع حظي بتأييد 31 صوتاً مقابل 24 صوتاً، ويضع تعديلات على قانون قيصر في ملفات حماية الأقليات وحقوق الإنسان ومخدرات الكبتاغون"، مضيفًا: "إذا التزمت الحكومة السورية بعد عامين يمكن لوزير الخارجية الأميركي إصدار القرار دون الرجوع للكونغرس". ولفت إلى أن الحزب الجمهوري كانت لديه الأغلبية بهذه اللجنة التي تضم 29 عضواً جمهورياً، وصوت 28 عضواً منهم لصالح تمرير القانون. وقال: "هذا يعني أن هناك تنسيقاً كاملاً بين أعضاء الحزب الجمهوري، ولا ندري هل هذا التنسيق بين الأعضاء في مجلس النواب فقط أو المجلسين، أم أن هناك تنسيقاً أكبر، أم أن الإجماع الجمهوري يرجع لقوة الداعمين لهذا المشروع".

وأشار إلى أن أحداث السويداء والتجاوزات التي حصلت، ومقتل شخص أميركي سوري في الشارع، أعطت زخماً على التصويت لمشروع القانون، وأثّرت بتعاطي الأعضاء معه في أثناء النقاشات على مدار أمس، كذلك سرّعت عرضه على اللجنة الاقتصادية. وقال: "هناك جزء من الحزب الجمهوري غير مقتنع بمسار الرئيس الخاص برفع العقوبات، ويسعى لتمرير قرارات محاسبة، وليس رفع العقوبات في المطلق دون محاسبة ودون ضمانات، وهناك لوبي داعم لإسرائيل يريد تمرير مشروعات قوانين مثل هذا القانون".




## شهباز شريف: مستعدون لعقد مفاوضات مثمرة مع الهند لحل جميع الخلافات
23 July 2025 05:35 PM UTC+00

أكد رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، أن بلاده مستعدة لإجراء محادثات مثمرة ونافعة من أجل كل الملفات العالقة مع الهند، بما فيها قضية كشمير والنزاع على الحدود بين الدولتين، في حين نفى المندوب الباكستاني الخاص لدى الأمم المتحدة اتهامات الهند بشأن تمويل إسلام أباد الجماعات الإرهابية، مشددا على أن الهند تسعى من أجل الاصطياد في الماء العكر، وتبني دور الضحية بينما هي التي تمول الإرهاب في المنطقة.

وقال شهباز شريف، خلال اجتماع بالسفيرة البريطانية لدى إسلام أباد، جان ميريوت، اليوم الأربعاء، إن بلاده تسعى للأمن، وتطلب من جميع دول المنطقة أن تعمل من أجل ذلك، لذا هي مستعدة لعقد حوار بناء من أجل حل كل الملفات العالقة مع الهند، منوها بأن باكستان لم ترفض في أي وقت عقد المفاوضات مع الهند، لكن بشرط أن تكون نافعة وأن تكون الهند جادة في ذلك.

وبحسب بيان لمكتب رئيس الوزراء، فإن شريف أيضا شكر المملكة المتحدة على ما بذلته من جهود لتهدئة الأوضاع بين بلاده والهند، كما ثمن علاقاته بالمملكة، مشددا على أن حكومته مرتاحة للتعاون الثنائي بين باكستان والمملكة المتحدة، لافتا إلى أن المفاوضات التجارية بين الدولتين التي عقدت مؤخرا ستؤدي إلى تعزيز العلاقات بينهما، وخلق الفرص المفيدة للمضي قدما على المسار نفسه.



في الشأن ذاته، قالت الخارجية الباكستانية، في بيان، إن المندوب الباكستاني الخاص لدى الأمم المتحدة، عثمان جدون، رد في كلمة له أمام مجلس الأمن على الاتهامات الهندية، والتي من ضمنها أن باكستان ترعى الإرهاب وتموله. وقال جدون إن الهند هي التي تروج للعنف في المنطقة وتمول الإرهاب داخل باكستان وخارجها، وهي في الوقت نفسه تتبنى خطاب الضحية وتحويل اللوم، وهذا التعامل غير قابل لأي جهة.

كما أكد المندوب الباكستاني أن الخسائر التي تكبدتها الهند في الحرب الأخيرة مع باكستان تشير إلى أن منطق تبني الحرب والخيار العسكري غير مجد لحل الملفات؛ لذا على الهند أن تغير سياساتها وتسعى للأمن في المنطقة. كما انتقد احتلال الهند الشطر الهندي من إقليم كشمير، وتعامل القوات الهندية مع الشعب الكشميري. وجاءت تصريحات المندوب الباكستاني، بحسب بيان خارجية بلاده، ردا على تصريحات المندوب الهندي والتي جاء فيها أن باكستان هي التي تدعم الجماعات المسلحة التي تقوم بالأعمال الإرهابية داخل الهند، تحديدا كشمير، وأن بلاده ضحية السياسات الباكستانية.




## مليارات السعودية في سورية وقصقصة النفوذ الإيراني
23 July 2025 05:36 PM UTC+00

تحرك سعودي جديد يستهدف قصقصة ما تبقى من نفوذ إيراني داخل سورية وبعض الدول العربية، ومن هنا يمكن النظر إلى ما جرى اليوم الأربعاء حيث حل على العاصمة السورية دمشق وفد اقتصادي سعودي رفيع المستوى يترأسه وزير الاستثمار خالد الفالح، بمشاركة أكثر من 120 مستثمراً، إضافة إلى ممثلين عن القطاعين، الحكومي والخاص، وكان العنوان العريض للزيارة "كيفية تعزيز الشراكة والعلاقات الاقتصادية، وتدشين عهد استثماري جديد بين المملكة وسورية".

كذلك شهد اليوم انطلاق "منتدى الاستثمار السوري-السعودي 2025" الذي نظمته وزارة الاستثمار السعودية في دمشق، بمشاركة واسعة من رجال الأعمال والمستثمرين في البلدين، بهدف استكشاف فرص التعاون الاستثماري المشترك. وتضمن المنتدى إعلان عدد من الصفقات والمشاريع المشتركة وتوقيع مذكرات تفاهم بين الشركات والوزارات في البلدين، ومن أبرزهم "أرامكو" عملاق النفط السعودي وأكبر شركة نفط في العالم.

الزيارة أسفرت عن إعلان ضخ استثمار سعودي ضخم في الدولة السورية، وتوقيع عشرات الاتفاقيات باستثمارات تتجاوز 15 مليار ريال سعودي (نحو 4 مليارات دولار)، وإطلاق مشاريع، منها إقامة مصنع للإسمنت الأبيض في مدينة عدرا الصناعية بريف دمشق، بما يدعم مرحلة إعادة الإعمار المرتقبة التي تتجاوز كلفتها 400 مليار دولار.


لا تقف أهمية الزيارة عند حدود إبرام الصفقات والاستثمارات، بل تتعداه لما هو أهم، حيث جاءت في وقت بغاية الحساسية والتعقيد بالنسبة إلى المشهد السياسي والأمني والاقتصادي السوري


لا تقف أهمية زيارة الوفد السعودي عند حدود إبرام عشرات الصفقات والاستثمارات والاتفاق على تأسيس مشروعات عدة، بل تتعداه لما هو أهم. صحيح أن الاستثمار الضخم جاء في وقته، لكن الأهم يتعلق بالزيارة التي جاءت في وقت بغاية الحساسية والتعقيد بالنسبة إلى المشهد السياسي والأمني السوري، حيث أحداث السويداء الدموية، وقبلها أحداث الساحل، والقلاقل الأمنية التي شهدتها الدولة في الفترة الأخيرة، ومخاطر التقسيم، والاعتداءات الإسرائيلية على سورية، وتنامي المخاطر الجيوسياسية المتعلقة بالاقتصاد السوري.

كذلك تأتي زيارة الوفد السعودي في وقت بالغ التعقيد للمشهد السياسي في منطقة الشرق الأوسط، حيث الهدنة الهشة بين إسرائيل وإيران، واستمرار الحرب في غزة، والتهديدات الإسرائيلية المستمرة للبنان واليمن والعراق، والتوتر المتصاعد بين تل أبيب وأنقرة.





ومن هنا جاءت رسالة السعودية، عبر وفدها الاقتصادي الرسمي، بأنها تدعم النظام الجديد في سورية، في مواجهة المخاطر المحدقة، ومنها الخطر الذي لا يزال يشكله فلول النظام الحاكم، ومحاولة طهران إعادة نفوذها في المنطقة، وإيجاد موطئ قدم جديد لها في سورية، كما تساهم الخطوة السعودية على التسريع بإزالة العقود الإيرانية التي ما زالت نافذة قانونياً في سورية، خصوصاً المتعلقة بالديون السيادية، واتفاقيات التمويل طويلة الأجل التي تتعلق بمرفأ طرطوس التجاري وشركات الاتصالات وغيرها، وشراء أصول، وهي عقود يصعب إلغاؤها من طرف النظام الجديد دون سداد تعويضات ضخمة.

الموقف السعودي الداعم لنظام أحمد الشرع ليس جديداً، فالرياض كانت حليفاً قوياً للنظام الجديد في دمشق منذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر، ولعبت والدوحة وأنقرة دوراً قوياً في تقليص حدة الأزمات المعيشية والمالية داخل الشارع السوري، خاصة المتعلقة بالوقود والكهرباء، وساعدت السعودية وقطر سورية في سداد الديون المستحقة عليها للبنك الدولي، ما أعاد تأهيلها للحصول على تمويلات ومساعدات دولية ضرورية.


تساهم الخطوة السعودية على التسريع بإزالة العقود الإيرانية التي ما زالت نافذة في سورية، خصوصاً المتعلقة بالديون السيادية، واتفاقيات التمويل طويلة الأجل، وشراء أصول


ولعبت الدولتان الخليجيتان دوراً كبيراً في إقناع دونالد ترامب والاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على سورية، وبدأت الرياض تأخذ خطوات جدية في إحياء الاقتصاد السوري المأزوم، وقدمت إلى جانب الدوحة دعماً مالياً مشتركاً إلى العاملين في القطاع العام السوري لمدة ثلاثة أشهر، وأعلنت الرياض دخولها في شراكة لإقامة مشروعات كبرى في سورية متخصصة في أنشطة توليد الطاقة والكهرباء والبنية التحتية والزراعة وتقنية المعلومات والاتصالات والزراعة وإعادة إعمار الطرق والكباري والمطارات والمنازل المهدمة. وفي إبريل 2025، أعلنت السعودية، بالتعاون مع صندوق النقد والبنك الدوليين، التزامها دعم جهود سورية نحو التعافي الاقتصادي.






## راشفورد في برشلونة: هل سيهزم رافينيا وأولمو؟
23 July 2025 05:39 PM UTC+00

تعاقد نادي برشلونة الإسباني رسمياً مع المهاجم الإنكليزي ماركوس راشفورد (27 عاماً)، مُعاراً من نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي، مع أولوية شراء العقد، في صفقة تُعيد النادي الكتالوني إلى واجهة الأحداث في "الميركاتو"، نظراً لأنه لم يقم بتعاقدات قوية في المواسم الأخيرة، بسبب الأزمة المالية التي ضربت النادي، وحدّت من تحرّكاته في مجال الصفقات، معتمداً على لاعبي أكاديميته "لاماسيا"، كما أن الصفقة بمثابة تعويض للنادي الإسباني عن الخيبة التي عاشها في بداية "الميركاتو" بفشل التعاقد مع جناح أثلتيك بلباو، نيكو ويليامز (23 عاماً)، وقد قدم الفريق الإسباني لاعبه، اليوم الأربعاء.


"Yeah… It's official."
Rashford follows in Lineker's footsteps. pic.twitter.com/ZvbnDAtbax
— FC Barcelona (@FCBarcelona) July 23, 2025



وسيواجه راشفورد العديد من التحديات خلال التجربة الإسبانية، أولها أنه سيحمل رقم 14، الذي له رمزية كبيرة في تاريخ النادي، بما أنه الرقم الذي حمله أسطورة كرة القدم الهولندية الراحل يوهان كرويف، الذي يعدّ من أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم العالمية، فقد كان مدرباً عبقرياً ترك إرثاً مميزاً في النادي، كما أن الفرنسي تيري هنري حمل هذا الرقم. وكان الإسباني بابلو توري آخر اللاعبين الذين حملوا هذا الرقم مع النادي الكتالوني، قبل أن يرحل عن النادي منذ أيام قليلة، بحثاً عن إظهار قدراته بعد أن عجز عن فرض نفسه في صفوف برشلونة، ولهذا فإن الجناح الإنكليزي سيكون مطالباً بتقديم مستوى يليق برمزية رقم 14 في برشلونة.



أمّا التحدي الثاني، الذي ينتظر راشفورد في إسبانيا، فهو كسب المنافسة مع داني أولمو (27 عاماً)، وخاصة مع البرازيلي رافينيا (28 عاماً)، ذلك أن المدرب الألماني هانسي فليك (60 عاماً) يعتمد على خطة 4ـ3ـ3، وقد حجز لامين يامال (18 عاماً) مكاناً أساسياً وهو خارج المنافسة، إضافة إلى البولندي روبرت ليفاندوفكسي (36 عاماً) قلب الهجوم، كما أن البرازيلي رافينيا يلعب بانتظام، وكان مميزاً في الموسم الماضي، وسيكون من الصعب على راشفورد كسب المنافسة مع رافينيا، كما أن أولمو يمكنه اللعب في مركز الجناح، وفي بعض المباريات يلعب خلف المهاجم، ولهذا فإن المنافسة ستكون صعبة على اللاعب الإنكليزي، وظهوره بانتظام لا يبدو مضموناً، خاصة أن الثلاثي الهجومي في برشلونة منسجم ويقدم مستويات رائعة، ومن الصعب على المدرب القيام بتعديلات على هذه التركيبة، إذ سيحاول مثل أي مدرب استغلال نقاط القوة في فريقه، والمتمثلة في خط الهجوم، كما أن الفريق يملك حلولاً بديلة أخرى، مثل فيران توريس (25 عاماً)، الذي يمكنه اللعب في كل المراكز الهجومية، وأنهى الموسم الماضي بقوة.


FC Barcelona and Manchester United have reached an agreement for the loan of the player Marcus Rashford until 30 June 2026. The agreement also establishes an option to buy the English forward.
— FC Barcelona (@FCBarcelona) July 23, 2025






## حملات لتطويق التسمم الغذائي في صيف المغرب
23 July 2025 06:14 PM UTC+00

تُنظَّم في المغرب حملات لمراقبة جودة المواد الغذائية وسلامتها في المطاعم ومحال الوجبات السريعة، خلال فصل الصيف. وقد أدّى ذلك إلى إغلاق عدد من المؤسسات التي رُصدت فيها مخالفات تهدّد صحة المستهلكين. وتأتي هذه الحملات في سياق تعزيز التدخّلات الوقائية مع إقبال المواطنين والسيّاح على مثل هذه المؤسسات في العطلة الصيفية، كذلك تهدف إلى حماية صحة المستهلك وسلامته، بالإضافة إلى ضمان احترام أصحاب المطاعم ومحال الوجبات السريعة معايير النظافة وجودة المواد الغذائية.

وتشمل العمليات الميدانية للحملات مراقبة ظروف التخزين، وصلاحية المواد المستخدمة، ونظافة الأدوات والمعدّات، بالإضافة إلى مدى احترام الشروط الصحية للعاملين في داخل هذه المؤسسات التي تقدّم الطعام لزبائنها. وكانت مدن عدّة في المغرب قد شهدت في خلال الأسابيع الأخيرة تزايداً في حالات التسمّم الغذائي، وسط ارتفاع درجات الحرارة والإقبال الكبير على الوجبات السريعة، الأمر الذي أثار قلق الجهات الصحية والمواطنين على حدّ سواء، ودفع فعاليات مدنية إلى المطالبة بتشديد المراقبة على المطاعم ومحال الوجبات السريعة. وقد سُجّلت مخالفات أخيراً في حقّ مؤسسات لم تلتزم بالمعايير المعمول بها، واتُّخذت في حقّها الإجراءات القانونية اللازمة من تنبيهات وإغلاقات مؤقتة وحجز مواد فاسدة.

وفي مدينة مرتيل السياحية شمالي المغرب على سبيل المثال، أدّت حملة منفّذة إلى إغلاق مؤسستَين بعد ضبط لحوم فاسدة وغير صالحة للاستهلاك، وكذلك كميات من المواد الغذائية الأخرى منتهية الصلاحية، إلى جانب كمية كبيرة من زيوت الطهي المستعملة التي كانت معدّة لإعادة البيع لمتاجر عشوائية وعربات بيع الأطعمة غير المرخّصة.

ويمثّل التسمّم الغذائي في المغرب 17% من حالات التسمّم إجمالاً التي تتراوح سنوياً ما بين ألف حالة و1600، فيما يُضطرّ إلى دخول المستشفى ما نسبته 30 إلى 45% من مجمل الحالات، وفقاً لبيانات مصلحة علم الأوبئة والصحة العامة التابعة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية.



ويقول الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية الطيب حمضي إنّ "طرق تخزين الأطعمة وتهيئتها واستهلاكها في ظلّ غياب المراقبة تزيد من احتمالات التسمّم الغذائي في خلال فصل الصيف". ويوضح حمضي، في حديث إلى "العربي الجديد"، أنّ "عدم احترام سلسلة التبريد التي يجب أن تخضع لها الأغذية والمواد الاستهلاكية، وكذلك انتشار الأطعمة السريعة من سندويشات ووجبات باردة، أمران يساهمان في زيادة التعرّض للتسمّم"، محذّراً في هذا الإطار من "مخاطر العمل في مجال المطاعم من دون احترام شروط السلامة الصحية والنظافة من قبل الكلّ في فصل الصيف".

ويشدّد حمضي على ضرورة أنّ "تراقب الدولة عمليات التخزين والنقل وإخضاعها للشروط القانونية والصحية، فضلاً عن تجنّب تناول الأطعمة المعروضة في الشوارع قدر الإمكان، خصوصاً في فصل الصيف، للوقاية من مخاطر التسمّم الغذائي".

ولدى المغرب ترسانة قانونية خاصة بالسلامة الغذائية، أبرزها القانون رقم 28.07 الذي يعرّف أحد فصوله الخطر بأنّه "كلّ عنصر بيولوجي (حيوي) أو كيميائي أو فيزيائي موجود في منتج غذائي، كالأكسدة والتعفّن والتلوّث، أو أيّ حالة أخرى مشابهة يمكن أن تؤثّر سلباً في الصحة". وتحدّد المادة الـ14 من القانون ذاته المنتج المضرّ بالصحة بأنّه "كلّ منتج له آثار سامة فورية أو محتملة على المدى القريب أو المتوسط أو البعيد في صحة الفرد، أو يسبّب حساسية صحية مفرطة، أو أيّ شكل آخر من الحساسية التي يمكن الكشف عنها، والتي تصيب فرداً أو فئة معيّنة من الأفراد الموجّه إليهم المنتج المعنيّ".

ويعاقب القانون بالحبس من شهرَين إلى ستّة أشهر وبغرامة مالية "كلّ من عرض أو قدّم في السوق الداخلية أو استورد أو صدّر أيّ منتج غذائي يشكّل خطراً على حياة أو صحة الإنسان أو الحيوان"، ويعاقب بغرامة مالية قدرها 20 ألف درهم مغربي (نحو 2.200 دولار أميركي) "كلّ من لم يسحب كلّ منتج غذائي من السوق الوطنية خلال الأجل الذي تحدّده السلطات المتخصصة".

تجدر الإشارة إلى أنّ التقرير السنوي للمجلس الأعلى للحسابات في المغرب، وهو أعلى هيئة رقابية في مجال تدبير المرافق العمومية، الصادر في سبتمبر/ أيلول 2019، كان قد تسبّب في صدمة كبيرة لدى الرأي العام، لما تضمّنه من معطيات خطرة حول نتائج فحوص قامت بها الهيئة الرسمية المكلّفة مراقبة جودة الأغذية المتداولة في الأسواق المغربية، مبيّناً أنّ المغرب "لا يتوفّر على رؤية واضحة أو سياسة عمومية في مجال السلامة الصحية للمنتجات الغذائية". وبالإضافة إلى ضعف المراقبة محلياً، سجّل التقرير سهولة اختراق بعض النقاط الحدودية، وصعوبة المراقبة بسبب تهريب الحيوانات الحيّة والأدوية البيطرية ومبيدات الآفات الزراعية، وكذلك دخول أنواع كثيرة من المواد الغذائية مجهولة المصدر.




## اتفاق الهجرة الأوروبي قد يمنع "دولاً معادية" من استخدام المهاجرين
23 July 2025 06:20 PM UTC+00

أفادت وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية، اليوم الأربعاء، بأنّ اتفاق التكتل بشأن الهجرة قد يساعد الدول الأعضاء في منع "جهات معادية" من استخدام المهاجرين واللاجئين للضغط عليها. أضافت الوكالة، في دراسة مرتبطة بالمسألة، أنّ لطالما أرسلت دول من خارج الاتحاد الأوروبي مهاجرين ولاجئين إلى الحدود الخارجية للتكتّل في محاولة للضغط عليه.


When it comes to the instrumentalisation of migrants, EU countries need to direct their measures towards the hostile actors not punish the migrants & refugees who are being used for political gains.

Read more in FRA's latest position paper: https://t.co/cTb2nDWcw7 pic.twitter.com/XeC5w9y6Uc
— EU Fundamental Rights ➡️ #HumanRights (@EURightsAgency) July 23, 2025



وأشارت الوكالة الأوروبية إلى أنّ اتفاق الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة سوف يدخل حيّز التنفيذ في منتصف عام 2026، وسوف يتيح ترحيل طالبي اللجوء الذين تُرفض طلباتهم بطريقة أسرع. وذكرت أنّ "التطبيق الفعّال والسريع لإجراءات العودة، مع أخذ كلّ الضمانات المطبّقة في عين الاعتبار، قد يثني عن استخدام المهاجرين واللاجئين بوصفهم أدوات". وتابعت أنّ دول الاتحاد الأوروبي سوف تفرض قيوداً على الدول "المعادية" أو تتشدّد في منح التأشيرات لمواطنيها كجزء من الإجراءات الرامية لثنيها عن هذه الممارسة.

وكانت بولندا قد اتّهمت، على سبيل المثال، بيلاروسيا وروسيا بإرسال مواطنين من أفغانستان والعراق وإثيوبيا وغيرها جوّاً أو بالحافلات إلى حدود البلدَين مع الدولة المنضوية في الاتحاد الأوروبي قبل محاولة دفعهم إلى عبور تلك الحدود. وقد دفع ذلك مجموعات حقوقية إلى اتّهام وارسو بإجبار الناس، بطريقة غير قانونية وعنيفة أحياناً، على العودة.



وفي عامَي 2023 و2024، لقي نحو 60 شخصاً حتفهم عند حدود الاتحاد الأوروبي البرية مع بيلاروسيا، علماً أنّهم قضوا بمعظمهم من جرّاء البرد الشديد في حين كانوا عالقين بالمنطقة، بحسب وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية. وقد بيّنت الوكالة أنّ الاتفاق الجديد سوف يسمح لأعضاء الاتحاد الأوروبي بمنح أولوية لمعالجة طلبات اللجوء التابعة للأشخاص الذين جرى استغلالهم بهذه الطريقة، من خلال الاستعانة بموظفين إضافيين للمساعدة.

وقالت مديرة وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية سيربا روتشيو إنّه "بدلاً من معاقبة المهاجرين واللاجئين الذين يتعرّضون للاستغلال والانتهاكات من أجل تحقيق مكاسب سياسية، يتعيّن على دول الاتحاد الأوروبي توجيه إجراءاتها نحو الجهات المعادية". وأضافت أنّ "ثمّة ردوداً حالية على الاستغلال قد تقوّض الحماية للحقوق الأساسية عند حدود الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك حقّ اللجوء". وشدّدت روتشيو على أنّ "حقوقاً معيّنة، من قبيل منع التعذيب أو إعادة الأشخاص إلى أماكن حيث حياتهم وحريّتهم في خطر، هي حقوق مطلقة.. لا يمكن الحدّ منها في أيّ ظرف كان".

(فرانس برس)




## "العربي الجديد" يقابل الناشطة على متن سفينة "حنظلة" هويدا عراف
23 July 2025 06:22 PM UTC+00

بينما تواصل سفينة حنظلة إبحارها منذ الأحد الماضي لكسر الحصار عن غزة، متخطيّة محاولات العرقلة التي تمثلت في تخريب محركها، ووضع مادة حارقة في إحدى حاويات المياه على متنها، التقى "العربي الجديد" مع هويدا عرّاف، الفلسطينية-الأميركية، المرتحلة هذه المرة إلى شعبها، لمواكبتها ورفاقها في رحلتهم المتوقع أن تعترضها إسرائيل. ولئن اعتقل جيش الاحتلال نُشطاء سفينة "مادلين" في المرّة السابقة، تصر عرّاف ورفاقها على المحاولة من جديد، تقول: "لم تهاجم إسرائيل مادلين بشكل غير قانوني فحسب، بل استخدمت العنف ضدّنا منذ 2008، يوم بدأنا الجهد المدني لمواجهة الحصار الإسرائيلي غير القانوني وتحديه". ثم في 2010 هاجمت إسرائيل أسطول "مافي مرمرة" وقتلت 10 من المتطوعين وأصابت العشرات واختطفت نحو 700 مدني من المياه الدولية. مع ذلك "لم ولن نستسلم لفكرة أن العنف والقوة العسكرية أقوى من الحقوق التي نناضل من أجلها"، تقول عرّاف، "نرفض فكرة التعايش مع الحصار، والوقوف مكتوفي الأيدي في وقت يموت الرُّضّع جوعاً وتُمحى عائلات بأكملها".

"حكوماتنا تُساهم في جرائم ضد الإنسانية"

العضوة المؤسّسة لحركة التضامن العالمية تلفت إلى أن اعتراض "مادلين" أظهر إلى أي مدى إسرائيل مستعدة "للحفاظ على حصارها الوحشي"، لكن هذا الاعتراض أيضاً "ذكّرنا بأن العالم بحاجة إلى الاستمرار في المقاومة. كل محاولة، كل سفينة، كل فعل تحدٍّ، يُضعف الصمت والتواطؤ اللذين سمحا لهذا الحصار بالاستمرار طوال 17 عاماً". وتجزم: "نُبحر ليس لأن الأمر سهلاً بل لأنه الصواب". دافع انضمام ابنة معليا في الجليل الأعلى، يبدو بديهياً، فهي كما تتابع حديثها إلى "العربي الجديد" كانت جزءاً من طلائع القوارب التي حاولت كسر الحصار الإسرائيلي صيف 2008 قائلة "من المحزن أنّ نُدين المجتمع الدولي على تقاعسه، إذ لا نزال نكرر ذلك بعد 17 عاماً". تقول بصفتها أميركية: "فشلت حكوماتنا فشلاً ذريعاً. كان ينبغي أن تكون من تتحرك لحماية القانون الدولي. لكنها في هذه الحالة تساهم وتشارك في جرائم ضد الإنسانية، ولا يمكننا أن نصمت حيال ذلك".



كونها محامية وأمّاً أيضاً تشير إلى أنها تشعر "بثقل هذه اللحظة في التاريخ"، وتقول: "حكومتي -الولايات المتحدة- تُمكّن للإبادة الجماعية. لم أنضم إلى هذه السفينة لمجرد إيصال المساعدات، بل لمواجهة هذا التواطؤ، ولأقف إلى جانب الفلسطينيين في غزة الذين تخلّى عنهم ما يُسمّى بـ'المجتمع الدولي'.. نُبحر من أجل العدالة والكرامة والحياة".

"مستعدون لتعريض أنفسنا للخطر من أجل غزة"

أمّا عن الغاية الأساسية التي يسعى الناشطون العالميون على متن "حنظلة" لبلوغها، فهي مجموعة من "الرسائل العاجلة والمترابطة" أوّلها إلى الشعب الفلسطيني: "لستم وحدكم. نحن نراكم ونسمعكم، ولن نتخلى عنكم. هذا الحصار ليس قانونياً فقط بل غير إنساني، ورغم صمت حكوماتنا أو تواطئها، فإن أصحاب الضمائر حول العالم ينهضون". تكمل: "نحن مستعدون لتعريض أجسادنا للخطر لنقف مع غزة ومن أجلها ولكي نكسر الحصار، ونقول بأفعالنا: حياتكم لها قيمة.. رحلتنا فعل تضامن إنساني ونداء إلى العالم: لا تدَعوا طفلاً آخر يُقتل بصمت"، كما ينقلون عبر "العربي الجديد".

أمّا رسالتهم الثانية، فهي إلى حكوماتهم: "أنتم تفشلون قانونياً، وأخلاقياً، وتاريخياً. تدّعون أنكم تمثّلون القيم الديمقراطية لكنكم تبرّرون وتعزّزون العقاب الجماعي لشعبٍ بأكمله. إن تقاعسكم وتواطؤكم يشكّلان جزءاً من هذه الإبادة الجماعية، وجزءاً من مشروع الاستعمار الإسرائيلي المستمر منذ عقود لأرض وحياة الشعب الفلسطيني"، ويؤكدون: "نحن هنا لنقول: لن نسمح للتاريخ بأن ينسى ما فعلتموه. وفي الوقت نفسه، نستمر في مطالبتكم بفعل ما هو صائب: فرض عقوبات حقيقية على إسرائيل، وتطبيق القانون الدولي، والمساعدة في إنهاء هذا الحصار. وحتى تتحركوا، سنتحرك أولاً".

بينما تحرك المجتمع المدني في العالم بالفعل منذ شروع إسرائيل في هذه الإبادة للضغط على الحكومات، لكنّ للناشطين رسالة لهؤلاء أيضاً: "عندما تفشل الحكومات في تحقيق العدالة، يكون من واجبنا -نحن الشعوب- أن نتدخل. لا يمكننا أن نقبل العيش في عالم تُمنح فيه دولة خاضعة للتحقيق بارتكاب إبادة جماعية الحق في أن تُقرر هل سيُسمح بوصول المساعدات، وإن وُجدت، إلى الشعب الذي تستهدفه. فهذا ليس محض فشل في السياسات، بل انهيار أخلاقي كامل". يتابعون داعين الشعوب إلى "الانضمام إلينا: للنهوض والمقاومة ومواجهة هذا الحصار غير القانوني، وغير الأخلاقي، والقاتل معاً".



إيصال حليب الرضع عمل مهدد للحياةَ

السفينة التي تحمّل حليباً للرضع المجوعين في غزة تُعد ترجمة حيّة لعبارة "مهمة محفوفة المخاطر". وبما أن عرّاف محاميّة مختصة بالقانون الدولي ترى أن "من غير المقبول أخلاقياً وجنائياً أن يصير إيصال حليب الأطفال إلى الرُضّع المجوّعين عملاً يهدّد الحياة"، لأن عرقلة المساعدات الإنسانية وخاصة الغذاء للأطفال يمثل "انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك اتفاقات جنيف". تؤكد عرّاف أن منع وصول المساعدات إلى المدنيين، ولا سيما عندما يؤدي ذلك إلى المجاعة، "جريمة حرب"، وأن إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال "تتحمّل المسؤولية القانونية، كما أن الولايات المتحدة بتمويلها وتسليحها هذه الجرائم وحمايتها من المساءلة شريكة ومتواطئة أيضاً".

تستطرد: "دعونا نكن واضحين: لا تمتلك إسرائيل أي سلطة قانونية للمهاجمة أو التدخل في محاولتنا إيصال المساعدات إلى غزة، لأنه ليس لها سيادة على المياه الفلسطينية كما أكدّت محكمة العدل الدولية في رأيها الاستشاري الصادر في يوليو/تموز 2024 ولا يمكنها فرض حصار هو غير قانوني في جوهره". تشرح أيضاً أن "هذا الحصار يُشكّل عقاباً جماعياً، وهو جريمة حرب بموجب القانون الدولي لأنه يتسبب في أذى مفرط للمدنيين، وخاصة الأطفال.. الأسوأ من ذلك أنه يُستخدم أداة للتجويع المتعمد، وهو ما يُعرّفه القانون الدولي بأنه عمل غير إنساني، وقد يُشكّل فعل إبادة جماعية".

"عندما تفشل الدول يلزم تدخل أصحاب الضمائر"

على مدى عقدين فرضت إسرائيل الحصار غير القانوني ودون رادع، وغضّ المجتمع الدولي الطرف، ولذلك ترى عرّاف أن الفشل "ليس في القانون، بل في غياب الإرادة لتطبيقه، فالقانون الدولي لا تكون له قوة إلا بقدر الالتزام بتطبيقه". ولهذا "نحن، كأعضاء في المجتمع المدني العالمي، نتحرك، لأنه عندما تفشل الدول في حماية أبسط حقوق الحياة والكرامة، يصبح لزاماً على أصحاب الضمير أن يتدخلوا". وتضيف: "نُبحر لنقول: تجويع المدنيين جريمة حرب، والحصار غير قانوني، والإبادة الجماعية يجب أن تتوقف، والمذنبون يجب أن يُحاسبوا، وسوف يُحاسبون".

على الجانب الآخر، تتعالى التخوّفات من اعتراض الاحتلال طريق "حنظلة"، وعن الاستعدادات لمواجهة ذلك تقول عرّاف: "نعلم المخاطر، فلإسرائيل تاريخ طويل في استخدام القوة وحتى القاتلة ضد الأساطيل السلمية، ولهذا أجرينا تدريبات على اللاعنف، ووضعنا بروتوكولات في حال اعتراضنا". كشفت أيضاً لـ"العربي الجديد" أن "العديد منّا واجه تهديدات، أو مراقبة، أو حتى اعتقالاً في السابق"، مستدركة: "الخوف لن يوقفنا، فما يعانيه أهل غزة يومياً أكثر رعباً من أي شيء نواجهه في البحر. عدم الإبحار لمواجهة الحصار.. وقبول عالم يُسمح فيه ذلك أكثر خطورة على الإنسانية".



"نحارب قوى هائلة بموارد محدودة"

إلى جانب كل ما تقدّم من تحديات لأسطول الحرية وجه آخر من التكافل والتضامن الاجتماعي العالمي؛ وفق ما تكشفه عرّاف عن تمويل الرحلة، "معظمنا جمع المال من مجتمعاتنا وأصدقائنا وعائلاتنا. لا حكومات تدعمنا، ولا مؤسسات كبيرة تموّل هذا العمل"، لافتةً إلى أن أكبر تحدٍّ يواجه الناشطين "أننا نحارب قوى هائلة بموارد محدودة جداً، لكننا نتغلب على ذلك بالتضامن وبمساهمات الناس بـ10 دولارات أو 20، أو ما يستطيعون". وتتابع: "إنه جهد شعبي من القاعدة، ويذكرنا بأن هذه الحركة مدعومة من الناس لا السياسة".

بينما تتواصل المبادرات الإنسانية كـ"حنظلة"، يستمر المجتمع الدولي في تجاهل معاناة سكان غزة التي تتفاقم يوماً بعد آخر. ما تقدّم تصفه عرّاف بأنه "ليس لا مبالاة، بل جبن وتواطئ". والسبب أن "كثيراً من الحكومات تخشى ردات الفعل السياسية أو فقدان التحالفات، والآخر يفضل ببساطة قوة إسرائيل على حياة الفلسطينيين". لكن الشعوب "ليست غير مبالية، فقد شهدنا احتجاجات ضخمة، ومعسكرات طلابية، وإضرابات عمالية، وأساطيل حرية". كما تقر بأن التحدي "جعل الحكومات تتبع إرادة شعوبها لا أجندات مستغلي الحروب أو أنظمة الاستعمار الاستيطاني".

رداً على سؤال "العربي الجديد" عن كيفية تقضية الناشطين الوقت على السفينة والأجواء بينهم، وعن طبيعة المشاعر التي تراودهم كلما باتوا أقرب إلى شواطئ غزة، شرحت أن قضاء الوقت متنوّع المستويات، "فهو عاطفي وروحي وعملي ولوجستي". تقول: "هناك إيقاع ثابت لأيامنا: نعقد اجتماعات منتظمة، نتشارك الوجبات، نقوم بتدريبات اللاعنف، نناقش السيناريوهات المحتملة، كما نكرس جزءاً كبيراً من وقتنا للتواصل والإعلام، ولنقل رسالتنا إلى العالم، والدعوة للدعم، وشرح أسباب خوضنا هذه المهمة". كذللك، لفتت إلى أن الرحلة ليست كلّها لوجستيات وتخطيط، "فهناك غناء وتبادل للقصص وصلوات.. توجد لحظات هادئة من التأمل والكثير من الدموع، خصوصاً حين نتحدث عن الناس في غزّة، وفي مقدمتهم الأطفال، ونذكّر أنفسنا باستمرار لماذا نحن هُنا".

"نعم يمكن للناس كسر الصمت وتغيير التاريخ"

تبقت للسفينة أيام معدودة للوصول إلى شواطئ غزة والمشاعر السائدة بين من عليها "ليست الخوف أو القلق"، بل "الحب والعزم والأمل.. نحمل ثقل ما هو على المحك لكننا نسمو بالإيمان بأن الناس العاديين موحدين بضميرهم يمكنهم المساعدة في كسر الصمت وتغيير مجرى التاريخ".

في غضون ذلك، تدرس حركة التضامن العالمي، وأسطول الحرية تنظيم أسطولٍ كامل من السفن لكي تكون الرسالة أقوى وأكبر، كما تكشف عرّاف، كما أن الفكرة غير جديدة "طالما تصوّرنا ودعونا إلى أسطول كامل من السفن يشارك فيه الناس والمنظمات وحتى الحكومات متحدين الحصار.. في 2010، نظمنا أسطول حرية غزة وهو جهد منسق لسفن حملت أكثر من 700 مدني وأكثر من 10,000 طن من المساعدات".

في المقابل، "ردت إسرائيل بقتل عشرة من رفاقنا وجرحت العشرات في المياه الدولية". ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف القمع الإسرائيلي بل ازداد. وتقول: "تعاونت بعض حكومات البحر المتوسط بنشاط عبر منع قواربنا من مغادرة الموانئ ما ساعد عملياً في دعم الحصار". صحيح أن هذه عقبات كبيرة، "لكنها لم ولن تكسر عزيمتنا"، كما تؤكد. كشفت عرّاف أيضاً أن "عدداً من المجموعات حول العالم يعملون للحصول على قوارب والاستعداد لأسطول عالمي أكبر ومنسق، وهذه هي الرؤية التي نعيد البناء عليها مرة أخرى". مع أن السفينة في النهاية قد لا تصل وجهتها، فإن للناشطين رسالة للفلسطينيين في غزة مفادها: "أنتم لم تُنسوا. نحن نراكم ونقف معكم، ولن نتوقف عن محاولة الوصول إليكم. سواءً وصلنا إلى الشاطئ أو تعرضنا لهجوم في البحر، اعلموا أن قلوبنا مرتبطة بكم. لن نتوقف حتى ينتهي الحصار ويُحقَّق العدل. نبحر لكسر الحصار ولكسر الصمت أيضاً، وإنهاء الإبادة الجماعية ولكي تتحقق فلسطين الحرة".




## الرئاسة الفلسطينية ترفض دعوة "الكنيست" لضم الضفة وفرض السيادة
23 July 2025 06:22 PM UTC+00

أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، مساء اليوم الأربعاء، أن دعوة "الكنيست" لحكومة الاحتلال الإسرائيلي بفرض السيادة والضم على الأرض الفلسطينية المحتلة، مرفوضة ومدانة، وتخالف جميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي الذي يؤكد أن الطريق الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار هو عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، واعتبار الاستيطان الإسرائيلي جميعه غير شرعي في الأرض الفلسطينية.

وشدد أبو ردينة، في بيان صحافي، على أن مثل هذه الدعوات الخطيرة لضم أراض فلسطينية محتلة تشكّل تحدياً لإرادة المجتمع الدولي بتحقيق السلام العادل والشامل، وفق حل الدولتين، القائم على قرارات الشرعية الدولية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967. وأكد أن الطريق الوحيد لتحقيق السلام والأمن هو الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وتقرير المصير على ترابه الوطني كاملاً.

من جانبه، أكد نائب الرئيس الفلسطيني، حسين الشيخ، أن مطالبة الكنيست الإسرائيلي للحكومة الإسرائيلية بفرض السيادة على الضفة الغربية، تمثل ليس فقط اعتداءً مباشراً على حقوق الشعب الفلسطيني، بل أيضاً تصعيداً خطيراً يقوّض فرص السلام والاستقرار وحل الدولتين القائم على التفاوض، والذي يفرض ويحمي الأمن الإقليمي.

وقال الشيخ: "إن هذه الإجراءات الإسرائيلية الأحادية، تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي والإجماع الدولي المستمر بشأن وضع الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك الضفة الغربية"، داعياً المجتمع الدولي إلى الانتصار للشرعية الدولية ولقراراتها، والعمل على وقف هذه الانتهاكات ومنع ترسيخ واقع الاحتلال بالقوة، كما دعا دول العالم إلى الاعتراف بدولة فلسطين وإدانة وشجب هذا القرار.



بدورها، نددت حركة حماس، الأربعاء، بتصويت الكنيست الإسرائيلي على مشروع قرار لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة تمهيداً لضمها، وقالت إنه "إجراء باطل لا شرعية له". وأضافت حركة حماس، في بيان: "تصويت كنيست الاحتلال الصهيوني على مشروع قرار لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة تمهيداً لضمها؛ هو إجراء باطل ولا شرعية له، ولن يغيّر هوية الأرض الفلسطينية". ودعت الفلسطينيين في الضفة إلى "تصعيد المقاومة بكل أشكالها لإفشال مشاريع الاحتلال الصهيوني الفاشي"، فيما طالبت المجتمع الدولي بوضع حد "لرعونة الاحتلال وسياساته الفاشية وانتهاكاته المستمرة لحقوق شعبنا الفلسطيني".

الأردن: لا سيادة لإسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة

إلى ذلك، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين تصويت الكنيست الإسرائيلي على بيان لدعم السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية والأغوار الفلسطينية المحتلة، باعتباره "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وتقويضاً واضحاً لحل الدولتين ولحق الشعب الفلسطيني في تجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة"، مُشدّدةً على أن "لا سيادة لإسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة". وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة في بيان، اليوم الأربعاء، "رفض المملكة المطلق وإدانتها الشديدة أيّة محاولات إسرائيلية لفرض سيطرتها على الضفة الغربية، في خرق للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي، وخصوصاً القرار 2334 الذي يدين جميع الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير التكوين الديموغرافي وطابع ووضع الأرض الفلسطينية المحتلة منذ 1967، بما فيها القدس الشرقية، إضافة إلى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي أكّد عدم قانونية الاحتلال الإسرائيلي وبطلان بناء المستوطنات وإجراءات ضمّ أراضي الضفة الغربية".

وحذّر القضاة من "استمرار السياسات الإسرائيلية الأحادية التي تنتهك القانون الدولي والقرارات الأمميّة ذات الصلة، مُجدّداً التأكيد أن جميع الإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير شرعية وغير قانونية". ودعا المجتمع الدولي إلى "تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل بوقف العدوان على غزة بشكل فوري والتصعيد الخطير في الضفة الغربية المحتلة، وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، وتلبية حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني سبيلاً وحيداً لتحقيق السلام العادل والشامل، الذي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة".

وفي وقت سابق، الأربعاء، أيد الكنيست اقتراحاً يدعم "ضم" الضفة الغربية المحتلة، في خطوة يتوقع أن تثير رفضاً عربياً ودولياً واسعاً، باعتبارها انتهاكاً للقانون الدولي. ووفق ما نقلت "الأناضول" عن القناة "14" العبرية، فإن "الاقتراح الذي بادر به أعضاء الكنيست سيمحا روتمان (الصهيونية الدينية) وليمور سون هار ميليش (القوة اليهودية) ودان إيلوز (الليكود)، هو اقتراحٌ تصريحيٌّ فقط وليس له أي قوة قانونية مُلزمة، ولكنه يحمل ثقلاً رمزياً وتاريخياً كبيراً". وتدعم الحكومة الإسرائيلية هذه الخطوة في الضفة الغربية المحتلة، لكنها لم تقرر رسمياً حتى الآن ضم أي أجزاء من الضفة.

وصوّت الكنيست بالأغلبية في يوليو/ تموز 2024 على رفض قيام دولة فلسطينية. ويأتي تصويت الكنيست على قرار "الضم" بينما يستعد لدخول عطلته الصيفية التي تستمر ثلاثة أشهر اعتباراً من 27 يوليو/ تموز الجاري. وتؤكد الأمم المتحدة أن الاستيطان في الأراضي المحتلة "غير قانوني"، وتحذر من أنه يقوض إمكانية معالجة الصراع وفقاً لمبدأ حل الدولتين، وتدعو إسرائيل منذ عقود إلى وقفه دون جدوى.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يصعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 1002 فلسطيني على الأقل، وإصابة نحو سبعة آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.




## أقمار التجسس الإسرائيلية أفق-13 تؤجج صراع التسلح في المغرب العربي
23 July 2025 06:22 PM UTC+00

تمثل صفقة حصول المغرب على أقمار التجسس الإسرائيلية من طراز "أفق-13"، والتي تُقدّر قيمتها بمليار دولار، أحد أبرز بنود "اتفاقيات إبراهيم" بين إسرائيل والمغرب في اعتراف تل أبيب بسيادة المغرب على الصحراء المغربية، التي تشهد نزاعاً مستمراً بين المغرب والجزائر منذ عام 1975. وذكر موقع "إنفورماتسيوني كوريتا" اليهودي الإيطالي في تحليل بتاريخ 11 يوليو/ تموز حمل عنوان "اتفاقيات إبراهيم وتحالف إسرائيل والمغرب"، أن الاعتراف الإسرائيلي بسيادة المغرب على الصحراء المغربية لا يقتصر على بُعده السياسي فحسب، بل يحمل أيضاً أبعاداً أمنية وعسكرية. فالمغرب يعتمد على التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية في تأمين حدوده من تهديدات محتملة. وأضاف أن إسرائيل تُعد اليوم ثالث أكبر مورد للسلاح إلى المغرب، حيث تمثل صادراتها العسكرية 11% من إجمالي واردات المملكة، وتشمل طائرات استطلاع بدون طيار من طراز "هيرون"، ومنظومات الدفاع الجوي "باراك".

وأوضح الموقع اليهودي أن إسرائيل تحصل، في المقابل، على تعاون اقتصادي ولوجستي وسياسي كامل من المغرب. ففي أغسطس/ آب 2024، أبرمت الدولتان صفقة ضخمة بقيمة مليار دولار حصلت بموجبها القوات المسلحة المغربية على أقمار تجسس صناعية من طراز "أفق-13". وفي نوفمبر/ تشرين الثاني من العام ذاته، أكد المغرب التزامه باتفاقيات إبراهيم من خلال موقف عملي بارز: فقد استقبلت سلطاته في ميناء طنجة سفينة متجهة إلى إسرائيل، كانت محمّلة بأكثر من 27 طناً من البضائع القادمة من الهند، بعد أن رفضت الموانئ الإسبانية استقبالها. وقد سمح المغرب بتزويد الدولة اليهودية بالإمدادات الغذائية والوقود، في وقت كانت فيه منخرطة في مواجهات مع حركة حماس وغيرها من الجماعات المسلحة. وفقاً للموقع الإيطالي.

من جهته، شدّد الكاتب والباحث الإيطالي جوزيبي غاليانو، رئيس مركز كارلو دي كريستوفوريس للدراسات الاستراتيجية، في تحليل نشرته صحيفة "نوتيتسييه جيوبوليتيكيه" بتاريخ 13 يوليو/ تموز تحت عنوان "المغرب. شراء أقمار صناعية جديدة للتجسس" أن المغرب يشهد قفزة استراتيجية غير مسبوقة في مجال تعزيز قدراته الاستخباراتية والمراقبة الفضائية، مع إعلان اقتناء منظومة جديد من الأقمار الصناعية الرادارية، أبرزها القمر الصناعي المتطور "أفق 13"، الذي يمثل نقلة حاسمة من وضعية الدفاع إلى وضعية استباقية في إدارة الأمن الوطني والإقليمي. وتابع غاليانو أن المغرب كان قد دخل مجال الفضاء بإطلاق قمري محمد السادس أ وب في عامي 2017 و2018، في تحرك عكس طموحاً غير مسبوق على مستوى دول المغرب العربي. لكن القرار الأخير باقتناء تكنولوجيا الرادارات ذات الفتحة الاصطناعية (SAR)، القادرة على العمل في جميع الظروف الجوية وعلى مدار الساعة، يضع المملكة في مرتبة متقدمة من حيث القدرة على الرصد والردع.



ونقل عن المحلل الاستراتيجي المغربي هشام معتضد قوله إن "هذه الخطوة تمثل ثورة عقائدية: لم يعد المغرب مجرد مستهلك للتكنولوجيا، بل أصبح شريكاً في تطوير أنظمة استخباراتية متعددة المستويات، من خلال التعاون مع شركات عملاقة مثل إيرباص للأنظمة الدفاعية والفضائية"، مضيفاً أن "هذا التطور يحمل رسائل واضحة إلى القوى الإقليمية: فالمغرب لم يعد يقبل بالاعتماد على شبكات استخبارات أجنبية لحماية حدوده وضمان وحدته الترابية، خصوصاً في منطقة الصحراء المغربية". واستدرك الكاتب الإيطالي أنه على الرغم من الكلفة الباهظة للبرنامج – حيث تشير التقديرات إلى أن أول قمرين صناعيين كلّفا أكثر من 500 مليون يورو – فإن هذه الاستثمارات تُبرّر باعتبارات أمنية واستراتيجية، لا سيما في ما يتعلق بمراقبة التحركات العسكرية ومنع التسلل وضمان التفوق المعلوماتي في بيئة إقليمية أصبحت فيها حرب المعلومات جزءاً من أدوات الصراع.

وأشار إلى أن التحديات، في هذا السياق، لا تزال قائمة، إذ يتطلب تشغيل هذه الأقمار الصناعية بنجاح توفير كوادر بشرية عالية التخصص، إضافة إلى بنية تحتية متطورة لمعالجة البيانات الرادارية، وهي مجالات ينبغي للمغرب تطويرها بشكل عاجل. ورأى أن هذه الاستراتيجية قد تُقابل برد فعل سلبي من جانب الجزائر، التي قد ترى في التفوق التكنولوجي المتزايد لجارتها تهديداً مباشراً، ما يفتح الباب أمام سباق تسلح جديد في منطقة تعاني أصلاً من هشاشة سياسية وأمنية. وختم بقوله إن المغرب قد دخل إذاً في مرحلة جديدة في تاريخه العسكري والجيوسياسي، عنوانها "عين في السماء" قد تصبح، إذا أُحسنت إدارتها، أداة استقرار وردع، ولكنها في المقابل قد تغذي سباق التسلح في منطقة شديدة الاشتعال.

بدوره، رأى أُمبرتو بروفاتسيو، الزميل المشارك بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية والمحلل المتخصص في شمال أفريقيا بمؤسسة كلية دفاع حلف شمال الأطلسي (لندن)، أن "هذه الخطوة تعد تأكيداً على سباق التسلح في المغرب العربي، وذلك أن هذه الأقمار الصناعية المشار إليها سوف يكون لها أبعاد عسكرية خاصّة لا يمكن فصلها عن التوترات العسكرية مع الجزائر". وتابع بروفاتسيو، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، أنّ "ثمة المزيد في هذا السياق، لأنه من شأن هذه الأخبار تعزيز التعاون العسكري الثنائي بين المغرب وإسرائيل بشكل أكبر"، مشيراً إلى أن "أقمار أفق-13 من إنتاج مؤسسة الصناعات الجوية الإسرائيلية، وقد أثبتت قدراتها في حرب الاثني عشر يوماً بين إيران وإسرائيل". واعتبر أن "استخدام أقمار صناعية متطورة إسرائيلية المنشأ، يضيف عنصر استفزاز جديداً بالنسبة للجزائر، المعارضة بشدة للتعاون بين الرباط وتل أبيب ولانضمام المغرب إلى اتفاقيات إبراهيم".




## اختراق "صيني" يطاول إدارة أمن النووي الأميركي
23 July 2025 06:23 PM UTC+00

الوكالة الفيدرالية المسؤولة عن تأمين السلاح النووي الأميركي من بين ضحايا الاختراق العالمي لبرنامج خادم "مايكروسوفت" خلال الأيام الأخيرة. هذا ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست، التي أوضحت أن الاختراق طاول الإدارة الوطنية للأمن النووي، وهي ذراع وزارة الطاقة الأميركية التي تساعد في الحفاظ على خمسة آلاف رأس نووي آمنة وجاهزة للاستخدام، والحماية من تسرّب الإشعاع، وضمان عدم انفجار الأسلحة عن طريق الخطأ.

كانت متحدثة باسم وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية التابعة لوزارة الأمن الداخلي الأميركية قد حذّرت، الأحد الماضي، من أن قراصنة يستغلون ثغرة في البرمجيات تتيح لهم الوصول الكامل إلى المعلومات المتبادلة على أنظمة شيربونت من "مايكروسوفت". وقد تشمل هذه المعلومات أنظمة الملفات وبيانات تسجيل الدخول وكلمات المرور. لكن "واشنطن بوست" نقلت اليوم الأربعاء عن مصدر في الإدارة الوطنية للأمن النووي أن الاختراق لم يؤثر على أي معلومات سرية. 

النووي الأميركي و400 مؤسسة على الأقل

كذلك طاول الاختراق المعاهد الوطنية للصحة في أميركا. ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، أندرو نيكسون، أن اختراق المعاهد شمل نظام "شيربوينت" واحداً على الأقل، ويجرى التحقيق في نطاقه وخطورته. وقال باحثون في شركة آي سيكيوريتي إن حملة تجسس إلكتروني واسعة النطاق تركزت على إصدارات ضعيفة من برمجيات خوادم "مايكروسوفت" طاولت نحو 400 مؤسسة. وتقول "آي سيكيورتي"، التي تتخذ من هولندا مقراً، إنّ هذا الرقم على الأرجح أقل من العدد الحقيقي. وقال كبير خبراء الاختراق في "آي سيكيوريتي"، فايشا برنارد، إن "هناك المزيد، لأنه ليس بالضرورة أن تترك كل الهجمات آثاراً يمكننا البحث عنها".



أصابع الاتهام نحو الصين

جاء الاختراق بعد فشل "مايكروسوفت" في إصلاح ثغرة أمنية بالكامل في برنامج الخوادم الخاص بها "شيربوينت"، مما أدى إلى انطلاق حملة مكثفة لإصلاح الثغرة عند اكتشافها. وبحسب تحذير صدر عن شركة التكنولوجيا الأميركية العملاقة أمس الثلاثاء، يستغل قراصنة إلكترونيون صينيون بشكل نشط نقاط الضعف الأمنية الحَرِجَة في "شيربوينت" لسرقة بيانات حسّاسة ونشر برمجة خبيثة. واتهمت "ألفابت"، الشركة الأم لـ"غوغل"، القراصنة الصينيين أيضاً، بينما تنفي بكين هذا الاتهام. ولم يُكشَف بشكل كامل عن تفاصيل معظم المؤسسات المتضررة بعد. ورفض برنارد الكشف عن هويتها.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)




## سورية: رفع الحجز عن ممتلكات 58 ألف مواطن بينهم وزراء حاليون
23 July 2025 06:26 PM UTC+00

أعلن وزير المالية في الحكومة السورية محمد يسر برنية عن استكمال إجراءات رفع الحجز الاحتياطي عن أصول أكثر من 58 ألف مواطن سوري، كانوا مشمولين بقرارات صادرة بتوجيه من الأجهزة الأمنية خلال السنوات الماضية، من دون صدور أحكام قضائية. وفي منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "لينكدإن"، أوضح برنية أن هذا الإجراء يأتي استناداً إلى المرسوم رقم 16 لعام 2025، الصادر عن رئيس الجمهورية، في إطار ما وصفه بـ"مساعي الدولة السورية الجديدة لرفع الظلم وإعادة الحقوق إلى أصحابها". وأضاف أن "الوزراء والمسؤولين في الحكومة الجديدة الذين شملهم الحجز في فترات سابقة، طلبوا تأجيل رفع الحجز عنهم إلى ما بعد الانتهاء من استكمال رفعه عن عموم المواطنين"، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لإبراز انحياز رمزي لـ"أولوية المواطن".

عقود من الحجز خارج القضاء

منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، أصدرت حكومة النظام السابق آلاف قرارات الحجز الاحتياطي بحق معارضين سياسيين واقتصاديين، بتوجيهات مباشرة من الأجهزة الأمنية، من دون المرور عبر أي مسارات قضائية واضحة أو شفافة. وقد شكّل المرسوم التشريعي رقم 63 لعام 2012 الغطاء القانوني لتلك الممارسات، إذ أتاح لوزارة المالية فرض الحجز على الأموال المنقولة وغير المنقولة لمن يُشتبه بارتكابهم "جرائم تمس أمن الدولة"، من دون إثبات قانوني أو محاكمة.

وطاولت هذه الإجراءات شريحة واسعة من السوريين، شملت مصادرة أملاك خاصة، وشركات، وعقارات، وأرصدة مصرفية. وغالباً ما استُخدمت كأداة للانتقام السياسي، أو لتصفية الحسابات داخل أجهزة الدولة، أو حتى للاستيلاء على ممتلكات رجال أعمال ضمن منظومة من الفساد المؤسسي.

وأكد مصدر مسؤول في وزارة المالية لـ"العربي الجديد" أن عملية رفع الحجوزات تمت وفق "دراسة قانونية وفنية شاملة"، وأنها لم تقتصر على الحالات الفردية، بل شملت "كل من لم يثبت عليه أي مخالفة قانونية أو جنائية موثقة". وأشار المصدر إلى أن هذه الخطوة "تمثل جزءاً من توجه سياسي أوسع لإغلاق ملفات الماضي التي شكّلت عبئاً على الدولة والمجتمع والاقتصاد"، خاصة في ظل سعي الحكومة الجديدة لتقديم صورة مغايرة عن النظام السابق، وخلق مناخ قانوني ملائم لجذب الاستثمارات.



في هذا السياق، يؤكد المحامي السوري سليمان الحسين، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الحجز الاحتياطي كان خلال سنوات الحرب "واحدة من أكثر أدوات الابتزاز الاقتصادي استخداماً من قبل النظام المخلوع"، مشيراً إلى أن "غالبية القرارات كانت تستند إلى تقارير أمنية غير موثقة، وغالباً بلا تهم فعلية أو ملفات قضائية حقيقية". ويضيف: "حتى مع رفع الحجز، تبقى الخسائر غير قابلة للتعويض، إذ فقد كثيرون ممتلكاتهم فعلياً، أو تعرّضوا لإفلاس، أو لحصار مالي استمر لسنوات، دون محاكمات أو أي فرصة للرد أو الطعن".

خطوة رمزية

اللافت في إعلان وزير المالية أن عدداً من الوزراء والمسؤولين الحاليين الذين شملهم الحجز سابقاً "طلبوا تأجيل رفع الحجز عنهم حتى الانتهاء من رفعه عن المواطنين"، وهو تصريح اعتُبر محاولة لتأكيد مبدأ "العدالة أولاً"، في مشهد يبدو أنه يهدف إلى معاكس سلوك النظام السابق الذي كان يمنح امتيازات استثنائية لكبار المسؤولين. إلا أن منتقدين اعتبروا هذا الإعلان مجرد خطوة رمزية، في ظل غياب آليات واضحة للمحاسبة أو التعويض، وعدم إعلان القوائم السابقة، أو حتى الأسماء التي شملها الرفع فعلياً.

أرفقت وزارة المالية في تعميمها الرسمي عنوان بريد إلكتروني مخصص لتلقي استفسارات المواطنين بشأن ملفات الحجز، في محاولة لتعزيز الشفافية. غير أن كثيرين يرون أن غياب قاعدة بيانات منشورة، وعدم توفّر آلية تظلم مستقلة أو جهة رقابية قضائية، يجعل من الصعب التحقق من مدى العدالة والإنصاف في تطبيق المرسوم. وحتى الآن، لا توجد مؤشرات على تعويض المتضررين، أو محاسبة الجهات التي أصدرت تلك القرارات، أو على وجود ضمانات تمنع تكرارها في المستقبل، ما يجعل الخطوة، رغم أهميتها الرمزية، بعيدة عن كونها تسوية شاملة أو بداية إصلاح جذري.




## مفاجآت في قائمة رديف منتخب المغرب والسكتيوي يكشف تحديات "الشان"
23 July 2025 06:31 PM UTC+00

أعلن المدير الفني لمنتخب المغرب الرديف، طارق السكتيوي (47 عاماً)، اليوم الأربعاء، القائمة النهائية، التي ستخوض بطولة أفريقيا للمحليين "الشان"، المقرر إقامتها في تنزانيا وكينيا وأوغندا، خلال الفترة الممتدة ما بين الثاني و30 أغسطس/ آب المقبل، وذلك خلال المؤتمر الصحافي، الذي عقده بمركز محمد السادس لكرة القدم في الرباط.

وشهدت القائمة مفاجآت عدة، سواء على مستوى الأسماء المُستدعاة، أو كثرة الغيابات الناجمة عن رحيل أبرز اللاعبين، الذين شكّلوا ركائز أساسية في تشكيلة منتخب المغرب الرديف، إلى الاحتراف، ويتعلق الأمر بأيمن موريد وأكرم النقاش وحاتم الصوابي والحسين رحيمي وعادل تاحيف وأمين زحزوح، بالإضافة إلى عوائق أخرى فرضتها فترة الاستعدادات المتزامنة مع توقف منافسات الدوري المغربي لكرة القدم.

وضمت القائمة النهائية كلاً من المهدي الحرار ورشيد غانيمي وعمر أقزداو في حراسة المرمى، ومحمد مفيد ومحمد بولكسوت ومهدي مشخشخ ومروان الوادني وبوشعيب عراسي وعبد الحق عسال ويوسف بلعمري في خط الدفاع، بينما يتكون خط الوسط من: فؤاد الزهواني وأيوب خيري ومحمد ربيع حريمات وأمين سوان وحسام الصادق ورضا حاجي وأنس باش وخالد أيت أورخان وصابر بوغرين. أما خط الهجوم فيضم: يوسف مهري وأنس المهراوي وسيف الدين بوهرة وخالد بابا، وعماد الرياحي وصلاح الدين الراحولي وأيوب مولوعا ويونس الكعبي وأسامة لمليوي.



وتحدث طارق السكتيوي في المؤتمر الصحافي، اليوم الأربعاء، عن الصعوبات التي واجهته قبل حسم اختياراته لخوض هذه البطولة الأفريقية، إذ أوضح أن الجهاز الفني واجه مشاكل عدة، بسبب صعوبة الفترة التي تُقام فيها استعدادات البطولة، وتابع قائلاً: "كان علينا أن نأخذ بعين الاعتبار ما إذا كان بعض اللاعبين سيكونون متاحين أم لا، واعتقدت أنه من الممكن أن يحترف لاعبان أو ثلاثة، لكن حين تذهب 10 أسماء بارزة تصبح الأمور معقدة".

وكشف المدرب طارق السكتيوي عن تحديات منتخب المغرب الرديف في هذه البطولة الأفريقية، بصرف النظر عن الصعوبات في التحضير، إذ أكد أن الهدف من المشاركة هو تشريف الكرة المغربية والعربية، والمنافسة على اللقب القاري، خصوصاً بعد التتويج به في نسختي 2018، بقيادة المدرب جمال السلامي، و2020 مع الحسين عموتة. جدير بالذكر أن منتخب المغرب الرديف سينافس في المجموعة الأولى، التي تُجرى مبارياتها في العاصمة الكينية نيروبي، مع كينيا البلد المنظم، وأنغولا والكونغو الديمقراطية وزامبيا.




## البيت الأبيض: المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ويتكوف يتوجه إلى أوروبا للقاء قادة من الشرق الأوسط
23 July 2025 06:39 PM UTC+00





## البيت الأبيض: المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط سيناقش مقترح وقف إطلاق النار في غزة
23 July 2025 06:40 PM UTC+00





## رويترز نقلا عن وسائل إعلام أوكرانية: محادثات كييف وموسكو في إسطنبول انتهت بعد أقل من ساعة على بدايتها
23 July 2025 06:45 PM UTC+00





## وزارة الخارجية: البرازيل بمراحل أخيرة لتقديم طلب التداخل في قضية الإبادة الجماعية في غزوة ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية
23 July 2025 06:49 PM UTC+00





## رويترز عن مصدر: البرازيل ستنضم رسميا إلى قضية إبادة جماعية رفعتها جنوب أفريقيا على إسرائيل في محكمة العدل الدولية
23 July 2025 06:49 PM UTC+00





## لجنة حماية الصحافيين: إسرائيل تجوّع الصحافيين في غزة لإسكاتهم
23 July 2025 07:14 PM UTC+00

ندّدت "لجنة حماية الصحافيين" باستخدام الاحتلال الإسرائيلي الجوع سلاحاً لنهش صحافيي غزة تحت الحصار. وذكر تقرير للجنة أن الجوع والمجاعة يُهددان قدرة الإعلام على تقديم شهاداته. ويؤثر الجوع، والدوار، وتشوش الذهن، والمرض بشكل مباشر بالتقارير اليومية التي تُنتجها الصحافة، المُفككة والمُنهكة، في غزة، التي يعيش معظم العاملين فيها ويعملون في خيام، وسط قصف عشوائي، غالباً من دون كهرباء أو اتصال بالإنترنت.

صحافيون يبحثون عن الفُتات

نقل التقرير عن مراسل التلفزيون العربي في غزة، صالح الناطور، أنه "بسبب الجوع، أفقدُ التركيز وأنسى المعلومات أثناء تقاريري التلفزيونية المباشرة. في مناسبتين، انهرت بعد الانتهاء من تقرير، وتبين أنني مصاب بتسمم غذائي". ويضيف: "نعاني من نوبات جوع مستمرة، وإرهاق شديد، وفقدان التوازن، وعدم القدرة على التفكير أو أداء أي مهام. أحياناً أكون مرهقاً جداً لدرجة أنني لا أستطيع البحث عن الطعام في أسواق الشوارع القريبة".

ونقلت "لجنة حماية الصحافيين" عن صحافيين أنهم يعيشون على حصص غذائية بالكاد تكفي للبقاء، ويضطرون لشرب مياه غير نظيفة، ويبحثون عن الفُتات. ومع استمرار حظر استيراد لوازم تنقية المياه، تفاقمت مشكلة شح المياه المزمن، وانعدام سبل إدارة مياه الصرف الصحي، وانتشر الإسهال والجرب والطفح الجلدي. وقد دعت اللجنة المجتمع الدولي مراراً إلى الضغط على إسرائيل بشكل عاجل للسماح بدخول الغذاء والمساعدات الإنسانية إلى غزة، وضمان حماية الصحافيين، ورفع الحظر المفروض على وصول وسائل الإعلام. 

ورغم الصور المفجعة لأطفالٍ رُضّع يعانون من الهزال، والتي بثتها القنوات الإخبارية الغربية عقب الحصار الإسرائيلي في 2 مارس/آذار، فإن الضغط الدولي لم يُسفر إلا عما وصفه متحدث باسم الأمم المتحدة بأنه "صورة رمزية تبدو أقرب إلى السخرية منها إلى أي محاولة حقيقية لمعالجة أزمة الجوع المتفاقمة".



وقالت المديرة الإقليمية لـ"لجنة حماية الصحافيين"، سارة القضاة، إن "ما نشهده ليس كارثة إنسانية فحسب، بل هو اعتداء مباشر وغير مسبوق على حرية الصحافة، في وقت يكتفي فيه العالم بالمشاهدة. لا يمكن للصحافيين القيام بعملهم، ناهيك عن البقاء على قيد الحياة، وهم يُجوّعون عمداً ويُحرمون من المساعدات المنقذة للحياة. يجب على إسرائيل السماح للمنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام الدولية ومحققي حقوق الإنسان بدخول غزة فوراً".

"لجنة حماية الصحافيين" تطالب بالمساعدات

مع اشتداد المجاعة في غزة، دعت "لجنة حماية الصحافيين" المجتمع الدولي، وخاصةً الاتحاد الأوروبي، الذي يُراجع حالياً اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، والدول الخمسين الأعضاء في "تحالف حرية الإعلام"، إلى دفع إسرائيل ومصر إلى السماح الفوري وغير المشروط لوسائل الإعلام بالوصول إلى غزة، للتمكّن من تغطية الأعمال العدائية على الأرض والأخبار ذات الصلة مباشرةً، بما في ذلك المجاعة والخسائر الإنسانية الأوسع. كذلك، طالبت اللجنة إسرائيل بالتسهيل الفوري لوصول المساعدات الإنسانية للصحافيين في غزة والضفة الغربية المحتلة، مذكرةً بأن الصحافيين "كغيرهم من المدنيين في غزة، يُكافحون للحصول على الضروريات، كالغذاء والماء والمستلزمات الصحية اللازمة للعيش، ناهيك عن تغطية الواقع الذي يواجهه سكان غزة".




## دعوة للتحقيق في ملابسات انقسام الخطوط الجوية اليمنية
23 July 2025 07:14 PM UTC+00

دعت نقابة عمال وموظفي الخطوط الجوية اليمنية إلى تشكيل لجنة تحقيق محايدة للنظر في ملابسات الانقسام، وتقديم توصيات تضمن عدم تكرار هذه الأزمة مستقبلاً، وتحميل أي جهة تسعى إلى تفتيت الشركة المسؤولية الكاملة عن أي أضرار مادية أو معنوية أو إنسانية قد تنجم عن ذلك. واعتبرت في بيان، اليوم الأربعاء، أن إنقاذ شركة الخطوط الجوية اليمنية "واجب وطني، يتطلب الوقوف صفاً واحداً خلف مؤسسة ينبغي أن تظل ملكاً لجميع اليمنيين، بعيداً عن صراعات النخب ومشاريع التمزيق".

ووصف رئيس النقابة، هاني القرشي، هذا الانقسام، في حديث لـ"العربي الجديد"، بـ"الأمر الضار والمؤثر والخطير"، مؤكداً ضرورة أن "يعمل الجميع بشكل موحد للحفاظ على الخطوط الجوية اليمنية ناقلاً وطنياً لكل أبناء الجمهورية اليمنية"، لافتاً إلى أن شركة الخطوط الجوية اليمنية "ليست مجرد مؤسسة خدمية، بل هي رمز وطني سيادي، وواجهة للدولة اليمنية في المحافل الدولية، ومؤسسة حيوية لربط اليمن بالعالم الخارجي. وكما يعرف الجميع، فإن أي انقسام داخل الشركة، سواء من الناحية الفنية أو التجارية أو الإدارية أو المالية، سيؤدي إلى شلل في عملها وتوقف خدماتها، ما سينعكس بشكل مباشر على ملايين المواطنين الذين يعتمدون عليها في السفر والعلاج والتعليم والعودة إلى الوطن".

وأضاف القرشي أن "جميع اليمنيين يستفيدون من الخطوط الجوية اليمنية التي تمر بظروف صعبة وحرجة تتطلب النظر بمسؤولية لوضعية الناقل الوطني الذي فاقم الانقسام من وضعيته الصعبة، فالوقت قد حان لتوحيد الجهود لإنقاذ الخطوط الجوية اليمنية لتستعيد قدراتها التشغيلية الكاملة للقيام بخدمة جميع اليمنيين في كل المناطق دون استثناء". وكان العدوان الإسرائيلي قد قصف مطار صنعاء الدولي مطلع مايو/ أيار، حيث أدى ذلك إلى تدمير مبنى المسافرين في مطار صنعاء الدولي بالكامل، بما في ذلك صالات المغادرة والوصول، إضافة إلى ثلاث طائرات تابعة للخطوط اليمنية كانت رابضة في مدرج المطار، قبل أن يعود ويقصف الطائرة الرابعة بعد وصولها من رحلة مباشرة من مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة الأردنية عمّان.

وفاقم العدوان الإسرائيلي من معاناة اليمنيين بعد استهداف الطائرة الرابعة وتوقف رحلات الخطوط الجوية اليمنية عبر مطار صنعاء الذي كان يخدم كتلة سكانية كبيرة في اليمن تستخدم المطار للسفر بغرض العلاج بدرجة رئيسية وعبر وجهة واحدة للخطوط الجوية اليمنية بين مطار صنعاء ومطار الملكة علياء في عمّان. في حين، يواجه المشغل الوطني الوحيد صعوبات بالغة بعد فقدان نحو 4 طائرات، وتبقي ثلاث طائرات يقتصر عملها فقط على المطارات الواقعة في مدن ومناطق الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، حيث خرجت مؤخراً إحدى الطائرات عن الخدمة منذ 22 يونيو/ حزيران الماضي، بسبب تعرضها لحادث أثناء عمليات المناولة الأرضية في مطار عدن تسبب بفقدانها أحد أجنحتها، قبل أن تعود إلى الجاهزية التشغيلية الكاملة في 2 يوليو/ تموز 2025.



وقالت النقابة في البيان: "نتابع بقلق بالغ ما آلت إليه أوضاع الشركة من تدهور منذ مارس/ آذار 2023، بسبب التدخلات السياسية والصراعات غير المسؤولة، التي تهدد كيان الشركة ووحدتها ونشاطها المؤسسي الخدمي، وتعرض مستقبلها واستمرارية خدماتها الحيوية لخطر حقيقي ينعكس سلباً على حياة ملايين اليمنيين، خاصة في ظل الظروف الإنسانية والمعيشية الصعبة التي يعيشها الشعب اليمني". ويرى نقابيون وموظفون في الهيئة العامة للطيران المدني، والخطوط الجوية اليمنية، أن الأمر يتطلب سعى كل العقلاء إلى محاولة رأب الصدع وتجاوز الأزمة وتقديم العديد من المبادرات والحلول لإرجاع الوضع كما كان في الاتجاه الصحيح، ومع كل ذلك كان هناك طرف لا يريد العودة للصواب والاستقرار للشركة لأهداف شخصية ذاتية.

وقال القرشي: "اليوم، وبعد كل هذه التجاذبات والصراع السياسي على الشركة، والذي أدى إلى انقسامها وتدمير أسطولها ومحاولة تمزيق موظفيها الذين لا يزالون موحدين وعلى قلب رجل واحد، رافضين كل هذه التدخلات السياسية التدميرية، سواء في عدن أو في صنعاء". وشددت نقابة عمال وموظفي الخطوط الجوية اليمنية على أن "الظرف الراهن يستدعي وقفة جادة من المعنيين للضغط على جميع الأطراف للتدخل العاجل لإعادة توحيد إدارة الشركة وتغيير المتسببين في هذا الانقسام والصراع الحاصل، بعيداً عن الانتماءات السياسية والمناطقية، والتزام جميع الأطراف بعدم اتخاذ أي إجراءات أحادية خارج القانون والنظام الأساسي للشركة".




## وزير خارجية حكومة طالبان يستعرض "الإنجازات": فتح قنوات مع واشنطن
23 July 2025 07:14 PM UTC+00

في خطوة تعكس تطلعات الحكومة الأفغانية نحو الانفتاح الإقليمي والدولي، أعلن وزير الخارجية في حكومة طالبان، الملا أمير خان متقي، اليوم الأربعاء، مجموعة من "الإنجازات" التي حققتها حكومة طالبان خلال عام واحد، مشيراً إلى "تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع العديد من الدول الصديقة" وفتح قنوات مع واشنطن، ومشيداً بدور دولة قطر في الوصول إلى بعض الإنجازات المهمة، خاصة إرسال الدبلوماسيين الأفغان إلى ألمانيا.

وقال أمير خان متقي، في مؤتمر صحافي له مع عدد من المسؤولين في الخارجية الأفغانية، والذي عقد بهدف "استعراض إنجازات" الخارجية الأفغانية خلال عام واحد، إن الحكومة الأفغانية "تعمل ليلا نهارا من أجل خلق علاقات أخوية مع كافة الدول"، إذ أن بلاده "جزء من هذا العالم ولا يمكن لها أن تعيش لوحدها". كما أكد متقي أن علاقات أفغانستان قد توسّعت مع دول المنطقة والعالم من الناحية الدبلوماسية والتعاون السياسي، وأن حكومة طالبان "ما تزال تعمل على تطوير وتحسين العلاقات مع كافة الدول". وذكر الوزير أن "كازاخستان وعدت بقبول السفير الأفغاني، وسيتم إرساله إليها قريباً"، مشيراً إلى أنه خلال العام الماضي جرى إرسال الدبلوماسيين الأفغان إلى كل من ألمانيا والهند والنرويج وإندونيسيا.



وحول العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، قال متقي إن بلاده "في تواصل دائم، وهناك تعاملات دبلوماسية بشكل مباشر وغير مباشر في إطار توافق الدوحة، وقد عقدنا المفاوضات معها بشأن السفارة الأفغانية لدى واشنطن، خاصة في ما يخص الخدمات القنصلية"، ولكنه لم يتحدث حول نتيجة تلك المفاوضات.

وذكر الوزير بشكل خاص إرسال الدبلوماسيين الأفغان إلى ألمانيا في الأيام الماضية، دون ذكر الأسماء، لكن "العربي الجديد" علم من خلال مصادره في وزارة الخارجية أنها أرسلت اثنين من الدبلوماسيين هناك هما نبراس الحق عزيز ومصطفى هاشمي، وهما من الموظفين في الخارجية سابقاً. كذلك أعرب متقي عن شكره وامتنانه لدولة قطر على "الوصول إلى الإنجازات الكبيرة، تحديداً في إرسال الدبلوماسيين إلى ألمانيا".

من جانبه، قال رئيس إدارة الخدمات القنصلية في الخارجية الأفغانية شعيب بريال في المؤتمر الصحافي ذاته إن حكومة طالبان تقدم حالياً الخدمات القنصلية في 25 دولة بشكل مباشر، كما أنها تقدم خدمات قنصلية بشكل غير مباشر في الدول التي لا توجد فيها السفارة أو لا تجمعها علاقات بحكومة طالبان، مشيراً إلى أن الخارجية وزعت في تلك الدول خلال عام واحد 25 ألف جواز سفر جرى التسجيل للحصول عليها عن بعد.




## رويترز عن وزير الدفاع الروسي: روسيا وأوكرانيا أتمتا تبادلا لأسرى الحرب اليوم الأربعاء
23 July 2025 07:16 PM UTC+00





## فيرمينو في السد القطري.. نجم السامبا يهدف لحصد الألقاب
23 July 2025 07:18 PM UTC+00

نجح نادي السد القطري في حسم صفقة انتقال النجم البرازيلي، روبرتو فيرمينو (33 عاماً)، اليوم الأربعاء، قادماً من الأهلي السعودي، الذي ساهم اللاعب في قيادته صوب تحقيق لقب بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، للمرة الأولى في تاريخ الفريق الثاني لمدينة جدة.

ونشر نادي السد عبر حسابه في منصة إكس تسجيلاً مُصوراً، يرحب فيه بنجمه الجديد، روبرتو فيرمينو، الذي سيكون إضافة كبرى لـ "الزعيم"، الذي يطمح إلى مواصلة حصده الألقاب المحلية، لكن الهدف الأساسي في موسم 2025-2026 سيكون الدخول مرشحاً أساسياً في المنافسة على لقب دوري أبطال آسيا للنخبة، الذي غاب طويلاً عن خزائن الفريق.

وتُعد صفقة انتقال روبرتو فيرمينو إلى نادي السد القطري أبرز ما حدث في سوق الانتقالات الصيفية الحالية، كون المهاجم البرازيلي يعتبر أحد أبرز النجوم الذين رحلوا عن الدوريات الأوروبية، وقبل خوض التحدي مع الأهلي السعودي، الذي قاده إلى حصد لقب المسابقة القارية، لكنه يريد الدخول في امتحان كبير مع "الزعيم" الطامح إلى استعادة أمجاده الآسيوية.

واستطاع روبرتو فيرمينو تحقيق أرقام مميزة مع الأهلي السعودي، بعدما انضم إليه في عام 2023، قادماً من ليفربول الإنكليزي، إذ شارك في 65 مباراة بجميع البطولات، وأحرز 21 هدفاً وقدم 17 تمريرة حاسمة، بالإضافة إلى كونه أحد أبرز النجوم، الذين لعبوا في أبطال آسيا للنخبة، التي حصد الفريق لقبها في النهاية.



ولعب روبرتو فيرمينو مع نادي ليفربول بين عامي 2015 و2023، وساهم بحصد "الريدز" لقب الدوري الإنكليزي الممتاز، ودوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى عدد من الألقاب المحلية، قبل أن يقرر كتابة سطر جديد في مسيرته الاحترافية، بعدما رحل إلى الأهلي السعودي، إذ يريد تكرار ما فعله مع السد القطري، الذي سيعتمد على خبرة المهاجم البرازيلي.


رسمياً ✍ : فيرمينو ســداوي

Official ✍ : Firmino Saddawi

#Firmino9 | #ASadd #السد | #فيرمينو_سداوي pic.twitter.com/gNZ7y8Kwp9
— #81 Al Sadd SC | نادي السد (@AlsaddSC) July 23, 2025






## فرانس برس عن مفاوض روسي: مواقف كييف وموسكو حول نهاية الحرب "متباعدة"
23 July 2025 07:21 PM UTC+00





## مسؤول أممي يدعو لإنهاء الحرب على غزة: كابوس تاريخي
23 July 2025 07:22 PM UTC+00

حذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط خالد خياري، اليوم الأربعاء، من استمرار تدهور الأوضاع في قطاع غزة، في ظل اتساع العمليات العسكرية الإسرائيلية وارتفاع عدد الخسائر البشرية، داعياً إلى ضرورة إنهاء الحرب و"وضع حدٍّ لهذا الكابوس الذي له أبعاد تاريخية، وبشكل فوري". وفيما تطرق خياري، خلال إحاطة باجتماع دوري لمجلس الأمن الدولي في نيويورك حول القضية الفلسطينية، إلى التداعيات التي تسبب بها توسّع العدوان الإسرائيلي على دير البلح، وصف الوضع الإنساني في قطاع غزة بأنه "الأكثر خطورة من أي وقت مضى، وخاصة للأطفال والنساء"، كما عبّر عن قلقه إزاء تطور الأوضاع في الضفة الغربية وارتفاع مستويات العنف الناجمة عن العمليات العسكرية الإسرائيلية، كما هجمات المستوطنين.  

كذلك، تطرّق إلى الأزمة المالية التي تواجهها السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أن ذلك يؤثر وبشدة على قدرتها على الوفاء بالتزاماتها وتقديم الخدمات الأساسية. وعن أزمة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، قال: "بحسب التوقعات الحالية، لا يوجد لدى أونروا ما يكفي من الدعم المادي من أجل دعم جميع عملياتها في جميع المجالات بعد آب/ أغسطس القادم". كذلك أشار إلى قتل 330 من موظفي الوكالة في غزة منذ السابع من أكتوبر.

مندوب فلسطين يدعو تشكيل تحالف لإنهاء الإبادة الجماعية

من جهته، تحدث المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، عن حجم التدمير الإسرائيلي في غزة واستخدام التجويع كأداة حرب ووفاة قرابة خمسة عشر فلسطينياً خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة بسبب حرب التجويع التي تفرضها إسرائيل على الفلسطينيين. وانتقد المجتمع الدولي، ممثلاً في مجلس الأمن، لعدم التزامه بالقانون الدولي والإنساني، بالقول: "أمام الدول أدوات يجب استخدامها، اطرحوا السؤال على أنفسكم هل قمتم بما يكفي؟ ندعو لتشكيل تحالف لإنهاء هذه الإبادة الجماعية وإنهاء الاحتلال والصراع". وأشار إلى الفتوى التي اعتمدها محكمة العدل الدولية ودور المجتمع الدولي للامتثال بها وإنهاء الاحتلال. وحذر من تصوير ما يحدث في فلسطين كنزاع ديني بين اليهود والمسلمين، مؤكداً أن كل الاعتداءات الإسرائيلية تأتي فقط في إطار سياسة الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي.

مندوب إسرائيل يهاجم الأمم المتحدة

إلى ذلك، هاجم المندوب الإسرائيلي، داني دانون، حركة حماس والمقاومة الفلسطينية. كما هاجم الأمم المتحدة، وعلى وجه التحديد جوناثان ويتال، القائم بأعمال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في الأرض الفلسطينية المحتلة. وأكد عدم تجديد تأشيرته، مشيراً إلى أنه سيغادر الأراضي المحتلة بحلول التاسع والعشرين من الشهر الجاري. كما هاجم توم فليتشير، مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة، مدّعياً أن فليتشر وصف الوضع في غزة بالإبادة الجماعية. وطالب دانون فليتشير بسحب بيانه وتصريحات حول ما يحدث في فلسطين وارتكاب الجرائم.

أما نائب المندوب الروسي، ديمتري بوليانسكي، فتحدث عن التحديات التي تواجهها المنطقة بسبب عدم حل القضية الفلسطينية وأعمال إسرائيل العدائية. وأشار إلى التصعيد الشهر الماضي والمواجهة بين إيران وإسرائيل. ووصف الهجمات الإسرائيلية والأميركية على إيران بغير المبررة وأدانها مجدداً. وعبّر عن قلق بلاده من الخطط الإسرائيلية، بما فيها ضم القطاع. وتساءل: "إلى متى سيستمر هذا الوضع الذي يهين الفلسطينيين ويقوض إيماننا بالعدالة... وتستمر كذلك العمليات في الضفة بما فيها عنف المستوطنين؟".

إلى ذلك، تحدث المندوب الصيني للأمم المتحدة، فو كونغ، عن استمرار الحرب على غزة لأكثر من عشرين شهراً واستمرار العنف الإسرائيلي معها، بما فيها ضد المنظمات الإنسانية. وأدان الممارسات الإسرائيلية وحث إسرائيل على وقف جميع عملياتها العسكرية في القطاع. وعبر عن دعم بلاده لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ووكيل الأمين العام فليتشير في جهودهم في فلسطين. وقال: "على إسرائيل كذلك وقف هجماتها في الضفة، كما وقف عنف المستوطنين". كذلك شدّد على ضرورة أن توقف إسرائيل هجماتها على سورية ولبنان. وطالب الحوثيين بوقف استهداف السفن التجارية. 

أما المندوب الجزائري، عمار بن جامع، فقال إن "ما تشهده غزة وفلسطين عموماً هو تنفيذ لخطة إبادة شعب". وأضاف "حتى لو تأخرت العدالة إلا أنها ستأتي يوماً ما". وتحدث عن انتهاكات القانون الدولي واستخدام التجويع كسلاح، وأشار إلى مقتل خمسة عشر فلسطينياً جوعاً خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية.

ووصفت المندوبة البريطانية، باربارا وودوارد، نظام المساعدات الإسرائيلي بأنه "غير إنساني، وغير فعّال، وخطير، ويُفاقم حالة عدم الاستقرار". وأضافت: "التقارير والصور التي نُشرت هذا الأسبوع عن أطفال يموتون جوعاً مروعة للغاية. يُطلق الجيش الإسرائيلي النار على المدنيين الفلسطينيين اليائسين بشكل شبه يومي"، وأدانت كذلك مقترحات وزير الأمن يسرائيل كاتس بالتهجير القسري إلى رفح. وأكدت الدبلوماسية البريطانية دعم بلادها "الثابت والقاطع للأمم المتحدة ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في جهودهما الشجاعة لإيصال المساعدات إلى غزة". 

أما المندوبة الأميركية، دورثي شيا، فدافعت عن الممارسات الإسرائيلية، مشددة على أن مستقبل غزة "لن يكون مع استمرار وجود حماس:. وحملت الدبلوماسية الأميركية الحركة والمقاومة الفلسطينية بالمجمل المسؤولية الكاملة عما يحدث في غزة، بما فيها الممارسات الإسرائيلية، على حد زعمها. كما اعتبرت الحديث عن إبادة جماعية ضد الفلسطينيين بـ"الدعاية". وأضافت "تفنّد الولايات المتحدة هذه المزاعم وترفضها بشكل قاطع. وتدعم أميركا تمامًا حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وقد اتخذت إسرائيل إجراءاتٍ عديدة للحدّ من إلحاق الأذى بالمدنيين وتلبية الاحتياجات الإنسانية"، بحسب ما تدعي.




## صراع إيتو وبريس.. الاتحاد الكاميروني يعلن استقالته والمدرب ينفي
23 July 2025 07:29 PM UTC+00

تجدّد الصراع بين رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، صامويل إيتو (44 عاماً)، والمدير الفني لمنتخب الأسود غير المروضة، البلجيكي مارك بريس (63 عاماً)، وهو الخلاف الذي بدأ منذ تعيين الأخير على رأس الجهاز الفني، عقب نهاية مشاركة المنتخب في كأس أمم أفريقيا، التي أُقيمت في ساحل العاج مطلع عام 2024، وجاءت الأزمة هذه المرة بعد إعلان استقالة بريس من منصبه، قبل أن يخرج بنفسه نافياً الخبر، لتشتعل بذلك أزمة جديدة داخل المنتخب الكاميروني.

ووفقاً للتفاصيل، التي نشرتها صحيفة ليكيب الفرنسية، اليوم الأربعاء، فقد أعلن الاتحاد الكاميروني لكرة القدم استقالة مارك بريس من منصبه مدرباً للمنتخب، بعد فسخ عقده من جانب واحد، وذلك قبل خمسة أشهر من انطلاق كأس أمم أفريقيا المقررة في المغرب، خلال الفترة الممتدة بين 21 ديسمبر/ كانون الأول 2025 حتى 18 يناير/ كانون الثاني 2026، وجاء في البيان: "يعلن الاتحاد الكاميروني لكرة القدم أنه تلقى إشعاراً بإنهاء العقد من طرف واحد، مؤكداً حرصه على حماية مصالح كرة القدم في البلاد، وقد بادر بالتنسيق مع الجهات الرسمية المعنية لوضع خطة عاجلة وموحدة، للحد من تداعيات الفراغ الفني في قيادة المنتخب الوطني".

وأضافت الصحيفة أن المدرب البلجيكي، الذي خلف الكاميروني ريغوبيرت سونغ (49 عاماً) في منصبه، خلال إبريل/ نيسان 2024، أشار إلى عدم تلقيه هو وطاقمه رواتبهم لأكثر من 60 يوماً، وأعلن قراره بفسخ العقد من جانب واحد لسبب وجيه، مع احتفاظه بحقه في اللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضي، ولكن بريس، الذي تربطه علاقة متوترة برئيس الاتحاد الكاميروني، صامويل إيتو، نفى بعد ساعات قليلة تقديمه أي استقالة، إذ وجّه رسالة إلى وزارة الرياضة الكاميرونية لتوضيح موقفه من الاستقالة المزعومة.

وقال بريس في رسالته: "لم أكتب أو أرسل أي رسالة استقالة، ويبدو، وفق ما أملكه من أدلة، أن بريدي الإلكتروني قد جرى اختراقه، هذا الاختراق، المؤسف وغير المعتاد، تسبب على ما يبدو في حالة من الارتباك، وأدى إلى موجة من ردود الفعل المتسرعة، أنا مصدوم ومتفاجئ من أن أحداً، بما في ذلك الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، لم يتواصل معي شخصياً قبل نشر هذه المعلومة المزعومة على نطاق واسع، ولا يترك هذا السلوك مجالاً كبيراً للتفسير، ويصعب عليّ ألا أراه محاولة متعمدة أو رغبة ضمنية في إقالتي".

ومن جانبها، أصدرت وزارة الرياضة الكاميرونية، وهي الجهة المشرفة على عمل بريس، بياناً أكدت فيه استمرار المدرب صاحب الـ 63 عاماً في منصبه، وجاء في نص البيان: "تؤكد وزارة الرياضة للرأي العام أن مارك بريس لم يقدم استقالته، وأن الأنباء المتداولة حول استقالة مزعومة لا أساس لها من الصحة، وتندرج ضمن محض تلاعب". كما شددت الوزارة على تجديد ثقتها الكاملة بالمدرب البلجيكي.

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أنه بعد أقل من شهرين على تعيينه، أُقيل بريس، قبل أن يعيده إيتو إلى منصبه، وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، هدّد المدرب بالاستقالة بعد استبعاد أحد مساعديه من قائمة الرسميين من قِبل الاتحاد الكاميروني، خلال المباراة التي فاز فيها رفاق اللاعب بريان مبيومو (25 عاماً) على منتخب كينيا بنتيجة (4-1) في تصفيات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم.



ويجدر بالذكر أن تشكيلة "الأسود غير المروضة" ستواجه في أعرق مسابقات القارة السمراء كلاً من ساحل العاج حامل اللقب، إضافة إلى الغابون وموزمبيق، كما لم يضمن المنتخب الكاميروني، بعد تأهله إلى نهائيات كأس العالم 2026، المقررة إقامتها في الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك وكندا، إذ يحتل المركز الثاني في مجموعته بفارق نقطة واحدة عن منتخب الرأس الأخضر المتصدر، وذلك قبل أربع جولات من النهاية.




## مصادر: إدارة ترامب ترفض شحن وسائل منع حمل إلى دول فقيرة من أوروبا
23 July 2025 07:31 PM UTC+00

بعد رفض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عروضاً من الأمم المتحدة ومنظمات تنظيم الأسرة لشراء إمدادات من وسائل منع الحمل وشحنها، سبق أن موّلتها واشنطن، إلى دول فقيرة، سوف تُحرَق هذه الإمدادات في فرنسا بعد أن تُنقَل من بلجيكا. هذا ما أفاد به مصدران وكالة رويترز أخيراً، مع العلم أنّ قيمة هذه الإمدادات تُقدَّر بنحو 10 ملايين دولار أميركي.

وكانت إمدادات وسائل منع الحمل هذه قد ظلّت عالقة على مدى شهور في مستودع بمدينة جيل في إقليم أنتويرب البلجيكي، بعد قرار ترامب تجميد المساعدات الخارجية الأميركية منذ عودته إلى البيت الأبيض في ولاية ثانية في يناير/ كانون الثاني 2025. ووفقاً لسبعة مصادر وصورة شاشة شاركها مصدر ثامن تؤكّد خطة التخلّص من الإمدادات، فإنّ هذه المساعدات تشمل غرسات وحبوب لمنع الحمل ووسائل أخرى للمساعدة في منع الحمل غير المرغوب فيه.

وأوضحت أربعة مصادر مطّلعة أنّ الحكومة الأميركية سوف تنفق 160 ألف دولار لحرق المخزونات في منشأة بفرنسا تتعامل مع النفايات الطبية، بعد قرار ترامب إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس ايد). ولم تردّ وزارة الخارجية الأميركية على طلب وكالة رويترز للتعليق على مفاوضات لتجنّب التخلّص من وسائل منع الحمل أو على خطط حرقها. كذلك، لم تردّ الحكومة الفرنسية بعد على طلبات الوكالة للحصول على تعليق.

وقدّم نواب أميركيون مشروعَي قانون، في يوليو/ تموز الجاري، لمنع إتلاف الإمدادات، لكنّ وكالات تعمل في مجال المساعدات أفادت بأنّه من غير المرجّح إقرار أيّ منهما في الوقت المناسب لوقف عملية الحرق.



من جهتها، أفادت وزارة الخارجية البلجيكية بأنّ بروكسل أجرت محادثات مع السلطات الأميركية و"استكشفت كلّ الخيارات الممكنة لمنع الحرق، بما في ذلك النقل المؤقّت". وأضافت، في بيان أرسلته لوكالة رويترز، أمس الثلاثاء، أنّ "على الرغم من هذه الجهود، ومع الاحترام الكامل لشركائنا، لم يتسنَّ تأمين أيّ بديل قابل للتطبيق. ومع ذلك، تواصل بلجيكا البحث عن حلول لتجنّب هذه النتيجة المؤسفة".

وأظهرت وثيقة داخلية تسرد مخزونات المستودع، تحقّقت منها ثلاثة مصادر، أنّ صلاحية الإمدادات، التي تبلغ قيمتها 9.7 ملايين دولار، سوف تنتهي بين إبريل/ نيسان 2027 وسبتمبر/ أيلول 2031.

وقالت سارا شو، من "إم. إس. آي ريبروداكتيف تشويسيز" للخيارات الإنجابية، لوكالة رويترز إنّ المنظمة غير الهادفة للربح تطوّعت بعرض لدفع ثمن إعادة تعبئة الإمدادات من دون شعار الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وشحنها إلى الدول التي تحتاج إليها، لكنّ الحكومة الأميركية رفضت العرض. وأضافت أنّ واشنطن لم تقبل إلا ببيع الإمدادات بقيمتها السوقية الكاملة، مشيرةً إلى أنّها شعرت بأنّ الرفض جاء بسبب موقف إدارة ترامب الأكثر تزمّتاً بشأن الإجهاض وتنظيم الأسرة. وتابعت شو أنّ عدداً من البلدان في أفريقيا جنوب الصحراء تعتمد على الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في الحصول على وسائل منع الحمل، وأنّ قطع المساعدات من شأنه أن يؤدّي إلى زيادة حالات الإجهاض غير الآمن.

إلى جانب ذلك، أفادت ثلاثة مصادر وكالة رويترز بأنّ صندوق الأمم المتحدة للسكان عرض كذلك شراء وسائل منع الحمل بطريقة مباشرة، من دون الكشف عن البنود المالية للعرض. وذكر مصدر مطلع أنّ المفاوضات انهارت، وذلك لأسباب من بينها عدم تجاوب الحكومة الأميركية. وقد أحجم صندوق الأمم المتحدة للسكان عن التعليق.

ولفت أحد المصادر المطّلعة إلى أنّ إدارة ترامب اتّخذت القرار وفقاً لما يُعرَف باسم سياسة "مكسيكو سيتي"، وهي اتفاقية لمناهضة الإجهاض أعاد ترامب مشاركة الولايات المتحدة الأميركية فيها بعد عودته إلى السلطة في يناير الماضي. وتحظّر الاتفاقية على الحكومة الأميركية المساهمة أو العمل مع المنظمات التي تقدّم التمويل أو الإمدادات التي توفّر إمكانية الإجهاض.

(رويترز)




## مصر: محاكمة مدير بنك بتهمة الاستيلاء على أموال ورثة أمير سعودي
23 July 2025 07:56 PM UTC+00

أحالت نيابة الأموال العامة المصرية، اليوم الأربعاء، مدير أحد فروع بنك "التجاري وفا" الشهير إلى المحاكمة الجنائية العاجلة، على خلفية اتهامه بالاستيلاء على ملايين الجنيهات من حسابات عملاء البنك، بينهم ورثة أمير سعودي ينتمي إلى العائلة المالكة، عبر مخطط محكم اعتمد على التزوير واستغلال الصفة الوظيفية والثقة الممنوحة له بصفته مديراً للفرع. وبحسب تفاصيل القضية التي حصل "العربي الجديد" على نسختها الرسمية، فإن التحقيقات التي جرت تحت إشراف المستشار معتز الحميلي، المحامي العام الأول لنيابة الأموال العامة العليا، انتهت إلى توجيه اتهامات ثقيلة إلى محمد ممدوح يوسف شريف، 45 عاماً، مدير فرع بنك التجاري وفا بالمقطم شرق القاهرة – وقت ارتكاب الواقعة.

حملت القضية رقم 1285 لسنة 2025 كلي جنوب القاهرة، والمقيدة برقم 38 لسنة 2025 جنايات أموال عامة عليا، وتشير وقائعها إلى قيام المتهم، أثناء مباشرته عمله موظفاً عاماً (مدير فرع مصرفي)، باستغلال سلطاته واختصاصاته الإدارية في الاحتيال على عدد من عملاء البنك وسحب مبالغ مالية ضخمة من حساباتهم، دون علمهم أو موافقتهم، بقصد الاستيلاء عليها لنفسه. وجاء في قرار الإحالة أن المتهم استولى دون وجه حق وبنية التملك على ما مجموعه نحو 570 ألف دولار، ما يعادل أكثر من 28 مليون جنيه مصري، من حسابات عدد من العملاء، وفي مقدمتهم أبناء الأمير سطام بن عبد العزيز آل سعود، وهم عبد العزيز بن سطام آل سعود، وفيصل بن سطام آل سعود، وهالة بنت سطام آل سعود. ووفقاً لتحقيقات النيابة، فقد بلغت الأموال التي استولى عليها من حساباتهم قرابة 390 ألف دولار، أي ما يعادل نحو 20 مليون جنيه مصري، تم سحبها بأسلوب احتيالي ومنسوب إلى أصحابها زيفاً.





كما شملت قائمة المتضررين الدكتور أحمد عبد الغني سالم، طبيب بشري يبلغ من العمر 60 عاماً، والذي استولى المتهم من حساباته المصرفية على نحو 180 ألف دولار، ما يعادل قرابة ثمانية ملايين جنيه مصري، بنفس الأسلوب القائم على التزوير والتحايل والتلاعب في المستندات المصرفية. وأوضحت النيابة أن الجريمة ارتبطت بشكل وثيق بجريمة تزوير محررات رسمية واستعمالها، حيث قام المتهم، بالتواطؤ مع آخر مجهول، بتزوير إيصالات السحب والخزينة الخاصة بالبنك، والتي يفترض أنها صادرة بناء على طلب العملاء أنفسهم، وهو ما لم يحدث في الحقيقة. ووفق التحقيقات، فقد ادعى المتهم – على خلاف الحقيقة – أن العملاء المتضررين حضروا شخصياً إلى مقر فرع البنك وطلبوا سحب الأموال، ثم قام بسحبها واستلامها من خزينة الفرع بزعم أنه سيقوم بتسليمها لهم بصفته مديراً للفرع، مستغلاً تصنيفهم كـ"عملاء مميزين"، وهو ما لم يتم فعلياً، إذ احتفظ بالمبالغ لنفسه.

وفي سبيل تنفيذ المخطط، اتفق المتهم مع المجهول على وضع توقيعات مقلدة لأصحاب الحسابات على إيصالات السحب، بعد أن أمده المتهم بنماذج توقيعات العملاء من ملفات البنك، فقام المجهول بتقليدها ووضعها على المحررات المزورة، مع تدوين عبارة "معلوم لدينا" على هذه الإيصالات، لإعطائها صفة المصداقية الظاهرية. وأكدت التحقيقات أن المتهم استعمل هذه المحررات المزورة، واحتج بها أمام موظفي البنك باعتبارها صحيحة، وذلك لإخفاء جريمته الرئيسية المتعلقة بالاستيلاء على الأموال، وطمس أي آثار قانونية قد تشير إلى وقوع عملية اختلاس. وشددت النيابة في قرار الإحالة على أن أركان الجرائم المرتكبة من قبل المتهم توافرت بصورة كاملة، سواء من حيث النية الإجرامية، أو من حيث توافر وسائل التدليس والتزوير، أو من حيث الأثر المالي الضخم للجريمة، ما دفعها لإحالته إلى محكمة الجنايات المختصة بتهم الاستيلاء بغير وجه حق على المال العام، والتزوير في محررات رسمية، واستعمال محررات مزورة.




## البيت الأبيض: ويتكوف إلى أوروبا لمناقشة مقترح هدنة في غزة
23 July 2025 08:02 PM UTC+00

قال البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، إن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيتوجه إلى أوروبا لـ"لقاء قادة من المنطقة"، لمناقشة مقترح وقف إطلاق النار في غزة، وسط ترقب وتفاؤل حذر بقرب التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس، وتزامناً مع تردي الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق في القطاع الذي يعاني جراء القصف والتجويع والحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

ويوم أمس الثلاثاء، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن ويتكوف سيتوجه إلى المنطقة لإجراء مباحثات بشأن فتح "ممر" لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ووقف إطلاق نار. وقالت المتحدثة باسم الخارجية تامي بروس إن ويتكوف في طريقه الآن إلى الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب لديها حالياً "أمل كبير" في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وفتح ممر لإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع. وقالت إن هاتين النقطتين "تحظيان بقبول" من حركة حماس وإسرائيل معاً، مشيرة إلى انتظارهم تحديد إطار هذا الاتفاق "بفارغ الصبر".

وكانت حركة حماس قد سلّمت ردها على مقترح وقف إطلاق النار إلى الوسطاء اليوم. وقال مصدران أحدهما مصري مطلع على جهود الوساطة في مفاوضات الدوحة الخاصة بهدنة من 60 يوماً في غزة، والثاني من حركة حماس، لـ"العربي الجديد"، إن الحركة الفلسطينية سلّمت ردها للوسيطين القطري والمصري بالفعل على خرائط إعادة الانتشار التي قدمها الوفد الإسرائيلي مطلع الأسبوع الماضي وبند المساعدات. وطلبت الحركة في ردها إجراء تعديلات على البندين لناحية مواقع انتشار جيش الاحتلال خلال شهري الهدنة، وحصر إدخال المساعدات وتوزيعها بهيئات الأمم المتحدة، وإقصاء "مؤسسة غزة الإنسانية" عن هذه المهمة.



على الجانب الإسرائيلي، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت، في وقت سابق اليوم الأربعاء، إنه "إذا تم إحراز تقدم، فسيصل ويتكوف إلى الدوحة لتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن (الأسرى)". وفي حين اعتبرت القناة "12" الإسرائيلية أن "وصول ويتكوف علامة إيجابية على اقتراب الطرفين من التوصل إلى اتفاق". قالت: "في ظل القتال الدائر في غزة، يواصل الوسطاء الضغط على الطرفين لتضييق الفجوات والتوصل إلى اتفاقات في أقرب وقت".




## البرازيل تستعد للانضمام إلى دعوى الإبادة الجماعية في غزة ضد إسرائيل
23 July 2025 08:22 PM UTC+00

قالت وزارة الخارجية البرازيلية، اليوم الأربعاء، إنها في المراحل الأخيرة من تقديم طلب التداخل الرسمي في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا على إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بسبب حربها على قطاع غزة. ويأتي ذلك بينما نقلت "رويترز"، عن مصدر مطلع، في وقت سابق من اليوم، قوله إن البرازيل ستطلب الانضمام إلى دعوى الإبادة الجماعية.

ورفعت جنوب أفريقيا، في 29 ديسمبر/ كانون الأول 2023، دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، التي تتخذ من لاهاي مقراً لها، على أساس أنها انتهكت اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 بشأن منع الإبادة الجماعية. وأمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل باتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية في غزة والتحريض المباشر عليها، في 26 يناير/ كانون الثاني 2024، ورفضت في حكمها الطلب الإسرائيلي برفض الدعوى التي أقامتها جنوب أفريقيا. وطلبت دول أخرى من المحكمة بالفعل الانضمام إلى الدعوى.

وصوّتت أغلبية كبيرة من أعضاء لجنة المحكمة المؤلفة من 17 قاضياً لصالح اتخاذ إجراءات عاجلة تلبي معظم ما طلبته جنوب أفريقيا، باستثناء توجيه الأمر بوقف الحرب على غزة. وفي 26 مايو/ أيار الماضي، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بوقف هجومها على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وهذه هي المرة الثالثة التي تصدر فيها لجنة المحكمة أوامر أولية تسعى إلى كبح جماح حصيلة الشهداء وتخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع المحاصر.



وبحسب إعلان المحكمة، فقد تقدمت حتى الآن عدة دول للحصول على إذن بالتدخل، وهي نيكاراغوا (بموجب المادة 62 من النظام الأساسي، في 23 يناير 2024)؛ وكولومبيا (بموجب المادة 63 من النظام الأساسي، في 5 إبريل 2024)؛ وليبيا (بموجب المادة 63 من النظام الأساسي، في 10 مايو/أيار 2024)، والمكسيك (بموجب المادة 63 من النظام الأساسي، في 24 مايو/أيار 2024)؛ وفلسطين (بموجب المادتين 62 و63 من النظام الأساسي، في 31 مايو/أيار 2024)، وإسبانيا (بموجب المادة 63 من النظام الأساسي، في 28 يونيو/حزيران 2024)، وتركيا (بموجب المادة 63 من النظام الأساسي، في 7 أغسطس/آب 2024)، وتشيلي (بموجب المادة 63 من النظام الأساسي، في 12 سبتمبر/أيلول 2024)، وجزر المالديف (بموجب المادة 63 من النظام الأساسي، في 1 أكتوبر/تشرين الأول 2024)، وبوليفيا (بموجب المادة 63 من النظام الأساسي، في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2024)، وأيرلندا (بموجب المادة 63 من النظام الأساسي، في  7 يناير/ كانون الثاني 2025).

وكان موقع أكسيوس الأميركي قد كشف، في سبتمبر/ أيلول الماضي، عن برقية لوزارة الخارجية الإسرائيلية تطلب فيها إسرائيل من أعضاء الكونغرس الأميركي الضغط على جنوب أفريقيا لإسقاط القضية التي رفعتها أمام محكمة العدل الدولية. وبحسب "أكسيوس"، أرسلت الوزارة برقية سرية إلى السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وإلى جميع القنصليات الإسرائيلية في الولايات المتحدة، بشأن القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضدها أمام محكمة العدل الدولية، وجاء فيها: "إننا نطلب منكم العمل فوراً مع المشرعين على المستوى الفيدرالي ومستوى الولايات، ومع حكام الولايات والمنظمات اليهودية للضغط على جنوب أفريقيا لتغيير سياستها تجاه إسرائيل، ولتوضيح أن مواصلة أفعالها الحالية، مثل دعم حماس والضغط ضدّ إسرائيل، ستأتي بثمن باهظ"، وفق مزاعمها.

(رويترز، العربي الجديد)




## اليمن: مصرع شخصين اختناقاً وطفل دهساً بسبب أزمة المياه
23 July 2025 08:30 PM UTC+00

كشفت مصادر أمنية، اليوم الأربعاء، عن وفاة شخصين وإصابة خمسة آخرين بحالة اختناق داخل بئر، في محافظة تعز جنوب غرب اليمن، في حادثة مأساوية تعكس خطورة الظروف المعيشية في ظل أزمة مياه متفاقمة. وأوضح مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية في الحكومة المعترف بها دولياً، أن "شخصين تتراوح أعمارهما بين 28 و65 عاماً لقيا حتفهما اختناقاً داخل بئر سطحية في قرية صهبة بعزلة الشراجة، التابعة لمديرية جبل حبشي، غرب مدينة تعز".

وأضاف المركز أن "خمسة أشخاص آخرين أُصيبوا بحالة إغماء نتيجة استنشاق العوادم المنبعثة من مولد كهربائي كان يستخدم لشفط المياه من داخل البئر، وذلك أثناء الحادثة التي وقعت يوم الثلاثاء". ونقل الإعلام الأمني عن شرطة مديرية جبل حبشي أن الضحايا نزلوا إلى البئر تباعاً، في محاولة لإنقاذ من سبقهم بالنزول، ما تسبب في تعرضهم للاختناق نتيجة انعدام التهوية وتراكم الأبخرة السامة الناتجة عن تشغيل المولد داخل مساحة مغلقة.

وأشار المصدر الأمني إلى أنه جرى انتشال الجثتين من داخل البئر، كما جرى إسعاف المصابين بحالات الإغماء إلى المستشفى لتلقي العلاج. واعتبر الإعلام الأمني الحادثة نتيجة "إهمال من قبل الضحايا"، في ظل عدم اتخاذ احتياطات السلامة والوقاية.



وفاة طفل أثناء توزيع مياه الشرب

وفي سياق متصل، شهدت مديرية مشرعة وحدنان جنوب محافظة تعز، حادثة مأساوية أخرى، ذهب ضحيتها طفل بعدما دهسته سيارة مخصصة لتوزيع مياه الشرب ضمن مشروع سقيا الماء الموجه لإغاثة الأهالي. وأفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" بأن الطفل عاصم الصبري، البالغ من العمر 10 أعوام، توفي بعدما دهسته شاحنة مياه أثناء تدافعه مع عشرات المواطنين خلف السيارة للحصول على جالون ماء، ضمن المشروع الإغاثي الذي جاء استجابة لأزمة العطش التي تضرب المنطقة.

وأشارت المصادر إلى أن الحادثة وقعت نتيجة حالة من الفوضى والازدحام الشديد خلال توزيع المياه، وسط غياب أي إجراءات تنظيمية تضمن سلامة المواطنين، وخاصة الأطفال، الذين يُشاركون في عمليات الجمع والنقل.



أزمة مياه تزيد من المآسي في تعز

وتأتي هذه الحوادث المؤلمة في سياق أزمة جفاف غير مسبوقة تضرب محافظة تعز، حيث تسببت ندرة المياه في نضوب العديد من الآبار وارتفاع أسعار المياه إلى ما يزيد عن خمسة أضعاف مقارنة بالفترة التي سبقت الأزمة، وفقاً لشهادات محلية وتقارير ميدانية. وتواجه آلاف الأسر صعوبات يومية في تأمين مياه الشرب، ما دفع العديد من المواطنين للجوء إلى طرق بدائية وخطيرة لاستخراج المياه، أو التجمهر حول صهاريج التوزيع التابعة للمنظمات الإنسانية والمبادرات الأهلية. وتعكس الحوادث الأخيرة هشاشة البنية التحتية للخدمات الأساسية، وغياب معايير السلامة في تنفيذ المشاريع الإغاثية، في منطقة تعاني أصلاً من حصار طويل الأمد، وانقطاع الخدمات الحيوية منذ سنوات الحرب.




## 5 حقائق لا تعرفها الجماهير عن راشفورد... هذه تفاصيلها
23 July 2025 08:33 PM UTC+00

حسم نادي برشلونة الإسباني صفقة انتقال النجم الإنكليزي، ماركوس راشفورد (27 عاماً)، قادماً من فريق مانشستر يونايتد، على سبيل الإعارة، مع خيار إعادة الشراء، ليواصل الرئيس خوان لابورتا (63 عاماً) تعزيز صفوف كتيبة المدرب الألماني، هانسي فليك (60 عاماً)، الذي يستعد حالياً لخوض الفترة التحضيرية لموسم 2025-2026.

وسلّطت صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية، يوم الأربعاء، الضوء على الحياة الشخصية للنجم الإنكليزي، ماركوس راشفورد، واستعرضت خمس حقائق لا تعرفها الجماهير الرياضية عن المهاجم صاحب الـ 27 عاماً، كونه يهتم كثيراً بنفسه ومجتمعه خارج الملاعب، رغم الظروف الصعبة التي مرّ بها برفقة عائلته، الأمر الذي دفعه إلى التركيز على أشياء لا يهتم بها عادة لاعبو كرة القدم.

وأوضحت الصحيفة أن الحقيقة الأولى والمثيرة في حياة ماركوس راشفورد عشقه للكتب بشكل كبير، حتى إنه قام بتأليف كتاب مخصص للأطفال بعنوان "أنت بطل"، ويقوم من خلاله المهاجم الإنكليزي بتحفيز صغار السن، عبر سرد قصص خاصة به، من أجل تشجيعهم على تحقيق أحلامهم باستخدام الإيجابية والإلهام، لكن المثير في الأمر أن صاحب الـ27 عاماً تبرع بـ50 ألف كتاب لصالح 850 مدرسة في المملكة المتحدة، حتى يجري توزيعها على الطلاب غير القادرين على شراء الكتاب.

وتابعت أن الحقيقة الثانية لدى ماركوس راشفورد، أنه حاصل على شهادة الدكتوراة الفخرية من جامعة مانشستر عام 2021، بسبب نشاطه الاجتماعي الواسع، وإظهار التزامه بالحفاظ على الطعام الخاص بالأطفال، الذين عانت أسرهم ظروفاً اقتصادية صعبة للغاية، بسبب إغلاق المؤسسات أبوابها أثناء جائحة كورونا، مما جعل المهاجم الإنكليزي أصغر شخص يحصل على هذا النوع من الشهادات.

وأما الحقيقة الثالثة فهي أن الأعمال الخيرية للنجم الإنكليزي، ماركوس راشفورد، جعلته محبوباً للغاية في المملكة المتحدة، خاصة ما فعله أثناء فترة جائحة كورونا، من نشاط اجتماعي كبير، ومساعدته الأطفال، مما جعل المجتمع في مدينة مانشستر يقوم بتكريمه، عبر رسم جدارية كبيرة في أحد الشوارع الرئيسية، وأصبح بعدها النجم الإنكليزي أحد أبرز المناهضين للعنصرية في بلاده.



ولكن الحقيقة الرابعة تبدو غريبة بعض الشيء، كون ماركوس راشفورد غاب لعدة أشهر عن الملاعب، بعدما أجرى عملية جراحية في الكتف عام 2021، لكنه لم يضيّع الكثير من وقته، عقب خضوعه لفترة علاج قاسية وقوية، ما جعله يكتسب أربعة كيلوغرامات من العضلات، لتقوم واحدة من أشهر المجلات الصحية في المملكة المتحدة الخاصة بالرجال بوضعه على غلافها، كون صاحب الـ 27 عاماً قدّم نموذجاً رائعاً، في كيفية قدرة الإنسان على العودة مرة أخرى إلى الحياة، رغم الآلام والصعاب التي يواجهها في حياته.

وتبقى الحقيقة الخامسة في حياة مهاجم برشلونة الجديد، الذي عبّر مراراً وتكراراً عن حُبه  الدفاع عن القضايا الاجتماعية الشائكة في المملكة المتحدة، وأبرزها مكافحة الفقر والجوع والعنصرية، ولا أحد ينسى ما فعله عام 2020، عندما وجّه طلباً مباشرة إلى الحكومة المحلية، وحصل على تمويل، حتى يوفر وجبات مدرسية مجانية في إنكلترا، الأمر الذي جعله يتصدر وسائل الإعلام العالمية، بسبب نشاطه خارج الملاعب، وهو أمر لا يدخله الكثير من نجوم كرة القدم.




## برشلونة في مأزق الجولة الآسيوية.. إلغاء رحلة اليابان يربك خطط فليك
23 July 2025 08:37 PM UTC+00

قرّر نادي برشلونة الإسباني إيقاف رحلته إلى اليابان، ضمن جولته الآسيوية، استعداداً للموسم الكروي الجديد، بعد إخفاق الجهة المنظمة للمباراة الودية ضد فيسيل كوبي في الالتزام ببنود العقد، إذ كان من المقرر أن يسافر النادي الكتالوني، صباح الخميس المقبل، إلى اليابان، لبدء جولته الصيفية، إلا أن الإدارة اضطُرت لاتخاذ هذا القرار المفاجئ نتيجة الخلافات مع المنظمين، وتأتي هذه التطورات لتربك حسابات المدرب الألماني، هانسي فليك (60 عاماً)، في الوقت الذي كان يركز فيه على وضع برنامج تحضيري مثالي، لتعزيز الجاهزية البدنية والفنية للاعبين قبل انطلاق الموسم.

وأكد برشلونة، في بيان رسمي نشره عبر موقعه الرسمي على الإنترنت، يوم الأربعاء، جاء فيه: "يعلن نادي برشلونة أنه اضطر إلى تعليق مشاركته في المباراة المقررة يوم الأحد المقبل في اليابان، بسبب إخلال جسيم من الجهة المنظمة ببنود العقد، ومع ذلك، سيفكر النادي في إعادة جدولة جزء من الجولة الصيفية في كوريا الجنوبية، حيث جرى تحديد مباراتين ضد سيول (31 يوليو/ تموز الجاري)، ودايغو (الرابع من أغسطس/ آب المقبل)، وذلك بشرط توفر بعض الضمانات من الجهة المنظمة، وفي حال تحقق ذلك، سيسافر النادي إلى كوريا الجنوبية، خلال الأيام المقبلة، ويأسف نادي برشلونة لهذه الواقعة، ولتأثيرها على الجماهير الكتالونية الكبيرة في اليابان".

ومن جانبها، كشفت صحيفة موندو ديبورتيفو الكتالونية أن مصير الجولة الكاملة بات غير محسوم، فلا يزال من غير المؤكد ما إذا كان برشلونة سيتمكن من السفر إلى كوريا الجنوبية لخوض المباراتين الوديتين المقررتين، وتسعى إدارة "البلاوغرانا" للحصول على جميع الضمانات المالية والتنظيمية قبل اتخاذ القرار النهائي، مع الإشارة إلى أن الجهة المنظمة للجولة الآسيوية هي شركة دي درايف، التي تتخذ من العاصمة الكورية سيول مقراً لها، وهي شركة سبق أن تعاونت مع الاتحاد الإسباني لكرة القدم في تنظيم فعاليات رياضية مشابهة.



وأضافت الصحيفة أن النادي الكتالوني كان يخطط لتحقيق عائدات تُقدّر بنحو 15 مليون يورو، من جولته الآسيوية، بعدما خصص جولاته الصيفية، خلال السنوات الثلاث الماضية، للولايات المتحدة الأميركية، وفي حال فشل برشلونة في الحصول على الضمانات اللازمة للسفر إلى كوريا الجنوبية، فإن الإدارة ستبحث سريعاً عن بدائل لإقامة مباريات ودية، خاصة أن الفريق يمتلك قاعدة جماهيرية ضخمة، ونجوماً كباراً يجذبون اهتمام المنظمين. واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن العديد من العروض البديلة قد تظهر خلال الأيام المقبلة، كما كانت هناك فكرة للعب في المغرب هذا الصيف، لكن النادي فضّل استبعادها لتجنب ضغط إضافي على اللاعبين، إلا أن المستجدات قد تعيد هذه الفكرة إلى دائرة النقاش، إذا استمر تعثر الجولة الآسيوية، علماً بأن رفاق النجم الإسباني، لامين يامال (18 عاماً) سيخوضون آخر مبارياتهم الودية أمام فريق كومو الإيطالي، في العاشر من أغسطس المقبل، ضمن كأس جوان غامبر، التي ستقام على ملعب يوهان كرويف.




## "السوبر" مسابقة تُحدث أزمات عنوانها الخوف من الإرهاق
23 July 2025 08:44 PM UTC+00

تُواجه مسابقة "السوبر" في بعض الدوريات العربية انتقادات قوية، خاصة في تونس والسعودية، بعد اعتراض أندية على مواعيد المباريات المحددة من قِبل الاتحادات المحلية، ما أدخل اضطراباً على بعض المواعيد، وقاد أيضاً إلى تغيير بعض المشاركين. ورغم الاختلاف في نوعية الأزمات بين تونس والسعودية، فإن القاسم المشترك هو الخوف من الإرهاق، باعتبار أن الموسم سيكون طويلاً، وكل فريق يريد التمتع بالراحة، وكذلك فترة إعداد بدني.

وواجه الاتحاد التونسي لكرة القدم أزمة قانونية، منذ أن كشف عن تنظيم مباريات "السوبر" الخاصة بالمواسم الماضية، ذلك أن تتويج الترجي الرياضي بالثنائية في الموسم الماضي، وضع الاتحاد في ورطة كبيرة، ذلك أن قوانينه الداخلية لا تحدد اسم الفريق الثاني الذي سيواجه بطل الثنائية، وفي غياب نصّ قانوني صريح، فإن الاتحاد قرّر إجراء مباراة فاصلة بين الملعب التونسي، الذي خاض نهائي كأس تونس في الموسم الماضي، والاتحاد المنستيري، وصيف الترجي في الدوري، والمتأهل منهما يُواجه الترجي في النهائي المبرمج يوم 3 أغسطس/ آب المقبل. واعترض الاتحاد المنستيري على موعد تلك المباراة، إذ اعتبر أن تاريخ 28 يوليو/ تموز الجاري (موعد اللقاء)، يمنع الفريق من القيام بالتحضيرات للموسم الجديد، خاصة أنه لم يخض بمباريات ودية، وتنتظره العديد من التحديات في الموسم الجديد، إذ سيشارك في دوري أبطال أفريقيا. وقد راسل الاتحاد المنستيري الاتحاد التونسي رسمياً، ليطلب تأجيل المواجهة، ولكن رُفض طلبه، وقد قرر مدرب الفريق، منتصر الوحيشي (51 عاماً)، إقامة مباراة ودية، يوم السبت 27 من الشهر الجاري، أي قبل 24 ساعة من المواجهة، وتقرر أن يخوض اللقاء بفريقه الثاني مدعوماً بعددٍ قليل من المنتدبين.

وقد شهدت كرة القدم التونسية في عام 2019 أزمة خطيرة، بسبب مباراة "السوبر" بين الترجي الرياضي والنادي الأفريقي، الذي اعترض على حكم المباراة، وطالب الاتحاد بتغييره، ولكن الطلب قوبل بالرفض، ليتمّ تعديل القوانين بعدها، وبات الفريق الذي ينسحب من "السوبر" مهدداً بعقوبات، كما خاض النادي البنزرتي المواجهة بدلاً من النادي الأفريقي، وحسم الترجي حينها "السوبر" التونسي، الذي أُقيم في الدوحة.



وفي السعودية، رفض الهلال خوض منافسات "السوبر" المحلي، رغم أنه حلّ وصيفاً في الموسم الماضي، ذلك أن الفريق يعتبر أن المشاركة في البطولة سترهق لاعبيه، بعد مشاركتهم في كأس العالم للأندية، خلال الأيام الماضية، والتي بلغ فيها الدور ربع النهائي، ومِن ثمّ فقد كان الموسم طويلاً على لاعبيه، وهم بحاجة إلى الراحة، استعداداً للموسم الجديد، خوفاً من تعرضهم إلى الإصابات، وقد تعرضت إدارة الهلال إلى انتقادات قوية بسبب هذه الخطوة، إذ يبدو أن المدرب الإيطالي، سيموني إنزاغي (49 عاماً)، هو من عارض مشاركة الفريق في المسابقة، وفي انتظار العقوبات، التي سيتعرض لها الهلال، بينما لجأ الاتحاد السعودي إلى صاحب المركز الخامس، النادي الأهلي، ليحل مكانه، ويُشارك في "السوبر"، الذي سيضم أربعة أندية بعد التعديلات، التي أدخلت على نظام المسابقة، وقد أعلن الأهلي موافقته على المشاركة في البطولة، التي ستُقام في هونغ كونغ من 19 إلى 23 أغسطس/ آب المقبل، لتنتهي الأزمة مؤقتاً باعتبار اكتمال نصاب المشاركين، ولكن من الواضح أن قرار الهلال سيثير جدلاً مع انطلاق المسابقة، باعتبار أن غيابه يُضعف مستوى البطولة، التي ستشهد مشاركة الاتحاد والنصر والقادسية، ويجمع نصف النهائي بين الأهلي والقادسية، فيما سيواجه النصر نادي الاتحاد، في مباراة القمة.




## مدبولي ينفي غلق مصر معبر رفح مع غزة
23 July 2025 08:50 PM UTC+00

أعرب رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، اليوم الأربعاء، عن أمل بلاده التوصل إلى اتفاق قريب لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مجدداً التأكيد على "موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية"، و"رفضها القاطع أي محاولات تهجير للفلسطينيين من القطاع". وفي مؤتمر صحافي عقده عقب اجتماع الحكومة، شدد مدبولي على أن معبر رفح الحدودي مع غزة لم يغلق من الجانب المصري "ولو ليوم واحد"، مؤكداً أن القاهرة ليست مسؤولة عن منع دخول شاحنات المساعدات. وأشار إلى أن مصر، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، ساهمت بحوالي 80% من إجمالي المساعدات التي دخلت غزة منذ اندلاع الحرب في 2023.

ورغم هذه التصريحات، لم تتمكن مصر من إدخال مساعدات إلى غزة منذ أكثر من أربعة أشهر، على الرغم من الضغوط التي مارستها 25 دولة خلال الأيام الأخيرة، والتي طالبت بوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع، وإنقاذ المدنيين الذين يواجهون حرماناً غير مسبوق من الماء والطعام والدواء.

نداء مدني لفتح معبر رفح

بالتوازي مع تصريحات رئيس الحكومة، أطلقت مجموعة من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، إضافة إلى قيادات سياسية وأكاديمية وثقافية وفنية في مصر، نداءً مفتوحاً إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مطالبين بقرار عاجل لفتح معبر رفح من الجانب المصري، وتأمين دخول المساعدات الغذائية والطبية والوقود إلى غزة، لإنقاذ السكان المحاصرين.

وأكد البيان، الذي وقّعت عليه أحزاب ومؤسسات وشخصيات بارزة، أن "الحصار الإسرائيلي الجائر على غزة ينذر بحدوث مجاعة واسعة النطاق قد تودي بحياة عشرات الآلاف، معظمهم من الأطفال". ودعا الموقعون إلى "استخدام الثقل السياسي والدبلوماسي المصري للضغط على إسرائيل من أجل إنهاء الحصار، وتأمين تدفق مستدام للمساعدات". وطالب البيان الرئاسة المصرية بالتواصل العاجل مع منظمات الأمم المتحدة، لتحمل مسؤولياتها الإنسانية تجاه مئات الآلاف من المدنيين الجائعين، وتوفير كميات كافية من المساعدات الغذائية والطبية.

وأكد الموقعون التزامهم الكامل بدعم أي تحرك سياسي أو دبلوماسي تتخذه الدولة لإنهاء الحصار، مشددين على أن "لمصر مسؤولية تاريخية وإنسانية تجاه قطاع غزة، فضلاً عن أهمية القطاع لأمن مصر القومي".

أبرز الجهات الموقعة:


الأحزاب السياسية: حزب الكرامة، حزب الدستور، حزب المحافظين، الحزب الاشتراكي المصري، الحزب الشيوعي المصري، حزب العيش والحرية.
مؤسسات المجتمع المدني: مركز النديم، مؤسسة قضايا المرأة، مؤسسة إدراك، مركز إسكندرية للحماية القانونية.
شخصيات عامة: حمدين صباحي، خالد علي، عمار علي حسن، جميلة إسماعيل، علاء الخيام، إلهامي الميرغني، زياد العليمي، عزة سليمان، هشام جعفر، خالد منصور، وغيرهم من الأكاديميين والصحافيين والنشطاء.




العلاقات المصرية السعودية

وفي سياق آخر، تطرّق مدبولي إلى الحديث عن العلاقات المصرية السعودية، في ظل التوتر الإعلامي الأخير بين بعض الصحافيين والكتاب في البلدين، مؤكداً أن العلاقة بين القاهرة والرياض "تاريخية وعميقة"، وأن مصر "لن تسمح بأي محاولات من شأنها الإضرار بروابط الأخوة بين جناحي الأمة العربية والإسلامية".

على الصعيد الداخلي، تناول رئيس الوزراء أزمة قانون الإيجارات السكنية القديمة، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل حالياً على إعداد اللائحة التنفيذية للقانون، وإطلاق منصة إلكترونية لتلقي طلبات المستأجرين الراغبين في الحصول على وحدات بديلة، قبل انتهاء الفترة الانتقالية البالغة 7 سنوات، والمنصوص عليها في القانون.

الأوضاع الاقتصادية

وفيما يخص الأوضاع الاقتصادية، أوضح مدبولي أن الحكومة تسعى إلى خفض أسعار السلع الأساسية والاستراتيجية، مستفيدة من استقرار سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار. وأشار إلى اتفاق مع شركات الأدوية يقضي برفع الأسعار "بشكل تدريجي ومدروس، حفاظاً على استمرارية الدعم للقطاع الدوائي"، الذي وصفه بأنه "استراتيجي". كما أعلن عن توجيهات رئاسية بضرورة إنهاء المتأخرات المالية المستحقة للشركاء الأجانب في قطاع البترول، بهدف تحفيزهم على زيادة الإنتاج والاستكشاف. ولفت إلى أن الاعتماد الحالي على سفن التغويز هو "إجراء مؤقت، سيتوقف تدريجياً مع زيادة الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي". وشدد على أهمية استقرار منظومة إمداد الغاز، منعاً لأي اضطرابات قد تؤثر في القطاعات الإنتاجية. وطمأن بأن المصانع حالياً تحصل على حصصها كاملة من الغاز الطبيعي، ما يضمن عملها بطاقتها الإنتاجية الكاملة.






## بريطانيا تبدأ تطبيق عقوبات اقتصادية على "مهربي البشر"
23 July 2025 08:50 PM UTC+00

بدأت الحكومة البريطانية، اليوم الأربعاء، تطبيق نظام عقوبات يستهدف الأشخاص والشركات ذات الصلة بأنشطة الهجرة غير الشرعية عبر القوارب إلى بريطانيا، مستهدفة 25 شخصا وشركة في مختلف أنحاء العالم. وأشار البيان إلى أن العقوبات الجديدة "تستهدف أفرادا وكيانات متورطة في تهريب البشر، وشركات توريد القوارب الصغيرة في آسيا، إضافة إلى محركي نظام تحويل الأموال غير الرسمي (الحوالة) في الشرق الأوسط، وقادة العصابات المتمركزين في البلقان وشمال أفريقيا".

وبمقتضى هذه العقوبات، سيجري تجميد الحسابات البنكية والممتلكات للأشخاص المشمولين بها في المملكة المتحدة وحظر سفرهم إلى الأراضي البريطانية. وقال وزير الخارجية ديفيد لامي إن السلطات البريطانية تعرف كل شيء عن "العصابات التي تعرض حياة الضعفاء للخطر، وستتعاون مع شركاء بريطانيا حول العالم لمحاسبتهم". وتشمل العقوبات التي فرضتها بريطانيا على شبكات تهريب البشر، أسماء من مناطق مختلفة مثل العراق والصومال وبلجيكا والبلقان، تتهمها بالعمل في تزوير جوازات السفر، أو توفير مأوى للمهاجرين المحتملين في فرنسا، أو التعامل في تحويل ونقل الأموال التي يدفعها المهاجرون، وشركة صينية واحدة على الأقل توفر منتجاتها من القوارب التي يستخدمها المهربون في نقل اللاجئين.



وتعد هذه هي المرة الأولى التي تسمي السلطات البريطانية مسؤولين عن عمليات التهريب علنا دون محاكمة وتفرض عليهم عقوبات بناء على معلومات متوافرة لديها. وقد حكم القضاء البريطاني في مايو/ أيار الماضي بالسجن المؤبد (25 عاما) على مصري يدعى أحمد عبيد، بعد إدانته بالضلوع في تهريب أكثر من ثلاثة آلاف شخص من شمال أفريقيا إلى السواحل الإيطالية ما بين عامي 2022 و2023. وأصبح عبيد أول شخص تجري محاكمته وإدانته في بريطانيا بتهمة تهريب البشر من أفريقيا إلى إيطاليا. 

وتعتبر شبكات التهريب العابرة للحدود من أخطر التحديات التي تواجهها الحكومة البريطانية، إذ تعتمد على وسائل غير قانونية تشمل تزوير الوثائق، واستغلال أنظمة تحويل الأموال غير الرسمية (كالحوالة)، إضافة إلى استخدام قوارب متهالكة في عمليات النقل، مما يؤدي في كثير من الحالات إلى حوادث غرق مميتة. وقد كثفت السلطات البريطانية منذ عام 2023 إجراءاتها ضد هذه الشبكات، من خلال إبرام اتفاقيات مع فرنسا لمراقبة الشواطئ، واعتماد تشريعات جديدة تتيح فرض عقوبات مالية، وتجميد أصول المهربين، حتى دون الحاجة إلى محاكمة جنائية. 




## مديرة الاستخبارات الأميركية: أوباما قاد انقلاباً ومؤامرة ضد ترامب
23 July 2025 09:03 PM UTC+00

ظهرت مديرة الاستخبارات الأميركية، تولسي غابارد، اليوم الأربعاء بشكل مفاجئ في المؤتمر الصحافي للبيت الأبيض، واتهمت الرئيس الأسبق باراك أوباما بأنه "نفذ انقلابا" استمر لبضع سنوات، من خلال "التحقيق الذي أطلق في حملة دونالد ترامب الانتخابية لعام 2016"، وقالت إن مكتبها أحال الوثائق التي نشرت حديثا إلى وزارة العدل، في تصريحات تأتي بعد يوم من ترديد ترامب مزاعم مشابهة.

ولم تخرج اتهامات الإدارة لأوباما إلا بعد اشتعال الغضب بين القاعدة الشعبية للرئيس ترامب لرفض إدارته الإفراج عن وثائق متعلقة بقائمة عملاء جيفري أبستين، وسط انتشار نظرية قتله في سجنه لمنعه من التحدث، في حين أن نتائج التحقيقات الرسمية قالت إنه انتحر، ونشرت وزارة العدل فيديو الساعات الأخيرة من وفاته، غير أنه لم يتضمن الدقائق الأخيرة للوفاة، مما أثار التساؤلات.

ونشرت "وول ستريت جورنال" الأيام الماضية رسالة فاحشة زعمت أن ترامب أرسلها إلى أبستين في عيد ميلاده الخمسين، مما أشعل المطالبات بالإفراج عن الوثائق. وفي إطار رده على سؤال حول وثائق جيفري أبستين المدان بجرائم جنسية، زعم ترامب أمس أن أوباما قاد "انقلابا" في التحقيقات التي جرت حول التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، وهو ما دفع المتحدث باسم أوباما، باتريك رودنبوش، للرد على الاتهامات واصفا إياها بأنها "سخيفة ومحاولة لصرف الانتباه". 



وأعلنت مديرة الاستخبارات الأميركية من على منصة البيت الأبيض اليوم، أن "الرئيس أوباما أمر بتحريف تقييم الاستخبارات لتشمل تأكيدا أن روسيا تعمل بشكل مباشر لانتخاب ترامب"، وقالت: "هناك أدلة توضح بالتفصيل أن الرئيس أوباما وفريقه للأمن القومي وجه بإنشاء تقييم لمجتمع الاستخبارات بأن روسيا تعمل لانتخاب ترامب، وأنهم كانوا يعلمون أنه كاذب، وأنه وجه انقلابا طويل المدة ومؤامرة خيانة ضد الشعب الأميركي والرئيس ترامب بعد فوزه بانتخابات 2016 بعد قيام إدارته بتلفيق معلومات استخباراتية لتقويض فوزه بالانتخابات وربطه بروسيا".

وردا على سؤال عما إذا كانت ستجري إحالة ملف الرئيس باراك أوباما إلى وزارة العدل بشأن التبعات الجنائية، قالت: "نعم، الأدلة تشير بشكل مباشر إلى أن الرئيس أوباما هو الذي قاد عملية تلفيق التقييم الاستخباراتي المزيف الذي يربط ترامب بروسيا". فيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن أوباما "خان البلاد وتآمر ضد الرئيس ترامب بطرق شريرة"، وأن "إدارته لفقت معلومات استخباراتية مسيّسة استخدمت فيما بعد لمحاولة تشويه ونزع الشرعية عن فوز ترامب حتى قبل توليه منصبه"، مؤكدة أن الرئيس ترامب "يريد التحقيق في الأمر".




## المغرب يبدأ تصنيع أول سيارة كهربائية ثلاثية العجلات
23 July 2025 09:42 PM UTC+00

أعلنت وزارة الصناعة والتجارة في المغرب، اليوم الأربعاء، انطلاق تصنيع أول سيارة كهربائية ثلاثية العجلات من مجموعة "ستيلانتيس" في مصنع القنيطرة، ضمن مشروع يستهدف تعزيز حلول التنقل الحضري الخفيف في المغرب وأسواق الشرق الأوسط وأفريقيا. وقالت الوزارة إن السيارة الجديدة من علامة FIAT Professional جرى تصميمها في مركز التصميم "ستايل" في مدينة تورينو الإيطالية، وتطويرها من قبل المركز التقني الأفريقي في الدار البيضاء، بينما جرى تصنيعها في مصنع المجموعة بمدينة القنيطرة، مع إمكانيات تصدير واسعة نحو أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا.

وأضافت الوزارة أن إنتاج الطراز الجديد، الذي يحمل اسم FIAT TRIS، انطلق خلال يوليو/تموز الجاري في مصنع القنيطرة بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 65 ألف وحدة، مما يرفع إجمالي الطاقة الإنتاجية للتنقل الكهربائي الخفيف في المصنع إلى 135 ألف وحدة سنويا. وأكدت أن هذا التوسع يعتمد على الكفاءات والمهارات المحلية، من خلال المركز التقني للسيارات (ATC) في الدار البيضاء، والذي يضم أكثر من 4 آلاف مهندس وتقني عالي التأهيل. وأوضحت أن إطلاق وسيلة النقل الجديدة، الموجهة بالأساس إلى الشركات الصغيرة ورواد الأعمال، يأتي بعد النجاح الذي حققته طرازات Citroën Ami وOpel Rocks-e وFiat Topolino، والتي ارتفعت قدرتها الإنتاجية من 20 ألفاً إلى 70 ألف وحدة منذ يناير 2025.

وقال أوليفييه فرانسوا، الرئيس التنفيذي لعلامة FIAT في مجموعة ستيلانتيس: "إن إطلاق سيارة كهربائية ثلاثية العجلات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا يمثل خطوة استراتيجية نحو خلق حضور عالمي تستحقه TRIS. كما نخطط لإدخال هذا المفهوم الجديد من التنقل الحضري إلى أوروبا بحلول عام 2026." ويأتي هذا الإعلان بعد أسبوع من كشف الحكومة المغربية ومجموعة ستيلانتيس عن مشروع توسعة جديد لمصنع القنيطرة، من شأنه مضاعفة طاقته الإنتاجية، مع استهداف تحقيق معدل اندماج صناعي يصل إلى 75% بحلول عام 2030.



وكانت الشركة قد ضاعفت الطاقة الإنتاجية للمصنع في نهاية عام 2020 لتبلغ 200 ألف سيارة سنويا، وأعلنت أنها ستبدأ اعتبارا من فبراير/شباط 2026 في تصنيع مركبات جديدة تعتمد على منصة السيارات الذكية (Smart Car)، وهو ما سيرفع الطاقة الإنتاجية إلى 400 ألف سيارة سنويا. وبحسب المعطيات الرسمية، ينتظر أن ترتفع الطاقة الإنتاجية الإجمالية لمصنع القنيطرة إلى 535 ألف وحدة سنويا، تشمل السيارات ووسائل النقل الصغيرة، إلى جانب خلق أكثر من ثلاثة آلاف فرصة عمل جديدة، تضاف إلى نحو 3500 موظف يعملون حاليا في المصنع. ويراهن المغرب على توسيع حصة السيارات الكهربائية المصنعة محليا، وفتح أسواق جديدة لتجاوز التحديات المحتملة التي قد تواجه صادراته إلى الأسواق التقليدية. ويسعى المغرب إلى تعزيز حضوره في سوق السيارات الكهربائية العالمية، من خلال العمل على توفير بطاريات محلية الصنع، والتي تمثل ما لا يقل عن ثلث تكلفة إنتاج السيارة الكهربائية، رغم أن التقدم التكنولوجي ساهم في خفض الكلفة تدريجيا.

وكان المغرب قد أعلن عن مشروع لإنشاء مصنع لإنتاج البطاريات الكهربائية للسيارات، باستثمار يُقدّر بـ 6.5 مليارات دولار، وذلك بعد توقيع مذكرة تفاهم مع المجموعة الأوروبية – الصينية Gotion High-Tech لإنشاء منظومة صناعية متكاملة لإنتاج البطاريات وأنظمة تخزين الطاقة. وفي وقت سابق، عبر وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، عن تطلع المغرب إلى جذب مستثمرين دوليين في مجال تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، مرجحا أن تصل القيمة الإجمالية للمشاريع المرتقبة في هذا المجال إلى 10 مليارات يورو.




## روسيا تلغي شرط اللغة لجذب العمال الأجانب.. وتدفق غير مسبوق للوافدين
23 July 2025 09:42 PM UTC+00

شهدت روسيا خلال النصف الأول من العام الجاري تطورات لافتة في ملف الهجرة والعمالة الوافدة، تمثلت في زيادة ملحوظة لأعداد القادمين من الدول غير الأعضاء في رابطة الدول المستقلة، مصحوبة بتعديلات تشريعية مهمة تهدف إلى تسهيل جذب اليد العاملة الأجنبية، خاصة في ظل التحديات الحالية. وأظهرت بيانات نشرها البنك المركزي الروسي، وحللتها صحيفة "فيدوموستي" الروسية، اليوم الأربعاء، ارتفاعا ملحوظا في عدد العمال الوافدين من دول غير أعضاء في رابطة الدول المستقلة خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وقد تصدرت عدة دول آسيوية قائمة المصادر الرئيسية لهذه العمالة، حيث احتلت الصين المرتبة الأولى بتسجيل 21 ألف عامل، بنمو بلغ 37.8%، وجاءت الهند في المرتبة الثانية بـ10.2 آلاف عامل، مسجلة أعلى نسبة نمو بين الدول الكبرى بلغت 85.7%. ثم فيتنام بـ5.1 آلاف عامل، بنمو 19%، وكان عدد العمال من تركيا 2.3 ألف عامل فقط، بزيادة قدرها 20.1%، وسجلت بنغلاديش 1.4 ألف عامل. وقد تجاوزت أعداد العمالة الأجنبية المؤهلة التي جذبتها روسيا في عام 2024 للعمل في المنشآت الصناعية التوقعات بشكل كبير، فقد بلغ عددهم 47 ألف عامل، متفوقا بنسبة 16% على الكوتا المحددة والبالغة 40.5 ألف عامل. 

وكانت الصين وتركيا والهند وصربيا المصادر الرئيسية لهؤلاء العمال المهرة. كما بدأت بعض المناطق الروسية، مثل تامبوف وأوريول، في التخطيط لجذب عمالة مهاجرة من جنوب شرق آسيا وأفريقيا لتلبية احتياجات قطاعات صناعية محددة، وفقا لما ذكرته وزارة العمل الروسية في وقت لاحق.



إعفاءات لتسهيل جذب العمالة

وفي خطوة تهدف إلى تعزيز قدرة روسيا على استقطاب العمالة الأجنبية بشكل أسرع وأكثر مرونة، وافق مجلس الدوما (البرلمان الروسي)، أمس الثلاثاء، في القراءة الثالثة والأخيرة على تعديلات قانونية مقترحة من وزارة العمل. جوهر هذه التعديلات هو إعفاء المهاجرين العماليين الحاصلين على تأشيرة والقادمين إلى روسيا في إطار نظام الحصص، من شرط اجتياز الاختبارات الإلزامية المتعلقة بإتقان اللغة الروسية، ومعرفة التاريخ الروسي، وأساسيات التشريعات الروسية. وبررت وزارة العمل هذه الخطوة بأنها ستُساهم بشكل أكثر فاعلية في جذب العمالة المطلوبة من الخارج لسد العجز في سوق العمل المحلي.

بالإضافة إلى ذلك، نصت التعديلات على تمديد الفترة الزمنية الممنوحة للمهاجرين لتقديم الوثائق التي تثبت إتقانهم اللغة الروسية، وذلك بهدف توفير فترة تكيف لغوي أكثر تدريجية واتساقا داخل روسيا. كما شملت التعديلات إجراءات لزيادة أعداد المتخصصين المؤهلين الذين يعملون في مهنهم، وفقا للقائمة المعتمدة من وزارة العمل.

وتظهر هذه التطورات المتلاحقة أن روسيا تعمل على مسارين متوازيين: الأول، توسيع قنوات استقدام العمالة الأجنبية من مناطق متنوعة مثل آسيا وأفريقيا؛ والثاني تخفيف المتطلبات الإجرائية واللغوية لتمكين الشركات الروسية من سد احتياجاتها من العمالة بشكل أسرع. وبينما تهدف هذه الإجراءات إلى دفع عجلة الاقتصاد وتعويض النقص الديمغرافي، فإنها تطرح أيضا أسئلة حول تحديات الاندماج المجتمعي للعمال الأجانب، والتواصل في بيئات العمل على المدى المتوسط والطويل، خاصة مع تخفيف متطلبات اللغة في المرحلة الأولى من الوصول.




## ترامب: سأفرض في الأغلب رسوما جمركية مباشرة على معظم دول العالم
23 July 2025 09:44 PM UTC+00





## حفتر وعرقلة الانتخابات
23 July 2025 10:00 PM UTC+00

بينما تسعى البعثة الأممية إلى إحياء مسار سياسي متعثّر في ليبيا عبر مقترحات اللجنة الاستشارية للبعثة التي ستفضي إلى خريطة طريق لانتخابات رئاسية وبرلمانية، فاجأت المفوضية العليا للانتخابات الجميع، السبت الماضي، بقرار تعليق الانتخابات البلدية في 11 بلدية تابعة للمناطق الخاضعة لسيطرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر في شرق وجنوب البلاد. يحمل الحدث رسالة ضمنية ولكنها صريحة: حفتر لا يريد انتخابات على الإطلاق لا محلية ولا وطنية.

ورغم أن منظمات محلية استبقت قرار المفوضية بتوثيقها انتهاكات منهجية، منها تهديد مسلحين تابعين لحفتر ولحكومة مجلس النواب الخاضعة له، موظفي المفوضية، ومصادرة مستلزمات الانتخابات، ومنع توزيع بطاقات الناخبين في مراكز الاقتراع، إلا أن المفوضية عادت بعد إعلان تعليق الانتخابات لتكشف صدور "تعليمات شفوية" من مسؤولي وزارة الداخلية في حكومة مجلس النواب لعرقلة توزيع بطاقات الناخبين.

صمت حفتر وحكومة مجلس النواب المطبق بعد إعلان المفوضية عن دور وزارة الداخلية في العرقلة ليس إلا أسلوب التفاف معروف عن حفتر، فقبل عام، اتهمت البعثة الأممية الحكومة في بنغازي بإغلاق مراكز انتخابية، وهو ما أنكرته الحكومة. وفي عام 2016 ألغى حفتر البلديات المنتخبة وعيّن حاكماً عسكرياً مكانها. ولا شك في أن هذا التراكم يسير في اتجاه واحد، وهو تفريغ أي عملية انتخابية من مضمونها وإحلال سيطرة حفتر العسكرية والأمنية مكانها.

لكن الرسالة الجديدة التي تحملها خطوة حفتر لعرقلة الانتخابات في 11 بلدية، تبدو لافتة، فإذا كان حفتر يرفض حتى هذا الاستحقاق المحلي الضيق عبر أوامر شفوية غير رسمية تتيح له النفي، فكيف يمكن تصديق قبوله بانتخابات رئاسية وبرلمانية تسعى البعثة الأممية للدفع إليها لتحديد مستقبل السلطة في البلاد؟ الواقع أن حفتر يُصدر كل يوم رسائل متتالية، مضمونها الصريح أنه لا مكان للديمقراطية والتمثيل الشعبي في المناطق الخاضعة له، خصوصاً أنه بدأ في صنع منظومة حكم عائلية بتصدير أولاده في مفاصلها، عسكرياً وأمنياً ومالياً. صمت حفتر عن مسؤوليته عن عرقلة الانتخابات البلدية هو إقرار بصحتها، وتأكيد أن أي استحقاق انتخابي وطني مقبل سيواجه المصير نفسه ما لم يحقق النتيجة المعدة مسبقاً في معقل حفتر العائلي.




## وول ستريت جورنال: وزارة العدل أبلغت ترامب بورود اسمه في وثائق أبستين
23 July 2025 10:03 PM UTC+00

ذكرت "وول ستريت جورنال"، الأربعاء، نقلًا عن مسؤولين كبار في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم تُذكر أسماؤهم، أنه عندما استعرض مسؤولو وزارة العدل الوثائق المتعلقة بقضية جيفري إبستين، اكتشفوا أن اسم ترامب ورد أكثر من مرة، وأنه في مايو/ أيار الماضي أبلغت وزيرة العدل بام بوندي ونائبها الرئيس ترامب، خلال اجتماع في البيت الأبيض، أن اسمه ورد في وثائق إبستين، كما أبلغته بقائمة من مئات الأسماء، من بينها شخصيات بارزة معروفة حاليًّا.

وأوضحت الصحيفة أن ورود اسم ترامب في السجلات لا يُعد دليلًا على ارتكاب مخالفات. ونقلت عن المسؤولين أن الإحاطة كانت روتينية، وتناولت عددًا من الموضوعات، ولم يكن ظهور اسمه محور الاهتمام في الاجتماع، وأنه "جرى إبلاغه بأن الملفات تحتوي على ما يُعتبر إشاعات غير مؤكدة حول العديد من الأشخاص، بمن فيهم ترامب".

وذكر كبار مسؤولي وزارة العدل للرئيس ترامب أنهم لا يعتزمون نشر أي وثائق إضافية تتعلق بالتحقيقات في قضية إبستين، لأنها تتضمن "محتوى إباحيًّا للأطفال ومعلومات شخصية تتعلق بالضحايا". وقال ترامب، خلال الاجتماع، بحسب ما تنقل الصحيفة، إنه سيتبع قرار وزارة العدل بعدم نشر أي ملفات أخرى. وكانت بوندي قد صرحت في فبراير/ شباط الماضي بأن قائمة عملاء إبستين "على مكتبها الآن للمراجعة". فيما رد ترامب، على سؤال صحافي الأسبوع الماضي حول ما إذا كان اسمه قد ورد في الملفات، بالقول إن وزيرة العدل لم تخبره بوجود اسمه ضمنها.

وفي السابع من يوليو/ تموز، أعلنت إدارة ترامب، في بيان، غير موقع، نُشر على موقع وزارة العدل، قرارها بعدم نشر وثائق إضافية، وقالت إن "المراجعة الشاملة لم تسفر عن أي قائمة عملاء لإبستين، أو أدلة تشير إلى أطراف آخرين لم تُوجه إليهم تهم، أو وثائق إضافية تستحق النشر"، مضيفة أن "الكثير من المواد ستبقى سرية لحماية الضحايا ومنع نشر صور إباحية للأطفال".

في المقابل، ردّ مدير الاتصالات في البيت الأبيض، ستيفن تشيونغ، بالقول: "هذه قصة كاذبة أخرى، تمامًا مثل القصة التي نشرتها الصحيفة سابقًا". وفي رد على "وول ستريت جورنال"، الجمعة، قالت بوندي ونائب المدعي العام، تود بلانش، إنه "لا يوجد في الملفات ما يستدعي مزيدًا من التحقيقات"، مؤكدَين أن "الإحاطة التي قدمت للرئيس جاءت ضمن سياق دوري، وأطلعناه خلالها على النتائج".



كما ذكرت الصحيفة، نقلًا عن مصادر مقربة من الإدارة، أن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كاش باتيل، أبلغ مسؤولين حكوميين آخرين بشكل سري بأن اسم ترامب ورد في الملفات، ورفض مكتبه التعليق، لكنه قال في بيان إن المذكرة المنشورة على موقع وزارة العدل، والتي تشرح سبب عدم نشر المزيد من الوثائق، "تتفق مع المراجعة الشاملة التي أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل".

وكانت وزيرة العدل بوندي، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل، ونائبه، قد روجوا قبل توليهم مناصبهم الحالية لفكرة أن وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي يُخفيان أسماء عملاء جزيرة إبستين، فضلًا عن معلومات تتعلق بظروف مقتله. وكانت بوندي قد تعهدت بالإفراج عن "حمولة ضخمة" من الوثائق. وفي فبراير/ شباط، نشرت وزارة العدل المرحلة الأولى من وثائق قضية إبستين، لكنها أثارت خيبة أمل بين أنصار ترامب لعدم تضمنها معلومات جديدة. في المقابل، نشرت وزارة العدل مقطع فيديو يوثق ليلة وفاة إبستين، مدعية أنه يثبت انتحاره، غير أن الفيديو لم يتضمن الدقيقة الأخيرة التي حدثت فيها الوفاة، ما أثار موجة غضب.

يُذكر أن جيفري إبستين كان قد اعترف، في عام 2008، بتهم تتعلق بالتحرش الجنسي بالقاصرات، وأُدرج على قائمة مرتكبي الجرائم الجنسية، إلا أنه، بخلاف المعتاد في مثل هذه القضايا، قضى 13 شهرًا فقط في السجن، معظمها خارج الزنزانة بنظام "الإفراج للعمل". وفي عام 2019، أُلقي القبض عليه مجددًا خلال فترة حكم ترامب، ومات بعد 36 يومًا في السجن. وقد أعلنت نتائج التحقيقات في عهد الرئيس بايدن أنه انتحر، وسط تشكيك واسع بين أنصار ترامب، الذين يرون أنه قُتل لإخفاء تورط شخصيات ثرية ومشهورة في جرائم جنسية. وكان إبستين قد أُلقي القبض عليه أول مرة خلال ولاية جورج بوش الابن، وحُوكم خلال فترة حكم باراك أوباما، وأعيد اعتقاله في عهد ترامب، بينما خلصت التحقيقات خلال فترة بايدن إلى أنه توفي منتحرًا، وليس مقتولًا.




## إطلاق مشاريع استثمارية ضخمة في سورية بتمويل سعودي.. كم قيمتها؟
23 July 2025 10:20 PM UTC+00

شهدت سورية، الأربعاء، إطلاق حزمة مشروعات استثمارية ضخمة بقيمة تقديرية تجاوزت 6 مليارات دولار، وذلك خلال زيارة وفد اقتصادي سعودي رفيع إلى العاصمة دمشق، يرأسه وزير الاستثمار خالد الفالح، ويضم أكثر من 130 مستثمرا. وجرى الإعلان عن هذه الاستثمارات في مستهل أعمال "منتدى الاستثمار السوري السعودي"، الذي شهد توقيع عشرات الاتفاقيات، وافتتاح مشروعات استراتيجية في قطاعات الصناعة والطاقة والتجزئة. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الوزيرين السعودي والسوري افتتحا مصنع "فيحاء" لإنتاج الإسمنت الأبيض في مدينة عدرا الصناعية، باستثمار مشترك بين الحكومة السورية ومجموعة شركات إسمنت المنطقة الشمالية السعودية.

وتبلغ الكلفة التقديرية للمصنع 20 مليون دولار، ويوفر نحو 130 فرصة عمل مباشرة، إضافة إلى أكثر من ألف وظيفة غير مباشرة في الخدمات المساندة وقطاع النقل. وقال عبيد سبيعي، الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات إسمنت المنطقة الشمالية، إن المشروع يمثل استثمارا استراتيجيا بقيمة 20 مليون دولار، ويوفر 130 فرصة عمل مباشرة، إلى جانب أكثر من ألف فرصة غير مباشرة في القطاعات المرتبطة بالنقل والخدمات اللوجستية، وفق وكالة "سانا".

بالتوازي مع ذلك، دشن وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح مشروعا استثماريا جديدا في قطاع التجزئة، من تنفيذ شركة "إثراء القابضة"، باستثمارات تبلغ 375 مليون ريال سعودي (نحو 99.9 مليون دولار). ويعد المشروع أحد أكبر الاستثمارات في هذا القطاع داخل السوق السورية منذ اندلاع الحرب، ومن المتوقع أن يتوسع إلى مجمعات تجارية ومرافق خدمية لاحقا. كما شهد وسط العاصمة دمشق تدشين مشروع عقاري جديد باسم "برج الجوهرة"، بارتفاع 32 طابقا وكلفة إجمالية تقترب من 100 مليون دولار. ويمثل المشروع تحولا لافتا في خريطة الاستثمارات الخليجية باتجاه السوق العقارية السورية، وسط مؤشرات على دخول رؤوس أموال جديدة من دول الخليج الأخرى خلال الأشهر المقبلة.



في السياق ذاته، أعلن وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى أن المنتدى الاستثماري أسفر عن توقيع 44 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين الجانبين، تشمل قطاعات الطاقة، والاتصالات، والتمويل، والمصارف، والعقارات، والسياحة، والبنية التحتية. وأوضح المصطفى، في مؤتمر صحافي رسمي، أن القيمة الإجمالية للاتفاقيات تقدر بـ6 مليارات دولار، منها عقود مع شركات حكومية وخاصة، ومشروعات تحت التأسيس سيجري تمويلها عبر صناديق استثمار مشتركة. وتأتي هذه الاستثمارات السعودية في ظل تحرك أوسع تقوده الرياض لدعم مرحلة إعادة الإعمار في سورية، عقب الإطاحة بالنظام السابق نهاية 2024. ووفق ما نقلته وكالة "رويترز"، فإن الوفد السعودي أعد ورش عمل تحضيرية قبل الزيارة لتحديد القطاعات ذات الأولوية، على رأسها الطاقة، والنفط، والبنية التحتية، والمطارات، والسياحة العلاجية.

وتؤكد قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية أن قيمة الاتفاقات قد تتجاوز 6 مليارات دولار، في ظل وجود مشاريع إضافية قيد الإعلان. كما أشارت إلى أن السعودية تولي أهمية كبرى لقطاعي الضيافة والطاقة، حيث أبدت شركات سعودية رغبة في المشاركة بإعادة تشغيل منشآت النفط المتضررة، وبناء شراكات في قطاع الكهرباء والغاز. وتأتي هذه المشروعات بعد توقيع سورية اتفاقا مع قطر في الأشهر الماضية لدعم قطاع الكهرباء بقيمة 7 مليارات دولار، واتفاقا آخر مع موانئ دبي العالمية بـ800 مليون دولار لتطوير الموانئ، فيما يجري التفاوض مع شركات طاقة أميركية لإعداد خطة متكاملة لإعادة تأهيل الشبكة الكهربائية. ووفق مصادر اقتصادية، فإن السعودية وقطر سدّدتا أيضا ديونا مستحقة على سورية لصالح البنك الدولي، ما أتاح لدمشق فرصة الحصول على تمويلات جديدة.



وفي وقت سابق الأربعاء، وصل الوفد سعودي رفيع المستوى إلى العاصمة السورية، في زيارة وصفت بأنها الأضخم من نوعها بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ أيلول العام الفائت 20024، واستئناف العلاقات بين البلدين، وتهدف إلى توسيع مجالات التعاون الاقتصادي، وتوقيع اتفاقيات تعزز التنمية المستدامة بين الجانبين. وكان في استقبال الوفد بمطار دمشق الدولي عدد من الوزراء السوريين، بينهم وزير الاقتصاد والصناعة محمد نضال الشعار، ووزير الطاقة محمد البشير، ووزير الاتصالات عبد السلام هيكل، إلى جانب السفير السعودي لدى سورية فيصل بن سعود المجفل.

من جانبه، صرح محمد سرور الصبان، كبير مستشاري وزير البترول السعودي سابقا، لقناة "الإخبارية"، بأن المنتدى المزمع في دمشق يشكل فرصة مهمة للمستثمرين السعوديين، لافتاً إلى أن الوفد أجرى ورش عمل تحضيرية في السعودية قبل الزيارة، من أجل تحديد أولويات المشاريع. وأشار الصبان إلى أهمية قطاع الطاقة، قائلاً إن سورية تمتلك احتياطيات نفطية واعدة كانت تُصدّرها سابقا، وإن رجال الأعمال السعوديين يخططون للمساهمة في إعادة بناء البنى التحتية لقطاع النفط بما يمكّنه من استعادة قدرته على التصدير.

وقال عضو مجلس الشورى السعودي، فضل البوعينين، وفق "الإخبارية"، إن "سورية دولة شقيقة تحتاج إلى دعم اقتصادي حقيقي لاستعادة الأمن والاستقرار"، مشددا على أن الاستثمارات السعودية في دمشق "لا تركز فقط على العائد المادي، بل تنطلق من رؤية تنموية تهدف إلى تعافي الاقتصاد السوري". وأكد البوعينين أن هناك "خطة استراتيجية لبناء شراكة دائمة بين البلدين"، معتبرا أن "ما يجري اليوم يشكّل نواة حقيقية لهذه الشراكة، خاصة في ظل الإمكانات الطبيعية والبشرية التي تمتلكها سورية، ما يعزز فرص الاستثمار في قطاعات الصناعة والطاقة والسياحة". وأشار إلى أن "قطاع السياحة السوري بحاجة إلى استثمارات جديدة لتنشيطه"، كما شدد على ضرورة "وجود بيئة تشريعية مناسبة تواكب دخول الشركات الأجنبية، وتضمن استقرار مناخ الأعمال على المدى الطويل".

تعليقات