## بريطانيا والهند توقعان أكبر اتفاق تجاري منذ بريكست
24 July 2025 08:27 PM UTC+00
وقعت بريطانيا والهند، الخميس، اتفاقا للتجارة الحرة يقضي بإلغاء الرسوم الجمركية عن عدد كبير من المنتجات، بينها السيارات والمشروبات الكحولية، في خطوة تمثل أكبر صفقة تجارية للمملكة المتحدة منذ "بريكست"، وأول اتفاق تجاري كبير للهند منذ أكثر من عقد. وجرى التوقيع خلال حفل رسمي قرب العاصمة لندن، بحضور رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ونظيره الهندي ناريندرا مودي، ووزيري التجارة في البلدين، جوناثان رينولدز وبيويش غويال.
ووصف ستارمر الاتفاق بأنه "تاريخي"، قائلا: "الاتفاق بات موقعا وجاهزا للتنفيذ وسيجلب فوائد ضخمة للبلدين، من خلال خفض الأسعار وتحسين مستويات المعيشة". فيما أكد مودي أن الاتفاق "يمهد لشراكة اقتصادية مزدهرة طويلة الأمد". ويشمل الاتفاق، بحسب "بلومبيرغ"، خفض الرسوم على أكثر من 90% من خطوط التعرفة على الواردات البريطانية إلى الهند، وعلى نحو 99% من المنتجات الهندية المتجهة إلى بريطانيا، بما في ذلك المجوهرات والمنسوجات والمنتجات الزراعية.
وستنخفض رسوم السيارات من 110% إلى 10% على مدى عشر سنوات، بينما ستخفض ضرائب المشروبات الكحولية تدريجيا من 150% إلى 40%. وقال رئيس شركة "فيدنتا" الهندية، أنيل أغاروال: "الاتفاق سيوفر وظائف وفرصا لرواد الأعمال في كلا البلدين". وفي قطاع المجوهرات، توقع رئيس مجلس صادرات الأحجار الكريمة والمجوهرات في الهند، كيريت بهنسالي، أن ترتفع صادرات الهند إلى بريطانيا من 941 مليون دولار حاليا إلى 2.5 مليار دولار خلال سنوات قليلة. ويعد قطاع السيارات والمشروبات الكحولية من أبرز المستفيدين من الاتفاق.
وستستفيد شركات مثل "جاغوار لاند روفر" البريطانية من إزالة الحواجز أمام تصدير سياراتها، بينما تحصل شركات المشروبات البريطانية مثل "دياغيو" على دخول أوسع إلى السوق الهندية. في المقابل، ستتمكن شركات هندية في قطاعات الأدوية والزراعة والسلع الهندسية من ترسيخ حضورها في السوق البريطانية، مستفيدة من الرسوم الجمركية المنخفضة والتيسيرات الجديدة في خدمات النقل والخدمات المالية. وبلغ حجم التجارة الثنائية بين بريطانيا والهند 21.9 مليار دولار في 2024، ومن المتوقع أن تزداد بمقدار 25.5 مليار جنيه إسترليني (33.3 مليار دولار) سنويا على المدى الطويل.
## ماكرون: فرنسا ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر
24 July 2025 08:31 PM UTC+00
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر/ أيلول المقبل. وقال ماكرون عبر منصتي "إكس" و"إنستغرام"، اليوم الخميس: "وفاءً بالتزامها التاريخي بسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررتُ أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين. سأُعلن ذلك رسمياً خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل".
Fidèle à son engagement historique pour une paix juste et durable au Proche-Orient, j'ai décidé que la France reconnaîtra l'État de Palestine.
J'en ferai l'annonce solennelle à l'Assemblée générale des Nations unies, au mois de septembre prochain.… pic.twitter.com/7yQLkqoFWC
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) July 24, 2025
وأرفق ماكرون منشوره برسالة وجهها إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يبلغه فيها اعتزام بلاده الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل. وأكد الرئيس الفرنسي "الحاجة الملحة اليوم لإنهاء الحرب في غزة وإنقاذ المدنيين". وأضاف "علينا في نهاية المطاف بناء دولة فلسطين، وضمان قابليتها للبقاء والسماح لها، بموافقتها على أن تكون منزوعة السلاح، واعترافها الكامل بإسرائيل، بأن تساهم في أمن الجميع بالأوسط". وقال ماكرون في رسالته، إن فرنسا باتخاذها خطوة الاعتراف تنوي "تقديم مساهمة حاسمة من أجل السلام في الشرق الأوسط"، و"ستجمع كل شركائها الدوليين الراغبين في المشاركة".
وكان ماكرون قد ألمح في إبريل/ نيسان الماضي، إلى أن باريس قد تعترف بدولة فلسطين "في يونيو/ حزيران" بمناسبة مؤتمر عن فلسطين يُعقد في نيويورك، وتتقاسم رئاسته مع السعودية، إلا أنه أرجئ في اللحظة الأخيرة بسبب اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران. وسيُعقد اجتماع وزاري في نيويورك يومي 28 و29 يوليو/ تموز الحالي، حول الموضوع نفسه.
وفي يونيو/حزيران من العام الماضي، اعتبر ماكرون أن الوقت "ليس مناسباً" للاعتراف بدولة فلسطين. وقال وقتها: "لا نعترف بدولة ما على أساس السخط، بل نفعل ذلك في إطار عملية"، وأكد أن "الاعتراف بفلسطين ليس من المحظورات" في فرنسا. وأضاف أن "الوقت غير مناسب للاعتراف بدولة فلسطين، ولكن ستأتي اللحظة، وستفعل فرنسا ذلك، لكن يجب أن يحصل ذلك ضمن عملية". وأوضح الرئيس الفرنسي أن "على فلسطين أولاً تنفيذ بعض الإصلاحات"، دون ذكر ماهيتها.
وفي 19 مايو/ أيار الماضي، فتحت المملكة المتحدة وكندا وفرنسا الطريق أمام إمكان الاعتراف بفلسطين في بيان مشترك أدان "الأفعال المشينة" التي ارتكبتها حكومة بنيامين نتنياهو في قطاع غزة المحاصر الذي يتعرض سكانه للتجويع. وتعارض الولايات المتحدة وإسرائيل بشدة هذا المقترح. وفي مايو 2024، أعلنت أيرلندا وإسبانيا والنرويج الاعتراف بدولة فلسطين، وانضمت إليها سلوفينيا بعد شهر.
وباعتراف فرنسا بدولة فلسطين ستصبح أول دولة من مجموعة الدول السبع الكبرى تفعل ذلك، ما قد تكون له انعكاسات سياسية كبيرة. وقبل ذلك، اعترفت ثمانية بلدان أعضاء في الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطين، وهي بلغاريا وبولندا وتشيكيا ورومانيا وسلوفاكيا والمجر وإدارة جنوب قبرص الرومية والسويد. وتعترف 149 دولة بفلسطين من أصل 193 دولة عضوة بالأمم المتحدة.
## وزير الأمن الإسرائيلي كاتس: إعلان ماكرون عزمه الاعتراف بدولة فلسطينية عار واستسلام للإرهاب
24 July 2025 08:39 PM UTC+00
## وزير الأمن الإسرائيلي كاتس: لن نسمح بإنشاء كيان فلسطيني من شأنه أن "يضر بأمننا ويعرض وجودنا للخطر"
24 July 2025 08:40 PM UTC+00
## وحشية الاحتلال ضد أسرى غزة: إجبار على شرب الخمر ودفعٌ للانتحار
24 July 2025 08:41 PM UTC+00
نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، اليوم الخميس، شهادات جديدة لمجموعة من معتقلي قطاع غزة الذين جرت زيارتهم خلال شهر تموز/ يوليو 2025، عكست مجددًا مستوى الجرائم غير المسبوقة التي تعرّضوا لها خلال اعتقالهم والتحقيق معهم، بالإضافة إلى ظروف احتجازهم الحالية، وما يواجهونه من جرائم طبية، وتجويع ممنهج، وحرمان وسلب مستمر داخل المعتقلات والمعسكرات، فيما حاول أحد الأسرى الانتحار بسبب التعذيب، وآخر أجبر على شرب الخمر.
وبحسب بيان صادر عن هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، فقد حصلت الطواقم القانونية على هذه الشهادات المقتضبة خلال زيارات إلى معتقلات: النقب، عوفر، سديه تيمان، المسكوبية. وأكدت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير أن هذه الشهادات المستمرة تمثّل جزءًا من مئات الإفادات التي وثّقها معتقلو غزة، ممن تعرّضوا لجرائم تعذيب وتنكيل وإذلال، بما في ذلك الاعتداءات الجنسية، ما أسفر عن استشهاد العشرات، بينما لا يزال عدد آخر منهم رهن الإخفاء القسري.
ووفق الهيئة والنادي، فإن إحدى الشهادات تضمنت قيام السجّانين بسكب الماء الساخن على جسد أحد المعتقلين، وأخرى تحدثت عن إجبار معتقلين على خلع ملابسهم والاعتداء عليهم بالضرب المبرّح. كما أفاد معتقل بتعرضه للإجبار على شرب الخمر، وآخر تعرّض لتعذيب نفسي دفعه لمحاولة الانتحار بعد أن أبلغه المحقق باستشهاد أفراد عائلته، ليتبيّن خلال زيارته أن عائلته بخير. كما تعرّض معتقل آخر لهجوم من كلب بوليسي تسبب بإصابته.
وقال المعتقل (م.ي): "اعتُقلت في فبراير 2024، وتعرّضت لتحقيق ميداني، ثم نُقلت إلى معسكر سديه تيمان لمدة 25 يومًا، ثم إلى معسكر قرب القدس، ولاحقًا إلى سجن "عوفر"، ثم إلى سجن "النقب"، وطوال هذه الفترة تعرّضت لجميع صنوف التعذيب، وحتى عند نقلي إلى سجن "النقب"، سُكب الماء الساخن على جسدي. أنا حاليًّا محتجز في قسم الخيام داخل سجن النقب، حيث يُحتجز 27 معتقلًا في كل خيمة في ظروف غاية في القسوة".
وأضاف في هذا السياق: "نعاني من اعتداءات مستمرة، وتجويع وإذلال يومي. الطعام غير صالح للأكل، فنضطر إلى الصوم وجمعه في وجبة واحدة مساءً. كما نُحرم من العلاج، حتى من مرض الجرب الذي أصيب به المعتقلون وتفاقم بسبب انعدام النظافة وعدم توفّر سبل الوقاية والعلاج". ولفت إلى أنه في غلاف غزة "ضُربت بأداة حادة، واحتاج جرحي إلى غرز معدنية بقيت في رأسي 119 يومًا، ما تسبب بالتهاب في فروة الرأس. وفي المعسكر قرب القدس، عُريت بالكامل وأُجبرت على شرب الخمر".
في حين، أفاد المعتقل (ح.ن): "اعتُقلت في ديسمبر 2024، عبر حاجز الإدارة المدنية، وتعرّضت للضرب المبرّح، وجرى تجريدي من ملابسي. أخبرني المحقق بأن جيش الاحتلال قتل جميع أفراد عائلتي، مما سبب لي أزمة نفسية حادة دفعتني لمحاولة الانتحار داخل الزنزانة، لولا تدخل زملائي. خلال زيارتي، أخبرني المحامي أن عائلتي بخير، فانهرت بالبكاء ولم أصدق ما سمعته".
من جانبه، قال المعتقل (ه.د): "اعتُقلت في أكتوبر 2024، عبر حاجز الإدارة المدنية، وتعرّضت لتحقيق ميداني، ثم احتُجزت في البركسات في غلاف غزة لمدة 110 أيام، قبل نقلي إلى سجن "النقب". لا نزال نعيش ظروفًا قاسية للغاية، ونتعرض يوميًّا للتفتيش، والاعتداء، والإذلال. يُجبرونا على الجلوس على الركبتين وأيدينا إلى الخلف خلال ما يسمى "بالعدد- الفحص الأمني". الأمراض منتشرة، والخوف والرعب لا يفارقاننا، إلى جانب حرماننا من العلاج وتجويعنا المتعمّد".
وفي شهادة تعذيب مماثلة أوضح المعتقل (أ.و): "اعتُقلت في فبراير 2024، من مدرسة في خانيونس، حيث اعتقل جيش الاحتلال أكثر من 100 مواطن. نُقلت إلى البركسات لمدة 23 يومًا، ثم إلى معتقل قرب القدس، ثم إلى سجن "عوفر"، ولاحقًا إلى سجن "النقب". خلال عملية نقلي من "عوفر" إلى "النقب"، ضُربت بالقيود على رأسي، ما أدى إلى ضعف حاد في نظري بالعين اليسرى، وصداع دائم، وفقدان للتوازن. كما أُصبت بمرض الجرب، وعاد إليّ بعد شفائي بسبب الظروف غير الصحية".
بدوره، أفاد المعتقل (خ.ي) بالقول: "اعتُقلت ديسمبر 2023، من مدرسة في حي الشجاعية بعد النزوح. نُقلت إلى البركسات في غلاف غزة، ثم إلى سجن "النقب". خلال الاعتقال، تعرّضت للضرب المبرّح ما تسبب بكسر في مفصل ساقي اليمنى، ولم أتلقّ أي علاج رغم الأوجاع الشديدة، حتى المسكنات لم تُعطَ لي. أعاني من صعوبة بالمشي وألم دائم".
تعتبر شهادات معتقلي غزة من الشهادات الأشد قسوة
وقال المعتقل (ه.ر): "اعتُقلت في أكتوبر 2024، من رفح، وتعرّضت للتحقيق الميداني، ثم جُردت من ملابسي. هاجمني كلب بوليسي ونهش قدمي. نُقلت لاحقًا إلى غلاف غزة، حيث تعرضت لتحقيق "الديسكو" وتحقيقات أخرى من قبل المخابرات، ثم إلى معسكر عوفر، ثم إلى زنازين "المسكوبية"، حيث جرى عزلي انفراديًّا لمدة أربعة أشهر، وتعرضت لتحقيقات عسكرية في "عسقلان". قبل أسبوع فقط، تعرّضت للضرب الوحشي بالهراوات".
ومنذ بدء حرب الإبادة، لم تتمكن المؤسسات الحقوقية من الحصول على رقم دقيق لعدد من جرى اعتقالهم في غزة نتيجة لجريمة الإخفاء القسري، إلا أن العدد يُقدّر بالآلاف. وتعتبر شهادات معتقلي غزة من الشهادات الأشد قسوة، نظرًا لحجم الجرائم المرتكبة بحقهم. وأقام الاحتلال معسكرات جديدة خاصة لاحتجاز معتقلي غزة، أبرزها: سديه تيمان، عناتوت، معسكر عوفر، نفتالي، وقسم ركيفت تحت سجن الرملة.                   
## نتنياهو: ندين بشدة قرار ماكرون الاعتراف بدولة فلسطينية
24 July 2025 08:49 PM UTC+00
## حماس: نرحّب بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتزام بلاده الاعتراف بدولة فلسطين
24 July 2025 08:52 PM UTC+00
## حماس: إعلان ماكرون خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح نحو إنصاف شعبنا الفلسطيني المظلوم ودعمًا لحقه في إقامة دولته الفلسطينية
24 July 2025 08:53 PM UTC+00
## حماس: نعتبر الموقف الفرنسي تطورا سياسيا يعكس تنامي القناعة الدولية بعدالة القضية الفلسطينية وفشل الاحتلال في تزييف الحقائق
24 July 2025 08:54 PM UTC+00
## حماس: ندعو جميع دول العالم التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى أن تحذو حذو فرنسا
24 July 2025 08:54 PM UTC+00
## تحالف أسطول الحرية: فقدان الاتصال بالسفينة حنظلة المتجهة إلى غزة
24 July 2025 08:55 PM UTC+00
أعلن تحالف أسطول الحرية، في منشور عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت متأخر من مساء الخميس، فقدان الاتصال بالسفينة حنظلة خلال توجهها لكسر الحصار عن غزة. وقال التحالف إن هناك عدداً من الطائرات المسيّرة بالقرب من السفينة، ما يعني أنه "ربما جرى اعتراضها أو مهاجمتها". ودعا التحالف في منشوره إلى الضغط من أجل سلامة طاقم السفينة.
BREAKING: ALL communications with #Handala's crew have been JAMMED. We are losing contact with our crew, and there are multiple drones near the vessel.
Keep your eyes on the #FreedomFlotilla tracker. Tag & message your governments & elected officials! https://t.co/wQGY0ipHjR pic.twitter.com/cBpxgI97RT
— Freedom Flotilla Coalition (@GazaFFlotilla) July 24, 2025
وكانت السفينة حنظلة قد انطلقت الأحد من سواحل إيطاليا إلى قطاع غزة، في رحلة تهدف إلى إيصال المساعدات الإنسانية، وكسر الحصار عن القطاع الذي يتعرض لإبادة جماعية تشنّها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وجاء إطلاق اسم حنظلة على السفينة، بحسب أسطول الحرية، لما تجسده الشخصية الكاريكاتورية للفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي من رمزية للفلسطيني المضطهد والمتحدي، مشيراً إلى أن السفينة "ستحمل معها روح حنظلة وروح كل طفل في غزة محروم من العيش بأمان، وبكرامة وبسعادة".
وأضاف الأسطول أن سفينة حنظلة أبحرت خلال 2023 و2024 إلى موانئ عدّة في شمال أوروبا والمملكة المتحدة من أجل كسر التعتيم الإعلامي، والتفاعل مع الجمهور، وبناء التضامن من خلال الملتقيات الصحافية، والعروض الفنية، والتأطير السياسي في كل الموانئ التي زارتها. وبحسب الأسطول، تحمل السفينة على متنها 19 مدافعاً دولياً عن حقوق الإنسان، وصحافيين اثنين، من الأجانب والعرب، الذين يحمل بعضهم جنسيات مزدوجة. وقالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة على إكس الأحد: "حنظلة محاولة لضرب جدار الصمت. أعلوا أصواتكم. اضغطوا بكل شكل. لتكون انتفاضة عالمية حتى وقف الإبادة والتجويع والحصار".
وكانت العضوة المؤسّسة لحركة التضامن العالمية الفلسطينية الأميركية هويدا عرّاف قد قالت، في حديث مع "العربي الجديد" أمس الأربعاء: "نحن مستعدون لتعريض أجسادنا للخطر لنقف مع غزة ومن أجلها ولكي نكسر الحصار، ونقول بأفعالنا: حياتكم لها قيمة.. رحلتنا فعل تضامن إنساني ونداء إلى العالم: لا تدَعوا طفلاً آخر يُقتل بصمت". أمّا رسالتهم الثانية، فهي إلى حكوماتهم: "أنتم تفشلون قانونياً، وأخلاقياً، وتاريخياً. تدّعون أنكم تمثّلون القيم الديمقراطية لكنكم تبرّرون وتعزّزون العقاب الجماعي لشعبٍ بأكمله. إن تقاعسكم وتواطؤكم يشكّلان جزءاً من هذه الإبادة الجماعية، وجزءاً من مشروع الاستعمار الإسرائيلي المستمر منذ عقود لأرض وحياة الشعب الفلسطيني"، ويؤكدون: "نحن هنا لنقول: لن نسمح للتاريخ بأن ينسى ما فعلتموه. وفي الوقت نفسه، نستمر في مطالبتكم بفعل ما هو صائب: فرض عقوبات حقيقية على إسرائيل، وتطبيق القانون الدولي، والمساعدة في إنهاء هذا الحصار. وحتى تتحركوا، سنتحرك أولاً".
## فرانس برس: رئيس الوزراء الإسباني يرحّب بإعلان فرنسا أنها ستعترف بدولة فلسطين
24 July 2025 09:15 PM UTC+00
## عقبات تواجه صناع السينما للتصوير في الأماكن السياحية والأثرية بمصر
24 July 2025 09:22 PM UTC+00
أعلن القائمون على الدورة الثالثة من مهرجان الغردقة لسينما الشباب في مصر، يوم الخميس، استحداث مسابقة جديدة تنضم إلى المسابقات الرسمية المعتمدة للأفلام الطويلة، والقصيرة، وأفلام الطلبة، وهي مسابقة "الفيلم السياحي". وتهدف هذه المسابقة إلى دعم وتشجيع السياحة من خلال الفن السابع، حيث تُمنح الجائزة للفيلم الذي ينجح في الترويج السياحي لبلاده، سواء عبر المعالجة الدرامية أو من خلال الصورة البصرية.
واختير الخبير السياحي عاطف عبد اللطيف لرئاسة لجنة تحكيم المسابقة، التي ستضم نخبة من السينمائيين من مختلف الدول العربية والأجنبية. ويؤمن عبد اللطيف بأهمية هذه المسابقة في تعزيز الترويج السياحي من خلال السينما، لافتًا إلى أن العديد من الدول استفادت من الأعمال السينمائية باعتبارها وسيلة فعالة لجذب الزوار وتحقيق طفرات في قطاع السياحة. وأكد أن مصر "تمتلك مقومات سياحية وأثرية فريدة تؤهلها لتكون من أبرز الوجهات على مستوى العالم"، مشددًا على أن السينما لغة عالمية قادرة على إيصال الرسائل بشكل مؤثر، سواء كانت مباشرة أو ضمنية.
من جهته، أكد رئيس مهرجان الغردقة، السيناريست محمد الباسوسي، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، أن إدراج مسابقة "الفيلم السياحي" ضمن أقسام المهرجان كان خطوة ضرورية، إذ يرى أن السينما من أهم أدوات الترويج للسياحة المصرية، مشيرًا إلى نجاح دول مثل تركيا في استخدام الفن السابع لهذا الغرض. وأوضح أن المسابقة ستكون مفتوحة أمام الأفلام من مختلف الجنسيات، سواء أكانت قصيرة أو طويلة، طالما أن هدفها الأساسي يتمحور حول الترويج السياحي، مضيفاً أن المهرجان نفسه، بانعقاده في مدينة الغردقة، يشكل في حد ذاته نوعاً من "سياحة المهرجانات".
من جانبها، أكدت الناقدة السينمائية خيرية البشلاوي، لـ"العربي الجديد"، أن "السينما كانت ولا تزال ركيزة أساسية للترويج للسياحة"، مشيرة إلى أن "مصر استفادت قديماً من تصوير الأعمال في مواقعها الأثرية الخلابة، كما في فيلم "غرام في الكرنك" (1967) الذي أخرجه علي رضا، والذي صوّر بحرية كاملة في المعابد والمواقع السياحية".
لكن البشلاوي تأسفت للوضع الحالي، حيث يُطلب من السينمائيين دفع رسوم مالية مرتفعة لتصوير أعمالهم في الأماكن الأثرية، مما يدفعهم لتجنب هذه المواقع، وبالتالي الابتعاد عن إنتاج أفلام تروج للسياحة. ودعت إلى تكاتف الجهود بين السينمائيين ووزارتي السياحة والآثار، لتقديم أعمال درامية تروّج للسياحة المصرية بصورة جذابة، مع فتح المجال لتصوير الأفلام الأجنبية في مصر دون فرض رسوم باهظة، أسوة بما كان معمولاً به في السابق.
وفي السياق ذاته، أبدى المنتج طارق الجنايني، في تصريحات له، اعتراضه على ارتفاع تكلفة التصوير في الأماكن السياحية، مستشهداً بتجربة شخصية أثناء تصويره في متحف مصري، حيث طُلب منه دفع رسوم إضافية فقط من أجل تنظيف أحد الأسقف قبل التصوير، مشدداً على ضرورة إزالة مثل هذه العقبات حتى يمكن استخدام هذه المواقع بفعالية للترويج السياحي عبر الأعمال الفنية.
كما أشار محمد عبد الله البيطار، أحد مديري شركات السياحة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن تصوير الأماكن السياحية في الأفلام والمسلسلات يساهم بشكل كبير في تنشيط حركة السياحة، مؤكداً أن بعض المسلسلات التي صورت في مناطق مثل شرم الشيخ، وخليج نعمة، وسيوة، ساهمت في زيادة الإقبال على هذه الوجهات. وطالب بإلغاء الرسوم المفروضة على المنتجين أو على الأقل تخفيضها بشكل كبير لتسهيل التصوير.
يُذكر أن محافظ القاهرة الأسبق، اللواء خالد عبد العال، كان قد أصدر قبل أربع سنوات قرارًا يقضي بفرض رسوم قدرها 100 ألف جنيه مصري (أي حوالي 2038 دولاراً أميركياً) مقابل يوم تصوير واحد للإعلانات أو الأفلام في شوارع القاهرة، ما أثار غضباً واسعاً داخل الوسط السينمائي حينها، ودفع نقيب الممثلين أشرف زكي للتدخل لتعديل القرار.
ويُعقد مهرجان الغردقة لسينما الشباب هذا العام في مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، في الفترة من 25 إلى 30 سبتمبر/أيلول 2025، وتنظمه مؤسسة فنون للثقافة والإعلام، تحت رعاية وزارات الثقافة، والشباب والرياضة، ومحافظة البحر الأحمر، وهيئة تنشيط السياحة، ونقابة المهن السينمائية، والاتحاد العام للفنانين العرب.
## حماس: تعاملنا منذ بداية المسار التفاوضي بكلّ مسؤولية ومرونة في مختلف الملفات وحرصنا على التوصل إلى اتفاق يوقف العدوان على غزة
24 July 2025 09:26 PM UTC+00
## حماس: نستغرب تصريحات المبعوث الأميركي ويتكوف السلبية تجاه موقف الحركة في وقتٍ عبّر فيه الوسطاء عن ترحيبهم بموقفها البنّاء
24 July 2025 09:27 PM UTC+00
## حماس:قدمنا ردنا بعد مشاورات موسعة مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء ودول صديقة وتعاطينا بإيجابية مع جميع الملاحظات التي تلقيناها
24 July 2025 09:29 PM UTC+00
## حماس: نؤكّد حرصنا على استكمال المفاوضات والانخراط فيها بما يساهم في تذليل العقبات والتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار
24 July 2025 09:30 PM UTC+00
## حرب الإبادة على غزة | شهداء في قصف على سوق اليرموك وسط تفاقم المجاعة
24 July 2025 10:09 PM UTC+00
يتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة، مع تسجيل حالات وفاة جديدة جراء الجوع وسوء التغذية، في ظل استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية. وأكدت وزارة الصحة في غزة وفاة حالتين إضافيتين خلال الـ24 ساعة الماضية، بسبب المجاعة، ما يرفع عدد الضحايا إلى 113 حالة وفاة منذ بداية الحرب، بينما أكدت وكالة "أونروا" أن السكان في غزة يُجبرون على المجاعة رغم أن آلاف الشاحنات المحمّلة بالغذاء والأدوية تنتظر إدخالها عند المعابر، مشددة على ضرورة رفع الحصار والسماح بإدخال المساعدات على نطاق واسع.
في السياق السياسي، ومع إعلان حركة حماس أنها سلّمت، باسم فصائل المقاومة، ردّها على المقترح المتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تأكيدات من مصادر في "الجبهة الشعبية" بأن الرد "لاقى استحسان الوسطاء"، وفق ما أبلغت به قيادة حماس باقي الفصائل، جاءت ردة فعل إسرائيل والولايات المتحدة سلبية، إذ قررتا سحب فريقي التفاوض من الدوحة. وأعربت عائلات الأسرى الإسرائيليين عن قلقها من "تجميد المحادثات".
وأكدت حركة "حماس" أنها تعاملت منذ بداية المسار التفاوضي بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة بـ"مسؤولية وطنية ومرونة عالية"، مشيرة إلى أنها قدّمت ردّها الأخير بعد مشاورات موسعة مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء والدول الصديقة. كما أعربت عن استغرابها من تصريحات ويتكوف، التي وصفتها بـ"السلبية"، تجاه موقف الحركة.
في تطور لافت، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف رسميًّا بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل، مؤكدًا أن هذا القرار يأتي التزامًا من باريس بـ"سلام عادل ودائم" في الشرق الأوسط. ويُنتظر أن يشكّل هذا الإعلان دفعة سياسية كبيرة للمطالب الفلسطينية على الساحة الدولية، في وقت تتعالى فيه الأصوات بالعواصم الغربية المطالبة بوقف الحرب ورفع الحصار، وسط تصاعد الانتقادات للانتهاكات الإسرائيلية واستمرار المجاعة في غزة.
"العربي الجديد" يتابع تطورات حرب الإبادة على قطاع غزة أولاً بأول..
## حماس: نستغرب لتصريحات ويتكوف وحريصون على استكمال مفاوضات غزة
24 July 2025 10:13 PM UTC+00
أعربت حركة حماس في بيان ليلة الخميس - الجمعة، عن استغرابها لتصريحات المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف "السلبية" تجاه موقفها، حيث أعلن انسحاب الوفد الأميركي من مفاوضات الدوحة حول غزة، متحدثاً عن "خيارات أخرى". وأكدت الحركة أنها "تعاملت، منذ بداية المسار التفاوضي، بكلّ مسؤولية وطنية، ومرونة عالية في مختلف الملفات، وحرصت على التوصّل إلى اتفاق يوقف العدوان، وينهي معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وقالت حماس: "لقد قدّمت الحركة ردّها الأخير بعد مشاورات موسّعة مع الفصائل الفلسطينية، والوسطاء، والدول الصديقة، وتعاطت بإيجابية مع جميع الملاحظات التي تلقّتها، بما يعكس التزاماً صادقاً بإنجاح جهود الوسطاء، والتفاعل البنّاء مع كلّ المبادرات المقدّمة"، مضيفة: "نستغرب تصريحات المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف السلبية تجاه موقف الحركة، في وقتٍ عبّر فيه الوسطاء عن ترحيبهم وارتياحهم لهذا الموقف البنّاء والإيجابي، الذي يفتح الباب أمام التوصّل إلى اتفاق شامل".
وأكّدت الحركة حرصها على استكمال المفاوضات، و"الانخراط فيها بما يساهم في تذليل العقبات، والتوصّل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار". وكان ويتكوف قد أعلن الخميس أن واشنطن سحبت مفاوضيها من محادثات الدوحة حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، متهماً حماس بـ"عدم التصرف بحسن نية". وقال ويتكوف في بيان نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "قرّرنا إعادة فريقنا من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الردّ الأخير من حماس الذي يظهر بوضوح عدم رغبتها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة"، مضيفاً: "في حين بذل الوسطاء جهوداً كبيرة، لا تبدي حماس مرونة أو تعمل بحسن نية".
وأشار إلى أن واشنطن ستدرس الآن "خيارات أخرى لإعادة الرهائن إلى ديارهم ومحاولة إيجاد بيئة أكثر استقراراً لسكان غزة. من المؤسف أن تتصرف حماس بهذه الطريقة الأنانية". ولم يتضح ما "الخيارات البديلة" التي تفكر فيها الولايات المتحدة. ولم يصدر البيت الأبيض أي تعليق فوري. وفي مؤتمر صحافي الخميس، امتنع المتحدث باسم وزارة الخارجية تومي بيغوت عن تقديم تفاصيل حول "الخيارات البديلة" التي تفكر فيها الولايات المتحدة.
بدوره، قال بيان صادر عن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "في ضوء الرد الذي قدّمته حماس صباح اليوم، تقررت إعادة فريق التفاوض لمواصلة المشاورات في إسرائيل. نحن نُقدّر جهود الوسيطين، قطر ومصر، وكذلك جهود المبعوث (الأميركي ستيف) ويتكوف لتحقيق اختراق في المحادثات".
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية "كان" عن مصدر مطّلع على المفاوضات، لم تسمّه، قوله إنّ "المحادثات لم تنهر. الأمر يتعلق بخطوة منسقة بين جميع الأطراف. هناك قرارات مصيرية يجب اتخاذها، ولذلك عادت البعثة لمواصلة التشاور. الزخم لا يزال إيجابياً".
من جانبه، قال مصدر في حماس، مساء الخميس، إن التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار مع إسرائيل "ممكن" إذا أظهرت إسرائيل "المرونة الكافية"، مؤكداً أن "الكرة الآن في ملعب إسرائيل". وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لوكالة أسوشييتد برس، أن "حماس قدمت الحد الأقصى من المرونة" في المفاوضات غير المباشرة في الدوحة، مضيفاً أن الوسطاء تلقوا الرد الأخير من الحركة بـ"إيجابية"، وأن التقدم في المحادثات كان واضحاً.
وتابع المصدر: "نشعر بالصدمة من تصريحات ويتكوف، التي لا تعكس حقيقة الأجواء الإيجابية التي سادت الجولة الأخيرة من المحادثات. سلمنا ردنا، وكان الوسطاء متفائلين به، وننتظر الآن التوضيحات حول ما جرى". ورغم ذلك، أكد المصدر أن المفاوضات لا تزال قائمة. وأوضح أن "المرحلة الأولى من الاتفاق المقترح تمتد لمدة 60 يوماً، وتشمل تنفيذ خطوات متبادلة تشمل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، مقابل الإفراج عن محتجزين إسرائيليين، بالإضافة إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، مع ضمانات أميركية واضحة لوقف العمليات العسكرية واستئناف المفاوضات نحو تهدئة دائمة". وأشار إلى أن الوسطاء أبلغوا الطرفين أن "الفرصة لا تزال قائمة للتوصل إلى اتفاق دائم، والمجال لم يغلق بعد".
## أطباء ضد الإبادة: "مؤسسة غزة الإنسانية" تجلب الموت لا الطعام
24 July 2025 10:26 PM UTC+00
نظّمت مؤسسة "أطباء ضد الإبادة"، يوم الخميس، في العاصمة الأميركية، سلسلة وقفات احتجاجية أمام الكونغرس، والسفارتين المصرية والإسرائيلية، والبيت الأبيض، للمطالبة بوقف إطلاق النار، وإنهاء سياسة التجويع التي تتبعها إسرائيل في قطاع غزة، ووقف ما وصفوه بـ"مصايد الموت" المرتبطة بالمؤسسة المسماة "غزة الإنسانية"، والتي تعمل، وفق تعبيرهم، تحت ذريعة تقديم المساعدات الإنسانية، بينما "تجلب الموت لا الطعام"، مطالبين بوقف نشاطها، والسماح بدخول المساعدات عبر المنظمات الدولية والأممية.
ورفع الأطباء الأميركيون، الذين جاؤوا من ولايات عدة، صوراً تُظهر آثار الجوع والمجاعة على الأطفال، بدت فيها الهياكل العظمية واضحة، إلى جانب لافتات كُتب عليها: "أوقفوا سياسة تجويع غزة"، "تعيش فلسطين"، "أوقفوا المجاعة"، "أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة". ووجّه الأطباء انتقادات حادة للموقف الأميركي، معتبرين أن الدعم المطلق لإسرائيل "يمثل تجاهلاً للقانون الدولي، وعرقلةً متعمّدة لدخول الغذاء والدواء إلى غزة". كما أشاروا إلى قصف المستشفيات وسيارات الإسعاف.
وانتقد المشاركون ما وصفوه بـ"خذلان الدول العربية للمدنيين في غزة". وقال الدكتور نضال جبّور، في حديث لـ"العربي الجديد": "الأطباء والممرضون والعاملون في المجالس الصحية الأميركية يتجمّعون اليوم ضد حملة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بدعم أميركي، وبتواطؤ وصمت من الدول العربية. نحن أطباء، وبشراً، وأميركيين، نرفض استمرار هذه المجازر وقتل الأطفال، سواء بالتجويع أو القنابل أو العطش". من جهته، قال الطبيب عماد أبو عرب، الذي جاء من ولاية ميشيغن للمشاركة: "نحن هنا ضد ما يحدث للأطفال والمدنيين في غزة".
وأعرب الأطباء عن استنكارهم صمت المجتمع الدولي تجاه الجرائم المرتكبة بحق المدنيين. وقال الدكتور أشرف أبو العز، عضو منظمة "أطباء ضد الإبادة"، في حديث لـ"العربي الجديد": "نحن هنا لمواصلة التحرك ضد الإبادة الجماعية في غزة، فهناك أناس يموتون من الجوع أمام أعيننا، ولا أحد يتحرّك. هذه مأساة إنسانية من صنع البشر، وليست ناتجة عن زلازل أو كوارث طبيعية". ودعا أبو العز الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التوقف عن دعم إسرائيل، وفتح المعابر لعلاج الفلسطينيين، والسماح بدخول الغذاء والدواء، قائلاً: "الناس يموتون بالآلاف، والأطباء لا يستطيعون علاجهم".
وخلال وقفتهم أمام الكونغرس، وبحضور عضوة الكونغرس رشيدة طليب، دعا الأطباء إلى وقف الدعم الأميركي لإسرائيل، ووقف إطلاق النار. وأشار الكاتب الفلسطيني مصعب أبو توهة، في كلمة له خلال الوقفة، إلى معاناة الفلسطينيين، متسائلاً عن عدد المسؤولين الأميركيين الذين فكروا في زيارة غزة، في مقابل زياراتهم المتكررة لإسرائيل.
كما انتقد الأطباء، في وقفتهم أمام السفارة المصرية، موقف القاهرة من رفض دخول القوافل الإنسانية القادمة من مختلف أنحاء العالم إلى غزة، وطالبوا بضرورة الضغط لفتح المعابر. وفي الوقفة أمام السفارة الإسرائيلية، رفعوا شعارات مناهضة للإبادة، من بينها: "تعيش فلسطين"، "فلسطين حرة"، "أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة"، مندّدين بجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل، ورفضها دخول الغذاء والدواء، واستمرار استهداف الأطفال والنساء، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وفي ختام التحركات، قال أشرف أبو العز، في كلمة أمام البيت الأبيض: "غزة قضية إنسانية. بعد أشهر من القصف والقتل والحصار، وتدمير المستشفيات والجامعات والمدارس والمنازل، يعيش نحو مليوني إنسان في ظروف لا تصلح للحياة، وأكثر من 80% منهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي. وما يسمّى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" غير إنسانية على الإطلاق، فهي لا تجلب سوى القتل والدمار، وتعمل على اصطياد الناس كما تُصاد الطيور. هذه جريمة حرب كاملة".
## 6 مؤشرات تحكي حال الاقتصاد المصري المائل
24 July 2025 10:29 PM UTC+00
حسناً، لنأخذ بالرواية الحكومية والأرقام الصادرة عن الجهات الرسمية في مصر بشأن حال الاقتصاد وأرقام الموازنة والأسعار والأسواق والتضخم، وهي الرواية التي تقول إن مؤشرات الاقتصاد تتحسن، وإن الوضع المالي أفضل من ذي قبل، وإن معدلات النمو في أحسن حالاتها، وإن مصر تُحقّق طفرة في النمو الاقتصادي قلما تجدها في اقتصادات الدول الناشئة، بل وإن المواطن يجهل بما تحقق، وإن الإعلام ينكر تلك النجاحات ويتذكر فقط السلبيات كما قال مصطفى مدبولي رئيس الحكومة قبل أيام، لكن دعونا نُناقش حقيقة تلك الأرقام من خلال رصد ستة مؤشرات.
المؤشر الأول: الرواية الرسمية تقول إنّ سعر الدولار تراجع إلى أقل من 49 جنيهاً لأوّل مرة منذ فبراير الماضي مقابل 51.70 جنيهاً في إبريل الماضي، دون أن تكشف لنا الحكومة عن أسباب التراجع، وهل هو لأسباب خارجية تتعلّق بتهاوي سعر الدولار في الأسواق العالمية بنسبة 10% مقابل اليورو، أم لأسباب محلّية أخرى، وإذا كان التراجع حقيقياً فلماذا لم ينعكس ذلك على الأسعار، لماذا لم تنخفض أسعار السلع الرئيسية، خاصة أنّ مصر تستورد نحو 70% من احتياجات أسواقها من الخارج، معظمه يُسدّد بالعملة الأميركية، وإذا كانت الجهات الرسمية تتحجج في أوقات سابقة بأن زيادة الأسعار ترجع بشكل أساسي إلى قفزات الدولار والتعويم المستمر للعملة المحلية، فبم تفسّر لنا عدم تراجع الأسعار في هذا التوقيت، خاصّة أن الأسواق المحلية تشهد ركوداً عميقاً بسبب قفزات الأسعار المتواصلة وتهاوي القدرة الشرائية للمصريين وتآكل مدخراتهم؟
ثلاث دولٍ خليجية تحتفظ بودائع بقيمة 18.3 مليار دولار لدى المركزي المصري
المؤشر الثاني: تتباهى الحكومة دوماً بحدوث قفزات في احتياطي الدولة من النقد الأجنبي، باعتباره حائط الصدّ أمام أي مخاطر خارجية تتعلّق بأعباء الديون الضخمة وكلفة الواردات وغيرها، وقبل أيام كشف البنك المركزي المصري عن ارتفاع صافي الاحتياطيات إلى 48.7 مليار دولار بنهاية يونيو 2025، مقابل 47.109 مليار دولار في نهاية 2024، بنمو 3.38%، وزيادة 1.591 مليار دولار.
السؤال هنا: هل هذا الاحتياطي النقدي مملوك بالكامل للدولة المصرية، وما هي قيمة الذهب المدرجة به، وكيف ساهمت قفزات المعدن الأصفر والقروض الخارجية والاقتراض الدولاري الداخلي من البنوك المصرية في زيادة الاحتياطي، وهل يُغذّى الاحتياطي من موارد ذاتية أم عبر قروض. كذلك ما هي قيمة ودائع الخليج المدرَجة ضمن الاحتياطي المصري، علماً بأن تلك الودائع مستحقة السداد في مواعيد متفق عليها، وأن ثلاث دولٍ خليجية تحتفظ بودائع بقيمة 18.3 مليار دولار لدى المركزي المصري يحين أجل سداد آخر وديعة منها في أكتوبر 2026؟
المؤشر الثالث: تتباهى الحكومة بمؤشر تراجع المعدّل السنوي للتضخم العام إلى 14.9% في يونيو 2025، مقابل 16.8% في مايو الماضي، بل وتؤكد انحسار الضغوط التضخمية الناتجة عن السلع الغذائية رغم الزيادة في أسعار الغاز المنزلي، السؤال: هل لمست الأسر المصرية تراجعاً في قيمة أسعار السلع بنسبة تفوق 50%، خاصّة أن التضخم السنوي وصل إلى 38% في سبتمبر/ أيلول 2023؟ وهل شعر المواطن بأن هناك تراجعاً في أسعار الوقود والكهرباء والمياه والرسوم والضرائب، أم إن الأسعار تواصل الزيادة حتى بالنسبة لرغيف الخبز في ظلّ خفض الدعم وزيادة الأسعار من قبل الحكومة؟
المؤشر الرابع: هناك تباهٍ رسمي بأن مصر تمتلك أكبر حقل لإنتاج الغاز في منطقة شرق البحر المتوسط، وهو حقل ظهر، وأن إنتاج الحقل يكفي لتلبية احتياجات مصر والتصدير الخارجي لسنوات، وأن هناك اكتشافات قوية في مجال الغاز والنفط، لكن الواقع يقول إن مصر خصصت 9.5 مليارات دولار لاستيراد الغاز والوقود بالسنة المالية الحالية 2025-2026، وإنها تعتزم مواصلة استيراد الغاز المسال حتى 2030، وإنها باتت واحدة من أكبر مستوردي الغاز، وإنها تجري محادثات لاستيراد الغاز من شركات أرامكو وترافيغورا وفيتول حتى عام 2028، وكذلك من قطر ومناشئ أخرى.
التحويلات باتت المصدر الثاني للنقد الأجنبي في مصر بعد الصادرات
المؤشر الخامس: تتفاخر الحكومة بتسجيل تحويلات المصريين العاملين في الخارج قفزة بنسبة 82.7 % خلال الأشهر التسعة الأولى من العام المالي 2024-2025، حيث بلغت نحو 26.4 مليار دولار، مقابل 14.5 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام المالي السابق.
السؤال: ما انعكاس القفزة على حياة المصريين وكلفة المعيشة، خاصة أنّ التحويلات باتت المصدر الثاني للنقد الأجنبي في مصر بعد الصادرات، وهل قدمت تلك الحكومة خدمات مميزة للجاليات المصرية في الخارج لتشجيعها على زيادة تلك التدفقات الدولارية، أم تجاهلتها، بل وتمارس ضغوطاً على شريحة منها في استخراج بعض الأوراق الثبوتية مثل جواز السفر وبطاقة الرقم القومي وغيرها؟
المؤشر السادس: تتفاخر الحكومة منذ سنوات طويلة بأن لديها برنامجاً للإصلاح الاقتصادي والمالي بالشراكة مع صندوق النقد الدولي، وأن الحكومة ملتزمة بمواصلة تنفيذ هذا البرنامج، وأنه في ظل البرنامج أثبت الاقتصاد المصري قدرته على الصلابة واستيعاب الصدمات ويسير في طريق التعافي، وأنه حقق نسبة نمو عالية بلغت 4.77% خلال الربع الثالث من العام المالي 2024-2025، وهناك تحسّن للمؤشرات رغم التحديات الراهنة. فهل يمكن أن تدلنا الحكومة على أبرز ملامح البرنامج وانعكاساته الإيجابية على المواطن والاقتصاد، وهل البرنامج يعني مزيداً من الاستدانة والقروض وبيع أصول الدولة وشركاتها وبنوكها وأراضيها وخفض الدعم المقدم للطبقات الفقيرة، وانهيار الطبقة الوسطى؟ أم إنه يعني أموراً لا نعرف عنها شيئاً؟
ينطبق الأمر على مؤشرات أخرى، منها مثلاً حديث الحكومة في بداية كلّ عام عن تحقيق الموازنة فائضاً أولياً ومبدئياً، فإذا بنا في نهاية العام نجد عجوزات ضخمة وزيادات في الدين العام غير مسبوقة، بالإضافة إلى شهادات المؤسسات المالية والاقتصادية الدولية بشأن المؤشرات الكلية وتحسن قيمة العملة، وغيرها من المؤشرات الرسمية الوردية والمتفائلة التي لا نجد لها صدى على أرض الواقع.
الخلاصة أنه عندما تتحسّن معيشة الفرد في مصر، وتسترد العملة المحلية عافيتها، وتتراجع الأسعار، وتتوقف الحكومة عن سياسة الجباية وزيادة الأسعار وخفض الدعم، هنا يمكن القول إن المؤشرات الرسمية حقيقة، أما فيما عدا ذلك فهو "طق حنك وكلام مصاطب".
## فرانس برس: جلسة طارئة لمجلس الأمن الجمعة حول الاشتباكات الحدودية بين تايلاند وكمبوديا
24 July 2025 10:29 PM UTC+00
## مراسل العربي الجديد: سماع دوي انفجارات عنيفة في صنعاء
24 July 2025 10:33 PM UTC+00
## واشنطن توافق على بيع نظام دفاع جوي لمصر بـ4.67 مليار دولار
24 July 2025 10:39 PM UTC+00
أعلنت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأميركية، يوم الخميس، عن موافقة وزارة الخارجية على صفقة محتملة لبيع منظومة دفاع جوي من طراز NASAMS إلى مصر، بتكلفة تقديرية إجمالية تبلغ 4.67 مليار دولار. وتتضمن الصفقة بيع نظام صواريخ أرض–جو المتقدم، إلى جانب أربع منظومات رادار من طراز AN/MPQ-64F1 Sentinel، و800 صاروخ، والعشرات من وحدات التوجيه، إضافة إلى مجموعة من المعدات الدفاعية غير الأساسية.
وجاء في الإعلان أن هذه الصفقة "ستعزّز قدرة مصر على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية، وتحسين قدرتها على اكتشاف مختلف التهديدات الجوية"، كما أنها "ستدعم أهداف السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة من خلال تعزيز أمن حليف رئيسي من خارج الناتو، يُعدّ قوةً للاستقرار السياسي والتقدّم الاقتصادي في الشرق الأوسط".
ويُعدّ نظام NASAMS، الذي طوّرته شركة RTX الأميركية بالتعاون مع شركة الدفاع النرويجية Kongsberg، نظام دفاع جوي متوسط المدى، مصمماً لاعتراض الطائرات ذات الأجنحة الثابتة أو الدوارة، وصواريخ كروز، وبعض الأنظمة الجوية الأخرى. ويمكن للمشرّعين في الكونغرس الاعتراض على هذه الصفقة خلال فترة 30 يوماً من تاريخ الإعلان، رغم ندرة اتخاذهم مثل هذه الخطوة.
وفي فبراير/ شباط الماضي، زار وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، العاصمة الأميركية والتقى بعدد من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية الجديدة وأعضاء الكونغرس. وبحسب بيان للخارجية المصرية حينها، هدفت الزيارة إلى تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، إلى جانب "التشاور بشأن التطورات الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك".
## برّاك: التقيت بمسؤولين سوريين وإسرائيليين في باريس
24 July 2025 10:48 PM UTC+00
أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية توماس برّاك أنه التقى، مساء الخميس، في العاصمة الفرنسية، مسؤولين سوريين وإسرائيليين. وقال في منشور عبر منصة "إكس": "التقيت هذا المساء مع السوريين والإسرائيليين في باريس"، من دون أن يوضح ما إذا اجتمع بالجانبين في لقاء مشترك، أو بشكل منفصل.
وتابع برّاك: "كان هدفنا الحوار ووقف التصعيد، وقد حققنا ذلك بالضبط، وقد جددت جميع الأطراف التزامها بمواصلة هذه الجهود". وجاء تصريح برّاك في وقت تتصاعد فيه المؤشرات على تحركات دبلوماسية دولية لإعادة ضبط الأوضاع في سورية بعد أحداث محافظة السويداء، على المستويين الأمني والسياسي.
I met this evening with the Syrians and Israelis in Paris. Our goal was dialogue and de-escalation, and we accomplished precisely that. All parties reiterated their commitment to continuing these efforts.
— Ambassador Tom Barrack (@USAMBTurkiye) July 24, 2025
وكانت وسائل إعلام عبرية نقلت عن مسؤول إسرائيلي في وقت سابق الخميس، قوله إن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر سيلتقي وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في باريس، في وقت لم يذكر برّاك الشخصيات التي التقاها من الجانبين.
وكانت إسرائيل شنت عدة هجمات، منها ما طاول مناطق في السويداء ودمشق في وقت سابق هذا الشهر، بزعم حماية الدروز، قبل أن توقف هجماتها "بطلب من الولايات المتحدة"، فيما انسحبت قوات الأمن السورية بشكل كامل من المحافظة بعد إبرام اتفاق مع مشايخ الطائفة الدرزية. لكن الفصائل المسلحة التابعة للشيخ حكمت الهجري، أحد مشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سورية، نقضت الاتفاق، وفق الحكومة السورية، وشنت هجمات على القرى البدوية في المحافظة، تخللتها مجازر بحق المدنيين، وهو ما دفع العشائر في أنحاء سورية إلى النفير وشن هجوم مضاد.
ومساء الخميس، خرجت قافلة إجلاء رابعة تضم 248 شخصاً من عائلات العشائر، من محافظة السويداء، في ظل هدوء تشهده المنطقة، عقب أيام من تصاعد التوترات الأمنية. وأشارت مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد" إلى أن القافلة انطلقت من بلدة ريمة حاف، متوجهة إلى مراكز إيواء في بلدات داعل، والنعيمة، واليادودة، والمزيريب بريف محافظة درعا، حيث من المتوقع أن يُستقبل المهجّرون فيها بشكل مؤقت.
استقبلت محافظة درعا اليوم 248 فرداً من عشائر البدو (غالبيتهم نساء وأطفال) كانوا محتجزين في السويداء، وذلك ضمن القافلة الرابعة التي انطلقت من قرية ريما اللحف إلى مراكز إيواء مؤقتة.
https://t.co/W5IV7ShiqY#السويداء#درعا#سانا pic.twitter.com/vxLAJC9ard
— الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@Sana__gov) July 24, 2025
وكانت قافلة مماثلة قد خرجت ليل الأربعاء من السويداء، وضمت قرابة 500 شخص من عوائل عشائر البدو، تم نقلهم عبر حافلات وقرابة 45 سيارة خاصة، وسط إجراءات أمنية، وتأمين من قبل الحكومة السورية باتجاه محافظة درعا.
في سياق متصل، طالبت وزارة الخارجية الأميركية بفتح تحقيق فوري في وفاة مواطن أميركي في سورية، مشيرة إلى أن "الولايات المتحدة أجرت مناقشات مباشرة مع الحكومة السورية بشأن هذه المسألة"، وأضافت الخارجية أن "سورية تمر بمنعطف حاسم، ونأمل من الحكومة السورية قيادة الخطوات المقبلة".
## جلسة طارئة لمجلس الأمن حول الاشتباكات الحدودية بين تايلاند وكمبوديا
24 July 2025 11:15 PM UTC+00
يعقد مجلس الأمن الدولي، الجمعة، جلسة طارئة يبحث خلالها، خلف أبواب موصدة، الاشتباكات الحدودية الأخيرة بين تايلاند وكمبوديا، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية، الخميس. وقالت المصادر لوكالة "فرانس برس" إنّ الاجتماع سيُعقد بطلب من رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت، وسيبدأ في الساعة 15:00 (19:00 بتوقيت غرينتش).
ويأتي عقد هذا الاجتماع غداة شنّ تايلاند غارات جوية على أهداف عسكرية في كمبوديا، التي ردّت من جهتها بقصف مدفعي وصاروخي على أهداف في الأراضي التايلاندية، ما أسفر عن مقتل 11 شخصاً على الأقل، بحسب بانكوك، في أخطر تصعيد عسكري بين البلدين منذ نحو 15 عاماً. وفي مايو/ أيار، تحوّل نزاع حدودي طويل الأمد في منطقة تُعرف بـ"المثلّث الزمردي"، حيث تتقاطع حدود البلدين مع لاوس، إلى مواجهة عسكرية قُتل فيها جندي كمبودي.
لكن التوترات التي تراكمت على مدى أسابيع من الاستفزازات والأعمال الانتقامية، والتي أثّرت على الاقتصاد وحياة السكان في المناطق المتضررة، بلغت ذروتها صباح الخميس، بعد تبادل لإطلاق النار قرب معبدين قديمين يعود تاريخهما إلى فترة أنغكور (القرنين التاسع والخامس عشر)، في محافظة سورين التايلاندية ومقاطعة أودار مينتشي الكمبودية.
وتقاذفت وزارة الدفاع الكمبودية والجيش التايلاندي المسؤولية عن هذا الاشتباك، إذ اتّهم كلّ طرف الآخر ببدء إطلاق النار، في أحدث تصعيد لهذا الخلاف الطويل الأمد بين البلدين حول المنطقة الحدودية المتنازع عليها.
وفي وقت سابق، أعلنت كمبوديا أنها خفضت علاقاتها الدبلوماسية مع تايلاند إلى أدنى مستوى، وسحبت جميع موظفيها من سفارتها في بانكوك. وجاء ذلك رداً على إغلاق تايلاند معابرها الحدودية الشمالية الشرقية مع كمبوديا، وسحب سفيرها، وطرد السفير الكمبودي، احتجاجا على انفجار لغم أرضي أدى إلى إصابة خمسة جنود تايلانديين. 
والشهر الماضي، قال الجيش التايلاندي إنه مستعد للقيام "بعملية عالية المستوى" لمواجهة أي انتهاك لسيادة البلاد، في أقوى تعليقات خلال نزاع حدودي محتدم مع كمبوديا تجدد باشتباك أسفر عن مقتل جندي كمبودي الأسبوع الماضي. وقال الجيش في بيان أصدره في وقت متأخر من أمس الأربعاء، إن معلومات استخبارية جمعها تشير إلى أن كمبوديا عززت جاهزيتها العسكرية على الحدود، بينما كانت الجهود الدبلوماسية تجري، واصفاً الأمر بأنه "مثير للقلق".
(فرانس برس، العربي الجديد)
## جرار الزيت المكسورة.. أو فصل من تجويع الفلسطينيين
24 July 2025 11:38 PM UTC+00
تناول تقريرٌ نشرته شبكة الجزيرة على وسائل التواصل الاجتماعي في الأوّل من يوليو/ تموز الجاري (2025) أن فلاحاً فلسطينياً في الضفّة الغربية يروي مأساة أرضه التي اقتَلع منها المستوطنون الإسرائيليون قرابة مئتي شجرة زيتون. يُقلّب الفلاح، وهو ملبوسٌ بالخيبة والغصّة، أغصان الزيتون المليئة بالثمر، قائلاً: "كنّا نتوقع موسماً جيداً لهذا العام". العم الذي لم يُذكر اسمه واحد من بين مئات وربما آلاف المزارعين الفلسطينيين الذين حُرقت أشجارهم أو قُطعت. وفي سيناريوهات أسوأ، صودرت أرضهم تحت ذرائع كثيرة تنفيذاً لسياسة الاستيطان ذات الوتيرة المُتسارعة.
بطبيعة الحال، لا تقتصر آثار هذه المأساة على الدائرة الضيّقة للمزارع كعائلته أو مجتمع قريته فحسب، بل تتجاوزهما لتدقّ باب كلّ فلسطيني يسكن الضفة الغربية مُطلقة جرس الإنذار، فالأمن الغذائي الفلسطيني الذي يتربّع زيت الزيتون على رأس هرمه قد بات في خطرٍ حقيقي، ممهّداً (بالإضافة إلى أسباب أخرى) لحالة تجويع تتسع رقعتها في الضفة الغربية، وهي مسألة لا يكثر الحديث عنها أمام فظائع المجاعة القسرية في قطاع غزّة، فما هو "خطير" يتقزّم أمام ما هو "مهول"، فضلاً عن انغماس أو استهلاك الفلسطيني - الضفاوي في معاركه اليومية على الحواجز العسكرية والطرق الالتفافية وصعوبة الأوضاع الاقتصادية وانغلاق أفق الحلول السياسية في بلاده المُفتّتة جغرافياً. ... وفي ضوء هذا الواقع، تتناول هذه المطالعة حالة التجويع المُتشكّلة في الضفة الغربية لكونها نتيجة سياسات إسرائيلية منهجية، غرضها النهائي الاستيلاء على الأرض.
"الزيت عماد البيت"
ورث الفلسطيني إلى جانب أشجار الزيتون وسلاسل (أو سناسل) الأرض وثقل نكبته حِكم أجداده الذين طمأنوه إلى أنّ بيتاً فيه زيت الزيتون لا يجوع أهله، وإن ضاقت عليهم الدنيا وتقلّبت بهم الأحوال، فما دام زيتُهم محفوظاً في الجِرار فهم في أمان وإن عَسُرَ الحال.
يبدو أحياناً أن حِكم الأجداد لا تصمُد طويلاً، ولا سيما أمام مِعول الاستعمار الاستيطاني الذي يستهدف الأصلاني في رزقه وأسباب معيشته، مُهيّئاً له أسباب الهجرة التي يريد صبغها باللون الطوعي، وهي أبعد ما تكون عن ذلك، فالغاية النهائية لهذا النوع من الاستعمار الاستحواذ على الأرض ونزعها من سكّانها لإقامة مشروعه الاستيطاني الإحلالي بتوطين عنصره البشري فيها، ومن ثم شرعنة وجوده، أي بتحويله من مستوطنين إلى مواطنين.
في سياق الاحتلال تصبح السيادة الغذائية للشعب المُحتَل عنصراً بنيوياً من عناصر حق تقرير المصير
منذ أعوام طويلة (قبل 7 أكتوبر)، استخدمت دولة الاحتلال الإسرائيلي وسائل عديدة لمصادرة الأراضي في الضفّة الغربية تنوّعت ما بين إعلانها أراضي دولة أو الاستحواذ عليها لدواعي المنشآت العسكرية أو لإقامة محميّاتٍ طبيعية ومواقع ثقافية أثرية، فيما تمثّل الهدف النهائي منها ببناء المستوطنات الجديدة أو توسيع المستوطنات القائمة. ووفقاً للتقرير السنوي المُقدّم إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الذي يغطّي من 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 وحتى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2024 بلغ عدد المستوطنين الإسرائيليين في الضفّة الغربية بما فيها القدس الشرقية 737,332 مستوطناً، فيما وصل عدد المستوطنات إلى 147 ووجود 224 بؤرة استيطانية، 49 منها أُنشئت خلال الفترة المُغطّاة في التقرير. تبرز خطورة هذه البؤر من حيث مكان إقامتها بالقرب من التجمّعات الفلسطينية. وبالتالي، حيلولتها دون وصول الفلسطينيين إلى الأراضي الزراعية وأراضي الرعي لدفعهم قسراً إلى ترك هذه المناطق. وتكريساً لسياسة الاستيطان وابتلاع الأرض الفلسطينية، أعلنت إسرائيل خلال فترة التقرير اعتبار 24,193 دونماً من أراضي الضفة الغربية أنها أراضي دولة، مُستهدفة بشكل رئيسي منطقة غور الأردن، وتخصيص ما نسبتها 99,76% من تلك الأراضي للإسرائيليين بصورة خاصة.
كان لسياسة الاستيلاء على الأراضي والتوسّع المُطرد للمستوطنات واعتداء المستوطنين على الفلسطينيين وتزايد عدد البوابات الحديدية في الضفة الغربية إلى ما يفوق 850 بوابة الأثر الجلي على نشاطات اقتصادية عديدة، منها موسم قطف الزيتون بالغ الأهمية للفلسطينيين، والذي يُعتبر مصدر دخل لعشرات آلاف الأُسر. فقد كشف مقال لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمنشور في فبراير/ شباط 2024 عما حلّ بموسم قطاف الزيتون لعام 2023؛ إذ بقي أكثر من 96 ألف دونم من الأراضي المزروعة بشجر الزيتون في الضفة الغربية غير محصودة، كذلك لم يتمكّن قرابة 50% من الفلاحين الفلسطينيين من قطف ثمار أشجار الزيتون الخاصة بهم، وعلى إثره تكبّدوا خسارة إجمالية تزيد على (1.200) طن متري من زيت الزيتون، ما شكّل انتكاسة اقتصادية وطنية بلغت قيمتها عشرة ملايين دولار، فضلاً عن تدمير اقتصادات فلسطينية محلية أخرى، بينما قُدر عدد الأشتال والأشجار المُتلفة، ومعظمها من الزيتون في ذلك العام حوالى 22 ألف شجرة، وكانت أكثر هذه الآثار حدّة في المحافظات الشمالية في نابلس وطولكرم وقلقيلية.
حالة التجويع في الضفة الغربية
يُعتبر التجويع أحد أشهر الأساليب الاستعمارية المُستخدمة ضدّ السكان الأصلانيين لتحقيق غاية نهائية محدّدة، تتمثّل، بالعادة، بإضعاف المجتمع المحلي، ودفعه إلى النزوح، تمهيداً للاستيلاء على أرضه واحتلالها، وهو أسلوبٌ لا يزال مُعتمداً من القوى المختلفة تحديداً في سياق النزاعات العسكرية. لذلك يدعو مقرّر الأمم المتحدة للغذاء، مايكل فخري، في تقريره الصادر في 17 يوليو/ تموز الحالي (2025) إلى تفسير المجاعات باعتبارها مشكلات سياسية، وليست أزمات إنسانية؛ فهي في الغالب من صنع الإنسان، وتنشأ نتيجة تجويع فئة على يد فئة أخرى تهدف بالمحصلة إلى بسط السلطة على الأرض من خلال التهجير القسري للمُجوّعين.
يعني التجويع (Starvation) في أحد دلالته "عملية الحرمان، التي تحدث عندما يمنع أشخاصٌ آخرين من إمكانية الوصول إلى وسائل دعم الحياة". ومن هذا التعريف ينبثق مفهوم فرعي، هو التجويع الجماعي أو الجمعي، الذي يتخذ أشكالاً عديدة منها: الحصار وحدّ قدرة الناس أو حرمانهم الحصول على الغذاء، والذي يشمل تخريب مخازن الأغذية أو تدميرها، وعرقلة الأنشطة ذات العلاقة بالغذاء أو إنتاجه، كالزراعة والتجارة الغذائية. كذلك يمكن استخدام التجويع واحداً من أشكال العقاب الجماعي الذي يهدف إلى التأثير بالموقف السياسي للسكان، وقد يكون أيضاً أداة لإعادة الهندسة الاجتماعية للسكان من خلال انتهاج سياساتٍ اقتصاديةٍ سياسيةٍ، يترتّب عنها إيجاد منظومة غذائية هشّة وتابعة. وينتهك التجويع حقوقاً عديدة للإنسان، في مقدمها الحقّ في الغذاء، الذي لا يتحقّق إلا "عندما يتمتع كل رجل وامرأة وطفل، على المستوى الفردي أو الجمعي، بالقدرة المادية والاقتصادية في جميع الأوقات على الحصول على الغذاء الكافي أو الوسائل اللازمة للحصول عليه".
عانى الشعب الفلسطيني مُبكّراً من سياسات الاحتلال الإسرائيلي الاقتصادية- السياسية التي كانت لها تداعيات كبيرة على منظومته الغذائية واستقلاله الغذائي
من جهة أخرى، يطرح التجويع مسألةً بالغة الأهمية، ذات علاقة بالسيادة الغذائية للسكان على الموارد والأرض. وفي سياق الاحتلال، تصبح السيادة الغذائية للشعب المُحتَل عنصراً بنيوياً من عناصر حقّ تقرير المصير. وبالتالي، يكون الاحتلال من أشكال نزع ملكية الأرض مصدر الإنتاج والأمن الغذائي للسكان وانتقاصاً لسيادتهم الغذائية عليها، وبالتالي، لحقّ تقرير المصير للشعب المُحتَل. وبالنظر إلى سياسات الاحتلال الإسرائيلي في هذا السياق، يُلاحظ أنها بنيوية، بمعنى أن التجويع (سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزّة) ليس طارئاً ولا مُستحدثاً استجابةً لحدث ما، إذ عانى الشعب الفلسطيني مُبكّراً من سياسات الاحتلال الإسرائيلي الاقتصادية - السياسية التي كان لها تداعيات كبيرة على منظومته الغذائية واستقلاله الغذائي وقدرته على ممارسة سيادته على موارده الغذائية، من خلال تكريس الفصل الجغرافي ما بين أواصر الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزّة، والسيطرة على حركة التنقّل للناس والبضائع، ومصادرة الأراضي، والسيطرة على المياه وتعزيز الاستيطان الرعوي. وبالتالي، تآكل الأراضي الزراعية، وأثر ذلك على الثروة الحيوانية، وتشييد جدار الفصل العنصري، وافتعال أزمات اقتصادية للفلسطينيين من خلال حجز أموال المقاصّة الفلسطينية التي ترتّب عنها عدم القدرة على دفع الرواتب للموظفين أو تسريح عشرات الآلاف من الفلسطينيين العاملين في الداخل الفلسطيني المُحتل، وارتفاع معدلات البطالة في الضفة الغربية خلال عام 2024 إلى 29% بينما قفزت معدّلات الفقر من 12% إلى 28%، حسب تقرير البنك الدولي المنشور في إبريل/ نيسان 2025 نتج منها تآكل قدرة الفلسطينيين على توفير الطعام، من دون التغاضي عن وقوع ما نسبته 60% من الأراضي الزراعية الفلسطينية التي تحتوي على معظم الينابيع والآبار والأراضي الخصبة في مناطق ج من أراضي الضفة الغربية وفقاً لاتفاقية أوسلو، وهي المناطق التي تخضع كلية للسيطرة الإسرائيلية التي تُقيّد وصول الفلسطينيين إليها واستصلاحها. وقد شكّلت هذه السياسات والحقائق مجتمعةً بذوراً مُبكّرة لحالة التجويع، لكونها من أدوات الإخضاع والسيطرة على الشعب الفلسطيني، وتحقيق التبعية الاقتصادية - الغذائية لإسرائيل، بلغت على إثرها 11% نسبة التجويع في الضفة الغربية في 2024.
حقّ السكان الأصليين في الغذاء
يرتبط الحقّ في الغذاء تحديداً في السياق الكولونيالي بحقّ السكان الأصليين في الغذاء، وهو حقّ فردي وجماعي/ من قبيل الحقوق غير القابلة للتصرّف المُعترف بها للشعوب الأصيلة، فقد تضمّن إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصيلة البنود التي تؤكّد حقّهم بالتمتّع في أراضيهم ومواردهم بهدف الحفاظ على هياكل (هذه الشعوب) ومؤسّساتها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وفقاً لما ورد في ديباجة الإعلان المذكور، وفي الوقت نفسه، مطالبة الدول باتخاذ الإجراءات التي تمنع نزع ملكية الأراضي أو الموارد من الأصليين أو نقلهم قسرياً.
حظر القانون الدولي الإنساني والجنائي تجويع المدنيين بكونه أسلوباً من أساليب الحرب
ويرتبط الحقّ في الغذاء أيضاً بحقّ التحرّر من الجوع، وفقاً للتعليق الذي طرحته اللجنة المعنية بالعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بالإضافة إلى حقوق أخرى نصّ عليها القانون الدولي لحقوق الإنسان، ومنها الحقّ في الحياة والصحة. وفي سياق النزاعات العسكرية، حظر القانون الدولي الإنساني والجنائي تجويع المدنيين بكونه من أساليب الحرب، بل والذهاب إلى حد اعتباره (التجويع) جريمة إبادة جماعية إذا ما تحقّقت أركانها، سواء في حالتي السلم أو الحرب، وهو ما تثيره بالفعل جمهورية جنوب أفريقيا في دعواها المُقدّمة ضدّ إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
"شجرة الزيتون الثانية"
من الضروري قراءة تجويع الفلسطينيين في الضفّة الغربية وقطاع غزّة من خلال إطار شامل، وليس بوصفه حدثاً طارئاً في سياق حربي أو سياسة عقابية جماعية مؤقتة سرعان ما تنتهي، فالفاهم طبيعة الاستعمار الاستيطاني الإحلالي بكونه "بنية لا حدثاً طارئاً له بداية ونهاية"، كما يؤسّس له المؤرّخ الإنكليزي - الأسترالي، باتريك وولف، يمكنه إذاً قراءة سياسات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته كافة، باعتبارها وسيلةً لتحقيق غاية رئيسية مُتمثّلة بانتزاع الأرض وتهجير الفلسطينيين بهدف توطين المستوطنين.
أخيراً، إن كانت شجرة الزيتون ببركتها وثرائها الغذائي ورمزيتها العتيقة للفلسطيني مستهدفة كما يقول محمود درويش في قصيدته "شجرة الزيتون الثانية": "هؤلاء الجنود، الجنود الجُدد يحاصرونها بالجرافات/ ويجتثونها من سلالة الأرض"، إلا أن البِشارة (حسب القصيدة) تولد من واقعة قتل الغزاة لأحد أحفاد هذه الشجرة ممّن هبّوا للدفاع عنها، فما إن يدفن الناس الفتى الشهيد حتى يصير هو الآخر "شجرة زيتون، شجرة زيتون شائكة... وخضراء".
## في مسألة طلال أبو غزالة
24 July 2025 11:38 PM UTC+00
لرجال المال والأعمال العرب أن يزاولوا السياسة ويتدافعوا في أي انتخابات، وأن يتطلّعوا إلى تولّي المناصب والمسؤوليات الرفيعة، وأن يكون لأيٍّ منهم مواقفُه وآراؤه في الشأن العام، فهذا كلّه من حقوقهم مواطنين. ولكنها بعضُ أسئلةٍ عن المفاعيل العامّة التي جعلت ما تصحّ تسميتها ظاهرة رجال المال والأعمال في المجال السياسي العربي تستجدّ منذ منتصف الثمانينيات (تقريباً)، وتتّسع لاحقاً، فضمّت الحكومات المصرية، مثلا، منذ النصف الثاني من عهد حسني مبارك، وزراء عديدين منهم، فضلاً عن حضور أمثالهم في البرلمانات والهيئات والمجالس الحكومية والاستشارية، ما جعلنا أمام حالةٍ خاصّة، دلّت على نفوذٍ ظاهرٍ لطبقتهم في الدولة والحقل العام، الرسمي والحزبي والأهلي، الطبيعي والمصنوع (في أيّهما يمكن إدراج إبراهيم العرجاني زعيماً لحزبٍ يوصَف بأنه قبلي؟). ولم يعُد رفيق الحريري من رجال المال والأعمال وحده الذي تولّى رئاسة حكومة عربية، فالملياردير عزيز أخنوش هو رئيس الحكومة حالياً في المغرب، وترأس علي أبو الراغب الحكومة الأردنية قبل أزيد من عقديْن.
هناك من هم أقدر من صاحب هذه المقالة في تشريح المسألة، وفي تعيين نماذج وحالاتٍ عربية دالّة، غير أن في الوُسع أن يجتهد واحدُنا فيلحظ أننا لم نقع على أي رجل مالٍ وأعمالٍ عربيٍّ لمعَ سياسياً، وصنع زعامةً، أو شكّل حالة خاصة، أو بدا مثالاً أو نموذجاً في خيار سياسي، أو صاغ مشروعاً وطنياً أحدث أثراً. ويمكن استثناء رفيق الحريري الذي ربما اغتيل بسبب زعامته ومشروعه ورؤيته. والمفارقة هنا أن نجاحات من نتحدّث عنهم في ميادين أعمالهم، الاستثمارية والمصرفية والتجارية والصناعية وغيرها، كبيرة، لكنها لم تتوازَ مع نجاحاتٍ سياسيةٍ لدى أهل الطموح والحضور ممّن تولّوا، منهم، مواقع متقدّمة في المسؤوليات الحكومية (وغيرها). وباحتراسٍ شديد، يمكن القول (أو الزعم؟) إن نموذج طلعت حرب في مصر وعبد الحميد شومان في فلسطين، وطنياً وسياسياً، وقبل ذلك وبعده، تنموياً واقتصادياً، صار شحيحاً جدّاً في المشهد العربي على هذا الصعيد، أي ذلك اللمعان الوطني السياسي والاقتصادي الناهض معاً. ذلك أن إعجاباً يستحقّه رجال مالٍ وأعمالٍ على ما أحدثوه في ميادين شغلهم من منجزاتٍ أفادت الجمهور العام، غير أنهم لمّا خاضوا في السياسة، أو جرى استدعاؤهم ليكونوا في مجالس الأعيان والشيوخ (غير المنتخبة)، ولمّا فازوا في انتخاباتٍ نيابيةٍ (بكيفياتٍ طبيعيةٍ وأخرى غير طبيعية)، وأيضاً عندما تحدّثوا في شؤونٍ وقضايا عامة، شوهد كثيرون منهم متواضعين معرفياً وثقافياً، يُؤثرون التملّق للحكام وأهل القرار (بمناسبةٍ وغير مناسبة)، وأحياناً يُؤثرون زوابع الإعلام و"السوشيال ميديا".
مناسبة الحاشية أعلاه أن رجل الأعمال (الفلسطيني الأردني على ما يُعرّف، "من أم سورية")، طلال أبو غزالة (مواليد يافا 1938)، صاحب سيرة نجاحٍ مهنيّةٍ لا تقدِر إلا أن تمحَضَها شديد الإعجاب، وهو شخصيةٌ عالميةٌ في حقول نشاط شركته (مجموعته) في التدقيق والمحاسبة والملكية الفكرية والاستشارات والإدارة وتقنيات المعلومات (وغيرها)، ولعلّه من روّاد هذا كله عربياً، وبنجاحٍ مشهودٍ وكفاءةٍ عالية. وفيما كانت عضويّته في مجلس الأعيان الأردني (تكاد تكون شرفية) في سنواتٍ قليلة، لم يتولّ أبو غزالة أي منصبٍ حكومي، غير أنه منذ أزيد من عقد يحرص على الظهور صاحب رأي في غير شأن سياسي (عربي وإقليمي ودولي). ومع الاحترام لنزوعاته العروبيّة، إلا أن أفكارَه غالباً ما جنحت إلى المثالية وعدم الواقعية (طرح مرّة إنشاء صندوق عالمي لإعادة اليهود في إسرائيل إلى دولهم الأصلية)، وصار يتوقّع حرباً عسكرية بين الصين وأميركا مثلاً. وللأسف، صار مبعث تسليةٍ لجمهور "السوشيال ميديا"، ما يضعُه في صورةٍ لا تليق بنجاحاته. ... وهذا كلامُه، أخيراً، عن حزنه لسقوط بشّار الأسد، واعتباره المشاهدَ عن جرائم معتقل صيدنايا مفبركة، يدلّان على ما بلغه الرجل من كاريكاتيريةٍ لا نستحسنها له، وهو صاحبُ الشخصية الجذّابة والأريحيّة. وإذ فوجئنا، قبل أسابيع، بسرقة ملايين الدولارات من مكتبه في عمّان (عاد كثيرٌ منها بعد القبض على السارقين)، فإن الواقعة السورية هذه أكثر إثارة، ضاعف من صفتها هذه قرارُ دمشق عدم تجديد التعاقد مع شركاته.
فوجئتُ، مرّةً، في زيارتي طلال أبو غزالة في عمّان، أن مكتبَه يخلو من أي جهاز حاسوب. ولمّا استوضحتُه الأمر أجابني إن السكرتاريا عنده تكفي. وأظنُّها مفاجأتُه السورية تكفي لأن يتوقّف رجلٌ في مقامه عن الكلام في السياسة، كل السياسة.
## الأزهر وشيخ الفرص الضائعة
24 July 2025 11:38 PM UTC+00
"ويشدّد الأزهر على أن ما يُمارسه هذا الاحتلال البغيض من تجويعٍ قاتلٍ ومُتعمَّد لأهل غزَّة المُسالمين، وهم يبحثون عن كسرة من الخُبز الفُتات، أو كوب من الماء، ويستهدف بالرصاص الحي مواقع إيواء النازحين، ومراكز توزيع المساعدات الإنسانيَّة والإغاثيَّة، لهو جريمةُ إبادةٍ جماعيةٍ مُكتملة الأركان، وأنَّ مَن يمدّ هذا الكيان بالسلاحِ، أو يُشجِّعه بالقرارات أو الكلمات المنافقة، فهو شريكٌ له في هذه الإبادة، وسوف يحاسبهم الحَكَم العدل، والمنتقم الجبَّار، يومَ لا ينفعُ مال ولا بنون، وعلى هؤلاء الذين يساندونهم أن يتذكَّروا جيداً الحكمة الخالدة التي تقول: "أُكلنا يوم أُكِل الثور الأبيض". 
لم يصمُد هذا النص المُقتبس من بيان صادر عن مشيخة الأزهر بضع ساعات، حتى تحرّكت الآليات الدبلوماسية والسياسية والأمنية المصرية لتُجبر شيخ الأزهر، أو تقنعه (لا فرق)، بسحب البيان والتراجع عنه في لحظةٍ شديدة البشاعة يمرّ بها الشعب الفلسطيني، والحجّة التي تضمّنها "البيان المعتذِر عن البيان" أنّ البيان الأوّل قد يؤثّر على المفاوضات الجارية بشأن إقرار هدنة إنسانية في غزّة.
مُخجلٌ أن يبرّر الإمام الأكبر تراجعه عن بيانٍ يمثّل الحدّ الأدنى من الموقف الأخلاقي، الإنساني، الديني، القومي، بأنه لم يكن يدرك أنّه حين قال ما قال إنّ ذلك قد يعرقل المفاوضات والوساطات، فلما اتصل به ذلك المسؤول أو ذاك، وشرح له الأمر، عرف واستجاب وتراجع.
قارن بين حجّة الإمام الأكبر في التراجع وموقف وزير خارجية ألمانيا يوهان فادفول في القضية نفسها، إذ يعلن الأخير أن "بلاده  تدعم إسرائيل، ولذلك فهي لا تستطيع أن تلعب دور الوسيط بينها وبين حركة حماس".
ما نعلمه من التاريخ بالضرورة أنّ الأزهر الشريف كان دوماً جامعة شعوب الأمّة ومرجعيّتها الدينية والروحية، ولم يكن يوماً ألعوبة بيد الحكام، أو أداة دبلوماسية يستخدمها وزيرٌ ويوظّفها في مشروعه السياسي، الذي يعلم شيخ الأزهر قبل الجميع أنه لا يعبّر عن أوجاع (وأحلام) الشعوب التي تحترق حزناً وغضباً من الأنظمة التي تصنع من عظام الشعب الفلسطيني الشقيق وجماجمه جسراً للتطبيع مع كيان إرهابي مجرم يتأهب لاعتلاء قيادة الشرق الأوسط، ويفرض على شعوبه ديانة مختلقة ومصنوعة في ورش الأفكار الشرّيرة في مراكز صنع القرار الصهيونية.
في النصّ المقتبس أعلاه أن "من يمدّ هذا الكيان بالسلاح أو يشجّعه بالقرارات أو الكلمات المنافقة فهو شريك له في هذه الإبادة"، وهنا نسأل الإمام الأكبر: ما حكم التعامل مع هذا الكيان بصفقات الغاز الطبيعي المسروق من الأراضي الفلسطينية المحتلة؟ وما رأي فضيلتكم في من يمدُّه بالحاصلات الزراعية والفاكهة ويستورد منه ويصدّر له وهو يمارس حرب الإبادة على شعبٍ شقيق؟
 ما رأي الفضيلة والإمامة الكبرى في الموقف السليم بين عدو مُتجبّر يضع سكّينه على رقبة شقيق وهذا الشقيق الذي تسيل دماء أطفاله ونسائه وشيوخه، هل تصلح هنا وضعية الوسيط بأجرٍ أو من دونه؟ هل يصحّ أن يصبح متر غاز العدو مُساوياً في القيمة والأهمية لليتر دم الشقيق؟.
في زمنٍ ليس بعيداً، كان على رأس المؤسّسة الأعلى إمام أكبر لم يكن يقبل أن يكون الأزهر الشريف جزءاً من منظومة الحكم أو يسير مع اتجاه الريح أو يحسب قراراته وآراءه وفتاواه على مسطرة المصلحة الدبلوماسية كما تقرّرها حكومات التطبيع، كان اسمُه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور جاد الحق علي جاد الحق. كان يأبى إلّا أن يكون الأزهر مُستقلاً عن السياسة، مُبتعداً عن المواءمات والصفقات الدبلوماسية، وكان على طول الخطّ يمضي عكس اتجاه السلطة في ما خصّ مقاربة القضية الفلسطينية والعلاقات الرسمية بالكيان الصهيوني، وأيضاً في مسائل أخرى أرادت الحكومة تمريرها، فتصدّى لها ولم يتراجع أو يسحب بياناً بعد مكالمة من رئيس أو وزير... كان بودّ الجماهير ألا يهدر شيخ الأزهر الحالي الفرص التي جاءته سراعاً تسعى إليه، ليسجّل موقفاً تاريخيّاً تذكُره له الأمة بأجيالها القادمة بأنه الرجل الذي أيقظ شعوبها وتصدّى لخذلان حكّامها، ورفض أن يكون ترساً في قطار الوساطات.
## "أيش يعني الوطن؟"
24 July 2025 11:38 PM UTC+00
لم يطلق الرصاص عليه وحده عندما قال "آني سوري يا خيي"، كان الرصاص يُطلَق على ما تبقّى من الهوية الوطنية السورية، على الحلم ببناء بلد اسمُه سورية، قادر على جمع كل من يعيش على أرضه مهما اختلفوا. كان الرصاص يطلق على ثورة 2011، وعلى مبادئها وصرخات مفجّريها التي هتفت يوماً مطالبة بسورية عادلة، وسورية موحّدة، وسورية صالحة للعيش لجميع أبنائها. لم يطلق الرصاص على ابن السويداء فقط، حين قال: "آني سوري"، بل أطلق علينا جميعاً، نحن الذين عشنا سنوات طويلة نحلم بأننا سنصبح وأبناءنا مواطنين، نتساوى جميعاً في الوطن والمواطنة، ونتنافس على من منّا أكثر اعتزازاً بسوريّته، ومن منّا أكثر فخراً بمواطنيته. سقط الحلم مع الرصاص، وسقطت رمزية المواطنة، وسقطت معها رمزية اللغة والتعبير الثقافي عن الانتماء الجمعي الوطني، حين كان الجواب من حاملي السلاح "أيش يعني سوري؟".
سقطت الثقافة السورية في فخّ التحزّبات أيضاً، وسقط معها دورها الجامع والتغييري حينما انحاز مثقفون سوريون إلى لغة الرصاص، صامتين عن سؤال المسلح الذي يعرّي خراباً كبيراً في بنية الثقافة السورية، ليس وليد هذه الأيام، بل هو وليد عقود طويلة من تجريف العقل والوعي الجمعي السوري، لم تستطع الثقافة السورية النجاة بنفسها منه، ولم تعد تتمكّن من أداء دور تاريخي، لطالما كان له كبير الأثر في عمليات التغيير الكبرى في التاريخ البشري، صارت الثقافة السورية خندقاً يصطف فيه مثقفون وراء صوت الرصاص، بدلاً من أن تكون جسراً يلتقي فيه المختلفون، وبدلاً من أن تكون فعل مقاومة لقبح روايات اللغة المنحازة لـ "هم" و"نحن"، ولو في عمق العتمة والظلام، تحوّلت إلى منصّة لرواية السرديات المذهبية تنطق باسم الجماعة لا باسم الحق والأخلاق والإنسانية الجامعة.
"أيش يعني سوري" ليس سؤالاً عادياً في سياق ما يحدث في بلدنا المنكوب، بل هو السؤال الأكثر عمقاً في تفسير حالتنا السورية. لم يقصد به سائله أي تفسير فلسفي، ولم ينتظر من ضحيته جواباً موارباً، وهذا ما فهمه جيداً الضحية المجيب. كان السائل يريد إجابة محددة: سنّي أو درزي، فالإجابة ستُقرّر إن كان الضحية يستحقّ الحياة أو لا يستحقها. في سورية اليوم أنت قد تبقى على قيد الحياة وعلى قيد القليل من الكرامة إن كنت مسلماً سنّياً عربياً، لم ينتبه الضحية لهذه المعادلة، لو أنه اكتشف أهمية الكذب وقال إنّه سني من سكّان السويداء، ربما كان الآن على قيد الحياة، لكنّه لم يكن يدرك أن في الكذب نجاته، هو قال بكل صدق، حين لم تشفع له سوريته، إنه درزي، كان يعتقد أن الصدق ربما ينجيه، لكن الرصاص القاتل انهال على جسده الأعزل، كما لو أنه ينهال على بلدٍ بأكمله.
في المعنى النقي للثقافة، يمكن تعريفها بأنها فعل تجاوز لكل ما هو دون الوطنية والإنسانية، تجاوز للغرائز والعصبيات والهويات الضيقة القاتلة، هي المساحة الوحيدة التي يمكن فيها للجميع أن يلتقوا وهم مختلفون كل الاختلاف، ويطرحوا اختلافاتهم من دون خوف، هي مساحة القبول ومساحة الأمان الوطنية، هي المساحة التي تنتفي فيها أسئلة من نوع "أيش يعني سوري". هذه أسئلة شعبوية تغذّي لدى الغوغاء وهمَ الانتصار لكنّه الوهم القاتل، ليس للفرد فقط، وإنما للمجموعة التي تحيط به ثم للمجموعات المجاورة والتي تُدعى وطناً. كان يمكن أن تبقى أسئلة كهذه في إطار محدوديتها وشعبويّتها، لولا أن مثقفين سوريين صمتوا عنها سابقاً واليوم، وبعضهم لم ير فيها غضاضة، ولم ير فيها ما يمكنه أن يكون لغماً يفجّر فكرة الوطن ذاتها.
ليس سؤال "أيش يعني سوري" جديداً كلياً في إطار سورية ما بعد هروب الأسد، فهو يتكرّر بطرق عديدة، أكثرها خذلاناً طرحه مثقفون كانوا يوماً تنويريين فقدوا اكتراثهم اليوم بالمواطنة والديموقراطية وحرّية الرأي والعدالة، لاعتقادهم أنهم منتصرون، حتى لو كان هذا الانتصار المزعوم على حساب وطن كامل بتاريخه وحاضره ومستقبله. يتماهى هؤلاء مع سؤال المسلّح، لكنهم يأخذون اللغةَ إلى مكان أكثر رمزية حين يطرحون في وهم انتصارهم سؤالاً آخر: "أيش يعني الوطن؟".
## سياسة التجويع... إبادة بصفر قذيفة
24 July 2025 11:38 PM UTC+00
بعد سيرة تفتيت الجسد الفلسطيني إلى أشلاء، وصلنا إلى مرحلة سيرة تجويعه. وما أقبح الجوع، وأفدح ما يفعله بالروح التي تتضرّر أكثر من الجسد الذي يفنى وصاحبه على قيد الحياة. لا نكاد نجد سبباً يجعل الإجرام الصهيوني يصل إلى هذه الدرجة. بلى، هناك سبب قوي، تكثيف وتيرة الإبادة حتى الموت أو التهجير. لدفع الذين كانوا يتحمّلون القصف، ويهربون بحيوات أُسرهم من شمال غزّة إلى جنوبها والعكس، إلى الاستسلام، فالعدو اختار قذيفة الجوع لمحو الجسد الغزّي بقتله من الداخل. وبدل القتل المكلّف الذي استنزف المخزون الإسرائيلي من الأسلحة، أمامنا نوعٌ آخر، كل ما يتطلبه منع وصول المساعدات الغذائية. والذين لم يقبلوا الهجرة من قبل، لعلهم، وفق هذه الخطة، يجرّون أجساد أطفالهم الهزيلة للخروج من فخّ الموت التي حولت إسرائيل غزة إليه.
غرض الإبادة قتل أكبر قدر ممكن من الأبرياء لدفع أكبر قدر ممكن من الناجين إلى مصيدة التهجير. وبقدر بشاعة جريمة التجويع هذه، فإنها ليست جديدة، فلطالما كانت الإبادة بالتجويع سياسة إجرامية في عدة حروبٍ أعلنتها دول استعمارية على أوطان أخرى. والأولى عدم وصفها بالحروب، لأن الحرب نزاع مسلح بين طرفين أو أكثر. وحروب الجوع غير متكافئة في سياق الإبادة.
في أبرز الأمثلة المعاصرة لاستخدام التجويع سلاحاً في الحرب، حصار النازيين لينينغراد في روسيا (1941–1944)، قرابة سنتين، مات بسببه حوالي مليون مدني جوعاً، سعياً إلى إبادة السكان من دون قتال. بينما حاصرت القوات الصربية سراييفو (1992–1996)، ومنعت الغذاء والكهرباء، ما أدّى إلى مقتل آلاف بسبب الجوع.
في سورية، فرضت قوات النظام السابق حصاراً على منطقتي الغوطة ومضايا (2013–2016)، ما أدّى إلى حالة جوع شديدة ذهب ضحيتها آلاف. في اليمن تسببت الحرب الأهلية الدائرة منذ عشر سنوات بحصار الموانئ والمنشآت الغذائية، ما تسبب في أزمة أفظع من الخيال، مع ملايين الجوعى والمحرومين.
وعبر التاريخ، استُخدم التجويع سلاح إخضاع لدفع الضحايا إلى النزوح أو الاستسلام وتفكيك لحمة الانتماء إلى وطن، فهو لا يُستخدم فقط أداة قتل، بل وسيلة لإعادة رسم الجغرافيا السكانية. والأسوأ من التجويع وضع الضحايا في أوضاع مستحيلة، بقصف مناطق توزيع المساعدات، فعلى الجائع الاستسلام لقدر الموت جوعاً أو التوجه لتلقي مساعدات ضئيلة قد يدفع ثمناً لها الموت الفوري، من أجل كيس طحين.
في سيرة التجويع، سنة 1944 ضربت موجة الجفاف المغرب، الأمر الذي تسبّب في ندرة المواد الغذائية، التي كان يستفيد منها المستعمر قبل المغاربة، ويتحكّم في الزراعة وتوزيع المحصول، فاحتكر المستعمر الفرنسي الموارد القليلة، ولم يكن أمام أهل البلد سوى الاجتهاد في إيجاد مصادر غذاء، حتى لو اضطرّوا لتناول أوراق الأشجار والحشرات.
في غزّة، تفوق مشاهد التدافع في قسوتها مشاهد القصف. فبعد كل مرّة تدخل فيها شاحنات مساعدات، يُسجّل سقوط شهداء وإصابات بالعشرات، في مراكز التوزيع. عدا ضحايا التدافع، في مرّات عديدة... فهل يعرف أحدُنا شعور الجائع منذ أشهر؟
بأعمالها الإجرامية، تحوّل إسرائيل جهود الإغاثة إلى أداة سياسية، عبر منع المنظمات الدولية من توصيل المساعدات، أو تستغلها لأغراض سياسية، أو تستعملها سلاحاً عسكرياً. ما يعيد إلى الأذهان مجازر تاريخية ارتبط فيها التجويع بأهداف الإبادة والسيطرة. لكن الفرق أننا لم نشاهدها يوماً بعد يوم، ولم ترافق بموجة مسعورة من القتل الأعمى.
لا يكتفي الجوع بالتسبب في تلاشي الجسد، بل يدفع النفس البشرية إلى حدود القهر والموت البطيء، كما أورد الكاتب النرويجي كنوت هامسون في روايته "الجوع". لكن جوع بطل الرواية العاجز عن إيجاد عمل يعتق بطنه من بطش الجوع لا يشبه جوع الغزّي المحاصر كلياً. حيث تبلغ نسبة الجوع أشدّها حتى يتهاوى الجائع هيكلاً فارغ الحياة، ونخبّئ وجوهنا كلما مرّت أمامنا صور الجائعين البليغة.
## مشروعيّة سؤال التراث بين الغالب والمغلوب
24 July 2025 11:38 PM UTC+00
في إحدى سنوات تدريس مساق الفكر السياسي الإسلامي، والذي كان يعلّم واحدة من أهم المهارات البحثية التي تتعلق بتحليل النصوص التراثية والنصوص عامة، وقد اقترح عليّ أستاذ قدير في النظرية السياسية آنذاك أن نتشارك في تدريس المساق، وأن يكون فيه جانب عملي يتم خلاله إسناد نصوص من "مقدّمة ابن خلدون" لتطبيق الأداة التحليلية، وقد فعلنا في العام الدراسي ذاك. وكان اقتراحاً مذهلاً، وخصوصاً أن بعضهم يتعامل مع المقدمة الخلدونية بمحفوظاتٍ منها أكثر من استقصاء نصوصها التي حملت بحقّ مشروعاً حضارياً متكاملاً، وذهب بنا إلى تأسيس علم العمران السياسي والاجتماعي والحضاري في لغة علمية رصينة، فكان المحتوى الخلدوني، فضلاً عن مهارة تحليل النصوص، عملاً مفيداً لنا بصفتنا أساتذة درّسنا، وطلاباً درسوا في فرصة ذهبية هذه المقدمة ومحتوى فصولها بالدقة اللازمة والتحليل العميق الذي حمل لنا مقدّمات تأسيسية معمّقة.
توقف طلابٌ نابهون في هذا المساق على بعض المقولات الخلدونية الأساسية، وكان هناك أمران في مقدمة الاهتمام في التحليل والتفسير؛ مقولة "أن الظلم مؤذنٌ بخراب العمران"، بما يعد ذلك من سنة ماضية تشتمل في مكنونها على قوانين للانتظام السنني. وكانت المقولة الثانية "أن المغلوب مولعٌ أبداً بتقليد الغالب في زيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده.."؛ وهي مقولة لا تزال تقدم معاني وقوانين انتظام سنني صالحة لأن تقدم زاداً مهماً في النظر إلى المسألة التراثية والسؤال المتعلق بها؛ سواء أكان من آثارها النظر التقديسي للتراث أم النظر التبخيسي له؛ وهي مواقف أشار الكاتب إلى خطورتها بشأن الموقف المنهجي القويم من التراث والخارج عن حد التبنّي المقدِّس للتراث أو التجنّي المطلق عليه. قد يعيد تحليل المقولة الخلدونية واتخاذها مدخلاً إلى التفسير بناء الموقف القويم من تراث المسلمين، ولعل هذا ما نحاوله في هذا المقال. ورغم أن لتلك المقولة تفسيرات كبرى أخرى لا تتوقف عند حد الظاهرة الاستبدادية، أشير إلى مقال سابق في "العربي الجديد" يربط بين هذه المقولة والظاهرة الاستبدادية، وتشكيل السياقات القابلة لها، وقد يطول الأمر بنا لو أردنا استقصاء تلك المقولة الخلدونية وآثارها، خصوصاً ما يتعلق بتمثلاتها في الواقع؛ وها نحن نتوقّف عندها وعلاقتها بالتراث وأسئلته.
نظرة الإكبار وتوهم الكمال في المنتصر خطأ تدفع إليه طبيعة الهزيمة وليس كمال المنتصر
يفيدنا فحص هذه المقولة وتدقيقها في الوقوف على حقيقة المسألة التراثية والموقف منها غير متوقفين فقط عند معطيات التحليل، ولكن تلمس قواعد التفسير الكامنة فيها والوقوف عليها لتحديد مكانة التراث من هذه المقولة؛ التقليد فيها عادة اجتماعية وحالة جمعية؛ والاعتماد على المدخل النفسي في تفسير أسباب السلوك الإنساني، الاعتقاد بكمال الغالب أمرٌ مستقرٌّ في ذهن المغلوب، لعدة أسبابٍ، أهمها النفس ترى الكمال في من انتصر عليها بما وقر عندها من تعظيمه، خداع الذات ومغالطة النفس لتبرير أن الانقياد لا يكمن في قصور المغلوب، وإنما هو لكمال المنتصر. بمعنى آخر إن نظرة الإكبار وتوهم الكمال في المنتصر خطأ تدفع إليه طبيعة الهزيمة وليس كمال المنتصر؛ وأخيراً يرجع السبب أيضاً (في رأي ابن خلدون)، بالقطع، إلى الظن الخاطئ أن التغلب أو التفوق إنما يرجع إلى عادات الغالب وسلوكه؛ وليس إلى تمتّعه بقدر أكبر من الشجاعة وخشونة العصبية. والمحصلة في هذه الحال أن تؤدّي هذه التخيلات والأوهام إلى تبني المهزومين (المغلوبين) عادات وأسلوب حياة من تغلَّب عليهم وأخضعهم.
ومن الواضح الجلي، خصوصاً في الأمثلة والحالات التي رصدها ابن خلدون، أنه يتفهم جوهر مفهوم السلطة واحداً من أفعال الغالب والسلطة الكامنة والظاهرة فيه؛ ومن ثم كان تصنيف الغالب والمغلوب عنده واسعاً ممتدّاً يشمل كل من له سلطة أو قوة هيمنة على الآخر؛ وأن الأمر كما يتعلق بسلطان الداخل في نماذج فرعية ذكرها، فإنه يتعلق كذلك بسلطان الغلبة الخارجية وقانون الغلبة الحضارية بين الأمم والثقافات والحضارات؛ ظهر ذلك واضحاً في الفصل الذي أعقبه "في أن الأمة إذا غُلبت وصارت في ملك غيرها أسرع إليها الفناء"؛ "والسبب في ذلك والله أعلم ما يحصل في النفوس من التكاسل إذا ملك أمرها عليها وصارت بالاستعباد آلة لسواها وعالة عليهم فيقصر الأمل ويضعف التناسل والاعتمار ..".
وهنا نصل إلى بيت القصيد والمقصود في رؤيتنا لمقولة "المغلوب"؛ فالأمر هنا يتعلق بمفهوم "الولع"؛ ذلك المفهوم الذي عبر عن حالة نفسية فردية كانت أم جمعية ليتحول من حالة نفسية إلى حالة ثقافية وحضارية؛ مروراً بحالات وتحولات أخرى معرفية تبعية، وإدراكية في الفهوم والتصورات، ذهنية وعقلية، سلوكية واجتماعية، وقيمية مادية كانت أم معنوية؛ ومن المؤسف أن يتحول كل ذلك إلى مرجعية كلية؛ هذا المفهوم لا يقف بحال عند الحالة النفسية الأولى، ولكنه يتطور ضمن صناعة وقابلية، صناعة الولع من عمليات وآليات، ووسائل وأدوات، وسياسات وعلاقات، وأشكال ومجالات، ومواقف واتجاهات، وآثار ومتحصلات ومآلات. ولم يكن هذا كله يؤتي أثره المحكم لولا القابليات الداخلية؛ فالخارج والغالب لا يتمكنان من الداخل أو المغلوب إلا إذا مكّن لهما الداخل والمغلوب؛ ذلك أن قابليات الولع تنتظم لتحكم حلقة السيطرة والهيمنة في العلاقة بين الغالب والمغلوب.
ضمن المسألة التراثية، يبدو هنا أن إعمال المقولة الخلدونية والنظر بها تحليلاً وتقديمها إطاراً وتفسيراً يجعلنا نعيد النظر بالمسألة التراثية وسؤال التراث
نأتي إذاً إلى موقع المسألة التراثية من المقولة الخلدونية. ... ترتبط الفكرة هنا بهؤلاء المقدّسين للتراث الواقفين على بابه، إنه سلطان الماضي الذهبي، والسلطة الأبائية التي نعى عليها القرآن، وكذلك المدخل السلطوي القائم على فكرة طاعة الكبراء والسادات، والشاكلة الزمنية وسطوة الواقع وإملاءاته، والاحتماء بالماضي، والهروب إليه، وضغوط الماضي والواقع والمستقبل، وسلطة المصدر، والخلط المتعمّد بين الأصل المرجعي والتراث الاجتهادي، واحتكار سلطان التأويل، وحراس البوابات التراثية، إنها عناوين مختلفة من سلاطين الفكرة فصنعناها بأنفسنا، وهو أمرٌ وجد وسطاً مصطنعاً من النكوص التاريخي، ومقولة افترضت توقفاً اجتهادياً "ما ترك الأول للآخر شيئاً"، وفرية إغلاق باب الاجتهاد، وهو ما اجتمع في ميراث التقديس وعقليته.
وفي المقابل، ترى هؤلاء الذين وقعوا في نفي هذا التراث أو التعامل معه بغير ما تقتضيه اللياقة والملاءمة المنهجية في هذا المقام من التشبه بالغرب، والتشبع بحالةٍ من الدونيّة الحضارية، وجحر الضب الحضاري، والدخول في أوعية التنميط الحضاري وأحكام سلطان الحداثة وما بعدها والعولمة وسلطانها ونهاية التاريخ وصدام الحضارات والاستتباع والإلحاق في ظل عقلية اللحاق بالركب الحضاري وهندسة الخضوع والإذعان وسلطان الإعلان والترويج ونسخ وفسخ ومسخ التراث، ووصول البعض إلى موقف التراث العبء والقطيعة التراثية، إنها حالة توقع التراث من مقام الخصومة والاتهام والعداوة بل والعدوان عليه. ويبدو الأمر منطلقاً من فكرة مشروعية النظر والتناول التراثي من باب مشروعية الذاكرة الحضارية، ومشروعية الدراسة المنهجية، ومشروعية النقد والمراجعة والمساءلة التراثية ومشروعية التوظيف والتقديم الذاتي ومشروعية الفاعلية التراثية، ومشروعية الإحياء له والتجديد في قراءته.
مشروعية الخروج من حال المغلوب والولع هي من المداخل الأساسية في هذا المقام، وهي تقوم على منظومةٍ من المواقف والعمليات، مشروعية الخروج من حال التبعية وإملاءات الواقع الحضاري من الغالب، مشروعيّة الخروج من التحيز الغافل إلى الماضي أو الناقل من الغرب وعنه، مشروعية الجرأة المنهجية في نقد الغالب وأفكاره، مشروعية الخروج من الولع الحضاري بالتراث تقديساً، وبالحداثة ترويجاً، مشروعية الخروج من مقتضيات الحالة الاستبدادية، والتي تمكن لحال الغالب والعمل في ركابه، مشروعية حال الخصوصية الثقافية والوعي بأصول التعارف الحضاري. وأخيراً، مشروعية الخروج من المغلوبية استنهاضاً واستشرافاً والشروع في النهوض. ضمن المسألة التراثية، يبدو هنا أن إعمال المقولة الخلدونية والنظر بها تحليلاً وتقديمها إطاراً وتفسيراً يجعلنا نعيد النظر بالمسألة التراثية وسؤال التراث. ... عود على بدء، مشروعية سؤال التراث بين الغالب والمغلوب.
## جدلية المثقف والمعارضة والسلطة وإسقاطاتها عربياً
24 July 2025 11:38 PM UTC+00
دائماً ما كانت العلاقة بين المثقف والسلطة مُلْتَبَسَة، كان ذلك الحال في القدم وهو كذلك اليوم. تاريخياً، اتسمت العلاقة بين المثقف والسلطة بطابع جدليّ، تتراوح بين المعارضة والتصدي لها، والتعاون، بل وحتى التواطؤ معها والعمالة لها والتحول إلى أداة من أدواتها. ولذلك، كثيراً ما مررْنا، ونمر، على مثقفين ملتزمين مبدئياً وأخلاقياً. وبالتالي، تمَّ ويتم تهميشهم واستهدافهم، ولكنهم قد يجدون احتضاناً دافئاً من الجماهير، إذ قد يكونون يتحدّثون باسمهم ويعبرون عن همومهم. لكن، حتى هذا الاحتضان الجماهيري الدافئ قد يُحْرَمُ منه المثقف الملتزم، إذ إن نسبة واسعة من الجماهير قابلة للتعبئة والتجييش وتحويلها إلى طوابير من الدهماء بأمر من السلطان وأبواقه الإعلامية وقلبها ضد المثقف الملتزم بذرائع شتى، مثل الزندقة والهرطقة والعمالة والفساد والسعي إلى الإفساد... إلى غير ذلك. أيضاً، كثيراً ما مررْنا ونمرّ على مثقفين قبلوا على أنفسهم أن يكونوا من أبواق السلطة المهيمنة في سبيل تحقيق مصالح شخصية، أو حتى رهبة من صولجانها. وبالتالي، تصبح تلك علاقة جدلية تبادلية، بين المثقف والسلطة، أين يتحوّل هؤلاء المثقفون إلى "سحرة فرعون" في تثبيت حكمه وسرديته وتبرير قمعه وفساده، ويكون الثمن المقابل أن يكونوا هم من "المقرّبين" والمستفيدين من بنى السلطة والفرص التي تتيحها. بكلمة أخرى، هناك مثقف ملتزم، أو "مثقف عضوي"، حسب تعبير الفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي، وهناك مثقف انتهازي ومصلحي خائن لالتزاماته المبدئية والأخلاقية.
يضيف الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو بعداً آخر في جدلية المثقف والسلطة، إذ إنه يعدّ المعارضة السياسية صنو المثقف من ناحية الدور المفترض الذي تؤديه. وحسب مقاربة فوكو هنا، فإنه إذا كان وجود السلطة السياسية ضرورة لتنظيم المجتمعات ومنع انزلاقها نحو الفوضى، إلا أنها قد تؤدّي أيضاً إلى تفاوت طبقي وامتيازاتي بين أصحاب السلطة والخاضعين لها. تؤدي هذه الحالة إلى نشوء وضعية من التشبث بالسلطة والتعسف في توظيفها للحفاظ على تلك الامتيازات، وهو ما يؤدي في المقابل إلى بروز معارضة، كاستجابة اجتماعية، لإعادة ضبط جدلية العلاقة والتوازنات بين السلطة والمجتمع. ويرى فوكو أن المعارضة بهذا المعنى تصبح فاعلاً لا يمكن تجاهله أو الاستغناء عنه، ذلك أنها تُحدِث حالة ديناميكية من التوازن مع السلطة، بما يسهم في استدامة النظام السياسي وتعزيز شرعيته، إلا أن مقاربة فوكو لا تقف عند هذا الحد، إذ إنه لا يعتبر السلطة قمعية فحسب، بل هي إنتاجية تساهم في تشكيل الفكر والمعرفة أيضاً، وبالتالي، محاولة فرض ما تراه مشروعاً وما تراه غير مشروع. واستطراداً، فإن مثقفين ومعارضين كثيرين يتحولون بإرادتهم موظفين فيها ولديها. وانطلاقاً من ذلك، تعمل السلطة على تحديد من هو المثقف (المعارضة) المقبول(ة) الذي تُغدق عليه(ا) الأعطيات، ومن هو "المثقف الملعون" (حسب تعبير فوكو) (المعارضة الملعونة) الذي (التي) يتم استبعاده(ا) وتشويه سمعته(ا) واضطهاده(ا). ويذهب فوكو خطوة أبعد من ذلك عندما يقرّر أن السلطة كثيراً ما تعمل على منع المثقف أو المعارضة من مناقشة قضايا معينة في الفضاء العام ذلك أنها تعريها وتفضحها وتهدم السردية المزيفة التي تحاول ترسيخها في وعي الجماهير عبر أبواقها الإعلامية أو مثقفيها المتواطئين، أو المعارضة الشكلية التي صُنِعَتْ على عينٍ منها.
هناك مثقف ملتزم، أو "مثقف عضوي"، حسب تعبير غرامشي، وهناك مثقف انتهازي ومصلحي خائن لالتزاماته المبدئية والأخلاقية
نعود إلى غرامشي ومفهوم "المثقف العضوي" الذي طرحه. حسب غرامشي، يبنغي أن يكون المثقف منتمياً إلى النسيج الاجتماعي الذي يخاطبه، ومن ثمَّ نجد أنه يشدّد على ضرورة أن يكون المثقف منخرطاً في حركات وطبقات اجتماعية محدّدة، كطبقة العمال، للنضال عبرها والعمل على تغيير البنى المجتمعية الإكراهية التي فرضتها السلطة بقوتها الغاشمة. هذا المعطى مفهوم أن يأتي من غرامشي كفيلسوف ماركسي. لكن، وكما أشرنا سابقاً، لن تعدم السلطة الوسيلة لاستقطاب مثقفين أو معارضين إلى صفها، رغبة أم رهبة، بطريق الرشوة أم بطريق القمع، بل، وحتى عبر إتاحة المجال لهم لادّعاء وطنية أو قومية زائفة مزعومتين. حينها يسقط هؤلاء المثقفون والمعارضون في ضمير الناس ووعيهم، إذ إنه سينظر إليهم كخونة، ذلك أن الجماهير، كما يقول فوكو، قادرة على الاستغناء عنهم، إذ إنها (الجماهير) تعرف تماماً ماذا يجري، بل إنها تعرف ذلك بشكل أفضل من المثقفين والمعارضين. ومع ذلك، لا ينبغي أن تُنسينا معرفة الجماهير أمرين مهمّين هنا: أولهما، أن وعي وضمير نسبة معتبرة منها قابلان للاختطاف من السلطة ومثقفيها ومعارضيها الانتهازيين. والثاني، أن غالبية الجماهير المحصنة وعياً وضميريّاً ضد الاختطاف والتلاعب قد لا تجد طريقة أو قدرة للتعبير عن ما تؤمن به ورفض مزاعم السلطة وتزييفه، رهبة من قمعها وسطوتها.
لا أريد الاستطراد أكثر من ذلك في النقاش الفلسفي لجدلية علاقة المثقف (المعارضة) والسلطة، بقدر ما هي دعوة إلى إسقاط تلك المفاهيم مجرّدة على كثير من تفاصيل واقعنا العربي الآسن والمخزي في آن. خذ، مثلاً، حرب الإبادة الإسرائيلية-الأميركية في قطاع غزّة، وكيف تقوم بعض الأنظمة العربية بتزوير حقيقة مواقفها المتواطئة أو المُساهِمَةِ فيها. لا تقف بعض الأنظمة العربية عند ذلك الحد، بل إنها تخلق سرديات مزيفة عن ما تزعمه من مدِّ يد عون تقدمه لضحايا الإبادة، ثمَّ تطلق أبواقها الإعلامية، والمثقفين الانتهازيين المحسوبين عليها، والمعارضة التي صنعتها على عينها، ليهللوا ويصفقوا لها، في حين تمنع المثقفين العضويين والمعارضة الوطنية المُلْتزِمَةِ من كشف الحقائق وتعريتها. ومن تجرأ على فعل ذلك وجد اتهامات الخيانة و"نكران الجميل" جاهزة ومعدّة من أبواق السلطة وأدواتها، في حين تتفنّن الأخيرة في ممارسة هوايتها المفضلة: القمع والسحق. لكن، على السلطة ومن وافقها من مثقفيها الانتهازيين ومعارضاتها الشكلية أن يتذكّروا أن جلَّ الجماهير أوعى وأذكى منهم، وهم وإن لم يقدروا على البوح بحقيقة دواخلهم اليوم، إلا أنهم يختزنون غضباً عارماً يوشك أن يتفجر، وحينها لن يمنع طوفانه شيء، ولن يحد من قوة جرفه أي سدود أو رُدومٍ تُشَيّد.
## مجاعة غزة والقرار العربي
24 July 2025 11:38 PM UTC+00
تطالعنا عشرات الصور يومياً عن المجاعة الحاصلة في قطاع غزّة. أطفال ونساء وشيوخ يتوسّلون للحصول على كسرة خبز أو قليل من الطحين لإسكات الجوع. كثيرون من أهالي القطاع لجأوا إلى الماء والملح لمنع تعفّن الأمعاء من قلة الطعام، وآخرون حاولوا أكل ما تيسّر من أعشاب ليست مخصّصة للاستهلاك البشري. هذه الصور والمشاهد تلفّ العالم، وتستدعي يومياً وقفات احتجاج وحملات تضامن واسعة. ورغم أهمية هذه الوقفات والحملات، وما يمكن أن تحمله من تأثير على الحكومات الغربية، إلا أنها لا تزال عاجزة عن إدخال شاحنة مساعدات واحدة إلى القطاع المنكوب.
المفارقة المؤلمة أن مئات الشحنات المزوّدة بالغذاء والدواء، وكثير من المستلزمات الحياتية التي يٌحرم منها سكان غزّة، تتكدس على بعد أمتار قليلة من القطاع، حتى إن "أونروا" أكدت أن الشحنات الموجودة تكفي سكان قطاع غزّة ثلاثة أشهر، لكن هذا التصريح لا يمكن صرفه عملياً في غياب قرار من المسؤولين عن معبر رفح لكسر الحصار ومواجهة التعنّت الإسرائيلي في فرض الشروط على توزيع المساعدات.
يمكن وضع سيناريو افتراضي لكسر هذا الحصار. لنتخيّل أن القاهرة، وفي ظل ما نشاهده يومياً من معاناة غذائية في القطاع، اتخذت قراراً عاجلاً بفتح معبر رفح وإدخال عشرات الشاحنات التي ترفع العلم المصري. كيف يمكن أن يكون رد الفعل الإسرائيلي؟ هل ستعتدي دولة الاحتلال على الشاحنات، وتخاطر بالدخول في مواجهة مع مصر؟
من المستبعد أن يكون رد الفعل الإسرائيلي هكذا، فمثل هذا القرار المصري، المسنود بقرار سابق من القمة العربية، سيكون محلّ ترحيب وتهليل عالمي، ليس على المستوى الشعبي فقط، بل على المستوى الرسمي في ظل تبدّل المواقف الغربية بعد تفاقم المجازر الإسرائيلية. مثل هذا القرار سيعيد إلى القاهرة دورها الريادي العربي، خصوصاً في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وسيعزّز حضورها على المستوى العالني، باعتبارها عاملاً فاعلاً في الأزمات الإقليمية. لكن هذا القرار لم يصدر بعد، رغم أن كل الظروف جاهزة لصدوره، سواء على المستوى الإنساني في القطاع، الذي باتت أصداؤه تتردّد في أرجاء العالم، أو على المستوى السياسي الدولي مع تصاعد الانتقادات لإسرائيل والدفع بقوة إلى إنهاء عدوانها على قطاع غزّة.
ليست المشكلة في غياب مثل هذا القرار فقط، فالأنكى أن أي مظهر من مظاهر الدعم الاستعراضية لم يخرج من أي دولة عربية أو غربية، فخلال الأشهر الأولى من العدوان على قطاع غزّة، ومع شحّ المواد الغذائية، عمدت بعض الدول إلى إسقاط معونات غذائية جواً على القطاع. ورغم أن هذه الإنزالات لم تسد الرمق، وقتلت بعض الساعين إلى محاربة الجوع، إلا أنها على الأقل كانت محاولة للقيام بشيء ما لمساعدة سكان القطاع على تحمّل المعاناة التي يعيشون فيها.
تفاقمت اليوم هذه المعاناة إلى النحو الذي نراه يومياً على الشاشات العالمية. ومع ذلك، لم تلجأ أي من الدول إلى تكرار "إنزالاتها" التي بالتأكيد يحتاجها سكّان القطاع اليوم أكثر من أي وقت مضى.
هي أزمة قرار أيضاً في مواجهة التعنّت الإسرائيلي، فالإسقاطات السابقة ما كانت لتتم من دون التنسيق مع الجانب الإسرائيلي، الذي يبدو أنه اليوم رافضٌ تكرارَ مثل هذه العمليات. ... قد يكون من المفهوم ألا ترغب دول كثيرة محيطة بإسرائيل أن تخاطر بمواجهة دولة الاحتلال، التي باتت تعيش غطرسة قوة ممتدّة من إيران إلى اليمن وسورية ولبنان، لكن من غير المفهوم التضييق على المتضامنين مع الجائعين في قطاع غزّة، وحتى اعتقال بعضهم، ومنهم داخل فلسطين نفسها.
لم يعد مطلوباً من هذه الدول اتخاذ قرار لمواجهة، لكن المطلوب على الأقل عدم تجاهلها وكأنها غير حاصلة.
## حين يتحوّل الحياد حجباً للحقيقة
24 July 2025 11:38 PM UTC+00
يشكل فشل هيئة الإعلام العمومي البريطانية (بي بي سي) في تغطية حرب الإبادة في غزّة حالة رمزية لعجز نموذج الإعلام العمومي عن الاستقلالية المنشودة عن السياسة ومثاليات التعبير عن صوت الشعب بعيداً عن ضغط الحكومات أو رغماً عنها. اختارت الهيئة العمومية أن تشذّب أظافرها في تغطية غزّة، فخسرت اعتبارها نموذجاً لإعلام عمومي مهني، بحجة التوازن. وتناست أنه، قبل التوازن، حقيقياً كان أم مقولباً، ثمّة مهمة أساسية وأولية، وهي تغطية الحدث. لم تغب "بي بي سي" عن تغطية الحدث من الميدان في غزّة فحسب، بل رفضت نشر الشهادات المهمّة، والتي تكاد تكون فريدة من داخل ما بات يعرف بميدان للقتل، بحسب سرديات الأمم المتحدة عن الإبادة المتواصلة.
توصلت مراجعة داخلية أجرتها "بي بي سي" أخيراً عن قرارها سحب الفيلم الوثائقي "غزّة: كيف تنجو من منطقة حرب" بحجّة ان الطفل الراوي البالغ 13 عاماً هو ابن نائب وزير الزراعة في حكومة حماس، توصلت إلى أن الفيلم خالف المبادئ التحريرية للهيئة بشأن الدقة، وهو ما وجده الإعلام البريطاني والطبقة السياسية مناسبة لمزيد من نقد "بي بي سي"، والدعوة إلى التشديد ومزيد من الرقابة على المحتوى، إلا أن الإعلام تجاهل معلومة أساسية جاءت في التحقيق الداخلي، أنه لم يجد أي انتهاكات لقواعد تحريرية أخرى، بما في ذلك الحيادية، أو أن مصالح خارجية "أثرت بشكل غير ملائم على البرنامج". وكانت الأصوات المعارضة لبث الفيلم اعتبرت أنه لا يمكن أن يكون الفيلم حيادياً، نظراً إلى هوية الطفل الراوي. تجاهل التقرير أن الطفل، بصرف النظر عن هويته، يمثل معاناة الأطفال في حرب إبادة هم الضحايا الأبرز لها، إذ تستوعب غزّة العدد الأكبر من الأطفال ذوي الأطراف المبتورة، وقد أُصيب عشراتُ آلافٍ منهم، غالبيتهم العظمى لن يستعيد حياة طبيعية. وكانت الهيئة سحبت الفيلم من منصّتها الإلكترونية في فبراير/ شباط الماضي، بعد خمسة أيام من بثه، بحجّة أنه يحتوي على "عيوب خطيرة" ولامت شركة الإنتاج المستقلة (HOYO Films) كما لا تزال تلومها في تقريرها أخيراً حول تقصير الشركة عن كشف هوية الطفل. بعد ارتفاع الأصوات الناقدة، عادت الهيئة وأعلنت أنها قد تعيد إذاعة نسخة معدّلة عن الفيلم، ممارسة بذلك رقابة ذاتية على المحتوى، بصدد "تلطيفه" من أي نقل حقيقي وفج لمأساة أطفال غزّة.
لم تغب "بي بي سي" عن تغطية الحدث من الميدان في غزّة فحسب، بل رفضت نشر الشهادات المهمّة، والتي تكاد تكون فريدة من داخل ما بات يعرف بميدان للقتل
ومرّة أخرى، دفنت "بي بي سي" رأسها في الرمال، عندما قرّرت تأجيل ثم رفض بث الوثائقي "غزّة: أطباء تحت الهجوم" الذي قدم شهادة صادمة عن تعمّد تدمير القطاع الصحي في غزّة. قدّم الفيلم الذي عرضته أخيراً القناة البريطانية الرابعة إفادة مروّعة لممارسات الاعتقال والتعذيب والإهانة وغيرها من أشكال الضغوط التي يتعرّض لها الطاقم الطبي في غزّة إلى جانب القتل المتعمّد لعدد كبير منهم. تحججت "بي بي سي" بأنها مضطرّة إلى الامتناع عن بثّ الفيلم الذي كلفت به شركة إنتاج مستقلة (بيزمانت) بسبب إمكانية اعتبار الفيلم منحازاً إلى الفلسطينيين. في مقالة نشرتها صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، روى الصحافيان اللذان أعدا الوثائقي، راميتا نافاي وبن دي بير، خلفيات النقاشات التحريرية التي أدّت إلى منع نشر الفيلم، وكتبا أن قرار "بي بي سي" وقف الفيلم جاء بعد تأجيل عرضه ست مرات، بسبب خوف الهيئة من عرضه بعد تجربة الفيلم الأول عن أطفال غزّة والانتقادات حوله. وقد زعمت الهيئة أنها أوقفت عرض الفيلم بسبب تعليقات لنافاي ضد إسرائيل اعتُبرت مخلّة بمبدأ الحياد باعتبارها الراوية في الفيلم. ردّت الصحافية المتمرّسة والحائزة جوائز صحافية عدّة أن تعليقاتها جاءت بعد أن قررت "بي بي سي" عرض مقاطع قصيرة من الفيلم فقط في تلك المرحلة من النقاش بين الشركة المنتجة والهيئة العمومية. وكانت الصحافية تبلغت، في أحد الاجتماعات مع الإدارة، أن بعض تغريداتها كانت "منحازة"، وأن هذه التغريدات أعادت نشرها منظمات تكتب عادة عن الضحايا الفلسطينيين، ولا تعطي الحيز نفسه للطرف الآخر.
أضاعت "بي بي سي" مرّتين فرصة نقل المعلومة بشكل حقيقي ومهني
أضاعت "بي بي سي" مرّتين فرصة نقل المعلومة بشكل حقيقي ومهني من داخل ميدان حربٍ رهيبةٍ قبلت ألا تغطيها. قبلت أيضاً أن تخضع للضغوط السياسية، بعد أن نشرت وسائل الإعلام أخباراً عن كلام أعدته وزيرة الثقافة ليزا ناندي تحضيراً للقائها السفيرة الإسرائيلية، مفاده بأن "بي بي سي" تعاني مرض معاداة السامية. كما تساءلت ناندي في تصريحات صحافية عن سبب عدم طرد أي صحافي أو إداري من الهيئة من باب دفع ثمن بثّ الفيلم عن أطفال غزّة. وكانت قد أعلنت، في وقت سابق، أن الهيئة لن تُموّل من الضرائب العامة في حال إلغاء رسوم ترخيص التلفزيون التي اعتبرتها "رجعية"، لتزيد بذلك قلق الهيئة من مستقبلها المالي في ظل الضغوط المتزايدة عليها.
أجواء الرعب التي تعيشها "بي بي سي"، وقادت إلى رقابة ذاتية مشابهة لما يمارسه الصحافيون العرب وغيرهم في المؤسّسات الإعلامية الرسمية، لعلها الدليل على أن نموذج "بي بي سي" باعتبارها هيئة عمومية مستقلّة تماماً عن السلطة السياسية سقط ولا بد من استبداله. يعيد هذا الفشل طرح السؤال بشأن ماهية الحياد في حالاتٍ ترتكب فيها مجازر وجرائم حرب واسعة النطاق وكيف يمكن أن يتحوّل هذا المفهوم إلى مجرّد أداة لحجب المعلومة، حتى يسقط الضحايا بصمت في العتمة، ولا تثير أخبار سقوطهم حرج القاتل.
## تداعيات صعود منظومة 25 يوليو في تونس
24 July 2025 11:40 PM UTC+00
مثّلت أحداث 25 يوليو/ تموز (2021) لحظة مفصلية في تاريخ تونس السياسي الحديث، فقد أعلن الرئيس قيس سعيّد عقب احتجاجات شعبية محدودة عن إجراءات استثنائية جريئة وخطيرة، شملت تجميد البرلمان المنتخب، ورفع الحصانة عن النواب، وإنهاء مهام رئيس الحكومة هشام المشيشي وتولّيه زمام السلطة التنفيذية، في خطوة وصفها بأنها تهدف إلى "تصحيح المسار الثوري". وأثار ذلك التحوّل غير المسبوق في بنية الحكم جدلاً واسعاً بين من اعتبره استجابة حاسمة لإرادة شعبية أنهكها الفساد والتجاذبات الحزبية ومن رآه انزلاقاً نحو حكم فردي وتهشيماً لمكتسبات الديمقراطية التي راكمتها البلاد منذ الثورة (2011). وأحدثت المنظومة الحاكمة الجديدة تحوّلات عميقة على عدة مستويات: سياسية، اقتصادية، اجتماعية، حقوقية، وإعلامية، انعكست على بنية الدولة، وعلى موقع تونس إقليميّاً ودوليّاً. وبين خطاب رسمي يروّج استعادة السيادة الوطنية وتمكين الإرادة الشعبية ومحاربة "المنظومة الفاسدة"، وواقعٍ يشهد تعقيداً في الأوضاع العامة وتآكلاً تدريجيّاً في المؤسّسية والتعدّدية. تظلّ تداعيات "25 يوليو" موضوعاً حيويّاً، من المهمّ الوقوف عنده لتبيّن حصيلة هذه المنظومة بعد أربع سنوات من تولّيها مقاليد الحكم، ولفهم طبيعة المرحلة التي تمر بها البلاد وما يكتنفها من تعقيدات.
سياسياَ، مثّل صعود "منظومة 25 يوليو" نقطة تحوّل حاسمة في المسار السياسي الذي عرفته تونس بعد الثورة، فقد انتقلت البلاد عملياً من نظام برلماني معدّل إلى نظام رئاسي مطلق، يمنح قيس سعيّد صلاحياتٍ واسعة في إدارة البلاد على نحو وضع حدّاً للتنافس على الصلاحيات بين الرئاسات الثلاث، وجعل رئيس الدولة محور المنظومة الحاكمة. وساهم ذلك في الحدّ نسبيّاً من تشتّت اتخاذ القرار بين مؤسسات سيادية مختلفة. وانبنى هذا التوجّه على إنتاج نظام حكم أحادي، تأسّس على تفكيك النموذج الديمقراطي التشاركي الذي أبدعته الثورة وعلى تقويض التوازن بين السلطات الثلاث (التشريعية، والقضائية، والتنفيذية)، التي أصبحت مجرّد وظائف خادمة للسلطة المركزية بموجب الدستور الجديد (2022)، وتأكّد ذلك مع حلّ المجلس الأعلى للقضاء، وانتخاب مجلس نيابي وآخر للأقاليم والجهات مواليين لقيس سعيّد، الذي يعيّن رئيس الحكومة، ويراقب أداءها، ويملك صلاحية إقالتها. وهو ما أوجد نظاماً رئاسوياً مفرطاً في السلطة، قائماً على الشرعية الفردية، وعلى شعبوية الزعيم، لا على التوافقات الحزبية والتوازنات المؤسساتية وآليات الرقابة المدنية المتبادلة.
تراجعت مكانة الأحزاب السياسية والنقابات في المشهد العام، في ظل خطاب سياسي رسمي يُحمّل المنظومة السابقة مسؤولية الأزمات، ويُهمّش التعددية والتشاركية
كما تراجعت مكانة الأحزاب السياسية والنقابات في المشهد العام، في ظل خطاب سياسي رسمي يُحمّل المنظومة السابقة مسؤولية الأزمات، ويُهمّش التعددية والتشاركية، ما أدّى إلى تآكل الحياة السياسية ومؤسّسات الوساطة. وقد حاولت بعض المكوّنات المعارضة الوازنة، مثل جبهة الخلاص الوطني، وحركة مواطنون ضدّ الانقلاب، وحزب العمّال، والحزب الدستوري، الحدّ من نفوذ "منظومة 25 يوليو" وتحريك الشارع الاحتجاجي ضدّها. لكنّ تشتت تلك القوى السياسية وعدم وقوفها على أرضية برامجية موحّدة، واستنزافها بفتح ملفّات قضائية ضدّ قياداتها حدّ من قدرتها على تشكيل قوّة احتجاجية شعبية، مستدامة، مضادّة، على المنظومة الحاكمة. والمشهود حالة من الاستقطاب الحادّ بين مؤيدي مشروع "تصحيح المسار" ومعارضيه، وحالة من العزوف الجمعي عن ممارسة السياسة في ظلّ فقدان الثقة في الفاعلين السياسيين حكّاماً ومعارضين.
حقوقياً، أحدثت المنظومة تحولاً عميقاً في المشهد الحقوقي بتونس، فقد شهدت البلاد انحسار الحرّيات العامّة والخاصّة، التي كانت من أبرز مكاسب الثورة التونسية. وأدّى تأبيد التدابير الاستثنائية، وما تلاها من إلغاء لدستور 2014 وتكريس هيمنة السلطة التنفيذية على المجال العام، إلى غياب آليات الرقابة والمساءلة، ما أفسح المجال لممارساتٍ تمسّ بحرية التعبير والتجمع والتنظيم. وشهدت حقبة ما بعد 25/07/2021 اعتقال معارضين سياسيين بارزين، ونشطاء، وصحافيين، ومحاكمتهم على خلفية آرائهم أو تدويناتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، بموجب المرسوم الرئاسي عدد 54 الذي فرض قيوداً صارمةً على حرّية التعبير. كما ظهرت محاكمات بتهم فضفاضة مثل "الإساءة إلى الأمن القومي" أو "نشر أخبار كاذبة"، أو "ارتكاب أمر موحش ضدّ رئيس الجمهورية" بناء على الفصل 67 من المجلة الجزائية التي صدرت في عام 1913، وهو قانون قديم، كان يهدف لحماية العائلة الحاكمة في زمن البايات. وانتقدت تلك المحاكمات منظمات حقوقية دولية وازنة، مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، معتبرة أن تونس تعود إلى مناخ تقييدي للحريات يشبه إلى حدّ ما فترات ما قبل 2011.
لم تنجح حكومات الرئيس في إبداع مناويل تنموية جديدة، وإرساء معالم اقتصاد تكاملي، إنتاجي، ناجع
كما أثّرت "منظومة 25 يوليو" بشكل ملحوظ على ديناميكية منظمات المجتمع المدني في تونس، التي كانت منذ الثورة أحد أهم روافد الانتقال الديمقراطي ومراقبة الحياة العامة. بعد إعلان التدابير الاستثنائية، دخلت العلاقة بين السلطة التنفيذية والمجتمع المدني مرحلة توتر ملحوظة، حيث اتسم خطاب أنصار الرئيس سعيّد تجاه هذه المنظمات بنبرة اتهامية رافضة لنشاط عدد من الجمعيات الأهلية والحقوقية، ودأبوا على توجيه اتهاماتٍ لمنظمات محلية ودولية بـ"العمالة للخارج" أو "التدخل في الشأن الوطني"، ما أسّس لمناخ من التشكيك والعداء الرمزي تجاه العمل المدني. وواجهت بعض الجمعيات صعوبات إدارية ومالية، حيث جرى تضييق الخناق على تمويلها الأجنبي، أو فرض رقابةٍ على أنشطتها. كما جرى استدعاء بعض رؤساء الجمعيات للتحقيق، خصوصاً التي تُعنى بالحرّيات وحقوق الإنسان أو تراقب سير الانتخابات. كذلك، تراجع انخراط مؤسسات الدولة في التشاور مع المنظمات المستقلة، سواء في صياغة القوانين أو تنفيذ السياسات، ما قوّض مبدأ التشاركية والرقابة المدنية الذي يُعد من مكتسبات دستور 2014. لكنّ ذلك لا يمنع من الإشارة إلى أنّ منظمات مجتمع مدني استمرّت في تنظيم وقفات احتجاجية للتنديد ببعض تجاوزات السلطة التنفيذية، ومساندة معتقلين على خلفيات سياسية، ولعبت دوراً محورياً في رصد الانتهاكات والترافع من أجل إعمال مدوّنة حقوق الإنسان واستعادة مشروع الديمقراطية التشاركية في البلاد.
وفي سياق متّصل، نجحت منظومة 25/07/2021 في احتواء وسائل الإعلام العمومية، بإحداث تغييرات في إدارات التحرير أو فرض خط تحريري مهادن. وساهم هذا التحوّل في إضعاف التعدّدية الإعلامية وتراجع ثقافة الرأي والرأي الآخر، وهو ما أثّر سلباً على جودة الخطاب الإعلامي ومصداقيته. واستُخدمت قوانين غير متخصّصة، مثل قانون مكافحة الإرهاب والمراسيم الرئاسية الجديدة، لمحاكمة إعلاميين على خلفية نشر آراء أو تقارير اعتُبرت "مُحرّضة" أو "مُسيئة لمؤسّسات الدولة ورموزها"، في سابقةٍ أعادت إلى الأذهان ممارسات الرقابة السلطوية التي كانت سائدة قبل2011. وأشار تقرير "مراسلون بلا حدود" لسنة 2025 إلى تراجع تونس في مؤشر حرية الصحافة، فقبل خمس سنوات كانت في المرتبة 72 عالمياً، فيما أصبحت اليوم في المرتبة 129.
فقدت تونس صورتها باعتبارها ديمقراطية استثنائية في المنطقة
على الصعيد الاقتصادي/ المعيشي، ورثت المنظومة اقتصاداً متهالكاً على امتداد عقود، تأسّس على الريع والجباية، والاقتراض من البنوك المحلّية والدولية. ولم تنجح حكومات الرئيس في إبداع مناويل تنموية جديدة، وإرساء معالم اقتصاد تكاملي، إنتاجي، ناجع. وظلّ المواطن يعاني ويلات تدهور المقدرة الشرائية بسبب تجميد الأجور، والارتفاع غير المسبوق في أسعار المواد الاستهلاكية، فضلاً عن ندرة مواد أخرى، وتسجيل نقص في توفير عدة أدوية حيوية. ويجد الناس صعوبة في الوصول إلى خدمات القُرب (الكهرباء، الماء، التطهير...)، بسبب تعقيدات إدارية شتّى. وذلك رغم توصيات سعيّد المتواترة بتعصير الخدمات الإدارية والمرافق العمومية. وأثرت البيروقراطية وحالة عدم اليقين سلباً على مناخ الأعمال، فقد علّقت بعض الشركات الأجنبية استثماراتها أو خفّضت نشاطها. كما واجهت الدولة صعوبات في تعبئة الموارد من السوق الداخلية والخارجية، ما اضطرّها إلى الاعتماد بشكل متزايد على التمويل الداخلي (اقتراض من البنوك المحلية)، ما زاد من الضغوط على القطاع البنكي وأثر على وفرة السيولة. لكن ذلك لا يحجب أهمّية المبادرة الرئاسية بتغيير قانون الشغل، على نحو يحسّن من الوضع المهني لبعض العمّال، ويحدّ من ظاهرة التشغيل الهش. كما استعاد قطاع السياحة عافيته، وتحسّنت وتيرة إنتاج الفوسفات بعد تعثّر دام طويلاً.
خارجياً، فقدت تونس صورتها باعتبارها ديمقراطية استثنائية في المنطقة، وهي المكانة التي كانت تمنحها وزناً في المحافل الدولية، وتفتح لها أبواب الدعم الغربي. لكنّها حافظت على دعمها الرسمي والشعبي للقضية الفلسطينية، واتجهت بعد 25/07/2021 إلى البحث عن شراكات جديدة مع الشرق (الصين، وروسيا، وإيران...)، وهو ما يعتبر تحوّلاً نسبياً في تموقعها الجيوسياسي.
ختاماً، تقتضي المرحلة الراهنة، أكثر من أي وقت مضى، مقاربة عقلانية/ نقدية لما أفرزته "منظومة 25 يوليو"، من أجل بلورة مسار إصلاحي/ تشاركي، ينفتح على مكوّنات المجتمع المدني، ويبعث برسائل طمأنة إلى الداخل والخارج، ويُعيد للتونسيين الثقة في الإدارة والدولة، ويصون الحريات، ويعزّز الاستقرار والديمقراطية بشكل متوازن ومستدام.
## راديكالية ولكنها خاطئة
24 July 2025 11:40 PM UTC+00
أطلقت الجامعة الأميركية في بيروت (مكتب البند السابع Title IX)، في عام 2008، ومن إطار الاهتمام بمبادئ "التنوّع والإنصاف والشمول" (DEI)، في خطوة مؤسسية طال انتظارها لمكافحة التمييز والتحرش. حظيت هذه المبادرة بإشادة واسعة، لكن بعد أيام قليلة من تدشينها، تسلمت شكوى أثارت انتباهي إلى التناقضات البنيوية الكامنة وراء هذه الخطوة المتقدمة ظاهراً. جرى اختيار ممرّضة فلسطينية، وهي خرّيجة من الجامعة، للعمل في مركز الجامعة الطبي، إلا أن قسم الموارد البشرية منع توظيفها في نهاية المطاف. وعندما علمت بأبحاثي عن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وحالتهم الاجتماعية - الاقتصادية والمدنية، لجأت إليّ طالبةً مساعدتي. أرسلتُ رسالة تفصيلية إلى مكتب البند التاسع الجديد، طالباً إنصافها من تمييز واضح في تقديري. جاء الرد من رئيسة المكتب متعاطفاً ومندهشاً في الوقت نفسه، لأن أول شكوى رسمية لم تتعلق بالتحرّش الجنسي. طلبت المزيد من التفاصيل، وأقرّت بعدم عدالة استثناء اللاجئين الفلسطينيين. وبعد شهرين، جاء الرد سلبيّاً، مشيراً إلى أن قانون العمل اللبناني هو العائق للسماح لها بالعمل. فأجبتها بأنه إذا تبنّينا بصرامة القانون اللبناني، فإن مسائل متعددة جوهرية في مهمة المكتب، وخصوصاً المتعلقة بالجنس، ستصبح مستحيلة للتعامل معهم.
تجسّد هذه الحادثة مشكلة أعمق، فالنموذج التوجيهي لـ"DEI"، كما يُطبّق غالباً، يضع التمييز بين فرد وآخر في الصدارة على حساب أشكال التهميش النسقية والاستعمارية. إنه شديد التركيز على الفردية، ويتجاهل الظلم الجماعي والبنيوي، خصوصاً حين يمسّ أولئك الذين يصنفون كـ"الآخر": اللاجئين، الشعوب المستعمرة، أو عديمة الجنسية.
اليوم، في ظل ما تصفها مؤسّسات حقوق الإنسان الدولية بالإبادة في غزّة، يجب أن نعيد النظر النقدي في دور المؤسّسات الأكاديمية في مواجهة العنف البنيوي والاستعمار الاستيطاني. وقد ذهب الرئيس الأسبق للجمعية الدولية لعلم الاجتماع (ISA)، ميشيل بوراوي، إلى حد القول إن دعم النضال الفلسطيني هو "الاختبار الحاسم" لسوسيولوجيي العالم بالتزامهم برسالة السوسيولوجيا في مقاله "Why and How Should Sociologists Speak Out on Palestine؟".
المشاركة في المنتديات الأكاديمية العالمية فرصة لتحدّي المركزية الأوروبية، ولإبراز أصوات الشعوب المستعمَرة وبالذات أولئك الذين يعانون اليوم
لطالما قاومت الجمعية الدولية لعلم الاجتماع وصف إسرائيل بالدولة الأبارتهايد، أو اعتبار سياساتها في الأراضي الفلسطينية استعماراً استيطانيّاً، كما رفضت دعم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، مع العلم أن المقاطعة لا تستهدف الأفراد الإسرائيليين المشاركين في الفعاليات الأكاديمية، بل تتبنّى مقاطعة مؤسّسية لجميع المؤسّسات الأكاديمية الإسرائيلية التي لا تعترف بحقوق الفلسطينيين، كما وردت في نداء حركة BDS، غير أن ضغوطاً متزايدة وصمت الجمعية الإسرائيلية لعلم الاجتماع (ISS) أمام المجزرة الجارية في غزّة دفعت الجمعية الدولية لعلم الاجتماع إلى اتخاذ خطوة تاريخية وأخلاقية: تعليق العضوية الجماعية لـ"ISS". وإن تأخّر هذا، فإنه يتسق مع موقف سابق لـ"ISA" حين علّقت عضوية الجمعية الروسية إثر غزو أوكرانيا. إنه قرار عادل، ومتسق، لكنه يستدعي تأسيساً أخلاقيّاً أعمق.
بناء على ذلك، أقترح أن تعتمد "ISA" مدوّنة أخلاقية شاملة تتجاوز الإطار الفرداني لنموذج "DEI"، وتدين صراحةً كل أشكال الاحتلال وفق القانون الدولي وشرعية الأمم المتحدة، بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والاحتلال الروسي لأوكرانيا. كما يجب أن يتحفّظ على قبول أي علماء ينتمون إلى مؤسّسات احتلالية تعمل في أراضٍ محتلة بأن يكونوا أعضاء في "ISA" أو يشاركون في نشاطاتها.
اعتبر هذا الموقف معقولاً ووسطياً بين "راديكاليتين"، كلاهما يفشلان في اجتياز الاختبار الأخلاقي. يقوم الأول على مفهوم مطلق للحرية الأكاديمية، فيرفض أي مقاطعة مؤسّسية حتى لو كانت المؤسّسة جزءاً من منظومة القمع، من خلال البحث العسكري، وبرامج تدريب الجنود، ودعم البنية التحتية للجيش، وقمع حرية الأكاديميين الفلسطينيين، تماماً كما توسّعت الأنثروبولوجية الإسرائيلية مايا ويند في كتابها "أبراج عاج وحديد: كيف تنكر الجامعات الإسرائيلية حرية الفلسطينيين" (2024). وتُعد الجمعية الألمانية لعلم الاجتماع (DGS) مثالاً حيّاً على هذا الموقف؛ إذ أصدرت بياناً خاطئاً حول موقف "ISS" وتدافع عن استمرار تمثيلها في "ISA"، رغم صمتها تجاه الإبادة والاحتلال.
وبحسب تحقيقٍ أجراه "علماء اجتماع عالميون من أجل فلسطين"، فإن "ISS" لم تُصدر أي بيانٍ يتضمّن إدانات واضحة للاحتلال أو الإبادة منذ عام 2023. بل اكتفت بإدانة التمييز ضد الفلسطينيين في الجامعات الإسرائيلية، من دون التطرّق إلى بنية الواقع الاستعماري برمته. وعلى النقيض، سبقت "ISS" سريعاً في إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا. وفي الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أصدرت بياناً وصفت فيه أحداث "7 أكتوبر" بأنها "إرهاب"، لكنها تجاهلت سياق الاحتلال والعنف الاستعماري الطويل في غزّة. ويُعدّ هذا التجاهل موقفاً سياسيّاً بحد ذاته. كما تحتفظ "ISS" بقسم "العسكرية والأمن"، الذي نظم جلسة بعنوان "أطلق النار ولا تبك" في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، لتحليل استراتيجية العنف في غزّة والضفة الغربية. وكان رئيس أحد الشُعب، البروفيسور (المقدم احتياط) عوزي بن شالوم، قد خدم في الوحدة 8200 للجيش الإسرائيلي، ويقوم بأبحاث عسكرية. هذا كله مهم. في عالم عادل، حيث لا يُعامل العرب كإثنية دونية، لما تطلبت مقاطعة هذه المؤسسات شرحاً، مثل مقاطعة دولة أبارتهايد جنوب أفريقيا.
كنت آمل أن تعبّر "DGS" عن قلق أكبر بشأن تزايد حالات فصل الأكاديميين، خصوصاً الفلسطينيين وحلفائهم، من الجامعات الألمانية بذريعة "مكافحة معاداة السامية" (راجع مقالتي "الاستقطاب المجتمعي والحرية الأكاديمية في زمن الليبرالية الرمزية"، مجلة سياسات عربية، العدد 67، مارس/ آذار 2024). حين ألقيتُ محاضرة في أوسلو عن الحرب على غزّة، كرّر أحد الحضور الحديث عن معاداة السّاميّة الطافح في أوروبا، عازياً ذلك إلى المتظاهرين الذين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزّة، وإلى حلّ سياسي للاحتلال الإسرائيلي. سألته عن معركة الجزائر في نهاية الخمسينيّات والإبادة الجماعيّة التي قامت بها ألمانيا في ناميبيا ببداية القرن العشرين، وما إذا كان من الطبيعي ادّعاء أنّ الجزائريِّين كانوا مناهضِين للفرنسيِّين، أو أنّ الناميبيِّين مناهضون للألمان، أو حتى إن كانوا مناهضِين للمسيحيّة.
اتخاذ موقف "راديكالي" ليس بالضرورة فضيلة. بدون وضوح أخلاقي، وتأمّل نقدي ذاتي، وفهم حسّاس للسياق، قد تتحوّل الراديكالية إلى دوغمائية
يدعو الشكل الثاني من "الراديكالية" إلى مقاطعة الأفراد. وهذا ينطوي على خطر التمييز بناءً على الجنسية. لقد دعا ناشطون إلى التحرّي/ المراجعة الأمنية (vetting) لكل أكاديمي إسرائيلي، واشتراط أن يصدُر بيانٌ يندّد بالاحتلال. لكن هذا الفحص، مهما كانت النيّات حسنة، غالباً ما يتحوّل إلى شكلٍ غير ليبرالي من الرقابة وأساس استبعاد حسب الجنسية، ففي جامعات، مثل جامعات أميركية كثيرة، أدّى هذا المنطق إلى استبعاد منظّم للسوريين والإيرانيين، بغضّ النظر عن آرائهم السياسية. ومن الممكن أن يصبح الأمر أسوأ: لا أعلم حتى إن كان هناك حظر على أشخاص بسبب مواقف نقدية تجاه إدارة الولايات المتحدة. المنهج الأكثر ليبرالية وحواراً يكمن في تمكين الأفراد من اتّباع ضمائرهم، حضوراً أو امتناعاً عن حضور جلسات كما يختارون، مميزين المتحدث الإسرائيلي الذي يقدّم خطاباً "بروباغندياً" أو خطاباً تحاورياً.
يقودني هذا إلى الجدل حول منتدى السوسيولوجيا العالمي 2025 في الرباط، الذي حضره أكثر من 4500 باحث، بينهم نحو 170 مغربياً و40 آخرين من العالم العربي. وبالرغم من قرار تعليق عضوية "ISS" من ISA، دعا ناشطون إلى مقاطعة المنتدى بالكامل (مشيرين إلى تطبيع المغرب وتعاونه العسكري مع إسرائيل). وبينما هذا الحذر مشروع، لم يتم بناء حملة المقاطعة على أساس محاكمات أخلاقية، بل على نقاء قانوني صلب لا يأبه للسياق والاعتدال ومبدأ "الأقل ضرراً".
من ناحية، ومع تهميش السوسيولوجيا العربية في الأكاديميات العالميّة، يمثل منتدى الرباط فرصة نادرة لعرقلة الهيمنة المركزية ولإدخال البحث العربي في حوار عالمي. كما أن توقيت الدعوة إلى المقاطعة (قبل ثلاثة أسابيع من المنتدى) جعلها غير واقعية لمشاركين عديدين، بمن فيهم صاحب هذه المقالة، ممن سبق أن دفعوا رسوم التسجيل والحجز وتذاكر الطيران التي لا يُردّ جزء كبير منها.
من ناحية أخرى، هناك من يدعو إلى إرسال رسالة واضحة إلى "ISA" والسلطات المغربية: طالما أن إسرائيل تعمل كدولة احتلال استيطاني، فلا بد أن تُطبق مبادئ حركة BDS بلا تحفظ. ومن هذا المنظور، ليس كافياً استهداف الجلسات المشاركين الإسرائيليين فقط، بل تُعتبر مقاطعة المنتدى بكامله موقفاً أخلاقيّاً يصب في خدمة الحقوق الفلسطينية.
في ظل ما تصفها مؤسّسات حقوق الإنسان الدولية بالإبادة في غزّة، يجب أن نعيد النظر النقدي في دور المؤسّسات الأكاديمية في مواجهة العنف البنيوي والاستعمار الاستيطاني
ولاحظنا بروز تناقض بين فريقين: واحد يُفضّل المقاربة القانونية الجامدة، والآخر يُؤكد على الحجاج الأخلاقي والسياسي. فالأول غالباً ما يتبنى مواقف صارمة، متردداً في الاعتراف بالغنى الأخلاقي والرمزي للمقاطعة باعتبارها أداة استراتيجية، ووسيلة لدعم الحقوق الفلسطينية ومواجهة الهياكل القمعية، وليست هدفاً بحد ذاتها. وهذا الاختلاف يعكس نقاشاً أعمق بشأن دور الانخراط الأكاديمي في سياقات الظلم البنيوي: ليس فقط في نقده وإدانته ولكن فتح فضاء للتحاور.
وليس هذا التعنت القانوني بجديد: فقد ظهر انقسام مشابه في وقت سابق من هذا العام بشأن الفيلم الفلسطيني – الإسرائيلي الحائز على أوسكار "لا أرض أخرى" (No Other Land)، فهناك من نادى بمقاطعته ودان الفيلم بسبب أحد مصادره التمويلية، في حين رآه آخرون عملاً نقدياً مهمّاً في كشف الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي في ظلّ النضال الملحّ اليوم لوقف الإبادة الجماعية في غزّة. وقد عقلنت مجلة الدراسات الفلسطينية هذا الجدل، بتخصيص محور خاص من سبع مقالات، منها ما يؤيد المقاطعة ومنها ما يرفضها (عدد 143).
والمفارقة أن مدافعين عن نظرية ما بعد الاستعمار والديكولونالية (تفكيك الاستعمار) لا يدركون أن المشاركة في المنتديات الأكاديمية العالمية بحد ذاتها فعل ديكولونالي وفرصة لتحدّي المركزية الأوروبية، ولإبراز أصوات الشعوب المستعمَرة وبالذات أولئك الذين يعانون اليوم.
خلاصة القول، اتخاذ موقف "راديكالي" ليس بالضرورة فضيلة. بدون وضوح أخلاقي، وتأمّل نقدي ذاتي، وفهم حسّاس للسياق، قد تتحوّل الراديكالية إلى دوغمائية. ولهذا اخترت لهذا النص عنواناً: راديكالية ولكنها خاطئة.
## قمع المرأة السورية ووجوه متغيّرة للسلطة
24 July 2025 11:40 PM UTC+00
خرجت شابّات سوريات، في مارس/ آذار 2011، إلى سوق الحميدية، القلب الرمزي لدمشق، ورفعن لافتة: "أوقفوا القتل... نريد أن نبني وطناً لكل السوريين"، بينهنّ ديما بالي، التي ضُربت يومها، شُتمت، وسُحلت في السوق وسط صرخات النساء وخوف المارة. واليوم، في يوليو/ تموز 2025، تُضرب زينة شهلا أمام مجلس الشعب، لأنها وقفت بعبارة: "دم السوري حرام". المصادفة قاتلة، والمفارقة أليمة: من قمع السلطة إلى قمع "المجتمع"، من شبّيحة الأسد إلى شبيحة السلطة الراهنة.
في 2011، كان القامع واضحاً: نظام أمني - عسكري تديره أجهزة المخابرات، يعرف كيف يقمع، ولم يكن يعتذر. في 2025، القامع ملتبس: "نشطاء"، "أحزاب جديدة"، و"قوى مجتمعية"، تمارس القمع باسم "الوطن"، أو "الدين"، أو حتى "المجتمع المدني"، وكلّها تتغذّى على سرديات رجولية سلطوية. كان شبّيحة بشّار يضربون باسم القائد. الشبّيحة الحاليون يضربون باسم "الحقيقة"، أو "الوطن البديل"، أو "الحشمة"، أو "الوعي الجمعي"، لكن بأدوات لا تختلف: الإذلال، التشهير، الشتيمة، الإسكات.
حمل القمع السياسي في سورية، منذ البداية، طابعاً جندريّاً. النساء لسن فقط ضحايا عرضيات، بل أهداف ممنهجة. سُحبت ديما بالي من شعرها في 2011. وُصفت زينة شهلا بـ"العاهرة" و"المأجورة". الشتائم نفسها. اللغة نفسها، وإن تغير الشعار من: "مين أنتو؟" إلى: "فشرتي تحكي باسمنا". السلطة، حين تُهدَّد امرأة تخرج عن طوع "القائد" أو "القبيلة"، تستدعي فوراً أدوات الإهانة الجسدية والجنسية، لإرجاعها إلى "حدودها" المفترضة. سواء كانت تلك السلطة بعثية، دينية، أو حتى "مدنية".
لم يعد القمع حكراً على نظام الأسد، بل توزّع بين أيدٍ متعددة: عسكرية، دينية، أو حتى "مدنية
ما يثير الرعب أكثر ليس فقط أن العنف يتكرّر، بل أن إنتاجه تعيده المعارضة نفسها، من القوى "البديلة" التي تدّعي تمثيل الشعب. لم تُضرب زينة من مخابرات الأسد، بل من تيار يزعم أنه يمثل "الوعي الجديد". إنه التحول الأخطر: أن تصبح الأدوات القمعية جزءاً من اللغة الثورية. أن ينقلب الهامش إلى نسخة مشوّهة عن المركز. أن تنتقل أدوات التشبيح من الكتف العسكرية إلى اللافتة السياسية.
وفي مكان آخر من هذا المشهد السوري المتكرّر، تعرضت سيما عبد ربه، المستشارة في وزارة الاقتصاد، لحملة من الشتائم والاتهامات بالخيانة العظمى لأنها طالبت بتدخل الأمم المتحدة والأردن طرفين حيادين لتقييم الوضع في السويداء، ما جعلها تنسحب من الحكومة. جاءت استقالة سيما لتضيف طبقة أخرى إلى هذا الفشل البنيوي في احتواء الصوت النسائي. لم تستقل فقط بسبب موقف سياسي، بل أيضاً بسبب استحالة الاستمرار داخل مؤسّسات تجمل وجه النظام. لم تتحمل أن تكون مجرّد اسم نسائي في قائمة ذكورية تحكمها التوازنات والولاءات لا المبادئ. مثل ديما وزينة، اختارت ألا تصمت، لكن بصيغة مختلفة: عبر الانسحاب. انسحاب كرفض، كصرخة مكتومة.
متى ستُعامل المرأة السورية ككائن سياسي وفكري، لا كجسد يُهان لمجرّد اختلافها؟
بين 2011 و2025، تغيرت وجوه الحكام، لكن البنية السلطوية الذكورية بقيت. لم يعد القمع حكراً على نظام الأسد، بل توزّع بين أيدٍ متعددة: عسكرية، دينية، أو حتى "مدنية". وفي قلب هذا الظلام، تبقى أصوات النساء السوريات تنادي بالحقيقة وترفض القتل. السؤال اليوم ليس فقط عن سقوط الديكتاتور، بل عن سقوط منظومة القمع بأكملها. هل يمكن لسورية أن تبني مستقبلاً لا تُضرب فيه المرأة لأنها تقول الحقيقة؟
رغم قسوة القمع، تظل النساء السوريات رمزاً للمقاومة والتحدّي. ديما وزينة وسيما ليست أسماء معزولة، بل حلقات في سلسلة طويلة من النساء اللواتي يرفضن الصمت. من رزان زيتونة، التي اختطفت لدفاعها عن الحقوق، إلى ناشطات السويداء اللواتي ينظمن الاحتجاجات رغم التهديدات اليومية، تستمرّ المرأة السورية في مواجهة السلطة الذكورية بكل أشكالها. لكن السؤال يبقى: متى ستُعامل المرأة السورية ككائن سياسي وفكري، لا كجسد يُهان لمجرّد اختلافها؟
هل يمكن للنساء السوريات، من ديما إلى زينة وسيما، أن يحلمن بنظام سياسي يجرّم الاعتداء على كرامتهن وسمعتهن؟ نظام يحميهن من التشويه الناتج عن اختلاف الرأي، بدلاً من إجبارهن على الانسحاب من المشهد العام، كما يحدث لكثيرات؟ تظلّ مقاومة هؤلاء النساء، رغم قسوة القمع، شعلة أمل تدعو إلى تفكيك منظومة الإخضاع الذكورية وبناء مستقبلٍ لا تُسكت فيه الحقيقة.
## واردات الصين من الطاقة الأميركية تلامس الصفر
25 July 2025 12:33 AM UTC+00
تراجعت واردات الصين من النفط والغاز الطبيعي المسال والفحم من الولايات المتحدة إلى الصفر خلال يونيو/حزيران 2025، للمرة الأولى منذ قرابة ثلاث سنوات، في مؤشر جديد على تعمق الفجوة التجارية بين بكين وواشنطن قبل استئناف مفاوضات حاسمة مرتقبة بين الطرفين. وبحسب بيانات صادرة عن الجمارك الصينية أمس الخميس، فإن الشحنات الأميركية من النفط الخام إلى الصين توقفت بالكامل خلال الشهر الماضي، بعدما بلغت نحو 800 مليون دولار في يونيو 2024، ما يعكس، وفقاً لـ"بلومبيرغ"، تغيراً استراتيجياً في سياسة بكين تجاه تنويع مصادرها بعيداً عن الولايات المتحدة.
وقالت نائبة رئيس قسم أسواق السلع في شركة ريستاد إنرجي النرويجية لين يي إن التراجع "لا يرتبط بعوامل التكلفة والمسافة فقط، بل يعكس أيضاً رداً مدروساً على استمرار العقوبات الأميركية والتوترات السياسية والتجارية مع الصين"، مضيفة أن "بكين ترسل رسالة واضحة بأنها لن تخضع للضغوط الأحادية. وتخضع صادرات الطاقة الأميركية إلى الصين، منذ فبراير/شباط الماضي، لرسوم جمركية تتراوح بين 10% و15%، ما جعل من الصعب على الشركات الصينية الاستمرار في الشراء بكفاءة اقتصادية، وهو ما دفع العديد من الشركات إلى إعادة توجيه الشحنات الأميركية نحو أوروبا وآسيا بأسعار أعلى.
وفي الوقت نفسه، سجلت واردات الصين من الغاز الطبيعي الأميركي صفراً للشهر الرابع على التوالي، بينما تراجعت مشترياتها من الفحم الأميركي إلى بضع مئات من الدولارات فقط، مقارنة بـ90 مليون دولار في يونيو 2024، بحسب بيانات "تريد داتا مونيتور".
وكانت الصين قد التزمت، بموجب اتفاق المرحلة الأولى التجاري الذي جرى توقيعه في 2020 أثناء ولاية ترامب الأولى، بشراء كميات أكبر من السلع والطاقة الأميركية. لكن جائحة كورونا وانخفاض الطلب العالمي أعاقا تنفيذ هذه الالتزامات، ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، عاد التوتر بقوة إلى المشهد.
وتأتي هذه التحولات في التوقيت الذي أعلن فيه وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أنه سيلتقي نظيره الصيني في استوكهولم الأسبوع المقبل، في جولة ثالثة من محادثات حاسمة تهدف إلى تمديد التهدئة الجمركية قبل انقضائها في 12 أغسطس/آب المقبل.
وقال بيسنت إن جدول أعمال المحادثات المقبلة سيشمل أيضاً مشتريات الصين من النفط الروسي والإيراني الخاضع للعقوبات الأميركية، وسط تهديدات واشنطن بفرض رسوم ضخمة على الدول المستوردة للطاقة الروسية، وهو ما يشكل مخاطرة كبرى لبكين، لكنه قد يتحول إلى حافز غير مباشر لزيادة وارداتها من الطاقة الأميركية مجدداً.
في السياق نفسه، باتت الصين تعتمد بشكل أكبر على السعودية وروسيا مصدرين رئيسيين للنفط، فيما تراجعت الولايات المتحدة إلى خارج قائمة العشرة الكبار لموردي الخام إلى الصين. وتعزز موسكو مكانتها مصدراً رئيسياً للغاز بأسعار منخفضة منذ غزوها أوكرانيا، ما زاد من صعوبة منافسة الغاز الأميركي. أما على مستوى الواردات الزراعية، فقد تراجعت مشتريات الصين من الذرة والصويا الأميركية أيضاً إلى مستويات صفرية للموسم المقبل 2025-2026، بحسب بيانات وزارة الزراعة الأميركية.
## انتفاضة أوكرانية في وجه زيلينسكي: محاربة الفساد أولوية في البلاد
25 July 2025 01:00 AM UTC+00
تعرّض حكم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى أول اختبار سياسي جدّي منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، بمواجهته احتجاجات شعبية ضد توقيعه قانوناً يضعف استقلالية الهيئات المختصة بمحاربة الفساد، مساء الثلاثاء الماضي، مما دفعه إلى التراجع وتعهده بتقديم قانون يلبي مطالب المحتجين، وهو ما تم أمس. واندلعت تظاهرات نادرة منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، مساء الثلاثاء الماضي، في العاصمة كييف وأوديسا ولفيف بعد ساعات من مصادقة زيلينسكي على قانون، أقره الرادا العليا (البرلمان) الأوكراني على عجل، الثلاثاء، يمنح النائب العام صلاحيات التحكم بالمكتب الوطني لمكافحة الفساد (NABU) ومكتب المدعي الخاص لمكافحة الفساد (SAPO). وليل الأربعاء ـ الخميس امتدت رقعة التظاهرات غير المسبوقة وحجمها لتشمل 14 مدينة أوكرانية، على كامل جغرافيا أوكرانيا، ومن ضمنها مدينتا زابوريجيا ودنيبرو القريبتان من خطوط المواجهة الحالية مع القوات الروسية.
جلسة الثلاثاء العاصفة
وبدأ كل شيء الثلاثاء الماضي، إذ إنه بعد جلسة عاصفة شهدت سجالات وانسحابات من الأحزاب المعارضة، وافق الرادا العليا على مشروع القانون بأغلبية 263 من أصل 450 نائباً. واجتاز المشروع اللجان البرلمانية والهيئة التشريعية بسرعة، ووقع عليه من قبل رئيس البرلمان، رسلان ستيفانتشوك، خلال ساعات قليلة. ورغم مطالبات شعبية لزيلينسكي باستخدام "الفيتو"، إلا أنه صادق عليه. وفي خطابه الليلي مساء الثلاثاء، انتقد زيلينسكي كفاءة البنية التحتية لمكافحة الفساد في أوكرانيا، قائلاً إن القضايا "نائمة". وأضاف: "لا يوجد تفسير منطقي لسبب بقاء قضايا جنائية بمليارات معلقة لسنوات". وأوضح أن المدعي العام سيضمن "حتمية العقاب" لمن ينتهك القانون. وشدّد على أن "المكتب الوطني لمكافحة الفساد وجهاز الأمن الأوكراني سيواصلان العمل. ومن المهم أن يكون المدعي العام عازماً على ضمان معاقبة من يخالف القانون في أوكرانيا. هذا ما تحتاجه أوكرانيا حقاً. يجب التحقيق في القضايا التي ظلت كامنة". وأصدر زيلينسكي لاحقاً بياناً آخر قال فيه إنه التقى برؤساء وكالات إنفاذ القانون ومكافحة الفساد في أوكرانيا، وأعربوا عن استعدادهم "للعمل فريقاً واحداً". وذكر أن هذه الهيئات ستقدم "خطة عمل مشتركة" في غضون أسبوعين. وبحسب زيلينسكي، فإن خطة العمل المشتركة ستحدد "الخطوات اللازمة والتي سيتم تنفيذها لتعزيز أوكرانيا والقضاء على القضايا القائمة، وتوفير المزيد من العدالة، وحماية مصالح المجتمع الأوكراني حقاً".
عزت السلطات الأوكرانية تقليص صلاحيات المكتب الوطني لمكافحة الفساد إلى وجود تأثير روسي
لكن على ضوء التظاهرات الواسعة في البلاد، وفي محاولة للتخفيف من الهبة الشعبية غير المسبوقة، أكد زيلينسكي في خطاب مساء أول من أمس الأربعاء، أن الهيئتين ستواصلان "العمل"، لكنه أشار إلى ضرورة "تطهيرهما من التأثير الروسي". وأعلن أمس الخميس، أنه وافق "على نص مشروع قانون يضمن تعزيزاً حقيقياً لسيادة القانون في أوكرانيا، واستقلال هيئات مكافحة الفساد، وحماية سيادة القانون من أي تأثير أو تدخل روسي". 
وبموجب القانون الجديد، الذي أُقرّ الثلاثاء الماضي، سيتمكن المدعي العام الأوكراني، رسلان كرافشينكو، المقرّب من زيلينسكي، من إعادة توجيه التحقيقات في قضايا الفساد إلى محققين قد يكونون أكثر ليونة، بل وحتى إغلاقها. وبموجب التعديلات التي تمت الموافقة عليها، يمنح النائب العام صلاحيات جديدة واسعة النطاق، بما في ذلك القدرة على إعادة توزيع صلاحيات المدعين العامين في جهاز الأمن العام إلى مدعين عامين آخرين؛ والحصول على إمكانية الوصول الكامل إلى جميع ملفات قضايا المكتب الوطني لمكافحة الفساد، وطلب المواد من أي قضية، وإعادة تعيينها حسب الرغبة؛ وإصدار توجيهات مكتوبة يجب اتباعها إلى المكتب؛ وإغلاق التحقيقات بناء على طلب الدفاع؛ ونقل التحقيقات الجنائية التي يقودها مكتب مكافحة الفساد الوطني إلى هيئات تحقيق أخرى قبل المحاكمة.
وفي محاولة على الأرجح لضمان عدم اندلاع احتجاجات، عزت السلطات الأوكرانية تقليص صلاحيات المكتب الوطني لمكافحة الفساد إلى وجود تأثير روسي. ومهدت لتقديم القانون على عجل الاثنين الماضي، ونفذت أجهزة الأمن الأوكرانية ومكتب النائب العام مداهمات واعتقالات استهدفت أشخاصاً يُشتبه بأنهم جواسيس روس داخل المكتب الوطني لمكافحة الفساد. وحسب منتقدي التشريع، فإن القانون يقوّض جهود الديمقراطية ومكافحة الفساد المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات في أوكرانيا. ومعلوم أن الهيئتين تأسستا بعد ثورة الميدان الأوروبي في 2014 إثر إطاحة الرئيس الموالي لروسيا، المتهم بقضايا فساد، فيكتور يانوكوفيتش في عام 2014، وما تلاها من عدوان روسي على أوكرانيا وسقوط آلاف القتلى. تصاعد التوتر بين السلطات الأوكرانية والمكتب الوطني لمكافحة الفساد في العامين الأخيرين.
والاثنين الماضي، أشعل اتهام المكتب مسؤولاً كبيراً في جهاز الأمن الأوكراني (SBU) بتلقي رشى مقابل التخلص من أدلة في قضية تتعلق بالتهريب غير القانوني للمجندين إلى خارج البلاد، موجة جديدة من الصدام. وحسب المزاعم، طلب المسؤول مبلغ 300 ألف دولار مقابل التخلص من أدلة في قضية تتعلق بالتهريب غير القانوني للمجندين إلى خارج البلاد. ورداً على ذلك، دهم جهاز الأمن الأوكراني مكاتب الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، واتهم ثلاثة من موظفي المكتب بصلات مع روسيا. ووجه كذلك اتهامات إلى نائب مدير المكتب الوطني لمكافحة الفساد، فيتالي شابونين، وهو ناشط بارز في مكافحة الفساد، بتخلفه عن أداء الخدمة العسكرية. لكن مؤيدي شابونين وصفوا هذه التهم بأنها سخيفة ومفبركة، واعتبروا أنها محاولة للنيل منه بعد ظهوره في مقابلات إعلامية وجه فيها انتقادات علنية لزيلينسكي.
بعد عشر سنوات على ثورة الميدان الأوروبي لم تستطع أوكرانيا الاقتراب من المعايير الأوروبية تحديداً في مجال محاربة الفساد
صراعات داخلية في كييف
وبدا أن الصراع تحول بشكل مفتوح إلى صراع بين جهاز الأمن العام، ومكتب النائب العام المدعومين من زيلينسكي، في مواجهة المكتب الوطني لمكافحة الفساد ومكتب المدعي الخاص لمكافحة الفساد. ومن غير المستبعد أن سرعة التصعيد من قبل زيلينسكي، وتجريد الهيئتين صلاحياتهما، كان رداً مباشراً على توجيه المكتب اتهامات إلى أوليكسي تشيرنيشوف، نائب رئيس الوزراء الأوكراني السابق وهو من الدائرة المقربة من زيلينسكي. وفي الشهر الماضي، وجهت الهيئتان اتهاماً إلى تشيرنيشوف بتلقّي رشوة بقيمة 345 ألف دولار. وتشمل هذه القضايا تحقيقات تتعلق بقضية اختلاس يُشتبه بتورّط أحد أقارب تيمور مينديتش فيها، وهو منتج أفلام وشريك في ملكية شركة الإنتاج Kvartal 95 التي أسسها زيلينسكي. تأسس المكتب الوطني لمكافحة الفساد في أوكرانيا، ومكتب المدعي الخاص لمكافحة الفساد، بعد ثورة الميدان التي شهدتها البلاد عام 2014، وحددت مسار توجه كييف الغربي. وتتولى هاتان الهيئتان مهمة مكافحة الفساد على أعلى المستويات بشكل مستقل، وهو شرط محوري لتلقّي أوكرانيا مليارات الدولارات من المساعدات الغربية، وأحد المتطلبات الأساسية لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. وكثّفت الهيئتان عملهما أثناء الحرب الروسية على أوكرانيا، ووجّهتا اتهامات إلى نواب في البرلمان، ومسؤولين حكوميين كبار، ونائب سابق لرئيس إدارة زيلينسكي.
وتعليقاً على التطورات، أفادت الهيئتان في بيان مشترك نُشر عبر منصة تليغرام، الثلاثاء الماضي، بأنه "في الواقع، إذا أصبح هذا المشروع قانوناً، فإن رئيس مكتب المدعي الخاص لمكافحة الفساد (SAPO) سيُصبح شخصية اسمية فقط، بينما سيفقد المكتب الوطني لمكافحة الفساد (NABU) استقلاليته ويتحوّل إلى فرع تابع لمكتب النائب العام". وأثنت الهيئتان على الحراك الجماهيري الذي أعقب مصادقة زيلينسكي على القانون، وشددتا على مواصلة "العمل والدفاع عن استقلالية تحقيقاتنا من أي تدخل خارجي". من جهته، شكر مكتب المدعي الخاص لمكافحة الفساد أيضاً المتظاهرين على دعمهم، معتبراً عبر "تليغرام" أنه "رغم الضغوط الهائلة والقرارات المُخزية، نواصل الكفاح من أجل العدالة والنزاهة والكرامة". وعلى عكس الإجماع الأوكراني على مقاومة الغزو الروسي فقد تسبب القانون في خلافات عميقة. وقال تاراس كاتشكا، نائب رئيس الوزراء الأوكراني لشؤون التكامل الأوروبي واليورو-أطلسي، إنه طمأن مفوضة توسيع الاتحاد الأوروبي، مارتا كوس، بعدم وجود أي تنازلات بشأن مكافحة الفساد، وأن "جميع الوظائف الأساسية ستبقى قائمة".
في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الأوكراني السابق دميترو كوليبا، أن "هذا يوم سيئ لأوكرانيا"، مشيراً إلى أن "الأمر لا يتعلق بالمكتب الوطني لمكافحة الفساد أو جهاز المخابرات الأوكراني... الأمر يتعلق برغبة الناس في العيش في بلد عادل. عندما يُفرض أمرٌ ما خلال 24 ساعة ويُتوقع من الجميع قبوله، فهذا ليس عدلاً. أفهم أن ثورة الكرامة أصبحت بالنسبة للكثيرين في الحكومة مجرد منشور سنوي على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن بالنسبة لملايين الناس، كانت تضحيةً في سبيل العدالة. وهذا لا يمكن محوه بتصويت أو توقيع سريع. الآن يواجه الرئيس خياراً: الوقوف مع الشعب أم لا".
وفي حين لم يثر القانون أي ردود فعل سلبية في الولايات المتحدة، وجهت أطراف عدة في الاتحاد الأوروبي انتقادات، لأن النظام الأوكراني المستقل لمكافحة الفساد أُنشئ قبل عشر سنوات بناءً على إصرار ومتابعة مباشرة من هذه الدول. وكان ذلك شرطاً أساسياً لتقديم المساعدات وتعزيز العلاقات، والتقدم لاحقاً في مشروع الاندماج الأوروبي. وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، غيوم ميرسييه، أول من أمس الأربعاء، إن مؤسسات مكافحة الفساد "ضرورية لأجندة الإصلاح في أوكرانيا، ويجب أن تعمل باستقلالية لمكافحة الفساد والحفاظ على ثقة الجمهور". وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يقدم مساعدات مالية كبيرة لأوكرانيا "بشرط إحراز تقدم في الشفافية والإصلاح القضائي والحوكمة الديمقراطية". وأضاف ميرسييه: "يتطلب انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي قدرة قوية على مكافحة الفساد وضمان مرونة المؤسسات. سيواصل الاتحاد الأوروبي مراقبة الوضع ودعم أوكرانيا في ترسيخ سيادة القانون".
زيلينسكي انتهز فرصة انشغال البلاد في الحرب، وقوانين الأحكام العرفية لتمرير القانون لتفكيك هيئات مكافحة الفساد وحماية مقربيه وتوسيع سلطته
كما قال سفراء مجموعة الدول السبع إنهم يرغبون في مناقشة الضغوط الممارسة على المكتب الوطني لمكافحة الفساد ومكتب المدعي الخاص لمكافحة الفساد، مع القيادة الأوكرانية. واعتبر وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، في منشور على منصة إكس (تويتر سابقاً)، أن "القيود المفروضة على استقلالية سلطات مكافحة الفساد الأوكرانية تُعيق انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي". أما وزير الخارجية التشيكي، يان ليبافسكي، وهو حليف ملتزم لكييف، فشدّد على أن دعم الاتحاد الأوروبي ليس "شيكاً على بياض".
وتضع مصادقة زيلينسكي على القانون حلفاء أوكرانيا في موقف محرج، فمن جهة يريدون ضمان أن تسهم المساعدات المالية في تعزيز صمود أوكرانيا في وجه الحرب، وضمان عدم ضياعها ضمن شبكات الفساد، ومن جهة أخرى فإن وقف المساعدات مستحيل في وقت تواجه فيه القوات الأوكرانية صعوبات على الخطوط الأمامية.
زيلينسكي والدور الأميركي
وفي ظل صمت الإدارة الأميركية، وعدم توجيه انتقادات للخطوة، من غير المستبعد أن مكتب زيلينسكي تلقى الضوء الأخضر من الإدارة، أو ضمِن صمتها على الأقل، وسط مؤشرات إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، على عكس إدارة سلفه جو بايدن، لم تُبدِ اهتماماً يُذكر بإصلاحات مكافحة الفساد في أوكرانيا، ولم تُصدر أي تصريحات بشأن هذا الملف، والأهم ربما أنها قررت تجميد تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، والتي كانت تموّل إصلاحات سيادة القانون وجهود الرقابة المدنية في أوكرانيا. ومن الواضح أن زيلينسكي انتهز فرصة انشغال البلاد في الحرب، وقوانين الأحكام العرفية لتمرير القانون لتفكيك هيئات مكافحة الفساد لحماية مقربيه وتوسيع سلطته. ويُعتبر سياق الحرب عاملاً مساعداً، ففي ظل قانون الأحكام العرفية، لا تُنظم انتخابات، وربما الأهم، أن زيلينسكي راهن على عدم حصول احتجاجات شعبية واسعة في الشوارع، ولكن اشتعال التظاهرات وتوسعها حتى في مسقط رأسه كريفي ريه، يشير إلى تراجع في شعبيته، وخطأ في تقدير ردة فعل الشباب الأوكراني. وبداهة يقود القانون جهود أوكرانيا في مكافحة الفساد، ففي نهاية العام الماضي وبعد عشر سنوات على ثورة الميدان الأوروبي لم تستطع أوكرانيا الاقتراب من المعايير الأوروبية تحديداً في مجال محاربة الفساد. ورغم أن الكثير من العمل تم طوال عقد لمحاربة الفساد، أظهر مؤشر إدراك الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية في 2024، أن أوكرانيا تحسنت من ترتيب متدنٍ في المركز 144 من بين 180 دولة في عام 2013 إلى المركز 104 العام الماضي.
ورغم الصمت الأميركي حتى الآن، لا يمكن استبعاد دخول واشنطن لاحقاً على خط الانتقادات والاعتراضات على سياسات زيلينسكي، وفي هذا الإطار ربما يكون الأميركيون نصبوا فخاً جديداً للرئيس المشاكس. ومع تزايد استياء الشعب الأوكراني من سيطرة زيلينسكي على السلطة تحت ذريعة القانون العسكري، بدأت تقارير تتداول أن أيامه بصفته رئيساً للإدارة قد تكون معدودة. قبل أيام قليلة، استشهد الصحافي الاستقصائي الحائز جائزة بوليتزر، سيمور هيرش، بمصادر وصفها بـ "المطلعة" في واشنطن، التي ترى أن هناك تحضيراً لانقلاب في كييف يهدف إلى استبدال زيلينسكي بالجنرال فاليري زالوجني، القائد العام السابق للجيش، الذي أقاله الرئيس العام الماضي. وكتب هيرش في 18 يوليو/تموز الحالي على موقعه الإلكتروني الخاص أن "زيلينسكي مدرج على قائمة قصيرة للنفي"، مضيفاً أن زالوجني قد يُعيَّن "خلال بضعة أشهر"، وأن المعارضة تنتظر إشارة فقط من ترامب للبدء. ويبدو أن المؤيدين لزالوجني مستعدون حتى لإزاحة زيلينسكي "بالقوة" إذا لزم الأمر، معتبرين ذلك الفرصة الوحيدة لإنهاء الحرب وتجنب المزيد من التصعيد وسفك الدماء.
## عاصم افتخار أحمد: توقعاتنا كثيرة من مؤتمر حل الدولتين
25 July 2025 01:00 AM UTC+00
في مقابلة خاصة مع "العربي الجديد" في نيويورك، يتحدث الممثل الدائم لباكستان لدى الأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن للشهر الحالي، عاصم افتخار أحمد، عن تبعات استمرار إفلات إسرائيل من العقاب على المنظومة الدولية، وعن جرائمها المرتكبة في فلسطين، كما عن آخر المستجدات في الملف الهندي الباكستاني، بعد التصعيد العسكري الأخير في إبريل/ نيسان الماضي. كذلك يتحدث عن عقد مؤتمر حل الدولتين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، الذي سترأسه فرنسا والسعودية يومي 28 و29 يوليو/ تموز الحالي، بعد تأجيل موعده الذي كان مقرراً بين 17 و20 يونيو/ حزيران الماضي.
* تواجه فلسطين، وقطاع غزة تحديداً، إبادة جماعية على مرأى الجميع. ما هي تداعيات ما يحدث في فلسطين على القانون الدولي وعلى خارج فلسطين؟
لا يوجد أي مبرر على الإطلاق للوضع الذي يواجهه المدنيون في غزة، ولا توجد كلمات تصف هذا الوضع. هناك أغلبية ساحقة، سواء في مجلس الأمن أو الجمعية العامة (للأمم المتحدة) والمجتمع الدولي عموماً، ترى أن استمرار السماح بهذه الفظائع بدون عواقب أو محاسبة، يلحق ضرراً بالغاً بالقانون الدولي، خصوصاً القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان. يُمكن القول إن هناك شبه إجماع على هذا الرأي، والتحدي الذي يواجه مجلس الأمن هو كيفية التغلب على الدعم المُقدّم لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، والذي يسمح لها بمواصلة ما تفعله في غزة بدون محاسبة ومع إفلات تام من العقاب. كيف يمكن وقف ذلك؟ هذا نقاش دائر في مجلس الأمن. نعلم القيود القائمة، ونعلم أسبابها جيداً. لكن على الرغم من ذلك، استمرت الجهود لإنهاء هذا الوضع، وتحقيق وقف إطلاق النار، وفتح (معابر) غزة أمام المساعدات الإنسانية. وقبل فترة تقدمت الدول العشر غير دائمة العضوية في مجلس الأمن بمشروع قرار، وللأسف لم يمر بسبب الفيتو (الأميركي). ولكن على الرغم من ذلك استمرت الجهود في الجمعية العامة وهناك المؤتمر الدولي لحل الدولتين والذي سيعقد نهاية الشهر الحالي.
* لماذا تعوّلون على هذا المؤتمر؟ وهل تعتقدون أنه بالفعل سيحقق تغييراً ملموساً على الأرض؟ ولن يكون مجرد حضور دبلوماسي رفيع آخر، لخطابات ووعود بدون تغيير جذري؟
سيكون المؤتمر فرصة مهمة في هذه المرحلة وسيخدم هدف تحقيق ما لم يتمكن مجلس الأمن من تحقيقه، أي تحقيق التزامات في مجال صون السلم والأمن الدوليين، وتوفير أفق سياسي لمستقبل فلسطين، وحل الدولتين، والسلام والاستقرار على المدى الطويل في الشرق الأوسط. هناك الكثير من التوقعات. المؤتمر يطرح جدول أعمال شاملا، ويُوصف بأنه ليس مجرد مؤتمر عادي، بل هو أكثر من ذلك، وأكثر واقعية من حيث نتائجه (المتوقعة)، وذلك يشمل توقعات بالاعتراف بالدولة الفلسطينية ووضع خطوات ملموسة نحو (تحقيق) حل الدولتين، ودعم الدولة الفلسطينية عن طريق المساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار، والمساعدة الاقتصادية، وبناء المؤسسات. هذه كلها نقاط منفصلة عن مسألة التوقعات المتزايدة بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وإذا نظرت إلى جلسات الطاولات المستديرة (ثمان لجان ودوائر مستديرة للنقاش)، فإن الحديث هناك أيضاً عن بناء سردية حول حل الدولتين، ومعالجة القضايا الإنسانية، ومناقشة الأمر برمته في سياق القانون الدولي. هناك شعور قوي بأن ما حدث في غزة قد يقوّض القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، لذا، يجب إعادة الأمور إلى مساقها.
* هل تتوقعون أن يحدث هذا تغييراً جذرياً؟
نتوقع أن يقدم المؤتمر ما هو أكثر من مجرد التأكيد على الدعم السياسي والالتزام بإقامة الدولة الفلسطينية والمضي قدماً في حل الدولتين، أي شرحاً وتفصيلاً أكثر للطريقة التي ستقدم بها الدول الأعضاء والجهات الفاعلة الأخرى والمنظمات الإقليمية الدعم للدولة الفلسطينية.
* رأينا الولايات المتحدة تفرض عقوبات على المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، فرانشيسكا ألبانيز، وعلى أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية وغيرها. هل هناك نقاش لحماية هؤلاء وغيرهم في المنظومة الدولية من المدافعين عن القانون الدولي وحقوق الإنسان؟
هذا تطور خطير ومؤسف للغاية، لأن هؤلاء المقررين الخاصين، والإجراءات الخاصة (لمجلس حقوق الإنسان، وتتألف من مجموعة خبراء مستقلين في مجال حقوق الإنسان مكلفين بولايات لرفع تقارير وتقديم المشورة بشأن حقوق الإنسان)، وجميعهم يعملون بتفويض من الأمم المتحدة والدول الأعضاء، يتمتعون بشرعية ومصداقية معينة. من الطبيعي أن يُدعم عملهم لا أن يُعارض أو حتى أن يصل إلى حد فرض عقوبات عليهم، وهو أمرٌ لا يُمكن فهمه. وكانت هناك ردود فعل واسعة على هذا الإعلان (منددة). وهناك مناقشات جارية بالفعل في جنيف (أحد مقرات الأمم المتحدة) للرد على هذا الوضع. آمل أن تتم معالجة ذلك والتراجع (عن فرض العقوبات)، إذ إن الحفاظ على مصداقية منظومة الأمم المتحدة وشرعيتها لجميع هؤلاء المكلفين بولايات والإجراءات الخاصة أمر بالغ الأهمية.
* كيف تقيمون تعاون الولايات المتحدة والإدارة الأميركية الحالية في مجلس الأمن والأمم المتحدة عموماً؟
ما زال الوقت مبكراً، لأن الكثير من الأمور لم تتضح بعد في ما يتعلق بالسياسة الأميركية ونهجها العام. وحالياً لا يوجد ممثل دائم للولايات المتحدة في الأمم المتحدة بنيويورك ما يخلق فراغاً ما (من المتوقع أن يصادق الكونغرس على تعيين مرشح ترامب للمنصب، مايك والتز، قريباً). هناك بعض المعالم لتلك السياسة أصبحت واضحة وبعضها إيجابي، على سبيل المثال عندما يقول الرئيس (دونالد ترامب) إنه يريد إنهاء النزاعات وحلها ولا يريد المزيد من الحروب. ولكن طبعاً من المهم تنفيذ ذلك. في حالات أخرى، لا تزال الصراعات محتدمة حيث الوضع مُلحّ والإجراءات مُؤجّلة. ترك قرار (إدارة ترامب) بخفض التمويل (الطوعي لمنظمات الأمم المتحدة الإنسانية) أثراً (سلبياً) بالفعل، لأن الولايات المتحدة من أكبر المانحين، وهذا يؤثر أيضاً على عمل المجلس (الأمن)، لأن العديد من حالات الصراع المدرجة على جدول أعمال المجلس تواجه حالات طوارئ إنسانية في عواقب لتلك الصراعات. وهذا يؤدي إلى اتساع الفجوات، إذ لا تزال الصراعات مستعرة، ما يتسبب بتحديات خطيرة.
* في ما يخص التصعيد الأخير بين باكستان والهند، كيف تقيمون التعامل الدولي معه وما هي رؤيتكم للمضي قدماً؟
واجهنا وضعاً مشابهاً عام 2019، وهذه المرة كذلك، استغلت الهند حادثاً إرهابياً لإلقاء اللوم على باكستان بدون تحقيق أو أدلة موثوقة تشاركها. ومن ثم قررت اتخاذ إجراءات تصعيدية ومضت قدماً في تهديدها وارتكبت عدواناً غير مبرر ضد باكستان وفي انتهاك تام للقانون الدولي. حتم ذلك علينا الرد، وفقاً لحق الدفاع عن النفس. ردنا كان متناسباً وبما يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. بالإضافة إلى نوع آخر من العدوان، وهو تعليق معاهدة مياه نهر السند (اتفاقية دولية بين البلدين وقعت عام 1960 حول تقاسم مياه نهر السند وروافده) وهو كذلك كان مُخططاً له مسبقاً، لأنهم أسرعوا للإعلان عن ذلك بعد الحادث. هذا أمر بالغ الخطورة على باكستان، لأننا دولة يبلغ عدد سكانها 250 مليون نسمة، واقتصادنا قائم على الزراعة، ويعتمد الكثير من السكان على الري بمياه الأنهار، وتُعتبر هذه الأنهار شريان الحياة لباكستان. دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بعد صراع دام أربعة أيام، إذ ساهمت بعض الدول الصديقة في تهدئة الوضع وتسهيل وقف إطلاق النار، وكانت هناك دعوات أيضاً من الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريس). ورحبت تلك الدول بوقف إطلاق النار وشجعت الدولتين على الانخراط في الحوار، لمعالجة قضاياهما العالقة، وهنا مربط الفرس. عندما ننظر إلى ما يحدث في جنوب آسيا، بين الهند وباكستان، فالمشكلة الأساسية هي نزاع جامو وكشمير. يجب معالجة هذا الأمر. كما هو الحال في الشرق الأوسط إذا أخرجت القضية الفلسطينية من المشهد، فهذا يعني أنك لا تعالج حقاً المشكلة الأساسية هناك. وإذا أردنا أن نرى السلام والأمن الدائمين في جنوب آسيا، فنحن بحاجة إلى معالجة هذا النزاع وحله.
هناك قرارات لمجلس الأمن منذ أواخر الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، والتي وفرت أيضاً آلية لتسوية النزاعات سلمياً من خلال تنظيم استفتاء تحت رعاية الأمم المتحدة، والذي من شأنه أن يمنح الشعب الكشميري خيار الإرادة الحرة ليقرر ما إذا كان يريد الانضمام إلى الهند أو باكستان. تراجعت جارتنا عن ذلك بعد قبول جميع هذه قرارات الأمم المتحدة في البداية. ولم تسمح للأمم المتحدة بتنظيم استفتاء لأنها تعلم أن النتيجة لن تكون في صالحها. يشكل ذلك مصدراً مستمراً لعدم الاستقرار والتوتر، لأنه ليس مجرد نزاع إقليمي، بل هو نزاع سياسي أيضاً، وله عواقب أخرى إنسانية وحقوقية، إذ تُرتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في جامو وكشمير التي تحتلها الهند بشكلٍ غير قانوني.
هذا وضع هش للغاية وغير مستقر، ويحتاج إلى معالجة حقيقية. في هذا السياق رأينا ترحيب الولايات المتحدة، والعديد من الدول الأخرى، كالسعودية والصين وتركيا وقطر والإمارات، والأمين العام (للأمم المتحدة)، بوقف إطلاق النار. كما أشاروا إلى أهمية الحوار. وذكر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في بيانه أن هناك وقفاً لإطلاق النار، وأن الهند وباكستان اتفقتا على الاجتماع في مكان محايد. رحبت باكستان بتسهيل وقف إطلاق النار، كما نرحب أيضاً بهذه التصريحات التي تدعو إلى الحوار، وهو أمر منطقي. ولكن الرد الهندي كان مختلفاً، إذ نفوا أن تكون الولايات المتحدة قد لعبت دوراً في تسهيل وقف إطلاق النار. وقالوا إنهم لم يوافقوا على الحوار مع باكستان. نعتقد أن هذا غير مقبول، كما الخطاب العدائي السائد في الهند، والذي لم يهدأ بعد. ومباشرة بعد وقف إطلاق النار، قال رئيس الوزراء (الهندي ناريندرا) مودي، في أحد تصريحاته، إن هذه مجرد وقفة مؤقتة.
الهند وباكستان دولتان كبيرتان وهامتان، ويمكننا تحقيق الكثير إذا توفرت بيئة من التعاون وبناء الثقة، والتي يمكن بناؤها على أسس متينة، وهي احترام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي والالتزامات والمعاهدات الثنائية الدولية، ولا يمكن أن تُبنى على انتهاك هذه القوانين والمعاهدات. كنا وما زلنا منفتحين على استئناف الحوار، وعلى إيجاد مساحة لإعادة بناء الثقة، حيث يمكننا الجلوس حول طاولة واحدة وإجراء حوار شامل، لمناقشة جميع القضايا مع الهند، بما في ذلك القضية الجوهرية، جامو وكشمير، والتي تحتاج بالفعل إلى حل.
نبذة مختصرة
انضم السفير عاصم افتخار أحمد، الممثل الدائم لباكستان لدى الأمم المتحدة، إلى السلك الدبلوماسي الباكستاني عام 1993. تسلم منصبه الحالي مطلع إبريل/ نيسان الماضي. وشغل مناصب مختلفة بوزارة الخارجية وبعثات باكستان في الخارج على مدار أكثر من ثلاثة عقود، شملت أوروبا وأفريقيا وآسيا والأمم المتحدة، بما فيها عمله سفيراً لبلاده لدى فرنسا وموناكو ومندوبها الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، بين عامي 2022 و2024.
## نتنياهو يرمي إلى إعادة ترتيب المشهدين الداخلي والإقليمي
25 July 2025 01:00 AM UTC+00
لا مكان للملل أو الجمود في المشهد السياسي الإسرائيلي، فبعد انسحاب الأحزاب الحريدية من الحكومة في 14 يوليو/تموز الحالي، على خلفية عدم طرح قانون لإعفاء طلاب المعاهد الدينية من الخدمة العسكرية، ووسط حديث متصاعد عن احتمال تبكير الانتخابات البرلمانية إلى مطلع العام المقبل، تشهد الأيام الأخيرة تحركات سياسية يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تُظهر نيّته اتخاذ خطوات تُعزز من قبضته السياسية على الحكومة وعلى آليات صنع القرار في إسرائيل. وتتركّز هذه الخطوات بشكل خاص على تقويض سلطة القضاء وتقليص أدوات الرقابة القضائية، إلى جانب السعي لترتيب إعفاء طلاب المعاهد الدينية من الخدمة العسكرية. يأتي ذلك في ظل استمرار الحكومة الإسرائيلية في المماطلة والمراوغة في مفاوضاتها مع حركة حماس، بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين، في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل عمليات القتل والتجويع في غزة. كذلك، تشهد الساحة السورية تصعيداً ملحوظاً في التدخل الإسرائيلي، تمثل أخيراً في قصف عسكري مباشر على محافظة السويداء، في ظل الاقتتال الداخلي الدائر هناك.
تأثير الضغوط على نتنياهو
لم يؤدِّ خروج الأحزاب الحريدية من الحكومة إلى تفكك التحالف الحكومي، ولا إلى حلّ الكنيست، ولم يُسفر حتى الآن عن تبكير موعد الانتخابات البرلمانية، رغم تزايد الحديث عن هذا الاحتمال في الأوساط السياسية والإعلامية. وخروج الأحزاب الحريدية من الحكومة لم يعنِ خروجها من دائرة التأثير السياسي، خصوصاً على قرارات نتنياهو. فحزب شاس بقيادة أرييه درعي المقرّب جداً من نتنياهو سيواصل، كما أشارت تقارير في الإعلام الإسرائيلي، التأثير من وراء الكواليس على الوزارات التي كان يديرها خلال وجوده في الحكومة. أما حزب يهدوت هتوراة، فيواصل ممارسة الضغط السياسي على نتنياهو من خلال تصريحات إعلامية متكررة لقياداته، تحذّر من أن ردّ الحزب على عدم سنّ قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية لطلاب المعاهد الدينية، وعدم منع فرض أي عقوبات جنائية عليهم، لن يتوقف عند الخروج من الائتلاف الحكومي، بل قد يصل إلى تهديد التحالف الاستراتيجي والعلاقة السياسية العميقة بين الجانبين.
رفض إدلشتاين الانصياع الكامل لمطالب الأحزاب الحريدية
في ظل هذا الواقع، يواصل نتنياهو جهوده لإعادة ترتيب المشهد السياسي داخل التحالف الحكومي، بهدفين رئيسيين: أولاً، إرضاء الشركاء من الأحزاب الحريدية، وثانياً، مواصلة السعي للسيطرة على السلطة القضائية أو على الأقل تقييدها وضبط صلاحياتها، تنفيذاً لأجندة اليمين المتطرف الساعية إلى توسيع هيمنته على مؤسسات الدولة، بما فيها الجهاز القضائي. هذا المسار يخدم أيضاً المصالح الشخصية لنتنياهو، وفي مقدمتها تفكيك الملفات الجنائية التي تُنظر ضده أمام المحاكم الإسرائيلية أو تعطيلها. بغية إرضاء الأحزاب الحريدية وتجنّب تعميق الهوّة والخلاف معها، بادر نتنياهو قبل أيام إلى خطوة تهدف إلى استبعاد يولي إدلشتاين من رئاسة لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، وهي اللجنة المسؤولة عن تحضير مشروع قانون التجنيد، وإلى تسريع عملية إقالة المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا.
ورفض إدلشتاين الانصياع الكامل لمطالب الأحزاب الحريدية ونتنياهو بشأن صياغة قانون يُعفي الشباب الحريدي من الخدمة العسكرية ويتجنب فرض عقوبات جدية على من يتهرّب منها. وبدلاً من ذلك، حاول التوفيق بين مطالب الأحزاب الحريدية من جهة، ومطالب جماعات ضغط تمثّل جنود الاحتياط من جهة أخرى، الذين يُطالبون بتحقيق المساواة في تحمل عبء الخدمة العسكرية بين جميع شرائح المجتمع الإسرائيلي. وتحدّى إدلشتاين نتنياهو ومطالبه إلى حد كبير من خلال موقفه هذا، فجاء ردّ نتنياهو باقتراح إقالته من رئاسة لجنة الخارجية والأمن، وترشيح أحد أعضاء الكنيست من حزب الليكود، المقرّب منه والمطيع تماماً لإرادته وتوجهاته. بهذه الخطوة، يسعى نتنياهو إلى التخلص من مناورات إدلشتاين والعقبات التي يضعها أمام تمرير قانون التجنيد بالشكل الذي تريده الأحزاب الحريدية، وفي الوقت نفسه يُرضي هذه الأحزاب ويقلّص من مساحة الخلاف والتوتر معها داخل التحالف الحكومي. إقصاء إدلشتاين وفرض سيطرة نتنياهو الكاملة على قراراتها، يأتي تمهيداً لإعادة ترتيب العلاقة مع الأحزاب الحريدية، والحفاظ على استقرار التحالف الحكومي، ولو بشكل مؤقت.
الحرب مع المستشارة القضائية للحكومة
في المقابل، يعمل نتنياهو على تفريغ منصب المستشارة القضائية للحكومة من مضمونه وصلاحياته، في محاولة لترويض المعارضة القانونية الداخلية لسياساته وإجراءاته داخل الحكومة، لا سيما في ما يتعلق بسَنّ القوانين والتعيينات في مناصب إدارية رفيعة لا تتماشى بالضرورة مع أحكام القانون وتعليماته. في هذا السياق، قررت لجنة وزارية خاصة، أُنشئت لفحص أداء المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا ودراسة إمكانية إقالتها، بداية الأسبوع الحالي التوصية للحكومة بالمضي قدماً في إجراءات إقالتها. ويعود موقف نتنياهو وحكومته تجاه المستشارة القضائية بالأساس إلى معارضتها لجملة من السياسات والخطوات المثيرة للجدل داخلياً، أبرزها: رفضها سنّ قانون إعفاء طلاب المعاهد الدينية من الخدمة العسكرية باعتباره مخالفاً لمبدأ المساواة في تحمل العبء؛ اعتراضها على إقالة رئيس الشاباك السابق رونين بار وتعيين بديل له؛ تعيين مسؤول جديد في منصف إدارة موظفي الدولة. ولا ننسى أنّ المستشارة القضائية هي المدعية العامة في ملفات نتنياهو القضائية.
ترى غالي بهاراف ميارا، أن الخطوات المتخذة ضدها غير قانونية، وتتنافى مع الترتيبات الدستورية القائمة، وقد جاءت بدوافع سياسية صريحة تخدم مصالح شخصية لنتنياهو. في المقابل، فإنّ موقف المستشارة القضائية من حرب الإبادة على غزة لا يختلف عن موقف الحكومة والمؤسسة العسكرية، إذ أبدت دعماً كاملاً لكل خطوات الجيش والحكومة، ودافعت عن سياسات الحكومة ورفضت مواقف كل من محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية، كما أشار رئيس تحرير صحيفة هآرتس، ألوف بن، في مقال نُشر بتاريخ 22 يوليو الحالي. ويوضح بن أن بهاراف ميارا "تقدّم دعماً كاملاً لتدمير قطاع غزة وقتل عشرات الآلاف من سكانه، وتجويع من تبقّى منهم والاستعداد لطردهم، وكذلك للاستيلاء العنيف على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية، ولسوء معاملة الأسرى الفلسطينيين الذين توفي العشرات منهم أثناء الاعتقال، ولإسكات احتجاجات الأقلية الفلسطينية في إسرائيل". ومع ذلك، يبدو أن كل هذا الولاء لموقف الحكومة في الملفات الخارجية والأمنية لا يشفع لها أمام حاجة نتنياهو لإحكام قبضته على السلطة القضائية، وإخضاع أدوات الرقابة القضائية لخدمة أهدافه الشخصية ومشروعه السياسي.
ترى غالي بهاراف ميارا أن الخطوات المتخذة ضدها غير قانونية
بالتوازي مع سعي نتنياهو لفرض إرادته وهيمنته على لجنة الخارجية والأمن، إلى جانب محاولاته لإقالة المستشارة القضائية للحكومة، يواصل رئيس الوزراء المراوغة والمماطلة في المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس. وتعمد إسرائيل إلى خلق أجواء من التفاؤل بشأن احتمالات التقدم في المفاوضات، وتروّج لإمكانية التوصل إلى اتفاق، لكنها تضيف شروطاً تدريجية تعرف مسبقاً أنها ستتراجع عنها لاحقاً، وذلك في إطار استراتيجية تفاوضية تهدف إلى الإيحاء بتقديم تنازلات. مثال على ذلك: المطالبة بالاحتفاظ بسيطرة الجيش على محور موراغ، ثم التراجع التدريجي عن هذا الشرط. في المقابل، تستمر إسرائيل في القتل اليومي والتجويع الممنهج، وتمنع إدخال المساعدات الإنسانية الأساسية، في الوقت الذي تُوسّع فيه عملياتها العسكرية في القطاع. هكذا، بينما تدّعي أنها منفتحة على التوصل إلى اتفاق، تسعى إسرائيل في الواقع إلى هندسة واقع جديد على الأرض، يضمن بقاء سيطرتها الكاملة على قطاع غزة حتى بعد الحرب. وتشير المؤشرات إلى احتمال إعادة نوع من الاستيطان، ولو بصيغة معسكرات عسكرية أو نقاط أمنية، قد تتطور لاحقاً إلى مستوطنات دائمة، كما حدث سابقاً في عدة مواقع في الضفة الغربية.
إعادة تشكيل المشهد السري
تواصل إسرائيل سعيها لإعادة تشكيل المشهد السوري بما يتوافق مع مصالحها الأمنية والاستراتيجية. وقد تجلّى ذلك الأسبوع الماضي من خلال تدخّل عسكري مباشر في محافظة السويداء، إذ استهدفت القوات الحكومية وعناصر من عشائر بدوية في خضم الأحداث الأمنية الدامية التي شهدتها المنطقة. ورغم أن إسرائيل تُبرّر هذا التدخل علناً بأنه يأتي لحماية أبناء الطائفة الدرزية، فإن أهدافه الحقيقية تتجاوز ذلك، وتتمثل أساساً في ضمان مصالحها الجيوسياسية، من خلال: منع استعادة الاستقرار في الجنوب السوري؛ إبقاء مناطق جنوبية تحت الاحتلال أو النفوذ الإسرائيلي غير المباشر؛ تعزيز الهيمنة العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية. بذلك، تُصرّ إسرائيل على أنه لا يمكن إجراء ترتيبات داخل الدول المجاورة من دون تدخلها وموافقتها، في تكرار لمواقف نتنياهو، الذي يروّج بأنّ إسرائيل هي من يعيد ترتيب خريطة المنطقة بأكملها.
تواجه محاولات نتنياهو لإعادة ترتيب الحالة السياسية الداخلية معارضة غير بسيطة، تشمل أطرافاً برلمانية وشعبية وقضائية. وحتى في حال نجح في تمرير هذه الخطوات، فإنّها لن تمرّ بدون معارك سياسية محتدمة وردود فعل داخلية واسعة. لكن، وللأسف، في الساحة الإقليمية، يبدو أن تنفيذ السياسات الإسرائيلية وتحقيق رغبات نتنياهو يجري بسلاسة أكبر، وبمعارضة أضعف، سواء من الداخل الإسرائيلي، أو من الأطراف الإقليمية والدولية. فبينما يُواجه الداخل بمؤسسات قادرة على الكبح والمساءلة، تُترك الساحات العربية والفلسطينية والعربية مكشوفة أمام محاولات تمدد المشروع الإسرائيلي دون ردّ حقيقي يوازي حجم الفعل.
 
## مصادقة الكنيست على مقترح ضم الضفة تهديد مباشر للأردن
25 July 2025 01:00 AM UTC+00
تؤكد مصادقة الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، أول من أمس الأربعاء، على مقترح غير ملزم قانونياً بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة أن لا مكان لحل الدولتين بالنسبة لدولة الاحتلال. ورغم أنه لا يحمل صفة الإلزامية إلا أن المقترح الذي دعا حكومة تل أبيب إلى "فرض السيادة الإسرائيلية" على الضفة الغربية المحتلة، بما يشمل كامل أراضي الضفة وغور الأردن، يفتح الطريق أمام حكومة بنيامين نتنياهو للمضي قدماً نحو ضم الضفة. 
ويعدّ المقترح "التصريحي" رمزياً وغير ملزم قانونياً، قبيل خروج الكنيست إلى عطلته الصيفية، إلا أنه يهدف بحسب مقدميه من الحزبين المتطرفين؛ "الصهيونية الدينية" و"القوة اليهودية"، لتعزيز فكرة الضم وإحباط أي مساعٍ مستقبلية لإقامة دولة فلسطينية غرب نهر الأردن، وذلك من خلال تكريس "الحق التاريخي" لليهود على الضفة. ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تصاعدت دعوات مسؤولين إسرائيليين بضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، كان أبرزها في 2 يوليو/ تموز الجاري حينما وجه وزراء حزب "الليكود" الـ14، ورئيس الكنيست أمير أوحانا، رسالة إلى نتنياهو، دعوه فيها إلى المصادقة على قرار الضم.
إدانة إعلان الكنيست
ودانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين، في بيان أول من أمس، قرار الكنيست ورأت فيه "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وتقويضاً واضحاً لحل الدولتين ولحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967". كما شدد رئيس مجلس النواب الأردني، أحمد الصفدي، في بيان، على أن القرار يشكّل "خرقًا فاضحاً لمعاهدة السلام" الأردنية الإسرائيلية (وادي عربة 1994)، معتبراً إياه "بمثابة تمهيد لتهجير الشعب الفلسطيني، وهو ما لن يقبل به لا الأردن ولا الشعب الفلسطيني".
وانضمت مواقف عربية وإسلامية إلى الموقف الأردني، ورفض ضم الضفة الغربية، إذ دانت كل من السعودية والبحرين ومصر والأردن وفلسطين وقطر والإمارات، إلى جانب تركيا ونيجيريا وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، في بيان مشترك أمس، بأشد العبارات مصادقة الكنيست الإسرائيلي على الإعلان الداعي إلى فرض بـ"السيادة الإسرائيلية" على الضفة. واعتبرته "خرقاً سافراً ومرفوضاً للقانون الدولي، وانتهاكاً صارخاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة"، مؤكدة "بطلان جميع الإجراءات والقرارات التي تهدف إلى شرعنة الاحتلال، بما في ذلك الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967".
تداعيات ضم الضفة الغربية
حول تداعيات الخطوة الإسرائيلية، قال الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني، نضال الطعاني، لـ"العربي الجديد"، إنها تأتي "استكمالاً لقرارات اتخذتها حكومة الاحتلال عام 2018 (عندما أعلنت خططاً تتعلق بقضية ضم الضفة الغربية من خلال فرض السيادة المباشرة على مستوطنات وضمها إلى إسرائيل)". وفي رأيه فإن أي "تغيّر جغرافي وسياسي بين الأردن وإسرائيل، له تبعات أمنية واقتصادية وسياسية على العلاقات بين الجانبين"، مشيراً إلى أن "القرار يُعد خرقاً لاتفاقية وادي عربة للسلام الموقعة بين الأردن ودولة الاحتلال". كما تطرق إلى وجود نمو سرطاني للمستوطنات "في ظل صمت – وربما دعم – من دول عربية وإقليمية، لتمكين حكومة الاحتلال من فرض إدارتها على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ما يُهدد الثوابت والمصالح الأردنية" (يؤدي الأردن دوراً هاماً في إدارة ورعاية المقدسات الإسلامية في القدس).
وذكّر بإعلان جيش الاحتلال، الشهر الماضي، إنهاء تشكيل "الفرقة 96" العسكرية ونشرها على طول الحدود الشرقية مع الأردن، والتي ستباشر مهماتها الرسمية في الأول من أغسطس/ آب المقبل، معتبراً أن هدفها ليس حماية الحدود، بل "فرض السيطرة على الأرض الفلسطينية تمهيداً لضمها". وبحسب الطعاني، فإن مجابهة دولة الاحتلال "ترتبط بوجود مشروع عربي حقيقي يواجه هذا الكيان ويوقفه عند حده، وإن غاب هذا المشروع، فإن المنطقة ستكون أمام شرق أوسط جديد ترسمه حكومة الاحتلال، لا ما تريده الدول العربية".
بدوره، اعتبر أستاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة الحسين بن طلال، حسن الدعجة، لـ"العربي الجديد"، أن ضم غور الأردن، الذي يمثل عمقاً استراتيجياً حيوياً للمملكة "يشكّل تهديداً مباشراً لأمنها القومي، ويعيد إلى الواجهة مخاوف قديمة من محاولات تصدير الأزمة الفلسطينية إلى الداخل الأردني، تحت ما يسمى بـ"الخيار الأردني"(يعود إلى ما بعد حرب 1967 ويقوم على فكرة ضم الضفة إلى الأردن، وقطاع غزة إلى مصر).
حسن الدعجة: مواجهة القرار تستدعي توحيد الموقف العربي والدولي
من جانب آخر فإن  قرار الكنيست، وفق الدعجة، من شأنه أن "يؤدي إلى تغيير ديمغرافي قسري على الأرض، من خلال ضم المستوطنات وطرد السكان الفلسطينيين"، ليشكل خطراً يمتد إلى الإقليم بأكمله، كما "يُعرّض العلاقاتِ الإسرائيلية مع الدول العربية للخطر، خصوصاً تلك التي بدأت مسارات تطبيع". أما بالنسبة لدور الأردن في مواجهة آثار هذا القرار، فرأى الدعجة، أنه يكمن بتحرك دبلوماسي يقوده الملك عبد الله الثاني لتوحيد الموقف العربي والدولي، بالتعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وإعادة النظر في بعض بنود اتفاقية السلام، وتجميد مجالات التعاون السياسي أو الاقتصادي مع إسرائيل كأداة ضغط. إضافة إلى ذلك، يتوجب دعم صمود الفلسطينيين في الضفة الغربية سياسياً ومادياً، وتعزيز التنسيق مع القيادة الفلسطينية في المواقف والخطاب المشترك.
فوزان العبادي: قرار الكنيست يدق ناقوس الخطر في قضية التهجير القسري لأبناء الضفة
خطورة قرار الكنيست ترتبط، بحسب الأمين العام لحزب النهج الجديد، فوزان العبادي، بمصادرة أراضي الضفة الغربية، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن القرار "يدق ناقوس الخطر في قضية التهجير القسري لأبناء الضفة الغربية". وفي رأيه "نحن اليوم أمام معادلة صعبة جداً، تأثيراتها مباشرة وغير مباشرة على الأردن"، مضيفاً أنه "قد نشهد موجات لجوء كبيرة إلى الأردن من أهالي الضفة الغربية". ولفت إلى أن "هناك ارتباطاً وثيقاً بين الأردن والضفة الغربية، فالكثير من الأردنيين أصولهم من الضفة الغربية ولهم أملاك هناك، ومصادرة هذه الأملاك والمخطط الشمولي الذي تعمل عليه سلطات الاحتلال له تأثير مباشر عليهم".
## حين يُجوَّع شعب لكسر أمة
25 July 2025 01:00 AM UTC+00
سيتذكّر العرب أنهم كانوا يوماً أصحاب مروءة؛ حين كانت الحارات تصمت احتراماً لجنازة، وتؤجّل أفراحها تضامناً مع جيرانها المفجوعين. وسيتذكّرون أيضاً أنهم، في زمن مذبحة غزة، ظلوا شهود زور على مجاعة تُبثّ على الهواء مباشرة، وتلعثموا حين سألهم أطفالهم: لماذا لم تفعلوا شيئاً؟ سيتذكّرون أن ملايين منهم انشغلوا في ذروة المجازر بقبلة فنان، بينما فنانون ومثقفون غربيون كانوا يرفعون علم فلسطين. وسيتذكّرون أن تفاهة الشاشات بلغت ذروتها حين اعتلى أحدهم منصاتها ليخاطبهم: "إحنا مالنا ومال غزة؟"، لترويج رسالة سياسية تبرّر الصمت على حصار جغرافيا الإبادة والتجويع.
حتى الفلسطينيون لن يُعفَوا من الذكرى. فدوّار المنارة في رام الله شهد هتافاً خافتاً للوحدة الوطنية، في وقت كانت الحاجة فيه لثورة صريحة سنداً لملايين المُجوَّعين. فبعض "أبناء القضية" طالبوا المقاومة بانتهاج مسار "أوسلو"، رغم أن الاحتلال نفسه أنهى الاتفاق رسمياً، واختار طريق الضم والتطهير العرقي في الضفة الغربية المحتلة. وبينما يرى البعض أن الوقت لا يسمح بفتح ذلك النقاش، فإنهم يجدونه مناسباً للوم الضحية، وتبرير التواطؤ القائم على الخوف أو الإحباط أو الحسابات، حتى لا تُحرج السلطة وجهاً لوجه مع محتليها الذين لا يغفرون لها، مهما صالحتهم.
نعم، ليست هذه تهيؤات، بل نتائج زمن التفاهة، حين يُمنح الطبال شاشة وملايين المتابعين ليبثّ خنوعه، بينما تُنتزع أرجل الأطفال من تحت الأنقاض، وفي طريق جلب حفنة طحين مخضّبة بالدم. لم يعد الصوت العربي العام إلا صدى للانبطاح؛ يبارك الفرجة ويخشى اتخاذ موقف. والسؤال الآتي من الأبناء الذين وصلت النيران إلى أسرّتهم سيكون محرجاً: لماذا تُركت غزة تجوع؟ لماذا خذلتموها؟ وسيكون الجواب مزيجاً من الخزي والصمت. فأهل غزة لم يُجوعوا لأنهم فقراء، بل جُوّعوا لكسر إرادة أمة. أما هذه الأمة، فهي في اختبار أخلاقي عميق، لا يُقاس بعدد الجيوش، بل بقدرتها على أن تبقى إنسانية في وجه من يريد لها أن تموت بلا حتى شهقة اعتراض.
نحن في زمن يبحث فيه بعض العرب عن مروءة أبي جهل، لا عن سيف خالد وصلاح الدين. زمن يبحث فيه الناس عمّن يشبه تشيلي وأيرلندا في مقاطعة الاحتلال، بينما تتمسك الأنظمة بـ"قداسة" علاقاتها معه. ألم يقولوا إن اتفاقيات التطبيع تخدم القضية؟ فماذا فعلوا لها، سوى التمسك بإرهابيين يدعوان بالموت للعرب مثل الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، حتى آخر قطرة في ماء وجوههم؟ ممّ تخاف قوى وأحزاب في مجتمعاتنا من قول ما يقوله العالم؟ أمن شرطتهم؟ أم من خسارة امتيازاتهم التي تقوم على حساب دمائنا وكرامتنا الجماعية؟
 
## مناقشة أميركية في الكونغرس لتعديل قانون قيصر بدل إلغائه
25 July 2025 01:00 AM UTC+00
صوتت اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب الأميركي الثلاثاء الماضي على تمرير مشروع قانون لتمديد قانون قيصر بدل إلغائه. وحظي مشروع القانون، المقدَّم من النائب الجمهوري مايك لولار، رئيس اللجنة الفرعية المعنية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التابعة للشؤون الخارجية في المجلس، بدعم 31 نائباً، في حين عارضه 23 نائباً. ويهدف مشروع القانون إلى مراجعة القيود المصرفية، وتعزيز القدرة على مكافحة غسل الأموال. كما يفرض شروطاً تتعلّق بحقوق الإنسان من أجل إلغاء القانون نهائياً، ويُحدِّد إطاراً زمنياً لرفع العقوبات بشكل نهائي بحلول 31 ديسمبر/كانون الأول 2029، شرط التزام الحكومة السورية بسلسلة من المعايير الصارمة تتعلّق بحقوق الإنسان، ووقف الاعتقال السياسي، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، وإيقاف استهداف المرافق الطبية والتعليمية، وإنهاء إنتاج وتهريب الكبتاغون.
رضوان زيادة: هذا إقرار أولي من اللجنة ونسبة تحوّله إلى قانون ضعيفة
ومشروع القانون لا يزال في مرحلته الأولى، إذ لا بدّ من مرور بأربع مراحل تشريعية قبل أن يُصبح نافذاً، وهي تصويت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، ثم التصويت الكامل في المجلس، تليه لجنة الشؤون المصرفية في مجلس الشيوخ، ثم تصويت مجلس الشيوخ بأكمله، وأخيراً توقيع الرئيس دونالد ترامب.
انتقاد الإبقاء على قانون قيصر
ولا يتماشى توجّه اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب الأميركي مع أجندة ترامب، وفق عضو الكونغرس عن الحزب الجمهوري جو ويلسون، الذي حذّر، على منصة إكس الثلاثاء الماضي، من أن إبقاء قانون قيصر سارياً سنوات سيؤدّي إلى إعاقة إعادة الإعمار في سورية على المدى الطويل، ما قد يُسهم في عودة تنظيم داعش. وكان ويلسون أعلن، في 12 يونيو/حزيران الماضي، أنه قدم تشريعاً إلى الكونغرس لإلغاء قانون قيصر وعقوباته على سورية بالكامل.
وكان ترامب قد وقّع، في 30 يونيو الماضي، أمراً تنفيذياً لإنهاء العقوبات على سورية، من بينها عقوبات مفروضة منذ العام 1979 (صنفت واشنطن سورية وقتها دولةً راعية للإرهاب نتيجة لدعمها لجماعات فلسطينية معارضة لإسرائيل، ومواقفها المناهضة للولايات المتحدة، وتقاربها مع الاتحاد السوفييتي وقتها). ولم يُسقِط ترامب قانون قيصر الذي أقرّه الكونغرس في 2019، إذ لا يمكن لرئيس أميركي تعديل أو تعليق قانون صادر عن الكونغرس. وخفّفت الولايات المتحدة العقوبات عن سورية لمنحها "فرصة" لتُصبح "دولة مستقرة تنعم بالسلام"، وفق إدارة ترامب، التي قالت، في حينه، إنها ستواصل مراقبة تقدّم سورية في الأولويات الرئيسية، بما في ذلك "اتخاذ خطوات ملموسة نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، والتصدّي للإرهابيين الأجانب، وحظر الجماعات الإرهابية الفلسطينية".
وخلال سنوات الثورة السورية، فرضت الولايات المتحدة عقوبات مشدّدة على نظام بشار الأسد المخلوع، وفق أوامر رئاسية وتنفيذية من صلاحيات الرئيس الأميركي إلغاؤها من دون العودة إلى مجلس النواب. كما فرضت عقوبات مشدّدة على النظام المخلوع عبر قوانين صدرت عن مجلس النواب، أبرزها قانون قيصر، الذي دخل حيّز التنفيذ في العام 2020، بعدما استغرق إنجازه نحو ست سنوات، ونصّ على فرض عقوبات على الأسد وأركان حكمه، وعلى أي جهة تقدّم الدعم أو تتعامل مع النظام المخلوع.
تأثير أحداث السويداء
وتعليقاً على النقاش الدائر في مجلس النواب الأميركي حول تعديل قانون قيصر، بيّن الباحث السياسي المقيم في واشنطن، رضوان زيادة، في حديث مع "العربي الجديد"، أن أحداث السويداء "كان لها تأثير سلبي جداً على قدرة الحكومة على إدماج الأقليات"، مضيفاً: كانت من ضمن الأسباب التي دفعت مجلس النواب للبحث في تعديل قانون قيصر بدلاً من إلغائه. وتابع: مسؤولية إسرائيل في أحداث السويداء واضحة، ولكن حُمّلت الحكومة السورية المسؤولية. وقلّل زيادة من أهمية النقاش الدائر حالياً في مجلس النواب حول قانون قيصر، موضحاً: "هذا إقرار أولي من اللجنة، ونسبة تحوّله إلى قانون ضعيفة"، مضيفاً: لكنه جرس إنذار للحكومة السورية، التي دعاها إلى إظهار "انفتاح سياسي أكبر"، مضيفاً: عليها طرح خطة سياسية تُظهر قدرتها على إدماج الأقليات عبر الحوار والمشاركة السياسية.
بسام بربندي: الإدارة الأميركية لا علاقة لها بالحراك الحاصل لتعديل قانون قيصر بدلاً من إلغائه
وكان للجرائم التي ارتكبت في الساحل السوري في مارس/آذار الماضي،  بحق المدنيين وأدّت إلى مقتل المئات وإصابة آخرين عقب الحملة التي شنتها السلطات ضد عناصر من النظام السابق، ولاحقاً تكرار مشهد الجرائم في السويداء عقب اندلاع الاقتتال الأهلي فيها أخيراً تأثير سلبي على الإدارة السورية التي تُتَّهم بعدم القدرة على إشراك مكوّنات الشعب السوري كافة في القرار السياسي للبلاد. وتلحّ مكونات عدة على ضرورة مشاركتها في القرار بالبلاد، وتدعو إلى عقد حوار وطني موسّع، بدلاً من الذي عقدته الإدارة على عجل على مدى يومين في فبراير/شباط الماضي. كما تُطالب بتعديل الإعلان الدستوري، الناظم القانوني للمرحلة الانتقالية، والذي صدر في مارس الماضي، وسط اعتقاد يرى أن هذا الإعلان لم يلبِّ تطلّعاتها، وكرّس حكم الفرد في البلاد، ولم يعترف بحقوقها، ولا سيّما الأكراد في سورية، الذين يُطالبون بنصوص دستورية واضحة تُشرّع اللامركزية السياسية، وهو ما ترفضه دمشق، التي ترى أن هذا التوجّه يُهدّد وحدة البلاد، وتُصرّ على نظام مركزي في هذه المرحلة التي تواجه فيها البلاد تحديات أمنية، هدّدت، أكثر من مرة، الاستقرار الهشّ، وكادت أن تنزلق بالبلاد إلى اقتتال أهلي واسع النطاق.
وكرّر المبعوث الأميركي إلى سورية توم برّاك دعوة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تقويم سياساته، وتبنّي نهج أكثر شمولاً، بعد جولة الاشتباكات الدامية في السويداء جنوب البلاد، وإلا سيكون مهدّداً بفقدان الدعم الدولي وتفتيت البلاد. وقال برّاك، في مقابلة مع وكالة رويترز الثلاثاء الماضي، إن الحكومة الجديدة يجب أن تفكّر في أن تكون "أكثر شمولاً على نحو أسرع"، فيما يتعلّق بدمج الأقليات في هيكل الحكم، مشيراً إلى أن الغارات الإسرائيلية زادت "الارتباك" في سورية.
مشروع القانون قد يستغرق عاماً من النقاش
وأوضح الدبلوماسي السوري السابق، والمقيم في الولايات المتحدة، بسام بربندي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن الإدارة الأميركية "لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالحراك الحاصل في مجلس النواب حول تعديل قانون قيصر بدلاً من إلغائه". وأضاف: من طرح التعديل نواب أميركيون، هناك دروز في المناطق التي يُمثّلونها. وأوضح أن المشروع ربما يستغرق عاماً من النقاش لكي يتحوّل إلى قانون، معتبراً أن مجرّد طرح فكرة التعديل بدلاً من الإلغاء بشكل نهائي "جرس إنذار للحكومة السورية"، مضيفاً: لا بدّ من حوار وطني شامل وجامع، وتنظيم مؤسسات الدولة بشكل حقيقي، وإلا فإن المشكلات في سورية ستستمر، ما يدفع باتجاه اعتماد مشروع القانون المطروح. أعداء سورية كُثر، وما يحدث فيها اليوم يُعطيهم ما يريدون لاستخدامه ضدّ مصالحها.
## تايلاند ـ كمبوديا: حرب حدودية باسم المعابد
25 July 2025 01:00 AM UTC+00
سقط عدد من القتلى والجرحى نتيجة تجدد الاشتباكات الحدودية بين كمبوديا وتايلاند، أمس الخميس، وسط مخاوف من تسارع تدهور الوضع الميداني، إثر قرار بنوم بنه خفض العلاقات الدبلوماسية مع بانكوك، ودعوة الأخيرة مواطنيها لمغادرة الأراضي الكمبودية. ولم يكن الصدام مفاجئاً بفعل عدم معالجة الخلافات على الأراضي المتنازع عليها بين البلدين والمتمحورة حول معابد بوذية عبر التاريخ.
وتبادلت القوات الكمبودية والتايلاندية، أمس الخميس، القصف حول معبدين قديمين، في محافظة سورين التايلاندية ومقاطعة أودار مينتشي الكمبودية، وفق ما أفاد مصدر حكومي كمبودي وكالة فرانس برس، واتّهم كلّ من الطرفين الطرف الآخر بأنه من بدأ بإطلاق النار. وذكر الجيش التايلاندي في بيان أن "القوات الكمبودية فتحت النار باتجاه الجانب الشرقي لمعبد براسات تا موين ثوم، على مسافة نحو 200 متر من القاعدة التايلاندية"، ويبعد المكان 360 كيلومتراً عن العاصمة التايلاندية بانكوك.
كذلك أعلن الجيش التايلاندي أنه نفّذ غارات جوية بطائرة من طراز أف-16 على هدفين عسكريين في كمبوديا. وكان الجيش اتّهم كمبوديا بإطلاق صاروخين من طراز "بي إم-21" باتجاه قرية حدودية في محافظة سورين، فضلاً عن استخدامها مسيّرة فوق القاعدة التايلاندية. وذكر الجيش التايلاندي أن ستة جنود كمبوديين مسلحين بقاذفات قنابل يدوية، اقتربوا لاحقاً من سياج أسلاك شائكة، وأن عناصره نادوا عليهم لتجنب حصول اشتباك. وأوضح سوثيرو شاروينثاناساك رئيس منطقة كابتشينغ في سورين لوكالة رويترز، أن سلطات المنطقة أجلت 40 ألف مدني من 86 قرية قريبة من الحدود إلى مواقع أكثر أماناً. وسُجل مقتل 11 مدنياً على الأقل، بحسب الجيش التايلاندي، وجرح 14 آخرين بهجمات كمبودية. وناشدت وزارة الخارجية التايلاندية رعاياها في كمبوديا مغادرتها "في أقرب وقت ممكن"، واصفة كمبوديا بأنها "غير إنسانية ووحشية ومتعطشة للحرب". ودعا المتحدث باسم الحكومة التايلاندية جيرايو هونغسوب المجتمع الدولي إلى إدانة كمبوديا بسبب قصفها.
أجلت بانكوك 40 ألف مدني من 86 قرية حدودية
تدهور العلاقات بين تايلاند وكمبوديا
في المقابل، ذكرت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية مالي سوتشيتا في بيان أن "الجيش التايلاندي انتهك سلامة أراضي مملكة كمبوديا بشنّه هجوماً مسلّحاً على القوات الكمبودية المتمركزة للدفاع عن أراضيها السيادية". وأضافت: "ردّاً على ذلك، مارست القوات المسلحة الكمبودية حقّها المشروع في الدفاع عن النفس، بما يتوافق تماماً مع القانون الدولي، لصدّ التوغّل التايلاندي وحماية سيادة كمبوديا وسلامة أراضيها". وقررت كمبوديا خفض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع تايلاند إلى أدنى مستوى، واستدعت جميع موظفيها الدبلوماسيين من بانكوك، حسبما صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الكمبودية تشوم سونري، أمس الخميس.
وكان فومثام ويتشاياتشاي، القائم بأعمال رئيس الوزراء التايلاندي، قد أمر، أول من أمس الأربعاء، بخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع كمبوديا من خلال استدعاء سفير بلاده تول ترايسورات من بنوم بنه وطرد السفير الكمبودي هون ساروون من بانكوك، وذلك قبل اندلاع اشتباكات أمس الخميس، على خلفية فقدان جنديين تايلانديين أحد أطرافهما، في أسبوع واحد، بسبب ألغام أرضية ادّعت بانكوك أن بنوم بنه زرعتها أخيراً في المناطق المتنازع عليها. وأشارت السلطات التايلاندية إلى أن تحقيقاً عسكرياً خلص إلى أن كمبوديا زرعت ألغاماً أرضية جديدة على الحدود. ورفضت كمبوديا تلك الاتهامات موضحة أن المناطق الحدودية ما زالت مليئة بألغام نشطة من "حروب ماضية".
وطلب رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت، أمس الخميس، من مجلس الأمن الدولي عقد "اجتماع عاجل" مع اندلاع اشتباكات مع تايلاند بسبب نزاع حدودي. ووجّه مانيت رسالة إلى رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عاصم افتخار أحمد، جاء فيها: "نظراً إلى الاعتداءات الخطيرة التي شنتها تايلاند أخيراً، التي هددت بشكل خطير السلام والاستقرار في المنطقة، أطلب منكم عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لوقف عدوان تايلاند". وحضّت الصين مواطنيها في كمبوديا، أمس الخميس، على تجنب الذهاب إلى المناطق القريبة من الحدود مع تايلاند، حسبما جاء في بيان نشر على موقع السفارة.
وأضاف البيان: "تنصح السفارة الصينية في كمبوديا المواطنين الصينيين... بمراقبة الوضع الأمني المحلي عن كثب والحفاظ على اليقظة واتخاذ احتياطات معززة، وضمان سلامتهم الشخصية". في مايو/أيار الماضي، تحوّل نزاع حدودي طويل الأمد في منطقة تعرف بالمثلّث الزمردي تتقاطع فيها حدود البلدين مع حدود لاوس، إلى مواجهة عسكرية قتل فيها جندي كمبودي. وهي منطقة تبعد عن الاشتباكات التي اندلعت أمس الخميس، أكثر من 400 كيلومتر. مع العلم أنه في عام 2000 تحول المثلّث إلى مشروع للتعاون الدولي من أجل تعزيز السياحة والتنمية الاقتصادية في الدول الثلاث. ومذاك، يتقاذف الطرفان الاتهامات ويتبادلان الردود الانتقامية وقد قيّدت تايلاند حركة العبور عبر الحدود، فيما علّقت كمبوديا بعض الواردات وخفض البلدان الممثلات الدبلوماسية. وكانت آخر اشتباكات حدودية حول معبد برياه فيهيار بين عامَي 2008 و2011 وأسفرت عن مقتل 28 شخصاً على الأقل ونزوح عشرات الآلاف.
يتمحور الخلاف حول منطقة تضم معابد بوذية
دور فرنسا في الصراع
وتتنازع تايلاند وكمبوديا على السيادة في نقاط مختلفة غير محددة على طول حدودهما البرية التي يبلغ طولها 817 كيلومتراً. وتعود جذور النزاع إلى خريطة رسمتها فرنسا عام 1907 حين كانت كمبوديا تحت الحكم الفرنسي. استخدمت كمبوديا تلك الخريطة لاحقاً مُستَنَداً لمطالبتها بأجزاء من الحدود مع تايلاند، لكن غموض المعالم الجغرافية فيها أدى إلى تفسيرات متضاربة. لم تقبل تايلاند بصحة الخريطة، ليندلع الاشتباك بين البلدين في عام 2008، مع عبور حوالي 50 جندياً تايلاندياً إلى منطقة معبد كيو سيخا كيري سفارا الواقع في أراضي كمبوديا على بعد حوالي 300 متر من معبد برياه فيهير، بحسب بنوم بنه. ادعت بانكوك أن ترسيم الحدود لم يُطبق بعد على الأجزاء الخارجية من المنطقة القريبة من المعبد؛ والتي حُكِمت على أنها كمبودية بتسعة إلى ثلاثة قرارات أصدرتها محكمة العدل الدولية في عام 1962. لاحقاً تحول معبد براسات تا موان ثوم إلى أزمة حدودية أيضاً، إذ اتهمت كمبوديا القوات التايلاندية باحتلاله. وكانت محكمة العدل الدولية قد أعلنت في عام 2013 في قرار بالإجماع أن حكمها الصادر في عام 1962 قد منح المناطق المحيطة بمعبد برياه فيهيار إلى كمبوديا، لكن تايلاند رفضت ذلك. 
(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس، قنا)
## "فرانس برس": واشنطن تؤكد رفضها الكامل لإعلان باريس عزمها الاعتراف بدولة فلسطين
25 July 2025 01:31 AM UTC+00
## الأزمات تعصف بصناعة السيارات الأوروبية
25 July 2025 01:35 AM UTC+00
تواجه صناعة السيارات الأوروبية أحد أكبر التحديات منذ أكثر من عقد، مع تراجع حاد في المبيعات، وفتور في الطلب، وتزايد المنافسة من السيارات الصينية الكهربائية، وتذبذب السياسات الحكومية بين الدعم والتقشف. وأظهرت بيانات رابطة مصنعي السيارات الأوروبية، أمس الخميس، أن مبيعات السيارات الجديدة في أوروبا انخفضت بنسبة 5.1% خلال يونيو/حزيران 2025، وهي أكبر نسبة تراجع شهرية منذ أغسطس/آب 2024، لتسجل القارة 1.24 مليون سيارة فقط في ذلك الشهر.
وبحسب البيانات، قادت ألمانيا، أكبر سوق للسيارات بمنطقة اليورو، هذا الانكماش الحاد، حيث تراجعت المبيعات بنسبة 14% خلال يونيو فقط، وتراجعت بمعدل 4.7% خلال النصف الأول من العام. كما انخفضت المبيعات في إيطاليا بنسبة 17%، وفي فرنسا بنسبة 6.7% خلال الشهر نفسه، ما يعكس أزمة أوسع في الأسواق الأوروبية الكبرى. وبحسب "فايننشال تايمز"، إن تراجع ثقة المستهلك وارتفاع تكاليف الاقتراض وتباطؤ التحفيز الحكومي كلها عوامل ساهمت في هذا الهبوط.
وفي لندن توقعت جمعية مُصنّعي وتجار السيارات البريطانية، تراجع إنتاج السيارات والمركبات في المملكة المتحدة خلال العام الجاري، ليسجّل أدنى مستوياته منذ عام 1952، باستثناء فترة جائحة كورونا. وخفضت الجمعية تقديراتها لإجمالي الإنتاج هذا العام إلى نحو 755 ألف وحدة فقط، مقابل توقعات سابقة عند 818 ألف مركبة، وهو ما يعادل تراجعاً سنوياً يقارب 17%، وفق "ذا تليغراف". يأتي هذا الانخفاض نتيجة مزيج من العوامل السلبية، أبرزها فرض رسوم جمركية أميركية على السيارات، وتباطؤ الطلب في الأسواق الأوروبية، إلى جانب عمليات إغلاق المصانع، وفترات التوقف المرتبطة بإعادة تأهيل خطوط الإنتاج للتحول نحو تصنيع السيارات الكهربائية.
وبحسب بيانات الجمعية، انخفض إجمالي إنتاج المركبات بنسبة 11.9% إلى 417.23 ألف وحدة خلال النصف الأول من العام الجاري، مشيرة إلى أن حجم الإنتاج السنوي سيظل دون حاجز المليون مركبة حتى نهاية العقد الحالي. ورغم أن السيارات الكهربائية بالكامل شهدت ارتفاعاً في التسجيلات بنسبة 14% داخل أوروبا، إلا أن هذا النمو كان الأبطأ خلال 2025 حتى الآن. أما السيارات الهجينة القابلة للشحن، فقد ارتفعت مبيعاتها بنسبة 38%، لكنها لا تزال تمثل نسبة صغيرة من إجمالي السوق. وتواجه السيارات الكهربائية بالكامل تحديات تتعلق بالبنية التحتية الضعيفة لمحطات الشحن، وغياب سياسة أوروبية موحدة لدعم القطاع، كما أن تفاوت الحوافز بين الدول يزيد حالة الإرباك في الأسواق.
ودعت رابطة مصنعي السيارات الأوروبية، في بيان، أمس، الحكومات إلى تبني حزم تحفيزية أوسع لتشجيع شراء السيارات الكهربائية، مؤكدة أن المستهلكين لا يزالون حذرين، وأن تسريع التحول نحو المركبات النظيفة يحتاج إلى إجراءات دعم أكثر قوة. وتأتي هذه الدعوة في وقت بدأت بعض الدول الأوروبية بإعادة النظر في برامج الحوافز، كما فعلت بريطانيا أخيراً بإعادة منحة تصل إلى 3750 جنيهاً إسترلينياً (نحو 5100 دولار) لدعم مشتريات السيارات الكهربائية، بعد ثلاث سنوات من إيقافها. وساعد هذا القرار البريطاني في رفع مبيعات السيارات الجديدة في المملكة المتحدة بنسبة 6.7% في يونيو، ما يعكس حساسية السوق للتحفيز المالي المباشر، بحسب بيانات نقلتها "بلومبيرغ".
وتواجه شركات صناعة السيارات الأوروبية الكبرى مثل "فولكس فاغن" و"بي إم دبليو" و"مرسيدس-بنز" تحديات متزايدة، ليس من التباطؤ الداخلي فقط، بل أيضاً من فقدانها تدريجياً حصصها السوقية في الصين، لمصلحة شركات محلية تقدم سيارات كهربائية أرخص وأكثر ابتكاراً. وبحسب "رويترز"، فإن شركات مثل BYD وGeely وغيرها من شركات السيارات الصينية الكبرى تحقق تقدماً كبيراً في الأسواق الأوروبية، ما يهدد الصناعات المحلية. كما تعاني بعض الشركات من أزمات إدارية. فشركة رينو الفرنسية تبحث عن رئيس تنفيذي دائم بعد استقالة الرئيس السابق، بينما أجرت "ستيلانتيس" تغييرات كبيرة على مستوى القيادة، في وقت حساس يتطلب استقراراً إدارياً وخططاً متماسكة.
وفي خطوة لاحتواء الضغوط، منحت المفوضية الأوروبية المصنعين مهلة إضافية مدتها ثلاث سنوات لتحقيق أهداف الانبعاثات الكربونية الجديدة التي كانت مقررة لعام 2025، في محاولة لتخفيف القيود البيئية مرحلياً. وزادت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على واردات السيارات وقطع الغيار من تعقيد الوضع بالنسبة للشركات الأوروبية، خصوصاً تلك التي تصدر إنتاجها من مصانع في أميركا الشمالية إلى أسواق العالم. وقدرت "بلومبيرغ" أن مليارات اليوروهات من أرباح الشركات مهددة الآن، ما يضع مزيداً من الضغط على صناعة تعتمد بدرجة كبيرة على التجارة الدولية والاتفاقات العابرة للحدود.
وتمثل أزمة مبيعات السيارات الأوروبية، بحسب محللين، مؤشراً على تحول هيكلي في السوق العالمية، حيث تزداد المنافسة الصينية وتشتد الضغوط البيئية والتجارية، بينما تتردد الحكومات الأوروبية في تقديم دعم كاف لتحفيز الطلب. وبينما تسعى الشركات لتكييف استراتيجياتها، فإن غياب رؤية موحدة على مستوى الاتحاد الأوروبي قد يعمق من أزمة القطاع، ويزيد من فقدان أوروبا مكانتها التاريخية مركزاً عالمياً لصناعة السيارات.
## ترحيب عربي وغضب إسرائيلي أميركي من تعهد ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين
25 July 2025 01:39 AM UTC+00
أثار إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، اعتزام بلاده الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل، سلسلة ردود فعل متباينة على المستويين الإقليمي والدولي، بين ترحيب فلسطيني وعربي واسع، ورفض وغضب إسرائيليين.
وقال ماكرون عبر منصتي إكس وإنستغرام، الخميس: "وفاءً بالتزامها التاريخي بسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررتُ أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين. سأُعلن ذلك رسمياً خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل".
ترحيب فلسطيني رسمي
رحّب نائب رئيس الوزراء الفلسطيني، حسين الشيخ، بالإعلان الفرنسي، واعتبره "تجسيدًا لالتزام فرنسا بالقانون الدولي". وأكد في منشور عبر منصة "إكس" أن هذه الخطوة تمثل دعمًا سياسيًا مهمًا لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، مشيرًا إلى أن ماكرون وجه رسالة رسمية بهذا الشأن إلى الرئيس محمود عباس. كما ثمّن الشيخ الجهود الدبلوماسية السعودية في الدفع نحو هذا الاعتراف، معتبرًا أن التعاون الفرنسي السعودي في هذا الملف يعكس تنسيقًا دوليًا فاعلًا لدعم حقوق الفلسطينيين.
نعرب عن شكرنا وتقديرنا لفخامة الرئيس إيمانويل ماكرون على رسالته الموجهة إلى فخامة الرئيس محمود عباس، والتي جدد فيها موقف فرنسا الثابت، وأكد اعتزام بلاده الاعتراف بدولة فلسطين في شهر سبتمبر المقبل.
ونشكر المملكة العربية السعودية على الجهد الكبير الذي بذلته مع فرنسا للاعتراف…
— حسين الشيخ Hussein Al Sheikh (@HusseinSheikhpl) July 24, 2025
بدورها، اعتبرت حركة حماس قرار ماكرون "خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح نحو إنصاف شعبنا الفلسطيني المظلوم، ودعماً لحقه المشروع في تقرير المصير، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على كامل أراضيه المحتلة، وعاصمتها القدس". واعتبرت الموقف الفرنسي "المهم" تطوراً سياسياً "يعكس تنامي القناعة الدولية بعدالة القضية الفلسطينية، وفشل الاحتلال في تزييف الحقائق، أو منع إرادة الشعوب الحرة".
ودعت الحركة "جميع دول العالم، وخاصة الدول الأوروبية والدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين، إلى أن تحذو حذو فرنسا، والاعتراف الكامل بحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية، وعلى رأسها حقه في العودة وتقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على أرضه وعاصمتها القدس"، مؤكدة أن "مثل هذه الخطوات الدولية تمثّل ضغطاً سياسياً وأخلاقياً على الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل جرائمه، وعدوانه، وحرب الإبادة والتجويع بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واحتلاله واستيطانه في الضفة والقدس".
دعم أردني وسعودي
أصدرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية بيانًا رحّبت فيه بإعلان ماكرون، واصفة الخطوة بأنها "في الاتجاه الصحيح" من أجل تجسيد حل الدولتين وإنهاء الاحتلال. وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة، السفير سفيان القضاة، أن هذا القرار ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وشدّد القضاة على أهمية المؤتمر الدولي المزمع عقده في نيويورك برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا لدعم الاعتراف بدولة فلسطين، واعتبره فرصة لحشد التأييد الدولي من أجل سلام عادل وشامل في المنطقة.
رحّبت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزم الجمهورية الفرنسية الاعتراف رسميًّا بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل، خطوة في الاتجاه الصحيح المفضي إلى تجسيد حل الدولتين وإنهاء الاحتلال.
وأكّد الناطق… pic.twitter.com/MEnx8shxPF
— وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية (@ForeignMinistry) July 24, 2025
بدورها، رحّبت السعودية ببيان ماكرون، وقالت وزارة الخارجية في بيان رسمي إن الخطوة تعكس توافق المجتمع الدولي على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ودعت جميع الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى اتخاذ خطوات مماثلة.
غضب إسرائيلي أميركي
وتوالت التعليقات الإسرائيلية الغاضبة من قرار ماكرون، إذ أدان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو القرار، زاعماً في منشور عبر منصة إكس، أن هذه الخطوة تهدد بخلق "وكيل إيراني آخر"، كما حدث في غزة، زاعماً أن الفلسطينيين يسعون إلى دولة بديلة عن إسرائيل. أما وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، فرأى أن إعلان ماكرون عن نيته الاعتراف بدولة فلسطينية "وصمة عار واستسلام للإرهاب"، وفق زعمه، مشيراً إلى أن الرئيس الفرنسي، بدلاً من وقوفه إلى جانب إسرائيل في "هذه المحنة"، يعمل على إضعافها.
وتابع: "لن نسمح بقيام كيان فلسطيني من شأنه أن يضر بأمننا، ويهدد وجودنا، ويمس حقنا التاريخي في أرض إسرائيل. جميعنا متحدون لدرء هذا الخطر الجسيم". من جانبها، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن وزير القضاء الإسرائيلي ياريف ليفين، ومجلس مستوطنات الضفة الغربية، مطالبتهما بفرض "السيادة" الإسرائيلية على الضفة، رداً على قرار ماكرون.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إن واشنطن ترفض خطة ماكرون للاعتراف بدولة فلسطينية، واصفًا إياها بأنها "قرار متهور". وكتب روبيو في منشور عبر منصة "إكس": "هذا القرار المتهور لا يخدم سوى دعاية حماس ويعوق السلام".
## حين يفسر المثقفُ القتلَ
25 July 2025 02:05 AM UTC+00
مرةً أخرى، ينضم كتّاب سوريون، وصحافيون، ومثقفون عتاة في الدفاع عن الحرية ـ سابقاً، فقط سابقاً، أي في زمن الديكتاتور التافه الهارب من البلاد ـ إلى طابور السلالات التي تفسِّر أو تبرِّر القتل. طابورٌ طويل يبدو أنه متجذِّر في بلادنا إلى الحدّ الذي جعلنا نصاب بالعمى من قبل، فلا نراه، أو ندّعي أنه غير موجود، وأنه هامشيّ، ونزعم أننا بشر، وأن الحروب لا تستطيع أن تسرق منا إنسانيتنا، مهما فعل مشعلوها، ومهما دبّروا من المكائد لمبادئنا وأخلاقياتنا.
وإذ بنا نفاجأ مرةً أخرى أن الثقافة تفاهة، عندما يتحرك عصب الطائفة. وأن كتابة الرواية لعبة نتسلّى بها، إلى حين حضور مصالحنا الطائفية. وأن الشعر معدٌّ من أجل الاستقواء به على من سيُصبح هدفاً للإبادة بعد "النصر على القاتل القديم". وأن تشريع القتل، أو الدفاع عن الجريمة، هينٌ وسهلٌ، وقد لا يمسُّ الدستور الأخلاقي الذي نضعه لأنفسنا بأنفسنا.
ألم يقل إميل دوركايم ذات يوم: "في أي لحظة يمكن أن يؤسّس الدستور الأخلاقي للمجتمع شروطَ الوفيات الطوعية"؟ بلى، هكذا تقول روائية سورية: الحقُّ على القتلى، فهم الذين أرغموا الدولة على أن تقتلهم.
كتابة الرواية لعبة نتسلّى بها إلى حين حضور مصالحنا الطائفية
لقد رأينا مثل ذلك في زمن الهارب بشار، حين انبرى شعراء، وروائيون، وخطباء، ونقّاد، وممثلون، ومخرجون، للدفاع عن جرائم القتل ومنطق الإبادة. وها هي الأسطوانة ذاتها تعود بأقلام أخرى. فقط، يسكت قلم قديم، ويحلّ محلَّه قلم جديد، كان في الأمس، الأمس فقط، يذرف الدموع على حاله وعلى البلاد. كأنّ هوية القاتل هي التي تحدد خياراته: اعتراضه أو موافقته على القتل. (ويا للهول هنا، لأننا نتحدث عن روائيين، وشعراء، ومثقفين، وأكاديميين، وصحافيين، يرفعون راية الإنسانية ومبادئ الأخلاق)، فإذا القبول أو الرفض مرهونٌ بنوعية القاتل، لا بكمية القتل، ولا بهويّة المقتولين.
فإذا كان القتل هذه المرة يخدم "دولتنا"، فلا مانع، ولا ضير، ولا ضرر. وعلى المقتولين اللعنة. وبوسع المثقف تحميلهم ذنوب جميع الخطاة في التاريخ، كي يكون قتلهم ممكناً ومسوَّغاً. وفي هذه الحالة، يتغاضى أيضاً ـ بينما يُريح ضميره على وسادة المبادئ المستجدّة ـ عن جميع أشكال الوحشية، والعنف المفرط، والتعدي على المعايير الأخلاقية، والدينية، والإنسانية، التي يرتكبها مسلّحون لا يكادون يعرفون القراءة.
بينما كانت الدولة نفسها، ملعونة قبل بضعة أشهر فقط، بطاقمها القاتل، الذي فرّ وهرب متنكباً جرائمه التاريخية، لأنها تقتل بالذرائع نفسها: أُناساً أبرياء من قبيلة أو طائفة المثقف. وكانت اللعنات تحلّ على القاتل، فالمسألة كلها باتت "براغماتية"، وهي الكلمة المحببة اليوم لجمهورٍ عريضٍ من المثقفين السوريين، الذين تنشدّ أبصارهم نحو "سيّد البراغماتيين في العالم".
القاتل واحد، في أي ناحية كنت. والقتل واحد. ففي اللغة، وفي الحياة، ثمة كلمة اسمها التفاوض، ولها قوة أخلاقية تمنع انفلات العنف والوحشية، كما تمنع كل السلالة التي تتوالد من هاتين المفردتين. إنها دليل الرحمة، أو القوة الإنسانية الحقيقية التي تحترم الوجود البشري بأسره، على اعتبار أن الآخرين مثلنا، ولهم الحق في أن يقولوا، أو يفعلوا، ما يريدون، دون أن يضرّ أحدٌ بأحد.
* روائي من سورية
## قمة اقتصادية ساخنة... بكين تحذر أوروبا من بناء الجدران والانعزال
25 July 2025 03:32 AM UTC+00
في قمة ساخنة انعقدت، أمس الخميس، في بكين بين قادة الاتحاد الأوروبي والرئيس الصيني شي جين بينغ، عبر الأوروبيون عن نفاد صبرهم إزاء تفاقم العجز التجاري مع الصين وتفاقم التوترات التجارية، بينما حذر شي بروكسل من مغبة "بناء الجدران والانعزال" مع دعوات لضبط النفس. القمة الأوروبية الصينية انعقدت بمناسبة الذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد الأوروبي والصين، بقاعة الشعب الكبرى في بكين، وسط أجواء مشحونة بالتوتر الاقتصادي، وشهدت تصريحات صريحة غير معتادة من الجانبين. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، في مستهل القمة: "لقد تعمقت علاقاتنا، لكن معها تعمقت الاختلالات". وأشارت إلى أن العلاقات التجارية مع الصين بلغت "نقطة تحول" تستدعي إعادة التوازن، مشددة على أن الاتحاد الأوروبي "فقد صبره" حيال استمرار اختلال الميزان التجاري وغياب المعاملة بالمثل. وطالبت باتخاذ خطوات ملموسة لخفض العجز التجاري الأوروبي مع الصين، بحسب "أسوشييتد برس".
ورد الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال القمة برسائل واضحة، دعا فيها الاتحاد الأوروبي إلى "التمسك بالتعاون المنفتح ومعالجة الخلافات بروح بناءة"، مشدداً على أن "بناء الجدران والانفصال الاقتصادي سيقود إلى العزلة فقط"، وفق ما نقلته وكالة شينخوا الرسمية. وأشار شي صراحة إلى أن التحديات التي تواجه أوروبا "لا تأتي من الصين"، بل من ظروف عالمية معقدة تشمل التوترات الجيوسياسية والحرب التجارية المتصاعدة مع الولايات المتحدة. وطالب شي الاتحاد الأوروبي بعدم استخدام ما وصفه بـ "أدوات اقتصادية مقيدة" ضد الشركات الصينية، مشدداً على ضرورة توفير بيئة استثمارية مستقرة وآمنة للمؤسسات الصينية في الأسواق الأوروبية. 
العجز التجاري وعقدة السيارات الكهربائية
أحد أبرز الملفات الشائكة التي طرحتها القمة كان العجز التجاري الأوروبي مع الصين، الذي بلغ 305.8 مليارات يورو في 2024، بزيادة قياسية بلغت 20% عن العام السابق، بحسب إحصاءات المفوضية الأوروبية. وفيما يتعلق بالصادرات، اتهمت بروكسل بكين بإغراق السوق الأوروبية بالسيارات الكهربائية الرخيصة، المدعومة من الحكومة الصينية. وقالت فون ديرلاين في تصريحات نقلتها "فايننشال تايمز" إن "الإغراق الصيني يهدد 2.5 مليون وظيفة في صناعة السيارات الأوروبية، و10.3 ملايين وظيفة مرتبطة بها بشكل غير مباشر".
وردت الصين بالمثل، حيث فرضت مؤخراً تحقيقات تجارية على منتجات أوروبية مثل اللحوم الفرنسية والأجبان، كما شددت الرقابة على صادرات المعادن الأرضية النادرة، التي تستخدم في تصنيع السيارات والتكنولوجيا المتقدمة. وفي تطور لافت، كشفت بيانات الجمارك الصينية، أن صادرات الصين من مغناطيسات العناصر النادرة إلى أوروبا ارتفعت بنسبة 245% خلال يونيو/حزيران مقارنة بمايو/أيار الماضيين، رغم أنها لا تزال أقل بنسبة 35% عن نفس الفترة من العام السابق، مما يشير إلى مرونة بكين في استخدام الورقة التجارية.
ويرى مراقبون أن السبب الرئيسي للعجز التجاري الأوروبي مع الصين هو اعتماد أوروبا الكبير على الواردات الصينية في القطاعات التقنية والصناعية، لا سيما مكونات السيارات والمنتجات الإلكترونية النادرة. وبحسب "رويترز"، فإن الاتحاد الأوروبي لا يزال يعتمد بنسبة تفوق 80% على الصين في توريد المعادن الأرضية النادرة، الضرورية لصناعة البطاريات والمغناطيسات والرقائق الدقيقة. كما يواجه القطاع الصناعي الأوروبي صعوبات في مواجهة سياسة الدعم الحكومي التي تعتمدها بكين، ما دفع المفوضية لفتح سلسلة من التحقيقات ضد الشركات الصينية المتهمة بالإغراق.
وتتركز الشكاوى الأوروبية خصوصاً في قطاع السيارات الكهربائية، حيث يتهم صانعو السيارات الأوروبيون، مثل "فولكسفاغن" و"رينو"، نظراءهم الصينيين بإغراق السوق بطرازات منخفضة السعر مدعومة بشكل غير تنافسي. ووفق "فايننشال تايمز"، ارتفعت حصة الصين من سوق السيارات الكهربائية الأوروبية إلى أكثر من 8% في النصف الأول من عام 2025، مقارنة بنسبة 4.7% في الفترة نفسها من العام السابق، وهو ما اعتبره الاتحاد الأوروبي تهديداً مباشراً لصناعته المحلية.
أوروبا بين فكي كماشة
تأتي القمة الأوروبية الصينية في وقت يتصاعد فيه التوتر بين واشنطن وبكين. ومع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن حزمة رسوم جمركية جديدة على واردات السيارات الصينية بنسبة 30%، تشعر أوروبا أنها وسط فكي كماشة: فلا هي قادرة على مجابهة الصين منفردة، ولا على إغضاب واشنطن، بحسب تحليل "فايننشال تايمز". وقالت الصحيفة البريطانية إن مسؤولي الاتحاد الأوروبي يشعرون بالقلق من أن "أي تقارب مفرط مع بكين قد يستفز إدارة ترامب"، ولذلك يتبنون سياسة مزدوجة: الضغط على الصين تجارياً، مع التمسك بتحالفاتهم الاستراتيجية الغربية. من جهته، قال كبير اقتصاديي مركز السياسات الأوروبية، فابيان زوليغ، لوكالة أسوشييتد برس: "الاتحاد الأوروبي يسير على حبل مشدود: لا يريد خسارة السوق الصينية، لكنه لا يستطيع تحدي ترامب علناً. هذه المعادلة تعقد أي تقارب فعلي بين بروكسل وبكين".
ولم تقتصر القمة الأوروبية - الصينية على الملفات التجارية فقط، بل حضرت الحرب في أوكرانيا بوصفها من أكثر القضايا حساسية. فقد دعا رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، الصين إلى استخدام نفوذها السياسي والاقتصادي لدى موسكو لـ "إنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن"، وفق "أسوشييتد برس". وأكد كوستا أن الاتحاد الأوروبي ينظر إلى بكين على أنها طرف قادر على لعب دور محوري في الحد من التصعيد، وليس مجرد مراقب بعيد.
وفي المقابل تجاهل الرئيس الصيني الدعوة بشكل مباشر، مكتفياً بالدعوة إلى حلول سياسية تراعي المصالح الأمنية لجميع الأطراف، دون إشارة إلى روسيا أو مسؤوليتها عن استمرار الحرب. كما أعرب عن رفضه للعقوبات الأوروبية الأخيرة التي شملت بنكين صينيين بسبب اتهامهما بتقديم خدمات مالية لقطاع التصنيع العسكري الروسي، بحسب "فايننشال تايمز". وردت وزارة التجارة الصينية على تلك العقوبات ببيان رسمي وصفتها فيه بأنها انتهاك صارخ للقواعد الاقتصادية العالمية، متوعدة باتخاذ إجراءات ضرورية لحماية مصالح المؤسسات المالية الصينية، ما زاد من تعقيد مسار القمة وقلص فرص التوصل إلى تفاهمات سياسية حقيقية.
وفي السياق ذاته، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، إن استمرار دعم بكين لقطاعات صناعية روسية أو التغاضي عن صادرات "ثنائية الاستخدام" يعرض العلاقات الثنائية لمزيد من التدهور، معتبرة أن أوروبا "لن تقف مكتوفة الأيدي أمام من يمكن آلة الحرب الروسية"، بحسب "واشنطن بوست". لكن مراقبين أوروبيين قللوا من جدوى الضغط على بكين في هذا الملف تحديداً، مشيرين إلى أن الصين، التي ترى في الحرب فرصة لإضعاف الغرب اقتصادياً، لن تغامر بتقويض تحالفها الاستراتيجي مع روسيا. وقالت "رويترز" إن بكين باتت أقل رغبة في الاستجابة للمطالب الأوروبية منذ أن خففت الولايات المتحدة لهجتها في الحرب التجارية، ما منح الصين هامشاً أكبر في مواجهة شركائها الأوروبيين دون تقديم تنازلات.
نقاط اتفاق محدودة
ورغم حدة الخلافات، أبدى الطرفان اهتماماً بالتوصل إلى بيان مشترك بشأن المناخ، تمهيداً لقمة الأمم المتحدة المرتقبة في البرازيل، نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وهو ما وصفه المراقبون بـ "المنفذ الوحيد" لإنقاذ القمة من الفشل الكامل، وفق "واشنطن بوست". كما دعا شي إلى "التركيز على التعاون، وتجنب القطيعة التجارية"، قائلاً: "تحسين التنافسية لا يتم ببناء الأسوار، بل بالتعاون والاندماج." لكن دبلوماسياً أوروبياً رفيعاً قال لـ"فايننشال تايمز" إن "الصين تتحدث عن التعاون، لكنها عملياً لا تقدم تنازلات"، مشيراً إلى أن محاولات بروكسل لتعديل قواعد المنافسة ما زالت تصطدم بتعنت بكين.
ويرى خبراء في الاقتصاد السياسي أن أوروبا تحاول بناء "استقلالية استراتيجية"، لكنها لم تترجم هذا الطموح إلى أدوات فعلية، لا في التجارة ولا في السياسة. وقال نواه باركين، من مجموعة روديوم، في مقابلة مع "بلومبيرغ": "الصين تشعر الآن أنها انتصرت في المواجهة مع ترامب، وتستنتج من ذلك أن استراتيجية الصمود تفوق التنازلات. وهذا يقلل من فرص أي تفاهم حقيقي مع أوروبا".
## تيسر خلف.. "المسيح الأندلسي" في رحلته الروائية
25 July 2025 04:00 AM UTC+00
ما زال التاريخ الحقل المحبّب لدى الأدباء لاستلهام موضوعاتهم، إذ يمزج بين الماضي والحاضر، أو يعود إلى الماضي لكتابة الحكاية بطريقة مغايرة، كاشفاً الزوايا المُهمَلة والأصوات المكتومة من خلال التخييل الذي يقدم السير وكأنها تولد للتو، رغم البعد الزمني. هذا النوع من الأدب محبّب عموماً لدى القارئ العربي، فكيف إذا كان مشغولاً بعين الباحث والدارس والروائي المستقصي، كما في رواية "المسيح الأندلسي" (دار المتوسط، 2025)، لتيسير خلف، والتي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية 2025.
أراد خلف أن يجذب القارئ منذ العتبة الأولى، باختياره عنواناً لافتاً ومثيراً للجدل، يوحي بالفضاء الزمكاني للرواية الذي تناوله أدباء كثر من قبل، مثل أمين معلوف ورضوى عاشور وغيرهم. وكما يرى جيرار جينيه، فإن العنوان، بوصفه عتبة للنص، يحيلنا إلى إسقاطٍ داخل ذلك الفضاء. ومنذ البداية، يبدو العنوان مستمداً من الإحساس الداخلي المحفور في وجدان البطل، حين كان طفلاً ينظر إلى صورة المسيح في حضن مريم العذراء، معتقداً أنها صورته مع أمه التي أبعدت عنه لحمايته أثناء اعتقالها إثر وشاية من مجهول، ثم ماتت تحت التعذيب لأنها مسلمة، تحت سطوة محاكم التفتيش التي كانت تنظر في صدق تحوّل الأندلسيين إلى المسيحية بعد فرض التوحيد الديني في إسبانيا.
يبدأ خلف روايته على لسان البطل، مسترجعاً سيرة حياته بالخطف خلفاً، ليقودنا إلى وقائع وتفاصيل تاريخية هامة، متابعاً شدّ القارئ بسرده السلس وحبكته البوليسية، محافظاً على مستوى ثابت من التأثير والمتعة، رغم كم المعلومات التاريخية والثقافية التي ينثرها هنا وهناك، والأحداث التي تسير مع خيوط حكاية البطل عيسى الأندلسي، الذي تغيّرت حياته بعد أن عرف حقيقة أمه وأبيه وانتمائه الديني، متنقلاً بين جماعتين سريتين نشطتا بين مسلمي الأندلس وهما الأكيحل والأشيقر، واللتان تحملان في تناقض اسميهما دلالة على تناقض سياساتهما وطريقة تعاطيهما مع سلطة الملك، إلى أن اطلع على محضر التحقيق في محاكمة أمه، فقرر الرحيل بحثًا عن الشخص الذي وشى بها.
وعبر هذه الرحلة، نتعرف إلى الأوضاع السياسية والمواجهات العسكرية التي كانت قائمة آنذاك في حوض البحر المتوسط، وإلى نشاط عصابات القرصنة التي كانت تجوب مياهه وتتاجر بالبشر، بالإضافة إلى ما آل إليه وضع المسلمين (الموريسكيين) في إسبانيا، وهجرتهم نحو شمال أفريقيا أو الدولة العثمانية.
يُمعن خلف في مقاربة لغز العنوان من خلال التماثل اللفظي الذي اختاره لاسم الفتى بطل الرواية: فعيسى بن محمد الأندلسي يقابله باللسان الإسباني خيسوس أي "المسيح". فهل أراده رمزاً لوحدة الأديان السماوية بجمع الاسم والدين المختلف؟ أم رمزاً للأندلسيين الذين صُلبوا على خشبة التاريخ وتبعثروا بعد ما قدموه للعالم من علوم وحضارة؟
معضلة الأسماء المزيفة والحقيقية
امتلاك البطل اسمين لم يكن حالة استثنائية؛ فبعد منع اللسان والزي العربي والأسماء العربية، عاش الكثير من الأندلسيين بهوية مزدوجة، إحداهما علنية وأخرى سرية تُخفي الاسم العربي والدين الإسلامي. يقول البطل: "أسماؤنا مثل أرديتنا، نستبدلها نحن الأندلسيون حين نخرج من بيوتنا، وحين نأوي للفراش، وحين نبدل البلاد ببلاد أخرى".
تكمن خطورة تغيير الأسماء وازدواجيتها في ضياع الحقيقة التاريخية والسير الذاتية والموروث الإنساني، وإمكانية نسبتها لآخرين، ما يقود إلى تاريخ مشكوك في وجوده، وأعمال عرضة لإنكار أصحابها الحقيقيين. يوضح خلف ذلك في الإشارة الافتتاحية للرواية، ليُبرز حجم الجهد المبذول في تمييز الأسماء وكشف الخلط والتزوير المرتبط بها. 
اللغة، الزي، الطعام: تفاصيل صغيرة تخبئ أوطاناً كاملة
فرسالة الطبيب الأندلسي حول وباء الطاعون مثلاً، حُفظت في المكتبة الوطنية الفرنسية باسم مختلف عن الاسم الوارد في الوثائق الهولندية. وسيظهر لاحقاً ما يشير إلى صاحب العمل الحقيقي الذي استمد منه ثربانتس رواية "دون كيخوته"، هاميت بن الأنجيلي، وهذا ما يوافق طرح ألبرتو مانغويل في كتابه "شخصيات مذهلة في عالم الأدب"، بأنّ هذه الشخصية قد تكون الكاتب الحقيقي. بل يذهب إلى احتمال أن يكون هاميت هو ثربانتس نفسه، أو أنّ النص برمته عربي الأصل. أما خلف، فيقودنا عبر المقارنات اللغوية إلى اسم أحمد البياسي، جد بطل الرواية.
الهوية الأندلسية السرية
يحاول خلف تسليط الضوء على الهوية الخفية للأندلسيين التي أُخفيت خوفاً من القتل، من زيّهم المميز بألوانه وتفصيله، إلى مطبخهم الغني. فالزي والطعام يشكلان جزءاً من الهوية الوطنية، حتى أن بعض الأطعمة ارتبطت ببلدان معينة.
كما نرى الخطوط الأندلسية الشهيرة كخط الثلث الغرناطي المورق، أما كتبهم فقد بُعثرت في العالم بعد أن أحرق جنود الملك فيليب بن كارلوس المكتبات الكبرى، ولم ينجُ منها إلا القليل الذي تم تهريبه أو وصل إلى الأديرة عبر اللصوص. وهناك، تم انتقاء كتب الكيمياء والرياضيات، بينما أُتلفت كتب الفلسفة والفقه والدين.
وكانت الترجمة ضرورية للقيام بهذا الانتقاء، وهو ما أوقع عيسى في ورطة اختطافه لعامين لترجمة وتصنيف كتب وصلت إلى أحد الأديرة الفرنسية. خلال ذلك قرأ كثيراً، واطّلع على ما فاته، خاصة كتب ابن عربي، التي نقلته إلى عالم آخر حتى زهد في كل شيء وظن القساوسة أنه جُن، فأعيد إلى أصدقائه في السفارة العثمانية.
يتحدث خلف، عبر لسان عيسى، عن التلاعب بالتاريخ، وندرة الأخبار عن مؤسسي الحكم الإسلامي في الأندلس في كتب المشرق، والتناقض في ما ورد عنهم، وكأنها صادرة عن ضغائن، ما يُظهر انتقائية السلطات في تقديم الروايات التاريخية وفقاً لما يخدم مصالحها، سياسياً أو دينياً.
تهز الرواية الثوابت واليقينيات، وتطرح أسئلة الإنسان الكبرى: من مفهوم الخطيئة، إلى البرهان العقلي على وجود الله، وصولاً إلى محاولة الصوفية التوفيق بين الإيمان والفلسفة. كما تناقش فكرة الفرقة الناجية في كل الأديان، معتبرة أن هذا الادعاء لا يعكس سوى القلق الوجودي والسعي وراء وهم الطمأنينة. ويُذكّرنا بقول ابن عربي: "إن الله تعالى أوسع وأعظم من أن تحصره عقيدة دون غيرها".
 
* شاعرة وكاتبة سورية
## مساعدات لا توقف مجاعة غزة... الاحتلال يدخل 5% من الاحتياجات
25 July 2025 04:02 AM UTC+00
يعيش قطاع غزة تفاقما غير مسبوق في مستويات الجوع وسط بدء إدخال كميات شحيحة من المساعدات الإنسانية، تتركز غالبيتها في شاحنات طحين لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات السكان، في وقت تسجل فيه المجاعة واحدة من أخطر مراحل الحصار الإسرائيلي الكامل المتواصل منذ أكثر من 145 يومًا، والذي أدى لتدمير منظومة الغذاء والاقتصاد بالكامل.
وتتزايد التحذيرات المحلية والدولية من انهيار شامل يهدد حياة أكثر من مليوني إنسان، مع بلوغ نسبة البطالة نحو 83%، وارتفاع معدلات الفقر إلى أكثر من 95%، في ظل استمرار الإغلاق الكامل للمعابر ومنع إدخال الغذاء والدواء، بالتزامن مع دمار طاول أكثر من 90% من المنشآت الإنتاجية، ومصادرة القدرة على العمل والاكتفاء الذاتي.
وفي الوقت الذي يحتاج القطاع إلى ما بين (600- 800) شاحنة مساعدات يوميا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لا تسمح سلطات الاحتلال سوى بدخول 30 شاحنة في أحسن الأحوال، أي ما يعادل 5% فقط من الحد الأدنى المطلوب.
كما شهدت الأسواق المحلية ارتفاعات غير مسبوقة في الأسعار، طاولت بعض السلع الأساسية، ما جعل المساعدات القليلة تصل لفئة محدودة جدا، لتبقى المجاعة واقعا يوميا ضمن سياسة إبادة وتجويع ممنهجة.
شائعات مضللة
بدوره، أكد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إسماعيل الثوابتة، أن قطاع غزة يعيش مجاعة حقيقية تتفاقم يوما بعد آخر، بسبب الحصار الخانق المفروض منذ أكثر من 145 يوما، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي شدد الحصار بشكل غير مسبوق منذ 2 مارس/آذار الماضي، حيث لا يزال يغلق المعابر بشكل كامل ومحكم، ويمنع إدخال المساعدات بشكل واضح وعلني أمام أعين العالم.
وقال الثوابتة في حديث لـ"العربي الجديد" إن الاحتلال يواصل عدوانه الشامل على القطاع ما أدى إلى تدمير منظومة الغذاء بالكامل، وعمّق الأزمة المعيشية في كافة جوانب الحياة. وشدّد على أن الحديث عن "انتهاء المجاعة" هو مجرد شائعات مضللة ينشرها الاحتلال ومن يسير في ركبه، ولا تستند إلى أي معطيات واقعية، معتبرا أنها تماهٍ خطير مع رواية الاحتلال، وتسيء إلى معاناة الشعب الفلسطيني وتُضعف الجهود الإنسانية الدولية.
وأكد الثوابتة أن تداول مثل هذه الادعاءات الكاذبة يُعد جريمة أخلاقية، داعيا الجميع إلى تحري الدقة في نقل المعلومات، والاعتماد فقط على الجهات المختصة، والوقوف عند مسؤولياتهم الإنسانية تجاه ما وصفها بجريمة إبادة جماعية وتجويع ممنهج ترتكب بحق أكثر من مليوني إنسان محاصر.
سياسة التقطير
من جانبه، أكد المختص في الشأن الاقتصادي، محمد بربخ، أن الوضع الإنساني في غزة بلغ مرحلة حرجة للغاية، مشيرا إلى أن القطاع يحتاج يوميا إلى أكثر من 600 شاحنة مساعدات حتى تبدأ المجاعة بالانحسار، بينما لا تسمح سلطات الاحتلال إلا بدخول نحو 30 شاحنة في أفضل الأحوال، ما يبقي الوضع الإنساني في مستوى الكارثة.
وقال بربخ في حديث لـ"العربي الجديد" إن الاحتلال يتبع سياسة التقطير في إدخال المساعدات، ويعمل في الوقت ذاته على إشاعة الفوضى من خلال رفضه تأمين قوافل الإغاثة، ما يؤدي إلى فقدان العدالة في توزيع المساعدات، ووصولها إلى فئات محدودة جدا على حساب الغالبية.
وأشار إلى أن الاحتلال تعمد قتل الاقتصاد الغزي بشكل كامل، من خلال تدمير المصانع والمنشآت الإنتاجية وإغلاق المعابر ودفع السكان نحو الاعتماد الكامل على المساعدات، ما عمّق من حالة الفقر وانعدام الأمن الغذائي في القطاع.
وأوضح أن إسرائيل تتبع سياسة مقصودة في إدخال مساعدات أحادية النوع في الوقت الحالي تقتصر في معظمها على شاحنات طحين، دون تنويع في السلع الأساسية المطلوبة، ما يُبقي الأسواق في حالة شلل تام ويفاقم من نقص المواد الغذائية والاحتياجات اليومية.
غياب الأرز والحليب والزيوت
ولفت إلى أن غياب سلع مثل الأرز والحليب والزيوت والبقوليات ساهم في استمرار ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، وعطّل أي قدرة للسكان على توفير الحد الأدنى من احتياجاتهم.
في حين، قال المختص في الشأن الاقتصادي، عماد لبد، إن إسرائيل دفعت بأكثر من 95% من سكان قطاع غزة للاعتماد الكامل على المساعدات، بعد أن رفعت نسبة البطالة إلى 83%، ودمرت المنازل والمنشآت الاقتصادية ومصادر الدخل كافة.
وأضاف لبد في حديث لـ"العربي الجديد": "الاحتلال يتبع خطة ممنهجة لإطالة أمد المجاعة من خلال إغلاق المعابر بشكل كامل منذ نحو خمسة أشهر، ما حرم السكان من قوت يومهم ضمن سياسة تجويع وحرب إبادة جماعية راح ضحيتها عشرات الآلاف".
وأشار إلى أن السكان في غزة يحتاجون بشكل عاجل إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة مساعدات يوميا دون انقطاع، وأن الشاحنات القليلة التي تدخل حاليا لا تصل بشكل منظّم إلى المنظمات الدولية ولا توزع بعدالة على كافة المناطق، ما يعني أنها لا تستطيع بأي حال إنهاء المجاعة.
ولفت إلى أن نسبة الفقر في القطاع تعدّت الـ95%، وهو مؤشر كارثي يعكس غياب فرص العمل وغياب أي أمل في إعادة بناء الاقتصاد المحلي في الوقت الحالي، موضحا أن الأسواق تشهد ندرة شديدة في السلع الأساسية مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بنسب خيالية وصلت إلى أكثر من 8000% لبعض السلع، مقارنة بأسعارها قبل بدء الحرب.
## الجزائر... مبادرات شعبية لإغاثة غزة
25 July 2025 04:29 AM UTC+00
أطلق تجار وأطباء وطلاب مبادرات شعبية في سياق تعبئة أهلية لإيصال المعونات والمساعدات النقدية إلى أهالي قطاع غزة، من خلال إرسالها بوسائل مختلفة وعبر جمعيات جزائرية تعمل داخل القطاع، دعماً وتضامناً مع الفلسطينيين ورفضاً لسياسة التجويع التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلنت مجموعة من الطلاب الجامعيين في الجزائر إطلاق مبادرة لتحويل كامل قيمة المنحة الجامعية التي تصرفها الحكومة، إلى سكان قطاع غزة، عبر إرسالها إلى هيئات إغاثية هناك تتولى توصيلها إلى مستحقيها. ونشر الطالب صلاح الدين بن طاهر نص المبادرة وتتضمّن: "أنا طالب جزائري سأتبرّع بكامل منحتي الجامعية لإخواننا في غزة. ما أردت بها رياءً ولا سمعة، ولكن لعلّها تكون سبباً في تحفيز إخوتي الطلاب ليبذلوا ولو القليل مما يملكون، نصرةً لإخوانهم في أرض الرباط. قد تكون المنحة قليلة في أعيننا، لكنها في ميزان الله عظيمة". وعممت المبادرة على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
ودُعي "كل طالب لاتخاذ خطوة، ولو بتخصيص جزء يسير من منحته، ليكون ذلك صدقةً في ساعة الشدّة، ومشاركةً في التخفيف عنهم". وبدا أن هناك تفاعلاً كبيراً مع هذه المبادرة، إذ بدأ الطلاب بتداول المبادرة والإعلان عن الانضمام إليها والمشاركة فيها. وكتبت الطالبة أنفال قايدي: "يشهد الله أنه ليس لي دخل من غير المنحة الجامعية، وابتداءً من هذا الشهر، ستخصص لإخواننا في غزة ولا حق لي فيها".
وانسحبت هذه المبادرات على فئات أخرى. وأعلن عدد من الأطباء تخصيص مداخيل عياداتهم الطبية لفترات معينة، ليوم أو ثلاثة أيام، لمصلحة دعم أهالي قطاع غزة. وقرر الطبيب أسامة بشتولة في ولاية البيض غربي الجزائر، تخصيص مداخيل عيادته لأهالي غزة، وقال إن "مداخيل العيادة ستكون لأهلنا المستضعفين والمجوّعين في غزة". وأعلن من خلال فيديو وصول المال الذي تبرع به للمحتاجين في غزة، في محاولة لتأكيد إمكانية توصيل الدعم المادي المباشر لمصلحة سكان غزة، وتشجيع الجزائريين على نهج التبرع والتضامن الإنساني.
وكانت عدة محال تجارية تبيع المواد التموينية والألبسة وغيرها قد أطلقت مبادرة لتحويل كل مداخيلها لمدة يوم كامل أو أكثر لمصلحة قطاع غزة. وأعلن متجر معروف في مدينة ورقلة جنوبي الجزائر "سوبيرات بوعامر"، أنه "قرر تخصيص أرباح المحل لثلاثة أيام متتالية لإغاثة أهلنا المستضعفين والمجوعين بغزة"، في سياق مبادرة محلية أطلقها تجار حي شعبي في مدينة ورقلة للمساهمة في تمويل ألف وجبة توزع في قطاع غزة.
وفي السياق نفسه، أعلنت مؤسستا "رفوف" و"أفنان" التجاريتان تخصيص جميع أرباح ومبيعات أقمصتهما حتى نهاية الشهر الجاري لدعم أهالي غزة. وأكدت في منشور على صفحتها الرسمية: "نعلم أن ما سنقدمه لا يكفي ولن يبرر الخذلان. نتمنى لو أمكننا نفعهم بما هو أكثر وإلى ذلك الحين الحد الأدنى من الشرف، ألا نقف مكتوفي الأيدي وهذا جهد المقل". وتوسعت الحملة لتشمل عدداً من أصحاب المحال التجارية. وأعلن محل ملاك للملابس في مدينة تبسة شرقي الجزائر، تحويل كل مداخيل المحل ليوم كامل لمصلحة سكان غزة.
ويقول المكلف بالاتصال في التنسيقية الشعبية لدعم فلسطين، محمد سلمان، لـ "العربي الجديد"، إن "هذه المبادرات الشعبية والعفوية مشجعة، وتؤكد الموقف الشعبي العميق للجزائريين لمصلحة القضية الفلسطينية وإغاثة الشعب الفلسطيني في محنته في غزة خاصة، وتتيح توسيع هامش المشاركة الى كل الفئات". يضيف أنها "مبادرات تعزز عمل الجمعيات الأهلية الجزائرية العاملة في قطاع غزة، لكن يتعين الاستمرار في كل أشكال الدعم اللازم لمصلحة قطاع غزة، والسعي لإنهاء الحصار وإدخال المساعدات كهدف أساسي". 
## مرضى السرطان الفلسطينيون في لبنان... معاناة الاستشفاء
25 July 2025 04:31 AM UTC+00
يهدد تقليص وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" خدماتها الطبية حياة المئات من مرضى السرطان الفلسطينيين الذين يعالجون في مستشفيات لبنان.
يعيش اللاجئون الفلسطينيون في لبنان في ظل ظروف حياتية مأساوية، ويعاني معظمهم من ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بسبب عدم توافر فرص العمل، ما يؤثر على جميع تفاصيل حياتهم، في حين يواجه المرضى تحديداً أزمة جديدة مع تقليص وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" خدماتها بسبب توقف دول عدة عن دعم برامجها المهمة لإنقاذ كثير من اللاجئين.
فعلياً، يوفر اللاجئون الفلسطينيون بالكاد قوت يومهم، فكيف يستطيعون تغطية التكاليف المالية الإضافية الخاصة بالحصول على علاج، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة مثل السرطان والقلب، ومن يحتاجون إلى عمليات جراحية لا توفرها عيادات الوكالة الأممية أو المستشفيات المتعاقدة معها، والذين تصنفهم باعتبارهم مرضى المرحلة الثالثة.
يقول العضو في الحراك الفلسطيني الموحد بمخيم عين الحلوة جنوب لبنان، أحمد محمود إبراهيم "أبو عرب"، لـ"العربي الجديد": "تابعنا خلال نحو ثلاث سنوات ملف مرضى السرطان ولاحقنا آليات توفير المبالغ المطلوبة لعلاجهم. وقبل نحو سنة أعلنت أونروا أنها تستطيع تغطية النفقات المخصصة لمرضى السرطان وغيرهم بنسبة 50% للأدوية و75% للعلاج، ثم فوجئنا قبل نحو شهر بأن نسبة التغطية تقلصت بشكل كبير. وقبل نحو شهر توجه عدد من مرضى السرطان في مخيم عين الحلوة إلى مكتب أونروا للحصول على تحويل لتغطية تكاليف العلاج. وحين قصدوا المستشفى فوجئوا بتقليص مبلغ التغطية. وقد بلغت تكاليف علاج مريض 4500 دولار، وعندما ذهب إلى أونروا قدمت له 1250 دولاراً فقط. وإذا حسبنا قيمة التغطية نرى أنها أقل من 25%، وأن أونروا تدفع 1250 دولاراً إذا كان المبلغ 10 آلاف دولار. وهنا نرى أن ظلماً كبيراً يلحق بالمرضى الذين تعتبر أحوالهم سيئة جداً في كل المجالات".
يتابع: "سنبقي على تحركاتنا ونعتصم في شكل دائم من أجل تحقيق مطلب تقديم علاج لمرضى السرطان وتوفير الطبابة والإغاثة بشكل عام، ولن نتراجع عن مطالبنا المحقة جداً استناداً إلى الأحوال الصحية المعقدة جداً التي يعاني منها كثيرون من دون أن يملكوا أي وسيلة لتوفير حلول مناسبة تجعلهم يصبرون على واقعهم الصعب على الأقل".
ويقول ابن مريضة بالسرطان، رفض كشف اسمه، يُقيم في مخيم عين الحلوة لـ"العربي الجديد": "تساعد أونروا في موضوع نفقات الجلسات الشعاعية لمرضى السرطان بأقل من 25%، ووالدتي على سبيل المثال تحتاج إلى 35 جلسة شعاعية بكلفة 4500 دولار، وأعطتنا أونروا 1250 دولاراً فقط، وحصلنا على مساعدة إضافية قيمتها 940 دولاراً، ثم جمعنا باقي المبلغ من هنا وهناك حتى استطعنا دفع 2300 دولار إضافي. وفي شأن الجرعات الكيميائية حصلنا على نحو 40% من المبلغ، وسندفع الفرق".
يتابع: "بالنسبة إلى الأمراض المستعصية والمزمنة، مثل السرطان وغسيل الكلى وعمليات القلب المفتوح، يجب أن تغطي أكثر من القيمة التي تقدمها اليوم، فالأوضاع المادية للناس صعبة للغاية، ولا يستطيعون دفع تكاليف العلاج، ونحن نتابع هذا الموضوع من خلال مجموعات تنشط وتملك شبكة علاقات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي".
ويشير إلى أن "الحراك الفلسطيني المستقل ينفذ حملة لمطالبة أونروا برفع نسبة التغطية بعدما زادت الوكالة تقليصاتها على علاجات الأمراض الصعبة والمستعصية، لأن وضع الناس صعب جداً، وبات بعضهم يطلبون مساعدات مادية من مساجد موجودة في المخيم لتغطية نفقات العلاجات. لقد وصل إلى هذا الحد الوضع السيئ للاجئين الفلسطينيين في المخيمات".
وتقول عائشة التي تقيم في مخيم عين الحلوة لـ"العربي الجديد": "أنا مصابة بسرطان في العظم، وأحتاج إلى الحصول على جرعات علاج لا أملك من ثمنها حتى دولاراً واحداً، لذا أشعر بأنني أعيش في كابوس. بصراحة استسلمت للمرض، وحتى لو دفعت لي أونروا بعض النفقات لا أستطيع دفع باقي المبلغ، لذا أفضل الصبر على المرض وتحمّل أوجاعي. أشعر بأنني أموت ببطء".
ويقول أحمد النداف الذي يقيم في مخيم عين الحلوة لـ"العربي الجديد": "أنا مريض بسرطان النخاع، وأوقفت العلاج قبل شهرين بسبب التكلفة الباهظة لأن أونروا خفضت نسبة التغطية. ليس لدي المال لتسديد تكاليف باقي العلاج، وأحتاج إلى إجراء عملية ذات تكلفة باهظة لا أستطيع إجراءها لأن المبلغ المطلوب يفوق بكثير إمكاناتي المادية".
## تراجع هجرة التونسيين إلى إيطاليا... أوروبا لم تعد حلماً
25 July 2025 04:35 AM UTC+00
كانت الهجرة إلى إيطاليا حلماً يسعى إليه مئات الشبان التونسيين بكل الوسائل، وتدعمه الأسر التي تنفق أموالاً طائلة من أجل وصول أبنائها إلى الضفة الأوروبية للمتوسط. لكن الحلم الأوروبي تبدّد.
تراجع التونسي غسان الماي (22 سنة) عن فكرة الهجرة إلى إيطاليا، بسبب العراقيل التي باتت تعترض المهاجرين، بعد أن غامر بركوب قوارب الهجرة عدة مرات. يقول الشاب: "تخليت عن مشروع الهجرة السرية (الحرقة)، وقررت أن أسلك طريقاً آخر عبر البحث عن عقد عمل يضمن لي السفر إلى كندا، والعيش هناك من دون المخاطرة بالموت في البحر، أو العودة مكبل اليدين في طائرة ترحيل".
وخلال السنوات الماضية، هاجر عدد من شبان حي الزياتين الذي يقطنه غسان، وتمكن بعضهم من الوصول إلى إيطاليا، بينما احتجز آخرون في مراكز الترحيل، فيما بات البعض الآخر في عداد المفقودين، وتتمسك أسرهم بأنهم على قيد الحياة. ويؤكد غسان أن "العديد من أبناء الحي الذين هاجروا عادوا مؤخراً بعد ترحيلهم، وتحول حلمهم بالهجرة إلى كابوس. عادوا بطريقة مذلة، وأصبحوا موصومين بالفشل، وهذا ما يجعلني أتخلى عن فكرة الهجرة إلى إيطاليا، وهو قرار أجمع عليه عدد كبير من أبناء الحي الذين فقدوا الحماسة".
ويضيف أنّ "من بين أسباب عزوف الشباب عن الهجرة في الفترة الأخيرة، تضييق الحكومة الإيطالية على مشغليهم، وتراجع فرص الحصول على وثائق إقامة. أبلغنا أبناء الحي المرحلون أن الشرطة الإيطالية تضيق الخناق عليهم، وتلاحقهم في المحاكم استناداً إلى مرسوم التدفق الذي ينظم دخول المهاجرين وحصولهم على تأشيرات عمل".
ومنذ توقيع السلطات التونسية اتفاقاً مع الاتحاد الأوروبي أفضى إلى تكثيف حراسة الحدود البحرية، ومنع تدفق قوارب الهجرة على سواحل إيطاليا، أصبح الحلم الأوروبي محفوفاً بمخاطر الترحيل، أو الغرق في عرض البحر.
وأعلنت وزارة الداخلية الإيطالية، في بيان، أن قوى الأمن نفّذت عملية واسعة النطاق في 23 ولاية لمكافحة الهجرة السرية، وأكد البيان أن "التحقيقات سلطت الضوء على أنشطة إجرامية بملايين الدولارات، قامت بها عدة منظمات إجرامية، لتسهيل دخول المهاجرين السريين، أحياناً بتواطؤ من أصحاب العمل، عبر تزوير العقود والوثائق للوصول بشكل غير قانوني إلى الحصص المحددة، بموجب مرسوم تدفقات الهجرة". وأفاد البيان بأن 135 أجنبياً يخضعون للتحقيق للاشتباه في إقامتهم غير المشروعة في إيطاليا، وجرى إبلاغ السلطات القضائية عن أصحاب عمل كان بينهم 65 إيطاليا و27 أجنبياً، وهم يخضعون بدورهم للتحقيق بتهم المساعدة، أو التحريض على الهجرة السرية، وتوفير وثائق مزورة، وانتحال الهوية.
وأظهرت بيانات نشرتها وزارة الداخلية الإيطالية انخفاضاً كبيراً في أعداد المهاجرين التونسيين الواصلين منذ مطلع العام وحتى 15 يوليو/ تموز، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، إذ بلغ العدد 648 مهاجراً، مقارنة بوصول 3462 مهاجراً في الفترة نفسها من 2024.
ويمثل هذا التراجع تغيراً لافتاً، خاصة أن تونس كانت خلال السنوات الماضية من بين الدول الأكثر تصديراً للهجرة السرية إلى أوروبا. يقول الباحث التونسي في سياسات الهجرة، خالد الطبابي، لـ"العربي الجديد"، إن "تراجع أعداد المهاجرين الواصلين إلى إيطاليا هو نتيجة طبيعية لسياسات الحدود التي فرضها الاتحاد الأوروبي على تونس، وتضييق أفق تسوية وضعيات المهاجرين الواصلين عبر الطرد المكثف لهم، بعد احتجازهم في مراكز التوقيف".
ولا ينكر الطبابي دور زيادة الوعي بالمخاطر المرتبطة بالهجرة السرية مع تكرار حوادث الغرق، والمآسي التي يشهدها الطريق البحري، إضافة إلى ارتفاع كلفة تهريب الشباب التونسي، ما جعل قوارب الهجرة خياراً أقل جاذبية. ويشير أيضاً إلى أن "انحسار خيار الهجرة السرية كان نتيجة لتصعيد الاتحاد الأوروبي ضغوطه على دول شمال أفريقيا، وتمويل برامج رقابة على الحدود، وتفعيل آليات ترحيل المهاجرين السريين بسرعة. بدأ عدد متزايد من الشبان البحث عن بدائل قانونية للهجرة، كالهجرة الدراسية، أو عبر منظمات محلية ودولية".
ويسعى الاتحاد الأوروبي لصد المهاجرين بوسائل متعددة، من بينها الترحيل. وفي سبتمبر/ أيلول 2023، أعلنت المفوضية الأوروبية تخصيص 127 مليون يورو من المساعدات لتونس، ضمن مذكرة تفاهم بشأن قضايا عدة، من بينها الحد من توافد المهاجرين السريين.
ويفيد الطبابي بأن حكومة اليمين الإيطالي المتطرف تقدم لجمهورها تراجع هجرة التونسيين، وغيرهم من مهاجري دول جنوب الصحراء، على أنه نجاح سياسي، ويضيف: "بينما شبان البلاد يُحاصرون في الداخل، أو يموتون في البحر في غياب ممرات آمنة، تعلن السلطات التونسية بشكل متكرر إحباط محاولات هجرة سرية إلى أوروبا، وضبط مئات المهاجرين الذين يقدمون على الهجرة، جراء تداعيات الأزمات الاقتصادية والسياسية في بلادهم".
## "نيويورك تايمز" تكشف عن رسالة بخط يد ترامب إلى جيفري إبستين
25 July 2025 04:57 AM UTC+00
في تقرير جديد حول واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في السياسة الأميركية، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" صورة لنسخة من كتاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب "ترامب.. فن العودة"، يظهر فيها إهداء بخط يده موجّه إلى رجل الأعمال المدان جيفري إبستين، كتب فيه: "إلى جيف... أنت الأعظم". وتعود النسخة إلى عام 1997، ما يلقي مزيداً من الضوء على طبيعة العلاقة القديمة بين ترامب وإبستين، التي لطالما كانت محط تدقيق واسع من الإعلام والرأي العام.
وفي القضية ذاتها، كشفت الصحيفة في تقريرها عن ظهور اسم ترامب أيضاً في قائمة المشاركين في كتاب الاحتفال بالذكرى الخمسين لميلاد رجل الأعمال إبستين عام 2003، وذلك بعد أن كان ترامب قد نفى كتابة أي رسائل إلى إبستين في هذه المناسبة، وهدّد بمقاضاة صحيفة "وول ستريت جورنال" التي كشفت عن الرسالة حينها، قائلة إنها تضمّنت إشارات "فاحشة" تُسيء إلى النساء.
وجاء اسم ترامب ضمن عشرات المساهمين في كتاب رسائل التهنئة، وضمت القائمة آنذاك مالكة "فيكتوريا سيكرت" ليزلي ويكسن، وآلان غرينبرغ مدير شركة "بير ستيرنز"، والعالم الفيزيائي الحائز على جائزة نوبل موراي جيلمان، وآخرين، إضافة إلى مقدمة كتبَتها بخط يدها غيسلين ماكسويل، شريكة إبستين.
وتعود علاقة ترامب بإبستين، وفق المعلن، إلى عام 1992، عندما التقيا في حفلة أقيمت في منتجع "مارآلاغو" الذي يملكه ترامب في فلوريدا. وتشير التقارير إلى أن العلاقة انقطعت عام 2004 بعد تنافسهما على شراء قطعة أرض في "بالم بيتش". وكان ترامب قد صرّح لمجلة "نيويورك" قائلاً: "إبستين كان رجلاً رائعاً. هو يحب النساء... لا شك أنه يستمتع بحياته الاجتماعية".
ورغم محاولات إدارة ترامب والجمهوريين إخماد القضية، ازداد الجدل حدةً بعد تقرير "وول ستريت جورنال" في 17 يوليو/ تموز، الذي تحدث عن رسالة "فاحشة" أرسلها ترامب إلى إبستين في عيد ميلاده الخمسين، تضمّنت رسماً لامرأة عارية وُقّع على جسدها. كما كشف محامي إحدى الضحايا، براد إدواردز، في تصريحات لـ"MSNBC"، أن الكتاب في حوزة المسؤولين عن تركة إبستين، حيث تم تعيين حارس قضائي عليها عقب وفاته، ولا يزال الكتاب بحوزة هذا الحارس، وفق المحامي. وقد أعلن النائب الديمقراطي رو خانا عزمه على استدعاء كل من يحتفظ بالكتاب.
وفي سياق موازٍ، التقى نائب وزير العدل الأميركي تود بلانش شريكة إبستين السابقة غيسلين ماكسويل، التي تقضي حالياً عقوبة بالسجن لمدة 20 عاماً بتهمة المشاركة في الاتجار الجنسي بالقاصرين، وذلك بحسب ما كُتب على منصات التواصل الاجتماعي. وقال محاميها ديفيد ماركوس، في تصريحات خارج المحكمة الفيدرالية، إن "ماكسويل أجابت عن كل سؤال، ولم ترفض الإجابة عن أي من الأسئلة، بل أجابت بصدق وأمانة". وكتب نائب المدعي العام تود بلانش، عبر وسائل التواصل، أنه "سيلتقيها مجدداً يوم الجمعة"، مشيراً إلى أن الوزارة "ستُعلن في الوقت المناسب معلومات إضافية حول ما توصلنا إليه".
وتُعد هذه المقابلة جزءاً من جهود وزارة العدل لتهدئة الانتقادات الموجهة إلى المسؤولين الفيدراليين وإدارة ترامب بشأن عدم نشر وثائق إبستين، وهي قضية تحظى بأهمية كبيرة لدى قاعدة ترامب ومناصريه في حركة "ماجا" (لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى). ويوم الأربعاء، صوّتت لجنة فرعية للرقابة في مجلس النواب على استدعاء الوزارة للإفصاح عن جميع الوثائق المتبقية غير المنشورة.
وتكمن أهمية ملف إبستين في علاقاته بالنخبة الحاكمة في واشنطن، وقد كشفت الصور والمعلومات المنشورة سابقاً عن صلاته بكل من الرئيس الأسبق بيل كلينتون، ودونالد ترامب، والأمير البريطاني أندرو (دوق يورك)، وغيرهم، إضافة إلى ظروف وفاته داخل السجن. ورغم أن التحقيقات خلُصت إلى انتحاره، لا تزال نظرية "الاغتيال لطمس الحقائق" حاضرة بقوة، خاصة بعد الفيديو الذي نشرته وزارة العدل الأسبوع الماضي من داخل السجن، والذي اختفت منه ثلاث دقائق يُعتقد أنها توثق لحظاته الأخيرة.
وكان إبستين قد اعترف عام 2008 بتهم تتعلق بالتحرش بالقاصرات، وأُدرج على قائمة مرتكبي الجرائم الجنسية، لكنه قضى فقط 13 شهراً في السجن، معظمها خارج الزنزانة ضمن برنامج "الإفراج للعمل". وقد أُلقي القبض عليه للمرة الأولى في عهد الرئيس جورج بوش الابن، وخضع للمحاكمة خلال فترة باراك أوباما. وفي عام 2019، أُلقي القبض عليه مجدداً خلال ولاية ترامب الأولى، وتوفي بعد 36 يوماً في السجن. وقد أعلنت إدارة بايدن لاحقاً أن وفاته كانت "انتحاراً"، بينما يشكك مؤيدو ترامب في ذلك، ويرجّحون أنه قُتل لإخفاء تورط أثرياء ومشاهير في قضايا جنسية.
## انعكاسات الانسحاب الأميركي من اليونسكو
25 July 2025 05:05 AM UTC+00
يطرح ثالث انسحاب للولايات المتحدة الأميركية من منظّمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في غضون نحو أربعين عاماً، تساؤلات عدّة حول مستقبل العلاقة المضطربة بين الطرفين، وتأثير ذلك على إنفاق واشنطن على برامج المنظمة الأممية وأنشطتها في العالم، والذي تستفيد من معظمه بلدان تنتمي إلى العالم الثالث، نظراً لأن المساهمة الأميركية المعلنة تشكل 22% من مجمل ميزانية المنظمة منذ عودة إدارة جو بايدن إلى عضويتها قبل حوالي سنتين.
مساهمة ضخمة ولكن
على الرغم من أن الولايات المتحدة أعلنت عند عودتها إلى المساهمة في موازنة اليونسكو بتلك النسبة المرتفعة، والتزمت بتسديد المستحقات المتأخرة تدريجياً، بالإضافة إلى مزيد من المساهمات الطوعية، إلا أن تصريحات المديرة العامة لمنظمة اليونسكو أودري أزولاي تشير إلى أن هذه المساهمة لا تمثل سوى 8% من إجمالي ميزانية المنظمة، التي نوّعت مصادر تمويلها خلال السنوات القليلة الماضية، معتمدةً بشكل أكبر على التبرعات من الدول الأعضاء ومن المساهمات الخاصة، على حد قولها. الأثر الضئيل لهذا الانسحاب، والذي كان متوقعاً أيضاً، وفق أزولاي، يحيل إلى مسألة أكثر أهمية تتعلّق بانقطاعات أميركا لفترات طويلة عن تسديد التزاماتها مثلما حدث خلال رئاسة باراك أوباما عام 2011 احتجاجاً على منح فلسطين العضوية الكاملة فيها؛ الذريعة ذاتها استخدمها خليفته ترامب سنة 2017 عندما سحب بلده من المنظمة، وأعاد الكرة اليوم.
المساهمة الأميركية لم تعد تمثل فعلياً سوى 8% من ميزانية المنظمة
ربما لن يسبّب قرار ترامب الضرر الذي أحدثه أوباما حينها حيث اضطرت المنظمة لتخفيض ميزانيتها بما يقارب المئة وخمسين مليون دولار، بالرجوع إلى البيانات الموثقة على الموقع الإلكتروني لليونسكو، ناهيك عن أن الولايات المتحدة قد خفّضت دعمها تدريجياً. ويمكن الاسترشاد بالبيانات نفسها التي توضّح أن مساهمتها كانت عام 1950 بحدود 37%، وأصبحت 31% في 1960، و25% بحلول عام 1980، ثم انقطعت لعقدين لتسجّل 22% دون التزامها بإنفاقها كاملة بحسب التعهدات الأميركية. التخلّف عن السداد ينسحب على دول تقدم مساهمات كبرى مثل الصين واليابان، اللتين تحلّان في المرتبتين الثانية والثالثة تباعاً بعد أميركا في التمويل، مقابل التزام عالٍ تظهره غالبية البلدان الأوروبية. 
لكن العقدة الأميركية تتمثل في انقطاعاتها المتكررة لمدة يصل مجموعها لنحو ثلاثة عقود، وعدم إيفائها بالمستحقات المتأخرة كلما عادت إلى المنظمة. ويُضاف هنا تفصيل يتصل بإعلان وزارة الخارجية الأميركية إيقاف الدعم بدءاً من 31 يناير/ كانون الثاني 2026، ما يمنح اليونسكو هامشاً زمنياً في إعادة النظر بموازنتها العام المقبل، والبحث عن مصادر بديلة منها الارتفاع المطرد للدعم الصيني، والتمويل من منظمات دولية ومؤسسات خاصة أخرى. لكن أزولاي لم تنف خسارتها بالمطلق، بقولها إن "اليونسكو ستواصل تنفيذ هذه المهام، على الرغم من انخفاض الموارد بشكل حتمي".
العرب والانسحاب الأميركي
تظهر بيانات اليونسكو أرقاماً متقدمة لدعم مقدّم تتصدره دول عربية مثل السعودية وقطر والإمارات والكويت، وتليها في مرتبة أقل العراق والجزائر وعُمان والبحرين. لكن الحال يختلف مع بلدان أخرى تموّل بمبالغ أقل، أو تغيب عن قوائم الدعم، والتي تشكو بعضها، بحسب تقارير إعلامية، من ضعف الاستجابة في دعم بعض البرامج، خاصة التي تتعلق بحماية المواقع التراثية في اليمن والسودان وسورية، في فترات سابقة.
السلوك الأميركي لم يتغير منذ أيام الحرب الباردة
المنظمة التي تواجه تحديات متزايدة، بلغت قيمة آخر ميزانية معلنة لها عام 2022 حوالي مليار ونصف مليار دولار تنفق على قطاعات مختلفة، أهمها التعليم وتحديداً في القارة الأفريقية، وتليه قطاعات العلوم الطبيعية، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، وعلوم المحيطات، والاتصالات والمعلومات، وبرامج تعاون أخرى.
مصلحة أميركية أم انحيازات سياسية
اللافت في الأمر أن السلوك الأميركي لم يتغير منذ أيام الحرب الباردة، إذ إن قرار رونالد ريغان الانسحاب من اليونسكو سنة 1984 جاء بعد اتهام الأخيرة بتبني سياسات تتوافق مع أجندات الاتحاد السوفييتي آنذاك، بمواجهة قيم الغرب الحر، ومنها حرية الصحافة والسوق وحقوق الإنسان. وكان أبرز مثال ساقته إدارة ريغان هو حجب المساعدات الثقافية عن إسرائيل بدعوى أنها غيّرت معالم تاريخية في القدس أثناء أعمال التنقيب، والتي أدانتها اليونسكو وقتئذ. الاتهام  يتكرر على لسان إدارات جمهورية وديمقراطية حتى اللحظة، ومرّده هذا المرة اعتماد المجلس التنفيذي التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في دورته الـ221 المنعقدة في باريس في إبريل/ نيسان الماضي، قرارات بدعم المؤسسات الثقافية والتعليمية، وذلك باعتبارها إحدى أهم الأدوات للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، في ظل ما تقوم به سلطة الاحتلال من جرائم وانتهاكات، خاصة في قطاع غزة، انتهاكاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وعلى منوال الانسحابات الأميركية السابقة، سارع الاحتلال على لسان وزير خارجيته جدعون ساعر للترحيب بقرار الإدارة الأميركية الذي اعتبر أن "حقّ إسرائيل لطالما انتهك بسبب التسييس". بدورها، استنكرت المديرة العامة لليونسكو مستشهدة بجهود المنظمة في إعداد مواد تعليمية وتدريب المعلمين لمكافحة معاداة السامية وإنكار الهولوكوست في 85 بلداً حول العالم، وقد استحقت، بحسب تصريحاتها الثلاثاء الماضي، إشادات منظمات يهودية أميركية.
## كتّاب خارج ضجيج الأنستغرام
25 July 2025 05:11 AM UTC+00
لم يعد من السهل أن يختار الكاتب الصمت، أو أن يتراجع خطوة إلى الوراء، وخصوصاً في زمنٍ يُهيمن فيه الحضور الإعلامي، ويُقاس التأثير بعدد المتابعين والظهور المتكرّر. لكن، هل يعني ذلك أن جوهر الأدب هو العزلة؟ ليس بالضرورة. فالكاتب ليس ناسكاً بالمعنى الحرفي، بل شاهدٌ على زمنه، ومشارك في قضاياه، وصاحب رأي قد يكون أقوى من خطاب سياسي أو بيان صحفي.
غير أن الإشكال لا يكمن في أن يكون له رأي، بل في أين وكيف يعبّر عنه. فهل المنصّة الرقمية، بما تفرضه من تفاعل فوري، وتعليق عاجل، وتدوين لا يتوقّف، هي المكان المناسب للكتابة العميقة؟ أم أن هذه الحميمية المفروضة تُفرغ الرأي من معناه، وتختزل الكاتب في ردّات فعله اللحظية؟ هنا يبدأ السؤال، لا الإجابة.
لطالما شُجّع الكُتّاب في العقدين الأخيرين على الانخراط في "العلامة الشخصية" عبر وسائل التواصل، باعتبارها ضرورة معاصرة للترويج والتأثير. يرى البعض أن الحضور الرقمي يمنح الكاتب منصّة للتفاعل المباشر مع جمهوره، ووسيلة لحماية صوته من التهميش الإعلامي. لكن هذه المنصّات، رغم كل ما تتيحه، تفرض إيقاعاً غريباً عن طبع الكتابة: سرعة، اختزال، استعراض. وهي صفات قد تتعارض مع طبيعة الأدب الذي يطلب التروّي، والتأمّل، وإتقان الغياب أحياناً.
النص يعيش بذاته، ولا يحتاج دائماً إلى صورة صاحب
من بين الكُتّاب العرب الذين اختاروا الغياب جزءاً من رؤيتهم للكتابة، يبرز اسم ربيع جابر، الروائي اللبناني الحائز جائزة البوكر. لم يظهر في مقابلات متلفزة، ولا يملك حسابات على المنصّات. حتى صورته الشخصية نادرة. حين سُئل عن ذلك، أجاب: أرفض أن يُسجَّل صوتي متسرّعاً في كل لقاء. الكتاب يحتاج وقفات. الغموض هنا ليس ادّعاءً، بل جزء من عالمه الأدبي، حيث تنمو الشخصيات بعيداً عن ضوء الكاميرا.
مثال آخر من الجيل الجديد هو الروائية ليلى سليماني، التي رغم شهرتها الواسعة، اختارت الانسحاب من إنستغرام. في مقابلة مع مجلة Vogue قالت بوضوح: "أريد أن أقتل ليلى اللطيفة التي تظهر على إنستغرام، تلك التي تخاف ألّا يُحبها الآخرون. يجب أن أقتلها لأكون إنسانةً جيدة، ومواطنةً جيدة، وكاتبةً حقيقية". كلامها يعكس معضلة الكاتب المعاصر: كيف تظلّ ذاتك حقيقية في عالم يتطلّب منك أن تبتسم دائماً، وتُعجب ويُعجب بك؟
حتى في التجربة الغربية، نجد كاتبة مثل أليس مونرو، الحائزة جائزة نوبل، وقد اختارت منذ وقت مبكّر الابتعاد عن الإعلام ورفضت التعرّف إلى الكتّاب من وجوههم. في إحدى مقابلاتها قالت: "لا أريد أن يعرفني الناس بوجهي، بل بقصصي فقط". موقفها يعكس قناعة بأن الأدب ليس أداءً شخصياً، بل تجربة تتجاوز الكاتب.
ومن أميركا اللاتينية، يبرز مثال سيزار آيرا، الروائي الأرجنتيني الذي كتب أكثر من مئة رواية، لكنه نادر الظهور، ولا يُسوّق نفسه أبداً. وصفه النقاد بأنه يعيش في "برج عاجيّ"، ويكتب بتفرّغ شبه يومي بعيداً عن أي ضجيج إعلامي أو رقمي. كتبه تصل إلى القارئ دون أي وساطة، دون مقابلات أو حسابات شخصية، بل عبر النص وحده.
هذه النزعة نحو الغياب لم تبدأ مع الإنترنت، بل سبقتها مواقف شبيهة من كُتّاب كبار، من بينهم نجيب محفوظ، الذي رغم حضوره الأدبي الطاغي، كان في بداياته يرفض الظهور الإعلامي، وقلّما شارك في ندوات أو لقاءات حتى سبعينيات القرن الماضي. عبّر غير مرة عن عدم ارتياحه للكلام عن أعماله، مؤمناً بأن الأدب يجب أن يُقرأ لا أن يُفسَّر. وكان يرى أن "الأديب يجب أن يُعرف من خلال أدبه، لا من خلال كلامه عن أدبه".
لكن هذه الظاهرة تطرح سؤالاً أعمق عن العلاقة بين الكاتب والقارئ في زمن المنصّات. هل تزداد الحميمية حين يعرف القارئ تفاصيل حياة الكاتب اليومية؟ أم تفقد النصوص شيئاً من غموضها وقدرتها على أن تُقرأ كعوالم منفصلة؟ 
تشير دراسات علم النفس الثقافي إلى ما يُعرف بـ"الحميمية المتخيّلة" (parasocial intimacy)، وهي العلاقة التي يبنيها القارئ أو المتابع مع شخصية عامة، دون أن تكون العلاقة متبادلة بالمعنى التقليدي. حين يتابع القارئ الكاتب عبر الصور والمنشورات، يشعر بارتباط أعمق، لكنه في الحقيقة يتفاعل مع صورة منتقاة، لا مع الكاتب الفعلي. وقد يؤدّي هذا التداخل إلى تقليص المسافة التأمّلية الضرورية بين القارئ والنص، حيث يُصبح الكاتب حاضراً في ذهن القارئ بكونه "شخصاً" أكثر منه "صوتاً أدبياً".
هل تزداد الحميمية حين يعرف القارئ تفاصيل حياة الكاتب؟
بالمقابل، حين يغيب الكاتب، لا يبقى أمام القارئ سوى النص. لا يعرف صوته، ولا يراه في القصص اليومية، ولا ينتظر منه تعليقاً في كل قضية. يبدو هذا نوعاً من الترف في عصر الحضور المتواصل، لكنه، في نظر البعض، هو الطريقة الوحيدة لاستعادة جوهر الأدب: أن يُقرأ النص بمعزل عن صاحبه، أن يعيش بذاته.
قد لا يكون الغياب عن المنصّات موقفاً ضد الحداثة، بقدر ما هو سؤال مفتوح عن طبيعة الكتابة نفسها: هل يجب أن تُرفق دائماً بصورة الكاتب وصوته ورأيه السريع؟ أم أن لها الحق بأن تُترك وحدها، لتخلق علاقتها بالقارئ دون وساطات؟ البعض يرى في الحضور الرقمي دعماً ضرورياً للأدب، وآخرون يخشون أن يُفرّغ هذا الحضور الكاتب من خصوصيته، ويحوّله إلى "شخصية عامة" بدلاً من كونه صانع رؤى.
لكن، بين الغياب والحضور، بين الاختفاء الكامل والاستعراض، هناك مساحة رمادية، لا يحدّدها الصمت أو التفاعل فقط، بل يحدّدها سؤال أبعد: هل لا يزال الكاتب قادراً على أن يخلق أثراً أدبياً، حتى حين لا نعرف ما أكله صباحاً أو كيف يعلّق على كل حدث؟ وإذا كان الجواب نعم، فقد لا يحتاج الكاتب إلى أن يكون مرئياً دائماً، بل واضحاً في ما يكتبه. ليس الغياب فضيلة في ذاته، ولا الحضور خطيئة، بل كل شيء يتوقّف على نوع العلاقة التي يريد الكاتب أن يقيمها مع قرّائه: علاقة قائمة على النص، أو على الحياة المحيطة به. وفي النهاية، ليس مطلوباً من الكاتب أن يختفي، بل أن يختار كيف يظهر. والأهم: ألّا يترك الكتابة تغرق في ضجيج لا يشبهها.
* كاتبة وروائية من لبنان
## انتعاش سوق الأجهزة الطبية في السعودية
25 July 2025 05:13 AM UTC+00
تؤكد تقارير اقتصادية حديثة صادرة عن مؤسسات بحثية أن سوق الأجهزة الطبية شهدت نمواً كبيراً في السعودية، وبلغت قيمتها في عام 2025 نحو 6.42 مليارات دولار، مع استمرار النمو بوتيرة سنوية مركبة تقارب 4.7%، ما يرسم توقعات بأن يصل حجم السوق إلى أكثر من 9.9 مليارات دولار بحلول عام 2030، ما سلط الضوء على أثر هذا النمو على اقتصاد المملكة.
تتميز السوق السعودية بزيادة مطردة في الطلب على التقنيات الطبية المتطورة بسبب توسع البنية التحتية الصحية ومبادرات دعم الابتكار ضمن "رؤية 2030"، غير أن الحصة الكبرى من السوق ما زالت تهيمن عليها الشركات متعددة الجنسيات مثل "جونسون آند جونسون"، و"ميدترونيك"، و"جنرال إلكتريك"، وفقا لتقرير نشرته منصة Expertmarketresearch المتخصصة في تحليل الأسواق.
أما نصيب الشركات المحلية من التصنيع بالسوق السعودية، فيقدر بنحو ربع قطاع الأجهزة الطبية الإلكترونية، بينما تظل هيمنة الاستيراد واضحة في بقية الفئات، على الرغم من تضاعف عدد المصانع المرخصة محلياً منذ 2018 وبلوغ الاستثمارات المحلية أكثر من 3.1 مليارات ريال سعودي (الدولار = نحو 3.75 ريالات)، حسبما أورد تقرير نشرته منصة thelocaleyes، المتخصصة في استشارات بيئات الاستثمار.
ولهذا النمو المستمر في السوق أثر اقتصادي بالغ على المملكة، بحسب تقرير منصة Expertmarketresearch، فهو يدعم هدف تنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط، ويجذب استثمارات أجنبية ضخمة.
كما يخلق قطاع الأجهزة الطبية الجديد آلاف فرص العمل للسعوديين، ويسهم في تعزيز الأمن الدوائي والصحي الوطني عبر تقليل الاعتماد على الواردات الخارجية.
سرعة التحول الصناعي
يؤكد الخبير الاقتصادي، حسام عايش، لـ "العربي الجديد"، أن سوق الأجهزة الطبية في السعودية تشكل، إلى جانب الصناعة الطبية وسائر الأدوات المرتبطة بها، أحد المحركات الاقتصادية المهمة والصاعدة في المشهد الوطني، وهي سوق تجمع بين الديناميكية الاستثمارية وسرعة التحول الصناعي والرقمي، بما يشمل استخدام الذكاء الاصطناعي، وهو ما يجعلها من المستهدفات الاستراتيجية في "رؤية المملكة 2030".
ويعزو عايش النمو المستمر في هذا القطاع إلى زيادة الطلب المحلي، وارتفاع معدلات الدخل، واستمرار النمو السكاني، وتوسع الحاجة إلى خدمات صحية متقدمة ومتطورة، وكلها عوامل "تدفع نحو توطين هذه الصناعة الاستراتيجية، وتمنحها دوراً محورياً في تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على الواردات"، حسب وصفه.
كما تفتح هذه الصناعة آفاقاً واسعة لسد فجوة كبيرة بين الواردات والصادرات، حسب عايش، لافتاً إلى أن قيمة الواردات السنوية للسعودية من الأجهزة الطبية تبلغ نحو 1.5 مليار دولار، بينما لا تتجاوز الصادرات 80 مليون دولار، ما يعني أن هناك فجوة كبيرة يمكن تقليصها.
ويلفت عايش، في هذا الصدد، إلى أن تحقيق رؤية السعودية للاكتفاء الذاتي والتحول إلى قوة تصديرية في قطاع الأجهزة الطبية يستلزم سد فجوة العجز في الميزان التجاري الصحي وتحقيق فائض في هذا القطاع، إضافة إلى فتح المجال لتطوير الكوادر البشرية والاستثمار في التكنولوجيا الصحية بأنواعها.
ويخلص عايش إلى أن توطين الصناعة الطبية في السعودية سينعكس في شكل تأثير مباشر على قطاعات أخرى، كما يساهم في تقليل الواردات، وبالتالي تخفيف العجز في الميزان التجاري الصحي، ما يسهم في انتقال الاقتصاد السعودي إلى مرحلة متقدمة من التنويع.
السعودية السوق الأكبر في المنطقة
في السياق، يشير الخبير الاقتصادي، جاسم عجاقة، لـ "العربي الجديد"، إلى أن سوق الأجهزة الطبية في المملكة العربية السعودية ليست السوق الأكبر على مستوى الخليج فحسب، بل هي الأكبر أيضاً على صعيد المنطقة العربية، ما يعكس حجم الفرص الاستثمارية والاقتصادية التي يتيحها هذا القطاع، ويظهر مدى أهمية القطاع للمملكة ركيزة أساسية في تطور قطاع الصحة والصناعة الطبية في المنطقة ككل.
لكن الأهمية الأبرز لهذا القطاع تتجاوز مجرد الأرقام المالية، بحسب عجاقة، إذ تكمن في العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تدفع باتجاه توسع مستمر، وتأتي في مقدمتها حقيقة أن المملكة تستضيف ملايين الحجاج سنوياً، إلى جانب نمو سكاني متسارع يتوقع أن يصل إلى نحو 40 مليون نسمة بحلول عام 2030.
وهذا التوسع السكاني، إلى جانب استمرار استقبال الحجيج من مختلف أنحاء العالم، يجعل سوق الأجهزة الطبية من القطاعات الحيوية التي لا يمكن تجاهلها، سواء من حيث خدمتها للحجاج أو لتلبية احتياجات السكان المحليين، وهو ما يشكل دعماً قوياً لنمو هذا القطاع بمعدل يقارب 10% سنوياً، وفق تقدير عجاقة.
وهذا النمو مهم على أكثر من صعيد آخر، حسبما يرى عجاقة، مشيراً إلى تأثيره في التزام المملكة بأهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، وتحديداً الهدف المتعلق بتوفير الرعاية الصحية الشاملة والعادلة لجميع المواطنين، فضلاً عن تنويع مصادر الدخل، وبناء اقتصاد أقل اعتماداً على النفط، وأكثر استدامة على المديين المتوسط والبعيد.
## مصر... أسعار السلع تواصل الارتفاع رغم تراجع الدولار
25 July 2025 05:14 AM UTC+00
 
شهد الجنيه المصري ارتفاعاً مقابل الدولار بنسبة بلغت 2.5% منذ مطلع الشهر الجاري، في خطوة اعتبرتها الحكومة "صحوة اقتصادية داعمة للعملة المصرية، ونقطة انطلاق نحو خفض الأسعار ومعدلات التضخم" خلال الأشهر المقبلة.
في أرض الواقع رصد "العربي الجديد" سير أسعار السلع والخدمات في اتجاه معاكس لما تروج له الحكومة ويأمله المواطنون بتراجع الأسعار مع انخفاض الدولار، الذين اعتادوا ارتفاع السلع كلما زاد الدولار مقابل الجنيه، بينما يؤدي انخفاضه حالياً أمام الجنيه إلى مزيد من الغلاء للسلع، وخصوصاً الأساسية والخدمات. وأدخلت المعادلة المعكوسة المستهلكين في دوامة تضخم مستمرة، دون سقف.
تدفع الحكومة الأسواق نحو الغلاء المتصاعد، فقبل أن تنفض الدورة البرلمانية، مطلع الشهر الجاري، جهز مجلس النواب سلسة من القرارات، تستهدف تهيئة المواطنين لأوضاع جديدة، تشمل تعديل قانون الضريبة المضافة التي سمحت برفع أسعار الدخان على دفعتين بنسبة 27% خلال العام، وفرض ضريبة على البترول الخام بنسبة 10%، ووضع تقديرات بالموازنة بخفض قيمة الدعم السنوي للمحروقات والكهرباء، بنسبة 50%، بما يعني تحميل المواطنين تلك القيمة، قبيل انتهاء عام 2025.
تبرر الأغلبية البرلمانية الداعمة للنظام خطة الحكومة بتصاعد حالة التوتر الأمني بالمنطقة وحرب التعرفة الجمركية، التي سترفع قيمة الواردات وتحد من عوائد الصادرات وقناة السويس، بينما تسوق لزيادة أسعار السلع والخدمات الحكومية، بارتفاع تكلفة استيراد الغاز والنفط، وزيادة معدلات الاستهلاك وتكلفة الواردات والفاقد الناتج من سرقات الكهرباء وتوزيع الخبز المدعم.
رفع أسعار 1000 صنف دوائي
طالبت شعبة الأدوية في اتحاد الغرف التجارية الحكومة برفع أسعار 1000 صنف دوائي، بنسبة 10% على الأقل. برر أمين شعبة الأدوية محمد شاهين طلب الشركات المصنعة للزيادة الجديدة، بارتفاع تكلفة الوقود، والكهرباء والحد الأدنى لأجور العاملين، ومواجهة الزيادة في الرسوم التي تحصلها هيئة الدواء على تصاريح الإنتاج والتي تصل إلى 5 أضعاف قيمتها وارتفاع أسعار الواردات التي تمثل نحو 92% من مستلزمات الإنتاج، والتشوهات التي أصابت إنتاج الأدوية جراء التراجع المستمر بقيمة الجنيه، منذ بدء تعويمه عام 2016، مؤكداً أن الزيادات التي أدخلت على أسعار المنتجات الدوائية والطبية، خلال العامين الماضيين، لم تؤدِّ إلى ضبط تلك التشوهات التي استمرت 10 سنوات.
وأشار شاهين في لقاءات متلفزة إلى أن الدواء المحلي يمثل 92% من احتياجات المرضى المصريين، ويبلغ حجم إنتاجه نحو 250 مليار جنيه سنوياً.
أكد مصدر بشركة أدوية مالكة لسلاسل مصانع شهيرة لـ"العربي الجديد" أنه رغم تراجع الدولار، فإن الشركات تسعى للتحوط من عودته إلى الارتفاع خلال المرحلة المقبلة، لذلك تتقدم كل شركة بمفردها برفع أسعار عدد محدد من الأدوية، التي يمكن أن تحصل عليها منفردة بنسبة 5% على كل صنف، إلى حين موافقة هيئة الدواء على زيادة الأسعار لكل الشركات، مؤكداً أن الهيئة تدرس حالياً رفع سعر نحو 400 منتج دوائي، قبل النظر في طلبات الغرفة التجارية التي تزيد على 1000 صنف محلي الصنع.
قال مدير المركز المصري للحق في الدواء، محمد فؤاد، إنه رصد زيادة كبيرة في أسعار 100 صنف دوائي منذ بداية يوليو/ تموز الجاري، مشيراً في تصريحات صحافية إلى زيادة أسعار مستحضرات حيوية وأساسية وكريمات مضادات حيوية وألبان الأطفال بنسبة راوحت ما بين 30%-60%.
غلاء الأسمدة والغذاء
قفزت أسعار الأسمدة في السوق الحرة بنسبة 40%، ليراوح سعر طن اليوريا ما بين 32 ألفاً إلى 34 ألف جنيه، من متوسط 23 ألف جنيه للطن، قبل أزمة انقطاع الغاز الطبيعي عن مصانع الأسمدة، التي أدت في الوقت نفسه إلى ارتفاع أسعار مواد البناء والمنتجات المعدنية والحديد، وكذلك الأخشاب التي تأثرت بزيادة أسعار النولون 20% مع ارتفاع أسعار المازوت في الربع الثاني من 2025.
تمر الأسواق الشعبية بحالة انفلات في التسعير، خصوصاً للمنتجات الغذائية التي تتفاوت قيمتها من محل لآخر، ومن منطقة لأخرى، بنسب تراوح ما بين 5% إلى 20%، وعلى رأسها اللحوم والأسماك والمشروبات والعصائر، يرجعها مواطنون إلى غياب الرقابة الحكومة واختفاء دور منظمات المجتمع المدني وحماية المستهلك، في مواجهة تلك الظاهرة، التي تسبب حالة من الفوضى بحركة الأسعار.
رفعت محلات الطعام أسعار الوجبات الشعبية، ومنها "الفلافل" التي زادت بنسبة 40%، لارتفاع الزيوت والخضار والبقوليات، بينما زاد سعر طبق الكشري ما بين 10% إلى 20% في أغلب المطاعم، مع ارتفاع تكلفة الكهرباء، والبقوليات والأرز والمعجنات.
أرجع أستاذ الاقتصاد في جامعة المنوفية محمد البنا، تحسّن قيمة الجنيه مقابل الدولار إلى مرونة سعر الصرف الذي يتبعه البنك المركزي حالياً، والذي يسمح بأن تتحدد قوته وفقاً للعرض والطلب، مع ملاحظة أن السعر اليومي "on the spot" يعكس قوة الطلب والعرض نتيجة تباين سعر الفائدة بين مصر وشركائها التجاريين، الذي يؤثر باستثمارات الأجانب في أدوات الدين الحكومية.
أوضح البنا أن تحسن قيمة الجنيه حالياً يعكس تراجع الطلب على الدولار وزيادة التدفقات الخارجية، بينما تحديد قيمته في المستقبل المنظور يعتمد على قوة الاقتصاد الحقيقي المرهون بتحسن النمو الاقتصادي والناتج المحلي الاجمالي خلال العام المقبل، والذي ييين مقدار الصادرات والواردات، التي تشكل ضغوطاً على مستقبل الجنيه.
أكد الخبير الاقتصادي أن ارتفاع الأسعار وتغير معدل التضخم أمر طبيعي في ظل انفتاح الاقتصاد المصري على الأسواق العالمية في جانب السلع الأساسية والاستثمارية والوسيطة التي تشمل خامات الإنتاج ومستلزماته، ويتأثر بمستوى الأسعار في أسواق دول الشركاء التجاريين وسعر الدولار والعملات الأخرى في مقابل الدولار، الذي يعرف بالتضخم المستورد الذي له نصيب كبير في تغذية الاتجاهات التضخمية في مصر.
يشير الخبير الاقتصادي إلى أن مصر تعاني من فجوة موارد خطيرة تجعلها في حاجة إلى استثمارات تعادل ما بين 20%-25% من الناتج المحلي، وإلى أن الديون قاربت على 100% من الناتج المحلي الإجمالي، وفوائد الدين تمتص الجانب الاعظم من موارد الموازنة العامة للدولة.
دفعت فوضى التسعير عضو اتحاد الغرف التجارية حازم المنوفي إلى المناداة بتدخل الحكومة المباشر بفرض أسعار على التجار والموزعين، مؤكداً في بيان حصلت "العربي الجديد" على نسخة منه أن المشهد الحالي أفرز حرية سوق وهمية مكنت فئة من التحكم في أسعار السلع، وخلقت بيئة غير آمنة للتجار والمستهلكين، وتدفع المؤسسات الصغيرة إلى الخروج من السوق ومواجهة الإفلاس، بما جعل تطبيق الاقتصاد الحر بمثابة انتحار اقتصادي وظلم اجتماعي يستدعي تدخل الدولة، لتحقيق التوازن بين حرية السوق والعدالة الاجتماعية، بما يحمي الاقتصاد وغير القادرين ويحول دون تراجع الجنيه.
تحسن اقتصادي شكلي
قال رئيس قطاع البحوث بمجموعة سي آي كابيتال المالية، منصف مرسي، لـ"العربي الجديد" إن الاقتصاد شهد تحسناً ظاهرياً أدى إلى تعافٍ مؤقت للجنيه، بسبب تراجع العجز في الحساب الجاري وتحسن تدفقات تحويلات المصريين بالخارج والسياحة والاستثمار بأدوات الدين الحكومية، مستدركاً بأن التحسن الجاري يعتمد بدرجة كبيرة على عوامل غير مستدامة بالكامل، بينما يحتاج استمراره في المستقبل القريب إلى دعم من تدفقات استثمارية مباشرة وزيادة الصادرات والنمو.
يحذر خبراء من اتساع مواجهة الجنيه مزيداً من الضغوط اعتباراً من الشهر القادم، في ظل اتساع العجز التجاري غير النفطي إلى 28 مليار دولار بسبب زيادة الواردات من السلع الأساسية والوسيطة بما يرفع الطلب على الدولار.
يبين محللون انهياراً بإيرادات قناة السويس بنسبة 54.1% لتنخفض من مستوى 8.5 مليارات دولار عام 2022 إلى 2.6 مليار دولار عام 2024، مع توقع باستمرار تلك الخسائر خلال 2025، لاستمرار حالة الحرب الإسرائيلية على غزة، وعدوانها المستمر على العديد من الدول العربية والمنطقة، التي سببت هشاشة بإيرادات القناة وتقليل فرص استقرار العملة، خصوصاً أنها قد تؤدي إلى خروج مفاجئ للأموال الساخنة، بما يعيد الضغوط على الجنيه وتراجعه.
يتوقع محللون أن يراوح سعر الدولار بين 48.5 -52 جنيهاً حتى منتصف 2026، في حالة استمرار تدفقات تحويلات المصريين بالخارج والاستثمارات الأجنبية وتحسن السياحة والاستثمار غير النفطي. أما في حالة حدوث قفزات جديدة بأسعار النفط والغاز، وخروج الأموال الساخنة، وتباطؤ الاستثمار المباشر، فإنّ الجنيه سيتراجع إلى ما بين 53-56 جنيهاً بنهاية 2026.
## مغاربة منشغلون بأسعار الوقود في الصيف
25 July 2025 05:14 AM UTC+00
عادت أسعار السولار والبنزين للارتفاع في محطات الوقود بالمغرب، ما يحيي النقاش من جديد حول المستوى الذي يمكن أن تبلغه بالنظر لارتهان المغرب لتقلبات السوق الدولية.
وشرعت أسعار المحروقات في الانخفاض منذ منتصف مارس/ آذار الماضي، قبل أن تبدأ في الارتفاع منذ مستهل شهر يونيو/ حزيران الماضي. فقد كان سعر السولار في حدود 1.12 دولار للتر الواحد في يناير/ كانون الثاني قبل أن يناهز 1.08 و1.04 دولار في إبريل/ نيسان ومايو/ آيار.
وعادت تلك الأسعار للارتفاع من جديد مع بداية فصل الصيف الذي يرتفع فيه الطلب على السولار والبنزين، حيث وصلت على التوالي إلى 1.14 و1.3 دولار للتر الواحد.
ويذهب الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز ورئيس الجبهة الوطنية لإنقاذ المصفاة المغربية للبترول، الحسين اليماني، إلى أنه لو ألغي قرار تحرير الأسعار الذي اتخذ قبل أكثر من تسعة أعوام، لكان بلغ سعر السولار في النصف الثاني من يوليو/ تموز الحالي 95 سنتا وسعر البنزين 1.06 دولار.
ويعكس تطور أسعار سوق التجزئة في المغرب، حسب المختصين التطور الذي عرفه سعر المكرر في السوق الدولية. فهم يؤكدون عدم أخذ سعر الخام كمقياس عند تناول أسعار التجزئة. فهناك فرق بين سوق الخام وسوق المكرر.
ودأبت شركات المحروقات على التأكيد أن الأسعار في السوق المحلية تحدد على أساس سعر الخام المكرر في سوق "روتردام"، وتضاف إليه كلفة التأمين والنقل، ناهيك عن الضريبة الداخلية على الاستهلاك والضريبة على القيمة المضافة التي تمثل 40 في المائة من مجمل السعر.
ويرى اليماني أن ارتفاع أسعار المحروقات في السوق المحلية يساهم في زيادة أرباح شركات التوزيع على حساب المستهلكين، ما يدفعه إلى الدعوة للعودة إلى إحياء مصفاة المغرب الوحيدة المغلقة منذ أكثر من تسعة أعوام وإعادة النظر في الضريبة على الاستهلاك والضريبة على القيمة المضافة المطبقة على السولار والبنزين.
ولم تستجب الحكومة في السابق لمطلب حذف الضريبة على الاستهلاك التي تصيب الغاز والوقود لدعم القدرة الشرائية للمستهلكين، حيث اعتبرت الحكومة أن تلك الضريبة، منخفضة مقارنة بما يجري به العمل في بلدان غير منتجة للنفط في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وكان رئيس مجلس المنافسة، أحمد رحو، قد نفى في ظل السجال حول أسعار البنزين والسولار أن تكون أرباح شركات المحروقات كبيرة، حيث أكد أنها تصل إلى نصف درهم، مضيفا أن 40 في المائة من أسعار المحروقات مكونة من الرسوم والضرائب التي تقتطعها الدولة. ويبقى المغرب، الذي يستورد 90 في المائة من حاجياته من الوقود، خاضعا لتقلبات السوق الدولية.
## الجوعى ينتصرون... 3 نماذج في مقدمتها غزة
25 July 2025 05:15 AM UTC+00
تستخدم إسرائيل منذ نحو 21 شهراً سلاح الاقتصاد والتجويع في حربها القذرة ضد غزة بهدف القضاء على المقاومة التي قصمت ظهر الاحتلال في طوفان الأقصى المجيد يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ورغم أن التجويع جريمة حرب وتحرمها الاتفاقات الدولية، يواصل الاحتلال حصاره للقطاع الذي يعيش فيه أكثر من مليوني إنسان معظمهم أطفال ونساء، رغم التنديدات والغضب الدولي.
وحرب التجويع الإسرائيلية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في عالم لا تحكمه سوى قوانين الغابة، بل استخدمت من قديم الأزل وإلى عصرنا هذا.
وبعيداً عن التاريخ الطويل لحروب التجويع والحصار للمدنيين بوصفها عقاباً جماعياً أثناء الحروب سنتناول عدة نماذج في العصر الحديث لنعرف هل نجحت حروب التجويع في تحقيق أهدافها ومن الذي انتصر في النهاية؟
على سبيل المثال حوصرت مدينة لينينغراد في سبتمبر/أيلول 1941 وحتى يناير/كانون الثاني 1944 (خلال الحرب العالمية الثانية)، بعد أن اجتاحت القوات الألمانية أراضي الاتحاد السوفييتي سابقاً، ويصنف هذا الحصار ضمن أكثر الأحداث مأساوية لما خلفه من خسائر بشرية قدرت بنحو مليون شخص، بينهم نحو 140 ألف طفل، بسبب القصف والجوع والمرض.
ومن النماذج المعاصرة البشعة لتجويع المدنيين وحصارهم أيضاً، ما فعله نظام بشار الأسد في الغوطة الشرقية، إذ نفذ واحدة من أفظع جرائم الحرب في التاريخ، حيث تمت محاصرة نحو 400 ألف شخص وأُخضعت المدينة لحملة من التجويع المتعمد وتعرضت محاصيل ومزارع الغوطة الشرقية للقصف والحرق في عام 2013. وقامت قوات النظام السورية بسد الطرق ومصادرة الأغذية والوقود والأدوية بصورة منهجية، وفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في عام 2014. واضطر بعض السكان إلى الاعتماد على أوراق الأشجار ليسدوا جوعهم ولم يكتف النظام بذلك، بل شن هجمات كيماوية ضد المدنيين الأبرياء.
وهناك نماذج كثيرة لا تسع مساحة المقال لرصدها حول حروب التجويع التي شنتها دول وأنظمة قمعية، ولكن نموذج أهوال قطاع غزة بسبب الحرب الإسرائيلية "لا مثيل له في التاريخ الحديث"، بحسب تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الثلاثاء الماضي، إذ حذر غوتيريس، من تفاقم سوء التغذية، مؤكداً أن "المجاعة تقرع كل الأبواب".
سلاح الاقتصاد
يتخيل البعض أن استخدام سلاح الاقتصاد من حصار وتجويع سيساعد في تحقيق انتصارات على الخصوم، ولكن التاريخ القديم والحديث يؤكد أن الجوعى المدافعين عن أوطانهم المحتلة دائماً ينتصرون لأن تجربة الجوع تجعلهم أكثر إصراراً على المقاومة ودحر المحتل.
وفي التجارب التي عرضناها سنجد أن ألمانيا التي شنت حرب إبادة وتجويع ضد مدينة لينينغراد انهزمت شر هزيمة. وهو تماماً ما حدث مع نظام بشار الأسد الذي أسقطه الجوعى الذين اشتد عودهم وأصروا على مواصلة الثورة ضد الطاغية وجنوده حتى حرروا بلادهم.
أما غزة وما أدراك ما غزة... فقد زادت قوة رجالها المقاومين ببطون خاوية وزلزلوا الأرض تحت أقدام الغزاة وأحرقوا الكثير من جنودهم أحياء في دباباتهم وآلياتهم وحصونهم. ورغم جوعهم مثل باقي شعبهم في القطاع يخرج رجال المقاومة من تحت الأرض ووسط الركام لينفذوا عمليات نوعية أدت إلى اعتراف إسرائيلي بأن كيانهم بعد مرور نحو عامين فشل فشلاً ذريعاً في القضاء على حماس أو تحرير أسراهم عبر الحرب. كل هذا يؤكد أن الجوعى ينتصرون ما دام هدفهم هو تحرير أوطانهم مهما كان الثمن قاسياً ومؤلماً.
## انهيار الجنيه السوداني في السوق الموازي... ما الأسباب؟
25 July 2025 05:16 AM UTC+00
تراجع الجنيه السوداني بوتيرة غير مسبوقة أمام العملات الأجنبية، إذ وصل إلى 3200 جنيه مقابل الدولار في السوق السوداء، وسط تفاقم الأزمة النقدية وتدهور الاقتصاد بسبب الحرب المتأججة بين الجيش ومليشيا الدعم السريع.
وكان سعر بيع الدولار في الأسواق السودانية يبلغ 560 جنيهاً فقط قبل عامين، ما يعكس تدهور قيمة العملة المحلية بنسبة تفوق 471% خلال هذه الفترة. وخسرت العملة السودانية نحو 500 جنيه من قيمتها خلال أيام معدودة، في ظل حالة من عدم استقرار الأسواق والتذبذب اليومي في أسعار الصرف.
ويأتي ذلك بينما سجل الدولار 2200 جنيه في البنوك السودانية، ما يعكس الفجوة الكبيرة بين السوقين الرسمية والموازية ويؤكد فقدان الثقة في النظام المصرفي.
مصرفيون قالوا إن هذا التراجع الحاد في قيمة العملة الوطنية يأتي في ظل استمرار الحرب وتوقف التحويلات الخارجية، وانسحاب الودائع المحلية، وتراجع أداء البنوك التجارية في تمويل الواردات الحيوية، إلى جانب اعتماد بنك السودان المركزي على طباعة العملة دون غطاء نقدي أو احتياطي أجنبي، ما فاقم معدلات التضخم.
يقول الاقتصادي السوداني محمد بابكر لـ"العربي الجديد": هناك تداعيات سلبية بسبب عدم ثبات السياسات أدت إلى هروب المدخرات إلى خارج البلاد، كما أن ضغوط العقوبات الأميركية حالت دون دخول أموال إلى السودان، ما أدى إلى توقف كثير من الاستثمارات الزراعية التي كانت تعمل حتى وقت قريب في بعض الولايات.
وللحد من تدهور العملة المحلية وآثاره السالبة قرر بنك الخرطوم إيقاف خدمة التحويلات المالية عبر تطبيق "أي بوك" التابع للبنك والمخصص لعملاء قطاع الشركات، في ظل تزايد الاتهامات باستخدام منصات مصرفية رقمية وسيلة للمضاربة في سوق العملات، ما ساهم في تعميق الأزمة الاقتصادية وفقدان الجنيه لقيمته خلال العامين الأخيرين.
يقول بنك الخرطوم إن تطبيق "أي بوك" كان يمثل منصة مصرفية صممت لتلبية احتياجات الشركات، حيث أتاحت تنفيذ المعاملات المالية وتوفير تقارير دقيقة لمراقبة الأداء المالي، بجانب ميزة المدفوعات التلقائية وتعدد المستخدمين والمراقبة اللحظية.
وقالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" إن الخدمة تحولت إلى أداة غير مباشرة لتسهيل عمليات شراء الدولار خارج الأطر المنظمة، ما دفع البنك المركزي إلى اتخاذ قرار الإيقاف في محاولة لكبح المضاربات واستعادة السيطرة على السياسة النقدية. وفى الأثناء، قال بنك الخرطوم، في بيان عقب إيقاف هذه الخدمة، إن خدماته المصرفية عبر الإنترنت، سواء للأفراد أو الشركات تظل واجهة آمنة وموثوقة للعمل المصرفي.
ويرى الخبير المصرفي، إبراهيم عثمان، أنه من غير الوصول إلى تعاف اقتصادي لن يتحسن أداء القطاع المصرفي، باعتبار أن المطلوب معالجة الخلل الهيكلي في الاقتصاد السوداني، واستقطاب استثمارات محلية وإقليمية لتوليد وظائف.
أما المصرفي السابق مصطفى محمود، فيقول إن البنك المركزي مطالب خلال الفترة القادمة، باتباع سياسات تجذب ودائع العملاء وتعمل على سداد التمويل المتعثر.
## ستارمر يبحث حرب غزة مع ألمانيا وفرنسا وسط ضغوط للاعتراف بدولة فلسطين
25 July 2025 05:41 AM UTC+00
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه سيعقد محادثات طارئة مع فرنسا وألمانيا حول غزة، معرباً عن إدانته "المعاناة والجوع"، ومؤكدا أنه "لا يمكن وصفهما ولا الدفاع عنهما"، وذلك في الوقت الذي يواجه فيه ضغوطاً للاعتراف الفوري بفلسطين باعتبارها دولة.
وأضاف ستارمر، أمس الخميس، أن الوضع كان "خطيراً" لبعض الوقت، لكنه "وصل إلى مستويات جديدة من التدهور"، بحسب وكالة بي إيه ميديا البريطانية. وقال ستارمر: "إن المعاناة والجوع المستشريين في غزة لا يمكن وصفهما ولا الدفاع عنهما". وأضاف "بينما كان الوضع خطيراً لبعض الوقت، فقد وصل إلى مستويات جديدة من التدهور ويستمر في التفاقم. نحن نشهد كارثة إنسانية".
وتابع "سأجري مكالمة طارئة الجمعة، حيث سنناقش ما يمكننا القيام به بشكل عاجل لوقف القتل وتوفير الطعام الذي يحتاجونه بشدة، بينما تتكاتف جميع الخطوات اللازمة لبناء سلام دائم"، وقال "نتفق جميعا على الحاجة الملحة لإسرائيل لتغيير مسارها والسماح بدخول المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في غزة دون تأخير".
ومضى قائلاً إنه "من الصعب رؤية مستقبل مشرق في مثل هذه الأوقات المظلمة"، لكنه دعا جميع الأطراف مرة أخرى إلى الانخراط "بحسن نية وبسرعة" في وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع المحتجزين. وأضاف: "نحن ندعم بقوة جهود الولايات المتحدة وقطر ومصر لتأمين ذلك".
ولم تسفر أسابيع من المحادثات في الدوحة عن نتيجة لتأمين وقف إطلاق النار وإنهاء حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وخلفت قرابة 60 ألف شهيد، جلهم أطفال ونساء، ومجاعة ودماراً هائلاً في القطاع المحاصر.
ستارمر يواجه ضغوطاً للاعتراف بدولة فلسطين
من جهة أخرى، يواجه رئيس الوزراء البريطاني ضغوطا للاعتراف الفوري بفلسطين باعتبارها دولة وسط دعوات متزايدة من أعضاء البرلمان وتعهُّد من فرنسا.  ودعا زعيم الليبراليين الديمقراطيين إيد ديفي المملكة المتحدة إلى أن تحذو حذو فرنسا، قائلا إن المملكة المتحدة "يجب أن تكون رائدة في هذا الأمر، لا أن تتخلف". وأضاف: "اعترفوا بالدولة الفلسطينية المستقلة الآن وقودوا الجهود لتأمين حل الدولتين وسلام دائم".
كما دعا عمدة لندن صادق خان إلى الاعتراف الفوري، بينما دفعت النقابات العمالية من أجل الاعتراف الرسمي بفلسطين "ليس بعد عام أو عامين بل الآن". وقالت إميلي ثورنبيري، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية، إن معظم أعضائها يدعمون الاعتراف على الفور. وأضافت: "ترى أغلبية اللجنة أنه يجب على حكومة المملكة المتحدة أن تعترف فورا بدولة فلسطين، ما يشير إلى رغبة المملكة المتحدة في العمل بشكل عاجل نحو حل الدولتين إلى جانب حلفائنا".
وقالت وزيرة العدل شابانا محمود إن الحكومة تريد الاعتراف بالدولة الفلسطينية "كمساهمة في عملية السلام". ودعا وزير الصحة ويس ستريتنغ، يوم الثلاثاء الماضي، إلى الاعتراف بفلسطين "بينما لا يزال هناك دولة فلسطينية متبقية للاعتراف بها".
وقال ستارمر أمس الخميس: "نحن واضحون، إن إقامة الدولة هو حق غير قابل للتصرف للشعب الفلسطيني". وأضاف: "وقف إطلاق النار سيضعنا على طريق الاعتراف بدولة فلسطينية وحل الدولتين الذي يضمن السلام والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين".
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## أتلتيكو مدريد ينفق 150 مليون يورو في شهر واحد
25 July 2025 05:48 AM UTC+00
تعاقد أتلتيكو مدريد الإسباني مع ستة لاعبين خلال شهر واحد، بقيمة إجمالية قُدرت بـ150 مليون يورو، ليكون من بين أكثر الأندية في أوروبا إنفاقاً خلال الميركاتو الصيفي الحالي، إذ شملت الصفقات خطي الدفاع ووسط الملعب، بحثاً عن تكوين فريق قوي يدخل الموسم الجديد من الدوري الإسباني بفرص أكبر في المنافسة على الألقاب. وقد تلقى "الأتلتي" العديد من الخيبات في الموسم الماضي، بعدما ودّع المنافسة على الدوري الإسباني سريعاً، وفشل في المسابقات الدولية، وآخرها كأس العالم للأندية بوداع البطولة منذ الدور الأول.
وأشار تقرير نشرته صحيفة سبورت الإسبانية، أمس الخميس، إلى أن الفريق تعاقد مع كل من: أليكس باينا وديفيد هانكو وجوني كاردوسو وتياغو ألمادا وماتيو روجيري ومارك بوبيل، بقيمة 150 مليون يورو، وقد تشهد الأيام المقبلة دعم صفوف فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني بمهاجم إضافي، بما أن الخط الأمامي لم يعرف بعد صفقات جديدة، مع انتشار أخبار تؤكد أن أتلتيكو قد يتعاقد مع الصربي دوسان فلاهوفيتش قادماً من نادي يوفنتوس الإيطالي.
ويسعى أتلتيكو بهذه الصفقات المكلفة إلى منافسة نادي برشلونة، صاحب الثنائية في الموسم الماضي، وجاره ريال مدريد، إذ تعثّر "الروخيبلانكوس" في الأسابيع الأخيرة من الدوري، ولم تكن لديه حلول بديلة، ولهذا سارع إلى عقد الكثير من الصفقات حتى ينجح في الدفاع عن فرصه في الموسم المقبل ويُسعد جماهيره، ذلك أن أتلتيكو لم يعد باستطاعته المحافظة على مستواه طوال الموسم، وفي كل مرة تكون انطلاقته قوية، إلا أن النتائج تشهد تراجعاً في النصف الثاني.
## الحسين والوحدات في سباق للتتويج بكأس السوبر الأردنية
25 July 2025 05:48 AM UTC+00
تتجه أنظار عشاق الكرة الأردنية، اليوم الجمعة، نحو استاد الحسن في مدينة إربد، الذي يحتضن مواجهة الإياب الحاسمة على لقب كأس السوبر الأردنية لكرة القدم بين الحسين إربد وضيفه الوحدات. وحافظ الفريقان على حظوظهما المتساوية للتتويج بأول ألقاب الموسم الكروي الجديد، بعدما انتهت مباراة الذهاب بالتعادل (1-1)، الاثنين الماضي، على استاد مدينة الملك عبد الله الثاني في عمان.
ويسعى الحسين للتتويج باللقب للمرة الثالثة في تاريخه في بطولة كأس السوبر الأردنية لكرة القدم، إذ تُوّج به للمرة الأولى عام 2003، وفي الموسم الماضي على حساب الوحدات بالذات بفوزه ذهاباً 3-1 وتعادله إياباً بدون أهداف. وفي المقابل، يتطلع الوحدات لإحراز اللقب للمرة السادسة عشرة في تاريخه، علماً أن آخر ألقابه في المسابقة حققه في الموسم قبل الماضي على حساب غريمه التقليدي الفيصلي، صاحب الرقم القياسي بـ17 لقباً. وفي حال انتهاء المباراة بالتعادل، سيلجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح مباشرة لحسم النتيجة.
ودخل مدرب الحسين، البرتغالي كيم ماتشادو (58 عاماً)، مباراة الذهاب في ظل غياب لاعبيه المحترفين، لا سيّما الثلاثي المنضم أخيراً: البرازيلي بيدرو هنريكي والسنغالي لاتير فال والألباني لويس كاتشوري، مكتفياً بالاعتماد على اللاعبين المحليين. لكن ماتشادو، الباحث عن لقبه الأول مع الحسين، يملك خيارات عديدة في التشكيلة الأساسية وعلى قائمة البدلاء، تتمثل في اللاعبين الدوليين: يزيد أبو ليلى في حراسة المرمى، ورجائي عايد، وأدهم القرشي، وعبد الله نصيب وسليم عبيد، إلى جانب ثلاثي خط الهجوم: رزق بني هاني وعارف الحاج ويوسف أبو جلبوش.
وسيعتمد مدرب الفريق، التونسي قيس اليعقوبي (59 عاماً)، على التشكيلة نفسها التي خاض بها مباراة الذهاب، مع احتمال إشراك المحترف الفلسطيني وجدي نبهان منذ البداية، إضافة إلى المحترفين الآخرين: المهاجم الموريتاني مامادو نياس، والمدافع المصري مصطفى معوض. وكان الحسين قد استعد لكأس السوبر الأردني بمعسكر تدريبي في مدينة إزميت التركية، فيما اكتفى الوحدات بمعسكر داخلي وسلسلة من المباريات الودية مع الفرق المحلية.
يُذكر أن الحسين إربد حسم لقب الدوري الأردني في الأمتار الأخيرة على حساب الوحدات، مستفيداً من تعادل الأخير أمام الرمثا، وفوزه على شباب الأردن في الأسبوع الأخير، بينما اختتم الوحدات الموسم الماضي بتحقيق الكأس المحلية على حساب الحسين بالذات 3-1، بعد الاحتكام إلى ركلات الترجيح.
## من كانينغهام إلى راشفورد... 26 إنكليزياً لعبوا في الدوري الإسباني
25 July 2025 05:48 AM UTC+00
ارتفع عدد اللاعبين الإنكليز الذين خاضوا تجارب في الدوري الإسباني إلى 26 لاعباً، وذلك بانضمام المهاجم ماركوس راشفورد (27 عاماً)، إلى برشلونة، وتعود أول مشاركة إنكليزية في "الليغا" إلى عام 1935 مع هاري لو، فيما يُعد ريال مدريد أكثر نادٍ إسباني ضمّ لاعبين إنكليز، مقابل ريال سوسيداد الذي اكتفى بلاعب واحد فقط.
ونشرت صحيفة ماركا الإسبانية قائمة بأبرز اللاعبين الإنكليز الذين خاضوا تجارب احترافية في الدوري الإسباني لكرة القدم، وكانت البداية مع هاري لو، الذي دخل التاريخ عام 1935 عندما انضم إلى صفوف ريال سوسيداد عن عمر يناهز 48 عاماً، ليصبح أكبر لاعب سناً يخوض مباراة في "الليغا". وشارك لو في مواجهة أمام فالنسيا انتهت بخسارة قاسية لفريقه بنتيجة سبعة أهداف مقابل واحد، قبل أن يتولى لاحقاً مهمة تدريب النادي الباسكي.
وتنقل لوري كانينغهام بين عدة أندية في الدوري الإسباني لكرة القدم، أبرزها ريال مدريد، الذي تعاقد معه عام 1979، رغم كونه اسماً غير معروف لدى الجماهير الإسبانية آنذاك. لكن اللاعب الإنكليزي سرعان ما أثبت جدارته، خصوصاً بعد تألقه اللافت في مباراة "الكلاسيكو" أمام برشلونة على ملعب كامب نو. ودافع عن ألوان النادي الملكي حتى عام 1984، كما خاض تجربة إعارة قصيرة مع سبورتينغ خيخون، ومثّل رايو فايكانو في مناسبتين. وفي عام 1989، توفي بشكل مأساوي عن عمر لم يتجاوز 33 عاماً إثر حادث سير.
وخاض الجناح بيتر بارنز تجربة قصيرة في الدوري الإسباني لكرة القدم، حيث انضم إلى ريال بيتيس على سبيل الإعارة من ليدز يونايتد عام 1982، إلا أن مستوياته لم ترقَ إلى التطلعات، ما عجّل بعودته إلى إنكلترا من بوابة كوفنتري سيتي. ووجد لاحقاً ضالته مع مانشستر يونايتد، حيث قدّم أداءً لافتاً عزز شهرته على الساحة الدولية.
ومن بين أبرز الأسماء الإنكليزية التي مرّت على "الليغا"، يبرز غاري لينيكر، الذي التحق بصفوف برشلونة بعد تألقه اللافت في كأس العالم 1986، إذ نال لقب الهدّاف بتسجيله ستة أهداف، كما سجّل "هاتريك" تاريخياً في شباك الغريم ريال مدريد. ويُعد لينيكر ثاني أكثر لاعب إنكليزي خوضاً للمباريات في الدوري الإسباني، بإجمالي 103 مواجهات.
وخاض سامي لي تجربة قصيرة في الدوري الإسباني، حيث انضم إلى أوساسونا عام 1987 قادماً من كوينز بارك رينجرز بعد مسيرة ناجحة مع ليفربول. إلا أن رحلته في إسبانيا لم تدم طويلاً، فعاد سريعاً إلى إنكلترا عبر بوابة ساوثهامبتون. وعلى المستوى الدولي، مثّل المنتخب الإنكليزي في 14 مباراة. ومن جهته، قضى رفائيل مايدي تجربة في "الليغا" مع ريال بيتيس، بعدما سمح له نادي سبورتينغ لشبونة بالانتقال مقابل 12 مليون بيزيتا، وهي العُملة الإسبانية القديمة قبل اعتماد اليورو.
وحمل أدريان هيث ألوان نادي برشلونة في فترة قصيرة لم تتعدَّ موسماً واحداً، ولم يسجّل طيلة مشاركته سوى هدف واحد. ومع ذلك، كان مشواره في إنكلترا مميزاً مع أندية كبيرة مثل مانشستر سيتي وستوك سيتي وبيرنلي. بينما انتقل كيفين ريتشاردسون إلى صفوف ريال سوسيداد قادماً من أرسنال، ولعب موسماً كاملاً في سان سيباستيان، لكنه لم يسجّل أي هدف، وفي نهاية الموسم رحل نحو نادي أستون فيلا.
ورافق داليان أتكينسون زميله ريتشاردسون في صفوف نادي ريال سوسيداد، ليكون هذا الثنائي الأول الذي يلعب في فريق إسباني، في تجربة تُشبه ما يعيشه حالياً الثنائي جود بيلنغهام وترينت ألكسندر أرنولد. وفي عام 2016، توفي أتكينسون بعد إصابته برصاصات قاتلة من أحد رجال الشرطة. من جهة أخرى، ارتدى لاعب خط الوسط ستيف ماكمانامان ألوان نادي ريال مدريد بين عامي 1999 و2003، بعدما غيّر رأيه بشأن الانتقال إلى برشلونة، وحقق مع "الميرينغي" لقب الدوري الإسباني مرتين، قبل أن يرحل إلى مانشستر سيتي، حيث أنهى مسيرته الكروية.
وارتدى اللاعب مارك درابر قميص نادي رايو فايكانو عام 2000، في تجربة إعارة قصيرة من أستون فيلا، ولم يلعب سوى أربع مباريات، قبل أن يعود إلى إنكلترا. فيما لعب فيني ساموايز مع فريقين إسبانيين مختلفين، هما لاس بالماس وإشبيلية، قبل أن يعتزل عام 2005. ووافق ستان كوليمور على حمل ألوان نادي ريال أوفييدو عام 2001، وهي آخر محطاته قبل الاعتزال، ولم يخض في هذه التجربة أكثر من 79 دقيقة.
ولعلّ من أبرز اللاعبين الذين حملوا ألوان الأندية الإسبانية النجم ديفيد بيكهام، الذي انتقل إلى صفوف ريال مدريد عام 2003، في تجربة رافقها زخم إعلامي كبير، واستمرت حتى عام 2007، ليصبح أكثر لاعب إنكليزي خوضاً للمباريات في "الليغا" بـ116 مباراة. ولحق به مواطنه مايكل أوين عام 2004، غير أن تلك الخطوة اعتُبرت الأسوأ في مسيرته، إذ رحل سريعاً عن الفريق وهو يجرّ وراءه أذيال الخيبة.
وانتقل المدافع المحوري جوناثان وودغايت إلى صفوف ريال مدريد، ليصبح رابع لاعب إنكليزي يدافع عن ألوان نادي العاصمة الإسبانية، لكن تواضع مستواه سرّع انتقاله إلى ميدلسبره مقابل تسعة ملايين يورو. كما تعاقد نادي ريال سرقسطة مع اللاعب جيرمان بينات، الذي خاض معه 24 مباراة، غير أن مشاكله خارج الملعب وأسلوب حياته أثّرا سلباً على أدائه الفني.
وضم نادي إلتشي اللاعب شارلي دين لانسون عام 2014، وهو الذي نشأ في إسبانيا وتكوّن في صفوف النادي نفسه، قبل أن يدخل في سلسلة من الإعارات إلى أوفييدو وألكوركون، كما لعب لاحقاً في ريال مورسيا وغرناطة. أما باتريك روبرتس فانتقل إلى صفوف جيرونا على سبيل الإعارة من مانشستر سيتي، لكن مستواه ظل في تراجع، لينتقل لاحقاً إلى ميدلسبره الإنكليزي، ثم تروا الفرنسي.
وقدِم كيران تريبيير إلى صفوف أتلتيكو مدريد حاملاً معه الحلول على الجهة اليمنى من الدفاع، لكن صعوبة الانسجام حصرَت تجربته بين عامي 2019 و2022، قبل أن يفضّل العودة إلى إنكلترا عبر بوابة نادي نيوكاسل. أما جود بيلنغهام، فانتقل إلى ريال مدريد عام 2023 بعد سنوات قضاها في بوروسيا دورتموند الألماني، ليصبح اليوم أحد أبرز اللاعبين في مركز خط الوسط على مستوى العالم.
وفرّ اللاعب مايسون غرينوود من ضغوطات مانشستر يونايتد عام 2023، ليلتحق بصفوف نادي خيتافي عبر صفقة إعارة، إذ تألق بشكل لافت، قبل أن ينتقل إلى نادي أولمبيك مرسيليا مقابل 26 مليون يورو. وواصل أتلتيكو مدريد سياسته في التعاقد مع اللاعبين الإنكليز بضمّه كونور غالاغر عام 2024، في رهان أثبت نجاحه بعدما سجل أربعة أهداف وقدم ست تمريرات حاسمة.
وتعاقد نادي فالنسيا مع الظهير ماكس آرونز في العام نفسه، غير أن تجربته كانت محدودة بعدما اكتفى بخوض أربع مباريات فقط. والتحق ترنت ألكسندر أرنولد بكتيبة ريال مدريد بعدما رفض الاستمرار مع ليفربول الذي قضى في صفوفه 20 عاماً. ويحمل أرنولد آمال جماهير "الملكي" في حلّ مشاكل الجهة اليمنى من الدفاع، خاصة بعد رحيل لوكاس فاسكيز وتقدّم داني كارفاخال في السن.
## مراسلة "العربي الجديد": الناشط اللبناني جورج عبد الله يصل اليوم إلى بيروت بعد تبديل موعد الإفراج عنه وسط دعوات لاستقبال حاشد
25 July 2025 06:31 AM UTC+00
## سفينة "حنظلة" تواصل مهمتها وتقترب من قطاع غزة
25 July 2025 06:33 AM UTC+00
أعلن تحالف أسطول الحرية، اليوم الجمعة، عن استعادة الاتصال بسفينة "حنظلة" المتوجهة إلى قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليه وإيصال مساعدات إنسانية لسكانه الذين يواجهون مجاعة متفاقمة. وقال التحالف في منشور على "إكس" إن السفينة تواصل مهمتها وأصبحت على بعد 349 ميلاً بحرياً من غزة.
وكان أسطول الحرية قد أعلن في منشور عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت متأخر من مساء أمس الخميس، فقدان الاتصال بالسفينة حنظلة، وقال إن هناك عدداً من الطائرات المسيّرة بالقرب من السفينة، ما يعني أنه "ربما جرى اعتراضها أو مهاجمتها". ودعا التحالف في منشوره إلى الضغط من أجل ضمان سلامة طاقم السفينة.
For about two hours, our Freedom Flotilla boat's communications were interrupted and drones were observed near the boat, raising serious concerns of potential attack.
Connection has now been re-established. 'Handala' is continuing its mission and is currently less than 349… pic.twitter.com/3f0wHTNl9u
— Freedom Flotilla Coalition (@GazaFFlotilla) July 24, 2025
وكانت السفينة حنظلة قد انطلقت الأحد من سواحل إيطاليا إلى قطاع غزة، في رحلة تهدف إلى إيصال المساعدات الإنسانية، وكسر الحصار عن القطاع الذي يتعرض لإبادة جماعية تشنّها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتحمل السفينة على متنها 19 مدافعاً دولياً عن حقوق الإنسان، وصحافيين اثنين، من الأجانب والعرب، الذين يحمل بعضهم جنسيات مزدوجة.
وقالت العضوة المؤسّسة لحركة التضامن العالمية الفلسطينية الأميركية هويدا عرّاف، في حديث مع "العربي الجديد"، الأربعاء: "نحن مستعدون لتعريض أجسادنا للخطر لنقف مع غزة ومن أجلها ولكي نكسر الحصار، ونقول بأفعالنا: حياتكم لها قيمة.. رحلتنا فعل تضامن إنساني ونداء إلى العالم: لا تدَعوا طفلاً آخر يُقتل بصمت".
وكشفت عراف أن حركة التضامن العالمي وأسطول الحرية يدرسان تنظيم أسطولٍ كامل من السفن لكي تكون الرسالة أقوى وأكبر، مضيفة أن الفكرة غير جديدة "فلطالما تصوّرنا ودعونا إلى أسطول كامل من السفن يشارك فيه الناس والمنظمات وحتى الحكومات متحدين الحصار.. في 2010، نظمنا أسطول حرية غزة وهو جهد منسق لسفن حملت أكثر من 700 مدني وأكثر من 10.000 طن من المساعدات".
## سيرغي لوزنيتسا: "لم أختبر الشعور الهوياتي في كييف أبداً"
25 July 2025 06:46 AM UTC+00
 
أفلامه سياسية بامتياز. فيها أدوات لفهم النظام الشمولي، ماضياً وحاضراً. تستعيد التاريخ، وتهتمّ بإظهار شكل النظام السوفييتي خاصة، وكيفية تنظيمه. من أبرز ما صنعه في هذا المجال "جنازة رسمية" (2019): لقطات إخبارية من الأرشيف، مُصوّرة في الأيام الثلاثة التالية لموت الزعيم السوفييتي جوزف ستالين (1878 ـ 1953)، مُركّزاً على دور الدعاية العقائدية في توجيه الشعوب، والتأثير فيها، وكاشفاً في الوقت نفسه لغز عبادة الشخصية باعتبارها تتويجاً لهذه الظاهرة. يُظهر الفيلم طقوساً لا تقتصر على الجنازة، بل تصف العلاقات التي يمكن أنْ تتشكّل في المجتمع، في ظلّ نظام شمولي. في "المحاكمة" (2018)، تناول قضية تلفيق تُهمٍ لاقتصاديين ومهندسين كبار في موسكو بالتخطيط لانقلاب عام 1930.
إنّه الأوكراني سيرغي لوزنيتسا، عالم الرياضيات الذي أصبح مخرجاً. من أشهر أفلامه الروائية "دُنْباس" (2018): تجري أحداثه في تلك المنطقة (شرقي أوكرانيا)، التي تسودها نزاعات مسلّحة مفتوحة، وجرائم نهب ترتكبها جماعات انفصالية، في مغامرات مجنونة تختلط فيها كلّ البشاعات والمآسي الناتجة من الحرب.
فيلمه الأخير "مُدّعيان عامّان" (2025) عن الاتحاد السوفييتي عام 1937، حين أُحرقت آلاف الرسائل المرسلة إلى المدّعي العام من سجناء اتّهمهم النظام ظلماً. لكنْ، رغم كلّ الصعاب، وصلت إحداها إلى مكتب ألكسندر كورنيف، المدّعي العام المحلي، المُعيّن حديثاً، الذي كافح للقاء صاحب الرسالة ـ ضحية عملاء الشرطة السرّية. يعتقد المدّعي العام الشاب، البولشفي المخضرم والصادق، أنّ هناك خللاً ما. يقوده سعيه إلى تحقيق العدالة إلى مكتب المدعي العام بموسكو. في زمن عمليات التطهير التي شنّها ستالين، كانت هذه مخاطرة كبرى لشابٍ سيدفع ثمنها غالياً.
عرض "مُدّعيان عامّان" في مسابقة الدورة 78 (13 ـ 24 مايو/أيار 2025) لمهرجان "كانّ"، 2025، قبل عرضه في "آفاق" الدورة 59 (4 ـ 12 يوليو/تموز 2025) لـ"مهرجان كارلوفي فاري"، فكان لقاء مع الأوكراني المبتسم دائماً، الذي لم يبخل بالإجابة عن أسئلة صحافيين عديدين تهافتوا للقائه، فكان يُدلي بتفاصيل تاريخية، ويستطرد في حديث مليء بالمراجع والأسماء والأفكار والتحليلات.
يهتمّ بالتاريخ السياسي، في لغة سينمائية تجعل كلّ فيلم له، روائياً أو وثائقياً، متميّزاً بأسلوب ممتع ومتفرّد في سرده وعمقه وحثّه على تأمّل مفاهيم كثيرة، ومراجعتها.
أثار لوزنيتسا انتقادات حادة في أوكرانيا لمعارضته، في بداية الحرب الأخيرة، أي حظر للسينما الروسية في المهرجانات الأوروبية، قائلاً إنّ حظر الثقافة واللغة الروسيتين، وهما ثروة ثمينة لأوكرانيا، يتعارض مع المبادئ الأوروبية للتعدّدية الثقافية. وفقاً له، خلط "العار"، اللاحق بالنظام الروسي الحالي، بأعمال المؤلّفين الروس، "غير منطقي، ولا معقول".
 
 
(*) لماذا اخترت الآن، بعد أفلامٍ وثائقية ومرور سبع سنوات على "دُنباس"، العمل على روائيّ جديد؟
سبع سنوات؟ آه، نعم. لم أختر هذا، بل الميزانية فرضته. كنت أحضّر فيلماً ملحمياً بميزانية ضخمة، كتبته عام 2012، وكنت مستعداً لبدء التصوير عام 2020. ثم حصل ماذا؟ (يضحك) الوباء. أعدتُ الاشتغال على الميزانية، وبات جاهزاً مجدّداً بعد عامين، وكنت سأصوّره في أوكرانيا. تعلمين ما حدث حينها. كتبت سيناريو آخر بعد ذلك، ولا أعرف متى يمكنني التصوير في أوكرانيا.
 
(*) كيف بدت لك العودة إلى الروائي بعد هذه الفترة؟ كيف قاربتها؟
لا يشكّل هذا شيئاً لي. في هذه السنوات، حقّقت 7 ـ 8 أفلام وثائقية. بدا لي، وأنا أعمل على "مُدّعيان عامّان"، كما لو أنّي صوّرت فيلماً روائياً أمس. كذلك بالنسبة إلى الآخرين، أي الفريق الذي يعمل معي. تقابلنا وصوّرنا الفيلم في 18 يوماً فقط. كان هذا قاسياً.
 
(*) كلّ شيء كان جاهزاً للتصوير إذاً. كيف تحضّر العمل عامة: هل تهيئ كلّ اللقطات والمشاهد التي ستصوّرها، خاصة حين تعرف أنّ مدة التصوير ستكون قصيرة جداً؟
أحضّر كلّ شيء بدقّة دائماً. عملت على السيناريو في شهرين. أثناء ذلك، تجهّز بعض الممثلين، وهُيّئت مواقع التصوير. صوّرت في سجن حقيقي بُنِي عام 1905 في ريغا (عاصمة لاتفيا)، وأُخذَت لقطات القطار في المكان نفسه. بعض المواقع، كتلك التي مثّلت موسكو ومكتب المدّعي العام، صُوّرت في أمكنة أخرى في ريغا.
 
(*) يعود الفيلم إلى الماضي عبر شخصياته وأحداثه، مع إسقاطات على الحاضر. إنّه فيلم معاصر. لك فيلم عن ستالين. أهناك سبب لعمل فيلم عنه اليوم؟ ألهذا علاقة ببوتين؟
السبب أنّ الأشياء تتطوّر اليوم بالطريقة نفسها. هذا الفيلم يرى مصير الناس الذين يحاولون التغيير، واليوم يعاد النموذج نفسه، فلا يمكن النجاة من هذه الحلقة. فكّرت في فيلمٍ عن تلك الفترة لأن السوفييت، ولاحقاً الروس أو الأوكرانيين أو من يشبههم، لم يحقّقوا أفلاماً بهذه النوعية أو مشابهة لها. هناك أدب عظيم عن ذاك الزمن، لكنّ الأفلام قليلة. أتذكّر بعضها لتنغيز أبلادزه (1924 ـ 1994، مخرج جيورجي نال الجائزة الكبرى عن "التوبة"، في الدورة 40 لمهرجان "كانّ" المُقامة بين 7 و19 مايو/أيار 1987 ـ المُحرّرة) وألكسي غيرمان (1938 ـ 2013، مخرج سوفييتي مُنعت ثلاثة من ستة أفلامٍ له ـ المحرّرة).
إنّها أفلام قليلة، تشرح بعض الشيء تلك الحقبة. أرغب في صنع أخرى تسلّط ضوءاً، وتبيّن وجهة نظر عن كيفية عمل النظام، هذا أولاً. ثانياً: طرح أسئلة عمّا حدث بعد 1991، أي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي: هل تغيّر شيء؟ هل حدثت محاكمات كبرى للجرائم التي ارتكبتها السلطات السوفييتية بمختلف العقود، بدءاً من الثورة والحرب الأهلية؟ هم لا يزالون أبطالاً اليوم، والتاريخ يُمثَّل بطريقة واحدة فقط. ستالين عاش وحقّق جرائمه في ظروف مختلفة، لكنّه خلق أرضية للجيل التالي من السوفييت. هم يتابعون العمل، ويستخدمون ما تُرك.
في روسيا، غيّروا كلّ الكتب المدرسية التاريخية، وأعادوا كتابة التاريخ. كان لدى وزير الثقافة السابق ميدينسكي مفهوم يتجسّد في أنّ كلّ شيء صالح لبناء أمة سيدخل التاريخ، وكلّ شيء سيئ سيُستَبعد. هذا مفهومهم الأخلاقي. إنّه الأسلوب الستاليني نفسه في إعادة بناء الفرد. هم يعرفون الناس الصالحين، وكيف ينتجونهم. اليوم، يخلقون النظام نفسه. لا يخلقونه تماماً، بل يصلحونه بعض الشيء. نجت ثلاث دول فقط منه: ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا.
 
(*) لنعد إلى تاريخك الشخصي. كيف تشعر اليوم وأنت نشأت في الاتحاد السوفييتي، ودرست السينما فيه، بعد تحوّلك من العلوم. أيضاً، لماذا هذا التحوّل؟
(ضاحكاً) هذا تاريخ بعيد جداً، سيرتي وتحوّلي إلى دراسة السينما. ولدت في روسيا البيضاء، ومكثت فيها ستة أشهر فقط. هذا حصل لأنّ جدّيَّ كانا يسكنان هناك، وقرّرت أمي الذهاب إلى بيلاروسيا لأبقى بعد الولادة معهما، لأنّ ظروفهما أفضل. كان على المرأة أنْ تعود إلى عملها بعد شهرين، وكانت ظروف الحياة صعبة لوالديّ، ولا سكن لهما إلا غرفة. ثم بقيت في كييف حتى بلغت 27 عاماً.
شعوري؟ الآن الوضع صعب جداً، لأني نشأت في الاتحاد السوفييتي، وهذا البلد لم يعد موجوداً. في بيلاروسيا نظام توتاليتاري مشابه لنظام روسيا. أما ماذا ستكون عليه أوكرانيا؟ فلا أعرف، ولا أحد يعرف.
 
 
(*) لنعد أيضاً إلى البلد الذي لم يعد موجوداً. هل ساد حينها شعور بالهوية السوفييتية أم الأوكرانية؟
هذه الأشياء، أي الشعور الهوياتي، لم أختبرها أبداً في كييف. يمكنني تفهّم أنّ الناس في لاتفيا أو أوكرانيا، حين كانوا ينظرون إلى الجنود السوفييت وضباطهم، كانوا يقولون إنّ هؤلاء محتلّون، أو نحن مُحتلّون، وهم كانوا بالفعل. في كييف، لو قال أحدهم، وهو يشير إلى الجندي الروسي، إنّ هذا محتلّ، لوَصَفه 100 شخص حولي بالجنون، ولقالوا له: اذهبْ إلى المشفى وافحص دماغك. لا أحد كان يفكّر هكذا. في غربي أوكرانيا، كان يُمكن للبولنديين أنْ يفكّروا على هذا النحو، ويقولونه، لأنّها كانت أراضي بولندية.
حين احتلّ الألمان الاتحاد السوفييتي، استفزّوا السكان، وجرت مذابح في أماكن ومدن في غربي أوكرانيا. حاولوا التحريض على مذابح في كييف أيضاً، لكنّها لم تحصل، لأنّه في 20 سنة من السلطة السوفييتية ساد مفهوم الوطنية. لم يكن اليهود يعيشون في غيتو كما الحال في الغرب، بل كانوا يسكنون مع المجموعات الأخرى، وكان هناك زواج مختلط بين مختلف الفئات، وهذا حمى من المذابح في بداية الحرب. آخر مذبحة للاتحاد السوفييتي جرت عام 1945 في كييف.
لماذا أحكي هذا؟ لأقول إنّ السلطات السوفييتية منحت هذا الشعور الوطني. أيضاً، كانت الامبراطورية الروسية متعدّدة الثقافات، وكان على السوفييت أنْ يحافظوا على هذا، وعلى الأراضي، وكانوا دائماً يلعبون على الهوية الوطنية. لكنّهم لا يعطون الآخرين المراتب الأولى، بل الثانية.
تجب ملاحظة أنّه منذ الستينيات، وصلت إلى السلطة شخصيات من أوكرانيا كبريجنيف وغيره، وفي اللجنة المركزية هناك من له جذور أوكرانية. في كييف، أنشئت أول جامعة في روسيا، وفيها كانت لغة التواصل بداية القرن 19 بولندية.
هذا كان محيطي في دراستي. كان في صفي المدرسيّ أربعة يهود واثنان من مولدوفا وإيطالي وبلغاري، وبين 3 و6 روس وأوكرانيون وبولنديون. هذا خليط في صف عادي ومدرسة عادية. لهذا، الحديث عن الهوية في هذه الأجواء... (يبتسم). لا أريد القول إنّ الاتحاد السوفييتي كان نظاماً مثالياً. كان هناك غسل دماغ، وتحديد الناس بالطريقة نفسها كما يفعلون في أوكرانيا اليوم. لكنْ، في المدرسة، هكذا كان الوضع. في كييف، اخترت الحديث بالروسية لأنّها لغة قريبة مني، ويردّ رفيقي بالأوكرانية. كنا نفهم تماماً من دون أنْ نفطن لاختلاف اللغات. كان الأمر طبيعياً.
 
(*) طريقة العيش، وهذه الأجواء، وما يحصل اليوم، تُفسِّر لماذا أفلامك، الروائية والوثائقية، سياسية في معظمها.
نعم. ربما. وربما لأنّ هذه المسألة تمسّني، ونحن نعيش في هذه الأوقات، وفي هذا العالم. لكنّي متأكد أنّه يمكنني إنجاز فيلم كوميدي أيضاً (ضاحكاً).
 
(*) هناك كوميديا في أفلامك. نوع من محاكاة ساخرة سوداء للواقع.
إنّه "غروتيسك" (فن احتفالي لكلّ خارج عن المألوف، وأساليب تعبير مفتوحة على أجناس وأنواع وأنماط أدبية وفنية ـ المحرّرة). لكنْ، في "مُدّعيان عامّان"، أدخلت جزءاً من "الأنفس الميتة" (1842) قصة غوغول (كاتب أوكراني روسي، 1809 ـ 1852، المحرّرة): تشيتشكوف رجل عجوز مبتورةٌ ساقه، في مشهد القطار. غيّرت الأسماء فقط، ووضعت لينين وستالين في السياق.
 
(*) اشتغلت الروائي والوثائقي. هل تُفضّل أحدهما على الآخر؟ ما الفرق في العمل عليهما؟
يتطلّب الروائي جهداً أكثر، وعاملين، وطاقة أكبر. ربما أخسر بين 7 و10 كلغ في التصوير. هذا صحّيٌ. الآن، أعمل على فيلمٍ وثائقي جديد، يعتمد على صُور أرشيفية، أقول إنّها وجدتني. فعلياً، هذا كنز حقيقي. مقاطع من 80 ساعة تصوير لمخرج إيطالي، والكاميرا 16 ملم، بين عامي 1971 و1973، وذلك في كلّ مكان في الاتحاد السوفييتي.
هذا كلُّه مُخصّص لمجلة سينمائية للتلفزيون، توقف إصدارها لاحقاً، بسبب رفض السوفييت إكمال التعاون معه، لأنّهم لم يحبّوا ما يفعل، كما قالوا. لكنّه صوّر الكثير مما يُصنّف في علم دراسة الإنسان (أنثروبولوجيا)، وعلم دراسة الإنسان كائناً ثقافياً (إثنوبولوجيا).
سمّيتُ فيلمي "أمبيريا". هذا يصف الاتحاد السوفييتي.
 
(*) دائما الاتحاد السوفييتي.
دائما أشاهد فيلماً عن كيفية تأثير الأنظمة على حياة الناس الخاصة من خلال دراسة نظرية لعالِم فيزيائي، ولكنه دراما. فيلم ثان عن مصير عالِم وزوجته الشابة وطفلهما. اعتُقل وحُقِّق معه. كلّ شيء يجري في السجن مع كثير من تأمّل حول حياته ومدى تأثير القرارات الخاطئة التي اتخذها، ولا سيما أنّ عليه الآن اتّخاذ قرار لينقذ عائلته. الفيلم من وجهة نظر المعتقلين، وهؤلاء الذين أوقفوهم، فكيف يقبلون بفعل ذلك على معرفتهم ببراءة المتهمين؟ الجميع يعلمون أنّهم أبرياء. هم في حالة بارانويا.
صحيح أنّه مثال عن الاتحاد السوفييتي، لكنه ينطبق على كلّ بلد لديه هذا النوع من البيروقراطية، ويمكنه أنْ يكون في وضع الاتحاد السوفييتي زمن ستالين. أي بلد حيث تُنفّذ الأمور بميكانيكية وكمال، فقط لأنّ عليها أنْ تُنفِّذ هكذا.
السؤال: كيف يُطبَّق هذا في التحقيق مع الناس بطريقة خاصة، قائمة على ذريعة حماية البلد. نعم، نحن نقتل الناس لنحمي البلد (يضحك).
 
(*) هل تعمل على الذاكرة الجمعية؟
لا أثق بالذاكرة الجمعية. ما معنى هذا؟ جَمعُ ذاكرات عدّة؟ ما يوجد الذاكرة الفردية. لا يمكن جمع محور واحد ونظرة واحدة. للناس ذاكرتهم الخاصة.
 
(*) سينمائيون كثيرون من بلدان الاتحاد السوفييتي السابق وأوروبا الشرقية لم يهتموا بهذا التاريخ كما تفعل. أهناك سبب خاص؟
منذ صغري، هناك جرائد حولي. في مدرسة السينما، ببلوغي 24 عاماً، هناك شخصان فقط في مجموعتي يقرآنها: أنا وصديقٌ من... البرتغال (يضحك). كنا نناقش ما يحدث، بينما الآخرون ينظرون إلى السماء ويعدّون النجوم. أهمية هذه الأعمال أنّها تمثّل حياتنا اليوم. إذا قرأتِ عن الحرب الأهلية مثلاً، بين 1917 و1921 في أوكرانيا، وما حصل في كييف حينها، فستلاحظين أوضاعاً مشابهة إلى درجة كبيرة مع ما يحدث الآن. الأشخاص مختلفون، لكنّ الظروف والحركات متشابهة.
في كييف، كانوا يقاتلون من أجل الهوية الوطنية. وفي جمهورية أوكرانيا، أول ما فعلوه تغيير أسماء الشوارع والمحلات إلى اللغة الأوكرانية. هذا أول طلب للسلطة الجديدة. المفاهيم نفسها والأخطاء نفسها تُرتَكب اليوم. تقسيم الناس قائم على معايير عدة: الثقافة، اللغة، إلخ. قسّميهم، ودعيهم يتقاتلون.
## مصطفى سليمان... بين "مايكروسوفت" والإبادة
25 July 2025 06:50 AM UTC+00
في مارس/آذار 2024 عيّنت شركة التكنولوجيا الأميركية مايكروسوفت المبرمج البريطاني من أصل سوري مصطفى سليمان لرئاسة قسم الذكاء الاصطناعي للمستهلكين. ليصبح على رأس قسم يحرّك مليارات الدولارات، وآمال المستثمرين والطامعين في الذكاء الاصطناعي، ويثير جدل مشاركته في مذابح الإبادة الجماعية الإسرائيلية على الغزيين، وكل ذلك بينما تستثمر "مايكروسوفت" أوبن إيه آي، مالكة "تشات جي بي تي"، أشهر روبوت دردشة.
وُلد مصطفى سليمان لوالد سائق سيارة أجرة سوري ووالدة ممرضة إنكليزية. نشأ وترعرع في لندن مع والديه وشقيقيه الأصغر منه، وترك جامعة أكسفورد للمساعدة في إنشاء خدمة استشارية عبر الهاتف، بناها لتصبح واحدة من أكبر خدمات دعم الصحة النفسية والعقلية من نوعها في بريطانيا، ثم عمل مسؤولَ سياساتٍ لرئيس بلدية لندن. وبصفته مفاوضاً عمل في جميع أنحاء العالم لمجموعة واسعة من العملاء مثل الأمم المتحدة وحكومة هولندا والصندوق العالمي للطبيعة.
شارك مصطفى سليمان في تأسيس مختبر أبحاث الذكاء الاصطناعي "ديبمايند"، الذي اشترته "غوغل" عام 2014، واستمر في العمل فيها حتى 2022. غادرها وأنشأ "إنفيكشون دوت إيه آي"، مع ريد هوفمان، المؤسِّس المشارِك لـ"لينكدإن"، في محاولة لتأسيس ذكاء اصطناعي لا يتبع أي سلوك عنصري أو جنسي أو عنيف. كما شارك في تأليف "الموجة القادمة"، وهو كتاب عن الحاجة إلى الحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي.
مصطفى سليمان في مشكلات وادي السيلكون
ساعدت حماسة المستثمرين بخصوص قدرة "مايكروسوفت" على نشر الذكاء الاصطناعي الذي أنشأته "أوبن إيه آي" بمقابل، سواء المستهلكين أو الشركات، في دفع قيمتها السوقية إلى ما يقرب من 4 تريليونات دولار. ومع ذلك تشهد الشركتان خلافات بينهما. خلاف تصفه صحيفة وول ستريت جورنال بـ"قصة كلاسيكية في وادي السيليكون، توتر بين طموحات شركة ناشئة ذات أحلام كبيرة وشركة راسخة ذات موارد مالية ضخمة. أحدهما يفكر في إمكانات الغد، بينما الآخر يخطط لأعمال اليوم". وخلال هذا الخلاف يظهر سليمان دبلوماسياً يقول للصحيفة: "عندما ينجحون، ننجح نحن أيضاً". وبدلاً من التركيز على المخاوف من الذكاء الاصطناعي، يفضل سليمان النظر إليه بوصفه أداة لحل المشكلات الاجتماعية الصعبة، مثل الطاقة والتعليم والرعاية الطبية وأنظمة الغذاء. وتنقل عنه الصحيفة: "هذا ما أسميه الذكاء الفائق الإنساني. وربما لهذا السبب تجدني أكثر تركيزاً على هذه الأمور بدلاً من التركيز على الذكاء الاصطناعي العام أو الذكاء الفائق لذاته". ويصرّ على أن روبوتات الدردشة الخاصة به ودودة وجذابة، ومزودة بحواجز لمنع إساءة الاستخدام.
اسم متورط في الإبادة الجماعية
"مصطفى عار عليك". كانت هذه هي العبارة التي سمعها مصطفى سليمان، خلال احتفال أقامته "مايكروسوفت" في واشنطن بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيسها. عبارة سمعها من الموظفة ابتهال أبو السعد التي قاطعت كلمته قائلة: "أنت من تجار الحرب. توقف عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الإبادة الجماعية"، إذ بالرغم من مشاركته في تأليف "الموجة القادمة"، وبالرغم من حديثه عن ذكاء اصطناعي إنساني، لكن الذكاء الاصطناعي في الشركة الذي يشارك في التأثير في مساره حالياً متهم في مساعدة دولة الاحتلال على حرب الإبادة الإسرائيلية على الغزيين.
وتوفّر "مايكروسوفت" خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي للجيش الإسرائيلي، وتدّعي عدم وجود أي دليل على أن هذه التقنيات تُستخدم لإلحاق الأذى بالمدنيين. لكن كشف تحقيق أجرته وكالة أسوشييتد برس هذا العام أن نماذج الذكاء الاصطناعي من "مايكروسوفت" و"أوبن إيه آي" استُخدمت بوصفها جزءاً من برنامج عسكري إسرائيلي لاختيار أهداف القصف في غزة ولبنان. وتعتبر الشركة واحدة من أكثر شركات التكنولوجيا الأميركية تورطاً في حرب الإبادة، وقد أصدرت قراراً إدارياً منعت على إثره أي احتجاج للموظفين ضد حرب الإبادة أو ضدّ الشراكة بينها وبين الاحتلال الإسرائيلي، تحت طائلة صرف الموظف من دون إنذار، وهو ما أثار موجة غضب واسعة في مختلف مقرات المؤسسة حول العالم. وما تفعله "مايكروسوفت" ينطبق أيضاً على باقي شركات التكنولوجيا الأميركية المتحالف مع دول الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً "غوغل" التي صفت عشرات الموظفين الذين احتجوا على التعاون مع جيش الاحتلال.
## أسواق الطاقة والمعادن والأسهم تتفاعل مع تطورات تجارية
25 July 2025 06:50 AM UTC+00
شهدت الأسواق العالمية، اليوم الجمعة، تقلبات ملحوظة في أسعار النفط والذهب، مدفوعة بعوامل متعددة من بينها توقعات إبرام اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتخفيضات مرتقبة في صادرات الوقود الروسية. كما تفاوت أداء مؤشرات الأسهم في الدول الخليجية والأوروبية، متأثرة بقرارات نقدية وأرباح شركات كبرى.
ارتفاع أسعار النفط بدعم من اتفاقات تجارية وتخفيضات روسية   
ارتفعت أسعار النفط، اليوم الجمعة، بدعم من التفاؤل بشأن اتفاق تجاري محتمل بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى جانب تقارير عن خطط روسية لفرض قيود على صادرات البنزين إلى معظم الدول. وبحلول الساعة 00:27 بتوقيت غرينتش، زادت العقود الآجلة لخام برنت 17 سنتاً، أو 0.3%، لتصل إلى 69.35 دولاراً للبرميل. كما كسبت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 15 سنتاً، أو 0.2%، لتصل إلى 66.18 دولاراً للبرميل.
وكان النفط قد ارتفع بنسبة 1% عند التسوية، يوم أمس الخميس، مدفوعاً بالتقارير الإعلامية حول التخفيضات الروسية المتوقعة. وطغت هذه الأنباء على أخبار متعلقة باحتمال حصول شركة "شيفرون" على موافقة أميركية لاستئناف الإنتاج في فنزويلا، إذ أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعتزم السماح بعمليات نفطية محدودة في فنزويلا، الدولة العضو في منظمة "أوبك" والخاضعة للعقوبات.
وساهم تراجع مخزونات الخام الأميركية، بالإضافة إلى الآمال بإبرام اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لخفض الرسوم الجمركية، في صعود العقود الآجلة. وكانت الأسعار قد تراجعت في وقت سابق من الأسبوع بسبب مخاوف من تصاعد الحرب التجارية العالمية. وقال توني سيكامور، المحلل في "آي.جي"، إن "النفط صمد جيداً فوق نطاق 64/65 دولاراً، ما يبقي الآمال قائمة في انتعاشه نحو مستوى 70 دولاراً". وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، يوم الأربعاء، انخفاض مخزونات النفط الخام بمقدار 3.2 ملايين برميل إلى 419 مليون برميل، متجاوزة توقعات المحللين الذين أشاروا إلى انخفاض قدره 1.6 مليون برميل.  
وقال دبلوماسيان أوروبيان، يوم الأربعاء، إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بصدد إبرام اتفاق تجاري قد يشمل تعرفات أساسية أميركية بنسبة 15% على سلع الاتحاد الأوروبي وإعفاءات محتملة. ويتحول اهتمام المستثمرين إلى البيانات الاقتصادية المرتقبة الأسبوع المقبل من أكبر اقتصادين وأكبر مستهلكين للنفط في العالم مع صدور بيانات نشاط المصانع من الصين وقراءات رئيسية من الولايات المتحدة مثل التضخم والوظائف والمخزونات. وقال سيكامور "إن الأسبوع المقبل حافل بالبيانات".
الذهب يتراجع مع تحسّن شهية المخاطرة وتراجع الدولار
انخفضت أسعار الذهب، اليوم الجمعة، مع تراجع الطلب على الملاذات الآمنة نتيجة التقدم في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها. ومع ذلك، فإن انخفاض الدولار ساهم في الحد من خسائر المعدن النفيس. وبحلول الساعة 02:43 بتوقيت غرينتش، تراجع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% إلى 3363.91 دولاراً للأوقية (الأونصة)، إلا أنه كسب 0.4% منذ بداية الأسبوع. كما تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.2% إلى 3365.50 دولاراً.
وصرّح كلفن وونغ، كبير محللي السوق في شركة "أواندا"، قائلاً: "نشهد حالياً بعض عمليات جني الأرباح من مضاربين، نظراً لظهور مؤشرات تفاؤل في السوق". وأضاف: "الدولار يشهد تراجعاً مستمراً، والتوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية تدعم الذهب قرب مستوى 3360 دولاراً". ويُتوقع أن يُبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقبل يومي 29 و30 يوليو/تموز، بينما ترجح الأسواق احتمال خفض الفائدة في سبتمبر/أيلول.
من ناحية أخرى، يتجه مؤشر الدولار إلى أسوأ أسبوع له في شهر، ما يجعل الذهب المسعر بالعملة الأميركية أقل كلفة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى. وأظهرت البيانات انخفاض طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة على غير المتوقع الأسبوع الماضي، وهو ما يشير إلى استقرار سوق العمل على الرغم من تباطؤ التوظيف الذي يجعل من الصعب على الباحثين عن العمل العثور على وظيفة.
ومن المرجح أن يُبقي مجلس الاحتياطي الاتحادي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الذي سيُعقد يومي 29 و30 يوليو/ تموز، وترى الأسواق احتمالا بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر/ أيلول. بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.2% إلى 39.14 دولاراً للأوقية في طريقها لمكاسب أسبوعية تبلغ 2.5%، وهبط البلاتين 0.2% إلى 1407.10 دولارات، وتقدم البلاديوم 0.9% إلى 1238.73 دولاراً.
مؤشرات الأسهم الأوروبية ترتفع بدعم من قرارات نقدية وأرباح الشركات
أغلقت مؤشرات الأسهم الأوروبية على ارتفاع، أمس الخميس، بعد قرار البنك المركزي الأوروبي الإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة كما كان متوقعاً. وصعد المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بنسبة 0.2% في نهاية الجلسة، بعدما لامس أعلى مستوى له في ستة أسابيع.
وسجل سهم "دويتشه بنك" قفزة بنسبة 9.1%، بينما ارتفع سهم "بي.إن.بي باريبا" الفرنسي بنسبة 0.4%. كما صعد سهم "روش" بنسبة 1.4% بعد إعلان الشركة السويسرية عن أرباح تشغيلية قوية في النصف الأول من العام، فيما ارتفع سهم "دويتشه تيليكوم" بنسبة 5% مدعوماً بنتائج قوية من شركتها الأميركية التابعة "تي-موبايل".
في المقابل، تراجع سهم "نستله" بنسبة 4.65% بعد إعلانها مراجعة استراتيجية لأعمالها في مجال الفيتامينات، وتقديم نتائج النصف الأول. وهبط سهم "إس.تي مايكرو" بنسبة 16.6%، في أكبر انخفاض يومي له منذ أكثر من عقد، بعد تسجيل أول خسارة فصلية له منذ ما يزيد على عشر سنوات.
تباين أداء البورصات الخليجية: السعودية تتراجع وقطر ترتفع
السعودية
أغلق مؤشر الأسهم السعودية، أمس الخميس، على انخفاض بـ38.13 نقطة، ليقفل عند 10945.80 نقطة، بتداولات بلغت قيمتها 4.9 مليارات ريال. وشهدت الجلسة تداول 535 مليون سهم، ارتفعت خلالها أسهم 112 شركة مقابل تراجع أسهم 137 شركة. بينما أغلق مؤشر السوق الموازية "نمو" مرتفعاً بـ120.10 نقطة ليبلغ مستوى 26898.25 نقطة، بتداولات بلغت 22 مليون ريال.
قطر
أنهى مؤشر بورصة قطر تداولاته مرتفعاً، أمس الخميس، بنسبة 0.30%، أي ما يعادل 33.26 نقطة، ليصل إلى 11220.76 نقطة. وشهدت الجلسة تداول 203.9 ملايين سهم بقيمة بلغت 481.6 مليون ريال عبر تنفيذ 20486 صفقة. وارتفعت أسهم 23 شركة، مقابل تراجع 24 شركة، وثبات ست شركات. وبلغت رسملة السوق في نهاية جلسة التداول 663 مليارا و804 ملايين و441 ألفا و709.235 ريالا، قياسا بـ660 مليارا و597 مليونا و304 آلاف و275.910 ريالات في الجلسة السابقة.
الكويت
أغلقت بورصة الكويت تعاملاتها، أمس الخميس، على انخفاض مؤشرها العام بـ21.51 نقطة، أي بنسبة 0.25%، ليصل إلى 8592.26 نقطة. وتم تداول 379.2 مليون سهم من خلال 26800 صفقة نقدية بقيمة 75.6 مليون دينار كويتي (حوالي 247.7 مليون دولار). كما تراجع مؤشر السوق الرئيسي بـ17.59 نقطة، ومؤشر السوق الأول بـ23.55 نقطة، بينما انخفض مؤشر "رئيسي 50" بـ24.51 نقطة.
عُمان
أنهى مؤشر بورصة مسقط 30 تداولاته، أمس الخميس، منخفضاً بـ46.6 نقطة، أي بنسبة 0.98%، ليصل إلى 4718.56 نقطة. وبلغت قيمة التداول 33.4 مليون ريال عماني، بارتفاع نسبته 52% مقارنة مع الجلسة السابقة، إلا أن القيمة السوقية انخفضت بنسبة 0.591% إلى نحو 28.82 مليار ريال.
(رويترز، العربي الجديد)
## وزارة الصحة اللبنانية: إصابة مواطن بجروح في بلدة الضهيرة قضاء صور بنيران قوات العدو الإسرائيلي
25 July 2025 06:51 AM UTC+00
## "عين العقل"... موسيقى تلعب على البيضة والحجر
25 July 2025 06:56 AM UTC+00
منذ انطلاقها، تميّزت التجربة الموسيقية لفريق "عين العقل" بتوليفة فريدة تمزج بين الحداثة والتقدّم التقني في الموسيقى، وبين ما هو تقليدي، شعبي وبسيط، يقارب شوارع الإسكندرية. وخلال ثلاث مناسبات مختلفة في طابعها الفني، من بينها حفلة إصدار الألبوم الثاني "البيضة والحجر"، تعرّف الجمهور إلى نزعة جديدة ضمن المشهد السكندري: تجربة محلّية قادرة بخصوصيّتها أن تعبر إلى العالمية من دون الخضوع لشروط الاعتراف القاهري. صيغة موسيقية متقدّمة، دقيقة الصنع، يُعزّزها التاريخ الفني الطويل لأحد المؤسّسين، عمرو زيدان، الذي يعزف ويُنتج الموسيقى منذ عام 2006.
تأسّس الفريق في أواخر عام 2021 نتيجة لقاء بين عازف العود، باسم ضياء، وعمرو زيدان، في إقامة فنية في وكالة بهنا للأفلام في الإسكندرية. لم تُنتج الإقامة سوى هذا اللقاء الموسيقي. ضياء يعزف على العود الخشبي والإلكتروني، فيما يتولّى زيدان التأليف والمزج بين الموسيقى الشرقية والتكنو. منذ بدايته، قدّم الفريق صورة بصرية سيكادليك تعبّر عن موسيقاه، فشدّت أنظار الشباب في الإسكندرية كونها تجربة جديدة منبثقة من الواقع المحلي.
في ألبوم "البيضة والحجر"، استلهم الثنائي أسماء التراكات والمزاج الموسيقي من حارات الإسكندرية الشعبيّة، متجاهلا الخطاب الكوزموبوليتاني الشائع عنها، مانحَا الأولوية إلى ما هو شعبي وخرافي. كل تراك يحمل اسماً أو تعبيراً من الموروث الثقافي المحلي، مثل "حية من تحت تبن"، و"تحت السواهي دواهي"، و"البيضة والحجر" المأخوذ من عنوان الفيلم الشهير لأحمد زكي ومعالي زايد، تعبيراً عن يأس مجتمع راسخ في جهله، يعيش خرافاته من دون أن ينتفض عليها أو يتبنّى أيّ منطق عقلاني.
في تراك "الغراب الراقص"، يرقص الغراب (نذير الشؤم) كأنّه يردّ على الاتهامات التي تُكال له من كل صوب. الموسيقى تلتف حوله كما فعل الناس، ويبدأ إيقاع راقص بعد موجة من التشويش السيكادليك، ما يجعل الجمهور يصفق ويشعر بانفراج، كأنّ الحال يتبدل. أما في "حية من تحت تبن"، فيُعاد خلق طقس يشبه الزار، بطبولٍ ودفوف، ولكن بصيغة سيكادليك إلكترونية تبعث على الريبة، كأنّها تُعيد تمثيل الخرافة بصيغة عصرية هشة، تثير التساؤل حول أصلها ومعناها.
في الملصق الترويجي للألبوم، يظهر عمرو زيدان مستلقياً على أريكة، مرتدياً نظّارة رؤية مزيفة، في وضعية استعداد لـ"الفرجة" على المجتمع. أمّا باسم ضياء، فيقف متكئاً على أحد مساند الأريكة، ناظراً إلى المارة، ممثلاً لوقفة "الإمّة" السكندرية، ينظر ويعلّق، وربما يشتم. الأوّل يراقب، والثاني جاهز للرد. كلاهما يقدّم نقداً ساخراً لمجتمع أحيا الخرافة والشعوذة، وزوّدها بمصطلحات أجنبية، ومدّ لها جسوراً مع هواة نظريات المؤامرة حول العالم.
حتى اسم الفريق نفسه، "عين العقل"، لا يخلو من التهكم؛ إذ إنّ أفعال زيدان وضياء الموسيقية العابثة والصاخبة، تصبح "عين العقل" في نظر مجتمع تغمره الهلوسات والضلالات التي أفرزها اللاوعي الجمعي.
في شهر رمضان الماضي، قدّم الفريق عرضاً تجريبياً في مركز الجزويت الثقافي في الإسكندرية، تماشياً مع روح الشهر، ومستلهماً من أشعار جلال الدين الرومي. الحفلة اتّسمت بطابع سيكادليك بصري منوّم، من دون رقص كما هو معتاد، إذ جلس الجمهور على المسرح في حلقات قرفصاء، وسط مؤثرات بصرية تتخللها ارتجالات الفريق، الجالس على ثلاثة كراسٍ حول طاولة كبيرة. الموسيقى هنا تتبنّى قالباً صوفياً كونياً يحتضن جميع الديانات والمذاهب، لكنها تُطعَّم بالسيكادليك – وهو نقيض المألوف – لتوقظ المستمع من حالة الوجد، وتعيده إلى اللحظة. لم تعد موسيقى "عين العقل" في هذا العرض مجرد تكنو راقص، بل باتت تجربة تأملية، قادرة على الانتقال بين النقيضين، الوجد والسكينة، باستخدام آلات شرقية مثل القانون والناي، مع مؤثرات تنويمية تعبّر عن علاقة الإسكندرية الروحية بالبحر والصوفية.
في ألبومه "التشويش طفح"، الذي سبق تأسيس الفريق، يعبّر عمرو زيدان عن قلق اجتماعي، واستبعاد مؤلم من مجتمع غير صحي. بكلمات مثل "قالوا عني مريض، اكمني بعيد، اكمني، زهدت الحاجة..."، يظهر احتراقه من سعي فارغ خلف النجاح. أما في "البيضة والحجر"، فيواجه هذا الواقع بسخرية: "هات ما عندك"، كما فعل قبله موريس لوقا في "بنحيّي البغبغان"، الذي استلهم من المهرجانات. استمد زيدان سيكادليكته من صخب الأفراح الشعبية، من الكلاكسات وزعيق الشارع.
تلك الموسيقى التي تعتمد على تكرار اللحن لضمان رقص الجمهور مهما اختلفت أذواقه، تنبع من لحظة توليد آني، إذ يعزف الأورغ على مزاج معازيم ربما يكونون تحت تأثير المخدرات أو الكحول.
## هل يسلّم فضل شاكر نفسه؟
25 July 2025 07:00 AM UTC+00
لم تكن هذه المرة الأولى التي تثير فيها قضايا المغني اللبناني فضل شاكر سجالات جماهيرية ونقدية؛ فمنذ قراره اعتزال الغناء عام 2010 من بيروت، معلناً "توبةً نصوحاً"، والتحاقه بجماعة دينية بقيادة الشيخ أحمد الأسير، تحول من نجم غنائي محبوب إلى شخصية مثيرة للانقسام في الأوساط اللبنانية والعربية.
توالت الأحكام الغيابية الصادرة بحقه، واتُّهم بمناصرة جماعات متطرفة، إلى جانب تغيّبه عن المثول أمام القضاء، ما أدى إلى غياب صوته عن الساحة الفنية لسنوات. وعلى الرغم من عودته عن الاعتزال عام 2016، واقتصار نشاطه الفني على إصدار أغانٍ عبر منصة يوتيوب، بقي ملفه القضائي حائلاً أمام عودته العلنية. في تلك الفترة، واصل فضل شاكر توظيف صوته في أعمال نالت نجاحاً جماهيرياً كبيراً.
أغنيته "إلا معك"، من كلمات وألحان اليمنية جمانة جمال، حصدت نحو 100 مليون مشاهدة على "يوتيوب"، مشكّلة ما يشبه العودة القوية لصاحب "يا غايب". لكن هذا النجاح أعاد النقاش مجدّداً حول قضاياه العالقة، في ظل انقسام حاد بين من يرى فيه مذنباً ومشاركاً في أحداث معركة عبرا التي راح ضحيتها عدد من عناصر الجيش اللبناني، ومن ينفي تماماً أي دور له في تلك المواجهات.
حتى اليوم، لا يُبدي فضل شاكر نية واضحة لتسليم نفسه، رغم أن بعض المقربين منه يؤكدون وجود ضمانات مطروحة قد تشجعه على الإقدام على هذه الخطوة، إذا ما توافرت الظروف المناسبة. في هذا السياق، تشير مصادر مطلعة إلى أن هناك توجّهاً داخل الحكومة اللبنانية وقيادة الجيش نحو إنهاء هذا الملف الحساس، إما بمحاكمة عادلة، وإما بقرار عفو واضح يعيد شاكر إلى الحياة العامة من دون أن يكون مطلوباً للعدالة.
القرار الظني الصادر في يوليو/تموز من عام 2018، الذي قضى بمنع المحاكمة عنه في بعض التهم، قد يشكّل الأساس القانوني لفتح صفحة جديدة، في ظل حديث عن مفاوضات عربية غير معلنة تسعى لحل الملف نهائياً. من جهته، يرفض فضل شاكر أي عروض إعلامية، ويدير ملفه القانوني بهدوء، من خلال فريق من المحامين يسعون لانتزاع البراءة الكاملة.
في 18 إبريل/نيسان الماضي، نشر شاكر عبر حساباته على مواقع التواصل بياناً جاء فيه: "بعد تداول أخبار عن صدور حكم ببراءتي عن المحكمة العسكرية في لبنان، وكما جرى التصحيح، فإن الحكم المتعلق بأحداث عبرا يعود بالتاريخ إلى عام 2018 حيث قضت المحكمة بهيئتها بالإجماع بمنع المحاكمة عني (البراءة) غيابياً لجهة الاقتتال مع الجيش اللبناني وعدم المشاركة بالمعركة أساساً. أما بالنسبة إلى باقي القضايا العالقة أيضاً أمام القضاء العسكري، ومنها التدخل بالإرهاب (تبييض أموال) وتعكير صلة لبنان بإحدى الدول... فقد صدرت فيها أحكام غيابية مجحفة بحقي من دون أن يستمع إلى أقوالي ومن دون أن أمارس حقي بالدفاع عن نفسي أمام القضاء حتى تاريخه...".
تفيد مصادر خاصة بأن صاحب "حبك خيال" ينوي الاستناد إلى شهادات عسكريين لعبوا أدواراً مهمة في قضية "عبرا"، التي قد تعيد توجيه دفة التحقيقات لمصلحته، خصوصاً مع تأكيدات عن وجود خلاف سابق بينه وبين الشيخ الأسير، قبل اندلاع المواجهات بأسبوع.
## "ضائع في ضوء النجوم": تحريكٌ من عمل آلة
25 July 2025 07:03 AM UTC+00
 
جان وجاي هما روميو وجولييت بالصيغة الافتراضية الكورية للقرن 21. تريد الفتاة قطع أنفاس عاشقها، قبل أنْ تلتفت إليه، وتستجيب له. هذا في فيلم التحريك "ضائع في ضوء النجوم" (2025) لجي ـ وون هان. تريد أنْ تكون المطاردة الطويلة دليلاً على الحب، والأغنية التي تعجبهما معاً نقطة جذب تُوحّدهما، وتفسّر لهما مشاعرهما. واضحٌ أنّ توابل الحب هي نفسها في زمن المحراث الخشبي وزمن الرقمنة. كلّ عاشق يعيش القصة المُدهشة كأنّها تقع لأول مرة.
العاشق الحقيقي هو الذي يقف ويعلن حبه جهراً، ويكون جاهزاً ليتبع حبيبته إلى كوكب آخر. تطوّر الشابة مختبراً صغيراً يحاكي طقس المريخ، تمهيداً للانتقال من الكوكب الأزرق إلى الكوكب الأحمر. الحب حافز قوي للعمل. تستثمر الشابة معرفتها العلمية في مختبر يعيد إنتاج طقس المريخ. عاشقة تزرع الورد في المريخ. الورد أجمل من البطاطس التي زرعها ريدلي سكوت في "المريخي" (2015). لا شيء مستحيلاً. خلق السيناريو صلة وحالة وجدانية بين الحنين للأم وشكل مستقبل البطلة.
في هذا السياق، كيف يتفاعل القلب مع الرومانسية الرقمية، التي يكون فيها الحبيبان على اتصال بالصوت والصورة سبعة أيام في الأسبوع، 24 ساعة على 24؟
صار التواصل بين الأرض والمريخ مُتاحاً. يعرف العاشق بشوق للحبيب في مكان أعلى من الغيوم، فيطمئن. تحلم الشابة بغزو الفضاء، وهو يحلم بعزف القيثارة، ويعرقل الأشرار تحقيق أحلام الآخرين، لكنّهم يفشلون لصالح النهايات السعيدة. حين يلتقي الرجل امرأة نادرة، يتنازل طوعاً. تنجح القصص التي يتنازل فيها الرجال أولاً. يحصل الرجل مقابل ذلك على حب خاص. يثق، لأنّ الحبيب الحقيقي يرجع إلى محبوبه حتى لو ذهب إلى المريخ. رجل يحب امرأة في كوكب آخر. لا مفعول للمسافة على القلب، بل ربما تزيد المسافة الفضائية مفعول الحب، بدلاً من أنْ تنقصه.
هذا دور السينما. كيف يسدّ الفن ثغرات الكينونة الحديثة؟ بعرض شخصيات حالمة، يتماهى معها المشاهد بسهولة. تجنّب السيناريست شخصيات مغلقة، يبقى المشاهد غريباً عنها. تبث "نتفليكس" هذه النمطية وتلك الروح العاشقة المتفائلة الضرورية، لاستقطاب مشاهدين غارقين في طقس حار وحروب مزمنة وأزمات اقتصادية، وأخبار دونالد ترامب. يخاف الناس السياسة، ويفرحون بالفن والحب.
 
 
عادة، يصنع العشاق لحظات جميلة حين يكونان معاً. وحين يتباعدان وتحلّ الأوقات الصعبة، يستنجدان بتلك الذكريات لتحمّل البُعد، بانتظار أنْ تلتقي الأرواح والأجساد مجدّداً. تخفّف الذكريات وجع الانتظار، وعودة الحبيب من المريخ. مع هذا الانفصال والمسافة عن اللحظة، كيف سيغيّرنا الحب؟
في عالم الرومانسية الرقمية، يُغيّر الحب المحِبّ 90 %. هذه معجزة درامية، تضمن تأثير الأفلام الرومانسية. أيّ جرعة أمل في هذا الفيلم للّذين شرعوا في التشكيك بوجود الحب على الكوكب الأزرق.
ما شكل المستقبل العاطفي في ظلّ التطور التكنولوجي المتسارع؟
بعد نجاح ريدلي سكوت في زرع البطاطس في المريخ، وبعد وعد إيلون ماسك بإرسال مركباته بزوّار إلى الكوكب نفسه، يقترح الفيلم الكوري حلاً مستقبلياً لمشكلات الحب والأكسجين والماء هناك. جاء الجواب في فيلم مريخي بالرسوم المتحركة. يعيد الذكاء الاصطناعي عرض طقس المريخ بصرياً. هذا فيلم رسوم متحركة بالضوء والظل، بأقلّ دقة على مستوى الشكل والصياغة. يبدو أنّها رسوم باهتة، منفّذة آلياً. النتيجة؟ أقلّ جودة من الرسوم المعدّة باليد.
ظهر الأنيم في مجتمعات ذات ثقافة بصرية عريقة، تُحلّل التصوير الذي خدم السينما. يشترط السرد بالرسم الاختزال للاحتفاظ بالجوهري. سرد بما قَلّ ودَلّ وتنغّم. حالياً، صار الرسم والسينما والسرد بالضوء والظلّ آلياً. هذا فيلم مكتوب ومنجز بالذكاء الاصطناعي، تتلاشى فيه حدود المكان والزمان. صارت المشاهدة تتطلّب براديغما جديداً.
السينما فن يحاول تجسيد موضوع مرئي وحسي. كلّ هذا يتبدّل ليصير رقمياً افتراضياً. هذا رصد لوضع الفن والمشاعر في زمن هيمنة الآلة:
1-) على صعيد المشاعر، يتولّد الشوق من المسافة الفاصلة بين العشاق. لكنْ، حين يكونان على تواصل بالصوت والصورة، وإنْ كان أحدهما على الأرض والآخر في المريخ، يمكن للحبيب لمس شفتي حبيبه في الشاشة. أيّ وهمٍ يبرّد الشوق؟ فيلم رومانسي تلاشى فيه الفارق بين الواقعين المادي والافتراضي.
2-) فنياً، هذا فيلم رسوم متحركة. تفتقر الرسوم إلى التفاصيل، وهذه أحادية اللون، لا تبلغ الدقّة التي اشتهرت بها أفلام الأنيم اليابانية، وأفلام والت ديزني الأميركية. يبدو أنّ الفيلم لم ينشأ من رسم يدوي، بمعدل 24 رسماً لكل ثانية. يبدو أنّ الرسوم من عمل الآلة. هذا مُفيد، لأنّه يخفّض كلفة الصناعة، كما يقلّص زمن إنجازه، لأنّ الذكاء الاصطناعي يرسم الرسم ويُحرّكه، ويجعله تفاعلياً وحياً ومتحرّكاً. يجب الاشتغال على الأسلوب أولاً لصنع الجميل.
الذكاء الاصطناعي آلة كبقية الآلات، لكنْ له تبعات في عالم الفن. لا يصنع جديداً، بل يُدوِّر مادة فنية سابقة. من هنا، ولدت إشكالية ستحكم مصير الفن في المستقبل: هل يصنّف المشاهدون ما يتلقّونه فنّاً، حين يعرفون أنّه نتيجة للذكاء الاصطناعي؟ هل هذا الفيلم فنّ أصيل، أم مزيّف؟
في انتظار أجوبة، يؤدّي الذكاء الاصطناعي والفن الرقمي إلى تضخيم الافتراضي، وطمس الواقع الحقيقي وتغييبه.
## تامر حسني... "لينا معاد" وغناء على جميع الجبهات
25 July 2025 07:08 AM UTC+00
يعكس ألبوم تامر حسني الجديد "لينا معاد" مدى حضوره القوي وجماهيريته الواسعة، إذ حقق أرقام مشاهدات مرتفعة خلال أسبوع واحد فقط من صدوره. ويبدو أن المغني المصري حرص، كعادته، على تنويع مضامين أغانيه، والتجريب في الأشكال الغنائية، غير أن شيئاً من الطابع الاحتفالي طغى على الألبوم، في مقابل افتقار بعض الأفكار إلى النضج، بما لا يتوافق تماماً مع ما توحي به النوايا الإبداعية.
يضم الألبوم مزيجاً من الأنماط الموسيقية التي أصبحت سمة غالبة على البوب المصري المعاصر، إلا أن ما يميزه بوضوح هما سمتان بارزتان: الأولى، الحضور اللافت للدويتو الغنائي، فبلغ مستوى غير مسبوق في ألبومات حسني السابقة، والثانية، محاولته اللحاق بركب التيارات الموسيقية الجديدة، خصوصاً ما يعرف بالموسيقى البديلة، التي بدأت تتفوق شعبياً على البوب التقليدي، بفعل صعود أنماط مثل الراب والمهرجانات.
في هذا السياق، تظهر أغنية "هو ده بقى" مثالاً بارزاً على ذلك الانفتاح، إذ شاركه الأداء فيها كريم أسامة، وهو كاتب وملحن الأغنية، والموزع الموسيقي الوايلي. تقترح "هو ده بقى" مزيجاً هجيناً من الراب والشعبي، مضافاً إليه عناصر من البوب والموسيقى البديلة. هذه التجربة لا تعكس مجرد محاكاة شكلية للموجات الصاعدة، بل تشير إلى انخراط فعلي في مفرداتها، وإن ظل محدوداً وموزعاً بين الأغاني.
تظهر ملامح هذا التوجه أيضاً، ولو أقل، في أغنية "هيموت ويرجع"، التي تتسم ببنية لحنية مزدوجة: الكوبليه يميل إلى نمط الموسيقى البديلة، بينما المذهب يحتفظ بروح الأغنية المصرية الكلاسيكية، بطابع شرقي درامي. هذا التداخل ينعكس في البنية الشعورية للنص، الذي كتبه ثنائي يتماشى أسلوبهما مع هذا التغيير اللحني. وتجدر الإشارة إلى أن تامر سبق له أن استخدم هذا التوجه في أغنية "ولا يهمك" ضمن ألبومه السابق "هرمون السعادة"، ولكن هناك كان الطابع الفولكلوري أوضح، وارتبط بأسلوب إلقاء أقرب إلى الحس الشعبي البديل.
وعلى صعيد آخر، اتسمت تجربة حسني في هذا الألبوم بتكثيف التعاونات الغنائية، فغنى مع عدد من الفنانين، سواء في أغان جديدة أو في أغان سبق إصدارها وأعيد ضمها للألبوم. من أبرز هذه المشاركات أغنية "ملكة جمال الكون" مع المغني السوري الصاعد الشامي، والتي ما زالت تحقق نسب مشاهدة مرتفعة، متجاوزة 90 مليون مشاهدة خلال أقل من شهرين. أما على صعيد الإصدارات الجديدة، فتبرز أغنية "ذوقك العالي" واحدة من أكثر أغاني الألبوم استماعاً، وهي تحمل أهمية خاصة، ليس فقط لأنها دويتو مع محمد منير، بل لأنها من ألحان الراحل محمد رحيم.
تمتاز "ذوقك العالي" بخفة دم وروح مرحة، مستمدة ذلك من الجمل اللحنية الراقصة التي اعتاد رحيم تقديمها، إذ تميزت بملامحها الشعبية والتلقائية. يبدأ الكوبليه بطابع نوبي يضيف للأغنية بعداً ثقافياً عريقاً، قبل أن تنتقل إلى مذهب لحني عذب يتسق مع مفردات مثل "الورد"، و"الربيع" و"الجمال". وبينما يتخذ الكوبليه طابع السؤال والجواب، تأتي خاتمة المذهب بجملة فكاهية: "هتتباس يعني هتتباس"، ما يعزز من البعد المرح للأغنية.
تكشف اختيارات حسني في هذا الألبوم عن مسارين متناقضين: الأول، تأكيد ارتباطه بجيل الغناء المخضرم عبر مشاركته مع منير؛ والثاني، الانفتاح على جمهور جديد من خلال التعاون مع أسماء مثل الشامي، الذي يمتلك حضوراً قوياً على منصات التواصل الاجتماعي، رغم التحفظ على طبيعة صوته الغنائي. هذا التوجه المتعدد الأهداف يعكس رغبة تامر في توسيع قاعدته الجماهيرية وتعزيز نجاحاته، وإن لم يخلُ الأمر من بعض الانتقادات، كان أبرزها من بعض متعصبي جمهور عمرو دياب، الذين اتهموه بتضخيم مشاهداته عبر الترويج في بلدان ذات كثافة سكانية مرتفعة، مثل بنغلادش، بعد ملاحظة ارتفاع عدد المشاهدات من هناك في أول يومين من صدور الألبوم.
وفي استعادة واضحة لأجواء ألبومه الناجح "عيش بشوقك" (2018)، الذي حقق صدى واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، عاد تامر للتعاون مع الملحن بلال سرور في أغنية "الاحتياج وحش". لكن محاولته لتقديم وصايا شبابية مرحة من خلال هذه الأغنية لم تحقق التأثير المطلوب، إذ افتقر اللحن إلى المرح المنشود، رغم محاولة تامر الإخراجية لتعويض هذا النقص في الكليب. بدا أن اللحن أعاد تدوير أفكار قديمة بأسلوب مختلف، مع خلفية غيتار مألوفة من أجواء أغاني الأفلام ذات المضامين الكوميدية العاطفية.
ومع ذلك، يحضر الحس المرح بفعالية أكبر في أغنية "خلينا نشوفكم تاني" من تلحين محمود أنور، التي تعبر عن أجواء الصحبة واللمة المصرية، وتغذيها إيقاعات المقسوم التي تضفي عليها بهجة واضحة.
أما الجانب الدرامي، فيظهر بأشكال متعددة. فعلى سبيل المثال، تمثل أغنية "مستني إيه" لحظة انفعالية درامية تستعيد أسلوب جمال سلامة، ولكن بروح معاصرة، كما تتقاطع مع مراحل مختلفة من مسيرة تامر، وتُستكمل في أغان مثل "يلا يا كداب" و"واحشني يا بن اللذين".
ومن جانب آخر، نلمس الطابع الإسباني في أغنية "الأنوثه الطاغيه"، غير أن كلماتها تنزلق إلى الابتذال في تصوير جمال المحبوبة، وهو نمط يتكرر في البوب المصري، ويمثل إحدى نقاط الضعف في هذا الألبوم.
رغم تنوع الأنماط المستخدمة، مثل الموسيقى الإلكترونية في "لينا معاد"، و"هو ده بقى"، و"لو حبك غلطة"، إلى جانب البوب الغربي والمقسوم والرومانسي والشعبي، إلا أن بعض الألحان افتقرت إلى هوية واضحة. في هذا السياق، تأتي أغنية "يا حب" من ألحان محمد يحيى، لتمثّل محاولة لإضفاء طابع كلاسيكي حديث، يجمع بين استخدام الكيبورد المبرمج والإيقاعات الراقصة، في استحضار لروح البوب المصري في أوائل الثمانينيات، قبل انفجار ظاهرة المقسوم.
في المحصلة، يبدو أن "لينا معاد" ألبوم يطمح إلى الكثير، ويطرح جرأة واضحة في التجريب، لكن يعوزه النضج في التنفيذ. فالتعدد الأسلوبي لم يقابله تنوع لحني كافٍ، ما جعله أقرب إلى خليط غير متجانس، بدلاً من أن يكون عملاً متماسكاً. ومع ذلك، فإن جرأة تامر حسني في طرق أبواب جديدة تستحق الإشادة، خاصة إذا ما قُرنت لاحقاً بعمق تنفيذي، يعزز من بصمته في مسار البوب العربي المعاصر.
## مسؤول في المركزي الأوروبي: لا حاجة لخفض إضافي في أسعار الفائدة
25 July 2025 07:32 AM UTC+00
قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، مارتينش كازاكس، إنه لا يوجد مبرر قوي لمزيد من خفض أسعار الفائدة، ما لم يتعرض الاقتصاد لضربة كبيرة. وأوضح محافظ البنك المركزي اللاتفي أنه مع بلوغ معدل التضخم 2% وأداء اقتصاد منطقة اليورو بما يتماشى مع توقعات البنك الأخيرة، فإن الحجج الداعية لخفض الفائدة في سبتمبر/أيلول، كما توقع معظم الاقتصاديين قبل اجتماع هذا الأسبوع — لم تعد واضحة، وفقاً لـ"بلومبيرغ".
وأضاف في مقابلة أُجريت في فرانكفورت لوكالة "بلومبيرغ" أن هناك أهمية في الحفاظ على أسعار الفائدة عند المستويات الحالية، ومرحلة اتخاذ قرارات تلقائية برفع الفائدة أو خفضها قد انتهت. وفي الوقت الراهن، فإن اتباع سياسة ثابتة ومتروية هو الخيار الأنسب.
تأتي تصريحاته بعد يوم من قرار البنك المركزي الأوروبي الإبقاء على تكاليف الاقتراض دون تغيير، لأول مرة بعد عام كامل من خفض الفائدة، دون تقديم توجيهات واضحة بشأن الخطوات المستقبلية، في ظل ترقبه لمآلات مفاوضات التجارة مع الولايات المتحدة. ويبدو أن التوجه السائد داخل مجلس الإدارة يميل إلى الإبقاء على الفائدة دون تغيير في الاجتماع المقبل، في حين يواجه المؤيدون لخفض جديد للفائدة صعوبات في تمرير هذا الخيار، بحسب مصادر مطلعة على المناقشات.
وقد خفّض المتداولون رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة في سبتمبر وما بعده، بعدما فسّروا تصريحات رئيسة البنك، كريستين لاغارد، التي قالت إن البنك في وضع جيد حالياً لتحقيق هدف التضخم البالغ 2%، على أنها إشارة إلى أن معايير اتخاذ خطوات إضافية أصبحت أكثر صرامة.
وقال كازاكس إن لا داعي للتسرع، فلا توجد حاجة ملحّة لتحريك أسعار الفائدة. وبالنظر إلى سلسلة التخفيضات الكبيرة والمستمرة التي قمنا بها خلال العام الماضي، لا يزال هناك الكثير من آثار التيسير النقدي لم تظهر بعد في الاقتصاد. ويُعد كازاكس أول عضو في مجلس السياسة النقدية، إلى جانب لاغارد، يدلي برأيه بعد القرار الأخير. وتتوافق تصريحاته مع ما قالته عضو المجلس التنفيذي، إيزابيل شنابل، قبيل اجتماع الخميس، حين أشارت إلى صمود اقتصاد أوروبا حتى الآن، مما يرفع سقف مبررات أي خفض إضافي.
في المقابل، أبدى بعض صانعي السياسات، مثل محافظ البنك المركزي الفرنسي فرانسوا فيليروي دي جالو، انفتاحاً على مزيد من التيسير النقدي، في ظل المخاوف من تباطؤ اقتصادي أعمق واستمرار التضخم دون مستوى 2%. يُذكر أن سعر الفائدة على الودائع حالياً يبلغ 2%، وهو مستوى يُعتبر لا يُقيد النشاط الاقتصادي ولا يحفزه، بحسب " بلومبيرغ".
وأشار كازاكس إلى أن العوامل الرئيسية التي سيركز عليها في الأسابيع المقبلة تشمل مفاوضات التجارة، وتضخم قطاع الخدمات، وانتعاش قطاع التصنيع، وسعر صرف اليورو. وقال إن تحرك اليورو بشكل سريع وكبير، لكن مستواه لا يزال ضمن المتوسطات التاريخية — ولا ننسى أنه شهد ضعفاً في نهاية العام الماضي.
ومع ذلك، سنراقب هذه التحركات عن كثب. ورغم استقراره مؤخراً، فإن ارتفاع اليورو بنسبة 13% هذا العام مقابل الدولار أثار قلق البعض، نظراً لأنه يجعل الصادرات الأوروبية أكثر كلفة، ويُخفض من تكلفة الواردات. وكان نائب رئيس البنك، لويس دي غيندوس، قد صرّح لتلفزيون "بلومبيرغ" هذا الشهر، بأن أي ارتفاع لليورو فوق مستوى 1.20 دولار قد يجعل الأمور "أكثر تعقيداً". وفي وقت سابق، أشار كازاكس إلى أن أي ارتفاع إضافي كبير قد "يميل بكفة القرار" نحو خفض جديد في الفائدة. 
وبعد اجتماع هذا الأسبوع، الذي تزامن مع تقارير تفيد بأن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يقتربان من التوصل إلى اتفاق تجاري، دعا محافظ البنك المركزي اللاتفي صناع القرار إلى التروي قبل الحكم على شروط الاتفاق المحتملة. وقال نظراً لأن مواقف السياسيين قد تتغير بسرعة، فمن الأفضل الانتظار واتخاذ القرارات بناءً على معطيات مؤكدة، وليس على أساس تكهنات، مضيفاً أن هناك إمكانات نمو غير مستغلة في الاقتصاد. وأشار إلى أنه إذا تم حل النزاع التجاري بسرعة، وتم تقليص حالة عدم اليقين المفرطة، فقد يُسهم تحسن الثقة في دعم كل من الاستثمار والاستهلاك، مما يخفف من التأثير السلبي الواضح للتعريفات الجمركي.
## مدربو نجوم التنس يدفعون فاتورة الفشل برحيل سريع
25 July 2025 07:45 AM UTC+00
لجأ نجوم التنس العالميون، في الأشهر الأخيرة، إلى تغيير المدربين بشكل متواصل، واختلفت الأسباب من لاعب إلى آخر، ولكن البحث عن تحسين النتائج وتطوير القدرات كان هاجس معظم النجوم الذين قرروا التخلي عن مدربيهم.
وكان الصربي نوفاك ديوكوفيتش (38 عاماً)، قد صنع الحدث بتعاقده مع النجم البريطاني المعتزل حديثاً أندي موراي (38 عاماً)، ليكون مدربه، طمعاً في تمديد مسيرته الاحترافية عبر حصد المزيد من الألقاب، ولكن بعد أشهر قليلة توقف التعاون بين النجمين، إذ اختار ديوكوفيتش تغيير الجهاز الفني. ولم يحمل التغيير تطوراً إيجابياً في مسيرة صاحب 24 لقباً في منافسات "غراند سلام"، الذي عجز عن الصمود أمام الجيل الجديد، وخاصة المصنف الأول عالمياً الإيطالي يانيك سينر (23 عاماً)، بما أنه هزم في آخر بطولتين مهمتين، وذلك في رولان غاروس (0-3) ثم ويمبلدون (0ـ3).
أما سينر، فقد فاجأ عالم التنس بتغيير اثنين من الجهاز الفني الذي يعده للبطولات، وخاصة المعد البدني الذي تخلى عنه الإيطالي قبل أيام قليلة من المشاركة في بطولة ويمبلدون، والطريف أن التغيير لم يؤثر في أداء النجم الإيطالي، بعدما نجح في حصد اللقب أمام الإسباني كارلوس ألكاراز (22 عاما)، في استعراض كبير أثبت من خلاله إصراره على حصد أهم الألقاب. وبعد أيام قليلة من التتويج، قرّر سينر تكرار التجربة مع المعد البدني السابق أومبرتو فيرارا، الذي عمل معه سنوات، ولكنه أبعده عن جهازه التدريبي بعد تهم تناول منشطات التي هددت مسيرة اللاعب الإيطالي وأثارت جدلاً واسعاً في عالم التنس، لاعتراض بعض اللاعبين على العقوبة المسلطة على الإيطالي وطريقة التعامل مع الملف، وهذه الخطوة لا تبدو مفهومة خاصة أن أداء سينر كان مميزاً ولا يعاني من نقص في الجهوزية البدنية.
واختار النجم اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس (26 عاماً)، الانفصال عن مدربه الكرواتي جوران إيفانيسيفيتش، الذي يعد من أشهر لاعبي التنس في السنوات الماضية، وذلك بعد أقل من شهرين على انطلاق رحلة التعاون بينهما، وشهدت هذه الفترة الكثير من الخيبات التي تعرض لها اللاعب اليوناني، كما تعرض للإصابة، ما عجّل بإنهاء العلاقة التعاقدية مع مدربه، وانطلق في البحث عن آخر جديد يُساعده خلال البطولات المقبلة.
## فينوس ويليامز تُودع أول بطولة بعد العودة سريعاً: نفدت قواي
25 July 2025 07:45 AM UTC+00
ودعت النجمة الأميركية، فينوس ويليامز (45 سنة)، منافسات بطولة واشنطن المفتوحة للتنس سريعاً من الدور الثاني، إثر الخسارة أمام منافستها البولندية، ماغدالينا فريتش، لتفقد فرصة الوصول إلى أدوار متقدمة في أول بطولة تنافسية بعد العودة من غياب دام قرابة 16 شهراً بسبب الإصابات والراحة. 
وخسرت فينوس ويليامز أمام ماغدالينا فريتش بمجموعتين نظيفتين (6-2) و(6-2)، فجر الجمعة، في مواجهة استغرقت ساعة و13 دقيقة، وكانت هذه هي المباراة الرابعة للاعبة الأميركية في البطولة، إذ شاركت في منافسات فئتي الفردي والزوجي، وكانت ودعت منافسات فئة الزوجي إلى جانب زميلتها، هايلي بابتيست، الأربعاء الماضي، إثر الخسارة في الدور ربع النهائي أمام الأميركية، تايلور تاونسند، والصينية، شواي تشانغ. 
ونظراً لبدايتها الجيدة في البطولة بعد 16 شهراً من الغياب، تلقّت ويليامز دعوة للمشاركة في منافسات بطولة سينسيناتي للماسترز المقرر انطلاقها في الخامس من شهر أغسطس/آب المقبل، كما أعلنت بطولة أميركا المفتوحة للتنس اشتراك ويليامز إلى جانب مواطنها ريلي أوبيلكا لخوض منافسات الزوجي المختلط في البطولة الكبيرة، لتؤكد عودتها بقوة إلى الملاعب من أجل الظهور أكثر بعد أشهر طويلة من الغياب. 
وتحدثت ويليامز أمام الجمهور ووسائل الإعلام بعد نهاية المباراة وخروجها من بطولة واشنطن المفتوحة للتنس وقالت: "أشعر وكأن قواي نفدت اليوم. للأسف، حاولت الحصول على الطاقة ولكنني لم أجدها. خوض أربع مباريات في أول أسبوع كثير للغاية. أحب لعب منافسات الزوجي. أحد الأسباب التي تجعل اللاعبين يرفضون خوض منافسات الزوجي هو توفير الطاقة، بالإضافة إلى الطقس الحار. بدون مباراة الزوجي تلك، لا أعرف ما إذا كنت سأتمكن من تقديم أداء جيد في الفردي، لذلك أعتقد أن كل شيء حقق غرضه هذا الأسبوع".
## انسحاب واشنطن من المفاوضات وخطر إطلاق يد نتنياهو لتفريغ غزة
25 July 2025 07:52 AM UTC+00
جاء إعلان المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، أمس الخميس، عن انسحاب الفريق الأميركي من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مخالفاً للتوقعات، وكان له وقع المفاجأة بتوقيته وبلغة الوعيد المبطّن التي انطوى عليها. ثم جاءت الشروحات الخالية من أي حيثية، التي قدمتها وزارة الخارجية للخطوة، لتزيد الريبة وعلامات الاستفهام حول الأسباب والبدائل المحتملة. وقد يكون هذا الانسحاب هو محاولة ضغط وتهويل على حركة حماس لانتزاع المزيد من التنازلات، لكن الصيغة المفخخة لبيان ويتكوف بدت وكأنها تؤشر إلى خيارات أبعد من الضغط، لا يُستبعد أن تكون من بينها العودة إلى ما سبق وطرحه الرئيس دونالد ترامب عن تحويل القطاع إلى "ريفييرا" بعد نقل سكانه إلى مكان آخر "يوفر لهم العيش الكريم".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد رحّب بفكرة ترامب وتردد بين الفينة والأخرى أن البحث جارٍ عن بلدان "مضيفة" (طُرحت أسماء مثل: ليبيا والصومال وإندونيسيا)، إلا أن سيرة مشروع ترامب غابت عن الشاشة. لكن ما يجعل نيّة تفريغ القطاع غير مستبعدة هذه المرة، أن ثنائي التجويع وحصد الجوعى يومياً بالعشرات أو المئات يجري اعتماده بصورة ممنهجة؛ رغم كل الاعتراضات على نظام توزيع المساعدات والذي لا ترى فيه بعض الجهات الدولية المعنية، وحتى بعض الأوساط الأميركية، سوى فخ مصمم للتجويع والموت المنظم.
وكان لافتاً في تصريحات ويتكوف إشارته إلى "خيارات بديلة لإعادة الرهائن وإعداد بيئة أكثر استقراراً لسكان غزة"، وهو كلام جديد غير مسبوق في سياق الحديث عن المفاوضات، فعن أي بدائل وأي بيئة مستقرة يتحدث؟. "لا يسعني استباق الأمور" يقول تومي بيغوت، نائب الناطقة باسم وزارة الخارجية، الذي بقي دفاعه في إطار العموميات المتضاربة مع الوقائع، ومن دون تقديم أي مسوّغ للانسحاب من المفاوضات سوى القول إن "الإدارة شعرت بأن حماس لا تتعاطى مع العملية بحسن نية .. ولم تظهر الرغبة الجدية في التوصل الى اتفاق". ومعتذراً عن المزيد من الإفصاح نظراً "لحساسية المحادثات الدبلوماسية "، استنجد بالزعم أن حماس لها سوابق بخرق اتفاقيات وقف إطلاق النار، علماً أنه ليس سراً في واشنطن أن نتنياهو هو الذي كسر اتفاق وقف إطلاق النار في مارس/آذار الماضي.
مغادرة الإدارة الأميركية مفاوضات غزة تأتي في وقت صارت فيه مشاريعها لوقف النار، فضلاً عن وقف الحروب، في مأزق، حيث إن كل الصراعات التي راهن البيت الأبيض على حلها ما زالت تراوح مكانها في أحسن الأحوال، ففي أوكرانيا الاحتمالات مسدودة حتى الآن، وفي إيران الهدنة مهددة، أما لبنان فالتهدئة ما زالت معلّقة بخيط. ويعود ذلك إلى خلل متعدد الجوانب في السياسة الخارجية، ومنذ البداية جرى تحذير الإدارة من عواقب مقاربتها "الشخصية" للنزاعات الخارجية. كما جرى التشديد على وجوب توظيف "أوراق للتأثير" أثناء الانخراط في أي مشروع أو تفاوض لوقف النار، فتحييد هذا العامل الوازن ينتهي إلى الخيبة.
وبعد ستة أشهر اضطر ترامب للعودة إلى هذه القاعدة في تعامله مع موضوع وقف النار في أوكرانيا، من خلال دخوله ولو مواربة وجزئياً في الحرب بهدف حمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التفاوض، لكنه نأى عن توظيف أوراق ضغط مع إسرائيل، ويكتفي بالإعراب عن "انزعاجه" أو "ضيقه" من نتنياهو أحياناً. لكن في النهاية يمضي هذا الأخير في سياساته وبضوء أخضر أميركي، وعملياً صار القرار بيده بعدما جرى تلزيمه المنطقة. العطب الآخر هو أن ترامب يعوّل على المبعوثين في معالجة النزاعات الدولية، وليس على وزير الخارجية كما جرت العادة، رغم أن الأخير يمثل ثقلاً حتى لو فشلت مهمته بينما تقتصر مهمة المبعوث على التسويق والمساومة لصياغة القرار، وبهذه الحالة تصبح الأوضاع في المنطقة مفتوحة عل شتى السيناريوهات.
## الصين تراقب عن كثب الصراع بين تايلاند وكمبوديا وتحذر من التصعيد
25 July 2025 07:52 AM UTC+00
حذرت صحيفة "غلوبال تايمز" الحكومية الصينية، اليوم الجمعة، من تصعيد الصراع والاشتباكات المسلحة بين تايلاند وكمبوديا، وقالت إن التطور الأخير المتمثل في نشر تايلاند طائرات مقاتلة من طراز إف-16 ونشر كمبوديا المدفعية الصاروخية يشير إلى تفاقم وضع الحدود بين البلدين والذي يتعرض لخطر المزيد من التصعيد، مشيرة إلى أنه من الناحية العسكرية، تتمتع تايلاند بميزة بسبب أسلحتها الأكثر تقدماً.
ولكن الصحيفة أكدت في الوقت نفسه أن كلاً من تايلاند وكمبوديا جارتان صديقتان للصين، وهذا التصعيد لا يفيد أياً من الطرفين ولا المنطقة بأكملها، وشددت على أن أفضل طريقة للخروج هي الحل السلمي من خلال المحادثات. وشاركت بكين بنشاط في مساعدة دول، بما في ذلك كمبوديا، على حل مشكلة الألغام الأرضية، وهي خطوة قالت الصحيفة الصينية إنها تُظهر مسؤولية الصين في الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.
هذا، وتصاعد الصراع بين تايلاند وكمبوديا، أمس الخميس، مع نشر أسلحة ثقيلة، مثل الطائرات المقاتلة والمدفعية الصاروخية، عقب حوادث ألغام أرضية على طول الحدود المتنازع عليها. كما تبادل الجانبان إطلاق النار، ما أسفر عن مقتل 11 مدنياً على الأقل. واتهمت الدولتان بعضهما بعضاً ببدء الاشتباكات العسكرية.
ويأتي هذا التصعيد بعد يوم واحد من فقدان جندي تايلاندي ساقه في انفجار لغم أرضي على الحدود، ما دفع كلًا من بانكوك وبنوم بنه إلى خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية، حيث تدهورت العلاقات إلى أدنى مستوى لها منذ سنوات.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جيا كون قد صرّح في إفادة صحافية أمس الخميس، رداً على سؤال حول الاشتباك الحدودي بين تايلاند وكمبوديا، بأنّ كلاً منهما بلد جار صديق للصين وعضو مهمّ في رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان). وأضاف أنّ حسن الجوار وتسوية الخلافات بشكل سليم يخدم المصالح الأساسية والطويلة الأمد للجانبين.
وأعرب قوه عن قلقه العميق إزاء التطورات الجارية، وقال: "نأمل بأن يُعالج الجانبان القضايا بشكل سليم من خلال الحوار والتشاور". وأضاف: "مع مراعاة المصالح والمخاوف المشتركة لدول المنطقة، تلتزم الصين بموقف عادل ونزيه. لقد شجعنا، وسنواصل، محادثات السلام بطريقتنا الخاصة، وسنلعب دورًا بناءً في تعزيز خفض التصعيد".
من جانبها، ذكّرت السفارة الصينية في كمبوديا، أمس الخميس، المواطنين الصينيين في البلاد، وخاصة أولئك القريبين من مناطق الصراع، بمراقبة الوضع الأمني المحلي عن كثب، والبقاء يقظين وآمنين، واتخاذ الاحتياطات اللازمة، وقالت في بيان نُشر على موقع السفارة الإلكتروني: "يجب عليهم أيضًا تجنب السفر إلى المناطق الحدودية الكمبودية التايلاندية".
يشار إلى أن النزاع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا ينطوي على قضايا تاريخية معقدة، إذ يشترك البلدان في حدود برية بطول 817 كيلومتراً، رسمها الفرنسيون في معظمها عندما كانوا يسيطرون على كمبوديا التي كانوا يستعمرونها، وقد شهدت هذه الحدود اشتباكات عسكرية بشكل دوري وكانت مصدراً للتوترات السياسية.
## إنتل تعتزم شطب وظائف وخفض النفقات بعد تراجعها خلف منافسين
25 July 2025 08:01 AM UTC+00
تعتزم شركة إنتل الأميركية العملاقة في مجال الرقائق الإلكترونية شطب وظائف وتقليص نفقاتها، في محاولة للتعافي بعد تراجعها أمام شركات منافسة مثل "نفيديا كورب" و"أدفانسد ميكرو ديفايسز". وقال الرئيس التنفيذي للشركة، ليب بو تان، في مذكرة وجهها إلى العاملين أمس الخميس، إن إنتل تخطط لخفض عدد العمالة "الأساسية"، باستثناء الشركات التابعة، إلى 75 ألف موظف، مقابل 99,500 في نهاية العام الماضي، من خلال مزيج من التسريح والتناقص الطبيعي للموظفين. وكانت الشركة قد أعلنت في وقت سابق نيتها تقليص قوتها العاملة بنسبة 15%.
وكتب تان في المذكرة: "أعلم أن الأشهر القليلة الماضية لم تكن سهلة. نحن نتخذ قرارات صعبة لكنها ضرورية لتعزيز مرونة المنظمة وزيادة الكفاءة والمساءلة على جميع المستويات". كما أعلنت إنتل، أمس الخميس، تخلّيها عن خطط كانت تبلغ قيمتها مليارات اليوروهات لإنشاء مصنع في مدينة ماغديبورغ بشرق ألمانيا.
وقالت الشركة في بيان إن المشاريع المخططة لها في كل من ألمانيا وبولندا سيتم تعليقها بهدف تحسين الكفاءة الإنتاجية. وأضاف البيان: "تتخذ إنتل خطوات لتحسين بصمتها التصنيعية وتحقيق عوائد أفضل على رأس المال المستثمر. وفي هذا السياق، لن تمضي قدماً في المشاريع المخطط لها في ألمانيا وبولندا". وفي الولايات المتحدة، كشفت إنتل أنها ستبطئ بشكل إضافي وتيرة بناء مصنع لأشباه الموصلات في ولاية أوهايو، في إطار إعادة هيكلة أوسع لعملياتها.
تُعد شركة إنتل (Intel) من أعرق شركات تصنيع الرقائق الإلكترونية وأكبرها في العالم، وقد تأسست عام 1968 في الولايات المتحدة، وساهمت بشكل محوري في تطوير صناعة المعالجات الدقيقة التي تُعد أساساً لكل أجهزة الحواسيب الحديثة. على مدى عقود، احتفظت الشركة بموقعها الريادي، لكن في السنوات الأخيرة بدأت تواجه منافسة شرسة، خصوصاً من شركات مثل نفيديا التي برزت في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي، وأدفانسد ميكرو ديفايسز (AMD) التي تمكنت من اقتناص حصة أكبر في سوق المعالجات، خاصة في فئة الأجهزة عالية الأداء.
ويأتي تراجع إنتل في ظل تحولات كبيرة يشهدها قطاع التكنولوجيا، لا سيما بعد جائحة كورونا التي كشفت هشاشة التوريد العالمية، إلى جانب التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين، والتي دفعت واشنطن إلى ضخ استثمارات ضخمة في البنية التحتية للتصنيع المحلي لأشباه الموصلات، في إطار ما يُعرف بـ"قانون الرقائق".
 من جهة أخرى، تواجه الشركات تحديات مرتبطة بالتحول نحو الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، ما يفرض سباقاً محموماً في تطوير رقائق أسرع وأكثر كفاءة. في هذا السياق، تحاول إنتل إعادة التموضع عبر تقليص النفقات، وإعادة النظر في استثماراتها التصنيعية، وتحديث استراتيجيتها لمواكبة التطورات المتسارعة في عالم التكنولوجيا.
وتعكس خطوات إنتل الأخيرة حجم التحديات التي تواجهها في سوق يتغير بوتيرة غير مسبوقة، مدفوعاً بثورة الذكاء الاصطناعي وتسارع الابتكار في صناعة الرقائق. وبينما تسعى الشركة إلى استعادة توازنها وتعزيز قدرتها التنافسية عبر خفض النفقات وإعادة هيكلة استثماراتها.
ونجاحها في تجاوز هذه المرحلة سيعتمد على قدرتها على مواكبة التحولات التقنية العالمية، وضمان استمرارية الإنتاج والتطوير في بيئة دولية مضطربة اقتصاديًا وجيوسياسيًا. وتبقى أعين المستثمرين والمحللين شاخصة نحو الأداء المستقبلي لإنتل، لمعرفة ما إذا كانت هذه الإجراءات كافية لإعادة الشركة إلى مسار النمو والريادة.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## المناضل جورج عبد الله يصل اليوم إلى بيروت وسط تحضيرات لاستقبال حاشد
25 July 2025 08:19 AM UTC+00
بعد نحو 41 عاماً من الاعتقال في السجون الفرنسية، يصل المناضل اللبناني جورج عبد الله (74 عاماً) اليوم الجمعة إلى بيروت وسط دعوات لاستقبال حاشد له في المطار، علماً أن موعد الافراج عنه تبدّل بعدما كان مقرّراً غداً السبت، في خطوة تهدف بحسب أهله وأصدقائه إلى تعطيل الاحتفال. وقالت المتحدثة باسم الحملة الوطنية لتحرير عبد الله، المحامية فداء عبد الفتاح، إن جورج يصل اليوم إلى العاصمة بيروت، والتحضيرات قائمة لاستقباله، "وهناك تواصل واسع معنا للمشاركة في هذا اليوم، لأن قضيته فيها إجماع وطني"، لافتة إلى أن "وضعه الصحي بخير، وننتظر وصوله إلى لبنان".
ويُعد جورج عبد الله من أقدم السجناء في فرنسا، حيث اعتقل فيها عام 1984، وحُكم عليه بالسجن المؤبد عام 1987، بتهمة الضلوع في اغتيال الدبلوماسيين الأميركي تشارلز روبرت داي والإسرائيلي ياكوف برسيمانتوف عام 1982، إضافة إلى محاولة اغتيال القنصل الأميركي روبرت أوم في ستراسبورغ عام 1984.
وأشارت عبد الفتاح في حديث لـ"العربي الجديد" إلى مخاوف من عملية اغتيال قد تطاول عبد الله. وقالت "هو مستهدف من قبل إسرائيل، من هنا نطالب الدولة اللبنانية بحمايته كمواطن لبناني"، مضيفة "لا يمكننا نحن اتخاذ تدابير أمنية لحمايته، فجورج لا ينتمي إلى أي حزب أو فصيل، بل إلى عائلة بسيطة ومتواضعة وله رفاق يحبونه".
واعتبرت عبد الفتاح أنّ "قرار الافراج عن عبد الله ارتبط بالضغط المتواصل من جانب رفاقه والمتابعة والملاحقة وتوجيه الاتهام للسلطة القضائية الفرنسية، إلى جانب أسباب خارجية، بحيث إن التغيير في القضية بدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مع تبدّل الرأي العام العالمي". وأضافت "أصبحت صور عبد الله تُرفع في المسيرات والتظاهرات الداعمة لفلسطين، ما أدى إلى تنامي الحركة التي تطالب بإطلاق سراحه، سواء من داخل أو خارج فرنسا، باعتبار أن قضيته مرتبطة بشكل مباشر ووثيق بالقضية الفلسطينية وهو دائماً ما أكد هذا الارتباط".
وأشارت عبد الفتاح إلى أن "عبد الله لم ينسَ يوماً القضية الفلسطينية، وكل ما يتصل بها، وكنا عندما نتّصل به يسألنا فوراً عن المخيمات والأسرى وكل ما له علاقة بهذه القضية، فهو يناضل وناضل لهذه القضية المركزية وستبقى قضيته"، مشددة على أن "ملف عبد الله لم يكن يوماً قضائياً بل كانت القضية سياسية منذ البداية، بحيث تم تركيب ملفات له وتلفيقها، وهو ما أُثبت على مر السنين وباعتراف من رئيس جهاز الاستخبارات الفرنسي قبل أن يتقاعد، واصفاً ما حصل بوصمة عار على القضاء الفرنسي والحكومة الفرنسية".
وأضافت "رغم استيفائه منذ عام 1999 متطلبات إطلاق السراح المشروط تبعاً للقانون الفرنسي، لكن هذا أيضاً عُرقل، ودائماً ما كانت اللجنة المؤلفة من قضاة وأمنيين ونفسيين، تسأله عن علاقته بفلسطين وماذا يفعل في حال خروجه وبلاده محتلة، وماذا تمثل القضية الفلسطينية له، وكانت النتيجة بأنه غير جاهز عقلياً ونفسياً لإطلاق السراح، كل ذلك لأنه مؤمن بالقضية الفلسطينية".
والخميس الماضي، أمر القضاء الفرنسي بالإفراج عن جورج عبد الله في 25 يوليو/تموز الحالي، وأصدرت محكمة الاستئناف قرارها في جلسة غير علنية في قصر العدل في باريس، في غياب جورج عبد الله المسجون في لانميزان في مقاطعة أوت-بيرينه. ورغم استيفائه منذ عام 1999 متطلبات إطلاق السراح المشروط تبعاً للقانون الفرنسي، بيد أنه رُفض الافراج عنه. كما رُفض إطلاق سراحه مرات عدّة، علماً أن القضاء الفرنسي سبق أن وافق في أكثر من مرة على الإفراج عنه بشرط ترحيله إلى لبنان، منها أواخر عام 2024، لكن القرارات كانت تُستأنف، ما دفع السلطات اللبنانية إلى اعتباره سجينا سياسيا.
وعُرف عبد الله بجملته "أنا مقاتل ولست مجرماً" التي ردّدها أثناء محاكمته في فرنسا، في وقتٍ لم يقرّ بتورطه في عمليتي الاغتيال، اللتين صنفهما في خانة أعمال المقاومة ضد القمع الإسرائيلي والأميركي إبان الحرب الاهلية في لبنان (1990 – 1975)، والغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1978.
ولد عبدالله في 2 إبريل/نيسان 1951، في قرية القبيات، شمالي لبنان، لعائلة مسيحية مارونية، وكان معروفاً حركياً باسم "عبد القادر سعدي"، وقد بدأ الانخراط في العمل السياسي في سنّ الخامسة عشرة، وعُرف بتأييده ونضاله الكبير من أجل القضية الفلسطينية وانخراطه في الحركات القومية العربية المؤيدة لفلسطين.
## فيدان والشيباني بزيارة مرتقبة إلى العراق: ملف الأمن يتصدر المباحثات
25 July 2025 08:38 AM UTC+00
من المرتقب أن يُجري وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان، والسوري أسعد الشيباني، زيارة رسمية إلى العراق خلال الأيام المقبلة لمناقشة عدد من الملفات مع المسؤولين في بغداد، في مقدمتها الملف الأمني. وقال مسؤول بالخارجية العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن تحضيرات تتم في بغداد، استعدادا لزيارة مشتركة يجريها وزيرا الخارجية التركي والسوري، لبحث جملة من الملفات أبرزها الأمني والسياسي والاقتصادي، مؤكدا أن موعد الزيارة الحتمي لم يتحدد.
وأضاف المسؤول أن "مباحثات فيدان والشيباني ببغداد، تهدف لاستكمال مباحثات سابقة تمت في العاصمة الأردنية عمان، وأخرى في تركيا بأوقات سابقة من هذا العام، وستبحث ملف ضبط الحدود والتنسيق الأمني والاستخباراتي ما بين كل من العراق وتركيا وسورية لمواجهة التحديات، وكذلك ملف الاقتصاد والتبادل التجاري إضافة إلى ملف المياه وما يعانيه العراق من أزمة جفاف كبيرة وخطيرة بسبب قلة الإيرادات المائية".
وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي مختار الموسوي، لـ"العربي الجديد"، إن الزيارة المرتقبة ستكون "زيارة عمل وتفاهمات بين الدول الثلاث المتجاورة"، مضيفا أن "هناك إدراكا من الجميع بأهمية التفاهمات والاتفاق على ملفات الأمن تحديدا". وتابع أن "العراق يواجه تحديات إقليمية مشتركة مع دول الجوار، وفي مقدمتها تركيا وسورية، سواء فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، أو مواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية ومن هذا المنطلق فإن تطوير آليات التعاون الأمني وتبادل المعلومات، إلى جانب تنشيط التبادل التجاري وتعزيز الاستثمار، يمثل ضرورة ملحة لتعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة".
وأكد أن مجلس النواب يدعم كل الجهود الرامية إلى "فتح قنوات حوار فعالة وبناء شراكات مستدامة مع جيراننا، تقوم على أساس احترام السيادة والمصالح المشتركة، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي، ويدفع بعجلة التنمية الاقتصادية إلى الأمام". وأضاف أن "التعاون الثلاثي بين العراق وتركيا وسورية يجب ألا يكون مجرد محطة ظرفية، بل ينبغي أن يتحول إلى مسار استراتيجي دائم، مبني على المصالح المشتركة والتحديات المتقاربة التي تتطلب حلولا جماعية ومنسقة، كما من الضروري أن تستمر الاجتماعات واللقاءات الفنية والسياسية بين الدول الثلاث، بهدف تعزيز الأمن الحدودي، وتطوير الشراكات الاقتصادية، وإيجاد حلول فاعلة لقضايا المياه والطاقة والنقل، بما ينعكس إيجاباً على شعوبنا".
## نشطاء وسياسيون ومنظمات يوجهون خطابا للسيسي لإنقاذ أهل غزة من التجويع
25 July 2025 08:38 AM UTC+00
وجه عشرات النشطاء السياسيين والمنظمات الحقوقية والأحزاب السياسية والشخصيات العامة في مصر، خطاباً موجها لرئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، لاستغلال كل الثقل السياسي والدبلوماسي لمصر في الضغط على إسرائيل، بكل الطرق الممكنة، لإيقاف الحصار على قطاع غزة وتأمين وصول الأغذية والمساعدات الإنسانية بشكل دائم، وبكميات تكفي كل سكان القطاع المنكوب. 
وجاء في الخطاب، الذي انتشر بكثافة على منصات التواصل الاجتماعي لإضافة أكبر عدد توقيعات ممكنة: "السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية.. نحن مجموعة من منظمات المجتمع المدني والأحزاب والقيادات الاجتماعية والسياسية والمثقفين والأكاديميين والفنانين، نتوجه إليك بنداء لإنقاذ أهلنا في غزة الذين يفتك بهم الجوع ونقص الإمدادات الطبية والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات. وهو ما يتطلب قراراً شجاعاً بفتح معبر رفح من الجانب المصري فورًا وتأمين دخول الأغذية والمساعدات الإنسانية إلى أهلنا المحاصرين هناك".
وأضاف النشطاء في خطابهم: "الحصار الجائر الذي تفرضه إسرائيل على غزة أصبح يهدد بمجاعة واسعة النطاق سينجم عنها موت عشرات الألوف، معظمهم من الأطفال. ولا يسعنا ونحن نشهد هذه الجريمة المروعة إلا أن ندعوك، إلى جانب فتح معبر رفح، أن تستخدم كل الثقل السياسي والدبلوماسي لمصر في الضغط على اسرائيل بكل الطرق الممكنة لإيقاف هذا الحصار وتأمين وصول الأغذية والمساعدات الإنسانية بشكل دائم، وبكميات تكفي كل سكان غزة. كذلك نرجو منك التدخل لدى منظمات الأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها في ضمان وصول المساعدات إلى مئات الألوف ممن هم على حافة الموت جوعاً". 
وتابع النشطاء "إننا نثمن التزام مصر بالاتفاقيات الدولية، ونقدر كثيراً الحرص على النأي بها عن الحروب المدمرة، لكننا نأمل في تدخل سياسي ودبلوماسي قوي وعاجل يضمن إنهاء الحصار على غزة وضمان تدفق الأغذية والمساعدات، ومن جانبنا سوف ندعم ذلك على جميع الأصعدة الأهلية والجماهيرية والإعلامية. إن مصر لديها مسؤولية تاريخية وإنسانية عن قطاع غزة، فضلاً عن أهميته لأمن مصر القومي، ونحن نعول على قرارٍ شجاعٍ من جانبك بفتح معبر رفح فوراً، لكي تمنع مصر حدوث مجاعة واسعة النطاق في غزة لاشك أن آثارها الإنسانية سوف تترك جراحًا عميقة في ضمائرنا جميعًا. ونحن نرجو أن يجد خطابنا هذا استجابة سريعة منك، ولك كل الشكر والتقدير". 
ومن أبرز الموقعين على الخطاب من الأحزاب السياسية، "حزب الكرامة، حزب المحافظين، حزب الدستور، الحزب الاشتراكي المصري، الحزب الشيوعي المصري، حزب العيش والحرية"، ومن مؤسسات المجتمع المدني "مركز النديم لمناهضة العنف والتعذيب، مؤسسة قضايا المرأة المصرية، مركز إسكندرية للحماية القانونية، مؤسسة إدراك"، بخلاف عشرات الأفراد والشخصيات العامة والسياسية. 
وقال المحامي الحقوقي حليم حنيش، أحد الموقعين على البيان، لـ"العربي الجديد": "نحن في لحظة حرجة، الموقف المصري فيها ضعيف جداً، لحظة نرى فيها المعبر مغلقا من الجانب الإسرائيلي، ومصر لا تملك إلا أدوات سياسية ودبلوماسية". مشيراً إلى أن آليات الضغط المجتمعية والشعبية مغلقة بالنسبة للتظاهر والوسائل الاحتجاجية الأخرى، حيث تمنعها الدولة: "وهناك ثلاث قضايا مفتوحين في نيابة أمن الدولة متعلقة بدعم القضية الفلسطينية، الأولى مستمرة من مظاهرات 23 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي دعت لها الدولة نفسها من جامع الأزهر، لكن لا يزال محبوسا على ذمتها عدد من المواطنين. والقضية الثانية تتعلق بمواطنين نشروا مواقف تأييد على مواقع التواصل الاجتماعي أو رفعوا لافتات. والقضية الثالثة عن عدد من المواطنين متهمين بجمع تبرعات لدعم غزة".
لذا يرى حنيش، أن هذه العريالخطاب بمثابة "فتح نافذة جديدة في لحظة، يعلن فيها النشطاء والسياسيون والحقوقيون المصنفون معارضة، والمتهمون غالباً بالمزايدة على مواقف الدولة؛ أننا بشكل مباشر نتوجه لرئيس الجمهورية، نطلب منه أن يستخدم آلياته وأدواته الممكنة للضغط على الجانب الإسرائيلي". ويرد حنيش على من يدعون أن هذا الخطاب هو مجرد إجراء شكلي، بأنه "في النهاية هذا رئيس جمهورية مصر العربية، ولا بد من تحميله المسؤولية ولا بد أن نخاطبه ونتوجه إليه قبل تحميله المسؤولية".
ولكن حنيش يشير أيضاً إلى أنه ليس هناك "آمال عريضة لإجبار الدولة على تغيير مواقفها" من خلال هذا الخطاب، لكن هذه التحركات "تأتي من منطلق أننا نفعل ما بوسعنا، ونضغط حتى آخر لحظة على الدولة للقيام ولو بجزء بسيط من التزاماتها"، ولا يتوقع حنيش أن تتعامل الدولة المصرية مع الخطاب بالجدية المطلوبة لأن "الوضع الراهن في غزة هو في حد ذاته أكبر من أي خطاب"، لكنه يأمل أن "تشتبك الدولة مع الخطاب، وأن ترى أن المعارضة ليست ضدها في هذه القضية الوطنية، بل تناشدها للتدخل بأي شكل لوقف المجاعة في غزة".
## فرنسا تعلن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين
25 July 2025 08:58 AM UTC+00
## تركيا ثاني أكبر مستثمر أجنبي في إثيوبيا بقيمة تتجاوز 2.5 مليار دولار
25 July 2025 09:02 AM UTC+00
أعلن مفوض هيئة الاستثمار الإثيوبية، زيلقي تمسجن، أمس الخميس، أن تركيا أصبحت ثاني أكبر مستثمر أجنبي في إثيوبيا، بإجمالي استثمارات تقارب 2.5 مليار دولار أميركي، موزعة على قطاعات استراتيجية تشمل المنسوجات، والصناعات الزراعية، والبنية التحتية الرقمية، مؤكداً بذلك تعاظم الشراكة الاقتصادية بين أنقرة وأديس أبابا. جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات منتدى التعاون العالمي الثامن للصناعات، الذي انطلق في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بمشاركة ممثلين عن حكومات ومؤسسات اقتصادية كبرى من مختلف أنحاء العالم.
وأوضح المسؤول الإثيوبي أن أكثر من 260 شركة تركية تنشط حاليًا في البلاد، ما يعكس حجم الثقة المتبادلة بين المستثمرين الأتراك والسوق الإثيوبية الواعدة. وأضاف أن العلاقات الإثيوبية-التركية لم تعد تقتصر على الجانب الدبلوماسي، بل أصبحت شراكة شاملة تشمل التجارة، والتكنولوجيا، والصحة، والتعليم، وحتى الثقافة.
من جهته، وصف المستشار التجاري التركي في أديس أبابا، طه ألبرين سالار، إثيوبيا بأنها شريك استراتيجي محوري لتركيا في شرق أفريقيا، مشيراً إلى أن الموقع الجغرافي لإثيوبيا، وكثافتها السكانية، والبنية التحتية المتطورة نسبيًا، تجعل منها بوابة تجارية مهمة للأسواق الإقليمية. وأكد أن المنتجات التركية تحظى بقبول واسع بفضل جودتها وتكلفتها التنافسية، داعيًا رجال الأعمال الإثيوبيين إلى توسيع التعاون مع الموردين الأتراك.
وفي خطوة رمزية تعكس تصاعد مكانة إثيوبيا في الساحة الاقتصادية العالمية، أعلن مؤسس ورئيس منتدى التعاون العالمي للصناعات، أوتكو بنجيسو، أن إثيوبيا ستكون ضيف الشرف في الدورة الثالثة عشرة من المنتدى، المقرر عقدها في إسطنبول خلال أغسطس/آب المقبل. وتعكس الاستثمارات التركية المتزايدة في إثيوبيا جزءًا من استراتيجية تركية أوسع لتعزيز حضورها الاقتصادي والسياسي في منطقة القرن الأفريقي، التي باتت تُعد واحدة من أبرز ساحات النفوذ الدولي المتنافس في القارة السمراء.
يُذكر أن أنقرة افتتحت أول سفارة لها في الصومال عام 2011 بعد غياب طويل، ووسّعت بشكل كبير وجودها في القرن الأفريقي خلال العقد الأخير، عبر مشاريع بنية تحتية، واستثمارات صناعية، وتعاون أمني وإنساني. وتُعتبر إثيوبيا من أكبر متلقي الاستثمارات التركية في أفريقيا، تليها السودان، والصومال، وجيبوتي. وقد ساعدت اتفاقيات عدم الازدواج الضريبي، وحوافز الاستثمار، وبرامج التدريب الفني والمهني، على جذب مئات الشركات التركية إلى المنطقة، خاصة في مجالات النسيج، والطاقة، والتشييد، واللوجستيات.
وبينما تسعى أنقرة لتعزيز دورها جسرا اقتصاديا بين أفريقيا وآسيا وأوروبا، ينظر مراقبون إلى توسع تركيا في شرق أفريقيا بوصفه جزءًا من سياسة "الانفتاح على القارة" التي أطلقتها الخارجية التركية منذ عام 2005، وأسفرت عن مضاعفة حجم التبادل التجاري مع أفريقيا من نحو 5 مليارات دولار إلى أكثر من 30 مليار دولار في السنوات الأخيرة.
تحوّل إثيوبيا إلى ثاني أكبر وجهة للاستثمار التركي في أفريقيا لا يُعد إنجازًا اقتصاديًا فحسب، بل يعكس أيضًا توازنات إقليمية جديدة في منطقة القرن الأفريقي، حيث تتقاطع المصالح الدولية في مجالات الاقتصاد، والتنمية، والأمن. وإذا استمرت وتيرة هذا التعاون، فقد تشكل تركيا في المستقبل القريب أحد أهم الشركاء الاستراتيجيين لإثيوبيا والمنطقة ككل.
## بين الشغف والاحتراف... كيف تغيّرت عقلية اللاعب العربي مؤخراً؟
25 July 2025 09:03 AM UTC+00
في عالم كرة القدم الذي لا يعترف إلّا بالمجهود والانضباط، لم يعد كافياً أن يمتلك اللاعب العربي موهبة فطرية أو لمسة فنية ساحرة، فمع تسارع وتيرة التطوّر في اللعبة، تغيّرت المعايير التي يُقاس بها النجاح، وكان لا بدَّ أن تتغيّر معها عقلية اللاعب العربي، من هاوٍ يركض خلف الكرة بشغف عاطفي، إلى محترف واعٍ بالتفاصيل التكتيكية والبدنية والذهنية.
من "نجم الحارة" إلى "نجم أوروبا"
لسنوات طويلة، ارتبطت صورة اللاعب العربي بالموهبة المتمرّدة، لاعب يعوّل على سرعته ومهاراته الفردية، لكنه غالباً ما يفتقر للانضباط أو الفهم التكتيكي العالي. ومع مطلع العقد الأخير، بدأ التحوّل التدريجي، فقد برز جيل جديد من اللاعبين الذين نشأوا داخل منظومات احترافية في أوروبا أو تلقوا تكويناً أكاديمياً منظماً في بلدانهم. محمد صلاح، ورياض محرز، وأشرف حكيمي، وغيرهم، هم مثال حي على هذا التحوّل. لاعبون عرب باتوا ينافسون في أعلى المستويات، ليس بموهبتهم فحسب، بل بانضباطهم، وتفانيهم، وتطوّرهم المستمر.
السر يكمن في التكوين
التحوّل لم يكن عشوائياً، بل بدأ من الأساس: التكوين. أكاديميات مثل "أسباير" في قطر، ومدارس الناشئين في المغرب ومصر، ساهمت في صقل اللاعبين من سن مبكرة، ليس بدنياً فحسب، بل ذهنياً وتكتيكياً. لم يعد اللاعب العربي يُلقى به في عمق المنافسة دون إعداد، بل أصبح يحمل عدة المحارب كاملة.
الاحتراف ليس عقداً فحسب بل أسلوب حياة
الاحتراف لم يعد يُقاس بعدد الدولارات في عقد اللاعب، بل بطريقة تفكيره داخل وخارج الملعب. اللاعب المحترف ينام مبكراً، يتبع نظاماً غذائياً، يشاهد مبارياته لتحليل أخطائه، ويتعامل مع كل مباراة على أنها نهائي. وهذا ما يميّز لاعبي اليوم عن جيل الأمس.
تحديات العقلية القديمة ما زالت قائمة
رغم هذا التحوّل، لا تزال بعض العقليات التقليدية قائمة. هناك من يرى في الاحتراف مجرّد سفر وتعاقد خارجي، دون إدراك أن النجاح في أوروبا يتطلّب ضعف المجهود الذي يتطلبه في الدوريات العربية، كما أن الضغوط الإعلامية والجماهيرية، والتدخلات الإدارية في بعض البلدان، لا تزال تعرقل صعود لاعبين كثر.
اللاعب العربي اليوم... جاهز للعالمية؟
نعم، لكن بشروط، أهمها التكوين الجيّد، والانضباط الذاتي، والعقلية الاحترافية الصارمة. وإذا ما توفّرت هذه العناصر، فإنّ الكرة العربية قادرة على إنجاب جيل جديد من النجوم الذين لا يكتفون بالظهور، بل يصنعون الفارق في أندية النخبة. تحوّلت عقلية اللاعب العربي على نحوٍ لافت خلال السنوات الأخيرة. وبينما كانت الموهبة وحدها تفتح له الأبواب في الماضي، بات اليوم يُطالب بإثبات جدارته باحترافية كاملة. مستقبل الكرة العربية واعد، بشرط أن نحسّن زرع هذه العقلية منذ الصغر.
## رونالدو في مهمة ضخمة مع النصر و5 تحديات تنتظره
25 July 2025 09:51 AM UTC+00
لم يتردّد قائد منتخب البرتغال ونادي النصر السعودي، كريستيانو رونالدو (40 عاماً)، في مواصلة رحلته مع "العالمي"، الذي قامت إدارته بتجديد عقد "صاروخ ماديرا"، حتى صيف عام 2027، رغم أن بعض وسائل الإعلام العالمية تحدثت عن رغبته في العودة مرة أخرى إلى منافسات القارة الأوروبية، لأنه يريد المشاركة في بطولة كأس العالم 2026، التي ستقام في الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك.
ويعلم رونالدو أنه الآن أمام مهمة ضخمة، وتنتظره خمسة تحديات في موسم 2025-2026، أولها تحقيق أول لقب مع ناديه النصر في الدوري السعودي لكرة القدم، بعدما حصد مع "العالمي" لقب كأس الأندية العربية الأبطال في عام 2023، إلا أن قائد منتخب البرتغال تعوّد على الصعود إلى منصات التتويج في مسيرته الاحترافية، سواء مع مانشستر يونايتد الإنكليزي أو ريال مدريد الإسباني أو يوفنتوس الإيطالي، في جميع البطولات.
ويُعد لقب بطولة كأس السوبر السعودي، التي تنطلق في شهر أغسطس/ آب المقبل، أحد أهم التحديات التي تنتظر رونالدو، رفقة مدربه الجديد البرتغالي جورجي جيسوس (70 عاماً)، رغم صعوبة المهمة في المسابقة المحلية، بسبب مشاركة عدد من الأندية القوية، لكن إدارة النصر تحركت وتواصل حسم العديد من الصفقات، لأنها تريد الدخول بكل قوتها في موسم 2025-2026، وتأكيد أن "العالمي" سيكون أحد المرشحين على جميع الألقاب المحلية.
وأما التحدي الآخر، الذي ينتظر رونالدو، فهو الوصول إلى الهدف رقم 100 في مسيرته مع النصر، بعدما استطاع صاحب الأربعين عاماً إحراز 93 هدفاً خلال مشاركته في 105 مباريات بجميع البطولات المحلية والقارية، وبقي أمامه سبعة أهداف فقط، ما يجعل "العالمي" الفريق الرابع الذي يصل "صاروخ ماديرا" معه إلى هذا الرقم القياسي، بعد كل من: مانشستر يونايتد الإنكليزي، وريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي، بالإضافة إلى منتخب البرتغال.
ويبقى أمام رونالدو أحد أبرز التحديات في الموسم القادم، وهو بلوغ الهدف رقم 1000 في مسيرته الاحترافية، بعدما وصل قائد منتخب البرتغال إلى 938 هدفاً حتى الآن، وبات أمامه 62 هدفاً، حتى يصل إلى هذا الرقم القياسي التاريخي في عالم "الساحرة المستديرة"، للمرة الأولى، وهو السبب الحقيقي وراء رغبة "صاروخ ماديرا" في تجديد عقده مع النصر، والبقاء حتى صيف 2027.
وهناك التحدي الخامس والأخير، الذي ينتظر كريستيانو رونالدو في الموسم المقبل، وهو قدرته على التفاهم مع المدرب الجديد، البرتغالي جورجي جيسوس، الذي تولى المهمة رسمياً، وبدأ رحلته في العمل، لإعداد الفريق بشكل جيد، قبل انطلاق المنافسات المحلية، بالإضافة إلى أن "صاروخ ماديرا"، أكد في تصريحاته الأخيرة لوسائل الإعلام أنه سيفعل كل شيء، لكي يرسم السعادة على وجه جماهير "العالمي"، من خلال حصد الألقاب، وعلى رأسها الدوري السعودي لكرة القدم.
## ريال مدريد يُجدد رغبته في التعاقد مع رودري
25 July 2025 09:51 AM UTC+00
يرغب نادي ريال مدريد الإسباني في التعاقد مع نجم مانشستر سيتي، رودري (29 عاماً)، المُتوّج بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول الفرنسية، في عام 2024، وكان رودري محل اهتمام النادي الملكي في المواسم الأخيرة، وذلك منذ أن شهد مستواه تحسناً كبيراً مع فريقه الإنكليزي، وبات واحداً من أفضل لاعبي وسط الملعب في العالم، ويعتمد عليه المدرب بيب غوارديولا (54 عاماً) أساسياً باستمرار.
وأكد موقع أر. أم. سي الفرنسي، أمس الخميس، أن ريال مدريد يعتزم تقديم عرض إلى النادي الإنكليزي، من أجل التوقيع مع نجم خط الوسط الإسباني، الذي تعافى من إصابته في الرباط الصليبي، بداية الموسم الماضي، وغاب عن الملاعب فترة طويلة، قبل أن يُشارك في آخر مباريات الموسم المنقضي في "البريمييرليغ"، وكان حاضراً في كأس العالم للأندية، وبدأ يستعيد مستواه تدريجياً، ذلك أن مثل هذه النوعية من الإصابات تفرض على اللاعب عدم المجازفة لتفادي حصول مضاعفات خطيرة تعرقل مسيرته.
ويرتبط رودري بعقد حتى نهاية موسم 2026ـ2027 مع الفريق الإنكليزي، ولهذا فإن النادي الملكي مُجبر على تقديم عرض مالي كبير لإقناع "السيتي" بقبول رحيل نجمه الأول، إذ أشار الموقع الفرنسي إلى أن الفريق الإسباني قد يدفع مبلغاً تقارب قيمته 115 مليون يورو في الأسابيع المقبلة، لإقناع مانشستر سيتي بتسريح نجم الوسط. ويَستعد ريال مدريد لإعادة تشكيل وسط ملعبه، بعد رحيل الكرواتي لوكا مودريتش (39 عاماً)، وقبله الألماني توني كروس (35 عاماً) والبرازيلي كاسيميرو (33 عاماً)، وهو الثلاثي الذي صنع مجد الفريق في دوري أبطال أوروبا، ولكن مهمة إقناع "السيتي" ومدربه غوارديولا لن تكون سهلة، لأن رودري لاعب مهم للغاية، وشديد التأثير في خطط الفريق.
## غوارديولا من صناعة النجوم إلى المدربين
25 July 2025 10:12 AM UTC+00
يُعدّ مدرب مانشستر سيتي، الإسباني بيب غوارديولا (54 عاماً)، من أبرز الشخصيات في عالم التدريب، إذ رسّخ اسمه واحداً من العقول الكروية الفريدة التي غيّرت شكل اللعبة الحديثة بفضل فلسفته القائمة على الاستحواذ والبناء من الخلف، والمعروفة بأسلوب "التيكي تاكا"، الذي تألّق به رفقة الجيل الذهبي لنادي برشلونة. وقد استحقّ عن جدارة لقب "الفيلسوف"، لعمق الفكر التكتيكي الذي يميّز فرقه في مختلف المحطات، من برشلونة إلى بايرن ميونخ، ثم مانشستر سيتي، ما مكنه من تحقيق عشرات الألقاب.
ونجح غوارديولا في مشروعه التدريبي بشكل لافت، ليس فقط من خلال حصد الألقاب، بل عبر قدرته الاستثنائية على تطوير اللاعبين وصقل مواهبهم ليصبحوا نجوماً في أعلى مستويات اللعبة. فقد كان له دور محوري في إبراز موهبة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي (38 عاماً)، إذ ساهم في تحويله إلى ظاهرة كروية فريدة خلال سنواته الذهبية مع برشلونة. كما أعاد توظيف الألماني جوشوا كيميش (30 عاماً)، من ظهير أيمن تقليدي إلى لاعب وسط متكامل، ليصبح عنصراً محورياً في التشكيلة. وفي مانشستر سيتي، كان له الفضل في إعادة إطلاق مسيرة البلجيكي كيفين دي بروين (34 عاماً)، لاعب تشلسي السابق، وحوّله إلى آلة تمريرات حاسمة تُعدّ من بين الأفضل في العالم. ولم تتوقف بصماته عند هؤلاء، بل شملت عدداً كبيراً من اللاعبين الذين وجدوا في غوارديولا المدرب القادر على استخراج أفضل ما فيهم وتوجيههم نحو القمة.
ولم تتوقف بصمات المدرب الإسباني عند حدود تطوير اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، بل امتد تأثيره إلى الجانب التكتيكي العميق، إذ تحوّلت طريقة لعبه إلى مرجع تدريبي يُقدَّم باعتباره نموذجاً في صناعة اللاعبين، خصوصاً في مراكز الوسط ومحور الدفاع، الذين يتطلّب أداؤهم فهماً دقيقاً للتموضع والتمرير تحت الضغط. وقد استفاد من هذه المدرسة عدد من لاعبيه السابقين الذين تحولوا إلى مدربين على أعلى مستوى، أبرزهم الإسباني تشافي هيرنانديز (45 عاماً)، الذي قاد نادي السد القطري لتحقيق ألقاب عدة، قبل أن يتوج مع برشلونة بالدوري والسوبر الإسبانيين.
وسار على النهج نفسه مواطنه تشابي ألونسو (43 عاماً)، الذي فجّر مفاجأة كبرى بقيادته نادي باير ليفركوزن للفوز بالدوري الألماني، ليجد نفسه اليوم مدرباً لنادٍ بحجم ريال مدريد. وفي السياق ذاته، يشرف البلجيكي فينسنت كومباني (39 عاماً)، على تدريب نادي بايرن ميونخ، بعدما أعاده في الموسم الماضي إلى التتويج باللقب المحلي.
ولم يقتصر تأثير المدرب الإسباني المعروف بدعمه للقضية الفلسطينية على اللاعبين فحسب، بل امتد إلى طاقمه الفني ومساعديه الذين ساروا على خطاه ونجحوا بدورهم في تحقيق الألقاب، مستفيدين من تجربته وخبرته الواسعة. البداية كانت مع مساعده الأول، الإسباني الراحل تيتو فيلانوفا (توفي عن 45 عاماً)، الذي تولّى تدريب برشلونة عقب رحيل غوارديولا، وقاده للتتويج بلقب الدوري الإسباني في موسم استثنائي. كما واصل الإيطالي إنزو ماريسكا (45 عاماً)، وهو أحد أفراد طاقمه في مانشستر سيتي، مسيرة النجاح بعد انتقاله لتدريب تشلسي، حيث قاد الفريق للفوز بدوري المؤتمر الأوروبي وكأس العالم للأندية في نسختها الجديدة، في إنجاز غير مسبوق. وفي إنكلترا أيضاً، يواصل الإسباني ميكل أرتيتا (43 عاماً)، مساعده السابق، تألقه مع أرسنال، بعدما حوّل الفريق إلى قوة منافسة على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز، ووصل به في الموسم الماضي إلى الصراع على اللقب حتى الجولات الأخيرة. 
وساهمت مكانة غوارديولا المرموقة في عالم التدريب في جعله مرجعاً فنياً للعديد من المدربين الطموحين الذين سعوا للاستفادة من خبراته، إذ باتت حصصه التدريبية تُعامل باعتبارها دروساً تكتيكية مفتوحة لمن يرغب في فهم تفاصيل فلسفته المعقّدة. ويُعرف غوارديولا بصرامته التكتيكية ودقته العالية في التحضير للمباريات، ما جعل من حضوره تجربة ثرية حتى للمدربين أصحاب الخبرة. ومن أبرز الذين تأثروا به المدرب الفرنسي زين الدين زيدان (52 عاماً)، الذي حرص على الذهاب إلى مدينة ميونخ لحضور تدريبات غوارديولا عن قرب خلال فترة إشرافه على النادي البافاري، وكان زيدان حينها يشرف على الفريق الثاني لريال مدريد. هذه التجربة منحته رؤى جديدة في التسيير الفني والتكتيكي، سرعان ما وظفها حين تولّى لاحقاً قيادة الفريق الأول للنادي الملكي، ليقوده إلى إنجاز تاريخي بتحقيق دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية، بين عامي 2016 و2018، وهو إنجاز لم يسبقه إليه أحد في النسخة الحديثة من البطولة.
وعاش المدرب بيب تراجعاً لافتاً في نتائجه خلال الموسم الماضي، بعدما خرج خالي الوفاض دون تحقيق أي لقب، في سابقة نادرة لمسيرته التدريبية الحافلة. هذا التراجع أثار الكثير من التساؤلات حول مستقبل مشروعه مع مانشستر سيتي، خاصة بعد الإقصاء المفاجئ من كأس العالم للأندية، بعدما اصطدمت رغبته في التعويض والعودة إلى منصات التتويج بطموح نادي الهلال السعودي ومدربه الإيطالي سيموني إنزاغي (49 عاماً)، الذي عرف كيف يُسقط كتيبة غوارديولا، ويقود فريقه للتأهل في مباراة تكتيكية مُحكمة.
هذا الإقصاء زاد الضغوط على "الفيلسوف"، لكنه في المقابل فتح أمامه فرصة لإعادة تقييم المرحلة وبناء فريق جديد بروح متجددة وفلسفة معدّلة، خاصة بعدما باتت خططه التكتيكية مألوفة للجيل الحالي من اللاعبين والمدربين الذين واجهوه مراراً، سواء على أرضية الملعب أو من على دكة البدلاء.
وبعيداً عن المستطيل الأخضر، يتميّز مدرب "السيتيزن" بمواقفه الإنسانية الجريئة التي جعلته مختلفاً عن كثير من نظرائه في عالم التدريب، إذ يُعرف بدعمه الواضح للقضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فقد كان من أكثر الشخصيات الرياضية البارزة التي أعربت عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني، وخصوصاً مع سكان قطاع غزّة في ظل حرب الإبادة.
ولم تقتصر مواقفه على التصريحات العابرة، بل تحدّث عنها علناً في مناسبات متعددة، متحدياً الانتقادات التي طاولته من وسائل إعلامية وشخصيات سياسية حاولت ثنيه عن مواقفه، لكن غوارديولا، المعروف بثباته وقناعته، لم يتراجع، بل أظهر التزامه حتى في أكثر لحظاته مجداً، كما فعل أثناء تسلمه الدكتوراه الفخرية، حين خصّص جزءاً من كلمته للتذكير بمعاناة الشعب الفلسطيني وضرورة الدفاع عن حقوقه، مؤكداً أن القيم الإنسانية لا تتجزأ، وأن الرياضة لا يمكن أن تكون صمّاء أمام الظلم.
## وزارة الصحة اللبنانية: شهيد جراء غارة العدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة برعشيت
25 July 2025 10:15 AM UTC+00
## استشهاد طفل فلسطيني في نابلس شمالي الضفة الغربية
25 July 2025 10:18 AM UTC+00
استشهد طفل فلسطيني، اليوم الجمعة، متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي أول امس الأربعاء في مخيم العين بنابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، فيما استمرت اعتداءات المستوطنين في نابلس وبيت لحم، كما اقتحمت قوات الاحتلال منطقة برك جنوب بيت لحم وبلدة بديا غرب محافظة سلفيت، ويأتي ذلك في ظل مصادقة الكنيست الإسرائيلي، الأربعاء، على مقترح غير ملزم قانونياً بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح اليوم الجمعة، استشهاد الطفل محمد خالد حسن مبروك (14 عاماً) متأثراً بجروح خطيرة أصيب بها برصاص الاحتلال في مخيم العين بمدينة نابلس، أول أمس الأربعاء، حيث كانت قوات الاحتلال اقتحمت المدينة والمخيم وأصيب شاب يبلغ من العمر 26 عاماً برصاص حيّ في القدم خلال مواجهات اندلعت في شارع رفيديا بمدينة نابلس، كما أصيب شابان نتيجة اعتداء بالضرب من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي عليهما، ونُقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج.
هتافات غاضبة خلال وداع وتشييع الشهيد الفتى محمد خالد مبروك في مخيم العين غرب نابلس. pic.twitter.com/zZFl7MlpqP
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 25, 2025
كما تواصلت اعتداءات المستوطنين على مناطق في الضفة الغربية المحتلة، وقامت مجموعة من  المستوطنين، فجر الجمعة، باقتحام "مقام يوسف" في المنطقة الشرقية في مدينة نابلس، وأدوا طقوساً تلمودية، فيما هاجمت مجموعات أخرى من المستوطنين، الجمعة، منازل المواطنين الفلسطينيين في منطقة "دير علا" في برية كيسان شرق بيت لحم جنوب الضفة الغربية، وعبثت بمحتوياتها ودمرت خلايا شمسية وشبكة المياه واستولت على بعض الأغراض وهجرت عشر عائلات، بحسب ما أكدته مصادر محلية.
وعلى صعيد الاقتحامات العسكرية، اقتحمت قوات لاحتلال منطقة البرك السياحية جنوب بيت لحم، الجمعة، وتمركزت عند البرك الثلاث، وأغلقت الشارع الرئيسي الموصل لقرية أرطاس بحسب الوكالةالفلسطينية للأنباء (وفا). كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بديا غرب محافظة سلفيت بعدد من الآليات العسكرية، وقامت بتفتيش منازل الأهالي والعبث بمحتوياتها، كما دهموا عدة منازل في البلدة، وكسروا أبوابها وألحقوا أضرارا مادية بمحتوياتها.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الجمعة، ثلاثة شبان شرق طولكرم، وذكرت "وفا" أن قوات الاحتلال اعتقلت شابين من بلدة عنبتا بعد مداهمة منزليهما وهما: ريان سامي أبو عسل، وأوس هشام أبو كاملة، فيما اعتقلت الشاب عامر سمير أبو جراد من منزله في ضاحية ذنابة. كما دهمت قوات الاحتلال منزل المواطن محمد أبو زنط في ضاحية عزبة ناصر جنوب شرق المدينة، وفتشته وخربت محتوياته واعتدت عليه بالضرب، وسرقت منه مبلغا ماليا بقيمة 10 آلاف شيكل. ويأتي ذلك في إطار عدوان الاحتلال المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها، والذي دخل يومه الـ180 على التوالي، وسط تصعيد في الاقتحامات والانتهاكات بحق المواطنين وممتلكاتهم.
## عملية مشتركة للتحالف الدولي والأمن السوري ضد "داعش" في ريف حلب
25 July 2025 10:18 AM UTC+00
قُتل واعتُقل العديد من عناصر تنظيم "داعش" خلال عملية أمنية مشتركة بين قوات التحالف الدولي وقوات الأمن السورية، جرت فجر اليوم الجمعة، في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، شمالي سورية، هي الأولى من نوعها بين الجانبين. وفيما لم يصدر أي تعليق من الحكومة السورية حول هذه العملية، أفادت مصادر محلية في مدينة الباب بمقتل واعتقال عدد من عناصر تنظيم "داعش" خلال العملية.
وقال الناشط محمد الشمالي لـ"العربي الجديد" إن "قوات التحالف الدولي، بالتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية السورية، قامت بعملية أمنية في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، شاركت فيها حوامات أميركية، ما أدى إلى مقتل أربعة من عناصر داعش، إضافة إلى اعتقال قيادي بارز في التنظيم، عراقي الجنسية".
ووفق الشمالي شاركت قوات من وزارتي الدفاع والداخلية في سورية في العملية من خلال إغلاق الشوارع المحيطة بموقع الإنزال، الذي قامت به المروحيات الأميركية، بينما حلّقت طائرات استطلاع في سماء المنطقة بكثافة، وسط دعوات عبر مكبرات الصوت للمطلوبين لتسليم أنفسهم. وذكرت حسابات محلية أن عملية الإنزال كانت على أحد المنازل في مدينة الباب في حارة البوغزال، مشيرةً إلى أنّ المنزل يعود لشخص من دير الزور يقطنه شخص عراقي يُعتقد أنه قيادي في تنظيم "داعش" يقطنه مع عدد من مرافقيه، ولفتت إلى أن القيادي المقصود هو المتحدث باسم تنظيم داعش، وكان قدم منذ أسبوع إلى مدينة الباب.
ووجّهت القوات المشاركة نداءات عبر مكبرات الصوت طالبت فيها المطلوبين بتسليم أنفسهم، قبل أن تقتحم الموقع وتعتقل القيادي المستهدف. وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر رتلاً عسكرياً يتبع لوزارتي الداخلية والدفاع خلال عملية الاقتحام.
وتعد هذه العملية من أكبر عمليات التحالف في المنطقة منذ أشهر، والأولى من نوعها التي تشارك فيها قوات من الحكومة السورية الجديدة، وكانت العمليات السابقة تتم إما بالاعتماد على "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في المناطق التي تسيطر عليها الأخيرة، أو بشكل منفرد لقوات التحالف، في المناطق الأخرى الخارجة عن سيطرة قوات "قسد".
وكان الولايات المتحدة الأميركية قد أعلنت في سبتمبر/ أيلول 2014 عن تأسيس تحالفٍ دولي بقيادتها لمواجهة تنظيم داعش في سورية والعراق، وتواجد منذ ذلك الحين قواعد لهذا لتحالف في البلدين، كما شنّ العديد من العمليات ضد التنظيم وقواعده، وكان التحالف قد أعلن في مايو/ أيار الماضي عن عملية إعادة تموضع لقواته في سورية تأتي ضمن "عملية مدروسة ومرتبطة بالظروف الميدانية"، وأكد التحالف في بيان أن "إعادة التموضع تهدف إلى تقويض قدرات تنظيم داعش وتعزيز الاستقرار الإقليمي"، مشدداً على استمرار قوة المهام المشتركة في العمل مع الشركاء المحليين "للحفاظ على الضغط على داعش والتعامل مع التهديدات الإرهابية المحتملة".
## تحليل للوكالة الأميركية للتنمية: لا دليل على سرقة حماس للمساعدات
25 July 2025 10:18 AM UTC+00
لم يتوصّل تحليل داخلي أجرته الحكومة الأميركية إلى أيّ دليل على قيام حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) "بسرقة ممنهجة" للإمدادات الإنسانية المموّلة من الولايات المتحدة، وهو ما يشكّك في المنطق الرئيسي الذي تطرحه إسرائيل وواشنطن لدعم آلية مساعدات خاصة مسلحة جديدة. وأجرى مكتب تابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية هذا التحليل، الذي لم يُنشر من قبل، واكتمل في أواخر يونيو/حزيران. ودرس التحليل 156 واقعة سرقة أو فقدان لإمدادات ممولة من الولايات المتحدة، التي أبلغت عنها منظمات مساعدات أميركية شريكة في الفترة من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى مايو/أيار من هذا العام.
ووفقاً لشرائح عرض للنتائج اطلعت عليه وكالة "رويترز"، لم يجد التحليل "أيّ تقارير تزعم أن حماس" استفادت من الإمدادات الممولة من الولايات المتحدة. ونفى متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية صحة هذه النتائج، زاعماً وجود أدلة مصوّرة على نهب حماس للمساعدات، لكنه لم يقدم أي فيديوهات. واتّهم المتحدث المنظمات الإنسانية التقليدية بالتستّر على "فساد المساعدات".
وقال مصدران مطلعان على الأمر إنه جرى تسليم النتائج لمكتب المفتش العام للوكالة الأميركية للتنمية الدولية ومسؤولي وزارة الخارجية المعنيين بسياسة الشرق الأوسط، في الوقت الذي يتفاقم فيه النقص الحاد في الغذاء في القطاع المدمر.
واتهمت إسرائيل مراراً حركة حماس بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية في غزة، وانطلقت من هذه الذريعة لفرض آلية جديدة تحولت لاحقاً لمصيدة موت وقتل راح ضحيتها مئات من الفلسطينيين المجوَّعين بفعل الحصار، في أثناء انتظارهم المساعدات على نقاط محدودة تشرف عليها إسرائيل عبر شركات أمن أميركية.
ويقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنّ ما يقرب من ربع سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة يواجهون ظروفاً أشبه بالمجاعة، ويعاني الآلاف من سوء التغذية الحاد، وتتحدث منظمة الصحة العالمية وأطباء في القطاع عن وفاة أطفال وآخرين بسبب الجوع.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة أيضاً إلى أن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من ألف شخص كانوا يسعون للحصول على إمدادات غذائية، أغلبهم بالقرب من مواقع التوزيع العسكرية التابعة لـ"مؤسّسة غزة الإنسانية"، وهي منظمة مساعدات خاصة جديدة تستخدم شركة لوجستية أميركية ربحية يديرها ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية ومحاربون قدامى مسلحون في الجيش الأميركي.
وأجرى التحليل مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، التي كانت أكبر ممول للمساعدات المقدمة لغزة قبل أن تُجمِّد إدارة الرئيس دونالد ترامب جميع المساعدات الخارجية الأميركية في يناير/كانون الثاني، مُنهيةً بذلك آلاف البرامج. وشرعت الإدارة أيضاً في تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، التي أُدمجت وظائفها ضمن وزارة الخارجية.
ووفقاً لشرائح العرض الموجزة، خَلُص التحليل إلى أن ما لا يقل عن 44 من أصل 156 واقعة جرى فيها الإبلاغ عن سرقة أو فقدان إمدادات المساعدات كانت "على نحوٍ مباشر أو غير مباشر" بسبب الإجراءات العسكرية الإسرائيلية. ولم يرد الجيش الإسرائيلي على أسئلة بشأن هذه النتائج. ورداً على سؤال عن تقرير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، قال الجيش الإسرائيلي لرويترز إن اتهاماته لحماس تستند إلى تقارير مخابرات تشير إلى أن مقاتليها استولوا على شحنات من خلال زرع أنفسهم "سراً وعلناً" في شاحنات المساعدات.
وتنفي حماس هذه الاتهامات، وقال مسؤول أمني من الحركة إن إسرائيل قتلت أكثر من 800 من أفراد الشرطة وحراس الأمن التابعين لحماس في أثناء محاولتهم حماية مركبات المساعدات وطرق القوافل بعد تنسيق مهامهم مع الأمم المتحدة.
ودفاعاً عن نموذجها الدموي في التوزيع، تتهم مؤسّسة غزة الإنسانية أيضاً حماس بسرقة كميات ضخمة من المساعدات. ورفضت الأمم المتحدة ومنظمات أخرى دعوات من المؤسّسة وإسرائيل والولايات المتحدة للتعاون مع المؤسّسة، قائلة إنها تنتهك مبادئ الحياد الإنساني الدولي.
وقدمت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى تعمل في غزة 156 بلاغاً عن سرقة الإمدادات أو فقدها؛ لأنه شرط لتلقي أموال المساعدات الأميركية. وراجع مكتب المساعدات الإنسانية هذه البلاغات. وقال المصدر المطلع الثاني إنّ موظفي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تابعوا مع المنظمات الشريكة في محاولة لتحديد ما إذا كانت حماس متورّطة في سرقة أو فقدان مساعدات ممولة من الولايات المتحدة، وذلك بعد تلقيهم بلاغات.
وأشار العرض التقديمي إلى أن شركاء الوكالة يميلون إلى المبالغة في الإبلاغ عن تحويل المساعدات وسرقتها من الجماعات الخاضعة لعقوبات أو التي تصنّفها الولايات المتحدة تنظيمات إرهابية أجنبية، مثل حماس وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني، لأنهم يريدون تجنّب خسارة التمويل الأميركي.
وجاء في العرض أن من بين وقائع السرقة أو الفقدان المبلغ عنها، وعددها 156 واقعة، نُسبت 63 منها إلى مجهولين، و35 إلى عناصر مسلّحة، و25 إلى أشخاص عُزل، و11 إلى عمل عسكري إسرائيلي مباشر، و11 إلى متعاقدين من الباطن فاسدين، وخمسة إلى أفراد من منظمات إغاثية "متورطين في أنشطة فساد"، وستة إلى "أخرى" وهي فئة تشمل "سلعاً سرقت في ظروف غامضة".
وذكرت إحدى شرائح العرض أن العناصر المسلحة "تضم عصابات وأفراداً آخرين ربما كانوا يحملون أسلحة". وجاء في شريحة أخرى أن "مراجعة كل الوقائع، وعددها 156، لم تكشف عن أي ارتباط" بتنظيمات أجنبية صنفتها الولايات المتحدة إرهابية"، مثل حماس. وقال مصدر مطلع على تقييمات المخابرات الأميركية لرويترز إنهم لا يعلمون بوجود أي تقارير مخابرات أميركية تتحدث بالتفصيل عن تحويل حماس لمساعدات، مضيفاً أن واشنطن تعتمد على التقارير الإسرائيلية.
ووجد تحليل المكتب أن الجيش الإسرائيلي "تسبب على نحوٍ مباشر أو غير مباشر" في إجمالي 44 واقعة فقدت فيها مساعدات مموّلة من الولايات المتحدة أو سرقت. ومن ضمن هذه الوقائع، تعود 11 منها إلى أعمال عسكرية إسرائيلية مباشرة، مثل الغارات الجوية أو الأوامر الصادرة للفلسطينيين بإخلاء مناطق من القطاع. وكشف التحليل أن الخسائر المنسوبة على نحوٍ غير مباشر إلى الجيش الإسرائيلي تتضمن حالات أَجبر فيها جماعات الإغاثة على استخدام طرق تسليم فيها مخاطر عالية للسرقة أو النهب، متجاهلاً طلبات إيجاد طرق بديلة.
(رويترز، العربي الجديد)
## إسطنبول تستضيف جولة مباحثات بين إيران ودول أوروبية
25 July 2025 10:18 AM UTC+00
في أول جولة تفاوضية بعد استهداف الولايات المتحدة وإسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية خلال العدوان الإسرائيلي على إيران، الذي استمر 12 يوماً من 13 إلى 24 يونيو/حزيران الماضي، تعقد إيران وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، اليوم الجمعة، مباحثات بالقنصلية الإيرانية في إسطنبول لبحث سبل العودة إلى الدبلوماسية وإحياء المفاوضات النووية، ويشارك في هذه المباحثات حميد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للشؤون السياسية، بالإضافة إلى كاظم غريب آبادي، نائب عراقجي للشؤون القانونية والدولية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الجمعة، في تصريح لوكالة إرنا الرسمية إن "اجتماع إسطنبول يُعد فرصة سانحة لتصحيح النظرة وامتحان للواقعية لدى الأوروبيين في ما يخصُّ الملف النووي الإيراني"، معتبراً أن الدول الأوروبية الثلاث "تفتقر للأهلية القانونية" لتفعيل آلية الزناد من أجل إعادة فرض العقوبات والقرارات الدولية. وحول ما تداولته بعض وسائل الإعلام بشأن احتمال طرح الأوروبيين تمديد قرار 2231، الذي ينتهي سريانه في 18 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، قال بقائي: "عندما يكون موضوع إعادة فرض العقوبات نفسه يفتقر لأي سند أو مشروعية قانونية ومنطقية، كما أن الأطراف الأوروبية، نظراً لسلوكها، لا تملك الأهلية ولا الإذن للقيام بذلك، فإنّ الحديث عن تمديد القرار 2231 يصبح أكثر انعداماً للمعنى أو الأساس، ونحن نعارضه صراحةً".
وحول التقارير عن زيارة مرتقبة لأحد كبار مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران وإمكانية تفقده للمنشآت النووية المتضرّرة، قال بقائي إن "زيارة نائب المدير العام للوكالة إلى طهران قيد الإعداد، ومن المرجح أن تجري خلال الأسابيع القليلة المقبلة"، موضحاً أن الهدف من هذه الزيارة هو "التشاور لوضع آلية جديدة لتنظيم التعاون بين إيران والوكالة"، مؤكداً أنه "لا يوجد أي برنامج لزيارة المنشآت النووية التي تضرّرت خلال الهجمات غير المشروعة من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني".
وفي السياق، كان غريب آبادي قال، أمس الخميس، في مؤتمر صحافي مع صحافيين من وسائل إعلام أميركية، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن فريقاً فنياً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيزور طهران، خلال الأسبوعين أو الثلاثة المقبلة، لبحث آفاق التعاون المستقبلي بين إيران والوكالة الدولية، مشدداً في الوقت ذاته على أن الوفد لن يقوم بزيارة المنشآت النووية الإيرانية. وأكد غريب آبادي ضرورة إجراء حوارات جديدة مع الوكالة الدولية في ظل المستجدات الراهنة، وقال: "في ضوء الظروف الجديدة، أصبح تنفيذ الالتزامات بحاجة إلى مناقشات جديدة مع الوكالة، وهذا أمر بالغ الأهمية".
وأضاف غريب آبادي أنّ منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تقيّم حالياً حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية نتيجة الهجمات الإسرائيلية والأميركية الأخيرة، معرباً عن تقديره لأهمية الاجتماع المرتقب بين إيران والدول الأوروبية الثلاث يوم الجمعة، ومشيراً إلى أن وزراء خارجية هذه الدول تواصلوا قبل أيام مع عباس عراقجي و"أبدوا رغبتهم في إيجاد حل لإدارة الوضع الراهن"، وشدد على أن الدول الأوروبية "ينبغي ألّا تقوم بتنسيق مواقفها مع الموقف الأميركي".
## تفاصيل إسرائيلية بشأن لقاء ديرمر والشيباني في باريس
25 July 2025 10:18 AM UTC+00
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة، بأن اللقاء الذي عُقد في باريس أمس الخميس، بين مسؤولين إسرائيليين وسوريين رفيعي المستوى، على رأسهم وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني برعاية المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، توماس برّاك، بحث سبل تخفيف التوتر بين سورية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، واستمر لنحو أربع ساعات، وفق ما نقلته القناة 12 العبرية.
وكان المبعوث الأميركي قد كتب عبر حسابه على منصة "إكس"، الخميس: "التقيت هذا المساء السوريين والإسرائيليين في باريس. كان هدفنا الحوار وتخفيف التوتر، وهذا بالضبط ما حققناه. جميع الأطراف جددت التزامها بمواصلة هذه الجهود". وبحسب القناة، فإن "القمة التاريخية"، التي نظمتها إدارة ترامب، كانت أعلى لقاء رسمي بين إسرائيل وسورية خلال الـ25 سنة الماضية، وكان هذا أول لقاء بين الجانبين منذ اندلاع الأزمة الأسبوع الماضي في مدينة السويداء جنوبي سورية، وبعد الغارات الإسرائيلية على دمشق التي أعقبتها.
ولفت مراسل القناة العبرية وموقع أكسيوس الأميركي، باراك رافيد، إلى أن آخر مرة عُقد فيها اجتماع رفيع المستوى بين إسرائيل وسورية، كانت في عام 2000، عندما استضاف الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون رئيس حكومة الاحتلال آنذاك إيهود باراك، ووزير الخارجية السوري في حينه فاروق الشرع، في شيفردستاون، كجزء من محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام بين البلدين.
ونقلت القناة 12 تأكيد مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، لم يسمّهما، لقاء ديرمر والشيباني في باريس أمس، وأن هدف القمة، بحسب المسؤولين الإسرائيليين، كان التوصّل إلى تفاهمات أمنية تتعلق بجنوب سورية من أجل الحفاظ على وقف إطلاق النار بين الجانبين ومنع أزمة مماثلة لتلك التي وقعت الأسبوع الماضي، على الرغم من أن إطلاق النار كان من طرف واحد هو الاحتلال الإسرائيلي، منذ إسقاط نظام بشار الأسد.
وبحسب مسؤول إسرائيلي كبير، يأمل المسؤولون في حكومة الاحتلال أن "تؤدي القمة في باريس، بالإضافة إلى قضية الترتيبات الأمنية على الحدود، إلى استعداد سوري أكبر للتقدّم في خطوات سياسية مع إسرائيل". وتابعت المصادر الإسرائيلية، أن الاجتماع شبه العلني في باريس عُقد بعد سلسلة طويلة من اللقاءات السرية بين مسؤولين إسرائيليين وسوريين كبار خلال الأشهر الأخيرة.
ووفقاً لمسؤولين إسرائيليين كبار، فإنه بعد انهيار نظام بشار الأسد، أجرت إسرائيل والحكومة التركية، التي دعمت النظام السوري الجديد برئاسة أحمد الشرع، محادثات حول منع الاحتكاك العسكري في سورية، وأقامتا خطاً ساخناً بين الجيشين الإسرائيلي والتركي لتفادي المواجهات في المجال الجوي السوري. وخلال هذه المحادثات، اقترح رئيس الاستخبارات التركية، إبراهيم قالن، على مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، الذي عيّنه نتنياهو لقيادة الملف السوري، دعوة ممثلين سوريين للانضمام إلى الاجتماعات.
ووفق ادّعاء مسؤولين إسرائيليين، لم تسمّهم القناة العبرية، وافق الإسرائيليون، والتقى هنغبي عدة مرات وزير الخارجية السوري الشيباني في باكو، عاصمة أذربيجان. وفي الأسابيع الأخيرة، ومع تكثيف برّاك جهوده للتوصل إلى اتفاق أمني بين إسرائيل وسورية خطوةً أولى نحو التطبيع، تم اتخاذ قرار بانضمام ديرمر إلى المحادثات. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن ديرمر مسؤول عن العلاقة بين حكومة نتنياهو والبيت الأبيض. وخلصت إسرائيل إلى أن السوريين لن يتقدّموا نحو التطبيع إلا إذا وُجدت حوافز أميركية، وقد تولى ديرمر مهمة صياغة هذه الحوافز بالتعاون مع إدارة ترامب. وبعد أزمة السويداء الأسبوع الماضي، قرر برّاك أن الوقت قد حان لعقد اجتماع ثلاثي مع ديرمر والشيباني.
## ماكرون: فرنسا ستُساهم بـ75 مليون يورو في مشروع مساعدة لبنان
25 July 2025 10:18 AM UTC+00
أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام بأن "بلاده تستعد لتنظيم مؤتمر دولي لدعم لبنان في باريس، بالتوازي مع الوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وذلك بعد إقرار القوانين الإصلاحية الأساسية، لا سيما في القطاعين المصرفي والقضائي"، وأضاف أن "بلاده ستُساهم بمبلغ 75 مليون يورو في مشروع المساعدة الطارئة للبنان (LEAP) التابع للبنك الدولي، دعماً لإعادة إعمار المناطق المتضررة من العدوان".
وأجرى سلام، أمس الخميس، زيارة رسمية إلى فرنسا والتقى مع ماكرون في قصر الإليزيه، في أول زيارة رسمية له إلى باريس منذ تسلّمه مهامه في فبراير/شباط الماضي. وأصدر مكتب سلام الإعلامي بياناً، صباح اليوم الجمعة، جاء فيه أنه "خلال اللقاء عرض رئيس الوزراء اللبناني التحديات التي يواجهها لبنان، مؤكّداً التزام الحكومة بمواصلة العمل الجاد لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، واستعادة الثقة المحلية والدولية، وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية". من جهته، رحّب الرئيس الفرنسي بالرئيس سلام وأشاد بإصرار الحكومة اللبنانية على المضي قدماً في مسار الإصلاح، مجدداً دعم فرنسا الثابت لسيادة لبنان واستقراره وازدهاره، ولجهود السلطات اللبنانية في إنعاش الاقتصاد وإصلاح المؤسسات.
كما شدد الطرفان على أهمية تجديد ولاية قوات اليونيفيل وتعزيز آلية مراقبة وقف إطلاق النار، وأكدا على "ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية ووقف جميع الانتهاكات، وعلى دعم قدرات الجيش اللبناني بما يعزّز دوره الحصري في امتلاك السلاح وبسط سلطة الدولة". وفي المجال القضائي، أعرب الجانب الفرنسي عن استعداده لتقديم الدعم الفني والمالي لإصلاح القضاء، من خلال إيفاد خبير إلى وزارة العدل اللبنانية، وإطلاق تعاون بين المدرسة الوطنية للقضاء الفرنسية ومعهد الدروس القضائية في لبنان. كما أعادت فرنسا التأكيد على استعدادها لمواكبة التعاون اللبناني - السوري لضبط الحدود المشتركة، وتقديم الدعم التقني اللازم لترسيمها، مستفيدة من الأرشيف التاريخي المتوفّر لديها.
وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد"، إنّ "ماكرون أكد لسلام على ضرورة تجديد مهام اليونيفيل في لبنان، لأهمية وجودها ودورها في هذه الظروف الدقيقة التي يمرّ بها لبنان، كما أكد أهمية دعم الجيش اللبناني حتى يقوم بالمهام الموكلة اليه، كما شدد على ضرورة انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي تحتلها ووقف الاعتداءات للحفاظ على الاستقرار". ولفتت المصادر إلى أن "هناك تشديداً فرنسياً على ضرورة قيام لبنان بالإصلاحات المطلوبة منه باعتبارها شرطاً أساسياً للحصول على أي دعم، من هنا فإن الجانب اللبناني أكد جهوده في هذا الإطار، وأنه سينكب على القيام بالخطوات الإصلاحية لنهضة لبنان".
كما أشارت المصادر إلى أن "سلام تطرق مع ماكرون إلى المهام التي قام بها الجيش اللبناني ويواصل القيام بها منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأن ما يعيق استكمال انتشاره ومهامه هو الاحتلال المستمرّ من جانب العدو، والاعتداءات على الأراضي اللبنانية، وهو ما يجب أن يضغط العالم لايقافه، كما أكد التزام لبنان باتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، وتصميمه على حصر السلاح بيد الدولة واستعادة قرار الحرب والسلم".
## المخرج جورج تقلا: تقديم كارمن في مهرجانات بعلبك محطة مفصلية
25 July 2025 10:21 AM UTC+00
رغم الظروف الأمنية الدقيقة في بعض المناطق اللبنانية، تفتتح مهرجانات بعلبك الدولية، مساء اليوم الجمعة، أمسياتها الفنية، بعرض عالمي لأوبرا "كارمن" للمؤلف الفرنسي بيزيه، مع عرض إضافي مساء غد السبت 26 تموز/ يوليو. العرض من إنتاج المهرجان نفسه، ومن إخراج المخرج اللبناني-البرازيلي العالمي جورج تقلا الذي يعود إلى وطنه الأم بعد 50 عاماً من الهجرة في البرازيل، ليكرّم بعلبك ومهرجاناتها.
قدم تقلا، الذي أثبت حضوره واحداً من أبرز مخرجي ومنتجي العروض الغنائية والأوبرالية في البرازيل، أعمالاً شهيرة على مسارح ساو باولو ونيويورك وبوينس آيرس، وعواصم عالمية أخرى، من بينها "لاترافياتا" و"ريجوليتو"، و"كارمن"، و"إيفيتا"، و"يسوع المسيح سوبرستار"، و"حلم ليلة منتصف الصيف"، و"الآنسة شانيل"، وغيرها.
في حديثه لـ"العربي الجديد"، وصف جورج تقلا إخراجه لأوبرا "كارمن" في بعلبك بأنه "علامة فارقة" في مسيرته الفنية، وأوضح أنه حرص على تقديم هذا العمل الضخم، الذي يُقدم على أدراج معبد باخوس في قلعة بعلبك التاريخية، برؤية تمزج بين المحلي والعالمي. إذ يؤدي الأدوار الرئيسية أربعة مغنين أوبراليين فرنسيين، هم: ماري غوترو في دور كارمن، جوليان بير في دور دون خوسيه، جيروم بوتيليه في دور إسكاميليو، فانينا سانتوني في دور ميكاييلا. مع مشاركة عدد من الأصوات اللبنانية المميزة، أبرزها: ميرا عقيقي في دور فراسكاتي، وغريس مدور في دور مرسيديس، وسيزار نعصي في دور زونيغا، وفادي جنبرت في دور مورال، وفيليب نيقولا مارتين في دور لو دانكيير، وجايسن شويفاتي في دور لو ريمندادو.
في حين أبدع المصمم العالمي ربيع كيروز، الذي صمّم أزياء شرقية حديثة بطابع تقليدي عصري. بالإضافة إلى "نشر عطر شرقي" في الموسيقى من خلال حضور منشدين ومنشدات من جوقة الجامعة الأنطونية، مع التنويه بدور الأب توفيق معتوق الإستثنائي المفعم بمهنية عالية في القيادة الموسيقية للعمل، بمشاركة عازفين وعازفات الأوركسترا الوطنية للراديو الرومانية، التي سبقت وعزفت في بعلبك مرّتين "ستابت ماتر" لروسيني و"ركويام" لفيردي. أما المشاهد الراقصة، فتؤديها راقصات محترفات من لبنان ومجموعة راقصين أجانب، بإشراف الكوريغراف أنسيلمو زولا، بينما تولى الفنان اللبناني نبيل نحاس السينوغرافيا المبهرة على أعمدة المعبد.
ورأى تقلا في عودته إلى لبنان اليوم تحقيقاً لحلم قديم، إذ لا تزال ذكريات الطفولة عن مهرجانات بعلبك حيّةً في ذاكرته، حيث كان يرافق والده فيليب تقلا، رجل الدولة والدبلوماسي المعروف، لحضور مسرحيات للرحابنة أو حفلات راقصة، مثل عرض الأسطورة نورييف، الذي تأثر به بشدة، وأدرك هناك دور المسرح في توطيد الحوار مع الخالق، لا بل قوة المسرح في تخصيص حيز للتواصل مع الخالق، بحسب تعبيره.
واستعاد المخرج علاقته المتينة بمهرجانات بعلبك منذ زيارته مع المخرج الأميركي بوب ويلسون عام 1974، لمتابعة التحضيرات لعمل مسرحي كان مقرراً عرضه في العام التالي، لكن اندلاع الحرب عام 1975 أوقف المشروع. وهو ما كانت له انعكاسات سلبية على الشاب اللبناني الذي قرّر الهجرة إلى البرازيل لإكمال دراسته وبناء مسيرته الفنية.
وعن سببب اختياره تقديم "كارمن"، أوضح جورج تقلا أنه أخرج هذا العمل سابقاً في ساو باولو، وعندما طُلب منه تقديمه في بعلبك لم يتردد، رغم الغربة الطويلة، كما أشار إلى أن شخصية كارمن تجسد المرأة الحرة، المستقلة والمنكبة على العمل مع الثوار لتحرير أرضها مع التزامها بالتضحيات الجمة لتحقيق ذلك، معتبراً أن لبنان يشبه كثيراً هذه المرأة التواقة إلى الحرية والمناضلة من أجل الاستقلال والبحث عن الذات والولادة الجديدة.
كذلك، عبّر المخرج عن رغبته في تمضية شيخوخته في لبنان حيث جذوره، فهو من عائلة مؤثرة في الشأن العام، فقد كان والده فيليب تقلا، الذي ورث السياسة عن شقيقه سليم رجل الدولة، قد شغل مهام أول حاكم لمصرف لبنان ومناصب ديبلوماسية وحكومية عدة.
واختتم جورج تقلا حديثه مع "العربي الجديد"، بالقول: "المسرح كان دائماً المكون الأوفى في حياتي المهنية"، معلناً أنه بعد عرض "كارمن" سيقضي عطلة قصيرة في لبنان، قبل العودة إلى البرازيل لتنفيذ عروض جديدة، منها أوبرا "شيكا دا سيلفا"، التي تروي قصة امرأة سوداء تناضل ضد العبودية، وأوبرا "توراندوت" وأعمال أخرى.
## ترامب ينال تعهداً بتغيير نهج "سي بي إس" التحريري لتمرير صفقتها
25 July 2025 10:40 AM UTC+00
أعطت الهيئة الناظمة للاتصالات في الولايات المتحدة الضوء الأخضر لصفقة شراء شركة الإنتاج سكاي دانس مجموعة باراماونت غلوبال، في مقابل شرط غير اعتيادي يقضي بأن تغيّر محطة سي بي إس التابعة للأخيرة خطّها التحريري.
وأتى هذا الاتفاق بعدما بتّت "باراماونت" في مطلع يوليو/ تموز الحالي نزاعاً قضائياً مع دونالد ترامب، وأعلنت إلغاء برنامج "ذا لايت شو" الذي يوجّه مقدّمه ستيفن كولبرت انتقاداتٍ لاذعةً للرئيس الأميركي.
واحتاجت السلطات الأميركية لسنة للبتّ في مشروع "سكاي دانس" التي طرحت مبلغ 8,4 مليارات دولار للاستحواذ على المجموعة التي انبثقت من استوديوهات الإنتاج الشهيرة "باراماونت".
ولم تذكر الهيئة الناظمة للاتصالات في الولايات المتحدة (إف سي سي) في بيانها سوى جوانب لا علاقة لها كثيراً بصون المنافسة وأنشطة المجموعتين، وهما عادةً من أهمّ العناصر التي تستند إليها الهيئة الناظمة في قراراتها. ودفعت الوكالة "سكاي دانس" خصوصاً إلى التعهّد بأن تتّخذ في "سي بي إس" تدابير "من شأنها أن تصحح الانحياز الذي قوّض ثقة (الجمهور) في وسائل الإعلام الوطنية".
وكثيراً ما ينتقد دونالد ترامب "سي بي إس"، متّهماً إيّاها خصوصاً بأنها "خارج السيطرة". في منتصف إبريل/ نيسان الماضي، اتّهم برنامج "60 مينتس" بالتشهير به وأعرب عن تأييده اتّخاذ مدير "إف سي سي" عقوبات بحقّ المحطة بسبب "سلوكها غير القانوني".
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ادّعى على "سي بي إس" أمام القضاء متّهماً برنامج "60 مينتس" بأنه غيّر على نحو مخادع مقابلة مع منافسته الديموقراطية للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس. لاحقاً، في مطلع يوليو الحالي، وافقت "باراماونت" على دفع 16 مليون دولار لحلّ القضيّة، بعدما طالبها دونالد ترامب بعطل وضرر بقيمة 20 مليار دولار.
ارتفعت أصوات عدّة للتنديد بقرار "باراماونت" التي اتّهمت بمراعاة ترامب مالياً، للحصول على الضوء الأخضر من "إف سي سي". ووصف ستيفن كولبير مقدّم "ذا لايت شو" الذي يعدّ من أبرز البرامج المسائية، هذه الصفقة بـ"الرشوة الكبيرة". وقال الفكاهي الستيني: "لا أدري إذا كان بإمكاني أن أثق مجدّداً في هذه المؤسسة". وبعد بضعة أيّام، أعلنت محطة "سي بي إس" وقف البرنامج الشهير بعد انتهاء موسم 2025-2026، مرجعةً السبب إلى "قرار مالي بحت".
ويعدّ هذا الاتفاق، "بالإضافة إلى الفساد الذي يشوبه" مناورة من حكومة ترامب "لجعل التغطية الصحافية لسي بي إس أكثر محاباةً لليمين المعروف باسم ماغا"، نسبة إلى شعار الرئيس المختصر "لنجعل أميركا عظيمة مجدّداً"، بحسب السيناتور الديمقراطي إد ماركي عن ماساتشوستس، الذي أضاف: "هذا هو الشكل الذي تتخذه الرقابة في الولايات المتحدة".
وحصلت الهيئة الناظمة للاتصالات أيضاً من "سكاي دانس" على ضمانات بإلغاء برامج الترويج للتنوّع والدمج في سياق مجموعة باراماونت. ويسعى الرئيس الأميركي إلى اجتثاث هذه المبادرات من كلّ المؤسسات والهيئات العامة والمراكز التعليمية، باعتبار أنها تنطوي على تمييز في حقّ البيض.
ومن شأن استحواذ "سكاي دانس" على "باراماونت" أن يساعد الأخيرة في تحسين وضعها المالي في ظلّ تقلّص الإيرادات وتضاؤل الربحية. وتسعى المجموعة، على غرار منافسيها، إلى تطوير خدماتها في مجال البثّ التدفّقي مع منصّة باراماونت+ التي ما زالت محدودة النطاق ومعدومة الأرباح بعد أربع سنوات على إطلاقها.
وينبغي الآن على "سكاي دانس" أن تثبت أن ثمة مشاريع يمكن تحقيقها مع "باراماونت" التي تستند إلى نموذج عمل مختلف عنها كثيراً. ولا تملك "سكاي دانس" التي ساهمت في إنتاج أعمال كبيرة، من قبيل "ميشن إنمباسبل" و"توب غان" قنوات بثّ خاصة بها.
وأنشئت الشركة سنة 2010 بمبادرة من ديفيد إليسون، ابن مؤسس شركة التكنولوجيا المعلوماتية أوراكل، لاري إليسون.
(فرانس برس)
## مصري من لاهاي: احتجاج بالأقفال والدقيق في السفارات ضدّ حصار غزة
25 July 2025 10:44 AM UTC+00
أكد المدوّن وصانع المحتوى المصري أنس حبيب، المقيم في هولندا في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه لا يستطيع أن يواصل حياته بأمان بينما يموت سكان غزة جوعاً تحت الحصار على مرأى ومسمع من العالم، قائلاً: "لا يمكنني أن أعيش حياتي على نحوٍ طبيعي وهناك من يتضوّر جوعاً في غزة. لا بدّ أن أفعل شيئاً أقدّمه لله ولهؤلاء المستضعفين".
بهذه الكلمات عبّر أنس عن دوافع خطوته الاحتجاجية الاستثنائية التي قام بها خلال الأيام الماضية، حين أغلق أبواب السفارة المصرية في لاهاي مستخدماً أقفالاً حديدية، ثم لطخ اسمها بالبيض، وسكب الطحين الأبيض على الأرض، كأنما يعيد تمثيل مشهد من غزة المحاصرة، وقال مخاطباً إياهم: "اجمعوه من الأرض، كما يفعل أهل غزة".
لم يحمل أنس لافتات شعارات ولا ميكروفونات، فقط صوته الغاضب وكاميرا هاتفه. ولم يتوقف تحركه عند لاهاي، بل أعقبه بخطوات مماثلة، إذ وضع الأقفال على أبواب سفارة الأردن، ثم سفارة مصر في بلجيكا، مُرسلاً رسائل احتجاج رمزية ضدّ الصمت العربي تجاه المجاعة المفروضة على القطاع المحاصر.
في صباح يوم الاثنين الماضي، لم يطرق الأبواب بحثاً عن تأشيرة أو معاملة قنصلية. بل حضر ليرفع الصوت مدوياً: "غزة جائعة ومحاصرة، لا حليب للأطفال، لا مساعدات، والمعابر مغلقة، وتقولون إنها مقفلة من عندهم وليس من عندكم.... جربوا الحصار".
أنس حبيب قال لـ"العربي الجديد: "قرّرت أن أُذِيق ممثلي هاتين الدولتَين من الكأس نفسها، وبالحجة ذاتها التي يستخدمها النظام المصري: المعبر مغلق من الجهة الأخرى. فأغلقتُ عليهم الباب وادعيتُ أنه مغلق من الداخل. هكذا يفعلون مع الفلسطينيين، وهكذا أعبّر عن رأيي". وعند سؤاله عن الرمزية التي يوظفها في احتجاجاته، أجاب: "الهزل يفضح الكذب. ما فعلته من تهريج أمام السفارة كشف زيف ادّعاءاتهم، وسأواصل استخدام الوسائل ذاتها، وفي أماكن أخرى، حتّى يعيش الفلسطينيون بأمان".
يأتي هذا في الوقت الذي تتكدس آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية التي تبرعت بها الدول والمنظمات الدولية والمصرية على مدار أشهر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، نتيجة الإغلاق الإسرائيلي لمعبر رفح منذ مايو/أيار 2024.
صرخة الشاب المصري التي وثّقها عبر بث مباشر على مواقع التواصل، سبقتها تدوينة لها على فيسبوك قال فيها: "أنا نازل عند سفارة النظام اللي محاصر غزة عشان نفسي أنا... عشان سؤال ربنا يوم القيامة يمكن ده يكون عذر ليا يوم القيامة... حصار وتجويع غزة مش هيخلي حد مستريح ولا عايش مستريح وطول ما غزة مش آمنة عمركم ما هتكونو في أمان...".
لم يكن الاحتجاج الذي قام بها المصري أنس حبيب بإغلاق سفارة مصر في هولندا الأول من نوعه له، فرغم الطريقة المبتكرة التي تُعدّ خطوة احتجاجية فردية، تبعها بعدة خطوات أخرى بوضع الأقفال على سفارة المملكة الأردنية في هولندا، وسفارة مصر في بلجيكا، إلّا أن لأنس قصة يتشابه فيها مع عدد من شباب مصر الذي تلقوا وابلاً من القمع السياسي بعد انقلاب يوليو/ تموز 2013.
فمن يكون أنس إبراهيم حبيب؟ الشاب الذي استطاع بصحبة أخيه طارق، الاحتجاج الرمزي أمام السفارة المصرية، لتنتشر حول العالم ويتفاعل معها رواد منصات التواصل الاجتماعي.
وُلد أنس إبراهيم حبيب عام 1998، في مدينة دمنهور، عاصمة محافظة البحيرة، بشمال مصر، لأسرة تنتمي إلى الطبقة الوسطى. تعلّم بالأزهر الشريف، حتّى مرحلة الثانوية في مدينة دمنهور، شارك والده وأخوه الأكبر طارق (من مواليد عام 1994)، في ثورة يناير 2011، إلى أن تحوّل مصير الأسرة تماماً بعد انقلاب يوليو 2013. فقد شهدت مدينة دمنهور آنذاك مظاهرات عارمة رافضة للانقلاب، كان أبرزها المظاهرة الرافضة لمجزرة فضِّ ميداني رابعة العدوية والنهضة يوم 14 أغسطس/ آب 2013، التي شهدت اشتباكات غير مسبوقة نتج عنها حريق مبنى محافظة البحيرة، وعدد من المباني الحكومية، وعدد كبير من المعتقلين. 
بعد انطلاق العام الدراسي الأول بعد شهر من مذبحة فضّ رابعة والنهضة، شارك أنس (15 عاماً آنذاك) في التظاهرات الطلابية الرافضة للانقلاب في معهده الأزهري، وفي شوارع مدينة دمنهور، وفي 9 يناير/ كانون الثاني وفي مظاهرة ليلية بمدينة دمنهور أُصيب صديقه عادل الحوفي (1998 - 2014)، برصاصة في الرقبة نُقل على إثرها للعناية المركزة، وفارق الحياة في 2 فبراير/ شباط 2014.  كان مقتل صديقه عادل الحوفي دافعاً لإكمال مسيرته في التظاهر والمشاركة في الفعاليات الاحتجاجية ضد الانقلاب في مدينته دمنهور، وظلّ الأمر كذلك إلى أن كان في زيارة إلى صديقه المعتقل أثناء عرضه على النيابة، وعرف من خلال أحد المحامين أنه مُدرج في 3 قضايا، وقد صدرت بحقه أوامر اعتقال. 
اعتُقل والده الذي يعمل معلّماً للتاريخ أثناء إنهاء أجراء إجازته، واستطاع أخوه الذي كان يدرس بكلية الهندسة جامعة الأزهر الخروج خارج مصر، وانتقل أنس برفقة والدته إلى القاهرة، التي اتّخذها محلاً جديداً للإقامة، واستطاع التسجيل بأحد المعاهد الأزهرية هناك، بعد أن اكتشف أنه متهم برفقة أبيه وأخيه في 3 قضايا متنوعة.
الخروج للمنفى
في شهر يوليو/ تموز 2015، وأثناء الإجازة الصيفية، حاول أنس مغادرة مصر نحو السودان عبر مطار القاهرة، إلّا أنه اعتقل من المطار، وبدأ رحلة داخل السجن استمرت نحو عامين، أمضى فيها سنة ونصف السنة داخل سجن "معسكر أمن دمنهور"، حتى أكمل الثامنة عشرة من عمره ورُحّل بعد ذلك إلى سجن الأبعادية "دمنهور العمومي" الذي أمضى فيه ستة أشهر حتى خرج من السجن وحده، تاركاً والده يمضي 3 سنوات داخل السجن. 
تمكّن أنس من اجتياز امتحانات الثانوية الأزهرية من داخل السجن، رغم الظروف القاسية التي وصفها في شهادته لبودكاست "عنبر كله يسمع" بأنها كانت "كارثية"، قال: "لم نكن نستطيع النوم خلال فترة الامتحانات، ولم تتوفر ظروف للمذاكرة داخل الزنازين المزدحمة، فاعتمدنا فقط على القراءة". ورغم ذلك، تمكّن من نيل معدل 76 في المئة في الفرع العلمي.
بعد مغادرة السجن، حاول أنس السفر مرة أخرى، إلّا أنه فوجئ بمنعه من السفر ومصادرة جواز سفره للمرة الثانية، والتحقيق معه في مقر الأمن الوطني بدمنهور مرة أخرى. بعدها حصل على جواز سفره وسُمح له بالسفر إلّا أنه لم يعد إلى البلاد منذ أن غادرها عام 2017. 
سافر أنس إلى تركيا لمتابعة دراسته الجامعية في تخصّص الإعلام، إذ التحق بشقيقه طارق الذي أنهى دراسة الهندسة. وأطلقا معاً قناة على يوتيوب بعنوان "2 Brothers"، قدّما من خلالها تجارب اجتماعية متنوعة ورحلات ميدانية، واشتهرا من خلالها. 
قبل أربعة أعوام، قرّر الأخوان أنس وطارق الانتقال للعيش في هولندا. وهناك، تزوّج أنس من فتاة هولندية أعلنت إسلامها، وقد أثارت قصتها إعجاباً واسعاً بعدما بثّ تسجيلاً يظهره وهو يلقّنها الشهادة. لاحقاً، رزق الزوجان بطفل أسمياه "مالك".
تعرّض أنس قبل ثلاثة أعوام، لضغوطات شديدة نتيجة التهديدات المتكررة التي طاولت عائلته في مصر، ما اضطره إلى التزام الصمت والامتناع عن الحديث في السياسة لمدة شهر ونصف الشهر، إلى أن تمكّن من تأمين خروج أهله من البلاد. بعدها، استأنف نشاطه وواصل مشاركته في الوقفات الاحتجاجية الدورية أمام السفارة المصرية في هولندا.
بعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، ازداد حضور أنس على وسائل التواصل الاجتماعي داعماً للمقاومة، وتعرّض للاعتقال مرة بسبب مشاركته في الاحتجاجات ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وظلّ يشارك في الفعاليات الداعمة لفلسطين في هولندا.
 
## إسرائيل تواصل اعتداءاتها جنوبي لبنان وبرّاك يصعد ضد حزب الله
25 July 2025 10:51 AM UTC+00
تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان في خرقٍ مستمرّ لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فيما صعد المبعوث الأميركي توماس برّاك لهجته ضد حزب الله.
واليوم الجمعة، استشهد شخص جراء غارة لطيران الاحتلال الإسرائيلي على سيارة في بلدة برعشيت، كما أصيب مواطن بجروح بعدما أطلق جيش الاحتلال النار عليه في بلدة الضهيرة جنوباً. وحلّقت طائرات اسرائيلية صباح اليوم على علو منخفض في أجواء بعض المناطق اللبنانية، من ضمنها العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، وذلك بعد تصعيد لافت مساء أمس الخميس مع تنفيذ الاحتلال سلسلة اعتداءات على مناطق عدة في الجنوب، فيما استهدفت مسيّرة بغارة سيارة في بلدة عيتا الشعب، ما أسفر عن استشهاد مواطن.
ومساء الخميس، أطلق الموفد الأميركي توماس برّاك مواقف بارزة وتصعيدية بوجه حزب الله عبر حسابه على منصّة "إكس"، معلناً أن الولايات مستعدة لدعم لبنان شرط أن تلتزم الحكومة باحتكار الدولة جميع الأسلحة، وأن يكون الجيش اللبناني وحده الذي يملك السلطة الدستورية للعمل داخل حدوده. وأشار برّاك إلى تصريحه خلال زيارته إلى بيروت بأن حزب الله قضية يجب أن يحلّها اللبنانيون أنفسهم، كما أن موقف الولايات المتحدة راسخ بأن حزب الله يمثل تحدياً لا يمكن لأحد معالجته إلا الحكومة اللبنانية.
ولفت إلى أن هدفنا في لبنان هو دولة لبنانية قوية قادرة على مواجهة حزب الله ونزع سلاحه، مشدداً على أن الولايات المتحدة لا تفرّق بين جناحي حزب الله السياسي والعسكري، و"نحن ننظر إلى الجماعة برمّتها على حقيقتها بأنها منظمة إرهابية أجنبية". وتابع "في المقابل تعترف الولايات المتحدة بالجيش اللبناني باعتباره المؤسسة العسكرية الوطنية الشرعية الوحيدة، وركيزة من ركائز سيادة لبنان ومفتاح ضمان مستقبل مستقر ومزدهر، ويقع الآن على عاتق القيادة السياسية اللبنانية والجيش اللبناني إظهار العزم والإرادة السياسية، على حدّ تعبير الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لاستغلال فرصة جديدة لمستقبل خالٍ من قبضة إرهابيي حزب الله، وفي هذا المسار ستقف الولايات المتحدة جنباً إلى جنب مع الشعب اللبناني".
في هذا الإطار، قالت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد": "ننتظر الردّ الأميركي على موقف لبنان الأخير، ونأمل بأن تكون الأجواء إيجابية، فهناك ثوابت يتمسّك بها لبنان ويصرّ عليها، على رأسها وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، مع ضمانات بهذا الاتجاه". ولفتت المصادر إلى أن "قرار احتكار الدولة السلاح متخذ بحسب قسم الرئيس جوزاف عون والبيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام، والعمل جارٍ من أجل بحث آليات تنفيذية، لكن هذا يتطلب هدوءاً ومباحثات داخلية، ولا يحصل بالقوة، وذلك حرصاً على المصلحة اللبنانية والاستقرار الداخلي".
وقال الرئيس اللبناني، أمس الخميس، إن لبنان "على مفترق طرق مفصلي وقد يكون مصيرياً، وحدتنا وتعاوننا وتضامننا أساسية كي نواجه كافة التحديات"، مشيرا إلى أن "الخطأ المميت الذي ارتكبه اللبنانيون في السابق هو الاستقواء بالخارج ضد الآخر في الداخل وشهدنا تبعات هذا الأمر، أنا أريد أن استقوي بشريكي وأخي في الداخل ضد الخارج كائناً من كان".
## نازحو السويداء: نقص طعام وخدمات في مراكز إيواء درعا
25 July 2025 10:55 AM UTC+00
أجبرت المواجهات المسلحة في محافظة السويداء مئات العائلات على النزوح إلى مناطق أكثير أمناً، ووصلت نحو 4000 عائلة إلى محافظة درعا المجاورة، وغالبيتها تعيش حالياً في مراكز إيواء.
لم تكن أمام مئات العائلات السورية التي غادرت محافظة السويداء خلال الاشتباكات الدامية الكثير من الخيارات، إذ حمل أربابها أطفالهم ومن بقي من أفراد عائلاتهم واتجهوا إلى مناطق آمنة خارج الحدود الإدارية للمحافظة، تاركين بيوتاً وأراضي بعضها موروثة عن الأجداد، للسكن في مراكز إيواء لا توفر لهم أبسط الخدمات الحياتية، أو في بيوت عائلات احتضنتهم.
حصل النزوح أو التهجير في ظل غياب أي تخطيط حكومي، وتفاوت واضح في استجابة المنظمات الإنسانية، خاصة مع تزايد أعداد النازحين، وإخلاء دفعات أخرى من العائلات التي كانت محاصرة داخل السويداء. وتعاني مراكز الإيواء في محافظة درعا المجاورة، وهي في معظمها مدارس، من ندرة أبسط مقومات الحياة، فيما تعيق الإجراءات  التي تتبعها بعض المنظمات الإغاثية وصول المساعدات إلى العائلات، ما يزيد تدهور الأوضاع المعيشية.
يقول سليمان الهواري، وهو إمام وخطيب مسجد بلدة شهبا في السويداء، لـ"العربي الجديد": "كنا دائماً ندعو إلى السلم الأهلي والعيش المشترك، وهذا النهج معروف لدى جميع أبناء جبل العرب، سواء العشائر البدوية أو الدروز. من تم تهجيرهم قسراً تعرّضوا للحصار داخل منازلهم وسط تهديدات بالقتل، قبل أن يتدخل بعض الوجهاء والشرفاء لتأمين خروجهم. لولا هذا التدخل، لكان الكثير من البدو قد قُتلوا، وما زال كثيرون يتصلون بنا كي يعبّروا عن ألمهم الشديد لما جرى".
ويضيف الهواري: "بعض أبناء سورية يعيشون اليوم في مراكز إيواء أو مدارس داخل وطنهم. فكيف تقبل الدولة أن يُجبر المواطن على الهجرة؟ لا وجود للعداوة بين بدو السويداء ودروزها، ولا نعرف مبرر تهجير الناس من بيوتهم. لماذا لا تؤمّن الدولة المنازل؟". 
ويلفت إلى أن عدداً من أهالي بلدة شهبا ما زالوا محاصرين في المسجد من دون طعام أو شراب أو دواء، وأن هناك حالات إنسانية بالغة الخطورة، وأن "من غادروا السويداء كانوا مضطرين، وجميعهم مصرّون على العودة إلى بيوتهم في أقرب وقت".
بدوره، يشدد سلام الهجر، وهو أحد المهجرين من شهبا، على أن سكان البلدة من أبناء العشائر البدوية لم تكن لديهم أي نية للرحيل، وقد عاشوا في حالة من التعايش مع جيرانهم الدروز وبقية مكونات المنطقة منذ مئات السنين. ويوضح في حديث لـ"العربي الجديد"، أن التدخل المسلح من مجموعات وصفها بـ"المتطرفة" كان السبب المباشر في مغادرتهم القسرية، مضيفاً: "طردت جماعات مسلحة الناس من مناطق التربة والجنينة وغيرها، ومن بين نحو 200 عائلة، سقط نحو 25 قتيلاً، وهناك عدد من المفقودين. غادرنا حفاظاً على أرواحنا، لا رغبة منا بالرحيل".
وتروي الخمسينية حوا المحمد لـ"العربي الجديد"، أن عائلتها عاشت أكثر من 55 سنة في القرية في ظل جوار مستقر، قبل أن تُجبر على مغادرتها تحت تهديد السلاح، وتقول: "خرجنا بعد تهديدات مباشرة، ونمنا في العراء، والأطفال قضوا أياماً تحت الأشجار. حالياً لا نطلب سوى العودة إلى منازلنا".
ويقول عضو شعبة نقابة المعلمين في شهبا، المدرس عاطف الهواري، لـ"العربي الجديد": "العائلات هجّرت من منازلها وأراضيها على أيدي مجموعات مسلّحة منفلتة. شهبا كانت نموذجاً للأمن والسلم الأهلي طيلة 14 عاماً مضت. لكنهم هجّرونا بملابسنا فقط، وتحت ضغط السلاح، ونأمل بأن يتم التعامل مع هذه المجموعات سريعاً حتى نتمكن من العودة إلى أرضنا وبيوتنا، والعيش بسلام مع أهلنا وجيراننا".
نزح السوري محمد خير النعيمي إلى مركز البقعة، ويؤكد لـ"العربي الجديد"، أن العائلات التي فرت من شهبا تعيش حالة من التشرد والتشتت وسط غياب التنظيم ونقص الخدمات، ويقول: "تعمل المنظمات الإغاثية بطريقة عشوائية، وتضيق على الناس بإجراءات كثيرة، من بينها التحقق من البيانات، رغم أن الكثير من أفراد العائلات مفقودون، أو موزعون على أماكن متفرقة. بعض العائلات لجأت إلى منازل أقارب أو أصدقاء، ويصعب الوصول إلى الجميع بسبب غياب قاعدة بيانات موحدة. نحن بحاجة إلى خيام، أو أماكن إيواء تتسع للعوائل، ولا توجد فرش، ولا حمامات صالحة للاستعمال، والماء غير صالح للشرب. الناس يتزاحمون في غرف صفية، وهذا صعب للغاية".
ويشير النعيمي إلى أن "الكثير من العوائل فقدت أوراقها الثبوتية خلال النزوح، أو تعرضت للسرقة خلال مغادرتها، ومنذ يومين لم يُقدَّم أي خبز من المنظمات، وكل ما نأكله يأتي من التبرعات الأهلية أو بالجهود المحلية، فيما تعاني العائلات المستضيفة من ضغوط متزايدة".
في ظل هذا الواقع المتأزم، يؤكد الناشط عمر الجنوبي لـ"العربي الجديد"، أن "المهجرين من بينهم عائلات من المسيحيين، وعدد العائلات المسيحية التي فرت من السويداء يقدر بنحو 60 عائلة، والاحتياجات العاجلة تشمل مختلف المواد الغذائية، إضافة إلى حليب الأطفال، ومواد النظافة، خاصة أن الحرارة المرتفعة تفاقم معاناة النازحين".
يضيف الجنوبي: "هناك مخاوف لدى بعض العائلات من الإدلاء بأي تصريحات إعلامية بسبب بقاء أفراد منها في المناطق المحاصرة داخل السويداء، ونأمل بأن يتمكن جميع النازحين من العودة قريباً إلى منازلهم، وغالبية العائلات بانتظار هذه اللحظة".
بدوره، يقول عضو المكتب التنفيذي في محافظة درعا المسؤول عن لجنة الطوارئ حسين النصيرات، لـ"العربي الجديد"، إن "عدد مراكز الإيواء وصل إلى 52 مركزاً، وهي تستضيف حالياً أكثر من 4000 عائلة من سكان السويداء، معظمهم من عشائر البدو، إلى جانب نسبة أقل من أبناء الطائفة الدرزية، وعدد من العائلات المسيحية. أغلب العائلات المسيحية توجهت نحو دمشق، أو مناطق أخرى أكثر استقراراً، وكثير من العائلات النازحة تخشى على مصير أفرادها الذين بقوا داخل السويداء. العودة مرهونة بحلول أمنية، وبيئة يشعر فيها الناس بالأمان، وهذا غير متوفر حالياً في ظل غياب فرض سلطة الدولة".
وتتزايد تحركات المنظمات الإنسانية للاستجابة لحاجة المهجرين، لكن الاستجابة لا تزال دون المستوى المطلوب في ظل ظروف قاسية تشمل ارتفاع درجات الحرارة، واكتظاظ مراكز الإيواء، وهناك حاجة لتكثيف الجهود الإنسانية، خصوصاً في قطاعي الصحة وتوفير الغذاء.
ويقول النازح يزن الجاسم لـ"العربي الجديد"، إن النازحين يعانون من نقص مختلف الخدمات والمتطلبات الإنسانية، وإن الكثير من العوائل بحاجة إلى خيام، ويمكن توفير كرفانات للعائلات الكبيرة، كون البقاء في صفوف المدرسة صعب على هذه العوائل. يتابع: "الكثير من العوائل التي هجرت متخوفة على مصير من بقي من أفرادها في السويداء، وهم محاصرون هناك، ولا نريد العودة قبل توفير الأمن، لكننا بحاجة إلى المياه والطعام والكهرباء والمستلزمات الطبية، فهناك نساء حوامل، ومن بيننا مصابون ومرضى، ونحتاج أيضاً إلى حليب الأطفال. الوضع صعب للغاية، والكثير من عوائل درعا تتعاطف معنا وتساندنا، وهناك عوائل تقيم في منازل أبناء درعا بالمدن والقرى، وعوائل أخرى فضلت المغادرة إلى محافظات تضم أقارب لها".
وأفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية (أوتشا)، بنزوح أكثر من 145 ألف شخص بسبب الأعمال العدائية في محافظة السويداء، وأكد تقرير أممي صدر مساء الأربعاء الماضي، أن هؤلاء الأشخاص فروا إلى مناطق مختلفة داخل السويداء، وإلى محافظتي درعا وريف دمشق.
وزارت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية هند قبوات مراكز الإيواء في درعا التي تستضيف المهجرين من السويداء، والتقت عدداً من النازحين، وشددت على أن الوزارة تتابع أوضاع المهجرين باهتمام، وأن هناك خططاً حكومية لتأمين المزيد من الدعم الإنساني، وتحسين ظروف الإقامة المؤقتة، وأن الحكومة تسعى إلى إيجاد حلول تضمن كرامة العائلات المتضررة، وتعمل على ضمان عودتها إلى مناطقها ومنازلها فور توفر الظروف المناسبة.
## هل مصر على أعتاب ثورة نفطية مع بدء إنتاج النفط الصخري؟
25 July 2025 11:05 AM UTC+00
تحدث موقع "إنجازات مصر" الحكومي، في 18 يوليو/تموز الجاري، عما سماه "ثورة نفطية" تنتظر مصر بعد اكتشاف بحر من النفط الصخري يغير المعادلة، مؤكدًا أن هذا الاكتشاف قد يُعيد تشكيل مستقبل الطاقة في البلاد. واعتبر الموقع أن الاكتشاف بمثابة ثورة اقتصادية محتملة قد تُحول مصر إلى دولة مُصدّرة للنفط والغاز، مما يعزز اقتصادها ويفتح آفاقًا جديدة للتنمية.
جاء ذلك بعدما أعلنت شركتا "واديكو" و"BCM"، في 16 يوليو/تموز الجاري، عن إطلاق أول مشروع لاستكشاف  النفط الصخري في جنوب مصر وإنتاجه، للاستفادة من احتياطي هائل يُقدّر بـ115 مليار برميل من الزيت القابل للاستخراج من صخور الطفلة الزيتية، ضمن إجمالي احتياطي يبلغ 225 مليار طن من هذه الصخور، وفقًا للمواقع الرسمية المصرية.
وقد وقّعت شركة "واديكو" (الوادي الجديد للثروة المعدنية المصرية) اتفاقية استراتيجية مع مجموعة BCM العالمية، لإطلاق أول مشروع من نوعه في مصر لاستخراج الطفلة الزيتية، التي يُطلق عليها بديل البترول وإنتاجها، وذلك ضمن فعاليات منتدى مصر للتعدين.
وتهدف الاتفاقية إلى التعاون في الاستكشاف والإنتاج داخل مصر وعلى المستوى الإقليمي، واستخدام الطفلة الزيتية مصدرا بديلا للطاقة، سواء في توليد الكهرباء أو في صناعة الأسمنت. وكانت شركة "واديكو" قد أعلنت في مارس 2024 عن إنشاء مجمعين صناعيين للخامات التعدينية في صعيد مصر خلال عامي 2024-2025. وزعم موقع "إنجازات مصر" أن هذه الخطوة تشكّل نقلة نوعية، إذ تتجاوز احتياطيات مصر المُعلنة من النفط التقليدي (3.3 مليارات برميل) بأضعاف مضاعفة، مما يضعها في مصاف الدول الغنية بالنفط الصخري.
ونقل الموقع عن خبراء أن محتوى الكربون العضوي في هذه الصخور يصل إلى 16.9% بالوزن، مع نسبة بيتومين مستخلَص تصل إلى 2.5%، مما يتيح إنتاج ما يصل إلى 45 غالونًا من النفط الخام لكل طن صخر، بمتوسط 19 غالونًا، وبقيمة حرارية تصل إلى 6050 كيلو سعر حراري لكل كيلوغرام. وتشير التقارير المصرية، التي جرى الترويج لها على نطاق واسع بين اللجان الإلكترونية الحكومية، إلى أن مصر تستلهم تجربتها من الأردن، التي نجحت بالتعاون مع شركة BCM في إنتاج النفط الصخري بتكلفة تتراوح بين 32 و38 دولارًا للبرميل.
ويُذكر أن هذا الرقم يتجاوز احتياطيات مصر المؤكدة من النفط التقليدي، التي تُقدّر بحوالي 4.3 مليارات برميل، بأضعاف كبيرة. ومع ذلك، يجب النظر إلى هذا الإعلان بحذر، حيث إن المشروع لا يزال في مرحلة الدراسات الأولية والتفاهمات، ولم تُعلن بعد تفاصيل مالية أو جدول زمني محدد للحفر والإنتاج الفعلي. وتتراوح تكلفة استخراج النفط الصخري عالميًا، لا سيما في الولايات المتحدة، ما بين 40 و50 دولارًا للبرميل الواحد. ولو صدقت التقديرات المصرية، وفي ظل سعر البرميل الحالي الذي يبلغ نحو 70 دولارًا، فإن ربح مصر من كل برميل سيكون حوالي 20 دولارًا فقط، أما إذا انخفض السعر إلى ما دون 50 دولارًا، فإن مصر قد تتعرض لخسائر.
ثروة غازية هائلة
وبحسب ما أعلنته المصادر المصرية، فإن الاكتشافات لم تقتصر على النفط الصخري، بل امتدت إلى احتياطي هائل من الغاز الطبيعي الصخري يُقدّر بـ536 تريليون قدم مكعبة، منها 99 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج بسهولة، مما يعزز مكانة مصر مركزا إقليميا للطاقة. وأشارت التقارير إلى أنه رغم التكلفة المرتفعة لاستخراج النفط الصخري (30 - 70 دولارًا للبرميل عالميًا)، فإن توطين هذه الصناعة وجذب استثمارات متخصصة قد يُمكّن مصر من إنتاج مليون برميل يوميًا، لتقترب من مستويات الإنتاج الأميركية (8.32 مليون برميل يوميًا). إلا أن تحقيق هذا الطموح يتطلب استثمارات ضخمة وتطوير تقنيات محلية لضمان استدامة الصناعة.
احتياطيات ضخمة في الجنوب
وكانت دراسة بحثية صادرة عن الشركة القابضة للغازات الطبيعية (إيغاس)، نشرتها صحيفة "الشروق" في 27 إبريل 2016، قد أشارت إلى احتمالية وجود احتياطيات من النفط الصخري المتداخل مع الصخور الزيتية في جنوب مصر، تُقدّر بنحو 115 مليار برميل من الزيت. وبحسب الدراسة، فإن كمية احتياطي الصخور في جنوب مصر تبلغ حوالي 225 مليار طن صخري، تحتوي على نحو 115 مليار برميل من الزيت البترولي، وهو ما يُعرف بصخور الطفلة الزيتية.
وتوجد صخور الطفلة الزيتية (Oil Shale) في معظم دول العالم وتُستخدم مصدرا إضافيا غير تقليدي لإنتاج الزيت من خلال عملية التسخين بمعزل عن الهواء، لتتم عملية التكسير الحراري للمواد العضوية والبيتومينية داخل الصخور. ووفق الدراسة، التي عُرضت في مؤتمر البحر المتوسط (MOC)، فإن جنوب مصر يحتوي على كميات كبيرة من هذه الصخور، ويسهل استخراجها نظرًا لتواجدها مكشوفة على سطح الأرض أو على أعماق غير كبيرة، بالإضافة إلى احتوائها على كميات كبيرة من الزيت.
وأكدت الدراسة أن استغلال هذه الاحتياطيات يمكن أن يُغطي جزءًا من الطلب المحلي على الطاقة في ظل تزايد الاستهلاك والاحتياج إلى الزيت والغاز. وأوضحت أن صخور الطفلة الزيتية الموجودة في مصر ذات محتوى عالٍ من المواد العضوية، حيث يصل محتوى الكربون العضوي (TOC) إلى نحو 16.9% بالوزن، بينما تبلغ نسبة البيتومين المستخلَص حوالي 2.5% بالوزن.
وقد تم قياس إنتاج الزيت من هذه الصخور بطريقة Fischer Assay، وتصل القيمة العظمى إلى نحو 45 غالونًا من الزيت الخام لكل طن صخر، بمتوسط يبلغ 19 غالونًا. وتصل القيمة الحرارية العظمى لهذه الصخور إلى حوالي 6050 كيلو سعر حراري لكل كيلوغرام، بمتوسط 5000 كيلو سعر حراري. وتعمل مصر حاليًا في مجال استخراج الغاز الصخري من التراكيب الجيولوجية المتماسكة، والمتكوّنة بين الصخور.
ووفقًا لتصريحات سابقة لأحمد عبد الفتاح، نائب الرئيس التنفيذي السابق للهيئة المصرية العامة للبترول للاستكشاف، فإن تقريرًا لوكالة الطاقة الأميركية كشف عن احتواء مصر على نحو 536 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي الصخري، منها 99 تريليون قدم قابلة للاستخراج، بينما قد يتضمن الباقي مخاطر في عملية الاستخراج. وأضاف عبد الفتاح أن الدراسة الأميركية قدّرت احتياطي مصر من الزيت الصخري، الذي يتضمن مخاطر في استخراجه، بنحو 114 مليار برميل، منها 4.6 مليارات برميل قابلة للاستخراج.
## 3500 شركة دولية خسرت 320 مليار دولار من أرباحها بسبب التوترات
25 July 2025 11:05 AM UTC+00
كشفت دراسة أجرتها شركة "إي واي - بارثينون" (EY-Parthenon)، ونشرتها صحيفة فايننشال تايمز في 21 يوليو /تموز الجاري، أن 3500 من الشركات العالمية خسرت نحو 320 مليار دولار من أرباحها بسبب الاضطرابات الجيوسياسية المتزايدة، التي أدّت إلى حالة من "عدم اليقين الاقتصادي" حول العالم.
وأوضحت الدراسة أن الشركات العالمية، التي تتجاوز إيراداتها السنوية مليار دولار، تكبّدت هذه الخسائر منذ عام 2017، نتيجة عوامل خارجية لا ترتبط بسوء الإدارة الداخلية، بل بسبب ما وصفته الدراسة بـ"التقلبات الشديدة" في البيئة الاقتصادية العالمية. وذكرت الدراسة أن نحو 3500 شركة مدرجة في البورصات العالمية، بإيرادات تفوق مليار دولار، تأثرت بشدّة خلال فترات الاضطراب، نتيجة عوامل مثل التضخم المرتفع، والحروب، وانهيارات الأسواق، ما أثّر على معظم قطاعات الاقتصاد العالمي.
وأظهرت البيانات أن الحروب، والتضخم، وانهيارات الأسواق كانت أبرز أسباب الخسائر، إذ تكبّدت 40% من الشركات في الصين وحدها خسائر بلغت 73 مليار دولار من الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك (EBITDA)، نتيجة لهذه الاضطرابات وتحديات بيئة الأعمال غير المستقرة سياسياً واقتصادياً.
وفي المملكة المتحدة، رغم انخفاض عدد الشركات المتأثرة بنسبة 10%، إلّا أنها تكبّدت خسائر في الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بقيمة 2.5 مليار دولار، ما يُبرز التأثير العالمي العميق للتقلبات الجيوسياسية.
ونقلت "فايننشال تايمز" عن ماتس بيرسون، رئيس قسم الاقتصاد الكلي والاستراتيجية الجيوسياسية في المملكة المتحدة لدى EY-Parthenon، قوله إنّ عصر السيولة النقدية والاستقرار الجيوسياسي قد ولّى، مشيراً إلى أنه بعد سنوات من الاستقرار النسبي، فإنّ موجة من التحولات الاقتصادية الكبرى، من التوترات التجارية إلى النزاعات المسلحة، باتت تُحدث تأثيراً أكبر على القيمة والأرباح مقارنةً بعقود مضت.
الصين الأكثر تضرّراً
وبحسب موقع "كريبتوبوليتان" في 21 يوليو/تموز،  كانت الشركات الصينية الأكثر تضرراً، إذ فقدت نحو 25% من الشركات التي شملتها الدراسة 5% أو أكثر من هوامش أرباحها خلال السنوات الثلاث الماضية. وبحسب الدراسة، خسرت 40% من أصل 833 شركة صينية نحو 73 مليار دولار من أرباحها قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك، خاصة في قطاعات العقارات، والصلب، والبناء.
وقُيِّم الضرر باستخدام  EBITDA، وعُزيت هذه الخسائر إلى عوامل عالمية عدّة، منها: ارتفاع التضخم، والحرب الروسية الأوكرانية، وانهيار سوق السندات الحكومية البريطانية، والصراع بين إسرائيل وحماس، وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عام 2024. في المقابل، كانت الأضرار أقل في المملكة المتحدة، إذ شمل التحليل 100 شركة فقط، تكبّدت 14 منها خسائر بلغت مجتمعة 2.5 مليار دولار خلال ثلاث سنوات. وعلى الرغم من أن التأثير لم يكن بنفس حدة الصين، إلّا أنه يُبرز التحديات التي تواجه حتى الاقتصادات المستقرة نسبياً في الحفاظ على الربحية في ظل الاضطرابات العالمية.
شركات مرنة تفادت الخسائر
في المقابل، نجحت بعض الشركات في التكيّف مع الظروف المضطربة، وحققت أرباحاً عالية، بفضل استراتيجيات التنوع، وضبط التكاليف، وتكييف السياسات. ووفقاً لموقع "إنفست" في 21 يوليو/تموز، فإنّ شركات مثل نيكست وكاتربيلر تمكّنت من الحفاظ على ربحيتها رغم العواصف الاقتصادية، إلى جانب شركات أميركية وبريطانية مثل، كاتربيلر، يو بي إس (UPS)، فايزر، ميرك، جونسون آند جونسون، نيكست، كرودا، ريو تينتو، سبيراكس. وقد كشف التحليل أن شركة واحدة فقط من كل عشر شركات عالمية كانت ضمن الربع الأعلى من حيث هامش الربح (EBITDA) في عام 2014، تمكّنت من الحفاظ على هذا الأداء حتى عام 2024.
ومن أبرز الشركات البريطانية التي نجحت في مواجهة هذه التحديات، نيكست (تجارة التجزئة للأزياء)، كرودا (المواد الكيميائية)، ريو تينتو (لتعدين)، سبيراكس (الهندسة الصناعية). أما في الولايات المتحدة، فقد أظهرت شركات مثل كاتربيلر، ويو بي إس، وفايزر، وميرك، وجونسون آند جونسون، قدرة عالية على الحفاظ على مستويات أرباح تفوق نظيراتها، رغم التقلبات الاقتصادية العالمية.
## تحرّك عاجل من البنك المركزي الصيني لوقف نزيف سوق السندات
25 July 2025 11:05 AM UTC+00
ضخّ البنك المركزي الصيني، اليوم الجمعة، سيولة ضخمة في النظام المالي للبلاد، في خطوة تهدف على ما يبدو إلى كبح موجة بيع السندات المتصاعدة، والتي تهدد بزعزعة استقرار الأسواق المالية. فقد ضخ بنك الشعب الصيني 601.8 مليار يوان (ما يعادل 84 مليار دولار) من السيولة قصيرة الأجل عبر عمليات إعادة الشراء العكسي، في أكبر ضخ يومي صافٍ منذ يناير/ كانون الثاني الماضي. وتراجعت عوائد السندات الحكومية الصينية لأجل 30 عاماً بعد 7 أيام متتالية من الارتفاع، كما توقفت العقود الآجلة لهذه السندات عن الانخفاض، منهيةً بذلك أطول سلسلة خسائر منذ أكثر من عامين، وفقاً لـ"بلومبيرغ".
الهبوط الحاد في السندات طويلة الأجل أثار قلق السلطات من احتمال اتساع رقعة الخسائر، خاصة في ظل الهدنة التجارية القائمة مع الولايات المتحدة، ومساعي بكين لمكافحة الانكماش، الأمر الذي يُضعف الطلب على أدوات الدين ذات الدخل الثابت. وأظهر أحد المؤشرات البارزة أن ضغوط الاسترداد بين مستثمري السندات بلغت، يوم الخميس، أعلى مستوى لها منذ أكتوبر/ تشرين الأول، ما يعكس حجم الخطر، لا سيما بعد أن تضاعفت تقريباً حيازات الصناديق من السندات الحكومية خلال العامين الأخيرين.
وفي مذكرة تحليلية، أشار محللو شركة "هوتاي للأوراق المالية" لـ"بلومبيرغ"، ومن بينهم تشانغ جيتشيانغ، إلى أنه استناداً إلى تجارب سابقة، فإن سوق السندات قد يواجه ضغوطاً أكبر بمجرد انطلاق عمليات الاسترداد، حيث تؤدي سحوبات العملاء المتلاحقة إلى اضطرار مديري الصناديق لبيع المزيد من السندات. وأضافوا أن منع وقوع حلقة تغذية راجعة سلبية يتطلب من البنك المركزي تعزيز السيولة من خلال عمليات السوق المفتوحة أو العودة إلى شراء السندات، أو عبر تباطؤ ارتفاع سوق الأسهم.
وتتزايد المؤشرات على احتمالية تسارع وتيرة البيع، إذ بلغ صافي ما سحبه المستثمرون المحليون من السندات نحو 120 مليار يوان خلال 3 جلسات فقط حتى يوم الخميس، بحسب "هوتاي للأوراق المالية". وأفادت صحيفة محلية بأن أكثر من 90% من أصل 3182 صندوق سندات مشترك مستثمر في ديون متوسطة وطويلة الأجل، تكبد خسائر خلال الفترة بين الإثنين والأربعاء. وفي السوق الأولية، باعت وزارة المالية يوم الخميس سندات سيادية خاصة لأجل 30 عامًا بعائد متوسط قدره 1.97%، وهو الأعلى منذ مارس/آذار ضمن المزادات على هذا النوع من السندات. ومن المحتمل أن يؤدي انتقال السيولة من سوق السندات إلى سوق الأسهم إلى رفع تكاليف الاقتراض بالنسبة للاقتصاد الحقيقي، بحسب ما نقلت "بلومبيرغ".
وامتدت الضغوط أيضًا إلى سوق الائتمان، حيث ارتفع العائد المتوسط على السندات الشركاتية المصنفة AAA لأجل ثلاث سنوات بمقدار 11 نقطة أساس هذا الأسبوع، مسجلًا بذلك أكبر قفزة أسبوعية منذ فبراير، وفقًا لمؤشر "تشاينا بوند". وفي ظل هذا التحوّل في السيولة، يرى لين سونغ، كبير الاقتصاديين لمنطقة الصين الكبرى في بنك  ING، أنه من الضروري أن يحافظ بنك الشعب الصيني على وفرة السيولة لتجنّب مخاطر انكماش حاد.
وتعكس هذه التطورات مدى حساسية سوق السندات الصينية تجاه تحولات السيولة وثقة المستثمرين، في وقت تسعى فيه بكين لتحقيق توازن دقيق بين دعم الاقتصاد المتباطئ والحفاظ على استقرار الأسواق المالية. وبينما يراقب المستثمرون خطوات بنك الشعب الصيني المقبلة، تبقى فعالية هذه التدخلات مرهونة بقدرة السلطات على تهدئة المخاوف وكبح دوامة التراجعات قبل أن تتسع دائرة العدوى المالية.
## فيرستابن و"ريد بول" لإطلاق حقبة جديدة في جائزة بلجيكا لفورمولا 1
25 July 2025 11:10 AM UTC+00
يسعى بطل العالم، الهولندي ماكس فيرستابن (27 عاماً)، سائق "ريد بول"، إلى تعويض تأخره أمام "ماكلارين مرسيدس"، عندما يخوض جائزة بلجيكا الكبرى، المرحلة الـ13 من بطولة العالم لـ "فورمولا 1"، في حقبة جديدة تلت إقالة مدير الفريق، كريستيان هورنر (51 عاماً).
وبعد عطلة قصيرة، تعود عجلات سيارات الفئة الأولى إلى الدوران، إذ يبحث سائقا "ماكلارين": الأسترالي أوسكار بياستري (24 عاماً) والبريطاني لاندو نوريس (25 عاماً)، عن مواصلة سيطرتهما على البطولة، وفيما يبحث نوريس (226 نقطة) عن فوزه الثالث توالياً، لتقليص الفارق مع بياستري (234)، تتركز الأنظار على "ريد بول"، الذي يستهل حقبة جديدة، ويخوض سباقه الأول تحت إشراف الفرنسي لوران ميكييس (48 عاماً). ولم يسبق لـ "ريد بول" أن خاض سباقاً من دون مديره هورنر، الذي أقيل بشكل غير متوقع قبل أسبوعين، بعد عشرين عاماً من النجاحات مع الفريق، بينها قيادة فيرستابن إلى لقب بطولة العالم في السنوات الأربع الماضية.
ويواجه ميكييس، الذي رُقّي من الفريق الرديف ريسينغ بولز، تحدياً هائلاً، ليس فقط للحفاظ على تركيز الفريق وأدائه على حلبة سبا فرانكورشان السريعة، بل فرض الاستقرار في "ريد بول"، عقب فترة عاصفة إثر اتهام موظفة لـ "هورنر" بالسلوك غير اللائق، قبل إسقاط القضية الصيف الماضي بعد الاستئناف.
وارتبط اسم فيرستابن، المولود في بلجيكا، بالانتقال إلى فريق مرسيدس في 2026، وفيما بقي هورنر صامتاً حول خروجه المفاجئ، رحّب بطل العالم بقدوم ميكييس، الذي يملك خلفية هندسية ويتجنب المواجهة والخلافات. ووضع تعيينه حداً لثمانية عشر شهراً من التكهنات تم التحقيق خلالها مع هورنر، وخسارة لقب بطولة العالم للصانعين لمصلحة "ماكلارين"، كما شهدت رحيل أعضاء مؤثرين في الفريق. وبعد أداء متقلب في "سيلفرستون" أنهى فيرستابن السباق في المركز الخامس، رغم أن انطلاقه من المركز الأول كان الرابع له هذا الموسم، وسيكون الهولندي سعيداً بالعودة إلى سباق "بيته"، آملاً في تمكن ميكييس من إعادة إشعال شرارة الفريق.
ولن يكون فوز فيرستابن مفاجئاً، نظراً لملاءمة الحلبة لسيارته، لكنه لا يزال بعيداً في المركز الثالث بفارق 69 نقطة عن بياستري المتصدر. ورغم خيبة ريد بول، فإن الأجواء في "ماكلارين" تبدو ملبدة أيضاً، رغم الصدارة الصريحة، في ظل الصراع الثنائي بين "الزميلين" بياستري ونوريس. وبعد انفعاله الشديد إثر حصوله على عقوبة عشر ثوانٍ في "سيلفرستون"، يُتوقع أن يكون بياستري في مزاج شرس في بلجيكا وبعدها بأسبوع في المجر، قبل العطلة الصيفية التي تمتد حتى نهاية أغسطس/ آب المقبل.
وعلى غرار بياستري، يستعد البريطاني جورج راسيل (مرسيدس) لإثبات سرعته، بعد اكتفائه بالمركز العاشر في "سيلفرستون"، علماً بأنه حُرم الفوز العام الماضي بسبب زيادة وزن سيارته، وهم ما سمح لبطل العالم سبع مرات، البريطاني لويس هاميلتون (40 عاماً)، بإحراز سباقه الـ 105، فيما يأمل سائق فيراري الحالي الصعود على المنصة للمرة الأولى مع فريقه الجديد الذي يخوض سباق بلجيكا بعد تطوير سيارته. وحل هاميلتون رابعاً على أرضه وراء الألماني نيكو هولكنبرغ (37 عاماً)، الذي صعد إلى المنصة للمرة الأولى بعد 239 محاولة، ليعزز زخم فريق ساوبر، قبل أن يتحول إلى أودي العام المقبل.
(فرانس برس)
## ترامب يصل إلى اسكتلندا اليوم في زيارة خاصة تستمر 5 أيام
25 July 2025 11:20 AM UTC+00
يصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى اسكتلندا اليوم الجمعة، إذ سيبدأ زيارته الخاصة التي تستمر خمسة أيام إلى البلاد. ومن المتوقع أن يصل ترامب إلى مطار بريستويك مساء اليوم الجمعة، قبل أن يتوجه إلى ملعب تيرنبيري للجولف في جنوب إيرشاير، حسب وكالة الأنباء البريطانية (بي.إيه.ميديا) اليوم.
ومن المتوقع بعد ذلك أن يتوجه إلى ميني في أبردينشاير لافتتاح ملعب جديد مكون من 18 حفرة مخصّص لوالدته الاسكتلندية التي نشأت في جزيرة لويس. ومن المقرر أن يغادر البلاد في وقت ما يوم الثلاثاء المقبل.
وكان وزير شؤون اسكتلندا في الحكومة البريطانية إيان موراي قد قال إنّ الرئيس الأميركي سيحظى بترحيب حار من الحكومة البريطانية، لدى وصوله إلى اسكتلندا. ومن المتوقع أيضاً أن يلتقي الرئيس الأميركي برئيس الوزراء كير ستارمر، والوزير الأول الاسكتلندي جون سويني.
وقال وزير شؤون اسكتلندا لـ"بي بي سي راديو اسكتلندا"، إن المملكة المتحدة ستقدم "ترحيباً حاراً" للرئيس، نظراً للعلاقات التاريخية بين البلدين، وأضاف: "بالطبع، إنه ترحيب حار... سنظل دائماً نقدم ترحيباً حاراً لرئيس الولايات المتحدة".
وتأتي الزيارة في ظل الجدل حول التقارير التي أشارت إلى ارتباط اسم ترامب بعلاقات مع رجل الأعمال جيرمي إبستين. وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن ظهور اسم ترامب في قائمة المشاركين في كتاب الاحتفال بالذكرى الخمسين لميلاد رجل الأعمال إبستين عام 2003، وذلك بعد أن كان ترامب قد نفى كتابة أيّ رسائل إلى إبستين في هذه المناسبة، وهدّد بمقاضاة صحيفة "وول ستريت جورنال" التي كشفت عن الرسالة حينها، قائلة إنها تضمّنت إشارات "فاحشة" تُسيء إلى النساء.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## السودان: حزب البشير يتحالف مع الجيش سعياً لعودة سياسية
25 July 2025 11:20 AM UTC+00
قال قياديون بالحركة الإسلامية التي أطاحت بها الثورة في السودان عام 2019 إن الحركة قد تدعم بقاء الجيش طويلاً في الحكم في وقت تتطلع فيه إلى عودة سياسية بعد مشاركتها بمقاتلين في الحرب التي تشهدها البلاد. وفي أول مقابلة مع وسيلة إعلامية منذ سنوات، قال أحمد هارون رئيس حزب المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم السابق) وأحد السودانيين الأربعة المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية لوكالة "رويترز" إنه يتوقع بقاء الجيش في الحكم بعد الحرب، وإن الانتخابات قد تتيح لحزبه والحركة الإسلامية المرتبطة به العودة إلى السلطة.
وأدت الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى موجات من القتل على أساس عرقي وانتشار المجاعة والنزوح الجماعي واستقطبت قوى أجنبية وتسببت في ما تصفها الأمم المتحدة بأكبر أزمة إنسانية في العالم. وعلى الرغم من إمساك قوات الدعم السريع بزمام الأمور في معقلها الغربي بدارفور ومناطق من الجنوب وعدم وجود مؤشرات على توقف القتال، فقد حقق الجيش تقدماً كبيراً على جبهات عدة في الأشهر الماضية، وهي مكاسب يقول المشاركون من الإسلاميين إنهم ساهموا في تحقيقها.
وكان بعض قادة الجيش والموالين للنظام السابق يقللون من أهمية الحديث عن العلاقات بينهما، خوفاً من التأثر بالسخط الشعبي إزاء الرئيس المخلوع عمر البشير وحلفائه في حزب المؤتمر الوطني. لكن سبعة من أفراد الحركة وستة مصادر عسكرية وحكومية قالوا إن التقدم الذي حققه الجيش في الآونة الأخيرة أتاح للحركة الإسلامية التفكير في العودة للقيام بدور وطني. وتعود جذور حزب المؤتمر الوطني إلى الحركة الإسلامية السودانية التي كانت مهيمنة في أوائل عهد البشير خلال تسعينيات القرن العشرين عندما استضاف السودان أسامة بن لادن، لكنها تخلت منذ فترة طويلة عن الفكر المتشدد وصارت تركز على الاستئثار بالسلطة وتنفي أي صلات تنظيمية لها بمجموعات إسلامية خارج السودان.
وقد يعزز صعود الحركة من جديد الردة عن الانتفاضة المطالبة بالديمقراطية التي بدأت في السودان في أواخر 2018، كما سيعقّد علاقاته مع الأطراف الإقليمية المتشككة في أي نفوذ إسلامي وسيزيد الشقاق مع دولة الإمارات. يدعم هذا التصور اتهامات بتعيين عدد من الإسلاميين وحلفائهم منذ الشهر الماضي في حكومة كامل إدريس رئيس الوزراء التكنوقراطي الجديد الذي عينه الجيش في مايو/أيار الماضي. ورداً على طلب من رويترز للتعليق، قال ممثل لقيادة الجيش السوداني "قد يرغب بعض قادة الإسلاميين في استغلال الحرب للعودة إلى السلطة، لكننا نقول بشكل قاطع إن الجيش لا يتحالف أو ينسق مع أي حزب سياسي ولا يسمح لأي طرف بالتدخل".
"الجيش في السياسة"
وفي حديثه لرويترز في ساعة متأخرة من الليل من مكان يختفي فيه عن الأنظار مع انقطاع خدمات الكهرباء في شمال السودان، قال هارون إن حزب المؤتمر الوطني يقترح هيكل حكم يمنح الجيش السيطرة على الأمور السيادية "بالنظر لمهددات الأمن السوداني والتدخل الخارجي" على أن تأتي الانتخابات برئيس وزراء لإدارة الحكومة. وأضاف هارون، حليف البشير الذي خرج من السجن في بداية الحرب، في المقابلة التي أجريت معه في أواخر إبريل/نيسان "اتخذنا قراراً استراتيجياً ألا نعود للسلطة إلا عبر صناديق الانتخابات بعد الحرب... لن نكون في أي حكومة انتقالية غير منتخبة بعد الحرب".
وأضاف "النموذج الغربي لن يكون مناسباً للسودان. ولا بد من الوصول لصيغة عن دور الجيش في السياسة في ظل الهشاشة الأمنية والأطماع الخارجية، فهذه لن تكون الحرب الأولى ولا الأخيرة في البلد". وأشار ضابط كبير في الجيش إلى أن أي فترة انتقالية يديرها الجيش حصراً قبل الانتخابات "لن تكون قصيرة". واقترح هارون إجراء استفتاء شعبي على "من يقدمه الجيش للحكم". وهارون مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم التورط في جرائم حرب وإبادة جماعية في دارفور في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وهي تهم ينفي صحتها ويؤكد أنها محكمة سياسية، وليست قانونية.
وبدأت عودة الفصائل الإسلامية قبل اندلاع الحرب في إبريل/نيسان 2023، وهي فترة أخذت تنحرف فيها عملية الانتقال نحو الحكم المدني عن مسارها المأمول. رسخت هذه الفصائل وجودها داخل أجهزة الحكم وفي الجيش خلال فترة حكم البشير التي استمرت ثلاثة عقود. واستمد قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، الذي أصبح رئيسا لمجلس السيادة الانتقالي بعد فترة وجيزة من الإطاحة بالبشير عام 2019، دعماً منها عندما قاد انقلاباً في أكتوبر تشرين/الأول 2021 مع قوات الدعم السريع على الحكومة الانتقالية.
وشاركت قوات الدعم السريع في الانقلاب، لكن كانت تساورها شكوك تجاه الإسلاميين. ومع تحرك قوات الدعم السريع والجيش لحماية مصالحهما قبل مرحلة انتقال أخرى مقررة، تحول التوتر بين الجيش والدعم السريع إلى حرب. وسرعان ما سيطرت قوات الدعم السريع على معظم مناطق العاصمة الخرطوم، وحققت تقدماً على جبهات أخرى قبل أن يبدأ الجيش في استعادة السيطرة على الأراضي وتوسيع قبضته في شرق السودان ووسطه.
مقاتلون
تظهر وثيقة لحزب المؤتمر الوطني حصلت عليها رويترز عبر مسؤول إسلامي كبير دوراً رئيسياً للشبكات الإسلامية منذ بداية القتال. وفي الوثيقة، يبلغ عناصر من الإسلاميين قيادتهم بالمهام التي قاموا بها وتحدثوا عن دورهم في المساهمة المباشرة في المجهود العسكري للجيش بما يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف مقاتل خلال العام الأول من الصراع. وتحدثوا أيضا عن تدريب مئات الآلاف من المدنيين الذين استجابوا لدعوة الجيش للتعبئة العامة، والذين انضم أكثر من 70 ألفاً منهم إلى العمليات. وقالت ثلاثة مصادر عسكرية من الجيش وفصائل متحالفة معه إن هذه الخطوة عززت صفوف القوات البرية المتناقصة.
وقدّرت مصادر عسكرية عدد المقاتلين المرتبطين مباشرة بحزب المؤتمر الوطني بنحو خمسة آلاف، يخدمون بالأساس في وحدات "قوات العمل الخاص" التي حققت جانباً من أكبر مكاسب الجيش لا سيما في الخرطوم. وأفاد مقاتلون إسلاميون ومصادر عسكرية بأن مقاتلين آخرين دربهم إسلاميون يخدمون في لواء نخبة أعيد تشكيله ويتبع جهاز المخابرات العامة. وأوضحت مصادر في الجيش وهارون أن الفصائل الإسلامية ليس لديها أي سلطة على الجيش.
وشكك هارون في صحة الوثيقة التي اطلعت عليها رويترز وفي الروايات التي تتحدث عن مشاركة آلاف المقاتلين المرتبطين بحزب المؤتمر الوطني في القتال إلى جانب الجيش، ورفض إعطاء أرقام عن عدد المقاتلين الإسلاميين الذين يساندون الجيش. لكنه أقر بأنه "ليس سراً أننا ندعم الجيش استجابة لدعوة القائد الأعلى للتعبئة العامة ". وقال البرهان مراراً إنه لن يسمح لحزب المؤتمر الوطني المحظور بالعودة إلى السلطة، في وقت أتاح فيه عودة موظفين مدنيين إسلاميين لمناصب رفيعة في عدد من الإدارات الحكومية.
وبينما يقلل الجيش من شأن العلاقات مع الإسلاميين، تعلو أصوات قوات الدعم السريع بالحديث عن الأمر. وقال محمد مختار مستشار قيادة قوات الدعم السريع "الإسلاميون هم من أشعلوا هذه الحرب سعياً للعودة إلى السلطة، وهم من يديرونها وهم يسيطرون على قرار الجيش ". وقال ضابطان مطلعان بالجيش إن البرهان يعمل على تحقيق توازن بين حرصه على عدم التنازل عن أي نفوذ لأي شخصيات أو جهات سياسية وبين حاجته إلى الدعم العسكري والإداري والمالي من شبكات الإسلاميين.
الحلفاء الأجانب
تقدم الحركة الإسلامية السودانية لعناصرها منذ فترة طويلة تدريبات عسكرية، عبر وسائل منها ما كان يعرف في عهد البشير باسم "قوات الدفاع الشعبي" الاحتياطية. وخلال الحرب، صعد نجم وحدات إسلامية شبه مستقلة أبرزها كتيبة البراء بن مالك. وقال أحد قادتها وهو المهندس أويس غانم (37 عاماً) لرويترز إنه أصيب ثلاث مرات في أثناء مشاركته في معارك حاسمة لكسر الحصار عن قواعد للجيش في العاصمة في وقت سابق من العام الجاري.
وأضاف أن أفراد الكتيبة يمكنهم الحصول على الأسلحة الخفيفة والمدفعية والطائرات المسيّرة بموجب تعليمات الجيش ويتلقون الأوامر منه. وقال غانم "نحن لا نقاتل من أجل عودة الإسلاميين إلى السلطة، إنما نقاتل لصد عدوان قوات الدعم السريع... وبعد مشاركة الإسلاميين في الحرب، أتوقع عودتهم عبر الانتخابات". ويتهم مراقبون لحقوق الإنسان الكتيبة بارتكاب عمليات قتل خارج نطاق القضاء في المناطق التي استعادوا السيطرة عليها في الآونة الأخيرة في الخرطوم، وهي اتهامات نفاها غانم.
ويقول قادة الجيش إن الكتيبة والمجموعات الأخرى ستُدمج في الجيش بعد الحرب، لتجنب تكرار ما حدث مع قوات الدعم السريع التي شكلتها الحكومة السودانية لمحاربة التمرد في دارفور في عهد البشير.
(رويترز، العربي الجديد)
## مسؤولون في حزب العمال: ستارمر يعرقل اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين
25 July 2025 11:20 AM UTC+00
تتزايد الضغوط على رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر للإقدام على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ذلك مساء أمس الخميس. وقال أحد الوزراء بالحكومة البريطانية بعد الإعلان الفرنسي، في مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز مساء الخميس: "من المرجح جداً الآن أن نفعل الشيء نفسه. هذا ما نتجه إليه"، إلّا أن مسؤولاً كبيراً في حزب العمال قال للصحيفة "كير ستارمر ومستشاروه الكبار هم من يعرقلون هذا. إنهم يريدون البقاء على مقربة من الولايات المتحدة".
وزعم عدد من الشخصيات البارزة في حزب العمال أنّ رئيس الحكومة هو من يضع العراقيل في طريق الاعتراف بدولة فلسطين، وفي أعقاب إعلان ماكرون نيته الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر/أيلول القادم، أصدر ستارمر بياناً يدين فيه ما آلت إليه الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة متعهداً بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد تحقيق اتفاق وقف إطلاق النار. ويجادل ستارمر منذ أشهر، في رده على الأصوات في البرلمان وداخل حزبه المطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، بأن الوقت لم يحن بعد لاتخاذ بريطانيا هذه الخطوة، في الوقت الذي تضغط فيه إدارة دونالد ترامب على حلفاء الولايات المتحدة لعدم الاعتراف بدولة فلسطينية، بحجة أن ذلك سيجعل من الصعب إيجاد حل لإنهاء حرب إسرائيل ضد حماس في غزة.
The suffering and starvation unfolding in Gaza is unspeakable and indefensible. pic.twitter.com/ca1vl5zM3j
— Keir Starmer (@Keir_Starmer) July 24, 2025
وأقرّ وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، هذا الأسبوع، بأن بريطانيا تواجه قراراً حاسماً بشأن هذه القضية، مُصرّحاً للنواب بأن الاجتماع القادم للجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر، قد تكون اللحظة التي "تُطرح فيها مسألة الاعتراف مجدداً". ويقول عدد من مؤيدي حزب العمال إن لامي يريد التحرك بالتنسيق مع فرنسا، لكنهم يزعمون أن العقبة هي ستارمر. وقال نائب بارز في حزب العمال للصحيفة: "أغلبية (حزب العمال البرلماني) متلهفة للتحرك، وتعتقد اعتقاداً راسخاً أن ديفيد (لامي) يؤيد ذلك أيضاً". وأصدر 60 نائباً من حزب العمّال بياناً مشتركاً، قبل أسبوعين، دعوا فيه إلى الاعتراف بالدولة الفلسطنيينة رداً على إعلان وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، خططاً لإجبار جميع سكان غزة على العيش في مخيّمات على أنقاض رفح.
ووفقاً لمسؤولين كبار في حزب العمال، فإن وزير الصحة ويس ستريتنج ووزيرة العدل شبانة محمود وعمدة لندن صادق خان وزعيم الحزب في اسكتلندا أنس سروار، من بين الذين حثوا ستارمر على التحرك بشأن هذه القضية. وأخبر ستريتنج النواب هذا الأسبوع أنه يتمنى أن يرى "نهاية لهذه الحرب، ولكن أيضاً اعترافاً بدولة فلسطين"، كذلك أيّد عمدة لندن صادق خان خطوة ماكرون، قائلاً: "مع معاناة لا تُصدّق في غزة، وغياب أي نهاية في الأفق، حان الوقت الآن لحكومتنا أن تحذو حذوها". ويُلزم بيان حزب العمال الانتخابي الحزب بالاعتراف بدولة فلسطينية كمساهمة في حل الدولتين، لكن ستارمر رفض حتى الآن بحجة التوقيت المناسب. وقال أحد الوزراء: "يقولون إن [الالتزام] مجرد لفتة".
وقال ستارمر، أمس الخميس، على حسابه في منصة إكس إن "المعاناة والجوع اللذين يتفشيا في غزة أمران لا يُوصفان ولا يمكن الدفاع عنهما"، وقال إن العالم يشهد "كارثة إنسانية"، كما صرّح بأنه سيجري اتصالاً هاتفياً مع شركائه الألمان والفرنسيين، اليوم الجمعة، لمناقشة ما يمكن فعله لإنهاء الحرب وإحلال سلام دائم، لكنه أشار إلى أن أي اعتراف بريطاني بدولة فلسطينية لن يجري قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: "نحن واضحون في أن الدولة حق غير قابل للتصرف للشعب الفلسطيني. وقف إطلاق النار سيضعنا على طريق الاعتراف بدولة فلسطينية وحل الدولتين الذي يضمن السلام والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين".
وحث السير إد ديفي، زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي وهو القوة الثالثة في البرلمان، ستارمر على "الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة الآن، وأخذ زمام المبادرة في تأمين حل الدولتين وسلام دائم. وتابع: "ينبغي للمملكة المتحدة أن تكون رائدة في هذا المجال، لا أن تتخلف عن الركب". وقالت النائبة إميلي ثورنبيري عن حزب العمال، وهي رئيسة لجنة الشؤون الخارجية النافذة، لسكاي نيوز، صباح الجمعة، إنّ المملكة المتحدة تتجه إلى الاعتراف بفلسطين دولةً، على غرار ماكرون. وأشارت إلى أن جميع أعضاء اللجنة، باستثناء المحافظين، اتفقوا على ضرورة الاعتراف بها فوراً.
وفي سياق متصل، تعهد الوزير الاسكتلندي الأول جون سويني بإثارة "المعاناة التي لا تُصدق التي نشهدها في غزة" عند لقائه ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقبيل وصول ترامب إلى اسكتلندا، بعد ظهر اليوم الجمعة، قال سويني: "مع ترحيبنا برئيس الولايات المتحدة، ستبرز اسكتلندا على الساحة العالمية. وهذا يوفر لاسكتلندا منصةً لإسماع صوتها في القضايا المهمة، بما في ذلك الحرب والسلام والعدالة والديمقراطية"، وأضاف: "بصفتي الوزير الأول، تقع على عاتقي مسؤولية تعزيز مصالحنا، وإثارة القضايا العالمية والإنسانية ذات الأهمية البالغة، بما في ذلك المعاناة التي لا تُصدق التي نشهدها في غزة، وضمان إيصال صوت اسكتلندا إلى أعلى مستويات الحكم في جميع أنحاء العالم"، ويتعرض سويني لضغوط متزايدة من داخل حزبه لاتخاذ موقف حازم تجاه الأزمة في غزة.
ونشر الوزير الأول السابق في اسكتلندا، حمزة يوسف، وزوجته، نادية النقلة، على مواقع التواصل الاجتماعي نداءً لجميع الحكومات "لإجبار إسرائيل على فتح الحدود والسماح بتدفق المساعدات"، وقالا إن سالي، ابنة عم النقلة، وأطفالها الأربعة "يتضورون جوعاً على يد إسرائيل". وقال الزوجان: "الملايين في غزة يُجوّعون عمداً بينما تحجب إسرائيل الطعام عنهم على بُعد كيلومترات قليلة. الكلمات لا تكفي". وفي وقت لاحق، صرّحت النقلة، منسقة مجموعة "أصدقاء فلسطين" في الحزب الوطني الاسكتلندي، لصحيفة التايمز أن لقاء سويني مع ترامب يُمثّل "فرصة حاسمة لإثارة قضية الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، على نحوٍ مباشر وواضح".
Nadia's cousin Sally, and her four children are being starved by Israel.
Millions in Gaza are being deliberately starved while Israel withholds food mere kilometres away.
Words are not enough. Governments must act and force Israel to open the borders and allow aid to flow in. pic.twitter.com/MqaabT5sQQ
— Humza Yousaf (@HumzaYousaf) July 23, 2025
## "رويترز" عن نائب وزير الخارجية الإيراني: أجرينا نقاشًا جاداً وصريحاً ومفصلاً مع مجموعة الترويكا الأوروبية
25 July 2025 11:27 AM UTC+00
## نائب وزير الخارجية الإيراني: الجانبان جاءا إلى الاجتماع بأفكار محددة وجرت مناقشة جوانبها المختلفة
25 July 2025 11:27 AM UTC+00
## مراسلة "العربي الجديد": وصول المناضل اللبناني جورج عبد الله إلى مطار بيروت
25 July 2025 11:34 AM UTC+00
## غرفة التجارة الألمانية: السياسة الجمركية الأميركية تُهدد الصادرات
25 July 2025 11:43 AM UTC+00
أشارت تقديرات غرفة الصناعة والتجارة الألمانية إلى أن السياسة الجمركية الأميركية المتشددة تؤثر بالفعل وبقوة على الاقتصاد الألماني. وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية قال فولكر تراير، رئيس قسم التجارة الخارجية في الغرفة ببرلين: "من المرجح أن تتزايد هذه الأعباء في الأسابيع المقبلة". وأضاف تراير، مشيرًا إلى التراجع الحاد في الصادرات إلى الولايات المتحدة منذ الإعلان عن الرسوم الجمركية الجديدة مطلع إبريل/نيسان الماضي: "هذا تطوّر يُعدّ إشارة إنذار واضحة". وتابع: "إذا استمرت حالة عدم اليقين بشأن السياسة الجمركية الأميركية، فإن الصناعة الألمانية قد تخسر ما يصل إلى مليار يورو شهريًا من قيمة صادراتها".
وإلى جانب قطاع السيارات، تتأثر بهذه التطورات بشكل خاص الصناعات التي تعتمد بشكل مباشر أو غير مباشر على منتجات تتضمن الصلب والألومنيوم، والتي فُرضت عليها رسوم جمركية بنسبة 50%. وأوضح تراير أن الإجراءات تتغلغل بعمق في سلاسل التوريد الصناعية – من صناعة الآلات إلى مصنعي الأثاث، ومنتجي معدات اللياقة البدنية أو الأدوات، حيث تحتوي العديد من هذه المنتجات على الصلب والألومنيوم، ما يضعها في مرمى السياسات التجارية.
وبحسب تراير، فإن العديد من القطاعات ستواجه قدراً كبيراً من المخاطر بحلول الأول من أغسطس/آب المقبل، وهو الموعد النهائي لفرض زيادة محتملة في الرسوم الجمركية الأساسية إلى 30%. وأضاف أن الأمر يتعلق بالموثوقية، والوصول إلى الأسواق، والهامش الاقتصادي للكثير من الشركات.
ويحاول كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، في هذه الأيام، تفادي مزيد من التصعيد في النزاع الجمركي بين القوتين التجاريتين. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن، قبل نحو أسبوعين، عن نيته فرض رسوم جمركية مرتفعة جديدة اعتبارًا من 1 أغسطس، محذرًا الاتحاد الأوروبي من اتخاذ تدابير مضادة.
ومنذ 9 إبريل/نيسان الماضي، فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية أساسية بنسبة 10% على واردات الاتحاد الأوروبي. ووفقًا لغرفة الصناعة والتجارة الألمانية، تم فرض رسوم قطاعية بنسبة 25% على منتجات الصلب والألومنيوم اعتبارًا من 12 مارس/آذار، ثم رُفعت هذه النسبة إلى 50% في 4 يونيو/حزيران. كما فُرضت رسوم إضافية بنسبة 25% على السيارات اعتبارًا من 3 إبريل/نيسان، وعلى بعض مكونات السيارات اعتبارًا من 3 مايو/أيار.
وتابع تراير تصريحاته قائلًا إنه من وجهة نظر الاقتصاد الألماني، الحل الأمثل لهذا النزاع الجمركي واضح، وهو إبرام اتفاق شامل يلغي الرسوم الجمركية المتبادلة في جميع القطاعات الاقتصادية. وأضاف أنه في المقابل، فإن سيناريو عدم التوصل إلى اتفاق – أي التخلي التام عن الحل – سيكون مشكلة كبيرة لاقتصادنا، إذ إن فرض رسوم دائمة بنسبة 30% على المنتجات الصناعية الألمانية، مثل السيارات أو الآلات، سيجعل من الصعب الحفاظ على القدرة التنافسية في السوق الأميركية. عندها، سيكون التراجع الحاد في الإيرادات أو حتى فقدان وظائف، أمرًا لا مفر منه في العديد من الشركات.
تأتي التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في سياق سياسة "أميركا أولاً" التي انتهجتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي ركزت على خفض العجز التجاري الأميركي عبر فرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات. وقد أدت هذه السياسة إلى سلسلة من النزاعات التجارية مع عدة شركاء رئيسيين، أبرزهم الصين والاتحاد الأوروبي. وتعد ألمانيا، باعتبارها أكبر اقتصاد في أوروبا وأحد أكبر المصدّرين الصناعيين في العالم، من أكثر الدول تضررًا من هذه الإجراءات، لا سيما في قطاعات تعتمد بشكل كبير على الصادرات إلى السوق الأميركية مثل السيارات والآلات والمعادن الصناعية.
في ظل تصاعد التهديدات الجمركية ومخاطر التصعيد بين واشنطن وبروكسل، تجد الشركات الألمانية نفسها أمام واقع معقّد يتطلب حلولًا دبلوماسية واقتصادية سريعة. وبينما تسعى غرف الصناعة والتجارة إلى إيصال صوتها لصنّاع القرار على المستوى الأوروبي، يبقى التوصل إلى اتفاق شامل يُنهي الرسوم المتبادلة هو السبيل الوحيد لتفادي تداعيات اقتصادية أعمق قد تمسّ القدرة التنافسية، وتؤثر على الاستقرار الصناعي وسوق العمل في ألمانيا.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## أردوغان: ربما أتحدث إلى بوتين وترامب هذا الأسبوع لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا عقد اجتماع قادة في إسطنبول بشأن حرب أوكرانيا
25 July 2025 11:46 AM UTC+00
## تحذيرات أممية: نفاد وشيك لأغذية علاج سوء التغذية في غزة
25 July 2025 11:46 AM UTC+00
قالت الأمم المتحدة ووكالات إنسانية، إنّ الأغذية العلاجية المتخصصة في علاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد واللازمة لإنقاذ حياتهم على وشك النفاد في غزة. وأفاد سليم عويس المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في عمان بالأردن، لرويترز أمس الخميس: "نواجه الآن وضعاً حرجاً تنفد فيه الإمدادات العلاجية".
وذكر أن إمدادات الأغذية العلاجية جاهزة للاستخدام، وهي علاج أساسي للأطفال، ستنفد بحلول منتصف أغسطس/آب إذا لم يتغير شيء. وأضاف: "هذا أمر خطير للغاية بالنسبة للأطفال الذين يعانون حاليا من الجوع وسوء التغذية". وأردف عويس، أنه لم يتبق لدى يونيسف من هذه الأغذية إلا ما يكفي لعلاج ثلاثة آلاف طفل. وعالجت المنظمة في أول أسبوعين من يوليو/تموز وحده خمسة آلاف طفل من سوء التغذية الحاد في غزة.
"Children in the Gaza Strip are starving to death.
"Severe malnutrition is spreading among children faster than aid can reach them, and the world is watching it happen.
"Children must be protected - not killed, and not left to starve."https://t.co/2XJNHLQQkN
— UNICEF Media (@UNICEFmedia) July 24, 2025
وتعتبر إمدادات الأغذية الغنية بالمغذيات والسعرات الحرارية العالية، مثل البسكويت عالي السعرات الحرارية ومعجون الفول السوداني المعزز بمسحوق الحليب، ضرورية لعلاج سوء التغذية الحاد. وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية أمس الخميس: "جرى استهلاك معظم إمدادات علاج سوء التغذية، وما تبقى في المنشآت سينفد قريبا جدا إذا لم تأت إمدادات جديدة".
وذكرت المنظمة، أن برنامجاً في غزة هدفه وقاية الفئات الأكثر عرضة لسوء التغذية، مثل النساء الحوامل والأطفال دون سن الخامسة، ربما يتوقف بسبب نفاد المكملات الغذائية. ونفدت مخزونات المواد الغذائية في غزة منذ أن قطعت إسرائيل جميع الإمدادات إلى القطاع في مارس/ آذار. ونتيجة لذلك، تقول وكالات الإغاثة الدولية إنه لا يصل إلى الناس في غزة حاليا إلا القليل من المطلوب، بما في ذلك الأدوية.
وقالت منظمة "أنقذوا الأطفال"، التي تدير عيادة عالجت أعداداً متزايدة من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في وسط غزة، إنها لم تتمكن منذ فبراير/ شباط من جلب إمداداتها الخاصة وتعتمد على إمدادات الأمم المتحدة. وأفادت ألكسندرا سايح رئيسة قسم سياسة المساعدات الإنسانية في المنظمة "إذا نفدت الإمدادات، فسيؤثر ذلك أيضا على شركاء اليونيسف والمنظمات الأخرى التي تعتمد على إمداداتها لتوفيرها للأطفال".
وأفادت يونيسف إن 20504 أطفال دخلوا المستشفيات مصابين بسوء التغذية الحاد في الفترة من إبريل/نيسان إلى منتصف يوليو/تموز. ومن بين هؤلاء المرضى، 3247 طفلاً يعانون من سوء التغذية الحاد جدا، أي ما يقرب من ثلاثة أمثال العدد في أول ثلاثة أشهر من العام. وقد يؤدي سوء التغذية الحاد جدا إلى الوفاة، وإلى مشاكل صحية طويلة الأمد تؤثر على النمو البدني والعقلي للأطفال الذين ينجون.
وقالت منظمة الصحة العالمية، يوم الأربعاء، إن 21 طفلاً دون سن الخامسة كانوا من بين الذين توفوا بسبب سوء التغذية حتى الآن هذا العام. وأوضحت وزارة الصحة في غزة، أمس الخميس، أن فلسطينيين اثنين آخرين توفيا خلال الليل من الجوع ليرتفع بذلك إجمالي عدد الأشخاص الذين ماتوا جوعا إلى 113 شخصا، معظمهم في الأسابيع القليلة الماضية، في ظل موجة الجوع التي تجتاح القطاع.
(رويترز)
## تونس تعدل أسعار 285 صنفاً من الأدوية المستوردة
25 July 2025 12:07 PM UTC+00
أقرت السلطات التونسية زيادة في أسعار 285 صنفاً من الأدوية المستوردة، وسط مساعٍ لتحقيق استقرار في القطاع، وذلك بعد تواتر أزمات نقص الدواء خلال السنوات الأخيرة. ونشرت الصيدلية المركزية (المورد والموزع الحصري للدواء) قائمة بأسماء الأدوية التي شملها تعديل الأسعار على موقعها الرسمي، من دون إصدار بلاغ توضيحي في الغرض.
وقال كاتب عام نقابة الصيادلة، زبير قيقة، إن 285 صنفاً من الأدوية المستوردة شملها قرار التعديل في الأسعار، مؤكداً أن هذه المراجعة تمت في الاتجاهين، حيث جرى رفع أسعار بعض الأصناف وخفض أسعار أصناف أخرى.
وأكد قيقة، في تصريح لـ"العربي الجديد" اليوم الجمعة، أن أسعار 60% من الأدوية المدرجة في القائمة التي نشرتها الصيدلية المركزية ارتفعت، بينما جرى خفض أسعار نحو 40% منها. وأشار كاتب عام نقابة الصيادلة إلى أن قائمة الأدوية التي شملها التعديل تتضمن أدوية مستوردة تُستعمل لعلاج الأمراض المزمنة، وتتوفر لها بدائل من الأدوية الجنيسة المصنعة محلياً. ورجّح أن يكون قرار تعديل أسعار الأدوية نابعاً من محاولة خفض كلفة الواردات التي تتحملها الصيدلية المركزية، وفسح المجال أمام الصناعة المحلية لتطوير حضورها في السوق وتعزيز الأمن الدوائي.
وفي سياق متصل، أوضح أن أسعار المواد الحيوية لصناعة الأدوية، إضافة إلى كلفة التعبئة والتغليف، شهدت قفزات كبيرة عالمياً بعد جائحة كورونا، ما ساهم في زيادة كلفة الأدوية، سواء المصنعة محلياً أو المستوردة. وكانت سلطات تونس قد رفعت، في فبراير/شباط 2024، أسعار 280 دواءً بنسب تراوحت بين 15 و30%، وشملت الزيادة حينها الأدوية التي لا يتجاوز سعرها 5 دنانير (1.8 دولار)، وأبرزها الأدوية المصنوعة من مادة "الباراسيتامول" الفعالة، والتي تُستخدم لتسكين الآلام وخفض الحرارة.
وتتكرر في تونس، خلال السنوات الأخيرة، أزمة نقص الدواء بسبب عدم قدرة الدولة على سداد مستحقات المزودين وإجراء طلبيات مبكرة لتحسين المخزون، غير أن النقص امتد في الأشهر الأخيرة إلى العقاقير الحياتية ليشمل أدوية الأمراض المزمنة. ويحتاج قطاع الدواء، بحسب رئيس نقابة الصيادلة، إلى إعادة نظر شاملة في سياسات التمويل والأسعار، وتمويل الأنظمة الاجتماعية، فضلاً عن مراعاة كلفة التصنيع وتداعيات الأزمات العالمية على هذه الصناعة الحيوية، وتحفيز الاستثمار فيها.
وتغطي صناعة الدواء المحلية نحو 63% من حاجيات السوق الداخلية، و23% من حاجيات المستشفيات، كما تساهم في توفير العملة الصعبة من خلال إيرادات التصدير. وقد بلغت قيمة الصادرات التونسية من المنتجات الصيدلانية 113.94 مليون دولار أميركي في عام 2023، بزيادة قدرها 6.5% مقارنة بعام 2022 (107 ملايين دولار)، من بينها 41 مليون دولار من الصادرات إلى السوق الفرنسية. وشكلت هذه الصادرات ما يعادل 0.568% من إجمالي صادرات تونس التي بلغت حوالي 20 مليار دولار في عام 2023.
ويعمل في قطاع الصيدلة أكثر من 73 مؤسسة، تشغل نحو 86 ألف شخص. ويرى خبراء البنك الدولي أن هذه الصناعة قادرة على مضاعفة فرص العمل في حال إجراء الإصلاحات وتيسير إجراءات الحصول على تراخيص الأدوية والتصدير. وبحسب البنك الدولي، ينمو قطاع الأدوية في تونس بمعدل متوسط يبلغ 15% سنوياً، لكنه لا يزال يُصدّر فقط نحو 6% من الإنتاج المحلي، وهي نسبة تقل كثيراً عن نظيراتها في دول مثل الأردن.
في المقابل، تواجه الصيدلية المركزية صعوبات مالية ومشاكل في سداد مستحقات المخابر العالمية، التي أصبحت أكثر تشدداً في طلب ضمانات السداد أو الدفع نقداً لمواصلة تزويد تونس بالأدوية. وقد برزت مشاكل السيولة المالية لدى الصيدلية المركزية منذ أكثر من خمس سنوات، ما أثّر على قدرتها على تسديد مستحقات مزوّديها الأجانب، ودفع بعضهم إلى تقليص التزود أو فرض شروط صارمة للخلاص.
ويرتبط نقص الدواء في الأسواق التونسية بعاملين أساسيين، أولا توقّف بعض المصانع المحلية عن إنتاج أصناف معينة بسبب عدم تغطية أسعارها لتكلفة الإنتاج، وثانياً عدم قدرة الصيدلية المركزية على استيراد الأدوية نتيجة الأزمة المالية ونقص الأرصدة من العملة الصعبة.
## سائقو توصيل الطلبات في بريطانيا تحت ضغط ملاحقة السلطات وتوجس العامة
25 July 2025 12:08 PM UTC+00
تزدحم مفارق شارع "بورتوبلو روود" السياحي في غرب لندن، بعشرات الدراجات الكهربائية والبخارية، التي تذهب وتجيء في سباق لا يتوقف أمام أبواب المطاعم التي يزخر بها الشارع. على كل واحدة منها صندوق لحفظ الوجبة التي من المفترض أن تصل ساخنة وطازجة إلى عنوان ينتظرها خلال دقائق. تحمل الصناديق أيضا علامة حرف "L" للإشارة إلى أن السائق لم يحصل على رخصة القيادة النهائية بعد، إضافة إلى اسم أحد التطبيقات التي يعمل سائقو الدراجات معها مثل "أوبر إيتس" أو "ديليفرو" أو "جست إيت"، وهي تطبيقات تقدر قيمتها السوقية بمليارات الدولارات في حين تصنف معاناة العاملين لديها ضمن ضحايا "العبودية الحديثة"، حسب تقارير حقوقية ومنظمات خيرية بريطانية.
ومثلت ظاهرة التوصيل الفوري للطعام إلى منازل الزبائن استجابة عملية لتحديات الإغلاق والقيود الصحية التي فرضتها جائحة كوفيد على بريطانيا في الفترة من 2020- 2022، فضمنت بقاء قطاع المطاعم والمتاجر مفتوحاً في فترات الإغلاق. لكن ما تخيل كثيرون أنها ظاهرة مؤقتة، قد تزول مع زوال أسبابها، نمت وتزايدت بفعل تعود البريطانيين، خاصة في المدن الكبرى، على نمط مريح للحصول على وجباتهم بتكلفة ضئيلة، إذ تشير التقديرات إلى أن 13 مليون بريطاني يستخدمون منصات توصيل الطعام والمشتريات في الوقت الراهن.
تقدر قيمة هذا القطاع حالياً بحوالي 13 مليار جنيه إسترليني (حوالي 17.5 مليار دولار)، بينما يقدر عدد المنتسبين للعمل فيه بحوالي 300 ألف شخص يصنفون في إطار "العمالة الرخيصة" أو عمالة الهامش، التي يراها الكثيرون على الطرقات وأمام المطاعم والمتاجر، لكنهم لا يعرفون الكثير عن ظروف عملها.
رغم أن هذا القطاع يمنح العاملين فيه حرية اختيار العمل وقتما يريدون، فإنه يحرمهم من حقوق أساسية تضمنها عقود العمل التقليدية
 
وتزايد التوجس تجاه العاملين في هذا القطاع أخيراً بعدما ربط سياسيون محافظون ويمينيون بينه وبين المهاجرين بصورة غير نظامية إلى بريطانيا، وهو ما دفع الحكومة إلى ممارسة ضغوط على منصات التوصيل الكبرى لتشديد التدقيق على العاملين لديها. معظم من تحدثوا لـ"العربي الجديد"، رفضوا نشر مشاركاتهم حتى تحت أسماء مستعارة. بعضهم يشعرون بالخجل من ممارسة هذا العمل ويعتبرونه مؤقتاً أو لأسباب قهرية، وآخرون يمارسونه- بشكل غير قانوني - لأنه النافذة الوحيدة المتاحة للحصول على دخل بينما ينتظرون تقنين أوضاع إقاماتهم، وهو أمر تنبهت إليه الحكومة في الأسابيع الأخيرة وبدأت التضييق عليه بشدة.
مسار اضطراري 
يُمضي "علي" (اسم مستعار)، القادم من كردستان العراق، 14 ساعة في اليوم ولستة أيام في الأسبوع على ظهر دراجته إما سائقاً لتوصيل وجبة طعام أو منتظراً أمام مطعم لاستلام "أوردر" جديد. كان يتصفح هاتفه وهو لا يزال مرتدياً خوذته عندما طلبت الحديث معه فرفض بداية مبرراً ذلك بأن إنكليزيته ضعيفة، ولا يستطيع التواصل مع الإعلام، لكنه قبل الحديث معي بالعربية لدقائق حتى يصبح "الأوردر" جاهزاً، مشترطاً عدم ذكر اسمه الحقيقي.
يقول علي إنه يعمل في هذا المجال منذ سبع سنوات لأنه "لم يجد عملاً آخر، ومعظم الأعمال المتاحة ستكون أكثر مشقة أو خارج لندن حيث أقيم مع زوجتي". ويضيف: "رغم ذلك فلا ضمانة لدخل ثابت أو استمرار في العمل  يتراوح دخلي بين 100 جنيه إسترليني في اليوم (14 ساعة عمل) و140 جنيها حداً أقصى، وطبعاً لا دخل في حالة المرض أو الأسباب القاهرة". وبحسبة بسيطة فإن أجر الساعة لعلي عند حده الأدنى هو 7 جنيهات وفي حده الأقصى 11 جنيهاً، قبل خصم الضرائب وتكاليف الوقود وصيانة الدراجة التي يستخدمها، وفي الحالتين- الأدنى والأقصى-  يقل دخله كثيراً عن الحد الأدنى للأجر الذي يمكن العيش به في لندن وتقدره الحكومة بحوالي 13.8 جنيهاً للساعة.
حين تلاحظ عن كثب العاملين في توصيل الطعام في شوارع لندن ومناطقها المختلفة، ستدرك على الفور أنهم ينتمون إلى فئات محددة دون سواها، طلاب الجامعات الذين يبحثون عن مصدر دخل إضافي لمواصلة دراستهم، أو أبناء أقليات في أدنى السلم الطبقي، أو المهاجرون الجدد. وهو ما يفسره "أمين" -وهو اسم مستعار أيضاً- بأنه نتيجة لسياسات التوظيف "العنصرية" في بريطانيا.
توقف أمين، القادم من سورية، أخيراً عن العمل لدى تطبيقات توصيل الطعام، بعد فترة كان خلالها مصدر دخله الرئيسي. يقول لـ"العربي الجديد"، إنه يحمل مؤهلاً أكاديمياً طبياً، وكان يُدرّس بإحدى الجامعات في لندن بينما ينتظر البتّ في طلبه للحصول على اللجوء. يضيف: "فقدت وظيفتي بالجامعة ولم يكن بوسعي تغيير عنواني حتى أتلقى رداً من وزارة الداخلية، فكان هذا العمل واحداً من الأعمال القليلة المتاحة دون تدقيق كبير، وهو أيضاً ما يجعل العاملين فيه عرضة للاستغلال". ويتابع: "أحيانا كنت أقود الدراجة لنصف ساعة لتوصيل طلب واحد، ولا يكترث أحد لذلك، لا يوجد إحساس بالانتماء لفريق أو العمل مع مجموعة، فهو عمل طبيعته العزلة، الكل يلهث بحثاً عن كسب سريع مع نهاية يوم عمل شاق، والتطبيقات تعرف ذلك فتستغل الجميع". قرر أمين التوقف عن العمل بعد مواجهة ما يصفه بممارسات "عنصرية ومجحفة" فالتطبيقات لا تتوقف عن استغلال السائقين وهم في أغلبهم "من المجموعات الهامشية ممن يضطرون بسبب عائق اللغة أو سياسات التوظيف العنصرية للعمل بهذا القطاع لعدم وجود خيار آخر"، بحسب قوله.
لكن إبراهيم (اسم مستعار) القادم من دارفور في رحلة لجوء استمرت لأكثر من عامين قبل أن يصل إلى بريطانيا، يقول إنه اختار هذا العمل لأنه لا يوجد أمامه بديل حيث لا يحمل أوراقاً رسمية، "أعيش في لندن وأستخدم تطبيق صديق يعيش في مانشستر، وعندما يبدأ العمل بتدقيق بصمة الوجه سيكون وضعي صعبا للغاية وسأفقد هذا العمل". يقول إبراهيم، الذي اشترط أيضاً عدم ذكر اسمه الحقيقي، إنه لا يدفع مقابلاً لصديقه، لكن إيجار التطبيق يتراوح بين 50 و70 جنيهاً إسترلينياً في الأسبوع أي ما يصل إلى مائة دولار.
تزايد التوجس تجاه العاملين في هذا القطاع أخيراً بعدما ربط سياسيون محافظون ويمينيون بينه وبين المهاجرين بصورة غير نظامية إلى بريطانيا
 
وحده أحمد، وهو شاب عشريني يدرس إدارة الأعمال في لندن تحدث بإيجابية عن تجربة عمله مع تطبيقات توصيل الطعام. التقيته أمام محطة مترو الأنفاق في "نوتنغ هيل" كان ينتظر تجهيز طلب لتوصيله. وقال لي إنه قدم إلى بريطانيا من تشاد بتأشيرة شرعية قبل سنتين لدراسة الماجستير وإنه يعمل في توصيل الطعام خلال عطلة نهاية الأسبوع فقط، حيث لا تسمح القوانين للطلاب بالعمل أكثر من 20 ساعة أسبوعياً. وأضاف أن "التطبيقات تمنحني حرية العمل في الوقت الذي يناسب دراستي، وتوفر لي دخلاً معقولاً يساعدني في مصاريف الدراسة". يتراوح دخل أحمد بين 50 و60 جنيهاً في وردية تستمر 8 ساعات، يدفع منه إيجار الدراجة الهوائية. يتابع: "يمكن أن يكون الدخل أكبر لو كان معي دراجة كهربائية، لكني أقبل "المشاوير" القصيرة داخل حدود المنطقة، وهذا يكفيني في الوقت الراهن".
بذور الاستغلال
ضمن سلسلة تقارير عن أوضاع العمال المهمشين في ظروف خطرة، تصف منظمة "Unseen" الخيرية، التي تنشط في مكافحة استغلال العمالة والعبودية الحديثة، آليات العمل في قطاع توصيل الطعام بأنها تعزز استمرار استغلال العاملين وتجاهل حقوق العمل الأساسية الخاصة بهم. وتقول جاستين كارتر نائب رئيس المنظمة في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن غياب الحماية القانونية للعاملين في توصيل الطعام يتفاقم بفعل المنافسة الحادة في عروض الأسعار بين التطبيقات والمتاجر الكبرى، فلكي تحافظ على أرباحها تطرح التطبيقات على زبائنها أسعاراً مخفضة وتوصيلاً أسرع، وهو تنافس يدفع ثمنه العاملون في هذا القطاع، الذين يُجبرون على قبول أجور أقل وساعات عمل أطول للحفاظ على مستوى دخولهم".
وتشير كارتر في تصريحاتها لـ"العربي الجديد"، إلى أن هذه الضغوط "تنعكس بشكل مباشر على ظروف العمل السيئة للعمال. فبدلاً من الأجر بالساعة، يحصلون على أجر مقابل كل توصيلة، مما يجعل من الصعب عليهم ضمان الحد الأدنى للأجور، خاصة مع التخفيضات الأخيرة في رسوم التوصيل. وتترك هذه التخفيضات العمال بعائد أقل، خصوصًا بعد تغطية نفقات مثل الوقود وصيانة الدراجات".
وقد تنبهت الحكومة البريطانية الشهر الماضي إلى أن قطاع توصيل الطعام هو الباب الخلفي للعمل بشكل غير شرعي في المدن البريطانية خاصة لندن. وحسب منظمة "Unseen" فإن المنصات لم تؤسس لعلاقة عمل مباشرة بينها وبين من يعملون في التوصيل، فلا عقود ولا اتفاقات، لكنها تشترط على من يعمل لديها ترشيح بدلاء يقومون بالتوصيل في حال عجزه عن القيام بذلك. وقد فتح هذا الوضع بابا لاستغلال المهاجرين غير النظاميين والطلاب تحديداً، إذ يعمل كثيرون منهم تحت حسابات لا يملكونها مقابل التنازل عن جزء من عائدهم اليومي لصاحب الحساب الأصلي الذي يجني دخلا دون مقابل، وعادة ما يتواصل الراغبون في العمل مع أصحاب الحسابات الأصلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليتم الاتفاق خلال دقائق.
أخيراً، تعالت الضجة ضد منصات توصيل الطعام، حين قام وزير داخلية الظل كريس فيليب في الشهر الماضي، بما قال إنه زيارة مفاجئة لأحد الفنادق التي تؤوي طالبي لجوء ليجد الفندق فارغاً خلال ساعات النهار ويتوصل إلى أدلة بأن نزلاءه يعملون لدى تطبيقات توصيل الطعام بشكل غير شرعي. عقب ذلك، استدعت وزارة الداخلية المسؤولين في الشركات الثلاث الكبرى(ديليفرو، أوبر ايتس وجاست ايت) واتفقت معهم على تعزيز إجراءات التحقق من العاملين معها، والتصدي لظاهرة العمل غير القانوني، واستخدام التطبيقات من أشخاص بدلاء.
كما التزمت الشركات الثلاث بزيادة استخدام تقنيات التحقق من الوجه والكشف عن الاحتيال، لضمان أن المستخدمين المسجلين فقط هم من يمكنهم العمل عبر منصاتها، لكن المناقشات بين وزارة الداخلية ومسؤولي المنصات الكبرى لم تتطرق إلى تحسين ظروف العمل في القطاع للعاملين المؤقتين، فلماذا تصمت الحكومة على الوضع الراهن رغم الاحتجاجات المستمرة؟
تشير الباحثة القانونية ديلفين ديفسوز، أستاذة القانون المساعد في جامعة نورثومبريا البريطانية في بحث عن الوضعية القانونية للعاملين في منصات توصيل الطعام، إلى أن القوانين البريطانية الراهنة لم تعد قادرة على استيعاب المتغيرات السريعة في نظام العمل، خاصة في ما يتعلق بالمنصات الرقمية والعمالة المؤقتة.
مثلت ظاهرة التوصيل الفوري للطعام إلى منازل الزبائن استجابة عملية لتحديات الإغلاق والقيود الصحية التي فرضتها جائحة كوفيد على بريطانيا
 
وترى أن "سائقي توصيل الطعام يعملون في ظروف غير منظمة، بينما يُطلب منهم الالتزام بشروط الاستخدام التي تفرضها هذه التطبيقات، بالإضافة إلى التنافس المتزايد الذي تخلقه هذه الشركات. وتؤدي هذه المعاناة إلى أوضاع هشّة بالنسبة للعاملين مع هذه المنصات الذين لا يمكن وصفهم بـ"موظفين"، رغم اعتمادهم الكامل على هذه التطبيقات كمصدر لدخلهم. هذا الاعتماد يمنح المنصات سلطة مطلقة عليهم، حسب ما تقوله الدراسة.
وتمثلت هذه التحديات القانونية في عدد من أحكام القضاء البريطاني التي رفضت إضفاء صفة "موظفين" على سائقي تطبيقات توصيل الطعام، خاصة أكبرها ديليفرو. آخر هذه الأحكام أصدرته المحكمة العليا في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، رداً على دعوى قضائية طالبت بحق العاملين لدى "ديليفرو" في تنظيم نقابة عمل خاصة بهم تتفاوض على عقد عمل جماعي. ونص الحكم على أن صفة "موظفين" لا تنطبق على من يعملون لدى هذه التطبيقات، لأنه ليست لديهم ساعات عمل محددة، ويمكنهم العمل مع تطبيقات مختلفة، والأهم أن بوسعهم تفويض شخص آخر للقيام بمهمة التوصيل وهو ما يتعارض مع جوهر التعاقد الشخصي مع الموظف.  
لكن حكماً قضائياً سابقاً منح سائقي أوبر في قضية مماثلة عام 2021 صفة الموظف بما تنطوي عليه من حقوق مثل الحد الأدنى للأجور والإجازة السنوية والإجازة المرضية، بناء على تحرك جماعي من السائقين وقتها. ويجمع الخبراء على أن معاناة العاملين لدى قطاع توصيل الطعام، أصبحت جزءا مما يسمى باقتصاد العمل المؤقت "gig economy" الذي تعزز بفضل التكنولوجيا الرقمية، وتغير علاقات وأساليب العمل بعد جائحة كورونا.
ورغم أن هذا القطاع يمنح العاملين فيه حرية اختيار العمل وقتما يريدون، فإنه يحرمهم من حقوق أساسية تضمنها عقود العمل التقليدية مثل مساهمات الضمان الاجتماعي ومعاشات التقاعد والإجازات المرضية والسنوية. وفي ظل أزمة النمو الاقتصادي في بريطانيا ونقص المطروح من فرص العمل، يبدو هذا الاقتصاد مرشحاً لاستقطاب المزيد إلى صفوف العاملين فيه ليصبح نمطاً سائداً لا فرعياً.
## تنديد بخطة ترامب تلف وسائل منع الحمل بنحو 10 ملايين دولار
25 July 2025 12:17 PM UTC+00
أثارت خطّة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتلف وسائل منع الحمل التي تناهز قيمتها 10 ملايين دولار أميركي، في أوروبا، غضب منظمات غير حكومية عالمية معنية بالصحة، من بينها "أطباء بلا حدود" التي ندّدت بهذا "الهدر غير المبرّر". وتشير تقارير صحافية إلى أنّ غرسات منع الحمل ولوالب رحمية بقيمة تبلغ 9.7 ملايين دولار، مخزّنة في بلجيكا، سوف تُحرَق في فرنسا بموجب خطة ترامب المشار إليها.
وكانت مصادر مختلفة قد أفادت وكالة رويترز، أخيراً، بأنّ إمدادات من وسائل منع الحمل سبق أن موّلتها واشنطن سوف تُحرَق في فرنسا، بعد رفض إدارة ترامب عروضاً من الأمم المتحدة ومنظمات تنظيم الأسرة لشراء هذه الإمدادات وشحنها إلى دول فقيرة. يُذكر أنّ هذه الإمدادات عالقة منذ شهور في مستودع بمدينة جيل في إقليم أنتويرب البلجيكي، بعد قرار ترامب تجميد المساعدات الخارجية الأميركية منذ تسلّمه ولايته الرئاسية الثانية في يناير/ كانون الثاني 2025.
وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية لوكالة فرانس برس إنّ واشنطن "اتّخذت قراراً أولياً بتلف بعض" وسائل منع الحمل مرتبطة بـ"عقود للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس إيد) كانت قد أُبرمت في عهد (الرئيس الأميركي السابق جو) بايدن، وجرى إلغاؤها" عقب عودة خلفه دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وكانت إدارة ترامب قد أوقفت أنشطة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ذراع المساعدات الخارجية للبلاد، عند تسلّمه ولايته الثانية.
من جهتها، قالت الرئيسة التنفيذية لمنظمة "أطباء بلا حدود" في الولايات المتحدة الأميركية أفريل بينوا إنّ "موانع الحمل منتجات صحية أساسية ومنقذة للحياة"، مشيرةً إلى أنّ "منظمة أطباء بلا حدود شهدت بنفسها الفوائد الصحية الإيجابية عندما تتمكّن النساء والفتيات من اتّخاذ قراراتهنّ الصحية بحرية باختيار منع الحمل أو تأخيره والعواقب الوخيمة عندما لا يتمكنّ من ذلك".
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إلى أنّ تكلفة عمليات التلف سوف تبلغ 167 ألف دولار، مضيفاً أنّ "أي أدوية لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية أو واقيات ذكرية لن تُتلَف".
وكانت لتفكيك ترامب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، من خلال فصل آلاف الموظفين ودمجها في وزارة الخارجية، عواقب وخيمة. فإلى جانب إلغاء سلسلة من البرامج التي تقدّم خدمات تنظيم الأسرة والإجهاض، اعترفت إدارة ترامب بتلف أطنان من الأغذية منتهية الصلاحية التي كانت مخصّصة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ولم تُوَزَّع قط.
وأوضحت الرئيسة التنفيذية لمنظمة "أطباء بلا حدود" في الولايات المتحدة الأميركية، في بيان، أنّ "تلف المواد الطبية القيّمة التي دفع ثمنها دافعو الضرائب الأميركيون لا يساهم في مكافحة الهدر أو تحسين الكفاءة". أضافت بينوا أنّ "هذه الإدارة مستعدّة لحرق وسائل منع الحمل وترك الإمدادات الغذائية تتعفّن، الأمر الذي يعرّض صحة الناس وحياتهم للخطر من أجل تحقيق أجندة سياسية".
ولفتت منظمة أطباء بلا حدود إلى أنّ منظمات أخرى عرضت تغطية تكاليف شحن إمدادات وسائل منع الحمل تلك وتوزيعها، لكنّ الحكومة الأميركية رفضت الموافقة على ذلك.
يُذكر أنّ المشرّعين الأميركيين كانوا قد وافقوا، يوم الجمعة الماضي، على تخفيض نحو تسعة مليارات دولار من المساعدات المخصّصة بصورة أساسية لدول أجنبية.
وقالت عضو مجلس الشيوخ الديمقراطية جين شاهين إنّ في الظروف العادية، "تصل مساعدات تنظيم الأسرة إلى أكثر من 47 مليون امرأة وثنائي سنوياً. وهي تمنع 8.1 ملايين حالة حمل غير مرغوب فيها، و5.2 ملايين حالة إجهاض غير آمن، و34 ألف حالة وفاة بين الأمّهات".
(فرانس برس، العربي الجديد)
## الاحتلال الإسرائيلي سيسمح لدول أجنبية بإسقاط مساعدات في غزة
25 July 2025 12:39 PM UTC+00
نقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مسؤول عسكري قوله إن إسرائيل ستسمح للدول الأجنبية بإسقاط المساعدات بالمظلات إلى غزة ابتداء من اليوم الجمعة، في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة، مع تسجيل حالات وفاة جديدة جراء الجوع وسوء التغذية، في ظل استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية. ولم يرد متحدث باسم الجيش بعد على طلب من "رويترز" لتأكيد ذلك.
وأكدت وزارة الصحة في غزة وفاة تسعة فلسطينيين، بينهم طفلان، خلال الـ24 ساعة الماضية، بسبب المجاعة، ما يرفع عدد الضحايا إلى 122 حالة وفاة منذ بداية الحرب، بينما أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن السكان في غزة يُجبرون على المجاعة رغم أن آلاف الشاحنات المحمّلة بالغذاء والأدوية تنتظر إدخالها عند المعابر، مشددة على ضرورة رفع الحصار والسماح بإدخال المساعدات على نطاق واسع.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود اليوم إن ربع أطفال غزة بين سن الستة أشهر والخمس سنوات والنساء الحوامل والمرضعات الذين تمت معاينتهم في منشآت المنظمة غير الحكومية الأسبوع الماضي، يعانون سوء التغذية. وأوضحت المنظمة في بيان "استخدام التجويع سلاح حرب من جانب السلطات الإسرائيلية في غزة بلغ مستويات غير مسبوقة.. المرضى والعاملون في القطاع الصحي، يعانون من الجوع".
في الأثناء، أكد مصدر مصري دخول 161 شاحنة من المساعدات إلى قطاع غزة، بدءاً من أمس الخميس حتى فجر اليوم الجمعة، من معبري زيكيم شمال قطاع غزة وكرم أبوسالم. وأضاف المصدر المصري، في تصريح لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن المساعدات تشتمل على شحنات من الدقيق ولبن الأطفال والمواد الغذائية، مشيراً إلى استمرار دخول المساعدات لليوم الثالث.
ويستخدم الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو 21 شهراً سلاح الاقتصاد والتجويع في حربه ضد غزة بهدف القضاء على المقاومة التي قصمت ظهر الاحتلال في طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ورغم أن التجويع جريمة حرب وتحرمها الاتفاقات الدولية، يواصل الاحتلال حصاره للقطاع الذي يعيش فيه أكثر من مليوني إنسان معظمهم أطفال ونساء، رغم التنديدات والغضب الدولي.
(العربي الجديد، رويترز)
## المعتقلون السياسيون في تونس يدعون لاستئناف الحوار بذكرى الجمهورية
25 July 2025 12:39 PM UTC+00
دعا المعتقلون السياسيون في ما يعرف بـ"قضية التآمر 1" القوى الوطنية في تونس في بيان، أمس الخميس، إلى استئناف ما بدأوه من تشاور جامع بين كل المكونات السياسية والمدنية، على أن ينتهي بعقد مؤتمر وطني للإصلاح واستعادة الديمقراطية والشرعية الدستورية. تأتي هذه الدعوة ضمن رسالة للمعتقلين السياسيين بمناسبة الذكرى الـ68 لعيد الجمهورية في 25 يوليو/تموز من كل عام، وبمناسبة الذكرى الرابعة للانقلاب في 25 يوليو 2021.
وقال المعتقلون، وهم الأمين العام السابق للتيار الديمقراطي غازي الشواشي، والقيادي بجبهة الخلاص الوطني جوهر بن مبارك، والأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي، والقيادي السابق في حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي، والناشطان السياسيان خيام التركي ورضا بلحاج، في رسالة أطلقوها مساء أمس، إنهم يرون في روح المبادرة التي أعلنت عنها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية "خطوة في الاتجاه الصحيح، على أن تتظافر جهود مختلف القوى الوطنية لإنجاحها وتحويلها إلى محطة متقدمة على طريق استعادة الديمقراطية".
وأكدوا أن "سلطة الانقلاب خلا سجلها من أي إنجاز على مدى السنوات الأربع من عمرها، سوى من تدمير المؤسسات ومحاصرة الحريات والارتداد عن مكتسبات الشعب التونسي على طريق الانتقال الديمقراطي". وأضافوا أن تونس باتت "تعيش في عزلة خارجية مطبقة"، مؤكدين أن الخروج من هذا الوضع "يتطلب إنهاء الحكم الفردي والعودة إلى نظام الفصل بين السلطات وعلوية القانون وسيادة الدستور، وهي مهمة يتوقف إنجازها على تعاون كافة القوى من المجتمع المدني والسياسي".
وشدد المعتقلون على أنهم "براء من التهم التي كيلت إليهم جزافا وأن السلطة عجزت عن تقديم أدنى دليل أو قرينة على ادعاءاتها الباطلة"، مشيرين إلى أن "جرمهم الوحيد تمثل في تنظيم لقاءات تشاورية لزعماء المعارضة قصد التداول في ما آلت إليه الأوضاع منذ انقلاب 25 يوليو 2021، واقتراح إصلاحات سياسية واقتصادية ضمن خريطة طريق تخرج البلاد من الأزمة الحادة التي تردت إليها، ما أثار الذعر لدى السلطة السياسية التي سارعت بإطلاق حملة اعتقالات شملت العديد من الوجوه التي تصدرت المشهد السياسي".
تعطل المشاورات في تونس
تعليقاً على ذلك، قال الناطق الرسمي باسم الحزب الجمهوري وسام الصغير، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الأسباب الرئيسية للاعتقالات في تونس "كانت الانطلاق في مشاورات لتوحيد المعارضة، وهو ما ذكره المعتقلون في رسالتهم مساء أمس، ولكن للأسف بعد عدة أشواط من المشاورات من أجل توحيد المعارضة تم اعتقال عدة فاعلين سياسيين"، موضحاً أن "المشاورات إثر ذلك تعطلت، وجل المحاولات لتشكيل أقطاب أو مجموعات في شكل شبكات أو مجموعات فشلت نظراً للاختلافات". واستدرك قائلا "في الحقيقة هي اختلافات وهمية رغم مواصلة منظومة الحكم ضرب الحريات وتكثيف الاعتقالات التي مست جل الأطياف، إلا أن التشتت بقي مسيطراً على المشهد السياسي".
وأكد الصغير أنه رغم كونهم "مكوناً أساسياً في الشبكة التونسية للحقوق والحريات، إلا أنهم يعملون كقوة ضغط لوحدة الصف وتقريب وجهات النظر بين كل الفرقاء"، مبينا أنه "في الذكرى الرابعة للانقلاب وفي ذكرى عيد الجمهورية، فقد جدد المعتقلون السياسيون في رسالتهم الصادرة دعوتهم للتشاور وتعزيز الخيار الأول وهو الحوار، والذي كان سببا في استهدافهم من قبل منظومة الحكم، ولذلك هم يجددون الدعوة إلى استئناف الحوار ودعوة الفاعلين السياسيين ومكونات المبادرة التي أطلقتها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وعدة منظمات وأحزاب للذهاب في هذا الخيار ومحاولة تعزيز الجهود للذهاب في أفق أوسع ونحو خطوات عملية لتوحيد الصف".
ولفت إلى أن "هذه الدعوة تؤكد أن خيار المعتقلين السياسيين كان خياراً سليماً بعد أكثر من سنتين من الاعتقال"، موضحاً أن "فشل التحرك المشترك الذي كان مقرراً اليوم هو في الحقيقة يخدم السلطة التي تستفيد من هذا التشتت، وتأمل ألا يحصل أي إجماع، وهو ما يؤكد خوف السلطة ومناصريها من حصول أي تقارب، ولكن لا تزال المحاولات لتقريب وجهات النظر مستمرة".
عائلات المعتقلين تتظاهر
من جهتها، أكدت عضو تنسيقية عائلات المعتقلين السياسيين، زوجة القيادي السابق في حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي، منية براهم، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه "بعد مضي أكثر من سنتين على اعتقال القادة السياسيين تظل التهمة الحقيقية هي السعي إلى تنظيم حوار وطني بين أطراف المعارضة والبحث عن إصلاحات شاملة تخرج البلاد من أزمتها"، موضحة أنه بعد سنتين من الاحتجاز فقد جدد المعتقلون دعوتهم لحوار وطني للإصلاح بعد أربع سنوات من الحكم. وأضافت أن "المعتقلين لا يزالون على نفس النهج والخط، ويرون أن مبادرة الرابطة (الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان)، يمكن البناء عليها لتجاوز الاختلالات السابقة، ولذلك فإنهم يدعون عقلاء البلاد وما تبقى من المعارضة ومن بقي خارج أطوار السجن للعمل على تفعيل هذه المبادرة".
وأشارت براهم إلى أن "تنسيقية عائلات المعتقلين السياسيين كانت تقوم بعدة تحركات ومبادرات باسم العائلات لأنهم المعنيون بالملف، وفي 25 يوليو الماضي خاضت التنسيقية تحركاً هاماً تحت شعار القفة"، مؤكدة أن "هذا كان يتم بالتنسيق مع عدة أحزاب ساندت قضيتهم"، وأوضحت أنه رغم بيانات الشبكة التونسية للحقوق والحريات وجبهة الخلاص بإلغاء تحركات اليوم، "إلا أن تنسيقية العائلات قررت الأخذ بزمام الأمور والخروج في تحرك مساء اليوم، وخاصة أن موقف الشبكة لا يخلو من خذلان للمعتقلين السياسيين وعائلاتهم"، وفق تعبيرها.
تنديد حزبي
من جانبه، أكد حزب العمال في بيان له اليوم، في الذكرى الرابعة للانقلاب، أنه "لا مخرج إلا بالنّضال"، مجدداً التزامه "بمواصلة التصدّي لكافة مظاهر الاستبداد وانتهاك الحريات والحقوق والمطالبة بإطلاق سراح كافة معتقلي الرأي وإلغاء كافة القوانين والمراسيم القمعية والفاشية وفي مقدمتها المرسوم 54". وأضاف أنه "يقف في صف النضالات الشعبية من أجل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية وينخرط فيها من أجل مراكمة القوى على طريق التخلص من منظومة الاستبداد والعمالة والاستغلال".
ولفت إلى أن الرئيس التونسي قيس سعيّد "استغل الأزمة الحادّة التي بلغتها البلاد"، معتبرا أنه "لم يتحقّق للشعب التونسي أي شيء مما وعِد به قيس سعيد عدا تصاعد الخطاب الشّعبوي المغالط الذي يزعم الانتصار للوطن والشعب"، وقال إن "الحصيلة السياسية لأربع سنوات من نظام الانقلاب لم تكن سوى تكريس منظومة حكم فردي استبدادية، معادية للحريات، صفّت أو تكاد مكاسب الثورة الديمقراطية وصحّرت الحياة العامّة، وهي تعمل على تدمير مظاهر الانتظام السياسي والنقابي والمدني الشعبي لحساب توجّه شعبوي تخويني".
كما طالب الحزب الجمهوري بإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات "الذين يقبعون ظلماً في سجون الانقلاب"، مبرزا في بيان له أمس، موقفه الثابت والداعي إلى تنسيق المبادرات الميدانية بين جميع القوى والفاعلين المناهضين للاستبداد، بما يساهم في كسر حالة الارتباك التي شلّت المشهد السياسي وأتاحت لمنظومة الحكم التمادي في سياسات القمع والتنكيل، وقال إن استمرار التشتّت لا يخدم سوى منظومة الاستبداد.
## تايلاند: الاشتباكات مع كمبوديا قد تتحول إلى حرب
25 July 2025 12:40 PM UTC+00
أدت المواجهات العنيفة، التي تجددت اليوم الجمعة في مناطق مختلفة على طول الحدود بين تايلاند وكمبوديا، إلى إجلاء أكثر من 138 ألف مدني في الجانب التايلاندي، وفق بانكوك، التي حذرت من أن هذه الاشتباكات "قد تتحول إلى حرب"، وقال المتحدث العسكري التايلاندي الأدميرال سوراسانت كونجسيري اليوم إن الاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا جرت في 12 موقعاً على حدودهما المتنازع عليها، ما يشير إلى اتساع نطاق النزاع الذي اندلع أمس الخميس، وأضاف المسؤول العسكري التايلاندي في مؤتمر صحافي أن كمبوديا واصلت استخدام الأسلحة الثقيلة.
وأدى الخلاف الحدودي بين البلدين، الواقعين في جنوب شرقي آسيا، في اليومين الأخيرين إلى مستوى عنف غير مسبوق منذ العام 2011 مع مشاركة طائرات مقاتلة ودبابات وجنود على الأرض وقصف مدفعي في مناطق مختلفة متنازع عليها. وأشارت وزارة الصحة التايلاندية إلى سقوط 15 قتيلاً، بينهم عسكري، وأكثر من أربعين جريحاً من الجانب التايلاندي. وقالت كمبوديا من جانبها إن رجلاً في السبعين قتل وأصيب خمسة أشخاص بجروح، وفق ما أفاد ناطق باسم سلطات مقاطعة أودار مينشي الحدودية في شمال غربي البلاد، في أول حصيلة رسمية من الجانب الكمبودي.
وبطلب من رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيه، يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، اجتماعاً طارئاً في نيويورك. وحذّر رئيس الوزراء التايلاندي بالوكالة بومتام ويشاياشاي من أن الاشتباكات الحدودية مع كمبوديا " قد تتحوّل إلى حرب"، موضحاً أنه "إذا ما شهد الوضع تصعيداً، فهو قد يتحوّل إلى حرب، حتّى لو كانت الأمور تقتصر الآن على اشتباكات". وقالت وزارة الصحة التايلاندية اليوم إن أكثر من 138 ألف مدني أخلوا مناطق مشمولة بالاشتباكات تقع في شمال شرقي البلاد.
وأعلن رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، الذي يتولّى بلده الرئاسة الدورية لرابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان)، التي تضمّ تايلاند وكمبوديا، أنه تحادث مع نظيريه في كلا البلدين. وفي منشور على موقع فيسبوك رحب إبراهيم، الذي طالب "بوقف فوري لإطلاق النار" وحلّ سلمي للتوتّرات، بما وصفه بـ"مؤشّرات إيجابية وبعزم بانكوك وبنوم بنه على السير في هذا المسار". وبعد بضع ساعات على هذا المنشور، تجدّدت المعارك في ثلاث مناطق قرابة الرابعة فجراً بالتوقيت المحلي، وفق ما أفاد الجيش التايلاندي.
وقصفت القوّات الكمبودية بأسلحة ثقيلة ومدفعية ميدان وأنظمة صواريخ "بي ام-21"، وفق ما أعلن الجيش، في حين ردّت القوّات التايلاندية بـ"طلقات دعم مناسبة". ويتبادل البلدان الاتهامات بشأن من بادر أوّلاً بإطلاق النار، مع التشديد على حقّ كلّ منهما في الدفاع عن النفس. واتّهمت بانكوك بنوم بنه باستهداف منشآت مدنية، مثل مستشفى ومحطّة وقود، وهو ما نفته السلطات الكمبودية. واستعانت تايلاند بعدّة طائرات قتالية من طراز "اف-16" لاستهداف ما تصفه بالأهداف العسكرية الكمبودية.
ويدور خلاف بين كمبوديا وتايلاند منذ زمن بعيد حول ترسيم الحدود بينهما التي تمتد على أكثر من 800 كيلومتر وحُددت بموجب اتفاقات أثناء الاحتلال الفرنسي للهند الصينية. وبين 2008 و2011 أدت الاشتباكات حول معبد برياه فيهيار، المدرج في قائمة التراث العالمي لليونسكو والذي تطالب به الدولتان، إلى مقتل ما لا يقل عن 28 شخصاً ونزوح الآلاف. وأيّدت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة كمبوديا مرّتين، الأولى في 1962 والثانية في 2013، بشأن ملكية المعبد والمنطقة المحيطة به.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)
## ثقافة العصبية القاتلة
25 July 2025 12:46 PM UTC+00
إنَّ الاختلاف سُنَّة كونية لا أظن أحدًا يجادل في ذلك، لكن أي اختلاف؟ إنَّه الاختلاف المحمود الذي يُثري المشهد من كل التشكيلات، أما الاختلاف الذي يؤدي إلى خلاف وتناحر يصل إلى حد الاقتتال، فهذا يعبر مُسمَّى الاختلاف، وما هو إلّا أحقاد ارتدت لبوس الدين، أو المذهبية، أو المناطقية، أو غيرها من المسمَّيات.
حتى كأن التاريخ يعيد نفسه؛ فها نحن اليوم نرى خوارج الماضي خرجوا من كهف التاريخ بمسمَّيات جديدة!
ويأتي مَنْ يقول: هذا تباين فكري!
أي تباين فكري تتحدث عنه؟ 
عبر الأمر هذا المسمى إلى تمزق فكري اجتاز الثوابت وهدد بانهيارها، وتُفصح فوضى ما يجري عن نفسها يوماً بعد يوم؛ فهل نُسمي ما يجري في سورية أو العراق، على سبيل المثال، اختلافًا فكريًا أو تباينًا فكريًا؟
أبداً، بل أحقاد مجترَّة خرجت من كهوفها المختفية فيها منذ قرون، وبدأنا نسمع صيحات انتصار من أجل رموز أو ضد رموز تاريخية مرَّ على رحيلها قرون عديدة!
منبع الإقصاء
تكون القنابل الموقوتة التي نحملها في طياتنا جاهزة للاشتعال عندما تجد البيئة المناسبة لذلك، وهذه القنابل مركَّزة في العصبيّات الإثنية، أو المذهبية، أو المناطقية، أو كلها مجتمعة، في تعقيد يصعب الفكاك منه، وكأن هذه العصبيّات الساكنة تشبه خلايانا السليمة التي تعمل وفق نظام محدد في سلاسة، لكن في لحظة الانفلات من قيد هذا النظام المسيطِر عليها، تجنح هذه الخلايا للعمل بحسب تسلسلات "شاذة" تؤدي إلى إصابة الجسم بكامله بالسرطان، الذي، إذا لم يتم تداركه في فترة مبكرة، يؤدي إلى وفاة الجسم بأكمله، وبالتالي موت كل تلك الخلايا!
وفي الجسم المجتمعي تعمل هذه العصبيّات في حالة شذوذها على إنهاك جسم المجتمع وتفتته، وبالتالي تدميره؛ فلا غالب ولا مغلوب.
وقد نتساءل: ما الذي يُؤدي إلى تفعيل هذه العصبيّات الساكنة؟
تكون العصبيّات الساكنة في فترة خمول، وقد يتلاشى التفكير فيها إذا وجد أفراد هذا المجتمع عقدًا اجتماعيًا ينخرطون فيه من أجل قيمة أو قِيَم عُليا تجمع الكل، بحيث تتضاءل إلى جواره كل هذه العصبيّات الجزئية؛ فقد كان العراق، على سبيل المثال، المعروف بكثرة العصبيّات فيه من كل الأنواع، إبّان نظام صدام قبل سنة 2003م ضمن عقد اجتماعي يرى أنَّ العراق أولاً، وأنَّه مِلْكُ الجميع، بغض النظر عن الانتماءات الجزئية لمفردات هذا "الجميع"!
إلى جانب أنَّ النظام السياسي كان آنذاك متمكّنًا من السيطرة على العصبيّات كلها.
فنجد أنَّه بمجرّد سقوط ذلك النظام المسيطر انفرط عقد المجتمع، وانخرط الجميع في عصبيّات خرجت من أدغال التاريخ؛ فسمعنا عن عرب السنة وعرب الشيعة، والمشكلة الكردية، وغيرها.
لقد نشطت هذ العصبيّات الساكنة في ذاكرة التاريخ والتراث، وانتقلت للعمل على نطاق الجغرافيا، تُغذيها ثقافة الهوية الجزئية الملاذ في حالة اندحار الهوية الشاملة.
إنَّ الثقافة التي تُغذّي هذه العصبيّات على حساب الجسم المجتمعي هي ثقافة قاتلة؛ لأنها تؤدي إلى تضخّم هذه العصبيّات الجزئية على حساب المجموع، فتطغى عليه وتؤدي إلى انهاكه والقضاء عليه في نهاية المطاف.
وتعالي نبرة هذه العصبيّات المتنافسة، بل والمتقاتلة، في أغلب الأحيان، سيجعلها تتعامل مع المخالِف لها من عصبيّات أخرى منافسة بالإقصاء، سواءً الأفقي أو الرأسي، وليس بقوة الفكر، لأنها لو كانت تحمل فكرًا لقبلت بثقافة التعايش مع المخالِف لها، لكن لا فكرَ لديها، فلم يبقَ سوى الإقصاء!
في ظل وضع معقّد كهذا، لن يكون للناس إلا أن ينخرطوا في عصبيّاتهم الإثنية، أو المذهبية، أو المناطقية، أو كلها مجتمعة، ليحموا ذواتهم من الفناء، فيكون قانون الغاب هو السائد، لكن بمرور الوقت ينتهي كل شيء على تلكم الأرض المنكوبة بمثل هذا الحال، إلى أن يشعر الناس بحاجتهم إلى دولة تلم شتاتهم جميعًا من كثرة الآلام التي يعانونها، وما الحرب الأهلية اللبنانية عنا ببعيد؛ فقد هلك فيها ما يقارب من مئة وخمسين ألف شخص، في بلد كان عدد سكانه آنذاك ثلاثة ملايين نسمة، فضلاً عن الخسائر المادية والتي قُدّرت بأكثر من مئة مليار دولار.
وتفتح هذه الفوضى الباب للتدخلات الخارجية في البلد بحجة حماية أو مناصرة طائفة على أخرى، وهنا يزداد الطين بله.
العالم من حولنا
قد يقول قائل: عرضتَ المشكلة، فما الحل؟
الحل من وجهة نظري المتواضعة، هو قراءة التاريخ ومراجعة تجارب الشعوب، ولو المعاصرة على الأقل؛ فنحن لو أمعنا النظر إلى العالم من حولنا، فسنرى دولاً ذات (كوكتيل) من أعراق مختلفة، وأديان متباينة، وألسن متعددة، وغيرها من مقومات الاختلاف والتباين، استطاعت أن تصنع من نفسها دولاً عملاقة أصبح لها موقعٌ فريدٌ على الساحة الدولية؛ فلم يعقهم هذا التباين، بل جعلوا منه خلطة سحرية تماسكت لتصنع ذلك الكيان العظيم، وأصبحوا يتفاخرون على كل الشعوب بهذا الاختلاف الذي رفدهم أو رفد الكيان العظيم بكل إبداعات تلك الهويات المتباينة، ولم يجعلوا من تلك الهويات قنابل موقوتة تنفجر في أي لحظة، مهددة الكيان الأعظم بالزوال، ولعل ماليزيا خير مثال على ما أقول؛ فهذه الدولة التي استقلت عن الاستعمار البريطاني سنة 1957م، ثم تكامل اتحادها بضم ولايات صباح وسرواك وسنغافورة إلى الاتحاد الماليزي سنة  1963م، مكوّنة من ثلاث فئات عِرقية كبيرة، هي كل من الملايو والصينيين والهنود؛ إذ يشكِّل الملايو حوالي 50% من السكان، بينما يشكِّل الصينيون 37%، والهنود 12%؛ وكان الصينيون هم سكان المدن والمسيطرين على الاقتصاد والتجارة، في حين كان الملايو يعيشون في الأرياف ولم يكن يزيد نصيبهم في الاقتصاد عن 2% ويعانون من الجهل والفقر، لذا كانوا يشعرون بقلق كبير على مصيرهم، ومن عدم الثقة بالصينيين، الذين كانوا بدورهم يشعرون بذات القلق على مستقبلهم، إذا لم يُعترَف بهم كمواطنين ماليزيين، وكانوا يخشون أن تؤدي سيطرة الملايو إلى الانتقاص من حقوقهم، أو مصادرة أملاكهم وثرواتهم، لكن تنكو عبد الرحمن، أول رئيس للوزراء، نجح في بناء علاقات وثيقة وتفاهمات مع قيادات الصينيين والهنود، اعترف فيها هؤلاء بعدد من المزايا للملايو، في مقابل اعتراف الملايو بحقوق المواطنة الكاملة للصينيين والهنود، حتى أنَّه طرد ولاية سنغافورة من إتلاف دولة ماليزيا سنة 1965م في سبيل الحفاظ على هذا التوافق.
غير أنَّ أحداث سنة 1969م المأساوية هزّت هذا التوافق؛ إذ اقتتل هذان العرقان وساد الاضطراب في الشارع الماليزي، لكن تون عبد الرزاق حسين، الذي تولى رئاسة الوزراء سنة 1970م، تجاوز هذا الأمر من خلال توسيع التحالف الحاكم، ومن بعدها دارت عجلة التقدم الاقتصادي في ماليزيا بتولي رئاسة وزرائها مهاتير محمد سنة 1981م.
***
## دوستويفسكي والتفكير عبر الرواية
25 July 2025 12:46 PM UTC+00
لا يُعرف في الآداب العالمية شخص شغلته الأسئلة الميتافيزيقية وتلبّست بروحه ووجدانه كما هو الحال لدى الأديب الروسي دوستويفسكي. ترتبط الأسئلة بالوقائع التي يواجهها البشر في الخارج، فهناك الشر والألم، والمتعة والرغبة، وهناك الحرية والوحشية، والزمن والكون. تحولت هذه الأسئلة على مر القرون إلى ألغاز تسكن الوجود البشري والكون بعامة.
لم يكن دوستويفسكي مثل كانط الذي حاول معالجة هذا النوع من القضايا برسم خارطة لاشتغال العقل وحرّره بذلك من صداع الميتافيزيقا، أو هيجل الذي جادل في الروح والوجود من خلال بناء نسق فلسفي لفهم العالم والعقل بعملية جدلية، إذ اشتهر بمقولته المشهورة: "كل ما هو عقلي واقعي، وكل ما هو واقعي عقلي". وحتى نيتشه الذي اشتبك مع الميتافيزيقا الغربية بمطرقته المشهورة، وبقلق متزايد نازع فيه الأخلاق المسيحية، وجادل القضايا الوجودية الكبرى بالرجوع إلى ما قبل سقراط وإلى التراجيديا والإله ديونيزوس إله النماء والخمر، وانتصر نتيجة ذلك إلى الفن والقوة ومتعة الحياة، واعتبر الوجود بكل آلامه وأفراحه لا يمكن تبريره إلاّ باعتباره ظاهرة جمالية.
واجه دوستويفسكي الأفكار الميتافيزيقية الحارقة التي داهمته في سن مبكرة بالكتابة، ولم تكن بناءً فكريًا أو نسقًا فلسفيًا، بل إبداعًا سرديًا فريدًا، فكان يفكر من خلال القصة والرواية، والأفكار والأطروحات كانت تتحرك داخل النص الروائي من خلال الشخصيات والوقائع. لم يناقش صاحب "الجريمة والعقاب" قضايا جديدة في الفلسفة، بل جلّ الأفكار والمعاني تعتبر كلاسيكية في التقاليد الفلسفية الغربية منذ الحقبة اليونانية إلى عصر الكاتب. وهذا جانب من العبقرية الغامضة التي شغلت معظم الكتاب والنقاد الذين عكفوا على بحث ودراسة ما خلّفه هذا "الكاتب، العصابي، الأخلاقي والمذنب" على حدّ وصف الطبيب والمحلّل النفسي "سيغموند فرويد" في مقالة خصّصها لرواية "الإخوة كرامازوف" التي اعتبرها أعظم إنتاج فني عالمي ومصدر كثير من المقولات في التحليل النفسي مثل اللاوعي وعقدة أوديب ومقولة قتل الأب، وانتهى فرويد إلى القول: "دوستويفسكي هو أول إنسان أعطانا فكرة عن الناس الذين هم نحن".
واجه دوستويفسكي الأفكار الميتافيزيقية الحارقة بالكتابة، ولم تكن بناءً فكريًا بل إبداعًا سرديًا فريدًا، فكان يفكر من خلال القصة والرواية
يمكن الإشارة إلى هذا التميُّز في الكتابة لدى دوستويفسكي والتي يحضر فيها طغيان القلق والحزن في سياق بوح وصراخ واضطرابات نفسية، وكل هذا يكون من خلال عبارات محسوبة بدقة تحيل إلى قضايا وأفكار عميقة حول الحياة وأزمة الوجود التي رافقت البشر منذ ظهورهم على وجه الأرض. ورغم زخم الأسئلة الوجودية التي تطرح في الروايات والأفكار الدينية والميتافيزيقية المتعددة، فإن دوستويفسكي لم يضحّ بالبعد الفني والجمالي في سردياته أمام تقرير أفكار وطروحات فكرية مهما كانت أهميتها، فكانت هذه الأفكار والمعارف النفسية الدقيقة للنوع الإنساني هي ما أثار الفيلسوف نيتشه وأقرّ بأن دوستويفسكي معلمه في المجال النفسي. تناثرت هذه المعارف من خلال المواقف الشخصية المعقّدة للأبطال المرضى والغامضين داخل الرواية، وكانت الفكرة لديه تنمو وتتشكل نتيجة القلق والصراع والحبكات المتعددة، فيكون لهذه الأفكار العمق والأثر الذي لا نجده في الخطابات الفلسفية نتيجة قوة المعمار السردي وحرارة التجربة الشخصية للكاتب والشحنات العاطفية الصارخة التي تصاحب خطاب الشخصيات مثل عبارات إيفان كرامازوف المثيرة.
في كتاب "تولستوي أو دوستويفسكي" للناقد والفيلسوف الأمريكي جورج شتاينر، يجري الكاتب مقارنة مثيرة لعملاقي الأدب الروسي في القرن التاسع عشر: تولستوي ودوستويفسكي، فيقول إن تولستوي يمتاز بالكتابة الملحمية، فهو أقرب إلى هوميروس في إلياذته الخالدة، فنص "الحرب والسلم" مثلاً، يحتاج لمساحة جغرافية واسعة وشخصيات كثيرة حتى أن القارئ ينسى البعض منها حين يتقدم كثيرًا في الأجزاء الأخيرة من الرواية. لذلك فكثرة الأحداث والوقائع والحكايات المرتبطة بها مع بناء الحبكات المتعددة والمتوازية تجعل من الرواية ملحمة بحقّ. ودوستويفسكي ينحو في أدبه منحى آخر يصفه شتاينر بالدرامي، فهو أقرب إلى شكسبير منه إلى هوميروس إذ يرتكز سرده على الصراع داخل النفس البشرية والصدام بين الشخصيات، ويكون السرد على طول عشرات الصفحات ميدانه مسارات ومنعرجات نفسية وأحوال معقدة لشخصية واحدة كما هو الحال عند البطل "روديان راسكولنيكوف" في رواية "الجريمة والعقاب". هذه الرؤية المقارنة التي يقدمها شتاينر تساعد على فهم وتأويل نوع الكتابة لدى دوستويفسكي، فالتوجه الدرامي والتركيز المضاعف على وضعية الشخصيات النفسية والاجتماعية يرفع من منسوب التأملات الفكرية والفلسفية لدى المؤلف، وتكون رواياته محطات لرؤى ومواقف فكرية وفلسفية عميقة.
## رونالدو "الظاهرة" يرفض مساعدة مُكتشفه في محنته
25 July 2025 12:47 PM UTC+00
رفض نجم منتخب البرازيل سابقاً رونالدو لويس نزاريو دي ليما (48 عاماً)، الملقب بـ"الظاهرة"، مساعدة مكتشفه فرناندو دوس سانتوس كارفاليو، الذي يمرّ بفترة صعبة من الناحية الماليّة، وباءت محاولاته للحصول على دعم من قِبل نجم كرة القدم العالمية السابق بالفشل، ولم ينجح في التواصل مع اللاعب البرازيلي حتى الآن، رغم محاولاته، حسب تصريحاته، التي تمّ تداولها بشكل مكثف في الساعات الماضية.
ونقل موقع لنترنوت الفرنسي، أمس الخميس، تصريحات فرناندو دوس سانتوس كارفاليو لموقع تيو الإيطالي بشأن محنته وموقف النجم البرازيلي من أزمته، إذ قال: "أنا بحاجة إلى الدعم، ولكن لم أتمكن أبداً من الاتصال به". وأكد كارفاليو أنه استقل حافلة إلى ساو باولو على أمل التحدث مع رونالدو شخصياً وشرح وضعه، لكن خاب أمله عندما أخبره أحد ممثلي رونالدو بأن النجم السابق لا يملك وقتاً له. كما حاول أيضاً التواصل مع مصادر أخرى مقربة من "الظاهرة"، مثل المدير الذي يشرف على بعض مطاعم رونالدو في إسبانيا، غير أنه تلقى خيبة أمل جديدة بما أنه لم يُجب على رسائله.
وكشف كارفاليو عن جانب من علاقته باللاعب البرازيلي في بداية مسيرته، بعدما أشار إلى أنه تعهد أمام والدة رونالدو بأن يرافقه في كل التدريبات، بما أنها كانت متخوفة من ذهابه يومياً للتدرب بعيداً عن الحي الذي تسكن فيه العائلة، وقد شهد كارفاليو تطور مستواه بشكل مستمرّ حتى مغادرته البرازيل ليخوض تجارب احترافية في أوروبا.
## يويفا يقترب من المصالحة مع السوبرليغ عبر اتفاق تكنولوجي
25 July 2025 12:47 PM UTC+00
اعترف رئيس نادي برشلونة خوان لابورتا (63 عاماً) باقتراب توقيع اتفاق بين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يويفا ومنظّمي بطولة دوري السوبرليغ لكرة القدم، يتمحور حول تعاون تكنولوجي ربما يُمهّد لتقارب في وجهات النظر خلال الفترة المقبلة، ويأتي هذا التطور بعد صراع طويل، ظلّت فيه الهيئة التي يرأسها ألكسندر تشيفرين (57 عاماً) تعارض بشدة فكرة إنشاء بطولة بديلة تشارك فيها نخبة أندية أوروبا، رغم الإغراءات المالية الضخمة التي تتيحها المسابقة الجديدة. 
وتطرق لابورتا في حواره مع صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية، الجمعة، لعدة محاور مهمة، من بينها بطولة السوبر ليغ، وآخر التحديثات التي تخص هذا الموضوع، إذ أكد أنه يلعب دور الوسيط لتقريب وجهات النظر، فقال: "هناك حوار مباشر بين دوري السوبرليغ ويويفا بوساطة ممثلين من الطرفين، ونتقدم نحو اتفاق مبدئي خاصة في الجانب التكنولوجي. في برشلونة، ندعم هذا التقارب لأننا نؤمن بأنه يخدم مصلحة كرة القدم، خصوصاً بعد الحكم الأوروبي الذي أنصف مشروع السوبرليغ. الأهم الآن هو وحدة عالم الكرة، وأرى أن تشيفرين يُبدي استعداداً حقيقياً للتفاهم". 
ورغم سعيه إلى إعادة إدماج برشلونة ضمن المنظومة الكروية الأوروبية، لم يتردد خوان لابورتا في الدفاع عن مشروع دوري السوبرليغ، وأكد تمسكه بفكرته الأساسية قائلاً: "منذ البداية، دعمنا فكرة بطولة مفتوحة تقوم على الجدارة، ونسعى إلى نظام يحقق مكاسب مالية حقيقية للأندية. لا نهدف إلى الصدام، بل إلى تطوير كرة القدم الأوروبية. نظام دوري الأبطال الجديد حقق زيادة بنسبة 20 بالمائة في الإيرادات، وكل شيء قابل للتحسين. نؤمن بأن صوتنا سيكون فاعلاً، واليويفا لا يُغلق الباب أمام النقاش. أما المنصة التكنولوجية، فهي واعدة جداً من الناحية المالية، وهناك انفتاح متبادل للتوصل إلى اتفاق يخدم مصلحة الجميع".
وينتظر عشاق كرة القدم أن يكشف خوان لابورتا تفاصيل التعاون المرتقب بين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" ومنظّمي دوري السوبرليغ، سواء من حيث طبيعته أو نتائجه، وذلك بعد أن عبّر عن نوايا ناديه في إعادة بناء الجسور مع الهيئات الرسمية. "نحن هنا لنساعدكم، لنبحث عن الحلول وننفّذها. هذه المسؤولية لا تُفرض، بل تُكتسب عندما يعترف الآخرون بكفاءتك وجدارتك". بهذا رد لابورتا على سؤال بشأن رغبة برشلونة في العودة إلى اللجنة التنفيذية لرابطة الأندية الأوروبية، التي يرأسها ناصر الخليفي (51 عاماً). 
وبين التمسّك بمشروع السوبرليغ والسعي للعودة إلى أحضان المؤسسات الرسمية، يبدو أن لابورتا يحاول الموازنة بين حماية مصالح ناديه الاقتصادية والحفاظ على علاقات استراتيجية داخل هيكل الكرة الأوروبية. ويبقى نجاح هذا التوجّه مرهوناً بقدرة الطرفين، اليويفا ومنظّمي السوبرليغ، على تجاوز خلافات الماضي ورسم ملامح جديدة لمستقبل اللعبة.
## بيرلو يعود إلى التدريب بعد عام من الغياب والوجهة الإمارات
25 July 2025 12:47 PM UTC+00
عاد الإيطالي أندريا بيرلو (46 سنة) إلى عالم التدريب من جديد، بعد غياب استمر عاماً كاملاً، واختار وجهة جديدة وتحديداً في الإمارات، ليعود المدرب السابق لنادي يوفنتوس الإيطالي إلى الملاعب من أجل الدخول في تجربة تدريبية جديدة وهذه المرة على صعيد كرة القدم العربية. 
وأعلن نادي يونايتد أف سي الإماراتي، ومقره في دبي ويُنافس في القسم الثاني، الجمعة، عن التعاقد رسمياً مع المدرب الإيطالي أندريا بيرلو، ونشر النادي عبر حسابه في انستغرام صورة تجمع رئيسه، الحارس الدولي السابق المولدافي، إيلي سيبانو، ببيرلو وهما يحملان قميص النادي وأرفقها بكلمات "أسطورة حقيقية تبدأ المشوار معنا. نعلن بكل فخر عن تعيين أندريا بيرلو مدرباً جديداً لنادي يونايتد أف سي. برؤيته وشغفه وعقليته المنتصرة، يبدأ فصل جديد. مرحباً بك في دبي، مستر بيرلو". 
ووقّع لاعب إنتر ويوفنتوس وميلان ومنتخب إيطاليا السابق على عقد لمدة عامين، حيث سيشرف حتى صيف 2027 على نادي يونايتد أف سي الذي تأسس عام 2022، ويخوض غمار منافسات المستوى الثاني في كرة القدم الإماراتية. وبات يونايتد أف سي رابع ناد سيُشرف عليه لاعب خط الوسط الدولي السابق في مسيرته التدريبية بعد يوفنتوس الذي قاده بين عامي 2020 و2021، وفاتح كاراغومروك التركي وسامبدوريا الذي قاده في الدرجة الثانية في تجربته الأخيرة قبل أن يُقال من منصبه في شهر أغسطس/ آب عام 2024.
يُذكر أن المدرب الإيطالي أندريا بيرلو يُعد من أبرز نجوم كرة القدم الإيطالية، وسبق أن تُوج بعدة ألقاب قبل اعتزاله كرة القدم لاعباً في عام 2017، منها لقب بطولة دوري أبطال أوروبا ولقب الدوري الإيطالي في ست مناسبات، بالإضافة لتحقيقه لقب بطولة كأس العالم مع منتخب إيطاليا في عام 2006.
## الإفراج عن 7 طلاب من السويداء بعد اعتقالهم لأيام في اللاذقية
25 July 2025 12:52 PM UTC+00
بعد نحو تسعة أيام على اعتقالهم من جامعة اللاذقية، أُفرج عن 7 طلاب من أبناء محافظة السويداء بينما مصير 3 آخرين في جامعة دمشق مجهول.
تضاربت المعطيات لأيام بشأن قضية تعرض طلاب جامعيين من أبناء محافظة السويداء لعمليات إخفاء واعتقالات تعسفية في عدد من الجامعات السورية، ولا سيما في اللاذقية ودمشق، قبل إعلان إطلاق سراح معظمهم، في حين لا يزال مصير آخرين مجهولاً.
وأكد المحامي السوري أيمن شيب الدين لـ"العربي الجديد"، أن "سبعة طلاب من السويداء تم الإفراج عنهم الجمعة، بعدما اعتُقلوا من جامعة اللاذقية قبل نحو تسعة أيام، وقد رافقتهم سيارة الهلال الأحمر السوري في طريق عودتهم إلى السويداء. الطلاب السبعة هم عمّار الدعبل، ومجيد البنّي، وتيم الرحّال، وقيس غرز الدين، وعُدي جغامي، وغدير الكفيري، ونواف غزالي، في حين لا يزال ثلاثة طلاب في جامعة دمشق معتقلين، وهم حازم بلان، وسيف القلعاني، وعبادة خداج، ولم يتأكد اعتقال أو اختطاف ثلاثة آخرين في جامعة اللاذقية".
وأوضح شيب الدين، الذي تطوع لمتابعة شؤون الطلاب: "الاعتقال جاء على خلفية طائفية إثر مشاجرة بين طلاب من درعا والسويداء، بعدما غذّت السلطات هذا الجنون الطائفي، وأدى التحريض إلى انتهاكات بحق طلاب السويداء. بدأ التحريض بعد أحداث جرمانا وصحنايا وأشرفية صحنايا، وتم تهديد الطلاب والاعتداء عليهم في الجامعة وفي السكن الجامعي. انقطاع الإنترنت والاتصالات في السويداء يعيقان الوصول إلى المعلومات الدقيقة بشأن المعتقلين، مع غياب الشفافية لمعرفة مكان المعتقل، أو السماح له بالتواصل مع ذويه، أو توكيل محامٍ. إنها إجراءات تعسفية مستمرة، وقد يكون عدد المعتقلين بالعشرات، لكننا نحاول تدقيق المعلومات".
وأكد طالب من السكن الجامعي باللاذقية، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، في اتصال مع "العربي الجديد"، أن "التضارب في أعداد المعتقلين لا ينفي حقيقة أن سبعة طلاب من السويداء اعتُقلوا من داخل المدينة الجامعية في اللاذقية. أربعة منهم اعتُقلوا بتهمة الاعتداء على مدير الأمن في السكن الجامعي، الشيخ أبو سومر، والذي كان قائد فصيل مسلح قبل أن يصدر قرار دمج الفصائل العسكرية بوزارة الداخلية، وقد بدأت المشكلة عندما اعترض الشيخ طالبة من السويداء كانت ترتدي لباساً غير مناسب في نظره، ما استدعى تدخل الشبان الأربعة والاعتداء على الشيخ، وبالتالي تم اعتقالهم قبل نحو تسعة أيام، ولم نعرف عنهم شيئاً رغم محاولاتنا الكثيفة".
وأوضح الشاب أن "الطالب تيم الرحال اعتُقل من داخل سكنه الجامعي، وتعرض لهجوم طائفي من قبل الجهاز الإداري والتعليمي داخل كلية التمريض، حتى أنه تلقى تهديدات بالقتل في حال عدم العودة إلى السويداء، لكننا فوجئنا باعتقاله بعد ساعتين. علمتُ أنهم سحبوه من غرفته، وحذفوا الأدلة التي توثق تهديداتهم على هاتفه. أما نواف غزالي، فكان يقيم في الوحدة 17 وينتقل بين الحين والآخر إلى الوحدة 15، باعتبار أنها تضم عدداً أكبر من أبناء السويداء، غير أن ذلك لم يشفع له، فقد داهم عناصر الأمن الوحدة 15 واعتقلوه بعدما غطوا وجهه وصادروا هاتفه، ولم نعرف حتى سبب اعتقاله. لكنهم لاحقاً برّروا الأمر بأنه قبل ثلاثة أشهر انتقد الوضع القائم في البلاد عبر موقع فيسبوك، ما استدعى حينها رد الشيخ أبو سومر".
وأفاد الطالب بأن "الجهة التي تعتقل هي الشرطة العسكرية بالجامعة، غير أن القضية أثارت ضجة في السويداء، خصوصاً أن الجهات الأمنية في اللاذقية رفضت تزويدنا بأي معلومة. حوادث مماثلة سُجّلت في جامعة حلب، وفي كليات جامعة دمشق في المزّة، حيث تعرض طلاب السويداء لهجوم طائفي. هناك محاولات للتضييق على المساعدات الإنسانية والمالية، والمؤلم أنهم يراقبون الطلاب لدى خروجهم لاستلام المال من ذويهم أو أقاربهم المغتربين، وأخيراً لاحقت العناصر الأمنية طالبة من السويداء خرجت لاستلام المال من أحد أقربائها، وتعرضت لاستجواب".
وحذرت تقارير في وسائل إعلام محلية من أن "طلاب السويداء يتعرضون لحملات اعتقال وتخوين ومخاطر، ويواجهون حملة تحريض داخل الجامعات السورية، لا سيما في دمشق واللاذقية، وأن خطاب الكراهية بلغ حد الدعوة للخطف والقتل بذريعة تضامنهم مع أهاليهم بعد الاشتباكات الدامية".
وانتشر على تطبيق واتساب رابط بعنوان "افضحوا الخونة"، هدفه جمع بيانات طلاب السويداء داخل المدن الجامعية، بما في ذلك أرقام غرفهم، ما أدى إلى اقتحامات واعتداءات جسدية. وتؤكد مصادر محلية أنه تم اقتحام غرفة الطالب حازم بلان في سكن "الهمك" بدمشق، حيث ضُرب وسُرق منه حاسوبه ومبلغ مالي، قبل أن يُطلب منه الحضور لاسترجاع أغراضه، وحين ذهب انقطع الاتصال به. كما تعرض الطالب عبادة خداج لمحاولة اعتداء في سكن الهمك بدمشق، إثر منشور على موقع فيسبوك، قبل أن يعتقل وسط هتافات تحريض.
وكشف مصدر إداري أن جامعة اللاذقية تضم 558 طالباً وطالبة من أبناء السويداء، معظمهم يعيشون حالة رعب دفعت أعداداً كبيرة منهم إلى مغادرة المدينة الجامعية. ويقول المصدر إنه "حتى الآن، تم تسجيل تسع حالات اعتقال داخل الحرم الجامعي، وهناك سبع حالات أخرى نتحقق منها. طالب في كلية التمريض بالجامعة تعرض لتهديد مباشر من أعضاء الكادر التدريسي إذا ما شوهد مع طلبة السويداء داخل قاعات الجامعة، قبل أن يُعتقل في اليوم نفسه".
## معرض "الصيف 2025" في كتارا... البيئة وتمثّلاتها
25 July 2025 12:53 PM UTC+00
تقيم الجمعية القطرية للفنون التشكيلية، في مقرّها بالحي الثقافي كتارا، المعرض السنوي صيف 2025، بمشاركة 78 فناناً تشكيلياً من مختلف الاتجاهات الفنية المعاصرة. يأتي هذا الحدث الذي افتُتح في 20 يوليو/تموز الجاري، ويتواصل حتى 30 سبتمبر/أيلول المقبل، ضمن الفعاليات الصيفية التي تحتضنها كتارا، ويُعد منصة لعرض تنوّع التجارب والأساليب في المشهد التشكيلي في قطر.
تعرض الأعمال مشاهد تراثية لمفردات البيئة الخليجية، مثل العمارة التقليدية، والزي التراثي، والمهن اليدوية، والحرف، كما تستوحي بعض اللوحات عناصر الحياة اليومية، سواء في مشاهد طقسية لنساء يحملن الدفوف، بأسلوب تعبيري يحتفي بالحركة واللون، أو في لوحات تُصوّر الصحراء، حيثُ الترحال، ومفردات الصيد. إلى جانب أعمال البورتريه لشخصيات بالزي التراثي.
كذلك تعرض بعض التجارب التشكيلية، لمشاهد من الحياة العادية، داخل البيوت، فتصوّر أنماط العيش، والعادات. وتتقاطع مجمل هذه الأعمال في تركيزها على البيئة، سواء في تمثيلها المادي، أو في استلهامها الرمزي.
إلى جانب اللوحات التي تستلهم البيئة، يتضمن المعرض عدداً من التجارب التشكيلية المعاصرة، التي تشتغل على تمثّلات الجسد، إذ الوجه مرآةٌ لانفعالٍ داخلي. وتختزل لوحات أخرى، الأجسادَ إلى خطوط، تظهر في كتل غير مكتملة. وأحياناً تظهر أجساداً تكتمل مع غيرها، في مشهد لشخوص تحتضن عناصر وتكوينات مثل الأزهار، وآلات الموسيقى، أو الأم التي تحتضن طفلها.
من بين الفنانين المشاركين:  إيفون تشي، ومنى العنبري، ومها المنصور، ورفيف ترمانيني، ومريم الفهيد، وحنيفة عبد القادر، وماريا البدر، وزياد رقام، وصالح العبيدلي، ولينه الناصري، وعيسى الملا، وأحمد سلطان، وبيتا بلازي، ونوره المزروعي، ووفاء السباعي، وشيخة الكواري، وجاسم الكعبي، وكارين سنكلير، وأميرة المناعي، ومنيرة المير، ونور الهادي، وشاهين المعاضيد، وجانست لامونتاغن، ونور بريكة، ومحمود المصري، وأحمد نوح.
كما تعتمد الأعمال على خامات وأساليب متعدّدة، من الألوان الزيتية والباستيل إلى الخيوط وأعمال الكولاج، إضافة إلى منحوتات توزعت في أرجاء المعرض.
## العراق يواجه أسوأ أزمة جفاف منذ 92 عاماً: تداعيات خطيرة بلا حلول
25 July 2025 12:59 PM UTC+00
يُواجه العراق أزمة جفاف غير مسبوقة، هي الأشد منذ أكثر من 90 عاماً، وفقاً لتحذيرات وزارة الموارد المائية، ما أثار مخاوف واسعة من تداعيات بيئية واقتصادية وإنسانية خطيرة. وفي ظل عجز الحكومة عن إيجاد بدائل فعّالة، بدأت الأزمة تُحرّك الشارع، الذي يرى فيها تهديداً مباشراً لمقوّمات المعيشة.
وفي بيان صادر عن وزارة الموارد المائية صدر مساء أمس الخميس، أكدت أن "العام الحالي من أكثر السنوات جفافاً منذ العام 1933، وأن معدل الإيرادات المائية لحوض نهري دجلة والفرات بلغ 27% مقارنة بالعام الماضي، وأن الخزين المائي في الخزانات والسدود يشكل في الوقت الحاضر 8% من الطاقة التخزينية، أي بمعدل انخفاض بلغ 57% مقارنة بالعام الماضي". وأوضحت أن "هذا الانخفاض الحاد أثر على تأمين الاحتياجات المائية في جميع المحافظات العراقية خاصة بالوسط والجنوب، كذلك على المتطلبات المائية للمحافظة على النظام الإيكولوجي في الأهوار وبيئة شط العرب"، محذرة من "استمرار تناقص الإيرادات المائية، وعدم تعاون دول المنبع، سيؤدي إلى تفاقم أزمة المياه ويشكل خطراً على الأمن المائي في البلاد".
واعد || أهالي منطقة المجرية شرقي محافظة #بابل، يتظاهرون بسبب جفاف نهر المجرية، وتجاهل الحكومة حل مشكلتهم.
للاشتراك في قناتنا على تليغرام: https://t.co/0BXAwabnMG pic.twitter.com/Bnlf55nQof
— وكالة أنباء العراق الدولية - واعد (@wa3ediq) July 25, 2025
ودعت إلى "تضافر جميع الجهود لعبور هذه الأزمة، من خلال التواصل مع دول المنبع لزيادة الإطلاقات المائية، والتعاون مع وزارة الموارد المائية في إزالة التجاوزات عن المجاري المائية، وترشيد استهلاك المياه في المجالات الزراعية والصناعية والبلدية". ولم تطرح الوزارة في بيانها أي حلول للأزمة، ولا حتى معالجات وقتية، الأمر الذي يجعل الأهالي بمواجهة مصيرهم.
في الأثناء، خرج العشرات من أهالي بلدة المجرية بمحافظة بابل، جنوب بغداد، اليوم الجمعة، بتظاهرات غاضبة لليوم الثاني على التوالي، احتجاجاً على تفاقم أزمة المياه وجفاف نهر المجرية الذي يعد المصدر الرئيس للمياه في البلدة. وقال حسن الخفاجي، أحد المتظاهرين، في اتصال مع "العربي الجديد"، إن "البلدة تواجه موتاً بطيئاً بسبب جفاف نهر المجرية، وإن استمرار الجفاف من دون معالجات حكومية ينذر بقطع أرزاق الأهالي الذين يعتاشون على الزراعة".
وشدد: "على الحكومة تحمل مسؤوليتها إزاء الملف، وإيجاد حلول مع دول المنبع لموجهة هذه الأزمة الخطيرة"، مضيفا: "سنواصل تظاهراتنا حتى نحصل على حلول للأزمة". ولم تنحصر التظاهرات في بابل فحسب، بل شهدت محافظات ميسان والديوانية وذي قار وديالى وغيرها، في الأيام الأخيرة، تظاهرات مماثلة احتجاجاً على تفاقم أزمة المياه الآخذة بالاتساع.
وأثرت أزمة الجفاف على مياه الشرب أيضا، إذ إن محطات الإسالة باتت غير قادرة في الكثير من المناطق على توفير المياه بسبب جفاف الأنهر التي تعتمد عليها. النائب عن محافظة ديالى، مضر الكروي، دعا إلى عقد جلسة طارئة لمجلس النواب لمناقشة بيان وزارة الموارد المائية الأخير، محذرا من التداعيات الخطيرة لتراجع الخزين المائي وتقلص الإطلاقات إلى مستويات حرجة.
وقال الكروي في تصريح صحافي، اليوم الجمعة، إن "تحذير وزارة الموارد المائي يثير قلقا بالغا، فالعراق وصل إلى مرحلة حرجة هي الأقسى منذ 100 عام، مع بدء الجفاف بإلقاء ظلاله الثقيلة على المجتمع من خلال التظاهرات، وحالات النزوح الداخلي، وفقدان مصادر الرزق في قطاعات الزراعة، والثروة الحيوانية، والسمكية".
وشدد على "ضرورة عقد جلسة برلمانية طارئة بحضور الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة لوضع خطة عاجلة للتعامل مع الوضع"، داعياً إلى "اعتماد استراتيجية عراقية شاملة لمعالجة ملف الجفاف، من خلال تشكيل لجنة عليا تتبنى بدائل واقعية، مثل تحلية مياه البحر، تأمين مصادر مياه خام لمحطات الإسالة، وإنقاذ المساحات الزراعية والبساتين من الهلاك الكامل".
وأشار إلى أن "الوضع الحالي يمثل خطراً حقيقياً على الأمن الغذائي والمجتمعي، في ظل تراجع الخزين المائي إلى مستويات حرجة جداً"، مؤكدا أن "الأمر يتطلب إجراءات استباقية عاجلة لمواجهة التحديات القادمة، قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة بيئية واجتماعية تصعب السيطرة عليها".
من جهته، انتقد المختص بالشأن المائي والسدود، عمار المعيني، غياب المعالجات الحكومية داخليا وخارجيا، وقال، لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة لم تستطع الحصول على الحصص المائية من دول المنبع، كما أنها لم تبحث حلولا داخلية حقيقية للأزمة". وأوضح، "في ظل هذا الوضع نحتاج إنشاء سدود وخزانات لاستغلال مياه الأمطار"، مضيفا: "كما نحتاج إلى خطط حكومية لدعم الفلاحين بالانتقال من الري بالغمر إلى الري بالتنقيط وتوفير مرشات زراعية بأسعار مدعومة، وتعزيز التوعية المجتمعية بالاستخدام الشيد للمياه، فضلا عن وضع خطط وطنية لمواجهة التغير المناخي". وأكد: "لم نلمس من الحكومة أي توجهات عملية ضمن خطة مدروسة باتجاه مواجهة الأزمة، الأمر الذي سيفاقم الأزمة بشكل غير مسبوق".
تجدر الإشارة إلى أنّ مخزون المياه في العراق يُعَدّ في أدنى مستوياته منذ 80 عاماً، بسبب موسم الأمطار الذي أتى ضعيفاً جداً، إلى جانب انخفاض تدفّق نهرَي دجلة والفرات اللذَين يمثّلان المصدرَين الأساسيَّين للمياه في البلاد.
## الصحة العالمية: مستشفيات السويداء تحت الضغط بعد الحوادث الدامية
25 July 2025 01:05 PM UTC+00
أفادت منظمة الصحة العالمية بأنّ المستشفى الرئيسي في مدينة السويداء جنوبي سورية يكتظّ بالمصابين الذين سقطوا في الحوادث الدامية الأخيرة بمحافظة السويداء، وأنّه يعمل من دون كهرباء ولا مياه كافية. وكانت رائحة الموت قد راحت تنبعث من مستشفى السويداء الوطني أخيراً، ولا سيّما مع تكدّس عشرات الجثث في داخله وكذلك في ساحاته، بحسب ما وصفت مصادر طبية محلية الوضع قبل أيام، في حين أشار طبيب سوري لـ"العربي الجديد" إلى "جثث متفسّخة" في المستشفى.
In response to violence in As-Sweida, 3 @WHO-supported mobile teams are providing urgent care to displaced families in Dar'a.
With the local health directorate and thanks to @UNCERF funding, teams offer outpatient care, maternal & child health & mental health support. pic.twitter.com/2BzHJVqzwg
— WHO Syria (@WHOSyria) July 24, 2025
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية كريستينا بيثكي للصحافيين في جنيف، عبر اتصال بتقنية الفيديو من دمشق، إنّ "الوضع في السويداء قاتم، فالمرافق الصحية تعاني ضغطاً هائلاً"، مؤكدةً أنّ "خدمات الكهرباء والمياه مقطوعة والأدوية الأساسية آخذة في النفاد".
وقد تعذّر على كثيرين من الكوادر الطبية الوصول إلى أماكن عملهم بأمان، في حين امتلأت مشرحة مستشفى السويداء الوطني، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بسبب التعامل مع عدد كبير من الضحايا. وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد أشارت إلى أنّ ما لا يقلّ عن 903 أشخاص قُتلوا في موجة العنف الأخيرة، بعد أن تحوّلت اشتباكات بين مسلّحين من الطائفة الدرزية ومن عشائر البدو إلى قتال عنيف مع القوات الحكومية التي أُرسلت إلى المنطقة.
وقال رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني إنّ عدد القتلة هذا ليس نهائياً، مشيراً إلى أنّ الشبكة وثّقت عمليات إعدام ميدانية نفّذتها قوات سورية ومقاتلون من عشائر البدو ومن الفصائل الدرزية.
وبيّنت منظمة الصحة العالمة أنّ على الرغم من نجاحها في إيصال قافلتَين من المساعدات إلى المنطقة في الأسبوع الماضي، فإنّ إيصال الإمدادات ما زال صعباً بسبب استمرار التوتّر بين الجهات التي تسيطر على أجزاء مختلفة من محافظة السويداء الجنوبية. أضافت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أنّ أكثر من 145 ألف شخص نزحوا بسبب أحدث موجة من القتال، مع لجوء كثيرين إلى مراكز استقبال مؤقّتة في درعا (الجنوب) ودمشق.
(رويترز، العربي الجديد)
## الجيش الصومالي يصد هجوماً لحركة الشباب على بلدتين جنوبي مقديشو
25 July 2025 01:34 PM UTC+00
شنّت حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، صباح اليوم الجمعة، هجوماً مسلحاً على بلدتي زبيد وعانولي الواقعتين في إقليم شبيلي السفلى على بعد 45 كيلومتراً جنوب مقديشو، في تصعيد جديد لعملياتها ضد القوات الحكومية والمواقع الاستراتيجية في المنطقة. وبدأ الهجوم في ساعات الفجر الأولى بسيارة مفخخة استهدفت ثكنة عسكرية للجيش الصومالي، ما أسفر عن اندلاع اشتباكات عنيفة مع القوات الصومالية التي كانت تتمركز في البلدتين.
ولم ترد بعدُ حصيلة رسمية لعدد الضحايا، إلا أن شهود عيان تحدثوا عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجانبين، فضلاً عن حالة من الذعر بين المدنيين الذين فرّ بعضهم إلى المناطق المجاورة. وأعلنت حركة الشباب، في بيان صحافي نشرته وسائل إعلام محسوبة عليها، أنها تمكنت من السيطرة على البلدتين، ونشرت صور مقاتليها يجولون داخل الأحياء وعرضت عربات عسكرية للجيش الصومالي.
وفي السياق، أعلنت الحكومة الفيدرالية أن الجيش الصومالي تمكن من صدّ مقاتلي حركة الشباب ولا يزال يسيطر على البلدة الاستراتيجية في إقليم شبيلى السفلى. وقال إبراهيم علي نجح، محافظ إقليم شبيلى السفلي، في منشور على صفحته بفيسبوك: "أُشيد بقواتنا المسلحة الوطنية التي تصدّت لهجوم إرهابي شنّته ميليشيات الخوارج (حركة الشباب) على منطقتي سبييد وعانولي التابعتين لمديرية أفغوي. وأؤكد للمواطنين أن الأنباء التي تتحدث عن سيطرة الخوارج على سبييد وعانولي ما هي إلا أكاذيب وافتراءات تصب في مصلحة حركة الشباب، ولا أساس لها من الصحة". وأوضح إبراهيم علي أن الوضع في المنطقة مستقر والأمن مستتب، والقوات الحكومية والإدارة المحلية تفرض سيطرتها الكاملة على الأرض.
ويأتي هذا الهجوم في وقت تواصل فيه القوات الصومالية بالتعاون مع شركائها الدوليين، تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق في جنوب البلاد، بهدف استعادة السيطرة على المناطق التي لا تزال خاضعة لنفوذ حركة الشباب. ويذكر أن الجيش الصومالي رفقة القوات الأوغندية، التي تعمل ضمن قوات الاتحاد الأفريقي، استعاد السيطرة على البلدتين في شهر مايو/ أيار الماضي، بعد أن وقعتا في قبضة حركة الشباب التي تنشط في مناطق عدة بإقليم شبيلى السفلى جنوب البلاد.
وتُعد منطقة شبيلي السفلى واحدة من أبرز معاقل حركة الشباب في الجنوب، حيث تستفيد الحركة من التضاريس الزراعية والممرات النهرية لإعادة الانتشار وتنفيذ الهجمات المباغتة. وعلى الرغم من النجاحات النسبية التي أحرزتها القوات الحكومية في الأشهر الماضية، فإن الحركة لا تزال تحتفظ بقدرة على شن عمليات مباغتة تستهدف مواقع عسكرية ومدنية، ما يعكس التحدي الأمني المستمر الذي تواجهه البلاد في سعيها لبسط الاستقرار.
## مهاجمون تائهون في "الميركاتو" الصيفي
25 July 2025 01:38 PM UTC+00
يشهد الميركاتو الصيفي ارتفاع نسق التعاقدات يومياً، وذلك مع قرب انطلاق الموسم في مختلف الدوريات الأوروبية القوية، إذ تطمح كل الأندية إلى دعم صفوفها، لتستطيع المنافسة على التتويجات، وسط توقعات بأن يكون موسم 2025ـ2026 مشتعلاً في مختلف الدوريات بتعدّد الفرق، التي تنافس على الألقاب، ورغم أن الطلب عادةً ما يكون مُتزايداً على المهاجمين في "الميركاتو"، فإنّ بعض الأسماء تواجه مصيراً غامضاً لأسباب مختلفة.
ولم يعد فريق تشلسي الإنكليزي متحمّساً لاستمرار لاعبه السنغالي، نيكلاس جاكسون (24 عاماً)، بعد الصفقات التي أبرمها لدعم الخط الأمامي، وفتح باب الرحيل أمامه بعد أن خسر مكانه الأساسي، لكنّ مصادر إعلامية إنكليزية تؤكد أن النادي اللندني يريد الحصول على مبلغ يقارب 100 مليون يورو، حتى يسمح لجاكسون بالرحيل، وهو أمر يبدو شبه مستحيل، خاصة أن اللاعب لم يتألق في كأس العالم للأندية، وخرج في الآن نفسه من حسابات مدربه الإيطالي، إنزو ماريسكا (45 عاماً).
وهناك الدنماركي راسموس هويلوند (22 عاماً)، في موقف صعب، بعدما وضعه مدرب مانشستر يونايتد، البرتغالي روبين أموريم (40 عاماً)، خارج الحسابات، والفريق بصدد إعادة تشكيل هجومه، ولا يبدو اللاعب مستعداً لقبول وضعية البديل، لكنّ رغبته في الرحيل تصطدم بطلبات مانشستر يونايتد المالية، إذ أشارت تقارير إعلامية إيطالية إلى أن لاتسيو وأتالانتا يرغبان في التعاقد معه، ولكن كل فريق منهما يجد صعوبة في تقديم عرض ماليّ يستجيب لما يخطط له "الشياطين الحُمر"، ومِن ثمّ فإن هويلوند قد يستمر مع الفريق مُكرهاً.
كما تراجعت أرقام الصربي دوسان فلاهوفيتش (25 عاماً) مع يوفنتوس الإيطالي، في الموسم الماضي، بعدما عجز عن فرص نفسه أساسياً في الفريق، مع قدوم الفرنسي راندال كولو مواني (26 عاماً)، ولم تبدِ الفرق الأوروبية رغبة في التعاقد معه، رغم أن كان مرشحاً للانتقال إلى أرسنال الإنكليزي، كما أن ميلان تراجع عن فكرة ضمّه إلى صفوفه، بما أن مدرب الفريق، ماسيليمانو أليغري (57 عاماً)، يعرف قدراته، لكنّه لم يعد متحمساً لتكرار التجربة معه، إثر موسمه الفاشل، الذي غاب خلاله عن المباريات القوية، وبات عبئاً على إدارة يوفنتوس التي فشلت في تسويقه، حتّى الآن.
## الشيباني يلتقي نظيريه الفرنسي والأميركي وتأكيد دعم وحدة سورية
25 July 2025 02:09 PM UTC+00
التقى وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد حسن الشيباني نظيره الفرنسي جان نويل بارو والمبعوث الأميركي الخاص إلى سورية توماس براك، اليوم الجمعة، في باريس. وقالت وزارة الخارجية السورية، في بيان، إن الاجتماع كان "صريحاً وبناءً، وفي لحظة فارقة تمر بها الجمهورية العربية السورية".
وأضافت الوزارة في البيان أنه "في أجواء يسودها الحوار والحرص الكبير على خفض التصعيد، توافقت الأطراف الثلاثة على:
الانخراط السريع في الجهود الجوهرية لإنجاح مسار الانتقال السياسي في سورية، بما يضمن وحدة البلاد واستقرارها وسيادتها على كامل أراضيها.
التعاون المشترك في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله، ودعم قدرات الدولة السورية ومؤسساتها في التصدي للتحديات الأمنية.
دعم الحكومة السورية في مسار الانتقال السياسي الذي تقوده بما يهدف إلى تحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز التماسك المجتمعي، ولا سيما في شمال شرق سورية ومحافظة السويداء.
عقد جولة من الحوار بين الحكومة السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" في باريس في أقرب وقت ممكن، لاستكمال تنفيذ اتفاق العاشر من مارس آذار بشكل كامل.
دعم الجهود الرامية إلى محاسبة مرتكبي أعمال العنف، والترحيب في هذا الإطار بمخرجات التقارير الشفافة، بما في ذلك التقرير الأخير للجنة المكلفة بالتحقيق في الأحداث التي شهدها الساحل السوري.
تأكيد عدم تشكيل دول الجوار أي تهديد لاستقرار سورية، وفي المقابل تأكيد ألا تشكل سورية تهديداً لأمن جيرانها حفاظاً على استقرار المنطقة بأسرها".
وشارك برّاك صورة تجمعه مع الشيباني بارو على حسابه في منصة إكس وكتب: "لطالما كانت باريس القلب الدبلوماسي لمناقشات حيوية كتلك التي شاركناها اليوم. إن سورية المستقرة والآمنة والموحدة تُبنى على أساس جيران وحلفاء عظماء. وعلى حد تعبير وزير الخارجية (ماركو) روبيو تنتهي الصراعات بفضل الدبلوماسية الحثيثة والحيوية التي تبذلها الولايات المتحدة".
Paris has long been the diplomatic heart of vital discussions like those we shared today. A stable, secure, and unified Syria is built on the foundation stone of great neighbors and allies. In the words of @SecRubio, conflicts end thanks to "hard, vibrant diplomacy that the U.S.… pic.twitter.com/hFsqSHKpOf
— Ambassador Tom Barrack (@USAMBTurkiye) July 25, 2025
وكان عُقد في باريس، ليلة أمس الخميس، اجتماع دام أربع ساعات جمع الشيباني مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، بحضور برّاك الذي قال عقب الاجتماع، في تغريدة على حسابه بمنصة إكس، "التقيت هذا المساء مع السوريين والإسرائيليين في باريس. كان هدفنا الحوار وتخفيف التوتر، وهذا بالضبط ما حققناه. جميع الأطراف جددت التزامها بمواصلة هذه الجهود". ويعتبر هذا اللقاء الأرفع مستوى بين إسرائيل وسورية خلال الـ25 سنة الماضية، وكانت آخر مرة عُقد فيها اجتماع رفيع المستوى بين إسرائيل وسورية في عام 2000، عندما استضاف الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون رئيس حكومة الاحتلال آنذاك إيهود باراك ووزير الخارجية السوري في حينه فاروق الشرع، في شيفردستاون، باعتباره جزءاً من محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام بين البلدين.
وهذا ليس الاجتماع الأول بين ممثلين عن الحكومة السورية ومسؤولين إسرائيليين، حيث كان الطرفان قد عقدا اجتماعات سابقة في العاصمة الأذربيجانية باكو خلال الفترة الماضية. وأقرت الحكومة السورية بأنها عقدت مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل بهدف احتواء التصعيد، بعدما شنّت إسرائيل مئات الغارات على الترسانة العسكرية السورية، كما توغلت قواتها في جنوب البلاد عقب إطاحة نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024. وتربط دمشق هذه المفاوضات مع إسرائيل بالعودة إلى تطبيق اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، لجهة وقف الأعمال القتالية وإشراف قوة من الأمم المتحدة على المنطقة منزوعة السلاح الفاصلة بين الطرفين.
## السفارة الأميركية تنفي صحة الأنباء بشأن نقل سكان غزة إلى ليبيا
25 July 2025 02:35 PM UTC+00
نفت السفارة الأميركية لدى ليبيا صحة ما تداولته وسائل إعلام بشأن وجود خطط أو مساعٍ لنقل سكان قطاع غزة إلى ليبيا، مؤكدة أن هذه الأنباء غير صحيحة. وقالت في بيان مقتضب، نشرته عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس" اليوم الجمعة: "أخبار كاذبة: تؤكد السفارة أن الادعاءات بأن الولايات المتحدة تسعى إلى نقل سكان غزة إلى ليبيا هي ادعاءات تحريضية وكاذبة تماماً". ويأتي النفي الأميركي بعد انتهاء زيارة إلى ليبيا أجراها المستشار الخاص للرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، مسعد بولس، استغرقت يومين، التقى خلالها في طرابلس، الأربعاء الماضي، رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبد الحميد الدبيبة، قبل أن يزور مدينة بنغازي في اليوم التالي حيث اجتمع مع اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح.
أخبار كاذبة: تؤكد السفارة أن الادعاءات بأن الولايات المتحدة تسعى إلى نقل سكان غزة إلى ليبيا هي ادعاءات تحريضية وكاذبة تمامًا.
— U.S. Embassy - Libya (@USEmbassyLibya) July 25, 2025
وسبق أن أصدرت السفارة الأميركية بياناً مماثلاً في 18 مايو/أيار الماضي نفت فيه صحة تقرير بثته قناة "إن بي سي نيوز" حول خطط أميركية لنقل سكان قطاع غزة إلى ليبيا. وقالت السفارة وقتها إن "التقرير حول خطط مزعومة لنقل سكان غزة إلى ليبيا غير صحيح". واعتمدت القناة الأميركية في تقريرها على خمسة مصادر قالت إنها مطلعة، أفادت بأن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كانت تعمل على خطة لنقل ما يصل إلى مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى ليبيا بشكل دائم. وذكر التقرير أن الخطة قيد الدراسة، فيما تجري مناقشتها مع الجانب الليبي، من دون أن تسمي الجهات الليبية المعنية.
وكانت الأنباء بشأن نية واشنطن دعم نقل سكان غزة إلى عدة دول، من بينها ليبيا، تداولتها وسائل إعلام دولية قبل ذلك، ولقيت ردات فعل ليبية رافضة، ففي 21 فبراير/شباط الماضي، أصدرت لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمجلس النواب الليبي بياناً رفضت فيه ما وصفته بـ"الزج بليبيا" في مشاريع تهدف إلى ترحيل سكان قطاع غزة. وأكدت اللجنة أن المزاعم المتداولة في وسائل إعلام إسرائيلية بشأن هذا الموضوع "ادعاءات مرفوضة"، مشيرة إلى أن ليبيا ليست معنية بأي ترتيبات تتعلق بإعادة توطين السكان الفلسطينيين في أراضيها.
وفي السادس من فبراير الماضي أصدرت حكومتا ليبيا، حكومة الوحدة الوطنية الموقتة في طرابلس، والحكومة المكلفة من مجلس النواب في شرق البلاد، بيانين أعلنت فيهما مواقف مماثلة، حيث أكدت الحكومة في بنغازي رفضها التام لأي محاولات تهجير أو إعادة توطين قسري للفلسطينيين داخل الأراضي الليبية، ودعت المجتمع الدولي إلى رفض مثل هذه الطروحات. كما رفضت الحكومة في طرابلس بشكل مطلق أي سياسات تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية في الأراضي الفلسطينية أو نقل سكان القطاع إلى دول أخرى، مشددة على أن موقفها هو الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، وعلى دعم الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني.
## قطر ومصر تؤكدان تحقيق "بعض التقدم" في مفاوضات غزة
25 July 2025 02:35 PM UTC+00
قالت قطر ومصر في بيان مشترك اليوم الجمعة إن بعض التقدم تحقق في أحدث جولة مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة التي استمرت لثلاثة أسابيع. وأكدت الدولتان "تواصل جهودهما الحثيثة في ملف الوساطة بقطاع غزة، من أجل الوصول إلى اتفاق يضع حداً للحرب، وينهي المعاناة الإنسانية في القطاع، ويضمن حماية المدنيين وتبادل المحتجزين والأسرى"، وفق البيان المشترك الذي نشرته وزارة الخارجية القطرية.
وأشار البيان إلى تأكيد قطر ومصر "إحراز بعض التقدم في جولة المفاوضات المكثفة الأخيرة التي استمرت لمدة ثلاثة أسابيع، وتؤكدان أن تعليق المفاوضات لعقد المشاورات قبل استئناف الحوار مرة أخرى يعد أمراً طبيعياً في سياق هذه المفاوضات المعقدة". ودعت قطر ومصر إلى "عدم الانسياق وراء تسريبات تتداولها بعض وسائل الإعلام في محاولات للتقليل من هذه الجهود والتأثير على مسار العمل التفاوضي، وتشدد على أن هذه التسريبات لا تعكس الواقع وتصدر عن جهات غير مطلعة على سير المفاوضات".
كما دعا البيان المشترك "وسائل الإعلام الدولية إلى التحلي بالمسؤولية وأخلاقيات مهنة الصحافة، وتسليط الضوء على ما يجري في القطاع من معاناة غير مسبوقة، لا أن تلعب دوراً في تقويض الجهود التي تسعى لإنهاء الحرب على القطاع"، وأكدت الدولتان بالشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية "التزامهما باستكمال الجهود وصولاً إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في القطاع".
وفي وقت سابق اليوم، قالت مصادر مصرية وأخرى قيادية بارزة في حركة حماس مشاركة في مفاوضات الاتفاق الإطاري لوقف إطلاق النار، إنه سيجري استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة الاثنين المقبل. وقال مصدر مصري مطلع على جهود وساطة القاهرة، إن الوسطاء في مصر وقطر، أبلغوا قيادة حماس في الدوحة ووفد التفاوض أن المفاوضات لم تَنهَرْ في أعقاب سحب الوفدين الإسرائيلي والأميركي وتصريحات المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف السلبية بشأن المفاوضات.
وقال المصدر المصري لـ"العربي الجديد" إن الوسطاء أبلغوا قيادة حماس والوفد المفاوض أن المفاوضات لم تَنهَرْ وأن الجانبين الإسرائيلي والأميركي أكدوا للوسطاء في مصر وقطر عودة وفود التفاوض للدوحة الاثنين المقبل لاستئناف المفاوضات. وأضاف المصدر المصري "تلقى الوسطاء إفادة واضحة من مسؤول أميركي رفيع بعودة الوفد الأميركي للدوحة مساء الأحد لاستئناف المفاوضات الاثنين المقبل".
من جانبه قال قيادي في حركة حماس مطلع على المفاوضات، إن "ما حدث كشف عن نية مبيتة لدى الحليفين (إسرائيل والإدارة الأميركية) بشأن نسف المسار التفاوضي وتحميل حماس المسؤولية حال لم ينفذ الاتفاق الذي يخدم أهداف تل أبيب فقط"، معتبراً أن "إعلان ويتكوف الأخير بشأن المفاوضات يأتي ضمن أسلوب ونهج التفاوض الذي يتبعه الأميركيون والإسرائيليون من أجل إجبار المقاومة على تقديم تنازلات مخلة، والقبول باتفاق لا يلبي أيّاً من مطالب غزة، عبر ضغط مواز بتشديد الحصار على سكان غزة، ومنع دخول المساعدات والغذاء".
## القضاء الروسي يحكم بسجن المحللة السياسية المعارضة يكاتيرينا شولمان
25 July 2025 02:35 PM UTC+00
قضت محكمة حي ميشانسكي في موسكو، الجمعة، بسجن المحللة السياسية المعارضة يكاتيرينا شولمان لمدة شهرين غيابياً لاتهامها بـ"التنصل من الوفاء بالتزامات العميل للخارج"، إذ تلزم الشخصيات المدرجة أسماؤهم على هذه القائمة في روسيا بوضع وصم "عميل للخارج" على منشوراتهم في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. وتحتسب مدة الحبس لشهرين من تاريخ توقيفها أو من تاريخ عبورها الحدود الروسية في حال ترحيلها من دولة أخرى.
وفي حال إدانة يكاتيرينا شولمان التي تصنفها وزارة العدل الروسية "عميلة للخارج" منذ إبريل/ نيسان 2022، ستواجه السجن لمدة تصل إلى عامين، علماً أن القانون الجنائي الروسي الذي اتهمت شولمان بموجبها، يقتضي المساءلة الجنائية بعد المساءلة الإدارية عن المخالفة ذاتها لمرتين في ظرف عام.
وتعد شولمان واحدة من أشهر المحللين السياسيين الروس، حيث يبلغ عدد المشتركين في قناتها على "يوتيوب" أكثر من 1.2 مليون شخص. كما سبق لشولمان التي تخرجت في الأكاديمية الروسية للخدمة العامة أن حاضرت بعدة جامعات روسية رائدة، ولكنها غادرت البلاد في ربيع عام 2022 بعد معارضتها الحرب الروسية على أوكرانيا منذ أيامها الأولى.
وبذلك تواصل روسيا تضييق الخناق على معارضي الحرب في أوكرانيا المنفيين عبر إغلاق طريق العودة أمامهم، إذ قررت محكمة حي باسماني في موسكو، الثلاثاء الماضي، سجن المحاور الليبرالي المعارض الأشهر على "يوتيوب" يوري دود، غيابياً لمدة شهرين أيضاً في قضية "التنصل من الوفاء بالتزامات العميل للخارج".
ويحظى دود المقيم في إسبانيا بمكانة خاصة بين المدونين الروس، إذ يزيد عدد المشاهدات على قناته على "يوتيوب" عن المليارين، كما عرف بإجرائه حوارات جريئة وتوجيه أسئلة مباشرة إلى شخصيات عامة روسية من مؤيدي الكرملين ومعارضيه، متحولاً بذلك إلى واحد من الشخصيات الأكثر تأثيراً في المشهد الإعلامي الروسي.
وقد أُدرج مفهوم "العميل الأجنبي" لأول مرة في القانون الروسي عام 2012، مع تشديد متزايد خلال السنوات الأخيرة. وتضم القائمة حالياً عدداً من أبرز الشخصيات السياسية والإعلامية والفنية الذين أعربوا عن معارضتهم للحرب في أوكرانيا.
## المغرب: وقفات وتظاهرات في 60 مدينة ضد جرائم الاحتلال في غزة
25 July 2025 02:35 PM UTC+00
شهدت مدن مغربية عدّة، عقب صلاة الجمعة، خروج مظاهرات ووقفات تندّد بالتجويع وبسياسة الإبادة الجماعية التي تستهدف قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبالتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، كما يُنتظر أن تُنظم وقفات مماثلة بعد صلاتَي المغرب والعشاء، ووقفة مركزية أمام مقرّ البرلمان بالعاصمة الرباط مساء اليوم دعت إليها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (غير حكومية).
وللأسبوع الـ86 على التوالي شارك آلاف المغاربة أمام المساجد، عقب صلاة الجمعة، بوقفات دعت إليها "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية) تحت شعار:" لا للتجويع... لا للحصار... لا للتطبيع"، وردّدوا خلالها شعارات مندّدة بجرائم القتل والتجويع التي يرتكبها جيش الاحتلال وبالحصار المضروب على قطاع غزة، مطالبين بوضع حد لحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. وعبّر المشاركون في الوقفات عن استنكارهم الدعم الأميركي للعدوان على غزة، والصمت الدولي والتخاذل العربي الرسمي، مؤكدين رفضهم القاطع لكل أشكال التطبيع المغربي مع كيان الاحتلال.
إلى ذلك، كشف الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، محمد الرياحي الإدريسي، أن 60  مدينة مغربية أعلنت خروجها في 104 مظاهرات اليوم، في جمعة طوفان الأقصى رقم 86. وقال الإدريسي في حديث مع "العربي الجديد" إنّ فعاليات اليوم تأتي "انسجاماً مع مواقفنا الثابتة في دعم القضية الفلسطينية، واستنكاراً للجرائم المتواصلة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق المدنيين العزّل في قطاع غزة".
كما تأتي فعاليات اليوم، بحسب الإدريسي، في ظل "استمرار العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة، الذي اتخذ أبعاداً كارثية، بلغت حد سياسات الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج"، في ظل حصار خانق طاول كل نواحي الحياة، واستهداف مباشر للبنى التحتية والمراكز الصحية والمدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، وأضاف: "في مقابل هذا الوضع الإنساني الكارثي، نعبر عن استهجاننا العميق للصمت العربي والإسلامي الرسمي، والتخاذل المريب الذي يطبع مواقف الأنظمة تجاه ما يحدث في فلسطين المحتلة، وإدانتنا القوية للمجتمع الدولي الذي يواصل تعاطيه الانتقائي والمتراخي واللاإنساني مع معاناة إخواننا الفلسطينيين، في خرق سافر للمواثيق الدولية ولقيم العدالة وحقوق الإنسان"، وأضاف:" نستغرب كيف أن الغرب المتحضّر والإنساني جداً أعلن حالة الاستنفار والطوارئ وعبأ قواه ومؤسّساته وتحالفاته في الحرب على أوكرانيا، لكنّه مع الكارثة الإنسانية في غزة لا يحرك ساكناً أمام الإبادة الجماعية والتطهير العرقي".
من جهة أخرى، شدّد الإدريسي على رفض الهيئة القاطع لكل أشكال التطبيع السياسي والاقتصادي والثقافي مع الكيان الصهيوني، باعتباره "يشكل طعنة في ظهر القضية الفلسطينية، ومساً خطيراً بالسيادة الوطنية والقيم الدينية والتاريخية للمغاربة، وقال: "نعتبر بكل وضوح ودون مواربة أن المطبعين هم شركاء في حصار وتجويع الشعب الفلسطيني المسلم، وأن مسؤولية الأرواح التي تزهق كل يوم هي في أعناقهم دون شك ولا ريب"، معتبراً أن "صمود ووعي الشعوب هما الحصن الأخير أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية والتمكين للعدو الصهيوني المتأمرك، وهما السند الحقيقي لصمود غزة ولكلّ المقاومين على الأرض".
وتتواصل منذ 18 مارس/آذار الماضي احتجاجات المغاربة تنديداً باستئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة، إذ شهدت عشرات المدن في مختلف أنحاء البلاد وقفات ومسيرات غاضبة ومندّدة بالعدوان، كان آخرها مسيرة حاشدة بالعاصمة الرباط يوم الأحد الماضي، شارك فيها مئات آلاف المغاربة، تنديداً بما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من تجويع وإبادة جماعية وتهجير، ورفضاً للصمت الدولي و"الخذلان العربي" إزاء ما يقع من جرائم، واستنكاراً لمواصلة التطبيع مع دولة الاحتلال. ومنذ اليوم الأول لحرب الإبادة، شهد المغرب العديد من مظاهر التضامن والتأييد للشعب الفلسطيني، من خلال وقفات ومسيرات نظمت على نحوٍ شبه يوميّ في مختلف أنحاء البلاد، كان عنوانها الرئيس دعم ومساندة الفلسطينيين والمقاومة ورفض التطبيع.
## بعد رأي محكمة العدل الدولية... أيّ عواقب على قطاع الوقود الأحفوري؟
25 July 2025 03:04 PM UTC+00
قد يؤدّي الرأي التاريخي بشأن المناخ الصادر عن أعلى محكمة في العالم إلى جعل أنشطة النفط والغاز أكثر تعقيداً من الناحية القانونية، بدءاً من توسيع عمليات الحفر، وفقاً لما يفيد به خبراء في القطاع. وكانت محكمة العدل الدولية قد اتّخذت، يوم الأربعاء الماضي، موقفاً حازماً جداً بشأن الوقود الأحفوري في رأي استشاري فاجأ حتى مراقبي القانون البيئي الأكثر حنكة. وكانت أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، التي تتّخذ من مدينة لاهاي الهولندية مقرّاً لها، قد أعلنت أنّ الدول مُلزَمة بمعالجة "التهديد الملحّ والوجودي" الناجم عن الاحترار.
وأبعد من ذلك، اعتبرت المحكمة أنّ "تقاعس دولة ما عن اتّخاذ التدابير المناسبة" لحماية المناخ من الآثار الضارة لغازات الدفيئة، "ولا سيّما من خلال إنتاج الوقود الأحفوري أو استخدامه أو منح تصاريح التنقيب أو دعم الوقود الأحفوري، قد يُمثّل فعلاً غير مشروع دولياً يُنسَب إلى تلك الدولة".
في هذا الإطار، تفيد القانونية البارزة في مشروع "بوليوتر بيز بروجكت" (الملوِّث يدفع) صوفي مارجاناك وكالة فرانس برس بأنّ "هذا أمر بالغ الأهمية... وهذه استنتاجات رائدة حقاً". يُذكَر أنّ آراء محكمة العدل الدولية الاستشارية ليست مُلزمة قانوناً، لكنّها تُقدّم تفسيراً للقانون الدولي له وزن قانوني كبير. وبات في إمكان البرلمانيين والمحامين والقضاة حول العالم استخدام هذا الرأي للضغط من أجل سنّ قوانين أو قرارات قضائية داعمة لمكافحة تغيّر المناخ.
ويرى المحامي الذي ساعد في عرض القضية على محكمة العدل الدولية خورخيه فينوياليس أنّ الخلاصات المتعلقة بالوقود الأحفوري سوف تُعتمَد على الأرجح من قبل المحاكم الوطنية والدولية، إذ تتزايد الدعاوى القضائية ضدّ منتجي النفط والغاز. ويقول هذا الأستاذ في القانون بجامعة كامبريدج البريطانية لوكالة فرانس برس: "إذا كان الأمر على هذا النحو، فقد تكون لذلك تبعات كبيرة". يضيف أنّ بإمكان شركات النفط والغاز والدول المنتجة تجاهل محكمة العدل الدولية ورأيها، "لكنّ ذلك ينطوي على مخاطر قانونية ويفتح أبواباً للتقاضي".
من جهتها، تلفت مارجاناك إلى إمكانية الاستشهاد بهذا الرأي، على سبيل المثال، لمعارضة توسيع منجم فحم، أو في نزاع بين مستثمر ودولة تلغي ترخيصاً له، أو في مفاوضات تعاقدية تضمّ بين أطرافها مصرفاً يستثمر في قطاع الوقود الأحفوري. وتقول: "من الممكن أن يحدث ذلك بشتّى الطرق وفي أيّ مكان تقريباً"، مشدّدةً على أن "لا حدود للتأثير حقاً".
ويصح ذلك خصوصاً في البلدان التي يُمكن فيها دمج القانون الدولي في الإطار القانوني الوطني من دون أيّ تحويل، حتى وإن كان ذلك مشروطاً في بعض الأحيان. في هذه البلدان، مثل فرنسا والأرجنتين وهولندا، قد يضطر القضاة قريباً إلى مراعاة رأي محكمة العدل الدولية عند النظر في قضايا مرفوعة ضدّ شركات النفط.
حتى في الدول التي تنتهج "نظاماً مزدوجاً"، حيث يكون دمج القانون الدولي أكثر تعقيداً، غالباً ما اتّبعت المحاكم الدستورية وغيرها من الهيئات القضائية حججاً معيّنة في آراء محكمة العدل الدولية. وفي هذه القضية، "يفتح الرأي الأخير الباب أمام الطعون على التصاريح الممنوحة لمشاريع الوقود الأحفوري الجديدة"، وفقاً لمارجاناك.
قرار محكمة العدل الدولية تخطّى التوقعات
في سياق متصل، تعتقد الخبيرة في قضايا المناخ جوي ريس من كلية لندن للاقتصاد أنّ محكمة العدل الدولية "تخطّت التوقعات" بتسليطها الضوء على مسؤولية الحكومات عن التلوّث الناجم عن شركات النفط والغاز العاملة تحت ولايتها القضائية. وفي هذه القضية، "تتحدّى المحكمة كلّاً من الدولة والقطاع الخاص". وتقول ريس لوكالة فرانس برس: "سوف يتعيّن على الدول أن تكون أكثر حذراً في ما يتعلق بمنح التصاريح واعتماد سياسات عامة بشأن الوقود الأحفوري، لأنّ ذلك قد يعرّضها للمساءلة في المستقبل".
وتوضح مارجاناك أنّ هذا الرأي قد يسمح كذلك للدول الصغيرة بطلب التعويض من كبار الملوّثين أمام المحاكم الدولية. أمّا الدول المهدَّدة من قبل شركات النفط بسبب تغيير سياساتها المناخية بصورة تضرّ بمصالحها، فقد حصلت على دعم جديد لتعزيز دفاعها.
يُذكر أنّ في عام 2022، أصدرت محكمة أمراً لإيطاليا بدفع 200 مليون يورو (نحو 235 مليون دولار أميركي) لحساب شركة النفط البريطانية "روك هوبر" بسبب رفضها منحها تصريح حفر. ويوضح الخبير القانوني الدولي في معهد الأبحاث IIED لورينزو كوتولا لوكالة فرانس برس أنّه سوف يكون من الصعب الآن على شركة صناعية "الادّعاء بأنّ توقّعها مشروع بتشغيل مشروع وقود أحفوري من دون عوائق".
(فرانس برس)
## وكالة الأدوية الأوروبية توافق على حقن للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية
25 July 2025 03:07 PM UTC+00
أوصت وكالة الأدوية الأوروبية بالموافقة على استخدام حقن تستخدم مرتين سنوياً للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، قال علماء إنها يمكن أن تساعد على إنهاء انتقال الفيروس. وقالت هيئة تنظيم الأدوية التابعة للاتحاد الأوروبي في بيان، اليوم الجمعة، إن تقييماتها لعقار "ليناكابافير" الذي تبيعه في أوروبا شركة "جيليد ساينسيز" بالاسم التجاري "يزتوجو" أظهرت أن العقار "شديد الفعالية" و"يعتبر ضمن المصالح الصحية العامة الكبرى".
وبمجرد موافقة المفوضية الأوروبية على إرشادات الهيئة، سيتم السماح باستخدام العقار في جميع دول الاتحاد الأوروبي الـ 27. وتشير دراسات أجريت العام الماضي إلى أن ليناكابافير، الذي تم استخدامه بالفعل لعلاج أشخاص مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، فعال بنسبة 100 % في وقف العدوى لدى النساء والرجال.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، لا يزال فيروس العوز المناعي البشري يمثل مشكلة صحية عامة عالمية رئيسية، حيث أودى بحياة 44,1 مليون شخص حتى الآن مع استمرار انتقال العدوى في جميع بلدان العالم. أشارت التقديرات إلى أن عدد المصابين بالفيروس بلغ 40,8 مليون شخص في نهاية عام 2024، منهم نسبة 65 % في إقليم المنظمة الأفريقي.
وناهز عدد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (اتش آي في) في 2023، 40 مليون شخص، بحسب تقرير للبرنامج الأممي، ويعيش حوالي 20.8 مليوناً منهم في شرق أفريقيا وجنوبها. وأصيب نحو 1.3 مليون شخص بالفيروس في العام الماضي، أي أقل بنحو 100 ألف شخص عن العام السابق. ويقل هذا العدد بنسبة 60% عن الذروة المسجلة في 1995، عندما أصيب 3.3 ملايين شخص بفيروس نقص المناعة البشرية. لكن برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز لا يبدو راضياً عن هذه النتائج، لأن هدف 330 ألف إصابة فقط المنشود في 2025 يبدو بعيد المنال.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد) 
 
 
## نيمار يُلمح إلى مغادرة سانتوس البرازيلي بعد حادثة المشجع
25 July 2025 03:11 PM UTC+00
تحدث النجم البرازيلي، نيمار دا سيلفا (33 سنة)، عن الحادثة التي وقعت مع أحد مشجعي نادي سانتوس البرازيلي في المواجهة الأخيرة بين فريقه وإنترناسيونال في بطولة الدوري البرازيلي، ولمح إلى إمكانية مغادرته الفريق في حال دفعت الجماهير بهذا الاتجاه وأنه ليست هناك مشكلة في هذا القرار. 
ونشر نيمار رسالة طويلة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، فجر الجمعة، لتبرير الجدل الذي وقع بينه وبين أحد مشجعي سانتوس بعد التعادل (2-2) أمام إنترناسيونال في الدوري البرازيلي، مما رفع من إمكانية الهبوط إلى الدرجة الثانية، وذكر نيمار في الرسالة: "جئت إلى سانتوس لمحاولة مساعدة الفريق بأفضل طريقة ممكنة داخل الملعب وخارجه، ولكنني سأكون أول شخص يُقرر حمل أغراضه والرحيل إذا رأت الجماهير يوماً ما أنني لا يمكنني تقديم المزيد من المساعدة أو أنني أضر بالنادي". 
وتابع نيمار في رسالته قائلاً: "سوف أركض وأكافح وأصرخ وحتى أقاتل إذا لزم الأمر لوضع سانتوس في المكانة التي يستحقها"، وأشار البرازيلي إلى أن الشجار مع المشجع يعود إلى صعوبة السيطرة على المشاعر عندما يتعرض لإهانات ظالمة، وأضاف ذاكراً: "لن أتجادل أبدا مع المشجعين عندما ينتقدون أدائي داخل الملعب. في هذه الحالة، لهم الحق في إبداء رأيهم حول ما إذا كنت قد لعبت بشكل سيئ أم لا".
وأثار وضع سانتوس الحرج غضب المشجعين، الذين يخشون أن يعود إلى الدرجة الثانية بعد عام واحد من صعوده، ولهذا السبب دخل نيمار في مشادات مع بعض الجماهير خلال آخر مباراتين للفريق، وهو الأمر الذي دفع به للرد وتأكيد رفضه الإهانات التي وجهها له المشجع الذي تجادل معه وقال: "القول إنني مرتزق مثل والدي وكيل أعمالي، والتحدث عن عائلتي وأصدقائي. آسف، لكن من الصعب عليّ التحكم في نفسي". وكان المشجع صرخ ضد نيمار مطالباً إياه بإحياء قميص سانتوس، فرد عليه المهاجم بأنه يبذل قصارى جهده من أجل الفريق. 
يُذكر أنه منذ عودة نيمار في شهر فبراير/شباط الماضي إلى النادي الذي قضى فيه الأسطورة بيليه معظم مسيرته، لم يخض سوى 15 مباراة رسمية بسبب الإصابات، وسجل أربعة أهداف وصنع ثلاث تمريرات حاسمة، وفي الدوري البرازيلي، خاض سبع مباريات وسجل هدفاً واحداً فقط.
## لابورتا يكشف كواليس التعاقد مع راشفورد ويُوضح أسباب فشل صفقة نيكو
25 July 2025 03:11 PM UTC+00
كشف رئيس نادي برشلونة الإسباني، خوان لابورتا (63 عاماً)، كواليس التعاقد مع النجم الإنكليزي، ماركوس راشفورد (27 عاماً)، المنتقل حديثاً إلى صفوف البلاوغرانا خلال سوق الانتقالات الصيفية الجارية قادماً من مانشستر يونايتد، ولم يتوقف عند حدود الصفقة الأبرز، بل أوضح تفاصيل فشل ضم نجم أتلتيك بلباو، الإسباني نيكو ويليامز (23 عاماً)، وكذلك جناح فريق ليفربول، الكولومبي لويس دياز (28 عاماً)، الذي كان أيضاً هدفاً مطروحاً على طاولة الإدارة الكتالونية. 
وتحدث لابورتا في تصريحات لصحيفة موندو ديبورتيفو الكتالونية، أمس الخميس، عن تفاصيل صفقة راشفورد، قائلاً: "كانت المفاوضات في هذا الملف أكثر تعقيداً من ملف حراسة المرمى، بسبب تعدد الآراء والاقتراحات، كانت هناك خيارات عدّة، وأنا سعيد جداً لأنّنا في النهاية حصلنا على الخيار الذي كنت أفضله، صحيح أنني كنت معجباً أيضاً بلويس دياز، فهو لاعب متكامل، لكن ظروفه في ليفربول الذي تمسك بموقفه، جعل الأمور صعبة، ومع ذلك، أشكر اللاعب لأنه أبدى رغبته في القدوم طوال الوقت". 
وانتقل لابورتا للحديث عن ملف نيكو ويليامز، موضحاً أن اللاعب لم يكن ضمن أولوياته، قائلاً: "كانت هناك محاولة مع نيكو ويليامز، وعندما تعثرت صفقة دياز وكنّا في طور التفاوض مع راشفورد، جاء وكيل نيكو وعرض علينا التعاقد معه، ديكو أبلغني بذلك، وكنت أفضّل التركيز على الخيارين الآخرين، لكنّني دائماً أستمع لرأي الإدارة الرياضية، ديكو قال إنه من الجيد أن نستمع على الأقل، لأن نيكو ويليامز لاعب مثير للاهتمام ويجيد اللعب على الجناح"، وتابع الرجل الأول في النادي الكتالوني شرح أسباب فشل الصفقة بقوله: "بدأت المفاوضات، لكن الفجوة بين ما طُرح في البداية وما طلب لاحقاً كانت كبيرة، سواءً في آجال الدفع أو عمولة الوكيل أو المتغيّرات الأخرى، وكانت مؤشرات واضحة على أن الصفقة لن تتم. وضع ديكو مهلة 48 ساعة لقبول شروطنا، وإن لم يجرِ ذلك، فلن نمضي قدماً. في النهاية، لم تتم الصفقة، واستمررنا بالعمل على الخيارين الآخرين، وبدأت الأمور تتضح مع راشفورد". 
وبعد إغلاق ملف ويليامز، ركزت إدارة برشلونة جهودها على إتمام صفقة راشفورد، وهو ما تحقق بالفعل وسط ارتياح كبير من رئيس النادي الذي قال: "نحن سعداء جداً، لأنه لاعب يتمتع بجودة عالية وعمر مثالي للقدوم إلى برشلونة، ومعه دافع استثنائي، وقد لمست بنفسي كم هو متحمس للقدوم إلى هنا. من أبرز صفاته أنه صادق، كان حلمه أن يبقى في مانشستر يونايتد طوال مسيرته، انضم إلى النادي في السابعة من عمره، ونشأ هناك، وكان يريد أن يكون لاعباً وفياً لنادٍ واحد، من الجميل أن نسمع ذلك منه بصراحة". 
واختتم لابورتا حديثه بإشادة كبيرة بالنجم الإنكليزي قائلاً: "الحياة فاجأته بتغييرات غير متوقعة، وكان برشلونة دائماً فريقه المفضل الآخر، واجهنا من قبل وكان يتابعنا، أُعير إلى أستون فيلا ليبرهن للجميع أنه الأفضل، وقال إنّ أقصى طموحاته هو الفوز بدوري الأبطال مع برشلونة وكأس العالم مع إنكلترا، نحن نراه متحمساً للغاية، جاء بقوة، مندمج تماماً مع زملائه، وأنا سعيد جداً لأنه قبل عامين أقصانا بنفسه من الدوري الأوروبي وكان هو الفارق في تلك المواجهة، لهذا أنا فخور بانضمامه إلينا".
## اكتشاف بقايا نوع جديد من الديناصورات في غرب فرنسا
25 July 2025 03:18 PM UTC+00
اكتُشفت هذا الشهر في موقع غربي فرنسا نحو عشر متحجرات لنوع جديد من الديناصورات يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، بعد اكتشاف مجموعة أولى منها العام الماضي، ما يتيح تدريجياً استكمال هيكل عظمي يرجع تاريخه إلى 140 مليون عام.
في موقع أنجياك بين مدينتَي أنغوليم وكونياك بمنطقة شارانت الفرنسية، وهو من أكبر المواقع التي عثر فيها على أحافير الديناصورات في العالم، تُنبش هذه البقايا التي يتراوح لونها بين الأصفر أو البني الداكن، حسب عمقها، على يد علماء ومولعين بهذا المجال تحت خيمة بيضاء كبيرة تحميها من الشمس والمطر.
هذا الديناصور الجديد الذي يبلغ طوله 20 متراً، من نوع كاماراصور، وهو قريب من ديبلودوكس، كان "غير معروف في أوروبا الغربية" حتّى العام الماضي، على ما يوضح عالم الحفريات والأمين السابق لمتحف أنغوليم، جان فرنسوا تورنيبيش.
"اكتشاف علمي هائل"
هذا "الاكتشاف العلمي الهائل"، بحسب المسؤول عن عمليات الحفر رونان ألان، يُلقي الضوء على حركة الحيوانات، إذ لم يكن هذا العاشب الذي يزن 30 طناً معروفاً سابقاً إلّا في أميركا الشمالية وفي حقبة زمنية أقدم.
هذا الموقع "الذي شهد العدد الأكبر من عمليات التنقيب في العالم"، لا يزال يحمل "مفاجأة صغيرة"، كما يقول عالم الحفريات في متحف باريس للتاريخ الطبيعي مبتسماً. فخلال العام الجاري، عثر الباحثون على عظمتَي فخذ لديناصورَين فور نصب الخيمة في موقع غير متوقع.
كان اكتشاف عظمة فخذ بطول 2,02 متر من تورياصور عملاق، من عائلة الصوروبودات أيضاً عام 2010 قد ساهم في تعزيز أهمية موقع أنجياك في هذا المجال. يُعد هذا الموقع من أهم مواقع العصر الطباشيري السفلي، وقد عُثر فيه على أكثر من عشرة آلاف قطعة جديرة بالاهتمام بما يكفي لجردها، في مساحة ألف متر مربع من المحاجر المحفورة.
يشهد هذا الموقع على نظام بيئي متجمّد في "فترة لا نعرف عنها شيئاً تقريباً"، بحسب جان فرنسوا تورنيبيش. عاش في هذا المستنقع قبل 140 مليون سنة ما يقرب من 45 نوعاً من الفقاريات، بما في ذلك التماسيح والسلاحف والأورنيثومينوصورات (المعروفة بالعظائيات محاكية الطيور)، بالإضافة إلى السرخس والنباتات الاستوائية.
يُعتقد أن ديناصور الكاماراصور مات على نحوٍ طبيعي. بعد تحلّله، انزاحت عظامه قليلاً بفعل نهر شارانت الذي أُطلق اسمه على المقاطعة والمدينة، قبل نحو مئة ألف عام.
لا تزال هذه العظام المحفوظة جيداً هشة للغاية. ويتعيّن على المتطوعين والعلماء لفها بالسيلوفان والصحف وملء التجاويف بالطين وإحاطتها بأصداف جصية مقواة قبل استخراجها، وقد يزن بعض الكتل ما يقرب من طنين.
أحافير الديناصورات ضمن معرض في 2026
تُغذي أسابيع التنقيب الثلاثة أكثر من عام من العمل في المختبر، "لتحضير العظام"، أي تنظيفها وتدعيمها، وأحياناً إعادة تشكيلها قبل فحصها. يوضح دومينيك أوجييه، المسؤول عن تحضير الأحافير، وهو يحمل فرشاة أسنان وعظمة: "إنها عملية طويلة ودقيقة، وغالباً ما يُستهان بها بسبب تأثير فيلم جوراسيك بارك".
يُنهي نحو 30 زائراً جولتهم في الموقع. في الصف الأمامي، يبدي نويه مينييه، البالغ 11 عاماً، إعجابه "بالحجم الهائل لعظام الصوروبود". وهو، مع والدته وشقيقته، من المحظوظين الذين تمكّنوا من دخول الموقع. وقد كانت الجولتان اليوميّتان "مكتظتين" بالزوار منذ فتح باب الحجز في يونيو/ حزيران الماضي، على ما يوضح جان فرنسوا تورنيبيش الذي يرى أن "حماس الجمهور الاستثنائي مذهل".
ستُدمج أحافير الموقع في نهاية المطاف ضمن مجموعات متحف أنغوليم، فيما سيغادر بعضها جنوب غرب فرنسا لعرضها في متحف التاريخ الطبيعي في باريس في يونيو 2026.
في موقع أنجياك شارانت، يعيش رونان ألان "حلم كل عالم أحافير". بالنسبة لهذا الرجل، وهو من الفرنسيين القلائل المتخصّصين في الديناصورات، فإنّ الهدف الأسمى هو العثور على عظمة ديناصور آكل للحوم، وهي مفقودة حالياً.
قبل إنهاء أعمال النبش، عثر فريق مؤلف من 40 شخصاً على عظمةٍ جديدة، يُحتمل أنها تعود للديناصور نفسه، لكن نظراً لضيق الوقت لاستخراجها على نحوٍ صحيح، اضطروا إلى تغطيتها، على أن تنتظر المهمة حتّى العام المقبل. ويتوقع العلماء ما لا يقل عن 10 أخرى من أعمال التنقيب الإضافية في الموقع، ويأملون باكتشاف الكثير من الأسرار الأخرى عن الديناصورات.
(فرانس برس)
## "فرانس برس": رئيسة المكسيك تندد بالأزمة الغذائية في قطاع غزة
25 July 2025 03:23 PM UTC+00
## تجويع غزة "يطوق" إسرائيل دون أن يثنيها عن مواصلة الإبادة
25 July 2025 03:45 PM UTC+00
تحاول دولة الاحتلال الإسرائيلي، تكذيب كل العالم بشأن تجويعها الفلسطينيين في قطاع غزة بزعم أنها لا تمنع دخول المساعدات الإنسانية، رغم سعيها المستمر للسيطرة عليها والتحكّم فيها، وتمسّكها بتوزيعها عبر بما يُسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" الأميركية – الإسرائيلية، التي ترتبط بعلاقات مباشرة بالاحتلال. بالمقابل، فإن مشاهد الموت جوعاً من غزة، والتي باتت منتشرة حول العام، تشكّل بعض الضغط على إسرائيل، والتي لطالما حرصت على تسويقّ وجهها "المتحضّر" للعالم، لكن الكثيرين حوله باتوا اليوم يشبّهون ما تفعله بسكان غزة، بأفعال النازية، ما دفعها للإعلان عن إجراءات لتسهيل إدخال المساعدات، في محاولة لإسكات العالم ولو إلى حين، على غرار مرات سابقة منعت أو حدّت فيها من إدخال المساعدات وعمّقت الإبادة وتفاقم الأوضاع.
وطوال الفترة الماضية، تجاهل الإعلام الإسرائيلي بدوره، والمتماهي في معظمه مع المؤسسة الرسمية، بشأن غزة، الجرائم الحاصلة في القطاع، ليجد نفسه في الأيام الأخيرة، مضطراً للتعامل مع الموضوع، الذي تصدر العناوين في وسائل إعلام عالمية، حمّلت المسؤولية لإسرائيل، فضلاً عن مواقف مشابهة من قادة دول ومؤسسات دولية. مع هذا يبقى الهم الأكبر في دولة الاحتلال، ليس الانشغال بالتجويع وتبعاته، وموت الأطفال والأبرياء جراء ذلك، بل كيفية تسويق سردية تحمّل حركة حماس وحتى الأمم المتحدة مسؤولية الحاصل، وتبرّئها من الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، مع إصرارها على أنه "لا جوع في غزة".
ونقلت وسائل إعلام عبرية اليوم الجمعة، عن مسؤولين أمنيين كبار في الجيش الإسرائيلي ومكتب منسق أعمال حكومة الاحتلال في المناطق المحتلة، اعترافهم بأن الوضع الإنساني في غزة صعب، لكنهم أرجعوا ذلك إلى "الاكتظاظ وظروف النظافة"، مؤكدين تمسّكهم بالموقف القائل إنه لا "يوجد جوع في القطاع". ومع ذلك، أفادوا بأن إسرائيل تستعد لإدخال المزيد من المساعدات إلى القطاع، بما في ذلك استئناف عمليات الإنزال الجوي. كما زعم مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية أمس الخميس، أن المستوى السياسي أمر بـ"تسريع كبير" في إدخال المساعدات إلى غزة، مع تقليل الاعتبارات المتعلقة بإجراءات الحذر التي تهدف إلى منع وصول المساعدات إلى حماس.
وفي السياق زعم بيان لجيش الاحتلال اليوم، أن إسرائيل "لا تفرض قيوداً على عدد الشاحنات التي تدخل إلى قطاع غزة، لكن المشكلة تكمن في استلام المساعدات، وهو ما يعيق إيصالها المستمر إلى داخل غزة". مضى الجيش في مزاعمه بأنه "على الرغم من الادعاءات بشأن فرض إسرائيل قيوداً على دخول المساعدات الإنسانية، فقد نشرت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، اليوم، مشاهد موسعة تُظهر مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات وهي متوقفة على الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم. وتعود هذه الشاحنات إلى منظمات إغاثية دولية ووكالات تابعة للأمم المتحدة، ومعظمها يحتوي على مواد غذائية، وقد تراكمت خلال الأشهر الماضية في الجانب الغزي من المعبر بانتظار أن تقوم تلك الجهات باستلامها وتوزيعها بعد خضوعها للفحص الأمني"
وليست مزاعم جيش الاحتلال هذه، بأن إسرائيل لا تمنع المساعدات، بمعزل عن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلية، جدعون ساعر، الذي حمّل في مقابلة مع "بوليتكو" مسؤولية فشل توزيع المساعدات للأمم المتحدة، وهو ما رفضته الأخيرة. وزعم ساعر أن إسرائيل فتحت معابر إضافية وتسمح بتدفق الشاحنات، لكن الأمم المتحدة لا توزع محتوياتها، وأن "هناك أكثر من 900 شاحنة تنتظر داخل قطاع غزة". وردّ عليه المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قائلاً إن إسرائيل هي التي تمنع التوزيع فعلياً: "كرم أبو سالم ليس درايف - إن (في إشارة إلى مسار سريع) مثل ماكدونالدز. هناك عوائق بيروقراطية وأمنية هائلة. لا نملك إمكانية الوصول، ولا يوجد تعاون، ولا توجد رغبة (من قبل إسرائيل) في السماح لنا بأداء عملنا". لكن ساعر رفض بشدة هذه الاتهامات، زاعماً أن "هذه أكاذيب. الأمم المتحدة لا تعمل بدافع حقيقي لمساعدة سكان غزة، بل تسعى إلى نزع الشرعية عن إسرائيل".
سقوط حر لسردية إسرائيل
مهما حاول ساعر وغيره تكذيب العالم تسقط سردية الاحتلال ومزاعمه سقوطاً حراً مع كل مشهد قادم من غزة. كما يعزز إسقاطها، التصريحات المتواترة من قبل مسؤولين بينهم وزراء، يتباهون في هذه الفترة أيضاً، في ذروة أزمة التجويع، بمنع المساعدات، وبأن "غزة تُمحى" على غرار تصريحات وزير التراث عميحاي إلياهو أمس، أو حتى تصريحات لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في الآونة الأخيرة بأنه يدعم تهجير سكان القطاع، بحجة "الإجلاء بسب صعوبة الوضع" أو حديث وزراء عن الاستيطان في غزة وطرح مخططات لذلك، وحتى مناقشتها في الكنيست كما حدث هذا الأسبوع.
واعتبرت صحيفة يديعوت أحرونوت، الحديث الإسرائيلي عن "التسريع الكبير" في إدخال المساعدات، يعني "تنازل الحكومة، تحت الضغط الدولي، عن سياستها التي كانت أصلاً سبباً في اندلاع الأزمة (التجويع)، وذلك فقط بعد أن دفعت إسرائيل أثماناً سياسية باهظة نتيجة لذلك".
اتهامات بين المستوى السياسي والعسكري
يرى الصحافي والكاتب في الصحيفة ذاتها، بن درور يميني، أن "كل يوم بدون وقف لإطلاق النار يقرّب إسرائيل من الخط الأحمر للمقاطعة الدولية". وأن "كل تقرير عن عشرات الفلسطينيين الذين قُتلوا أثناء انتظارهم لتوزيع الطعام، يجعل إسرائيل أكثر عزلة... وكل تصريح إضافي من أحد أعضاء الكابنيت يخدم حملة المقاطعة (BDS) الادعاءات حول التجويع تتصدر وسائل الإعلام العالمية في الأسابيع الأخيرة، وتنضم إلى الاتهامات بالإبادة الجماعية".
وكتب زميله نداف إيال، أنه في يوم الأربعاء، "أدرك المستوى السياسي خطورة الوضع، بعد أن بثت وسائل الإعلام العالمية صوراً لأشخاص يموتون جوعاً في غزة. رُضّع عظامهم بارزة من تحت الجلد. الاتصالات مع الجيش الإسرائيلي ووزارة الأمن أصبحت مكثفة. أحد المصادر وصفها بأنها هستيرية". وتابع بأن ممثلي الحكومة قالوا للضباط: "أدخلوا كل شيء، كل شيء، بلا قيود. شاحنات بلا حدود. أزيلوا الحواجز. الخطة التي تمنع وصول المساعدات إلى حماس؟ لا تهمنا الآن".
وأوضح أنه حتى الأسبوع الماضي، وبّخ المسؤولون في المستوى السياسي وشوّهوا سمعة مسؤولي منسق أعمال الحكومة في المناطق المحتلة، بزعم أن المساعدات تصل إلى حماس، والآن، أي بعد الإدانة الدولية، يضغطون عليهم لإدخال مساعدات أكبر. واعتبر الكاتب أن "الخطيئة الأصلية كانت قرار وقف جميع المساعدات إلى قطاع غزة في شهر مارس (آذار) الماضي، والاستمرار بذلك حتى مايو (أيار). الحكومة تباهت بهذا القرار". وكتب وزير المالية يتسلئيل سموتريتش في حينه، على منصة إكس أنه "خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح. عتبة أبواب الجحيم".
من جهته، كتب المحلل العسكري في صحيفة هآرتس، عاموس هارئيل، اليوم، أن "إسرائيل أصرّت على السيطرة على المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ومحاولة إخراج حماس من سلسلة التوزيع، ونقل المسؤولية إلى مؤسسة غزة الإنسانية، وهي جهة أميركية تفضّل الحفاظ على علاقاتها المتشعّبة مع محيط رئيس الوزراء (نتنياهو) والمؤسسة الأمنية بسرية. ورغم أن المنظمة تتفاخر بتوزيع عشرات الملايين من الوجبات على سكان غزة خلال شهرين، فإن جهودها مليئة بالإخفاقات والفجوات، مما يؤدي إلى نتائج كارثية. وعدد الوجبات بعيد عن تلبية الاحتياجات، وهناك صعوبة في استخدام بعض المكونات، ونقاط التوزيع قليلة جداً وتقع جميعها في جنوب القطاع، بينما الطريق الوعرة إليها تخلق وضعاً يحصل فيه الأقوياء (وأحياناً العنيفون) على المساعدات على حساب الضعفاء".
ولفت الكاتب إلى "المشاهد المروّعة من القطاع" في وسائل الإعلام العالمية، وتحذير جهات مختلفة، من بينها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ووكالاته، من كارثة، ومطالبتها إسرائيل بوقف القتال وحل الأزمة. ومن جهة أخرى، أورد مزاعم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بأن "المعطيات لا تشير إلى وجود مجاعة، وأن جزءاً من النقص ناتج عن إصرار الأمم المتحدة على عدم إدخال شاحنات المساعدات إلى القطاع، وأن العديد من الصور مفبركة أو مأخوذة من مناطق كوارث أخرى في العالم، وأن الصرخة العالمية هي في الأساس نتيجة تلاعب من قبل حماس، بهدف دفع إسرائيل لتقديم تنازلات في الصفقة".
ومع ذلك، نقلت الصحيفة، اعتراف مصدر أمني إسرائيلي رفيع، لم تسمّه بأن الوضع "أشبه بالسير على حبل رفيع جداً". وقال إن "الظروف في القطاع صعبة للغاية ويمكن أن تتدهور بسهولة وسرعة إلى كارثة". ولفت هارئيل إلى أن منظومة الدعاية الإسرائيلية لا تقنع أحداً في العالم، كما أن بعض الوزراء في حكومة الاحتلال يصرون على عدم فهم ما يحدث. وأضاف بأنه "على الرغم من أن الدعاية ليست هي الأساس، من المهم الانتباه إلى ردود الفعل العالمية على استمرار الحرب. هذا الأسبوع، منع متظاهرون في اليونان سفينة سياحية إسرائيلية من الرسو في إحدى الجزر. ومن بلجيكا ورد تقرير عن مواطن وجندي إسرائيليين وصلا للمشاركة في مهرجان موسيقي، وتم استجوابهما لفترة وجيزة من قبل السلطات بشبهة التورط في جرائم حرب، بناءً على شكوى من منظمات مؤيدة للفلسطينيين. هذه أحداث صغيرة ظاهرياً، لكنها تشير إلى نفاد صبر متزايد تجاه أفعال إسرائيل وتبريرات الحكومة".
ألف قنبلة أسبوعياً وخلافات في الجيش حول الأجندة
تنضم قضية تجويع الاحتلال لسكان غزة، والتي وصفها هارئيل" بـ"المجاعة"، وكأنه لا مسؤول عنها، "إلى ادعاءين مركزيين آخرين ضد تحركات الجيش الإسرائيلي، واللذين يثيران، ولو بتأخير، علامات خلاف حتى داخل الجيش نفسه". ويوضح في هذا السياق أنهما "القتل الجماعي واليومي للمدنيين الفلسطينيين في القصف، والتدمير المنهجي للمباني في القطاع". ويزعم مسؤولون في هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال، لم تسمهم الصحيفة، أن حجم الدمار لا يُملى بالضرورة كسياسة من الأعلى، بل ينبع جزئياً من إجراءات الحماية التي يتخذها القادة في الميدان. العبوات الناسفة تُعد التهديد الرئيسي للقوات العاملة في عمق القطاع، وقد تسببت في مقتل نحو 70% من قتلى الجيش الإسرائيلي خلال الأشهر الأربعة الأخيرة. في مثل هذه الظروف، يتجنب القادة المخاطرة ويفضلون تفجير المباني أو تدميرها بدلاً من إرسال الجنود إلى داخلها".
ولفتت هارئيل إلى أن جزءاً غير قليل من هذه العبوات يُركّب باستخدام ذخيرة إسرائيلية. ويدور الحديث عن قنابل غير منفجرة يلقيها سلاح الجو، ويُعيد الفلسطينيون تركيبها لتفخيخ المباني أو إخفائها تحت الطرق التي تمر بها المركبات المدرعة التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي. وبحسب صحيفة هآرتس، تُسقط إسرائيل على قطاع غزة أكثر من ألف قنبلة وصاروخ جوي أسبوعياً.
وكما حدث قبل عدة أشهر، عادت التوترات لتظهر بين قيادة سلاح الجو وقيادة المنطقة الجنوبية في الجيش، وذلك حول سياسة إطلاق النار في القطاع. بالإضافة إلى ذلك، نشأ توتر دائم حول فريق التخطيط التابع لقيادة الجنوب، الذي يتكون في معظمه من جنود احتياط. وهناك ادعاء متكرر بأن هذا الفريق، الذي يُفترض أن يخطط للخطوات العسكرية المستقبلية، يدفع نحو إجراءات متطرفة تتماشى مع أجندات أحزاب اليمين المتطرف في الحكومة. وأدّت الخلافات والشكوك، إلى انسحاب لعدد قليل من ضباط الاحتياط من غرف التحكم التابعة لسلاح الجو، التي تدير الحرب الجوية. كما يدور نقاش عام حول تهرب الحريديم من الخدمة العسكرية، والجهود التي يبذلها الائتلاف الحكومي لترسيخ ذلك في تشريع.
## "فرانس برس": باريس ولندن وبرلين تدعو إلى "إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة فوراً"
25 July 2025 03:57 PM UTC+00
## ترامب: حماس لم ترغب في اتفاق ويتعيّن القضاء عليها
25 July 2025 04:18 PM UTC+00
منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة ما يشبه الضوء الأخضر للاحتلال الإسرائيلي بالمضي في مواصلة حرب الإبادة على قطاع غزة المدمر بذريعة الاتهامات الأميركية والإسرائيلية لحركة حماس بأنها لا تريد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وغداة انسحاب وفدي واشنطن وتل أبيب من مفاوضات الدوحة.
وادعى ترامب أن حركة حماس "لم تكن ترغب حقاً في إبرام اتفاق"، وذلك خلال تصريح أدلى به للصحفيين قبيل توجهه إلى إسكتلندا في زيارة خاصة، زعم خلاله أيضا "أعتقد أنهم يريدون أن يموتوا. وهذا أمر خطير للغاية". وأضاف "لقد وصلنا الآن إلى آخر الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين)، وهم يعلمون ما سيحدث بعد استعادة آخر الرهائن. ولهذا السبب تحديداً، لم يرغبوا في عقد أي اتفاق". وتابع ترامب "قلت لكم ... سيكون من الصعب جداً على حماس إبرام اتفاق لأنها ستفقد درعها وغطاءها". وذكر موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي أن تصريح ترامب جاء عقب مكالمة أجراها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه حماس مرراً استعدادها لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة. وبلغة تحريضية تؤيد مواصلة جرائم الإبادة في غزة، قال الرئيس الجمهوري: "سيتعين أن يكون هناك قتال، وقضاء على حماس"، وفق تعبيره. وجاء تصريح ترامب بعد يوم واحد من إعلان مبعوثه في الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن إدارة ترامب قررت إعادة فريقها التفاوضي بالعاصمة القطرية الدوحة إلى البلاد لإجراء مشاورات عقب تسليم حماس ردها ورد الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار.
وفي وقت سابق اليوم، قال نتنياهو، في منشور عبر منصة "إكس"، إن إسرائيل تدرس مع الولايات المتحدة "بدائل" لإعادة المحتجزين في قطاع غزة وإنهاء حكم حركة حماس. ولم يكشف نتنياهو عن طبيعة البدائل التي يتحدث عنها، بينما تقول المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى، إن السبيل الوحيد لإعادة المحتجزين هو اتفاق مع حركة حماس.
ومع إعلان حركة حماس أنها سلّمت، باسم فصائل المقاومة، ردّها على المقترح المتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تأكيدات من مصادر في "الجبهة الشعبية" بأن الرد "لاقى استحسان الوسطاء"، وفق ما أبلغت به قيادة حماس باقي الفصائل، جاءت ردة فعل إسرائيل والولايات المتحدة سلبية، إذ قررتا سحب فريقي التفاوض من الدوحة. وأعربت عائلات الأسرى الإسرائيليين عن قلقها من "تجميد المحادثات". وأكدت حركة "حماس أنها تعاملت منذ بداية المسار التفاوضي بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة بـ"مسؤولية وطنية ومرونة عالية"، مشيرة إلى أنها قدّمت ردّها الأخير بعد مشاورات موسعة مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء والدول الصديقة. كما أعربت عن استغرابها من تصريحات ويتكوف، التي وصفتها بـ"السلبية"، تجاه موقف الحركة.
(العربي الجديد، فرانس برس، الأناضول)
## واشنطن: مقتل قيادي بارز في تنظيم "داعش" في سورية
25 July 2025 04:35 PM UTC+00
قالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، اليوم الجمعة، إن قواتها نفذت عملية استهدفت قيادياً بارزاً في تنظيم "داعش" في مدينة الباب شمالي سورية، وأسفرت عن مقتله إلى جانب اثنين من أبنائه. وذكرت القيادة، في بيان، أن "قوات القيادة المركزية الأميركية قامت بتحييد قيادي بارز في تنظيم داعش بمدينة الباب في سورية".
وأوضح البيان أن "الغارة نُفذت في ساعة مبكرة من صباح اليوم، وأسفرت عن مقتل القيادي ضياء زوبع مصلح الحرداني، وابنيه عبد الله ضياء الحرداني وعبد الرحمن ضياء زوبع الحرداني، الذين كانوا يشكلون تهديداً للقوات الأميركية وقوات التحالف، وكذلك للحكومة السورية الجديدة".
CENTCOM Forces Kill Senior ISIS Leader in Al Bab, Syria
Early this morning in al Bab, Aleppo Governate, Syria, CENTCOM Forces conducted a raid resulting in the death of senior ISIS Leader, Dhiya' Zawba Muslih al-Hardani, and his two adult ISIS-affiliated sons, Abdallah Dhiya… pic.twitter.com/evxPNBaQj2
— U.S. Central Command (@CENTCOM) July 25, 2025
وأشار البيان إلى وجود ثلاث نساء وثلاثة أطفال داخل الموقع المستهدف، مضيفاً أنهم لم يُصابوا بأذى. ونقل البيان عن قائد القيادة المركزية، الجنرال مايكل إريك كوريلا، قوله: "سنواصل ملاحقة إرهابيي داعش بلا هوادة أينما كانوا. إرهابيو داعش ليسوا بأمان في أماكن نومهم وعملهم، وحيث يختبئون. وإلى جانب شركائنا وحلفائنا، تلتزم القيادة المركزية الأميركية بالقضاء نهائياً على إرهابيي داعش الذين يهددون المنطقة وحلفاءنا ووطننا".
وفي السياق ذاته، علم "العربي الجديد" من مصادر خاصة أن قوات التحالف الدولي، بالتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية في الحكومة السورية الجديدة، نفذت عملية أمنية في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، فجر اليوم الجمعة، أسفرت عن مقتل أربعة من عناصر التنظيم، واعتقال قيادي بارز يحمل الجنسية العراقية.
وبحسب المعلومات، فقد شاركت قوات من الوزارتين في تطويق المنطقة التي شهدت عملية الإنزال، حيث أغلقت الشوارع المؤدية إلى المنزل المستهدف، في حين حلّقت مروحيات أميركية وطائرات استطلاع في سماء المدينة بشكل مكثف. وأطلقت القوات نداءات عبر مكبرات الصوت تطالب المطلوبين بتسليم أنفسهم، قبل اقتحام المنزل واعتقال القيادي.
وأشارت حسابات محلية إلى أن العملية نُفذت في حي البوغزال بمدينة الباب، واستهدفت منزلاً يعود لشخص من دير الزور يقطنه عراقي يُعتقد أنه قيادي في "داعش"، وكان قد وصل إلى المدينة قبل نحو أسبوع. ووفق المصادر، فإن القيادي المعتقل يُرجّح أنه المتحدث باسم التنظيم.
وتعد هذه العملية من أكبر العمليات التي ينفذها التحالف الدولي في المنطقة منذ أشهر، وهي الأولى من نوعها التي تُنفّذ بالتعاون مع قوات من الحكومة السورية الجديدة، بعدما كانت العمليات السابقة تعتمد على "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في مناطق نفوذها، أو تُنفذ بشكل منفرد من قبل التحالف في مناطق خارجة عن سيطرة "قسد".
## مفوض أممي: حظر بريطانيا لـ"بالستاين أكشن" يتعارض مع القانون الدولي
25 July 2025 04:35 PM UTC+00
قال المفوّض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك إنّ حظر الحكومة البريطانية لمنظمة "بالستاين أكشن" يحدُّ من حقوق وحريات الأفراد في المملكة المتحدة، ويتعارض مع القانون الدولي. وصرّح فولكر تورك، في بيان صدر اليوم الجمعة، بأن قرار الوزراء بتصنيف بالستاين أكشن منظمة إرهابية "غير متناسب وغير ضروري"، ودعاهم إلى إلغائه. وذكر أن الحظر يرقى إلى "تقييد غير مقبول" لحقوق الأفراد في حرية التعبير والتجمع، ويتعارض مع التزامات المملكة المتحدة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان. 
وحظرت حكومة المملكة المتحدة جماعة "بالستاين أكشن" بموجب قانون الإرهاب لعام 2000 بعد أن اقتحم بعض أعضائها مطاراً عسكرياً في يونيو/ حزيران، ورشّوا طائرتَين عسكريتَين بالطلاء، من بين تعبيرات احتجاجية أخرى.
وقال تورك: "يُعرّف قانون مكافحة الإرهاب المحلي في المملكة المتحدة الأعمال الإرهابية تعريفاً واسعاً ليشمل "إلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات". ولكن، وفقاً للمعايير الدولية، ينبغي أن تقتصر الأعمال الإرهابية على الأعمال الإجرامية التي تهدف إلى التسبب في الوفاة أو الإصابة الخطيرة أو أخذ الرهائن، بغرض ترهيب السكان أو إجبار الحكومة على اتّخاذ إجراء معين أو عدم اتخاذه"، وأضاف: "إنها تُسيء استخدام خطورة الإرهاب وتأثيره لتوسيع نطاقه ليتجاوز تلك الحدود الواضحة، ليشمل المزيد من السلوكيات التي تُعتبر إجراميةً بالفعل بموجب القانون"، ويُجرّم هذا الحظر، من بين أمور أخرى، الانضمام إلى حركة بالستاين أكشن، أو التعبير عن دعمها، أو ارتداء ملابس من شأنها إثارة "شكوك معقولة" في انتمائه إلى المنظمة أو دعمه، ويُعاقَب على هذا السلوك بعقوبات جنائية، تشمل غرامات وأحكام سجن تصل إلى 14 عاماً. 
وقال المفوض السامي: "يبدو القرار غير متناسب وغير ضروري. فهو يُقيّد حقوق العديد من الأشخاص المنخرطين في حركة بالستاين أكشن والداعمين لها، الذين لم ينخرطوا بأنفسهم في أيّ نشاط إجرامي أساسي، بل مارسوا حقوقهم في حرية التعبير والتجمّع السلمي وتكوين الجمعيات". وأضاف: "على هذا النحو، يبدو أنه يُشكّل قيداً غير مسموح به على هذه الحقوق، ويتعارض مع التزامات المملكة المتحدة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان"، وأضاف: "كما أن القرار يخلط بين حرية التعبير المحمية وغيرها من السلوكيات وأعمال الإرهاب، وبالتالي قد يؤدي بسهولة إلى مزيد من التأثير المُثبط للممارسة القانونية لهذه الحقوق من العديد من الأشخاص". ومنذ دخول حظر الحكومة البريطانية حيّز التنفيذ في 5 يوليو/تموز، أُلقي القبض على ما لا يقل عن 200 شخص بموجب قانون الإرهاب البريطاني لعام 2000، وكثير منهم أثناء مشاركتهم في احتجاجات سلمية. 
وحثّ المفوض السامي الحكومة البريطانية على إلغاء قرارها بحظر الحركة، ووقف التحقيقات والإجراءات الإضافية ضد المتظاهرين الذين اعتُقلوا بناءً على هذا الحظر، كما دعا الحكومة البريطانية إلى مراجعة وتنقيح تشريعاتها لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك تعريفها للأعمال الإرهابية، لجعلها متوافقة تماماً مع المعايير والقواعد الدولية لحقوق الإنسان". 
وينظم عشرات الناشطين وقفات صامتة أسبوعياً ضد حظر الحركة، يرفعون من خلالها لافتات كُتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية. أدعم بالستاين أكشن" في عدد من المدن البريطانية، الأمر الذي يدفع الشرطة لاعتقال الناشطين بموجب قانون الإرهاب. 
في سياق متصل، أفادت صحيفة "ذا غارديان" يوم الخميس، أنّ الشرطة اعتقلت امرأة تبلغ من العمر 80 عاماً من مقاطعة سومرست لحملها لافتة في تجمّع مؤيد لفلسطين، واحتجزتها لما يقرب من 27 ساعة، إذ اقتحم الضباط منزلها وفتشوه. وقالت ماريان سوريل إنها شعرت "بصدمة بالغة" بعد أن أخذ الضباط 19 قطعة من منزلها، بما في ذلك أجهزة آيباد، وعلم فلسطين، وكتب عن فلسطين، وموادّ متعلقة بحركة "تمرد الانقراض" وأزمة المناخ، بالإضافة إلى أعواد لطبول السامبا الخاصة بها، وحزام يحملها. 
وفي حالة أخرى، هدّدت الشرطة باعتقال امرأة تبلغ من العمر 42 عاماً، تدعى لورا مورتون، في كينت، بسبب دعمها لمنظمة محظورة، لأنها كانت تحمل علماً فلسطينياً وكانت تحمل لافتات تقول "غزة حرة" و"إسرائيل ترتكب إبادة جماعية".
## الجزائري حاج موسى في قلب العاصفة: بين غضب جماهيري وصفقة قيد الانتظار
25 July 2025 04:47 PM UTC+00
يعيش النجم الجزائري، أنيس حاج موسى (23 عاماً)، أياماً صعبة في هولندا، وسط جدل واسع بين جماهير فريقه فاينورد روتردام، وموقف غامض بشأن مستقبله، في ظلّ ارتباط اسمه بقوة بنادي بنفيكا البرتغالي. وأمسى الجناح الأيمن، الذي تألق في آخر موسمين بالدوري الهولندي لكرة القدم، في مرمى الانتقادات حالياً، بعد إشارات اعتبرها مشجعو فريقه "استفزازية"، بخصوص رغبته في الرحيل.
وجاءت بداية الجدل بعدما أعاد حاج موسى نشر صورة قديمة له على خاصية ستوري عبر حسابه على "إنستغرام"، يظهر فيها وهو ينفذ ركلة ركنية في ملعب دا لوز، معقل نادي بنفيكا البرتغالي، مرفقة بتعليق: "أفضل صورة لك". وهي الصورة، التي نُشرت من طرف أحد أفراد عائلته، لكن إعادة مشاركتها في هذا التوقيت الحساس أشعلت الغضب في أوساط جماهير فاينورد روتردام، التي رأت فيها إشارة واضحة إلى رغبة اللاعب في الرحيل، رغم أنه لا يزال مرتبطاً بعقد حتى 2028. كما زاد الطين بلّة أن هذه الخطوة جاءت بعد أيام فقط من تداول صور أخرى له بقميص فريق آيندهوفن الهولندي، وهو ما فُهم أيضاً على أنه نوع من "الاستخفاف" بجماهير ناديه الحالي.
أما بخصوص مستقبله، فحسب ما أوردته تقارير إعلامية على غرار صحيفة أبولا البرتغالية، إن حاج موسى توصّل بالفعل إلى اتفاق شفهي مع نادي بنفيكا بخصوص البنود الشخصية للعقد، بما فيها الراتب السنوي، الذي يُتوقّع أن يصل إلى ثلاثة ملايين يورو. غير أن نادي فاينورد لم يتلقَ بعد عرضاً رسمياً يقترب من مطالبه المالية، والتي تتراوح بين 20 و25 مليون يورو، فيما تُقدّر قيمة اللاعب السوقية حالياً بنحو 14 مليون يورو، وهي قفزة كبيرة، مقارنة بالمبلغ الذي دُفع لضمه الموسم الماضي من باترو إيسدن البلجيكي (ثلاثة ملايين ونصف المليون يورو)، ما يجعل فاينورد في موقع قوي للتفاوض. أما مدرب الفريق، الهولندي روبن فان بيرسي (41 عاماً)، فقد عبّر عن رغبته في الاحتفاظ باللاعب، خصوصاً بعد موسم قوي شارك خلاله في 43 مباراة، سجل خلالها 11 هدفاً وقدم ست تمريرات حاسمة.
لكن العائق الأكبر أمام إتمام الصفقة حالياً لا يتعلق فقط بالمقابل المالي، بل بمصير نجم بنفيكا السابق، جواو فيليكس (25 عاماً)، الذي قد يعود إلى النادي البرتغالي قادماً من تشلسي الإنكليزي. وبحسب صحيفة ريكورد البرتغالية، فإن إدارة بنفيكا تضع صفقة حاج موسى على "وضع الانتظار"، حتى حسم ملف فيليكس، وهو ما أثار انزعاج اللاعب الجزائري، الذي يشعر بأن مستقبله بات معلقاً بمصير لاعب آخر.
وفي خضمّ هذا الجدل، خرج الدولي الجزائري السابق، حسان يبدة (41 عاماً)، الذي سبق له اللعب في بنفيكا، ليعبّر عن إعجابه بحاج موسى، مشبّهاً إياه بالنجم الأرجنتيني، أنخل دي ماريا (37 عاماً)، إذ قال لصحيفة غولو ريزو البرتغالية: "حاج موسى يمتلك أسلوباً شبيهاً بدي ماريا. يمكنه أن يكون بديله في بنفيكا، وربما ينتقل لاحقاً إلى نادٍ عملاق، مثل ريال مدريد أو مانشستر يونايتد". وهي تصريحات تُظهر حجم التقدير لموهبة اللاعب، لكنها في الوقت ذاته تضع ضغطاً إضافياً عليه، في هذا الظرف الدقيق من مسيرته.
والأكيد أن أنيس حاج موسى يقف حالياً عند مفترق طرق؛ فمن جهة، يُظهر طموحاً كبيراً للانتقال إلى مستوى أعلى، عبر بوابة بنفيكا. ومن جهة أخرى، يتعرض لانتقادات شديدة من جماهير ناديه الحالي، بسبب ما يُعتبر "تصرفات غير محسوبة". ورغم الاتفاق الشخصي مع بنفيكا، فإن مصير الصفقة لا يزال مرهوناً بعوامل خارجية، أبرزها ملف جواو فيليكس، وموقف فاينورد من هذه المفاوضات، وتبقى الأسابيع المقبلة حاسمة، فإما أن يُفتح الباب أمام نجم جزائري جديد في الملاعب البرتغالية، أو أن يُجبر هذا اللاعب على البقاء مع الفريق الهولندي موسماً إضافياً، في أجواء قد تكون صعبة عليه، بسبب الغضب الجماهيري الموجه إليه.
## وكالات أممية تطالب بدعم العائدين في السودان لمواجهة أعباء الحياة
25 July 2025 05:08 PM UTC+00
بعد أكثر من عامَين وثلاثة أشهر على الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي سبّبت أزمة إنسانية غير مسبوقة وبلا حدود، أفادت وكالات عدّة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، بأنّ آلاف النازحين واللاجئين يعودون إلى منازلهم في السودان في الوقت الراهن، مع تراجع القتال في أجزاء من البلاد فيما البنى التحتية والخدمات الأساسية مدمّرة.
وأوضحت الوكالات أنّ ثمّة مناطق من السودان صارت آمنة نسبياً، فيما يتواصل النزاع في معظم أنحاء البلاد، مؤكدةً أنّ أكثر من مليون نازح سوداني داخلياً عادوا إلى ديارهم إلى جانب عبور 320 ألفاً آخرين الحدود عائدين إلى السودان منذ العام الماضي، معظمهم من مصر وجنوب السودان. وأشارت إلى أنّ بعضاً من هؤلاء الأخيرين، يعودون فقط لتقييم الوضع الراهن في البلاد قبل اتّخاذ قرار العودة نهائياً.
Urgent support needed as over 1.3 million war-displaced Sudanese begin to return home, says @UNDP, @IOMSudan & @UNHCRinSudan in joint briefing today.
UNDP Res Rep @lucarenda stresses need for safe returns & restoration of water, power & healthcare.
https://t.co/Z2JmVfTfqP pic.twitter.com/WjnBb6Y2oD
— UNDP Sudan (@UNDP_Sudan) July 25, 2025
وطلبت هذه الوكالات، اليوم الجمعة، دعماً مالياً دولياً لمساعدة هؤلاء السودانيين على إعادة بناء حياتهم من جديد. وبحسب الأمم المتحدة، يواجه السودان الواقع في شمال شرق أفريقيا أكبر أزمة جوع ونزوح في العالم. فمنذ اندلاع الصراع في منتصف إبريل/ نيسان 2023، نزح أكثر من 12 مليون شخص، علماً أنّ بعضاً منهم فرّ إلى خارج البلاد.
وبيّن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنّ نحو 1.3 مليون شخص عادوا إلى العاصمة الخرطوم وإلى ولايتَي سنار والجزيرة منذ مارس/ آذار الماضي 2025. وقال ممثل البرنامج في بورتسودان لوكا ريندا إنّ "بحلول نهاية العام (الجاري)، قد يعود أكثر من مليونَي شخص إلى الخرطوم وحدها". أضاف المسؤول الأممي أنّ "من أجل توفير آفاق مستقبلية لأولئك العائدين، لا بدّ من إزالة آلاف القنابل والذخائر الخطرة من مخلّفات الحرب في العاصمة". وأشار ريندا إلى "وجوب إصلاح 1700 بئر وتجهيز المضخّات بألواح شمسية كذلك، بالإضافة إلى وجوب إزالة الأنقاض واستعادة الخدمات الصحية وتوفير فرص عمل".
تجدر الإشارة إلى أنّ المديرَين الإقليميَّين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة زارا الخرطوم أخيراً، وشهدا دماراً واسع النطاق ونقصاً مزمناً في الخدمات المتوفّرة لمن تبقّى من سكانها. ويشمل ذلك آلاف النازحين داخلياً السودانيين، بالإضافة إلى لاجئين وطالبي لجوء مقيمين في السودان، الذين انقطعت عنهم جميعاً المساعدات كلياً منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عامَين، بحسب ما جاء في تقرير اليوم الجمعة.
وقد أتت زيارات المسؤلَين الأمميَّين الأخيرة في أعقاب مهمّة سابقة إلى السودان نفّذها المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في فبراير/ شباط 2025، بهدف إيجاد حلول طويلة الأمد للنازحين داخلياً واللاجئين من أجل تأمين سبل العيش والخدمات الأساسية.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## رغم عودته بعد التوقيف.. حفل بعد خسارة أمام الغريم يُنهي مشوار ميندي
25 July 2025 05:14 PM UTC+00
لا تزال مشكلات الظهير السابق لنادي مانشستر سيتي، الفرنسي بنجامين ميندي (31 عاماً)، تطارده، رغم حصوله على البراءة في قضاياه السابقة، واستعادة اعتباره، ثم انضمامه لاحقاً إلى نادٍ جديد. إلا أن سلوكاته خارج الملعب لا تزال تثير الجدل، إذ لم تتغير طباعه، ولا تزال هذه المشكلات تؤثر في مشواره الكروي.
وكشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية، اليوم الجمعة، عن توقف مغامرة المدافع الفرنسي مع نادي زيورخ السويسري، بعد خمسة أشهر فقط وثماني مباريات، وذلك عقب فسخ عقده بالتراضي، إثر سلوكات خارج الملعب أثارت غضب إدارة النادي، خصوصاً عقب حضوره حفلاً، بعد خسارة قاسية أمام الغريم بازل برباعية نظيفة، في إبريل/ نيسان الماضي.
وأصدر نادي زيورخ بياناً رسمياً أكد فيه رحيل اللاعب الفرنسي، متمنياً له التوفيق في حياته الرياضية والخاصة. وعبّر المدرب الهولندي، ريكاردو مونيز (61 عاماً)، عن خيبة أمله علناً، قائلاً: "ميندي لم يقدم ما يُنتظر من لاعب في مستواه. حالته البدنية لم تكن جيدة، وبعد هزيمة 0-4، لا يمكن لأي لاعب أن يستهين بمشاعر الجماهير بتصرف كهذا". ومن جهته، وصف رئيس النادي السويسري، أنسيلو كانيبا، التجربة بـ "القصة غير السعيدة"، مضيفاً: "لم يكن حاضراً ذهنياً أو بدنياً، لعب بشكل سيئ، تسبّب في أهداف، وتعرّض للإصابة. الأمر لم يكن على الإطلاق كما تخيلناه".
وانضم ميندي إلى زيورخ في فبراير/ شباط 2025 بعقد حتى صيف 2026، بعد تجربة قصيرة مع لوريان الفرنسي، إذ لعب 15 مباراة فقط. وقبل ذلك، قضى ست سنوات مع مانشستر سيتي الإنكليزي، تُوّج خلالها بثلاثة ألقاب في الدوري الإنكليزي، وكان جزءاً من منتخب فرنسا الفائز بكأس العالم 2018.
وتجدر الإشارة إلى أن ميندي عاد للعب بعد تبرئته من جميع تهم الاغتصاب، في قضيتين منفصلتين، قبل أن ينتزع حكماً لصالحه ضد مانشستر سيتي لاسترداد معظم مستحقاته المالية. ورغم ذلك، يبدو أن طريق عودته إلى المستويات الكبرى لا يزال مليئاً بالعقبات، في ظل تكرار مشكلاته السلوكية خارج الملعب.
## الحكومة المغربية تتوقع نمو الاقتصاد بنسبة 4.5% في 2026
25 July 2025 05:23 PM UTC+00
توقعت نادية فتاح العلوي، وزيرة الاقتصاد والمالية المغربية، أن يواصل اقتصاد بلادها النمو بمعدل 4.5 % في 2026، وهو المعدل المتوقع نفسه للعام الجاري. وقالت العلوي أمام أعضاء البرلمان يوم الخميس إن العجز المالي سيتقلص إلى 3 % من الناتج المحلي الإجمالي مقابل نسبة 3.8 % المتوقعة هذا العام. كما توقعت أن يرتفع معدل التضخم في عام 2026 إلى مستوى 2% مقارنة بنسبة 1.9 المتوقعة في العام الجاري. 
وقالت العلوي إن برامج الميزانية للسنوات الثلاث المقبلة ستركز على ضبط عجز الميزانية عند مستوى 3 % من الناتج المحلي، متوقعة أن يترافق ذلك مع مواصلة معدل الدين منحاه التنازلي على المدى المتوسط، لينخفض من 67,7 % من الناتج المحلي الإجمالي في العام الماضي إلى حوالي 64 % مع نهاية سنة 2028، بما سيؤدي إلى تعزيز استدامة المديونية واستعادة الهوامش المالية.  
وأشارت الوزيرة المغربية في حديثها أمام البرلمان إلى حالة من عدم اليقين تكتنف الوضع الدولي في ظل استمرار الأزمات الدولية وتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي. وقالت إن تنفيذ قانون المالية لسنة 2025، وإعداد مشروع قانون المالية لسنة 2026، وتخطيط موازنات الثلاث سنوات المقبلة يتم في هذا السياق الدولي.
(قنا - العربي الجديد)
## عشرات العائلات تخرج من السويداء عبر ممرّ بصرى الشام الإنساني
25 July 2025 05:23 PM UTC+00
شهدت محافظة السويداء جنوبي سورية، اليوم الجمعة، خروج أكثر من ثلاثين عائلة في اتّجاه ريف درعا جنوبي البلاد كذلك، وهي الدفعة الخامسة التي تخرج من السويداء عبر ممرّ بصرى الشام الإنساني بعد الحوادث الدموية الأخيرة، في ظلّ هدوء تشهده المنطقة بالتزامن مع انتشار مكثّف لقوات الأمن السورية عند الحدود الإدارية للمحافظة من أجل تأمين العائلات.
وأفادت مصادر محلية "العربي الجديد" بأنّ العائلات التي خرجت اليوم ليست من أبناء محافظة السويداء، إنّما تعود لوافدين من محافظات سورية أخرى كانوا يعملون في الأراضي الزراعية بالمنطقة قبل أن يجدوا أنفسهم محاصرين على خلفية الحوادث الأخيرة في المحافظة. وأضافت المصادر نفسها أنّ فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) عملت لتأمين هذه العائلات، ونقلت أفراد من يرغب منها إلى مراكز الإيواء المؤقتة التي أُنشئت لاستقبال الخارجين من السويداء أخيراً، في حين فُتح مجال آخر أمام الأفراد الآخرين الذين يفضّلون التوجّه إلى أماكن سكن أقاربهم بمحافظاتهم الأصلية.
وفي شهادات أدلى بها خارجون من السويداء لـ"العربي الجديد"، أشاروا إلى أنّ عمّالاً كثيرين وعائلاتهم ما زالوا عالقين في قرى ريف السويداء، وأنّ التنسيق جارٍ حالياً لتسهيل خروجهم من المنطقة في الأيام المقبلة.
ومن المنتظر، وفقاً لمصادر "العربي الجديد"، أن تدخل قافلة مساعدات إنسانية إلى السويداء خلال الساعات القليلة المقبلة، تتضمّن 45 ألف ليتر من المحروقات، إلى جانب أربع مركبات محمّلة بمواد طبية وإغاثية مخصّصة لتلبية جزء من الاحتياجات العاجلة لأهالي السويداء.
وسوف ترافق هذه القافلة حافلات مخصّصة لإجلاء نحو 210 أشخاص من السويداء، علماً أنّ نحو 20 حالة صحية حرجة في حاجة إلى علاج سوف تُنقَل كذلك إلى خارج المحافظة، وسط استمرار التحرّكات المدنية والإنسانية لإجلاء المتضرّرين من مناطق التوتّرات.
عملت فرق الدفاع المدني السوري خلال الليلة الماضية على نقل وتأمين 250 مواطناً أغلبهم أطفال ونساء كانوا محتجزين في منازلهم في قرية ريم اللحف بريف السويداء، بسبب التوترات والانتهاكات الحاصلة في المحافظة، حيث أمّنت الفرق عملية إجلائهم من الممر الإنساني في بصر الحرير، ونقلهم إلى مراكز… pic.twitter.com/WvdRlyRiZS
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) July 25, 2025
في سياق متصل، أعلنت منظمة الدفاع المدني السوري، الجمعة، أنّ فرقها عملت خلال الليلة الماضية (الخميس-الجمعة) لنقل وتأمين نحو 250 مدنياً، معظمهم من النساء والأطفال، كانوا محتجزين في داخل منازلهم بقرية ريم اللحف في ريف السويداء. وذكرت المنظمة أنّ عملية الإجلاء تمّت عبر الممرّ الإنساني في بصر الحرير، وقد نُقل المدنيون إلى مراكز الإيواء المؤقّتة في ريف درعا، حيث جرى تأمين مستلزمات الإقامة والاحتياجات الأساسية لهم.
وأشارت المنظمة إلى أنّ فرقها كانت قد عملت كذلك، أمس الخميس، لتأمين عائلات راغبة في الخروج من محافظة السويداء عبر معبر بصرى الشام، في اتّجاه الوجهات التي اختارتها هي بنفسها أو إلى مراكز الإيواء المؤقتة المتوفّرة في ريف درعا.
## وقفات تضامن مع غزة بمدن جزائرية والشرطة تمنع مسيرة في العاصمة
25 July 2025 05:30 PM UTC+00
نظم ناشطون، اليوم الجمعة، وقفة تضامنية مع قطاع غزة وسط مدينة جيجل رفعت فيها الأعلام والرايات الفلسطينية، ولافتات كتبت عليها شعارات منددة بالتجويع الذي يتعرض له الفلسطينيون في القطاع، فيما منعت السلطات الجزائرية، في العاصمة الجزائرية، محاولة نشطاء وشباب للخروج إلى الشارع، وتنظيم مظاهرة شعبية مؤيدة لغزة. وفي وسط مدينة المسيلة، تجمع ناشطون عقب صلاة الجمعة، للتنديد بحرب الإبادة والتجويع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
ونظم متضامنون مع فلسطين وقطاع غزة في مدينة البليدة قرب العاصمة الجزائرية سلسلة بشرية، رافعين صورا للأطفال الفلسطينيين وشعارات تعبر عن الغضب من موقف الأنظمة العربية المتخاذلة إزاء المأساة الإنسانية في قطاع. وفي منطقة المسيلة وسعادة وسط الجزائر، نظم نشطاء وقفة تضامنية مباشرة بعد الخروج من صلاة الجمعة، إسنادا للمجوعين في قطاع غزة، وتنديدا بالصمت العربي. كما دعت جمعية العلماء المسلمين إلى تجمع شعبي كبير وسط مدينة سطيف، كبرى مدن الشرق الجزائري، فيما يحشد ناشطون منذ أمس لتنظيم حراك شعبي عبارة عن مظاهرة كبرى في مدينة ورقلة، أهم مدن الجنوب الجزائري. 
ومنعت السلطات الجزائرية، الجمعة، في العاصمة الجزائرية على وجه التحديد، محاولة نشطاء وشباب للخروج إلى الشارع، وتنظيم مظاهرة شعبية مؤيدة لغزة ومنددة بسياسات التواطؤ الدولي، حيث حاصرت الشرطة مسجدا في حي بلكور وسط العاصمة الجزائرية، كانت مجموعات من النشطاء قد اتفقت على أن يكون منطلق المظاهرة الشعبية، لكن قوات الشرطة اعترضت المسيرة، كما لم تسمح للشباب بالوصول إلى ساحة "أول مايو" وسط العاصمة الجزائرية، حيث كان من المقرر تنظيم الوقفة هناك. 
وانتشرت الشرطة بشكل لافت في الشوارع الرئيسية وقرب المساجد المتوقع أن تخرج منها المظاهرات وسط العاصمة الجزائرية. وقال الناشط أيوب محسن لـ"العربي الجديد": "بعد الصلاة مباشرة تجمعنا وخرجنا من المسجد وانطلقنا باتجاه ساحة أول مايو، لكن الشرطة اعترضت سبيلنا، ومنعتنا من الوصول إلى الساحة، واعتقلت السلطات عددا من النشطاء، بينهم نساء، واقتادتهم إلى مراكز الأمن، على الرغم من أن المسيرة كانت عفوية ومتعلقة بالتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني والمجوّعين في قطاع غزة".
وتمنع السلطات الجزائرية كل أشكال التظاهر والمسيرات في العاصمة الجزائرية، منذ وقف مسيرات الحراك الشعبي في ربيع عام 2020، تخوفا من عودة الحراك أو استغلال مظاهرات متعلقة بدعم القضية الفلسطينية لتحويلها إلى مظاهرات ذات طابع سياسي مناوئ للسلطة، برغم المطالبات المستمرة من قبل القوى السياسية لرفع الإكراهات وفتح الفضاءات العامة أمام الجزائريين للتعبير عن تضامنهم.
ومنذ اندلاع طوفان الأقصى في السابع أكتوبر/ تشرين الأول 2023، سمحت السلطات الجزائرية للقوى السياسية والمدنية، بمظاهرة وحيدة في العاصمة الجزائرية في 19 أكتوبر من نفس العام. غير أنه وبخلاف العاصمة الجزائرية التي تبدو المنطقة الأكثر تشدداً من قبل السلطات بشأن التظاهر في الشارع، لم تمنع السلطات النشطاء في عدد من المدن والولايات من تنظيم وقفات تضامنية مع سكان قطاع غزة.
## آيزنكوت يتهم نتنياهو بإفشال مفاوضات غزة لأسباب سياسية
25 July 2025 05:39 PM UTC+00
اتهم رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الأسبق غادي آيزنكوت، اليوم الجمعة، رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بإفشال مفاوضات صفقة تبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين مع حركة حماس ووقف إطلاق النار في قطاع غزة لأسباب سياسية. جاء ذلك في مقابلة أجرتها قناة (12) العبرية الخاصة، مع آيزنكوت، نشرت منها مقتطفات الجمعة، على أن تنشرها كاملة غدًا السبت. وقال آيزنكوت: "نتنياهو أفشل صفقة التبادل لأسباب سياسية".
وصرح عضو الكنيست قائلاً إنه "جاهز لتولي رئاسة الحكومة"، مشيراً إلى أن هناك احتمالاً بأن يكون مرشحاً لهذا المنصب. وتابع: "أنا أعرف جميع التحديات التي تواجه إسرائيل، وأعرف ما هو الصواب".
بن غفير وسموتريتش يحرضان نتنياهو
في المقابل، حرض وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اليوم نتنياهو على مواصلة الإبادة والتجويع ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. وفي منشور عبر منصة "إكس"، قال بن غفير: "وقف كامل للمساعدات الإنسانية، احتلال كامل للقطاع، إبادة تامة لحماس، تشجيع الهجرة، استيطان، هذه هي الطريق المثلى لتحرير الرهائن (المحتجزين بغزة) بأمان وتحقيق النصر في الحرب (الإبادة الإسرائيلية)".
وأضاف مخاطباً نتنياهو: "سيدي رئيس الوزراء، أعطِ الأمر". واستفحلت المجاعة مؤخراً داخل القطاع، وأظهرت صور ومقاطع فيديو متداولة، فلسطينيين بالقطاع وقد بدت أجسادهم أشبه بهياكل عظمية جراء الجوع الشديد، فضلاً عن إصابتهم بالغثيان والإعياء وفقدان الوعي.
ولم يكتف التحريض الإسرائيلي عند مواصلة سياسة التجويع والتهجير، بل الإبادة أيضاً، حيث قال سموتريتش، في بيان عبر المنصة ذاتها: "المفاوضات المهينة مع الإرهابيين انتهت" على حد تعبيره. وخاطب نتنياهو بالقول: "السيد رئيس الوزراء، حان وقت النصر"، في إشارة إلى مواصلة حرب الإبادة في غزة.
وفي وقت سابق الجمعة، قال نتنياهو إن إسرائيل تدرس مع الولايات المتحدة "بدائل" لإعادة المحتجزين من غزة وإنهاء حكم حركة حماس. ولم يكشف نتنياهو عن طبيعة البدائل التي يتحدث عنها، بينما تقول المعارضة الإسرائيلية وعائلات المحتجزين، إن السبيل الوحيد لإعادتهم هو اتفاق مع حركة حماس.
وجاءت تصريحات نتنياهو غداة إعلانه استدعاء وفده المفاوض من العاصمة القطرية الدوحة للتشاور، في خطوة مماثلة لما أعلنه المبعوث الأميركي في الشرق الأوسط ستيف ويتكوف عبر منصة "إكس". وقال ويتكوف مساء الخميس: "قررنا إعادة فريقنا من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الرد الأخير من حماس، والذي يُظهر بوضوح عدم رغبتها في التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة".
بدروه، منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة ما يشبه الضوء الأخضر للاحتلال الإسرائيلي بالمضي في مواصلة حرب الإبادة على قطاع غزة المدمر بذريعة الاتهامات الأميركية والإسرائيلية لحركة حماس بأنها لا تريد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وادعى ترامب أن حركة حماس "لم تكن ترغب حقاً في إبرام اتفاق"، وذلك خلال تصريح أدلى به للصحافيين قبيل توجهه إلى اسكتلندا في زيارة خاصة، زعم خلاله أيضاً "أعتقد أنهم يريدون أن يموتوا. وهذا أمر خطير للغاية". وأضاف "لقد وصلنا الآن إلى آخر الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين)، وهم يعلمون ما سيحدث بعد استعادة آخر الرهائن. ولهذا السبب تحديداً، لم يرغبوا في عقد أي اتفاق". وتابع ترامب "قلت لكم ... سيكون من الصعب جداً على حماس إبرام اتفاق لأنها ستفقد درعها وغطاءها".
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه حماس مراراً استعدادها لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة. ومع إعلان حركة حماس أنها سلّمت، باسم فصائل المقاومة، ردّها على المقترح المتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تأكيدات من مصادر في "الجبهة الشعبية" بأن الرد "لاقى استحسان الوسطاء"، وفق ما أبلغت به قيادة حماس باقي الفصائل، جاءت ردة فعل إسرائيل والولايات المتحدة سلبية، إذ قررتا سحب فريقي التفاوض من الدوحة. وأعربت عائلات المحتجزين الإسرائيليين عن قلقها من "تجميد المحادثات".
(الأناضول، العربي الجديد)
## كتائب القسام: قصفنا موقع قيادة وسيطرة للعدو في محيط مجمع المحاكم جنوب مدينة خانيونس جنوب القطاع بعدد من قذائف الهاون
25 July 2025 05:41 PM UTC+00
## اتحاد لاعبي كرة القدم يهاجم فيفا ويصفه بـ"المستبد"
25 July 2025 05:56 PM UTC+00
شنّ الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين "فيفبرو"، هجوماً حاداً على الاتحاد الدولي للعبة "فيفا"، بعدما أعرب في بيانه الرسمي، على موقعه الإلكتروني، عن قلقه المتزايد من طريقة إدارة اللعبة الشعبية الأولى في العالم، لأن نجوم الأندية أصبحوا عرضة للخطر، ويتم تهميشهم عمداً، رغم أنهم أحد الأعمدة الأساسية لإقامة أي بطولة.
وأكد الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين أن الجدول المزدحم وقلة الراحة البدنية والنفسية، وظروف اللعب القاسية، وغياب الحوار، وضعف احترام الحقوق الاجتماعية لنجوم اللعبة، أصبح شيئاً أساسياً في طريقة عمل "فيفا"، الذي "أصبح مستبداً في كل شيء، والجميع شاهد الخطر الذي لاحق اللاعبين خلال بطولة كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة الأميركية، بسبب حرارة الطقس المرتفعة، لكن الاتحاد الدولي منفصل عن الواقع، وهذا أمر يدعو للقلق، خاصة أنه متعلق بمراعاة حقوق الإنسان"، وفق ما نقلته صحيفة آس الإسبانية، اليوم الجمعة.
وأوضح البيان أن الاتحاد الدولي لكرة القدم اختار التجاهل، وإسكات أفواه من ينتقد أو يكشف المشاكل الحقيقية، التي يواجهها لاعبو كرة القدم حول العالم بشكل منهجي، وعلى "فيفا" العمل على إعادة فتح الحوار، والاعتراف بصوت النجوم، ويجب على رئيسه السويسري، جياني إنفانتينو (55 عاماً)، عدم التركيز فقط على الأرباح المالية، وتحويل اللعبة إلى تجارة، لأنه لا يدرك الخطر، الذي يحدق بهذه اللعبة، بسبب الضغط المسلط على أي لاعب حالياً، نتيجة كثافة خوضه المباريات، سواء مع ناديه أو منتخب بلاده.
وختم البيان أن "فيفا" مطالب بإيجاد معالجة لجميع المشاكل، التي تخص عدم المساواة السائدة داخل أروقته، في كيفية تنظيم البطولات بشكل كثيف، ولن يتراجع الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم عن التزامه الراسخ بالدفاع عن النجوم في جميع أنحاء العالم، والمطالبة بحقوقهم المالية والاجتماعية والإنسانية، وإنهاء الانتهاكات التي يقوم بها الاتحاد الدولي للعبة، الذي يجب عليه إنهاء "استبداده"، وتحكيم لغة العقل، ويفكر في مصلحة من تقوم عليهم رياضة كرة القدم.
## مفاجأة... تشافي يُطالب بتدريب منتخب آسيوي
25 July 2025 05:56 PM UTC+00
اتخذ مدرب نادي برشلونة الإسباني السابق، تشافي هيرنانديز (45 عاماً)، خطوة مفاجئة في مسيرته التدريبية، بعدما قام بإرسال طلب مباشر إلى الاتحاد الهندي لكرة القدم، يُبلغهم بأنه على استعداد لخوض التحدي، والإشراف على الجهاز الفني لمنتخب الهند.
وذكرت صحيفة التايمز بنسختها الهندية، اليوم الجمعة، أن اللجنة الفنية في الاتحاد الهندي لكرة القدم لم تصدق نفسها، عندما قرأت رسالة تشافي هيرنانديز، والتي جاء فيها أنه يتمنى عليهم اختياره، حتى يكون المدير الفني القادم للمنتخب الأول، لكنهم لم يردوا عليه حتى الآن، فيما قام أحد المسؤولين في الاتحاد المحلي بالتواصل مباشرة مع مدرب برشلونة السابق، حتى يتأكد أن الطلب المقدم كان من طرفه، وليس قيام أحد بانتحال شخصيته.
وأوضحت أن تشافي هيرنانديز أكد، في حديثه مع المسؤول بالاتحاد الهندي لكرة القدم، رغبته بتدريب منتخبهم الأول، مضيفاً: "أشاهد الكثير من المواجهات في كرة القدم، وأحياناً أتابع ما يحدث في الدوري عندكم، لأنه يوجد لديكم العديد من المدربين الإسبان الذين يعملون هناك، وهذا ما شجعني على التواصل معكم بشكل مباشر، من أجل التعبير عن رغبتي".
وأردفت أن عدد المدربين الإسباني في الدوري الهندي لكرة القدم بلغ 23 مدرباً، منذ أن تحول إلى الاحتراف، وهو أكبر عدد من أي جنسية أخرى، لكن الاتحاد المحلي للعبة يعلم أن الجلوس على طاولة المفاوضات مع تشافي هيرنانديز يعني طلبه الحصول على راتب مرتفع، وهو ما لا يمكن حدوثه نهائياً، لأنهم غير قادرين على مصاريفه باهظة الثمن.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن تشافي هيرنانديز لم يوافق على تولي أي نادٍ أو منتخب، حتى الآن، بعدما انتهت تجربته مع فريقه السابق، برشلونة، في شهر مايو/أيار عام 2024، رغم أن العديد من وسائل الإعلام العالمية توقعت عودته إلى أحد الدوريات الأوروبية، أو الإشراف على أحد الأجهزة الفنية في الدوري السعودي لكرة القدم.
## توقعات بإعلان اتفاق تجاري بين واشنطن وبروكسل خلال عطلة نهاية الأسبوع
25 July 2025 06:24 PM UTC+00
نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين ودبلوماسيين أوروبيين قولهم يوم الجمعة إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد يتوصلان إلى اتفاق تجاري خلال عطلة نهاية الأسبوع وهو تطور من شأنه أن يضع حداً لشهور من عدم اليقين للصناعة الأوروبية، في أعقاب تلويح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم تصل إلى 30% على الصادرات من دول الاتحاد. 
وبحسب المصادر التي تحدثت إليها الوكالة فمن المتوقع أن يشمل الاتفاق رسوماً رئيسية بنسبة 15% على كل الصادرات الأوروبية باستثناء صادرات الألمنيوم والحديد التي من المحتمل ان تخضع لرسوم جمركية تبلغ 50%. 
وكان الرئيس الأميركي قد قال الجمعة قبل توجهه إلى اسكتلندا في زيارة خاصة لعدة أيام، إن احتمال التوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي قائم بنسبة 50 % أو أقل، مضيفاً أن دول الاتحاد " في حاجة ماسة إلى إبرام اتفاق". لكن "رويترز" نقلت عن مصدر أوروبي قوله إن "الاتفاق المقترح في أيدي ترامب حالياً"، فيما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أنها أجرت اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأميركي اليوم الجمعة وسوف تجتمع معه في اسكتلندا يوم الأحد. وسيمضي ترامب عدة أيام في اسكتلندا ضمن زيارته الخاصة التي يتفقد خلالها ملاعب الغولف التي يمتلكها، كما سيلتقي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، حيث أشار إلى أنه سيبحث معه مزيداً من التفاصيل المتعلقة بالاتفاق التجاري الذي أُبرم سابقاً بين واشنطن ولندن. 
وتعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كلٌّ منهما للآخر أكبرَ شريكين تجاريين بالنظر إلى إجمالي تبادل السلع والخدمات والاستثمارات. وقد حذرت غرفة التجارية الأميركية مع الاتحاد الأوروبي في مارس/آذار الماضي من أن استمرار النزاع يهدد علاقات تجارية قيمتها 9.5 تريليونات دولار، وهي الأهم من نوعها في العالم. 
وكان ترامب قد لوح بفرض رسوم جمركية تبلغ 30% على الصادرات الأوروبية إلى الأسواق الأميركية اعتباراً من أول اغسطس/ آب المقبل، إضافة إلى الرسوم الأعلى على صادرات الصلب والألمنيوم، وهي رسوم حذر مسؤولون أوروبيون من أنها ستقضي على التجارة بين جانبي المحيط الأطلسي. 
(رويترز، العربي الجديد)
 
## جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
25 July 2025 06:54 PM UTC+00
## عبدو ديالو: الدوري القطري أكثر إثارة مما يتخيله البعض
25 July 2025 06:55 PM UTC+00
أكد المدافع السنغالي، عبدو ديالو (29 عاماً)، لاعب باريس سان جيرمان السابق، أن الدوري القطري أكثر إثارة مما يظنه كثيرون، بعد تجربة وصفها بالمميزة مع نادي العربي، الذي انضم إليه عام 2023. ولم يُخفِ بطل كأس أمم أفريقيا 2021 مع منتخب السنغال سعادته بالإقامة في قطر، فقال: "أنا سعيد بالاستقرار في قطر"، معتبراً تجربته ناجحة حتى الآن في ظل النهضة الكروية المتواصلة التي تشهدها البلاد منذ سنوات. 
وتحدث ديالو لموقع راديو "أر أم سي سبورت" الفرنسي، أمس الخميس، عن وصوله إلى قطر والظروف التي عاشها صيف 2023، فصرّح: "أشعر أنني بحالة جيدة جداً. لقد حظيت باستقبال رائع منذ عام 2023، ما ساعدني على التأقلم بسهولة. كما أن شقيقي انضم إلى دوري نجوم قطر في الوقت نفسه، مما سهّل الأمور أكثر. أنا بين عائلتي، وفي نادٍ ممتاز يتمتع بأجواء عائلية جداً، لذلك تسير الأمور على ما يرام". 
أما عن حياته اليومية، فأوضح ديالو أنها لا تختلف كثيراً عن حياة أي لاعب محترف. وقال: "حياتي هي حياة لاعب كرة قدم محترف. تدور بشكل أساسي حول التدريبات والمباريات، وهذا أمر لم يتغير كثيراً مقارنة بما كان عليه الحال في أوروبا. أما بخصوص الدوري، فهو دوري منفتح جداً، ويُذكرني إلى حد ما بأسلوب اللعب عندما كنت معاراً في بلجيكا. إنه دوري يشهد الكثير من الهجمات، الفرق لا تتحفظ كثيراً، وهذا يجعل اللعب مفتوحاً، مليئاً بالأهداف، وممتعاً للغاية". 
وأشاد عبدو ديالو بالدوري القطري والمنافسة فيه، خاصة أنه أصبح وجهة نجوم عالميين، وقال: "الدوري القطري جذّاب، ووجود عدد متزايد من اللاعبين البارزين يعزّز من مكانته من دون شك. كما أن كأس العالم لعبت دوراً كبيراً في ذلك، إذ أتاحت للناس فرصة اكتشاف البلد والتعرف على منشآته، خصوصاً الملاعب الرائعة. أما نحن، فنسعى بدورنا إلى الإسهام في هذا المشروع من خلال تقديم صورة إيجابية عن هذا الدوري وهذا البلد، لنجذب المزيد من اللاعبين والجماهير".
ونفى الدولي السنغالي وجود أي رغبة له للرحيل وخوض التجربة الأوروبية من جديد، رغم اهتمامات بعض الأندية بخدماته. وصرح في هذا الشأن: "في الوقت الحالي، هذا الأمر ليس مطروحاً ضمن أولوياتي أو من بين الأسئلة التي تشغلني. لكن كما تعلمون، في كرة القدم لا شيء محسوماً. ما أحبه هو لعب كرة القدم، وأينما كان ذلك، فأنا شخص يميل إلى روح المغامرة. سنرى ما الذي يحمله لنا المستقبل". 
ورغم بُعده عن الملاعب الأوروبية، لا يرى عبدو ديالو أن خروجه من القارة العجوز مثّل خطوة إلى الوراء، بل يؤكد أن الدوري القطري بات يتمتع بجاذبية متزايدة، خصوصاً مع قدوم أسماء لامعة مثل ماركو فيراتي وخوسيلو وأخيراً روبيرتو فيرمينو، المنضم حديثاً إلى نادي السد. بالنسبة له، الشغف باللعبة يظل هو الأساس، ويكفيه أنه يعيش تجربة كروية غنية في بيئة تشهد نمواً متسارعاً على كل المستويات.
## مبابي يرد بسخرية على مزاعم رفضه حمل الشعلة الأولمبية
25 July 2025 06:56 PM UTC+00
أثار تقرير نشرته صحيفة لو كانار أونشينيه الفرنسية، اليوم الجمعة، جدلاً واسعاً، بعدما زعمت أن النجم الفرنسي، كيليان مبابي (26 عاماً)، رفض عرضاً لحمل الشعلة الأولمبية ، خلال حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024، وهو ما دفع مهاجم ريال مدريد إلى الرد بسخرية عبر حسابه الشخصي على منصة "إكس"، نافياً الأمر جملة وتفصيلاً.
وكان التقرير قد أشار إلى أن اللجنة المنظمة، برئاسة طوني إستانغيه (47 عاماً)، اقترحت على مبابي أن يكون من بين آخر حاملي الشعلة في المسار الختامي للحفل، تكريماً لمكانته بوصفه أحد أبرز الرياضيين الفرنسيين، وأحد أبطال العالم في كرة القدم. غير أن الصحيفة ذكرت أن مبابي رفض العرض، لأنه كان يطمح إلى أن يكون "آخر حامل للشعلة" ويقوم بإشعال المرجل الأولمبي، وهو الشرف الذي مُنح مسبقاً إلى الثنائي الأولمبي: تيدي رينر (36 عاماً) وماري-جوزيه بيريس (57 عاماً)، صاحبي التاريخ الطويل مع الألعاب.
ولم يتأخر مبابي في الرد، إذ كتب في منشور ساخر على منصة "إكس" (تويتر سابقاً): "نسيتم أن تقولوا إنني أردت أيضاً أن أكون قائد منتخب فرنسا لكرة السلة! كنت فقط في عطلة، مسترخياً في الطرف الآخر من العالم. لا يوجد أي سبب يجعلني آخر من يحمل الشعلة، لأنني ببساطة لا أملك أي تاريخ مع الألعاب الأولمبية".
MDR .
Vous avez oublié de dire que je voulais aussi être le meneur de l'équipe de France de Basket je pense…. J'étais juste au calme en vacances à l'autre bout du globe.
Aucune raison d'être dernier porteur de flamme vu que je n'ai aucune histoire avec les JO. pic.twitter.com/1it3Fnzzop
— Kylian Mbappé (@KMbappe) July 25, 2025
وجاء رد مبابي العفوي والساخر، ليضع حداً للجدل، ويؤكد أن اللاعب لا يحمل أي ضغينة، ولا يرى نفسه جزءاً من الحدث الأولمبي بشكل رمزي أو شكلي. في الوقت ذاته، أبدى احترامه الكامل لمن تم اختيارهم لحمل الشعلة، مؤكداً أنه لا يرى نفسه أحقّ منهم، بل يعتبر نفسه ببساطة خارج سياق هذه الرمزية الأولمبية.
وجاء هذا الجدل الأخير ليزيد من حجم الضغوط على صاحب الحذاء الذهبي الأوروبي، والذي يواجه في الوقت ذاته مشكلات قانونية تتعلق بقضية "هبة" مالية يُشتبه في تقديمها إلى أحد أعوان الشرطة، وهي القضية التي لا تزال محل تحقيق قضائي في فرنسا، كما أعاد هذا الجدل أيضاً فتح ملف غيابه عن أولمبياد باريس 2024، وهي القضية التي أثارت الكثير من النقاش في الأوساط الرياضية الفرنسية وقتها. ورغم أن مبابي كان قد عبّر مراراً عن رغبته الجامحة في الدفاع عن ألوان بلاده في الحدث التاريخي على أرض الوطن، شكّل انتقاله إلى نادي ريال مدريد عقبة حاسمة، بعد رفض النادي الملكي السماح له بالمشاركة، مفضلاً احتفاظه باللاعب خلال فترة التحضيرات للموسم الجديد.
## ربع أطفال وحوامل غزة في عيادات "أطباء بلا حدود" مصابون بسوء التغذية
25 July 2025 07:08 PM UTC+00
وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر وإمعان إسرائيل في تجويع الفلسطينيين فيه، أفادت منظمة "أطباء بلا حدود" بأنّ ربع أطفال غزة الذين تراوح أعمارهم ما بين ستّة أشهر وخمسة أعوام والنساء الحوامل والمرضعات الذين وصلوا إلى عياداتها للمعاينة، في الأسبوع الماضي، كانوا يعانون سوء التغذية. ويأتي ذلك وسط الحرب المتواصلة التي تشنّها قوات الاحتلال على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، علماً أنّ هدنة هشّة تخلّلتها لم تدم شهرَين قبل أن تستأنف إسرائيل عدوانها في 18 مارس/ آذار 2025.
وكانت وكالات أممية ومنظمات إنسانية قد حذّرت، في سياق متصل، من أنّ الأغذية العلاجية المخصّصة للأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد واللازمة لإنقاذ حياتهم على وشك النفاد في قطاع غزة. وقد أكد المتحدّث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في عمّان سليم عويس لوكالة رويترز، أمس الخميس: "نواجه، في الوقت الراهن، وضعاً حرجاً تنفد فيه الإمدادات العلاجية".
وشدّدت "أطباء بلا حدود"، في بيان أخير، على أنّ "استخدام التجويع سلاح حرب من قبل السلطات الإسرائيلية في قطاع غزة بلغ مستويات غير مسبوقة... المرضى والعاملون في القطاع الصحي أنفسهم يعانون الجوع". وقالت منسقة المشاريع في عيادة "أطباء بلا حدود" بمدينة غزة شمالي القطاع كارولين ويلمن إنّ الطاقم الصحي يسجّل الآن "25 حالة جديدة من سوء التغذية يومياً". وفي هذه العيادة، ازداد عدد المصابين بسوء التغذية أربع مرّات منذ 18 مايو/ أيار الماضي، فيما ازداد معدّل سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون الخامسة ثلاث مرّات في خلال الأسبوعَين الماضيَين.
At our facilities in Gaza last week, 25% of the children and pregnant women we saw were malnourished.
The deliberate starvation of people cannot be normalised. Food and supplies must enter Gaza at scale.https://t.co/aW5tnlXvtO
— MSF International (@MSF) July 25, 2025
"تجويع متعمّد" في قطاع غزة
وشدّدت منظمة "أطباء بلا حدود" على أنّ "هذا تجويع متعمّد، سبّبته السلطات الإسرائيلية في إطار حملة الإبادة الجماعية المستمرّة". وتابعت أنّ "تجويع وقتل وإصابة الذين يحاولون تلقّي المساعدات بشكل يائس أمر غير مقبول". وأوضحت المتحدّثة باسم المنظمة إيفون إيكرت لوكالة فرانس برس أنّ طواقم مراسلون بلا حدود في قطاع غزة سجلوا الأسبوع الماضي "حوالي 600 طفل جديد دون الخامسة في برامج مراكز الغذاء العلاجي المتنقلة".
ولفتت المنظمة، في بيانها الأخير، إلى أنّ "الهجمات تتواصل على مواقع توزيع المواد الغذائية، حيث تتسبّب آلية التوزيع التي ترعاها السلطات الإسرائيلية من خلال مؤسسة غزة الإنسانية، بشكل متكرّر، في قتل الأشخاص الذين يسعون يائسين إلى الحصول على المساعدة".
بدوره، قال مساعد المنسّق الطبي لدى منظمة "أطباء بلا حدود" محمد أبو مغيصب إنّ "عمليات توزيع الأغذية هذه ليست مساعدة إنسانية، إنّما هي جرائم حرب تُرتكب في وضح النهار وتحت ستار التعاطف. والذين يقصدون عمليات مؤسسة غزة الإنسانية لتوزيع المواد الغذائية يعلمون أنّ فرصهم في تلقّي كيس من الطحين تعادل فرص مغادرتهم برصاصة في الرأس".
إلى جانب الذين يُصابون في نقاط مؤسسة غزة الإنسانية، عالجت فرق منظمة "أطباء بلا حدود" عشرات الأشخاص الذين أُصيبوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي فيما كانوا ينتظرون مرور شاحنات تنقل الطحين. وفي 20 يوليو/ تموز الجاري، عالجت فرق "أطباء بلا حدود" ووزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة 122 شخصاً أصيبوا بالرصاص فيما كانوا ينتظرون توزيع الطحين، وذلك في مركز الشيخ رضوان شمالي قطاع غزة، في حين قضى 46 شخصاً قبل وصولهم إلى المركز. بالإضافة إلى ذلك، قُتل موظف في المنظمة في الثالث من يوليو الجاري، في خلال حادثة مماثلة في خانيونس جنوبي قطاع غزة.
نحو ثلث سكان غزة يبقون بلا طعام لأيام
من جهته، أفاد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، بأنّ نحو ثلث سكان القطاع "لا يأكلون لأيام"، محذّراً من تزايد كبير في سوء التغذية. وأكّد البرنامج، في بيان، أنّ "الأزمة الغذائية في قطاع غزة بلغت مستويات من اليأس غير مسبوقة"، مؤكداً أنّ "نحو شخص واحد من أصل ثلاثة لا يأكل لأيام". وأضاف أنّ "سوء التغذية في تزايد حاد، وتسعين ألف امرأة وطفل في حاجة عاجلة إلى العلاج".
وتابع برنامج الأغذية العالمي أنّ التوقّعات تشير إلى احتمال مواجهة 470 ألف فلسطيني في قطاع غزة المحاصر "جوعاً كارثياً" بين مايو/ أيار 2025 وسبتمبر/ أيلول منه. ونبّه البرنامج إلى أنّ ثمّة "أشخاصاً يموتون بسبب نقص المساعدات الإنسانية"، مشيراً إلى أنّ "المساعدات الغذائية هي السبيل الوحيد لحصول السكان على الغذاء، إذ إنّ أسعار المواد الغذائية وصلت إلى مستويات قياسية".
The hunger crisis in #Gaza has reached new and astonishing levels of desperation.
Voices from Gaza reveal the challenges families face every day.
@WFP is ready to flood the strip with food assistance and reach all families in need.
A ceasefire is the only way forward!
— WFP in the Middle East & North Africa (@WFP_MENA) July 25, 2025
سوء التغذية يقتل أكثر من 60 طفلاً في غزة منذ مارس 
في سياق متصل، أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، بأنّ أكثر من 60 طفلاً فلسطينياً قضوا في قطاع غزة من جرّاء إصابتهم بسوء التغذية في حين أنّ عشرات آلاف آخرين ما زالوا معرّضين للخطر، وذلك منذ تشديد إسرائيل حصارها على القطاع وإغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية في الثاني من مارس/ آذار 2025. وجاء ذلك في "إنفوغرافيك" نشره المرصد وحدّد فيه ثمانية أسباب لاستمرار التجويع الإسرائيلي في قطاع غزة على الرغم من وجود ما يسمّى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة إسرائيلياً وأميركياً.
وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت سلطات الاحتلال منذ 27 مايو/ أيار الماضي بتنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية". وأوضح المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنّ هذه المؤسسة لا تُنهي عملية التجويع، بل تخفيها، إذ إنّها تعمل وفقاً لـ"نموذج مصمّم خصّيصاً لخدمة السياسات الإسرائيلية، من خلال استبدال أنظمة توزيع المساعدات المحايدة، ما يكرّس وهماً إعلامياً بوجود استجابة إغاثية".
وأوضح المرصد الحقوقي أنّ:
السبب الأول لاستمرار التجويع في قطاع غزة المستهدف والمحاصر يتمحور حول التراجع الحاد في إمكانية الوصول إلى المساعدات. وشرح أنّ "إسرائيل فكّكت شبكة توزيع المساعدات التابعة للأمم المتحدة، التي كانت تضمّ أكثر من 400 نقطة واستبدلتها بأربع نقاط مُسيّجة تديرها مؤسسة غزة الإنسانية، وتقع كلها في داخل مناطق عسكرية تخضع للسيطرة الإسرائيلية مباشرة".
أمّا السبب الثاني، فهو "الحصار الإسرائيلي الذي شكّل عقبة رئيسية أمام دخول المساعدات"، إذ تفرض إسرائيل، منذ مارس 2025، قيوداً صارمة على التجارة ودخول المساعدات، ما أدّى إلى انهيار الأسواق وارتفاع الأسعار.
أما السبب الثالث، فهو "تحويل نقاط توزيع المساعدات إلى أفخاخ للموت"، إذ "قُتل وجُرح آلاف الفلسطينيين في أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات (...) حيث تواجه الحشود إطلاق الرصاص الحيّ والغاز المسيل للدموع وظروفاً فوضوية عند نقاط التوزيع المحصورة ببوابة واحدة".
والسبب الرابع يتمثل في أن النظام الذي تعتمده سلطات الاحتلال "يستثني فئات عدّة من السكان"، فـ"تؤثّر المسافات الطويلة والطرقات الخطرة والظروف القاسية بشكل كبير على كبار السنّ وذوي الإعاقة والأسر التي لا تضمّ أفراداً أصحاء". وفقاً للمرصد، فإنّه "بالنسبة إلى كثيرين، يُعَدّ الوصول إلى المساعدات أمراً مستحيلاً من الناحية الجسدية".
والسبب الخامس هو الكميات التي توزّعها "مؤسسة غزة الإنسانية"، والتي تقلّ كثيراً عن "الحدّ الأدنى للمعايير الإنسانية، في حين تظلّ الإمدادات الأساسية مثل حليب الأطفال والمياه النظيفة (المأمونة) والأدوية غير متوفّرة. وتوزّع المؤسسة شهرياً "نحو تسعة آلاف طنّ من المساعدات" التي "لا تكفي لإعالة أكثر من 2.1 مليون شخص في القطاع".
والسبب السادس هو "التواطؤ في الإبادة الجماعية و"وضع مؤسسة غزة الإنسانية الفلسطينيين أمام خيارَين الجوع أو مواجهة خطر الموت في أثناء الحصول على المساعدات"، فـ"هذه الآلية تساهم في تمكين ارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي، بما يشمل القتل والتهجير القسري والتسبّب في أذى جسدي ونفسي بالغ والإخفاء القسري واستمرار نظام يقوم على التدمير الممنهج".
أما السببان الأخيرَان فيتمثّلان في تفاقم الجوع ووصول نحو نصف مليون فلسطيني إلى مستويات كارثية منه، وأيضاً عدم معالجة الأسباب الجذرية للتجويع من استمرار الحصار واستعادة النظام الإنساني المحايد الذي تديره الأمم المتحدة.
(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)
## اتصالات إيرانية بشأن غزة
25 July 2025 07:14 PM UTC+00
أطلق وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الجمعة، اتصالات دبلوماسية مكثفة بشأن غزة، في إطار الجهود الرامية إلى رفع الحصار الغذائي والدوائي المفروض على سكان القطاع. وفي هذا السياق، أجرى عراقجي مشاورات هاتفية مع كل من رئيس وزراء ووزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزراء خارجية السعودية، وباكستان، والعراق، ومصر.
ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية، فقد أكد الجانبان الإيراني والقطري، خلال الاتصال الهاتفي، ضرورة "اتخاذ تحرك فوري وفعّال من المجتمع الدولي والدول الإسلامية والعربية لإغاثة سكان غزة العزل، وإنهاء الحصار الغذائي والدوائي الذي يعانيه القطاع، ووقف جرائم الإبادة الجماعية". كما شدد وزير الخارجية الإيراني على أهمية "التحرك الجماعي للدول الإسلامية والعربية، من خلال عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي"، مؤكداً "الحاجة الملحة إلى وضع حد للإفلات من العقاب الذي يتنعم به الكيان الصهيوني، وسرعة محاكمة ومعاقبة مجرمي الحرب الصهاينة على الجرائم التي ارتُكبت بحق الإنسانية".
وفي محادثته مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان، أشار عراقجي إلى "الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة نتيجة تصاعد الجرائم الإسرائيلية، ولا سيما الحصار الغذائي والدوائي وتجويع سكان القطاع"، مؤكداً ضرورة "استثمار جميع الإمكانيات، بما في ذلك منظمة التعاون الإسلامي وآليات المجتمع الدولي، لكسر هذا الحصار وإيصال الاحتياجات الإنسانية الأساسية إلى غزة ووقف الإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة".
وأدان وزير الخارجية الإيراني كذلك قرار الكنيست الإسرائيلي بفرض السيطرة الاحتلالية على الضفة الغربية، معتبراً أن "هذا الإجراء يُعد دليلاً آخر على الطبيعة التوسعية والعدوانية لهذا الكيان". وشدد على أن تزامُن هذا القرار مع الإبادة الجماعية في غزة والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في الضفة "يكشف بوضوح النوايا الخبيثة للصهيونية في السعي لمحو فلسطين أرضاً وشعباً وهوية مستقلة"، لافتاً إلى أن "المواقف الحاسمة لمنظمة التعاون الإسلامي وغالبية دول العالم في إدانة هذا القرار تعبّر عن أهمية بالغة ورسائل بالغة الدلالة". وأطلع عراقجي كذلك نظيره السعودي على آخر مستجدات المباحثات الجارية بين إيران والثلاثي الأوروبي.
وخلال هذه المشاورات، أكد الجانبان ضرورة اتخاذ "تدابير عملية وفورية لدعم الشعب الفلسطيني ووقف الجرائم المرتكبة بحقه"، كما بحثا "سبل تسخير الإمكانيات الإقليمية والدولية، ولا سيما منظمة التعاون الإسلامي والآليات الإسلامية - العربية المشتركة، لتحقيق هذا الهدف".
وفي مكالمته مع وزير خارجية باكستان محمد إسحاق دار، والذي تترأس بلاده حالياً مجلس الأمن الدولي، دان الأخير استمرار الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وخطة ضم الضفة الغربية للأراضي المحتلة، مؤكداً "موقف باكستان الداعي إلى تحرك عاجل وفعّال لدعم الشعب الفلسطيني المظلوم وإنهاء عمليات الإبادة الجماعية الجارية بحقه".
## أعضاء بالكونغرس الأميركي: أوضاع غزة مروعة وغير مقبولة وسط تحذير أكثر من 100 منظمة غير حكومية من انتشار المجاعة في القطاع
25 July 2025 07:17 PM UTC+00
## جماهير سلتيك ترفع علم فلسطين بكل مكان... ومناصرو آيك أثينا على خطاهم
25 July 2025 07:18 PM UTC+00
لم تدّخر جماهير نادي سلتيك الاسكتلندي جهداً في مواصلة دعمها القضية الفلسطينية، في أي مكان تدخل فيه المدرجات، بعدما عادت إلى التعبير عن رأيها المُتضامن مع الأبرياء الذين يواصل الاحتلال الإسرائيلي قتلهم في قطاع غزة، بالإضافة إلى فرض حصار مطبق، ما أدى إلى ارتقاء العديد من الشهداء جوعاً.
وفي المواجهة الودية التي جمعت بين نادي سلتيك وأياكس أمستردام الهولندي في إيطاليا، رفع مشجعو الفريق الاسكتلندي علم دولة فلسطين، في رسالة واضحة تنم عن تضامنهم الصريح مع الأبرياء، الذين يُبادون يومياً، منذ السابع من شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، لكن بعض مناصري الاحتلال الإسرائيلي بين مشجعي الفريق الهولندي أثاروا الشغب واشتبكوا بالأيدي، الأمر الذي دفع بالسلطة المحلية إلى التدخل سريعاً، حتى لا تتفاقم الأمور.
ورغم أن نادي سلتيك خسر المواجهة الودية أمام أياكس، بخمسة أهداف مقابل هدف، فإن مشجعي الفريق الاسكتلندي عادوا إلى تذكير الجماهير الرياضية بالقضية الفلسطينية، بسبب المجازر اليومية بحق المدنيين في قطاع غزة.
Celtic fans waved Palestine flags in Como, Italy, leading to clashes with the Zionist supporters of Ajax.
Everywhere they go, they raise the flag. pic.twitter.com/EgKvcM3ZQR
— Lajee Celtic (@lajeeceltic) July 25, 2025
ومن جهتهم، حمل مشجعو نادي أيك أثينا اليوناني الأعلام الفلسطينية، وهتفوا "فلسطين حرة"، في المواجهة التي فاز فيها فريقهم على فريق هبوعيل بئر السبع الإسرائيلي، ضمن منافسات التصفيات المؤهلة إلى بطولة دوري المؤتمر الأوروبي لكرة القدم. ويبدو أن الكثير من الجماهير الرياضية في القارة الأوروبية باتت تصر على إبراز ما يحدث مع المدنيين في قطاع غزة، من خلال توجيه رسائلهم المباشرة في المدرجات، حتى يستمع الساسة في بلادهم لمطالبهم، ويتحركوا لوقف شلال الدم المستمر منذ شهر أكتوبر عام 2023.
AEK Athens fans with flags and chanting for a FREE PALESTINE in their home match against Hapoel Beer Sheva from the Zionist entity. #AEKfc #FreePalestine pic.twitter.com/vASNQ2USfc
— C:Real (@attalias21) July 24, 2025
## "مبدعون خالدون".. أسماء لا تغيب عن ذاكرة التشكيل المصري
25 July 2025 07:38 PM UTC+00
يَفتتح أتيلييه العرب للثقافة والفنون "غاليري ضي" في القاهرة، بعد غدٍ الأحد، النسخة الخامسة من معرض "مبدعون خالدون"، أحد أبرز المبادرات الفنية التي تحتفي بتراث الفن التشكيلي المصري. ويأتي المعرض هذا العام ليستكمل ما بدأه منذ انطلاقه عام 2018، مقدّماً بانوراما واسعة تضم أعمالاً فنية لأجيال متعددة من روّاد الفن في مجالات التصوير والرسم والنحت والخزف.
يمتد المعرض على مدار شهر كامل، ويعرض خلاله أكثر من 100 عمل فنّي لقرابة 100 فنان مصري، من بينهم الفنان الراحل حسن سليمان، الذي يُعد من أبرز رموز الحركة التشكيلية في مصر، ويُخصص له جناحٌ مستقل يعرض نماذج نادرة من إنتاجه. كما يضم المعرض أعمالاً لكل من الراحلين: عز الدين نجيب، ومصطفى الفقي، وعصمت داوساشي، وفرغلي عبدالحفيظ، وحلمي التوني، في أجنحة منفصلة تتيح للجمهور التفاعل مع تجارب فنية مختلفة.
وتبرز في هذه الدورة مشاركة ثلاثة فنانين سعوديين راحلين، هُم: فهد الحجيلان وسمير الدهام وعبدالله نواوي، في إطار توسعة البُعد العربي للمعرض، كما تحتضن الحديقة الخارجية لـ"غاليري ضي" في الزمالك مجموعة مميزة من الأعمال النحتية لعدد من كبار النحاتين المصريين، من بينهم محمد رزق، ومصطفى متولي، وعبدالحميد حمدي، وأحمد جاد، ومأمون الشيخ.
كذلك يضم المعرض أجنحة للفنان سيد عبد الرسول، الذي يُعرض له عدد من أعماله الخزفية ولوحاته النادرة، إلى جانب عدد من الأسماء الراحلة مثل عبد المنعم مطاوع، وجمال المرسى، وخلف طايع، ومحمود أبو المجد، وصلاح طاهر، وإنجي أفلاطون، وعمر النجدي، ومصطفى أحمد، وأحمد نبيل سليمان، وسلمى عبدالعزيز. كما يحتوي المعرض ايضاً أعمال عدد من الفنانين مثل جمال قطب، وعبد الرحيم شاهين، وعطيات سيد، وعبد العزيز درويش، وصبري عبد الغني، وجميل شفيق، وغيرهم.
يهدف معرض "مبدعون خالدون"، بحسب المنظمين، إلى جمع نماذج تمثل مختلف أجيال الفنانين الراحلين، في محاولة لتوثيق مشهد الفن التشكيلي في مصر من بداياته وحتى اليوم. ويعد حدثاً مهمّاً للطلاب والباحثين وأساتذة الفنون. وكان الفنان والناقد الراحل عزالدين نجيب قد كتب في تقييمه لإحدى الدورات السابقة: "100 فنان يمكنهم تحريك جبال الصمت والتجاهل والنسيان في حياتنا الثقافية".
## القائمة القصيرة لـ"جائزة فلسطين للكتاب"... حفظ السردية الفلسطينيّة
25 July 2025 07:45 PM UTC+00
عاماً بعد آخر، يعكس تزايد عدد المشاركات في "جائزة فلسطين للكتاب" اهتماماً متنامياً بها، مع ما تحمله من دلالة على تخصيص فلسطين موضوعاً. وقد بلغ عدد المشاركات في دورتها الرابعة عشرة 80 عملاً، وصل منها إلى القائمة القصيرة، أحد عشر عملاً توزعت بين الدراسات، والشعر، وكتب السيرة.
الجائزة التي أُعلنت قائمتها القصيرة في لندن، في 22 يوليو/تموز، جائزة سنوية مخصّصة للكتب الصادرة بالإنكليزية، التي تسهم في حفظ السردية الفلسطينية، وتُمنح في ثلاث فئات: إنجاز الحياة، والكتب الأكاديمية، والكتب الإبداعية.
وتضمنت القائمة القصيرة لهذا العام: دراسة بعنوان "إنتاج فلسطين: الإنتاج الإبداعي لفلسطين عبر وسائط الإعلام المعاصرة"، أعدّتها الفنانة التشكيلية الفلسطينية دينا مطر، والباحثة الأميركية الفلسطينية هلجا طويل الصوري، وكتاباً للمخرجة والمصورة الفلسطينية عزة الحسن، بعنوان "الحياة اللاحقة للصور الفلسطينية"، وكتاب "الفجر في غزة: قصص عن حياة الفلسطينيين وثقافتهم"، من تحرير محمود منى وماثيو تيلر، ويوثّق حياة الفلسطينيين وثقافتهم في القطاع، من خلال شهادات وقصص لأكثر من مئة غزّاوي، قبل وأثناء حرب الإبادة المستمرة على غزة.
من العناوين أيضاً، دراسة بعنوان "الضحايا المثاليون: سياسات الاستعطاف" للكاتب والشاعر الفلسطيني محمد الكُرد، وكتاب "فلسطيني: المنفى المستحيل"، الذي يجمع بين المذكرات الشخصية والتعليقات السياسية والاقتصادية للمصرفي الفلسطيني محمد طربوش (1948–2022).
ومن كتب القائمة، "الزمن تحت الخرسانة: فلسطين بين المخيم والمستعمرة" للمعماري الفلسطيني الأميركي ناصر أبو رحمة، وكتاب "العالم بعد غزّة" للكاتب والناقد الهندي بانكاج ميشرا، الذي يبحث في التواريخ الاستعمارية والعنصرية والاستيطانية التي أسهمت في حدوث الإبادة وأتاحت استمرارها.
كذلك يرد كتاب "سياسة الخداع: بريطانيا وفلسطين (1914 – 1939)" للباحث والمؤرخ البريطاني بيتر شامبروك، ويُظهر من خلال تحليل السجلات الرسمية كيف خدع البريطانيون العرب إبان الحرب العالمية الأولى. وكتاب الروائي المصري الكندي عمر العقاد "يوماً ما، سيكون الجميع ضد ما حصل"، الذي يُسائل فيه حقيقة القيم الغربية في ظل استمرار المعاناة الفلسطينية. وفي الأعمال الإبداعية، "النصف الفارغ" للكاتبة سارة عزيزة، و"إذا كان لا بد أن أموت" للشاعر رفعت العرعير.
تأسست الجائزة عام 2012، واستقبلت في هذه الدورة الترشيحات للأعمال المنشورة بين مايو/أيار 2024 وإبريل/نيسان 2025. وقد حصل عليها في دورات سابقة عدد من الأسماء البارزة في المشهد الفلسطيني، منهم كمال بلّاطة، وناتالي حنظل، ورشيد الخالدي.
## ناصر الخليفي: ترشح قطر للأولمبياد تجسيد لالتزام وطني
25 July 2025 08:04 PM UTC+00
شدّد رئيس الاتحاد القطري للتنس والإسكواش والبادل والريشة الطائرة، ناصر بن غانم الخليفي (51 عاماً)، على أن ترشح قطر لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية لعام 2036 "لا يُعد مجرد محطة رياضية منتظرة، بل يعكس رؤية وطنية راسخة تؤمن بدور الرياضة كقوة فاعلة في بناء المجتمعات وتعزيز التفاهم بين الشعوب"، كما لفت إلى أن هذه الخطوة "تترجم طموح الدولة في صناعة مستقبل يرتكز على مفاهيم الوحدة، والتميّز، والإرث، في استمرار للنجاحات، التي حققتها قطر في تنظيم العديد من التظاهرات القارية والعالمية في السنوات الأخيرة، أهمها نهائيات كأس العالم 2022.
وقال ناصر الخليفي، في بيان عبر الصفحة الرسمية للاتحاد القطري للإسكواش على موقع التواصل الاجتماعي إكس، اليوم الجمعة: "إن ترشح دولة قطر لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية لعام 2036 ليس مجرد محطة رياضية جديدة، بل هو تجسيد لالتزام وطني راسخ بتعزيز دور الرياضة في بناء مجتمعات أكثر تواصلاً وتفاهماً". وأضاف أنه بدعم من القيادة "أرست قطر مكانتها كوجهة عالمية مرموقة في استضافة الفعاليات الكبرى، بفضل بنيتها التحتية المتقدمة، وكفاءتها التنظيمية، ورؤيتها الاستراتيجية التي تنظر إلى الرياضة كأداة فعالة للتنمية المستدامة".
كما أكد الخليفي أن المشروع الأولمبي القطري لا يهدف إلى تقديم نسخة استثنائية من الحدث العالمي فقط، بل يسعى أيضاً لخلق تأثير يتجاوز حدود الملاعب والميداليات، ليواصل حديثه بالقول: "نحن على يقين أن استضافة الأولمبياد في الدوحة ستكون فرصة لإعادة تعريف مفهوم البطولة، ليس فقط من خلال التميز الرياضي، بل من خلال الأثر الإنساني والثقافي الذي يمكن أن تحدثه هذه التجربة في المنطقة والعالم".
يذكر أن اللجنة الأولمبية القطرية كانت قد أعلنت، يوم الثلاثاء الماضي، في بيان رسمي، انخراطها في النقاشات الجارية مع اللجنة الأولمبية الدولية، مؤكدة بذلك تقدم قطر بخطوة جادة نحو استضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية في عام 2036، وتسعى اللجنة إلى العمل منذ الآن على تقديم ملف متكامل يليق بمكانتها، ويضمن لها فرصة حقيقية لانتزاع شرف استضافة هذا الحدث الرياضي الأهم عالمياً.
## باريس ولندن وبرلين تدعو إلى إنهاء الحرب على غزة فوراً
25 July 2025 08:13 PM UTC+00
دعت باريس ولندن وبرلين، في بيان مشترك الجمعة، إلى "إنهاء الكارثة الإنسانية التي نشهدها في غزة فوراً"، فيما حذر برنامج الأغذية العالمي من أن حوالي ثلث سكان قطاع غزة لا يأكلون لأيام. ورداً على التحذير الذي أصدرته الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية من خطر مجاعة وشيكة وواسعة النطاق بعد أكثر من 21 شهراً من الحرب، دعت العواصم الأوروبية الثلاث الحكومة الإسرائيلية إلى "رفع القيود المفروضة على تسليم المساعدات فوراً". وذكّرت الدول الأوروبية إسرائيل بأن عليها "احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي".
وأضافت في البيان: "ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى رفع القيود المفروضة على تسليم المساعدات فوراً والسماح بشكل عاجل للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بالقيام بعملها لمكافحة الجوع". وضم وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني صوته إلى الانتقادات، قائلاً "لم يعد بإمكاننا القبول بالمجازر والمجاعة" في قطاع غزة. ويتصاعد القلق خصوصاً إزاء تزايد أعداد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية. وتقول منظمة أطباء بلا حدود إن ربع الأطفال الصغار والأمهات الحوامل أو المرضعات الذين فحصتهم في عياداتها الأسبوع الماضي كانوا يعانون سوء التغذية.
وحذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الأزمة "بلغت مستويات من اليأس غير مسبوقة"، مضيفاً أن "حوالي شخص من أصل ثلاثة لا يأكل لأيام". وتابع البيان "سوء التغذية في تزايد حاد، حيث إن تسعين ألف امرأة وطفل في حاجة عاجلة إلى العلاج". وأضاف أنه من المتوقع أن يواجه 470 ألف فلسطيني "مجاعة كارثية" بين مايو/أيار وسبتمبر/أيلول في القطاع المحاصر. ونبّه برنامج الأغذية العالمي من أن هناك "أشخاصاً يموتون بسبب نقص المساعدات الإنسانية"، مشيراً إلى أن "المساعدات الغذائية هي السبيل الوحيد لحصول السكان على الغذاء، إذ وصلت أسعار المواد الغذائية إلى مستويات قياسية".
دعوات إلى وقف إطلاق النار
وفي بيانها المشترك، قالت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إن "الوقت حان لإنهاء الحرب في غزة"، وحضت "جميع الأطراف على إنهاء الصراع من خلال التوصل إلى وقف إطلاق النار فوراً". وفي بيان منفصل الجمعة، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن لندن "لن تعترف قريباً بدولة فلسطينية"، غداة إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده تعتزم القيام بذلك في سبتمبر. وأضاف ستارمر أن اعتراف بريطانيا بدولة فلسطينية في نهاية المطاف مسألة "لا لبس فيها"، لكن هذه الخطوة "يجب أن تكون جزءاً من خطة أوسع تفضي في النهاية إلى حل الدولتين".
لكن ستارمر يواجه ضغوطاً متزايدة، إذ طالبه أكثر من 220 نائباً في البرلمان البريطاني، بينهم العشرات من حزب العمال الحاكم، بالاعتراف رسمياً بدولة فلسطين. والموقف البريطاني شبيه بموقف ألمانيا التي قالت إنها تعتبر الاعتراف بدولة فلسطين "إحدى الخطوات الأخيرة نحو حل الدولتين".
غوتيريس ينتقد "انتفاء الإنسانية" في غزة
واستنكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الجمعة "انتفاء الإنسانية والتعاطف" مع الفلسطينيين في قطاع غزة الذي لا يعاني أزمة إنسانية فحسب، بل "أزمة أخلاقية تشكل تحدياً للضمير العالمي". وقال، في كلمة عبر الفيديو لمنظمة العفو الدولية: "لا أستطيع تفسير مدى اللامبالاة والتقاعس الذي نراه في أكثر المجتمع الدولي. انعدام التعاطف. انعدام الحقيقة. انعدام الإنسانية". وأضاف: "هذه ليست مجرد أزمة إنسانية، بل هي أزمة أخلاقية تشكّل تحدياً للضمير العالمي. سنواصل رفع الصوت في كل فرصة".
وتابع: "يتحدث الأطفال عن رغبتهم في الذهاب إلى الجنة لأنهم يقولون إنه يوجد طعام هناك على الأقل. نجري مكالمات فيديو مع عاملينا الذين يتضورون جوعاً أمام أعيننا.. لكن الكلمات لا تُشبع الأطفال الجائعين". وأضاف: "يواصل موظفونا الأبطال عملهم في ظروف لا تصدق. كثير منهم في حالة ذهول وإرهاق شديدين لدرجة أنهم يقولون إنهم لا يشعرون بأنهم أموات ولا أحياء".
وأدان غوتيريس أيضاً مقتل أكثر من ألف فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية منذ 27 مايو/ أيار، عندما بدأت "مؤسسة غزة الإنسانية" عملياتها. وقال: "نحن نحتاج إلى أن نتحرك: وقف إطلاق نار فوري ودائم، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، ووصول الإغاثة على نحو فوري ومن دون عوائق". وأضاف أن الأمم المتحدة مستعدة "لزيادة العمليات الإنسانية بشكل كبير" في غزة إذا توصلت إسرائيل وحماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
بدورها، دعت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش الجمعة إلى "تحرك جماعي عاجل". وأكدت، في بيان، أنه "لا يوجد أي مبرر لما يحدث في غزة. إن حجم المعاناة الإنسانية وانتهاك الكرامة الإنسانية تجاوزا منذ فترة طويلة أي شيء مقبول قانونياً وأخلاقياً". وتابعت سبولياريتش: "يجب أن تنتهي هذه المأساة الآن، فوراً وبحزم. أي تردد سياسي، وأي محاولة لتبرير الفظائع المرتكبة أمام أعين المجتمع الدولي، ستُعتبر إلى الأبد فشلاً جماعياً في إنقاذ البشرية من الحرب"، وأشارت إلى وجود 350 عضواً في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة "يكافح الكثير منهم أيضاً لتوفير ما يكفي من الغذاء والمياه الصالحة للشراب".
(فرانس برس، العربي الجديد)
## تشريع روسي يمهد الطريق لاستخدام الروبل الرقمي في النظام الحكومي
25 July 2025 08:24 PM UTC+00
وافق مجلس الاتحاد الروسي (مجلس الشيوخ)، اليوم الجمعة، على تشريع يمهد الطريق لبدء إدراج الروبل الرقمي بشكل متدرج في عمليات تنفيذ الميزانية الحكومية على مختلف مستوياتها. ويأتي هذا القانون تنفيذاً لتكليف من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صدر عقب اجتماع ركز على قضايا تنظيم استخدام الأصول المالية الرقمية في البلاد. ويقدم القانون إضافات جوهرية إلى قانون الميزانية الروسي، حيث يدخل مفهوم "حساب الروبل الرقمي الخاص بالخزانة الفيدرالية الروسية"، ويقدم تعريفاً محدداً لهذا الحساب، كما يحدد السمات والخصائص المميزة لاستخدامه في العمليات المالية الحكومية.
من جهتها، قالت فيكتوريا كالينوفا، الباحثة الاقتصادية الروسية، لـ"العربي الجديد"، إن "إدراج الروبل الرقمي في الميزانية قفزة نوعية نحو تحديث البنية التحتية المالية الروسية. أهم إيجابياته تكمن في رفع كفاءة الإنفاق الحكومي عبر تسريع التحويلات المالية بين الأجهزة الحكومية والحد من التكاليف التشغيلية المرتبطة بالمعاملات النقدية والإلكترونية التقليدية". وأضافت كالينوفا أن اعتماد الروبل الرقمي "يعتبر أداة فاعلة لمكافحة الفساد والتهرب الضريبي بفضل قابلية تتبع كل عملية مالية بدقة، فضلاً عن تعزيز السيادة المالية في مواجهة العقوبات الغربية عبر تقليل الاعتماد على أنظمة الدفع الدولية".
ووفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الروسية"ريا نوفوستي" اليوم الجمعة، سيتولى البنك المركزي الروسي، بصفته المشغل الرسمي لمنصة الروبل الرقمي، مهمة فتح هذا الحساب الجديد للخزانة الفيدرالية، مع ضمان تقديم خدمات الصيانة والتشغيل لهذا الحساب مجاناً لتعزيز كفاءة التطبيق. كما يمنح القانون بشكل واضح جميع المشاركين في نظام دفع الخزانة الحق والقدرة على إجراء عمليات التسوية والمدفوعات المالية باستخدام الروبل الرقمي وسيلةَ دفع معتمدة. وستكون الآلية العملية لهذه التحويلات قائمة على قيام الخزانة الفيدرالية بإصدار أوامر تحويل مباشرة إلى البنك المركزي الروسي، والذي سيتولى بدوره تنفيذ عمليات تحويل الروبلات الرقمية وفقاً لهذه الأوامر.
ووفقًا للوكالة الروسية، فقد حدد القانون جدولاً زمنياً دقيقاً ومرحلياً لتنفيذه. فابتداءً من الأول من أكتوبر/تشرين الأول من العام الجاري، سيصبح من الممكن تنفيذ بنود الميزانية الفيدرالية باستخدام الروبل الرقمي، ولكن في مرحلة أولية ستقتصر هذه الإمكانية على نطاق محدود من بنود النفقات سيتم تحديد لائحتها لاحقاً بموجب قرار حكومي يصدر بالتنسيق والاتفاق مع البنك المركزي، ثم يتوسع نطاق التطبيق بشكل كبير بدءاً من الأول من يناير/كانون ثاني 2026، ليشمل كل أوجه إنفاق الميزانية الفيدرالية، بالإضافة إلى تمكين تحصيل إيراداتها بواسطة الروبل الرقمي. أما الخطوة الأوسع فستكون بدءاً من الأول من يوليو/ تموز 2027، حيث من المخطط تعميم استخدام آلية الروبل الرقمي لتشمل بشكل كامل الميزانيات الإقليمية والمحلية، بالإضافة إلى ميزانيات الصناديق الحكومية الخارجة عن الميزانية العامة.
وسيصبح هذا القانون نافذاً رسمياً بعد مرور عشرة أيام كاملة على تاريخ نشره الرسمي في القنوات القانونية المقررة. ويمثل إقرار هذا التشريع خطوة عملية متقدمة في مسيرة تعزيز البنية التحتية للعملة الرقمية الوطنية وترسيخ مكانة الروبل الرقمي أداةً ماليةً رسمية في صلب النظام المالي الروسي، خاصة في المعاملات المالية الحكومية.
## المغرب يعتزم استثمار 8 مليارات دولار في اتصالات الجيل الخامس
25 July 2025 08:41 PM UTC+00
كشفت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات في المغرب، اليوم الجمعة، عن التوجه نحو إنجاز استثمارات بحوالي 8 مليارات دولار بهدف توفير تكنولوجيا الجيل الخامس G5. وجاء ذلك في اجتماع مجـلس إدارة الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، وهو الاجتماع الذي ترأسه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، حيث تبنى قرار إعطاء انطلاقة تكنولوجيا الجيل الخامس.
وأكد المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، عز العرب حسيبي، خلال الاجتماع، أن الاستثمارات المتوقعة "ستمكن في مرحلة أولى مع متم سنة 2025 من تغطية عدد من المدن بهذه التقنية، إذ من المتوقع أن تصل نسبة توسيع الربط بتكنولوجيا G5 إلى حوالي 85 % من السكان في حدود عام 2030". وشدد على أنه سيجري تحديث المخطط الوطني للترددات حتى يتماشى مع التطور التكنولوجي والتنمية السوسيو اقتصادية، مؤكداً على مواصلة المشاريع الهيكلية المتعلقة بتوسيع الربط بالإنترنت فائق السرعة وشبكات الألياف البصرية.
وتفيد الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات أن عدد المشتركين في خدمات الهاتف المحمول وصل إلى 57 مليون مشترك، فيما يضم قطاع الإنترنت ما يقارب 40 مليون مستخدم، بنسبة مستخدمين تناهز حوالي 90% من عدد السكان". واتُّخذ خلال الاجتماع المنعقد قرار يقضي بإجراء مسح لتحديد المناطق النائية التي تعاني ضعف شبكة المواصلات أو غيابها، في أفق تغطيتها بشكل كامل وفق برنامج محدد. وكان ضعف شبكة الاتصالات من بين الأسباب التي دفعت سكان منطقة أيت بوكماز إلى تنظيم مسيرة احتجاجية، حيث قطعوا العديد من الكيلومترات في اتجاه مقر ولاية جهة بني ملال، للتعبير عن مطالب تتعلق بشبكة الاتصالات والطرق والربط بالماء الصالح للشرب وتوفير أطر طبية وتيسير منح رخص البناء.
وأكد رئيس الحكومة في الاجتماع ضرورة التعميم الشامل لشبكة الاتصالات بمختلف المناطق، ولا سيما المناطق الجبلية، وحث الوكالة على الانكباب على تحديد المناطق غير المغطاة، والتنسيق مع القطاعات الحكومية المعنية والقطاع الخاص، من أجل توفير خدمات الاتصالات في هذه المناطق، بالجودة والسرعة اللازمتين. وتتميز شبكات الاتصالات من الجيل الخامس بسرعة فائقة ووقت استجابة وجيز، حيث تسمح بتلبية الاحتياجات الخاصة لقطاعات الصناعة والنقل والصحة والزراعة.
وأعلنت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، في يوليو/ تموز الجاري، إطلاق المنافسة بهدف منح تراخيص لإحداث واستغلال شبكات للمواصلات تستعمل تكنولوجيا متنقلة من الجيل الخامس.
وكانت الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح، قد أشارت في مناسبة سابقة إلى التوجه نحو إطلاق الجيل الخامس من الإنترنت في سياق الاستعدادات لتنظيم كأس الأمم الأفريقية لعام 2025 وكأس العالم 2030. وأوضحت أن المستهدف يتمثل في تغطية 25 % من السكان في أفق 2026، و70% في أفق 2030، مؤكدة التوجه نحو توفير تغطية كاملة للمدن التي ستستضيف أحداث كأس العالم 2030.
## لمياء بومهدي: سيدات المغرب قادرات على هزيمة نيجيريا
25 July 2025 08:48 PM UTC+00
تحدثت عضو اللجنة الفنية لكأس أمم أفريقيا للسيدات، المغربية، لمياء بومهدي (41 عاماً)، عن حظوظ منتخب سيدات المغرب للفوز باللقب الأفريقي، حين يواجه، غداً السبت، نظيره النيجيري في المباراة النهائية، على الملعب الأولمبي في الرباط، في تمام الساعة 11 مساءً بتوقيت القدس المحتلة. 
وقالت لمياء بومهدي، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، الجمعة، إن منتخب لبؤات الأطلس يمتلك العزيمة والإرادة والروح الجماعية، ما يؤهله إلى التتويج بلقب كأس أمم أفريقيا، رغم قوة نظيره النيجيري، الذي يعد الأفضل في هذه النسخة على الورق. وتابعت ذاكرة: "مما لا شك فيه أن المباريات النهائية تختلف كلياً عن دور المجموعات أو حتى مواجهتي ربع النهائي ونصف النهائي، فهي تلعب على جزيئات بسيطة ولا تحسمها الجوانب الفنية والتكتيكية فحسب، بل تتحكم فيها عوامل خارجية، مثل الدعم الجماهيري الذي قد يؤثر على مجرياتها، وأفضلية الملعب والاستعداد الذهني والبدني، وكذلك روح العزيمة، وهو ما تتحلى به لبؤات الأطلس اللائي يلعبن بالقتالية والإرادة، عكس منتخب نيجيريا الذي يعتمد على المهارات الفردية". 
وحددت المدرب الحالية لنادي تي بي مازيمبي الكونغولي للسيدات، نقاط ضعف منتخب نيجيريا في عدم قدرته على مقاومة المنتخبات التي تتقن التنظيم الدفاعي، كما حصل مع منتخب الجزائر في دور المجموعات، وعليه قد تكون الصلابة الدفاعية إحدى مفاتيح تتويج سيدات المغرب في حال استغللن الفرص المتاحة.
وحول الأداء الفني للنسخة الحالية لبطولة كأس أمم أفريقيا للسيدات، أوضحت لمياء بومهدي أنها الأبرز فنياً وتنظيمياً من سابقاتها، فضلاً عن جودة الملاعب المتاحة، الأمر الذي انعكس إيجاباً على التطور الكبير الذي ظهر على أداء المنتخبات المشاركة. واعتبرت لمياء بومهدي أن ملامح تحسن مستوى هذه النسخة تجلى بشكل واضح في تطور أداء حارسات المرمى اللاتي أصبحن يلعبن بالقدم بشكل أفضل، وظهور ظهيرات يشاركن بفعالية في الهجوم، واعتماد المنتخبات على أسلوب الضغط العالي وعدم ترك المساحات، ما ساهم في جودة اللعب أكثر مقارنة بالنسخ السابقة. 
وأعربت لمياء بومهدي عن إعجابها الكبير بمستوى بعض المنتخبات الأفريقية والعربية المشاركة في هذه الدورة، من بينها منتخب الجزائر، الذي اعتبرته "مفاجأة البطولة"، وأردفت قائلة: "لقد ظهر أكثر تنظيماً في الدفاع، إلى حد أنه يصعب اختراقه، واتضح ذلك أمام منافسين أقوياء، ولا سيما أمام نيجيريا وغانا، وما يحتاج إليه فقط هو تعزيز صفوفه بمهاجمات قادرات على تسجيل الأهداف، وعندئذ سيكون رقماً صعباً في الاستحقاقات القادمة، خصوصاً أنه يمتلك حارسة متألقة ودفاعاً منظماً".
## تونس: مسيرة حاشدة تطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين
25 July 2025 09:01 PM UTC+00
طالبت تنسيقية عائلات المعتقلين السياسيين في تونس مساء الجمعة بضرورة إطلاق سراح ذويهم، والإفراج عن القاضي الإداري السابق أحمد صواب، مؤكدين أن "لا تنازل عن الحريات وقيم الجمهورية". وتأتي هذه المسيرة بمناسبة الذكرى الـ68 لعيد الجمهورية في الـ25 يوليو/ تموز و"الذكرى الرابعة للانقلاب". وقال رئيس جبهة الخلاص الوطني، أحمد نجيب الشابي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن عائلات المعتقلين السياسيين أرادت من خلال المسيرة التذكير بمأساة المعتقلين، مبيناً أنه زار أمس شقيقة الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي في سجن برج الرومي ببنزرت شمالي تونس، حيث كانت درجات الحرارة مرتفعة والاكتظاظ كبيراً داخل الزنزانات. وبيّن الشابي أن "قضية التآمر واهية والمحاكمة صورية"، مؤكداً أن "طريق الاستبداد مسدود ولن يقود إلى أي حل"، مشدداً على أنه "لن يكون هناك خروج من الأزمة الخانقة التي تعيشها تونس في غياب الحرية والديمقراطية".
وأضاف الشابي أنه "بعد مُضي أربع سنوات على انقلاب 25 يوليو يمكن القول إنه لا يوجد أي إنجازات سوى الهدم"، مؤكداً أنه "لا مشروع واضح ولا دولة قوية قادرة على التقدم، وبالتالي هذا الوضع لا يمكن أن يستمر". وأشار إلى أن "رسالة المعتقلين السياسيين أمس هي صرخة من وراء القضبان، خاصة أن مدة الاعتقال لا تزال طويلة، طالما أن النظام الحالي قائماً"، مشدداً على أن "المعتقلين مصرون على أن تستأنف القوى الديمقراطية الحوار، لأن الخروج من الأزمة لن يكون إلا باسترجاع الحرية والكرامة الوطنية".
وقالت القيادية في جبهة الخلاص الوطني، والناشطة السياسية شيماء عيسى، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن خروجهم في المسيرة هو "لمقاومة الانقلاب، وضد أي تهديد قد ينسف مكتسبات الثورة". وأوضحت أن "المعارضة لا تملك الحق في ممارسة أنشطتها بحرية وضمن فضاء ديمقراطي".
وأوضحت عيسى أن "الواقع متشنج، وما عشناه طيلة 10 أعوام من الثورة من صراعات وخصومات على أساس أيديولوجي يتكرر، ولذلك لا بد من الدفاع عن المساجين السياسيين، وأيضاً لا بد من التفكير جدياً في طبقة سياسية جديدة تتخلص من عبء الأيديولوجيا، ومن معارك الماضي". ولفتت إلى أنه "يُنتظر الخروج بحركة سياسية جديدة قادرة على التخلص من معارك الماضي، وتكون قادرة على تحرير روح المبادرة، وبناء المقاومة مجدداً"، مبينة أن "الديمقراطية هي التعددية والتشاركية، وأيضاً تعدد الرؤى".
## الحسين إربد يهزم الوحدات ويُتوّج بلقب السوبر الأردني
25 July 2025 09:11 PM UTC+00
نجح نادي الحسين إربد في تحقيق فوزٍ صعب على ضيفه الوحدات، بهدف مقابل لا شيء، في مواجهة الإياب (انتهى لقاء الذهاب بهدف لمثله)، ليخطف لقب بطولة السوبر الأردني لكرة القدم، للمرة الثالثة في تاريخه، بفضل الهدف الوحيد، الذي سجله يوسف أبو جلبوش (26 عاماً)، في الدقيقة الـ 39 من عمر الشوط الأول.
وكانت مباراة الذهاب، التي جرت الاثنين الماضي، انتهت بالتعادل 1-1 على ملعب مدينة الملك عبد الله الثاني في عمّان، ليكرر الحسين إربد إنجازه الموسم الماضي، عندما تُوج باللقب على حساب الوحدات بالذات، فيما نجح مدربه البرتغالي، كيم ماتشادو (58 عاماً)، في حصد لقبه الأول، بعدما تولى المهمة في شهر يونيو/ حزيران الماضي.
وهدّد الحسين مرمى الوحدات في وقت مبكر، عندما سدد أبو جلبوش كرة من خارج المنطقة ارتدت من القائم الأيسر وضربت بظهر الحارس عبد الله الفاخوري (25 عاماً)، الذي أمسك بها قبل وصول المهاجمين، فيما اعتمد الوحدات على الهجمات المرتدة السريعة في الوصول إلى مرمى الحسين فسدّد مهند سمرين (23 عاماً) فوق العارضة بقليل، ورد عليه رجائي عايد (32 عاماً) بالطريقة ذاتها فوق مرمى الوحدات (12).
وأجرى المدرب التونسي للوحدات، قيس اليعقوبي (59 عاماً)، تبديلاً اضطرارياً بإشراك مصطفى كزعر مكان دانيال عفانة، الذي تعرض للإصابة في الدقيقة الـ 20، فيما سدد المهاجم الألباني لويس كاكوري كرة من داخل المنطقة ارتدت من أحد مدافعي الوحدات وتحولت إلى ركنية، لكن ضغط الحسين إربد أثمر عن هدف، عندما قطع يوسف أبو جلبوش كرة مررها الحارس عبد الله الفاخوري بخطأ فادح من لاعب وسط الوحدات، عامر جاموس، فانفرد به وسددها أرضية في الزاوية اليسرى في الدقيقة 39.
وظهرت خطورة الوحدات مع بداية الشوط الثاني، عندما سدد الفلسطيني وجدي نبهان ركلة حرة مباشرة مرت بجوار القائم الأيسر، وأطاح الموريتاني أمادو نياس تمريرة فراس شلباية فوق المرمى، الأمر الذي دفع اليعقوبي إلى الاستعانة بثلاثة لاعبين دفعة واحدة، هم: صالح راتب واحمد الحراحشة وأحمد ثائر مكان مصطفى نبهان ومحمود شوكت ونياص.
وكاد مهند سمرين يدرك التعادل للوحدات برأسية مرت بجانب القائم الأيسر، فيما أنقذ الحارس يزيد أبو ليلى مرمى الحسين إربد من هدف التعادل بتصديه لتسديدة قوية لمحمد عبد المطلب وأبعدها إلى ركنية. وتعددت محاولات الفريقين في الوقت المتبقي مع ضغط للوحدات من دون جدوى ومحاولات الحسين إربد لتعزيز النتيجة من أبو جلبوش بالذات، الذي أهدر فرصتين خطيرتين من الهجمات المرتدة.
أبطال السوبر 2025/2026! #HSC64 #أنا_الملكي
تم النشر بواسطة نادي الحسين الرياضي - Al Hussein SC في الجمعة، ٢٥ يوليو ٢٠٢٥
## نواب أميركيون: الأوضاع في غزة مروعة وغير مقبولة
25 July 2025 09:37 PM UTC+00
دعا سبعة من أعضاء الكونغرس الأميركي، اليوم الجمعة، إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى ممارسة ضغوط على رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والعمل على إعادة الأسرى "بأسرع وقت ممكن". وجاء في بيان مشترك أصدره أعضاء في الكونغرس أن الأوضاع الإنسانية في غزة "مروعة وغير مقبولة"، مؤكدين أن الفوضى التي تشوب آلية إيصال المساعدات الأميركية والإسرائيلية إلى القطاع تسببت في "مقتل نحو 700 فلسطيني"، بحسب تعبيرهم.
وأشار البيان إلى أن أكثر من 100 منظمة غير حكومية، من بينها "أطباء بلا حدود"، و"إنقاذ الطفولة"، و"أوكسفام"، حذّرت من تفشي المجاعة في أنحاء القطاع. ونبّه إلى أن ثلاثة أرباع سكان غزة يعانون مستويات طارئة أو كارثية من الجوع، نتيجة الحصار المفروض على دخول المساعدات الإنسانية منذ نحو ثلاثة أشهر بقرار من حكومة نتنياهو.
وتزامن البيان مع عقد نتنياهو اجتماعاً أمنياً مصغراً الجمعة، لبحث "تداعيات تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار"، بحسب قناة "كان" العبرية. وأضافت القناة أنّ نتنياهو أجرى اتصالًا مع الرئيس الأميركي. إلى ذلك، أشار مصدر إسرائيلي آخر للقناة إلى أن الفجوات في المفاوضات "ليست كبيرة، والتوصل إلى اتفاق ما زال ممكناً في الأيام القليلة المقبلة".
وفي وقت سابق الجمعة، قال نتنياهو إن إسرائيل تدرس مع الولايات المتحدة "بدائل" لإعادة المحتجزين في قطاع غزة وإنهاء حكم حركة حماس، وذلك غداة قول ويتكوف أيضاً الخميس إن واشنطن "ستدرس الآن خيارات بديلة لإعادة الرهائن". ولم يكشف نتنياهو وويتكوف عن طبيعة البدائل التي تحدثا عنها، بينما تقول المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى إن "السبيل الوحيد لإعادة المحتجزين هو اتفاق مع حركة حماس".
ويأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه حماس مراراً استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة. وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيراً إسرائيلياً في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة العديد منهم، بحسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومنذ 6 يوليو/ تموز الجاري، تُجرى بالدوحة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة، لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة الإسرائيلية في غزة، بدعم أميركي، أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
(الأناضول)
## الحوثيون يعلنون استهداف مواقع إسرائيلية
25 July 2025 09:42 PM UTC+00
أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيون) الجمعة، تنفيذ عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية في بئر السبع وأم الرشراش وعسقلان والخضيرة، باستخدام صاروخ باليستي وثلاث مسيرات. وقال بيان للمتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع، إن الجماعة نفذت "عملية عسكرية نوعية على هدف حساس للعدو الصهيوني في منطقة بئر السبع المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع (فلسطين 2)، كما نفذ سلاح الجو المسيّر ثلاث عمليات عسكرية استهدفت ثلاثة أهداف حيوية للعدو الإسرائيلي في مناطق أم الرشراش وعسقلان والخضيرة جنوب حيفا المحتلة"، لافتاً إلى أن العمليات العسكرية "حققت أهدافها بنجاح".
وأضاف البيان أن الجماعة "تدرس مزيداً من الخيارات التصعيدية التي تساهم في وقف العدوان وحرب التجويع والإبادة الصهيونية في غزة"، وأن "العمليات العسكرية لن تتوقف إلا بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قال إنه رصد إطلاق صاروخ من اليمن، وإن صفارات الإنذار دوت في مناطق متفرقة نتيجة إطلاق صاروخ من اليمن، فيما أفاد الإعلام الإسرائيلي بأن صفارات الإنذار دوت جنوبي النقب والبحر الميت، وأن الصاروخ اليمني فرض على عشرات الآلاف من الإسرائيليين الدخول إلى الملاجئ. 
وتشنّ جماعة الحوثيين، منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، هجمات بالصواريخ الباليستية والطيران المسيّر والزوارق البحرية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، كما تستهدف مواقع إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة رداً على حرب الإبادة المستمرة في غزة.
مقتل 10 جنود يمنيين في مواجهات مع الحوثيين
على صعيد آخر، قال قائد محور علب واللواء 63 مشاة، اللواء ياسر مجلي، في تصريح للمركز الإعلامي للقوات المسلحة، إن وحدات الجيش اليمني رصدت تحركات للحوثيين كانت تستعد لتنفيذ هجوم مباغت على مواقع عسكرية في جبهة علب شمالي محافظة صعدة، شمالي اليمن، قبل أن تتصدى له وتشن هجوماً معاكساً أوقع خسائر كبيرة في صفوف الحوثيين وأجبرهم على التراجع. وأكد مجلي مقتل عشرة جنود من القوات الحكومية في العملية. 
وأضاف مجلي أن المواجهات أسفرت عن سقوط العشرات من عناصر الحوثيين بين قتيل وجريح، وتدمير ثلاث آليات عسكرية تابعة لهم، لافتاً إلى أن جثث عناصر جماعة الحوثي ما تزال متناثرة في وديان وشعاب المنطقة التي دارت فيها المعارك". إلى ذلك، دعا مصدر عسكري في وزارة الدفاع ورئاسة الأركان التابعتين للحكومة المعترف بها دولياً جميع المواطنين والمسافرين إلى "تجنب السير في الطرق الصحراوية الرابطة بين محافظتي الجوف ومأرب وحضرموت شمال شرقي البلاد، حرصاً على سلامتهم كونها مناطق عمليات عسكرية نشطة".
وأوضح المصدر، وفق موقع "سبتمبر نت" التابع لوزارة الدفاع، أن تلك المناطق تشهد انتشاراً لوحدات الجيش والأمن "في إطار مهام محاربة الإرهاب والتخريب وعمليات التهريب"، مشيراً إلى أن "أي تحركات مدنية في الخطوط الفرعية قد تعرّض أصحابها لخطر الاستهداف أو المساءلة القانونية".
## مراسل العربي الجديد: ناشطون يتظاهرون أمام منزل مدير "مؤسسة غزة الإنسانية" بفيرجينيا الأميركية ويتهمونه بالتورط في الإبادة
25 July 2025 09:54 PM UTC+00
## مراسل "العربي الجديد": مروحيتان لجيش الاحتلال تهبطان في مقر الفرقة 15 سابقاً بالسويداء وعلى متنهما "مساعدات" لم تُعرف طبيعتها
25 July 2025 10:20 PM UTC+00
## حرب الإبادة على غزة | الاحتلال يتلف مساعدات إغاثية وسط تفاقم التجويع
25 July 2025 10:23 PM UTC+00
فيما تتسع دائرة التجويع في قطاع غزة وتزداد حدة، بفعل الحصار والقصف الإسرائيلي، استنكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ما وصفه بـ"انتفاء الإنسانية والتعاطف" مع الفلسطينيين في القطاع الذي لا يعاني أزمة إنسانية فحسب، بل "أزمة أخلاقية تشكل تحدياً للضمير العالمي".
وفي السياق، دعت باريس ولندن وبرلين، في بيان مشترك، إلى إنهاء الكارثة الإنسانية التي نشهدها في غزة فوراً. وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك: "ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى رفع القيود المفروضة على تسليم المساعدات فوراً، والسماح بشكل عاجل للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بالقيام بعملها لمكافحة الجوع"، في حين حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الأزمة في قطاع غزة "بلغت مستويات من اليأس غير مسبوقة"، مضيفاً أن "حوالي شخص من أصل ثلاثة لا يأكل لأيام".
وبشأن محادثات وقف إطلاق النار، زعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن حركة حماس لا تريد اتفاقاً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، رغم تأكيد الحركة الخميس عند تسليم ردها على مقترح وقف إطلاق النار للوسطاء حرصها على استكمال المفاوضات، و"الانخراط فيها بما يساهم في تذليل العقبات والتوصّل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار". في المقابل، قال نتنياهو، في منشور عبر منصة "إكس"، إن إسرائيل تدرس مع الولايات المتحدة "بدائل" لإعادة المحتجزين في قطاع غزة وإنهاء حكم حركة حماس.
وفي بيان مشترك، قالت قطر ومصر إن تعليق المفاوضات لعقد المشاورات قبل استئناف الحوار مرة أخرى "يعد أمراً طبيعياً في سياق هذه المفاوضات المعقدة"، وأشارتا إلى إحراز "بعض التقدم" في جولة المفاوضات المكثفة الأخيرة التي استمرت لمدة ثلاثة أسابيع.
"العربي الجديد" يتابع تطورات حرب الإبادة على قطاع غزة أولاً بأول..
## اجتماع باريس... صمت سوري وتسريبات إسرائيلية
25 July 2025 11:00 PM UTC+00
أحيطت نتائج اللقاء شبه العلني الذي جرى في باريس ليل الخميس – الجمعة بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، برعاية المبعوث الأميركي إلى سورية توم برّاك، بكثير من الغموض، وان كان عنوانها العريض هو السعي للتوصل إلى تفاهمات أمنية بشأن جنوبي سورية وسط صمت رسمي سوري حول اجتماع باريس واكتفاء إسرائيل حتى مساء أمس الجمعة بتسريبات في وسائل إعلام عبرية.
وحاول "العربي الجديد" الحصول على تعليق من الخارجية السورية حول حقيقة هذه التسريبات، من دون الحصول على رد. ووفق موقع "أكسيوس" الأميركي، فإن الاجتماع استمر 4 ساعات، ويعد أرفع لقاء رسمي بين سورية وإسرائيل منذ أكثر من 25 عاماً، حين التقى وزير الخارجية السوري الأسبق فاروق الشرع مع نظيره الإسرائيلي إيهود باراك، في العام 2000 في الولايات المتحدة ضمن محادثات السلام بين الجانبين آنذاك. وكتب بّراك، في تغريدة على حسابه بمنصة إكس أول من أمس الخميس: "التقيت هذا المساء السوريين والإسرائيليين في باريس. كان هدفنا الحوار وتخفيف التوتر، وهذا بالضبط ما حققناه. جميع الأطراف جددت التزامها بمواصلة هذه الجهود".
الهدف من اجتماع باريس بين سورية وإسرائيل
وقال مسؤولون إسرائيليون لموقع "أكسيوس"، إن هدف اجتماع باريس هو التوصل إلى تفاهمات أمنية بشأن جنوب سورية "من أجل الحفاظ على وقف إطلاق النار بين الجانبين، ومنع حدوث أزمة مثل تلك التي حدثت الأسبوع الماضي". ونقلت القناة 12 تأكيد مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، لم تسمّهما، لقاء ديرمر والشيباني في باريس أول من أمس، وأن هدف الاجتماع، بحسب المسؤولين الإسرائيليين، كان التوصّل إلى تفاهمات أمنية تتعلق بجنوب سورية من أجل الحفاظ على وقف إطلاق النار بين الجانبين ومنع أزمة مماثلة لتلك التي وقعت الأسبوع الماضي، على الرغم من أن إطلاق النار كان من طرف واحد هو الاحتلال الإسرائيلي، منذ إسقاط نظام بشار الأسد. وبحسب مسؤول إسرائيلي كبير، يأمل المسؤولون في حكومة الاحتلال أن "تؤدي القمة في باريس، بالإضافة إلى قضية الترتيبات الأمنية على الحدود، إلى استعداد سوري أكبر للتقدّم في خطوات سياسية مع إسرائيل".
أحمد المسالمة: اجتماع باريس يشير إلى أن العلاقة بين دمشق وتل أبيب دخلت مرحلة التحكّم المنضبط بالتوتر
ولم تدل الأطراف المشاركة في الاجتماع بأية تعليقات حول نتائجه. وقال المحلل السياسي بسام السليمان، لـ"العربي الجديد"، إن اجتماع باريس ربما يكون ركز على التطورات في السويداء، لكن لا تتوفر معلومات حول فحواه. ورأى السليمان أن جوهر هذا الاجتماع يتصل بالترتيبات الأمنية المقترحة لتخفيف التوتر مع الجانب الإسرائيلي، أما الوضع في السويداء، فلا ينبغي أن تكون إسرائيل هي الطرف المفاوض بشأنه نيابة عن ممثلي المحافظة، حيث الموضوع سوري داخلي، وإقحام إسرائيل نفسها في هذه المسألة، هدفه استثمار ما جرى لتحقيق أهداف خاصة بها.
وكانت جرت اتصالات غير مباشرة بين الجانبين برعاية أطراف عدة، وفق ما صرح بذلك الرئيس السوري أحمد الشرع، فيما تحدثت مصادر إسرائيلية عن لقاءات مباشرة، كان آخرها الذي عقد في باكو خلال زيارة الشرع للعاصمة الآذرية في 12 الشهر الحالي، وجمعت مسؤولين سوريين وإسرائيليين، وفق مصادر إعلامية. حيث حدثت، وفق المصادر، خلافات بين الجانبين حول إعادة إحياء اتفاق فك الاشتباك لعام 1974 الذي رفضته إسرائيل، وطالبت بوجود عسكري إسرائيلي خارج حدود الجولان فترة انتقالية خمس سنوات، إضافة إلى "تطبيع دافئ" يشمل فتح سفارات وروابط تجارية، وهو ما رفضه الجانب السوري. وعلى ما قالت مصادر، لم تتأكّد موثوقيتها، طالب الجانب السوري، في الاجتماع، إسرائيل بأن تعطي الضوء الأخضر لدمشق لدمج السويداء بالكامل ضمن هياكل الدولة السورية، ويبدو أن الوفد السوري فهم أن إسرائيل وافقت على ذلك، وتحرّكت دمشق بناء على هذا الفهم مستغلة التوترات بين الدروز والبدو، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بقوله إن ما حدث في السويداء نتج من "سوء فهم خطير" بين الجانبين السوري والإسرائيلي.
العلاقة بين دمشق وتل أبيب دخلت مرحلة "التحكم"
ورأى الصحافي السوري المقيم في باريس أحمد المسالمة أن اجتماع باريس يشير إلى أن العلاقة بين دمشق وتل أبيب دخلت مرحلة "التحكّم المنضبط بالتوتر"، وقد تتحول إلى شبه تفاهم أمني مستقر إذا توفرت بعض الشروط. وأضاف المسالمة، لـ"العربي الجديد"، أن الوصول إلى ضبط للوضع يتطلب الاستمرار في اللقاءات غير المعلنة بين الجانبين، واحتواء أحداث السويداء عبر تفاهمات داخلية تحفظ للمنطقة خصوصيتها، ووجود دعم أميركي لمعادلة الاستقرار. ورأى المسالمة أن اجتماع باريس يمثل "تحولاً استراتيجياً في طريقة إدارة دمشق لعلاقاتها الإقليمية، وتحديداً في الجنوب السوري، الذي بات مقياساً لمدى قدرة الدولة على إعادة تموضعها داخلياً وخارجياً"، معتبراً أن ذلك قد يقود إلى "ولادة نموذج تهدئة مستقر في الجنوب السوري، ويعيد سورية إلى موقع الفاعل السياسي في المنطقة، ولكن هذه المرة من بوابة الدبلوماسية الواقعية لا الشعاراتية"، وفق تعبيره. وأضاف أن "أحداث السويداء الأخيرة جعلت منطقة الجنوب السوري نقطة حساسة في ميزان الاستقرار السوري".
رشيد حوراني: المفاوضات تهدف في الدرجة الأولى لوضع حد للتدخلات والتوغلات البرية الإسرائيلية
من جانبه، قال الباحث في مركز جسور للدراسات رشيد حوراني، لإن المحادثات السورية الإسرائيلية انطلقت بتمهيد من تصريحات للشرع بأن سورية لن تكون دولة معتدية على أي من جيرانها، وتطورت برعاية أميركية، قبل أن تصل إلى التهديد بانهيارها بعد الاستهداف الإسرائيلي لمبنى هيئة الأركان السورية في دمشق، عندما وصف الشرع بعد القصف اسرائيل بـ"الكيان"، ولمح باستخدام القوة ضدها بقوله: "القوة العظيمة ليس بالضرورة أن تحقق النصر في كل مرة".
وأضاف حوراني، في حديثه مع "العربي الجديد"، أن المفاوضات في الدرجة الأولى تهدف إلى وضع حد للتدخلات والتوغلات البرية التي بدأتها إسرائيل منذ العام 2023 عبر مشروع "سوفا 53" ضمن الأراضي السورية، منتهكة اتفاق 1974، وكانت تلك التقدمات جزء من صفقة تعمل على رعايتها آنذاك روسيا بهدف إعادة تأهيل نظام بشار الأسد. كما تهدف إلى وضع حد للتدخلات الإسرائيلية بزعم حماية الأقليات، ولقيت آذاناً صاغية لخططها من بعض الفئات في تلك المكونات. وتوقع حوراني أن تصل الحكومة السورية والكيان الإسرائيلي إلى "توافق مرحلي، وهو ما تسعى إليه الحكومة السورية، يضمن مصالح الطرفين وأمنهما، ووفق أطر القانون الدولي"، معتبراً أن العدوان الإسرائيلي على (مبنى) الأركان ما كان بهذا التصعيد العالي لو أن تنازلات قد قدمت من سورية للكيان في اجتماع باكو، مشيراً إلى أن نقل مكان الاجتماع من باكو إلى باريس، جاء بسبب ثقل باريس في السياسة الدولية. وبشأن طلبات إسرائيل بعد انتشار الجيش السوري جنوبي دمشق، وعدم نشر أسلحة ثقيلة في هذه المنطقة، استبعد حوراني موافقة دمشق على مثل هذه المطالب، مؤكداً تمسكها باتفاق فك الاشتباك لعام 1974 باعتباره اتفاقا دوليا تدعمه الولايات المتحدة أيضاً.
وتطالب إسرائيل، وفق تصريحات العديد من مسؤوليها، باتفاق جديد بدلاً عن اتفاق 1974 يتضمن توسيع المنطقة العازلة إلى عشرات الكيلومترات جنوبي دمشق، بينما هي اليوم بحدود 235 كلم تمتد بطول 80 كلم من الشمال إلى الجنوب، وبعمق يتراوح بين 500 متر و10 كلم. واحتلت إسرائيل بالفعل خلال الشهور الماضية المنطقة العازلة نفسها التي من المفترض أن تكون منزوعة السلاح وتحت سيطرة القوات الدولية (أندوف)، كما سيطرت على مناطق واسعة خارج المنطقة العازلة، وفي عمق الأراضي السورية.
## أفغانستان: اعتقال "شيخ طالبان" يثير استياءً داخلها
25 July 2025 11:06 PM UTC+00
أثار اعتقال الاستخبارات في أفغانستان للشيخ عبد السميع غزنوي، أحد أبرز شيوخ وعلماء البلاد، والذي يُعرف بـ"شيخ طالبان"، استياء وانزعاجا شديدين في أوساط قيادات وأنصار الحركة ومواطنين أفغان. وقالت مصادر مطلعة داخل استخبارات الحركة في كابول، لـ"العربي الجديد"، إن فريقا من قندهار اعتقل الشيخ غزنوي الأسبوع الماضي بعد أيام من رفض الشرطة والاستخبارات تنفيذ أمر باعتقاله صدر عن زعيم الحركة الملا هيبت الله أخوند زاده.
وقال قيادي في الحركة، فضل عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، إن فريق الاستخبارات الذي جاء من قندهار لاعتقال الشيخ عبد السميع غزنوي سلمه إلى المحكمة العسكرية، التي قضت بسجنه 45 يوما للتحقيق. وساهم الشيخ عبد السميع غزنوي في "الجهاد الأفغاني ضد الروس"، وكان في صفّ حركة طالبان منذ اليوم الأول، وقد تتلمذ على يديه عدد كبير من القادة، إلى جانب كونه عالما بـ"علوم عصرية، ولديه إطلاع كبير على القوانين الدولية، إلى جانب كونه عالما بالشريعة الإسلامية". ولم يقبل الرجل أي منصب، واختار أن يؤسس مدرسة يدرس فيها العلماء ويقيم فيها دورات تدريبية للقضاة والأئمة والمسؤولين.
ويقول قاري حزب الله، الذي يشغل منصبا مهما في وزارة الداخلية الأفغانية، لـ"العربي الجديد": "لم أر في حياتي رجلا يفهم في الدين وفي أمور الدنيا أكثر منه، مع كونه زاهدا لا يطمع في شيء. لقد ضحى بالغالي والنفيس في مواجهة القوات الأجنبية. رغم تقدمه في السن كان يبذل كل جهده من أجل إخراج القوات الدولية من بلادنا، ولما حصل ذلك رفض أن يتقلّد أي منصب"، مضيفا أن "اعتقاله ليس فقط أمرا خطيرا؛ بل ظلم. أنا لا أستطيع أن أتصور اعتقال الشيخ".
ولم يعرف حتى الآن سبب اعتقال الشيخ عبد السميع غزنوي. وبالاستماع إلى بعض دروسه وكلماته، توجد ثلاث قضايا رئيسية كان يتحدث بشأنها دائما ويثيرها أيضا في اجتماعات القادة، تمحورت حول ضرورة أهمية انتقاد الحاكم أو الأمير عند الخطأ، محذرا من الطاعة المطلقة. كما كان ينتقد بشدة زعيم الحركة، خاصة في قضايا تعليم النساء والفتيات، وكان يقول إن زعيم طالبان "مقصرٌ ولا يستطيع أن يوفر البيئة اللازمة لتعليم الفتيات". كذلك، كان ينتقد الحكومة وقيادة طالبان بشأن التعامل مع الإثنيات الأخرى، وإقالة كثير من أصحاب الخبرة من أساتذة الجامعات والأطباء، و"هو ما دفع الأفغانيين إلى الهروب من البلاد بسبب هذه السياسة"، بحسب قوله.
24 July 2025 08:27 PM UTC+00
وقعت بريطانيا والهند، الخميس، اتفاقا للتجارة الحرة يقضي بإلغاء الرسوم الجمركية عن عدد كبير من المنتجات، بينها السيارات والمشروبات الكحولية، في خطوة تمثل أكبر صفقة تجارية للمملكة المتحدة منذ "بريكست"، وأول اتفاق تجاري كبير للهند منذ أكثر من عقد. وجرى التوقيع خلال حفل رسمي قرب العاصمة لندن، بحضور رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ونظيره الهندي ناريندرا مودي، ووزيري التجارة في البلدين، جوناثان رينولدز وبيويش غويال.
ووصف ستارمر الاتفاق بأنه "تاريخي"، قائلا: "الاتفاق بات موقعا وجاهزا للتنفيذ وسيجلب فوائد ضخمة للبلدين، من خلال خفض الأسعار وتحسين مستويات المعيشة". فيما أكد مودي أن الاتفاق "يمهد لشراكة اقتصادية مزدهرة طويلة الأمد". ويشمل الاتفاق، بحسب "بلومبيرغ"، خفض الرسوم على أكثر من 90% من خطوط التعرفة على الواردات البريطانية إلى الهند، وعلى نحو 99% من المنتجات الهندية المتجهة إلى بريطانيا، بما في ذلك المجوهرات والمنسوجات والمنتجات الزراعية.
وستنخفض رسوم السيارات من 110% إلى 10% على مدى عشر سنوات، بينما ستخفض ضرائب المشروبات الكحولية تدريجيا من 150% إلى 40%. وقال رئيس شركة "فيدنتا" الهندية، أنيل أغاروال: "الاتفاق سيوفر وظائف وفرصا لرواد الأعمال في كلا البلدين". وفي قطاع المجوهرات، توقع رئيس مجلس صادرات الأحجار الكريمة والمجوهرات في الهند، كيريت بهنسالي، أن ترتفع صادرات الهند إلى بريطانيا من 941 مليون دولار حاليا إلى 2.5 مليار دولار خلال سنوات قليلة. ويعد قطاع السيارات والمشروبات الكحولية من أبرز المستفيدين من الاتفاق.
وستستفيد شركات مثل "جاغوار لاند روفر" البريطانية من إزالة الحواجز أمام تصدير سياراتها، بينما تحصل شركات المشروبات البريطانية مثل "دياغيو" على دخول أوسع إلى السوق الهندية. في المقابل، ستتمكن شركات هندية في قطاعات الأدوية والزراعة والسلع الهندسية من ترسيخ حضورها في السوق البريطانية، مستفيدة من الرسوم الجمركية المنخفضة والتيسيرات الجديدة في خدمات النقل والخدمات المالية. وبلغ حجم التجارة الثنائية بين بريطانيا والهند 21.9 مليار دولار في 2024، ومن المتوقع أن تزداد بمقدار 25.5 مليار جنيه إسترليني (33.3 مليار دولار) سنويا على المدى الطويل.
## ماكرون: فرنسا ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر
24 July 2025 08:31 PM UTC+00
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر/ أيلول المقبل. وقال ماكرون عبر منصتي "إكس" و"إنستغرام"، اليوم الخميس: "وفاءً بالتزامها التاريخي بسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررتُ أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين. سأُعلن ذلك رسمياً خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل".
Fidèle à son engagement historique pour une paix juste et durable au Proche-Orient, j'ai décidé que la France reconnaîtra l'État de Palestine.
J'en ferai l'annonce solennelle à l'Assemblée générale des Nations unies, au mois de septembre prochain.… pic.twitter.com/7yQLkqoFWC
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) July 24, 2025
وأرفق ماكرون منشوره برسالة وجهها إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يبلغه فيها اعتزام بلاده الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل. وأكد الرئيس الفرنسي "الحاجة الملحة اليوم لإنهاء الحرب في غزة وإنقاذ المدنيين". وأضاف "علينا في نهاية المطاف بناء دولة فلسطين، وضمان قابليتها للبقاء والسماح لها، بموافقتها على أن تكون منزوعة السلاح، واعترافها الكامل بإسرائيل، بأن تساهم في أمن الجميع بالأوسط". وقال ماكرون في رسالته، إن فرنسا باتخاذها خطوة الاعتراف تنوي "تقديم مساهمة حاسمة من أجل السلام في الشرق الأوسط"، و"ستجمع كل شركائها الدوليين الراغبين في المشاركة".
وكان ماكرون قد ألمح في إبريل/ نيسان الماضي، إلى أن باريس قد تعترف بدولة فلسطين "في يونيو/ حزيران" بمناسبة مؤتمر عن فلسطين يُعقد في نيويورك، وتتقاسم رئاسته مع السعودية، إلا أنه أرجئ في اللحظة الأخيرة بسبب اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران. وسيُعقد اجتماع وزاري في نيويورك يومي 28 و29 يوليو/ تموز الحالي، حول الموضوع نفسه.
وفي يونيو/حزيران من العام الماضي، اعتبر ماكرون أن الوقت "ليس مناسباً" للاعتراف بدولة فلسطين. وقال وقتها: "لا نعترف بدولة ما على أساس السخط، بل نفعل ذلك في إطار عملية"، وأكد أن "الاعتراف بفلسطين ليس من المحظورات" في فرنسا. وأضاف أن "الوقت غير مناسب للاعتراف بدولة فلسطين، ولكن ستأتي اللحظة، وستفعل فرنسا ذلك، لكن يجب أن يحصل ذلك ضمن عملية". وأوضح الرئيس الفرنسي أن "على فلسطين أولاً تنفيذ بعض الإصلاحات"، دون ذكر ماهيتها.
وفي 19 مايو/ أيار الماضي، فتحت المملكة المتحدة وكندا وفرنسا الطريق أمام إمكان الاعتراف بفلسطين في بيان مشترك أدان "الأفعال المشينة" التي ارتكبتها حكومة بنيامين نتنياهو في قطاع غزة المحاصر الذي يتعرض سكانه للتجويع. وتعارض الولايات المتحدة وإسرائيل بشدة هذا المقترح. وفي مايو 2024، أعلنت أيرلندا وإسبانيا والنرويج الاعتراف بدولة فلسطين، وانضمت إليها سلوفينيا بعد شهر.
وباعتراف فرنسا بدولة فلسطين ستصبح أول دولة من مجموعة الدول السبع الكبرى تفعل ذلك، ما قد تكون له انعكاسات سياسية كبيرة. وقبل ذلك، اعترفت ثمانية بلدان أعضاء في الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطين، وهي بلغاريا وبولندا وتشيكيا ورومانيا وسلوفاكيا والمجر وإدارة جنوب قبرص الرومية والسويد. وتعترف 149 دولة بفلسطين من أصل 193 دولة عضوة بالأمم المتحدة.
## وزير الأمن الإسرائيلي كاتس: إعلان ماكرون عزمه الاعتراف بدولة فلسطينية عار واستسلام للإرهاب
24 July 2025 08:39 PM UTC+00
## وزير الأمن الإسرائيلي كاتس: لن نسمح بإنشاء كيان فلسطيني من شأنه أن "يضر بأمننا ويعرض وجودنا للخطر"
24 July 2025 08:40 PM UTC+00
## وحشية الاحتلال ضد أسرى غزة: إجبار على شرب الخمر ودفعٌ للانتحار
24 July 2025 08:41 PM UTC+00
نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، اليوم الخميس، شهادات جديدة لمجموعة من معتقلي قطاع غزة الذين جرت زيارتهم خلال شهر تموز/ يوليو 2025، عكست مجددًا مستوى الجرائم غير المسبوقة التي تعرّضوا لها خلال اعتقالهم والتحقيق معهم، بالإضافة إلى ظروف احتجازهم الحالية، وما يواجهونه من جرائم طبية، وتجويع ممنهج، وحرمان وسلب مستمر داخل المعتقلات والمعسكرات، فيما حاول أحد الأسرى الانتحار بسبب التعذيب، وآخر أجبر على شرب الخمر.
وبحسب بيان صادر عن هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، فقد حصلت الطواقم القانونية على هذه الشهادات المقتضبة خلال زيارات إلى معتقلات: النقب، عوفر، سديه تيمان، المسكوبية. وأكدت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير أن هذه الشهادات المستمرة تمثّل جزءًا من مئات الإفادات التي وثّقها معتقلو غزة، ممن تعرّضوا لجرائم تعذيب وتنكيل وإذلال، بما في ذلك الاعتداءات الجنسية، ما أسفر عن استشهاد العشرات، بينما لا يزال عدد آخر منهم رهن الإخفاء القسري.
ووفق الهيئة والنادي، فإن إحدى الشهادات تضمنت قيام السجّانين بسكب الماء الساخن على جسد أحد المعتقلين، وأخرى تحدثت عن إجبار معتقلين على خلع ملابسهم والاعتداء عليهم بالضرب المبرّح. كما أفاد معتقل بتعرضه للإجبار على شرب الخمر، وآخر تعرّض لتعذيب نفسي دفعه لمحاولة الانتحار بعد أن أبلغه المحقق باستشهاد أفراد عائلته، ليتبيّن خلال زيارته أن عائلته بخير. كما تعرّض معتقل آخر لهجوم من كلب بوليسي تسبب بإصابته.
وقال المعتقل (م.ي): "اعتُقلت في فبراير 2024، وتعرّضت لتحقيق ميداني، ثم نُقلت إلى معسكر سديه تيمان لمدة 25 يومًا، ثم إلى معسكر قرب القدس، ولاحقًا إلى سجن "عوفر"، ثم إلى سجن "النقب"، وطوال هذه الفترة تعرّضت لجميع صنوف التعذيب، وحتى عند نقلي إلى سجن "النقب"، سُكب الماء الساخن على جسدي. أنا حاليًّا محتجز في قسم الخيام داخل سجن النقب، حيث يُحتجز 27 معتقلًا في كل خيمة في ظروف غاية في القسوة".
وأضاف في هذا السياق: "نعاني من اعتداءات مستمرة، وتجويع وإذلال يومي. الطعام غير صالح للأكل، فنضطر إلى الصوم وجمعه في وجبة واحدة مساءً. كما نُحرم من العلاج، حتى من مرض الجرب الذي أصيب به المعتقلون وتفاقم بسبب انعدام النظافة وعدم توفّر سبل الوقاية والعلاج". ولفت إلى أنه في غلاف غزة "ضُربت بأداة حادة، واحتاج جرحي إلى غرز معدنية بقيت في رأسي 119 يومًا، ما تسبب بالتهاب في فروة الرأس. وفي المعسكر قرب القدس، عُريت بالكامل وأُجبرت على شرب الخمر".
في حين، أفاد المعتقل (ح.ن): "اعتُقلت في ديسمبر 2024، عبر حاجز الإدارة المدنية، وتعرّضت للضرب المبرّح، وجرى تجريدي من ملابسي. أخبرني المحقق بأن جيش الاحتلال قتل جميع أفراد عائلتي، مما سبب لي أزمة نفسية حادة دفعتني لمحاولة الانتحار داخل الزنزانة، لولا تدخل زملائي. خلال زيارتي، أخبرني المحامي أن عائلتي بخير، فانهرت بالبكاء ولم أصدق ما سمعته".
من جانبه، قال المعتقل (ه.د): "اعتُقلت في أكتوبر 2024، عبر حاجز الإدارة المدنية، وتعرّضت لتحقيق ميداني، ثم احتُجزت في البركسات في غلاف غزة لمدة 110 أيام، قبل نقلي إلى سجن "النقب". لا نزال نعيش ظروفًا قاسية للغاية، ونتعرض يوميًّا للتفتيش، والاعتداء، والإذلال. يُجبرونا على الجلوس على الركبتين وأيدينا إلى الخلف خلال ما يسمى "بالعدد- الفحص الأمني". الأمراض منتشرة، والخوف والرعب لا يفارقاننا، إلى جانب حرماننا من العلاج وتجويعنا المتعمّد".
وفي شهادة تعذيب مماثلة أوضح المعتقل (أ.و): "اعتُقلت في فبراير 2024، من مدرسة في خانيونس، حيث اعتقل جيش الاحتلال أكثر من 100 مواطن. نُقلت إلى البركسات لمدة 23 يومًا، ثم إلى معتقل قرب القدس، ثم إلى سجن "عوفر"، ولاحقًا إلى سجن "النقب". خلال عملية نقلي من "عوفر" إلى "النقب"، ضُربت بالقيود على رأسي، ما أدى إلى ضعف حاد في نظري بالعين اليسرى، وصداع دائم، وفقدان للتوازن. كما أُصبت بمرض الجرب، وعاد إليّ بعد شفائي بسبب الظروف غير الصحية".
بدوره، أفاد المعتقل (خ.ي) بالقول: "اعتُقلت ديسمبر 2023، من مدرسة في حي الشجاعية بعد النزوح. نُقلت إلى البركسات في غلاف غزة، ثم إلى سجن "النقب". خلال الاعتقال، تعرّضت للضرب المبرّح ما تسبب بكسر في مفصل ساقي اليمنى، ولم أتلقّ أي علاج رغم الأوجاع الشديدة، حتى المسكنات لم تُعطَ لي. أعاني من صعوبة بالمشي وألم دائم".
تعتبر شهادات معتقلي غزة من الشهادات الأشد قسوة
وقال المعتقل (ه.ر): "اعتُقلت في أكتوبر 2024، من رفح، وتعرّضت للتحقيق الميداني، ثم جُردت من ملابسي. هاجمني كلب بوليسي ونهش قدمي. نُقلت لاحقًا إلى غلاف غزة، حيث تعرضت لتحقيق "الديسكو" وتحقيقات أخرى من قبل المخابرات، ثم إلى معسكر عوفر، ثم إلى زنازين "المسكوبية"، حيث جرى عزلي انفراديًّا لمدة أربعة أشهر، وتعرضت لتحقيقات عسكرية في "عسقلان". قبل أسبوع فقط، تعرّضت للضرب الوحشي بالهراوات".
ومنذ بدء حرب الإبادة، لم تتمكن المؤسسات الحقوقية من الحصول على رقم دقيق لعدد من جرى اعتقالهم في غزة نتيجة لجريمة الإخفاء القسري، إلا أن العدد يُقدّر بالآلاف. وتعتبر شهادات معتقلي غزة من الشهادات الأشد قسوة، نظرًا لحجم الجرائم المرتكبة بحقهم. وأقام الاحتلال معسكرات جديدة خاصة لاحتجاز معتقلي غزة، أبرزها: سديه تيمان، عناتوت، معسكر عوفر، نفتالي، وقسم ركيفت تحت سجن الرملة.                   
## نتنياهو: ندين بشدة قرار ماكرون الاعتراف بدولة فلسطينية
24 July 2025 08:49 PM UTC+00
## حماس: نرحّب بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتزام بلاده الاعتراف بدولة فلسطين
24 July 2025 08:52 PM UTC+00
## حماس: إعلان ماكرون خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح نحو إنصاف شعبنا الفلسطيني المظلوم ودعمًا لحقه في إقامة دولته الفلسطينية
24 July 2025 08:53 PM UTC+00
## حماس: نعتبر الموقف الفرنسي تطورا سياسيا يعكس تنامي القناعة الدولية بعدالة القضية الفلسطينية وفشل الاحتلال في تزييف الحقائق
24 July 2025 08:54 PM UTC+00
## حماس: ندعو جميع دول العالم التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى أن تحذو حذو فرنسا
24 July 2025 08:54 PM UTC+00
## تحالف أسطول الحرية: فقدان الاتصال بالسفينة حنظلة المتجهة إلى غزة
24 July 2025 08:55 PM UTC+00
أعلن تحالف أسطول الحرية، في منشور عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت متأخر من مساء الخميس، فقدان الاتصال بالسفينة حنظلة خلال توجهها لكسر الحصار عن غزة. وقال التحالف إن هناك عدداً من الطائرات المسيّرة بالقرب من السفينة، ما يعني أنه "ربما جرى اعتراضها أو مهاجمتها". ودعا التحالف في منشوره إلى الضغط من أجل سلامة طاقم السفينة.
BREAKING: ALL communications with #Handala's crew have been JAMMED. We are losing contact with our crew, and there are multiple drones near the vessel.
Keep your eyes on the #FreedomFlotilla tracker. Tag & message your governments & elected officials! https://t.co/wQGY0ipHjR pic.twitter.com/cBpxgI97RT
— Freedom Flotilla Coalition (@GazaFFlotilla) July 24, 2025
وكانت السفينة حنظلة قد انطلقت الأحد من سواحل إيطاليا إلى قطاع غزة، في رحلة تهدف إلى إيصال المساعدات الإنسانية، وكسر الحصار عن القطاع الذي يتعرض لإبادة جماعية تشنّها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وجاء إطلاق اسم حنظلة على السفينة، بحسب أسطول الحرية، لما تجسده الشخصية الكاريكاتورية للفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي من رمزية للفلسطيني المضطهد والمتحدي، مشيراً إلى أن السفينة "ستحمل معها روح حنظلة وروح كل طفل في غزة محروم من العيش بأمان، وبكرامة وبسعادة".
وأضاف الأسطول أن سفينة حنظلة أبحرت خلال 2023 و2024 إلى موانئ عدّة في شمال أوروبا والمملكة المتحدة من أجل كسر التعتيم الإعلامي، والتفاعل مع الجمهور، وبناء التضامن من خلال الملتقيات الصحافية، والعروض الفنية، والتأطير السياسي في كل الموانئ التي زارتها. وبحسب الأسطول، تحمل السفينة على متنها 19 مدافعاً دولياً عن حقوق الإنسان، وصحافيين اثنين، من الأجانب والعرب، الذين يحمل بعضهم جنسيات مزدوجة. وقالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة على إكس الأحد: "حنظلة محاولة لضرب جدار الصمت. أعلوا أصواتكم. اضغطوا بكل شكل. لتكون انتفاضة عالمية حتى وقف الإبادة والتجويع والحصار".
وكانت العضوة المؤسّسة لحركة التضامن العالمية الفلسطينية الأميركية هويدا عرّاف قد قالت، في حديث مع "العربي الجديد" أمس الأربعاء: "نحن مستعدون لتعريض أجسادنا للخطر لنقف مع غزة ومن أجلها ولكي نكسر الحصار، ونقول بأفعالنا: حياتكم لها قيمة.. رحلتنا فعل تضامن إنساني ونداء إلى العالم: لا تدَعوا طفلاً آخر يُقتل بصمت". أمّا رسالتهم الثانية، فهي إلى حكوماتهم: "أنتم تفشلون قانونياً، وأخلاقياً، وتاريخياً. تدّعون أنكم تمثّلون القيم الديمقراطية لكنكم تبرّرون وتعزّزون العقاب الجماعي لشعبٍ بأكمله. إن تقاعسكم وتواطؤكم يشكّلان جزءاً من هذه الإبادة الجماعية، وجزءاً من مشروع الاستعمار الإسرائيلي المستمر منذ عقود لأرض وحياة الشعب الفلسطيني"، ويؤكدون: "نحن هنا لنقول: لن نسمح للتاريخ بأن ينسى ما فعلتموه. وفي الوقت نفسه، نستمر في مطالبتكم بفعل ما هو صائب: فرض عقوبات حقيقية على إسرائيل، وتطبيق القانون الدولي، والمساعدة في إنهاء هذا الحصار. وحتى تتحركوا، سنتحرك أولاً".
## فرانس برس: رئيس الوزراء الإسباني يرحّب بإعلان فرنسا أنها ستعترف بدولة فلسطين
24 July 2025 09:15 PM UTC+00
## عقبات تواجه صناع السينما للتصوير في الأماكن السياحية والأثرية بمصر
24 July 2025 09:22 PM UTC+00
أعلن القائمون على الدورة الثالثة من مهرجان الغردقة لسينما الشباب في مصر، يوم الخميس، استحداث مسابقة جديدة تنضم إلى المسابقات الرسمية المعتمدة للأفلام الطويلة، والقصيرة، وأفلام الطلبة، وهي مسابقة "الفيلم السياحي". وتهدف هذه المسابقة إلى دعم وتشجيع السياحة من خلال الفن السابع، حيث تُمنح الجائزة للفيلم الذي ينجح في الترويج السياحي لبلاده، سواء عبر المعالجة الدرامية أو من خلال الصورة البصرية.
واختير الخبير السياحي عاطف عبد اللطيف لرئاسة لجنة تحكيم المسابقة، التي ستضم نخبة من السينمائيين من مختلف الدول العربية والأجنبية. ويؤمن عبد اللطيف بأهمية هذه المسابقة في تعزيز الترويج السياحي من خلال السينما، لافتًا إلى أن العديد من الدول استفادت من الأعمال السينمائية باعتبارها وسيلة فعالة لجذب الزوار وتحقيق طفرات في قطاع السياحة. وأكد أن مصر "تمتلك مقومات سياحية وأثرية فريدة تؤهلها لتكون من أبرز الوجهات على مستوى العالم"، مشددًا على أن السينما لغة عالمية قادرة على إيصال الرسائل بشكل مؤثر، سواء كانت مباشرة أو ضمنية.
من جهته، أكد رئيس مهرجان الغردقة، السيناريست محمد الباسوسي، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، أن إدراج مسابقة "الفيلم السياحي" ضمن أقسام المهرجان كان خطوة ضرورية، إذ يرى أن السينما من أهم أدوات الترويج للسياحة المصرية، مشيرًا إلى نجاح دول مثل تركيا في استخدام الفن السابع لهذا الغرض. وأوضح أن المسابقة ستكون مفتوحة أمام الأفلام من مختلف الجنسيات، سواء أكانت قصيرة أو طويلة، طالما أن هدفها الأساسي يتمحور حول الترويج السياحي، مضيفاً أن المهرجان نفسه، بانعقاده في مدينة الغردقة، يشكل في حد ذاته نوعاً من "سياحة المهرجانات".
من جانبها، أكدت الناقدة السينمائية خيرية البشلاوي، لـ"العربي الجديد"، أن "السينما كانت ولا تزال ركيزة أساسية للترويج للسياحة"، مشيرة إلى أن "مصر استفادت قديماً من تصوير الأعمال في مواقعها الأثرية الخلابة، كما في فيلم "غرام في الكرنك" (1967) الذي أخرجه علي رضا، والذي صوّر بحرية كاملة في المعابد والمواقع السياحية".
لكن البشلاوي تأسفت للوضع الحالي، حيث يُطلب من السينمائيين دفع رسوم مالية مرتفعة لتصوير أعمالهم في الأماكن الأثرية، مما يدفعهم لتجنب هذه المواقع، وبالتالي الابتعاد عن إنتاج أفلام تروج للسياحة. ودعت إلى تكاتف الجهود بين السينمائيين ووزارتي السياحة والآثار، لتقديم أعمال درامية تروّج للسياحة المصرية بصورة جذابة، مع فتح المجال لتصوير الأفلام الأجنبية في مصر دون فرض رسوم باهظة، أسوة بما كان معمولاً به في السابق.
وفي السياق ذاته، أبدى المنتج طارق الجنايني، في تصريحات له، اعتراضه على ارتفاع تكلفة التصوير في الأماكن السياحية، مستشهداً بتجربة شخصية أثناء تصويره في متحف مصري، حيث طُلب منه دفع رسوم إضافية فقط من أجل تنظيف أحد الأسقف قبل التصوير، مشدداً على ضرورة إزالة مثل هذه العقبات حتى يمكن استخدام هذه المواقع بفعالية للترويج السياحي عبر الأعمال الفنية.
كما أشار محمد عبد الله البيطار، أحد مديري شركات السياحة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن تصوير الأماكن السياحية في الأفلام والمسلسلات يساهم بشكل كبير في تنشيط حركة السياحة، مؤكداً أن بعض المسلسلات التي صورت في مناطق مثل شرم الشيخ، وخليج نعمة، وسيوة، ساهمت في زيادة الإقبال على هذه الوجهات. وطالب بإلغاء الرسوم المفروضة على المنتجين أو على الأقل تخفيضها بشكل كبير لتسهيل التصوير.
يُذكر أن محافظ القاهرة الأسبق، اللواء خالد عبد العال، كان قد أصدر قبل أربع سنوات قرارًا يقضي بفرض رسوم قدرها 100 ألف جنيه مصري (أي حوالي 2038 دولاراً أميركياً) مقابل يوم تصوير واحد للإعلانات أو الأفلام في شوارع القاهرة، ما أثار غضباً واسعاً داخل الوسط السينمائي حينها، ودفع نقيب الممثلين أشرف زكي للتدخل لتعديل القرار.
ويُعقد مهرجان الغردقة لسينما الشباب هذا العام في مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، في الفترة من 25 إلى 30 سبتمبر/أيلول 2025، وتنظمه مؤسسة فنون للثقافة والإعلام، تحت رعاية وزارات الثقافة، والشباب والرياضة، ومحافظة البحر الأحمر، وهيئة تنشيط السياحة، ونقابة المهن السينمائية، والاتحاد العام للفنانين العرب.
## حماس: تعاملنا منذ بداية المسار التفاوضي بكلّ مسؤولية ومرونة في مختلف الملفات وحرصنا على التوصل إلى اتفاق يوقف العدوان على غزة
24 July 2025 09:26 PM UTC+00
## حماس: نستغرب تصريحات المبعوث الأميركي ويتكوف السلبية تجاه موقف الحركة في وقتٍ عبّر فيه الوسطاء عن ترحيبهم بموقفها البنّاء
24 July 2025 09:27 PM UTC+00
## حماس:قدمنا ردنا بعد مشاورات موسعة مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء ودول صديقة وتعاطينا بإيجابية مع جميع الملاحظات التي تلقيناها
24 July 2025 09:29 PM UTC+00
## حماس: نؤكّد حرصنا على استكمال المفاوضات والانخراط فيها بما يساهم في تذليل العقبات والتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار
24 July 2025 09:30 PM UTC+00
## حرب الإبادة على غزة | شهداء في قصف على سوق اليرموك وسط تفاقم المجاعة
24 July 2025 10:09 PM UTC+00
يتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة، مع تسجيل حالات وفاة جديدة جراء الجوع وسوء التغذية، في ظل استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية. وأكدت وزارة الصحة في غزة وفاة حالتين إضافيتين خلال الـ24 ساعة الماضية، بسبب المجاعة، ما يرفع عدد الضحايا إلى 113 حالة وفاة منذ بداية الحرب، بينما أكدت وكالة "أونروا" أن السكان في غزة يُجبرون على المجاعة رغم أن آلاف الشاحنات المحمّلة بالغذاء والأدوية تنتظر إدخالها عند المعابر، مشددة على ضرورة رفع الحصار والسماح بإدخال المساعدات على نطاق واسع.
في السياق السياسي، ومع إعلان حركة حماس أنها سلّمت، باسم فصائل المقاومة، ردّها على المقترح المتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تأكيدات من مصادر في "الجبهة الشعبية" بأن الرد "لاقى استحسان الوسطاء"، وفق ما أبلغت به قيادة حماس باقي الفصائل، جاءت ردة فعل إسرائيل والولايات المتحدة سلبية، إذ قررتا سحب فريقي التفاوض من الدوحة. وأعربت عائلات الأسرى الإسرائيليين عن قلقها من "تجميد المحادثات".
وأكدت حركة "حماس" أنها تعاملت منذ بداية المسار التفاوضي بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة بـ"مسؤولية وطنية ومرونة عالية"، مشيرة إلى أنها قدّمت ردّها الأخير بعد مشاورات موسعة مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء والدول الصديقة. كما أعربت عن استغرابها من تصريحات ويتكوف، التي وصفتها بـ"السلبية"، تجاه موقف الحركة.
في تطور لافت، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف رسميًّا بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل، مؤكدًا أن هذا القرار يأتي التزامًا من باريس بـ"سلام عادل ودائم" في الشرق الأوسط. ويُنتظر أن يشكّل هذا الإعلان دفعة سياسية كبيرة للمطالب الفلسطينية على الساحة الدولية، في وقت تتعالى فيه الأصوات بالعواصم الغربية المطالبة بوقف الحرب ورفع الحصار، وسط تصاعد الانتقادات للانتهاكات الإسرائيلية واستمرار المجاعة في غزة.
"العربي الجديد" يتابع تطورات حرب الإبادة على قطاع غزة أولاً بأول..
## حماس: نستغرب لتصريحات ويتكوف وحريصون على استكمال مفاوضات غزة
24 July 2025 10:13 PM UTC+00
أعربت حركة حماس في بيان ليلة الخميس - الجمعة، عن استغرابها لتصريحات المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف "السلبية" تجاه موقفها، حيث أعلن انسحاب الوفد الأميركي من مفاوضات الدوحة حول غزة، متحدثاً عن "خيارات أخرى". وأكدت الحركة أنها "تعاملت، منذ بداية المسار التفاوضي، بكلّ مسؤولية وطنية، ومرونة عالية في مختلف الملفات، وحرصت على التوصّل إلى اتفاق يوقف العدوان، وينهي معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وقالت حماس: "لقد قدّمت الحركة ردّها الأخير بعد مشاورات موسّعة مع الفصائل الفلسطينية، والوسطاء، والدول الصديقة، وتعاطت بإيجابية مع جميع الملاحظات التي تلقّتها، بما يعكس التزاماً صادقاً بإنجاح جهود الوسطاء، والتفاعل البنّاء مع كلّ المبادرات المقدّمة"، مضيفة: "نستغرب تصريحات المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف السلبية تجاه موقف الحركة، في وقتٍ عبّر فيه الوسطاء عن ترحيبهم وارتياحهم لهذا الموقف البنّاء والإيجابي، الذي يفتح الباب أمام التوصّل إلى اتفاق شامل".
وأكّدت الحركة حرصها على استكمال المفاوضات، و"الانخراط فيها بما يساهم في تذليل العقبات، والتوصّل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار". وكان ويتكوف قد أعلن الخميس أن واشنطن سحبت مفاوضيها من محادثات الدوحة حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، متهماً حماس بـ"عدم التصرف بحسن نية". وقال ويتكوف في بيان نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "قرّرنا إعادة فريقنا من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الردّ الأخير من حماس الذي يظهر بوضوح عدم رغبتها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة"، مضيفاً: "في حين بذل الوسطاء جهوداً كبيرة، لا تبدي حماس مرونة أو تعمل بحسن نية".
وأشار إلى أن واشنطن ستدرس الآن "خيارات أخرى لإعادة الرهائن إلى ديارهم ومحاولة إيجاد بيئة أكثر استقراراً لسكان غزة. من المؤسف أن تتصرف حماس بهذه الطريقة الأنانية". ولم يتضح ما "الخيارات البديلة" التي تفكر فيها الولايات المتحدة. ولم يصدر البيت الأبيض أي تعليق فوري. وفي مؤتمر صحافي الخميس، امتنع المتحدث باسم وزارة الخارجية تومي بيغوت عن تقديم تفاصيل حول "الخيارات البديلة" التي تفكر فيها الولايات المتحدة.
بدوره، قال بيان صادر عن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "في ضوء الرد الذي قدّمته حماس صباح اليوم، تقررت إعادة فريق التفاوض لمواصلة المشاورات في إسرائيل. نحن نُقدّر جهود الوسيطين، قطر ومصر، وكذلك جهود المبعوث (الأميركي ستيف) ويتكوف لتحقيق اختراق في المحادثات".
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية "كان" عن مصدر مطّلع على المفاوضات، لم تسمّه، قوله إنّ "المحادثات لم تنهر. الأمر يتعلق بخطوة منسقة بين جميع الأطراف. هناك قرارات مصيرية يجب اتخاذها، ولذلك عادت البعثة لمواصلة التشاور. الزخم لا يزال إيجابياً".
من جانبه، قال مصدر في حماس، مساء الخميس، إن التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار مع إسرائيل "ممكن" إذا أظهرت إسرائيل "المرونة الكافية"، مؤكداً أن "الكرة الآن في ملعب إسرائيل". وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لوكالة أسوشييتد برس، أن "حماس قدمت الحد الأقصى من المرونة" في المفاوضات غير المباشرة في الدوحة، مضيفاً أن الوسطاء تلقوا الرد الأخير من الحركة بـ"إيجابية"، وأن التقدم في المحادثات كان واضحاً.
وتابع المصدر: "نشعر بالصدمة من تصريحات ويتكوف، التي لا تعكس حقيقة الأجواء الإيجابية التي سادت الجولة الأخيرة من المحادثات. سلمنا ردنا، وكان الوسطاء متفائلين به، وننتظر الآن التوضيحات حول ما جرى". ورغم ذلك، أكد المصدر أن المفاوضات لا تزال قائمة. وأوضح أن "المرحلة الأولى من الاتفاق المقترح تمتد لمدة 60 يوماً، وتشمل تنفيذ خطوات متبادلة تشمل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، مقابل الإفراج عن محتجزين إسرائيليين، بالإضافة إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، مع ضمانات أميركية واضحة لوقف العمليات العسكرية واستئناف المفاوضات نحو تهدئة دائمة". وأشار إلى أن الوسطاء أبلغوا الطرفين أن "الفرصة لا تزال قائمة للتوصل إلى اتفاق دائم، والمجال لم يغلق بعد".
## أطباء ضد الإبادة: "مؤسسة غزة الإنسانية" تجلب الموت لا الطعام
24 July 2025 10:26 PM UTC+00
نظّمت مؤسسة "أطباء ضد الإبادة"، يوم الخميس، في العاصمة الأميركية، سلسلة وقفات احتجاجية أمام الكونغرس، والسفارتين المصرية والإسرائيلية، والبيت الأبيض، للمطالبة بوقف إطلاق النار، وإنهاء سياسة التجويع التي تتبعها إسرائيل في قطاع غزة، ووقف ما وصفوه بـ"مصايد الموت" المرتبطة بالمؤسسة المسماة "غزة الإنسانية"، والتي تعمل، وفق تعبيرهم، تحت ذريعة تقديم المساعدات الإنسانية، بينما "تجلب الموت لا الطعام"، مطالبين بوقف نشاطها، والسماح بدخول المساعدات عبر المنظمات الدولية والأممية.
ورفع الأطباء الأميركيون، الذين جاؤوا من ولايات عدة، صوراً تُظهر آثار الجوع والمجاعة على الأطفال، بدت فيها الهياكل العظمية واضحة، إلى جانب لافتات كُتب عليها: "أوقفوا سياسة تجويع غزة"، "تعيش فلسطين"، "أوقفوا المجاعة"، "أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة". ووجّه الأطباء انتقادات حادة للموقف الأميركي، معتبرين أن الدعم المطلق لإسرائيل "يمثل تجاهلاً للقانون الدولي، وعرقلةً متعمّدة لدخول الغذاء والدواء إلى غزة". كما أشاروا إلى قصف المستشفيات وسيارات الإسعاف.
وانتقد المشاركون ما وصفوه بـ"خذلان الدول العربية للمدنيين في غزة". وقال الدكتور نضال جبّور، في حديث لـ"العربي الجديد": "الأطباء والممرضون والعاملون في المجالس الصحية الأميركية يتجمّعون اليوم ضد حملة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بدعم أميركي، وبتواطؤ وصمت من الدول العربية. نحن أطباء، وبشراً، وأميركيين، نرفض استمرار هذه المجازر وقتل الأطفال، سواء بالتجويع أو القنابل أو العطش". من جهته، قال الطبيب عماد أبو عرب، الذي جاء من ولاية ميشيغن للمشاركة: "نحن هنا ضد ما يحدث للأطفال والمدنيين في غزة".
وأعرب الأطباء عن استنكارهم صمت المجتمع الدولي تجاه الجرائم المرتكبة بحق المدنيين. وقال الدكتور أشرف أبو العز، عضو منظمة "أطباء ضد الإبادة"، في حديث لـ"العربي الجديد": "نحن هنا لمواصلة التحرك ضد الإبادة الجماعية في غزة، فهناك أناس يموتون من الجوع أمام أعيننا، ولا أحد يتحرّك. هذه مأساة إنسانية من صنع البشر، وليست ناتجة عن زلازل أو كوارث طبيعية". ودعا أبو العز الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التوقف عن دعم إسرائيل، وفتح المعابر لعلاج الفلسطينيين، والسماح بدخول الغذاء والدواء، قائلاً: "الناس يموتون بالآلاف، والأطباء لا يستطيعون علاجهم".
وخلال وقفتهم أمام الكونغرس، وبحضور عضوة الكونغرس رشيدة طليب، دعا الأطباء إلى وقف الدعم الأميركي لإسرائيل، ووقف إطلاق النار. وأشار الكاتب الفلسطيني مصعب أبو توهة، في كلمة له خلال الوقفة، إلى معاناة الفلسطينيين، متسائلاً عن عدد المسؤولين الأميركيين الذين فكروا في زيارة غزة، في مقابل زياراتهم المتكررة لإسرائيل.
كما انتقد الأطباء، في وقفتهم أمام السفارة المصرية، موقف القاهرة من رفض دخول القوافل الإنسانية القادمة من مختلف أنحاء العالم إلى غزة، وطالبوا بضرورة الضغط لفتح المعابر. وفي الوقفة أمام السفارة الإسرائيلية، رفعوا شعارات مناهضة للإبادة، من بينها: "تعيش فلسطين"، "فلسطين حرة"، "أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة"، مندّدين بجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل، ورفضها دخول الغذاء والدواء، واستمرار استهداف الأطفال والنساء، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وفي ختام التحركات، قال أشرف أبو العز، في كلمة أمام البيت الأبيض: "غزة قضية إنسانية. بعد أشهر من القصف والقتل والحصار، وتدمير المستشفيات والجامعات والمدارس والمنازل، يعيش نحو مليوني إنسان في ظروف لا تصلح للحياة، وأكثر من 80% منهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي. وما يسمّى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" غير إنسانية على الإطلاق، فهي لا تجلب سوى القتل والدمار، وتعمل على اصطياد الناس كما تُصاد الطيور. هذه جريمة حرب كاملة".
## 6 مؤشرات تحكي حال الاقتصاد المصري المائل
24 July 2025 10:29 PM UTC+00
حسناً، لنأخذ بالرواية الحكومية والأرقام الصادرة عن الجهات الرسمية في مصر بشأن حال الاقتصاد وأرقام الموازنة والأسعار والأسواق والتضخم، وهي الرواية التي تقول إن مؤشرات الاقتصاد تتحسن، وإن الوضع المالي أفضل من ذي قبل، وإن معدلات النمو في أحسن حالاتها، وإن مصر تُحقّق طفرة في النمو الاقتصادي قلما تجدها في اقتصادات الدول الناشئة، بل وإن المواطن يجهل بما تحقق، وإن الإعلام ينكر تلك النجاحات ويتذكر فقط السلبيات كما قال مصطفى مدبولي رئيس الحكومة قبل أيام، لكن دعونا نُناقش حقيقة تلك الأرقام من خلال رصد ستة مؤشرات.
المؤشر الأول: الرواية الرسمية تقول إنّ سعر الدولار تراجع إلى أقل من 49 جنيهاً لأوّل مرة منذ فبراير الماضي مقابل 51.70 جنيهاً في إبريل الماضي، دون أن تكشف لنا الحكومة عن أسباب التراجع، وهل هو لأسباب خارجية تتعلّق بتهاوي سعر الدولار في الأسواق العالمية بنسبة 10% مقابل اليورو، أم لأسباب محلّية أخرى، وإذا كان التراجع حقيقياً فلماذا لم ينعكس ذلك على الأسعار، لماذا لم تنخفض أسعار السلع الرئيسية، خاصة أنّ مصر تستورد نحو 70% من احتياجات أسواقها من الخارج، معظمه يُسدّد بالعملة الأميركية، وإذا كانت الجهات الرسمية تتحجج في أوقات سابقة بأن زيادة الأسعار ترجع بشكل أساسي إلى قفزات الدولار والتعويم المستمر للعملة المحلية، فبم تفسّر لنا عدم تراجع الأسعار في هذا التوقيت، خاصّة أن الأسواق المحلية تشهد ركوداً عميقاً بسبب قفزات الأسعار المتواصلة وتهاوي القدرة الشرائية للمصريين وتآكل مدخراتهم؟
ثلاث دولٍ خليجية تحتفظ بودائع بقيمة 18.3 مليار دولار لدى المركزي المصري
المؤشر الثاني: تتباهى الحكومة دوماً بحدوث قفزات في احتياطي الدولة من النقد الأجنبي، باعتباره حائط الصدّ أمام أي مخاطر خارجية تتعلّق بأعباء الديون الضخمة وكلفة الواردات وغيرها، وقبل أيام كشف البنك المركزي المصري عن ارتفاع صافي الاحتياطيات إلى 48.7 مليار دولار بنهاية يونيو 2025، مقابل 47.109 مليار دولار في نهاية 2024، بنمو 3.38%، وزيادة 1.591 مليار دولار.
السؤال هنا: هل هذا الاحتياطي النقدي مملوك بالكامل للدولة المصرية، وما هي قيمة الذهب المدرجة به، وكيف ساهمت قفزات المعدن الأصفر والقروض الخارجية والاقتراض الدولاري الداخلي من البنوك المصرية في زيادة الاحتياطي، وهل يُغذّى الاحتياطي من موارد ذاتية أم عبر قروض. كذلك ما هي قيمة ودائع الخليج المدرَجة ضمن الاحتياطي المصري، علماً بأن تلك الودائع مستحقة السداد في مواعيد متفق عليها، وأن ثلاث دولٍ خليجية تحتفظ بودائع بقيمة 18.3 مليار دولار لدى المركزي المصري يحين أجل سداد آخر وديعة منها في أكتوبر 2026؟
المؤشر الثالث: تتباهى الحكومة بمؤشر تراجع المعدّل السنوي للتضخم العام إلى 14.9% في يونيو 2025، مقابل 16.8% في مايو الماضي، بل وتؤكد انحسار الضغوط التضخمية الناتجة عن السلع الغذائية رغم الزيادة في أسعار الغاز المنزلي، السؤال: هل لمست الأسر المصرية تراجعاً في قيمة أسعار السلع بنسبة تفوق 50%، خاصّة أن التضخم السنوي وصل إلى 38% في سبتمبر/ أيلول 2023؟ وهل شعر المواطن بأن هناك تراجعاً في أسعار الوقود والكهرباء والمياه والرسوم والضرائب، أم إن الأسعار تواصل الزيادة حتى بالنسبة لرغيف الخبز في ظلّ خفض الدعم وزيادة الأسعار من قبل الحكومة؟
المؤشر الرابع: هناك تباهٍ رسمي بأن مصر تمتلك أكبر حقل لإنتاج الغاز في منطقة شرق البحر المتوسط، وهو حقل ظهر، وأن إنتاج الحقل يكفي لتلبية احتياجات مصر والتصدير الخارجي لسنوات، وأن هناك اكتشافات قوية في مجال الغاز والنفط، لكن الواقع يقول إن مصر خصصت 9.5 مليارات دولار لاستيراد الغاز والوقود بالسنة المالية الحالية 2025-2026، وإنها تعتزم مواصلة استيراد الغاز المسال حتى 2030، وإنها باتت واحدة من أكبر مستوردي الغاز، وإنها تجري محادثات لاستيراد الغاز من شركات أرامكو وترافيغورا وفيتول حتى عام 2028، وكذلك من قطر ومناشئ أخرى.
التحويلات باتت المصدر الثاني للنقد الأجنبي في مصر بعد الصادرات
المؤشر الخامس: تتفاخر الحكومة بتسجيل تحويلات المصريين العاملين في الخارج قفزة بنسبة 82.7 % خلال الأشهر التسعة الأولى من العام المالي 2024-2025، حيث بلغت نحو 26.4 مليار دولار، مقابل 14.5 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام المالي السابق.
السؤال: ما انعكاس القفزة على حياة المصريين وكلفة المعيشة، خاصة أنّ التحويلات باتت المصدر الثاني للنقد الأجنبي في مصر بعد الصادرات، وهل قدمت تلك الحكومة خدمات مميزة للجاليات المصرية في الخارج لتشجيعها على زيادة تلك التدفقات الدولارية، أم تجاهلتها، بل وتمارس ضغوطاً على شريحة منها في استخراج بعض الأوراق الثبوتية مثل جواز السفر وبطاقة الرقم القومي وغيرها؟
المؤشر السادس: تتفاخر الحكومة منذ سنوات طويلة بأن لديها برنامجاً للإصلاح الاقتصادي والمالي بالشراكة مع صندوق النقد الدولي، وأن الحكومة ملتزمة بمواصلة تنفيذ هذا البرنامج، وأنه في ظل البرنامج أثبت الاقتصاد المصري قدرته على الصلابة واستيعاب الصدمات ويسير في طريق التعافي، وأنه حقق نسبة نمو عالية بلغت 4.77% خلال الربع الثالث من العام المالي 2024-2025، وهناك تحسّن للمؤشرات رغم التحديات الراهنة. فهل يمكن أن تدلنا الحكومة على أبرز ملامح البرنامج وانعكاساته الإيجابية على المواطن والاقتصاد، وهل البرنامج يعني مزيداً من الاستدانة والقروض وبيع أصول الدولة وشركاتها وبنوكها وأراضيها وخفض الدعم المقدم للطبقات الفقيرة، وانهيار الطبقة الوسطى؟ أم إنه يعني أموراً لا نعرف عنها شيئاً؟
ينطبق الأمر على مؤشرات أخرى، منها مثلاً حديث الحكومة في بداية كلّ عام عن تحقيق الموازنة فائضاً أولياً ومبدئياً، فإذا بنا في نهاية العام نجد عجوزات ضخمة وزيادات في الدين العام غير مسبوقة، بالإضافة إلى شهادات المؤسسات المالية والاقتصادية الدولية بشأن المؤشرات الكلية وتحسن قيمة العملة، وغيرها من المؤشرات الرسمية الوردية والمتفائلة التي لا نجد لها صدى على أرض الواقع.
الخلاصة أنه عندما تتحسّن معيشة الفرد في مصر، وتسترد العملة المحلية عافيتها، وتتراجع الأسعار، وتتوقف الحكومة عن سياسة الجباية وزيادة الأسعار وخفض الدعم، هنا يمكن القول إن المؤشرات الرسمية حقيقة، أما فيما عدا ذلك فهو "طق حنك وكلام مصاطب".
## فرانس برس: جلسة طارئة لمجلس الأمن الجمعة حول الاشتباكات الحدودية بين تايلاند وكمبوديا
24 July 2025 10:29 PM UTC+00
## مراسل العربي الجديد: سماع دوي انفجارات عنيفة في صنعاء
24 July 2025 10:33 PM UTC+00
## واشنطن توافق على بيع نظام دفاع جوي لمصر بـ4.67 مليار دولار
24 July 2025 10:39 PM UTC+00
أعلنت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأميركية، يوم الخميس، عن موافقة وزارة الخارجية على صفقة محتملة لبيع منظومة دفاع جوي من طراز NASAMS إلى مصر، بتكلفة تقديرية إجمالية تبلغ 4.67 مليار دولار. وتتضمن الصفقة بيع نظام صواريخ أرض–جو المتقدم، إلى جانب أربع منظومات رادار من طراز AN/MPQ-64F1 Sentinel، و800 صاروخ، والعشرات من وحدات التوجيه، إضافة إلى مجموعة من المعدات الدفاعية غير الأساسية.
وجاء في الإعلان أن هذه الصفقة "ستعزّز قدرة مصر على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية، وتحسين قدرتها على اكتشاف مختلف التهديدات الجوية"، كما أنها "ستدعم أهداف السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة من خلال تعزيز أمن حليف رئيسي من خارج الناتو، يُعدّ قوةً للاستقرار السياسي والتقدّم الاقتصادي في الشرق الأوسط".
ويُعدّ نظام NASAMS، الذي طوّرته شركة RTX الأميركية بالتعاون مع شركة الدفاع النرويجية Kongsberg، نظام دفاع جوي متوسط المدى، مصمماً لاعتراض الطائرات ذات الأجنحة الثابتة أو الدوارة، وصواريخ كروز، وبعض الأنظمة الجوية الأخرى. ويمكن للمشرّعين في الكونغرس الاعتراض على هذه الصفقة خلال فترة 30 يوماً من تاريخ الإعلان، رغم ندرة اتخاذهم مثل هذه الخطوة.
وفي فبراير/ شباط الماضي، زار وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، العاصمة الأميركية والتقى بعدد من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية الجديدة وأعضاء الكونغرس. وبحسب بيان للخارجية المصرية حينها، هدفت الزيارة إلى تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، إلى جانب "التشاور بشأن التطورات الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك".
## برّاك: التقيت بمسؤولين سوريين وإسرائيليين في باريس
24 July 2025 10:48 PM UTC+00
أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية توماس برّاك أنه التقى، مساء الخميس، في العاصمة الفرنسية، مسؤولين سوريين وإسرائيليين. وقال في منشور عبر منصة "إكس": "التقيت هذا المساء مع السوريين والإسرائيليين في باريس"، من دون أن يوضح ما إذا اجتمع بالجانبين في لقاء مشترك، أو بشكل منفصل.
وتابع برّاك: "كان هدفنا الحوار ووقف التصعيد، وقد حققنا ذلك بالضبط، وقد جددت جميع الأطراف التزامها بمواصلة هذه الجهود". وجاء تصريح برّاك في وقت تتصاعد فيه المؤشرات على تحركات دبلوماسية دولية لإعادة ضبط الأوضاع في سورية بعد أحداث محافظة السويداء، على المستويين الأمني والسياسي.
I met this evening with the Syrians and Israelis in Paris. Our goal was dialogue and de-escalation, and we accomplished precisely that. All parties reiterated their commitment to continuing these efforts.
— Ambassador Tom Barrack (@USAMBTurkiye) July 24, 2025
وكانت وسائل إعلام عبرية نقلت عن مسؤول إسرائيلي في وقت سابق الخميس، قوله إن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر سيلتقي وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في باريس، في وقت لم يذكر برّاك الشخصيات التي التقاها من الجانبين.
وكانت إسرائيل شنت عدة هجمات، منها ما طاول مناطق في السويداء ودمشق في وقت سابق هذا الشهر، بزعم حماية الدروز، قبل أن توقف هجماتها "بطلب من الولايات المتحدة"، فيما انسحبت قوات الأمن السورية بشكل كامل من المحافظة بعد إبرام اتفاق مع مشايخ الطائفة الدرزية. لكن الفصائل المسلحة التابعة للشيخ حكمت الهجري، أحد مشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سورية، نقضت الاتفاق، وفق الحكومة السورية، وشنت هجمات على القرى البدوية في المحافظة، تخللتها مجازر بحق المدنيين، وهو ما دفع العشائر في أنحاء سورية إلى النفير وشن هجوم مضاد.
ومساء الخميس، خرجت قافلة إجلاء رابعة تضم 248 شخصاً من عائلات العشائر، من محافظة السويداء، في ظل هدوء تشهده المنطقة، عقب أيام من تصاعد التوترات الأمنية. وأشارت مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد" إلى أن القافلة انطلقت من بلدة ريمة حاف، متوجهة إلى مراكز إيواء في بلدات داعل، والنعيمة، واليادودة، والمزيريب بريف محافظة درعا، حيث من المتوقع أن يُستقبل المهجّرون فيها بشكل مؤقت.
استقبلت محافظة درعا اليوم 248 فرداً من عشائر البدو (غالبيتهم نساء وأطفال) كانوا محتجزين في السويداء، وذلك ضمن القافلة الرابعة التي انطلقت من قرية ريما اللحف إلى مراكز إيواء مؤقتة.
https://t.co/W5IV7ShiqY#السويداء#درعا#سانا pic.twitter.com/vxLAJC9ard
— الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@Sana__gov) July 24, 2025
وكانت قافلة مماثلة قد خرجت ليل الأربعاء من السويداء، وضمت قرابة 500 شخص من عوائل عشائر البدو، تم نقلهم عبر حافلات وقرابة 45 سيارة خاصة، وسط إجراءات أمنية، وتأمين من قبل الحكومة السورية باتجاه محافظة درعا.
في سياق متصل، طالبت وزارة الخارجية الأميركية بفتح تحقيق فوري في وفاة مواطن أميركي في سورية، مشيرة إلى أن "الولايات المتحدة أجرت مناقشات مباشرة مع الحكومة السورية بشأن هذه المسألة"، وأضافت الخارجية أن "سورية تمر بمنعطف حاسم، ونأمل من الحكومة السورية قيادة الخطوات المقبلة".
## جلسة طارئة لمجلس الأمن حول الاشتباكات الحدودية بين تايلاند وكمبوديا
24 July 2025 11:15 PM UTC+00
يعقد مجلس الأمن الدولي، الجمعة، جلسة طارئة يبحث خلالها، خلف أبواب موصدة، الاشتباكات الحدودية الأخيرة بين تايلاند وكمبوديا، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية، الخميس. وقالت المصادر لوكالة "فرانس برس" إنّ الاجتماع سيُعقد بطلب من رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت، وسيبدأ في الساعة 15:00 (19:00 بتوقيت غرينتش).
ويأتي عقد هذا الاجتماع غداة شنّ تايلاند غارات جوية على أهداف عسكرية في كمبوديا، التي ردّت من جهتها بقصف مدفعي وصاروخي على أهداف في الأراضي التايلاندية، ما أسفر عن مقتل 11 شخصاً على الأقل، بحسب بانكوك، في أخطر تصعيد عسكري بين البلدين منذ نحو 15 عاماً. وفي مايو/ أيار، تحوّل نزاع حدودي طويل الأمد في منطقة تُعرف بـ"المثلّث الزمردي"، حيث تتقاطع حدود البلدين مع لاوس، إلى مواجهة عسكرية قُتل فيها جندي كمبودي.
لكن التوترات التي تراكمت على مدى أسابيع من الاستفزازات والأعمال الانتقامية، والتي أثّرت على الاقتصاد وحياة السكان في المناطق المتضررة، بلغت ذروتها صباح الخميس، بعد تبادل لإطلاق النار قرب معبدين قديمين يعود تاريخهما إلى فترة أنغكور (القرنين التاسع والخامس عشر)، في محافظة سورين التايلاندية ومقاطعة أودار مينتشي الكمبودية.
وتقاذفت وزارة الدفاع الكمبودية والجيش التايلاندي المسؤولية عن هذا الاشتباك، إذ اتّهم كلّ طرف الآخر ببدء إطلاق النار، في أحدث تصعيد لهذا الخلاف الطويل الأمد بين البلدين حول المنطقة الحدودية المتنازع عليها.
وفي وقت سابق، أعلنت كمبوديا أنها خفضت علاقاتها الدبلوماسية مع تايلاند إلى أدنى مستوى، وسحبت جميع موظفيها من سفارتها في بانكوك. وجاء ذلك رداً على إغلاق تايلاند معابرها الحدودية الشمالية الشرقية مع كمبوديا، وسحب سفيرها، وطرد السفير الكمبودي، احتجاجا على انفجار لغم أرضي أدى إلى إصابة خمسة جنود تايلانديين. 
والشهر الماضي، قال الجيش التايلاندي إنه مستعد للقيام "بعملية عالية المستوى" لمواجهة أي انتهاك لسيادة البلاد، في أقوى تعليقات خلال نزاع حدودي محتدم مع كمبوديا تجدد باشتباك أسفر عن مقتل جندي كمبودي الأسبوع الماضي. وقال الجيش في بيان أصدره في وقت متأخر من أمس الأربعاء، إن معلومات استخبارية جمعها تشير إلى أن كمبوديا عززت جاهزيتها العسكرية على الحدود، بينما كانت الجهود الدبلوماسية تجري، واصفاً الأمر بأنه "مثير للقلق".
(فرانس برس، العربي الجديد)
## جرار الزيت المكسورة.. أو فصل من تجويع الفلسطينيين
24 July 2025 11:38 PM UTC+00
تناول تقريرٌ نشرته شبكة الجزيرة على وسائل التواصل الاجتماعي في الأوّل من يوليو/ تموز الجاري (2025) أن فلاحاً فلسطينياً في الضفّة الغربية يروي مأساة أرضه التي اقتَلع منها المستوطنون الإسرائيليون قرابة مئتي شجرة زيتون. يُقلّب الفلاح، وهو ملبوسٌ بالخيبة والغصّة، أغصان الزيتون المليئة بالثمر، قائلاً: "كنّا نتوقع موسماً جيداً لهذا العام". العم الذي لم يُذكر اسمه واحد من بين مئات وربما آلاف المزارعين الفلسطينيين الذين حُرقت أشجارهم أو قُطعت. وفي سيناريوهات أسوأ، صودرت أرضهم تحت ذرائع كثيرة تنفيذاً لسياسة الاستيطان ذات الوتيرة المُتسارعة.
بطبيعة الحال، لا تقتصر آثار هذه المأساة على الدائرة الضيّقة للمزارع كعائلته أو مجتمع قريته فحسب، بل تتجاوزهما لتدقّ باب كلّ فلسطيني يسكن الضفة الغربية مُطلقة جرس الإنذار، فالأمن الغذائي الفلسطيني الذي يتربّع زيت الزيتون على رأس هرمه قد بات في خطرٍ حقيقي، ممهّداً (بالإضافة إلى أسباب أخرى) لحالة تجويع تتسع رقعتها في الضفة الغربية، وهي مسألة لا يكثر الحديث عنها أمام فظائع المجاعة القسرية في قطاع غزّة، فما هو "خطير" يتقزّم أمام ما هو "مهول"، فضلاً عن انغماس أو استهلاك الفلسطيني - الضفاوي في معاركه اليومية على الحواجز العسكرية والطرق الالتفافية وصعوبة الأوضاع الاقتصادية وانغلاق أفق الحلول السياسية في بلاده المُفتّتة جغرافياً. ... وفي ضوء هذا الواقع، تتناول هذه المطالعة حالة التجويع المُتشكّلة في الضفة الغربية لكونها نتيجة سياسات إسرائيلية منهجية، غرضها النهائي الاستيلاء على الأرض.
"الزيت عماد البيت"
ورث الفلسطيني إلى جانب أشجار الزيتون وسلاسل (أو سناسل) الأرض وثقل نكبته حِكم أجداده الذين طمأنوه إلى أنّ بيتاً فيه زيت الزيتون لا يجوع أهله، وإن ضاقت عليهم الدنيا وتقلّبت بهم الأحوال، فما دام زيتُهم محفوظاً في الجِرار فهم في أمان وإن عَسُرَ الحال.
يبدو أحياناً أن حِكم الأجداد لا تصمُد طويلاً، ولا سيما أمام مِعول الاستعمار الاستيطاني الذي يستهدف الأصلاني في رزقه وأسباب معيشته، مُهيّئاً له أسباب الهجرة التي يريد صبغها باللون الطوعي، وهي أبعد ما تكون عن ذلك، فالغاية النهائية لهذا النوع من الاستعمار الاستحواذ على الأرض ونزعها من سكّانها لإقامة مشروعه الاستيطاني الإحلالي بتوطين عنصره البشري فيها، ومن ثم شرعنة وجوده، أي بتحويله من مستوطنين إلى مواطنين.
في سياق الاحتلال تصبح السيادة الغذائية للشعب المُحتَل عنصراً بنيوياً من عناصر حق تقرير المصير
منذ أعوام طويلة (قبل 7 أكتوبر)، استخدمت دولة الاحتلال الإسرائيلي وسائل عديدة لمصادرة الأراضي في الضفّة الغربية تنوّعت ما بين إعلانها أراضي دولة أو الاستحواذ عليها لدواعي المنشآت العسكرية أو لإقامة محميّاتٍ طبيعية ومواقع ثقافية أثرية، فيما تمثّل الهدف النهائي منها ببناء المستوطنات الجديدة أو توسيع المستوطنات القائمة. ووفقاً للتقرير السنوي المُقدّم إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الذي يغطّي من 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 وحتى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2024 بلغ عدد المستوطنين الإسرائيليين في الضفّة الغربية بما فيها القدس الشرقية 737,332 مستوطناً، فيما وصل عدد المستوطنات إلى 147 ووجود 224 بؤرة استيطانية، 49 منها أُنشئت خلال الفترة المُغطّاة في التقرير. تبرز خطورة هذه البؤر من حيث مكان إقامتها بالقرب من التجمّعات الفلسطينية. وبالتالي، حيلولتها دون وصول الفلسطينيين إلى الأراضي الزراعية وأراضي الرعي لدفعهم قسراً إلى ترك هذه المناطق. وتكريساً لسياسة الاستيطان وابتلاع الأرض الفلسطينية، أعلنت إسرائيل خلال فترة التقرير اعتبار 24,193 دونماً من أراضي الضفة الغربية أنها أراضي دولة، مُستهدفة بشكل رئيسي منطقة غور الأردن، وتخصيص ما نسبتها 99,76% من تلك الأراضي للإسرائيليين بصورة خاصة.
كان لسياسة الاستيلاء على الأراضي والتوسّع المُطرد للمستوطنات واعتداء المستوطنين على الفلسطينيين وتزايد عدد البوابات الحديدية في الضفة الغربية إلى ما يفوق 850 بوابة الأثر الجلي على نشاطات اقتصادية عديدة، منها موسم قطف الزيتون بالغ الأهمية للفلسطينيين، والذي يُعتبر مصدر دخل لعشرات آلاف الأُسر. فقد كشف مقال لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمنشور في فبراير/ شباط 2024 عما حلّ بموسم قطاف الزيتون لعام 2023؛ إذ بقي أكثر من 96 ألف دونم من الأراضي المزروعة بشجر الزيتون في الضفة الغربية غير محصودة، كذلك لم يتمكّن قرابة 50% من الفلاحين الفلسطينيين من قطف ثمار أشجار الزيتون الخاصة بهم، وعلى إثره تكبّدوا خسارة إجمالية تزيد على (1.200) طن متري من زيت الزيتون، ما شكّل انتكاسة اقتصادية وطنية بلغت قيمتها عشرة ملايين دولار، فضلاً عن تدمير اقتصادات فلسطينية محلية أخرى، بينما قُدر عدد الأشتال والأشجار المُتلفة، ومعظمها من الزيتون في ذلك العام حوالى 22 ألف شجرة، وكانت أكثر هذه الآثار حدّة في المحافظات الشمالية في نابلس وطولكرم وقلقيلية.
حالة التجويع في الضفة الغربية
يُعتبر التجويع أحد أشهر الأساليب الاستعمارية المُستخدمة ضدّ السكان الأصلانيين لتحقيق غاية نهائية محدّدة، تتمثّل، بالعادة، بإضعاف المجتمع المحلي، ودفعه إلى النزوح، تمهيداً للاستيلاء على أرضه واحتلالها، وهو أسلوبٌ لا يزال مُعتمداً من القوى المختلفة تحديداً في سياق النزاعات العسكرية. لذلك يدعو مقرّر الأمم المتحدة للغذاء، مايكل فخري، في تقريره الصادر في 17 يوليو/ تموز الحالي (2025) إلى تفسير المجاعات باعتبارها مشكلات سياسية، وليست أزمات إنسانية؛ فهي في الغالب من صنع الإنسان، وتنشأ نتيجة تجويع فئة على يد فئة أخرى تهدف بالمحصلة إلى بسط السلطة على الأرض من خلال التهجير القسري للمُجوّعين.
يعني التجويع (Starvation) في أحد دلالته "عملية الحرمان، التي تحدث عندما يمنع أشخاصٌ آخرين من إمكانية الوصول إلى وسائل دعم الحياة". ومن هذا التعريف ينبثق مفهوم فرعي، هو التجويع الجماعي أو الجمعي، الذي يتخذ أشكالاً عديدة منها: الحصار وحدّ قدرة الناس أو حرمانهم الحصول على الغذاء، والذي يشمل تخريب مخازن الأغذية أو تدميرها، وعرقلة الأنشطة ذات العلاقة بالغذاء أو إنتاجه، كالزراعة والتجارة الغذائية. كذلك يمكن استخدام التجويع واحداً من أشكال العقاب الجماعي الذي يهدف إلى التأثير بالموقف السياسي للسكان، وقد يكون أيضاً أداة لإعادة الهندسة الاجتماعية للسكان من خلال انتهاج سياساتٍ اقتصاديةٍ سياسيةٍ، يترتّب عنها إيجاد منظومة غذائية هشّة وتابعة. وينتهك التجويع حقوقاً عديدة للإنسان، في مقدمها الحقّ في الغذاء، الذي لا يتحقّق إلا "عندما يتمتع كل رجل وامرأة وطفل، على المستوى الفردي أو الجمعي، بالقدرة المادية والاقتصادية في جميع الأوقات على الحصول على الغذاء الكافي أو الوسائل اللازمة للحصول عليه".
عانى الشعب الفلسطيني مُبكّراً من سياسات الاحتلال الإسرائيلي الاقتصادية- السياسية التي كانت لها تداعيات كبيرة على منظومته الغذائية واستقلاله الغذائي
من جهة أخرى، يطرح التجويع مسألةً بالغة الأهمية، ذات علاقة بالسيادة الغذائية للسكان على الموارد والأرض. وفي سياق الاحتلال، تصبح السيادة الغذائية للشعب المُحتَل عنصراً بنيوياً من عناصر حقّ تقرير المصير. وبالتالي، يكون الاحتلال من أشكال نزع ملكية الأرض مصدر الإنتاج والأمن الغذائي للسكان وانتقاصاً لسيادتهم الغذائية عليها، وبالتالي، لحقّ تقرير المصير للشعب المُحتَل. وبالنظر إلى سياسات الاحتلال الإسرائيلي في هذا السياق، يُلاحظ أنها بنيوية، بمعنى أن التجويع (سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزّة) ليس طارئاً ولا مُستحدثاً استجابةً لحدث ما، إذ عانى الشعب الفلسطيني مُبكّراً من سياسات الاحتلال الإسرائيلي الاقتصادية - السياسية التي كان لها تداعيات كبيرة على منظومته الغذائية واستقلاله الغذائي وقدرته على ممارسة سيادته على موارده الغذائية، من خلال تكريس الفصل الجغرافي ما بين أواصر الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزّة، والسيطرة على حركة التنقّل للناس والبضائع، ومصادرة الأراضي، والسيطرة على المياه وتعزيز الاستيطان الرعوي. وبالتالي، تآكل الأراضي الزراعية، وأثر ذلك على الثروة الحيوانية، وتشييد جدار الفصل العنصري، وافتعال أزمات اقتصادية للفلسطينيين من خلال حجز أموال المقاصّة الفلسطينية التي ترتّب عنها عدم القدرة على دفع الرواتب للموظفين أو تسريح عشرات الآلاف من الفلسطينيين العاملين في الداخل الفلسطيني المُحتل، وارتفاع معدلات البطالة في الضفة الغربية خلال عام 2024 إلى 29% بينما قفزت معدّلات الفقر من 12% إلى 28%، حسب تقرير البنك الدولي المنشور في إبريل/ نيسان 2025 نتج منها تآكل قدرة الفلسطينيين على توفير الطعام، من دون التغاضي عن وقوع ما نسبته 60% من الأراضي الزراعية الفلسطينية التي تحتوي على معظم الينابيع والآبار والأراضي الخصبة في مناطق ج من أراضي الضفة الغربية وفقاً لاتفاقية أوسلو، وهي المناطق التي تخضع كلية للسيطرة الإسرائيلية التي تُقيّد وصول الفلسطينيين إليها واستصلاحها. وقد شكّلت هذه السياسات والحقائق مجتمعةً بذوراً مُبكّرة لحالة التجويع، لكونها من أدوات الإخضاع والسيطرة على الشعب الفلسطيني، وتحقيق التبعية الاقتصادية - الغذائية لإسرائيل، بلغت على إثرها 11% نسبة التجويع في الضفة الغربية في 2024.
حقّ السكان الأصليين في الغذاء
يرتبط الحقّ في الغذاء تحديداً في السياق الكولونيالي بحقّ السكان الأصليين في الغذاء، وهو حقّ فردي وجماعي/ من قبيل الحقوق غير القابلة للتصرّف المُعترف بها للشعوب الأصيلة، فقد تضمّن إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصيلة البنود التي تؤكّد حقّهم بالتمتّع في أراضيهم ومواردهم بهدف الحفاظ على هياكل (هذه الشعوب) ومؤسّساتها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وفقاً لما ورد في ديباجة الإعلان المذكور، وفي الوقت نفسه، مطالبة الدول باتخاذ الإجراءات التي تمنع نزع ملكية الأراضي أو الموارد من الأصليين أو نقلهم قسرياً.
حظر القانون الدولي الإنساني والجنائي تجويع المدنيين بكونه أسلوباً من أساليب الحرب
ويرتبط الحقّ في الغذاء أيضاً بحقّ التحرّر من الجوع، وفقاً للتعليق الذي طرحته اللجنة المعنية بالعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بالإضافة إلى حقوق أخرى نصّ عليها القانون الدولي لحقوق الإنسان، ومنها الحقّ في الحياة والصحة. وفي سياق النزاعات العسكرية، حظر القانون الدولي الإنساني والجنائي تجويع المدنيين بكونه من أساليب الحرب، بل والذهاب إلى حد اعتباره (التجويع) جريمة إبادة جماعية إذا ما تحقّقت أركانها، سواء في حالتي السلم أو الحرب، وهو ما تثيره بالفعل جمهورية جنوب أفريقيا في دعواها المُقدّمة ضدّ إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
"شجرة الزيتون الثانية"
من الضروري قراءة تجويع الفلسطينيين في الضفّة الغربية وقطاع غزّة من خلال إطار شامل، وليس بوصفه حدثاً طارئاً في سياق حربي أو سياسة عقابية جماعية مؤقتة سرعان ما تنتهي، فالفاهم طبيعة الاستعمار الاستيطاني الإحلالي بكونه "بنية لا حدثاً طارئاً له بداية ونهاية"، كما يؤسّس له المؤرّخ الإنكليزي - الأسترالي، باتريك وولف، يمكنه إذاً قراءة سياسات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته كافة، باعتبارها وسيلةً لتحقيق غاية رئيسية مُتمثّلة بانتزاع الأرض وتهجير الفلسطينيين بهدف توطين المستوطنين.
أخيراً، إن كانت شجرة الزيتون ببركتها وثرائها الغذائي ورمزيتها العتيقة للفلسطيني مستهدفة كما يقول محمود درويش في قصيدته "شجرة الزيتون الثانية": "هؤلاء الجنود، الجنود الجُدد يحاصرونها بالجرافات/ ويجتثونها من سلالة الأرض"، إلا أن البِشارة (حسب القصيدة) تولد من واقعة قتل الغزاة لأحد أحفاد هذه الشجرة ممّن هبّوا للدفاع عنها، فما إن يدفن الناس الفتى الشهيد حتى يصير هو الآخر "شجرة زيتون، شجرة زيتون شائكة... وخضراء".
## في مسألة طلال أبو غزالة
24 July 2025 11:38 PM UTC+00
لرجال المال والأعمال العرب أن يزاولوا السياسة ويتدافعوا في أي انتخابات، وأن يتطلّعوا إلى تولّي المناصب والمسؤوليات الرفيعة، وأن يكون لأيٍّ منهم مواقفُه وآراؤه في الشأن العام، فهذا كلّه من حقوقهم مواطنين. ولكنها بعضُ أسئلةٍ عن المفاعيل العامّة التي جعلت ما تصحّ تسميتها ظاهرة رجال المال والأعمال في المجال السياسي العربي تستجدّ منذ منتصف الثمانينيات (تقريباً)، وتتّسع لاحقاً، فضمّت الحكومات المصرية، مثلا، منذ النصف الثاني من عهد حسني مبارك، وزراء عديدين منهم، فضلاً عن حضور أمثالهم في البرلمانات والهيئات والمجالس الحكومية والاستشارية، ما جعلنا أمام حالةٍ خاصّة، دلّت على نفوذٍ ظاهرٍ لطبقتهم في الدولة والحقل العام، الرسمي والحزبي والأهلي، الطبيعي والمصنوع (في أيّهما يمكن إدراج إبراهيم العرجاني زعيماً لحزبٍ يوصَف بأنه قبلي؟). ولم يعُد رفيق الحريري من رجال المال والأعمال وحده الذي تولّى رئاسة حكومة عربية، فالملياردير عزيز أخنوش هو رئيس الحكومة حالياً في المغرب، وترأس علي أبو الراغب الحكومة الأردنية قبل أزيد من عقديْن.
هناك من هم أقدر من صاحب هذه المقالة في تشريح المسألة، وفي تعيين نماذج وحالاتٍ عربية دالّة، غير أن في الوُسع أن يجتهد واحدُنا فيلحظ أننا لم نقع على أي رجل مالٍ وأعمالٍ عربيٍّ لمعَ سياسياً، وصنع زعامةً، أو شكّل حالة خاصة، أو بدا مثالاً أو نموذجاً في خيار سياسي، أو صاغ مشروعاً وطنياً أحدث أثراً. ويمكن استثناء رفيق الحريري الذي ربما اغتيل بسبب زعامته ومشروعه ورؤيته. والمفارقة هنا أن نجاحات من نتحدّث عنهم في ميادين أعمالهم، الاستثمارية والمصرفية والتجارية والصناعية وغيرها، كبيرة، لكنها لم تتوازَ مع نجاحاتٍ سياسيةٍ لدى أهل الطموح والحضور ممّن تولّوا، منهم، مواقع متقدّمة في المسؤوليات الحكومية (وغيرها). وباحتراسٍ شديد، يمكن القول (أو الزعم؟) إن نموذج طلعت حرب في مصر وعبد الحميد شومان في فلسطين، وطنياً وسياسياً، وقبل ذلك وبعده، تنموياً واقتصادياً، صار شحيحاً جدّاً في المشهد العربي على هذا الصعيد، أي ذلك اللمعان الوطني السياسي والاقتصادي الناهض معاً. ذلك أن إعجاباً يستحقّه رجال مالٍ وأعمالٍ على ما أحدثوه في ميادين شغلهم من منجزاتٍ أفادت الجمهور العام، غير أنهم لمّا خاضوا في السياسة، أو جرى استدعاؤهم ليكونوا في مجالس الأعيان والشيوخ (غير المنتخبة)، ولمّا فازوا في انتخاباتٍ نيابيةٍ (بكيفياتٍ طبيعيةٍ وأخرى غير طبيعية)، وأيضاً عندما تحدّثوا في شؤونٍ وقضايا عامة، شوهد كثيرون منهم متواضعين معرفياً وثقافياً، يُؤثرون التملّق للحكام وأهل القرار (بمناسبةٍ وغير مناسبة)، وأحياناً يُؤثرون زوابع الإعلام و"السوشيال ميديا".
مناسبة الحاشية أعلاه أن رجل الأعمال (الفلسطيني الأردني على ما يُعرّف، "من أم سورية")، طلال أبو غزالة (مواليد يافا 1938)، صاحب سيرة نجاحٍ مهنيّةٍ لا تقدِر إلا أن تمحَضَها شديد الإعجاب، وهو شخصيةٌ عالميةٌ في حقول نشاط شركته (مجموعته) في التدقيق والمحاسبة والملكية الفكرية والاستشارات والإدارة وتقنيات المعلومات (وغيرها)، ولعلّه من روّاد هذا كله عربياً، وبنجاحٍ مشهودٍ وكفاءةٍ عالية. وفيما كانت عضويّته في مجلس الأعيان الأردني (تكاد تكون شرفية) في سنواتٍ قليلة، لم يتولّ أبو غزالة أي منصبٍ حكومي، غير أنه منذ أزيد من عقد يحرص على الظهور صاحب رأي في غير شأن سياسي (عربي وإقليمي ودولي). ومع الاحترام لنزوعاته العروبيّة، إلا أن أفكارَه غالباً ما جنحت إلى المثالية وعدم الواقعية (طرح مرّة إنشاء صندوق عالمي لإعادة اليهود في إسرائيل إلى دولهم الأصلية)، وصار يتوقّع حرباً عسكرية بين الصين وأميركا مثلاً. وللأسف، صار مبعث تسليةٍ لجمهور "السوشيال ميديا"، ما يضعُه في صورةٍ لا تليق بنجاحاته. ... وهذا كلامُه، أخيراً، عن حزنه لسقوط بشّار الأسد، واعتباره المشاهدَ عن جرائم معتقل صيدنايا مفبركة، يدلّان على ما بلغه الرجل من كاريكاتيريةٍ لا نستحسنها له، وهو صاحبُ الشخصية الجذّابة والأريحيّة. وإذ فوجئنا، قبل أسابيع، بسرقة ملايين الدولارات من مكتبه في عمّان (عاد كثيرٌ منها بعد القبض على السارقين)، فإن الواقعة السورية هذه أكثر إثارة، ضاعف من صفتها هذه قرارُ دمشق عدم تجديد التعاقد مع شركاته.
فوجئتُ، مرّةً، في زيارتي طلال أبو غزالة في عمّان، أن مكتبَه يخلو من أي جهاز حاسوب. ولمّا استوضحتُه الأمر أجابني إن السكرتاريا عنده تكفي. وأظنُّها مفاجأتُه السورية تكفي لأن يتوقّف رجلٌ في مقامه عن الكلام في السياسة، كل السياسة.
## الأزهر وشيخ الفرص الضائعة
24 July 2025 11:38 PM UTC+00
"ويشدّد الأزهر على أن ما يُمارسه هذا الاحتلال البغيض من تجويعٍ قاتلٍ ومُتعمَّد لأهل غزَّة المُسالمين، وهم يبحثون عن كسرة من الخُبز الفُتات، أو كوب من الماء، ويستهدف بالرصاص الحي مواقع إيواء النازحين، ومراكز توزيع المساعدات الإنسانيَّة والإغاثيَّة، لهو جريمةُ إبادةٍ جماعيةٍ مُكتملة الأركان، وأنَّ مَن يمدّ هذا الكيان بالسلاحِ، أو يُشجِّعه بالقرارات أو الكلمات المنافقة، فهو شريكٌ له في هذه الإبادة، وسوف يحاسبهم الحَكَم العدل، والمنتقم الجبَّار، يومَ لا ينفعُ مال ولا بنون، وعلى هؤلاء الذين يساندونهم أن يتذكَّروا جيداً الحكمة الخالدة التي تقول: "أُكلنا يوم أُكِل الثور الأبيض". 
لم يصمُد هذا النص المُقتبس من بيان صادر عن مشيخة الأزهر بضع ساعات، حتى تحرّكت الآليات الدبلوماسية والسياسية والأمنية المصرية لتُجبر شيخ الأزهر، أو تقنعه (لا فرق)، بسحب البيان والتراجع عنه في لحظةٍ شديدة البشاعة يمرّ بها الشعب الفلسطيني، والحجّة التي تضمّنها "البيان المعتذِر عن البيان" أنّ البيان الأوّل قد يؤثّر على المفاوضات الجارية بشأن إقرار هدنة إنسانية في غزّة.
مُخجلٌ أن يبرّر الإمام الأكبر تراجعه عن بيانٍ يمثّل الحدّ الأدنى من الموقف الأخلاقي، الإنساني، الديني، القومي، بأنه لم يكن يدرك أنّه حين قال ما قال إنّ ذلك قد يعرقل المفاوضات والوساطات، فلما اتصل به ذلك المسؤول أو ذاك، وشرح له الأمر، عرف واستجاب وتراجع.
قارن بين حجّة الإمام الأكبر في التراجع وموقف وزير خارجية ألمانيا يوهان فادفول في القضية نفسها، إذ يعلن الأخير أن "بلاده  تدعم إسرائيل، ولذلك فهي لا تستطيع أن تلعب دور الوسيط بينها وبين حركة حماس".
ما نعلمه من التاريخ بالضرورة أنّ الأزهر الشريف كان دوماً جامعة شعوب الأمّة ومرجعيّتها الدينية والروحية، ولم يكن يوماً ألعوبة بيد الحكام، أو أداة دبلوماسية يستخدمها وزيرٌ ويوظّفها في مشروعه السياسي، الذي يعلم شيخ الأزهر قبل الجميع أنه لا يعبّر عن أوجاع (وأحلام) الشعوب التي تحترق حزناً وغضباً من الأنظمة التي تصنع من عظام الشعب الفلسطيني الشقيق وجماجمه جسراً للتطبيع مع كيان إرهابي مجرم يتأهب لاعتلاء قيادة الشرق الأوسط، ويفرض على شعوبه ديانة مختلقة ومصنوعة في ورش الأفكار الشرّيرة في مراكز صنع القرار الصهيونية.
في النصّ المقتبس أعلاه أن "من يمدّ هذا الكيان بالسلاح أو يشجّعه بالقرارات أو الكلمات المنافقة فهو شريك له في هذه الإبادة"، وهنا نسأل الإمام الأكبر: ما حكم التعامل مع هذا الكيان بصفقات الغاز الطبيعي المسروق من الأراضي الفلسطينية المحتلة؟ وما رأي فضيلتكم في من يمدُّه بالحاصلات الزراعية والفاكهة ويستورد منه ويصدّر له وهو يمارس حرب الإبادة على شعبٍ شقيق؟
 ما رأي الفضيلة والإمامة الكبرى في الموقف السليم بين عدو مُتجبّر يضع سكّينه على رقبة شقيق وهذا الشقيق الذي تسيل دماء أطفاله ونسائه وشيوخه، هل تصلح هنا وضعية الوسيط بأجرٍ أو من دونه؟ هل يصحّ أن يصبح متر غاز العدو مُساوياً في القيمة والأهمية لليتر دم الشقيق؟.
في زمنٍ ليس بعيداً، كان على رأس المؤسّسة الأعلى إمام أكبر لم يكن يقبل أن يكون الأزهر الشريف جزءاً من منظومة الحكم أو يسير مع اتجاه الريح أو يحسب قراراته وآراءه وفتاواه على مسطرة المصلحة الدبلوماسية كما تقرّرها حكومات التطبيع، كان اسمُه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور جاد الحق علي جاد الحق. كان يأبى إلّا أن يكون الأزهر مُستقلاً عن السياسة، مُبتعداً عن المواءمات والصفقات الدبلوماسية، وكان على طول الخطّ يمضي عكس اتجاه السلطة في ما خصّ مقاربة القضية الفلسطينية والعلاقات الرسمية بالكيان الصهيوني، وأيضاً في مسائل أخرى أرادت الحكومة تمريرها، فتصدّى لها ولم يتراجع أو يسحب بياناً بعد مكالمة من رئيس أو وزير... كان بودّ الجماهير ألا يهدر شيخ الأزهر الحالي الفرص التي جاءته سراعاً تسعى إليه، ليسجّل موقفاً تاريخيّاً تذكُره له الأمة بأجيالها القادمة بأنه الرجل الذي أيقظ شعوبها وتصدّى لخذلان حكّامها، ورفض أن يكون ترساً في قطار الوساطات.
## "أيش يعني الوطن؟"
24 July 2025 11:38 PM UTC+00
لم يطلق الرصاص عليه وحده عندما قال "آني سوري يا خيي"، كان الرصاص يُطلَق على ما تبقّى من الهوية الوطنية السورية، على الحلم ببناء بلد اسمُه سورية، قادر على جمع كل من يعيش على أرضه مهما اختلفوا. كان الرصاص يطلق على ثورة 2011، وعلى مبادئها وصرخات مفجّريها التي هتفت يوماً مطالبة بسورية عادلة، وسورية موحّدة، وسورية صالحة للعيش لجميع أبنائها. لم يطلق الرصاص على ابن السويداء فقط، حين قال: "آني سوري"، بل أطلق علينا جميعاً، نحن الذين عشنا سنوات طويلة نحلم بأننا سنصبح وأبناءنا مواطنين، نتساوى جميعاً في الوطن والمواطنة، ونتنافس على من منّا أكثر اعتزازاً بسوريّته، ومن منّا أكثر فخراً بمواطنيته. سقط الحلم مع الرصاص، وسقطت رمزية المواطنة، وسقطت معها رمزية اللغة والتعبير الثقافي عن الانتماء الجمعي الوطني، حين كان الجواب من حاملي السلاح "أيش يعني سوري؟".
سقطت الثقافة السورية في فخّ التحزّبات أيضاً، وسقط معها دورها الجامع والتغييري حينما انحاز مثقفون سوريون إلى لغة الرصاص، صامتين عن سؤال المسلح الذي يعرّي خراباً كبيراً في بنية الثقافة السورية، ليس وليد هذه الأيام، بل هو وليد عقود طويلة من تجريف العقل والوعي الجمعي السوري، لم تستطع الثقافة السورية النجاة بنفسها منه، ولم تعد تتمكّن من أداء دور تاريخي، لطالما كان له كبير الأثر في عمليات التغيير الكبرى في التاريخ البشري، صارت الثقافة السورية خندقاً يصطف فيه مثقفون وراء صوت الرصاص، بدلاً من أن تكون جسراً يلتقي فيه المختلفون، وبدلاً من أن تكون فعل مقاومة لقبح روايات اللغة المنحازة لـ "هم" و"نحن"، ولو في عمق العتمة والظلام، تحوّلت إلى منصّة لرواية السرديات المذهبية تنطق باسم الجماعة لا باسم الحق والأخلاق والإنسانية الجامعة.
"أيش يعني سوري" ليس سؤالاً عادياً في سياق ما يحدث في بلدنا المنكوب، بل هو السؤال الأكثر عمقاً في تفسير حالتنا السورية. لم يقصد به سائله أي تفسير فلسفي، ولم ينتظر من ضحيته جواباً موارباً، وهذا ما فهمه جيداً الضحية المجيب. كان السائل يريد إجابة محددة: سنّي أو درزي، فالإجابة ستُقرّر إن كان الضحية يستحقّ الحياة أو لا يستحقها. في سورية اليوم أنت قد تبقى على قيد الحياة وعلى قيد القليل من الكرامة إن كنت مسلماً سنّياً عربياً، لم ينتبه الضحية لهذه المعادلة، لو أنه اكتشف أهمية الكذب وقال إنّه سني من سكّان السويداء، ربما كان الآن على قيد الحياة، لكنّه لم يكن يدرك أن في الكذب نجاته، هو قال بكل صدق، حين لم تشفع له سوريته، إنه درزي، كان يعتقد أن الصدق ربما ينجيه، لكن الرصاص القاتل انهال على جسده الأعزل، كما لو أنه ينهال على بلدٍ بأكمله.
في المعنى النقي للثقافة، يمكن تعريفها بأنها فعل تجاوز لكل ما هو دون الوطنية والإنسانية، تجاوز للغرائز والعصبيات والهويات الضيقة القاتلة، هي المساحة الوحيدة التي يمكن فيها للجميع أن يلتقوا وهم مختلفون كل الاختلاف، ويطرحوا اختلافاتهم من دون خوف، هي مساحة القبول ومساحة الأمان الوطنية، هي المساحة التي تنتفي فيها أسئلة من نوع "أيش يعني سوري". هذه أسئلة شعبوية تغذّي لدى الغوغاء وهمَ الانتصار لكنّه الوهم القاتل، ليس للفرد فقط، وإنما للمجموعة التي تحيط به ثم للمجموعات المجاورة والتي تُدعى وطناً. كان يمكن أن تبقى أسئلة كهذه في إطار محدوديتها وشعبويّتها، لولا أن مثقفين سوريين صمتوا عنها سابقاً واليوم، وبعضهم لم ير فيها غضاضة، ولم ير فيها ما يمكنه أن يكون لغماً يفجّر فكرة الوطن ذاتها.
ليس سؤال "أيش يعني سوري" جديداً كلياً في إطار سورية ما بعد هروب الأسد، فهو يتكرّر بطرق عديدة، أكثرها خذلاناً طرحه مثقفون كانوا يوماً تنويريين فقدوا اكتراثهم اليوم بالمواطنة والديموقراطية وحرّية الرأي والعدالة، لاعتقادهم أنهم منتصرون، حتى لو كان هذا الانتصار المزعوم على حساب وطن كامل بتاريخه وحاضره ومستقبله. يتماهى هؤلاء مع سؤال المسلّح، لكنهم يأخذون اللغةَ إلى مكان أكثر رمزية حين يطرحون في وهم انتصارهم سؤالاً آخر: "أيش يعني الوطن؟".
## سياسة التجويع... إبادة بصفر قذيفة
24 July 2025 11:38 PM UTC+00
بعد سيرة تفتيت الجسد الفلسطيني إلى أشلاء، وصلنا إلى مرحلة سيرة تجويعه. وما أقبح الجوع، وأفدح ما يفعله بالروح التي تتضرّر أكثر من الجسد الذي يفنى وصاحبه على قيد الحياة. لا نكاد نجد سبباً يجعل الإجرام الصهيوني يصل إلى هذه الدرجة. بلى، هناك سبب قوي، تكثيف وتيرة الإبادة حتى الموت أو التهجير. لدفع الذين كانوا يتحمّلون القصف، ويهربون بحيوات أُسرهم من شمال غزّة إلى جنوبها والعكس، إلى الاستسلام، فالعدو اختار قذيفة الجوع لمحو الجسد الغزّي بقتله من الداخل. وبدل القتل المكلّف الذي استنزف المخزون الإسرائيلي من الأسلحة، أمامنا نوعٌ آخر، كل ما يتطلبه منع وصول المساعدات الغذائية. والذين لم يقبلوا الهجرة من قبل، لعلهم، وفق هذه الخطة، يجرّون أجساد أطفالهم الهزيلة للخروج من فخّ الموت التي حولت إسرائيل غزة إليه.
غرض الإبادة قتل أكبر قدر ممكن من الأبرياء لدفع أكبر قدر ممكن من الناجين إلى مصيدة التهجير. وبقدر بشاعة جريمة التجويع هذه، فإنها ليست جديدة، فلطالما كانت الإبادة بالتجويع سياسة إجرامية في عدة حروبٍ أعلنتها دول استعمارية على أوطان أخرى. والأولى عدم وصفها بالحروب، لأن الحرب نزاع مسلح بين طرفين أو أكثر. وحروب الجوع غير متكافئة في سياق الإبادة.
في أبرز الأمثلة المعاصرة لاستخدام التجويع سلاحاً في الحرب، حصار النازيين لينينغراد في روسيا (1941–1944)، قرابة سنتين، مات بسببه حوالي مليون مدني جوعاً، سعياً إلى إبادة السكان من دون قتال. بينما حاصرت القوات الصربية سراييفو (1992–1996)، ومنعت الغذاء والكهرباء، ما أدّى إلى مقتل آلاف بسبب الجوع.
في سورية، فرضت قوات النظام السابق حصاراً على منطقتي الغوطة ومضايا (2013–2016)، ما أدّى إلى حالة جوع شديدة ذهب ضحيتها آلاف. في اليمن تسببت الحرب الأهلية الدائرة منذ عشر سنوات بحصار الموانئ والمنشآت الغذائية، ما تسبب في أزمة أفظع من الخيال، مع ملايين الجوعى والمحرومين.
وعبر التاريخ، استُخدم التجويع سلاح إخضاع لدفع الضحايا إلى النزوح أو الاستسلام وتفكيك لحمة الانتماء إلى وطن، فهو لا يُستخدم فقط أداة قتل، بل وسيلة لإعادة رسم الجغرافيا السكانية. والأسوأ من التجويع وضع الضحايا في أوضاع مستحيلة، بقصف مناطق توزيع المساعدات، فعلى الجائع الاستسلام لقدر الموت جوعاً أو التوجه لتلقي مساعدات ضئيلة قد يدفع ثمناً لها الموت الفوري، من أجل كيس طحين.
في سيرة التجويع، سنة 1944 ضربت موجة الجفاف المغرب، الأمر الذي تسبّب في ندرة المواد الغذائية، التي كان يستفيد منها المستعمر قبل المغاربة، ويتحكّم في الزراعة وتوزيع المحصول، فاحتكر المستعمر الفرنسي الموارد القليلة، ولم يكن أمام أهل البلد سوى الاجتهاد في إيجاد مصادر غذاء، حتى لو اضطرّوا لتناول أوراق الأشجار والحشرات.
في غزّة، تفوق مشاهد التدافع في قسوتها مشاهد القصف. فبعد كل مرّة تدخل فيها شاحنات مساعدات، يُسجّل سقوط شهداء وإصابات بالعشرات، في مراكز التوزيع. عدا ضحايا التدافع، في مرّات عديدة... فهل يعرف أحدُنا شعور الجائع منذ أشهر؟
بأعمالها الإجرامية، تحوّل إسرائيل جهود الإغاثة إلى أداة سياسية، عبر منع المنظمات الدولية من توصيل المساعدات، أو تستغلها لأغراض سياسية، أو تستعملها سلاحاً عسكرياً. ما يعيد إلى الأذهان مجازر تاريخية ارتبط فيها التجويع بأهداف الإبادة والسيطرة. لكن الفرق أننا لم نشاهدها يوماً بعد يوم، ولم ترافق بموجة مسعورة من القتل الأعمى.
لا يكتفي الجوع بالتسبب في تلاشي الجسد، بل يدفع النفس البشرية إلى حدود القهر والموت البطيء، كما أورد الكاتب النرويجي كنوت هامسون في روايته "الجوع". لكن جوع بطل الرواية العاجز عن إيجاد عمل يعتق بطنه من بطش الجوع لا يشبه جوع الغزّي المحاصر كلياً. حيث تبلغ نسبة الجوع أشدّها حتى يتهاوى الجائع هيكلاً فارغ الحياة، ونخبّئ وجوهنا كلما مرّت أمامنا صور الجائعين البليغة.
## مشروعيّة سؤال التراث بين الغالب والمغلوب
24 July 2025 11:38 PM UTC+00
في إحدى سنوات تدريس مساق الفكر السياسي الإسلامي، والذي كان يعلّم واحدة من أهم المهارات البحثية التي تتعلق بتحليل النصوص التراثية والنصوص عامة، وقد اقترح عليّ أستاذ قدير في النظرية السياسية آنذاك أن نتشارك في تدريس المساق، وأن يكون فيه جانب عملي يتم خلاله إسناد نصوص من "مقدّمة ابن خلدون" لتطبيق الأداة التحليلية، وقد فعلنا في العام الدراسي ذاك. وكان اقتراحاً مذهلاً، وخصوصاً أن بعضهم يتعامل مع المقدمة الخلدونية بمحفوظاتٍ منها أكثر من استقصاء نصوصها التي حملت بحقّ مشروعاً حضارياً متكاملاً، وذهب بنا إلى تأسيس علم العمران السياسي والاجتماعي والحضاري في لغة علمية رصينة، فكان المحتوى الخلدوني، فضلاً عن مهارة تحليل النصوص، عملاً مفيداً لنا بصفتنا أساتذة درّسنا، وطلاباً درسوا في فرصة ذهبية هذه المقدمة ومحتوى فصولها بالدقة اللازمة والتحليل العميق الذي حمل لنا مقدّمات تأسيسية معمّقة.
توقف طلابٌ نابهون في هذا المساق على بعض المقولات الخلدونية الأساسية، وكان هناك أمران في مقدمة الاهتمام في التحليل والتفسير؛ مقولة "أن الظلم مؤذنٌ بخراب العمران"، بما يعد ذلك من سنة ماضية تشتمل في مكنونها على قوانين للانتظام السنني. وكانت المقولة الثانية "أن المغلوب مولعٌ أبداً بتقليد الغالب في زيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده.."؛ وهي مقولة لا تزال تقدم معاني وقوانين انتظام سنني صالحة لأن تقدم زاداً مهماً في النظر إلى المسألة التراثية والسؤال المتعلق بها؛ سواء أكان من آثارها النظر التقديسي للتراث أم النظر التبخيسي له؛ وهي مواقف أشار الكاتب إلى خطورتها بشأن الموقف المنهجي القويم من التراث والخارج عن حد التبنّي المقدِّس للتراث أو التجنّي المطلق عليه. قد يعيد تحليل المقولة الخلدونية واتخاذها مدخلاً إلى التفسير بناء الموقف القويم من تراث المسلمين، ولعل هذا ما نحاوله في هذا المقال. ورغم أن لتلك المقولة تفسيرات كبرى أخرى لا تتوقف عند حد الظاهرة الاستبدادية، أشير إلى مقال سابق في "العربي الجديد" يربط بين هذه المقولة والظاهرة الاستبدادية، وتشكيل السياقات القابلة لها، وقد يطول الأمر بنا لو أردنا استقصاء تلك المقولة الخلدونية وآثارها، خصوصاً ما يتعلق بتمثلاتها في الواقع؛ وها نحن نتوقّف عندها وعلاقتها بالتراث وأسئلته.
نظرة الإكبار وتوهم الكمال في المنتصر خطأ تدفع إليه طبيعة الهزيمة وليس كمال المنتصر
يفيدنا فحص هذه المقولة وتدقيقها في الوقوف على حقيقة المسألة التراثية والموقف منها غير متوقفين فقط عند معطيات التحليل، ولكن تلمس قواعد التفسير الكامنة فيها والوقوف عليها لتحديد مكانة التراث من هذه المقولة؛ التقليد فيها عادة اجتماعية وحالة جمعية؛ والاعتماد على المدخل النفسي في تفسير أسباب السلوك الإنساني، الاعتقاد بكمال الغالب أمرٌ مستقرٌّ في ذهن المغلوب، لعدة أسبابٍ، أهمها النفس ترى الكمال في من انتصر عليها بما وقر عندها من تعظيمه، خداع الذات ومغالطة النفس لتبرير أن الانقياد لا يكمن في قصور المغلوب، وإنما هو لكمال المنتصر. بمعنى آخر إن نظرة الإكبار وتوهم الكمال في المنتصر خطأ تدفع إليه طبيعة الهزيمة وليس كمال المنتصر؛ وأخيراً يرجع السبب أيضاً (في رأي ابن خلدون)، بالقطع، إلى الظن الخاطئ أن التغلب أو التفوق إنما يرجع إلى عادات الغالب وسلوكه؛ وليس إلى تمتّعه بقدر أكبر من الشجاعة وخشونة العصبية. والمحصلة في هذه الحال أن تؤدّي هذه التخيلات والأوهام إلى تبني المهزومين (المغلوبين) عادات وأسلوب حياة من تغلَّب عليهم وأخضعهم.
ومن الواضح الجلي، خصوصاً في الأمثلة والحالات التي رصدها ابن خلدون، أنه يتفهم جوهر مفهوم السلطة واحداً من أفعال الغالب والسلطة الكامنة والظاهرة فيه؛ ومن ثم كان تصنيف الغالب والمغلوب عنده واسعاً ممتدّاً يشمل كل من له سلطة أو قوة هيمنة على الآخر؛ وأن الأمر كما يتعلق بسلطان الداخل في نماذج فرعية ذكرها، فإنه يتعلق كذلك بسلطان الغلبة الخارجية وقانون الغلبة الحضارية بين الأمم والثقافات والحضارات؛ ظهر ذلك واضحاً في الفصل الذي أعقبه "في أن الأمة إذا غُلبت وصارت في ملك غيرها أسرع إليها الفناء"؛ "والسبب في ذلك والله أعلم ما يحصل في النفوس من التكاسل إذا ملك أمرها عليها وصارت بالاستعباد آلة لسواها وعالة عليهم فيقصر الأمل ويضعف التناسل والاعتمار ..".
وهنا نصل إلى بيت القصيد والمقصود في رؤيتنا لمقولة "المغلوب"؛ فالأمر هنا يتعلق بمفهوم "الولع"؛ ذلك المفهوم الذي عبر عن حالة نفسية فردية كانت أم جمعية ليتحول من حالة نفسية إلى حالة ثقافية وحضارية؛ مروراً بحالات وتحولات أخرى معرفية تبعية، وإدراكية في الفهوم والتصورات، ذهنية وعقلية، سلوكية واجتماعية، وقيمية مادية كانت أم معنوية؛ ومن المؤسف أن يتحول كل ذلك إلى مرجعية كلية؛ هذا المفهوم لا يقف بحال عند الحالة النفسية الأولى، ولكنه يتطور ضمن صناعة وقابلية، صناعة الولع من عمليات وآليات، ووسائل وأدوات، وسياسات وعلاقات، وأشكال ومجالات، ومواقف واتجاهات، وآثار ومتحصلات ومآلات. ولم يكن هذا كله يؤتي أثره المحكم لولا القابليات الداخلية؛ فالخارج والغالب لا يتمكنان من الداخل أو المغلوب إلا إذا مكّن لهما الداخل والمغلوب؛ ذلك أن قابليات الولع تنتظم لتحكم حلقة السيطرة والهيمنة في العلاقة بين الغالب والمغلوب.
ضمن المسألة التراثية، يبدو هنا أن إعمال المقولة الخلدونية والنظر بها تحليلاً وتقديمها إطاراً وتفسيراً يجعلنا نعيد النظر بالمسألة التراثية وسؤال التراث
نأتي إذاً إلى موقع المسألة التراثية من المقولة الخلدونية. ... ترتبط الفكرة هنا بهؤلاء المقدّسين للتراث الواقفين على بابه، إنه سلطان الماضي الذهبي، والسلطة الأبائية التي نعى عليها القرآن، وكذلك المدخل السلطوي القائم على فكرة طاعة الكبراء والسادات، والشاكلة الزمنية وسطوة الواقع وإملاءاته، والاحتماء بالماضي، والهروب إليه، وضغوط الماضي والواقع والمستقبل، وسلطة المصدر، والخلط المتعمّد بين الأصل المرجعي والتراث الاجتهادي، واحتكار سلطان التأويل، وحراس البوابات التراثية، إنها عناوين مختلفة من سلاطين الفكرة فصنعناها بأنفسنا، وهو أمرٌ وجد وسطاً مصطنعاً من النكوص التاريخي، ومقولة افترضت توقفاً اجتهادياً "ما ترك الأول للآخر شيئاً"، وفرية إغلاق باب الاجتهاد، وهو ما اجتمع في ميراث التقديس وعقليته.
وفي المقابل، ترى هؤلاء الذين وقعوا في نفي هذا التراث أو التعامل معه بغير ما تقتضيه اللياقة والملاءمة المنهجية في هذا المقام من التشبه بالغرب، والتشبع بحالةٍ من الدونيّة الحضارية، وجحر الضب الحضاري، والدخول في أوعية التنميط الحضاري وأحكام سلطان الحداثة وما بعدها والعولمة وسلطانها ونهاية التاريخ وصدام الحضارات والاستتباع والإلحاق في ظل عقلية اللحاق بالركب الحضاري وهندسة الخضوع والإذعان وسلطان الإعلان والترويج ونسخ وفسخ ومسخ التراث، ووصول البعض إلى موقف التراث العبء والقطيعة التراثية، إنها حالة توقع التراث من مقام الخصومة والاتهام والعداوة بل والعدوان عليه. ويبدو الأمر منطلقاً من فكرة مشروعية النظر والتناول التراثي من باب مشروعية الذاكرة الحضارية، ومشروعية الدراسة المنهجية، ومشروعية النقد والمراجعة والمساءلة التراثية ومشروعية التوظيف والتقديم الذاتي ومشروعية الفاعلية التراثية، ومشروعية الإحياء له والتجديد في قراءته.
مشروعية الخروج من حال المغلوب والولع هي من المداخل الأساسية في هذا المقام، وهي تقوم على منظومةٍ من المواقف والعمليات، مشروعية الخروج من حال التبعية وإملاءات الواقع الحضاري من الغالب، مشروعيّة الخروج من التحيز الغافل إلى الماضي أو الناقل من الغرب وعنه، مشروعية الجرأة المنهجية في نقد الغالب وأفكاره، مشروعية الخروج من الولع الحضاري بالتراث تقديساً، وبالحداثة ترويجاً، مشروعية الخروج من مقتضيات الحالة الاستبدادية، والتي تمكن لحال الغالب والعمل في ركابه، مشروعية حال الخصوصية الثقافية والوعي بأصول التعارف الحضاري. وأخيراً، مشروعية الخروج من المغلوبية استنهاضاً واستشرافاً والشروع في النهوض. ضمن المسألة التراثية، يبدو هنا أن إعمال المقولة الخلدونية والنظر بها تحليلاً وتقديمها إطاراً وتفسيراً يجعلنا نعيد النظر بالمسألة التراثية وسؤال التراث. ... عود على بدء، مشروعية سؤال التراث بين الغالب والمغلوب.
## جدلية المثقف والمعارضة والسلطة وإسقاطاتها عربياً
24 July 2025 11:38 PM UTC+00
دائماً ما كانت العلاقة بين المثقف والسلطة مُلْتَبَسَة، كان ذلك الحال في القدم وهو كذلك اليوم. تاريخياً، اتسمت العلاقة بين المثقف والسلطة بطابع جدليّ، تتراوح بين المعارضة والتصدي لها، والتعاون، بل وحتى التواطؤ معها والعمالة لها والتحول إلى أداة من أدواتها. ولذلك، كثيراً ما مررْنا، ونمر، على مثقفين ملتزمين مبدئياً وأخلاقياً. وبالتالي، تمَّ ويتم تهميشهم واستهدافهم، ولكنهم قد يجدون احتضاناً دافئاً من الجماهير، إذ قد يكونون يتحدّثون باسمهم ويعبرون عن همومهم. لكن، حتى هذا الاحتضان الجماهيري الدافئ قد يُحْرَمُ منه المثقف الملتزم، إذ إن نسبة واسعة من الجماهير قابلة للتعبئة والتجييش وتحويلها إلى طوابير من الدهماء بأمر من السلطان وأبواقه الإعلامية وقلبها ضد المثقف الملتزم بذرائع شتى، مثل الزندقة والهرطقة والعمالة والفساد والسعي إلى الإفساد... إلى غير ذلك. أيضاً، كثيراً ما مررْنا ونمرّ على مثقفين قبلوا على أنفسهم أن يكونوا من أبواق السلطة المهيمنة في سبيل تحقيق مصالح شخصية، أو حتى رهبة من صولجانها. وبالتالي، تصبح تلك علاقة جدلية تبادلية، بين المثقف والسلطة، أين يتحوّل هؤلاء المثقفون إلى "سحرة فرعون" في تثبيت حكمه وسرديته وتبرير قمعه وفساده، ويكون الثمن المقابل أن يكونوا هم من "المقرّبين" والمستفيدين من بنى السلطة والفرص التي تتيحها. بكلمة أخرى، هناك مثقف ملتزم، أو "مثقف عضوي"، حسب تعبير الفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي، وهناك مثقف انتهازي ومصلحي خائن لالتزاماته المبدئية والأخلاقية.
يضيف الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو بعداً آخر في جدلية المثقف والسلطة، إذ إنه يعدّ المعارضة السياسية صنو المثقف من ناحية الدور المفترض الذي تؤديه. وحسب مقاربة فوكو هنا، فإنه إذا كان وجود السلطة السياسية ضرورة لتنظيم المجتمعات ومنع انزلاقها نحو الفوضى، إلا أنها قد تؤدّي أيضاً إلى تفاوت طبقي وامتيازاتي بين أصحاب السلطة والخاضعين لها. تؤدي هذه الحالة إلى نشوء وضعية من التشبث بالسلطة والتعسف في توظيفها للحفاظ على تلك الامتيازات، وهو ما يؤدي في المقابل إلى بروز معارضة، كاستجابة اجتماعية، لإعادة ضبط جدلية العلاقة والتوازنات بين السلطة والمجتمع. ويرى فوكو أن المعارضة بهذا المعنى تصبح فاعلاً لا يمكن تجاهله أو الاستغناء عنه، ذلك أنها تُحدِث حالة ديناميكية من التوازن مع السلطة، بما يسهم في استدامة النظام السياسي وتعزيز شرعيته، إلا أن مقاربة فوكو لا تقف عند هذا الحد، إذ إنه لا يعتبر السلطة قمعية فحسب، بل هي إنتاجية تساهم في تشكيل الفكر والمعرفة أيضاً، وبالتالي، محاولة فرض ما تراه مشروعاً وما تراه غير مشروع. واستطراداً، فإن مثقفين ومعارضين كثيرين يتحولون بإرادتهم موظفين فيها ولديها. وانطلاقاً من ذلك، تعمل السلطة على تحديد من هو المثقف (المعارضة) المقبول(ة) الذي تُغدق عليه(ا) الأعطيات، ومن هو "المثقف الملعون" (حسب تعبير فوكو) (المعارضة الملعونة) الذي (التي) يتم استبعاده(ا) وتشويه سمعته(ا) واضطهاده(ا). ويذهب فوكو خطوة أبعد من ذلك عندما يقرّر أن السلطة كثيراً ما تعمل على منع المثقف أو المعارضة من مناقشة قضايا معينة في الفضاء العام ذلك أنها تعريها وتفضحها وتهدم السردية المزيفة التي تحاول ترسيخها في وعي الجماهير عبر أبواقها الإعلامية أو مثقفيها المتواطئين، أو المعارضة الشكلية التي صُنِعَتْ على عينٍ منها.
هناك مثقف ملتزم، أو "مثقف عضوي"، حسب تعبير غرامشي، وهناك مثقف انتهازي ومصلحي خائن لالتزاماته المبدئية والأخلاقية
نعود إلى غرامشي ومفهوم "المثقف العضوي" الذي طرحه. حسب غرامشي، يبنغي أن يكون المثقف منتمياً إلى النسيج الاجتماعي الذي يخاطبه، ومن ثمَّ نجد أنه يشدّد على ضرورة أن يكون المثقف منخرطاً في حركات وطبقات اجتماعية محدّدة، كطبقة العمال، للنضال عبرها والعمل على تغيير البنى المجتمعية الإكراهية التي فرضتها السلطة بقوتها الغاشمة. هذا المعطى مفهوم أن يأتي من غرامشي كفيلسوف ماركسي. لكن، وكما أشرنا سابقاً، لن تعدم السلطة الوسيلة لاستقطاب مثقفين أو معارضين إلى صفها، رغبة أم رهبة، بطريق الرشوة أم بطريق القمع، بل، وحتى عبر إتاحة المجال لهم لادّعاء وطنية أو قومية زائفة مزعومتين. حينها يسقط هؤلاء المثقفون والمعارضون في ضمير الناس ووعيهم، إذ إنه سينظر إليهم كخونة، ذلك أن الجماهير، كما يقول فوكو، قادرة على الاستغناء عنهم، إذ إنها (الجماهير) تعرف تماماً ماذا يجري، بل إنها تعرف ذلك بشكل أفضل من المثقفين والمعارضين. ومع ذلك، لا ينبغي أن تُنسينا معرفة الجماهير أمرين مهمّين هنا: أولهما، أن وعي وضمير نسبة معتبرة منها قابلان للاختطاف من السلطة ومثقفيها ومعارضيها الانتهازيين. والثاني، أن غالبية الجماهير المحصنة وعياً وضميريّاً ضد الاختطاف والتلاعب قد لا تجد طريقة أو قدرة للتعبير عن ما تؤمن به ورفض مزاعم السلطة وتزييفه، رهبة من قمعها وسطوتها.
لا أريد الاستطراد أكثر من ذلك في النقاش الفلسفي لجدلية علاقة المثقف (المعارضة) والسلطة، بقدر ما هي دعوة إلى إسقاط تلك المفاهيم مجرّدة على كثير من تفاصيل واقعنا العربي الآسن والمخزي في آن. خذ، مثلاً، حرب الإبادة الإسرائيلية-الأميركية في قطاع غزّة، وكيف تقوم بعض الأنظمة العربية بتزوير حقيقة مواقفها المتواطئة أو المُساهِمَةِ فيها. لا تقف بعض الأنظمة العربية عند ذلك الحد، بل إنها تخلق سرديات مزيفة عن ما تزعمه من مدِّ يد عون تقدمه لضحايا الإبادة، ثمَّ تطلق أبواقها الإعلامية، والمثقفين الانتهازيين المحسوبين عليها، والمعارضة التي صنعتها على عينها، ليهللوا ويصفقوا لها، في حين تمنع المثقفين العضويين والمعارضة الوطنية المُلْتزِمَةِ من كشف الحقائق وتعريتها. ومن تجرأ على فعل ذلك وجد اتهامات الخيانة و"نكران الجميل" جاهزة ومعدّة من أبواق السلطة وأدواتها، في حين تتفنّن الأخيرة في ممارسة هوايتها المفضلة: القمع والسحق. لكن، على السلطة ومن وافقها من مثقفيها الانتهازيين ومعارضاتها الشكلية أن يتذكّروا أن جلَّ الجماهير أوعى وأذكى منهم، وهم وإن لم يقدروا على البوح بحقيقة دواخلهم اليوم، إلا أنهم يختزنون غضباً عارماً يوشك أن يتفجر، وحينها لن يمنع طوفانه شيء، ولن يحد من قوة جرفه أي سدود أو رُدومٍ تُشَيّد.
## مجاعة غزة والقرار العربي
24 July 2025 11:38 PM UTC+00
تطالعنا عشرات الصور يومياً عن المجاعة الحاصلة في قطاع غزّة. أطفال ونساء وشيوخ يتوسّلون للحصول على كسرة خبز أو قليل من الطحين لإسكات الجوع. كثيرون من أهالي القطاع لجأوا إلى الماء والملح لمنع تعفّن الأمعاء من قلة الطعام، وآخرون حاولوا أكل ما تيسّر من أعشاب ليست مخصّصة للاستهلاك البشري. هذه الصور والمشاهد تلفّ العالم، وتستدعي يومياً وقفات احتجاج وحملات تضامن واسعة. ورغم أهمية هذه الوقفات والحملات، وما يمكن أن تحمله من تأثير على الحكومات الغربية، إلا أنها لا تزال عاجزة عن إدخال شاحنة مساعدات واحدة إلى القطاع المنكوب.
المفارقة المؤلمة أن مئات الشحنات المزوّدة بالغذاء والدواء، وكثير من المستلزمات الحياتية التي يٌحرم منها سكان غزّة، تتكدس على بعد أمتار قليلة من القطاع، حتى إن "أونروا" أكدت أن الشحنات الموجودة تكفي سكان قطاع غزّة ثلاثة أشهر، لكن هذا التصريح لا يمكن صرفه عملياً في غياب قرار من المسؤولين عن معبر رفح لكسر الحصار ومواجهة التعنّت الإسرائيلي في فرض الشروط على توزيع المساعدات.
يمكن وضع سيناريو افتراضي لكسر هذا الحصار. لنتخيّل أن القاهرة، وفي ظل ما نشاهده يومياً من معاناة غذائية في القطاع، اتخذت قراراً عاجلاً بفتح معبر رفح وإدخال عشرات الشاحنات التي ترفع العلم المصري. كيف يمكن أن يكون رد الفعل الإسرائيلي؟ هل ستعتدي دولة الاحتلال على الشاحنات، وتخاطر بالدخول في مواجهة مع مصر؟
من المستبعد أن يكون رد الفعل الإسرائيلي هكذا، فمثل هذا القرار المصري، المسنود بقرار سابق من القمة العربية، سيكون محلّ ترحيب وتهليل عالمي، ليس على المستوى الشعبي فقط، بل على المستوى الرسمي في ظل تبدّل المواقف الغربية بعد تفاقم المجازر الإسرائيلية. مثل هذا القرار سيعيد إلى القاهرة دورها الريادي العربي، خصوصاً في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وسيعزّز حضورها على المستوى العالني، باعتبارها عاملاً فاعلاً في الأزمات الإقليمية. لكن هذا القرار لم يصدر بعد، رغم أن كل الظروف جاهزة لصدوره، سواء على المستوى الإنساني في القطاع، الذي باتت أصداؤه تتردّد في أرجاء العالم، أو على المستوى السياسي الدولي مع تصاعد الانتقادات لإسرائيل والدفع بقوة إلى إنهاء عدوانها على قطاع غزّة.
ليست المشكلة في غياب مثل هذا القرار فقط، فالأنكى أن أي مظهر من مظاهر الدعم الاستعراضية لم يخرج من أي دولة عربية أو غربية، فخلال الأشهر الأولى من العدوان على قطاع غزّة، ومع شحّ المواد الغذائية، عمدت بعض الدول إلى إسقاط معونات غذائية جواً على القطاع. ورغم أن هذه الإنزالات لم تسد الرمق، وقتلت بعض الساعين إلى محاربة الجوع، إلا أنها على الأقل كانت محاولة للقيام بشيء ما لمساعدة سكان القطاع على تحمّل المعاناة التي يعيشون فيها.
تفاقمت اليوم هذه المعاناة إلى النحو الذي نراه يومياً على الشاشات العالمية. ومع ذلك، لم تلجأ أي من الدول إلى تكرار "إنزالاتها" التي بالتأكيد يحتاجها سكّان القطاع اليوم أكثر من أي وقت مضى.
هي أزمة قرار أيضاً في مواجهة التعنّت الإسرائيلي، فالإسقاطات السابقة ما كانت لتتم من دون التنسيق مع الجانب الإسرائيلي، الذي يبدو أنه اليوم رافضٌ تكرارَ مثل هذه العمليات. ... قد يكون من المفهوم ألا ترغب دول كثيرة محيطة بإسرائيل أن تخاطر بمواجهة دولة الاحتلال، التي باتت تعيش غطرسة قوة ممتدّة من إيران إلى اليمن وسورية ولبنان، لكن من غير المفهوم التضييق على المتضامنين مع الجائعين في قطاع غزّة، وحتى اعتقال بعضهم، ومنهم داخل فلسطين نفسها.
لم يعد مطلوباً من هذه الدول اتخاذ قرار لمواجهة، لكن المطلوب على الأقل عدم تجاهلها وكأنها غير حاصلة.
## حين يتحوّل الحياد حجباً للحقيقة
24 July 2025 11:38 PM UTC+00
يشكل فشل هيئة الإعلام العمومي البريطانية (بي بي سي) في تغطية حرب الإبادة في غزّة حالة رمزية لعجز نموذج الإعلام العمومي عن الاستقلالية المنشودة عن السياسة ومثاليات التعبير عن صوت الشعب بعيداً عن ضغط الحكومات أو رغماً عنها. اختارت الهيئة العمومية أن تشذّب أظافرها في تغطية غزّة، فخسرت اعتبارها نموذجاً لإعلام عمومي مهني، بحجة التوازن. وتناست أنه، قبل التوازن، حقيقياً كان أم مقولباً، ثمّة مهمة أساسية وأولية، وهي تغطية الحدث. لم تغب "بي بي سي" عن تغطية الحدث من الميدان في غزّة فحسب، بل رفضت نشر الشهادات المهمّة، والتي تكاد تكون فريدة من داخل ما بات يعرف بميدان للقتل، بحسب سرديات الأمم المتحدة عن الإبادة المتواصلة.
توصلت مراجعة داخلية أجرتها "بي بي سي" أخيراً عن قرارها سحب الفيلم الوثائقي "غزّة: كيف تنجو من منطقة حرب" بحجّة ان الطفل الراوي البالغ 13 عاماً هو ابن نائب وزير الزراعة في حكومة حماس، توصلت إلى أن الفيلم خالف المبادئ التحريرية للهيئة بشأن الدقة، وهو ما وجده الإعلام البريطاني والطبقة السياسية مناسبة لمزيد من نقد "بي بي سي"، والدعوة إلى التشديد ومزيد من الرقابة على المحتوى، إلا أن الإعلام تجاهل معلومة أساسية جاءت في التحقيق الداخلي، أنه لم يجد أي انتهاكات لقواعد تحريرية أخرى، بما في ذلك الحيادية، أو أن مصالح خارجية "أثرت بشكل غير ملائم على البرنامج". وكانت الأصوات المعارضة لبث الفيلم اعتبرت أنه لا يمكن أن يكون الفيلم حيادياً، نظراً إلى هوية الطفل الراوي. تجاهل التقرير أن الطفل، بصرف النظر عن هويته، يمثل معاناة الأطفال في حرب إبادة هم الضحايا الأبرز لها، إذ تستوعب غزّة العدد الأكبر من الأطفال ذوي الأطراف المبتورة، وقد أُصيب عشراتُ آلافٍ منهم، غالبيتهم العظمى لن يستعيد حياة طبيعية. وكانت الهيئة سحبت الفيلم من منصّتها الإلكترونية في فبراير/ شباط الماضي، بعد خمسة أيام من بثه، بحجّة أنه يحتوي على "عيوب خطيرة" ولامت شركة الإنتاج المستقلة (HOYO Films) كما لا تزال تلومها في تقريرها أخيراً حول تقصير الشركة عن كشف هوية الطفل. بعد ارتفاع الأصوات الناقدة، عادت الهيئة وأعلنت أنها قد تعيد إذاعة نسخة معدّلة عن الفيلم، ممارسة بذلك رقابة ذاتية على المحتوى، بصدد "تلطيفه" من أي نقل حقيقي وفج لمأساة أطفال غزّة.
لم تغب "بي بي سي" عن تغطية الحدث من الميدان في غزّة فحسب، بل رفضت نشر الشهادات المهمّة، والتي تكاد تكون فريدة من داخل ما بات يعرف بميدان للقتل
ومرّة أخرى، دفنت "بي بي سي" رأسها في الرمال، عندما قرّرت تأجيل ثم رفض بث الوثائقي "غزّة: أطباء تحت الهجوم" الذي قدم شهادة صادمة عن تعمّد تدمير القطاع الصحي في غزّة. قدّم الفيلم الذي عرضته أخيراً القناة البريطانية الرابعة إفادة مروّعة لممارسات الاعتقال والتعذيب والإهانة وغيرها من أشكال الضغوط التي يتعرّض لها الطاقم الطبي في غزّة إلى جانب القتل المتعمّد لعدد كبير منهم. تحججت "بي بي سي" بأنها مضطرّة إلى الامتناع عن بثّ الفيلم الذي كلفت به شركة إنتاج مستقلة (بيزمانت) بسبب إمكانية اعتبار الفيلم منحازاً إلى الفلسطينيين. في مقالة نشرتها صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، روى الصحافيان اللذان أعدا الوثائقي، راميتا نافاي وبن دي بير، خلفيات النقاشات التحريرية التي أدّت إلى منع نشر الفيلم، وكتبا أن قرار "بي بي سي" وقف الفيلم جاء بعد تأجيل عرضه ست مرات، بسبب خوف الهيئة من عرضه بعد تجربة الفيلم الأول عن أطفال غزّة والانتقادات حوله. وقد زعمت الهيئة أنها أوقفت عرض الفيلم بسبب تعليقات لنافاي ضد إسرائيل اعتُبرت مخلّة بمبدأ الحياد باعتبارها الراوية في الفيلم. ردّت الصحافية المتمرّسة والحائزة جوائز صحافية عدّة أن تعليقاتها جاءت بعد أن قررت "بي بي سي" عرض مقاطع قصيرة من الفيلم فقط في تلك المرحلة من النقاش بين الشركة المنتجة والهيئة العمومية. وكانت الصحافية تبلغت، في أحد الاجتماعات مع الإدارة، أن بعض تغريداتها كانت "منحازة"، وأن هذه التغريدات أعادت نشرها منظمات تكتب عادة عن الضحايا الفلسطينيين، ولا تعطي الحيز نفسه للطرف الآخر.
أضاعت "بي بي سي" مرّتين فرصة نقل المعلومة بشكل حقيقي ومهني
أضاعت "بي بي سي" مرّتين فرصة نقل المعلومة بشكل حقيقي ومهني من داخل ميدان حربٍ رهيبةٍ قبلت ألا تغطيها. قبلت أيضاً أن تخضع للضغوط السياسية، بعد أن نشرت وسائل الإعلام أخباراً عن كلام أعدته وزيرة الثقافة ليزا ناندي تحضيراً للقائها السفيرة الإسرائيلية، مفاده بأن "بي بي سي" تعاني مرض معاداة السامية. كما تساءلت ناندي في تصريحات صحافية عن سبب عدم طرد أي صحافي أو إداري من الهيئة من باب دفع ثمن بثّ الفيلم عن أطفال غزّة. وكانت قد أعلنت، في وقت سابق، أن الهيئة لن تُموّل من الضرائب العامة في حال إلغاء رسوم ترخيص التلفزيون التي اعتبرتها "رجعية"، لتزيد بذلك قلق الهيئة من مستقبلها المالي في ظل الضغوط المتزايدة عليها.
أجواء الرعب التي تعيشها "بي بي سي"، وقادت إلى رقابة ذاتية مشابهة لما يمارسه الصحافيون العرب وغيرهم في المؤسّسات الإعلامية الرسمية، لعلها الدليل على أن نموذج "بي بي سي" باعتبارها هيئة عمومية مستقلّة تماماً عن السلطة السياسية سقط ولا بد من استبداله. يعيد هذا الفشل طرح السؤال بشأن ماهية الحياد في حالاتٍ ترتكب فيها مجازر وجرائم حرب واسعة النطاق وكيف يمكن أن يتحوّل هذا المفهوم إلى مجرّد أداة لحجب المعلومة، حتى يسقط الضحايا بصمت في العتمة، ولا تثير أخبار سقوطهم حرج القاتل.
## تداعيات صعود منظومة 25 يوليو في تونس
24 July 2025 11:40 PM UTC+00
مثّلت أحداث 25 يوليو/ تموز (2021) لحظة مفصلية في تاريخ تونس السياسي الحديث، فقد أعلن الرئيس قيس سعيّد عقب احتجاجات شعبية محدودة عن إجراءات استثنائية جريئة وخطيرة، شملت تجميد البرلمان المنتخب، ورفع الحصانة عن النواب، وإنهاء مهام رئيس الحكومة هشام المشيشي وتولّيه زمام السلطة التنفيذية، في خطوة وصفها بأنها تهدف إلى "تصحيح المسار الثوري". وأثار ذلك التحوّل غير المسبوق في بنية الحكم جدلاً واسعاً بين من اعتبره استجابة حاسمة لإرادة شعبية أنهكها الفساد والتجاذبات الحزبية ومن رآه انزلاقاً نحو حكم فردي وتهشيماً لمكتسبات الديمقراطية التي راكمتها البلاد منذ الثورة (2011). وأحدثت المنظومة الحاكمة الجديدة تحوّلات عميقة على عدة مستويات: سياسية، اقتصادية، اجتماعية، حقوقية، وإعلامية، انعكست على بنية الدولة، وعلى موقع تونس إقليميّاً ودوليّاً. وبين خطاب رسمي يروّج استعادة السيادة الوطنية وتمكين الإرادة الشعبية ومحاربة "المنظومة الفاسدة"، وواقعٍ يشهد تعقيداً في الأوضاع العامة وتآكلاً تدريجيّاً في المؤسّسية والتعدّدية. تظلّ تداعيات "25 يوليو" موضوعاً حيويّاً، من المهمّ الوقوف عنده لتبيّن حصيلة هذه المنظومة بعد أربع سنوات من تولّيها مقاليد الحكم، ولفهم طبيعة المرحلة التي تمر بها البلاد وما يكتنفها من تعقيدات.
سياسياَ، مثّل صعود "منظومة 25 يوليو" نقطة تحوّل حاسمة في المسار السياسي الذي عرفته تونس بعد الثورة، فقد انتقلت البلاد عملياً من نظام برلماني معدّل إلى نظام رئاسي مطلق، يمنح قيس سعيّد صلاحياتٍ واسعة في إدارة البلاد على نحو وضع حدّاً للتنافس على الصلاحيات بين الرئاسات الثلاث، وجعل رئيس الدولة محور المنظومة الحاكمة. وساهم ذلك في الحدّ نسبيّاً من تشتّت اتخاذ القرار بين مؤسسات سيادية مختلفة. وانبنى هذا التوجّه على إنتاج نظام حكم أحادي، تأسّس على تفكيك النموذج الديمقراطي التشاركي الذي أبدعته الثورة وعلى تقويض التوازن بين السلطات الثلاث (التشريعية، والقضائية، والتنفيذية)، التي أصبحت مجرّد وظائف خادمة للسلطة المركزية بموجب الدستور الجديد (2022)، وتأكّد ذلك مع حلّ المجلس الأعلى للقضاء، وانتخاب مجلس نيابي وآخر للأقاليم والجهات مواليين لقيس سعيّد، الذي يعيّن رئيس الحكومة، ويراقب أداءها، ويملك صلاحية إقالتها. وهو ما أوجد نظاماً رئاسوياً مفرطاً في السلطة، قائماً على الشرعية الفردية، وعلى شعبوية الزعيم، لا على التوافقات الحزبية والتوازنات المؤسساتية وآليات الرقابة المدنية المتبادلة.
تراجعت مكانة الأحزاب السياسية والنقابات في المشهد العام، في ظل خطاب سياسي رسمي يُحمّل المنظومة السابقة مسؤولية الأزمات، ويُهمّش التعددية والتشاركية
كما تراجعت مكانة الأحزاب السياسية والنقابات في المشهد العام، في ظل خطاب سياسي رسمي يُحمّل المنظومة السابقة مسؤولية الأزمات، ويُهمّش التعددية والتشاركية، ما أدّى إلى تآكل الحياة السياسية ومؤسّسات الوساطة. وقد حاولت بعض المكوّنات المعارضة الوازنة، مثل جبهة الخلاص الوطني، وحركة مواطنون ضدّ الانقلاب، وحزب العمّال، والحزب الدستوري، الحدّ من نفوذ "منظومة 25 يوليو" وتحريك الشارع الاحتجاجي ضدّها. لكنّ تشتت تلك القوى السياسية وعدم وقوفها على أرضية برامجية موحّدة، واستنزافها بفتح ملفّات قضائية ضدّ قياداتها حدّ من قدرتها على تشكيل قوّة احتجاجية شعبية، مستدامة، مضادّة، على المنظومة الحاكمة. والمشهود حالة من الاستقطاب الحادّ بين مؤيدي مشروع "تصحيح المسار" ومعارضيه، وحالة من العزوف الجمعي عن ممارسة السياسة في ظلّ فقدان الثقة في الفاعلين السياسيين حكّاماً ومعارضين.
حقوقياً، أحدثت المنظومة تحولاً عميقاً في المشهد الحقوقي بتونس، فقد شهدت البلاد انحسار الحرّيات العامّة والخاصّة، التي كانت من أبرز مكاسب الثورة التونسية. وأدّى تأبيد التدابير الاستثنائية، وما تلاها من إلغاء لدستور 2014 وتكريس هيمنة السلطة التنفيذية على المجال العام، إلى غياب آليات الرقابة والمساءلة، ما أفسح المجال لممارساتٍ تمسّ بحرية التعبير والتجمع والتنظيم. وشهدت حقبة ما بعد 25/07/2021 اعتقال معارضين سياسيين بارزين، ونشطاء، وصحافيين، ومحاكمتهم على خلفية آرائهم أو تدويناتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، بموجب المرسوم الرئاسي عدد 54 الذي فرض قيوداً صارمةً على حرّية التعبير. كما ظهرت محاكمات بتهم فضفاضة مثل "الإساءة إلى الأمن القومي" أو "نشر أخبار كاذبة"، أو "ارتكاب أمر موحش ضدّ رئيس الجمهورية" بناء على الفصل 67 من المجلة الجزائية التي صدرت في عام 1913، وهو قانون قديم، كان يهدف لحماية العائلة الحاكمة في زمن البايات. وانتقدت تلك المحاكمات منظمات حقوقية دولية وازنة، مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، معتبرة أن تونس تعود إلى مناخ تقييدي للحريات يشبه إلى حدّ ما فترات ما قبل 2011.
لم تنجح حكومات الرئيس في إبداع مناويل تنموية جديدة، وإرساء معالم اقتصاد تكاملي، إنتاجي، ناجع
كما أثّرت "منظومة 25 يوليو" بشكل ملحوظ على ديناميكية منظمات المجتمع المدني في تونس، التي كانت منذ الثورة أحد أهم روافد الانتقال الديمقراطي ومراقبة الحياة العامة. بعد إعلان التدابير الاستثنائية، دخلت العلاقة بين السلطة التنفيذية والمجتمع المدني مرحلة توتر ملحوظة، حيث اتسم خطاب أنصار الرئيس سعيّد تجاه هذه المنظمات بنبرة اتهامية رافضة لنشاط عدد من الجمعيات الأهلية والحقوقية، ودأبوا على توجيه اتهاماتٍ لمنظمات محلية ودولية بـ"العمالة للخارج" أو "التدخل في الشأن الوطني"، ما أسّس لمناخ من التشكيك والعداء الرمزي تجاه العمل المدني. وواجهت بعض الجمعيات صعوبات إدارية ومالية، حيث جرى تضييق الخناق على تمويلها الأجنبي، أو فرض رقابةٍ على أنشطتها. كما جرى استدعاء بعض رؤساء الجمعيات للتحقيق، خصوصاً التي تُعنى بالحرّيات وحقوق الإنسان أو تراقب سير الانتخابات. كذلك، تراجع انخراط مؤسسات الدولة في التشاور مع المنظمات المستقلة، سواء في صياغة القوانين أو تنفيذ السياسات، ما قوّض مبدأ التشاركية والرقابة المدنية الذي يُعد من مكتسبات دستور 2014. لكنّ ذلك لا يمنع من الإشارة إلى أنّ منظمات مجتمع مدني استمرّت في تنظيم وقفات احتجاجية للتنديد ببعض تجاوزات السلطة التنفيذية، ومساندة معتقلين على خلفيات سياسية، ولعبت دوراً محورياً في رصد الانتهاكات والترافع من أجل إعمال مدوّنة حقوق الإنسان واستعادة مشروع الديمقراطية التشاركية في البلاد.
وفي سياق متّصل، نجحت منظومة 25/07/2021 في احتواء وسائل الإعلام العمومية، بإحداث تغييرات في إدارات التحرير أو فرض خط تحريري مهادن. وساهم هذا التحوّل في إضعاف التعدّدية الإعلامية وتراجع ثقافة الرأي والرأي الآخر، وهو ما أثّر سلباً على جودة الخطاب الإعلامي ومصداقيته. واستُخدمت قوانين غير متخصّصة، مثل قانون مكافحة الإرهاب والمراسيم الرئاسية الجديدة، لمحاكمة إعلاميين على خلفية نشر آراء أو تقارير اعتُبرت "مُحرّضة" أو "مُسيئة لمؤسّسات الدولة ورموزها"، في سابقةٍ أعادت إلى الأذهان ممارسات الرقابة السلطوية التي كانت سائدة قبل2011. وأشار تقرير "مراسلون بلا حدود" لسنة 2025 إلى تراجع تونس في مؤشر حرية الصحافة، فقبل خمس سنوات كانت في المرتبة 72 عالمياً، فيما أصبحت اليوم في المرتبة 129.
فقدت تونس صورتها باعتبارها ديمقراطية استثنائية في المنطقة
على الصعيد الاقتصادي/ المعيشي، ورثت المنظومة اقتصاداً متهالكاً على امتداد عقود، تأسّس على الريع والجباية، والاقتراض من البنوك المحلّية والدولية. ولم تنجح حكومات الرئيس في إبداع مناويل تنموية جديدة، وإرساء معالم اقتصاد تكاملي، إنتاجي، ناجع. وظلّ المواطن يعاني ويلات تدهور المقدرة الشرائية بسبب تجميد الأجور، والارتفاع غير المسبوق في أسعار المواد الاستهلاكية، فضلاً عن ندرة مواد أخرى، وتسجيل نقص في توفير عدة أدوية حيوية. ويجد الناس صعوبة في الوصول إلى خدمات القُرب (الكهرباء، الماء، التطهير...)، بسبب تعقيدات إدارية شتّى. وذلك رغم توصيات سعيّد المتواترة بتعصير الخدمات الإدارية والمرافق العمومية. وأثرت البيروقراطية وحالة عدم اليقين سلباً على مناخ الأعمال، فقد علّقت بعض الشركات الأجنبية استثماراتها أو خفّضت نشاطها. كما واجهت الدولة صعوبات في تعبئة الموارد من السوق الداخلية والخارجية، ما اضطرّها إلى الاعتماد بشكل متزايد على التمويل الداخلي (اقتراض من البنوك المحلية)، ما زاد من الضغوط على القطاع البنكي وأثر على وفرة السيولة. لكن ذلك لا يحجب أهمّية المبادرة الرئاسية بتغيير قانون الشغل، على نحو يحسّن من الوضع المهني لبعض العمّال، ويحدّ من ظاهرة التشغيل الهش. كما استعاد قطاع السياحة عافيته، وتحسّنت وتيرة إنتاج الفوسفات بعد تعثّر دام طويلاً.
خارجياً، فقدت تونس صورتها باعتبارها ديمقراطية استثنائية في المنطقة، وهي المكانة التي كانت تمنحها وزناً في المحافل الدولية، وتفتح لها أبواب الدعم الغربي. لكنّها حافظت على دعمها الرسمي والشعبي للقضية الفلسطينية، واتجهت بعد 25/07/2021 إلى البحث عن شراكات جديدة مع الشرق (الصين، وروسيا، وإيران...)، وهو ما يعتبر تحوّلاً نسبياً في تموقعها الجيوسياسي.
ختاماً، تقتضي المرحلة الراهنة، أكثر من أي وقت مضى، مقاربة عقلانية/ نقدية لما أفرزته "منظومة 25 يوليو"، من أجل بلورة مسار إصلاحي/ تشاركي، ينفتح على مكوّنات المجتمع المدني، ويبعث برسائل طمأنة إلى الداخل والخارج، ويُعيد للتونسيين الثقة في الإدارة والدولة، ويصون الحريات، ويعزّز الاستقرار والديمقراطية بشكل متوازن ومستدام.
## راديكالية ولكنها خاطئة
24 July 2025 11:40 PM UTC+00
أطلقت الجامعة الأميركية في بيروت (مكتب البند السابع Title IX)، في عام 2008، ومن إطار الاهتمام بمبادئ "التنوّع والإنصاف والشمول" (DEI)، في خطوة مؤسسية طال انتظارها لمكافحة التمييز والتحرش. حظيت هذه المبادرة بإشادة واسعة، لكن بعد أيام قليلة من تدشينها، تسلمت شكوى أثارت انتباهي إلى التناقضات البنيوية الكامنة وراء هذه الخطوة المتقدمة ظاهراً. جرى اختيار ممرّضة فلسطينية، وهي خرّيجة من الجامعة، للعمل في مركز الجامعة الطبي، إلا أن قسم الموارد البشرية منع توظيفها في نهاية المطاف. وعندما علمت بأبحاثي عن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وحالتهم الاجتماعية - الاقتصادية والمدنية، لجأت إليّ طالبةً مساعدتي. أرسلتُ رسالة تفصيلية إلى مكتب البند التاسع الجديد، طالباً إنصافها من تمييز واضح في تقديري. جاء الرد من رئيسة المكتب متعاطفاً ومندهشاً في الوقت نفسه، لأن أول شكوى رسمية لم تتعلق بالتحرّش الجنسي. طلبت المزيد من التفاصيل، وأقرّت بعدم عدالة استثناء اللاجئين الفلسطينيين. وبعد شهرين، جاء الرد سلبيّاً، مشيراً إلى أن قانون العمل اللبناني هو العائق للسماح لها بالعمل. فأجبتها بأنه إذا تبنّينا بصرامة القانون اللبناني، فإن مسائل متعددة جوهرية في مهمة المكتب، وخصوصاً المتعلقة بالجنس، ستصبح مستحيلة للتعامل معهم.
تجسّد هذه الحادثة مشكلة أعمق، فالنموذج التوجيهي لـ"DEI"، كما يُطبّق غالباً، يضع التمييز بين فرد وآخر في الصدارة على حساب أشكال التهميش النسقية والاستعمارية. إنه شديد التركيز على الفردية، ويتجاهل الظلم الجماعي والبنيوي، خصوصاً حين يمسّ أولئك الذين يصنفون كـ"الآخر": اللاجئين، الشعوب المستعمرة، أو عديمة الجنسية.
اليوم، في ظل ما تصفها مؤسّسات حقوق الإنسان الدولية بالإبادة في غزّة، يجب أن نعيد النظر النقدي في دور المؤسّسات الأكاديمية في مواجهة العنف البنيوي والاستعمار الاستيطاني. وقد ذهب الرئيس الأسبق للجمعية الدولية لعلم الاجتماع (ISA)، ميشيل بوراوي، إلى حد القول إن دعم النضال الفلسطيني هو "الاختبار الحاسم" لسوسيولوجيي العالم بالتزامهم برسالة السوسيولوجيا في مقاله "Why and How Should Sociologists Speak Out on Palestine؟".
المشاركة في المنتديات الأكاديمية العالمية فرصة لتحدّي المركزية الأوروبية، ولإبراز أصوات الشعوب المستعمَرة وبالذات أولئك الذين يعانون اليوم
لطالما قاومت الجمعية الدولية لعلم الاجتماع وصف إسرائيل بالدولة الأبارتهايد، أو اعتبار سياساتها في الأراضي الفلسطينية استعماراً استيطانيّاً، كما رفضت دعم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، مع العلم أن المقاطعة لا تستهدف الأفراد الإسرائيليين المشاركين في الفعاليات الأكاديمية، بل تتبنّى مقاطعة مؤسّسية لجميع المؤسّسات الأكاديمية الإسرائيلية التي لا تعترف بحقوق الفلسطينيين، كما وردت في نداء حركة BDS، غير أن ضغوطاً متزايدة وصمت الجمعية الإسرائيلية لعلم الاجتماع (ISS) أمام المجزرة الجارية في غزّة دفعت الجمعية الدولية لعلم الاجتماع إلى اتخاذ خطوة تاريخية وأخلاقية: تعليق العضوية الجماعية لـ"ISS". وإن تأخّر هذا، فإنه يتسق مع موقف سابق لـ"ISA" حين علّقت عضوية الجمعية الروسية إثر غزو أوكرانيا. إنه قرار عادل، ومتسق، لكنه يستدعي تأسيساً أخلاقيّاً أعمق.
بناء على ذلك، أقترح أن تعتمد "ISA" مدوّنة أخلاقية شاملة تتجاوز الإطار الفرداني لنموذج "DEI"، وتدين صراحةً كل أشكال الاحتلال وفق القانون الدولي وشرعية الأمم المتحدة، بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والاحتلال الروسي لأوكرانيا. كما يجب أن يتحفّظ على قبول أي علماء ينتمون إلى مؤسّسات احتلالية تعمل في أراضٍ محتلة بأن يكونوا أعضاء في "ISA" أو يشاركون في نشاطاتها.
اعتبر هذا الموقف معقولاً ووسطياً بين "راديكاليتين"، كلاهما يفشلان في اجتياز الاختبار الأخلاقي. يقوم الأول على مفهوم مطلق للحرية الأكاديمية، فيرفض أي مقاطعة مؤسّسية حتى لو كانت المؤسّسة جزءاً من منظومة القمع، من خلال البحث العسكري، وبرامج تدريب الجنود، ودعم البنية التحتية للجيش، وقمع حرية الأكاديميين الفلسطينيين، تماماً كما توسّعت الأنثروبولوجية الإسرائيلية مايا ويند في كتابها "أبراج عاج وحديد: كيف تنكر الجامعات الإسرائيلية حرية الفلسطينيين" (2024). وتُعد الجمعية الألمانية لعلم الاجتماع (DGS) مثالاً حيّاً على هذا الموقف؛ إذ أصدرت بياناً خاطئاً حول موقف "ISS" وتدافع عن استمرار تمثيلها في "ISA"، رغم صمتها تجاه الإبادة والاحتلال.
وبحسب تحقيقٍ أجراه "علماء اجتماع عالميون من أجل فلسطين"، فإن "ISS" لم تُصدر أي بيانٍ يتضمّن إدانات واضحة للاحتلال أو الإبادة منذ عام 2023. بل اكتفت بإدانة التمييز ضد الفلسطينيين في الجامعات الإسرائيلية، من دون التطرّق إلى بنية الواقع الاستعماري برمته. وعلى النقيض، سبقت "ISS" سريعاً في إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا. وفي الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أصدرت بياناً وصفت فيه أحداث "7 أكتوبر" بأنها "إرهاب"، لكنها تجاهلت سياق الاحتلال والعنف الاستعماري الطويل في غزّة. ويُعدّ هذا التجاهل موقفاً سياسيّاً بحد ذاته. كما تحتفظ "ISS" بقسم "العسكرية والأمن"، الذي نظم جلسة بعنوان "أطلق النار ولا تبك" في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، لتحليل استراتيجية العنف في غزّة والضفة الغربية. وكان رئيس أحد الشُعب، البروفيسور (المقدم احتياط) عوزي بن شالوم، قد خدم في الوحدة 8200 للجيش الإسرائيلي، ويقوم بأبحاث عسكرية. هذا كله مهم. في عالم عادل، حيث لا يُعامل العرب كإثنية دونية، لما تطلبت مقاطعة هذه المؤسسات شرحاً، مثل مقاطعة دولة أبارتهايد جنوب أفريقيا.
كنت آمل أن تعبّر "DGS" عن قلق أكبر بشأن تزايد حالات فصل الأكاديميين، خصوصاً الفلسطينيين وحلفائهم، من الجامعات الألمانية بذريعة "مكافحة معاداة السامية" (راجع مقالتي "الاستقطاب المجتمعي والحرية الأكاديمية في زمن الليبرالية الرمزية"، مجلة سياسات عربية، العدد 67، مارس/ آذار 2024). حين ألقيتُ محاضرة في أوسلو عن الحرب على غزّة، كرّر أحد الحضور الحديث عن معاداة السّاميّة الطافح في أوروبا، عازياً ذلك إلى المتظاهرين الذين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزّة، وإلى حلّ سياسي للاحتلال الإسرائيلي. سألته عن معركة الجزائر في نهاية الخمسينيّات والإبادة الجماعيّة التي قامت بها ألمانيا في ناميبيا ببداية القرن العشرين، وما إذا كان من الطبيعي ادّعاء أنّ الجزائريِّين كانوا مناهضِين للفرنسيِّين، أو أنّ الناميبيِّين مناهضون للألمان، أو حتى إن كانوا مناهضِين للمسيحيّة.
اتخاذ موقف "راديكالي" ليس بالضرورة فضيلة. بدون وضوح أخلاقي، وتأمّل نقدي ذاتي، وفهم حسّاس للسياق، قد تتحوّل الراديكالية إلى دوغمائية
يدعو الشكل الثاني من "الراديكالية" إلى مقاطعة الأفراد. وهذا ينطوي على خطر التمييز بناءً على الجنسية. لقد دعا ناشطون إلى التحرّي/ المراجعة الأمنية (vetting) لكل أكاديمي إسرائيلي، واشتراط أن يصدُر بيانٌ يندّد بالاحتلال. لكن هذا الفحص، مهما كانت النيّات حسنة، غالباً ما يتحوّل إلى شكلٍ غير ليبرالي من الرقابة وأساس استبعاد حسب الجنسية، ففي جامعات، مثل جامعات أميركية كثيرة، أدّى هذا المنطق إلى استبعاد منظّم للسوريين والإيرانيين، بغضّ النظر عن آرائهم السياسية. ومن الممكن أن يصبح الأمر أسوأ: لا أعلم حتى إن كان هناك حظر على أشخاص بسبب مواقف نقدية تجاه إدارة الولايات المتحدة. المنهج الأكثر ليبرالية وحواراً يكمن في تمكين الأفراد من اتّباع ضمائرهم، حضوراً أو امتناعاً عن حضور جلسات كما يختارون، مميزين المتحدث الإسرائيلي الذي يقدّم خطاباً "بروباغندياً" أو خطاباً تحاورياً.
يقودني هذا إلى الجدل حول منتدى السوسيولوجيا العالمي 2025 في الرباط، الذي حضره أكثر من 4500 باحث، بينهم نحو 170 مغربياً و40 آخرين من العالم العربي. وبالرغم من قرار تعليق عضوية "ISS" من ISA، دعا ناشطون إلى مقاطعة المنتدى بالكامل (مشيرين إلى تطبيع المغرب وتعاونه العسكري مع إسرائيل). وبينما هذا الحذر مشروع، لم يتم بناء حملة المقاطعة على أساس محاكمات أخلاقية، بل على نقاء قانوني صلب لا يأبه للسياق والاعتدال ومبدأ "الأقل ضرراً".
من ناحية، ومع تهميش السوسيولوجيا العربية في الأكاديميات العالميّة، يمثل منتدى الرباط فرصة نادرة لعرقلة الهيمنة المركزية ولإدخال البحث العربي في حوار عالمي. كما أن توقيت الدعوة إلى المقاطعة (قبل ثلاثة أسابيع من المنتدى) جعلها غير واقعية لمشاركين عديدين، بمن فيهم صاحب هذه المقالة، ممن سبق أن دفعوا رسوم التسجيل والحجز وتذاكر الطيران التي لا يُردّ جزء كبير منها.
من ناحية أخرى، هناك من يدعو إلى إرسال رسالة واضحة إلى "ISA" والسلطات المغربية: طالما أن إسرائيل تعمل كدولة احتلال استيطاني، فلا بد أن تُطبق مبادئ حركة BDS بلا تحفظ. ومن هذا المنظور، ليس كافياً استهداف الجلسات المشاركين الإسرائيليين فقط، بل تُعتبر مقاطعة المنتدى بكامله موقفاً أخلاقيّاً يصب في خدمة الحقوق الفلسطينية.
في ظل ما تصفها مؤسّسات حقوق الإنسان الدولية بالإبادة في غزّة، يجب أن نعيد النظر النقدي في دور المؤسّسات الأكاديمية في مواجهة العنف البنيوي والاستعمار الاستيطاني
ولاحظنا بروز تناقض بين فريقين: واحد يُفضّل المقاربة القانونية الجامدة، والآخر يُؤكد على الحجاج الأخلاقي والسياسي. فالأول غالباً ما يتبنى مواقف صارمة، متردداً في الاعتراف بالغنى الأخلاقي والرمزي للمقاطعة باعتبارها أداة استراتيجية، ووسيلة لدعم الحقوق الفلسطينية ومواجهة الهياكل القمعية، وليست هدفاً بحد ذاتها. وهذا الاختلاف يعكس نقاشاً أعمق بشأن دور الانخراط الأكاديمي في سياقات الظلم البنيوي: ليس فقط في نقده وإدانته ولكن فتح فضاء للتحاور.
وليس هذا التعنت القانوني بجديد: فقد ظهر انقسام مشابه في وقت سابق من هذا العام بشأن الفيلم الفلسطيني – الإسرائيلي الحائز على أوسكار "لا أرض أخرى" (No Other Land)، فهناك من نادى بمقاطعته ودان الفيلم بسبب أحد مصادره التمويلية، في حين رآه آخرون عملاً نقدياً مهمّاً في كشف الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي في ظلّ النضال الملحّ اليوم لوقف الإبادة الجماعية في غزّة. وقد عقلنت مجلة الدراسات الفلسطينية هذا الجدل، بتخصيص محور خاص من سبع مقالات، منها ما يؤيد المقاطعة ومنها ما يرفضها (عدد 143).
والمفارقة أن مدافعين عن نظرية ما بعد الاستعمار والديكولونالية (تفكيك الاستعمار) لا يدركون أن المشاركة في المنتديات الأكاديمية العالمية بحد ذاتها فعل ديكولونالي وفرصة لتحدّي المركزية الأوروبية، ولإبراز أصوات الشعوب المستعمَرة وبالذات أولئك الذين يعانون اليوم.
خلاصة القول، اتخاذ موقف "راديكالي" ليس بالضرورة فضيلة. بدون وضوح أخلاقي، وتأمّل نقدي ذاتي، وفهم حسّاس للسياق، قد تتحوّل الراديكالية إلى دوغمائية. ولهذا اخترت لهذا النص عنواناً: راديكالية ولكنها خاطئة.
## قمع المرأة السورية ووجوه متغيّرة للسلطة
24 July 2025 11:40 PM UTC+00
خرجت شابّات سوريات، في مارس/ آذار 2011، إلى سوق الحميدية، القلب الرمزي لدمشق، ورفعن لافتة: "أوقفوا القتل... نريد أن نبني وطناً لكل السوريين"، بينهنّ ديما بالي، التي ضُربت يومها، شُتمت، وسُحلت في السوق وسط صرخات النساء وخوف المارة. واليوم، في يوليو/ تموز 2025، تُضرب زينة شهلا أمام مجلس الشعب، لأنها وقفت بعبارة: "دم السوري حرام". المصادفة قاتلة، والمفارقة أليمة: من قمع السلطة إلى قمع "المجتمع"، من شبّيحة الأسد إلى شبيحة السلطة الراهنة.
في 2011، كان القامع واضحاً: نظام أمني - عسكري تديره أجهزة المخابرات، يعرف كيف يقمع، ولم يكن يعتذر. في 2025، القامع ملتبس: "نشطاء"، "أحزاب جديدة"، و"قوى مجتمعية"، تمارس القمع باسم "الوطن"، أو "الدين"، أو حتى "المجتمع المدني"، وكلّها تتغذّى على سرديات رجولية سلطوية. كان شبّيحة بشّار يضربون باسم القائد. الشبّيحة الحاليون يضربون باسم "الحقيقة"، أو "الوطن البديل"، أو "الحشمة"، أو "الوعي الجمعي"، لكن بأدوات لا تختلف: الإذلال، التشهير، الشتيمة، الإسكات.
حمل القمع السياسي في سورية، منذ البداية، طابعاً جندريّاً. النساء لسن فقط ضحايا عرضيات، بل أهداف ممنهجة. سُحبت ديما بالي من شعرها في 2011. وُصفت زينة شهلا بـ"العاهرة" و"المأجورة". الشتائم نفسها. اللغة نفسها، وإن تغير الشعار من: "مين أنتو؟" إلى: "فشرتي تحكي باسمنا". السلطة، حين تُهدَّد امرأة تخرج عن طوع "القائد" أو "القبيلة"، تستدعي فوراً أدوات الإهانة الجسدية والجنسية، لإرجاعها إلى "حدودها" المفترضة. سواء كانت تلك السلطة بعثية، دينية، أو حتى "مدنية".
لم يعد القمع حكراً على نظام الأسد، بل توزّع بين أيدٍ متعددة: عسكرية، دينية، أو حتى "مدنية
ما يثير الرعب أكثر ليس فقط أن العنف يتكرّر، بل أن إنتاجه تعيده المعارضة نفسها، من القوى "البديلة" التي تدّعي تمثيل الشعب. لم تُضرب زينة من مخابرات الأسد، بل من تيار يزعم أنه يمثل "الوعي الجديد". إنه التحول الأخطر: أن تصبح الأدوات القمعية جزءاً من اللغة الثورية. أن ينقلب الهامش إلى نسخة مشوّهة عن المركز. أن تنتقل أدوات التشبيح من الكتف العسكرية إلى اللافتة السياسية.
وفي مكان آخر من هذا المشهد السوري المتكرّر، تعرضت سيما عبد ربه، المستشارة في وزارة الاقتصاد، لحملة من الشتائم والاتهامات بالخيانة العظمى لأنها طالبت بتدخل الأمم المتحدة والأردن طرفين حيادين لتقييم الوضع في السويداء، ما جعلها تنسحب من الحكومة. جاءت استقالة سيما لتضيف طبقة أخرى إلى هذا الفشل البنيوي في احتواء الصوت النسائي. لم تستقل فقط بسبب موقف سياسي، بل أيضاً بسبب استحالة الاستمرار داخل مؤسّسات تجمل وجه النظام. لم تتحمل أن تكون مجرّد اسم نسائي في قائمة ذكورية تحكمها التوازنات والولاءات لا المبادئ. مثل ديما وزينة، اختارت ألا تصمت، لكن بصيغة مختلفة: عبر الانسحاب. انسحاب كرفض، كصرخة مكتومة.
متى ستُعامل المرأة السورية ككائن سياسي وفكري، لا كجسد يُهان لمجرّد اختلافها؟
بين 2011 و2025، تغيرت وجوه الحكام، لكن البنية السلطوية الذكورية بقيت. لم يعد القمع حكراً على نظام الأسد، بل توزّع بين أيدٍ متعددة: عسكرية، دينية، أو حتى "مدنية". وفي قلب هذا الظلام، تبقى أصوات النساء السوريات تنادي بالحقيقة وترفض القتل. السؤال اليوم ليس فقط عن سقوط الديكتاتور، بل عن سقوط منظومة القمع بأكملها. هل يمكن لسورية أن تبني مستقبلاً لا تُضرب فيه المرأة لأنها تقول الحقيقة؟
رغم قسوة القمع، تظل النساء السوريات رمزاً للمقاومة والتحدّي. ديما وزينة وسيما ليست أسماء معزولة، بل حلقات في سلسلة طويلة من النساء اللواتي يرفضن الصمت. من رزان زيتونة، التي اختطفت لدفاعها عن الحقوق، إلى ناشطات السويداء اللواتي ينظمن الاحتجاجات رغم التهديدات اليومية، تستمرّ المرأة السورية في مواجهة السلطة الذكورية بكل أشكالها. لكن السؤال يبقى: متى ستُعامل المرأة السورية ككائن سياسي وفكري، لا كجسد يُهان لمجرّد اختلافها؟
هل يمكن للنساء السوريات، من ديما إلى زينة وسيما، أن يحلمن بنظام سياسي يجرّم الاعتداء على كرامتهن وسمعتهن؟ نظام يحميهن من التشويه الناتج عن اختلاف الرأي، بدلاً من إجبارهن على الانسحاب من المشهد العام، كما يحدث لكثيرات؟ تظلّ مقاومة هؤلاء النساء، رغم قسوة القمع، شعلة أمل تدعو إلى تفكيك منظومة الإخضاع الذكورية وبناء مستقبلٍ لا تُسكت فيه الحقيقة.
## واردات الصين من الطاقة الأميركية تلامس الصفر
25 July 2025 12:33 AM UTC+00
تراجعت واردات الصين من النفط والغاز الطبيعي المسال والفحم من الولايات المتحدة إلى الصفر خلال يونيو/حزيران 2025، للمرة الأولى منذ قرابة ثلاث سنوات، في مؤشر جديد على تعمق الفجوة التجارية بين بكين وواشنطن قبل استئناف مفاوضات حاسمة مرتقبة بين الطرفين. وبحسب بيانات صادرة عن الجمارك الصينية أمس الخميس، فإن الشحنات الأميركية من النفط الخام إلى الصين توقفت بالكامل خلال الشهر الماضي، بعدما بلغت نحو 800 مليون دولار في يونيو 2024، ما يعكس، وفقاً لـ"بلومبيرغ"، تغيراً استراتيجياً في سياسة بكين تجاه تنويع مصادرها بعيداً عن الولايات المتحدة.
وقالت نائبة رئيس قسم أسواق السلع في شركة ريستاد إنرجي النرويجية لين يي إن التراجع "لا يرتبط بعوامل التكلفة والمسافة فقط، بل يعكس أيضاً رداً مدروساً على استمرار العقوبات الأميركية والتوترات السياسية والتجارية مع الصين"، مضيفة أن "بكين ترسل رسالة واضحة بأنها لن تخضع للضغوط الأحادية. وتخضع صادرات الطاقة الأميركية إلى الصين، منذ فبراير/شباط الماضي، لرسوم جمركية تتراوح بين 10% و15%، ما جعل من الصعب على الشركات الصينية الاستمرار في الشراء بكفاءة اقتصادية، وهو ما دفع العديد من الشركات إلى إعادة توجيه الشحنات الأميركية نحو أوروبا وآسيا بأسعار أعلى.
وفي الوقت نفسه، سجلت واردات الصين من الغاز الطبيعي الأميركي صفراً للشهر الرابع على التوالي، بينما تراجعت مشترياتها من الفحم الأميركي إلى بضع مئات من الدولارات فقط، مقارنة بـ90 مليون دولار في يونيو 2024، بحسب بيانات "تريد داتا مونيتور".
وكانت الصين قد التزمت، بموجب اتفاق المرحلة الأولى التجاري الذي جرى توقيعه في 2020 أثناء ولاية ترامب الأولى، بشراء كميات أكبر من السلع والطاقة الأميركية. لكن جائحة كورونا وانخفاض الطلب العالمي أعاقا تنفيذ هذه الالتزامات، ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، عاد التوتر بقوة إلى المشهد.
وتأتي هذه التحولات في التوقيت الذي أعلن فيه وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أنه سيلتقي نظيره الصيني في استوكهولم الأسبوع المقبل، في جولة ثالثة من محادثات حاسمة تهدف إلى تمديد التهدئة الجمركية قبل انقضائها في 12 أغسطس/آب المقبل.
وقال بيسنت إن جدول أعمال المحادثات المقبلة سيشمل أيضاً مشتريات الصين من النفط الروسي والإيراني الخاضع للعقوبات الأميركية، وسط تهديدات واشنطن بفرض رسوم ضخمة على الدول المستوردة للطاقة الروسية، وهو ما يشكل مخاطرة كبرى لبكين، لكنه قد يتحول إلى حافز غير مباشر لزيادة وارداتها من الطاقة الأميركية مجدداً.
في السياق نفسه، باتت الصين تعتمد بشكل أكبر على السعودية وروسيا مصدرين رئيسيين للنفط، فيما تراجعت الولايات المتحدة إلى خارج قائمة العشرة الكبار لموردي الخام إلى الصين. وتعزز موسكو مكانتها مصدراً رئيسياً للغاز بأسعار منخفضة منذ غزوها أوكرانيا، ما زاد من صعوبة منافسة الغاز الأميركي. أما على مستوى الواردات الزراعية، فقد تراجعت مشتريات الصين من الذرة والصويا الأميركية أيضاً إلى مستويات صفرية للموسم المقبل 2025-2026، بحسب بيانات وزارة الزراعة الأميركية.
## انتفاضة أوكرانية في وجه زيلينسكي: محاربة الفساد أولوية في البلاد
25 July 2025 01:00 AM UTC+00
تعرّض حكم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى أول اختبار سياسي جدّي منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، بمواجهته احتجاجات شعبية ضد توقيعه قانوناً يضعف استقلالية الهيئات المختصة بمحاربة الفساد، مساء الثلاثاء الماضي، مما دفعه إلى التراجع وتعهده بتقديم قانون يلبي مطالب المحتجين، وهو ما تم أمس. واندلعت تظاهرات نادرة منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، مساء الثلاثاء الماضي، في العاصمة كييف وأوديسا ولفيف بعد ساعات من مصادقة زيلينسكي على قانون، أقره الرادا العليا (البرلمان) الأوكراني على عجل، الثلاثاء، يمنح النائب العام صلاحيات التحكم بالمكتب الوطني لمكافحة الفساد (NABU) ومكتب المدعي الخاص لمكافحة الفساد (SAPO). وليل الأربعاء ـ الخميس امتدت رقعة التظاهرات غير المسبوقة وحجمها لتشمل 14 مدينة أوكرانية، على كامل جغرافيا أوكرانيا، ومن ضمنها مدينتا زابوريجيا ودنيبرو القريبتان من خطوط المواجهة الحالية مع القوات الروسية.
جلسة الثلاثاء العاصفة
وبدأ كل شيء الثلاثاء الماضي، إذ إنه بعد جلسة عاصفة شهدت سجالات وانسحابات من الأحزاب المعارضة، وافق الرادا العليا على مشروع القانون بأغلبية 263 من أصل 450 نائباً. واجتاز المشروع اللجان البرلمانية والهيئة التشريعية بسرعة، ووقع عليه من قبل رئيس البرلمان، رسلان ستيفانتشوك، خلال ساعات قليلة. ورغم مطالبات شعبية لزيلينسكي باستخدام "الفيتو"، إلا أنه صادق عليه. وفي خطابه الليلي مساء الثلاثاء، انتقد زيلينسكي كفاءة البنية التحتية لمكافحة الفساد في أوكرانيا، قائلاً إن القضايا "نائمة". وأضاف: "لا يوجد تفسير منطقي لسبب بقاء قضايا جنائية بمليارات معلقة لسنوات". وأوضح أن المدعي العام سيضمن "حتمية العقاب" لمن ينتهك القانون. وشدّد على أن "المكتب الوطني لمكافحة الفساد وجهاز الأمن الأوكراني سيواصلان العمل. ومن المهم أن يكون المدعي العام عازماً على ضمان معاقبة من يخالف القانون في أوكرانيا. هذا ما تحتاجه أوكرانيا حقاً. يجب التحقيق في القضايا التي ظلت كامنة". وأصدر زيلينسكي لاحقاً بياناً آخر قال فيه إنه التقى برؤساء وكالات إنفاذ القانون ومكافحة الفساد في أوكرانيا، وأعربوا عن استعدادهم "للعمل فريقاً واحداً". وذكر أن هذه الهيئات ستقدم "خطة عمل مشتركة" في غضون أسبوعين. وبحسب زيلينسكي، فإن خطة العمل المشتركة ستحدد "الخطوات اللازمة والتي سيتم تنفيذها لتعزيز أوكرانيا والقضاء على القضايا القائمة، وتوفير المزيد من العدالة، وحماية مصالح المجتمع الأوكراني حقاً".
عزت السلطات الأوكرانية تقليص صلاحيات المكتب الوطني لمكافحة الفساد إلى وجود تأثير روسي
لكن على ضوء التظاهرات الواسعة في البلاد، وفي محاولة للتخفيف من الهبة الشعبية غير المسبوقة، أكد زيلينسكي في خطاب مساء أول من أمس الأربعاء، أن الهيئتين ستواصلان "العمل"، لكنه أشار إلى ضرورة "تطهيرهما من التأثير الروسي". وأعلن أمس الخميس، أنه وافق "على نص مشروع قانون يضمن تعزيزاً حقيقياً لسيادة القانون في أوكرانيا، واستقلال هيئات مكافحة الفساد، وحماية سيادة القانون من أي تأثير أو تدخل روسي". 
وبموجب القانون الجديد، الذي أُقرّ الثلاثاء الماضي، سيتمكن المدعي العام الأوكراني، رسلان كرافشينكو، المقرّب من زيلينسكي، من إعادة توجيه التحقيقات في قضايا الفساد إلى محققين قد يكونون أكثر ليونة، بل وحتى إغلاقها. وبموجب التعديلات التي تمت الموافقة عليها، يمنح النائب العام صلاحيات جديدة واسعة النطاق، بما في ذلك القدرة على إعادة توزيع صلاحيات المدعين العامين في جهاز الأمن العام إلى مدعين عامين آخرين؛ والحصول على إمكانية الوصول الكامل إلى جميع ملفات قضايا المكتب الوطني لمكافحة الفساد، وطلب المواد من أي قضية، وإعادة تعيينها حسب الرغبة؛ وإصدار توجيهات مكتوبة يجب اتباعها إلى المكتب؛ وإغلاق التحقيقات بناء على طلب الدفاع؛ ونقل التحقيقات الجنائية التي يقودها مكتب مكافحة الفساد الوطني إلى هيئات تحقيق أخرى قبل المحاكمة.
وفي محاولة على الأرجح لضمان عدم اندلاع احتجاجات، عزت السلطات الأوكرانية تقليص صلاحيات المكتب الوطني لمكافحة الفساد إلى وجود تأثير روسي. ومهدت لتقديم القانون على عجل الاثنين الماضي، ونفذت أجهزة الأمن الأوكرانية ومكتب النائب العام مداهمات واعتقالات استهدفت أشخاصاً يُشتبه بأنهم جواسيس روس داخل المكتب الوطني لمكافحة الفساد. وحسب منتقدي التشريع، فإن القانون يقوّض جهود الديمقراطية ومكافحة الفساد المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات في أوكرانيا. ومعلوم أن الهيئتين تأسستا بعد ثورة الميدان الأوروبي في 2014 إثر إطاحة الرئيس الموالي لروسيا، المتهم بقضايا فساد، فيكتور يانوكوفيتش في عام 2014، وما تلاها من عدوان روسي على أوكرانيا وسقوط آلاف القتلى. تصاعد التوتر بين السلطات الأوكرانية والمكتب الوطني لمكافحة الفساد في العامين الأخيرين.
والاثنين الماضي، أشعل اتهام المكتب مسؤولاً كبيراً في جهاز الأمن الأوكراني (SBU) بتلقي رشى مقابل التخلص من أدلة في قضية تتعلق بالتهريب غير القانوني للمجندين إلى خارج البلاد، موجة جديدة من الصدام. وحسب المزاعم، طلب المسؤول مبلغ 300 ألف دولار مقابل التخلص من أدلة في قضية تتعلق بالتهريب غير القانوني للمجندين إلى خارج البلاد. ورداً على ذلك، دهم جهاز الأمن الأوكراني مكاتب الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، واتهم ثلاثة من موظفي المكتب بصلات مع روسيا. ووجه كذلك اتهامات إلى نائب مدير المكتب الوطني لمكافحة الفساد، فيتالي شابونين، وهو ناشط بارز في مكافحة الفساد، بتخلفه عن أداء الخدمة العسكرية. لكن مؤيدي شابونين وصفوا هذه التهم بأنها سخيفة ومفبركة، واعتبروا أنها محاولة للنيل منه بعد ظهوره في مقابلات إعلامية وجه فيها انتقادات علنية لزيلينسكي.
بعد عشر سنوات على ثورة الميدان الأوروبي لم تستطع أوكرانيا الاقتراب من المعايير الأوروبية تحديداً في مجال محاربة الفساد
صراعات داخلية في كييف
وبدا أن الصراع تحول بشكل مفتوح إلى صراع بين جهاز الأمن العام، ومكتب النائب العام المدعومين من زيلينسكي، في مواجهة المكتب الوطني لمكافحة الفساد ومكتب المدعي الخاص لمكافحة الفساد. ومن غير المستبعد أن سرعة التصعيد من قبل زيلينسكي، وتجريد الهيئتين صلاحياتهما، كان رداً مباشراً على توجيه المكتب اتهامات إلى أوليكسي تشيرنيشوف، نائب رئيس الوزراء الأوكراني السابق وهو من الدائرة المقربة من زيلينسكي. وفي الشهر الماضي، وجهت الهيئتان اتهاماً إلى تشيرنيشوف بتلقّي رشوة بقيمة 345 ألف دولار. وتشمل هذه القضايا تحقيقات تتعلق بقضية اختلاس يُشتبه بتورّط أحد أقارب تيمور مينديتش فيها، وهو منتج أفلام وشريك في ملكية شركة الإنتاج Kvartal 95 التي أسسها زيلينسكي. تأسس المكتب الوطني لمكافحة الفساد في أوكرانيا، ومكتب المدعي الخاص لمكافحة الفساد، بعد ثورة الميدان التي شهدتها البلاد عام 2014، وحددت مسار توجه كييف الغربي. وتتولى هاتان الهيئتان مهمة مكافحة الفساد على أعلى المستويات بشكل مستقل، وهو شرط محوري لتلقّي أوكرانيا مليارات الدولارات من المساعدات الغربية، وأحد المتطلبات الأساسية لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. وكثّفت الهيئتان عملهما أثناء الحرب الروسية على أوكرانيا، ووجّهتا اتهامات إلى نواب في البرلمان، ومسؤولين حكوميين كبار، ونائب سابق لرئيس إدارة زيلينسكي.
وتعليقاً على التطورات، أفادت الهيئتان في بيان مشترك نُشر عبر منصة تليغرام، الثلاثاء الماضي، بأنه "في الواقع، إذا أصبح هذا المشروع قانوناً، فإن رئيس مكتب المدعي الخاص لمكافحة الفساد (SAPO) سيُصبح شخصية اسمية فقط، بينما سيفقد المكتب الوطني لمكافحة الفساد (NABU) استقلاليته ويتحوّل إلى فرع تابع لمكتب النائب العام". وأثنت الهيئتان على الحراك الجماهيري الذي أعقب مصادقة زيلينسكي على القانون، وشددتا على مواصلة "العمل والدفاع عن استقلالية تحقيقاتنا من أي تدخل خارجي". من جهته، شكر مكتب المدعي الخاص لمكافحة الفساد أيضاً المتظاهرين على دعمهم، معتبراً عبر "تليغرام" أنه "رغم الضغوط الهائلة والقرارات المُخزية، نواصل الكفاح من أجل العدالة والنزاهة والكرامة". وعلى عكس الإجماع الأوكراني على مقاومة الغزو الروسي فقد تسبب القانون في خلافات عميقة. وقال تاراس كاتشكا، نائب رئيس الوزراء الأوكراني لشؤون التكامل الأوروبي واليورو-أطلسي، إنه طمأن مفوضة توسيع الاتحاد الأوروبي، مارتا كوس، بعدم وجود أي تنازلات بشأن مكافحة الفساد، وأن "جميع الوظائف الأساسية ستبقى قائمة".
في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الأوكراني السابق دميترو كوليبا، أن "هذا يوم سيئ لأوكرانيا"، مشيراً إلى أن "الأمر لا يتعلق بالمكتب الوطني لمكافحة الفساد أو جهاز المخابرات الأوكراني... الأمر يتعلق برغبة الناس في العيش في بلد عادل. عندما يُفرض أمرٌ ما خلال 24 ساعة ويُتوقع من الجميع قبوله، فهذا ليس عدلاً. أفهم أن ثورة الكرامة أصبحت بالنسبة للكثيرين في الحكومة مجرد منشور سنوي على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن بالنسبة لملايين الناس، كانت تضحيةً في سبيل العدالة. وهذا لا يمكن محوه بتصويت أو توقيع سريع. الآن يواجه الرئيس خياراً: الوقوف مع الشعب أم لا".
وفي حين لم يثر القانون أي ردود فعل سلبية في الولايات المتحدة، وجهت أطراف عدة في الاتحاد الأوروبي انتقادات، لأن النظام الأوكراني المستقل لمكافحة الفساد أُنشئ قبل عشر سنوات بناءً على إصرار ومتابعة مباشرة من هذه الدول. وكان ذلك شرطاً أساسياً لتقديم المساعدات وتعزيز العلاقات، والتقدم لاحقاً في مشروع الاندماج الأوروبي. وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، غيوم ميرسييه، أول من أمس الأربعاء، إن مؤسسات مكافحة الفساد "ضرورية لأجندة الإصلاح في أوكرانيا، ويجب أن تعمل باستقلالية لمكافحة الفساد والحفاظ على ثقة الجمهور". وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يقدم مساعدات مالية كبيرة لأوكرانيا "بشرط إحراز تقدم في الشفافية والإصلاح القضائي والحوكمة الديمقراطية". وأضاف ميرسييه: "يتطلب انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي قدرة قوية على مكافحة الفساد وضمان مرونة المؤسسات. سيواصل الاتحاد الأوروبي مراقبة الوضع ودعم أوكرانيا في ترسيخ سيادة القانون".
زيلينسكي انتهز فرصة انشغال البلاد في الحرب، وقوانين الأحكام العرفية لتمرير القانون لتفكيك هيئات مكافحة الفساد وحماية مقربيه وتوسيع سلطته
كما قال سفراء مجموعة الدول السبع إنهم يرغبون في مناقشة الضغوط الممارسة على المكتب الوطني لمكافحة الفساد ومكتب المدعي الخاص لمكافحة الفساد، مع القيادة الأوكرانية. واعتبر وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، في منشور على منصة إكس (تويتر سابقاً)، أن "القيود المفروضة على استقلالية سلطات مكافحة الفساد الأوكرانية تُعيق انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي". أما وزير الخارجية التشيكي، يان ليبافسكي، وهو حليف ملتزم لكييف، فشدّد على أن دعم الاتحاد الأوروبي ليس "شيكاً على بياض".
وتضع مصادقة زيلينسكي على القانون حلفاء أوكرانيا في موقف محرج، فمن جهة يريدون ضمان أن تسهم المساعدات المالية في تعزيز صمود أوكرانيا في وجه الحرب، وضمان عدم ضياعها ضمن شبكات الفساد، ومن جهة أخرى فإن وقف المساعدات مستحيل في وقت تواجه فيه القوات الأوكرانية صعوبات على الخطوط الأمامية.
زيلينسكي والدور الأميركي
وفي ظل صمت الإدارة الأميركية، وعدم توجيه انتقادات للخطوة، من غير المستبعد أن مكتب زيلينسكي تلقى الضوء الأخضر من الإدارة، أو ضمِن صمتها على الأقل، وسط مؤشرات إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، على عكس إدارة سلفه جو بايدن، لم تُبدِ اهتماماً يُذكر بإصلاحات مكافحة الفساد في أوكرانيا، ولم تُصدر أي تصريحات بشأن هذا الملف، والأهم ربما أنها قررت تجميد تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، والتي كانت تموّل إصلاحات سيادة القانون وجهود الرقابة المدنية في أوكرانيا. ومن الواضح أن زيلينسكي انتهز فرصة انشغال البلاد في الحرب، وقوانين الأحكام العرفية لتمرير القانون لتفكيك هيئات مكافحة الفساد لحماية مقربيه وتوسيع سلطته. ويُعتبر سياق الحرب عاملاً مساعداً، ففي ظل قانون الأحكام العرفية، لا تُنظم انتخابات، وربما الأهم، أن زيلينسكي راهن على عدم حصول احتجاجات شعبية واسعة في الشوارع، ولكن اشتعال التظاهرات وتوسعها حتى في مسقط رأسه كريفي ريه، يشير إلى تراجع في شعبيته، وخطأ في تقدير ردة فعل الشباب الأوكراني. وبداهة يقود القانون جهود أوكرانيا في مكافحة الفساد، ففي نهاية العام الماضي وبعد عشر سنوات على ثورة الميدان الأوروبي لم تستطع أوكرانيا الاقتراب من المعايير الأوروبية تحديداً في مجال محاربة الفساد. ورغم أن الكثير من العمل تم طوال عقد لمحاربة الفساد، أظهر مؤشر إدراك الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية في 2024، أن أوكرانيا تحسنت من ترتيب متدنٍ في المركز 144 من بين 180 دولة في عام 2013 إلى المركز 104 العام الماضي.
ورغم الصمت الأميركي حتى الآن، لا يمكن استبعاد دخول واشنطن لاحقاً على خط الانتقادات والاعتراضات على سياسات زيلينسكي، وفي هذا الإطار ربما يكون الأميركيون نصبوا فخاً جديداً للرئيس المشاكس. ومع تزايد استياء الشعب الأوكراني من سيطرة زيلينسكي على السلطة تحت ذريعة القانون العسكري، بدأت تقارير تتداول أن أيامه بصفته رئيساً للإدارة قد تكون معدودة. قبل أيام قليلة، استشهد الصحافي الاستقصائي الحائز جائزة بوليتزر، سيمور هيرش، بمصادر وصفها بـ "المطلعة" في واشنطن، التي ترى أن هناك تحضيراً لانقلاب في كييف يهدف إلى استبدال زيلينسكي بالجنرال فاليري زالوجني، القائد العام السابق للجيش، الذي أقاله الرئيس العام الماضي. وكتب هيرش في 18 يوليو/تموز الحالي على موقعه الإلكتروني الخاص أن "زيلينسكي مدرج على قائمة قصيرة للنفي"، مضيفاً أن زالوجني قد يُعيَّن "خلال بضعة أشهر"، وأن المعارضة تنتظر إشارة فقط من ترامب للبدء. ويبدو أن المؤيدين لزالوجني مستعدون حتى لإزاحة زيلينسكي "بالقوة" إذا لزم الأمر، معتبرين ذلك الفرصة الوحيدة لإنهاء الحرب وتجنب المزيد من التصعيد وسفك الدماء.
## عاصم افتخار أحمد: توقعاتنا كثيرة من مؤتمر حل الدولتين
25 July 2025 01:00 AM UTC+00
في مقابلة خاصة مع "العربي الجديد" في نيويورك، يتحدث الممثل الدائم لباكستان لدى الأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن للشهر الحالي، عاصم افتخار أحمد، عن تبعات استمرار إفلات إسرائيل من العقاب على المنظومة الدولية، وعن جرائمها المرتكبة في فلسطين، كما عن آخر المستجدات في الملف الهندي الباكستاني، بعد التصعيد العسكري الأخير في إبريل/ نيسان الماضي. كذلك يتحدث عن عقد مؤتمر حل الدولتين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، الذي سترأسه فرنسا والسعودية يومي 28 و29 يوليو/ تموز الحالي، بعد تأجيل موعده الذي كان مقرراً بين 17 و20 يونيو/ حزيران الماضي.
* تواجه فلسطين، وقطاع غزة تحديداً، إبادة جماعية على مرأى الجميع. ما هي تداعيات ما يحدث في فلسطين على القانون الدولي وعلى خارج فلسطين؟
لا يوجد أي مبرر على الإطلاق للوضع الذي يواجهه المدنيون في غزة، ولا توجد كلمات تصف هذا الوضع. هناك أغلبية ساحقة، سواء في مجلس الأمن أو الجمعية العامة (للأمم المتحدة) والمجتمع الدولي عموماً، ترى أن استمرار السماح بهذه الفظائع بدون عواقب أو محاسبة، يلحق ضرراً بالغاً بالقانون الدولي، خصوصاً القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان. يُمكن القول إن هناك شبه إجماع على هذا الرأي، والتحدي الذي يواجه مجلس الأمن هو كيفية التغلب على الدعم المُقدّم لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، والذي يسمح لها بمواصلة ما تفعله في غزة بدون محاسبة ومع إفلات تام من العقاب. كيف يمكن وقف ذلك؟ هذا نقاش دائر في مجلس الأمن. نعلم القيود القائمة، ونعلم أسبابها جيداً. لكن على الرغم من ذلك، استمرت الجهود لإنهاء هذا الوضع، وتحقيق وقف إطلاق النار، وفتح (معابر) غزة أمام المساعدات الإنسانية. وقبل فترة تقدمت الدول العشر غير دائمة العضوية في مجلس الأمن بمشروع قرار، وللأسف لم يمر بسبب الفيتو (الأميركي). ولكن على الرغم من ذلك استمرت الجهود في الجمعية العامة وهناك المؤتمر الدولي لحل الدولتين والذي سيعقد نهاية الشهر الحالي.
* لماذا تعوّلون على هذا المؤتمر؟ وهل تعتقدون أنه بالفعل سيحقق تغييراً ملموساً على الأرض؟ ولن يكون مجرد حضور دبلوماسي رفيع آخر، لخطابات ووعود بدون تغيير جذري؟
سيكون المؤتمر فرصة مهمة في هذه المرحلة وسيخدم هدف تحقيق ما لم يتمكن مجلس الأمن من تحقيقه، أي تحقيق التزامات في مجال صون السلم والأمن الدوليين، وتوفير أفق سياسي لمستقبل فلسطين، وحل الدولتين، والسلام والاستقرار على المدى الطويل في الشرق الأوسط. هناك الكثير من التوقعات. المؤتمر يطرح جدول أعمال شاملا، ويُوصف بأنه ليس مجرد مؤتمر عادي، بل هو أكثر من ذلك، وأكثر واقعية من حيث نتائجه (المتوقعة)، وذلك يشمل توقعات بالاعتراف بالدولة الفلسطينية ووضع خطوات ملموسة نحو (تحقيق) حل الدولتين، ودعم الدولة الفلسطينية عن طريق المساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار، والمساعدة الاقتصادية، وبناء المؤسسات. هذه كلها نقاط منفصلة عن مسألة التوقعات المتزايدة بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وإذا نظرت إلى جلسات الطاولات المستديرة (ثمان لجان ودوائر مستديرة للنقاش)، فإن الحديث هناك أيضاً عن بناء سردية حول حل الدولتين، ومعالجة القضايا الإنسانية، ومناقشة الأمر برمته في سياق القانون الدولي. هناك شعور قوي بأن ما حدث في غزة قد يقوّض القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، لذا، يجب إعادة الأمور إلى مساقها.
* هل تتوقعون أن يحدث هذا تغييراً جذرياً؟
نتوقع أن يقدم المؤتمر ما هو أكثر من مجرد التأكيد على الدعم السياسي والالتزام بإقامة الدولة الفلسطينية والمضي قدماً في حل الدولتين، أي شرحاً وتفصيلاً أكثر للطريقة التي ستقدم بها الدول الأعضاء والجهات الفاعلة الأخرى والمنظمات الإقليمية الدعم للدولة الفلسطينية.
* رأينا الولايات المتحدة تفرض عقوبات على المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، فرانشيسكا ألبانيز، وعلى أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية وغيرها. هل هناك نقاش لحماية هؤلاء وغيرهم في المنظومة الدولية من المدافعين عن القانون الدولي وحقوق الإنسان؟
هذا تطور خطير ومؤسف للغاية، لأن هؤلاء المقررين الخاصين، والإجراءات الخاصة (لمجلس حقوق الإنسان، وتتألف من مجموعة خبراء مستقلين في مجال حقوق الإنسان مكلفين بولايات لرفع تقارير وتقديم المشورة بشأن حقوق الإنسان)، وجميعهم يعملون بتفويض من الأمم المتحدة والدول الأعضاء، يتمتعون بشرعية ومصداقية معينة. من الطبيعي أن يُدعم عملهم لا أن يُعارض أو حتى أن يصل إلى حد فرض عقوبات عليهم، وهو أمرٌ لا يُمكن فهمه. وكانت هناك ردود فعل واسعة على هذا الإعلان (منددة). وهناك مناقشات جارية بالفعل في جنيف (أحد مقرات الأمم المتحدة) للرد على هذا الوضع. آمل أن تتم معالجة ذلك والتراجع (عن فرض العقوبات)، إذ إن الحفاظ على مصداقية منظومة الأمم المتحدة وشرعيتها لجميع هؤلاء المكلفين بولايات والإجراءات الخاصة أمر بالغ الأهمية.
* كيف تقيمون تعاون الولايات المتحدة والإدارة الأميركية الحالية في مجلس الأمن والأمم المتحدة عموماً؟
ما زال الوقت مبكراً، لأن الكثير من الأمور لم تتضح بعد في ما يتعلق بالسياسة الأميركية ونهجها العام. وحالياً لا يوجد ممثل دائم للولايات المتحدة في الأمم المتحدة بنيويورك ما يخلق فراغاً ما (من المتوقع أن يصادق الكونغرس على تعيين مرشح ترامب للمنصب، مايك والتز، قريباً). هناك بعض المعالم لتلك السياسة أصبحت واضحة وبعضها إيجابي، على سبيل المثال عندما يقول الرئيس (دونالد ترامب) إنه يريد إنهاء النزاعات وحلها ولا يريد المزيد من الحروب. ولكن طبعاً من المهم تنفيذ ذلك. في حالات أخرى، لا تزال الصراعات محتدمة حيث الوضع مُلحّ والإجراءات مُؤجّلة. ترك قرار (إدارة ترامب) بخفض التمويل (الطوعي لمنظمات الأمم المتحدة الإنسانية) أثراً (سلبياً) بالفعل، لأن الولايات المتحدة من أكبر المانحين، وهذا يؤثر أيضاً على عمل المجلس (الأمن)، لأن العديد من حالات الصراع المدرجة على جدول أعمال المجلس تواجه حالات طوارئ إنسانية في عواقب لتلك الصراعات. وهذا يؤدي إلى اتساع الفجوات، إذ لا تزال الصراعات مستعرة، ما يتسبب بتحديات خطيرة.
* في ما يخص التصعيد الأخير بين باكستان والهند، كيف تقيمون التعامل الدولي معه وما هي رؤيتكم للمضي قدماً؟
واجهنا وضعاً مشابهاً عام 2019، وهذه المرة كذلك، استغلت الهند حادثاً إرهابياً لإلقاء اللوم على باكستان بدون تحقيق أو أدلة موثوقة تشاركها. ومن ثم قررت اتخاذ إجراءات تصعيدية ومضت قدماً في تهديدها وارتكبت عدواناً غير مبرر ضد باكستان وفي انتهاك تام للقانون الدولي. حتم ذلك علينا الرد، وفقاً لحق الدفاع عن النفس. ردنا كان متناسباً وبما يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. بالإضافة إلى نوع آخر من العدوان، وهو تعليق معاهدة مياه نهر السند (اتفاقية دولية بين البلدين وقعت عام 1960 حول تقاسم مياه نهر السند وروافده) وهو كذلك كان مُخططاً له مسبقاً، لأنهم أسرعوا للإعلان عن ذلك بعد الحادث. هذا أمر بالغ الخطورة على باكستان، لأننا دولة يبلغ عدد سكانها 250 مليون نسمة، واقتصادنا قائم على الزراعة، ويعتمد الكثير من السكان على الري بمياه الأنهار، وتُعتبر هذه الأنهار شريان الحياة لباكستان. دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بعد صراع دام أربعة أيام، إذ ساهمت بعض الدول الصديقة في تهدئة الوضع وتسهيل وقف إطلاق النار، وكانت هناك دعوات أيضاً من الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريس). ورحبت تلك الدول بوقف إطلاق النار وشجعت الدولتين على الانخراط في الحوار، لمعالجة قضاياهما العالقة، وهنا مربط الفرس. عندما ننظر إلى ما يحدث في جنوب آسيا، بين الهند وباكستان، فالمشكلة الأساسية هي نزاع جامو وكشمير. يجب معالجة هذا الأمر. كما هو الحال في الشرق الأوسط إذا أخرجت القضية الفلسطينية من المشهد، فهذا يعني أنك لا تعالج حقاً المشكلة الأساسية هناك. وإذا أردنا أن نرى السلام والأمن الدائمين في جنوب آسيا، فنحن بحاجة إلى معالجة هذا النزاع وحله.
هناك قرارات لمجلس الأمن منذ أواخر الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، والتي وفرت أيضاً آلية لتسوية النزاعات سلمياً من خلال تنظيم استفتاء تحت رعاية الأمم المتحدة، والذي من شأنه أن يمنح الشعب الكشميري خيار الإرادة الحرة ليقرر ما إذا كان يريد الانضمام إلى الهند أو باكستان. تراجعت جارتنا عن ذلك بعد قبول جميع هذه قرارات الأمم المتحدة في البداية. ولم تسمح للأمم المتحدة بتنظيم استفتاء لأنها تعلم أن النتيجة لن تكون في صالحها. يشكل ذلك مصدراً مستمراً لعدم الاستقرار والتوتر، لأنه ليس مجرد نزاع إقليمي، بل هو نزاع سياسي أيضاً، وله عواقب أخرى إنسانية وحقوقية، إذ تُرتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في جامو وكشمير التي تحتلها الهند بشكلٍ غير قانوني.
هذا وضع هش للغاية وغير مستقر، ويحتاج إلى معالجة حقيقية. في هذا السياق رأينا ترحيب الولايات المتحدة، والعديد من الدول الأخرى، كالسعودية والصين وتركيا وقطر والإمارات، والأمين العام (للأمم المتحدة)، بوقف إطلاق النار. كما أشاروا إلى أهمية الحوار. وذكر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في بيانه أن هناك وقفاً لإطلاق النار، وأن الهند وباكستان اتفقتا على الاجتماع في مكان محايد. رحبت باكستان بتسهيل وقف إطلاق النار، كما نرحب أيضاً بهذه التصريحات التي تدعو إلى الحوار، وهو أمر منطقي. ولكن الرد الهندي كان مختلفاً، إذ نفوا أن تكون الولايات المتحدة قد لعبت دوراً في تسهيل وقف إطلاق النار. وقالوا إنهم لم يوافقوا على الحوار مع باكستان. نعتقد أن هذا غير مقبول، كما الخطاب العدائي السائد في الهند، والذي لم يهدأ بعد. ومباشرة بعد وقف إطلاق النار، قال رئيس الوزراء (الهندي ناريندرا) مودي، في أحد تصريحاته، إن هذه مجرد وقفة مؤقتة.
الهند وباكستان دولتان كبيرتان وهامتان، ويمكننا تحقيق الكثير إذا توفرت بيئة من التعاون وبناء الثقة، والتي يمكن بناؤها على أسس متينة، وهي احترام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي والالتزامات والمعاهدات الثنائية الدولية، ولا يمكن أن تُبنى على انتهاك هذه القوانين والمعاهدات. كنا وما زلنا منفتحين على استئناف الحوار، وعلى إيجاد مساحة لإعادة بناء الثقة، حيث يمكننا الجلوس حول طاولة واحدة وإجراء حوار شامل، لمناقشة جميع القضايا مع الهند، بما في ذلك القضية الجوهرية، جامو وكشمير، والتي تحتاج بالفعل إلى حل.
نبذة مختصرة
انضم السفير عاصم افتخار أحمد، الممثل الدائم لباكستان لدى الأمم المتحدة، إلى السلك الدبلوماسي الباكستاني عام 1993. تسلم منصبه الحالي مطلع إبريل/ نيسان الماضي. وشغل مناصب مختلفة بوزارة الخارجية وبعثات باكستان في الخارج على مدار أكثر من ثلاثة عقود، شملت أوروبا وأفريقيا وآسيا والأمم المتحدة، بما فيها عمله سفيراً لبلاده لدى فرنسا وموناكو ومندوبها الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، بين عامي 2022 و2024.
## نتنياهو يرمي إلى إعادة ترتيب المشهدين الداخلي والإقليمي
25 July 2025 01:00 AM UTC+00
لا مكان للملل أو الجمود في المشهد السياسي الإسرائيلي، فبعد انسحاب الأحزاب الحريدية من الحكومة في 14 يوليو/تموز الحالي، على خلفية عدم طرح قانون لإعفاء طلاب المعاهد الدينية من الخدمة العسكرية، ووسط حديث متصاعد عن احتمال تبكير الانتخابات البرلمانية إلى مطلع العام المقبل، تشهد الأيام الأخيرة تحركات سياسية يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تُظهر نيّته اتخاذ خطوات تُعزز من قبضته السياسية على الحكومة وعلى آليات صنع القرار في إسرائيل. وتتركّز هذه الخطوات بشكل خاص على تقويض سلطة القضاء وتقليص أدوات الرقابة القضائية، إلى جانب السعي لترتيب إعفاء طلاب المعاهد الدينية من الخدمة العسكرية. يأتي ذلك في ظل استمرار الحكومة الإسرائيلية في المماطلة والمراوغة في مفاوضاتها مع حركة حماس، بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين، في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل عمليات القتل والتجويع في غزة. كذلك، تشهد الساحة السورية تصعيداً ملحوظاً في التدخل الإسرائيلي، تمثل أخيراً في قصف عسكري مباشر على محافظة السويداء، في ظل الاقتتال الداخلي الدائر هناك.
تأثير الضغوط على نتنياهو
لم يؤدِّ خروج الأحزاب الحريدية من الحكومة إلى تفكك التحالف الحكومي، ولا إلى حلّ الكنيست، ولم يُسفر حتى الآن عن تبكير موعد الانتخابات البرلمانية، رغم تزايد الحديث عن هذا الاحتمال في الأوساط السياسية والإعلامية. وخروج الأحزاب الحريدية من الحكومة لم يعنِ خروجها من دائرة التأثير السياسي، خصوصاً على قرارات نتنياهو. فحزب شاس بقيادة أرييه درعي المقرّب جداً من نتنياهو سيواصل، كما أشارت تقارير في الإعلام الإسرائيلي، التأثير من وراء الكواليس على الوزارات التي كان يديرها خلال وجوده في الحكومة. أما حزب يهدوت هتوراة، فيواصل ممارسة الضغط السياسي على نتنياهو من خلال تصريحات إعلامية متكررة لقياداته، تحذّر من أن ردّ الحزب على عدم سنّ قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية لطلاب المعاهد الدينية، وعدم منع فرض أي عقوبات جنائية عليهم، لن يتوقف عند الخروج من الائتلاف الحكومي، بل قد يصل إلى تهديد التحالف الاستراتيجي والعلاقة السياسية العميقة بين الجانبين.
رفض إدلشتاين الانصياع الكامل لمطالب الأحزاب الحريدية
في ظل هذا الواقع، يواصل نتنياهو جهوده لإعادة ترتيب المشهد السياسي داخل التحالف الحكومي، بهدفين رئيسيين: أولاً، إرضاء الشركاء من الأحزاب الحريدية، وثانياً، مواصلة السعي للسيطرة على السلطة القضائية أو على الأقل تقييدها وضبط صلاحياتها، تنفيذاً لأجندة اليمين المتطرف الساعية إلى توسيع هيمنته على مؤسسات الدولة، بما فيها الجهاز القضائي. هذا المسار يخدم أيضاً المصالح الشخصية لنتنياهو، وفي مقدمتها تفكيك الملفات الجنائية التي تُنظر ضده أمام المحاكم الإسرائيلية أو تعطيلها. بغية إرضاء الأحزاب الحريدية وتجنّب تعميق الهوّة والخلاف معها، بادر نتنياهو قبل أيام إلى خطوة تهدف إلى استبعاد يولي إدلشتاين من رئاسة لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، وهي اللجنة المسؤولة عن تحضير مشروع قانون التجنيد، وإلى تسريع عملية إقالة المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا.
ورفض إدلشتاين الانصياع الكامل لمطالب الأحزاب الحريدية ونتنياهو بشأن صياغة قانون يُعفي الشباب الحريدي من الخدمة العسكرية ويتجنب فرض عقوبات جدية على من يتهرّب منها. وبدلاً من ذلك، حاول التوفيق بين مطالب الأحزاب الحريدية من جهة، ومطالب جماعات ضغط تمثّل جنود الاحتياط من جهة أخرى، الذين يُطالبون بتحقيق المساواة في تحمل عبء الخدمة العسكرية بين جميع شرائح المجتمع الإسرائيلي. وتحدّى إدلشتاين نتنياهو ومطالبه إلى حد كبير من خلال موقفه هذا، فجاء ردّ نتنياهو باقتراح إقالته من رئاسة لجنة الخارجية والأمن، وترشيح أحد أعضاء الكنيست من حزب الليكود، المقرّب منه والمطيع تماماً لإرادته وتوجهاته. بهذه الخطوة، يسعى نتنياهو إلى التخلص من مناورات إدلشتاين والعقبات التي يضعها أمام تمرير قانون التجنيد بالشكل الذي تريده الأحزاب الحريدية، وفي الوقت نفسه يُرضي هذه الأحزاب ويقلّص من مساحة الخلاف والتوتر معها داخل التحالف الحكومي. إقصاء إدلشتاين وفرض سيطرة نتنياهو الكاملة على قراراتها، يأتي تمهيداً لإعادة ترتيب العلاقة مع الأحزاب الحريدية، والحفاظ على استقرار التحالف الحكومي، ولو بشكل مؤقت.
الحرب مع المستشارة القضائية للحكومة
في المقابل، يعمل نتنياهو على تفريغ منصب المستشارة القضائية للحكومة من مضمونه وصلاحياته، في محاولة لترويض المعارضة القانونية الداخلية لسياساته وإجراءاته داخل الحكومة، لا سيما في ما يتعلق بسَنّ القوانين والتعيينات في مناصب إدارية رفيعة لا تتماشى بالضرورة مع أحكام القانون وتعليماته. في هذا السياق، قررت لجنة وزارية خاصة، أُنشئت لفحص أداء المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا ودراسة إمكانية إقالتها، بداية الأسبوع الحالي التوصية للحكومة بالمضي قدماً في إجراءات إقالتها. ويعود موقف نتنياهو وحكومته تجاه المستشارة القضائية بالأساس إلى معارضتها لجملة من السياسات والخطوات المثيرة للجدل داخلياً، أبرزها: رفضها سنّ قانون إعفاء طلاب المعاهد الدينية من الخدمة العسكرية باعتباره مخالفاً لمبدأ المساواة في تحمل العبء؛ اعتراضها على إقالة رئيس الشاباك السابق رونين بار وتعيين بديل له؛ تعيين مسؤول جديد في منصف إدارة موظفي الدولة. ولا ننسى أنّ المستشارة القضائية هي المدعية العامة في ملفات نتنياهو القضائية.
ترى غالي بهاراف ميارا، أن الخطوات المتخذة ضدها غير قانونية، وتتنافى مع الترتيبات الدستورية القائمة، وقد جاءت بدوافع سياسية صريحة تخدم مصالح شخصية لنتنياهو. في المقابل، فإنّ موقف المستشارة القضائية من حرب الإبادة على غزة لا يختلف عن موقف الحكومة والمؤسسة العسكرية، إذ أبدت دعماً كاملاً لكل خطوات الجيش والحكومة، ودافعت عن سياسات الحكومة ورفضت مواقف كل من محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية، كما أشار رئيس تحرير صحيفة هآرتس، ألوف بن، في مقال نُشر بتاريخ 22 يوليو الحالي. ويوضح بن أن بهاراف ميارا "تقدّم دعماً كاملاً لتدمير قطاع غزة وقتل عشرات الآلاف من سكانه، وتجويع من تبقّى منهم والاستعداد لطردهم، وكذلك للاستيلاء العنيف على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية، ولسوء معاملة الأسرى الفلسطينيين الذين توفي العشرات منهم أثناء الاعتقال، ولإسكات احتجاجات الأقلية الفلسطينية في إسرائيل". ومع ذلك، يبدو أن كل هذا الولاء لموقف الحكومة في الملفات الخارجية والأمنية لا يشفع لها أمام حاجة نتنياهو لإحكام قبضته على السلطة القضائية، وإخضاع أدوات الرقابة القضائية لخدمة أهدافه الشخصية ومشروعه السياسي.
ترى غالي بهاراف ميارا أن الخطوات المتخذة ضدها غير قانونية
بالتوازي مع سعي نتنياهو لفرض إرادته وهيمنته على لجنة الخارجية والأمن، إلى جانب محاولاته لإقالة المستشارة القضائية للحكومة، يواصل رئيس الوزراء المراوغة والمماطلة في المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس. وتعمد إسرائيل إلى خلق أجواء من التفاؤل بشأن احتمالات التقدم في المفاوضات، وتروّج لإمكانية التوصل إلى اتفاق، لكنها تضيف شروطاً تدريجية تعرف مسبقاً أنها ستتراجع عنها لاحقاً، وذلك في إطار استراتيجية تفاوضية تهدف إلى الإيحاء بتقديم تنازلات. مثال على ذلك: المطالبة بالاحتفاظ بسيطرة الجيش على محور موراغ، ثم التراجع التدريجي عن هذا الشرط. في المقابل، تستمر إسرائيل في القتل اليومي والتجويع الممنهج، وتمنع إدخال المساعدات الإنسانية الأساسية، في الوقت الذي تُوسّع فيه عملياتها العسكرية في القطاع. هكذا، بينما تدّعي أنها منفتحة على التوصل إلى اتفاق، تسعى إسرائيل في الواقع إلى هندسة واقع جديد على الأرض، يضمن بقاء سيطرتها الكاملة على قطاع غزة حتى بعد الحرب. وتشير المؤشرات إلى احتمال إعادة نوع من الاستيطان، ولو بصيغة معسكرات عسكرية أو نقاط أمنية، قد تتطور لاحقاً إلى مستوطنات دائمة، كما حدث سابقاً في عدة مواقع في الضفة الغربية.
إعادة تشكيل المشهد السري
تواصل إسرائيل سعيها لإعادة تشكيل المشهد السوري بما يتوافق مع مصالحها الأمنية والاستراتيجية. وقد تجلّى ذلك الأسبوع الماضي من خلال تدخّل عسكري مباشر في محافظة السويداء، إذ استهدفت القوات الحكومية وعناصر من عشائر بدوية في خضم الأحداث الأمنية الدامية التي شهدتها المنطقة. ورغم أن إسرائيل تُبرّر هذا التدخل علناً بأنه يأتي لحماية أبناء الطائفة الدرزية، فإن أهدافه الحقيقية تتجاوز ذلك، وتتمثل أساساً في ضمان مصالحها الجيوسياسية، من خلال: منع استعادة الاستقرار في الجنوب السوري؛ إبقاء مناطق جنوبية تحت الاحتلال أو النفوذ الإسرائيلي غير المباشر؛ تعزيز الهيمنة العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية. بذلك، تُصرّ إسرائيل على أنه لا يمكن إجراء ترتيبات داخل الدول المجاورة من دون تدخلها وموافقتها، في تكرار لمواقف نتنياهو، الذي يروّج بأنّ إسرائيل هي من يعيد ترتيب خريطة المنطقة بأكملها.
تواجه محاولات نتنياهو لإعادة ترتيب الحالة السياسية الداخلية معارضة غير بسيطة، تشمل أطرافاً برلمانية وشعبية وقضائية. وحتى في حال نجح في تمرير هذه الخطوات، فإنّها لن تمرّ بدون معارك سياسية محتدمة وردود فعل داخلية واسعة. لكن، وللأسف، في الساحة الإقليمية، يبدو أن تنفيذ السياسات الإسرائيلية وتحقيق رغبات نتنياهو يجري بسلاسة أكبر، وبمعارضة أضعف، سواء من الداخل الإسرائيلي، أو من الأطراف الإقليمية والدولية. فبينما يُواجه الداخل بمؤسسات قادرة على الكبح والمساءلة، تُترك الساحات العربية والفلسطينية والعربية مكشوفة أمام محاولات تمدد المشروع الإسرائيلي دون ردّ حقيقي يوازي حجم الفعل.
 
## مصادقة الكنيست على مقترح ضم الضفة تهديد مباشر للأردن
25 July 2025 01:00 AM UTC+00
تؤكد مصادقة الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، أول من أمس الأربعاء، على مقترح غير ملزم قانونياً بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة أن لا مكان لحل الدولتين بالنسبة لدولة الاحتلال. ورغم أنه لا يحمل صفة الإلزامية إلا أن المقترح الذي دعا حكومة تل أبيب إلى "فرض السيادة الإسرائيلية" على الضفة الغربية المحتلة، بما يشمل كامل أراضي الضفة وغور الأردن، يفتح الطريق أمام حكومة بنيامين نتنياهو للمضي قدماً نحو ضم الضفة. 
ويعدّ المقترح "التصريحي" رمزياً وغير ملزم قانونياً، قبيل خروج الكنيست إلى عطلته الصيفية، إلا أنه يهدف بحسب مقدميه من الحزبين المتطرفين؛ "الصهيونية الدينية" و"القوة اليهودية"، لتعزيز فكرة الضم وإحباط أي مساعٍ مستقبلية لإقامة دولة فلسطينية غرب نهر الأردن، وذلك من خلال تكريس "الحق التاريخي" لليهود على الضفة. ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تصاعدت دعوات مسؤولين إسرائيليين بضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، كان أبرزها في 2 يوليو/ تموز الجاري حينما وجه وزراء حزب "الليكود" الـ14، ورئيس الكنيست أمير أوحانا، رسالة إلى نتنياهو، دعوه فيها إلى المصادقة على قرار الضم.
إدانة إعلان الكنيست
ودانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين، في بيان أول من أمس، قرار الكنيست ورأت فيه "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وتقويضاً واضحاً لحل الدولتين ولحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967". كما شدد رئيس مجلس النواب الأردني، أحمد الصفدي، في بيان، على أن القرار يشكّل "خرقًا فاضحاً لمعاهدة السلام" الأردنية الإسرائيلية (وادي عربة 1994)، معتبراً إياه "بمثابة تمهيد لتهجير الشعب الفلسطيني، وهو ما لن يقبل به لا الأردن ولا الشعب الفلسطيني".
وانضمت مواقف عربية وإسلامية إلى الموقف الأردني، ورفض ضم الضفة الغربية، إذ دانت كل من السعودية والبحرين ومصر والأردن وفلسطين وقطر والإمارات، إلى جانب تركيا ونيجيريا وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، في بيان مشترك أمس، بأشد العبارات مصادقة الكنيست الإسرائيلي على الإعلان الداعي إلى فرض بـ"السيادة الإسرائيلية" على الضفة. واعتبرته "خرقاً سافراً ومرفوضاً للقانون الدولي، وانتهاكاً صارخاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة"، مؤكدة "بطلان جميع الإجراءات والقرارات التي تهدف إلى شرعنة الاحتلال، بما في ذلك الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967".
تداعيات ضم الضفة الغربية
حول تداعيات الخطوة الإسرائيلية، قال الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني، نضال الطعاني، لـ"العربي الجديد"، إنها تأتي "استكمالاً لقرارات اتخذتها حكومة الاحتلال عام 2018 (عندما أعلنت خططاً تتعلق بقضية ضم الضفة الغربية من خلال فرض السيادة المباشرة على مستوطنات وضمها إلى إسرائيل)". وفي رأيه فإن أي "تغيّر جغرافي وسياسي بين الأردن وإسرائيل، له تبعات أمنية واقتصادية وسياسية على العلاقات بين الجانبين"، مشيراً إلى أن "القرار يُعد خرقاً لاتفاقية وادي عربة للسلام الموقعة بين الأردن ودولة الاحتلال". كما تطرق إلى وجود نمو سرطاني للمستوطنات "في ظل صمت – وربما دعم – من دول عربية وإقليمية، لتمكين حكومة الاحتلال من فرض إدارتها على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ما يُهدد الثوابت والمصالح الأردنية" (يؤدي الأردن دوراً هاماً في إدارة ورعاية المقدسات الإسلامية في القدس).
وذكّر بإعلان جيش الاحتلال، الشهر الماضي، إنهاء تشكيل "الفرقة 96" العسكرية ونشرها على طول الحدود الشرقية مع الأردن، والتي ستباشر مهماتها الرسمية في الأول من أغسطس/ آب المقبل، معتبراً أن هدفها ليس حماية الحدود، بل "فرض السيطرة على الأرض الفلسطينية تمهيداً لضمها". وبحسب الطعاني، فإن مجابهة دولة الاحتلال "ترتبط بوجود مشروع عربي حقيقي يواجه هذا الكيان ويوقفه عند حده، وإن غاب هذا المشروع، فإن المنطقة ستكون أمام شرق أوسط جديد ترسمه حكومة الاحتلال، لا ما تريده الدول العربية".
بدوره، اعتبر أستاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة الحسين بن طلال، حسن الدعجة، لـ"العربي الجديد"، أن ضم غور الأردن، الذي يمثل عمقاً استراتيجياً حيوياً للمملكة "يشكّل تهديداً مباشراً لأمنها القومي، ويعيد إلى الواجهة مخاوف قديمة من محاولات تصدير الأزمة الفلسطينية إلى الداخل الأردني، تحت ما يسمى بـ"الخيار الأردني"(يعود إلى ما بعد حرب 1967 ويقوم على فكرة ضم الضفة إلى الأردن، وقطاع غزة إلى مصر).
حسن الدعجة: مواجهة القرار تستدعي توحيد الموقف العربي والدولي
من جانب آخر فإن  قرار الكنيست، وفق الدعجة، من شأنه أن "يؤدي إلى تغيير ديمغرافي قسري على الأرض، من خلال ضم المستوطنات وطرد السكان الفلسطينيين"، ليشكل خطراً يمتد إلى الإقليم بأكمله، كما "يُعرّض العلاقاتِ الإسرائيلية مع الدول العربية للخطر، خصوصاً تلك التي بدأت مسارات تطبيع". أما بالنسبة لدور الأردن في مواجهة آثار هذا القرار، فرأى الدعجة، أنه يكمن بتحرك دبلوماسي يقوده الملك عبد الله الثاني لتوحيد الموقف العربي والدولي، بالتعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وإعادة النظر في بعض بنود اتفاقية السلام، وتجميد مجالات التعاون السياسي أو الاقتصادي مع إسرائيل كأداة ضغط. إضافة إلى ذلك، يتوجب دعم صمود الفلسطينيين في الضفة الغربية سياسياً ومادياً، وتعزيز التنسيق مع القيادة الفلسطينية في المواقف والخطاب المشترك.
فوزان العبادي: قرار الكنيست يدق ناقوس الخطر في قضية التهجير القسري لأبناء الضفة
خطورة قرار الكنيست ترتبط، بحسب الأمين العام لحزب النهج الجديد، فوزان العبادي، بمصادرة أراضي الضفة الغربية، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن القرار "يدق ناقوس الخطر في قضية التهجير القسري لأبناء الضفة الغربية". وفي رأيه "نحن اليوم أمام معادلة صعبة جداً، تأثيراتها مباشرة وغير مباشرة على الأردن"، مضيفاً أنه "قد نشهد موجات لجوء كبيرة إلى الأردن من أهالي الضفة الغربية". ولفت إلى أن "هناك ارتباطاً وثيقاً بين الأردن والضفة الغربية، فالكثير من الأردنيين أصولهم من الضفة الغربية ولهم أملاك هناك، ومصادرة هذه الأملاك والمخطط الشمولي الذي تعمل عليه سلطات الاحتلال له تأثير مباشر عليهم".
## حين يُجوَّع شعب لكسر أمة
25 July 2025 01:00 AM UTC+00
سيتذكّر العرب أنهم كانوا يوماً أصحاب مروءة؛ حين كانت الحارات تصمت احتراماً لجنازة، وتؤجّل أفراحها تضامناً مع جيرانها المفجوعين. وسيتذكّرون أيضاً أنهم، في زمن مذبحة غزة، ظلوا شهود زور على مجاعة تُبثّ على الهواء مباشرة، وتلعثموا حين سألهم أطفالهم: لماذا لم تفعلوا شيئاً؟ سيتذكّرون أن ملايين منهم انشغلوا في ذروة المجازر بقبلة فنان، بينما فنانون ومثقفون غربيون كانوا يرفعون علم فلسطين. وسيتذكّرون أن تفاهة الشاشات بلغت ذروتها حين اعتلى أحدهم منصاتها ليخاطبهم: "إحنا مالنا ومال غزة؟"، لترويج رسالة سياسية تبرّر الصمت على حصار جغرافيا الإبادة والتجويع.
حتى الفلسطينيون لن يُعفَوا من الذكرى. فدوّار المنارة في رام الله شهد هتافاً خافتاً للوحدة الوطنية، في وقت كانت الحاجة فيه لثورة صريحة سنداً لملايين المُجوَّعين. فبعض "أبناء القضية" طالبوا المقاومة بانتهاج مسار "أوسلو"، رغم أن الاحتلال نفسه أنهى الاتفاق رسمياً، واختار طريق الضم والتطهير العرقي في الضفة الغربية المحتلة. وبينما يرى البعض أن الوقت لا يسمح بفتح ذلك النقاش، فإنهم يجدونه مناسباً للوم الضحية، وتبرير التواطؤ القائم على الخوف أو الإحباط أو الحسابات، حتى لا تُحرج السلطة وجهاً لوجه مع محتليها الذين لا يغفرون لها، مهما صالحتهم.
نعم، ليست هذه تهيؤات، بل نتائج زمن التفاهة، حين يُمنح الطبال شاشة وملايين المتابعين ليبثّ خنوعه، بينما تُنتزع أرجل الأطفال من تحت الأنقاض، وفي طريق جلب حفنة طحين مخضّبة بالدم. لم يعد الصوت العربي العام إلا صدى للانبطاح؛ يبارك الفرجة ويخشى اتخاذ موقف. والسؤال الآتي من الأبناء الذين وصلت النيران إلى أسرّتهم سيكون محرجاً: لماذا تُركت غزة تجوع؟ لماذا خذلتموها؟ وسيكون الجواب مزيجاً من الخزي والصمت. فأهل غزة لم يُجوعوا لأنهم فقراء، بل جُوّعوا لكسر إرادة أمة. أما هذه الأمة، فهي في اختبار أخلاقي عميق، لا يُقاس بعدد الجيوش، بل بقدرتها على أن تبقى إنسانية في وجه من يريد لها أن تموت بلا حتى شهقة اعتراض.
نحن في زمن يبحث فيه بعض العرب عن مروءة أبي جهل، لا عن سيف خالد وصلاح الدين. زمن يبحث فيه الناس عمّن يشبه تشيلي وأيرلندا في مقاطعة الاحتلال، بينما تتمسك الأنظمة بـ"قداسة" علاقاتها معه. ألم يقولوا إن اتفاقيات التطبيع تخدم القضية؟ فماذا فعلوا لها، سوى التمسك بإرهابيين يدعوان بالموت للعرب مثل الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، حتى آخر قطرة في ماء وجوههم؟ ممّ تخاف قوى وأحزاب في مجتمعاتنا من قول ما يقوله العالم؟ أمن شرطتهم؟ أم من خسارة امتيازاتهم التي تقوم على حساب دمائنا وكرامتنا الجماعية؟
 
## مناقشة أميركية في الكونغرس لتعديل قانون قيصر بدل إلغائه
25 July 2025 01:00 AM UTC+00
صوتت اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب الأميركي الثلاثاء الماضي على تمرير مشروع قانون لتمديد قانون قيصر بدل إلغائه. وحظي مشروع القانون، المقدَّم من النائب الجمهوري مايك لولار، رئيس اللجنة الفرعية المعنية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التابعة للشؤون الخارجية في المجلس، بدعم 31 نائباً، في حين عارضه 23 نائباً. ويهدف مشروع القانون إلى مراجعة القيود المصرفية، وتعزيز القدرة على مكافحة غسل الأموال. كما يفرض شروطاً تتعلّق بحقوق الإنسان من أجل إلغاء القانون نهائياً، ويُحدِّد إطاراً زمنياً لرفع العقوبات بشكل نهائي بحلول 31 ديسمبر/كانون الأول 2029، شرط التزام الحكومة السورية بسلسلة من المعايير الصارمة تتعلّق بحقوق الإنسان، ووقف الاعتقال السياسي، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، وإيقاف استهداف المرافق الطبية والتعليمية، وإنهاء إنتاج وتهريب الكبتاغون.
رضوان زيادة: هذا إقرار أولي من اللجنة ونسبة تحوّله إلى قانون ضعيفة
ومشروع القانون لا يزال في مرحلته الأولى، إذ لا بدّ من مرور بأربع مراحل تشريعية قبل أن يُصبح نافذاً، وهي تصويت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، ثم التصويت الكامل في المجلس، تليه لجنة الشؤون المصرفية في مجلس الشيوخ، ثم تصويت مجلس الشيوخ بأكمله، وأخيراً توقيع الرئيس دونالد ترامب.
انتقاد الإبقاء على قانون قيصر
ولا يتماشى توجّه اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب الأميركي مع أجندة ترامب، وفق عضو الكونغرس عن الحزب الجمهوري جو ويلسون، الذي حذّر، على منصة إكس الثلاثاء الماضي، من أن إبقاء قانون قيصر سارياً سنوات سيؤدّي إلى إعاقة إعادة الإعمار في سورية على المدى الطويل، ما قد يُسهم في عودة تنظيم داعش. وكان ويلسون أعلن، في 12 يونيو/حزيران الماضي، أنه قدم تشريعاً إلى الكونغرس لإلغاء قانون قيصر وعقوباته على سورية بالكامل.
وكان ترامب قد وقّع، في 30 يونيو الماضي، أمراً تنفيذياً لإنهاء العقوبات على سورية، من بينها عقوبات مفروضة منذ العام 1979 (صنفت واشنطن سورية وقتها دولةً راعية للإرهاب نتيجة لدعمها لجماعات فلسطينية معارضة لإسرائيل، ومواقفها المناهضة للولايات المتحدة، وتقاربها مع الاتحاد السوفييتي وقتها). ولم يُسقِط ترامب قانون قيصر الذي أقرّه الكونغرس في 2019، إذ لا يمكن لرئيس أميركي تعديل أو تعليق قانون صادر عن الكونغرس. وخفّفت الولايات المتحدة العقوبات عن سورية لمنحها "فرصة" لتُصبح "دولة مستقرة تنعم بالسلام"، وفق إدارة ترامب، التي قالت، في حينه، إنها ستواصل مراقبة تقدّم سورية في الأولويات الرئيسية، بما في ذلك "اتخاذ خطوات ملموسة نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، والتصدّي للإرهابيين الأجانب، وحظر الجماعات الإرهابية الفلسطينية".
وخلال سنوات الثورة السورية، فرضت الولايات المتحدة عقوبات مشدّدة على نظام بشار الأسد المخلوع، وفق أوامر رئاسية وتنفيذية من صلاحيات الرئيس الأميركي إلغاؤها من دون العودة إلى مجلس النواب. كما فرضت عقوبات مشدّدة على النظام المخلوع عبر قوانين صدرت عن مجلس النواب، أبرزها قانون قيصر، الذي دخل حيّز التنفيذ في العام 2020، بعدما استغرق إنجازه نحو ست سنوات، ونصّ على فرض عقوبات على الأسد وأركان حكمه، وعلى أي جهة تقدّم الدعم أو تتعامل مع النظام المخلوع.
تأثير أحداث السويداء
وتعليقاً على النقاش الدائر في مجلس النواب الأميركي حول تعديل قانون قيصر، بيّن الباحث السياسي المقيم في واشنطن، رضوان زيادة، في حديث مع "العربي الجديد"، أن أحداث السويداء "كان لها تأثير سلبي جداً على قدرة الحكومة على إدماج الأقليات"، مضيفاً: كانت من ضمن الأسباب التي دفعت مجلس النواب للبحث في تعديل قانون قيصر بدلاً من إلغائه. وتابع: مسؤولية إسرائيل في أحداث السويداء واضحة، ولكن حُمّلت الحكومة السورية المسؤولية. وقلّل زيادة من أهمية النقاش الدائر حالياً في مجلس النواب حول قانون قيصر، موضحاً: "هذا إقرار أولي من اللجنة، ونسبة تحوّله إلى قانون ضعيفة"، مضيفاً: لكنه جرس إنذار للحكومة السورية، التي دعاها إلى إظهار "انفتاح سياسي أكبر"، مضيفاً: عليها طرح خطة سياسية تُظهر قدرتها على إدماج الأقليات عبر الحوار والمشاركة السياسية.
بسام بربندي: الإدارة الأميركية لا علاقة لها بالحراك الحاصل لتعديل قانون قيصر بدلاً من إلغائه
وكان للجرائم التي ارتكبت في الساحل السوري في مارس/آذار الماضي،  بحق المدنيين وأدّت إلى مقتل المئات وإصابة آخرين عقب الحملة التي شنتها السلطات ضد عناصر من النظام السابق، ولاحقاً تكرار مشهد الجرائم في السويداء عقب اندلاع الاقتتال الأهلي فيها أخيراً تأثير سلبي على الإدارة السورية التي تُتَّهم بعدم القدرة على إشراك مكوّنات الشعب السوري كافة في القرار السياسي للبلاد. وتلحّ مكونات عدة على ضرورة مشاركتها في القرار بالبلاد، وتدعو إلى عقد حوار وطني موسّع، بدلاً من الذي عقدته الإدارة على عجل على مدى يومين في فبراير/شباط الماضي. كما تُطالب بتعديل الإعلان الدستوري، الناظم القانوني للمرحلة الانتقالية، والذي صدر في مارس الماضي، وسط اعتقاد يرى أن هذا الإعلان لم يلبِّ تطلّعاتها، وكرّس حكم الفرد في البلاد، ولم يعترف بحقوقها، ولا سيّما الأكراد في سورية، الذين يُطالبون بنصوص دستورية واضحة تُشرّع اللامركزية السياسية، وهو ما ترفضه دمشق، التي ترى أن هذا التوجّه يُهدّد وحدة البلاد، وتُصرّ على نظام مركزي في هذه المرحلة التي تواجه فيها البلاد تحديات أمنية، هدّدت، أكثر من مرة، الاستقرار الهشّ، وكادت أن تنزلق بالبلاد إلى اقتتال أهلي واسع النطاق.
وكرّر المبعوث الأميركي إلى سورية توم برّاك دعوة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تقويم سياساته، وتبنّي نهج أكثر شمولاً، بعد جولة الاشتباكات الدامية في السويداء جنوب البلاد، وإلا سيكون مهدّداً بفقدان الدعم الدولي وتفتيت البلاد. وقال برّاك، في مقابلة مع وكالة رويترز الثلاثاء الماضي، إن الحكومة الجديدة يجب أن تفكّر في أن تكون "أكثر شمولاً على نحو أسرع"، فيما يتعلّق بدمج الأقليات في هيكل الحكم، مشيراً إلى أن الغارات الإسرائيلية زادت "الارتباك" في سورية.
مشروع القانون قد يستغرق عاماً من النقاش
وأوضح الدبلوماسي السوري السابق، والمقيم في الولايات المتحدة، بسام بربندي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن الإدارة الأميركية "لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالحراك الحاصل في مجلس النواب حول تعديل قانون قيصر بدلاً من إلغائه". وأضاف: من طرح التعديل نواب أميركيون، هناك دروز في المناطق التي يُمثّلونها. وأوضح أن المشروع ربما يستغرق عاماً من النقاش لكي يتحوّل إلى قانون، معتبراً أن مجرّد طرح فكرة التعديل بدلاً من الإلغاء بشكل نهائي "جرس إنذار للحكومة السورية"، مضيفاً: لا بدّ من حوار وطني شامل وجامع، وتنظيم مؤسسات الدولة بشكل حقيقي، وإلا فإن المشكلات في سورية ستستمر، ما يدفع باتجاه اعتماد مشروع القانون المطروح. أعداء سورية كُثر، وما يحدث فيها اليوم يُعطيهم ما يريدون لاستخدامه ضدّ مصالحها.
## تايلاند ـ كمبوديا: حرب حدودية باسم المعابد
25 July 2025 01:00 AM UTC+00
سقط عدد من القتلى والجرحى نتيجة تجدد الاشتباكات الحدودية بين كمبوديا وتايلاند، أمس الخميس، وسط مخاوف من تسارع تدهور الوضع الميداني، إثر قرار بنوم بنه خفض العلاقات الدبلوماسية مع بانكوك، ودعوة الأخيرة مواطنيها لمغادرة الأراضي الكمبودية. ولم يكن الصدام مفاجئاً بفعل عدم معالجة الخلافات على الأراضي المتنازع عليها بين البلدين والمتمحورة حول معابد بوذية عبر التاريخ.
وتبادلت القوات الكمبودية والتايلاندية، أمس الخميس، القصف حول معبدين قديمين، في محافظة سورين التايلاندية ومقاطعة أودار مينتشي الكمبودية، وفق ما أفاد مصدر حكومي كمبودي وكالة فرانس برس، واتّهم كلّ من الطرفين الطرف الآخر بأنه من بدأ بإطلاق النار. وذكر الجيش التايلاندي في بيان أن "القوات الكمبودية فتحت النار باتجاه الجانب الشرقي لمعبد براسات تا موين ثوم، على مسافة نحو 200 متر من القاعدة التايلاندية"، ويبعد المكان 360 كيلومتراً عن العاصمة التايلاندية بانكوك.
كذلك أعلن الجيش التايلاندي أنه نفّذ غارات جوية بطائرة من طراز أف-16 على هدفين عسكريين في كمبوديا. وكان الجيش اتّهم كمبوديا بإطلاق صاروخين من طراز "بي إم-21" باتجاه قرية حدودية في محافظة سورين، فضلاً عن استخدامها مسيّرة فوق القاعدة التايلاندية. وذكر الجيش التايلاندي أن ستة جنود كمبوديين مسلحين بقاذفات قنابل يدوية، اقتربوا لاحقاً من سياج أسلاك شائكة، وأن عناصره نادوا عليهم لتجنب حصول اشتباك. وأوضح سوثيرو شاروينثاناساك رئيس منطقة كابتشينغ في سورين لوكالة رويترز، أن سلطات المنطقة أجلت 40 ألف مدني من 86 قرية قريبة من الحدود إلى مواقع أكثر أماناً. وسُجل مقتل 11 مدنياً على الأقل، بحسب الجيش التايلاندي، وجرح 14 آخرين بهجمات كمبودية. وناشدت وزارة الخارجية التايلاندية رعاياها في كمبوديا مغادرتها "في أقرب وقت ممكن"، واصفة كمبوديا بأنها "غير إنسانية ووحشية ومتعطشة للحرب". ودعا المتحدث باسم الحكومة التايلاندية جيرايو هونغسوب المجتمع الدولي إلى إدانة كمبوديا بسبب قصفها.
أجلت بانكوك 40 ألف مدني من 86 قرية حدودية
تدهور العلاقات بين تايلاند وكمبوديا
في المقابل، ذكرت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية مالي سوتشيتا في بيان أن "الجيش التايلاندي انتهك سلامة أراضي مملكة كمبوديا بشنّه هجوماً مسلّحاً على القوات الكمبودية المتمركزة للدفاع عن أراضيها السيادية". وأضافت: "ردّاً على ذلك، مارست القوات المسلحة الكمبودية حقّها المشروع في الدفاع عن النفس، بما يتوافق تماماً مع القانون الدولي، لصدّ التوغّل التايلاندي وحماية سيادة كمبوديا وسلامة أراضيها". وقررت كمبوديا خفض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع تايلاند إلى أدنى مستوى، واستدعت جميع موظفيها الدبلوماسيين من بانكوك، حسبما صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الكمبودية تشوم سونري، أمس الخميس.
وكان فومثام ويتشاياتشاي، القائم بأعمال رئيس الوزراء التايلاندي، قد أمر، أول من أمس الأربعاء، بخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع كمبوديا من خلال استدعاء سفير بلاده تول ترايسورات من بنوم بنه وطرد السفير الكمبودي هون ساروون من بانكوك، وذلك قبل اندلاع اشتباكات أمس الخميس، على خلفية فقدان جنديين تايلانديين أحد أطرافهما، في أسبوع واحد، بسبب ألغام أرضية ادّعت بانكوك أن بنوم بنه زرعتها أخيراً في المناطق المتنازع عليها. وأشارت السلطات التايلاندية إلى أن تحقيقاً عسكرياً خلص إلى أن كمبوديا زرعت ألغاماً أرضية جديدة على الحدود. ورفضت كمبوديا تلك الاتهامات موضحة أن المناطق الحدودية ما زالت مليئة بألغام نشطة من "حروب ماضية".
وطلب رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت، أمس الخميس، من مجلس الأمن الدولي عقد "اجتماع عاجل" مع اندلاع اشتباكات مع تايلاند بسبب نزاع حدودي. ووجّه مانيت رسالة إلى رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عاصم افتخار أحمد، جاء فيها: "نظراً إلى الاعتداءات الخطيرة التي شنتها تايلاند أخيراً، التي هددت بشكل خطير السلام والاستقرار في المنطقة، أطلب منكم عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لوقف عدوان تايلاند". وحضّت الصين مواطنيها في كمبوديا، أمس الخميس، على تجنب الذهاب إلى المناطق القريبة من الحدود مع تايلاند، حسبما جاء في بيان نشر على موقع السفارة.
وأضاف البيان: "تنصح السفارة الصينية في كمبوديا المواطنين الصينيين... بمراقبة الوضع الأمني المحلي عن كثب والحفاظ على اليقظة واتخاذ احتياطات معززة، وضمان سلامتهم الشخصية". في مايو/أيار الماضي، تحوّل نزاع حدودي طويل الأمد في منطقة تعرف بالمثلّث الزمردي تتقاطع فيها حدود البلدين مع حدود لاوس، إلى مواجهة عسكرية قتل فيها جندي كمبودي. وهي منطقة تبعد عن الاشتباكات التي اندلعت أمس الخميس، أكثر من 400 كيلومتر. مع العلم أنه في عام 2000 تحول المثلّث إلى مشروع للتعاون الدولي من أجل تعزيز السياحة والتنمية الاقتصادية في الدول الثلاث. ومذاك، يتقاذف الطرفان الاتهامات ويتبادلان الردود الانتقامية وقد قيّدت تايلاند حركة العبور عبر الحدود، فيما علّقت كمبوديا بعض الواردات وخفض البلدان الممثلات الدبلوماسية. وكانت آخر اشتباكات حدودية حول معبد برياه فيهيار بين عامَي 2008 و2011 وأسفرت عن مقتل 28 شخصاً على الأقل ونزوح عشرات الآلاف.
يتمحور الخلاف حول منطقة تضم معابد بوذية
دور فرنسا في الصراع
وتتنازع تايلاند وكمبوديا على السيادة في نقاط مختلفة غير محددة على طول حدودهما البرية التي يبلغ طولها 817 كيلومتراً. وتعود جذور النزاع إلى خريطة رسمتها فرنسا عام 1907 حين كانت كمبوديا تحت الحكم الفرنسي. استخدمت كمبوديا تلك الخريطة لاحقاً مُستَنَداً لمطالبتها بأجزاء من الحدود مع تايلاند، لكن غموض المعالم الجغرافية فيها أدى إلى تفسيرات متضاربة. لم تقبل تايلاند بصحة الخريطة، ليندلع الاشتباك بين البلدين في عام 2008، مع عبور حوالي 50 جندياً تايلاندياً إلى منطقة معبد كيو سيخا كيري سفارا الواقع في أراضي كمبوديا على بعد حوالي 300 متر من معبد برياه فيهير، بحسب بنوم بنه. ادعت بانكوك أن ترسيم الحدود لم يُطبق بعد على الأجزاء الخارجية من المنطقة القريبة من المعبد؛ والتي حُكِمت على أنها كمبودية بتسعة إلى ثلاثة قرارات أصدرتها محكمة العدل الدولية في عام 1962. لاحقاً تحول معبد براسات تا موان ثوم إلى أزمة حدودية أيضاً، إذ اتهمت كمبوديا القوات التايلاندية باحتلاله. وكانت محكمة العدل الدولية قد أعلنت في عام 2013 في قرار بالإجماع أن حكمها الصادر في عام 1962 قد منح المناطق المحيطة بمعبد برياه فيهيار إلى كمبوديا، لكن تايلاند رفضت ذلك. 
(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس، قنا)
## "فرانس برس": واشنطن تؤكد رفضها الكامل لإعلان باريس عزمها الاعتراف بدولة فلسطين
25 July 2025 01:31 AM UTC+00
## الأزمات تعصف بصناعة السيارات الأوروبية
25 July 2025 01:35 AM UTC+00
تواجه صناعة السيارات الأوروبية أحد أكبر التحديات منذ أكثر من عقد، مع تراجع حاد في المبيعات، وفتور في الطلب، وتزايد المنافسة من السيارات الصينية الكهربائية، وتذبذب السياسات الحكومية بين الدعم والتقشف. وأظهرت بيانات رابطة مصنعي السيارات الأوروبية، أمس الخميس، أن مبيعات السيارات الجديدة في أوروبا انخفضت بنسبة 5.1% خلال يونيو/حزيران 2025، وهي أكبر نسبة تراجع شهرية منذ أغسطس/آب 2024، لتسجل القارة 1.24 مليون سيارة فقط في ذلك الشهر.
وبحسب البيانات، قادت ألمانيا، أكبر سوق للسيارات بمنطقة اليورو، هذا الانكماش الحاد، حيث تراجعت المبيعات بنسبة 14% خلال يونيو فقط، وتراجعت بمعدل 4.7% خلال النصف الأول من العام. كما انخفضت المبيعات في إيطاليا بنسبة 17%، وفي فرنسا بنسبة 6.7% خلال الشهر نفسه، ما يعكس أزمة أوسع في الأسواق الأوروبية الكبرى. وبحسب "فايننشال تايمز"، إن تراجع ثقة المستهلك وارتفاع تكاليف الاقتراض وتباطؤ التحفيز الحكومي كلها عوامل ساهمت في هذا الهبوط.
وفي لندن توقعت جمعية مُصنّعي وتجار السيارات البريطانية، تراجع إنتاج السيارات والمركبات في المملكة المتحدة خلال العام الجاري، ليسجّل أدنى مستوياته منذ عام 1952، باستثناء فترة جائحة كورونا. وخفضت الجمعية تقديراتها لإجمالي الإنتاج هذا العام إلى نحو 755 ألف وحدة فقط، مقابل توقعات سابقة عند 818 ألف مركبة، وهو ما يعادل تراجعاً سنوياً يقارب 17%، وفق "ذا تليغراف". يأتي هذا الانخفاض نتيجة مزيج من العوامل السلبية، أبرزها فرض رسوم جمركية أميركية على السيارات، وتباطؤ الطلب في الأسواق الأوروبية، إلى جانب عمليات إغلاق المصانع، وفترات التوقف المرتبطة بإعادة تأهيل خطوط الإنتاج للتحول نحو تصنيع السيارات الكهربائية.
وبحسب بيانات الجمعية، انخفض إجمالي إنتاج المركبات بنسبة 11.9% إلى 417.23 ألف وحدة خلال النصف الأول من العام الجاري، مشيرة إلى أن حجم الإنتاج السنوي سيظل دون حاجز المليون مركبة حتى نهاية العقد الحالي. ورغم أن السيارات الكهربائية بالكامل شهدت ارتفاعاً في التسجيلات بنسبة 14% داخل أوروبا، إلا أن هذا النمو كان الأبطأ خلال 2025 حتى الآن. أما السيارات الهجينة القابلة للشحن، فقد ارتفعت مبيعاتها بنسبة 38%، لكنها لا تزال تمثل نسبة صغيرة من إجمالي السوق. وتواجه السيارات الكهربائية بالكامل تحديات تتعلق بالبنية التحتية الضعيفة لمحطات الشحن، وغياب سياسة أوروبية موحدة لدعم القطاع، كما أن تفاوت الحوافز بين الدول يزيد حالة الإرباك في الأسواق.
ودعت رابطة مصنعي السيارات الأوروبية، في بيان، أمس، الحكومات إلى تبني حزم تحفيزية أوسع لتشجيع شراء السيارات الكهربائية، مؤكدة أن المستهلكين لا يزالون حذرين، وأن تسريع التحول نحو المركبات النظيفة يحتاج إلى إجراءات دعم أكثر قوة. وتأتي هذه الدعوة في وقت بدأت بعض الدول الأوروبية بإعادة النظر في برامج الحوافز، كما فعلت بريطانيا أخيراً بإعادة منحة تصل إلى 3750 جنيهاً إسترلينياً (نحو 5100 دولار) لدعم مشتريات السيارات الكهربائية، بعد ثلاث سنوات من إيقافها. وساعد هذا القرار البريطاني في رفع مبيعات السيارات الجديدة في المملكة المتحدة بنسبة 6.7% في يونيو، ما يعكس حساسية السوق للتحفيز المالي المباشر، بحسب بيانات نقلتها "بلومبيرغ".
وتواجه شركات صناعة السيارات الأوروبية الكبرى مثل "فولكس فاغن" و"بي إم دبليو" و"مرسيدس-بنز" تحديات متزايدة، ليس من التباطؤ الداخلي فقط، بل أيضاً من فقدانها تدريجياً حصصها السوقية في الصين، لمصلحة شركات محلية تقدم سيارات كهربائية أرخص وأكثر ابتكاراً. وبحسب "رويترز"، فإن شركات مثل BYD وGeely وغيرها من شركات السيارات الصينية الكبرى تحقق تقدماً كبيراً في الأسواق الأوروبية، ما يهدد الصناعات المحلية. كما تعاني بعض الشركات من أزمات إدارية. فشركة رينو الفرنسية تبحث عن رئيس تنفيذي دائم بعد استقالة الرئيس السابق، بينما أجرت "ستيلانتيس" تغييرات كبيرة على مستوى القيادة، في وقت حساس يتطلب استقراراً إدارياً وخططاً متماسكة.
وفي خطوة لاحتواء الضغوط، منحت المفوضية الأوروبية المصنعين مهلة إضافية مدتها ثلاث سنوات لتحقيق أهداف الانبعاثات الكربونية الجديدة التي كانت مقررة لعام 2025، في محاولة لتخفيف القيود البيئية مرحلياً. وزادت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على واردات السيارات وقطع الغيار من تعقيد الوضع بالنسبة للشركات الأوروبية، خصوصاً تلك التي تصدر إنتاجها من مصانع في أميركا الشمالية إلى أسواق العالم. وقدرت "بلومبيرغ" أن مليارات اليوروهات من أرباح الشركات مهددة الآن، ما يضع مزيداً من الضغط على صناعة تعتمد بدرجة كبيرة على التجارة الدولية والاتفاقات العابرة للحدود.
وتمثل أزمة مبيعات السيارات الأوروبية، بحسب محللين، مؤشراً على تحول هيكلي في السوق العالمية، حيث تزداد المنافسة الصينية وتشتد الضغوط البيئية والتجارية، بينما تتردد الحكومات الأوروبية في تقديم دعم كاف لتحفيز الطلب. وبينما تسعى الشركات لتكييف استراتيجياتها، فإن غياب رؤية موحدة على مستوى الاتحاد الأوروبي قد يعمق من أزمة القطاع، ويزيد من فقدان أوروبا مكانتها التاريخية مركزاً عالمياً لصناعة السيارات.
## ترحيب عربي وغضب إسرائيلي أميركي من تعهد ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين
25 July 2025 01:39 AM UTC+00
أثار إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، اعتزام بلاده الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل، سلسلة ردود فعل متباينة على المستويين الإقليمي والدولي، بين ترحيب فلسطيني وعربي واسع، ورفض وغضب إسرائيليين.
وقال ماكرون عبر منصتي إكس وإنستغرام، الخميس: "وفاءً بالتزامها التاريخي بسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررتُ أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين. سأُعلن ذلك رسمياً خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل".
ترحيب فلسطيني رسمي
رحّب نائب رئيس الوزراء الفلسطيني، حسين الشيخ، بالإعلان الفرنسي، واعتبره "تجسيدًا لالتزام فرنسا بالقانون الدولي". وأكد في منشور عبر منصة "إكس" أن هذه الخطوة تمثل دعمًا سياسيًا مهمًا لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، مشيرًا إلى أن ماكرون وجه رسالة رسمية بهذا الشأن إلى الرئيس محمود عباس. كما ثمّن الشيخ الجهود الدبلوماسية السعودية في الدفع نحو هذا الاعتراف، معتبرًا أن التعاون الفرنسي السعودي في هذا الملف يعكس تنسيقًا دوليًا فاعلًا لدعم حقوق الفلسطينيين.
نعرب عن شكرنا وتقديرنا لفخامة الرئيس إيمانويل ماكرون على رسالته الموجهة إلى فخامة الرئيس محمود عباس، والتي جدد فيها موقف فرنسا الثابت، وأكد اعتزام بلاده الاعتراف بدولة فلسطين في شهر سبتمبر المقبل.
ونشكر المملكة العربية السعودية على الجهد الكبير الذي بذلته مع فرنسا للاعتراف…
— حسين الشيخ Hussein Al Sheikh (@HusseinSheikhpl) July 24, 2025
بدورها، اعتبرت حركة حماس قرار ماكرون "خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح نحو إنصاف شعبنا الفلسطيني المظلوم، ودعماً لحقه المشروع في تقرير المصير، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على كامل أراضيه المحتلة، وعاصمتها القدس". واعتبرت الموقف الفرنسي "المهم" تطوراً سياسياً "يعكس تنامي القناعة الدولية بعدالة القضية الفلسطينية، وفشل الاحتلال في تزييف الحقائق، أو منع إرادة الشعوب الحرة".
ودعت الحركة "جميع دول العالم، وخاصة الدول الأوروبية والدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين، إلى أن تحذو حذو فرنسا، والاعتراف الكامل بحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية، وعلى رأسها حقه في العودة وتقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على أرضه وعاصمتها القدس"، مؤكدة أن "مثل هذه الخطوات الدولية تمثّل ضغطاً سياسياً وأخلاقياً على الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل جرائمه، وعدوانه، وحرب الإبادة والتجويع بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واحتلاله واستيطانه في الضفة والقدس".
دعم أردني وسعودي
أصدرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية بيانًا رحّبت فيه بإعلان ماكرون، واصفة الخطوة بأنها "في الاتجاه الصحيح" من أجل تجسيد حل الدولتين وإنهاء الاحتلال. وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة، السفير سفيان القضاة، أن هذا القرار ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وشدّد القضاة على أهمية المؤتمر الدولي المزمع عقده في نيويورك برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا لدعم الاعتراف بدولة فلسطين، واعتبره فرصة لحشد التأييد الدولي من أجل سلام عادل وشامل في المنطقة.
رحّبت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزم الجمهورية الفرنسية الاعتراف رسميًّا بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل، خطوة في الاتجاه الصحيح المفضي إلى تجسيد حل الدولتين وإنهاء الاحتلال.
وأكّد الناطق… pic.twitter.com/MEnx8shxPF
— وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية (@ForeignMinistry) July 24, 2025
بدورها، رحّبت السعودية ببيان ماكرون، وقالت وزارة الخارجية في بيان رسمي إن الخطوة تعكس توافق المجتمع الدولي على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ودعت جميع الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى اتخاذ خطوات مماثلة.
غضب إسرائيلي أميركي
وتوالت التعليقات الإسرائيلية الغاضبة من قرار ماكرون، إذ أدان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو القرار، زاعماً في منشور عبر منصة إكس، أن هذه الخطوة تهدد بخلق "وكيل إيراني آخر"، كما حدث في غزة، زاعماً أن الفلسطينيين يسعون إلى دولة بديلة عن إسرائيل. أما وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، فرأى أن إعلان ماكرون عن نيته الاعتراف بدولة فلسطينية "وصمة عار واستسلام للإرهاب"، وفق زعمه، مشيراً إلى أن الرئيس الفرنسي، بدلاً من وقوفه إلى جانب إسرائيل في "هذه المحنة"، يعمل على إضعافها.
وتابع: "لن نسمح بقيام كيان فلسطيني من شأنه أن يضر بأمننا، ويهدد وجودنا، ويمس حقنا التاريخي في أرض إسرائيل. جميعنا متحدون لدرء هذا الخطر الجسيم". من جانبها، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن وزير القضاء الإسرائيلي ياريف ليفين، ومجلس مستوطنات الضفة الغربية، مطالبتهما بفرض "السيادة" الإسرائيلية على الضفة، رداً على قرار ماكرون.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إن واشنطن ترفض خطة ماكرون للاعتراف بدولة فلسطينية، واصفًا إياها بأنها "قرار متهور". وكتب روبيو في منشور عبر منصة "إكس": "هذا القرار المتهور لا يخدم سوى دعاية حماس ويعوق السلام".
## حين يفسر المثقفُ القتلَ
25 July 2025 02:05 AM UTC+00
مرةً أخرى، ينضم كتّاب سوريون، وصحافيون، ومثقفون عتاة في الدفاع عن الحرية ـ سابقاً، فقط سابقاً، أي في زمن الديكتاتور التافه الهارب من البلاد ـ إلى طابور السلالات التي تفسِّر أو تبرِّر القتل. طابورٌ طويل يبدو أنه متجذِّر في بلادنا إلى الحدّ الذي جعلنا نصاب بالعمى من قبل، فلا نراه، أو ندّعي أنه غير موجود، وأنه هامشيّ، ونزعم أننا بشر، وأن الحروب لا تستطيع أن تسرق منا إنسانيتنا، مهما فعل مشعلوها، ومهما دبّروا من المكائد لمبادئنا وأخلاقياتنا.
وإذ بنا نفاجأ مرةً أخرى أن الثقافة تفاهة، عندما يتحرك عصب الطائفة. وأن كتابة الرواية لعبة نتسلّى بها، إلى حين حضور مصالحنا الطائفية. وأن الشعر معدٌّ من أجل الاستقواء به على من سيُصبح هدفاً للإبادة بعد "النصر على القاتل القديم". وأن تشريع القتل، أو الدفاع عن الجريمة، هينٌ وسهلٌ، وقد لا يمسُّ الدستور الأخلاقي الذي نضعه لأنفسنا بأنفسنا.
ألم يقل إميل دوركايم ذات يوم: "في أي لحظة يمكن أن يؤسّس الدستور الأخلاقي للمجتمع شروطَ الوفيات الطوعية"؟ بلى، هكذا تقول روائية سورية: الحقُّ على القتلى، فهم الذين أرغموا الدولة على أن تقتلهم.
كتابة الرواية لعبة نتسلّى بها إلى حين حضور مصالحنا الطائفية
لقد رأينا مثل ذلك في زمن الهارب بشار، حين انبرى شعراء، وروائيون، وخطباء، ونقّاد، وممثلون، ومخرجون، للدفاع عن جرائم القتل ومنطق الإبادة. وها هي الأسطوانة ذاتها تعود بأقلام أخرى. فقط، يسكت قلم قديم، ويحلّ محلَّه قلم جديد، كان في الأمس، الأمس فقط، يذرف الدموع على حاله وعلى البلاد. كأنّ هوية القاتل هي التي تحدد خياراته: اعتراضه أو موافقته على القتل. (ويا للهول هنا، لأننا نتحدث عن روائيين، وشعراء، ومثقفين، وأكاديميين، وصحافيين، يرفعون راية الإنسانية ومبادئ الأخلاق)، فإذا القبول أو الرفض مرهونٌ بنوعية القاتل، لا بكمية القتل، ولا بهويّة المقتولين.
فإذا كان القتل هذه المرة يخدم "دولتنا"، فلا مانع، ولا ضير، ولا ضرر. وعلى المقتولين اللعنة. وبوسع المثقف تحميلهم ذنوب جميع الخطاة في التاريخ، كي يكون قتلهم ممكناً ومسوَّغاً. وفي هذه الحالة، يتغاضى أيضاً ـ بينما يُريح ضميره على وسادة المبادئ المستجدّة ـ عن جميع أشكال الوحشية، والعنف المفرط، والتعدي على المعايير الأخلاقية، والدينية، والإنسانية، التي يرتكبها مسلّحون لا يكادون يعرفون القراءة.
بينما كانت الدولة نفسها، ملعونة قبل بضعة أشهر فقط، بطاقمها القاتل، الذي فرّ وهرب متنكباً جرائمه التاريخية، لأنها تقتل بالذرائع نفسها: أُناساً أبرياء من قبيلة أو طائفة المثقف. وكانت اللعنات تحلّ على القاتل، فالمسألة كلها باتت "براغماتية"، وهي الكلمة المحببة اليوم لجمهورٍ عريضٍ من المثقفين السوريين، الذين تنشدّ أبصارهم نحو "سيّد البراغماتيين في العالم".
القاتل واحد، في أي ناحية كنت. والقتل واحد. ففي اللغة، وفي الحياة، ثمة كلمة اسمها التفاوض، ولها قوة أخلاقية تمنع انفلات العنف والوحشية، كما تمنع كل السلالة التي تتوالد من هاتين المفردتين. إنها دليل الرحمة، أو القوة الإنسانية الحقيقية التي تحترم الوجود البشري بأسره، على اعتبار أن الآخرين مثلنا، ولهم الحق في أن يقولوا، أو يفعلوا، ما يريدون، دون أن يضرّ أحدٌ بأحد.
* روائي من سورية
## قمة اقتصادية ساخنة... بكين تحذر أوروبا من بناء الجدران والانعزال
25 July 2025 03:32 AM UTC+00
في قمة ساخنة انعقدت، أمس الخميس، في بكين بين قادة الاتحاد الأوروبي والرئيس الصيني شي جين بينغ، عبر الأوروبيون عن نفاد صبرهم إزاء تفاقم العجز التجاري مع الصين وتفاقم التوترات التجارية، بينما حذر شي بروكسل من مغبة "بناء الجدران والانعزال" مع دعوات لضبط النفس. القمة الأوروبية الصينية انعقدت بمناسبة الذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد الأوروبي والصين، بقاعة الشعب الكبرى في بكين، وسط أجواء مشحونة بالتوتر الاقتصادي، وشهدت تصريحات صريحة غير معتادة من الجانبين. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، في مستهل القمة: "لقد تعمقت علاقاتنا، لكن معها تعمقت الاختلالات". وأشارت إلى أن العلاقات التجارية مع الصين بلغت "نقطة تحول" تستدعي إعادة التوازن، مشددة على أن الاتحاد الأوروبي "فقد صبره" حيال استمرار اختلال الميزان التجاري وغياب المعاملة بالمثل. وطالبت باتخاذ خطوات ملموسة لخفض العجز التجاري الأوروبي مع الصين، بحسب "أسوشييتد برس".
ورد الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال القمة برسائل واضحة، دعا فيها الاتحاد الأوروبي إلى "التمسك بالتعاون المنفتح ومعالجة الخلافات بروح بناءة"، مشدداً على أن "بناء الجدران والانفصال الاقتصادي سيقود إلى العزلة فقط"، وفق ما نقلته وكالة شينخوا الرسمية. وأشار شي صراحة إلى أن التحديات التي تواجه أوروبا "لا تأتي من الصين"، بل من ظروف عالمية معقدة تشمل التوترات الجيوسياسية والحرب التجارية المتصاعدة مع الولايات المتحدة. وطالب شي الاتحاد الأوروبي بعدم استخدام ما وصفه بـ "أدوات اقتصادية مقيدة" ضد الشركات الصينية، مشدداً على ضرورة توفير بيئة استثمارية مستقرة وآمنة للمؤسسات الصينية في الأسواق الأوروبية. 
العجز التجاري وعقدة السيارات الكهربائية
أحد أبرز الملفات الشائكة التي طرحتها القمة كان العجز التجاري الأوروبي مع الصين، الذي بلغ 305.8 مليارات يورو في 2024، بزيادة قياسية بلغت 20% عن العام السابق، بحسب إحصاءات المفوضية الأوروبية. وفيما يتعلق بالصادرات، اتهمت بروكسل بكين بإغراق السوق الأوروبية بالسيارات الكهربائية الرخيصة، المدعومة من الحكومة الصينية. وقالت فون ديرلاين في تصريحات نقلتها "فايننشال تايمز" إن "الإغراق الصيني يهدد 2.5 مليون وظيفة في صناعة السيارات الأوروبية، و10.3 ملايين وظيفة مرتبطة بها بشكل غير مباشر".
وردت الصين بالمثل، حيث فرضت مؤخراً تحقيقات تجارية على منتجات أوروبية مثل اللحوم الفرنسية والأجبان، كما شددت الرقابة على صادرات المعادن الأرضية النادرة، التي تستخدم في تصنيع السيارات والتكنولوجيا المتقدمة. وفي تطور لافت، كشفت بيانات الجمارك الصينية، أن صادرات الصين من مغناطيسات العناصر النادرة إلى أوروبا ارتفعت بنسبة 245% خلال يونيو/حزيران مقارنة بمايو/أيار الماضيين، رغم أنها لا تزال أقل بنسبة 35% عن نفس الفترة من العام السابق، مما يشير إلى مرونة بكين في استخدام الورقة التجارية.
ويرى مراقبون أن السبب الرئيسي للعجز التجاري الأوروبي مع الصين هو اعتماد أوروبا الكبير على الواردات الصينية في القطاعات التقنية والصناعية، لا سيما مكونات السيارات والمنتجات الإلكترونية النادرة. وبحسب "رويترز"، فإن الاتحاد الأوروبي لا يزال يعتمد بنسبة تفوق 80% على الصين في توريد المعادن الأرضية النادرة، الضرورية لصناعة البطاريات والمغناطيسات والرقائق الدقيقة. كما يواجه القطاع الصناعي الأوروبي صعوبات في مواجهة سياسة الدعم الحكومي التي تعتمدها بكين، ما دفع المفوضية لفتح سلسلة من التحقيقات ضد الشركات الصينية المتهمة بالإغراق.
وتتركز الشكاوى الأوروبية خصوصاً في قطاع السيارات الكهربائية، حيث يتهم صانعو السيارات الأوروبيون، مثل "فولكسفاغن" و"رينو"، نظراءهم الصينيين بإغراق السوق بطرازات منخفضة السعر مدعومة بشكل غير تنافسي. ووفق "فايننشال تايمز"، ارتفعت حصة الصين من سوق السيارات الكهربائية الأوروبية إلى أكثر من 8% في النصف الأول من عام 2025، مقارنة بنسبة 4.7% في الفترة نفسها من العام السابق، وهو ما اعتبره الاتحاد الأوروبي تهديداً مباشراً لصناعته المحلية.
أوروبا بين فكي كماشة
تأتي القمة الأوروبية الصينية في وقت يتصاعد فيه التوتر بين واشنطن وبكين. ومع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن حزمة رسوم جمركية جديدة على واردات السيارات الصينية بنسبة 30%، تشعر أوروبا أنها وسط فكي كماشة: فلا هي قادرة على مجابهة الصين منفردة، ولا على إغضاب واشنطن، بحسب تحليل "فايننشال تايمز". وقالت الصحيفة البريطانية إن مسؤولي الاتحاد الأوروبي يشعرون بالقلق من أن "أي تقارب مفرط مع بكين قد يستفز إدارة ترامب"، ولذلك يتبنون سياسة مزدوجة: الضغط على الصين تجارياً، مع التمسك بتحالفاتهم الاستراتيجية الغربية. من جهته، قال كبير اقتصاديي مركز السياسات الأوروبية، فابيان زوليغ، لوكالة أسوشييتد برس: "الاتحاد الأوروبي يسير على حبل مشدود: لا يريد خسارة السوق الصينية، لكنه لا يستطيع تحدي ترامب علناً. هذه المعادلة تعقد أي تقارب فعلي بين بروكسل وبكين".
ولم تقتصر القمة الأوروبية - الصينية على الملفات التجارية فقط، بل حضرت الحرب في أوكرانيا بوصفها من أكثر القضايا حساسية. فقد دعا رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، الصين إلى استخدام نفوذها السياسي والاقتصادي لدى موسكو لـ "إنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن"، وفق "أسوشييتد برس". وأكد كوستا أن الاتحاد الأوروبي ينظر إلى بكين على أنها طرف قادر على لعب دور محوري في الحد من التصعيد، وليس مجرد مراقب بعيد.
وفي المقابل تجاهل الرئيس الصيني الدعوة بشكل مباشر، مكتفياً بالدعوة إلى حلول سياسية تراعي المصالح الأمنية لجميع الأطراف، دون إشارة إلى روسيا أو مسؤوليتها عن استمرار الحرب. كما أعرب عن رفضه للعقوبات الأوروبية الأخيرة التي شملت بنكين صينيين بسبب اتهامهما بتقديم خدمات مالية لقطاع التصنيع العسكري الروسي، بحسب "فايننشال تايمز". وردت وزارة التجارة الصينية على تلك العقوبات ببيان رسمي وصفتها فيه بأنها انتهاك صارخ للقواعد الاقتصادية العالمية، متوعدة باتخاذ إجراءات ضرورية لحماية مصالح المؤسسات المالية الصينية، ما زاد من تعقيد مسار القمة وقلص فرص التوصل إلى تفاهمات سياسية حقيقية.
وفي السياق ذاته، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، إن استمرار دعم بكين لقطاعات صناعية روسية أو التغاضي عن صادرات "ثنائية الاستخدام" يعرض العلاقات الثنائية لمزيد من التدهور، معتبرة أن أوروبا "لن تقف مكتوفة الأيدي أمام من يمكن آلة الحرب الروسية"، بحسب "واشنطن بوست". لكن مراقبين أوروبيين قللوا من جدوى الضغط على بكين في هذا الملف تحديداً، مشيرين إلى أن الصين، التي ترى في الحرب فرصة لإضعاف الغرب اقتصادياً، لن تغامر بتقويض تحالفها الاستراتيجي مع روسيا. وقالت "رويترز" إن بكين باتت أقل رغبة في الاستجابة للمطالب الأوروبية منذ أن خففت الولايات المتحدة لهجتها في الحرب التجارية، ما منح الصين هامشاً أكبر في مواجهة شركائها الأوروبيين دون تقديم تنازلات.
نقاط اتفاق محدودة
ورغم حدة الخلافات، أبدى الطرفان اهتماماً بالتوصل إلى بيان مشترك بشأن المناخ، تمهيداً لقمة الأمم المتحدة المرتقبة في البرازيل، نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وهو ما وصفه المراقبون بـ "المنفذ الوحيد" لإنقاذ القمة من الفشل الكامل، وفق "واشنطن بوست". كما دعا شي إلى "التركيز على التعاون، وتجنب القطيعة التجارية"، قائلاً: "تحسين التنافسية لا يتم ببناء الأسوار، بل بالتعاون والاندماج." لكن دبلوماسياً أوروبياً رفيعاً قال لـ"فايننشال تايمز" إن "الصين تتحدث عن التعاون، لكنها عملياً لا تقدم تنازلات"، مشيراً إلى أن محاولات بروكسل لتعديل قواعد المنافسة ما زالت تصطدم بتعنت بكين.
ويرى خبراء في الاقتصاد السياسي أن أوروبا تحاول بناء "استقلالية استراتيجية"، لكنها لم تترجم هذا الطموح إلى أدوات فعلية، لا في التجارة ولا في السياسة. وقال نواه باركين، من مجموعة روديوم، في مقابلة مع "بلومبيرغ": "الصين تشعر الآن أنها انتصرت في المواجهة مع ترامب، وتستنتج من ذلك أن استراتيجية الصمود تفوق التنازلات. وهذا يقلل من فرص أي تفاهم حقيقي مع أوروبا".
## تيسر خلف.. "المسيح الأندلسي" في رحلته الروائية
25 July 2025 04:00 AM UTC+00
ما زال التاريخ الحقل المحبّب لدى الأدباء لاستلهام موضوعاتهم، إذ يمزج بين الماضي والحاضر، أو يعود إلى الماضي لكتابة الحكاية بطريقة مغايرة، كاشفاً الزوايا المُهمَلة والأصوات المكتومة من خلال التخييل الذي يقدم السير وكأنها تولد للتو، رغم البعد الزمني. هذا النوع من الأدب محبّب عموماً لدى القارئ العربي، فكيف إذا كان مشغولاً بعين الباحث والدارس والروائي المستقصي، كما في رواية "المسيح الأندلسي" (دار المتوسط، 2025)، لتيسير خلف، والتي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية 2025.
أراد خلف أن يجذب القارئ منذ العتبة الأولى، باختياره عنواناً لافتاً ومثيراً للجدل، يوحي بالفضاء الزمكاني للرواية الذي تناوله أدباء كثر من قبل، مثل أمين معلوف ورضوى عاشور وغيرهم. وكما يرى جيرار جينيه، فإن العنوان، بوصفه عتبة للنص، يحيلنا إلى إسقاطٍ داخل ذلك الفضاء. ومنذ البداية، يبدو العنوان مستمداً من الإحساس الداخلي المحفور في وجدان البطل، حين كان طفلاً ينظر إلى صورة المسيح في حضن مريم العذراء، معتقداً أنها صورته مع أمه التي أبعدت عنه لحمايته أثناء اعتقالها إثر وشاية من مجهول، ثم ماتت تحت التعذيب لأنها مسلمة، تحت سطوة محاكم التفتيش التي كانت تنظر في صدق تحوّل الأندلسيين إلى المسيحية بعد فرض التوحيد الديني في إسبانيا.
يبدأ خلف روايته على لسان البطل، مسترجعاً سيرة حياته بالخطف خلفاً، ليقودنا إلى وقائع وتفاصيل تاريخية هامة، متابعاً شدّ القارئ بسرده السلس وحبكته البوليسية، محافظاً على مستوى ثابت من التأثير والمتعة، رغم كم المعلومات التاريخية والثقافية التي ينثرها هنا وهناك، والأحداث التي تسير مع خيوط حكاية البطل عيسى الأندلسي، الذي تغيّرت حياته بعد أن عرف حقيقة أمه وأبيه وانتمائه الديني، متنقلاً بين جماعتين سريتين نشطتا بين مسلمي الأندلس وهما الأكيحل والأشيقر، واللتان تحملان في تناقض اسميهما دلالة على تناقض سياساتهما وطريقة تعاطيهما مع سلطة الملك، إلى أن اطلع على محضر التحقيق في محاكمة أمه، فقرر الرحيل بحثًا عن الشخص الذي وشى بها.
وعبر هذه الرحلة، نتعرف إلى الأوضاع السياسية والمواجهات العسكرية التي كانت قائمة آنذاك في حوض البحر المتوسط، وإلى نشاط عصابات القرصنة التي كانت تجوب مياهه وتتاجر بالبشر، بالإضافة إلى ما آل إليه وضع المسلمين (الموريسكيين) في إسبانيا، وهجرتهم نحو شمال أفريقيا أو الدولة العثمانية.
يُمعن خلف في مقاربة لغز العنوان من خلال التماثل اللفظي الذي اختاره لاسم الفتى بطل الرواية: فعيسى بن محمد الأندلسي يقابله باللسان الإسباني خيسوس أي "المسيح". فهل أراده رمزاً لوحدة الأديان السماوية بجمع الاسم والدين المختلف؟ أم رمزاً للأندلسيين الذين صُلبوا على خشبة التاريخ وتبعثروا بعد ما قدموه للعالم من علوم وحضارة؟
معضلة الأسماء المزيفة والحقيقية
امتلاك البطل اسمين لم يكن حالة استثنائية؛ فبعد منع اللسان والزي العربي والأسماء العربية، عاش الكثير من الأندلسيين بهوية مزدوجة، إحداهما علنية وأخرى سرية تُخفي الاسم العربي والدين الإسلامي. يقول البطل: "أسماؤنا مثل أرديتنا، نستبدلها نحن الأندلسيون حين نخرج من بيوتنا، وحين نأوي للفراش، وحين نبدل البلاد ببلاد أخرى".
تكمن خطورة تغيير الأسماء وازدواجيتها في ضياع الحقيقة التاريخية والسير الذاتية والموروث الإنساني، وإمكانية نسبتها لآخرين، ما يقود إلى تاريخ مشكوك في وجوده، وأعمال عرضة لإنكار أصحابها الحقيقيين. يوضح خلف ذلك في الإشارة الافتتاحية للرواية، ليُبرز حجم الجهد المبذول في تمييز الأسماء وكشف الخلط والتزوير المرتبط بها. 
اللغة، الزي، الطعام: تفاصيل صغيرة تخبئ أوطاناً كاملة
فرسالة الطبيب الأندلسي حول وباء الطاعون مثلاً، حُفظت في المكتبة الوطنية الفرنسية باسم مختلف عن الاسم الوارد في الوثائق الهولندية. وسيظهر لاحقاً ما يشير إلى صاحب العمل الحقيقي الذي استمد منه ثربانتس رواية "دون كيخوته"، هاميت بن الأنجيلي، وهذا ما يوافق طرح ألبرتو مانغويل في كتابه "شخصيات مذهلة في عالم الأدب"، بأنّ هذه الشخصية قد تكون الكاتب الحقيقي. بل يذهب إلى احتمال أن يكون هاميت هو ثربانتس نفسه، أو أنّ النص برمته عربي الأصل. أما خلف، فيقودنا عبر المقارنات اللغوية إلى اسم أحمد البياسي، جد بطل الرواية.
الهوية الأندلسية السرية
يحاول خلف تسليط الضوء على الهوية الخفية للأندلسيين التي أُخفيت خوفاً من القتل، من زيّهم المميز بألوانه وتفصيله، إلى مطبخهم الغني. فالزي والطعام يشكلان جزءاً من الهوية الوطنية، حتى أن بعض الأطعمة ارتبطت ببلدان معينة.
كما نرى الخطوط الأندلسية الشهيرة كخط الثلث الغرناطي المورق، أما كتبهم فقد بُعثرت في العالم بعد أن أحرق جنود الملك فيليب بن كارلوس المكتبات الكبرى، ولم ينجُ منها إلا القليل الذي تم تهريبه أو وصل إلى الأديرة عبر اللصوص. وهناك، تم انتقاء كتب الكيمياء والرياضيات، بينما أُتلفت كتب الفلسفة والفقه والدين.
وكانت الترجمة ضرورية للقيام بهذا الانتقاء، وهو ما أوقع عيسى في ورطة اختطافه لعامين لترجمة وتصنيف كتب وصلت إلى أحد الأديرة الفرنسية. خلال ذلك قرأ كثيراً، واطّلع على ما فاته، خاصة كتب ابن عربي، التي نقلته إلى عالم آخر حتى زهد في كل شيء وظن القساوسة أنه جُن، فأعيد إلى أصدقائه في السفارة العثمانية.
يتحدث خلف، عبر لسان عيسى، عن التلاعب بالتاريخ، وندرة الأخبار عن مؤسسي الحكم الإسلامي في الأندلس في كتب المشرق، والتناقض في ما ورد عنهم، وكأنها صادرة عن ضغائن، ما يُظهر انتقائية السلطات في تقديم الروايات التاريخية وفقاً لما يخدم مصالحها، سياسياً أو دينياً.
تهز الرواية الثوابت واليقينيات، وتطرح أسئلة الإنسان الكبرى: من مفهوم الخطيئة، إلى البرهان العقلي على وجود الله، وصولاً إلى محاولة الصوفية التوفيق بين الإيمان والفلسفة. كما تناقش فكرة الفرقة الناجية في كل الأديان، معتبرة أن هذا الادعاء لا يعكس سوى القلق الوجودي والسعي وراء وهم الطمأنينة. ويُذكّرنا بقول ابن عربي: "إن الله تعالى أوسع وأعظم من أن تحصره عقيدة دون غيرها".
 
* شاعرة وكاتبة سورية
## مساعدات لا توقف مجاعة غزة... الاحتلال يدخل 5% من الاحتياجات
25 July 2025 04:02 AM UTC+00
يعيش قطاع غزة تفاقما غير مسبوق في مستويات الجوع وسط بدء إدخال كميات شحيحة من المساعدات الإنسانية، تتركز غالبيتها في شاحنات طحين لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات السكان، في وقت تسجل فيه المجاعة واحدة من أخطر مراحل الحصار الإسرائيلي الكامل المتواصل منذ أكثر من 145 يومًا، والذي أدى لتدمير منظومة الغذاء والاقتصاد بالكامل.
وتتزايد التحذيرات المحلية والدولية من انهيار شامل يهدد حياة أكثر من مليوني إنسان، مع بلوغ نسبة البطالة نحو 83%، وارتفاع معدلات الفقر إلى أكثر من 95%، في ظل استمرار الإغلاق الكامل للمعابر ومنع إدخال الغذاء والدواء، بالتزامن مع دمار طاول أكثر من 90% من المنشآت الإنتاجية، ومصادرة القدرة على العمل والاكتفاء الذاتي.
وفي الوقت الذي يحتاج القطاع إلى ما بين (600- 800) شاحنة مساعدات يوميا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لا تسمح سلطات الاحتلال سوى بدخول 30 شاحنة في أحسن الأحوال، أي ما يعادل 5% فقط من الحد الأدنى المطلوب.
كما شهدت الأسواق المحلية ارتفاعات غير مسبوقة في الأسعار، طاولت بعض السلع الأساسية، ما جعل المساعدات القليلة تصل لفئة محدودة جدا، لتبقى المجاعة واقعا يوميا ضمن سياسة إبادة وتجويع ممنهجة.
شائعات مضللة
بدوره، أكد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إسماعيل الثوابتة، أن قطاع غزة يعيش مجاعة حقيقية تتفاقم يوما بعد آخر، بسبب الحصار الخانق المفروض منذ أكثر من 145 يوما، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي شدد الحصار بشكل غير مسبوق منذ 2 مارس/آذار الماضي، حيث لا يزال يغلق المعابر بشكل كامل ومحكم، ويمنع إدخال المساعدات بشكل واضح وعلني أمام أعين العالم.
وقال الثوابتة في حديث لـ"العربي الجديد" إن الاحتلال يواصل عدوانه الشامل على القطاع ما أدى إلى تدمير منظومة الغذاء بالكامل، وعمّق الأزمة المعيشية في كافة جوانب الحياة. وشدّد على أن الحديث عن "انتهاء المجاعة" هو مجرد شائعات مضللة ينشرها الاحتلال ومن يسير في ركبه، ولا تستند إلى أي معطيات واقعية، معتبرا أنها تماهٍ خطير مع رواية الاحتلال، وتسيء إلى معاناة الشعب الفلسطيني وتُضعف الجهود الإنسانية الدولية.
وأكد الثوابتة أن تداول مثل هذه الادعاءات الكاذبة يُعد جريمة أخلاقية، داعيا الجميع إلى تحري الدقة في نقل المعلومات، والاعتماد فقط على الجهات المختصة، والوقوف عند مسؤولياتهم الإنسانية تجاه ما وصفها بجريمة إبادة جماعية وتجويع ممنهج ترتكب بحق أكثر من مليوني إنسان محاصر.
سياسة التقطير
من جانبه، أكد المختص في الشأن الاقتصادي، محمد بربخ، أن الوضع الإنساني في غزة بلغ مرحلة حرجة للغاية، مشيرا إلى أن القطاع يحتاج يوميا إلى أكثر من 600 شاحنة مساعدات حتى تبدأ المجاعة بالانحسار، بينما لا تسمح سلطات الاحتلال إلا بدخول نحو 30 شاحنة في أفضل الأحوال، ما يبقي الوضع الإنساني في مستوى الكارثة.
وقال بربخ في حديث لـ"العربي الجديد" إن الاحتلال يتبع سياسة التقطير في إدخال المساعدات، ويعمل في الوقت ذاته على إشاعة الفوضى من خلال رفضه تأمين قوافل الإغاثة، ما يؤدي إلى فقدان العدالة في توزيع المساعدات، ووصولها إلى فئات محدودة جدا على حساب الغالبية.
وأشار إلى أن الاحتلال تعمد قتل الاقتصاد الغزي بشكل كامل، من خلال تدمير المصانع والمنشآت الإنتاجية وإغلاق المعابر ودفع السكان نحو الاعتماد الكامل على المساعدات، ما عمّق من حالة الفقر وانعدام الأمن الغذائي في القطاع.
وأوضح أن إسرائيل تتبع سياسة مقصودة في إدخال مساعدات أحادية النوع في الوقت الحالي تقتصر في معظمها على شاحنات طحين، دون تنويع في السلع الأساسية المطلوبة، ما يُبقي الأسواق في حالة شلل تام ويفاقم من نقص المواد الغذائية والاحتياجات اليومية.
غياب الأرز والحليب والزيوت
ولفت إلى أن غياب سلع مثل الأرز والحليب والزيوت والبقوليات ساهم في استمرار ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، وعطّل أي قدرة للسكان على توفير الحد الأدنى من احتياجاتهم.
في حين، قال المختص في الشأن الاقتصادي، عماد لبد، إن إسرائيل دفعت بأكثر من 95% من سكان قطاع غزة للاعتماد الكامل على المساعدات، بعد أن رفعت نسبة البطالة إلى 83%، ودمرت المنازل والمنشآت الاقتصادية ومصادر الدخل كافة.
وأضاف لبد في حديث لـ"العربي الجديد": "الاحتلال يتبع خطة ممنهجة لإطالة أمد المجاعة من خلال إغلاق المعابر بشكل كامل منذ نحو خمسة أشهر، ما حرم السكان من قوت يومهم ضمن سياسة تجويع وحرب إبادة جماعية راح ضحيتها عشرات الآلاف".
وأشار إلى أن السكان في غزة يحتاجون بشكل عاجل إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة مساعدات يوميا دون انقطاع، وأن الشاحنات القليلة التي تدخل حاليا لا تصل بشكل منظّم إلى المنظمات الدولية ولا توزع بعدالة على كافة المناطق، ما يعني أنها لا تستطيع بأي حال إنهاء المجاعة.
ولفت إلى أن نسبة الفقر في القطاع تعدّت الـ95%، وهو مؤشر كارثي يعكس غياب فرص العمل وغياب أي أمل في إعادة بناء الاقتصاد المحلي في الوقت الحالي، موضحا أن الأسواق تشهد ندرة شديدة في السلع الأساسية مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بنسب خيالية وصلت إلى أكثر من 8000% لبعض السلع، مقارنة بأسعارها قبل بدء الحرب.
## الجزائر... مبادرات شعبية لإغاثة غزة
25 July 2025 04:29 AM UTC+00
أطلق تجار وأطباء وطلاب مبادرات شعبية في سياق تعبئة أهلية لإيصال المعونات والمساعدات النقدية إلى أهالي قطاع غزة، من خلال إرسالها بوسائل مختلفة وعبر جمعيات جزائرية تعمل داخل القطاع، دعماً وتضامناً مع الفلسطينيين ورفضاً لسياسة التجويع التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلنت مجموعة من الطلاب الجامعيين في الجزائر إطلاق مبادرة لتحويل كامل قيمة المنحة الجامعية التي تصرفها الحكومة، إلى سكان قطاع غزة، عبر إرسالها إلى هيئات إغاثية هناك تتولى توصيلها إلى مستحقيها. ونشر الطالب صلاح الدين بن طاهر نص المبادرة وتتضمّن: "أنا طالب جزائري سأتبرّع بكامل منحتي الجامعية لإخواننا في غزة. ما أردت بها رياءً ولا سمعة، ولكن لعلّها تكون سبباً في تحفيز إخوتي الطلاب ليبذلوا ولو القليل مما يملكون، نصرةً لإخوانهم في أرض الرباط. قد تكون المنحة قليلة في أعيننا، لكنها في ميزان الله عظيمة". وعممت المبادرة على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
ودُعي "كل طالب لاتخاذ خطوة، ولو بتخصيص جزء يسير من منحته، ليكون ذلك صدقةً في ساعة الشدّة، ومشاركةً في التخفيف عنهم". وبدا أن هناك تفاعلاً كبيراً مع هذه المبادرة، إذ بدأ الطلاب بتداول المبادرة والإعلان عن الانضمام إليها والمشاركة فيها. وكتبت الطالبة أنفال قايدي: "يشهد الله أنه ليس لي دخل من غير المنحة الجامعية، وابتداءً من هذا الشهر، ستخصص لإخواننا في غزة ولا حق لي فيها".
وانسحبت هذه المبادرات على فئات أخرى. وأعلن عدد من الأطباء تخصيص مداخيل عياداتهم الطبية لفترات معينة، ليوم أو ثلاثة أيام، لمصلحة دعم أهالي قطاع غزة. وقرر الطبيب أسامة بشتولة في ولاية البيض غربي الجزائر، تخصيص مداخيل عيادته لأهالي غزة، وقال إن "مداخيل العيادة ستكون لأهلنا المستضعفين والمجوّعين في غزة". وأعلن من خلال فيديو وصول المال الذي تبرع به للمحتاجين في غزة، في محاولة لتأكيد إمكانية توصيل الدعم المادي المباشر لمصلحة سكان غزة، وتشجيع الجزائريين على نهج التبرع والتضامن الإنساني.
وكانت عدة محال تجارية تبيع المواد التموينية والألبسة وغيرها قد أطلقت مبادرة لتحويل كل مداخيلها لمدة يوم كامل أو أكثر لمصلحة قطاع غزة. وأعلن متجر معروف في مدينة ورقلة جنوبي الجزائر "سوبيرات بوعامر"، أنه "قرر تخصيص أرباح المحل لثلاثة أيام متتالية لإغاثة أهلنا المستضعفين والمجوعين بغزة"، في سياق مبادرة محلية أطلقها تجار حي شعبي في مدينة ورقلة للمساهمة في تمويل ألف وجبة توزع في قطاع غزة.
وفي السياق نفسه، أعلنت مؤسستا "رفوف" و"أفنان" التجاريتان تخصيص جميع أرباح ومبيعات أقمصتهما حتى نهاية الشهر الجاري لدعم أهالي غزة. وأكدت في منشور على صفحتها الرسمية: "نعلم أن ما سنقدمه لا يكفي ولن يبرر الخذلان. نتمنى لو أمكننا نفعهم بما هو أكثر وإلى ذلك الحين الحد الأدنى من الشرف، ألا نقف مكتوفي الأيدي وهذا جهد المقل". وتوسعت الحملة لتشمل عدداً من أصحاب المحال التجارية. وأعلن محل ملاك للملابس في مدينة تبسة شرقي الجزائر، تحويل كل مداخيل المحل ليوم كامل لمصلحة سكان غزة.
ويقول المكلف بالاتصال في التنسيقية الشعبية لدعم فلسطين، محمد سلمان، لـ "العربي الجديد"، إن "هذه المبادرات الشعبية والعفوية مشجعة، وتؤكد الموقف الشعبي العميق للجزائريين لمصلحة القضية الفلسطينية وإغاثة الشعب الفلسطيني في محنته في غزة خاصة، وتتيح توسيع هامش المشاركة الى كل الفئات". يضيف أنها "مبادرات تعزز عمل الجمعيات الأهلية الجزائرية العاملة في قطاع غزة، لكن يتعين الاستمرار في كل أشكال الدعم اللازم لمصلحة قطاع غزة، والسعي لإنهاء الحصار وإدخال المساعدات كهدف أساسي". 
## مرضى السرطان الفلسطينيون في لبنان... معاناة الاستشفاء
25 July 2025 04:31 AM UTC+00
يهدد تقليص وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" خدماتها الطبية حياة المئات من مرضى السرطان الفلسطينيين الذين يعالجون في مستشفيات لبنان.
يعيش اللاجئون الفلسطينيون في لبنان في ظل ظروف حياتية مأساوية، ويعاني معظمهم من ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بسبب عدم توافر فرص العمل، ما يؤثر على جميع تفاصيل حياتهم، في حين يواجه المرضى تحديداً أزمة جديدة مع تقليص وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" خدماتها بسبب توقف دول عدة عن دعم برامجها المهمة لإنقاذ كثير من اللاجئين.
فعلياً، يوفر اللاجئون الفلسطينيون بالكاد قوت يومهم، فكيف يستطيعون تغطية التكاليف المالية الإضافية الخاصة بالحصول على علاج، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة مثل السرطان والقلب، ومن يحتاجون إلى عمليات جراحية لا توفرها عيادات الوكالة الأممية أو المستشفيات المتعاقدة معها، والذين تصنفهم باعتبارهم مرضى المرحلة الثالثة.
يقول العضو في الحراك الفلسطيني الموحد بمخيم عين الحلوة جنوب لبنان، أحمد محمود إبراهيم "أبو عرب"، لـ"العربي الجديد": "تابعنا خلال نحو ثلاث سنوات ملف مرضى السرطان ولاحقنا آليات توفير المبالغ المطلوبة لعلاجهم. وقبل نحو سنة أعلنت أونروا أنها تستطيع تغطية النفقات المخصصة لمرضى السرطان وغيرهم بنسبة 50% للأدوية و75% للعلاج، ثم فوجئنا قبل نحو شهر بأن نسبة التغطية تقلصت بشكل كبير. وقبل نحو شهر توجه عدد من مرضى السرطان في مخيم عين الحلوة إلى مكتب أونروا للحصول على تحويل لتغطية تكاليف العلاج. وحين قصدوا المستشفى فوجئوا بتقليص مبلغ التغطية. وقد بلغت تكاليف علاج مريض 4500 دولار، وعندما ذهب إلى أونروا قدمت له 1250 دولاراً فقط. وإذا حسبنا قيمة التغطية نرى أنها أقل من 25%، وأن أونروا تدفع 1250 دولاراً إذا كان المبلغ 10 آلاف دولار. وهنا نرى أن ظلماً كبيراً يلحق بالمرضى الذين تعتبر أحوالهم سيئة جداً في كل المجالات".
يتابع: "سنبقي على تحركاتنا ونعتصم في شكل دائم من أجل تحقيق مطلب تقديم علاج لمرضى السرطان وتوفير الطبابة والإغاثة بشكل عام، ولن نتراجع عن مطالبنا المحقة جداً استناداً إلى الأحوال الصحية المعقدة جداً التي يعاني منها كثيرون من دون أن يملكوا أي وسيلة لتوفير حلول مناسبة تجعلهم يصبرون على واقعهم الصعب على الأقل".
ويقول ابن مريضة بالسرطان، رفض كشف اسمه، يُقيم في مخيم عين الحلوة لـ"العربي الجديد": "تساعد أونروا في موضوع نفقات الجلسات الشعاعية لمرضى السرطان بأقل من 25%، ووالدتي على سبيل المثال تحتاج إلى 35 جلسة شعاعية بكلفة 4500 دولار، وأعطتنا أونروا 1250 دولاراً فقط، وحصلنا على مساعدة إضافية قيمتها 940 دولاراً، ثم جمعنا باقي المبلغ من هنا وهناك حتى استطعنا دفع 2300 دولار إضافي. وفي شأن الجرعات الكيميائية حصلنا على نحو 40% من المبلغ، وسندفع الفرق".
يتابع: "بالنسبة إلى الأمراض المستعصية والمزمنة، مثل السرطان وغسيل الكلى وعمليات القلب المفتوح، يجب أن تغطي أكثر من القيمة التي تقدمها اليوم، فالأوضاع المادية للناس صعبة للغاية، ولا يستطيعون دفع تكاليف العلاج، ونحن نتابع هذا الموضوع من خلال مجموعات تنشط وتملك شبكة علاقات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي".
ويشير إلى أن "الحراك الفلسطيني المستقل ينفذ حملة لمطالبة أونروا برفع نسبة التغطية بعدما زادت الوكالة تقليصاتها على علاجات الأمراض الصعبة والمستعصية، لأن وضع الناس صعب جداً، وبات بعضهم يطلبون مساعدات مادية من مساجد موجودة في المخيم لتغطية نفقات العلاجات. لقد وصل إلى هذا الحد الوضع السيئ للاجئين الفلسطينيين في المخيمات".
وتقول عائشة التي تقيم في مخيم عين الحلوة لـ"العربي الجديد": "أنا مصابة بسرطان في العظم، وأحتاج إلى الحصول على جرعات علاج لا أملك من ثمنها حتى دولاراً واحداً، لذا أشعر بأنني أعيش في كابوس. بصراحة استسلمت للمرض، وحتى لو دفعت لي أونروا بعض النفقات لا أستطيع دفع باقي المبلغ، لذا أفضل الصبر على المرض وتحمّل أوجاعي. أشعر بأنني أموت ببطء".
ويقول أحمد النداف الذي يقيم في مخيم عين الحلوة لـ"العربي الجديد": "أنا مريض بسرطان النخاع، وأوقفت العلاج قبل شهرين بسبب التكلفة الباهظة لأن أونروا خفضت نسبة التغطية. ليس لدي المال لتسديد تكاليف باقي العلاج، وأحتاج إلى إجراء عملية ذات تكلفة باهظة لا أستطيع إجراءها لأن المبلغ المطلوب يفوق بكثير إمكاناتي المادية".
## تراجع هجرة التونسيين إلى إيطاليا... أوروبا لم تعد حلماً
25 July 2025 04:35 AM UTC+00
كانت الهجرة إلى إيطاليا حلماً يسعى إليه مئات الشبان التونسيين بكل الوسائل، وتدعمه الأسر التي تنفق أموالاً طائلة من أجل وصول أبنائها إلى الضفة الأوروبية للمتوسط. لكن الحلم الأوروبي تبدّد.
تراجع التونسي غسان الماي (22 سنة) عن فكرة الهجرة إلى إيطاليا، بسبب العراقيل التي باتت تعترض المهاجرين، بعد أن غامر بركوب قوارب الهجرة عدة مرات. يقول الشاب: "تخليت عن مشروع الهجرة السرية (الحرقة)، وقررت أن أسلك طريقاً آخر عبر البحث عن عقد عمل يضمن لي السفر إلى كندا، والعيش هناك من دون المخاطرة بالموت في البحر، أو العودة مكبل اليدين في طائرة ترحيل".
وخلال السنوات الماضية، هاجر عدد من شبان حي الزياتين الذي يقطنه غسان، وتمكن بعضهم من الوصول إلى إيطاليا، بينما احتجز آخرون في مراكز الترحيل، فيما بات البعض الآخر في عداد المفقودين، وتتمسك أسرهم بأنهم على قيد الحياة. ويؤكد غسان أن "العديد من أبناء الحي الذين هاجروا عادوا مؤخراً بعد ترحيلهم، وتحول حلمهم بالهجرة إلى كابوس. عادوا بطريقة مذلة، وأصبحوا موصومين بالفشل، وهذا ما يجعلني أتخلى عن فكرة الهجرة إلى إيطاليا، وهو قرار أجمع عليه عدد كبير من أبناء الحي الذين فقدوا الحماسة".
ويضيف أنّ "من بين أسباب عزوف الشباب عن الهجرة في الفترة الأخيرة، تضييق الحكومة الإيطالية على مشغليهم، وتراجع فرص الحصول على وثائق إقامة. أبلغنا أبناء الحي المرحلون أن الشرطة الإيطالية تضيق الخناق عليهم، وتلاحقهم في المحاكم استناداً إلى مرسوم التدفق الذي ينظم دخول المهاجرين وحصولهم على تأشيرات عمل".
ومنذ توقيع السلطات التونسية اتفاقاً مع الاتحاد الأوروبي أفضى إلى تكثيف حراسة الحدود البحرية، ومنع تدفق قوارب الهجرة على سواحل إيطاليا، أصبح الحلم الأوروبي محفوفاً بمخاطر الترحيل، أو الغرق في عرض البحر.
وأعلنت وزارة الداخلية الإيطالية، في بيان، أن قوى الأمن نفّذت عملية واسعة النطاق في 23 ولاية لمكافحة الهجرة السرية، وأكد البيان أن "التحقيقات سلطت الضوء على أنشطة إجرامية بملايين الدولارات، قامت بها عدة منظمات إجرامية، لتسهيل دخول المهاجرين السريين، أحياناً بتواطؤ من أصحاب العمل، عبر تزوير العقود والوثائق للوصول بشكل غير قانوني إلى الحصص المحددة، بموجب مرسوم تدفقات الهجرة". وأفاد البيان بأن 135 أجنبياً يخضعون للتحقيق للاشتباه في إقامتهم غير المشروعة في إيطاليا، وجرى إبلاغ السلطات القضائية عن أصحاب عمل كان بينهم 65 إيطاليا و27 أجنبياً، وهم يخضعون بدورهم للتحقيق بتهم المساعدة، أو التحريض على الهجرة السرية، وتوفير وثائق مزورة، وانتحال الهوية.
وأظهرت بيانات نشرتها وزارة الداخلية الإيطالية انخفاضاً كبيراً في أعداد المهاجرين التونسيين الواصلين منذ مطلع العام وحتى 15 يوليو/ تموز، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، إذ بلغ العدد 648 مهاجراً، مقارنة بوصول 3462 مهاجراً في الفترة نفسها من 2024.
ويمثل هذا التراجع تغيراً لافتاً، خاصة أن تونس كانت خلال السنوات الماضية من بين الدول الأكثر تصديراً للهجرة السرية إلى أوروبا. يقول الباحث التونسي في سياسات الهجرة، خالد الطبابي، لـ"العربي الجديد"، إن "تراجع أعداد المهاجرين الواصلين إلى إيطاليا هو نتيجة طبيعية لسياسات الحدود التي فرضها الاتحاد الأوروبي على تونس، وتضييق أفق تسوية وضعيات المهاجرين الواصلين عبر الطرد المكثف لهم، بعد احتجازهم في مراكز التوقيف".
ولا ينكر الطبابي دور زيادة الوعي بالمخاطر المرتبطة بالهجرة السرية مع تكرار حوادث الغرق، والمآسي التي يشهدها الطريق البحري، إضافة إلى ارتفاع كلفة تهريب الشباب التونسي، ما جعل قوارب الهجرة خياراً أقل جاذبية. ويشير أيضاً إلى أن "انحسار خيار الهجرة السرية كان نتيجة لتصعيد الاتحاد الأوروبي ضغوطه على دول شمال أفريقيا، وتمويل برامج رقابة على الحدود، وتفعيل آليات ترحيل المهاجرين السريين بسرعة. بدأ عدد متزايد من الشبان البحث عن بدائل قانونية للهجرة، كالهجرة الدراسية، أو عبر منظمات محلية ودولية".
ويسعى الاتحاد الأوروبي لصد المهاجرين بوسائل متعددة، من بينها الترحيل. وفي سبتمبر/ أيلول 2023، أعلنت المفوضية الأوروبية تخصيص 127 مليون يورو من المساعدات لتونس، ضمن مذكرة تفاهم بشأن قضايا عدة، من بينها الحد من توافد المهاجرين السريين.
ويفيد الطبابي بأن حكومة اليمين الإيطالي المتطرف تقدم لجمهورها تراجع هجرة التونسيين، وغيرهم من مهاجري دول جنوب الصحراء، على أنه نجاح سياسي، ويضيف: "بينما شبان البلاد يُحاصرون في الداخل، أو يموتون في البحر في غياب ممرات آمنة، تعلن السلطات التونسية بشكل متكرر إحباط محاولات هجرة سرية إلى أوروبا، وضبط مئات المهاجرين الذين يقدمون على الهجرة، جراء تداعيات الأزمات الاقتصادية والسياسية في بلادهم".
## "نيويورك تايمز" تكشف عن رسالة بخط يد ترامب إلى جيفري إبستين
25 July 2025 04:57 AM UTC+00
في تقرير جديد حول واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في السياسة الأميركية، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" صورة لنسخة من كتاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب "ترامب.. فن العودة"، يظهر فيها إهداء بخط يده موجّه إلى رجل الأعمال المدان جيفري إبستين، كتب فيه: "إلى جيف... أنت الأعظم". وتعود النسخة إلى عام 1997، ما يلقي مزيداً من الضوء على طبيعة العلاقة القديمة بين ترامب وإبستين، التي لطالما كانت محط تدقيق واسع من الإعلام والرأي العام.
وفي القضية ذاتها، كشفت الصحيفة في تقريرها عن ظهور اسم ترامب أيضاً في قائمة المشاركين في كتاب الاحتفال بالذكرى الخمسين لميلاد رجل الأعمال إبستين عام 2003، وذلك بعد أن كان ترامب قد نفى كتابة أي رسائل إلى إبستين في هذه المناسبة، وهدّد بمقاضاة صحيفة "وول ستريت جورنال" التي كشفت عن الرسالة حينها، قائلة إنها تضمّنت إشارات "فاحشة" تُسيء إلى النساء.
وجاء اسم ترامب ضمن عشرات المساهمين في كتاب رسائل التهنئة، وضمت القائمة آنذاك مالكة "فيكتوريا سيكرت" ليزلي ويكسن، وآلان غرينبرغ مدير شركة "بير ستيرنز"، والعالم الفيزيائي الحائز على جائزة نوبل موراي جيلمان، وآخرين، إضافة إلى مقدمة كتبَتها بخط يدها غيسلين ماكسويل، شريكة إبستين.
وتعود علاقة ترامب بإبستين، وفق المعلن، إلى عام 1992، عندما التقيا في حفلة أقيمت في منتجع "مارآلاغو" الذي يملكه ترامب في فلوريدا. وتشير التقارير إلى أن العلاقة انقطعت عام 2004 بعد تنافسهما على شراء قطعة أرض في "بالم بيتش". وكان ترامب قد صرّح لمجلة "نيويورك" قائلاً: "إبستين كان رجلاً رائعاً. هو يحب النساء... لا شك أنه يستمتع بحياته الاجتماعية".
ورغم محاولات إدارة ترامب والجمهوريين إخماد القضية، ازداد الجدل حدةً بعد تقرير "وول ستريت جورنال" في 17 يوليو/ تموز، الذي تحدث عن رسالة "فاحشة" أرسلها ترامب إلى إبستين في عيد ميلاده الخمسين، تضمّنت رسماً لامرأة عارية وُقّع على جسدها. كما كشف محامي إحدى الضحايا، براد إدواردز، في تصريحات لـ"MSNBC"، أن الكتاب في حوزة المسؤولين عن تركة إبستين، حيث تم تعيين حارس قضائي عليها عقب وفاته، ولا يزال الكتاب بحوزة هذا الحارس، وفق المحامي. وقد أعلن النائب الديمقراطي رو خانا عزمه على استدعاء كل من يحتفظ بالكتاب.
وفي سياق موازٍ، التقى نائب وزير العدل الأميركي تود بلانش شريكة إبستين السابقة غيسلين ماكسويل، التي تقضي حالياً عقوبة بالسجن لمدة 20 عاماً بتهمة المشاركة في الاتجار الجنسي بالقاصرين، وذلك بحسب ما كُتب على منصات التواصل الاجتماعي. وقال محاميها ديفيد ماركوس، في تصريحات خارج المحكمة الفيدرالية، إن "ماكسويل أجابت عن كل سؤال، ولم ترفض الإجابة عن أي من الأسئلة، بل أجابت بصدق وأمانة". وكتب نائب المدعي العام تود بلانش، عبر وسائل التواصل، أنه "سيلتقيها مجدداً يوم الجمعة"، مشيراً إلى أن الوزارة "ستُعلن في الوقت المناسب معلومات إضافية حول ما توصلنا إليه".
وتُعد هذه المقابلة جزءاً من جهود وزارة العدل لتهدئة الانتقادات الموجهة إلى المسؤولين الفيدراليين وإدارة ترامب بشأن عدم نشر وثائق إبستين، وهي قضية تحظى بأهمية كبيرة لدى قاعدة ترامب ومناصريه في حركة "ماجا" (لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى). ويوم الأربعاء، صوّتت لجنة فرعية للرقابة في مجلس النواب على استدعاء الوزارة للإفصاح عن جميع الوثائق المتبقية غير المنشورة.
وتكمن أهمية ملف إبستين في علاقاته بالنخبة الحاكمة في واشنطن، وقد كشفت الصور والمعلومات المنشورة سابقاً عن صلاته بكل من الرئيس الأسبق بيل كلينتون، ودونالد ترامب، والأمير البريطاني أندرو (دوق يورك)، وغيرهم، إضافة إلى ظروف وفاته داخل السجن. ورغم أن التحقيقات خلُصت إلى انتحاره، لا تزال نظرية "الاغتيال لطمس الحقائق" حاضرة بقوة، خاصة بعد الفيديو الذي نشرته وزارة العدل الأسبوع الماضي من داخل السجن، والذي اختفت منه ثلاث دقائق يُعتقد أنها توثق لحظاته الأخيرة.
وكان إبستين قد اعترف عام 2008 بتهم تتعلق بالتحرش بالقاصرات، وأُدرج على قائمة مرتكبي الجرائم الجنسية، لكنه قضى فقط 13 شهراً في السجن، معظمها خارج الزنزانة ضمن برنامج "الإفراج للعمل". وقد أُلقي القبض عليه للمرة الأولى في عهد الرئيس جورج بوش الابن، وخضع للمحاكمة خلال فترة باراك أوباما. وفي عام 2019، أُلقي القبض عليه مجدداً خلال ولاية ترامب الأولى، وتوفي بعد 36 يوماً في السجن. وقد أعلنت إدارة بايدن لاحقاً أن وفاته كانت "انتحاراً"، بينما يشكك مؤيدو ترامب في ذلك، ويرجّحون أنه قُتل لإخفاء تورط أثرياء ومشاهير في قضايا جنسية.
## انعكاسات الانسحاب الأميركي من اليونسكو
25 July 2025 05:05 AM UTC+00
يطرح ثالث انسحاب للولايات المتحدة الأميركية من منظّمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في غضون نحو أربعين عاماً، تساؤلات عدّة حول مستقبل العلاقة المضطربة بين الطرفين، وتأثير ذلك على إنفاق واشنطن على برامج المنظمة الأممية وأنشطتها في العالم، والذي تستفيد من معظمه بلدان تنتمي إلى العالم الثالث، نظراً لأن المساهمة الأميركية المعلنة تشكل 22% من مجمل ميزانية المنظمة منذ عودة إدارة جو بايدن إلى عضويتها قبل حوالي سنتين.
مساهمة ضخمة ولكن
على الرغم من أن الولايات المتحدة أعلنت عند عودتها إلى المساهمة في موازنة اليونسكو بتلك النسبة المرتفعة، والتزمت بتسديد المستحقات المتأخرة تدريجياً، بالإضافة إلى مزيد من المساهمات الطوعية، إلا أن تصريحات المديرة العامة لمنظمة اليونسكو أودري أزولاي تشير إلى أن هذه المساهمة لا تمثل سوى 8% من إجمالي ميزانية المنظمة، التي نوّعت مصادر تمويلها خلال السنوات القليلة الماضية، معتمدةً بشكل أكبر على التبرعات من الدول الأعضاء ومن المساهمات الخاصة، على حد قولها. الأثر الضئيل لهذا الانسحاب، والذي كان متوقعاً أيضاً، وفق أزولاي، يحيل إلى مسألة أكثر أهمية تتعلّق بانقطاعات أميركا لفترات طويلة عن تسديد التزاماتها مثلما حدث خلال رئاسة باراك أوباما عام 2011 احتجاجاً على منح فلسطين العضوية الكاملة فيها؛ الذريعة ذاتها استخدمها خليفته ترامب سنة 2017 عندما سحب بلده من المنظمة، وأعاد الكرة اليوم.
المساهمة الأميركية لم تعد تمثل فعلياً سوى 8% من ميزانية المنظمة
ربما لن يسبّب قرار ترامب الضرر الذي أحدثه أوباما حينها حيث اضطرت المنظمة لتخفيض ميزانيتها بما يقارب المئة وخمسين مليون دولار، بالرجوع إلى البيانات الموثقة على الموقع الإلكتروني لليونسكو، ناهيك عن أن الولايات المتحدة قد خفّضت دعمها تدريجياً. ويمكن الاسترشاد بالبيانات نفسها التي توضّح أن مساهمتها كانت عام 1950 بحدود 37%، وأصبحت 31% في 1960، و25% بحلول عام 1980، ثم انقطعت لعقدين لتسجّل 22% دون التزامها بإنفاقها كاملة بحسب التعهدات الأميركية. التخلّف عن السداد ينسحب على دول تقدم مساهمات كبرى مثل الصين واليابان، اللتين تحلّان في المرتبتين الثانية والثالثة تباعاً بعد أميركا في التمويل، مقابل التزام عالٍ تظهره غالبية البلدان الأوروبية. 
لكن العقدة الأميركية تتمثل في انقطاعاتها المتكررة لمدة يصل مجموعها لنحو ثلاثة عقود، وعدم إيفائها بالمستحقات المتأخرة كلما عادت إلى المنظمة. ويُضاف هنا تفصيل يتصل بإعلان وزارة الخارجية الأميركية إيقاف الدعم بدءاً من 31 يناير/ كانون الثاني 2026، ما يمنح اليونسكو هامشاً زمنياً في إعادة النظر بموازنتها العام المقبل، والبحث عن مصادر بديلة منها الارتفاع المطرد للدعم الصيني، والتمويل من منظمات دولية ومؤسسات خاصة أخرى. لكن أزولاي لم تنف خسارتها بالمطلق، بقولها إن "اليونسكو ستواصل تنفيذ هذه المهام، على الرغم من انخفاض الموارد بشكل حتمي".
العرب والانسحاب الأميركي
تظهر بيانات اليونسكو أرقاماً متقدمة لدعم مقدّم تتصدره دول عربية مثل السعودية وقطر والإمارات والكويت، وتليها في مرتبة أقل العراق والجزائر وعُمان والبحرين. لكن الحال يختلف مع بلدان أخرى تموّل بمبالغ أقل، أو تغيب عن قوائم الدعم، والتي تشكو بعضها، بحسب تقارير إعلامية، من ضعف الاستجابة في دعم بعض البرامج، خاصة التي تتعلق بحماية المواقع التراثية في اليمن والسودان وسورية، في فترات سابقة.
السلوك الأميركي لم يتغير منذ أيام الحرب الباردة
المنظمة التي تواجه تحديات متزايدة، بلغت قيمة آخر ميزانية معلنة لها عام 2022 حوالي مليار ونصف مليار دولار تنفق على قطاعات مختلفة، أهمها التعليم وتحديداً في القارة الأفريقية، وتليه قطاعات العلوم الطبيعية، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، وعلوم المحيطات، والاتصالات والمعلومات، وبرامج تعاون أخرى.
مصلحة أميركية أم انحيازات سياسية
اللافت في الأمر أن السلوك الأميركي لم يتغير منذ أيام الحرب الباردة، إذ إن قرار رونالد ريغان الانسحاب من اليونسكو سنة 1984 جاء بعد اتهام الأخيرة بتبني سياسات تتوافق مع أجندات الاتحاد السوفييتي آنذاك، بمواجهة قيم الغرب الحر، ومنها حرية الصحافة والسوق وحقوق الإنسان. وكان أبرز مثال ساقته إدارة ريغان هو حجب المساعدات الثقافية عن إسرائيل بدعوى أنها غيّرت معالم تاريخية في القدس أثناء أعمال التنقيب، والتي أدانتها اليونسكو وقتئذ. الاتهام  يتكرر على لسان إدارات جمهورية وديمقراطية حتى اللحظة، ومرّده هذا المرة اعتماد المجلس التنفيذي التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في دورته الـ221 المنعقدة في باريس في إبريل/ نيسان الماضي، قرارات بدعم المؤسسات الثقافية والتعليمية، وذلك باعتبارها إحدى أهم الأدوات للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، في ظل ما تقوم به سلطة الاحتلال من جرائم وانتهاكات، خاصة في قطاع غزة، انتهاكاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وعلى منوال الانسحابات الأميركية السابقة، سارع الاحتلال على لسان وزير خارجيته جدعون ساعر للترحيب بقرار الإدارة الأميركية الذي اعتبر أن "حقّ إسرائيل لطالما انتهك بسبب التسييس". بدورها، استنكرت المديرة العامة لليونسكو مستشهدة بجهود المنظمة في إعداد مواد تعليمية وتدريب المعلمين لمكافحة معاداة السامية وإنكار الهولوكوست في 85 بلداً حول العالم، وقد استحقت، بحسب تصريحاتها الثلاثاء الماضي، إشادات منظمات يهودية أميركية.
## كتّاب خارج ضجيج الأنستغرام
25 July 2025 05:11 AM UTC+00
لم يعد من السهل أن يختار الكاتب الصمت، أو أن يتراجع خطوة إلى الوراء، وخصوصاً في زمنٍ يُهيمن فيه الحضور الإعلامي، ويُقاس التأثير بعدد المتابعين والظهور المتكرّر. لكن، هل يعني ذلك أن جوهر الأدب هو العزلة؟ ليس بالضرورة. فالكاتب ليس ناسكاً بالمعنى الحرفي، بل شاهدٌ على زمنه، ومشارك في قضاياه، وصاحب رأي قد يكون أقوى من خطاب سياسي أو بيان صحفي.
غير أن الإشكال لا يكمن في أن يكون له رأي، بل في أين وكيف يعبّر عنه. فهل المنصّة الرقمية، بما تفرضه من تفاعل فوري، وتعليق عاجل، وتدوين لا يتوقّف، هي المكان المناسب للكتابة العميقة؟ أم أن هذه الحميمية المفروضة تُفرغ الرأي من معناه، وتختزل الكاتب في ردّات فعله اللحظية؟ هنا يبدأ السؤال، لا الإجابة.
لطالما شُجّع الكُتّاب في العقدين الأخيرين على الانخراط في "العلامة الشخصية" عبر وسائل التواصل، باعتبارها ضرورة معاصرة للترويج والتأثير. يرى البعض أن الحضور الرقمي يمنح الكاتب منصّة للتفاعل المباشر مع جمهوره، ووسيلة لحماية صوته من التهميش الإعلامي. لكن هذه المنصّات، رغم كل ما تتيحه، تفرض إيقاعاً غريباً عن طبع الكتابة: سرعة، اختزال، استعراض. وهي صفات قد تتعارض مع طبيعة الأدب الذي يطلب التروّي، والتأمّل، وإتقان الغياب أحياناً.
النص يعيش بذاته، ولا يحتاج دائماً إلى صورة صاحب
من بين الكُتّاب العرب الذين اختاروا الغياب جزءاً من رؤيتهم للكتابة، يبرز اسم ربيع جابر، الروائي اللبناني الحائز جائزة البوكر. لم يظهر في مقابلات متلفزة، ولا يملك حسابات على المنصّات. حتى صورته الشخصية نادرة. حين سُئل عن ذلك، أجاب: أرفض أن يُسجَّل صوتي متسرّعاً في كل لقاء. الكتاب يحتاج وقفات. الغموض هنا ليس ادّعاءً، بل جزء من عالمه الأدبي، حيث تنمو الشخصيات بعيداً عن ضوء الكاميرا.
مثال آخر من الجيل الجديد هو الروائية ليلى سليماني، التي رغم شهرتها الواسعة، اختارت الانسحاب من إنستغرام. في مقابلة مع مجلة Vogue قالت بوضوح: "أريد أن أقتل ليلى اللطيفة التي تظهر على إنستغرام، تلك التي تخاف ألّا يُحبها الآخرون. يجب أن أقتلها لأكون إنسانةً جيدة، ومواطنةً جيدة، وكاتبةً حقيقية". كلامها يعكس معضلة الكاتب المعاصر: كيف تظلّ ذاتك حقيقية في عالم يتطلّب منك أن تبتسم دائماً، وتُعجب ويُعجب بك؟
حتى في التجربة الغربية، نجد كاتبة مثل أليس مونرو، الحائزة جائزة نوبل، وقد اختارت منذ وقت مبكّر الابتعاد عن الإعلام ورفضت التعرّف إلى الكتّاب من وجوههم. في إحدى مقابلاتها قالت: "لا أريد أن يعرفني الناس بوجهي، بل بقصصي فقط". موقفها يعكس قناعة بأن الأدب ليس أداءً شخصياً، بل تجربة تتجاوز الكاتب.
ومن أميركا اللاتينية، يبرز مثال سيزار آيرا، الروائي الأرجنتيني الذي كتب أكثر من مئة رواية، لكنه نادر الظهور، ولا يُسوّق نفسه أبداً. وصفه النقاد بأنه يعيش في "برج عاجيّ"، ويكتب بتفرّغ شبه يومي بعيداً عن أي ضجيج إعلامي أو رقمي. كتبه تصل إلى القارئ دون أي وساطة، دون مقابلات أو حسابات شخصية، بل عبر النص وحده.
هذه النزعة نحو الغياب لم تبدأ مع الإنترنت، بل سبقتها مواقف شبيهة من كُتّاب كبار، من بينهم نجيب محفوظ، الذي رغم حضوره الأدبي الطاغي، كان في بداياته يرفض الظهور الإعلامي، وقلّما شارك في ندوات أو لقاءات حتى سبعينيات القرن الماضي. عبّر غير مرة عن عدم ارتياحه للكلام عن أعماله، مؤمناً بأن الأدب يجب أن يُقرأ لا أن يُفسَّر. وكان يرى أن "الأديب يجب أن يُعرف من خلال أدبه، لا من خلال كلامه عن أدبه".
لكن هذه الظاهرة تطرح سؤالاً أعمق عن العلاقة بين الكاتب والقارئ في زمن المنصّات. هل تزداد الحميمية حين يعرف القارئ تفاصيل حياة الكاتب اليومية؟ أم تفقد النصوص شيئاً من غموضها وقدرتها على أن تُقرأ كعوالم منفصلة؟ 
تشير دراسات علم النفس الثقافي إلى ما يُعرف بـ"الحميمية المتخيّلة" (parasocial intimacy)، وهي العلاقة التي يبنيها القارئ أو المتابع مع شخصية عامة، دون أن تكون العلاقة متبادلة بالمعنى التقليدي. حين يتابع القارئ الكاتب عبر الصور والمنشورات، يشعر بارتباط أعمق، لكنه في الحقيقة يتفاعل مع صورة منتقاة، لا مع الكاتب الفعلي. وقد يؤدّي هذا التداخل إلى تقليص المسافة التأمّلية الضرورية بين القارئ والنص، حيث يُصبح الكاتب حاضراً في ذهن القارئ بكونه "شخصاً" أكثر منه "صوتاً أدبياً".
هل تزداد الحميمية حين يعرف القارئ تفاصيل حياة الكاتب؟
بالمقابل، حين يغيب الكاتب، لا يبقى أمام القارئ سوى النص. لا يعرف صوته، ولا يراه في القصص اليومية، ولا ينتظر منه تعليقاً في كل قضية. يبدو هذا نوعاً من الترف في عصر الحضور المتواصل، لكنه، في نظر البعض، هو الطريقة الوحيدة لاستعادة جوهر الأدب: أن يُقرأ النص بمعزل عن صاحبه، أن يعيش بذاته.
قد لا يكون الغياب عن المنصّات موقفاً ضد الحداثة، بقدر ما هو سؤال مفتوح عن طبيعة الكتابة نفسها: هل يجب أن تُرفق دائماً بصورة الكاتب وصوته ورأيه السريع؟ أم أن لها الحق بأن تُترك وحدها، لتخلق علاقتها بالقارئ دون وساطات؟ البعض يرى في الحضور الرقمي دعماً ضرورياً للأدب، وآخرون يخشون أن يُفرّغ هذا الحضور الكاتب من خصوصيته، ويحوّله إلى "شخصية عامة" بدلاً من كونه صانع رؤى.
لكن، بين الغياب والحضور، بين الاختفاء الكامل والاستعراض، هناك مساحة رمادية، لا يحدّدها الصمت أو التفاعل فقط، بل يحدّدها سؤال أبعد: هل لا يزال الكاتب قادراً على أن يخلق أثراً أدبياً، حتى حين لا نعرف ما أكله صباحاً أو كيف يعلّق على كل حدث؟ وإذا كان الجواب نعم، فقد لا يحتاج الكاتب إلى أن يكون مرئياً دائماً، بل واضحاً في ما يكتبه. ليس الغياب فضيلة في ذاته، ولا الحضور خطيئة، بل كل شيء يتوقّف على نوع العلاقة التي يريد الكاتب أن يقيمها مع قرّائه: علاقة قائمة على النص، أو على الحياة المحيطة به. وفي النهاية، ليس مطلوباً من الكاتب أن يختفي، بل أن يختار كيف يظهر. والأهم: ألّا يترك الكتابة تغرق في ضجيج لا يشبهها.
* كاتبة وروائية من لبنان
## انتعاش سوق الأجهزة الطبية في السعودية
25 July 2025 05:13 AM UTC+00
تؤكد تقارير اقتصادية حديثة صادرة عن مؤسسات بحثية أن سوق الأجهزة الطبية شهدت نمواً كبيراً في السعودية، وبلغت قيمتها في عام 2025 نحو 6.42 مليارات دولار، مع استمرار النمو بوتيرة سنوية مركبة تقارب 4.7%، ما يرسم توقعات بأن يصل حجم السوق إلى أكثر من 9.9 مليارات دولار بحلول عام 2030، ما سلط الضوء على أثر هذا النمو على اقتصاد المملكة.
تتميز السوق السعودية بزيادة مطردة في الطلب على التقنيات الطبية المتطورة بسبب توسع البنية التحتية الصحية ومبادرات دعم الابتكار ضمن "رؤية 2030"، غير أن الحصة الكبرى من السوق ما زالت تهيمن عليها الشركات متعددة الجنسيات مثل "جونسون آند جونسون"، و"ميدترونيك"، و"جنرال إلكتريك"، وفقا لتقرير نشرته منصة Expertmarketresearch المتخصصة في تحليل الأسواق.
أما نصيب الشركات المحلية من التصنيع بالسوق السعودية، فيقدر بنحو ربع قطاع الأجهزة الطبية الإلكترونية، بينما تظل هيمنة الاستيراد واضحة في بقية الفئات، على الرغم من تضاعف عدد المصانع المرخصة محلياً منذ 2018 وبلوغ الاستثمارات المحلية أكثر من 3.1 مليارات ريال سعودي (الدولار = نحو 3.75 ريالات)، حسبما أورد تقرير نشرته منصة thelocaleyes، المتخصصة في استشارات بيئات الاستثمار.
ولهذا النمو المستمر في السوق أثر اقتصادي بالغ على المملكة، بحسب تقرير منصة Expertmarketresearch، فهو يدعم هدف تنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط، ويجذب استثمارات أجنبية ضخمة.
كما يخلق قطاع الأجهزة الطبية الجديد آلاف فرص العمل للسعوديين، ويسهم في تعزيز الأمن الدوائي والصحي الوطني عبر تقليل الاعتماد على الواردات الخارجية.
سرعة التحول الصناعي
يؤكد الخبير الاقتصادي، حسام عايش، لـ "العربي الجديد"، أن سوق الأجهزة الطبية في السعودية تشكل، إلى جانب الصناعة الطبية وسائر الأدوات المرتبطة بها، أحد المحركات الاقتصادية المهمة والصاعدة في المشهد الوطني، وهي سوق تجمع بين الديناميكية الاستثمارية وسرعة التحول الصناعي والرقمي، بما يشمل استخدام الذكاء الاصطناعي، وهو ما يجعلها من المستهدفات الاستراتيجية في "رؤية المملكة 2030".
ويعزو عايش النمو المستمر في هذا القطاع إلى زيادة الطلب المحلي، وارتفاع معدلات الدخل، واستمرار النمو السكاني، وتوسع الحاجة إلى خدمات صحية متقدمة ومتطورة، وكلها عوامل "تدفع نحو توطين هذه الصناعة الاستراتيجية، وتمنحها دوراً محورياً في تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على الواردات"، حسب وصفه.
كما تفتح هذه الصناعة آفاقاً واسعة لسد فجوة كبيرة بين الواردات والصادرات، حسب عايش، لافتاً إلى أن قيمة الواردات السنوية للسعودية من الأجهزة الطبية تبلغ نحو 1.5 مليار دولار، بينما لا تتجاوز الصادرات 80 مليون دولار، ما يعني أن هناك فجوة كبيرة يمكن تقليصها.
ويلفت عايش، في هذا الصدد، إلى أن تحقيق رؤية السعودية للاكتفاء الذاتي والتحول إلى قوة تصديرية في قطاع الأجهزة الطبية يستلزم سد فجوة العجز في الميزان التجاري الصحي وتحقيق فائض في هذا القطاع، إضافة إلى فتح المجال لتطوير الكوادر البشرية والاستثمار في التكنولوجيا الصحية بأنواعها.
ويخلص عايش إلى أن توطين الصناعة الطبية في السعودية سينعكس في شكل تأثير مباشر على قطاعات أخرى، كما يساهم في تقليل الواردات، وبالتالي تخفيف العجز في الميزان التجاري الصحي، ما يسهم في انتقال الاقتصاد السعودي إلى مرحلة متقدمة من التنويع.
السعودية السوق الأكبر في المنطقة
في السياق، يشير الخبير الاقتصادي، جاسم عجاقة، لـ "العربي الجديد"، إلى أن سوق الأجهزة الطبية في المملكة العربية السعودية ليست السوق الأكبر على مستوى الخليج فحسب، بل هي الأكبر أيضاً على صعيد المنطقة العربية، ما يعكس حجم الفرص الاستثمارية والاقتصادية التي يتيحها هذا القطاع، ويظهر مدى أهمية القطاع للمملكة ركيزة أساسية في تطور قطاع الصحة والصناعة الطبية في المنطقة ككل.
لكن الأهمية الأبرز لهذا القطاع تتجاوز مجرد الأرقام المالية، بحسب عجاقة، إذ تكمن في العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تدفع باتجاه توسع مستمر، وتأتي في مقدمتها حقيقة أن المملكة تستضيف ملايين الحجاج سنوياً، إلى جانب نمو سكاني متسارع يتوقع أن يصل إلى نحو 40 مليون نسمة بحلول عام 2030.
وهذا التوسع السكاني، إلى جانب استمرار استقبال الحجيج من مختلف أنحاء العالم، يجعل سوق الأجهزة الطبية من القطاعات الحيوية التي لا يمكن تجاهلها، سواء من حيث خدمتها للحجاج أو لتلبية احتياجات السكان المحليين، وهو ما يشكل دعماً قوياً لنمو هذا القطاع بمعدل يقارب 10% سنوياً، وفق تقدير عجاقة.
وهذا النمو مهم على أكثر من صعيد آخر، حسبما يرى عجاقة، مشيراً إلى تأثيره في التزام المملكة بأهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، وتحديداً الهدف المتعلق بتوفير الرعاية الصحية الشاملة والعادلة لجميع المواطنين، فضلاً عن تنويع مصادر الدخل، وبناء اقتصاد أقل اعتماداً على النفط، وأكثر استدامة على المديين المتوسط والبعيد.
## مصر... أسعار السلع تواصل الارتفاع رغم تراجع الدولار
25 July 2025 05:14 AM UTC+00
 
شهد الجنيه المصري ارتفاعاً مقابل الدولار بنسبة بلغت 2.5% منذ مطلع الشهر الجاري، في خطوة اعتبرتها الحكومة "صحوة اقتصادية داعمة للعملة المصرية، ونقطة انطلاق نحو خفض الأسعار ومعدلات التضخم" خلال الأشهر المقبلة.
في أرض الواقع رصد "العربي الجديد" سير أسعار السلع والخدمات في اتجاه معاكس لما تروج له الحكومة ويأمله المواطنون بتراجع الأسعار مع انخفاض الدولار، الذين اعتادوا ارتفاع السلع كلما زاد الدولار مقابل الجنيه، بينما يؤدي انخفاضه حالياً أمام الجنيه إلى مزيد من الغلاء للسلع، وخصوصاً الأساسية والخدمات. وأدخلت المعادلة المعكوسة المستهلكين في دوامة تضخم مستمرة، دون سقف.
تدفع الحكومة الأسواق نحو الغلاء المتصاعد، فقبل أن تنفض الدورة البرلمانية، مطلع الشهر الجاري، جهز مجلس النواب سلسة من القرارات، تستهدف تهيئة المواطنين لأوضاع جديدة، تشمل تعديل قانون الضريبة المضافة التي سمحت برفع أسعار الدخان على دفعتين بنسبة 27% خلال العام، وفرض ضريبة على البترول الخام بنسبة 10%، ووضع تقديرات بالموازنة بخفض قيمة الدعم السنوي للمحروقات والكهرباء، بنسبة 50%، بما يعني تحميل المواطنين تلك القيمة، قبيل انتهاء عام 2025.
تبرر الأغلبية البرلمانية الداعمة للنظام خطة الحكومة بتصاعد حالة التوتر الأمني بالمنطقة وحرب التعرفة الجمركية، التي سترفع قيمة الواردات وتحد من عوائد الصادرات وقناة السويس، بينما تسوق لزيادة أسعار السلع والخدمات الحكومية، بارتفاع تكلفة استيراد الغاز والنفط، وزيادة معدلات الاستهلاك وتكلفة الواردات والفاقد الناتج من سرقات الكهرباء وتوزيع الخبز المدعم.
رفع أسعار 1000 صنف دوائي
طالبت شعبة الأدوية في اتحاد الغرف التجارية الحكومة برفع أسعار 1000 صنف دوائي، بنسبة 10% على الأقل. برر أمين شعبة الأدوية محمد شاهين طلب الشركات المصنعة للزيادة الجديدة، بارتفاع تكلفة الوقود، والكهرباء والحد الأدنى لأجور العاملين، ومواجهة الزيادة في الرسوم التي تحصلها هيئة الدواء على تصاريح الإنتاج والتي تصل إلى 5 أضعاف قيمتها وارتفاع أسعار الواردات التي تمثل نحو 92% من مستلزمات الإنتاج، والتشوهات التي أصابت إنتاج الأدوية جراء التراجع المستمر بقيمة الجنيه، منذ بدء تعويمه عام 2016، مؤكداً أن الزيادات التي أدخلت على أسعار المنتجات الدوائية والطبية، خلال العامين الماضيين، لم تؤدِّ إلى ضبط تلك التشوهات التي استمرت 10 سنوات.
وأشار شاهين في لقاءات متلفزة إلى أن الدواء المحلي يمثل 92% من احتياجات المرضى المصريين، ويبلغ حجم إنتاجه نحو 250 مليار جنيه سنوياً.
أكد مصدر بشركة أدوية مالكة لسلاسل مصانع شهيرة لـ"العربي الجديد" أنه رغم تراجع الدولار، فإن الشركات تسعى للتحوط من عودته إلى الارتفاع خلال المرحلة المقبلة، لذلك تتقدم كل شركة بمفردها برفع أسعار عدد محدد من الأدوية، التي يمكن أن تحصل عليها منفردة بنسبة 5% على كل صنف، إلى حين موافقة هيئة الدواء على زيادة الأسعار لكل الشركات، مؤكداً أن الهيئة تدرس حالياً رفع سعر نحو 400 منتج دوائي، قبل النظر في طلبات الغرفة التجارية التي تزيد على 1000 صنف محلي الصنع.
قال مدير المركز المصري للحق في الدواء، محمد فؤاد، إنه رصد زيادة كبيرة في أسعار 100 صنف دوائي منذ بداية يوليو/ تموز الجاري، مشيراً في تصريحات صحافية إلى زيادة أسعار مستحضرات حيوية وأساسية وكريمات مضادات حيوية وألبان الأطفال بنسبة راوحت ما بين 30%-60%.
غلاء الأسمدة والغذاء
قفزت أسعار الأسمدة في السوق الحرة بنسبة 40%، ليراوح سعر طن اليوريا ما بين 32 ألفاً إلى 34 ألف جنيه، من متوسط 23 ألف جنيه للطن، قبل أزمة انقطاع الغاز الطبيعي عن مصانع الأسمدة، التي أدت في الوقت نفسه إلى ارتفاع أسعار مواد البناء والمنتجات المعدنية والحديد، وكذلك الأخشاب التي تأثرت بزيادة أسعار النولون 20% مع ارتفاع أسعار المازوت في الربع الثاني من 2025.
تمر الأسواق الشعبية بحالة انفلات في التسعير، خصوصاً للمنتجات الغذائية التي تتفاوت قيمتها من محل لآخر، ومن منطقة لأخرى، بنسب تراوح ما بين 5% إلى 20%، وعلى رأسها اللحوم والأسماك والمشروبات والعصائر، يرجعها مواطنون إلى غياب الرقابة الحكومة واختفاء دور منظمات المجتمع المدني وحماية المستهلك، في مواجهة تلك الظاهرة، التي تسبب حالة من الفوضى بحركة الأسعار.
رفعت محلات الطعام أسعار الوجبات الشعبية، ومنها "الفلافل" التي زادت بنسبة 40%، لارتفاع الزيوت والخضار والبقوليات، بينما زاد سعر طبق الكشري ما بين 10% إلى 20% في أغلب المطاعم، مع ارتفاع تكلفة الكهرباء، والبقوليات والأرز والمعجنات.
أرجع أستاذ الاقتصاد في جامعة المنوفية محمد البنا، تحسّن قيمة الجنيه مقابل الدولار إلى مرونة سعر الصرف الذي يتبعه البنك المركزي حالياً، والذي يسمح بأن تتحدد قوته وفقاً للعرض والطلب، مع ملاحظة أن السعر اليومي "on the spot" يعكس قوة الطلب والعرض نتيجة تباين سعر الفائدة بين مصر وشركائها التجاريين، الذي يؤثر باستثمارات الأجانب في أدوات الدين الحكومية.
أوضح البنا أن تحسن قيمة الجنيه حالياً يعكس تراجع الطلب على الدولار وزيادة التدفقات الخارجية، بينما تحديد قيمته في المستقبل المنظور يعتمد على قوة الاقتصاد الحقيقي المرهون بتحسن النمو الاقتصادي والناتج المحلي الاجمالي خلال العام المقبل، والذي ييين مقدار الصادرات والواردات، التي تشكل ضغوطاً على مستقبل الجنيه.
أكد الخبير الاقتصادي أن ارتفاع الأسعار وتغير معدل التضخم أمر طبيعي في ظل انفتاح الاقتصاد المصري على الأسواق العالمية في جانب السلع الأساسية والاستثمارية والوسيطة التي تشمل خامات الإنتاج ومستلزماته، ويتأثر بمستوى الأسعار في أسواق دول الشركاء التجاريين وسعر الدولار والعملات الأخرى في مقابل الدولار، الذي يعرف بالتضخم المستورد الذي له نصيب كبير في تغذية الاتجاهات التضخمية في مصر.
يشير الخبير الاقتصادي إلى أن مصر تعاني من فجوة موارد خطيرة تجعلها في حاجة إلى استثمارات تعادل ما بين 20%-25% من الناتج المحلي، وإلى أن الديون قاربت على 100% من الناتج المحلي الإجمالي، وفوائد الدين تمتص الجانب الاعظم من موارد الموازنة العامة للدولة.
دفعت فوضى التسعير عضو اتحاد الغرف التجارية حازم المنوفي إلى المناداة بتدخل الحكومة المباشر بفرض أسعار على التجار والموزعين، مؤكداً في بيان حصلت "العربي الجديد" على نسخة منه أن المشهد الحالي أفرز حرية سوق وهمية مكنت فئة من التحكم في أسعار السلع، وخلقت بيئة غير آمنة للتجار والمستهلكين، وتدفع المؤسسات الصغيرة إلى الخروج من السوق ومواجهة الإفلاس، بما جعل تطبيق الاقتصاد الحر بمثابة انتحار اقتصادي وظلم اجتماعي يستدعي تدخل الدولة، لتحقيق التوازن بين حرية السوق والعدالة الاجتماعية، بما يحمي الاقتصاد وغير القادرين ويحول دون تراجع الجنيه.
تحسن اقتصادي شكلي
قال رئيس قطاع البحوث بمجموعة سي آي كابيتال المالية، منصف مرسي، لـ"العربي الجديد" إن الاقتصاد شهد تحسناً ظاهرياً أدى إلى تعافٍ مؤقت للجنيه، بسبب تراجع العجز في الحساب الجاري وتحسن تدفقات تحويلات المصريين بالخارج والسياحة والاستثمار بأدوات الدين الحكومية، مستدركاً بأن التحسن الجاري يعتمد بدرجة كبيرة على عوامل غير مستدامة بالكامل، بينما يحتاج استمراره في المستقبل القريب إلى دعم من تدفقات استثمارية مباشرة وزيادة الصادرات والنمو.
يحذر خبراء من اتساع مواجهة الجنيه مزيداً من الضغوط اعتباراً من الشهر القادم، في ظل اتساع العجز التجاري غير النفطي إلى 28 مليار دولار بسبب زيادة الواردات من السلع الأساسية والوسيطة بما يرفع الطلب على الدولار.
يبين محللون انهياراً بإيرادات قناة السويس بنسبة 54.1% لتنخفض من مستوى 8.5 مليارات دولار عام 2022 إلى 2.6 مليار دولار عام 2024، مع توقع باستمرار تلك الخسائر خلال 2025، لاستمرار حالة الحرب الإسرائيلية على غزة، وعدوانها المستمر على العديد من الدول العربية والمنطقة، التي سببت هشاشة بإيرادات القناة وتقليل فرص استقرار العملة، خصوصاً أنها قد تؤدي إلى خروج مفاجئ للأموال الساخنة، بما يعيد الضغوط على الجنيه وتراجعه.
يتوقع محللون أن يراوح سعر الدولار بين 48.5 -52 جنيهاً حتى منتصف 2026، في حالة استمرار تدفقات تحويلات المصريين بالخارج والاستثمارات الأجنبية وتحسن السياحة والاستثمار غير النفطي. أما في حالة حدوث قفزات جديدة بأسعار النفط والغاز، وخروج الأموال الساخنة، وتباطؤ الاستثمار المباشر، فإنّ الجنيه سيتراجع إلى ما بين 53-56 جنيهاً بنهاية 2026.
## مغاربة منشغلون بأسعار الوقود في الصيف
25 July 2025 05:14 AM UTC+00
عادت أسعار السولار والبنزين للارتفاع في محطات الوقود بالمغرب، ما يحيي النقاش من جديد حول المستوى الذي يمكن أن تبلغه بالنظر لارتهان المغرب لتقلبات السوق الدولية.
وشرعت أسعار المحروقات في الانخفاض منذ منتصف مارس/ آذار الماضي، قبل أن تبدأ في الارتفاع منذ مستهل شهر يونيو/ حزيران الماضي. فقد كان سعر السولار في حدود 1.12 دولار للتر الواحد في يناير/ كانون الثاني قبل أن يناهز 1.08 و1.04 دولار في إبريل/ نيسان ومايو/ آيار.
وعادت تلك الأسعار للارتفاع من جديد مع بداية فصل الصيف الذي يرتفع فيه الطلب على السولار والبنزين، حيث وصلت على التوالي إلى 1.14 و1.3 دولار للتر الواحد.
ويذهب الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز ورئيس الجبهة الوطنية لإنقاذ المصفاة المغربية للبترول، الحسين اليماني، إلى أنه لو ألغي قرار تحرير الأسعار الذي اتخذ قبل أكثر من تسعة أعوام، لكان بلغ سعر السولار في النصف الثاني من يوليو/ تموز الحالي 95 سنتا وسعر البنزين 1.06 دولار.
ويعكس تطور أسعار سوق التجزئة في المغرب، حسب المختصين التطور الذي عرفه سعر المكرر في السوق الدولية. فهم يؤكدون عدم أخذ سعر الخام كمقياس عند تناول أسعار التجزئة. فهناك فرق بين سوق الخام وسوق المكرر.
ودأبت شركات المحروقات على التأكيد أن الأسعار في السوق المحلية تحدد على أساس سعر الخام المكرر في سوق "روتردام"، وتضاف إليه كلفة التأمين والنقل، ناهيك عن الضريبة الداخلية على الاستهلاك والضريبة على القيمة المضافة التي تمثل 40 في المائة من مجمل السعر.
ويرى اليماني أن ارتفاع أسعار المحروقات في السوق المحلية يساهم في زيادة أرباح شركات التوزيع على حساب المستهلكين، ما يدفعه إلى الدعوة للعودة إلى إحياء مصفاة المغرب الوحيدة المغلقة منذ أكثر من تسعة أعوام وإعادة النظر في الضريبة على الاستهلاك والضريبة على القيمة المضافة المطبقة على السولار والبنزين.
ولم تستجب الحكومة في السابق لمطلب حذف الضريبة على الاستهلاك التي تصيب الغاز والوقود لدعم القدرة الشرائية للمستهلكين، حيث اعتبرت الحكومة أن تلك الضريبة، منخفضة مقارنة بما يجري به العمل في بلدان غير منتجة للنفط في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وكان رئيس مجلس المنافسة، أحمد رحو، قد نفى في ظل السجال حول أسعار البنزين والسولار أن تكون أرباح شركات المحروقات كبيرة، حيث أكد أنها تصل إلى نصف درهم، مضيفا أن 40 في المائة من أسعار المحروقات مكونة من الرسوم والضرائب التي تقتطعها الدولة. ويبقى المغرب، الذي يستورد 90 في المائة من حاجياته من الوقود، خاضعا لتقلبات السوق الدولية.
## الجوعى ينتصرون... 3 نماذج في مقدمتها غزة
25 July 2025 05:15 AM UTC+00
تستخدم إسرائيل منذ نحو 21 شهراً سلاح الاقتصاد والتجويع في حربها القذرة ضد غزة بهدف القضاء على المقاومة التي قصمت ظهر الاحتلال في طوفان الأقصى المجيد يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ورغم أن التجويع جريمة حرب وتحرمها الاتفاقات الدولية، يواصل الاحتلال حصاره للقطاع الذي يعيش فيه أكثر من مليوني إنسان معظمهم أطفال ونساء، رغم التنديدات والغضب الدولي.
وحرب التجويع الإسرائيلية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في عالم لا تحكمه سوى قوانين الغابة، بل استخدمت من قديم الأزل وإلى عصرنا هذا.
وبعيداً عن التاريخ الطويل لحروب التجويع والحصار للمدنيين بوصفها عقاباً جماعياً أثناء الحروب سنتناول عدة نماذج في العصر الحديث لنعرف هل نجحت حروب التجويع في تحقيق أهدافها ومن الذي انتصر في النهاية؟
على سبيل المثال حوصرت مدينة لينينغراد في سبتمبر/أيلول 1941 وحتى يناير/كانون الثاني 1944 (خلال الحرب العالمية الثانية)، بعد أن اجتاحت القوات الألمانية أراضي الاتحاد السوفييتي سابقاً، ويصنف هذا الحصار ضمن أكثر الأحداث مأساوية لما خلفه من خسائر بشرية قدرت بنحو مليون شخص، بينهم نحو 140 ألف طفل، بسبب القصف والجوع والمرض.
ومن النماذج المعاصرة البشعة لتجويع المدنيين وحصارهم أيضاً، ما فعله نظام بشار الأسد في الغوطة الشرقية، إذ نفذ واحدة من أفظع جرائم الحرب في التاريخ، حيث تمت محاصرة نحو 400 ألف شخص وأُخضعت المدينة لحملة من التجويع المتعمد وتعرضت محاصيل ومزارع الغوطة الشرقية للقصف والحرق في عام 2013. وقامت قوات النظام السورية بسد الطرق ومصادرة الأغذية والوقود والأدوية بصورة منهجية، وفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في عام 2014. واضطر بعض السكان إلى الاعتماد على أوراق الأشجار ليسدوا جوعهم ولم يكتف النظام بذلك، بل شن هجمات كيماوية ضد المدنيين الأبرياء.
وهناك نماذج كثيرة لا تسع مساحة المقال لرصدها حول حروب التجويع التي شنتها دول وأنظمة قمعية، ولكن نموذج أهوال قطاع غزة بسبب الحرب الإسرائيلية "لا مثيل له في التاريخ الحديث"، بحسب تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الثلاثاء الماضي، إذ حذر غوتيريس، من تفاقم سوء التغذية، مؤكداً أن "المجاعة تقرع كل الأبواب".
سلاح الاقتصاد
يتخيل البعض أن استخدام سلاح الاقتصاد من حصار وتجويع سيساعد في تحقيق انتصارات على الخصوم، ولكن التاريخ القديم والحديث يؤكد أن الجوعى المدافعين عن أوطانهم المحتلة دائماً ينتصرون لأن تجربة الجوع تجعلهم أكثر إصراراً على المقاومة ودحر المحتل.
وفي التجارب التي عرضناها سنجد أن ألمانيا التي شنت حرب إبادة وتجويع ضد مدينة لينينغراد انهزمت شر هزيمة. وهو تماماً ما حدث مع نظام بشار الأسد الذي أسقطه الجوعى الذين اشتد عودهم وأصروا على مواصلة الثورة ضد الطاغية وجنوده حتى حرروا بلادهم.
أما غزة وما أدراك ما غزة... فقد زادت قوة رجالها المقاومين ببطون خاوية وزلزلوا الأرض تحت أقدام الغزاة وأحرقوا الكثير من جنودهم أحياء في دباباتهم وآلياتهم وحصونهم. ورغم جوعهم مثل باقي شعبهم في القطاع يخرج رجال المقاومة من تحت الأرض ووسط الركام لينفذوا عمليات نوعية أدت إلى اعتراف إسرائيلي بأن كيانهم بعد مرور نحو عامين فشل فشلاً ذريعاً في القضاء على حماس أو تحرير أسراهم عبر الحرب. كل هذا يؤكد أن الجوعى ينتصرون ما دام هدفهم هو تحرير أوطانهم مهما كان الثمن قاسياً ومؤلماً.
## انهيار الجنيه السوداني في السوق الموازي... ما الأسباب؟
25 July 2025 05:16 AM UTC+00
تراجع الجنيه السوداني بوتيرة غير مسبوقة أمام العملات الأجنبية، إذ وصل إلى 3200 جنيه مقابل الدولار في السوق السوداء، وسط تفاقم الأزمة النقدية وتدهور الاقتصاد بسبب الحرب المتأججة بين الجيش ومليشيا الدعم السريع.
وكان سعر بيع الدولار في الأسواق السودانية يبلغ 560 جنيهاً فقط قبل عامين، ما يعكس تدهور قيمة العملة المحلية بنسبة تفوق 471% خلال هذه الفترة. وخسرت العملة السودانية نحو 500 جنيه من قيمتها خلال أيام معدودة، في ظل حالة من عدم استقرار الأسواق والتذبذب اليومي في أسعار الصرف.
ويأتي ذلك بينما سجل الدولار 2200 جنيه في البنوك السودانية، ما يعكس الفجوة الكبيرة بين السوقين الرسمية والموازية ويؤكد فقدان الثقة في النظام المصرفي.
مصرفيون قالوا إن هذا التراجع الحاد في قيمة العملة الوطنية يأتي في ظل استمرار الحرب وتوقف التحويلات الخارجية، وانسحاب الودائع المحلية، وتراجع أداء البنوك التجارية في تمويل الواردات الحيوية، إلى جانب اعتماد بنك السودان المركزي على طباعة العملة دون غطاء نقدي أو احتياطي أجنبي، ما فاقم معدلات التضخم.
يقول الاقتصادي السوداني محمد بابكر لـ"العربي الجديد": هناك تداعيات سلبية بسبب عدم ثبات السياسات أدت إلى هروب المدخرات إلى خارج البلاد، كما أن ضغوط العقوبات الأميركية حالت دون دخول أموال إلى السودان، ما أدى إلى توقف كثير من الاستثمارات الزراعية التي كانت تعمل حتى وقت قريب في بعض الولايات.
وللحد من تدهور العملة المحلية وآثاره السالبة قرر بنك الخرطوم إيقاف خدمة التحويلات المالية عبر تطبيق "أي بوك" التابع للبنك والمخصص لعملاء قطاع الشركات، في ظل تزايد الاتهامات باستخدام منصات مصرفية رقمية وسيلة للمضاربة في سوق العملات، ما ساهم في تعميق الأزمة الاقتصادية وفقدان الجنيه لقيمته خلال العامين الأخيرين.
يقول بنك الخرطوم إن تطبيق "أي بوك" كان يمثل منصة مصرفية صممت لتلبية احتياجات الشركات، حيث أتاحت تنفيذ المعاملات المالية وتوفير تقارير دقيقة لمراقبة الأداء المالي، بجانب ميزة المدفوعات التلقائية وتعدد المستخدمين والمراقبة اللحظية.
وقالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" إن الخدمة تحولت إلى أداة غير مباشرة لتسهيل عمليات شراء الدولار خارج الأطر المنظمة، ما دفع البنك المركزي إلى اتخاذ قرار الإيقاف في محاولة لكبح المضاربات واستعادة السيطرة على السياسة النقدية. وفى الأثناء، قال بنك الخرطوم، في بيان عقب إيقاف هذه الخدمة، إن خدماته المصرفية عبر الإنترنت، سواء للأفراد أو الشركات تظل واجهة آمنة وموثوقة للعمل المصرفي.
ويرى الخبير المصرفي، إبراهيم عثمان، أنه من غير الوصول إلى تعاف اقتصادي لن يتحسن أداء القطاع المصرفي، باعتبار أن المطلوب معالجة الخلل الهيكلي في الاقتصاد السوداني، واستقطاب استثمارات محلية وإقليمية لتوليد وظائف.
أما المصرفي السابق مصطفى محمود، فيقول إن البنك المركزي مطالب خلال الفترة القادمة، باتباع سياسات تجذب ودائع العملاء وتعمل على سداد التمويل المتعثر.
## ستارمر يبحث حرب غزة مع ألمانيا وفرنسا وسط ضغوط للاعتراف بدولة فلسطين
25 July 2025 05:41 AM UTC+00
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه سيعقد محادثات طارئة مع فرنسا وألمانيا حول غزة، معرباً عن إدانته "المعاناة والجوع"، ومؤكدا أنه "لا يمكن وصفهما ولا الدفاع عنهما"، وذلك في الوقت الذي يواجه فيه ضغوطاً للاعتراف الفوري بفلسطين باعتبارها دولة.
وأضاف ستارمر، أمس الخميس، أن الوضع كان "خطيراً" لبعض الوقت، لكنه "وصل إلى مستويات جديدة من التدهور"، بحسب وكالة بي إيه ميديا البريطانية. وقال ستارمر: "إن المعاناة والجوع المستشريين في غزة لا يمكن وصفهما ولا الدفاع عنهما". وأضاف "بينما كان الوضع خطيراً لبعض الوقت، فقد وصل إلى مستويات جديدة من التدهور ويستمر في التفاقم. نحن نشهد كارثة إنسانية".
وتابع "سأجري مكالمة طارئة الجمعة، حيث سنناقش ما يمكننا القيام به بشكل عاجل لوقف القتل وتوفير الطعام الذي يحتاجونه بشدة، بينما تتكاتف جميع الخطوات اللازمة لبناء سلام دائم"، وقال "نتفق جميعا على الحاجة الملحة لإسرائيل لتغيير مسارها والسماح بدخول المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في غزة دون تأخير".
ومضى قائلاً إنه "من الصعب رؤية مستقبل مشرق في مثل هذه الأوقات المظلمة"، لكنه دعا جميع الأطراف مرة أخرى إلى الانخراط "بحسن نية وبسرعة" في وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع المحتجزين. وأضاف: "نحن ندعم بقوة جهود الولايات المتحدة وقطر ومصر لتأمين ذلك".
ولم تسفر أسابيع من المحادثات في الدوحة عن نتيجة لتأمين وقف إطلاق النار وإنهاء حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وخلفت قرابة 60 ألف شهيد، جلهم أطفال ونساء، ومجاعة ودماراً هائلاً في القطاع المحاصر.
ستارمر يواجه ضغوطاً للاعتراف بدولة فلسطين
من جهة أخرى، يواجه رئيس الوزراء البريطاني ضغوطا للاعتراف الفوري بفلسطين باعتبارها دولة وسط دعوات متزايدة من أعضاء البرلمان وتعهُّد من فرنسا.  ودعا زعيم الليبراليين الديمقراطيين إيد ديفي المملكة المتحدة إلى أن تحذو حذو فرنسا، قائلا إن المملكة المتحدة "يجب أن تكون رائدة في هذا الأمر، لا أن تتخلف". وأضاف: "اعترفوا بالدولة الفلسطينية المستقلة الآن وقودوا الجهود لتأمين حل الدولتين وسلام دائم".
كما دعا عمدة لندن صادق خان إلى الاعتراف الفوري، بينما دفعت النقابات العمالية من أجل الاعتراف الرسمي بفلسطين "ليس بعد عام أو عامين بل الآن". وقالت إميلي ثورنبيري، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية، إن معظم أعضائها يدعمون الاعتراف على الفور. وأضافت: "ترى أغلبية اللجنة أنه يجب على حكومة المملكة المتحدة أن تعترف فورا بدولة فلسطين، ما يشير إلى رغبة المملكة المتحدة في العمل بشكل عاجل نحو حل الدولتين إلى جانب حلفائنا".
وقالت وزيرة العدل شابانا محمود إن الحكومة تريد الاعتراف بالدولة الفلسطينية "كمساهمة في عملية السلام". ودعا وزير الصحة ويس ستريتنغ، يوم الثلاثاء الماضي، إلى الاعتراف بفلسطين "بينما لا يزال هناك دولة فلسطينية متبقية للاعتراف بها".
وقال ستارمر أمس الخميس: "نحن واضحون، إن إقامة الدولة هو حق غير قابل للتصرف للشعب الفلسطيني". وأضاف: "وقف إطلاق النار سيضعنا على طريق الاعتراف بدولة فلسطينية وحل الدولتين الذي يضمن السلام والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين".
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## أتلتيكو مدريد ينفق 150 مليون يورو في شهر واحد
25 July 2025 05:48 AM UTC+00
تعاقد أتلتيكو مدريد الإسباني مع ستة لاعبين خلال شهر واحد، بقيمة إجمالية قُدرت بـ150 مليون يورو، ليكون من بين أكثر الأندية في أوروبا إنفاقاً خلال الميركاتو الصيفي الحالي، إذ شملت الصفقات خطي الدفاع ووسط الملعب، بحثاً عن تكوين فريق قوي يدخل الموسم الجديد من الدوري الإسباني بفرص أكبر في المنافسة على الألقاب. وقد تلقى "الأتلتي" العديد من الخيبات في الموسم الماضي، بعدما ودّع المنافسة على الدوري الإسباني سريعاً، وفشل في المسابقات الدولية، وآخرها كأس العالم للأندية بوداع البطولة منذ الدور الأول.
وأشار تقرير نشرته صحيفة سبورت الإسبانية، أمس الخميس، إلى أن الفريق تعاقد مع كل من: أليكس باينا وديفيد هانكو وجوني كاردوسو وتياغو ألمادا وماتيو روجيري ومارك بوبيل، بقيمة 150 مليون يورو، وقد تشهد الأيام المقبلة دعم صفوف فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني بمهاجم إضافي، بما أن الخط الأمامي لم يعرف بعد صفقات جديدة، مع انتشار أخبار تؤكد أن أتلتيكو قد يتعاقد مع الصربي دوسان فلاهوفيتش قادماً من نادي يوفنتوس الإيطالي.
ويسعى أتلتيكو بهذه الصفقات المكلفة إلى منافسة نادي برشلونة، صاحب الثنائية في الموسم الماضي، وجاره ريال مدريد، إذ تعثّر "الروخيبلانكوس" في الأسابيع الأخيرة من الدوري، ولم تكن لديه حلول بديلة، ولهذا سارع إلى عقد الكثير من الصفقات حتى ينجح في الدفاع عن فرصه في الموسم المقبل ويُسعد جماهيره، ذلك أن أتلتيكو لم يعد باستطاعته المحافظة على مستواه طوال الموسم، وفي كل مرة تكون انطلاقته قوية، إلا أن النتائج تشهد تراجعاً في النصف الثاني.
## الحسين والوحدات في سباق للتتويج بكأس السوبر الأردنية
25 July 2025 05:48 AM UTC+00
تتجه أنظار عشاق الكرة الأردنية، اليوم الجمعة، نحو استاد الحسن في مدينة إربد، الذي يحتضن مواجهة الإياب الحاسمة على لقب كأس السوبر الأردنية لكرة القدم بين الحسين إربد وضيفه الوحدات. وحافظ الفريقان على حظوظهما المتساوية للتتويج بأول ألقاب الموسم الكروي الجديد، بعدما انتهت مباراة الذهاب بالتعادل (1-1)، الاثنين الماضي، على استاد مدينة الملك عبد الله الثاني في عمان.
ويسعى الحسين للتتويج باللقب للمرة الثالثة في تاريخه في بطولة كأس السوبر الأردنية لكرة القدم، إذ تُوّج به للمرة الأولى عام 2003، وفي الموسم الماضي على حساب الوحدات بالذات بفوزه ذهاباً 3-1 وتعادله إياباً بدون أهداف. وفي المقابل، يتطلع الوحدات لإحراز اللقب للمرة السادسة عشرة في تاريخه، علماً أن آخر ألقابه في المسابقة حققه في الموسم قبل الماضي على حساب غريمه التقليدي الفيصلي، صاحب الرقم القياسي بـ17 لقباً. وفي حال انتهاء المباراة بالتعادل، سيلجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح مباشرة لحسم النتيجة.
ودخل مدرب الحسين، البرتغالي كيم ماتشادو (58 عاماً)، مباراة الذهاب في ظل غياب لاعبيه المحترفين، لا سيّما الثلاثي المنضم أخيراً: البرازيلي بيدرو هنريكي والسنغالي لاتير فال والألباني لويس كاتشوري، مكتفياً بالاعتماد على اللاعبين المحليين. لكن ماتشادو، الباحث عن لقبه الأول مع الحسين، يملك خيارات عديدة في التشكيلة الأساسية وعلى قائمة البدلاء، تتمثل في اللاعبين الدوليين: يزيد أبو ليلى في حراسة المرمى، ورجائي عايد، وأدهم القرشي، وعبد الله نصيب وسليم عبيد، إلى جانب ثلاثي خط الهجوم: رزق بني هاني وعارف الحاج ويوسف أبو جلبوش.
وسيعتمد مدرب الفريق، التونسي قيس اليعقوبي (59 عاماً)، على التشكيلة نفسها التي خاض بها مباراة الذهاب، مع احتمال إشراك المحترف الفلسطيني وجدي نبهان منذ البداية، إضافة إلى المحترفين الآخرين: المهاجم الموريتاني مامادو نياس، والمدافع المصري مصطفى معوض. وكان الحسين قد استعد لكأس السوبر الأردني بمعسكر تدريبي في مدينة إزميت التركية، فيما اكتفى الوحدات بمعسكر داخلي وسلسلة من المباريات الودية مع الفرق المحلية.
يُذكر أن الحسين إربد حسم لقب الدوري الأردني في الأمتار الأخيرة على حساب الوحدات، مستفيداً من تعادل الأخير أمام الرمثا، وفوزه على شباب الأردن في الأسبوع الأخير، بينما اختتم الوحدات الموسم الماضي بتحقيق الكأس المحلية على حساب الحسين بالذات 3-1، بعد الاحتكام إلى ركلات الترجيح.
## من كانينغهام إلى راشفورد... 26 إنكليزياً لعبوا في الدوري الإسباني
25 July 2025 05:48 AM UTC+00
ارتفع عدد اللاعبين الإنكليز الذين خاضوا تجارب في الدوري الإسباني إلى 26 لاعباً، وذلك بانضمام المهاجم ماركوس راشفورد (27 عاماً)، إلى برشلونة، وتعود أول مشاركة إنكليزية في "الليغا" إلى عام 1935 مع هاري لو، فيما يُعد ريال مدريد أكثر نادٍ إسباني ضمّ لاعبين إنكليز، مقابل ريال سوسيداد الذي اكتفى بلاعب واحد فقط.
ونشرت صحيفة ماركا الإسبانية قائمة بأبرز اللاعبين الإنكليز الذين خاضوا تجارب احترافية في الدوري الإسباني لكرة القدم، وكانت البداية مع هاري لو، الذي دخل التاريخ عام 1935 عندما انضم إلى صفوف ريال سوسيداد عن عمر يناهز 48 عاماً، ليصبح أكبر لاعب سناً يخوض مباراة في "الليغا". وشارك لو في مواجهة أمام فالنسيا انتهت بخسارة قاسية لفريقه بنتيجة سبعة أهداف مقابل واحد، قبل أن يتولى لاحقاً مهمة تدريب النادي الباسكي.
وتنقل لوري كانينغهام بين عدة أندية في الدوري الإسباني لكرة القدم، أبرزها ريال مدريد، الذي تعاقد معه عام 1979، رغم كونه اسماً غير معروف لدى الجماهير الإسبانية آنذاك. لكن اللاعب الإنكليزي سرعان ما أثبت جدارته، خصوصاً بعد تألقه اللافت في مباراة "الكلاسيكو" أمام برشلونة على ملعب كامب نو. ودافع عن ألوان النادي الملكي حتى عام 1984، كما خاض تجربة إعارة قصيرة مع سبورتينغ خيخون، ومثّل رايو فايكانو في مناسبتين. وفي عام 1989، توفي بشكل مأساوي عن عمر لم يتجاوز 33 عاماً إثر حادث سير.
وخاض الجناح بيتر بارنز تجربة قصيرة في الدوري الإسباني لكرة القدم، حيث انضم إلى ريال بيتيس على سبيل الإعارة من ليدز يونايتد عام 1982، إلا أن مستوياته لم ترقَ إلى التطلعات، ما عجّل بعودته إلى إنكلترا من بوابة كوفنتري سيتي. ووجد لاحقاً ضالته مع مانشستر يونايتد، حيث قدّم أداءً لافتاً عزز شهرته على الساحة الدولية.
ومن بين أبرز الأسماء الإنكليزية التي مرّت على "الليغا"، يبرز غاري لينيكر، الذي التحق بصفوف برشلونة بعد تألقه اللافت في كأس العالم 1986، إذ نال لقب الهدّاف بتسجيله ستة أهداف، كما سجّل "هاتريك" تاريخياً في شباك الغريم ريال مدريد. ويُعد لينيكر ثاني أكثر لاعب إنكليزي خوضاً للمباريات في الدوري الإسباني، بإجمالي 103 مواجهات.
وخاض سامي لي تجربة قصيرة في الدوري الإسباني، حيث انضم إلى أوساسونا عام 1987 قادماً من كوينز بارك رينجرز بعد مسيرة ناجحة مع ليفربول. إلا أن رحلته في إسبانيا لم تدم طويلاً، فعاد سريعاً إلى إنكلترا عبر بوابة ساوثهامبتون. وعلى المستوى الدولي، مثّل المنتخب الإنكليزي في 14 مباراة. ومن جهته، قضى رفائيل مايدي تجربة في "الليغا" مع ريال بيتيس، بعدما سمح له نادي سبورتينغ لشبونة بالانتقال مقابل 12 مليون بيزيتا، وهي العُملة الإسبانية القديمة قبل اعتماد اليورو.
وحمل أدريان هيث ألوان نادي برشلونة في فترة قصيرة لم تتعدَّ موسماً واحداً، ولم يسجّل طيلة مشاركته سوى هدف واحد. ومع ذلك، كان مشواره في إنكلترا مميزاً مع أندية كبيرة مثل مانشستر سيتي وستوك سيتي وبيرنلي. بينما انتقل كيفين ريتشاردسون إلى صفوف ريال سوسيداد قادماً من أرسنال، ولعب موسماً كاملاً في سان سيباستيان، لكنه لم يسجّل أي هدف، وفي نهاية الموسم رحل نحو نادي أستون فيلا.
ورافق داليان أتكينسون زميله ريتشاردسون في صفوف نادي ريال سوسيداد، ليكون هذا الثنائي الأول الذي يلعب في فريق إسباني، في تجربة تُشبه ما يعيشه حالياً الثنائي جود بيلنغهام وترينت ألكسندر أرنولد. وفي عام 2016، توفي أتكينسون بعد إصابته برصاصات قاتلة من أحد رجال الشرطة. من جهة أخرى، ارتدى لاعب خط الوسط ستيف ماكمانامان ألوان نادي ريال مدريد بين عامي 1999 و2003، بعدما غيّر رأيه بشأن الانتقال إلى برشلونة، وحقق مع "الميرينغي" لقب الدوري الإسباني مرتين، قبل أن يرحل إلى مانشستر سيتي، حيث أنهى مسيرته الكروية.
وارتدى اللاعب مارك درابر قميص نادي رايو فايكانو عام 2000، في تجربة إعارة قصيرة من أستون فيلا، ولم يلعب سوى أربع مباريات، قبل أن يعود إلى إنكلترا. فيما لعب فيني ساموايز مع فريقين إسبانيين مختلفين، هما لاس بالماس وإشبيلية، قبل أن يعتزل عام 2005. ووافق ستان كوليمور على حمل ألوان نادي ريال أوفييدو عام 2001، وهي آخر محطاته قبل الاعتزال، ولم يخض في هذه التجربة أكثر من 79 دقيقة.
ولعلّ من أبرز اللاعبين الذين حملوا ألوان الأندية الإسبانية النجم ديفيد بيكهام، الذي انتقل إلى صفوف ريال مدريد عام 2003، في تجربة رافقها زخم إعلامي كبير، واستمرت حتى عام 2007، ليصبح أكثر لاعب إنكليزي خوضاً للمباريات في "الليغا" بـ116 مباراة. ولحق به مواطنه مايكل أوين عام 2004، غير أن تلك الخطوة اعتُبرت الأسوأ في مسيرته، إذ رحل سريعاً عن الفريق وهو يجرّ وراءه أذيال الخيبة.
وانتقل المدافع المحوري جوناثان وودغايت إلى صفوف ريال مدريد، ليصبح رابع لاعب إنكليزي يدافع عن ألوان نادي العاصمة الإسبانية، لكن تواضع مستواه سرّع انتقاله إلى ميدلسبره مقابل تسعة ملايين يورو. كما تعاقد نادي ريال سرقسطة مع اللاعب جيرمان بينات، الذي خاض معه 24 مباراة، غير أن مشاكله خارج الملعب وأسلوب حياته أثّرا سلباً على أدائه الفني.
وضم نادي إلتشي اللاعب شارلي دين لانسون عام 2014، وهو الذي نشأ في إسبانيا وتكوّن في صفوف النادي نفسه، قبل أن يدخل في سلسلة من الإعارات إلى أوفييدو وألكوركون، كما لعب لاحقاً في ريال مورسيا وغرناطة. أما باتريك روبرتس فانتقل إلى صفوف جيرونا على سبيل الإعارة من مانشستر سيتي، لكن مستواه ظل في تراجع، لينتقل لاحقاً إلى ميدلسبره الإنكليزي، ثم تروا الفرنسي.
وقدِم كيران تريبيير إلى صفوف أتلتيكو مدريد حاملاً معه الحلول على الجهة اليمنى من الدفاع، لكن صعوبة الانسجام حصرَت تجربته بين عامي 2019 و2022، قبل أن يفضّل العودة إلى إنكلترا عبر بوابة نادي نيوكاسل. أما جود بيلنغهام، فانتقل إلى ريال مدريد عام 2023 بعد سنوات قضاها في بوروسيا دورتموند الألماني، ليصبح اليوم أحد أبرز اللاعبين في مركز خط الوسط على مستوى العالم.
وفرّ اللاعب مايسون غرينوود من ضغوطات مانشستر يونايتد عام 2023، ليلتحق بصفوف نادي خيتافي عبر صفقة إعارة، إذ تألق بشكل لافت، قبل أن ينتقل إلى نادي أولمبيك مرسيليا مقابل 26 مليون يورو. وواصل أتلتيكو مدريد سياسته في التعاقد مع اللاعبين الإنكليز بضمّه كونور غالاغر عام 2024، في رهان أثبت نجاحه بعدما سجل أربعة أهداف وقدم ست تمريرات حاسمة.
وتعاقد نادي فالنسيا مع الظهير ماكس آرونز في العام نفسه، غير أن تجربته كانت محدودة بعدما اكتفى بخوض أربع مباريات فقط. والتحق ترنت ألكسندر أرنولد بكتيبة ريال مدريد بعدما رفض الاستمرار مع ليفربول الذي قضى في صفوفه 20 عاماً. ويحمل أرنولد آمال جماهير "الملكي" في حلّ مشاكل الجهة اليمنى من الدفاع، خاصة بعد رحيل لوكاس فاسكيز وتقدّم داني كارفاخال في السن.
## مراسلة "العربي الجديد": الناشط اللبناني جورج عبد الله يصل اليوم إلى بيروت بعد تبديل موعد الإفراج عنه وسط دعوات لاستقبال حاشد
25 July 2025 06:31 AM UTC+00
## سفينة "حنظلة" تواصل مهمتها وتقترب من قطاع غزة
25 July 2025 06:33 AM UTC+00
أعلن تحالف أسطول الحرية، اليوم الجمعة، عن استعادة الاتصال بسفينة "حنظلة" المتوجهة إلى قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليه وإيصال مساعدات إنسانية لسكانه الذين يواجهون مجاعة متفاقمة. وقال التحالف في منشور على "إكس" إن السفينة تواصل مهمتها وأصبحت على بعد 349 ميلاً بحرياً من غزة.
وكان أسطول الحرية قد أعلن في منشور عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت متأخر من مساء أمس الخميس، فقدان الاتصال بالسفينة حنظلة، وقال إن هناك عدداً من الطائرات المسيّرة بالقرب من السفينة، ما يعني أنه "ربما جرى اعتراضها أو مهاجمتها". ودعا التحالف في منشوره إلى الضغط من أجل ضمان سلامة طاقم السفينة.
For about two hours, our Freedom Flotilla boat's communications were interrupted and drones were observed near the boat, raising serious concerns of potential attack.
Connection has now been re-established. 'Handala' is continuing its mission and is currently less than 349… pic.twitter.com/3f0wHTNl9u
— Freedom Flotilla Coalition (@GazaFFlotilla) July 24, 2025
وكانت السفينة حنظلة قد انطلقت الأحد من سواحل إيطاليا إلى قطاع غزة، في رحلة تهدف إلى إيصال المساعدات الإنسانية، وكسر الحصار عن القطاع الذي يتعرض لإبادة جماعية تشنّها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتحمل السفينة على متنها 19 مدافعاً دولياً عن حقوق الإنسان، وصحافيين اثنين، من الأجانب والعرب، الذين يحمل بعضهم جنسيات مزدوجة.
وقالت العضوة المؤسّسة لحركة التضامن العالمية الفلسطينية الأميركية هويدا عرّاف، في حديث مع "العربي الجديد"، الأربعاء: "نحن مستعدون لتعريض أجسادنا للخطر لنقف مع غزة ومن أجلها ولكي نكسر الحصار، ونقول بأفعالنا: حياتكم لها قيمة.. رحلتنا فعل تضامن إنساني ونداء إلى العالم: لا تدَعوا طفلاً آخر يُقتل بصمت".
وكشفت عراف أن حركة التضامن العالمي وأسطول الحرية يدرسان تنظيم أسطولٍ كامل من السفن لكي تكون الرسالة أقوى وأكبر، مضيفة أن الفكرة غير جديدة "فلطالما تصوّرنا ودعونا إلى أسطول كامل من السفن يشارك فيه الناس والمنظمات وحتى الحكومات متحدين الحصار.. في 2010، نظمنا أسطول حرية غزة وهو جهد منسق لسفن حملت أكثر من 700 مدني وأكثر من 10.000 طن من المساعدات".
## سيرغي لوزنيتسا: "لم أختبر الشعور الهوياتي في كييف أبداً"
25 July 2025 06:46 AM UTC+00
 
أفلامه سياسية بامتياز. فيها أدوات لفهم النظام الشمولي، ماضياً وحاضراً. تستعيد التاريخ، وتهتمّ بإظهار شكل النظام السوفييتي خاصة، وكيفية تنظيمه. من أبرز ما صنعه في هذا المجال "جنازة رسمية" (2019): لقطات إخبارية من الأرشيف، مُصوّرة في الأيام الثلاثة التالية لموت الزعيم السوفييتي جوزف ستالين (1878 ـ 1953)، مُركّزاً على دور الدعاية العقائدية في توجيه الشعوب، والتأثير فيها، وكاشفاً في الوقت نفسه لغز عبادة الشخصية باعتبارها تتويجاً لهذه الظاهرة. يُظهر الفيلم طقوساً لا تقتصر على الجنازة، بل تصف العلاقات التي يمكن أنْ تتشكّل في المجتمع، في ظلّ نظام شمولي. في "المحاكمة" (2018)، تناول قضية تلفيق تُهمٍ لاقتصاديين ومهندسين كبار في موسكو بالتخطيط لانقلاب عام 1930.
إنّه الأوكراني سيرغي لوزنيتسا، عالم الرياضيات الذي أصبح مخرجاً. من أشهر أفلامه الروائية "دُنْباس" (2018): تجري أحداثه في تلك المنطقة (شرقي أوكرانيا)، التي تسودها نزاعات مسلّحة مفتوحة، وجرائم نهب ترتكبها جماعات انفصالية، في مغامرات مجنونة تختلط فيها كلّ البشاعات والمآسي الناتجة من الحرب.
فيلمه الأخير "مُدّعيان عامّان" (2025) عن الاتحاد السوفييتي عام 1937، حين أُحرقت آلاف الرسائل المرسلة إلى المدّعي العام من سجناء اتّهمهم النظام ظلماً. لكنْ، رغم كلّ الصعاب، وصلت إحداها إلى مكتب ألكسندر كورنيف، المدّعي العام المحلي، المُعيّن حديثاً، الذي كافح للقاء صاحب الرسالة ـ ضحية عملاء الشرطة السرّية. يعتقد المدّعي العام الشاب، البولشفي المخضرم والصادق، أنّ هناك خللاً ما. يقوده سعيه إلى تحقيق العدالة إلى مكتب المدعي العام بموسكو. في زمن عمليات التطهير التي شنّها ستالين، كانت هذه مخاطرة كبرى لشابٍ سيدفع ثمنها غالياً.
عرض "مُدّعيان عامّان" في مسابقة الدورة 78 (13 ـ 24 مايو/أيار 2025) لمهرجان "كانّ"، 2025، قبل عرضه في "آفاق" الدورة 59 (4 ـ 12 يوليو/تموز 2025) لـ"مهرجان كارلوفي فاري"، فكان لقاء مع الأوكراني المبتسم دائماً، الذي لم يبخل بالإجابة عن أسئلة صحافيين عديدين تهافتوا للقائه، فكان يُدلي بتفاصيل تاريخية، ويستطرد في حديث مليء بالمراجع والأسماء والأفكار والتحليلات.
يهتمّ بالتاريخ السياسي، في لغة سينمائية تجعل كلّ فيلم له، روائياً أو وثائقياً، متميّزاً بأسلوب ممتع ومتفرّد في سرده وعمقه وحثّه على تأمّل مفاهيم كثيرة، ومراجعتها.
أثار لوزنيتسا انتقادات حادة في أوكرانيا لمعارضته، في بداية الحرب الأخيرة، أي حظر للسينما الروسية في المهرجانات الأوروبية، قائلاً إنّ حظر الثقافة واللغة الروسيتين، وهما ثروة ثمينة لأوكرانيا، يتعارض مع المبادئ الأوروبية للتعدّدية الثقافية. وفقاً له، خلط "العار"، اللاحق بالنظام الروسي الحالي، بأعمال المؤلّفين الروس، "غير منطقي، ولا معقول".
 
 
(*) لماذا اخترت الآن، بعد أفلامٍ وثائقية ومرور سبع سنوات على "دُنباس"، العمل على روائيّ جديد؟
سبع سنوات؟ آه، نعم. لم أختر هذا، بل الميزانية فرضته. كنت أحضّر فيلماً ملحمياً بميزانية ضخمة، كتبته عام 2012، وكنت مستعداً لبدء التصوير عام 2020. ثم حصل ماذا؟ (يضحك) الوباء. أعدتُ الاشتغال على الميزانية، وبات جاهزاً مجدّداً بعد عامين، وكنت سأصوّره في أوكرانيا. تعلمين ما حدث حينها. كتبت سيناريو آخر بعد ذلك، ولا أعرف متى يمكنني التصوير في أوكرانيا.
 
(*) كيف بدت لك العودة إلى الروائي بعد هذه الفترة؟ كيف قاربتها؟
لا يشكّل هذا شيئاً لي. في هذه السنوات، حقّقت 7 ـ 8 أفلام وثائقية. بدا لي، وأنا أعمل على "مُدّعيان عامّان"، كما لو أنّي صوّرت فيلماً روائياً أمس. كذلك بالنسبة إلى الآخرين، أي الفريق الذي يعمل معي. تقابلنا وصوّرنا الفيلم في 18 يوماً فقط. كان هذا قاسياً.
 
(*) كلّ شيء كان جاهزاً للتصوير إذاً. كيف تحضّر العمل عامة: هل تهيئ كلّ اللقطات والمشاهد التي ستصوّرها، خاصة حين تعرف أنّ مدة التصوير ستكون قصيرة جداً؟
أحضّر كلّ شيء بدقّة دائماً. عملت على السيناريو في شهرين. أثناء ذلك، تجهّز بعض الممثلين، وهُيّئت مواقع التصوير. صوّرت في سجن حقيقي بُنِي عام 1905 في ريغا (عاصمة لاتفيا)، وأُخذَت لقطات القطار في المكان نفسه. بعض المواقع، كتلك التي مثّلت موسكو ومكتب المدّعي العام، صُوّرت في أمكنة أخرى في ريغا.
 
(*) يعود الفيلم إلى الماضي عبر شخصياته وأحداثه، مع إسقاطات على الحاضر. إنّه فيلم معاصر. لك فيلم عن ستالين. أهناك سبب لعمل فيلم عنه اليوم؟ ألهذا علاقة ببوتين؟
السبب أنّ الأشياء تتطوّر اليوم بالطريقة نفسها. هذا الفيلم يرى مصير الناس الذين يحاولون التغيير، واليوم يعاد النموذج نفسه، فلا يمكن النجاة من هذه الحلقة. فكّرت في فيلمٍ عن تلك الفترة لأن السوفييت، ولاحقاً الروس أو الأوكرانيين أو من يشبههم، لم يحقّقوا أفلاماً بهذه النوعية أو مشابهة لها. هناك أدب عظيم عن ذاك الزمن، لكنّ الأفلام قليلة. أتذكّر بعضها لتنغيز أبلادزه (1924 ـ 1994، مخرج جيورجي نال الجائزة الكبرى عن "التوبة"، في الدورة 40 لمهرجان "كانّ" المُقامة بين 7 و19 مايو/أيار 1987 ـ المُحرّرة) وألكسي غيرمان (1938 ـ 2013، مخرج سوفييتي مُنعت ثلاثة من ستة أفلامٍ له ـ المحرّرة).
إنّها أفلام قليلة، تشرح بعض الشيء تلك الحقبة. أرغب في صنع أخرى تسلّط ضوءاً، وتبيّن وجهة نظر عن كيفية عمل النظام، هذا أولاً. ثانياً: طرح أسئلة عمّا حدث بعد 1991، أي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي: هل تغيّر شيء؟ هل حدثت محاكمات كبرى للجرائم التي ارتكبتها السلطات السوفييتية بمختلف العقود، بدءاً من الثورة والحرب الأهلية؟ هم لا يزالون أبطالاً اليوم، والتاريخ يُمثَّل بطريقة واحدة فقط. ستالين عاش وحقّق جرائمه في ظروف مختلفة، لكنّه خلق أرضية للجيل التالي من السوفييت. هم يتابعون العمل، ويستخدمون ما تُرك.
في روسيا، غيّروا كلّ الكتب المدرسية التاريخية، وأعادوا كتابة التاريخ. كان لدى وزير الثقافة السابق ميدينسكي مفهوم يتجسّد في أنّ كلّ شيء صالح لبناء أمة سيدخل التاريخ، وكلّ شيء سيئ سيُستَبعد. هذا مفهومهم الأخلاقي. إنّه الأسلوب الستاليني نفسه في إعادة بناء الفرد. هم يعرفون الناس الصالحين، وكيف ينتجونهم. اليوم، يخلقون النظام نفسه. لا يخلقونه تماماً، بل يصلحونه بعض الشيء. نجت ثلاث دول فقط منه: ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا.
 
(*) لنعد إلى تاريخك الشخصي. كيف تشعر اليوم وأنت نشأت في الاتحاد السوفييتي، ودرست السينما فيه، بعد تحوّلك من العلوم. أيضاً، لماذا هذا التحوّل؟
(ضاحكاً) هذا تاريخ بعيد جداً، سيرتي وتحوّلي إلى دراسة السينما. ولدت في روسيا البيضاء، ومكثت فيها ستة أشهر فقط. هذا حصل لأنّ جدّيَّ كانا يسكنان هناك، وقرّرت أمي الذهاب إلى بيلاروسيا لأبقى بعد الولادة معهما، لأنّ ظروفهما أفضل. كان على المرأة أنْ تعود إلى عملها بعد شهرين، وكانت ظروف الحياة صعبة لوالديّ، ولا سكن لهما إلا غرفة. ثم بقيت في كييف حتى بلغت 27 عاماً.
شعوري؟ الآن الوضع صعب جداً، لأني نشأت في الاتحاد السوفييتي، وهذا البلد لم يعد موجوداً. في بيلاروسيا نظام توتاليتاري مشابه لنظام روسيا. أما ماذا ستكون عليه أوكرانيا؟ فلا أعرف، ولا أحد يعرف.
 
 
(*) لنعد أيضاً إلى البلد الذي لم يعد موجوداً. هل ساد حينها شعور بالهوية السوفييتية أم الأوكرانية؟
هذه الأشياء، أي الشعور الهوياتي، لم أختبرها أبداً في كييف. يمكنني تفهّم أنّ الناس في لاتفيا أو أوكرانيا، حين كانوا ينظرون إلى الجنود السوفييت وضباطهم، كانوا يقولون إنّ هؤلاء محتلّون، أو نحن مُحتلّون، وهم كانوا بالفعل. في كييف، لو قال أحدهم، وهو يشير إلى الجندي الروسي، إنّ هذا محتلّ، لوَصَفه 100 شخص حولي بالجنون، ولقالوا له: اذهبْ إلى المشفى وافحص دماغك. لا أحد كان يفكّر هكذا. في غربي أوكرانيا، كان يُمكن للبولنديين أنْ يفكّروا على هذا النحو، ويقولونه، لأنّها كانت أراضي بولندية.
حين احتلّ الألمان الاتحاد السوفييتي، استفزّوا السكان، وجرت مذابح في أماكن ومدن في غربي أوكرانيا. حاولوا التحريض على مذابح في كييف أيضاً، لكنّها لم تحصل، لأنّه في 20 سنة من السلطة السوفييتية ساد مفهوم الوطنية. لم يكن اليهود يعيشون في غيتو كما الحال في الغرب، بل كانوا يسكنون مع المجموعات الأخرى، وكان هناك زواج مختلط بين مختلف الفئات، وهذا حمى من المذابح في بداية الحرب. آخر مذبحة للاتحاد السوفييتي جرت عام 1945 في كييف.
لماذا أحكي هذا؟ لأقول إنّ السلطات السوفييتية منحت هذا الشعور الوطني. أيضاً، كانت الامبراطورية الروسية متعدّدة الثقافات، وكان على السوفييت أنْ يحافظوا على هذا، وعلى الأراضي، وكانوا دائماً يلعبون على الهوية الوطنية. لكنّهم لا يعطون الآخرين المراتب الأولى، بل الثانية.
تجب ملاحظة أنّه منذ الستينيات، وصلت إلى السلطة شخصيات من أوكرانيا كبريجنيف وغيره، وفي اللجنة المركزية هناك من له جذور أوكرانية. في كييف، أنشئت أول جامعة في روسيا، وفيها كانت لغة التواصل بداية القرن 19 بولندية.
هذا كان محيطي في دراستي. كان في صفي المدرسيّ أربعة يهود واثنان من مولدوفا وإيطالي وبلغاري، وبين 3 و6 روس وأوكرانيون وبولنديون. هذا خليط في صف عادي ومدرسة عادية. لهذا، الحديث عن الهوية في هذه الأجواء... (يبتسم). لا أريد القول إنّ الاتحاد السوفييتي كان نظاماً مثالياً. كان هناك غسل دماغ، وتحديد الناس بالطريقة نفسها كما يفعلون في أوكرانيا اليوم. لكنْ، في المدرسة، هكذا كان الوضع. في كييف، اخترت الحديث بالروسية لأنّها لغة قريبة مني، ويردّ رفيقي بالأوكرانية. كنا نفهم تماماً من دون أنْ نفطن لاختلاف اللغات. كان الأمر طبيعياً.
 
(*) طريقة العيش، وهذه الأجواء، وما يحصل اليوم، تُفسِّر لماذا أفلامك، الروائية والوثائقية، سياسية في معظمها.
نعم. ربما. وربما لأنّ هذه المسألة تمسّني، ونحن نعيش في هذه الأوقات، وفي هذا العالم. لكنّي متأكد أنّه يمكنني إنجاز فيلم كوميدي أيضاً (ضاحكاً).
 
(*) هناك كوميديا في أفلامك. نوع من محاكاة ساخرة سوداء للواقع.
إنّه "غروتيسك" (فن احتفالي لكلّ خارج عن المألوف، وأساليب تعبير مفتوحة على أجناس وأنواع وأنماط أدبية وفنية ـ المحرّرة). لكنْ، في "مُدّعيان عامّان"، أدخلت جزءاً من "الأنفس الميتة" (1842) قصة غوغول (كاتب أوكراني روسي، 1809 ـ 1852، المحرّرة): تشيتشكوف رجل عجوز مبتورةٌ ساقه، في مشهد القطار. غيّرت الأسماء فقط، ووضعت لينين وستالين في السياق.
 
(*) اشتغلت الروائي والوثائقي. هل تُفضّل أحدهما على الآخر؟ ما الفرق في العمل عليهما؟
يتطلّب الروائي جهداً أكثر، وعاملين، وطاقة أكبر. ربما أخسر بين 7 و10 كلغ في التصوير. هذا صحّيٌ. الآن، أعمل على فيلمٍ وثائقي جديد، يعتمد على صُور أرشيفية، أقول إنّها وجدتني. فعلياً، هذا كنز حقيقي. مقاطع من 80 ساعة تصوير لمخرج إيطالي، والكاميرا 16 ملم، بين عامي 1971 و1973، وذلك في كلّ مكان في الاتحاد السوفييتي.
هذا كلُّه مُخصّص لمجلة سينمائية للتلفزيون، توقف إصدارها لاحقاً، بسبب رفض السوفييت إكمال التعاون معه، لأنّهم لم يحبّوا ما يفعل، كما قالوا. لكنّه صوّر الكثير مما يُصنّف في علم دراسة الإنسان (أنثروبولوجيا)، وعلم دراسة الإنسان كائناً ثقافياً (إثنوبولوجيا).
سمّيتُ فيلمي "أمبيريا". هذا يصف الاتحاد السوفييتي.
 
(*) دائما الاتحاد السوفييتي.
دائما أشاهد فيلماً عن كيفية تأثير الأنظمة على حياة الناس الخاصة من خلال دراسة نظرية لعالِم فيزيائي، ولكنه دراما. فيلم ثان عن مصير عالِم وزوجته الشابة وطفلهما. اعتُقل وحُقِّق معه. كلّ شيء يجري في السجن مع كثير من تأمّل حول حياته ومدى تأثير القرارات الخاطئة التي اتخذها، ولا سيما أنّ عليه الآن اتّخاذ قرار لينقذ عائلته. الفيلم من وجهة نظر المعتقلين، وهؤلاء الذين أوقفوهم، فكيف يقبلون بفعل ذلك على معرفتهم ببراءة المتهمين؟ الجميع يعلمون أنّهم أبرياء. هم في حالة بارانويا.
صحيح أنّه مثال عن الاتحاد السوفييتي، لكنه ينطبق على كلّ بلد لديه هذا النوع من البيروقراطية، ويمكنه أنْ يكون في وضع الاتحاد السوفييتي زمن ستالين. أي بلد حيث تُنفّذ الأمور بميكانيكية وكمال، فقط لأنّ عليها أنْ تُنفِّذ هكذا.
السؤال: كيف يُطبَّق هذا في التحقيق مع الناس بطريقة خاصة، قائمة على ذريعة حماية البلد. نعم، نحن نقتل الناس لنحمي البلد (يضحك).
 
(*) هل تعمل على الذاكرة الجمعية؟
لا أثق بالذاكرة الجمعية. ما معنى هذا؟ جَمعُ ذاكرات عدّة؟ ما يوجد الذاكرة الفردية. لا يمكن جمع محور واحد ونظرة واحدة. للناس ذاكرتهم الخاصة.
 
(*) سينمائيون كثيرون من بلدان الاتحاد السوفييتي السابق وأوروبا الشرقية لم يهتموا بهذا التاريخ كما تفعل. أهناك سبب خاص؟
منذ صغري، هناك جرائد حولي. في مدرسة السينما، ببلوغي 24 عاماً، هناك شخصان فقط في مجموعتي يقرآنها: أنا وصديقٌ من... البرتغال (يضحك). كنا نناقش ما يحدث، بينما الآخرون ينظرون إلى السماء ويعدّون النجوم. أهمية هذه الأعمال أنّها تمثّل حياتنا اليوم. إذا قرأتِ عن الحرب الأهلية مثلاً، بين 1917 و1921 في أوكرانيا، وما حصل في كييف حينها، فستلاحظين أوضاعاً مشابهة إلى درجة كبيرة مع ما يحدث الآن. الأشخاص مختلفون، لكنّ الظروف والحركات متشابهة.
في كييف، كانوا يقاتلون من أجل الهوية الوطنية. وفي جمهورية أوكرانيا، أول ما فعلوه تغيير أسماء الشوارع والمحلات إلى اللغة الأوكرانية. هذا أول طلب للسلطة الجديدة. المفاهيم نفسها والأخطاء نفسها تُرتَكب اليوم. تقسيم الناس قائم على معايير عدة: الثقافة، اللغة، إلخ. قسّميهم، ودعيهم يتقاتلون.
## مصطفى سليمان... بين "مايكروسوفت" والإبادة
25 July 2025 06:50 AM UTC+00
في مارس/آذار 2024 عيّنت شركة التكنولوجيا الأميركية مايكروسوفت المبرمج البريطاني من أصل سوري مصطفى سليمان لرئاسة قسم الذكاء الاصطناعي للمستهلكين. ليصبح على رأس قسم يحرّك مليارات الدولارات، وآمال المستثمرين والطامعين في الذكاء الاصطناعي، ويثير جدل مشاركته في مذابح الإبادة الجماعية الإسرائيلية على الغزيين، وكل ذلك بينما تستثمر "مايكروسوفت" أوبن إيه آي، مالكة "تشات جي بي تي"، أشهر روبوت دردشة.
وُلد مصطفى سليمان لوالد سائق سيارة أجرة سوري ووالدة ممرضة إنكليزية. نشأ وترعرع في لندن مع والديه وشقيقيه الأصغر منه، وترك جامعة أكسفورد للمساعدة في إنشاء خدمة استشارية عبر الهاتف، بناها لتصبح واحدة من أكبر خدمات دعم الصحة النفسية والعقلية من نوعها في بريطانيا، ثم عمل مسؤولَ سياساتٍ لرئيس بلدية لندن. وبصفته مفاوضاً عمل في جميع أنحاء العالم لمجموعة واسعة من العملاء مثل الأمم المتحدة وحكومة هولندا والصندوق العالمي للطبيعة.
شارك مصطفى سليمان في تأسيس مختبر أبحاث الذكاء الاصطناعي "ديبمايند"، الذي اشترته "غوغل" عام 2014، واستمر في العمل فيها حتى 2022. غادرها وأنشأ "إنفيكشون دوت إيه آي"، مع ريد هوفمان، المؤسِّس المشارِك لـ"لينكدإن"، في محاولة لتأسيس ذكاء اصطناعي لا يتبع أي سلوك عنصري أو جنسي أو عنيف. كما شارك في تأليف "الموجة القادمة"، وهو كتاب عن الحاجة إلى الحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي.
مصطفى سليمان في مشكلات وادي السيلكون
ساعدت حماسة المستثمرين بخصوص قدرة "مايكروسوفت" على نشر الذكاء الاصطناعي الذي أنشأته "أوبن إيه آي" بمقابل، سواء المستهلكين أو الشركات، في دفع قيمتها السوقية إلى ما يقرب من 4 تريليونات دولار. ومع ذلك تشهد الشركتان خلافات بينهما. خلاف تصفه صحيفة وول ستريت جورنال بـ"قصة كلاسيكية في وادي السيليكون، توتر بين طموحات شركة ناشئة ذات أحلام كبيرة وشركة راسخة ذات موارد مالية ضخمة. أحدهما يفكر في إمكانات الغد، بينما الآخر يخطط لأعمال اليوم". وخلال هذا الخلاف يظهر سليمان دبلوماسياً يقول للصحيفة: "عندما ينجحون، ننجح نحن أيضاً". وبدلاً من التركيز على المخاوف من الذكاء الاصطناعي، يفضل سليمان النظر إليه بوصفه أداة لحل المشكلات الاجتماعية الصعبة، مثل الطاقة والتعليم والرعاية الطبية وأنظمة الغذاء. وتنقل عنه الصحيفة: "هذا ما أسميه الذكاء الفائق الإنساني. وربما لهذا السبب تجدني أكثر تركيزاً على هذه الأمور بدلاً من التركيز على الذكاء الاصطناعي العام أو الذكاء الفائق لذاته". ويصرّ على أن روبوتات الدردشة الخاصة به ودودة وجذابة، ومزودة بحواجز لمنع إساءة الاستخدام.
اسم متورط في الإبادة الجماعية
"مصطفى عار عليك". كانت هذه هي العبارة التي سمعها مصطفى سليمان، خلال احتفال أقامته "مايكروسوفت" في واشنطن بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيسها. عبارة سمعها من الموظفة ابتهال أبو السعد التي قاطعت كلمته قائلة: "أنت من تجار الحرب. توقف عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الإبادة الجماعية"، إذ بالرغم من مشاركته في تأليف "الموجة القادمة"، وبالرغم من حديثه عن ذكاء اصطناعي إنساني، لكن الذكاء الاصطناعي في الشركة الذي يشارك في التأثير في مساره حالياً متهم في مساعدة دولة الاحتلال على حرب الإبادة الإسرائيلية على الغزيين.
وتوفّر "مايكروسوفت" خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي للجيش الإسرائيلي، وتدّعي عدم وجود أي دليل على أن هذه التقنيات تُستخدم لإلحاق الأذى بالمدنيين. لكن كشف تحقيق أجرته وكالة أسوشييتد برس هذا العام أن نماذج الذكاء الاصطناعي من "مايكروسوفت" و"أوبن إيه آي" استُخدمت بوصفها جزءاً من برنامج عسكري إسرائيلي لاختيار أهداف القصف في غزة ولبنان. وتعتبر الشركة واحدة من أكثر شركات التكنولوجيا الأميركية تورطاً في حرب الإبادة، وقد أصدرت قراراً إدارياً منعت على إثره أي احتجاج للموظفين ضد حرب الإبادة أو ضدّ الشراكة بينها وبين الاحتلال الإسرائيلي، تحت طائلة صرف الموظف من دون إنذار، وهو ما أثار موجة غضب واسعة في مختلف مقرات المؤسسة حول العالم. وما تفعله "مايكروسوفت" ينطبق أيضاً على باقي شركات التكنولوجيا الأميركية المتحالف مع دول الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً "غوغل" التي صفت عشرات الموظفين الذين احتجوا على التعاون مع جيش الاحتلال.
## أسواق الطاقة والمعادن والأسهم تتفاعل مع تطورات تجارية
25 July 2025 06:50 AM UTC+00
شهدت الأسواق العالمية، اليوم الجمعة، تقلبات ملحوظة في أسعار النفط والذهب، مدفوعة بعوامل متعددة من بينها توقعات إبرام اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتخفيضات مرتقبة في صادرات الوقود الروسية. كما تفاوت أداء مؤشرات الأسهم في الدول الخليجية والأوروبية، متأثرة بقرارات نقدية وأرباح شركات كبرى.
ارتفاع أسعار النفط بدعم من اتفاقات تجارية وتخفيضات روسية   
ارتفعت أسعار النفط، اليوم الجمعة، بدعم من التفاؤل بشأن اتفاق تجاري محتمل بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى جانب تقارير عن خطط روسية لفرض قيود على صادرات البنزين إلى معظم الدول. وبحلول الساعة 00:27 بتوقيت غرينتش، زادت العقود الآجلة لخام برنت 17 سنتاً، أو 0.3%، لتصل إلى 69.35 دولاراً للبرميل. كما كسبت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 15 سنتاً، أو 0.2%، لتصل إلى 66.18 دولاراً للبرميل.
وكان النفط قد ارتفع بنسبة 1% عند التسوية، يوم أمس الخميس، مدفوعاً بالتقارير الإعلامية حول التخفيضات الروسية المتوقعة. وطغت هذه الأنباء على أخبار متعلقة باحتمال حصول شركة "شيفرون" على موافقة أميركية لاستئناف الإنتاج في فنزويلا، إذ أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعتزم السماح بعمليات نفطية محدودة في فنزويلا، الدولة العضو في منظمة "أوبك" والخاضعة للعقوبات.
وساهم تراجع مخزونات الخام الأميركية، بالإضافة إلى الآمال بإبرام اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لخفض الرسوم الجمركية، في صعود العقود الآجلة. وكانت الأسعار قد تراجعت في وقت سابق من الأسبوع بسبب مخاوف من تصاعد الحرب التجارية العالمية. وقال توني سيكامور، المحلل في "آي.جي"، إن "النفط صمد جيداً فوق نطاق 64/65 دولاراً، ما يبقي الآمال قائمة في انتعاشه نحو مستوى 70 دولاراً". وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، يوم الأربعاء، انخفاض مخزونات النفط الخام بمقدار 3.2 ملايين برميل إلى 419 مليون برميل، متجاوزة توقعات المحللين الذين أشاروا إلى انخفاض قدره 1.6 مليون برميل.  
وقال دبلوماسيان أوروبيان، يوم الأربعاء، إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بصدد إبرام اتفاق تجاري قد يشمل تعرفات أساسية أميركية بنسبة 15% على سلع الاتحاد الأوروبي وإعفاءات محتملة. ويتحول اهتمام المستثمرين إلى البيانات الاقتصادية المرتقبة الأسبوع المقبل من أكبر اقتصادين وأكبر مستهلكين للنفط في العالم مع صدور بيانات نشاط المصانع من الصين وقراءات رئيسية من الولايات المتحدة مثل التضخم والوظائف والمخزونات. وقال سيكامور "إن الأسبوع المقبل حافل بالبيانات".
الذهب يتراجع مع تحسّن شهية المخاطرة وتراجع الدولار
انخفضت أسعار الذهب، اليوم الجمعة، مع تراجع الطلب على الملاذات الآمنة نتيجة التقدم في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها. ومع ذلك، فإن انخفاض الدولار ساهم في الحد من خسائر المعدن النفيس. وبحلول الساعة 02:43 بتوقيت غرينتش، تراجع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% إلى 3363.91 دولاراً للأوقية (الأونصة)، إلا أنه كسب 0.4% منذ بداية الأسبوع. كما تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.2% إلى 3365.50 دولاراً.
وصرّح كلفن وونغ، كبير محللي السوق في شركة "أواندا"، قائلاً: "نشهد حالياً بعض عمليات جني الأرباح من مضاربين، نظراً لظهور مؤشرات تفاؤل في السوق". وأضاف: "الدولار يشهد تراجعاً مستمراً، والتوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية تدعم الذهب قرب مستوى 3360 دولاراً". ويُتوقع أن يُبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقبل يومي 29 و30 يوليو/تموز، بينما ترجح الأسواق احتمال خفض الفائدة في سبتمبر/أيلول.
من ناحية أخرى، يتجه مؤشر الدولار إلى أسوأ أسبوع له في شهر، ما يجعل الذهب المسعر بالعملة الأميركية أقل كلفة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى. وأظهرت البيانات انخفاض طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة على غير المتوقع الأسبوع الماضي، وهو ما يشير إلى استقرار سوق العمل على الرغم من تباطؤ التوظيف الذي يجعل من الصعب على الباحثين عن العمل العثور على وظيفة.
ومن المرجح أن يُبقي مجلس الاحتياطي الاتحادي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الذي سيُعقد يومي 29 و30 يوليو/ تموز، وترى الأسواق احتمالا بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر/ أيلول. بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.2% إلى 39.14 دولاراً للأوقية في طريقها لمكاسب أسبوعية تبلغ 2.5%، وهبط البلاتين 0.2% إلى 1407.10 دولارات، وتقدم البلاديوم 0.9% إلى 1238.73 دولاراً.
مؤشرات الأسهم الأوروبية ترتفع بدعم من قرارات نقدية وأرباح الشركات
أغلقت مؤشرات الأسهم الأوروبية على ارتفاع، أمس الخميس، بعد قرار البنك المركزي الأوروبي الإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة كما كان متوقعاً. وصعد المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بنسبة 0.2% في نهاية الجلسة، بعدما لامس أعلى مستوى له في ستة أسابيع.
وسجل سهم "دويتشه بنك" قفزة بنسبة 9.1%، بينما ارتفع سهم "بي.إن.بي باريبا" الفرنسي بنسبة 0.4%. كما صعد سهم "روش" بنسبة 1.4% بعد إعلان الشركة السويسرية عن أرباح تشغيلية قوية في النصف الأول من العام، فيما ارتفع سهم "دويتشه تيليكوم" بنسبة 5% مدعوماً بنتائج قوية من شركتها الأميركية التابعة "تي-موبايل".
في المقابل، تراجع سهم "نستله" بنسبة 4.65% بعد إعلانها مراجعة استراتيجية لأعمالها في مجال الفيتامينات، وتقديم نتائج النصف الأول. وهبط سهم "إس.تي مايكرو" بنسبة 16.6%، في أكبر انخفاض يومي له منذ أكثر من عقد، بعد تسجيل أول خسارة فصلية له منذ ما يزيد على عشر سنوات.
تباين أداء البورصات الخليجية: السعودية تتراجع وقطر ترتفع
السعودية
أغلق مؤشر الأسهم السعودية، أمس الخميس، على انخفاض بـ38.13 نقطة، ليقفل عند 10945.80 نقطة، بتداولات بلغت قيمتها 4.9 مليارات ريال. وشهدت الجلسة تداول 535 مليون سهم، ارتفعت خلالها أسهم 112 شركة مقابل تراجع أسهم 137 شركة. بينما أغلق مؤشر السوق الموازية "نمو" مرتفعاً بـ120.10 نقطة ليبلغ مستوى 26898.25 نقطة، بتداولات بلغت 22 مليون ريال.
قطر
أنهى مؤشر بورصة قطر تداولاته مرتفعاً، أمس الخميس، بنسبة 0.30%، أي ما يعادل 33.26 نقطة، ليصل إلى 11220.76 نقطة. وشهدت الجلسة تداول 203.9 ملايين سهم بقيمة بلغت 481.6 مليون ريال عبر تنفيذ 20486 صفقة. وارتفعت أسهم 23 شركة، مقابل تراجع 24 شركة، وثبات ست شركات. وبلغت رسملة السوق في نهاية جلسة التداول 663 مليارا و804 ملايين و441 ألفا و709.235 ريالا، قياسا بـ660 مليارا و597 مليونا و304 آلاف و275.910 ريالات في الجلسة السابقة.
الكويت
أغلقت بورصة الكويت تعاملاتها، أمس الخميس، على انخفاض مؤشرها العام بـ21.51 نقطة، أي بنسبة 0.25%، ليصل إلى 8592.26 نقطة. وتم تداول 379.2 مليون سهم من خلال 26800 صفقة نقدية بقيمة 75.6 مليون دينار كويتي (حوالي 247.7 مليون دولار). كما تراجع مؤشر السوق الرئيسي بـ17.59 نقطة، ومؤشر السوق الأول بـ23.55 نقطة، بينما انخفض مؤشر "رئيسي 50" بـ24.51 نقطة.
عُمان
أنهى مؤشر بورصة مسقط 30 تداولاته، أمس الخميس، منخفضاً بـ46.6 نقطة، أي بنسبة 0.98%، ليصل إلى 4718.56 نقطة. وبلغت قيمة التداول 33.4 مليون ريال عماني، بارتفاع نسبته 52% مقارنة مع الجلسة السابقة، إلا أن القيمة السوقية انخفضت بنسبة 0.591% إلى نحو 28.82 مليار ريال.
(رويترز، العربي الجديد)
## وزارة الصحة اللبنانية: إصابة مواطن بجروح في بلدة الضهيرة قضاء صور بنيران قوات العدو الإسرائيلي
25 July 2025 06:51 AM UTC+00
## "عين العقل"... موسيقى تلعب على البيضة والحجر
25 July 2025 06:56 AM UTC+00
منذ انطلاقها، تميّزت التجربة الموسيقية لفريق "عين العقل" بتوليفة فريدة تمزج بين الحداثة والتقدّم التقني في الموسيقى، وبين ما هو تقليدي، شعبي وبسيط، يقارب شوارع الإسكندرية. وخلال ثلاث مناسبات مختلفة في طابعها الفني، من بينها حفلة إصدار الألبوم الثاني "البيضة والحجر"، تعرّف الجمهور إلى نزعة جديدة ضمن المشهد السكندري: تجربة محلّية قادرة بخصوصيّتها أن تعبر إلى العالمية من دون الخضوع لشروط الاعتراف القاهري. صيغة موسيقية متقدّمة، دقيقة الصنع، يُعزّزها التاريخ الفني الطويل لأحد المؤسّسين، عمرو زيدان، الذي يعزف ويُنتج الموسيقى منذ عام 2006.
تأسّس الفريق في أواخر عام 2021 نتيجة لقاء بين عازف العود، باسم ضياء، وعمرو زيدان، في إقامة فنية في وكالة بهنا للأفلام في الإسكندرية. لم تُنتج الإقامة سوى هذا اللقاء الموسيقي. ضياء يعزف على العود الخشبي والإلكتروني، فيما يتولّى زيدان التأليف والمزج بين الموسيقى الشرقية والتكنو. منذ بدايته، قدّم الفريق صورة بصرية سيكادليك تعبّر عن موسيقاه، فشدّت أنظار الشباب في الإسكندرية كونها تجربة جديدة منبثقة من الواقع المحلي.
في ألبوم "البيضة والحجر"، استلهم الثنائي أسماء التراكات والمزاج الموسيقي من حارات الإسكندرية الشعبيّة، متجاهلا الخطاب الكوزموبوليتاني الشائع عنها، مانحَا الأولوية إلى ما هو شعبي وخرافي. كل تراك يحمل اسماً أو تعبيراً من الموروث الثقافي المحلي، مثل "حية من تحت تبن"، و"تحت السواهي دواهي"، و"البيضة والحجر" المأخوذ من عنوان الفيلم الشهير لأحمد زكي ومعالي زايد، تعبيراً عن يأس مجتمع راسخ في جهله، يعيش خرافاته من دون أن ينتفض عليها أو يتبنّى أيّ منطق عقلاني.
في تراك "الغراب الراقص"، يرقص الغراب (نذير الشؤم) كأنّه يردّ على الاتهامات التي تُكال له من كل صوب. الموسيقى تلتف حوله كما فعل الناس، ويبدأ إيقاع راقص بعد موجة من التشويش السيكادليك، ما يجعل الجمهور يصفق ويشعر بانفراج، كأنّ الحال يتبدل. أما في "حية من تحت تبن"، فيُعاد خلق طقس يشبه الزار، بطبولٍ ودفوف، ولكن بصيغة سيكادليك إلكترونية تبعث على الريبة، كأنّها تُعيد تمثيل الخرافة بصيغة عصرية هشة، تثير التساؤل حول أصلها ومعناها.
في الملصق الترويجي للألبوم، يظهر عمرو زيدان مستلقياً على أريكة، مرتدياً نظّارة رؤية مزيفة، في وضعية استعداد لـ"الفرجة" على المجتمع. أمّا باسم ضياء، فيقف متكئاً على أحد مساند الأريكة، ناظراً إلى المارة، ممثلاً لوقفة "الإمّة" السكندرية، ينظر ويعلّق، وربما يشتم. الأوّل يراقب، والثاني جاهز للرد. كلاهما يقدّم نقداً ساخراً لمجتمع أحيا الخرافة والشعوذة، وزوّدها بمصطلحات أجنبية، ومدّ لها جسوراً مع هواة نظريات المؤامرة حول العالم.
حتى اسم الفريق نفسه، "عين العقل"، لا يخلو من التهكم؛ إذ إنّ أفعال زيدان وضياء الموسيقية العابثة والصاخبة، تصبح "عين العقل" في نظر مجتمع تغمره الهلوسات والضلالات التي أفرزها اللاوعي الجمعي.
في شهر رمضان الماضي، قدّم الفريق عرضاً تجريبياً في مركز الجزويت الثقافي في الإسكندرية، تماشياً مع روح الشهر، ومستلهماً من أشعار جلال الدين الرومي. الحفلة اتّسمت بطابع سيكادليك بصري منوّم، من دون رقص كما هو معتاد، إذ جلس الجمهور على المسرح في حلقات قرفصاء، وسط مؤثرات بصرية تتخللها ارتجالات الفريق، الجالس على ثلاثة كراسٍ حول طاولة كبيرة. الموسيقى هنا تتبنّى قالباً صوفياً كونياً يحتضن جميع الديانات والمذاهب، لكنها تُطعَّم بالسيكادليك – وهو نقيض المألوف – لتوقظ المستمع من حالة الوجد، وتعيده إلى اللحظة. لم تعد موسيقى "عين العقل" في هذا العرض مجرد تكنو راقص، بل باتت تجربة تأملية، قادرة على الانتقال بين النقيضين، الوجد والسكينة، باستخدام آلات شرقية مثل القانون والناي، مع مؤثرات تنويمية تعبّر عن علاقة الإسكندرية الروحية بالبحر والصوفية.
في ألبومه "التشويش طفح"، الذي سبق تأسيس الفريق، يعبّر عمرو زيدان عن قلق اجتماعي، واستبعاد مؤلم من مجتمع غير صحي. بكلمات مثل "قالوا عني مريض، اكمني بعيد، اكمني، زهدت الحاجة..."، يظهر احتراقه من سعي فارغ خلف النجاح. أما في "البيضة والحجر"، فيواجه هذا الواقع بسخرية: "هات ما عندك"، كما فعل قبله موريس لوقا في "بنحيّي البغبغان"، الذي استلهم من المهرجانات. استمد زيدان سيكادليكته من صخب الأفراح الشعبية، من الكلاكسات وزعيق الشارع.
تلك الموسيقى التي تعتمد على تكرار اللحن لضمان رقص الجمهور مهما اختلفت أذواقه، تنبع من لحظة توليد آني، إذ يعزف الأورغ على مزاج معازيم ربما يكونون تحت تأثير المخدرات أو الكحول.
## هل يسلّم فضل شاكر نفسه؟
25 July 2025 07:00 AM UTC+00
لم تكن هذه المرة الأولى التي تثير فيها قضايا المغني اللبناني فضل شاكر سجالات جماهيرية ونقدية؛ فمنذ قراره اعتزال الغناء عام 2010 من بيروت، معلناً "توبةً نصوحاً"، والتحاقه بجماعة دينية بقيادة الشيخ أحمد الأسير، تحول من نجم غنائي محبوب إلى شخصية مثيرة للانقسام في الأوساط اللبنانية والعربية.
توالت الأحكام الغيابية الصادرة بحقه، واتُّهم بمناصرة جماعات متطرفة، إلى جانب تغيّبه عن المثول أمام القضاء، ما أدى إلى غياب صوته عن الساحة الفنية لسنوات. وعلى الرغم من عودته عن الاعتزال عام 2016، واقتصار نشاطه الفني على إصدار أغانٍ عبر منصة يوتيوب، بقي ملفه القضائي حائلاً أمام عودته العلنية. في تلك الفترة، واصل فضل شاكر توظيف صوته في أعمال نالت نجاحاً جماهيرياً كبيراً.
أغنيته "إلا معك"، من كلمات وألحان اليمنية جمانة جمال، حصدت نحو 100 مليون مشاهدة على "يوتيوب"، مشكّلة ما يشبه العودة القوية لصاحب "يا غايب". لكن هذا النجاح أعاد النقاش مجدّداً حول قضاياه العالقة، في ظل انقسام حاد بين من يرى فيه مذنباً ومشاركاً في أحداث معركة عبرا التي راح ضحيتها عدد من عناصر الجيش اللبناني، ومن ينفي تماماً أي دور له في تلك المواجهات.
حتى اليوم، لا يُبدي فضل شاكر نية واضحة لتسليم نفسه، رغم أن بعض المقربين منه يؤكدون وجود ضمانات مطروحة قد تشجعه على الإقدام على هذه الخطوة، إذا ما توافرت الظروف المناسبة. في هذا السياق، تشير مصادر مطلعة إلى أن هناك توجّهاً داخل الحكومة اللبنانية وقيادة الجيش نحو إنهاء هذا الملف الحساس، إما بمحاكمة عادلة، وإما بقرار عفو واضح يعيد شاكر إلى الحياة العامة من دون أن يكون مطلوباً للعدالة.
القرار الظني الصادر في يوليو/تموز من عام 2018، الذي قضى بمنع المحاكمة عنه في بعض التهم، قد يشكّل الأساس القانوني لفتح صفحة جديدة، في ظل حديث عن مفاوضات عربية غير معلنة تسعى لحل الملف نهائياً. من جهته، يرفض فضل شاكر أي عروض إعلامية، ويدير ملفه القانوني بهدوء، من خلال فريق من المحامين يسعون لانتزاع البراءة الكاملة.
في 18 إبريل/نيسان الماضي، نشر شاكر عبر حساباته على مواقع التواصل بياناً جاء فيه: "بعد تداول أخبار عن صدور حكم ببراءتي عن المحكمة العسكرية في لبنان، وكما جرى التصحيح، فإن الحكم المتعلق بأحداث عبرا يعود بالتاريخ إلى عام 2018 حيث قضت المحكمة بهيئتها بالإجماع بمنع المحاكمة عني (البراءة) غيابياً لجهة الاقتتال مع الجيش اللبناني وعدم المشاركة بالمعركة أساساً. أما بالنسبة إلى باقي القضايا العالقة أيضاً أمام القضاء العسكري، ومنها التدخل بالإرهاب (تبييض أموال) وتعكير صلة لبنان بإحدى الدول... فقد صدرت فيها أحكام غيابية مجحفة بحقي من دون أن يستمع إلى أقوالي ومن دون أن أمارس حقي بالدفاع عن نفسي أمام القضاء حتى تاريخه...".
تفيد مصادر خاصة بأن صاحب "حبك خيال" ينوي الاستناد إلى شهادات عسكريين لعبوا أدواراً مهمة في قضية "عبرا"، التي قد تعيد توجيه دفة التحقيقات لمصلحته، خصوصاً مع تأكيدات عن وجود خلاف سابق بينه وبين الشيخ الأسير، قبل اندلاع المواجهات بأسبوع.
## "ضائع في ضوء النجوم": تحريكٌ من عمل آلة
25 July 2025 07:03 AM UTC+00
 
جان وجاي هما روميو وجولييت بالصيغة الافتراضية الكورية للقرن 21. تريد الفتاة قطع أنفاس عاشقها، قبل أنْ تلتفت إليه، وتستجيب له. هذا في فيلم التحريك "ضائع في ضوء النجوم" (2025) لجي ـ وون هان. تريد أنْ تكون المطاردة الطويلة دليلاً على الحب، والأغنية التي تعجبهما معاً نقطة جذب تُوحّدهما، وتفسّر لهما مشاعرهما. واضحٌ أنّ توابل الحب هي نفسها في زمن المحراث الخشبي وزمن الرقمنة. كلّ عاشق يعيش القصة المُدهشة كأنّها تقع لأول مرة.
العاشق الحقيقي هو الذي يقف ويعلن حبه جهراً، ويكون جاهزاً ليتبع حبيبته إلى كوكب آخر. تطوّر الشابة مختبراً صغيراً يحاكي طقس المريخ، تمهيداً للانتقال من الكوكب الأزرق إلى الكوكب الأحمر. الحب حافز قوي للعمل. تستثمر الشابة معرفتها العلمية في مختبر يعيد إنتاج طقس المريخ. عاشقة تزرع الورد في المريخ. الورد أجمل من البطاطس التي زرعها ريدلي سكوت في "المريخي" (2015). لا شيء مستحيلاً. خلق السيناريو صلة وحالة وجدانية بين الحنين للأم وشكل مستقبل البطلة.
في هذا السياق، كيف يتفاعل القلب مع الرومانسية الرقمية، التي يكون فيها الحبيبان على اتصال بالصوت والصورة سبعة أيام في الأسبوع، 24 ساعة على 24؟
صار التواصل بين الأرض والمريخ مُتاحاً. يعرف العاشق بشوق للحبيب في مكان أعلى من الغيوم، فيطمئن. تحلم الشابة بغزو الفضاء، وهو يحلم بعزف القيثارة، ويعرقل الأشرار تحقيق أحلام الآخرين، لكنّهم يفشلون لصالح النهايات السعيدة. حين يلتقي الرجل امرأة نادرة، يتنازل طوعاً. تنجح القصص التي يتنازل فيها الرجال أولاً. يحصل الرجل مقابل ذلك على حب خاص. يثق، لأنّ الحبيب الحقيقي يرجع إلى محبوبه حتى لو ذهب إلى المريخ. رجل يحب امرأة في كوكب آخر. لا مفعول للمسافة على القلب، بل ربما تزيد المسافة الفضائية مفعول الحب، بدلاً من أنْ تنقصه.
هذا دور السينما. كيف يسدّ الفن ثغرات الكينونة الحديثة؟ بعرض شخصيات حالمة، يتماهى معها المشاهد بسهولة. تجنّب السيناريست شخصيات مغلقة، يبقى المشاهد غريباً عنها. تبث "نتفليكس" هذه النمطية وتلك الروح العاشقة المتفائلة الضرورية، لاستقطاب مشاهدين غارقين في طقس حار وحروب مزمنة وأزمات اقتصادية، وأخبار دونالد ترامب. يخاف الناس السياسة، ويفرحون بالفن والحب.
 
 
عادة، يصنع العشاق لحظات جميلة حين يكونان معاً. وحين يتباعدان وتحلّ الأوقات الصعبة، يستنجدان بتلك الذكريات لتحمّل البُعد، بانتظار أنْ تلتقي الأرواح والأجساد مجدّداً. تخفّف الذكريات وجع الانتظار، وعودة الحبيب من المريخ. مع هذا الانفصال والمسافة عن اللحظة، كيف سيغيّرنا الحب؟
في عالم الرومانسية الرقمية، يُغيّر الحب المحِبّ 90 %. هذه معجزة درامية، تضمن تأثير الأفلام الرومانسية. أيّ جرعة أمل في هذا الفيلم للّذين شرعوا في التشكيك بوجود الحب على الكوكب الأزرق.
ما شكل المستقبل العاطفي في ظلّ التطور التكنولوجي المتسارع؟
بعد نجاح ريدلي سكوت في زرع البطاطس في المريخ، وبعد وعد إيلون ماسك بإرسال مركباته بزوّار إلى الكوكب نفسه، يقترح الفيلم الكوري حلاً مستقبلياً لمشكلات الحب والأكسجين والماء هناك. جاء الجواب في فيلم مريخي بالرسوم المتحركة. يعيد الذكاء الاصطناعي عرض طقس المريخ بصرياً. هذا فيلم رسوم متحركة بالضوء والظل، بأقلّ دقة على مستوى الشكل والصياغة. يبدو أنّها رسوم باهتة، منفّذة آلياً. النتيجة؟ أقلّ جودة من الرسوم المعدّة باليد.
ظهر الأنيم في مجتمعات ذات ثقافة بصرية عريقة، تُحلّل التصوير الذي خدم السينما. يشترط السرد بالرسم الاختزال للاحتفاظ بالجوهري. سرد بما قَلّ ودَلّ وتنغّم. حالياً، صار الرسم والسينما والسرد بالضوء والظلّ آلياً. هذا فيلم مكتوب ومنجز بالذكاء الاصطناعي، تتلاشى فيه حدود المكان والزمان. صارت المشاهدة تتطلّب براديغما جديداً.
السينما فن يحاول تجسيد موضوع مرئي وحسي. كلّ هذا يتبدّل ليصير رقمياً افتراضياً. هذا رصد لوضع الفن والمشاعر في زمن هيمنة الآلة:
1-) على صعيد المشاعر، يتولّد الشوق من المسافة الفاصلة بين العشاق. لكنْ، حين يكونان على تواصل بالصوت والصورة، وإنْ كان أحدهما على الأرض والآخر في المريخ، يمكن للحبيب لمس شفتي حبيبه في الشاشة. أيّ وهمٍ يبرّد الشوق؟ فيلم رومانسي تلاشى فيه الفارق بين الواقعين المادي والافتراضي.
2-) فنياً، هذا فيلم رسوم متحركة. تفتقر الرسوم إلى التفاصيل، وهذه أحادية اللون، لا تبلغ الدقّة التي اشتهرت بها أفلام الأنيم اليابانية، وأفلام والت ديزني الأميركية. يبدو أنّ الفيلم لم ينشأ من رسم يدوي، بمعدل 24 رسماً لكل ثانية. يبدو أنّ الرسوم من عمل الآلة. هذا مُفيد، لأنّه يخفّض كلفة الصناعة، كما يقلّص زمن إنجازه، لأنّ الذكاء الاصطناعي يرسم الرسم ويُحرّكه، ويجعله تفاعلياً وحياً ومتحرّكاً. يجب الاشتغال على الأسلوب أولاً لصنع الجميل.
الذكاء الاصطناعي آلة كبقية الآلات، لكنْ له تبعات في عالم الفن. لا يصنع جديداً، بل يُدوِّر مادة فنية سابقة. من هنا، ولدت إشكالية ستحكم مصير الفن في المستقبل: هل يصنّف المشاهدون ما يتلقّونه فنّاً، حين يعرفون أنّه نتيجة للذكاء الاصطناعي؟ هل هذا الفيلم فنّ أصيل، أم مزيّف؟
في انتظار أجوبة، يؤدّي الذكاء الاصطناعي والفن الرقمي إلى تضخيم الافتراضي، وطمس الواقع الحقيقي وتغييبه.
## تامر حسني... "لينا معاد" وغناء على جميع الجبهات
25 July 2025 07:08 AM UTC+00
يعكس ألبوم تامر حسني الجديد "لينا معاد" مدى حضوره القوي وجماهيريته الواسعة، إذ حقق أرقام مشاهدات مرتفعة خلال أسبوع واحد فقط من صدوره. ويبدو أن المغني المصري حرص، كعادته، على تنويع مضامين أغانيه، والتجريب في الأشكال الغنائية، غير أن شيئاً من الطابع الاحتفالي طغى على الألبوم، في مقابل افتقار بعض الأفكار إلى النضج، بما لا يتوافق تماماً مع ما توحي به النوايا الإبداعية.
يضم الألبوم مزيجاً من الأنماط الموسيقية التي أصبحت سمة غالبة على البوب المصري المعاصر، إلا أن ما يميزه بوضوح هما سمتان بارزتان: الأولى، الحضور اللافت للدويتو الغنائي، فبلغ مستوى غير مسبوق في ألبومات حسني السابقة، والثانية، محاولته اللحاق بركب التيارات الموسيقية الجديدة، خصوصاً ما يعرف بالموسيقى البديلة، التي بدأت تتفوق شعبياً على البوب التقليدي، بفعل صعود أنماط مثل الراب والمهرجانات.
في هذا السياق، تظهر أغنية "هو ده بقى" مثالاً بارزاً على ذلك الانفتاح، إذ شاركه الأداء فيها كريم أسامة، وهو كاتب وملحن الأغنية، والموزع الموسيقي الوايلي. تقترح "هو ده بقى" مزيجاً هجيناً من الراب والشعبي، مضافاً إليه عناصر من البوب والموسيقى البديلة. هذه التجربة لا تعكس مجرد محاكاة شكلية للموجات الصاعدة، بل تشير إلى انخراط فعلي في مفرداتها، وإن ظل محدوداً وموزعاً بين الأغاني.
تظهر ملامح هذا التوجه أيضاً، ولو أقل، في أغنية "هيموت ويرجع"، التي تتسم ببنية لحنية مزدوجة: الكوبليه يميل إلى نمط الموسيقى البديلة، بينما المذهب يحتفظ بروح الأغنية المصرية الكلاسيكية، بطابع شرقي درامي. هذا التداخل ينعكس في البنية الشعورية للنص، الذي كتبه ثنائي يتماشى أسلوبهما مع هذا التغيير اللحني. وتجدر الإشارة إلى أن تامر سبق له أن استخدم هذا التوجه في أغنية "ولا يهمك" ضمن ألبومه السابق "هرمون السعادة"، ولكن هناك كان الطابع الفولكلوري أوضح، وارتبط بأسلوب إلقاء أقرب إلى الحس الشعبي البديل.
وعلى صعيد آخر، اتسمت تجربة حسني في هذا الألبوم بتكثيف التعاونات الغنائية، فغنى مع عدد من الفنانين، سواء في أغان جديدة أو في أغان سبق إصدارها وأعيد ضمها للألبوم. من أبرز هذه المشاركات أغنية "ملكة جمال الكون" مع المغني السوري الصاعد الشامي، والتي ما زالت تحقق نسب مشاهدة مرتفعة، متجاوزة 90 مليون مشاهدة خلال أقل من شهرين. أما على صعيد الإصدارات الجديدة، فتبرز أغنية "ذوقك العالي" واحدة من أكثر أغاني الألبوم استماعاً، وهي تحمل أهمية خاصة، ليس فقط لأنها دويتو مع محمد منير، بل لأنها من ألحان الراحل محمد رحيم.
تمتاز "ذوقك العالي" بخفة دم وروح مرحة، مستمدة ذلك من الجمل اللحنية الراقصة التي اعتاد رحيم تقديمها، إذ تميزت بملامحها الشعبية والتلقائية. يبدأ الكوبليه بطابع نوبي يضيف للأغنية بعداً ثقافياً عريقاً، قبل أن تنتقل إلى مذهب لحني عذب يتسق مع مفردات مثل "الورد"، و"الربيع" و"الجمال". وبينما يتخذ الكوبليه طابع السؤال والجواب، تأتي خاتمة المذهب بجملة فكاهية: "هتتباس يعني هتتباس"، ما يعزز من البعد المرح للأغنية.
تكشف اختيارات حسني في هذا الألبوم عن مسارين متناقضين: الأول، تأكيد ارتباطه بجيل الغناء المخضرم عبر مشاركته مع منير؛ والثاني، الانفتاح على جمهور جديد من خلال التعاون مع أسماء مثل الشامي، الذي يمتلك حضوراً قوياً على منصات التواصل الاجتماعي، رغم التحفظ على طبيعة صوته الغنائي. هذا التوجه المتعدد الأهداف يعكس رغبة تامر في توسيع قاعدته الجماهيرية وتعزيز نجاحاته، وإن لم يخلُ الأمر من بعض الانتقادات، كان أبرزها من بعض متعصبي جمهور عمرو دياب، الذين اتهموه بتضخيم مشاهداته عبر الترويج في بلدان ذات كثافة سكانية مرتفعة، مثل بنغلادش، بعد ملاحظة ارتفاع عدد المشاهدات من هناك في أول يومين من صدور الألبوم.
وفي استعادة واضحة لأجواء ألبومه الناجح "عيش بشوقك" (2018)، الذي حقق صدى واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، عاد تامر للتعاون مع الملحن بلال سرور في أغنية "الاحتياج وحش". لكن محاولته لتقديم وصايا شبابية مرحة من خلال هذه الأغنية لم تحقق التأثير المطلوب، إذ افتقر اللحن إلى المرح المنشود، رغم محاولة تامر الإخراجية لتعويض هذا النقص في الكليب. بدا أن اللحن أعاد تدوير أفكار قديمة بأسلوب مختلف، مع خلفية غيتار مألوفة من أجواء أغاني الأفلام ذات المضامين الكوميدية العاطفية.
ومع ذلك، يحضر الحس المرح بفعالية أكبر في أغنية "خلينا نشوفكم تاني" من تلحين محمود أنور، التي تعبر عن أجواء الصحبة واللمة المصرية، وتغذيها إيقاعات المقسوم التي تضفي عليها بهجة واضحة.
أما الجانب الدرامي، فيظهر بأشكال متعددة. فعلى سبيل المثال، تمثل أغنية "مستني إيه" لحظة انفعالية درامية تستعيد أسلوب جمال سلامة، ولكن بروح معاصرة، كما تتقاطع مع مراحل مختلفة من مسيرة تامر، وتُستكمل في أغان مثل "يلا يا كداب" و"واحشني يا بن اللذين".
ومن جانب آخر، نلمس الطابع الإسباني في أغنية "الأنوثه الطاغيه"، غير أن كلماتها تنزلق إلى الابتذال في تصوير جمال المحبوبة، وهو نمط يتكرر في البوب المصري، ويمثل إحدى نقاط الضعف في هذا الألبوم.
رغم تنوع الأنماط المستخدمة، مثل الموسيقى الإلكترونية في "لينا معاد"، و"هو ده بقى"، و"لو حبك غلطة"، إلى جانب البوب الغربي والمقسوم والرومانسي والشعبي، إلا أن بعض الألحان افتقرت إلى هوية واضحة. في هذا السياق، تأتي أغنية "يا حب" من ألحان محمد يحيى، لتمثّل محاولة لإضفاء طابع كلاسيكي حديث، يجمع بين استخدام الكيبورد المبرمج والإيقاعات الراقصة، في استحضار لروح البوب المصري في أوائل الثمانينيات، قبل انفجار ظاهرة المقسوم.
في المحصلة، يبدو أن "لينا معاد" ألبوم يطمح إلى الكثير، ويطرح جرأة واضحة في التجريب، لكن يعوزه النضج في التنفيذ. فالتعدد الأسلوبي لم يقابله تنوع لحني كافٍ، ما جعله أقرب إلى خليط غير متجانس، بدلاً من أن يكون عملاً متماسكاً. ومع ذلك، فإن جرأة تامر حسني في طرق أبواب جديدة تستحق الإشادة، خاصة إذا ما قُرنت لاحقاً بعمق تنفيذي، يعزز من بصمته في مسار البوب العربي المعاصر.
## مسؤول في المركزي الأوروبي: لا حاجة لخفض إضافي في أسعار الفائدة
25 July 2025 07:32 AM UTC+00
قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، مارتينش كازاكس، إنه لا يوجد مبرر قوي لمزيد من خفض أسعار الفائدة، ما لم يتعرض الاقتصاد لضربة كبيرة. وأوضح محافظ البنك المركزي اللاتفي أنه مع بلوغ معدل التضخم 2% وأداء اقتصاد منطقة اليورو بما يتماشى مع توقعات البنك الأخيرة، فإن الحجج الداعية لخفض الفائدة في سبتمبر/أيلول، كما توقع معظم الاقتصاديين قبل اجتماع هذا الأسبوع — لم تعد واضحة، وفقاً لـ"بلومبيرغ".
وأضاف في مقابلة أُجريت في فرانكفورت لوكالة "بلومبيرغ" أن هناك أهمية في الحفاظ على أسعار الفائدة عند المستويات الحالية، ومرحلة اتخاذ قرارات تلقائية برفع الفائدة أو خفضها قد انتهت. وفي الوقت الراهن، فإن اتباع سياسة ثابتة ومتروية هو الخيار الأنسب.
تأتي تصريحاته بعد يوم من قرار البنك المركزي الأوروبي الإبقاء على تكاليف الاقتراض دون تغيير، لأول مرة بعد عام كامل من خفض الفائدة، دون تقديم توجيهات واضحة بشأن الخطوات المستقبلية، في ظل ترقبه لمآلات مفاوضات التجارة مع الولايات المتحدة. ويبدو أن التوجه السائد داخل مجلس الإدارة يميل إلى الإبقاء على الفائدة دون تغيير في الاجتماع المقبل، في حين يواجه المؤيدون لخفض جديد للفائدة صعوبات في تمرير هذا الخيار، بحسب مصادر مطلعة على المناقشات.
وقد خفّض المتداولون رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة في سبتمبر وما بعده، بعدما فسّروا تصريحات رئيسة البنك، كريستين لاغارد، التي قالت إن البنك في وضع جيد حالياً لتحقيق هدف التضخم البالغ 2%، على أنها إشارة إلى أن معايير اتخاذ خطوات إضافية أصبحت أكثر صرامة.
وقال كازاكس إن لا داعي للتسرع، فلا توجد حاجة ملحّة لتحريك أسعار الفائدة. وبالنظر إلى سلسلة التخفيضات الكبيرة والمستمرة التي قمنا بها خلال العام الماضي، لا يزال هناك الكثير من آثار التيسير النقدي لم تظهر بعد في الاقتصاد. ويُعد كازاكس أول عضو في مجلس السياسة النقدية، إلى جانب لاغارد، يدلي برأيه بعد القرار الأخير. وتتوافق تصريحاته مع ما قالته عضو المجلس التنفيذي، إيزابيل شنابل، قبيل اجتماع الخميس، حين أشارت إلى صمود اقتصاد أوروبا حتى الآن، مما يرفع سقف مبررات أي خفض إضافي.
في المقابل، أبدى بعض صانعي السياسات، مثل محافظ البنك المركزي الفرنسي فرانسوا فيليروي دي جالو، انفتاحاً على مزيد من التيسير النقدي، في ظل المخاوف من تباطؤ اقتصادي أعمق واستمرار التضخم دون مستوى 2%. يُذكر أن سعر الفائدة على الودائع حالياً يبلغ 2%، وهو مستوى يُعتبر لا يُقيد النشاط الاقتصادي ولا يحفزه، بحسب " بلومبيرغ".
وأشار كازاكس إلى أن العوامل الرئيسية التي سيركز عليها في الأسابيع المقبلة تشمل مفاوضات التجارة، وتضخم قطاع الخدمات، وانتعاش قطاع التصنيع، وسعر صرف اليورو. وقال إن تحرك اليورو بشكل سريع وكبير، لكن مستواه لا يزال ضمن المتوسطات التاريخية — ولا ننسى أنه شهد ضعفاً في نهاية العام الماضي.
ومع ذلك، سنراقب هذه التحركات عن كثب. ورغم استقراره مؤخراً، فإن ارتفاع اليورو بنسبة 13% هذا العام مقابل الدولار أثار قلق البعض، نظراً لأنه يجعل الصادرات الأوروبية أكثر كلفة، ويُخفض من تكلفة الواردات. وكان نائب رئيس البنك، لويس دي غيندوس، قد صرّح لتلفزيون "بلومبيرغ" هذا الشهر، بأن أي ارتفاع لليورو فوق مستوى 1.20 دولار قد يجعل الأمور "أكثر تعقيداً". وفي وقت سابق، أشار كازاكس إلى أن أي ارتفاع إضافي كبير قد "يميل بكفة القرار" نحو خفض جديد في الفائدة. 
وبعد اجتماع هذا الأسبوع، الذي تزامن مع تقارير تفيد بأن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يقتربان من التوصل إلى اتفاق تجاري، دعا محافظ البنك المركزي اللاتفي صناع القرار إلى التروي قبل الحكم على شروط الاتفاق المحتملة. وقال نظراً لأن مواقف السياسيين قد تتغير بسرعة، فمن الأفضل الانتظار واتخاذ القرارات بناءً على معطيات مؤكدة، وليس على أساس تكهنات، مضيفاً أن هناك إمكانات نمو غير مستغلة في الاقتصاد. وأشار إلى أنه إذا تم حل النزاع التجاري بسرعة، وتم تقليص حالة عدم اليقين المفرطة، فقد يُسهم تحسن الثقة في دعم كل من الاستثمار والاستهلاك، مما يخفف من التأثير السلبي الواضح للتعريفات الجمركي.
## مدربو نجوم التنس يدفعون فاتورة الفشل برحيل سريع
25 July 2025 07:45 AM UTC+00
لجأ نجوم التنس العالميون، في الأشهر الأخيرة، إلى تغيير المدربين بشكل متواصل، واختلفت الأسباب من لاعب إلى آخر، ولكن البحث عن تحسين النتائج وتطوير القدرات كان هاجس معظم النجوم الذين قرروا التخلي عن مدربيهم.
وكان الصربي نوفاك ديوكوفيتش (38 عاماً)، قد صنع الحدث بتعاقده مع النجم البريطاني المعتزل حديثاً أندي موراي (38 عاماً)، ليكون مدربه، طمعاً في تمديد مسيرته الاحترافية عبر حصد المزيد من الألقاب، ولكن بعد أشهر قليلة توقف التعاون بين النجمين، إذ اختار ديوكوفيتش تغيير الجهاز الفني. ولم يحمل التغيير تطوراً إيجابياً في مسيرة صاحب 24 لقباً في منافسات "غراند سلام"، الذي عجز عن الصمود أمام الجيل الجديد، وخاصة المصنف الأول عالمياً الإيطالي يانيك سينر (23 عاماً)، بما أنه هزم في آخر بطولتين مهمتين، وذلك في رولان غاروس (0-3) ثم ويمبلدون (0ـ3).
أما سينر، فقد فاجأ عالم التنس بتغيير اثنين من الجهاز الفني الذي يعده للبطولات، وخاصة المعد البدني الذي تخلى عنه الإيطالي قبل أيام قليلة من المشاركة في بطولة ويمبلدون، والطريف أن التغيير لم يؤثر في أداء النجم الإيطالي، بعدما نجح في حصد اللقب أمام الإسباني كارلوس ألكاراز (22 عاما)، في استعراض كبير أثبت من خلاله إصراره على حصد أهم الألقاب. وبعد أيام قليلة من التتويج، قرّر سينر تكرار التجربة مع المعد البدني السابق أومبرتو فيرارا، الذي عمل معه سنوات، ولكنه أبعده عن جهازه التدريبي بعد تهم تناول منشطات التي هددت مسيرة اللاعب الإيطالي وأثارت جدلاً واسعاً في عالم التنس، لاعتراض بعض اللاعبين على العقوبة المسلطة على الإيطالي وطريقة التعامل مع الملف، وهذه الخطوة لا تبدو مفهومة خاصة أن أداء سينر كان مميزاً ولا يعاني من نقص في الجهوزية البدنية.
واختار النجم اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس (26 عاماً)، الانفصال عن مدربه الكرواتي جوران إيفانيسيفيتش، الذي يعد من أشهر لاعبي التنس في السنوات الماضية، وذلك بعد أقل من شهرين على انطلاق رحلة التعاون بينهما، وشهدت هذه الفترة الكثير من الخيبات التي تعرض لها اللاعب اليوناني، كما تعرض للإصابة، ما عجّل بإنهاء العلاقة التعاقدية مع مدربه، وانطلق في البحث عن آخر جديد يُساعده خلال البطولات المقبلة.
## فينوس ويليامز تُودع أول بطولة بعد العودة سريعاً: نفدت قواي
25 July 2025 07:45 AM UTC+00
ودعت النجمة الأميركية، فينوس ويليامز (45 سنة)، منافسات بطولة واشنطن المفتوحة للتنس سريعاً من الدور الثاني، إثر الخسارة أمام منافستها البولندية، ماغدالينا فريتش، لتفقد فرصة الوصول إلى أدوار متقدمة في أول بطولة تنافسية بعد العودة من غياب دام قرابة 16 شهراً بسبب الإصابات والراحة. 
وخسرت فينوس ويليامز أمام ماغدالينا فريتش بمجموعتين نظيفتين (6-2) و(6-2)، فجر الجمعة، في مواجهة استغرقت ساعة و13 دقيقة، وكانت هذه هي المباراة الرابعة للاعبة الأميركية في البطولة، إذ شاركت في منافسات فئتي الفردي والزوجي، وكانت ودعت منافسات فئة الزوجي إلى جانب زميلتها، هايلي بابتيست، الأربعاء الماضي، إثر الخسارة في الدور ربع النهائي أمام الأميركية، تايلور تاونسند، والصينية، شواي تشانغ. 
ونظراً لبدايتها الجيدة في البطولة بعد 16 شهراً من الغياب، تلقّت ويليامز دعوة للمشاركة في منافسات بطولة سينسيناتي للماسترز المقرر انطلاقها في الخامس من شهر أغسطس/آب المقبل، كما أعلنت بطولة أميركا المفتوحة للتنس اشتراك ويليامز إلى جانب مواطنها ريلي أوبيلكا لخوض منافسات الزوجي المختلط في البطولة الكبيرة، لتؤكد عودتها بقوة إلى الملاعب من أجل الظهور أكثر بعد أشهر طويلة من الغياب. 
وتحدثت ويليامز أمام الجمهور ووسائل الإعلام بعد نهاية المباراة وخروجها من بطولة واشنطن المفتوحة للتنس وقالت: "أشعر وكأن قواي نفدت اليوم. للأسف، حاولت الحصول على الطاقة ولكنني لم أجدها. خوض أربع مباريات في أول أسبوع كثير للغاية. أحب لعب منافسات الزوجي. أحد الأسباب التي تجعل اللاعبين يرفضون خوض منافسات الزوجي هو توفير الطاقة، بالإضافة إلى الطقس الحار. بدون مباراة الزوجي تلك، لا أعرف ما إذا كنت سأتمكن من تقديم أداء جيد في الفردي، لذلك أعتقد أن كل شيء حقق غرضه هذا الأسبوع".
## انسحاب واشنطن من المفاوضات وخطر إطلاق يد نتنياهو لتفريغ غزة
25 July 2025 07:52 AM UTC+00
جاء إعلان المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، أمس الخميس، عن انسحاب الفريق الأميركي من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مخالفاً للتوقعات، وكان له وقع المفاجأة بتوقيته وبلغة الوعيد المبطّن التي انطوى عليها. ثم جاءت الشروحات الخالية من أي حيثية، التي قدمتها وزارة الخارجية للخطوة، لتزيد الريبة وعلامات الاستفهام حول الأسباب والبدائل المحتملة. وقد يكون هذا الانسحاب هو محاولة ضغط وتهويل على حركة حماس لانتزاع المزيد من التنازلات، لكن الصيغة المفخخة لبيان ويتكوف بدت وكأنها تؤشر إلى خيارات أبعد من الضغط، لا يُستبعد أن تكون من بينها العودة إلى ما سبق وطرحه الرئيس دونالد ترامب عن تحويل القطاع إلى "ريفييرا" بعد نقل سكانه إلى مكان آخر "يوفر لهم العيش الكريم".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد رحّب بفكرة ترامب وتردد بين الفينة والأخرى أن البحث جارٍ عن بلدان "مضيفة" (طُرحت أسماء مثل: ليبيا والصومال وإندونيسيا)، إلا أن سيرة مشروع ترامب غابت عن الشاشة. لكن ما يجعل نيّة تفريغ القطاع غير مستبعدة هذه المرة، أن ثنائي التجويع وحصد الجوعى يومياً بالعشرات أو المئات يجري اعتماده بصورة ممنهجة؛ رغم كل الاعتراضات على نظام توزيع المساعدات والذي لا ترى فيه بعض الجهات الدولية المعنية، وحتى بعض الأوساط الأميركية، سوى فخ مصمم للتجويع والموت المنظم.
وكان لافتاً في تصريحات ويتكوف إشارته إلى "خيارات بديلة لإعادة الرهائن وإعداد بيئة أكثر استقراراً لسكان غزة"، وهو كلام جديد غير مسبوق في سياق الحديث عن المفاوضات، فعن أي بدائل وأي بيئة مستقرة يتحدث؟. "لا يسعني استباق الأمور" يقول تومي بيغوت، نائب الناطقة باسم وزارة الخارجية، الذي بقي دفاعه في إطار العموميات المتضاربة مع الوقائع، ومن دون تقديم أي مسوّغ للانسحاب من المفاوضات سوى القول إن "الإدارة شعرت بأن حماس لا تتعاطى مع العملية بحسن نية .. ولم تظهر الرغبة الجدية في التوصل الى اتفاق". ومعتذراً عن المزيد من الإفصاح نظراً "لحساسية المحادثات الدبلوماسية "، استنجد بالزعم أن حماس لها سوابق بخرق اتفاقيات وقف إطلاق النار، علماً أنه ليس سراً في واشنطن أن نتنياهو هو الذي كسر اتفاق وقف إطلاق النار في مارس/آذار الماضي.
مغادرة الإدارة الأميركية مفاوضات غزة تأتي في وقت صارت فيه مشاريعها لوقف النار، فضلاً عن وقف الحروب، في مأزق، حيث إن كل الصراعات التي راهن البيت الأبيض على حلها ما زالت تراوح مكانها في أحسن الأحوال، ففي أوكرانيا الاحتمالات مسدودة حتى الآن، وفي إيران الهدنة مهددة، أما لبنان فالتهدئة ما زالت معلّقة بخيط. ويعود ذلك إلى خلل متعدد الجوانب في السياسة الخارجية، ومنذ البداية جرى تحذير الإدارة من عواقب مقاربتها "الشخصية" للنزاعات الخارجية. كما جرى التشديد على وجوب توظيف "أوراق للتأثير" أثناء الانخراط في أي مشروع أو تفاوض لوقف النار، فتحييد هذا العامل الوازن ينتهي إلى الخيبة.
وبعد ستة أشهر اضطر ترامب للعودة إلى هذه القاعدة في تعامله مع موضوع وقف النار في أوكرانيا، من خلال دخوله ولو مواربة وجزئياً في الحرب بهدف حمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التفاوض، لكنه نأى عن توظيف أوراق ضغط مع إسرائيل، ويكتفي بالإعراب عن "انزعاجه" أو "ضيقه" من نتنياهو أحياناً. لكن في النهاية يمضي هذا الأخير في سياساته وبضوء أخضر أميركي، وعملياً صار القرار بيده بعدما جرى تلزيمه المنطقة. العطب الآخر هو أن ترامب يعوّل على المبعوثين في معالجة النزاعات الدولية، وليس على وزير الخارجية كما جرت العادة، رغم أن الأخير يمثل ثقلاً حتى لو فشلت مهمته بينما تقتصر مهمة المبعوث على التسويق والمساومة لصياغة القرار، وبهذه الحالة تصبح الأوضاع في المنطقة مفتوحة عل شتى السيناريوهات.
## الصين تراقب عن كثب الصراع بين تايلاند وكمبوديا وتحذر من التصعيد
25 July 2025 07:52 AM UTC+00
حذرت صحيفة "غلوبال تايمز" الحكومية الصينية، اليوم الجمعة، من تصعيد الصراع والاشتباكات المسلحة بين تايلاند وكمبوديا، وقالت إن التطور الأخير المتمثل في نشر تايلاند طائرات مقاتلة من طراز إف-16 ونشر كمبوديا المدفعية الصاروخية يشير إلى تفاقم وضع الحدود بين البلدين والذي يتعرض لخطر المزيد من التصعيد، مشيرة إلى أنه من الناحية العسكرية، تتمتع تايلاند بميزة بسبب أسلحتها الأكثر تقدماً.
ولكن الصحيفة أكدت في الوقت نفسه أن كلاً من تايلاند وكمبوديا جارتان صديقتان للصين، وهذا التصعيد لا يفيد أياً من الطرفين ولا المنطقة بأكملها، وشددت على أن أفضل طريقة للخروج هي الحل السلمي من خلال المحادثات. وشاركت بكين بنشاط في مساعدة دول، بما في ذلك كمبوديا، على حل مشكلة الألغام الأرضية، وهي خطوة قالت الصحيفة الصينية إنها تُظهر مسؤولية الصين في الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.
هذا، وتصاعد الصراع بين تايلاند وكمبوديا، أمس الخميس، مع نشر أسلحة ثقيلة، مثل الطائرات المقاتلة والمدفعية الصاروخية، عقب حوادث ألغام أرضية على طول الحدود المتنازع عليها. كما تبادل الجانبان إطلاق النار، ما أسفر عن مقتل 11 مدنياً على الأقل. واتهمت الدولتان بعضهما بعضاً ببدء الاشتباكات العسكرية.
ويأتي هذا التصعيد بعد يوم واحد من فقدان جندي تايلاندي ساقه في انفجار لغم أرضي على الحدود، ما دفع كلًا من بانكوك وبنوم بنه إلى خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية، حيث تدهورت العلاقات إلى أدنى مستوى لها منذ سنوات.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جيا كون قد صرّح في إفادة صحافية أمس الخميس، رداً على سؤال حول الاشتباك الحدودي بين تايلاند وكمبوديا، بأنّ كلاً منهما بلد جار صديق للصين وعضو مهمّ في رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان). وأضاف أنّ حسن الجوار وتسوية الخلافات بشكل سليم يخدم المصالح الأساسية والطويلة الأمد للجانبين.
وأعرب قوه عن قلقه العميق إزاء التطورات الجارية، وقال: "نأمل بأن يُعالج الجانبان القضايا بشكل سليم من خلال الحوار والتشاور". وأضاف: "مع مراعاة المصالح والمخاوف المشتركة لدول المنطقة، تلتزم الصين بموقف عادل ونزيه. لقد شجعنا، وسنواصل، محادثات السلام بطريقتنا الخاصة، وسنلعب دورًا بناءً في تعزيز خفض التصعيد".
من جانبها، ذكّرت السفارة الصينية في كمبوديا، أمس الخميس، المواطنين الصينيين في البلاد، وخاصة أولئك القريبين من مناطق الصراع، بمراقبة الوضع الأمني المحلي عن كثب، والبقاء يقظين وآمنين، واتخاذ الاحتياطات اللازمة، وقالت في بيان نُشر على موقع السفارة الإلكتروني: "يجب عليهم أيضًا تجنب السفر إلى المناطق الحدودية الكمبودية التايلاندية".
يشار إلى أن النزاع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا ينطوي على قضايا تاريخية معقدة، إذ يشترك البلدان في حدود برية بطول 817 كيلومتراً، رسمها الفرنسيون في معظمها عندما كانوا يسيطرون على كمبوديا التي كانوا يستعمرونها، وقد شهدت هذه الحدود اشتباكات عسكرية بشكل دوري وكانت مصدراً للتوترات السياسية.
## إنتل تعتزم شطب وظائف وخفض النفقات بعد تراجعها خلف منافسين
25 July 2025 08:01 AM UTC+00
تعتزم شركة إنتل الأميركية العملاقة في مجال الرقائق الإلكترونية شطب وظائف وتقليص نفقاتها، في محاولة للتعافي بعد تراجعها أمام شركات منافسة مثل "نفيديا كورب" و"أدفانسد ميكرو ديفايسز". وقال الرئيس التنفيذي للشركة، ليب بو تان، في مذكرة وجهها إلى العاملين أمس الخميس، إن إنتل تخطط لخفض عدد العمالة "الأساسية"، باستثناء الشركات التابعة، إلى 75 ألف موظف، مقابل 99,500 في نهاية العام الماضي، من خلال مزيج من التسريح والتناقص الطبيعي للموظفين. وكانت الشركة قد أعلنت في وقت سابق نيتها تقليص قوتها العاملة بنسبة 15%.
وكتب تان في المذكرة: "أعلم أن الأشهر القليلة الماضية لم تكن سهلة. نحن نتخذ قرارات صعبة لكنها ضرورية لتعزيز مرونة المنظمة وزيادة الكفاءة والمساءلة على جميع المستويات". كما أعلنت إنتل، أمس الخميس، تخلّيها عن خطط كانت تبلغ قيمتها مليارات اليوروهات لإنشاء مصنع في مدينة ماغديبورغ بشرق ألمانيا.
وقالت الشركة في بيان إن المشاريع المخططة لها في كل من ألمانيا وبولندا سيتم تعليقها بهدف تحسين الكفاءة الإنتاجية. وأضاف البيان: "تتخذ إنتل خطوات لتحسين بصمتها التصنيعية وتحقيق عوائد أفضل على رأس المال المستثمر. وفي هذا السياق، لن تمضي قدماً في المشاريع المخطط لها في ألمانيا وبولندا". وفي الولايات المتحدة، كشفت إنتل أنها ستبطئ بشكل إضافي وتيرة بناء مصنع لأشباه الموصلات في ولاية أوهايو، في إطار إعادة هيكلة أوسع لعملياتها.
تُعد شركة إنتل (Intel) من أعرق شركات تصنيع الرقائق الإلكترونية وأكبرها في العالم، وقد تأسست عام 1968 في الولايات المتحدة، وساهمت بشكل محوري في تطوير صناعة المعالجات الدقيقة التي تُعد أساساً لكل أجهزة الحواسيب الحديثة. على مدى عقود، احتفظت الشركة بموقعها الريادي، لكن في السنوات الأخيرة بدأت تواجه منافسة شرسة، خصوصاً من شركات مثل نفيديا التي برزت في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي، وأدفانسد ميكرو ديفايسز (AMD) التي تمكنت من اقتناص حصة أكبر في سوق المعالجات، خاصة في فئة الأجهزة عالية الأداء.
ويأتي تراجع إنتل في ظل تحولات كبيرة يشهدها قطاع التكنولوجيا، لا سيما بعد جائحة كورونا التي كشفت هشاشة التوريد العالمية، إلى جانب التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين، والتي دفعت واشنطن إلى ضخ استثمارات ضخمة في البنية التحتية للتصنيع المحلي لأشباه الموصلات، في إطار ما يُعرف بـ"قانون الرقائق".
 من جهة أخرى، تواجه الشركات تحديات مرتبطة بالتحول نحو الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، ما يفرض سباقاً محموماً في تطوير رقائق أسرع وأكثر كفاءة. في هذا السياق، تحاول إنتل إعادة التموضع عبر تقليص النفقات، وإعادة النظر في استثماراتها التصنيعية، وتحديث استراتيجيتها لمواكبة التطورات المتسارعة في عالم التكنولوجيا.
وتعكس خطوات إنتل الأخيرة حجم التحديات التي تواجهها في سوق يتغير بوتيرة غير مسبوقة، مدفوعاً بثورة الذكاء الاصطناعي وتسارع الابتكار في صناعة الرقائق. وبينما تسعى الشركة إلى استعادة توازنها وتعزيز قدرتها التنافسية عبر خفض النفقات وإعادة هيكلة استثماراتها.
ونجاحها في تجاوز هذه المرحلة سيعتمد على قدرتها على مواكبة التحولات التقنية العالمية، وضمان استمرارية الإنتاج والتطوير في بيئة دولية مضطربة اقتصاديًا وجيوسياسيًا. وتبقى أعين المستثمرين والمحللين شاخصة نحو الأداء المستقبلي لإنتل، لمعرفة ما إذا كانت هذه الإجراءات كافية لإعادة الشركة إلى مسار النمو والريادة.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## المناضل جورج عبد الله يصل اليوم إلى بيروت وسط تحضيرات لاستقبال حاشد
25 July 2025 08:19 AM UTC+00
بعد نحو 41 عاماً من الاعتقال في السجون الفرنسية، يصل المناضل اللبناني جورج عبد الله (74 عاماً) اليوم الجمعة إلى بيروت وسط دعوات لاستقبال حاشد له في المطار، علماً أن موعد الافراج عنه تبدّل بعدما كان مقرّراً غداً السبت، في خطوة تهدف بحسب أهله وأصدقائه إلى تعطيل الاحتفال. وقالت المتحدثة باسم الحملة الوطنية لتحرير عبد الله، المحامية فداء عبد الفتاح، إن جورج يصل اليوم إلى العاصمة بيروت، والتحضيرات قائمة لاستقباله، "وهناك تواصل واسع معنا للمشاركة في هذا اليوم، لأن قضيته فيها إجماع وطني"، لافتة إلى أن "وضعه الصحي بخير، وننتظر وصوله إلى لبنان".
ويُعد جورج عبد الله من أقدم السجناء في فرنسا، حيث اعتقل فيها عام 1984، وحُكم عليه بالسجن المؤبد عام 1987، بتهمة الضلوع في اغتيال الدبلوماسيين الأميركي تشارلز روبرت داي والإسرائيلي ياكوف برسيمانتوف عام 1982، إضافة إلى محاولة اغتيال القنصل الأميركي روبرت أوم في ستراسبورغ عام 1984.
وأشارت عبد الفتاح في حديث لـ"العربي الجديد" إلى مخاوف من عملية اغتيال قد تطاول عبد الله. وقالت "هو مستهدف من قبل إسرائيل، من هنا نطالب الدولة اللبنانية بحمايته كمواطن لبناني"، مضيفة "لا يمكننا نحن اتخاذ تدابير أمنية لحمايته، فجورج لا ينتمي إلى أي حزب أو فصيل، بل إلى عائلة بسيطة ومتواضعة وله رفاق يحبونه".
واعتبرت عبد الفتاح أنّ "قرار الافراج عن عبد الله ارتبط بالضغط المتواصل من جانب رفاقه والمتابعة والملاحقة وتوجيه الاتهام للسلطة القضائية الفرنسية، إلى جانب أسباب خارجية، بحيث إن التغيير في القضية بدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مع تبدّل الرأي العام العالمي". وأضافت "أصبحت صور عبد الله تُرفع في المسيرات والتظاهرات الداعمة لفلسطين، ما أدى إلى تنامي الحركة التي تطالب بإطلاق سراحه، سواء من داخل أو خارج فرنسا، باعتبار أن قضيته مرتبطة بشكل مباشر ووثيق بالقضية الفلسطينية وهو دائماً ما أكد هذا الارتباط".
وأشارت عبد الفتاح إلى أن "عبد الله لم ينسَ يوماً القضية الفلسطينية، وكل ما يتصل بها، وكنا عندما نتّصل به يسألنا فوراً عن المخيمات والأسرى وكل ما له علاقة بهذه القضية، فهو يناضل وناضل لهذه القضية المركزية وستبقى قضيته"، مشددة على أن "ملف عبد الله لم يكن يوماً قضائياً بل كانت القضية سياسية منذ البداية، بحيث تم تركيب ملفات له وتلفيقها، وهو ما أُثبت على مر السنين وباعتراف من رئيس جهاز الاستخبارات الفرنسي قبل أن يتقاعد، واصفاً ما حصل بوصمة عار على القضاء الفرنسي والحكومة الفرنسية".
وأضافت "رغم استيفائه منذ عام 1999 متطلبات إطلاق السراح المشروط تبعاً للقانون الفرنسي، لكن هذا أيضاً عُرقل، ودائماً ما كانت اللجنة المؤلفة من قضاة وأمنيين ونفسيين، تسأله عن علاقته بفلسطين وماذا يفعل في حال خروجه وبلاده محتلة، وماذا تمثل القضية الفلسطينية له، وكانت النتيجة بأنه غير جاهز عقلياً ونفسياً لإطلاق السراح، كل ذلك لأنه مؤمن بالقضية الفلسطينية".
والخميس الماضي، أمر القضاء الفرنسي بالإفراج عن جورج عبد الله في 25 يوليو/تموز الحالي، وأصدرت محكمة الاستئناف قرارها في جلسة غير علنية في قصر العدل في باريس، في غياب جورج عبد الله المسجون في لانميزان في مقاطعة أوت-بيرينه. ورغم استيفائه منذ عام 1999 متطلبات إطلاق السراح المشروط تبعاً للقانون الفرنسي، بيد أنه رُفض الافراج عنه. كما رُفض إطلاق سراحه مرات عدّة، علماً أن القضاء الفرنسي سبق أن وافق في أكثر من مرة على الإفراج عنه بشرط ترحيله إلى لبنان، منها أواخر عام 2024، لكن القرارات كانت تُستأنف، ما دفع السلطات اللبنانية إلى اعتباره سجينا سياسيا.
وعُرف عبد الله بجملته "أنا مقاتل ولست مجرماً" التي ردّدها أثناء محاكمته في فرنسا، في وقتٍ لم يقرّ بتورطه في عمليتي الاغتيال، اللتين صنفهما في خانة أعمال المقاومة ضد القمع الإسرائيلي والأميركي إبان الحرب الاهلية في لبنان (1990 – 1975)، والغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1978.
ولد عبدالله في 2 إبريل/نيسان 1951، في قرية القبيات، شمالي لبنان، لعائلة مسيحية مارونية، وكان معروفاً حركياً باسم "عبد القادر سعدي"، وقد بدأ الانخراط في العمل السياسي في سنّ الخامسة عشرة، وعُرف بتأييده ونضاله الكبير من أجل القضية الفلسطينية وانخراطه في الحركات القومية العربية المؤيدة لفلسطين.
## فيدان والشيباني بزيارة مرتقبة إلى العراق: ملف الأمن يتصدر المباحثات
25 July 2025 08:38 AM UTC+00
من المرتقب أن يُجري وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان، والسوري أسعد الشيباني، زيارة رسمية إلى العراق خلال الأيام المقبلة لمناقشة عدد من الملفات مع المسؤولين في بغداد، في مقدمتها الملف الأمني. وقال مسؤول بالخارجية العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن تحضيرات تتم في بغداد، استعدادا لزيارة مشتركة يجريها وزيرا الخارجية التركي والسوري، لبحث جملة من الملفات أبرزها الأمني والسياسي والاقتصادي، مؤكدا أن موعد الزيارة الحتمي لم يتحدد.
وأضاف المسؤول أن "مباحثات فيدان والشيباني ببغداد، تهدف لاستكمال مباحثات سابقة تمت في العاصمة الأردنية عمان، وأخرى في تركيا بأوقات سابقة من هذا العام، وستبحث ملف ضبط الحدود والتنسيق الأمني والاستخباراتي ما بين كل من العراق وتركيا وسورية لمواجهة التحديات، وكذلك ملف الاقتصاد والتبادل التجاري إضافة إلى ملف المياه وما يعانيه العراق من أزمة جفاف كبيرة وخطيرة بسبب قلة الإيرادات المائية".
وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي مختار الموسوي، لـ"العربي الجديد"، إن الزيارة المرتقبة ستكون "زيارة عمل وتفاهمات بين الدول الثلاث المتجاورة"، مضيفا أن "هناك إدراكا من الجميع بأهمية التفاهمات والاتفاق على ملفات الأمن تحديدا". وتابع أن "العراق يواجه تحديات إقليمية مشتركة مع دول الجوار، وفي مقدمتها تركيا وسورية، سواء فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، أو مواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية ومن هذا المنطلق فإن تطوير آليات التعاون الأمني وتبادل المعلومات، إلى جانب تنشيط التبادل التجاري وتعزيز الاستثمار، يمثل ضرورة ملحة لتعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة".
وأكد أن مجلس النواب يدعم كل الجهود الرامية إلى "فتح قنوات حوار فعالة وبناء شراكات مستدامة مع جيراننا، تقوم على أساس احترام السيادة والمصالح المشتركة، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي، ويدفع بعجلة التنمية الاقتصادية إلى الأمام". وأضاف أن "التعاون الثلاثي بين العراق وتركيا وسورية يجب ألا يكون مجرد محطة ظرفية، بل ينبغي أن يتحول إلى مسار استراتيجي دائم، مبني على المصالح المشتركة والتحديات المتقاربة التي تتطلب حلولا جماعية ومنسقة، كما من الضروري أن تستمر الاجتماعات واللقاءات الفنية والسياسية بين الدول الثلاث، بهدف تعزيز الأمن الحدودي، وتطوير الشراكات الاقتصادية، وإيجاد حلول فاعلة لقضايا المياه والطاقة والنقل، بما ينعكس إيجاباً على شعوبنا".
## نشطاء وسياسيون ومنظمات يوجهون خطابا للسيسي لإنقاذ أهل غزة من التجويع
25 July 2025 08:38 AM UTC+00
وجه عشرات النشطاء السياسيين والمنظمات الحقوقية والأحزاب السياسية والشخصيات العامة في مصر، خطاباً موجها لرئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، لاستغلال كل الثقل السياسي والدبلوماسي لمصر في الضغط على إسرائيل، بكل الطرق الممكنة، لإيقاف الحصار على قطاع غزة وتأمين وصول الأغذية والمساعدات الإنسانية بشكل دائم، وبكميات تكفي كل سكان القطاع المنكوب. 
وجاء في الخطاب، الذي انتشر بكثافة على منصات التواصل الاجتماعي لإضافة أكبر عدد توقيعات ممكنة: "السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية.. نحن مجموعة من منظمات المجتمع المدني والأحزاب والقيادات الاجتماعية والسياسية والمثقفين والأكاديميين والفنانين، نتوجه إليك بنداء لإنقاذ أهلنا في غزة الذين يفتك بهم الجوع ونقص الإمدادات الطبية والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات. وهو ما يتطلب قراراً شجاعاً بفتح معبر رفح من الجانب المصري فورًا وتأمين دخول الأغذية والمساعدات الإنسانية إلى أهلنا المحاصرين هناك".
وأضاف النشطاء في خطابهم: "الحصار الجائر الذي تفرضه إسرائيل على غزة أصبح يهدد بمجاعة واسعة النطاق سينجم عنها موت عشرات الألوف، معظمهم من الأطفال. ولا يسعنا ونحن نشهد هذه الجريمة المروعة إلا أن ندعوك، إلى جانب فتح معبر رفح، أن تستخدم كل الثقل السياسي والدبلوماسي لمصر في الضغط على اسرائيل بكل الطرق الممكنة لإيقاف هذا الحصار وتأمين وصول الأغذية والمساعدات الإنسانية بشكل دائم، وبكميات تكفي كل سكان غزة. كذلك نرجو منك التدخل لدى منظمات الأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها في ضمان وصول المساعدات إلى مئات الألوف ممن هم على حافة الموت جوعاً". 
وتابع النشطاء "إننا نثمن التزام مصر بالاتفاقيات الدولية، ونقدر كثيراً الحرص على النأي بها عن الحروب المدمرة، لكننا نأمل في تدخل سياسي ودبلوماسي قوي وعاجل يضمن إنهاء الحصار على غزة وضمان تدفق الأغذية والمساعدات، ومن جانبنا سوف ندعم ذلك على جميع الأصعدة الأهلية والجماهيرية والإعلامية. إن مصر لديها مسؤولية تاريخية وإنسانية عن قطاع غزة، فضلاً عن أهميته لأمن مصر القومي، ونحن نعول على قرارٍ شجاعٍ من جانبك بفتح معبر رفح فوراً، لكي تمنع مصر حدوث مجاعة واسعة النطاق في غزة لاشك أن آثارها الإنسانية سوف تترك جراحًا عميقة في ضمائرنا جميعًا. ونحن نرجو أن يجد خطابنا هذا استجابة سريعة منك، ولك كل الشكر والتقدير". 
ومن أبرز الموقعين على الخطاب من الأحزاب السياسية، "حزب الكرامة، حزب المحافظين، حزب الدستور، الحزب الاشتراكي المصري، الحزب الشيوعي المصري، حزب العيش والحرية"، ومن مؤسسات المجتمع المدني "مركز النديم لمناهضة العنف والتعذيب، مؤسسة قضايا المرأة المصرية، مركز إسكندرية للحماية القانونية، مؤسسة إدراك"، بخلاف عشرات الأفراد والشخصيات العامة والسياسية. 
وقال المحامي الحقوقي حليم حنيش، أحد الموقعين على البيان، لـ"العربي الجديد": "نحن في لحظة حرجة، الموقف المصري فيها ضعيف جداً، لحظة نرى فيها المعبر مغلقا من الجانب الإسرائيلي، ومصر لا تملك إلا أدوات سياسية ودبلوماسية". مشيراً إلى أن آليات الضغط المجتمعية والشعبية مغلقة بالنسبة للتظاهر والوسائل الاحتجاجية الأخرى، حيث تمنعها الدولة: "وهناك ثلاث قضايا مفتوحين في نيابة أمن الدولة متعلقة بدعم القضية الفلسطينية، الأولى مستمرة من مظاهرات 23 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي دعت لها الدولة نفسها من جامع الأزهر، لكن لا يزال محبوسا على ذمتها عدد من المواطنين. والقضية الثانية تتعلق بمواطنين نشروا مواقف تأييد على مواقع التواصل الاجتماعي أو رفعوا لافتات. والقضية الثالثة عن عدد من المواطنين متهمين بجمع تبرعات لدعم غزة".
لذا يرى حنيش، أن هذه العريالخطاب بمثابة "فتح نافذة جديدة في لحظة، يعلن فيها النشطاء والسياسيون والحقوقيون المصنفون معارضة، والمتهمون غالباً بالمزايدة على مواقف الدولة؛ أننا بشكل مباشر نتوجه لرئيس الجمهورية، نطلب منه أن يستخدم آلياته وأدواته الممكنة للضغط على الجانب الإسرائيلي". ويرد حنيش على من يدعون أن هذا الخطاب هو مجرد إجراء شكلي، بأنه "في النهاية هذا رئيس جمهورية مصر العربية، ولا بد من تحميله المسؤولية ولا بد أن نخاطبه ونتوجه إليه قبل تحميله المسؤولية".
ولكن حنيش يشير أيضاً إلى أنه ليس هناك "آمال عريضة لإجبار الدولة على تغيير مواقفها" من خلال هذا الخطاب، لكن هذه التحركات "تأتي من منطلق أننا نفعل ما بوسعنا، ونضغط حتى آخر لحظة على الدولة للقيام ولو بجزء بسيط من التزاماتها"، ولا يتوقع حنيش أن تتعامل الدولة المصرية مع الخطاب بالجدية المطلوبة لأن "الوضع الراهن في غزة هو في حد ذاته أكبر من أي خطاب"، لكنه يأمل أن "تشتبك الدولة مع الخطاب، وأن ترى أن المعارضة ليست ضدها في هذه القضية الوطنية، بل تناشدها للتدخل بأي شكل لوقف المجاعة في غزة".
## فرنسا تعلن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين
25 July 2025 08:58 AM UTC+00
## تركيا ثاني أكبر مستثمر أجنبي في إثيوبيا بقيمة تتجاوز 2.5 مليار دولار
25 July 2025 09:02 AM UTC+00
أعلن مفوض هيئة الاستثمار الإثيوبية، زيلقي تمسجن، أمس الخميس، أن تركيا أصبحت ثاني أكبر مستثمر أجنبي في إثيوبيا، بإجمالي استثمارات تقارب 2.5 مليار دولار أميركي، موزعة على قطاعات استراتيجية تشمل المنسوجات، والصناعات الزراعية، والبنية التحتية الرقمية، مؤكداً بذلك تعاظم الشراكة الاقتصادية بين أنقرة وأديس أبابا. جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات منتدى التعاون العالمي الثامن للصناعات، الذي انطلق في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بمشاركة ممثلين عن حكومات ومؤسسات اقتصادية كبرى من مختلف أنحاء العالم.
وأوضح المسؤول الإثيوبي أن أكثر من 260 شركة تركية تنشط حاليًا في البلاد، ما يعكس حجم الثقة المتبادلة بين المستثمرين الأتراك والسوق الإثيوبية الواعدة. وأضاف أن العلاقات الإثيوبية-التركية لم تعد تقتصر على الجانب الدبلوماسي، بل أصبحت شراكة شاملة تشمل التجارة، والتكنولوجيا، والصحة، والتعليم، وحتى الثقافة.
من جهته، وصف المستشار التجاري التركي في أديس أبابا، طه ألبرين سالار، إثيوبيا بأنها شريك استراتيجي محوري لتركيا في شرق أفريقيا، مشيراً إلى أن الموقع الجغرافي لإثيوبيا، وكثافتها السكانية، والبنية التحتية المتطورة نسبيًا، تجعل منها بوابة تجارية مهمة للأسواق الإقليمية. وأكد أن المنتجات التركية تحظى بقبول واسع بفضل جودتها وتكلفتها التنافسية، داعيًا رجال الأعمال الإثيوبيين إلى توسيع التعاون مع الموردين الأتراك.
وفي خطوة رمزية تعكس تصاعد مكانة إثيوبيا في الساحة الاقتصادية العالمية، أعلن مؤسس ورئيس منتدى التعاون العالمي للصناعات، أوتكو بنجيسو، أن إثيوبيا ستكون ضيف الشرف في الدورة الثالثة عشرة من المنتدى، المقرر عقدها في إسطنبول خلال أغسطس/آب المقبل. وتعكس الاستثمارات التركية المتزايدة في إثيوبيا جزءًا من استراتيجية تركية أوسع لتعزيز حضورها الاقتصادي والسياسي في منطقة القرن الأفريقي، التي باتت تُعد واحدة من أبرز ساحات النفوذ الدولي المتنافس في القارة السمراء.
يُذكر أن أنقرة افتتحت أول سفارة لها في الصومال عام 2011 بعد غياب طويل، ووسّعت بشكل كبير وجودها في القرن الأفريقي خلال العقد الأخير، عبر مشاريع بنية تحتية، واستثمارات صناعية، وتعاون أمني وإنساني. وتُعتبر إثيوبيا من أكبر متلقي الاستثمارات التركية في أفريقيا، تليها السودان، والصومال، وجيبوتي. وقد ساعدت اتفاقيات عدم الازدواج الضريبي، وحوافز الاستثمار، وبرامج التدريب الفني والمهني، على جذب مئات الشركات التركية إلى المنطقة، خاصة في مجالات النسيج، والطاقة، والتشييد، واللوجستيات.
وبينما تسعى أنقرة لتعزيز دورها جسرا اقتصاديا بين أفريقيا وآسيا وأوروبا، ينظر مراقبون إلى توسع تركيا في شرق أفريقيا بوصفه جزءًا من سياسة "الانفتاح على القارة" التي أطلقتها الخارجية التركية منذ عام 2005، وأسفرت عن مضاعفة حجم التبادل التجاري مع أفريقيا من نحو 5 مليارات دولار إلى أكثر من 30 مليار دولار في السنوات الأخيرة.
تحوّل إثيوبيا إلى ثاني أكبر وجهة للاستثمار التركي في أفريقيا لا يُعد إنجازًا اقتصاديًا فحسب، بل يعكس أيضًا توازنات إقليمية جديدة في منطقة القرن الأفريقي، حيث تتقاطع المصالح الدولية في مجالات الاقتصاد، والتنمية، والأمن. وإذا استمرت وتيرة هذا التعاون، فقد تشكل تركيا في المستقبل القريب أحد أهم الشركاء الاستراتيجيين لإثيوبيا والمنطقة ككل.
## بين الشغف والاحتراف... كيف تغيّرت عقلية اللاعب العربي مؤخراً؟
25 July 2025 09:03 AM UTC+00
في عالم كرة القدم الذي لا يعترف إلّا بالمجهود والانضباط، لم يعد كافياً أن يمتلك اللاعب العربي موهبة فطرية أو لمسة فنية ساحرة، فمع تسارع وتيرة التطوّر في اللعبة، تغيّرت المعايير التي يُقاس بها النجاح، وكان لا بدَّ أن تتغيّر معها عقلية اللاعب العربي، من هاوٍ يركض خلف الكرة بشغف عاطفي، إلى محترف واعٍ بالتفاصيل التكتيكية والبدنية والذهنية.
من "نجم الحارة" إلى "نجم أوروبا"
لسنوات طويلة، ارتبطت صورة اللاعب العربي بالموهبة المتمرّدة، لاعب يعوّل على سرعته ومهاراته الفردية، لكنه غالباً ما يفتقر للانضباط أو الفهم التكتيكي العالي. ومع مطلع العقد الأخير، بدأ التحوّل التدريجي، فقد برز جيل جديد من اللاعبين الذين نشأوا داخل منظومات احترافية في أوروبا أو تلقوا تكويناً أكاديمياً منظماً في بلدانهم. محمد صلاح، ورياض محرز، وأشرف حكيمي، وغيرهم، هم مثال حي على هذا التحوّل. لاعبون عرب باتوا ينافسون في أعلى المستويات، ليس بموهبتهم فحسب، بل بانضباطهم، وتفانيهم، وتطوّرهم المستمر.
السر يكمن في التكوين
التحوّل لم يكن عشوائياً، بل بدأ من الأساس: التكوين. أكاديميات مثل "أسباير" في قطر، ومدارس الناشئين في المغرب ومصر، ساهمت في صقل اللاعبين من سن مبكرة، ليس بدنياً فحسب، بل ذهنياً وتكتيكياً. لم يعد اللاعب العربي يُلقى به في عمق المنافسة دون إعداد، بل أصبح يحمل عدة المحارب كاملة.
الاحتراف ليس عقداً فحسب بل أسلوب حياة
الاحتراف لم يعد يُقاس بعدد الدولارات في عقد اللاعب، بل بطريقة تفكيره داخل وخارج الملعب. اللاعب المحترف ينام مبكراً، يتبع نظاماً غذائياً، يشاهد مبارياته لتحليل أخطائه، ويتعامل مع كل مباراة على أنها نهائي. وهذا ما يميّز لاعبي اليوم عن جيل الأمس.
تحديات العقلية القديمة ما زالت قائمة
رغم هذا التحوّل، لا تزال بعض العقليات التقليدية قائمة. هناك من يرى في الاحتراف مجرّد سفر وتعاقد خارجي، دون إدراك أن النجاح في أوروبا يتطلّب ضعف المجهود الذي يتطلبه في الدوريات العربية، كما أن الضغوط الإعلامية والجماهيرية، والتدخلات الإدارية في بعض البلدان، لا تزال تعرقل صعود لاعبين كثر.
اللاعب العربي اليوم... جاهز للعالمية؟
نعم، لكن بشروط، أهمها التكوين الجيّد، والانضباط الذاتي، والعقلية الاحترافية الصارمة. وإذا ما توفّرت هذه العناصر، فإنّ الكرة العربية قادرة على إنجاب جيل جديد من النجوم الذين لا يكتفون بالظهور، بل يصنعون الفارق في أندية النخبة. تحوّلت عقلية اللاعب العربي على نحوٍ لافت خلال السنوات الأخيرة. وبينما كانت الموهبة وحدها تفتح له الأبواب في الماضي، بات اليوم يُطالب بإثبات جدارته باحترافية كاملة. مستقبل الكرة العربية واعد، بشرط أن نحسّن زرع هذه العقلية منذ الصغر.
## رونالدو في مهمة ضخمة مع النصر و5 تحديات تنتظره
25 July 2025 09:51 AM UTC+00
لم يتردّد قائد منتخب البرتغال ونادي النصر السعودي، كريستيانو رونالدو (40 عاماً)، في مواصلة رحلته مع "العالمي"، الذي قامت إدارته بتجديد عقد "صاروخ ماديرا"، حتى صيف عام 2027، رغم أن بعض وسائل الإعلام العالمية تحدثت عن رغبته في العودة مرة أخرى إلى منافسات القارة الأوروبية، لأنه يريد المشاركة في بطولة كأس العالم 2026، التي ستقام في الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك.
ويعلم رونالدو أنه الآن أمام مهمة ضخمة، وتنتظره خمسة تحديات في موسم 2025-2026، أولها تحقيق أول لقب مع ناديه النصر في الدوري السعودي لكرة القدم، بعدما حصد مع "العالمي" لقب كأس الأندية العربية الأبطال في عام 2023، إلا أن قائد منتخب البرتغال تعوّد على الصعود إلى منصات التتويج في مسيرته الاحترافية، سواء مع مانشستر يونايتد الإنكليزي أو ريال مدريد الإسباني أو يوفنتوس الإيطالي، في جميع البطولات.
ويُعد لقب بطولة كأس السوبر السعودي، التي تنطلق في شهر أغسطس/ آب المقبل، أحد أهم التحديات التي تنتظر رونالدو، رفقة مدربه الجديد البرتغالي جورجي جيسوس (70 عاماً)، رغم صعوبة المهمة في المسابقة المحلية، بسبب مشاركة عدد من الأندية القوية، لكن إدارة النصر تحركت وتواصل حسم العديد من الصفقات، لأنها تريد الدخول بكل قوتها في موسم 2025-2026، وتأكيد أن "العالمي" سيكون أحد المرشحين على جميع الألقاب المحلية.
وأما التحدي الآخر، الذي ينتظر رونالدو، فهو الوصول إلى الهدف رقم 100 في مسيرته مع النصر، بعدما استطاع صاحب الأربعين عاماً إحراز 93 هدفاً خلال مشاركته في 105 مباريات بجميع البطولات المحلية والقارية، وبقي أمامه سبعة أهداف فقط، ما يجعل "العالمي" الفريق الرابع الذي يصل "صاروخ ماديرا" معه إلى هذا الرقم القياسي، بعد كل من: مانشستر يونايتد الإنكليزي، وريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي، بالإضافة إلى منتخب البرتغال.
ويبقى أمام رونالدو أحد أبرز التحديات في الموسم القادم، وهو بلوغ الهدف رقم 1000 في مسيرته الاحترافية، بعدما وصل قائد منتخب البرتغال إلى 938 هدفاً حتى الآن، وبات أمامه 62 هدفاً، حتى يصل إلى هذا الرقم القياسي التاريخي في عالم "الساحرة المستديرة"، للمرة الأولى، وهو السبب الحقيقي وراء رغبة "صاروخ ماديرا" في تجديد عقده مع النصر، والبقاء حتى صيف 2027.
وهناك التحدي الخامس والأخير، الذي ينتظر كريستيانو رونالدو في الموسم المقبل، وهو قدرته على التفاهم مع المدرب الجديد، البرتغالي جورجي جيسوس، الذي تولى المهمة رسمياً، وبدأ رحلته في العمل، لإعداد الفريق بشكل جيد، قبل انطلاق المنافسات المحلية، بالإضافة إلى أن "صاروخ ماديرا"، أكد في تصريحاته الأخيرة لوسائل الإعلام أنه سيفعل كل شيء، لكي يرسم السعادة على وجه جماهير "العالمي"، من خلال حصد الألقاب، وعلى رأسها الدوري السعودي لكرة القدم.
## ريال مدريد يُجدد رغبته في التعاقد مع رودري
25 July 2025 09:51 AM UTC+00
يرغب نادي ريال مدريد الإسباني في التعاقد مع نجم مانشستر سيتي، رودري (29 عاماً)، المُتوّج بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول الفرنسية، في عام 2024، وكان رودري محل اهتمام النادي الملكي في المواسم الأخيرة، وذلك منذ أن شهد مستواه تحسناً كبيراً مع فريقه الإنكليزي، وبات واحداً من أفضل لاعبي وسط الملعب في العالم، ويعتمد عليه المدرب بيب غوارديولا (54 عاماً) أساسياً باستمرار.
وأكد موقع أر. أم. سي الفرنسي، أمس الخميس، أن ريال مدريد يعتزم تقديم عرض إلى النادي الإنكليزي، من أجل التوقيع مع نجم خط الوسط الإسباني، الذي تعافى من إصابته في الرباط الصليبي، بداية الموسم الماضي، وغاب عن الملاعب فترة طويلة، قبل أن يُشارك في آخر مباريات الموسم المنقضي في "البريمييرليغ"، وكان حاضراً في كأس العالم للأندية، وبدأ يستعيد مستواه تدريجياً، ذلك أن مثل هذه النوعية من الإصابات تفرض على اللاعب عدم المجازفة لتفادي حصول مضاعفات خطيرة تعرقل مسيرته.
ويرتبط رودري بعقد حتى نهاية موسم 2026ـ2027 مع الفريق الإنكليزي، ولهذا فإن النادي الملكي مُجبر على تقديم عرض مالي كبير لإقناع "السيتي" بقبول رحيل نجمه الأول، إذ أشار الموقع الفرنسي إلى أن الفريق الإسباني قد يدفع مبلغاً تقارب قيمته 115 مليون يورو في الأسابيع المقبلة، لإقناع مانشستر سيتي بتسريح نجم الوسط. ويَستعد ريال مدريد لإعادة تشكيل وسط ملعبه، بعد رحيل الكرواتي لوكا مودريتش (39 عاماً)، وقبله الألماني توني كروس (35 عاماً) والبرازيلي كاسيميرو (33 عاماً)، وهو الثلاثي الذي صنع مجد الفريق في دوري أبطال أوروبا، ولكن مهمة إقناع "السيتي" ومدربه غوارديولا لن تكون سهلة، لأن رودري لاعب مهم للغاية، وشديد التأثير في خطط الفريق.
## غوارديولا من صناعة النجوم إلى المدربين
25 July 2025 10:12 AM UTC+00
يُعدّ مدرب مانشستر سيتي، الإسباني بيب غوارديولا (54 عاماً)، من أبرز الشخصيات في عالم التدريب، إذ رسّخ اسمه واحداً من العقول الكروية الفريدة التي غيّرت شكل اللعبة الحديثة بفضل فلسفته القائمة على الاستحواذ والبناء من الخلف، والمعروفة بأسلوب "التيكي تاكا"، الذي تألّق به رفقة الجيل الذهبي لنادي برشلونة. وقد استحقّ عن جدارة لقب "الفيلسوف"، لعمق الفكر التكتيكي الذي يميّز فرقه في مختلف المحطات، من برشلونة إلى بايرن ميونخ، ثم مانشستر سيتي، ما مكنه من تحقيق عشرات الألقاب.
ونجح غوارديولا في مشروعه التدريبي بشكل لافت، ليس فقط من خلال حصد الألقاب، بل عبر قدرته الاستثنائية على تطوير اللاعبين وصقل مواهبهم ليصبحوا نجوماً في أعلى مستويات اللعبة. فقد كان له دور محوري في إبراز موهبة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي (38 عاماً)، إذ ساهم في تحويله إلى ظاهرة كروية فريدة خلال سنواته الذهبية مع برشلونة. كما أعاد توظيف الألماني جوشوا كيميش (30 عاماً)، من ظهير أيمن تقليدي إلى لاعب وسط متكامل، ليصبح عنصراً محورياً في التشكيلة. وفي مانشستر سيتي، كان له الفضل في إعادة إطلاق مسيرة البلجيكي كيفين دي بروين (34 عاماً)، لاعب تشلسي السابق، وحوّله إلى آلة تمريرات حاسمة تُعدّ من بين الأفضل في العالم. ولم تتوقف بصماته عند هؤلاء، بل شملت عدداً كبيراً من اللاعبين الذين وجدوا في غوارديولا المدرب القادر على استخراج أفضل ما فيهم وتوجيههم نحو القمة.
ولم تتوقف بصمات المدرب الإسباني عند حدود تطوير اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، بل امتد تأثيره إلى الجانب التكتيكي العميق، إذ تحوّلت طريقة لعبه إلى مرجع تدريبي يُقدَّم باعتباره نموذجاً في صناعة اللاعبين، خصوصاً في مراكز الوسط ومحور الدفاع، الذين يتطلّب أداؤهم فهماً دقيقاً للتموضع والتمرير تحت الضغط. وقد استفاد من هذه المدرسة عدد من لاعبيه السابقين الذين تحولوا إلى مدربين على أعلى مستوى، أبرزهم الإسباني تشافي هيرنانديز (45 عاماً)، الذي قاد نادي السد القطري لتحقيق ألقاب عدة، قبل أن يتوج مع برشلونة بالدوري والسوبر الإسبانيين.
وسار على النهج نفسه مواطنه تشابي ألونسو (43 عاماً)، الذي فجّر مفاجأة كبرى بقيادته نادي باير ليفركوزن للفوز بالدوري الألماني، ليجد نفسه اليوم مدرباً لنادٍ بحجم ريال مدريد. وفي السياق ذاته، يشرف البلجيكي فينسنت كومباني (39 عاماً)، على تدريب نادي بايرن ميونخ، بعدما أعاده في الموسم الماضي إلى التتويج باللقب المحلي.
ولم يقتصر تأثير المدرب الإسباني المعروف بدعمه للقضية الفلسطينية على اللاعبين فحسب، بل امتد إلى طاقمه الفني ومساعديه الذين ساروا على خطاه ونجحوا بدورهم في تحقيق الألقاب، مستفيدين من تجربته وخبرته الواسعة. البداية كانت مع مساعده الأول، الإسباني الراحل تيتو فيلانوفا (توفي عن 45 عاماً)، الذي تولّى تدريب برشلونة عقب رحيل غوارديولا، وقاده للتتويج بلقب الدوري الإسباني في موسم استثنائي. كما واصل الإيطالي إنزو ماريسكا (45 عاماً)، وهو أحد أفراد طاقمه في مانشستر سيتي، مسيرة النجاح بعد انتقاله لتدريب تشلسي، حيث قاد الفريق للفوز بدوري المؤتمر الأوروبي وكأس العالم للأندية في نسختها الجديدة، في إنجاز غير مسبوق. وفي إنكلترا أيضاً، يواصل الإسباني ميكل أرتيتا (43 عاماً)، مساعده السابق، تألقه مع أرسنال، بعدما حوّل الفريق إلى قوة منافسة على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز، ووصل به في الموسم الماضي إلى الصراع على اللقب حتى الجولات الأخيرة. 
وساهمت مكانة غوارديولا المرموقة في عالم التدريب في جعله مرجعاً فنياً للعديد من المدربين الطموحين الذين سعوا للاستفادة من خبراته، إذ باتت حصصه التدريبية تُعامل باعتبارها دروساً تكتيكية مفتوحة لمن يرغب في فهم تفاصيل فلسفته المعقّدة. ويُعرف غوارديولا بصرامته التكتيكية ودقته العالية في التحضير للمباريات، ما جعل من حضوره تجربة ثرية حتى للمدربين أصحاب الخبرة. ومن أبرز الذين تأثروا به المدرب الفرنسي زين الدين زيدان (52 عاماً)، الذي حرص على الذهاب إلى مدينة ميونخ لحضور تدريبات غوارديولا عن قرب خلال فترة إشرافه على النادي البافاري، وكان زيدان حينها يشرف على الفريق الثاني لريال مدريد. هذه التجربة منحته رؤى جديدة في التسيير الفني والتكتيكي، سرعان ما وظفها حين تولّى لاحقاً قيادة الفريق الأول للنادي الملكي، ليقوده إلى إنجاز تاريخي بتحقيق دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية، بين عامي 2016 و2018، وهو إنجاز لم يسبقه إليه أحد في النسخة الحديثة من البطولة.
وعاش المدرب بيب تراجعاً لافتاً في نتائجه خلال الموسم الماضي، بعدما خرج خالي الوفاض دون تحقيق أي لقب، في سابقة نادرة لمسيرته التدريبية الحافلة. هذا التراجع أثار الكثير من التساؤلات حول مستقبل مشروعه مع مانشستر سيتي، خاصة بعد الإقصاء المفاجئ من كأس العالم للأندية، بعدما اصطدمت رغبته في التعويض والعودة إلى منصات التتويج بطموح نادي الهلال السعودي ومدربه الإيطالي سيموني إنزاغي (49 عاماً)، الذي عرف كيف يُسقط كتيبة غوارديولا، ويقود فريقه للتأهل في مباراة تكتيكية مُحكمة.
هذا الإقصاء زاد الضغوط على "الفيلسوف"، لكنه في المقابل فتح أمامه فرصة لإعادة تقييم المرحلة وبناء فريق جديد بروح متجددة وفلسفة معدّلة، خاصة بعدما باتت خططه التكتيكية مألوفة للجيل الحالي من اللاعبين والمدربين الذين واجهوه مراراً، سواء على أرضية الملعب أو من على دكة البدلاء.
وبعيداً عن المستطيل الأخضر، يتميّز مدرب "السيتيزن" بمواقفه الإنسانية الجريئة التي جعلته مختلفاً عن كثير من نظرائه في عالم التدريب، إذ يُعرف بدعمه الواضح للقضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فقد كان من أكثر الشخصيات الرياضية البارزة التي أعربت عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني، وخصوصاً مع سكان قطاع غزّة في ظل حرب الإبادة.
ولم تقتصر مواقفه على التصريحات العابرة، بل تحدّث عنها علناً في مناسبات متعددة، متحدياً الانتقادات التي طاولته من وسائل إعلامية وشخصيات سياسية حاولت ثنيه عن مواقفه، لكن غوارديولا، المعروف بثباته وقناعته، لم يتراجع، بل أظهر التزامه حتى في أكثر لحظاته مجداً، كما فعل أثناء تسلمه الدكتوراه الفخرية، حين خصّص جزءاً من كلمته للتذكير بمعاناة الشعب الفلسطيني وضرورة الدفاع عن حقوقه، مؤكداً أن القيم الإنسانية لا تتجزأ، وأن الرياضة لا يمكن أن تكون صمّاء أمام الظلم.
## وزارة الصحة اللبنانية: شهيد جراء غارة العدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة برعشيت
25 July 2025 10:15 AM UTC+00
## استشهاد طفل فلسطيني في نابلس شمالي الضفة الغربية
25 July 2025 10:18 AM UTC+00
استشهد طفل فلسطيني، اليوم الجمعة، متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي أول امس الأربعاء في مخيم العين بنابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، فيما استمرت اعتداءات المستوطنين في نابلس وبيت لحم، كما اقتحمت قوات الاحتلال منطقة برك جنوب بيت لحم وبلدة بديا غرب محافظة سلفيت، ويأتي ذلك في ظل مصادقة الكنيست الإسرائيلي، الأربعاء، على مقترح غير ملزم قانونياً بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح اليوم الجمعة، استشهاد الطفل محمد خالد حسن مبروك (14 عاماً) متأثراً بجروح خطيرة أصيب بها برصاص الاحتلال في مخيم العين بمدينة نابلس، أول أمس الأربعاء، حيث كانت قوات الاحتلال اقتحمت المدينة والمخيم وأصيب شاب يبلغ من العمر 26 عاماً برصاص حيّ في القدم خلال مواجهات اندلعت في شارع رفيديا بمدينة نابلس، كما أصيب شابان نتيجة اعتداء بالضرب من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي عليهما، ونُقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج.
هتافات غاضبة خلال وداع وتشييع الشهيد الفتى محمد خالد مبروك في مخيم العين غرب نابلس. pic.twitter.com/zZFl7MlpqP
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 25, 2025
كما تواصلت اعتداءات المستوطنين على مناطق في الضفة الغربية المحتلة، وقامت مجموعة من  المستوطنين، فجر الجمعة، باقتحام "مقام يوسف" في المنطقة الشرقية في مدينة نابلس، وأدوا طقوساً تلمودية، فيما هاجمت مجموعات أخرى من المستوطنين، الجمعة، منازل المواطنين الفلسطينيين في منطقة "دير علا" في برية كيسان شرق بيت لحم جنوب الضفة الغربية، وعبثت بمحتوياتها ودمرت خلايا شمسية وشبكة المياه واستولت على بعض الأغراض وهجرت عشر عائلات، بحسب ما أكدته مصادر محلية.
وعلى صعيد الاقتحامات العسكرية، اقتحمت قوات لاحتلال منطقة البرك السياحية جنوب بيت لحم، الجمعة، وتمركزت عند البرك الثلاث، وأغلقت الشارع الرئيسي الموصل لقرية أرطاس بحسب الوكالةالفلسطينية للأنباء (وفا). كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بديا غرب محافظة سلفيت بعدد من الآليات العسكرية، وقامت بتفتيش منازل الأهالي والعبث بمحتوياتها، كما دهموا عدة منازل في البلدة، وكسروا أبوابها وألحقوا أضرارا مادية بمحتوياتها.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الجمعة، ثلاثة شبان شرق طولكرم، وذكرت "وفا" أن قوات الاحتلال اعتقلت شابين من بلدة عنبتا بعد مداهمة منزليهما وهما: ريان سامي أبو عسل، وأوس هشام أبو كاملة، فيما اعتقلت الشاب عامر سمير أبو جراد من منزله في ضاحية ذنابة. كما دهمت قوات الاحتلال منزل المواطن محمد أبو زنط في ضاحية عزبة ناصر جنوب شرق المدينة، وفتشته وخربت محتوياته واعتدت عليه بالضرب، وسرقت منه مبلغا ماليا بقيمة 10 آلاف شيكل. ويأتي ذلك في إطار عدوان الاحتلال المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها، والذي دخل يومه الـ180 على التوالي، وسط تصعيد في الاقتحامات والانتهاكات بحق المواطنين وممتلكاتهم.
## عملية مشتركة للتحالف الدولي والأمن السوري ضد "داعش" في ريف حلب
25 July 2025 10:18 AM UTC+00
قُتل واعتُقل العديد من عناصر تنظيم "داعش" خلال عملية أمنية مشتركة بين قوات التحالف الدولي وقوات الأمن السورية، جرت فجر اليوم الجمعة، في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، شمالي سورية، هي الأولى من نوعها بين الجانبين. وفيما لم يصدر أي تعليق من الحكومة السورية حول هذه العملية، أفادت مصادر محلية في مدينة الباب بمقتل واعتقال عدد من عناصر تنظيم "داعش" خلال العملية.
وقال الناشط محمد الشمالي لـ"العربي الجديد" إن "قوات التحالف الدولي، بالتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية السورية، قامت بعملية أمنية في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، شاركت فيها حوامات أميركية، ما أدى إلى مقتل أربعة من عناصر داعش، إضافة إلى اعتقال قيادي بارز في التنظيم، عراقي الجنسية".
ووفق الشمالي شاركت قوات من وزارتي الدفاع والداخلية في سورية في العملية من خلال إغلاق الشوارع المحيطة بموقع الإنزال، الذي قامت به المروحيات الأميركية، بينما حلّقت طائرات استطلاع في سماء المنطقة بكثافة، وسط دعوات عبر مكبرات الصوت للمطلوبين لتسليم أنفسهم. وذكرت حسابات محلية أن عملية الإنزال كانت على أحد المنازل في مدينة الباب في حارة البوغزال، مشيرةً إلى أنّ المنزل يعود لشخص من دير الزور يقطنه شخص عراقي يُعتقد أنه قيادي في تنظيم "داعش" يقطنه مع عدد من مرافقيه، ولفتت إلى أن القيادي المقصود هو المتحدث باسم تنظيم داعش، وكان قدم منذ أسبوع إلى مدينة الباب.
ووجّهت القوات المشاركة نداءات عبر مكبرات الصوت طالبت فيها المطلوبين بتسليم أنفسهم، قبل أن تقتحم الموقع وتعتقل القيادي المستهدف. وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر رتلاً عسكرياً يتبع لوزارتي الداخلية والدفاع خلال عملية الاقتحام.
وتعد هذه العملية من أكبر عمليات التحالف في المنطقة منذ أشهر، والأولى من نوعها التي تشارك فيها قوات من الحكومة السورية الجديدة، وكانت العمليات السابقة تتم إما بالاعتماد على "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في المناطق التي تسيطر عليها الأخيرة، أو بشكل منفرد لقوات التحالف، في المناطق الأخرى الخارجة عن سيطرة قوات "قسد".
وكان الولايات المتحدة الأميركية قد أعلنت في سبتمبر/ أيلول 2014 عن تأسيس تحالفٍ دولي بقيادتها لمواجهة تنظيم داعش في سورية والعراق، وتواجد منذ ذلك الحين قواعد لهذا لتحالف في البلدين، كما شنّ العديد من العمليات ضد التنظيم وقواعده، وكان التحالف قد أعلن في مايو/ أيار الماضي عن عملية إعادة تموضع لقواته في سورية تأتي ضمن "عملية مدروسة ومرتبطة بالظروف الميدانية"، وأكد التحالف في بيان أن "إعادة التموضع تهدف إلى تقويض قدرات تنظيم داعش وتعزيز الاستقرار الإقليمي"، مشدداً على استمرار قوة المهام المشتركة في العمل مع الشركاء المحليين "للحفاظ على الضغط على داعش والتعامل مع التهديدات الإرهابية المحتملة".
## تحليل للوكالة الأميركية للتنمية: لا دليل على سرقة حماس للمساعدات
25 July 2025 10:18 AM UTC+00
لم يتوصّل تحليل داخلي أجرته الحكومة الأميركية إلى أيّ دليل على قيام حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) "بسرقة ممنهجة" للإمدادات الإنسانية المموّلة من الولايات المتحدة، وهو ما يشكّك في المنطق الرئيسي الذي تطرحه إسرائيل وواشنطن لدعم آلية مساعدات خاصة مسلحة جديدة. وأجرى مكتب تابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية هذا التحليل، الذي لم يُنشر من قبل، واكتمل في أواخر يونيو/حزيران. ودرس التحليل 156 واقعة سرقة أو فقدان لإمدادات ممولة من الولايات المتحدة، التي أبلغت عنها منظمات مساعدات أميركية شريكة في الفترة من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى مايو/أيار من هذا العام.
ووفقاً لشرائح عرض للنتائج اطلعت عليه وكالة "رويترز"، لم يجد التحليل "أيّ تقارير تزعم أن حماس" استفادت من الإمدادات الممولة من الولايات المتحدة. ونفى متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية صحة هذه النتائج، زاعماً وجود أدلة مصوّرة على نهب حماس للمساعدات، لكنه لم يقدم أي فيديوهات. واتّهم المتحدث المنظمات الإنسانية التقليدية بالتستّر على "فساد المساعدات".
وقال مصدران مطلعان على الأمر إنه جرى تسليم النتائج لمكتب المفتش العام للوكالة الأميركية للتنمية الدولية ومسؤولي وزارة الخارجية المعنيين بسياسة الشرق الأوسط، في الوقت الذي يتفاقم فيه النقص الحاد في الغذاء في القطاع المدمر.
واتهمت إسرائيل مراراً حركة حماس بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية في غزة، وانطلقت من هذه الذريعة لفرض آلية جديدة تحولت لاحقاً لمصيدة موت وقتل راح ضحيتها مئات من الفلسطينيين المجوَّعين بفعل الحصار، في أثناء انتظارهم المساعدات على نقاط محدودة تشرف عليها إسرائيل عبر شركات أمن أميركية.
ويقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنّ ما يقرب من ربع سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة يواجهون ظروفاً أشبه بالمجاعة، ويعاني الآلاف من سوء التغذية الحاد، وتتحدث منظمة الصحة العالمية وأطباء في القطاع عن وفاة أطفال وآخرين بسبب الجوع.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة أيضاً إلى أن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من ألف شخص كانوا يسعون للحصول على إمدادات غذائية، أغلبهم بالقرب من مواقع التوزيع العسكرية التابعة لـ"مؤسّسة غزة الإنسانية"، وهي منظمة مساعدات خاصة جديدة تستخدم شركة لوجستية أميركية ربحية يديرها ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية ومحاربون قدامى مسلحون في الجيش الأميركي.
وأجرى التحليل مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، التي كانت أكبر ممول للمساعدات المقدمة لغزة قبل أن تُجمِّد إدارة الرئيس دونالد ترامب جميع المساعدات الخارجية الأميركية في يناير/كانون الثاني، مُنهيةً بذلك آلاف البرامج. وشرعت الإدارة أيضاً في تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، التي أُدمجت وظائفها ضمن وزارة الخارجية.
ووفقاً لشرائح العرض الموجزة، خَلُص التحليل إلى أن ما لا يقل عن 44 من أصل 156 واقعة جرى فيها الإبلاغ عن سرقة أو فقدان إمدادات المساعدات كانت "على نحوٍ مباشر أو غير مباشر" بسبب الإجراءات العسكرية الإسرائيلية. ولم يرد الجيش الإسرائيلي على أسئلة بشأن هذه النتائج. ورداً على سؤال عن تقرير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، قال الجيش الإسرائيلي لرويترز إن اتهاماته لحماس تستند إلى تقارير مخابرات تشير إلى أن مقاتليها استولوا على شحنات من خلال زرع أنفسهم "سراً وعلناً" في شاحنات المساعدات.
وتنفي حماس هذه الاتهامات، وقال مسؤول أمني من الحركة إن إسرائيل قتلت أكثر من 800 من أفراد الشرطة وحراس الأمن التابعين لحماس في أثناء محاولتهم حماية مركبات المساعدات وطرق القوافل بعد تنسيق مهامهم مع الأمم المتحدة.
ودفاعاً عن نموذجها الدموي في التوزيع، تتهم مؤسّسة غزة الإنسانية أيضاً حماس بسرقة كميات ضخمة من المساعدات. ورفضت الأمم المتحدة ومنظمات أخرى دعوات من المؤسّسة وإسرائيل والولايات المتحدة للتعاون مع المؤسّسة، قائلة إنها تنتهك مبادئ الحياد الإنساني الدولي.
وقدمت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى تعمل في غزة 156 بلاغاً عن سرقة الإمدادات أو فقدها؛ لأنه شرط لتلقي أموال المساعدات الأميركية. وراجع مكتب المساعدات الإنسانية هذه البلاغات. وقال المصدر المطلع الثاني إنّ موظفي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تابعوا مع المنظمات الشريكة في محاولة لتحديد ما إذا كانت حماس متورّطة في سرقة أو فقدان مساعدات ممولة من الولايات المتحدة، وذلك بعد تلقيهم بلاغات.
وأشار العرض التقديمي إلى أن شركاء الوكالة يميلون إلى المبالغة في الإبلاغ عن تحويل المساعدات وسرقتها من الجماعات الخاضعة لعقوبات أو التي تصنّفها الولايات المتحدة تنظيمات إرهابية أجنبية، مثل حماس وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني، لأنهم يريدون تجنّب خسارة التمويل الأميركي.
وجاء في العرض أن من بين وقائع السرقة أو الفقدان المبلغ عنها، وعددها 156 واقعة، نُسبت 63 منها إلى مجهولين، و35 إلى عناصر مسلّحة، و25 إلى أشخاص عُزل، و11 إلى عمل عسكري إسرائيلي مباشر، و11 إلى متعاقدين من الباطن فاسدين، وخمسة إلى أفراد من منظمات إغاثية "متورطين في أنشطة فساد"، وستة إلى "أخرى" وهي فئة تشمل "سلعاً سرقت في ظروف غامضة".
وذكرت إحدى شرائح العرض أن العناصر المسلحة "تضم عصابات وأفراداً آخرين ربما كانوا يحملون أسلحة". وجاء في شريحة أخرى أن "مراجعة كل الوقائع، وعددها 156، لم تكشف عن أي ارتباط" بتنظيمات أجنبية صنفتها الولايات المتحدة إرهابية"، مثل حماس. وقال مصدر مطلع على تقييمات المخابرات الأميركية لرويترز إنهم لا يعلمون بوجود أي تقارير مخابرات أميركية تتحدث بالتفصيل عن تحويل حماس لمساعدات، مضيفاً أن واشنطن تعتمد على التقارير الإسرائيلية.
ووجد تحليل المكتب أن الجيش الإسرائيلي "تسبب على نحوٍ مباشر أو غير مباشر" في إجمالي 44 واقعة فقدت فيها مساعدات مموّلة من الولايات المتحدة أو سرقت. ومن ضمن هذه الوقائع، تعود 11 منها إلى أعمال عسكرية إسرائيلية مباشرة، مثل الغارات الجوية أو الأوامر الصادرة للفلسطينيين بإخلاء مناطق من القطاع. وكشف التحليل أن الخسائر المنسوبة على نحوٍ غير مباشر إلى الجيش الإسرائيلي تتضمن حالات أَجبر فيها جماعات الإغاثة على استخدام طرق تسليم فيها مخاطر عالية للسرقة أو النهب، متجاهلاً طلبات إيجاد طرق بديلة.
(رويترز، العربي الجديد)
## إسطنبول تستضيف جولة مباحثات بين إيران ودول أوروبية
25 July 2025 10:18 AM UTC+00
في أول جولة تفاوضية بعد استهداف الولايات المتحدة وإسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية خلال العدوان الإسرائيلي على إيران، الذي استمر 12 يوماً من 13 إلى 24 يونيو/حزيران الماضي، تعقد إيران وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، اليوم الجمعة، مباحثات بالقنصلية الإيرانية في إسطنبول لبحث سبل العودة إلى الدبلوماسية وإحياء المفاوضات النووية، ويشارك في هذه المباحثات حميد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للشؤون السياسية، بالإضافة إلى كاظم غريب آبادي، نائب عراقجي للشؤون القانونية والدولية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الجمعة، في تصريح لوكالة إرنا الرسمية إن "اجتماع إسطنبول يُعد فرصة سانحة لتصحيح النظرة وامتحان للواقعية لدى الأوروبيين في ما يخصُّ الملف النووي الإيراني"، معتبراً أن الدول الأوروبية الثلاث "تفتقر للأهلية القانونية" لتفعيل آلية الزناد من أجل إعادة فرض العقوبات والقرارات الدولية. وحول ما تداولته بعض وسائل الإعلام بشأن احتمال طرح الأوروبيين تمديد قرار 2231، الذي ينتهي سريانه في 18 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، قال بقائي: "عندما يكون موضوع إعادة فرض العقوبات نفسه يفتقر لأي سند أو مشروعية قانونية ومنطقية، كما أن الأطراف الأوروبية، نظراً لسلوكها، لا تملك الأهلية ولا الإذن للقيام بذلك، فإنّ الحديث عن تمديد القرار 2231 يصبح أكثر انعداماً للمعنى أو الأساس، ونحن نعارضه صراحةً".
وحول التقارير عن زيارة مرتقبة لأحد كبار مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران وإمكانية تفقده للمنشآت النووية المتضرّرة، قال بقائي إن "زيارة نائب المدير العام للوكالة إلى طهران قيد الإعداد، ومن المرجح أن تجري خلال الأسابيع القليلة المقبلة"، موضحاً أن الهدف من هذه الزيارة هو "التشاور لوضع آلية جديدة لتنظيم التعاون بين إيران والوكالة"، مؤكداً أنه "لا يوجد أي برنامج لزيارة المنشآت النووية التي تضرّرت خلال الهجمات غير المشروعة من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني".
وفي السياق، كان غريب آبادي قال، أمس الخميس، في مؤتمر صحافي مع صحافيين من وسائل إعلام أميركية، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن فريقاً فنياً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيزور طهران، خلال الأسبوعين أو الثلاثة المقبلة، لبحث آفاق التعاون المستقبلي بين إيران والوكالة الدولية، مشدداً في الوقت ذاته على أن الوفد لن يقوم بزيارة المنشآت النووية الإيرانية. وأكد غريب آبادي ضرورة إجراء حوارات جديدة مع الوكالة الدولية في ظل المستجدات الراهنة، وقال: "في ضوء الظروف الجديدة، أصبح تنفيذ الالتزامات بحاجة إلى مناقشات جديدة مع الوكالة، وهذا أمر بالغ الأهمية".
وأضاف غريب آبادي أنّ منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تقيّم حالياً حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية نتيجة الهجمات الإسرائيلية والأميركية الأخيرة، معرباً عن تقديره لأهمية الاجتماع المرتقب بين إيران والدول الأوروبية الثلاث يوم الجمعة، ومشيراً إلى أن وزراء خارجية هذه الدول تواصلوا قبل أيام مع عباس عراقجي و"أبدوا رغبتهم في إيجاد حل لإدارة الوضع الراهن"، وشدد على أن الدول الأوروبية "ينبغي ألّا تقوم بتنسيق مواقفها مع الموقف الأميركي".
## تفاصيل إسرائيلية بشأن لقاء ديرمر والشيباني في باريس
25 July 2025 10:18 AM UTC+00
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة، بأن اللقاء الذي عُقد في باريس أمس الخميس، بين مسؤولين إسرائيليين وسوريين رفيعي المستوى، على رأسهم وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني برعاية المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، توماس برّاك، بحث سبل تخفيف التوتر بين سورية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، واستمر لنحو أربع ساعات، وفق ما نقلته القناة 12 العبرية.
وكان المبعوث الأميركي قد كتب عبر حسابه على منصة "إكس"، الخميس: "التقيت هذا المساء السوريين والإسرائيليين في باريس. كان هدفنا الحوار وتخفيف التوتر، وهذا بالضبط ما حققناه. جميع الأطراف جددت التزامها بمواصلة هذه الجهود". وبحسب القناة، فإن "القمة التاريخية"، التي نظمتها إدارة ترامب، كانت أعلى لقاء رسمي بين إسرائيل وسورية خلال الـ25 سنة الماضية، وكان هذا أول لقاء بين الجانبين منذ اندلاع الأزمة الأسبوع الماضي في مدينة السويداء جنوبي سورية، وبعد الغارات الإسرائيلية على دمشق التي أعقبتها.
ولفت مراسل القناة العبرية وموقع أكسيوس الأميركي، باراك رافيد، إلى أن آخر مرة عُقد فيها اجتماع رفيع المستوى بين إسرائيل وسورية، كانت في عام 2000، عندما استضاف الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون رئيس حكومة الاحتلال آنذاك إيهود باراك، ووزير الخارجية السوري في حينه فاروق الشرع، في شيفردستاون، كجزء من محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام بين البلدين.
ونقلت القناة 12 تأكيد مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، لم يسمّهما، لقاء ديرمر والشيباني في باريس أمس، وأن هدف القمة، بحسب المسؤولين الإسرائيليين، كان التوصّل إلى تفاهمات أمنية تتعلق بجنوب سورية من أجل الحفاظ على وقف إطلاق النار بين الجانبين ومنع أزمة مماثلة لتلك التي وقعت الأسبوع الماضي، على الرغم من أن إطلاق النار كان من طرف واحد هو الاحتلال الإسرائيلي، منذ إسقاط نظام بشار الأسد.
وبحسب مسؤول إسرائيلي كبير، يأمل المسؤولون في حكومة الاحتلال أن "تؤدي القمة في باريس، بالإضافة إلى قضية الترتيبات الأمنية على الحدود، إلى استعداد سوري أكبر للتقدّم في خطوات سياسية مع إسرائيل". وتابعت المصادر الإسرائيلية، أن الاجتماع شبه العلني في باريس عُقد بعد سلسلة طويلة من اللقاءات السرية بين مسؤولين إسرائيليين وسوريين كبار خلال الأشهر الأخيرة.
ووفقاً لمسؤولين إسرائيليين كبار، فإنه بعد انهيار نظام بشار الأسد، أجرت إسرائيل والحكومة التركية، التي دعمت النظام السوري الجديد برئاسة أحمد الشرع، محادثات حول منع الاحتكاك العسكري في سورية، وأقامتا خطاً ساخناً بين الجيشين الإسرائيلي والتركي لتفادي المواجهات في المجال الجوي السوري. وخلال هذه المحادثات، اقترح رئيس الاستخبارات التركية، إبراهيم قالن، على مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، الذي عيّنه نتنياهو لقيادة الملف السوري، دعوة ممثلين سوريين للانضمام إلى الاجتماعات.
ووفق ادّعاء مسؤولين إسرائيليين، لم تسمّهم القناة العبرية، وافق الإسرائيليون، والتقى هنغبي عدة مرات وزير الخارجية السوري الشيباني في باكو، عاصمة أذربيجان. وفي الأسابيع الأخيرة، ومع تكثيف برّاك جهوده للتوصل إلى اتفاق أمني بين إسرائيل وسورية خطوةً أولى نحو التطبيع، تم اتخاذ قرار بانضمام ديرمر إلى المحادثات. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن ديرمر مسؤول عن العلاقة بين حكومة نتنياهو والبيت الأبيض. وخلصت إسرائيل إلى أن السوريين لن يتقدّموا نحو التطبيع إلا إذا وُجدت حوافز أميركية، وقد تولى ديرمر مهمة صياغة هذه الحوافز بالتعاون مع إدارة ترامب. وبعد أزمة السويداء الأسبوع الماضي، قرر برّاك أن الوقت قد حان لعقد اجتماع ثلاثي مع ديرمر والشيباني.
## ماكرون: فرنسا ستُساهم بـ75 مليون يورو في مشروع مساعدة لبنان
25 July 2025 10:18 AM UTC+00
أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام بأن "بلاده تستعد لتنظيم مؤتمر دولي لدعم لبنان في باريس، بالتوازي مع الوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وذلك بعد إقرار القوانين الإصلاحية الأساسية، لا سيما في القطاعين المصرفي والقضائي"، وأضاف أن "بلاده ستُساهم بمبلغ 75 مليون يورو في مشروع المساعدة الطارئة للبنان (LEAP) التابع للبنك الدولي، دعماً لإعادة إعمار المناطق المتضررة من العدوان".
وأجرى سلام، أمس الخميس، زيارة رسمية إلى فرنسا والتقى مع ماكرون في قصر الإليزيه، في أول زيارة رسمية له إلى باريس منذ تسلّمه مهامه في فبراير/شباط الماضي. وأصدر مكتب سلام الإعلامي بياناً، صباح اليوم الجمعة، جاء فيه أنه "خلال اللقاء عرض رئيس الوزراء اللبناني التحديات التي يواجهها لبنان، مؤكّداً التزام الحكومة بمواصلة العمل الجاد لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، واستعادة الثقة المحلية والدولية، وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية". من جهته، رحّب الرئيس الفرنسي بالرئيس سلام وأشاد بإصرار الحكومة اللبنانية على المضي قدماً في مسار الإصلاح، مجدداً دعم فرنسا الثابت لسيادة لبنان واستقراره وازدهاره، ولجهود السلطات اللبنانية في إنعاش الاقتصاد وإصلاح المؤسسات.
كما شدد الطرفان على أهمية تجديد ولاية قوات اليونيفيل وتعزيز آلية مراقبة وقف إطلاق النار، وأكدا على "ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية ووقف جميع الانتهاكات، وعلى دعم قدرات الجيش اللبناني بما يعزّز دوره الحصري في امتلاك السلاح وبسط سلطة الدولة". وفي المجال القضائي، أعرب الجانب الفرنسي عن استعداده لتقديم الدعم الفني والمالي لإصلاح القضاء، من خلال إيفاد خبير إلى وزارة العدل اللبنانية، وإطلاق تعاون بين المدرسة الوطنية للقضاء الفرنسية ومعهد الدروس القضائية في لبنان. كما أعادت فرنسا التأكيد على استعدادها لمواكبة التعاون اللبناني - السوري لضبط الحدود المشتركة، وتقديم الدعم التقني اللازم لترسيمها، مستفيدة من الأرشيف التاريخي المتوفّر لديها.
وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد"، إنّ "ماكرون أكد لسلام على ضرورة تجديد مهام اليونيفيل في لبنان، لأهمية وجودها ودورها في هذه الظروف الدقيقة التي يمرّ بها لبنان، كما أكد أهمية دعم الجيش اللبناني حتى يقوم بالمهام الموكلة اليه، كما شدد على ضرورة انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي تحتلها ووقف الاعتداءات للحفاظ على الاستقرار". ولفتت المصادر إلى أن "هناك تشديداً فرنسياً على ضرورة قيام لبنان بالإصلاحات المطلوبة منه باعتبارها شرطاً أساسياً للحصول على أي دعم، من هنا فإن الجانب اللبناني أكد جهوده في هذا الإطار، وأنه سينكب على القيام بالخطوات الإصلاحية لنهضة لبنان".
كما أشارت المصادر إلى أن "سلام تطرق مع ماكرون إلى المهام التي قام بها الجيش اللبناني ويواصل القيام بها منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأن ما يعيق استكمال انتشاره ومهامه هو الاحتلال المستمرّ من جانب العدو، والاعتداءات على الأراضي اللبنانية، وهو ما يجب أن يضغط العالم لايقافه، كما أكد التزام لبنان باتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، وتصميمه على حصر السلاح بيد الدولة واستعادة قرار الحرب والسلم".
## المخرج جورج تقلا: تقديم كارمن في مهرجانات بعلبك محطة مفصلية
25 July 2025 10:21 AM UTC+00
رغم الظروف الأمنية الدقيقة في بعض المناطق اللبنانية، تفتتح مهرجانات بعلبك الدولية، مساء اليوم الجمعة، أمسياتها الفنية، بعرض عالمي لأوبرا "كارمن" للمؤلف الفرنسي بيزيه، مع عرض إضافي مساء غد السبت 26 تموز/ يوليو. العرض من إنتاج المهرجان نفسه، ومن إخراج المخرج اللبناني-البرازيلي العالمي جورج تقلا الذي يعود إلى وطنه الأم بعد 50 عاماً من الهجرة في البرازيل، ليكرّم بعلبك ومهرجاناتها.
قدم تقلا، الذي أثبت حضوره واحداً من أبرز مخرجي ومنتجي العروض الغنائية والأوبرالية في البرازيل، أعمالاً شهيرة على مسارح ساو باولو ونيويورك وبوينس آيرس، وعواصم عالمية أخرى، من بينها "لاترافياتا" و"ريجوليتو"، و"كارمن"، و"إيفيتا"، و"يسوع المسيح سوبرستار"، و"حلم ليلة منتصف الصيف"، و"الآنسة شانيل"، وغيرها.
في حديثه لـ"العربي الجديد"، وصف جورج تقلا إخراجه لأوبرا "كارمن" في بعلبك بأنه "علامة فارقة" في مسيرته الفنية، وأوضح أنه حرص على تقديم هذا العمل الضخم، الذي يُقدم على أدراج معبد باخوس في قلعة بعلبك التاريخية، برؤية تمزج بين المحلي والعالمي. إذ يؤدي الأدوار الرئيسية أربعة مغنين أوبراليين فرنسيين، هم: ماري غوترو في دور كارمن، جوليان بير في دور دون خوسيه، جيروم بوتيليه في دور إسكاميليو، فانينا سانتوني في دور ميكاييلا. مع مشاركة عدد من الأصوات اللبنانية المميزة، أبرزها: ميرا عقيقي في دور فراسكاتي، وغريس مدور في دور مرسيديس، وسيزار نعصي في دور زونيغا، وفادي جنبرت في دور مورال، وفيليب نيقولا مارتين في دور لو دانكيير، وجايسن شويفاتي في دور لو ريمندادو.
في حين أبدع المصمم العالمي ربيع كيروز، الذي صمّم أزياء شرقية حديثة بطابع تقليدي عصري. بالإضافة إلى "نشر عطر شرقي" في الموسيقى من خلال حضور منشدين ومنشدات من جوقة الجامعة الأنطونية، مع التنويه بدور الأب توفيق معتوق الإستثنائي المفعم بمهنية عالية في القيادة الموسيقية للعمل، بمشاركة عازفين وعازفات الأوركسترا الوطنية للراديو الرومانية، التي سبقت وعزفت في بعلبك مرّتين "ستابت ماتر" لروسيني و"ركويام" لفيردي. أما المشاهد الراقصة، فتؤديها راقصات محترفات من لبنان ومجموعة راقصين أجانب، بإشراف الكوريغراف أنسيلمو زولا، بينما تولى الفنان اللبناني نبيل نحاس السينوغرافيا المبهرة على أعمدة المعبد.
ورأى تقلا في عودته إلى لبنان اليوم تحقيقاً لحلم قديم، إذ لا تزال ذكريات الطفولة عن مهرجانات بعلبك حيّةً في ذاكرته، حيث كان يرافق والده فيليب تقلا، رجل الدولة والدبلوماسي المعروف، لحضور مسرحيات للرحابنة أو حفلات راقصة، مثل عرض الأسطورة نورييف، الذي تأثر به بشدة، وأدرك هناك دور المسرح في توطيد الحوار مع الخالق، لا بل قوة المسرح في تخصيص حيز للتواصل مع الخالق، بحسب تعبيره.
واستعاد المخرج علاقته المتينة بمهرجانات بعلبك منذ زيارته مع المخرج الأميركي بوب ويلسون عام 1974، لمتابعة التحضيرات لعمل مسرحي كان مقرراً عرضه في العام التالي، لكن اندلاع الحرب عام 1975 أوقف المشروع. وهو ما كانت له انعكاسات سلبية على الشاب اللبناني الذي قرّر الهجرة إلى البرازيل لإكمال دراسته وبناء مسيرته الفنية.
وعن سببب اختياره تقديم "كارمن"، أوضح جورج تقلا أنه أخرج هذا العمل سابقاً في ساو باولو، وعندما طُلب منه تقديمه في بعلبك لم يتردد، رغم الغربة الطويلة، كما أشار إلى أن شخصية كارمن تجسد المرأة الحرة، المستقلة والمنكبة على العمل مع الثوار لتحرير أرضها مع التزامها بالتضحيات الجمة لتحقيق ذلك، معتبراً أن لبنان يشبه كثيراً هذه المرأة التواقة إلى الحرية والمناضلة من أجل الاستقلال والبحث عن الذات والولادة الجديدة.
كذلك، عبّر المخرج عن رغبته في تمضية شيخوخته في لبنان حيث جذوره، فهو من عائلة مؤثرة في الشأن العام، فقد كان والده فيليب تقلا، الذي ورث السياسة عن شقيقه سليم رجل الدولة، قد شغل مهام أول حاكم لمصرف لبنان ومناصب ديبلوماسية وحكومية عدة.
واختتم جورج تقلا حديثه مع "العربي الجديد"، بالقول: "المسرح كان دائماً المكون الأوفى في حياتي المهنية"، معلناً أنه بعد عرض "كارمن" سيقضي عطلة قصيرة في لبنان، قبل العودة إلى البرازيل لتنفيذ عروض جديدة، منها أوبرا "شيكا دا سيلفا"، التي تروي قصة امرأة سوداء تناضل ضد العبودية، وأوبرا "توراندوت" وأعمال أخرى.
## ترامب ينال تعهداً بتغيير نهج "سي بي إس" التحريري لتمرير صفقتها
25 July 2025 10:40 AM UTC+00
أعطت الهيئة الناظمة للاتصالات في الولايات المتحدة الضوء الأخضر لصفقة شراء شركة الإنتاج سكاي دانس مجموعة باراماونت غلوبال، في مقابل شرط غير اعتيادي يقضي بأن تغيّر محطة سي بي إس التابعة للأخيرة خطّها التحريري.
وأتى هذا الاتفاق بعدما بتّت "باراماونت" في مطلع يوليو/ تموز الحالي نزاعاً قضائياً مع دونالد ترامب، وأعلنت إلغاء برنامج "ذا لايت شو" الذي يوجّه مقدّمه ستيفن كولبرت انتقاداتٍ لاذعةً للرئيس الأميركي.
واحتاجت السلطات الأميركية لسنة للبتّ في مشروع "سكاي دانس" التي طرحت مبلغ 8,4 مليارات دولار للاستحواذ على المجموعة التي انبثقت من استوديوهات الإنتاج الشهيرة "باراماونت".
ولم تذكر الهيئة الناظمة للاتصالات في الولايات المتحدة (إف سي سي) في بيانها سوى جوانب لا علاقة لها كثيراً بصون المنافسة وأنشطة المجموعتين، وهما عادةً من أهمّ العناصر التي تستند إليها الهيئة الناظمة في قراراتها. ودفعت الوكالة "سكاي دانس" خصوصاً إلى التعهّد بأن تتّخذ في "سي بي إس" تدابير "من شأنها أن تصحح الانحياز الذي قوّض ثقة (الجمهور) في وسائل الإعلام الوطنية".
وكثيراً ما ينتقد دونالد ترامب "سي بي إس"، متّهماً إيّاها خصوصاً بأنها "خارج السيطرة". في منتصف إبريل/ نيسان الماضي، اتّهم برنامج "60 مينتس" بالتشهير به وأعرب عن تأييده اتّخاذ مدير "إف سي سي" عقوبات بحقّ المحطة بسبب "سلوكها غير القانوني".
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ادّعى على "سي بي إس" أمام القضاء متّهماً برنامج "60 مينتس" بأنه غيّر على نحو مخادع مقابلة مع منافسته الديموقراطية للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس. لاحقاً، في مطلع يوليو الحالي، وافقت "باراماونت" على دفع 16 مليون دولار لحلّ القضيّة، بعدما طالبها دونالد ترامب بعطل وضرر بقيمة 20 مليار دولار.
ارتفعت أصوات عدّة للتنديد بقرار "باراماونت" التي اتّهمت بمراعاة ترامب مالياً، للحصول على الضوء الأخضر من "إف سي سي". ووصف ستيفن كولبير مقدّم "ذا لايت شو" الذي يعدّ من أبرز البرامج المسائية، هذه الصفقة بـ"الرشوة الكبيرة". وقال الفكاهي الستيني: "لا أدري إذا كان بإمكاني أن أثق مجدّداً في هذه المؤسسة". وبعد بضعة أيّام، أعلنت محطة "سي بي إس" وقف البرنامج الشهير بعد انتهاء موسم 2025-2026، مرجعةً السبب إلى "قرار مالي بحت".
ويعدّ هذا الاتفاق، "بالإضافة إلى الفساد الذي يشوبه" مناورة من حكومة ترامب "لجعل التغطية الصحافية لسي بي إس أكثر محاباةً لليمين المعروف باسم ماغا"، نسبة إلى شعار الرئيس المختصر "لنجعل أميركا عظيمة مجدّداً"، بحسب السيناتور الديمقراطي إد ماركي عن ماساتشوستس، الذي أضاف: "هذا هو الشكل الذي تتخذه الرقابة في الولايات المتحدة".
وحصلت الهيئة الناظمة للاتصالات أيضاً من "سكاي دانس" على ضمانات بإلغاء برامج الترويج للتنوّع والدمج في سياق مجموعة باراماونت. ويسعى الرئيس الأميركي إلى اجتثاث هذه المبادرات من كلّ المؤسسات والهيئات العامة والمراكز التعليمية، باعتبار أنها تنطوي على تمييز في حقّ البيض.
ومن شأن استحواذ "سكاي دانس" على "باراماونت" أن يساعد الأخيرة في تحسين وضعها المالي في ظلّ تقلّص الإيرادات وتضاؤل الربحية. وتسعى المجموعة، على غرار منافسيها، إلى تطوير خدماتها في مجال البثّ التدفّقي مع منصّة باراماونت+ التي ما زالت محدودة النطاق ومعدومة الأرباح بعد أربع سنوات على إطلاقها.
وينبغي الآن على "سكاي دانس" أن تثبت أن ثمة مشاريع يمكن تحقيقها مع "باراماونت" التي تستند إلى نموذج عمل مختلف عنها كثيراً. ولا تملك "سكاي دانس" التي ساهمت في إنتاج أعمال كبيرة، من قبيل "ميشن إنمباسبل" و"توب غان" قنوات بثّ خاصة بها.
وأنشئت الشركة سنة 2010 بمبادرة من ديفيد إليسون، ابن مؤسس شركة التكنولوجيا المعلوماتية أوراكل، لاري إليسون.
(فرانس برس)
## مصري من لاهاي: احتجاج بالأقفال والدقيق في السفارات ضدّ حصار غزة
25 July 2025 10:44 AM UTC+00
أكد المدوّن وصانع المحتوى المصري أنس حبيب، المقيم في هولندا في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه لا يستطيع أن يواصل حياته بأمان بينما يموت سكان غزة جوعاً تحت الحصار على مرأى ومسمع من العالم، قائلاً: "لا يمكنني أن أعيش حياتي على نحوٍ طبيعي وهناك من يتضوّر جوعاً في غزة. لا بدّ أن أفعل شيئاً أقدّمه لله ولهؤلاء المستضعفين".
بهذه الكلمات عبّر أنس عن دوافع خطوته الاحتجاجية الاستثنائية التي قام بها خلال الأيام الماضية، حين أغلق أبواب السفارة المصرية في لاهاي مستخدماً أقفالاً حديدية، ثم لطخ اسمها بالبيض، وسكب الطحين الأبيض على الأرض، كأنما يعيد تمثيل مشهد من غزة المحاصرة، وقال مخاطباً إياهم: "اجمعوه من الأرض، كما يفعل أهل غزة".
لم يحمل أنس لافتات شعارات ولا ميكروفونات، فقط صوته الغاضب وكاميرا هاتفه. ولم يتوقف تحركه عند لاهاي، بل أعقبه بخطوات مماثلة، إذ وضع الأقفال على أبواب سفارة الأردن، ثم سفارة مصر في بلجيكا، مُرسلاً رسائل احتجاج رمزية ضدّ الصمت العربي تجاه المجاعة المفروضة على القطاع المحاصر.
في صباح يوم الاثنين الماضي، لم يطرق الأبواب بحثاً عن تأشيرة أو معاملة قنصلية. بل حضر ليرفع الصوت مدوياً: "غزة جائعة ومحاصرة، لا حليب للأطفال، لا مساعدات، والمعابر مغلقة، وتقولون إنها مقفلة من عندهم وليس من عندكم.... جربوا الحصار".
أنس حبيب قال لـ"العربي الجديد: "قرّرت أن أُذِيق ممثلي هاتين الدولتَين من الكأس نفسها، وبالحجة ذاتها التي يستخدمها النظام المصري: المعبر مغلق من الجهة الأخرى. فأغلقتُ عليهم الباب وادعيتُ أنه مغلق من الداخل. هكذا يفعلون مع الفلسطينيين، وهكذا أعبّر عن رأيي". وعند سؤاله عن الرمزية التي يوظفها في احتجاجاته، أجاب: "الهزل يفضح الكذب. ما فعلته من تهريج أمام السفارة كشف زيف ادّعاءاتهم، وسأواصل استخدام الوسائل ذاتها، وفي أماكن أخرى، حتّى يعيش الفلسطينيون بأمان".
يأتي هذا في الوقت الذي تتكدس آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية التي تبرعت بها الدول والمنظمات الدولية والمصرية على مدار أشهر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، نتيجة الإغلاق الإسرائيلي لمعبر رفح منذ مايو/أيار 2024.
صرخة الشاب المصري التي وثّقها عبر بث مباشر على مواقع التواصل، سبقتها تدوينة لها على فيسبوك قال فيها: "أنا نازل عند سفارة النظام اللي محاصر غزة عشان نفسي أنا... عشان سؤال ربنا يوم القيامة يمكن ده يكون عذر ليا يوم القيامة... حصار وتجويع غزة مش هيخلي حد مستريح ولا عايش مستريح وطول ما غزة مش آمنة عمركم ما هتكونو في أمان...".
لم يكن الاحتجاج الذي قام بها المصري أنس حبيب بإغلاق سفارة مصر في هولندا الأول من نوعه له، فرغم الطريقة المبتكرة التي تُعدّ خطوة احتجاجية فردية، تبعها بعدة خطوات أخرى بوضع الأقفال على سفارة المملكة الأردنية في هولندا، وسفارة مصر في بلجيكا، إلّا أن لأنس قصة يتشابه فيها مع عدد من شباب مصر الذي تلقوا وابلاً من القمع السياسي بعد انقلاب يوليو/ تموز 2013.
فمن يكون أنس إبراهيم حبيب؟ الشاب الذي استطاع بصحبة أخيه طارق، الاحتجاج الرمزي أمام السفارة المصرية، لتنتشر حول العالم ويتفاعل معها رواد منصات التواصل الاجتماعي.
وُلد أنس إبراهيم حبيب عام 1998، في مدينة دمنهور، عاصمة محافظة البحيرة، بشمال مصر، لأسرة تنتمي إلى الطبقة الوسطى. تعلّم بالأزهر الشريف، حتّى مرحلة الثانوية في مدينة دمنهور، شارك والده وأخوه الأكبر طارق (من مواليد عام 1994)، في ثورة يناير 2011، إلى أن تحوّل مصير الأسرة تماماً بعد انقلاب يوليو 2013. فقد شهدت مدينة دمنهور آنذاك مظاهرات عارمة رافضة للانقلاب، كان أبرزها المظاهرة الرافضة لمجزرة فضِّ ميداني رابعة العدوية والنهضة يوم 14 أغسطس/ آب 2013، التي شهدت اشتباكات غير مسبوقة نتج عنها حريق مبنى محافظة البحيرة، وعدد من المباني الحكومية، وعدد كبير من المعتقلين. 
بعد انطلاق العام الدراسي الأول بعد شهر من مذبحة فضّ رابعة والنهضة، شارك أنس (15 عاماً آنذاك) في التظاهرات الطلابية الرافضة للانقلاب في معهده الأزهري، وفي شوارع مدينة دمنهور، وفي 9 يناير/ كانون الثاني وفي مظاهرة ليلية بمدينة دمنهور أُصيب صديقه عادل الحوفي (1998 - 2014)، برصاصة في الرقبة نُقل على إثرها للعناية المركزة، وفارق الحياة في 2 فبراير/ شباط 2014.  كان مقتل صديقه عادل الحوفي دافعاً لإكمال مسيرته في التظاهر والمشاركة في الفعاليات الاحتجاجية ضد الانقلاب في مدينته دمنهور، وظلّ الأمر كذلك إلى أن كان في زيارة إلى صديقه المعتقل أثناء عرضه على النيابة، وعرف من خلال أحد المحامين أنه مُدرج في 3 قضايا، وقد صدرت بحقه أوامر اعتقال. 
اعتُقل والده الذي يعمل معلّماً للتاريخ أثناء إنهاء أجراء إجازته، واستطاع أخوه الذي كان يدرس بكلية الهندسة جامعة الأزهر الخروج خارج مصر، وانتقل أنس برفقة والدته إلى القاهرة، التي اتّخذها محلاً جديداً للإقامة، واستطاع التسجيل بأحد المعاهد الأزهرية هناك، بعد أن اكتشف أنه متهم برفقة أبيه وأخيه في 3 قضايا متنوعة.
الخروج للمنفى
في شهر يوليو/ تموز 2015، وأثناء الإجازة الصيفية، حاول أنس مغادرة مصر نحو السودان عبر مطار القاهرة، إلّا أنه اعتقل من المطار، وبدأ رحلة داخل السجن استمرت نحو عامين، أمضى فيها سنة ونصف السنة داخل سجن "معسكر أمن دمنهور"، حتى أكمل الثامنة عشرة من عمره ورُحّل بعد ذلك إلى سجن الأبعادية "دمنهور العمومي" الذي أمضى فيه ستة أشهر حتى خرج من السجن وحده، تاركاً والده يمضي 3 سنوات داخل السجن. 
تمكّن أنس من اجتياز امتحانات الثانوية الأزهرية من داخل السجن، رغم الظروف القاسية التي وصفها في شهادته لبودكاست "عنبر كله يسمع" بأنها كانت "كارثية"، قال: "لم نكن نستطيع النوم خلال فترة الامتحانات، ولم تتوفر ظروف للمذاكرة داخل الزنازين المزدحمة، فاعتمدنا فقط على القراءة". ورغم ذلك، تمكّن من نيل معدل 76 في المئة في الفرع العلمي.
بعد مغادرة السجن، حاول أنس السفر مرة أخرى، إلّا أنه فوجئ بمنعه من السفر ومصادرة جواز سفره للمرة الثانية، والتحقيق معه في مقر الأمن الوطني بدمنهور مرة أخرى. بعدها حصل على جواز سفره وسُمح له بالسفر إلّا أنه لم يعد إلى البلاد منذ أن غادرها عام 2017. 
سافر أنس إلى تركيا لمتابعة دراسته الجامعية في تخصّص الإعلام، إذ التحق بشقيقه طارق الذي أنهى دراسة الهندسة. وأطلقا معاً قناة على يوتيوب بعنوان "2 Brothers"، قدّما من خلالها تجارب اجتماعية متنوعة ورحلات ميدانية، واشتهرا من خلالها. 
قبل أربعة أعوام، قرّر الأخوان أنس وطارق الانتقال للعيش في هولندا. وهناك، تزوّج أنس من فتاة هولندية أعلنت إسلامها، وقد أثارت قصتها إعجاباً واسعاً بعدما بثّ تسجيلاً يظهره وهو يلقّنها الشهادة. لاحقاً، رزق الزوجان بطفل أسمياه "مالك".
تعرّض أنس قبل ثلاثة أعوام، لضغوطات شديدة نتيجة التهديدات المتكررة التي طاولت عائلته في مصر، ما اضطره إلى التزام الصمت والامتناع عن الحديث في السياسة لمدة شهر ونصف الشهر، إلى أن تمكّن من تأمين خروج أهله من البلاد. بعدها، استأنف نشاطه وواصل مشاركته في الوقفات الاحتجاجية الدورية أمام السفارة المصرية في هولندا.
بعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، ازداد حضور أنس على وسائل التواصل الاجتماعي داعماً للمقاومة، وتعرّض للاعتقال مرة بسبب مشاركته في الاحتجاجات ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وظلّ يشارك في الفعاليات الداعمة لفلسطين في هولندا.
 
## إسرائيل تواصل اعتداءاتها جنوبي لبنان وبرّاك يصعد ضد حزب الله
25 July 2025 10:51 AM UTC+00
تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان في خرقٍ مستمرّ لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فيما صعد المبعوث الأميركي توماس برّاك لهجته ضد حزب الله.
واليوم الجمعة، استشهد شخص جراء غارة لطيران الاحتلال الإسرائيلي على سيارة في بلدة برعشيت، كما أصيب مواطن بجروح بعدما أطلق جيش الاحتلال النار عليه في بلدة الضهيرة جنوباً. وحلّقت طائرات اسرائيلية صباح اليوم على علو منخفض في أجواء بعض المناطق اللبنانية، من ضمنها العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، وذلك بعد تصعيد لافت مساء أمس الخميس مع تنفيذ الاحتلال سلسلة اعتداءات على مناطق عدة في الجنوب، فيما استهدفت مسيّرة بغارة سيارة في بلدة عيتا الشعب، ما أسفر عن استشهاد مواطن.
ومساء الخميس، أطلق الموفد الأميركي توماس برّاك مواقف بارزة وتصعيدية بوجه حزب الله عبر حسابه على منصّة "إكس"، معلناً أن الولايات مستعدة لدعم لبنان شرط أن تلتزم الحكومة باحتكار الدولة جميع الأسلحة، وأن يكون الجيش اللبناني وحده الذي يملك السلطة الدستورية للعمل داخل حدوده. وأشار برّاك إلى تصريحه خلال زيارته إلى بيروت بأن حزب الله قضية يجب أن يحلّها اللبنانيون أنفسهم، كما أن موقف الولايات المتحدة راسخ بأن حزب الله يمثل تحدياً لا يمكن لأحد معالجته إلا الحكومة اللبنانية.
ولفت إلى أن هدفنا في لبنان هو دولة لبنانية قوية قادرة على مواجهة حزب الله ونزع سلاحه، مشدداً على أن الولايات المتحدة لا تفرّق بين جناحي حزب الله السياسي والعسكري، و"نحن ننظر إلى الجماعة برمّتها على حقيقتها بأنها منظمة إرهابية أجنبية". وتابع "في المقابل تعترف الولايات المتحدة بالجيش اللبناني باعتباره المؤسسة العسكرية الوطنية الشرعية الوحيدة، وركيزة من ركائز سيادة لبنان ومفتاح ضمان مستقبل مستقر ومزدهر، ويقع الآن على عاتق القيادة السياسية اللبنانية والجيش اللبناني إظهار العزم والإرادة السياسية، على حدّ تعبير الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لاستغلال فرصة جديدة لمستقبل خالٍ من قبضة إرهابيي حزب الله، وفي هذا المسار ستقف الولايات المتحدة جنباً إلى جنب مع الشعب اللبناني".
في هذا الإطار، قالت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد": "ننتظر الردّ الأميركي على موقف لبنان الأخير، ونأمل بأن تكون الأجواء إيجابية، فهناك ثوابت يتمسّك بها لبنان ويصرّ عليها، على رأسها وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، مع ضمانات بهذا الاتجاه". ولفتت المصادر إلى أن "قرار احتكار الدولة السلاح متخذ بحسب قسم الرئيس جوزاف عون والبيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام، والعمل جارٍ من أجل بحث آليات تنفيذية، لكن هذا يتطلب هدوءاً ومباحثات داخلية، ولا يحصل بالقوة، وذلك حرصاً على المصلحة اللبنانية والاستقرار الداخلي".
وقال الرئيس اللبناني، أمس الخميس، إن لبنان "على مفترق طرق مفصلي وقد يكون مصيرياً، وحدتنا وتعاوننا وتضامننا أساسية كي نواجه كافة التحديات"، مشيرا إلى أن "الخطأ المميت الذي ارتكبه اللبنانيون في السابق هو الاستقواء بالخارج ضد الآخر في الداخل وشهدنا تبعات هذا الأمر، أنا أريد أن استقوي بشريكي وأخي في الداخل ضد الخارج كائناً من كان".
## نازحو السويداء: نقص طعام وخدمات في مراكز إيواء درعا
25 July 2025 10:55 AM UTC+00
أجبرت المواجهات المسلحة في محافظة السويداء مئات العائلات على النزوح إلى مناطق أكثير أمناً، ووصلت نحو 4000 عائلة إلى محافظة درعا المجاورة، وغالبيتها تعيش حالياً في مراكز إيواء.
لم تكن أمام مئات العائلات السورية التي غادرت محافظة السويداء خلال الاشتباكات الدامية الكثير من الخيارات، إذ حمل أربابها أطفالهم ومن بقي من أفراد عائلاتهم واتجهوا إلى مناطق آمنة خارج الحدود الإدارية للمحافظة، تاركين بيوتاً وأراضي بعضها موروثة عن الأجداد، للسكن في مراكز إيواء لا توفر لهم أبسط الخدمات الحياتية، أو في بيوت عائلات احتضنتهم.
حصل النزوح أو التهجير في ظل غياب أي تخطيط حكومي، وتفاوت واضح في استجابة المنظمات الإنسانية، خاصة مع تزايد أعداد النازحين، وإخلاء دفعات أخرى من العائلات التي كانت محاصرة داخل السويداء. وتعاني مراكز الإيواء في محافظة درعا المجاورة، وهي في معظمها مدارس، من ندرة أبسط مقومات الحياة، فيما تعيق الإجراءات  التي تتبعها بعض المنظمات الإغاثية وصول المساعدات إلى العائلات، ما يزيد تدهور الأوضاع المعيشية.
يقول سليمان الهواري، وهو إمام وخطيب مسجد بلدة شهبا في السويداء، لـ"العربي الجديد": "كنا دائماً ندعو إلى السلم الأهلي والعيش المشترك، وهذا النهج معروف لدى جميع أبناء جبل العرب، سواء العشائر البدوية أو الدروز. من تم تهجيرهم قسراً تعرّضوا للحصار داخل منازلهم وسط تهديدات بالقتل، قبل أن يتدخل بعض الوجهاء والشرفاء لتأمين خروجهم. لولا هذا التدخل، لكان الكثير من البدو قد قُتلوا، وما زال كثيرون يتصلون بنا كي يعبّروا عن ألمهم الشديد لما جرى".
ويضيف الهواري: "بعض أبناء سورية يعيشون اليوم في مراكز إيواء أو مدارس داخل وطنهم. فكيف تقبل الدولة أن يُجبر المواطن على الهجرة؟ لا وجود للعداوة بين بدو السويداء ودروزها، ولا نعرف مبرر تهجير الناس من بيوتهم. لماذا لا تؤمّن الدولة المنازل؟". 
ويلفت إلى أن عدداً من أهالي بلدة شهبا ما زالوا محاصرين في المسجد من دون طعام أو شراب أو دواء، وأن هناك حالات إنسانية بالغة الخطورة، وأن "من غادروا السويداء كانوا مضطرين، وجميعهم مصرّون على العودة إلى بيوتهم في أقرب وقت".
بدوره، يشدد سلام الهجر، وهو أحد المهجرين من شهبا، على أن سكان البلدة من أبناء العشائر البدوية لم تكن لديهم أي نية للرحيل، وقد عاشوا في حالة من التعايش مع جيرانهم الدروز وبقية مكونات المنطقة منذ مئات السنين. ويوضح في حديث لـ"العربي الجديد"، أن التدخل المسلح من مجموعات وصفها بـ"المتطرفة" كان السبب المباشر في مغادرتهم القسرية، مضيفاً: "طردت جماعات مسلحة الناس من مناطق التربة والجنينة وغيرها، ومن بين نحو 200 عائلة، سقط نحو 25 قتيلاً، وهناك عدد من المفقودين. غادرنا حفاظاً على أرواحنا، لا رغبة منا بالرحيل".
وتروي الخمسينية حوا المحمد لـ"العربي الجديد"، أن عائلتها عاشت أكثر من 55 سنة في القرية في ظل جوار مستقر، قبل أن تُجبر على مغادرتها تحت تهديد السلاح، وتقول: "خرجنا بعد تهديدات مباشرة، ونمنا في العراء، والأطفال قضوا أياماً تحت الأشجار. حالياً لا نطلب سوى العودة إلى منازلنا".
ويقول عضو شعبة نقابة المعلمين في شهبا، المدرس عاطف الهواري، لـ"العربي الجديد": "العائلات هجّرت من منازلها وأراضيها على أيدي مجموعات مسلّحة منفلتة. شهبا كانت نموذجاً للأمن والسلم الأهلي طيلة 14 عاماً مضت. لكنهم هجّرونا بملابسنا فقط، وتحت ضغط السلاح، ونأمل بأن يتم التعامل مع هذه المجموعات سريعاً حتى نتمكن من العودة إلى أرضنا وبيوتنا، والعيش بسلام مع أهلنا وجيراننا".
نزح السوري محمد خير النعيمي إلى مركز البقعة، ويؤكد لـ"العربي الجديد"، أن العائلات التي فرت من شهبا تعيش حالة من التشرد والتشتت وسط غياب التنظيم ونقص الخدمات، ويقول: "تعمل المنظمات الإغاثية بطريقة عشوائية، وتضيق على الناس بإجراءات كثيرة، من بينها التحقق من البيانات، رغم أن الكثير من أفراد العائلات مفقودون، أو موزعون على أماكن متفرقة. بعض العائلات لجأت إلى منازل أقارب أو أصدقاء، ويصعب الوصول إلى الجميع بسبب غياب قاعدة بيانات موحدة. نحن بحاجة إلى خيام، أو أماكن إيواء تتسع للعوائل، ولا توجد فرش، ولا حمامات صالحة للاستعمال، والماء غير صالح للشرب. الناس يتزاحمون في غرف صفية، وهذا صعب للغاية".
ويشير النعيمي إلى أن "الكثير من العوائل فقدت أوراقها الثبوتية خلال النزوح، أو تعرضت للسرقة خلال مغادرتها، ومنذ يومين لم يُقدَّم أي خبز من المنظمات، وكل ما نأكله يأتي من التبرعات الأهلية أو بالجهود المحلية، فيما تعاني العائلات المستضيفة من ضغوط متزايدة".
في ظل هذا الواقع المتأزم، يؤكد الناشط عمر الجنوبي لـ"العربي الجديد"، أن "المهجرين من بينهم عائلات من المسيحيين، وعدد العائلات المسيحية التي فرت من السويداء يقدر بنحو 60 عائلة، والاحتياجات العاجلة تشمل مختلف المواد الغذائية، إضافة إلى حليب الأطفال، ومواد النظافة، خاصة أن الحرارة المرتفعة تفاقم معاناة النازحين".
يضيف الجنوبي: "هناك مخاوف لدى بعض العائلات من الإدلاء بأي تصريحات إعلامية بسبب بقاء أفراد منها في المناطق المحاصرة داخل السويداء، ونأمل بأن يتمكن جميع النازحين من العودة قريباً إلى منازلهم، وغالبية العائلات بانتظار هذه اللحظة".
بدوره، يقول عضو المكتب التنفيذي في محافظة درعا المسؤول عن لجنة الطوارئ حسين النصيرات، لـ"العربي الجديد"، إن "عدد مراكز الإيواء وصل إلى 52 مركزاً، وهي تستضيف حالياً أكثر من 4000 عائلة من سكان السويداء، معظمهم من عشائر البدو، إلى جانب نسبة أقل من أبناء الطائفة الدرزية، وعدد من العائلات المسيحية. أغلب العائلات المسيحية توجهت نحو دمشق، أو مناطق أخرى أكثر استقراراً، وكثير من العائلات النازحة تخشى على مصير أفرادها الذين بقوا داخل السويداء. العودة مرهونة بحلول أمنية، وبيئة يشعر فيها الناس بالأمان، وهذا غير متوفر حالياً في ظل غياب فرض سلطة الدولة".
وتتزايد تحركات المنظمات الإنسانية للاستجابة لحاجة المهجرين، لكن الاستجابة لا تزال دون المستوى المطلوب في ظل ظروف قاسية تشمل ارتفاع درجات الحرارة، واكتظاظ مراكز الإيواء، وهناك حاجة لتكثيف الجهود الإنسانية، خصوصاً في قطاعي الصحة وتوفير الغذاء.
ويقول النازح يزن الجاسم لـ"العربي الجديد"، إن النازحين يعانون من نقص مختلف الخدمات والمتطلبات الإنسانية، وإن الكثير من العوائل بحاجة إلى خيام، ويمكن توفير كرفانات للعائلات الكبيرة، كون البقاء في صفوف المدرسة صعب على هذه العوائل. يتابع: "الكثير من العوائل التي هجرت متخوفة على مصير من بقي من أفرادها في السويداء، وهم محاصرون هناك، ولا نريد العودة قبل توفير الأمن، لكننا بحاجة إلى المياه والطعام والكهرباء والمستلزمات الطبية، فهناك نساء حوامل، ومن بيننا مصابون ومرضى، ونحتاج أيضاً إلى حليب الأطفال. الوضع صعب للغاية، والكثير من عوائل درعا تتعاطف معنا وتساندنا، وهناك عوائل تقيم في منازل أبناء درعا بالمدن والقرى، وعوائل أخرى فضلت المغادرة إلى محافظات تضم أقارب لها".
وأفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية (أوتشا)، بنزوح أكثر من 145 ألف شخص بسبب الأعمال العدائية في محافظة السويداء، وأكد تقرير أممي صدر مساء الأربعاء الماضي، أن هؤلاء الأشخاص فروا إلى مناطق مختلفة داخل السويداء، وإلى محافظتي درعا وريف دمشق.
وزارت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية هند قبوات مراكز الإيواء في درعا التي تستضيف المهجرين من السويداء، والتقت عدداً من النازحين، وشددت على أن الوزارة تتابع أوضاع المهجرين باهتمام، وأن هناك خططاً حكومية لتأمين المزيد من الدعم الإنساني، وتحسين ظروف الإقامة المؤقتة، وأن الحكومة تسعى إلى إيجاد حلول تضمن كرامة العائلات المتضررة، وتعمل على ضمان عودتها إلى مناطقها ومنازلها فور توفر الظروف المناسبة.
## هل مصر على أعتاب ثورة نفطية مع بدء إنتاج النفط الصخري؟
25 July 2025 11:05 AM UTC+00
تحدث موقع "إنجازات مصر" الحكومي، في 18 يوليو/تموز الجاري، عما سماه "ثورة نفطية" تنتظر مصر بعد اكتشاف بحر من النفط الصخري يغير المعادلة، مؤكدًا أن هذا الاكتشاف قد يُعيد تشكيل مستقبل الطاقة في البلاد. واعتبر الموقع أن الاكتشاف بمثابة ثورة اقتصادية محتملة قد تُحول مصر إلى دولة مُصدّرة للنفط والغاز، مما يعزز اقتصادها ويفتح آفاقًا جديدة للتنمية.
جاء ذلك بعدما أعلنت شركتا "واديكو" و"BCM"، في 16 يوليو/تموز الجاري، عن إطلاق أول مشروع لاستكشاف  النفط الصخري في جنوب مصر وإنتاجه، للاستفادة من احتياطي هائل يُقدّر بـ115 مليار برميل من الزيت القابل للاستخراج من صخور الطفلة الزيتية، ضمن إجمالي احتياطي يبلغ 225 مليار طن من هذه الصخور، وفقًا للمواقع الرسمية المصرية.
وقد وقّعت شركة "واديكو" (الوادي الجديد للثروة المعدنية المصرية) اتفاقية استراتيجية مع مجموعة BCM العالمية، لإطلاق أول مشروع من نوعه في مصر لاستخراج الطفلة الزيتية، التي يُطلق عليها بديل البترول وإنتاجها، وذلك ضمن فعاليات منتدى مصر للتعدين.
وتهدف الاتفاقية إلى التعاون في الاستكشاف والإنتاج داخل مصر وعلى المستوى الإقليمي، واستخدام الطفلة الزيتية مصدرا بديلا للطاقة، سواء في توليد الكهرباء أو في صناعة الأسمنت. وكانت شركة "واديكو" قد أعلنت في مارس 2024 عن إنشاء مجمعين صناعيين للخامات التعدينية في صعيد مصر خلال عامي 2024-2025. وزعم موقع "إنجازات مصر" أن هذه الخطوة تشكّل نقلة نوعية، إذ تتجاوز احتياطيات مصر المُعلنة من النفط التقليدي (3.3 مليارات برميل) بأضعاف مضاعفة، مما يضعها في مصاف الدول الغنية بالنفط الصخري.
ونقل الموقع عن خبراء أن محتوى الكربون العضوي في هذه الصخور يصل إلى 16.9% بالوزن، مع نسبة بيتومين مستخلَص تصل إلى 2.5%، مما يتيح إنتاج ما يصل إلى 45 غالونًا من النفط الخام لكل طن صخر، بمتوسط 19 غالونًا، وبقيمة حرارية تصل إلى 6050 كيلو سعر حراري لكل كيلوغرام. وتشير التقارير المصرية، التي جرى الترويج لها على نطاق واسع بين اللجان الإلكترونية الحكومية، إلى أن مصر تستلهم تجربتها من الأردن، التي نجحت بالتعاون مع شركة BCM في إنتاج النفط الصخري بتكلفة تتراوح بين 32 و38 دولارًا للبرميل.
ويُذكر أن هذا الرقم يتجاوز احتياطيات مصر المؤكدة من النفط التقليدي، التي تُقدّر بحوالي 4.3 مليارات برميل، بأضعاف كبيرة. ومع ذلك، يجب النظر إلى هذا الإعلان بحذر، حيث إن المشروع لا يزال في مرحلة الدراسات الأولية والتفاهمات، ولم تُعلن بعد تفاصيل مالية أو جدول زمني محدد للحفر والإنتاج الفعلي. وتتراوح تكلفة استخراج النفط الصخري عالميًا، لا سيما في الولايات المتحدة، ما بين 40 و50 دولارًا للبرميل الواحد. ولو صدقت التقديرات المصرية، وفي ظل سعر البرميل الحالي الذي يبلغ نحو 70 دولارًا، فإن ربح مصر من كل برميل سيكون حوالي 20 دولارًا فقط، أما إذا انخفض السعر إلى ما دون 50 دولارًا، فإن مصر قد تتعرض لخسائر.
ثروة غازية هائلة
وبحسب ما أعلنته المصادر المصرية، فإن الاكتشافات لم تقتصر على النفط الصخري، بل امتدت إلى احتياطي هائل من الغاز الطبيعي الصخري يُقدّر بـ536 تريليون قدم مكعبة، منها 99 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج بسهولة، مما يعزز مكانة مصر مركزا إقليميا للطاقة. وأشارت التقارير إلى أنه رغم التكلفة المرتفعة لاستخراج النفط الصخري (30 - 70 دولارًا للبرميل عالميًا)، فإن توطين هذه الصناعة وجذب استثمارات متخصصة قد يُمكّن مصر من إنتاج مليون برميل يوميًا، لتقترب من مستويات الإنتاج الأميركية (8.32 مليون برميل يوميًا). إلا أن تحقيق هذا الطموح يتطلب استثمارات ضخمة وتطوير تقنيات محلية لضمان استدامة الصناعة.
احتياطيات ضخمة في الجنوب
وكانت دراسة بحثية صادرة عن الشركة القابضة للغازات الطبيعية (إيغاس)، نشرتها صحيفة "الشروق" في 27 إبريل 2016، قد أشارت إلى احتمالية وجود احتياطيات من النفط الصخري المتداخل مع الصخور الزيتية في جنوب مصر، تُقدّر بنحو 115 مليار برميل من الزيت. وبحسب الدراسة، فإن كمية احتياطي الصخور في جنوب مصر تبلغ حوالي 225 مليار طن صخري، تحتوي على نحو 115 مليار برميل من الزيت البترولي، وهو ما يُعرف بصخور الطفلة الزيتية.
وتوجد صخور الطفلة الزيتية (Oil Shale) في معظم دول العالم وتُستخدم مصدرا إضافيا غير تقليدي لإنتاج الزيت من خلال عملية التسخين بمعزل عن الهواء، لتتم عملية التكسير الحراري للمواد العضوية والبيتومينية داخل الصخور. ووفق الدراسة، التي عُرضت في مؤتمر البحر المتوسط (MOC)، فإن جنوب مصر يحتوي على كميات كبيرة من هذه الصخور، ويسهل استخراجها نظرًا لتواجدها مكشوفة على سطح الأرض أو على أعماق غير كبيرة، بالإضافة إلى احتوائها على كميات كبيرة من الزيت.
وأكدت الدراسة أن استغلال هذه الاحتياطيات يمكن أن يُغطي جزءًا من الطلب المحلي على الطاقة في ظل تزايد الاستهلاك والاحتياج إلى الزيت والغاز. وأوضحت أن صخور الطفلة الزيتية الموجودة في مصر ذات محتوى عالٍ من المواد العضوية، حيث يصل محتوى الكربون العضوي (TOC) إلى نحو 16.9% بالوزن، بينما تبلغ نسبة البيتومين المستخلَص حوالي 2.5% بالوزن.
وقد تم قياس إنتاج الزيت من هذه الصخور بطريقة Fischer Assay، وتصل القيمة العظمى إلى نحو 45 غالونًا من الزيت الخام لكل طن صخر، بمتوسط يبلغ 19 غالونًا. وتصل القيمة الحرارية العظمى لهذه الصخور إلى حوالي 6050 كيلو سعر حراري لكل كيلوغرام، بمتوسط 5000 كيلو سعر حراري. وتعمل مصر حاليًا في مجال استخراج الغاز الصخري من التراكيب الجيولوجية المتماسكة، والمتكوّنة بين الصخور.
ووفقًا لتصريحات سابقة لأحمد عبد الفتاح، نائب الرئيس التنفيذي السابق للهيئة المصرية العامة للبترول للاستكشاف، فإن تقريرًا لوكالة الطاقة الأميركية كشف عن احتواء مصر على نحو 536 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي الصخري، منها 99 تريليون قدم قابلة للاستخراج، بينما قد يتضمن الباقي مخاطر في عملية الاستخراج. وأضاف عبد الفتاح أن الدراسة الأميركية قدّرت احتياطي مصر من الزيت الصخري، الذي يتضمن مخاطر في استخراجه، بنحو 114 مليار برميل، منها 4.6 مليارات برميل قابلة للاستخراج.
## 3500 شركة دولية خسرت 320 مليار دولار من أرباحها بسبب التوترات
25 July 2025 11:05 AM UTC+00
كشفت دراسة أجرتها شركة "إي واي - بارثينون" (EY-Parthenon)، ونشرتها صحيفة فايننشال تايمز في 21 يوليو /تموز الجاري، أن 3500 من الشركات العالمية خسرت نحو 320 مليار دولار من أرباحها بسبب الاضطرابات الجيوسياسية المتزايدة، التي أدّت إلى حالة من "عدم اليقين الاقتصادي" حول العالم.
وأوضحت الدراسة أن الشركات العالمية، التي تتجاوز إيراداتها السنوية مليار دولار، تكبّدت هذه الخسائر منذ عام 2017، نتيجة عوامل خارجية لا ترتبط بسوء الإدارة الداخلية، بل بسبب ما وصفته الدراسة بـ"التقلبات الشديدة" في البيئة الاقتصادية العالمية. وذكرت الدراسة أن نحو 3500 شركة مدرجة في البورصات العالمية، بإيرادات تفوق مليار دولار، تأثرت بشدّة خلال فترات الاضطراب، نتيجة عوامل مثل التضخم المرتفع، والحروب، وانهيارات الأسواق، ما أثّر على معظم قطاعات الاقتصاد العالمي.
وأظهرت البيانات أن الحروب، والتضخم، وانهيارات الأسواق كانت أبرز أسباب الخسائر، إذ تكبّدت 40% من الشركات في الصين وحدها خسائر بلغت 73 مليار دولار من الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك (EBITDA)، نتيجة لهذه الاضطرابات وتحديات بيئة الأعمال غير المستقرة سياسياً واقتصادياً.
وفي المملكة المتحدة، رغم انخفاض عدد الشركات المتأثرة بنسبة 10%، إلّا أنها تكبّدت خسائر في الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بقيمة 2.5 مليار دولار، ما يُبرز التأثير العالمي العميق للتقلبات الجيوسياسية.
ونقلت "فايننشال تايمز" عن ماتس بيرسون، رئيس قسم الاقتصاد الكلي والاستراتيجية الجيوسياسية في المملكة المتحدة لدى EY-Parthenon، قوله إنّ عصر السيولة النقدية والاستقرار الجيوسياسي قد ولّى، مشيراً إلى أنه بعد سنوات من الاستقرار النسبي، فإنّ موجة من التحولات الاقتصادية الكبرى، من التوترات التجارية إلى النزاعات المسلحة، باتت تُحدث تأثيراً أكبر على القيمة والأرباح مقارنةً بعقود مضت.
الصين الأكثر تضرّراً
وبحسب موقع "كريبتوبوليتان" في 21 يوليو/تموز،  كانت الشركات الصينية الأكثر تضرراً، إذ فقدت نحو 25% من الشركات التي شملتها الدراسة 5% أو أكثر من هوامش أرباحها خلال السنوات الثلاث الماضية. وبحسب الدراسة، خسرت 40% من أصل 833 شركة صينية نحو 73 مليار دولار من أرباحها قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك، خاصة في قطاعات العقارات، والصلب، والبناء.
وقُيِّم الضرر باستخدام  EBITDA، وعُزيت هذه الخسائر إلى عوامل عالمية عدّة، منها: ارتفاع التضخم، والحرب الروسية الأوكرانية، وانهيار سوق السندات الحكومية البريطانية، والصراع بين إسرائيل وحماس، وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عام 2024. في المقابل، كانت الأضرار أقل في المملكة المتحدة، إذ شمل التحليل 100 شركة فقط، تكبّدت 14 منها خسائر بلغت مجتمعة 2.5 مليار دولار خلال ثلاث سنوات. وعلى الرغم من أن التأثير لم يكن بنفس حدة الصين، إلّا أنه يُبرز التحديات التي تواجه حتى الاقتصادات المستقرة نسبياً في الحفاظ على الربحية في ظل الاضطرابات العالمية.
شركات مرنة تفادت الخسائر
في المقابل، نجحت بعض الشركات في التكيّف مع الظروف المضطربة، وحققت أرباحاً عالية، بفضل استراتيجيات التنوع، وضبط التكاليف، وتكييف السياسات. ووفقاً لموقع "إنفست" في 21 يوليو/تموز، فإنّ شركات مثل نيكست وكاتربيلر تمكّنت من الحفاظ على ربحيتها رغم العواصف الاقتصادية، إلى جانب شركات أميركية وبريطانية مثل، كاتربيلر، يو بي إس (UPS)، فايزر، ميرك، جونسون آند جونسون، نيكست، كرودا، ريو تينتو، سبيراكس. وقد كشف التحليل أن شركة واحدة فقط من كل عشر شركات عالمية كانت ضمن الربع الأعلى من حيث هامش الربح (EBITDA) في عام 2014، تمكّنت من الحفاظ على هذا الأداء حتى عام 2024.
ومن أبرز الشركات البريطانية التي نجحت في مواجهة هذه التحديات، نيكست (تجارة التجزئة للأزياء)، كرودا (المواد الكيميائية)، ريو تينتو (لتعدين)، سبيراكس (الهندسة الصناعية). أما في الولايات المتحدة، فقد أظهرت شركات مثل كاتربيلر، ويو بي إس، وفايزر، وميرك، وجونسون آند جونسون، قدرة عالية على الحفاظ على مستويات أرباح تفوق نظيراتها، رغم التقلبات الاقتصادية العالمية.
## تحرّك عاجل من البنك المركزي الصيني لوقف نزيف سوق السندات
25 July 2025 11:05 AM UTC+00
ضخّ البنك المركزي الصيني، اليوم الجمعة، سيولة ضخمة في النظام المالي للبلاد، في خطوة تهدف على ما يبدو إلى كبح موجة بيع السندات المتصاعدة، والتي تهدد بزعزعة استقرار الأسواق المالية. فقد ضخ بنك الشعب الصيني 601.8 مليار يوان (ما يعادل 84 مليار دولار) من السيولة قصيرة الأجل عبر عمليات إعادة الشراء العكسي، في أكبر ضخ يومي صافٍ منذ يناير/ كانون الثاني الماضي. وتراجعت عوائد السندات الحكومية الصينية لأجل 30 عاماً بعد 7 أيام متتالية من الارتفاع، كما توقفت العقود الآجلة لهذه السندات عن الانخفاض، منهيةً بذلك أطول سلسلة خسائر منذ أكثر من عامين، وفقاً لـ"بلومبيرغ".
الهبوط الحاد في السندات طويلة الأجل أثار قلق السلطات من احتمال اتساع رقعة الخسائر، خاصة في ظل الهدنة التجارية القائمة مع الولايات المتحدة، ومساعي بكين لمكافحة الانكماش، الأمر الذي يُضعف الطلب على أدوات الدين ذات الدخل الثابت. وأظهر أحد المؤشرات البارزة أن ضغوط الاسترداد بين مستثمري السندات بلغت، يوم الخميس، أعلى مستوى لها منذ أكتوبر/ تشرين الأول، ما يعكس حجم الخطر، لا سيما بعد أن تضاعفت تقريباً حيازات الصناديق من السندات الحكومية خلال العامين الأخيرين.
وفي مذكرة تحليلية، أشار محللو شركة "هوتاي للأوراق المالية" لـ"بلومبيرغ"، ومن بينهم تشانغ جيتشيانغ، إلى أنه استناداً إلى تجارب سابقة، فإن سوق السندات قد يواجه ضغوطاً أكبر بمجرد انطلاق عمليات الاسترداد، حيث تؤدي سحوبات العملاء المتلاحقة إلى اضطرار مديري الصناديق لبيع المزيد من السندات. وأضافوا أن منع وقوع حلقة تغذية راجعة سلبية يتطلب من البنك المركزي تعزيز السيولة من خلال عمليات السوق المفتوحة أو العودة إلى شراء السندات، أو عبر تباطؤ ارتفاع سوق الأسهم.
وتتزايد المؤشرات على احتمالية تسارع وتيرة البيع، إذ بلغ صافي ما سحبه المستثمرون المحليون من السندات نحو 120 مليار يوان خلال 3 جلسات فقط حتى يوم الخميس، بحسب "هوتاي للأوراق المالية". وأفادت صحيفة محلية بأن أكثر من 90% من أصل 3182 صندوق سندات مشترك مستثمر في ديون متوسطة وطويلة الأجل، تكبد خسائر خلال الفترة بين الإثنين والأربعاء. وفي السوق الأولية، باعت وزارة المالية يوم الخميس سندات سيادية خاصة لأجل 30 عامًا بعائد متوسط قدره 1.97%، وهو الأعلى منذ مارس/آذار ضمن المزادات على هذا النوع من السندات. ومن المحتمل أن يؤدي انتقال السيولة من سوق السندات إلى سوق الأسهم إلى رفع تكاليف الاقتراض بالنسبة للاقتصاد الحقيقي، بحسب ما نقلت "بلومبيرغ".
وامتدت الضغوط أيضًا إلى سوق الائتمان، حيث ارتفع العائد المتوسط على السندات الشركاتية المصنفة AAA لأجل ثلاث سنوات بمقدار 11 نقطة أساس هذا الأسبوع، مسجلًا بذلك أكبر قفزة أسبوعية منذ فبراير، وفقًا لمؤشر "تشاينا بوند". وفي ظل هذا التحوّل في السيولة، يرى لين سونغ، كبير الاقتصاديين لمنطقة الصين الكبرى في بنك  ING، أنه من الضروري أن يحافظ بنك الشعب الصيني على وفرة السيولة لتجنّب مخاطر انكماش حاد.
وتعكس هذه التطورات مدى حساسية سوق السندات الصينية تجاه تحولات السيولة وثقة المستثمرين، في وقت تسعى فيه بكين لتحقيق توازن دقيق بين دعم الاقتصاد المتباطئ والحفاظ على استقرار الأسواق المالية. وبينما يراقب المستثمرون خطوات بنك الشعب الصيني المقبلة، تبقى فعالية هذه التدخلات مرهونة بقدرة السلطات على تهدئة المخاوف وكبح دوامة التراجعات قبل أن تتسع دائرة العدوى المالية.
## فيرستابن و"ريد بول" لإطلاق حقبة جديدة في جائزة بلجيكا لفورمولا 1
25 July 2025 11:10 AM UTC+00
يسعى بطل العالم، الهولندي ماكس فيرستابن (27 عاماً)، سائق "ريد بول"، إلى تعويض تأخره أمام "ماكلارين مرسيدس"، عندما يخوض جائزة بلجيكا الكبرى، المرحلة الـ13 من بطولة العالم لـ "فورمولا 1"، في حقبة جديدة تلت إقالة مدير الفريق، كريستيان هورنر (51 عاماً).
وبعد عطلة قصيرة، تعود عجلات سيارات الفئة الأولى إلى الدوران، إذ يبحث سائقا "ماكلارين": الأسترالي أوسكار بياستري (24 عاماً) والبريطاني لاندو نوريس (25 عاماً)، عن مواصلة سيطرتهما على البطولة، وفيما يبحث نوريس (226 نقطة) عن فوزه الثالث توالياً، لتقليص الفارق مع بياستري (234)، تتركز الأنظار على "ريد بول"، الذي يستهل حقبة جديدة، ويخوض سباقه الأول تحت إشراف الفرنسي لوران ميكييس (48 عاماً). ولم يسبق لـ "ريد بول" أن خاض سباقاً من دون مديره هورنر، الذي أقيل بشكل غير متوقع قبل أسبوعين، بعد عشرين عاماً من النجاحات مع الفريق، بينها قيادة فيرستابن إلى لقب بطولة العالم في السنوات الأربع الماضية.
ويواجه ميكييس، الذي رُقّي من الفريق الرديف ريسينغ بولز، تحدياً هائلاً، ليس فقط للحفاظ على تركيز الفريق وأدائه على حلبة سبا فرانكورشان السريعة، بل فرض الاستقرار في "ريد بول"، عقب فترة عاصفة إثر اتهام موظفة لـ "هورنر" بالسلوك غير اللائق، قبل إسقاط القضية الصيف الماضي بعد الاستئناف.
وارتبط اسم فيرستابن، المولود في بلجيكا، بالانتقال إلى فريق مرسيدس في 2026، وفيما بقي هورنر صامتاً حول خروجه المفاجئ، رحّب بطل العالم بقدوم ميكييس، الذي يملك خلفية هندسية ويتجنب المواجهة والخلافات. ووضع تعيينه حداً لثمانية عشر شهراً من التكهنات تم التحقيق خلالها مع هورنر، وخسارة لقب بطولة العالم للصانعين لمصلحة "ماكلارين"، كما شهدت رحيل أعضاء مؤثرين في الفريق. وبعد أداء متقلب في "سيلفرستون" أنهى فيرستابن السباق في المركز الخامس، رغم أن انطلاقه من المركز الأول كان الرابع له هذا الموسم، وسيكون الهولندي سعيداً بالعودة إلى سباق "بيته"، آملاً في تمكن ميكييس من إعادة إشعال شرارة الفريق.
ولن يكون فوز فيرستابن مفاجئاً، نظراً لملاءمة الحلبة لسيارته، لكنه لا يزال بعيداً في المركز الثالث بفارق 69 نقطة عن بياستري المتصدر. ورغم خيبة ريد بول، فإن الأجواء في "ماكلارين" تبدو ملبدة أيضاً، رغم الصدارة الصريحة، في ظل الصراع الثنائي بين "الزميلين" بياستري ونوريس. وبعد انفعاله الشديد إثر حصوله على عقوبة عشر ثوانٍ في "سيلفرستون"، يُتوقع أن يكون بياستري في مزاج شرس في بلجيكا وبعدها بأسبوع في المجر، قبل العطلة الصيفية التي تمتد حتى نهاية أغسطس/ آب المقبل.
وعلى غرار بياستري، يستعد البريطاني جورج راسيل (مرسيدس) لإثبات سرعته، بعد اكتفائه بالمركز العاشر في "سيلفرستون"، علماً بأنه حُرم الفوز العام الماضي بسبب زيادة وزن سيارته، وهم ما سمح لبطل العالم سبع مرات، البريطاني لويس هاميلتون (40 عاماً)، بإحراز سباقه الـ 105، فيما يأمل سائق فيراري الحالي الصعود على المنصة للمرة الأولى مع فريقه الجديد الذي يخوض سباق بلجيكا بعد تطوير سيارته. وحل هاميلتون رابعاً على أرضه وراء الألماني نيكو هولكنبرغ (37 عاماً)، الذي صعد إلى المنصة للمرة الأولى بعد 239 محاولة، ليعزز زخم فريق ساوبر، قبل أن يتحول إلى أودي العام المقبل.
(فرانس برس)
## ترامب يصل إلى اسكتلندا اليوم في زيارة خاصة تستمر 5 أيام
25 July 2025 11:20 AM UTC+00
يصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى اسكتلندا اليوم الجمعة، إذ سيبدأ زيارته الخاصة التي تستمر خمسة أيام إلى البلاد. ومن المتوقع أن يصل ترامب إلى مطار بريستويك مساء اليوم الجمعة، قبل أن يتوجه إلى ملعب تيرنبيري للجولف في جنوب إيرشاير، حسب وكالة الأنباء البريطانية (بي.إيه.ميديا) اليوم.
ومن المتوقع بعد ذلك أن يتوجه إلى ميني في أبردينشاير لافتتاح ملعب جديد مكون من 18 حفرة مخصّص لوالدته الاسكتلندية التي نشأت في جزيرة لويس. ومن المقرر أن يغادر البلاد في وقت ما يوم الثلاثاء المقبل.
وكان وزير شؤون اسكتلندا في الحكومة البريطانية إيان موراي قد قال إنّ الرئيس الأميركي سيحظى بترحيب حار من الحكومة البريطانية، لدى وصوله إلى اسكتلندا. ومن المتوقع أيضاً أن يلتقي الرئيس الأميركي برئيس الوزراء كير ستارمر، والوزير الأول الاسكتلندي جون سويني.
وقال وزير شؤون اسكتلندا لـ"بي بي سي راديو اسكتلندا"، إن المملكة المتحدة ستقدم "ترحيباً حاراً" للرئيس، نظراً للعلاقات التاريخية بين البلدين، وأضاف: "بالطبع، إنه ترحيب حار... سنظل دائماً نقدم ترحيباً حاراً لرئيس الولايات المتحدة".
وتأتي الزيارة في ظل الجدل حول التقارير التي أشارت إلى ارتباط اسم ترامب بعلاقات مع رجل الأعمال جيرمي إبستين. وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن ظهور اسم ترامب في قائمة المشاركين في كتاب الاحتفال بالذكرى الخمسين لميلاد رجل الأعمال إبستين عام 2003، وذلك بعد أن كان ترامب قد نفى كتابة أيّ رسائل إلى إبستين في هذه المناسبة، وهدّد بمقاضاة صحيفة "وول ستريت جورنال" التي كشفت عن الرسالة حينها، قائلة إنها تضمّنت إشارات "فاحشة" تُسيء إلى النساء.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## السودان: حزب البشير يتحالف مع الجيش سعياً لعودة سياسية
25 July 2025 11:20 AM UTC+00
قال قياديون بالحركة الإسلامية التي أطاحت بها الثورة في السودان عام 2019 إن الحركة قد تدعم بقاء الجيش طويلاً في الحكم في وقت تتطلع فيه إلى عودة سياسية بعد مشاركتها بمقاتلين في الحرب التي تشهدها البلاد. وفي أول مقابلة مع وسيلة إعلامية منذ سنوات، قال أحمد هارون رئيس حزب المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم السابق) وأحد السودانيين الأربعة المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية لوكالة "رويترز" إنه يتوقع بقاء الجيش في الحكم بعد الحرب، وإن الانتخابات قد تتيح لحزبه والحركة الإسلامية المرتبطة به العودة إلى السلطة.
وأدت الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى موجات من القتل على أساس عرقي وانتشار المجاعة والنزوح الجماعي واستقطبت قوى أجنبية وتسببت في ما تصفها الأمم المتحدة بأكبر أزمة إنسانية في العالم. وعلى الرغم من إمساك قوات الدعم السريع بزمام الأمور في معقلها الغربي بدارفور ومناطق من الجنوب وعدم وجود مؤشرات على توقف القتال، فقد حقق الجيش تقدماً كبيراً على جبهات عدة في الأشهر الماضية، وهي مكاسب يقول المشاركون من الإسلاميين إنهم ساهموا في تحقيقها.
وكان بعض قادة الجيش والموالين للنظام السابق يقللون من أهمية الحديث عن العلاقات بينهما، خوفاً من التأثر بالسخط الشعبي إزاء الرئيس المخلوع عمر البشير وحلفائه في حزب المؤتمر الوطني. لكن سبعة من أفراد الحركة وستة مصادر عسكرية وحكومية قالوا إن التقدم الذي حققه الجيش في الآونة الأخيرة أتاح للحركة الإسلامية التفكير في العودة للقيام بدور وطني. وتعود جذور حزب المؤتمر الوطني إلى الحركة الإسلامية السودانية التي كانت مهيمنة في أوائل عهد البشير خلال تسعينيات القرن العشرين عندما استضاف السودان أسامة بن لادن، لكنها تخلت منذ فترة طويلة عن الفكر المتشدد وصارت تركز على الاستئثار بالسلطة وتنفي أي صلات تنظيمية لها بمجموعات إسلامية خارج السودان.
وقد يعزز صعود الحركة من جديد الردة عن الانتفاضة المطالبة بالديمقراطية التي بدأت في السودان في أواخر 2018، كما سيعقّد علاقاته مع الأطراف الإقليمية المتشككة في أي نفوذ إسلامي وسيزيد الشقاق مع دولة الإمارات. يدعم هذا التصور اتهامات بتعيين عدد من الإسلاميين وحلفائهم منذ الشهر الماضي في حكومة كامل إدريس رئيس الوزراء التكنوقراطي الجديد الذي عينه الجيش في مايو/أيار الماضي. ورداً على طلب من رويترز للتعليق، قال ممثل لقيادة الجيش السوداني "قد يرغب بعض قادة الإسلاميين في استغلال الحرب للعودة إلى السلطة، لكننا نقول بشكل قاطع إن الجيش لا يتحالف أو ينسق مع أي حزب سياسي ولا يسمح لأي طرف بالتدخل".
"الجيش في السياسة"
وفي حديثه لرويترز في ساعة متأخرة من الليل من مكان يختفي فيه عن الأنظار مع انقطاع خدمات الكهرباء في شمال السودان، قال هارون إن حزب المؤتمر الوطني يقترح هيكل حكم يمنح الجيش السيطرة على الأمور السيادية "بالنظر لمهددات الأمن السوداني والتدخل الخارجي" على أن تأتي الانتخابات برئيس وزراء لإدارة الحكومة. وأضاف هارون، حليف البشير الذي خرج من السجن في بداية الحرب، في المقابلة التي أجريت معه في أواخر إبريل/نيسان "اتخذنا قراراً استراتيجياً ألا نعود للسلطة إلا عبر صناديق الانتخابات بعد الحرب... لن نكون في أي حكومة انتقالية غير منتخبة بعد الحرب".
وأضاف "النموذج الغربي لن يكون مناسباً للسودان. ولا بد من الوصول لصيغة عن دور الجيش في السياسة في ظل الهشاشة الأمنية والأطماع الخارجية، فهذه لن تكون الحرب الأولى ولا الأخيرة في البلد". وأشار ضابط كبير في الجيش إلى أن أي فترة انتقالية يديرها الجيش حصراً قبل الانتخابات "لن تكون قصيرة". واقترح هارون إجراء استفتاء شعبي على "من يقدمه الجيش للحكم". وهارون مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم التورط في جرائم حرب وإبادة جماعية في دارفور في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وهي تهم ينفي صحتها ويؤكد أنها محكمة سياسية، وليست قانونية.
وبدأت عودة الفصائل الإسلامية قبل اندلاع الحرب في إبريل/نيسان 2023، وهي فترة أخذت تنحرف فيها عملية الانتقال نحو الحكم المدني عن مسارها المأمول. رسخت هذه الفصائل وجودها داخل أجهزة الحكم وفي الجيش خلال فترة حكم البشير التي استمرت ثلاثة عقود. واستمد قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، الذي أصبح رئيسا لمجلس السيادة الانتقالي بعد فترة وجيزة من الإطاحة بالبشير عام 2019، دعماً منها عندما قاد انقلاباً في أكتوبر تشرين/الأول 2021 مع قوات الدعم السريع على الحكومة الانتقالية.
وشاركت قوات الدعم السريع في الانقلاب، لكن كانت تساورها شكوك تجاه الإسلاميين. ومع تحرك قوات الدعم السريع والجيش لحماية مصالحهما قبل مرحلة انتقال أخرى مقررة، تحول التوتر بين الجيش والدعم السريع إلى حرب. وسرعان ما سيطرت قوات الدعم السريع على معظم مناطق العاصمة الخرطوم، وحققت تقدماً على جبهات أخرى قبل أن يبدأ الجيش في استعادة السيطرة على الأراضي وتوسيع قبضته في شرق السودان ووسطه.
مقاتلون
تظهر وثيقة لحزب المؤتمر الوطني حصلت عليها رويترز عبر مسؤول إسلامي كبير دوراً رئيسياً للشبكات الإسلامية منذ بداية القتال. وفي الوثيقة، يبلغ عناصر من الإسلاميين قيادتهم بالمهام التي قاموا بها وتحدثوا عن دورهم في المساهمة المباشرة في المجهود العسكري للجيش بما يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف مقاتل خلال العام الأول من الصراع. وتحدثوا أيضا عن تدريب مئات الآلاف من المدنيين الذين استجابوا لدعوة الجيش للتعبئة العامة، والذين انضم أكثر من 70 ألفاً منهم إلى العمليات. وقالت ثلاثة مصادر عسكرية من الجيش وفصائل متحالفة معه إن هذه الخطوة عززت صفوف القوات البرية المتناقصة.
وقدّرت مصادر عسكرية عدد المقاتلين المرتبطين مباشرة بحزب المؤتمر الوطني بنحو خمسة آلاف، يخدمون بالأساس في وحدات "قوات العمل الخاص" التي حققت جانباً من أكبر مكاسب الجيش لا سيما في الخرطوم. وأفاد مقاتلون إسلاميون ومصادر عسكرية بأن مقاتلين آخرين دربهم إسلاميون يخدمون في لواء نخبة أعيد تشكيله ويتبع جهاز المخابرات العامة. وأوضحت مصادر في الجيش وهارون أن الفصائل الإسلامية ليس لديها أي سلطة على الجيش.
وشكك هارون في صحة الوثيقة التي اطلعت عليها رويترز وفي الروايات التي تتحدث عن مشاركة آلاف المقاتلين المرتبطين بحزب المؤتمر الوطني في القتال إلى جانب الجيش، ورفض إعطاء أرقام عن عدد المقاتلين الإسلاميين الذين يساندون الجيش. لكنه أقر بأنه "ليس سراً أننا ندعم الجيش استجابة لدعوة القائد الأعلى للتعبئة العامة ". وقال البرهان مراراً إنه لن يسمح لحزب المؤتمر الوطني المحظور بالعودة إلى السلطة، في وقت أتاح فيه عودة موظفين مدنيين إسلاميين لمناصب رفيعة في عدد من الإدارات الحكومية.
وبينما يقلل الجيش من شأن العلاقات مع الإسلاميين، تعلو أصوات قوات الدعم السريع بالحديث عن الأمر. وقال محمد مختار مستشار قيادة قوات الدعم السريع "الإسلاميون هم من أشعلوا هذه الحرب سعياً للعودة إلى السلطة، وهم من يديرونها وهم يسيطرون على قرار الجيش ". وقال ضابطان مطلعان بالجيش إن البرهان يعمل على تحقيق توازن بين حرصه على عدم التنازل عن أي نفوذ لأي شخصيات أو جهات سياسية وبين حاجته إلى الدعم العسكري والإداري والمالي من شبكات الإسلاميين.
الحلفاء الأجانب
تقدم الحركة الإسلامية السودانية لعناصرها منذ فترة طويلة تدريبات عسكرية، عبر وسائل منها ما كان يعرف في عهد البشير باسم "قوات الدفاع الشعبي" الاحتياطية. وخلال الحرب، صعد نجم وحدات إسلامية شبه مستقلة أبرزها كتيبة البراء بن مالك. وقال أحد قادتها وهو المهندس أويس غانم (37 عاماً) لرويترز إنه أصيب ثلاث مرات في أثناء مشاركته في معارك حاسمة لكسر الحصار عن قواعد للجيش في العاصمة في وقت سابق من العام الجاري.
وأضاف أن أفراد الكتيبة يمكنهم الحصول على الأسلحة الخفيفة والمدفعية والطائرات المسيّرة بموجب تعليمات الجيش ويتلقون الأوامر منه. وقال غانم "نحن لا نقاتل من أجل عودة الإسلاميين إلى السلطة، إنما نقاتل لصد عدوان قوات الدعم السريع... وبعد مشاركة الإسلاميين في الحرب، أتوقع عودتهم عبر الانتخابات". ويتهم مراقبون لحقوق الإنسان الكتيبة بارتكاب عمليات قتل خارج نطاق القضاء في المناطق التي استعادوا السيطرة عليها في الآونة الأخيرة في الخرطوم، وهي اتهامات نفاها غانم.
ويقول قادة الجيش إن الكتيبة والمجموعات الأخرى ستُدمج في الجيش بعد الحرب، لتجنب تكرار ما حدث مع قوات الدعم السريع التي شكلتها الحكومة السودانية لمحاربة التمرد في دارفور في عهد البشير.
(رويترز، العربي الجديد)
## مسؤولون في حزب العمال: ستارمر يعرقل اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين
25 July 2025 11:20 AM UTC+00
تتزايد الضغوط على رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر للإقدام على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ذلك مساء أمس الخميس. وقال أحد الوزراء بالحكومة البريطانية بعد الإعلان الفرنسي، في مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز مساء الخميس: "من المرجح جداً الآن أن نفعل الشيء نفسه. هذا ما نتجه إليه"، إلّا أن مسؤولاً كبيراً في حزب العمال قال للصحيفة "كير ستارمر ومستشاروه الكبار هم من يعرقلون هذا. إنهم يريدون البقاء على مقربة من الولايات المتحدة".
وزعم عدد من الشخصيات البارزة في حزب العمال أنّ رئيس الحكومة هو من يضع العراقيل في طريق الاعتراف بدولة فلسطين، وفي أعقاب إعلان ماكرون نيته الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر/أيلول القادم، أصدر ستارمر بياناً يدين فيه ما آلت إليه الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة متعهداً بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد تحقيق اتفاق وقف إطلاق النار. ويجادل ستارمر منذ أشهر، في رده على الأصوات في البرلمان وداخل حزبه المطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، بأن الوقت لم يحن بعد لاتخاذ بريطانيا هذه الخطوة، في الوقت الذي تضغط فيه إدارة دونالد ترامب على حلفاء الولايات المتحدة لعدم الاعتراف بدولة فلسطينية، بحجة أن ذلك سيجعل من الصعب إيجاد حل لإنهاء حرب إسرائيل ضد حماس في غزة.
The suffering and starvation unfolding in Gaza is unspeakable and indefensible. pic.twitter.com/ca1vl5zM3j
— Keir Starmer (@Keir_Starmer) July 24, 2025
وأقرّ وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، هذا الأسبوع، بأن بريطانيا تواجه قراراً حاسماً بشأن هذه القضية، مُصرّحاً للنواب بأن الاجتماع القادم للجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر، قد تكون اللحظة التي "تُطرح فيها مسألة الاعتراف مجدداً". ويقول عدد من مؤيدي حزب العمال إن لامي يريد التحرك بالتنسيق مع فرنسا، لكنهم يزعمون أن العقبة هي ستارمر. وقال نائب بارز في حزب العمال للصحيفة: "أغلبية (حزب العمال البرلماني) متلهفة للتحرك، وتعتقد اعتقاداً راسخاً أن ديفيد (لامي) يؤيد ذلك أيضاً". وأصدر 60 نائباً من حزب العمّال بياناً مشتركاً، قبل أسبوعين، دعوا فيه إلى الاعتراف بالدولة الفلسطنيينة رداً على إعلان وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، خططاً لإجبار جميع سكان غزة على العيش في مخيّمات على أنقاض رفح.
ووفقاً لمسؤولين كبار في حزب العمال، فإن وزير الصحة ويس ستريتنج ووزيرة العدل شبانة محمود وعمدة لندن صادق خان وزعيم الحزب في اسكتلندا أنس سروار، من بين الذين حثوا ستارمر على التحرك بشأن هذه القضية. وأخبر ستريتنج النواب هذا الأسبوع أنه يتمنى أن يرى "نهاية لهذه الحرب، ولكن أيضاً اعترافاً بدولة فلسطين"، كذلك أيّد عمدة لندن صادق خان خطوة ماكرون، قائلاً: "مع معاناة لا تُصدّق في غزة، وغياب أي نهاية في الأفق، حان الوقت الآن لحكومتنا أن تحذو حذوها". ويُلزم بيان حزب العمال الانتخابي الحزب بالاعتراف بدولة فلسطينية كمساهمة في حل الدولتين، لكن ستارمر رفض حتى الآن بحجة التوقيت المناسب. وقال أحد الوزراء: "يقولون إن [الالتزام] مجرد لفتة".
وقال ستارمر، أمس الخميس، على حسابه في منصة إكس إن "المعاناة والجوع اللذين يتفشيا في غزة أمران لا يُوصفان ولا يمكن الدفاع عنهما"، وقال إن العالم يشهد "كارثة إنسانية"، كما صرّح بأنه سيجري اتصالاً هاتفياً مع شركائه الألمان والفرنسيين، اليوم الجمعة، لمناقشة ما يمكن فعله لإنهاء الحرب وإحلال سلام دائم، لكنه أشار إلى أن أي اعتراف بريطاني بدولة فلسطينية لن يجري قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: "نحن واضحون في أن الدولة حق غير قابل للتصرف للشعب الفلسطيني. وقف إطلاق النار سيضعنا على طريق الاعتراف بدولة فلسطينية وحل الدولتين الذي يضمن السلام والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين".
وحث السير إد ديفي، زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي وهو القوة الثالثة في البرلمان، ستارمر على "الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة الآن، وأخذ زمام المبادرة في تأمين حل الدولتين وسلام دائم. وتابع: "ينبغي للمملكة المتحدة أن تكون رائدة في هذا المجال، لا أن تتخلف عن الركب". وقالت النائبة إميلي ثورنبيري عن حزب العمال، وهي رئيسة لجنة الشؤون الخارجية النافذة، لسكاي نيوز، صباح الجمعة، إنّ المملكة المتحدة تتجه إلى الاعتراف بفلسطين دولةً، على غرار ماكرون. وأشارت إلى أن جميع أعضاء اللجنة، باستثناء المحافظين، اتفقوا على ضرورة الاعتراف بها فوراً.
وفي سياق متصل، تعهد الوزير الاسكتلندي الأول جون سويني بإثارة "المعاناة التي لا تُصدق التي نشهدها في غزة" عند لقائه ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقبيل وصول ترامب إلى اسكتلندا، بعد ظهر اليوم الجمعة، قال سويني: "مع ترحيبنا برئيس الولايات المتحدة، ستبرز اسكتلندا على الساحة العالمية. وهذا يوفر لاسكتلندا منصةً لإسماع صوتها في القضايا المهمة، بما في ذلك الحرب والسلام والعدالة والديمقراطية"، وأضاف: "بصفتي الوزير الأول، تقع على عاتقي مسؤولية تعزيز مصالحنا، وإثارة القضايا العالمية والإنسانية ذات الأهمية البالغة، بما في ذلك المعاناة التي لا تُصدق التي نشهدها في غزة، وضمان إيصال صوت اسكتلندا إلى أعلى مستويات الحكم في جميع أنحاء العالم"، ويتعرض سويني لضغوط متزايدة من داخل حزبه لاتخاذ موقف حازم تجاه الأزمة في غزة.
ونشر الوزير الأول السابق في اسكتلندا، حمزة يوسف، وزوجته، نادية النقلة، على مواقع التواصل الاجتماعي نداءً لجميع الحكومات "لإجبار إسرائيل على فتح الحدود والسماح بتدفق المساعدات"، وقالا إن سالي، ابنة عم النقلة، وأطفالها الأربعة "يتضورون جوعاً على يد إسرائيل". وقال الزوجان: "الملايين في غزة يُجوّعون عمداً بينما تحجب إسرائيل الطعام عنهم على بُعد كيلومترات قليلة. الكلمات لا تكفي". وفي وقت لاحق، صرّحت النقلة، منسقة مجموعة "أصدقاء فلسطين" في الحزب الوطني الاسكتلندي، لصحيفة التايمز أن لقاء سويني مع ترامب يُمثّل "فرصة حاسمة لإثارة قضية الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، على نحوٍ مباشر وواضح".
Nadia's cousin Sally, and her four children are being starved by Israel.
Millions in Gaza are being deliberately starved while Israel withholds food mere kilometres away.
Words are not enough. Governments must act and force Israel to open the borders and allow aid to flow in. pic.twitter.com/MqaabT5sQQ
— Humza Yousaf (@HumzaYousaf) July 23, 2025
## "رويترز" عن نائب وزير الخارجية الإيراني: أجرينا نقاشًا جاداً وصريحاً ومفصلاً مع مجموعة الترويكا الأوروبية
25 July 2025 11:27 AM UTC+00
## نائب وزير الخارجية الإيراني: الجانبان جاءا إلى الاجتماع بأفكار محددة وجرت مناقشة جوانبها المختلفة
25 July 2025 11:27 AM UTC+00
## مراسلة "العربي الجديد": وصول المناضل اللبناني جورج عبد الله إلى مطار بيروت
25 July 2025 11:34 AM UTC+00
## غرفة التجارة الألمانية: السياسة الجمركية الأميركية تُهدد الصادرات
25 July 2025 11:43 AM UTC+00
أشارت تقديرات غرفة الصناعة والتجارة الألمانية إلى أن السياسة الجمركية الأميركية المتشددة تؤثر بالفعل وبقوة على الاقتصاد الألماني. وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية قال فولكر تراير، رئيس قسم التجارة الخارجية في الغرفة ببرلين: "من المرجح أن تتزايد هذه الأعباء في الأسابيع المقبلة". وأضاف تراير، مشيرًا إلى التراجع الحاد في الصادرات إلى الولايات المتحدة منذ الإعلان عن الرسوم الجمركية الجديدة مطلع إبريل/نيسان الماضي: "هذا تطوّر يُعدّ إشارة إنذار واضحة". وتابع: "إذا استمرت حالة عدم اليقين بشأن السياسة الجمركية الأميركية، فإن الصناعة الألمانية قد تخسر ما يصل إلى مليار يورو شهريًا من قيمة صادراتها".
وإلى جانب قطاع السيارات، تتأثر بهذه التطورات بشكل خاص الصناعات التي تعتمد بشكل مباشر أو غير مباشر على منتجات تتضمن الصلب والألومنيوم، والتي فُرضت عليها رسوم جمركية بنسبة 50%. وأوضح تراير أن الإجراءات تتغلغل بعمق في سلاسل التوريد الصناعية – من صناعة الآلات إلى مصنعي الأثاث، ومنتجي معدات اللياقة البدنية أو الأدوات، حيث تحتوي العديد من هذه المنتجات على الصلب والألومنيوم، ما يضعها في مرمى السياسات التجارية.
وبحسب تراير، فإن العديد من القطاعات ستواجه قدراً كبيراً من المخاطر بحلول الأول من أغسطس/آب المقبل، وهو الموعد النهائي لفرض زيادة محتملة في الرسوم الجمركية الأساسية إلى 30%. وأضاف أن الأمر يتعلق بالموثوقية، والوصول إلى الأسواق، والهامش الاقتصادي للكثير من الشركات.
ويحاول كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، في هذه الأيام، تفادي مزيد من التصعيد في النزاع الجمركي بين القوتين التجاريتين. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن، قبل نحو أسبوعين، عن نيته فرض رسوم جمركية مرتفعة جديدة اعتبارًا من 1 أغسطس، محذرًا الاتحاد الأوروبي من اتخاذ تدابير مضادة.
ومنذ 9 إبريل/نيسان الماضي، فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية أساسية بنسبة 10% على واردات الاتحاد الأوروبي. ووفقًا لغرفة الصناعة والتجارة الألمانية، تم فرض رسوم قطاعية بنسبة 25% على منتجات الصلب والألومنيوم اعتبارًا من 12 مارس/آذار، ثم رُفعت هذه النسبة إلى 50% في 4 يونيو/حزيران. كما فُرضت رسوم إضافية بنسبة 25% على السيارات اعتبارًا من 3 إبريل/نيسان، وعلى بعض مكونات السيارات اعتبارًا من 3 مايو/أيار.
وتابع تراير تصريحاته قائلًا إنه من وجهة نظر الاقتصاد الألماني، الحل الأمثل لهذا النزاع الجمركي واضح، وهو إبرام اتفاق شامل يلغي الرسوم الجمركية المتبادلة في جميع القطاعات الاقتصادية. وأضاف أنه في المقابل، فإن سيناريو عدم التوصل إلى اتفاق – أي التخلي التام عن الحل – سيكون مشكلة كبيرة لاقتصادنا، إذ إن فرض رسوم دائمة بنسبة 30% على المنتجات الصناعية الألمانية، مثل السيارات أو الآلات، سيجعل من الصعب الحفاظ على القدرة التنافسية في السوق الأميركية. عندها، سيكون التراجع الحاد في الإيرادات أو حتى فقدان وظائف، أمرًا لا مفر منه في العديد من الشركات.
تأتي التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في سياق سياسة "أميركا أولاً" التي انتهجتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي ركزت على خفض العجز التجاري الأميركي عبر فرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات. وقد أدت هذه السياسة إلى سلسلة من النزاعات التجارية مع عدة شركاء رئيسيين، أبرزهم الصين والاتحاد الأوروبي. وتعد ألمانيا، باعتبارها أكبر اقتصاد في أوروبا وأحد أكبر المصدّرين الصناعيين في العالم، من أكثر الدول تضررًا من هذه الإجراءات، لا سيما في قطاعات تعتمد بشكل كبير على الصادرات إلى السوق الأميركية مثل السيارات والآلات والمعادن الصناعية.
في ظل تصاعد التهديدات الجمركية ومخاطر التصعيد بين واشنطن وبروكسل، تجد الشركات الألمانية نفسها أمام واقع معقّد يتطلب حلولًا دبلوماسية واقتصادية سريعة. وبينما تسعى غرف الصناعة والتجارة إلى إيصال صوتها لصنّاع القرار على المستوى الأوروبي، يبقى التوصل إلى اتفاق شامل يُنهي الرسوم المتبادلة هو السبيل الوحيد لتفادي تداعيات اقتصادية أعمق قد تمسّ القدرة التنافسية، وتؤثر على الاستقرار الصناعي وسوق العمل في ألمانيا.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## أردوغان: ربما أتحدث إلى بوتين وترامب هذا الأسبوع لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا عقد اجتماع قادة في إسطنبول بشأن حرب أوكرانيا
25 July 2025 11:46 AM UTC+00
## تحذيرات أممية: نفاد وشيك لأغذية علاج سوء التغذية في غزة
25 July 2025 11:46 AM UTC+00
قالت الأمم المتحدة ووكالات إنسانية، إنّ الأغذية العلاجية المتخصصة في علاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد واللازمة لإنقاذ حياتهم على وشك النفاد في غزة. وأفاد سليم عويس المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في عمان بالأردن، لرويترز أمس الخميس: "نواجه الآن وضعاً حرجاً تنفد فيه الإمدادات العلاجية".
وذكر أن إمدادات الأغذية العلاجية جاهزة للاستخدام، وهي علاج أساسي للأطفال، ستنفد بحلول منتصف أغسطس/آب إذا لم يتغير شيء. وأضاف: "هذا أمر خطير للغاية بالنسبة للأطفال الذين يعانون حاليا من الجوع وسوء التغذية". وأردف عويس، أنه لم يتبق لدى يونيسف من هذه الأغذية إلا ما يكفي لعلاج ثلاثة آلاف طفل. وعالجت المنظمة في أول أسبوعين من يوليو/تموز وحده خمسة آلاف طفل من سوء التغذية الحاد في غزة.
"Children in the Gaza Strip are starving to death.
"Severe malnutrition is spreading among children faster than aid can reach them, and the world is watching it happen.
"Children must be protected - not killed, and not left to starve."https://t.co/2XJNHLQQkN
— UNICEF Media (@UNICEFmedia) July 24, 2025
وتعتبر إمدادات الأغذية الغنية بالمغذيات والسعرات الحرارية العالية، مثل البسكويت عالي السعرات الحرارية ومعجون الفول السوداني المعزز بمسحوق الحليب، ضرورية لعلاج سوء التغذية الحاد. وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية أمس الخميس: "جرى استهلاك معظم إمدادات علاج سوء التغذية، وما تبقى في المنشآت سينفد قريبا جدا إذا لم تأت إمدادات جديدة".
وذكرت المنظمة، أن برنامجاً في غزة هدفه وقاية الفئات الأكثر عرضة لسوء التغذية، مثل النساء الحوامل والأطفال دون سن الخامسة، ربما يتوقف بسبب نفاد المكملات الغذائية. ونفدت مخزونات المواد الغذائية في غزة منذ أن قطعت إسرائيل جميع الإمدادات إلى القطاع في مارس/ آذار. ونتيجة لذلك، تقول وكالات الإغاثة الدولية إنه لا يصل إلى الناس في غزة حاليا إلا القليل من المطلوب، بما في ذلك الأدوية.
وقالت منظمة "أنقذوا الأطفال"، التي تدير عيادة عالجت أعداداً متزايدة من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في وسط غزة، إنها لم تتمكن منذ فبراير/ شباط من جلب إمداداتها الخاصة وتعتمد على إمدادات الأمم المتحدة. وأفادت ألكسندرا سايح رئيسة قسم سياسة المساعدات الإنسانية في المنظمة "إذا نفدت الإمدادات، فسيؤثر ذلك أيضا على شركاء اليونيسف والمنظمات الأخرى التي تعتمد على إمداداتها لتوفيرها للأطفال".
وأفادت يونيسف إن 20504 أطفال دخلوا المستشفيات مصابين بسوء التغذية الحاد في الفترة من إبريل/نيسان إلى منتصف يوليو/تموز. ومن بين هؤلاء المرضى، 3247 طفلاً يعانون من سوء التغذية الحاد جدا، أي ما يقرب من ثلاثة أمثال العدد في أول ثلاثة أشهر من العام. وقد يؤدي سوء التغذية الحاد جدا إلى الوفاة، وإلى مشاكل صحية طويلة الأمد تؤثر على النمو البدني والعقلي للأطفال الذين ينجون.
وقالت منظمة الصحة العالمية، يوم الأربعاء، إن 21 طفلاً دون سن الخامسة كانوا من بين الذين توفوا بسبب سوء التغذية حتى الآن هذا العام. وأوضحت وزارة الصحة في غزة، أمس الخميس، أن فلسطينيين اثنين آخرين توفيا خلال الليل من الجوع ليرتفع بذلك إجمالي عدد الأشخاص الذين ماتوا جوعا إلى 113 شخصا، معظمهم في الأسابيع القليلة الماضية، في ظل موجة الجوع التي تجتاح القطاع.
(رويترز)
## تونس تعدل أسعار 285 صنفاً من الأدوية المستوردة
25 July 2025 12:07 PM UTC+00
أقرت السلطات التونسية زيادة في أسعار 285 صنفاً من الأدوية المستوردة، وسط مساعٍ لتحقيق استقرار في القطاع، وذلك بعد تواتر أزمات نقص الدواء خلال السنوات الأخيرة. ونشرت الصيدلية المركزية (المورد والموزع الحصري للدواء) قائمة بأسماء الأدوية التي شملها تعديل الأسعار على موقعها الرسمي، من دون إصدار بلاغ توضيحي في الغرض.
وقال كاتب عام نقابة الصيادلة، زبير قيقة، إن 285 صنفاً من الأدوية المستوردة شملها قرار التعديل في الأسعار، مؤكداً أن هذه المراجعة تمت في الاتجاهين، حيث جرى رفع أسعار بعض الأصناف وخفض أسعار أصناف أخرى.
وأكد قيقة، في تصريح لـ"العربي الجديد" اليوم الجمعة، أن أسعار 60% من الأدوية المدرجة في القائمة التي نشرتها الصيدلية المركزية ارتفعت، بينما جرى خفض أسعار نحو 40% منها. وأشار كاتب عام نقابة الصيادلة إلى أن قائمة الأدوية التي شملها التعديل تتضمن أدوية مستوردة تُستعمل لعلاج الأمراض المزمنة، وتتوفر لها بدائل من الأدوية الجنيسة المصنعة محلياً. ورجّح أن يكون قرار تعديل أسعار الأدوية نابعاً من محاولة خفض كلفة الواردات التي تتحملها الصيدلية المركزية، وفسح المجال أمام الصناعة المحلية لتطوير حضورها في السوق وتعزيز الأمن الدوائي.
وفي سياق متصل، أوضح أن أسعار المواد الحيوية لصناعة الأدوية، إضافة إلى كلفة التعبئة والتغليف، شهدت قفزات كبيرة عالمياً بعد جائحة كورونا، ما ساهم في زيادة كلفة الأدوية، سواء المصنعة محلياً أو المستوردة. وكانت سلطات تونس قد رفعت، في فبراير/شباط 2024، أسعار 280 دواءً بنسب تراوحت بين 15 و30%، وشملت الزيادة حينها الأدوية التي لا يتجاوز سعرها 5 دنانير (1.8 دولار)، وأبرزها الأدوية المصنوعة من مادة "الباراسيتامول" الفعالة، والتي تُستخدم لتسكين الآلام وخفض الحرارة.
وتتكرر في تونس، خلال السنوات الأخيرة، أزمة نقص الدواء بسبب عدم قدرة الدولة على سداد مستحقات المزودين وإجراء طلبيات مبكرة لتحسين المخزون، غير أن النقص امتد في الأشهر الأخيرة إلى العقاقير الحياتية ليشمل أدوية الأمراض المزمنة. ويحتاج قطاع الدواء، بحسب رئيس نقابة الصيادلة، إلى إعادة نظر شاملة في سياسات التمويل والأسعار، وتمويل الأنظمة الاجتماعية، فضلاً عن مراعاة كلفة التصنيع وتداعيات الأزمات العالمية على هذه الصناعة الحيوية، وتحفيز الاستثمار فيها.
وتغطي صناعة الدواء المحلية نحو 63% من حاجيات السوق الداخلية، و23% من حاجيات المستشفيات، كما تساهم في توفير العملة الصعبة من خلال إيرادات التصدير. وقد بلغت قيمة الصادرات التونسية من المنتجات الصيدلانية 113.94 مليون دولار أميركي في عام 2023، بزيادة قدرها 6.5% مقارنة بعام 2022 (107 ملايين دولار)، من بينها 41 مليون دولار من الصادرات إلى السوق الفرنسية. وشكلت هذه الصادرات ما يعادل 0.568% من إجمالي صادرات تونس التي بلغت حوالي 20 مليار دولار في عام 2023.
ويعمل في قطاع الصيدلة أكثر من 73 مؤسسة، تشغل نحو 86 ألف شخص. ويرى خبراء البنك الدولي أن هذه الصناعة قادرة على مضاعفة فرص العمل في حال إجراء الإصلاحات وتيسير إجراءات الحصول على تراخيص الأدوية والتصدير. وبحسب البنك الدولي، ينمو قطاع الأدوية في تونس بمعدل متوسط يبلغ 15% سنوياً، لكنه لا يزال يُصدّر فقط نحو 6% من الإنتاج المحلي، وهي نسبة تقل كثيراً عن نظيراتها في دول مثل الأردن.
في المقابل، تواجه الصيدلية المركزية صعوبات مالية ومشاكل في سداد مستحقات المخابر العالمية، التي أصبحت أكثر تشدداً في طلب ضمانات السداد أو الدفع نقداً لمواصلة تزويد تونس بالأدوية. وقد برزت مشاكل السيولة المالية لدى الصيدلية المركزية منذ أكثر من خمس سنوات، ما أثّر على قدرتها على تسديد مستحقات مزوّديها الأجانب، ودفع بعضهم إلى تقليص التزود أو فرض شروط صارمة للخلاص.
ويرتبط نقص الدواء في الأسواق التونسية بعاملين أساسيين، أولا توقّف بعض المصانع المحلية عن إنتاج أصناف معينة بسبب عدم تغطية أسعارها لتكلفة الإنتاج، وثانياً عدم قدرة الصيدلية المركزية على استيراد الأدوية نتيجة الأزمة المالية ونقص الأرصدة من العملة الصعبة.
## سائقو توصيل الطلبات في بريطانيا تحت ضغط ملاحقة السلطات وتوجس العامة
25 July 2025 12:08 PM UTC+00
تزدحم مفارق شارع "بورتوبلو روود" السياحي في غرب لندن، بعشرات الدراجات الكهربائية والبخارية، التي تذهب وتجيء في سباق لا يتوقف أمام أبواب المطاعم التي يزخر بها الشارع. على كل واحدة منها صندوق لحفظ الوجبة التي من المفترض أن تصل ساخنة وطازجة إلى عنوان ينتظرها خلال دقائق. تحمل الصناديق أيضا علامة حرف "L" للإشارة إلى أن السائق لم يحصل على رخصة القيادة النهائية بعد، إضافة إلى اسم أحد التطبيقات التي يعمل سائقو الدراجات معها مثل "أوبر إيتس" أو "ديليفرو" أو "جست إيت"، وهي تطبيقات تقدر قيمتها السوقية بمليارات الدولارات في حين تصنف معاناة العاملين لديها ضمن ضحايا "العبودية الحديثة"، حسب تقارير حقوقية ومنظمات خيرية بريطانية.
ومثلت ظاهرة التوصيل الفوري للطعام إلى منازل الزبائن استجابة عملية لتحديات الإغلاق والقيود الصحية التي فرضتها جائحة كوفيد على بريطانيا في الفترة من 2020- 2022، فضمنت بقاء قطاع المطاعم والمتاجر مفتوحاً في فترات الإغلاق. لكن ما تخيل كثيرون أنها ظاهرة مؤقتة، قد تزول مع زوال أسبابها، نمت وتزايدت بفعل تعود البريطانيين، خاصة في المدن الكبرى، على نمط مريح للحصول على وجباتهم بتكلفة ضئيلة، إذ تشير التقديرات إلى أن 13 مليون بريطاني يستخدمون منصات توصيل الطعام والمشتريات في الوقت الراهن.
تقدر قيمة هذا القطاع حالياً بحوالي 13 مليار جنيه إسترليني (حوالي 17.5 مليار دولار)، بينما يقدر عدد المنتسبين للعمل فيه بحوالي 300 ألف شخص يصنفون في إطار "العمالة الرخيصة" أو عمالة الهامش، التي يراها الكثيرون على الطرقات وأمام المطاعم والمتاجر، لكنهم لا يعرفون الكثير عن ظروف عملها.
رغم أن هذا القطاع يمنح العاملين فيه حرية اختيار العمل وقتما يريدون، فإنه يحرمهم من حقوق أساسية تضمنها عقود العمل التقليدية
 
وتزايد التوجس تجاه العاملين في هذا القطاع أخيراً بعدما ربط سياسيون محافظون ويمينيون بينه وبين المهاجرين بصورة غير نظامية إلى بريطانيا، وهو ما دفع الحكومة إلى ممارسة ضغوط على منصات التوصيل الكبرى لتشديد التدقيق على العاملين لديها. معظم من تحدثوا لـ"العربي الجديد"، رفضوا نشر مشاركاتهم حتى تحت أسماء مستعارة. بعضهم يشعرون بالخجل من ممارسة هذا العمل ويعتبرونه مؤقتاً أو لأسباب قهرية، وآخرون يمارسونه- بشكل غير قانوني - لأنه النافذة الوحيدة المتاحة للحصول على دخل بينما ينتظرون تقنين أوضاع إقاماتهم، وهو أمر تنبهت إليه الحكومة في الأسابيع الأخيرة وبدأت التضييق عليه بشدة.
مسار اضطراري 
يُمضي "علي" (اسم مستعار)، القادم من كردستان العراق، 14 ساعة في اليوم ولستة أيام في الأسبوع على ظهر دراجته إما سائقاً لتوصيل وجبة طعام أو منتظراً أمام مطعم لاستلام "أوردر" جديد. كان يتصفح هاتفه وهو لا يزال مرتدياً خوذته عندما طلبت الحديث معه فرفض بداية مبرراً ذلك بأن إنكليزيته ضعيفة، ولا يستطيع التواصل مع الإعلام، لكنه قبل الحديث معي بالعربية لدقائق حتى يصبح "الأوردر" جاهزاً، مشترطاً عدم ذكر اسمه الحقيقي.
يقول علي إنه يعمل في هذا المجال منذ سبع سنوات لأنه "لم يجد عملاً آخر، ومعظم الأعمال المتاحة ستكون أكثر مشقة أو خارج لندن حيث أقيم مع زوجتي". ويضيف: "رغم ذلك فلا ضمانة لدخل ثابت أو استمرار في العمل  يتراوح دخلي بين 100 جنيه إسترليني في اليوم (14 ساعة عمل) و140 جنيها حداً أقصى، وطبعاً لا دخل في حالة المرض أو الأسباب القاهرة". وبحسبة بسيطة فإن أجر الساعة لعلي عند حده الأدنى هو 7 جنيهات وفي حده الأقصى 11 جنيهاً، قبل خصم الضرائب وتكاليف الوقود وصيانة الدراجة التي يستخدمها، وفي الحالتين- الأدنى والأقصى-  يقل دخله كثيراً عن الحد الأدنى للأجر الذي يمكن العيش به في لندن وتقدره الحكومة بحوالي 13.8 جنيهاً للساعة.
حين تلاحظ عن كثب العاملين في توصيل الطعام في شوارع لندن ومناطقها المختلفة، ستدرك على الفور أنهم ينتمون إلى فئات محددة دون سواها، طلاب الجامعات الذين يبحثون عن مصدر دخل إضافي لمواصلة دراستهم، أو أبناء أقليات في أدنى السلم الطبقي، أو المهاجرون الجدد. وهو ما يفسره "أمين" -وهو اسم مستعار أيضاً- بأنه نتيجة لسياسات التوظيف "العنصرية" في بريطانيا.
توقف أمين، القادم من سورية، أخيراً عن العمل لدى تطبيقات توصيل الطعام، بعد فترة كان خلالها مصدر دخله الرئيسي. يقول لـ"العربي الجديد"، إنه يحمل مؤهلاً أكاديمياً طبياً، وكان يُدرّس بإحدى الجامعات في لندن بينما ينتظر البتّ في طلبه للحصول على اللجوء. يضيف: "فقدت وظيفتي بالجامعة ولم يكن بوسعي تغيير عنواني حتى أتلقى رداً من وزارة الداخلية، فكان هذا العمل واحداً من الأعمال القليلة المتاحة دون تدقيق كبير، وهو أيضاً ما يجعل العاملين فيه عرضة للاستغلال". ويتابع: "أحيانا كنت أقود الدراجة لنصف ساعة لتوصيل طلب واحد، ولا يكترث أحد لذلك، لا يوجد إحساس بالانتماء لفريق أو العمل مع مجموعة، فهو عمل طبيعته العزلة، الكل يلهث بحثاً عن كسب سريع مع نهاية يوم عمل شاق، والتطبيقات تعرف ذلك فتستغل الجميع". قرر أمين التوقف عن العمل بعد مواجهة ما يصفه بممارسات "عنصرية ومجحفة" فالتطبيقات لا تتوقف عن استغلال السائقين وهم في أغلبهم "من المجموعات الهامشية ممن يضطرون بسبب عائق اللغة أو سياسات التوظيف العنصرية للعمل بهذا القطاع لعدم وجود خيار آخر"، بحسب قوله.
لكن إبراهيم (اسم مستعار) القادم من دارفور في رحلة لجوء استمرت لأكثر من عامين قبل أن يصل إلى بريطانيا، يقول إنه اختار هذا العمل لأنه لا يوجد أمامه بديل حيث لا يحمل أوراقاً رسمية، "أعيش في لندن وأستخدم تطبيق صديق يعيش في مانشستر، وعندما يبدأ العمل بتدقيق بصمة الوجه سيكون وضعي صعبا للغاية وسأفقد هذا العمل". يقول إبراهيم، الذي اشترط أيضاً عدم ذكر اسمه الحقيقي، إنه لا يدفع مقابلاً لصديقه، لكن إيجار التطبيق يتراوح بين 50 و70 جنيهاً إسترلينياً في الأسبوع أي ما يصل إلى مائة دولار.
تزايد التوجس تجاه العاملين في هذا القطاع أخيراً بعدما ربط سياسيون محافظون ويمينيون بينه وبين المهاجرين بصورة غير نظامية إلى بريطانيا
 
وحده أحمد، وهو شاب عشريني يدرس إدارة الأعمال في لندن تحدث بإيجابية عن تجربة عمله مع تطبيقات توصيل الطعام. التقيته أمام محطة مترو الأنفاق في "نوتنغ هيل" كان ينتظر تجهيز طلب لتوصيله. وقال لي إنه قدم إلى بريطانيا من تشاد بتأشيرة شرعية قبل سنتين لدراسة الماجستير وإنه يعمل في توصيل الطعام خلال عطلة نهاية الأسبوع فقط، حيث لا تسمح القوانين للطلاب بالعمل أكثر من 20 ساعة أسبوعياً. وأضاف أن "التطبيقات تمنحني حرية العمل في الوقت الذي يناسب دراستي، وتوفر لي دخلاً معقولاً يساعدني في مصاريف الدراسة". يتراوح دخل أحمد بين 50 و60 جنيهاً في وردية تستمر 8 ساعات، يدفع منه إيجار الدراجة الهوائية. يتابع: "يمكن أن يكون الدخل أكبر لو كان معي دراجة كهربائية، لكني أقبل "المشاوير" القصيرة داخل حدود المنطقة، وهذا يكفيني في الوقت الراهن".
بذور الاستغلال
ضمن سلسلة تقارير عن أوضاع العمال المهمشين في ظروف خطرة، تصف منظمة "Unseen" الخيرية، التي تنشط في مكافحة استغلال العمالة والعبودية الحديثة، آليات العمل في قطاع توصيل الطعام بأنها تعزز استمرار استغلال العاملين وتجاهل حقوق العمل الأساسية الخاصة بهم. وتقول جاستين كارتر نائب رئيس المنظمة في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن غياب الحماية القانونية للعاملين في توصيل الطعام يتفاقم بفعل المنافسة الحادة في عروض الأسعار بين التطبيقات والمتاجر الكبرى، فلكي تحافظ على أرباحها تطرح التطبيقات على زبائنها أسعاراً مخفضة وتوصيلاً أسرع، وهو تنافس يدفع ثمنه العاملون في هذا القطاع، الذين يُجبرون على قبول أجور أقل وساعات عمل أطول للحفاظ على مستوى دخولهم".
وتشير كارتر في تصريحاتها لـ"العربي الجديد"، إلى أن هذه الضغوط "تنعكس بشكل مباشر على ظروف العمل السيئة للعمال. فبدلاً من الأجر بالساعة، يحصلون على أجر مقابل كل توصيلة، مما يجعل من الصعب عليهم ضمان الحد الأدنى للأجور، خاصة مع التخفيضات الأخيرة في رسوم التوصيل. وتترك هذه التخفيضات العمال بعائد أقل، خصوصًا بعد تغطية نفقات مثل الوقود وصيانة الدراجات".
وقد تنبهت الحكومة البريطانية الشهر الماضي إلى أن قطاع توصيل الطعام هو الباب الخلفي للعمل بشكل غير شرعي في المدن البريطانية خاصة لندن. وحسب منظمة "Unseen" فإن المنصات لم تؤسس لعلاقة عمل مباشرة بينها وبين من يعملون في التوصيل، فلا عقود ولا اتفاقات، لكنها تشترط على من يعمل لديها ترشيح بدلاء يقومون بالتوصيل في حال عجزه عن القيام بذلك. وقد فتح هذا الوضع بابا لاستغلال المهاجرين غير النظاميين والطلاب تحديداً، إذ يعمل كثيرون منهم تحت حسابات لا يملكونها مقابل التنازل عن جزء من عائدهم اليومي لصاحب الحساب الأصلي الذي يجني دخلا دون مقابل، وعادة ما يتواصل الراغبون في العمل مع أصحاب الحسابات الأصلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليتم الاتفاق خلال دقائق.
أخيراً، تعالت الضجة ضد منصات توصيل الطعام، حين قام وزير داخلية الظل كريس فيليب في الشهر الماضي، بما قال إنه زيارة مفاجئة لأحد الفنادق التي تؤوي طالبي لجوء ليجد الفندق فارغاً خلال ساعات النهار ويتوصل إلى أدلة بأن نزلاءه يعملون لدى تطبيقات توصيل الطعام بشكل غير شرعي. عقب ذلك، استدعت وزارة الداخلية المسؤولين في الشركات الثلاث الكبرى(ديليفرو، أوبر ايتس وجاست ايت) واتفقت معهم على تعزيز إجراءات التحقق من العاملين معها، والتصدي لظاهرة العمل غير القانوني، واستخدام التطبيقات من أشخاص بدلاء.
كما التزمت الشركات الثلاث بزيادة استخدام تقنيات التحقق من الوجه والكشف عن الاحتيال، لضمان أن المستخدمين المسجلين فقط هم من يمكنهم العمل عبر منصاتها، لكن المناقشات بين وزارة الداخلية ومسؤولي المنصات الكبرى لم تتطرق إلى تحسين ظروف العمل في القطاع للعاملين المؤقتين، فلماذا تصمت الحكومة على الوضع الراهن رغم الاحتجاجات المستمرة؟
تشير الباحثة القانونية ديلفين ديفسوز، أستاذة القانون المساعد في جامعة نورثومبريا البريطانية في بحث عن الوضعية القانونية للعاملين في منصات توصيل الطعام، إلى أن القوانين البريطانية الراهنة لم تعد قادرة على استيعاب المتغيرات السريعة في نظام العمل، خاصة في ما يتعلق بالمنصات الرقمية والعمالة المؤقتة.
مثلت ظاهرة التوصيل الفوري للطعام إلى منازل الزبائن استجابة عملية لتحديات الإغلاق والقيود الصحية التي فرضتها جائحة كوفيد على بريطانيا
 
وترى أن "سائقي توصيل الطعام يعملون في ظروف غير منظمة، بينما يُطلب منهم الالتزام بشروط الاستخدام التي تفرضها هذه التطبيقات، بالإضافة إلى التنافس المتزايد الذي تخلقه هذه الشركات. وتؤدي هذه المعاناة إلى أوضاع هشّة بالنسبة للعاملين مع هذه المنصات الذين لا يمكن وصفهم بـ"موظفين"، رغم اعتمادهم الكامل على هذه التطبيقات كمصدر لدخلهم. هذا الاعتماد يمنح المنصات سلطة مطلقة عليهم، حسب ما تقوله الدراسة.
وتمثلت هذه التحديات القانونية في عدد من أحكام القضاء البريطاني التي رفضت إضفاء صفة "موظفين" على سائقي تطبيقات توصيل الطعام، خاصة أكبرها ديليفرو. آخر هذه الأحكام أصدرته المحكمة العليا في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، رداً على دعوى قضائية طالبت بحق العاملين لدى "ديليفرو" في تنظيم نقابة عمل خاصة بهم تتفاوض على عقد عمل جماعي. ونص الحكم على أن صفة "موظفين" لا تنطبق على من يعملون لدى هذه التطبيقات، لأنه ليست لديهم ساعات عمل محددة، ويمكنهم العمل مع تطبيقات مختلفة، والأهم أن بوسعهم تفويض شخص آخر للقيام بمهمة التوصيل وهو ما يتعارض مع جوهر التعاقد الشخصي مع الموظف.  
لكن حكماً قضائياً سابقاً منح سائقي أوبر في قضية مماثلة عام 2021 صفة الموظف بما تنطوي عليه من حقوق مثل الحد الأدنى للأجور والإجازة السنوية والإجازة المرضية، بناء على تحرك جماعي من السائقين وقتها. ويجمع الخبراء على أن معاناة العاملين لدى قطاع توصيل الطعام، أصبحت جزءا مما يسمى باقتصاد العمل المؤقت "gig economy" الذي تعزز بفضل التكنولوجيا الرقمية، وتغير علاقات وأساليب العمل بعد جائحة كورونا.
ورغم أن هذا القطاع يمنح العاملين فيه حرية اختيار العمل وقتما يريدون، فإنه يحرمهم من حقوق أساسية تضمنها عقود العمل التقليدية مثل مساهمات الضمان الاجتماعي ومعاشات التقاعد والإجازات المرضية والسنوية. وفي ظل أزمة النمو الاقتصادي في بريطانيا ونقص المطروح من فرص العمل، يبدو هذا الاقتصاد مرشحاً لاستقطاب المزيد إلى صفوف العاملين فيه ليصبح نمطاً سائداً لا فرعياً.
## تنديد بخطة ترامب تلف وسائل منع الحمل بنحو 10 ملايين دولار
25 July 2025 12:17 PM UTC+00
أثارت خطّة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتلف وسائل منع الحمل التي تناهز قيمتها 10 ملايين دولار أميركي، في أوروبا، غضب منظمات غير حكومية عالمية معنية بالصحة، من بينها "أطباء بلا حدود" التي ندّدت بهذا "الهدر غير المبرّر". وتشير تقارير صحافية إلى أنّ غرسات منع الحمل ولوالب رحمية بقيمة تبلغ 9.7 ملايين دولار، مخزّنة في بلجيكا، سوف تُحرَق في فرنسا بموجب خطة ترامب المشار إليها.
وكانت مصادر مختلفة قد أفادت وكالة رويترز، أخيراً، بأنّ إمدادات من وسائل منع الحمل سبق أن موّلتها واشنطن سوف تُحرَق في فرنسا، بعد رفض إدارة ترامب عروضاً من الأمم المتحدة ومنظمات تنظيم الأسرة لشراء هذه الإمدادات وشحنها إلى دول فقيرة. يُذكر أنّ هذه الإمدادات عالقة منذ شهور في مستودع بمدينة جيل في إقليم أنتويرب البلجيكي، بعد قرار ترامب تجميد المساعدات الخارجية الأميركية منذ تسلّمه ولايته الرئاسية الثانية في يناير/ كانون الثاني 2025.
وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية لوكالة فرانس برس إنّ واشنطن "اتّخذت قراراً أولياً بتلف بعض" وسائل منع الحمل مرتبطة بـ"عقود للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس إيد) كانت قد أُبرمت في عهد (الرئيس الأميركي السابق جو) بايدن، وجرى إلغاؤها" عقب عودة خلفه دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وكانت إدارة ترامب قد أوقفت أنشطة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ذراع المساعدات الخارجية للبلاد، عند تسلّمه ولايته الثانية.
من جهتها، قالت الرئيسة التنفيذية لمنظمة "أطباء بلا حدود" في الولايات المتحدة الأميركية أفريل بينوا إنّ "موانع الحمل منتجات صحية أساسية ومنقذة للحياة"، مشيرةً إلى أنّ "منظمة أطباء بلا حدود شهدت بنفسها الفوائد الصحية الإيجابية عندما تتمكّن النساء والفتيات من اتّخاذ قراراتهنّ الصحية بحرية باختيار منع الحمل أو تأخيره والعواقب الوخيمة عندما لا يتمكنّ من ذلك".
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إلى أنّ تكلفة عمليات التلف سوف تبلغ 167 ألف دولار، مضيفاً أنّ "أي أدوية لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية أو واقيات ذكرية لن تُتلَف".
وكانت لتفكيك ترامب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، من خلال فصل آلاف الموظفين ودمجها في وزارة الخارجية، عواقب وخيمة. فإلى جانب إلغاء سلسلة من البرامج التي تقدّم خدمات تنظيم الأسرة والإجهاض، اعترفت إدارة ترامب بتلف أطنان من الأغذية منتهية الصلاحية التي كانت مخصّصة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ولم تُوَزَّع قط.
وأوضحت الرئيسة التنفيذية لمنظمة "أطباء بلا حدود" في الولايات المتحدة الأميركية، في بيان، أنّ "تلف المواد الطبية القيّمة التي دفع ثمنها دافعو الضرائب الأميركيون لا يساهم في مكافحة الهدر أو تحسين الكفاءة". أضافت بينوا أنّ "هذه الإدارة مستعدّة لحرق وسائل منع الحمل وترك الإمدادات الغذائية تتعفّن، الأمر الذي يعرّض صحة الناس وحياتهم للخطر من أجل تحقيق أجندة سياسية".
ولفتت منظمة أطباء بلا حدود إلى أنّ منظمات أخرى عرضت تغطية تكاليف شحن إمدادات وسائل منع الحمل تلك وتوزيعها، لكنّ الحكومة الأميركية رفضت الموافقة على ذلك.
يُذكر أنّ المشرّعين الأميركيين كانوا قد وافقوا، يوم الجمعة الماضي، على تخفيض نحو تسعة مليارات دولار من المساعدات المخصّصة بصورة أساسية لدول أجنبية.
وقالت عضو مجلس الشيوخ الديمقراطية جين شاهين إنّ في الظروف العادية، "تصل مساعدات تنظيم الأسرة إلى أكثر من 47 مليون امرأة وثنائي سنوياً. وهي تمنع 8.1 ملايين حالة حمل غير مرغوب فيها، و5.2 ملايين حالة إجهاض غير آمن، و34 ألف حالة وفاة بين الأمّهات".
(فرانس برس، العربي الجديد)
## الاحتلال الإسرائيلي سيسمح لدول أجنبية بإسقاط مساعدات في غزة
25 July 2025 12:39 PM UTC+00
نقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مسؤول عسكري قوله إن إسرائيل ستسمح للدول الأجنبية بإسقاط المساعدات بالمظلات إلى غزة ابتداء من اليوم الجمعة، في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة، مع تسجيل حالات وفاة جديدة جراء الجوع وسوء التغذية، في ظل استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية. ولم يرد متحدث باسم الجيش بعد على طلب من "رويترز" لتأكيد ذلك.
وأكدت وزارة الصحة في غزة وفاة تسعة فلسطينيين، بينهم طفلان، خلال الـ24 ساعة الماضية، بسبب المجاعة، ما يرفع عدد الضحايا إلى 122 حالة وفاة منذ بداية الحرب، بينما أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن السكان في غزة يُجبرون على المجاعة رغم أن آلاف الشاحنات المحمّلة بالغذاء والأدوية تنتظر إدخالها عند المعابر، مشددة على ضرورة رفع الحصار والسماح بإدخال المساعدات على نطاق واسع.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود اليوم إن ربع أطفال غزة بين سن الستة أشهر والخمس سنوات والنساء الحوامل والمرضعات الذين تمت معاينتهم في منشآت المنظمة غير الحكومية الأسبوع الماضي، يعانون سوء التغذية. وأوضحت المنظمة في بيان "استخدام التجويع سلاح حرب من جانب السلطات الإسرائيلية في غزة بلغ مستويات غير مسبوقة.. المرضى والعاملون في القطاع الصحي، يعانون من الجوع".
في الأثناء، أكد مصدر مصري دخول 161 شاحنة من المساعدات إلى قطاع غزة، بدءاً من أمس الخميس حتى فجر اليوم الجمعة، من معبري زيكيم شمال قطاع غزة وكرم أبوسالم. وأضاف المصدر المصري، في تصريح لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن المساعدات تشتمل على شحنات من الدقيق ولبن الأطفال والمواد الغذائية، مشيراً إلى استمرار دخول المساعدات لليوم الثالث.
ويستخدم الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو 21 شهراً سلاح الاقتصاد والتجويع في حربه ضد غزة بهدف القضاء على المقاومة التي قصمت ظهر الاحتلال في طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ورغم أن التجويع جريمة حرب وتحرمها الاتفاقات الدولية، يواصل الاحتلال حصاره للقطاع الذي يعيش فيه أكثر من مليوني إنسان معظمهم أطفال ونساء، رغم التنديدات والغضب الدولي.
(العربي الجديد، رويترز)
## المعتقلون السياسيون في تونس يدعون لاستئناف الحوار بذكرى الجمهورية
25 July 2025 12:39 PM UTC+00
دعا المعتقلون السياسيون في ما يعرف بـ"قضية التآمر 1" القوى الوطنية في تونس في بيان، أمس الخميس، إلى استئناف ما بدأوه من تشاور جامع بين كل المكونات السياسية والمدنية، على أن ينتهي بعقد مؤتمر وطني للإصلاح واستعادة الديمقراطية والشرعية الدستورية. تأتي هذه الدعوة ضمن رسالة للمعتقلين السياسيين بمناسبة الذكرى الـ68 لعيد الجمهورية في 25 يوليو/تموز من كل عام، وبمناسبة الذكرى الرابعة للانقلاب في 25 يوليو 2021.
وقال المعتقلون، وهم الأمين العام السابق للتيار الديمقراطي غازي الشواشي، والقيادي بجبهة الخلاص الوطني جوهر بن مبارك، والأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي، والقيادي السابق في حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي، والناشطان السياسيان خيام التركي ورضا بلحاج، في رسالة أطلقوها مساء أمس، إنهم يرون في روح المبادرة التي أعلنت عنها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية "خطوة في الاتجاه الصحيح، على أن تتظافر جهود مختلف القوى الوطنية لإنجاحها وتحويلها إلى محطة متقدمة على طريق استعادة الديمقراطية".
وأكدوا أن "سلطة الانقلاب خلا سجلها من أي إنجاز على مدى السنوات الأربع من عمرها، سوى من تدمير المؤسسات ومحاصرة الحريات والارتداد عن مكتسبات الشعب التونسي على طريق الانتقال الديمقراطي". وأضافوا أن تونس باتت "تعيش في عزلة خارجية مطبقة"، مؤكدين أن الخروج من هذا الوضع "يتطلب إنهاء الحكم الفردي والعودة إلى نظام الفصل بين السلطات وعلوية القانون وسيادة الدستور، وهي مهمة يتوقف إنجازها على تعاون كافة القوى من المجتمع المدني والسياسي".
وشدد المعتقلون على أنهم "براء من التهم التي كيلت إليهم جزافا وأن السلطة عجزت عن تقديم أدنى دليل أو قرينة على ادعاءاتها الباطلة"، مشيرين إلى أن "جرمهم الوحيد تمثل في تنظيم لقاءات تشاورية لزعماء المعارضة قصد التداول في ما آلت إليه الأوضاع منذ انقلاب 25 يوليو 2021، واقتراح إصلاحات سياسية واقتصادية ضمن خريطة طريق تخرج البلاد من الأزمة الحادة التي تردت إليها، ما أثار الذعر لدى السلطة السياسية التي سارعت بإطلاق حملة اعتقالات شملت العديد من الوجوه التي تصدرت المشهد السياسي".
تعطل المشاورات في تونس
تعليقاً على ذلك، قال الناطق الرسمي باسم الحزب الجمهوري وسام الصغير، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الأسباب الرئيسية للاعتقالات في تونس "كانت الانطلاق في مشاورات لتوحيد المعارضة، وهو ما ذكره المعتقلون في رسالتهم مساء أمس، ولكن للأسف بعد عدة أشواط من المشاورات من أجل توحيد المعارضة تم اعتقال عدة فاعلين سياسيين"، موضحاً أن "المشاورات إثر ذلك تعطلت، وجل المحاولات لتشكيل أقطاب أو مجموعات في شكل شبكات أو مجموعات فشلت نظراً للاختلافات". واستدرك قائلا "في الحقيقة هي اختلافات وهمية رغم مواصلة منظومة الحكم ضرب الحريات وتكثيف الاعتقالات التي مست جل الأطياف، إلا أن التشتت بقي مسيطراً على المشهد السياسي".
وأكد الصغير أنه رغم كونهم "مكوناً أساسياً في الشبكة التونسية للحقوق والحريات، إلا أنهم يعملون كقوة ضغط لوحدة الصف وتقريب وجهات النظر بين كل الفرقاء"، مبينا أنه "في الذكرى الرابعة للانقلاب وفي ذكرى عيد الجمهورية، فقد جدد المعتقلون السياسيون في رسالتهم الصادرة دعوتهم للتشاور وتعزيز الخيار الأول وهو الحوار، والذي كان سببا في استهدافهم من قبل منظومة الحكم، ولذلك هم يجددون الدعوة إلى استئناف الحوار ودعوة الفاعلين السياسيين ومكونات المبادرة التي أطلقتها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وعدة منظمات وأحزاب للذهاب في هذا الخيار ومحاولة تعزيز الجهود للذهاب في أفق أوسع ونحو خطوات عملية لتوحيد الصف".
ولفت إلى أن "هذه الدعوة تؤكد أن خيار المعتقلين السياسيين كان خياراً سليماً بعد أكثر من سنتين من الاعتقال"، موضحاً أن "فشل التحرك المشترك الذي كان مقرراً اليوم هو في الحقيقة يخدم السلطة التي تستفيد من هذا التشتت، وتأمل ألا يحصل أي إجماع، وهو ما يؤكد خوف السلطة ومناصريها من حصول أي تقارب، ولكن لا تزال المحاولات لتقريب وجهات النظر مستمرة".
عائلات المعتقلين تتظاهر
من جهتها، أكدت عضو تنسيقية عائلات المعتقلين السياسيين، زوجة القيادي السابق في حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي، منية براهم، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه "بعد مضي أكثر من سنتين على اعتقال القادة السياسيين تظل التهمة الحقيقية هي السعي إلى تنظيم حوار وطني بين أطراف المعارضة والبحث عن إصلاحات شاملة تخرج البلاد من أزمتها"، موضحة أنه بعد سنتين من الاحتجاز فقد جدد المعتقلون دعوتهم لحوار وطني للإصلاح بعد أربع سنوات من الحكم. وأضافت أن "المعتقلين لا يزالون على نفس النهج والخط، ويرون أن مبادرة الرابطة (الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان)، يمكن البناء عليها لتجاوز الاختلالات السابقة، ولذلك فإنهم يدعون عقلاء البلاد وما تبقى من المعارضة ومن بقي خارج أطوار السجن للعمل على تفعيل هذه المبادرة".
وأشارت براهم إلى أن "تنسيقية عائلات المعتقلين السياسيين كانت تقوم بعدة تحركات ومبادرات باسم العائلات لأنهم المعنيون بالملف، وفي 25 يوليو الماضي خاضت التنسيقية تحركاً هاماً تحت شعار القفة"، مؤكدة أن "هذا كان يتم بالتنسيق مع عدة أحزاب ساندت قضيتهم"، وأوضحت أنه رغم بيانات الشبكة التونسية للحقوق والحريات وجبهة الخلاص بإلغاء تحركات اليوم، "إلا أن تنسيقية العائلات قررت الأخذ بزمام الأمور والخروج في تحرك مساء اليوم، وخاصة أن موقف الشبكة لا يخلو من خذلان للمعتقلين السياسيين وعائلاتهم"، وفق تعبيرها.
تنديد حزبي
من جانبه، أكد حزب العمال في بيان له اليوم، في الذكرى الرابعة للانقلاب، أنه "لا مخرج إلا بالنّضال"، مجدداً التزامه "بمواصلة التصدّي لكافة مظاهر الاستبداد وانتهاك الحريات والحقوق والمطالبة بإطلاق سراح كافة معتقلي الرأي وإلغاء كافة القوانين والمراسيم القمعية والفاشية وفي مقدمتها المرسوم 54". وأضاف أنه "يقف في صف النضالات الشعبية من أجل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية وينخرط فيها من أجل مراكمة القوى على طريق التخلص من منظومة الاستبداد والعمالة والاستغلال".
ولفت إلى أن الرئيس التونسي قيس سعيّد "استغل الأزمة الحادّة التي بلغتها البلاد"، معتبرا أنه "لم يتحقّق للشعب التونسي أي شيء مما وعِد به قيس سعيد عدا تصاعد الخطاب الشّعبوي المغالط الذي يزعم الانتصار للوطن والشعب"، وقال إن "الحصيلة السياسية لأربع سنوات من نظام الانقلاب لم تكن سوى تكريس منظومة حكم فردي استبدادية، معادية للحريات، صفّت أو تكاد مكاسب الثورة الديمقراطية وصحّرت الحياة العامّة، وهي تعمل على تدمير مظاهر الانتظام السياسي والنقابي والمدني الشعبي لحساب توجّه شعبوي تخويني".
كما طالب الحزب الجمهوري بإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات "الذين يقبعون ظلماً في سجون الانقلاب"، مبرزا في بيان له أمس، موقفه الثابت والداعي إلى تنسيق المبادرات الميدانية بين جميع القوى والفاعلين المناهضين للاستبداد، بما يساهم في كسر حالة الارتباك التي شلّت المشهد السياسي وأتاحت لمنظومة الحكم التمادي في سياسات القمع والتنكيل، وقال إن استمرار التشتّت لا يخدم سوى منظومة الاستبداد.
## تايلاند: الاشتباكات مع كمبوديا قد تتحول إلى حرب
25 July 2025 12:40 PM UTC+00
أدت المواجهات العنيفة، التي تجددت اليوم الجمعة في مناطق مختلفة على طول الحدود بين تايلاند وكمبوديا، إلى إجلاء أكثر من 138 ألف مدني في الجانب التايلاندي، وفق بانكوك، التي حذرت من أن هذه الاشتباكات "قد تتحول إلى حرب"، وقال المتحدث العسكري التايلاندي الأدميرال سوراسانت كونجسيري اليوم إن الاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا جرت في 12 موقعاً على حدودهما المتنازع عليها، ما يشير إلى اتساع نطاق النزاع الذي اندلع أمس الخميس، وأضاف المسؤول العسكري التايلاندي في مؤتمر صحافي أن كمبوديا واصلت استخدام الأسلحة الثقيلة.
وأدى الخلاف الحدودي بين البلدين، الواقعين في جنوب شرقي آسيا، في اليومين الأخيرين إلى مستوى عنف غير مسبوق منذ العام 2011 مع مشاركة طائرات مقاتلة ودبابات وجنود على الأرض وقصف مدفعي في مناطق مختلفة متنازع عليها. وأشارت وزارة الصحة التايلاندية إلى سقوط 15 قتيلاً، بينهم عسكري، وأكثر من أربعين جريحاً من الجانب التايلاندي. وقالت كمبوديا من جانبها إن رجلاً في السبعين قتل وأصيب خمسة أشخاص بجروح، وفق ما أفاد ناطق باسم سلطات مقاطعة أودار مينشي الحدودية في شمال غربي البلاد، في أول حصيلة رسمية من الجانب الكمبودي.
وبطلب من رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيه، يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، اجتماعاً طارئاً في نيويورك. وحذّر رئيس الوزراء التايلاندي بالوكالة بومتام ويشاياشاي من أن الاشتباكات الحدودية مع كمبوديا " قد تتحوّل إلى حرب"، موضحاً أنه "إذا ما شهد الوضع تصعيداً، فهو قد يتحوّل إلى حرب، حتّى لو كانت الأمور تقتصر الآن على اشتباكات". وقالت وزارة الصحة التايلاندية اليوم إن أكثر من 138 ألف مدني أخلوا مناطق مشمولة بالاشتباكات تقع في شمال شرقي البلاد.
وأعلن رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، الذي يتولّى بلده الرئاسة الدورية لرابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان)، التي تضمّ تايلاند وكمبوديا، أنه تحادث مع نظيريه في كلا البلدين. وفي منشور على موقع فيسبوك رحب إبراهيم، الذي طالب "بوقف فوري لإطلاق النار" وحلّ سلمي للتوتّرات، بما وصفه بـ"مؤشّرات إيجابية وبعزم بانكوك وبنوم بنه على السير في هذا المسار". وبعد بضع ساعات على هذا المنشور، تجدّدت المعارك في ثلاث مناطق قرابة الرابعة فجراً بالتوقيت المحلي، وفق ما أفاد الجيش التايلاندي.
وقصفت القوّات الكمبودية بأسلحة ثقيلة ومدفعية ميدان وأنظمة صواريخ "بي ام-21"، وفق ما أعلن الجيش، في حين ردّت القوّات التايلاندية بـ"طلقات دعم مناسبة". ويتبادل البلدان الاتهامات بشأن من بادر أوّلاً بإطلاق النار، مع التشديد على حقّ كلّ منهما في الدفاع عن النفس. واتّهمت بانكوك بنوم بنه باستهداف منشآت مدنية، مثل مستشفى ومحطّة وقود، وهو ما نفته السلطات الكمبودية. واستعانت تايلاند بعدّة طائرات قتالية من طراز "اف-16" لاستهداف ما تصفه بالأهداف العسكرية الكمبودية.
ويدور خلاف بين كمبوديا وتايلاند منذ زمن بعيد حول ترسيم الحدود بينهما التي تمتد على أكثر من 800 كيلومتر وحُددت بموجب اتفاقات أثناء الاحتلال الفرنسي للهند الصينية. وبين 2008 و2011 أدت الاشتباكات حول معبد برياه فيهيار، المدرج في قائمة التراث العالمي لليونسكو والذي تطالب به الدولتان، إلى مقتل ما لا يقل عن 28 شخصاً ونزوح الآلاف. وأيّدت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة كمبوديا مرّتين، الأولى في 1962 والثانية في 2013، بشأن ملكية المعبد والمنطقة المحيطة به.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)
## ثقافة العصبية القاتلة
25 July 2025 12:46 PM UTC+00
إنَّ الاختلاف سُنَّة كونية لا أظن أحدًا يجادل في ذلك، لكن أي اختلاف؟ إنَّه الاختلاف المحمود الذي يُثري المشهد من كل التشكيلات، أما الاختلاف الذي يؤدي إلى خلاف وتناحر يصل إلى حد الاقتتال، فهذا يعبر مُسمَّى الاختلاف، وما هو إلّا أحقاد ارتدت لبوس الدين، أو المذهبية، أو المناطقية، أو غيرها من المسمَّيات.
حتى كأن التاريخ يعيد نفسه؛ فها نحن اليوم نرى خوارج الماضي خرجوا من كهف التاريخ بمسمَّيات جديدة!
ويأتي مَنْ يقول: هذا تباين فكري!
أي تباين فكري تتحدث عنه؟ 
عبر الأمر هذا المسمى إلى تمزق فكري اجتاز الثوابت وهدد بانهيارها، وتُفصح فوضى ما يجري عن نفسها يوماً بعد يوم؛ فهل نُسمي ما يجري في سورية أو العراق، على سبيل المثال، اختلافًا فكريًا أو تباينًا فكريًا؟
أبداً، بل أحقاد مجترَّة خرجت من كهوفها المختفية فيها منذ قرون، وبدأنا نسمع صيحات انتصار من أجل رموز أو ضد رموز تاريخية مرَّ على رحيلها قرون عديدة!
منبع الإقصاء
تكون القنابل الموقوتة التي نحملها في طياتنا جاهزة للاشتعال عندما تجد البيئة المناسبة لذلك، وهذه القنابل مركَّزة في العصبيّات الإثنية، أو المذهبية، أو المناطقية، أو كلها مجتمعة، في تعقيد يصعب الفكاك منه، وكأن هذه العصبيّات الساكنة تشبه خلايانا السليمة التي تعمل وفق نظام محدد في سلاسة، لكن في لحظة الانفلات من قيد هذا النظام المسيطِر عليها، تجنح هذه الخلايا للعمل بحسب تسلسلات "شاذة" تؤدي إلى إصابة الجسم بكامله بالسرطان، الذي، إذا لم يتم تداركه في فترة مبكرة، يؤدي إلى وفاة الجسم بأكمله، وبالتالي موت كل تلك الخلايا!
وفي الجسم المجتمعي تعمل هذه العصبيّات في حالة شذوذها على إنهاك جسم المجتمع وتفتته، وبالتالي تدميره؛ فلا غالب ولا مغلوب.
وقد نتساءل: ما الذي يُؤدي إلى تفعيل هذه العصبيّات الساكنة؟
تكون العصبيّات الساكنة في فترة خمول، وقد يتلاشى التفكير فيها إذا وجد أفراد هذا المجتمع عقدًا اجتماعيًا ينخرطون فيه من أجل قيمة أو قِيَم عُليا تجمع الكل، بحيث تتضاءل إلى جواره كل هذه العصبيّات الجزئية؛ فقد كان العراق، على سبيل المثال، المعروف بكثرة العصبيّات فيه من كل الأنواع، إبّان نظام صدام قبل سنة 2003م ضمن عقد اجتماعي يرى أنَّ العراق أولاً، وأنَّه مِلْكُ الجميع، بغض النظر عن الانتماءات الجزئية لمفردات هذا "الجميع"!
إلى جانب أنَّ النظام السياسي كان آنذاك متمكّنًا من السيطرة على العصبيّات كلها.
فنجد أنَّه بمجرّد سقوط ذلك النظام المسيطر انفرط عقد المجتمع، وانخرط الجميع في عصبيّات خرجت من أدغال التاريخ؛ فسمعنا عن عرب السنة وعرب الشيعة، والمشكلة الكردية، وغيرها.
لقد نشطت هذ العصبيّات الساكنة في ذاكرة التاريخ والتراث، وانتقلت للعمل على نطاق الجغرافيا، تُغذيها ثقافة الهوية الجزئية الملاذ في حالة اندحار الهوية الشاملة.
إنَّ الثقافة التي تُغذّي هذه العصبيّات على حساب الجسم المجتمعي هي ثقافة قاتلة؛ لأنها تؤدي إلى تضخّم هذه العصبيّات الجزئية على حساب المجموع، فتطغى عليه وتؤدي إلى انهاكه والقضاء عليه في نهاية المطاف.
وتعالي نبرة هذه العصبيّات المتنافسة، بل والمتقاتلة، في أغلب الأحيان، سيجعلها تتعامل مع المخالِف لها من عصبيّات أخرى منافسة بالإقصاء، سواءً الأفقي أو الرأسي، وليس بقوة الفكر، لأنها لو كانت تحمل فكرًا لقبلت بثقافة التعايش مع المخالِف لها، لكن لا فكرَ لديها، فلم يبقَ سوى الإقصاء!
في ظل وضع معقّد كهذا، لن يكون للناس إلا أن ينخرطوا في عصبيّاتهم الإثنية، أو المذهبية، أو المناطقية، أو كلها مجتمعة، ليحموا ذواتهم من الفناء، فيكون قانون الغاب هو السائد، لكن بمرور الوقت ينتهي كل شيء على تلكم الأرض المنكوبة بمثل هذا الحال، إلى أن يشعر الناس بحاجتهم إلى دولة تلم شتاتهم جميعًا من كثرة الآلام التي يعانونها، وما الحرب الأهلية اللبنانية عنا ببعيد؛ فقد هلك فيها ما يقارب من مئة وخمسين ألف شخص، في بلد كان عدد سكانه آنذاك ثلاثة ملايين نسمة، فضلاً عن الخسائر المادية والتي قُدّرت بأكثر من مئة مليار دولار.
وتفتح هذه الفوضى الباب للتدخلات الخارجية في البلد بحجة حماية أو مناصرة طائفة على أخرى، وهنا يزداد الطين بله.
العالم من حولنا
قد يقول قائل: عرضتَ المشكلة، فما الحل؟
الحل من وجهة نظري المتواضعة، هو قراءة التاريخ ومراجعة تجارب الشعوب، ولو المعاصرة على الأقل؛ فنحن لو أمعنا النظر إلى العالم من حولنا، فسنرى دولاً ذات (كوكتيل) من أعراق مختلفة، وأديان متباينة، وألسن متعددة، وغيرها من مقومات الاختلاف والتباين، استطاعت أن تصنع من نفسها دولاً عملاقة أصبح لها موقعٌ فريدٌ على الساحة الدولية؛ فلم يعقهم هذا التباين، بل جعلوا منه خلطة سحرية تماسكت لتصنع ذلك الكيان العظيم، وأصبحوا يتفاخرون على كل الشعوب بهذا الاختلاف الذي رفدهم أو رفد الكيان العظيم بكل إبداعات تلك الهويات المتباينة، ولم يجعلوا من تلك الهويات قنابل موقوتة تنفجر في أي لحظة، مهددة الكيان الأعظم بالزوال، ولعل ماليزيا خير مثال على ما أقول؛ فهذه الدولة التي استقلت عن الاستعمار البريطاني سنة 1957م، ثم تكامل اتحادها بضم ولايات صباح وسرواك وسنغافورة إلى الاتحاد الماليزي سنة  1963م، مكوّنة من ثلاث فئات عِرقية كبيرة، هي كل من الملايو والصينيين والهنود؛ إذ يشكِّل الملايو حوالي 50% من السكان، بينما يشكِّل الصينيون 37%، والهنود 12%؛ وكان الصينيون هم سكان المدن والمسيطرين على الاقتصاد والتجارة، في حين كان الملايو يعيشون في الأرياف ولم يكن يزيد نصيبهم في الاقتصاد عن 2% ويعانون من الجهل والفقر، لذا كانوا يشعرون بقلق كبير على مصيرهم، ومن عدم الثقة بالصينيين، الذين كانوا بدورهم يشعرون بذات القلق على مستقبلهم، إذا لم يُعترَف بهم كمواطنين ماليزيين، وكانوا يخشون أن تؤدي سيطرة الملايو إلى الانتقاص من حقوقهم، أو مصادرة أملاكهم وثرواتهم، لكن تنكو عبد الرحمن، أول رئيس للوزراء، نجح في بناء علاقات وثيقة وتفاهمات مع قيادات الصينيين والهنود، اعترف فيها هؤلاء بعدد من المزايا للملايو، في مقابل اعتراف الملايو بحقوق المواطنة الكاملة للصينيين والهنود، حتى أنَّه طرد ولاية سنغافورة من إتلاف دولة ماليزيا سنة 1965م في سبيل الحفاظ على هذا التوافق.
غير أنَّ أحداث سنة 1969م المأساوية هزّت هذا التوافق؛ إذ اقتتل هذان العرقان وساد الاضطراب في الشارع الماليزي، لكن تون عبد الرزاق حسين، الذي تولى رئاسة الوزراء سنة 1970م، تجاوز هذا الأمر من خلال توسيع التحالف الحاكم، ومن بعدها دارت عجلة التقدم الاقتصادي في ماليزيا بتولي رئاسة وزرائها مهاتير محمد سنة 1981م.
***
## دوستويفسكي والتفكير عبر الرواية
25 July 2025 12:46 PM UTC+00
لا يُعرف في الآداب العالمية شخص شغلته الأسئلة الميتافيزيقية وتلبّست بروحه ووجدانه كما هو الحال لدى الأديب الروسي دوستويفسكي. ترتبط الأسئلة بالوقائع التي يواجهها البشر في الخارج، فهناك الشر والألم، والمتعة والرغبة، وهناك الحرية والوحشية، والزمن والكون. تحولت هذه الأسئلة على مر القرون إلى ألغاز تسكن الوجود البشري والكون بعامة.
لم يكن دوستويفسكي مثل كانط الذي حاول معالجة هذا النوع من القضايا برسم خارطة لاشتغال العقل وحرّره بذلك من صداع الميتافيزيقا، أو هيجل الذي جادل في الروح والوجود من خلال بناء نسق فلسفي لفهم العالم والعقل بعملية جدلية، إذ اشتهر بمقولته المشهورة: "كل ما هو عقلي واقعي، وكل ما هو واقعي عقلي". وحتى نيتشه الذي اشتبك مع الميتافيزيقا الغربية بمطرقته المشهورة، وبقلق متزايد نازع فيه الأخلاق المسيحية، وجادل القضايا الوجودية الكبرى بالرجوع إلى ما قبل سقراط وإلى التراجيديا والإله ديونيزوس إله النماء والخمر، وانتصر نتيجة ذلك إلى الفن والقوة ومتعة الحياة، واعتبر الوجود بكل آلامه وأفراحه لا يمكن تبريره إلاّ باعتباره ظاهرة جمالية.
واجه دوستويفسكي الأفكار الميتافيزيقية الحارقة التي داهمته في سن مبكرة بالكتابة، ولم تكن بناءً فكريًا أو نسقًا فلسفيًا، بل إبداعًا سرديًا فريدًا، فكان يفكر من خلال القصة والرواية، والأفكار والأطروحات كانت تتحرك داخل النص الروائي من خلال الشخصيات والوقائع. لم يناقش صاحب "الجريمة والعقاب" قضايا جديدة في الفلسفة، بل جلّ الأفكار والمعاني تعتبر كلاسيكية في التقاليد الفلسفية الغربية منذ الحقبة اليونانية إلى عصر الكاتب. وهذا جانب من العبقرية الغامضة التي شغلت معظم الكتاب والنقاد الذين عكفوا على بحث ودراسة ما خلّفه هذا "الكاتب، العصابي، الأخلاقي والمذنب" على حدّ وصف الطبيب والمحلّل النفسي "سيغموند فرويد" في مقالة خصّصها لرواية "الإخوة كرامازوف" التي اعتبرها أعظم إنتاج فني عالمي ومصدر كثير من المقولات في التحليل النفسي مثل اللاوعي وعقدة أوديب ومقولة قتل الأب، وانتهى فرويد إلى القول: "دوستويفسكي هو أول إنسان أعطانا فكرة عن الناس الذين هم نحن".
واجه دوستويفسكي الأفكار الميتافيزيقية الحارقة بالكتابة، ولم تكن بناءً فكريًا بل إبداعًا سرديًا فريدًا، فكان يفكر من خلال القصة والرواية
يمكن الإشارة إلى هذا التميُّز في الكتابة لدى دوستويفسكي والتي يحضر فيها طغيان القلق والحزن في سياق بوح وصراخ واضطرابات نفسية، وكل هذا يكون من خلال عبارات محسوبة بدقة تحيل إلى قضايا وأفكار عميقة حول الحياة وأزمة الوجود التي رافقت البشر منذ ظهورهم على وجه الأرض. ورغم زخم الأسئلة الوجودية التي تطرح في الروايات والأفكار الدينية والميتافيزيقية المتعددة، فإن دوستويفسكي لم يضحّ بالبعد الفني والجمالي في سردياته أمام تقرير أفكار وطروحات فكرية مهما كانت أهميتها، فكانت هذه الأفكار والمعارف النفسية الدقيقة للنوع الإنساني هي ما أثار الفيلسوف نيتشه وأقرّ بأن دوستويفسكي معلمه في المجال النفسي. تناثرت هذه المعارف من خلال المواقف الشخصية المعقّدة للأبطال المرضى والغامضين داخل الرواية، وكانت الفكرة لديه تنمو وتتشكل نتيجة القلق والصراع والحبكات المتعددة، فيكون لهذه الأفكار العمق والأثر الذي لا نجده في الخطابات الفلسفية نتيجة قوة المعمار السردي وحرارة التجربة الشخصية للكاتب والشحنات العاطفية الصارخة التي تصاحب خطاب الشخصيات مثل عبارات إيفان كرامازوف المثيرة.
في كتاب "تولستوي أو دوستويفسكي" للناقد والفيلسوف الأمريكي جورج شتاينر، يجري الكاتب مقارنة مثيرة لعملاقي الأدب الروسي في القرن التاسع عشر: تولستوي ودوستويفسكي، فيقول إن تولستوي يمتاز بالكتابة الملحمية، فهو أقرب إلى هوميروس في إلياذته الخالدة، فنص "الحرب والسلم" مثلاً، يحتاج لمساحة جغرافية واسعة وشخصيات كثيرة حتى أن القارئ ينسى البعض منها حين يتقدم كثيرًا في الأجزاء الأخيرة من الرواية. لذلك فكثرة الأحداث والوقائع والحكايات المرتبطة بها مع بناء الحبكات المتعددة والمتوازية تجعل من الرواية ملحمة بحقّ. ودوستويفسكي ينحو في أدبه منحى آخر يصفه شتاينر بالدرامي، فهو أقرب إلى شكسبير منه إلى هوميروس إذ يرتكز سرده على الصراع داخل النفس البشرية والصدام بين الشخصيات، ويكون السرد على طول عشرات الصفحات ميدانه مسارات ومنعرجات نفسية وأحوال معقدة لشخصية واحدة كما هو الحال عند البطل "روديان راسكولنيكوف" في رواية "الجريمة والعقاب". هذه الرؤية المقارنة التي يقدمها شتاينر تساعد على فهم وتأويل نوع الكتابة لدى دوستويفسكي، فالتوجه الدرامي والتركيز المضاعف على وضعية الشخصيات النفسية والاجتماعية يرفع من منسوب التأملات الفكرية والفلسفية لدى المؤلف، وتكون رواياته محطات لرؤى ومواقف فكرية وفلسفية عميقة.
## رونالدو "الظاهرة" يرفض مساعدة مُكتشفه في محنته
25 July 2025 12:47 PM UTC+00
رفض نجم منتخب البرازيل سابقاً رونالدو لويس نزاريو دي ليما (48 عاماً)، الملقب بـ"الظاهرة"، مساعدة مكتشفه فرناندو دوس سانتوس كارفاليو، الذي يمرّ بفترة صعبة من الناحية الماليّة، وباءت محاولاته للحصول على دعم من قِبل نجم كرة القدم العالمية السابق بالفشل، ولم ينجح في التواصل مع اللاعب البرازيلي حتى الآن، رغم محاولاته، حسب تصريحاته، التي تمّ تداولها بشكل مكثف في الساعات الماضية.
ونقل موقع لنترنوت الفرنسي، أمس الخميس، تصريحات فرناندو دوس سانتوس كارفاليو لموقع تيو الإيطالي بشأن محنته وموقف النجم البرازيلي من أزمته، إذ قال: "أنا بحاجة إلى الدعم، ولكن لم أتمكن أبداً من الاتصال به". وأكد كارفاليو أنه استقل حافلة إلى ساو باولو على أمل التحدث مع رونالدو شخصياً وشرح وضعه، لكن خاب أمله عندما أخبره أحد ممثلي رونالدو بأن النجم السابق لا يملك وقتاً له. كما حاول أيضاً التواصل مع مصادر أخرى مقربة من "الظاهرة"، مثل المدير الذي يشرف على بعض مطاعم رونالدو في إسبانيا، غير أنه تلقى خيبة أمل جديدة بما أنه لم يُجب على رسائله.
وكشف كارفاليو عن جانب من علاقته باللاعب البرازيلي في بداية مسيرته، بعدما أشار إلى أنه تعهد أمام والدة رونالدو بأن يرافقه في كل التدريبات، بما أنها كانت متخوفة من ذهابه يومياً للتدرب بعيداً عن الحي الذي تسكن فيه العائلة، وقد شهد كارفاليو تطور مستواه بشكل مستمرّ حتى مغادرته البرازيل ليخوض تجارب احترافية في أوروبا.
## يويفا يقترب من المصالحة مع السوبرليغ عبر اتفاق تكنولوجي
25 July 2025 12:47 PM UTC+00
اعترف رئيس نادي برشلونة خوان لابورتا (63 عاماً) باقتراب توقيع اتفاق بين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يويفا ومنظّمي بطولة دوري السوبرليغ لكرة القدم، يتمحور حول تعاون تكنولوجي ربما يُمهّد لتقارب في وجهات النظر خلال الفترة المقبلة، ويأتي هذا التطور بعد صراع طويل، ظلّت فيه الهيئة التي يرأسها ألكسندر تشيفرين (57 عاماً) تعارض بشدة فكرة إنشاء بطولة بديلة تشارك فيها نخبة أندية أوروبا، رغم الإغراءات المالية الضخمة التي تتيحها المسابقة الجديدة. 
وتطرق لابورتا في حواره مع صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية، الجمعة، لعدة محاور مهمة، من بينها بطولة السوبر ليغ، وآخر التحديثات التي تخص هذا الموضوع، إذ أكد أنه يلعب دور الوسيط لتقريب وجهات النظر، فقال: "هناك حوار مباشر بين دوري السوبرليغ ويويفا بوساطة ممثلين من الطرفين، ونتقدم نحو اتفاق مبدئي خاصة في الجانب التكنولوجي. في برشلونة، ندعم هذا التقارب لأننا نؤمن بأنه يخدم مصلحة كرة القدم، خصوصاً بعد الحكم الأوروبي الذي أنصف مشروع السوبرليغ. الأهم الآن هو وحدة عالم الكرة، وأرى أن تشيفرين يُبدي استعداداً حقيقياً للتفاهم". 
ورغم سعيه إلى إعادة إدماج برشلونة ضمن المنظومة الكروية الأوروبية، لم يتردد خوان لابورتا في الدفاع عن مشروع دوري السوبرليغ، وأكد تمسكه بفكرته الأساسية قائلاً: "منذ البداية، دعمنا فكرة بطولة مفتوحة تقوم على الجدارة، ونسعى إلى نظام يحقق مكاسب مالية حقيقية للأندية. لا نهدف إلى الصدام، بل إلى تطوير كرة القدم الأوروبية. نظام دوري الأبطال الجديد حقق زيادة بنسبة 20 بالمائة في الإيرادات، وكل شيء قابل للتحسين. نؤمن بأن صوتنا سيكون فاعلاً، واليويفا لا يُغلق الباب أمام النقاش. أما المنصة التكنولوجية، فهي واعدة جداً من الناحية المالية، وهناك انفتاح متبادل للتوصل إلى اتفاق يخدم مصلحة الجميع".
وينتظر عشاق كرة القدم أن يكشف خوان لابورتا تفاصيل التعاون المرتقب بين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" ومنظّمي دوري السوبرليغ، سواء من حيث طبيعته أو نتائجه، وذلك بعد أن عبّر عن نوايا ناديه في إعادة بناء الجسور مع الهيئات الرسمية. "نحن هنا لنساعدكم، لنبحث عن الحلول وننفّذها. هذه المسؤولية لا تُفرض، بل تُكتسب عندما يعترف الآخرون بكفاءتك وجدارتك". بهذا رد لابورتا على سؤال بشأن رغبة برشلونة في العودة إلى اللجنة التنفيذية لرابطة الأندية الأوروبية، التي يرأسها ناصر الخليفي (51 عاماً). 
وبين التمسّك بمشروع السوبرليغ والسعي للعودة إلى أحضان المؤسسات الرسمية، يبدو أن لابورتا يحاول الموازنة بين حماية مصالح ناديه الاقتصادية والحفاظ على علاقات استراتيجية داخل هيكل الكرة الأوروبية. ويبقى نجاح هذا التوجّه مرهوناً بقدرة الطرفين، اليويفا ومنظّمي السوبرليغ، على تجاوز خلافات الماضي ورسم ملامح جديدة لمستقبل اللعبة.
## بيرلو يعود إلى التدريب بعد عام من الغياب والوجهة الإمارات
25 July 2025 12:47 PM UTC+00
عاد الإيطالي أندريا بيرلو (46 سنة) إلى عالم التدريب من جديد، بعد غياب استمر عاماً كاملاً، واختار وجهة جديدة وتحديداً في الإمارات، ليعود المدرب السابق لنادي يوفنتوس الإيطالي إلى الملاعب من أجل الدخول في تجربة تدريبية جديدة وهذه المرة على صعيد كرة القدم العربية. 
وأعلن نادي يونايتد أف سي الإماراتي، ومقره في دبي ويُنافس في القسم الثاني، الجمعة، عن التعاقد رسمياً مع المدرب الإيطالي أندريا بيرلو، ونشر النادي عبر حسابه في انستغرام صورة تجمع رئيسه، الحارس الدولي السابق المولدافي، إيلي سيبانو، ببيرلو وهما يحملان قميص النادي وأرفقها بكلمات "أسطورة حقيقية تبدأ المشوار معنا. نعلن بكل فخر عن تعيين أندريا بيرلو مدرباً جديداً لنادي يونايتد أف سي. برؤيته وشغفه وعقليته المنتصرة، يبدأ فصل جديد. مرحباً بك في دبي، مستر بيرلو". 
ووقّع لاعب إنتر ويوفنتوس وميلان ومنتخب إيطاليا السابق على عقد لمدة عامين، حيث سيشرف حتى صيف 2027 على نادي يونايتد أف سي الذي تأسس عام 2022، ويخوض غمار منافسات المستوى الثاني في كرة القدم الإماراتية. وبات يونايتد أف سي رابع ناد سيُشرف عليه لاعب خط الوسط الدولي السابق في مسيرته التدريبية بعد يوفنتوس الذي قاده بين عامي 2020 و2021، وفاتح كاراغومروك التركي وسامبدوريا الذي قاده في الدرجة الثانية في تجربته الأخيرة قبل أن يُقال من منصبه في شهر أغسطس/ آب عام 2024.
يُذكر أن المدرب الإيطالي أندريا بيرلو يُعد من أبرز نجوم كرة القدم الإيطالية، وسبق أن تُوج بعدة ألقاب قبل اعتزاله كرة القدم لاعباً في عام 2017، منها لقب بطولة دوري أبطال أوروبا ولقب الدوري الإيطالي في ست مناسبات، بالإضافة لتحقيقه لقب بطولة كأس العالم مع منتخب إيطاليا في عام 2006.
## الإفراج عن 7 طلاب من السويداء بعد اعتقالهم لأيام في اللاذقية
25 July 2025 12:52 PM UTC+00
بعد نحو تسعة أيام على اعتقالهم من جامعة اللاذقية، أُفرج عن 7 طلاب من أبناء محافظة السويداء بينما مصير 3 آخرين في جامعة دمشق مجهول.
تضاربت المعطيات لأيام بشأن قضية تعرض طلاب جامعيين من أبناء محافظة السويداء لعمليات إخفاء واعتقالات تعسفية في عدد من الجامعات السورية، ولا سيما في اللاذقية ودمشق، قبل إعلان إطلاق سراح معظمهم، في حين لا يزال مصير آخرين مجهولاً.
وأكد المحامي السوري أيمن شيب الدين لـ"العربي الجديد"، أن "سبعة طلاب من السويداء تم الإفراج عنهم الجمعة، بعدما اعتُقلوا من جامعة اللاذقية قبل نحو تسعة أيام، وقد رافقتهم سيارة الهلال الأحمر السوري في طريق عودتهم إلى السويداء. الطلاب السبعة هم عمّار الدعبل، ومجيد البنّي، وتيم الرحّال، وقيس غرز الدين، وعُدي جغامي، وغدير الكفيري، ونواف غزالي، في حين لا يزال ثلاثة طلاب في جامعة دمشق معتقلين، وهم حازم بلان، وسيف القلعاني، وعبادة خداج، ولم يتأكد اعتقال أو اختطاف ثلاثة آخرين في جامعة اللاذقية".
وأوضح شيب الدين، الذي تطوع لمتابعة شؤون الطلاب: "الاعتقال جاء على خلفية طائفية إثر مشاجرة بين طلاب من درعا والسويداء، بعدما غذّت السلطات هذا الجنون الطائفي، وأدى التحريض إلى انتهاكات بحق طلاب السويداء. بدأ التحريض بعد أحداث جرمانا وصحنايا وأشرفية صحنايا، وتم تهديد الطلاب والاعتداء عليهم في الجامعة وفي السكن الجامعي. انقطاع الإنترنت والاتصالات في السويداء يعيقان الوصول إلى المعلومات الدقيقة بشأن المعتقلين، مع غياب الشفافية لمعرفة مكان المعتقل، أو السماح له بالتواصل مع ذويه، أو توكيل محامٍ. إنها إجراءات تعسفية مستمرة، وقد يكون عدد المعتقلين بالعشرات، لكننا نحاول تدقيق المعلومات".
وأكد طالب من السكن الجامعي باللاذقية، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، في اتصال مع "العربي الجديد"، أن "التضارب في أعداد المعتقلين لا ينفي حقيقة أن سبعة طلاب من السويداء اعتُقلوا من داخل المدينة الجامعية في اللاذقية. أربعة منهم اعتُقلوا بتهمة الاعتداء على مدير الأمن في السكن الجامعي، الشيخ أبو سومر، والذي كان قائد فصيل مسلح قبل أن يصدر قرار دمج الفصائل العسكرية بوزارة الداخلية، وقد بدأت المشكلة عندما اعترض الشيخ طالبة من السويداء كانت ترتدي لباساً غير مناسب في نظره، ما استدعى تدخل الشبان الأربعة والاعتداء على الشيخ، وبالتالي تم اعتقالهم قبل نحو تسعة أيام، ولم نعرف عنهم شيئاً رغم محاولاتنا الكثيفة".
وأوضح الشاب أن "الطالب تيم الرحال اعتُقل من داخل سكنه الجامعي، وتعرض لهجوم طائفي من قبل الجهاز الإداري والتعليمي داخل كلية التمريض، حتى أنه تلقى تهديدات بالقتل في حال عدم العودة إلى السويداء، لكننا فوجئنا باعتقاله بعد ساعتين. علمتُ أنهم سحبوه من غرفته، وحذفوا الأدلة التي توثق تهديداتهم على هاتفه. أما نواف غزالي، فكان يقيم في الوحدة 17 وينتقل بين الحين والآخر إلى الوحدة 15، باعتبار أنها تضم عدداً أكبر من أبناء السويداء، غير أن ذلك لم يشفع له، فقد داهم عناصر الأمن الوحدة 15 واعتقلوه بعدما غطوا وجهه وصادروا هاتفه، ولم نعرف حتى سبب اعتقاله. لكنهم لاحقاً برّروا الأمر بأنه قبل ثلاثة أشهر انتقد الوضع القائم في البلاد عبر موقع فيسبوك، ما استدعى حينها رد الشيخ أبو سومر".
وأفاد الطالب بأن "الجهة التي تعتقل هي الشرطة العسكرية بالجامعة، غير أن القضية أثارت ضجة في السويداء، خصوصاً أن الجهات الأمنية في اللاذقية رفضت تزويدنا بأي معلومة. حوادث مماثلة سُجّلت في جامعة حلب، وفي كليات جامعة دمشق في المزّة، حيث تعرض طلاب السويداء لهجوم طائفي. هناك محاولات للتضييق على المساعدات الإنسانية والمالية، والمؤلم أنهم يراقبون الطلاب لدى خروجهم لاستلام المال من ذويهم أو أقاربهم المغتربين، وأخيراً لاحقت العناصر الأمنية طالبة من السويداء خرجت لاستلام المال من أحد أقربائها، وتعرضت لاستجواب".
وحذرت تقارير في وسائل إعلام محلية من أن "طلاب السويداء يتعرضون لحملات اعتقال وتخوين ومخاطر، ويواجهون حملة تحريض داخل الجامعات السورية، لا سيما في دمشق واللاذقية، وأن خطاب الكراهية بلغ حد الدعوة للخطف والقتل بذريعة تضامنهم مع أهاليهم بعد الاشتباكات الدامية".
وانتشر على تطبيق واتساب رابط بعنوان "افضحوا الخونة"، هدفه جمع بيانات طلاب السويداء داخل المدن الجامعية، بما في ذلك أرقام غرفهم، ما أدى إلى اقتحامات واعتداءات جسدية. وتؤكد مصادر محلية أنه تم اقتحام غرفة الطالب حازم بلان في سكن "الهمك" بدمشق، حيث ضُرب وسُرق منه حاسوبه ومبلغ مالي، قبل أن يُطلب منه الحضور لاسترجاع أغراضه، وحين ذهب انقطع الاتصال به. كما تعرض الطالب عبادة خداج لمحاولة اعتداء في سكن الهمك بدمشق، إثر منشور على موقع فيسبوك، قبل أن يعتقل وسط هتافات تحريض.
وكشف مصدر إداري أن جامعة اللاذقية تضم 558 طالباً وطالبة من أبناء السويداء، معظمهم يعيشون حالة رعب دفعت أعداداً كبيرة منهم إلى مغادرة المدينة الجامعية. ويقول المصدر إنه "حتى الآن، تم تسجيل تسع حالات اعتقال داخل الحرم الجامعي، وهناك سبع حالات أخرى نتحقق منها. طالب في كلية التمريض بالجامعة تعرض لتهديد مباشر من أعضاء الكادر التدريسي إذا ما شوهد مع طلبة السويداء داخل قاعات الجامعة، قبل أن يُعتقل في اليوم نفسه".
## معرض "الصيف 2025" في كتارا... البيئة وتمثّلاتها
25 July 2025 12:53 PM UTC+00
تقيم الجمعية القطرية للفنون التشكيلية، في مقرّها بالحي الثقافي كتارا، المعرض السنوي صيف 2025، بمشاركة 78 فناناً تشكيلياً من مختلف الاتجاهات الفنية المعاصرة. يأتي هذا الحدث الذي افتُتح في 20 يوليو/تموز الجاري، ويتواصل حتى 30 سبتمبر/أيلول المقبل، ضمن الفعاليات الصيفية التي تحتضنها كتارا، ويُعد منصة لعرض تنوّع التجارب والأساليب في المشهد التشكيلي في قطر.
تعرض الأعمال مشاهد تراثية لمفردات البيئة الخليجية، مثل العمارة التقليدية، والزي التراثي، والمهن اليدوية، والحرف، كما تستوحي بعض اللوحات عناصر الحياة اليومية، سواء في مشاهد طقسية لنساء يحملن الدفوف، بأسلوب تعبيري يحتفي بالحركة واللون، أو في لوحات تُصوّر الصحراء، حيثُ الترحال، ومفردات الصيد. إلى جانب أعمال البورتريه لشخصيات بالزي التراثي.
كذلك تعرض بعض التجارب التشكيلية، لمشاهد من الحياة العادية، داخل البيوت، فتصوّر أنماط العيش، والعادات. وتتقاطع مجمل هذه الأعمال في تركيزها على البيئة، سواء في تمثيلها المادي، أو في استلهامها الرمزي.
إلى جانب اللوحات التي تستلهم البيئة، يتضمن المعرض عدداً من التجارب التشكيلية المعاصرة، التي تشتغل على تمثّلات الجسد، إذ الوجه مرآةٌ لانفعالٍ داخلي. وتختزل لوحات أخرى، الأجسادَ إلى خطوط، تظهر في كتل غير مكتملة. وأحياناً تظهر أجساداً تكتمل مع غيرها، في مشهد لشخوص تحتضن عناصر وتكوينات مثل الأزهار، وآلات الموسيقى، أو الأم التي تحتضن طفلها.
من بين الفنانين المشاركين:  إيفون تشي، ومنى العنبري، ومها المنصور، ورفيف ترمانيني، ومريم الفهيد، وحنيفة عبد القادر، وماريا البدر، وزياد رقام، وصالح العبيدلي، ولينه الناصري، وعيسى الملا، وأحمد سلطان، وبيتا بلازي، ونوره المزروعي، ووفاء السباعي، وشيخة الكواري، وجاسم الكعبي، وكارين سنكلير، وأميرة المناعي، ومنيرة المير، ونور الهادي، وشاهين المعاضيد، وجانست لامونتاغن، ونور بريكة، ومحمود المصري، وأحمد نوح.
كما تعتمد الأعمال على خامات وأساليب متعدّدة، من الألوان الزيتية والباستيل إلى الخيوط وأعمال الكولاج، إضافة إلى منحوتات توزعت في أرجاء المعرض.
## العراق يواجه أسوأ أزمة جفاف منذ 92 عاماً: تداعيات خطيرة بلا حلول
25 July 2025 12:59 PM UTC+00
يُواجه العراق أزمة جفاف غير مسبوقة، هي الأشد منذ أكثر من 90 عاماً، وفقاً لتحذيرات وزارة الموارد المائية، ما أثار مخاوف واسعة من تداعيات بيئية واقتصادية وإنسانية خطيرة. وفي ظل عجز الحكومة عن إيجاد بدائل فعّالة، بدأت الأزمة تُحرّك الشارع، الذي يرى فيها تهديداً مباشراً لمقوّمات المعيشة.
وفي بيان صادر عن وزارة الموارد المائية صدر مساء أمس الخميس، أكدت أن "العام الحالي من أكثر السنوات جفافاً منذ العام 1933، وأن معدل الإيرادات المائية لحوض نهري دجلة والفرات بلغ 27% مقارنة بالعام الماضي، وأن الخزين المائي في الخزانات والسدود يشكل في الوقت الحاضر 8% من الطاقة التخزينية، أي بمعدل انخفاض بلغ 57% مقارنة بالعام الماضي". وأوضحت أن "هذا الانخفاض الحاد أثر على تأمين الاحتياجات المائية في جميع المحافظات العراقية خاصة بالوسط والجنوب، كذلك على المتطلبات المائية للمحافظة على النظام الإيكولوجي في الأهوار وبيئة شط العرب"، محذرة من "استمرار تناقص الإيرادات المائية، وعدم تعاون دول المنبع، سيؤدي إلى تفاقم أزمة المياه ويشكل خطراً على الأمن المائي في البلاد".
واعد || أهالي منطقة المجرية شرقي محافظة #بابل، يتظاهرون بسبب جفاف نهر المجرية، وتجاهل الحكومة حل مشكلتهم.
للاشتراك في قناتنا على تليغرام: https://t.co/0BXAwabnMG pic.twitter.com/Bnlf55nQof
— وكالة أنباء العراق الدولية - واعد (@wa3ediq) July 25, 2025
ودعت إلى "تضافر جميع الجهود لعبور هذه الأزمة، من خلال التواصل مع دول المنبع لزيادة الإطلاقات المائية، والتعاون مع وزارة الموارد المائية في إزالة التجاوزات عن المجاري المائية، وترشيد استهلاك المياه في المجالات الزراعية والصناعية والبلدية". ولم تطرح الوزارة في بيانها أي حلول للأزمة، ولا حتى معالجات وقتية، الأمر الذي يجعل الأهالي بمواجهة مصيرهم.
في الأثناء، خرج العشرات من أهالي بلدة المجرية بمحافظة بابل، جنوب بغداد، اليوم الجمعة، بتظاهرات غاضبة لليوم الثاني على التوالي، احتجاجاً على تفاقم أزمة المياه وجفاف نهر المجرية الذي يعد المصدر الرئيس للمياه في البلدة. وقال حسن الخفاجي، أحد المتظاهرين، في اتصال مع "العربي الجديد"، إن "البلدة تواجه موتاً بطيئاً بسبب جفاف نهر المجرية، وإن استمرار الجفاف من دون معالجات حكومية ينذر بقطع أرزاق الأهالي الذين يعتاشون على الزراعة".
وشدد: "على الحكومة تحمل مسؤوليتها إزاء الملف، وإيجاد حلول مع دول المنبع لموجهة هذه الأزمة الخطيرة"، مضيفا: "سنواصل تظاهراتنا حتى نحصل على حلول للأزمة". ولم تنحصر التظاهرات في بابل فحسب، بل شهدت محافظات ميسان والديوانية وذي قار وديالى وغيرها، في الأيام الأخيرة، تظاهرات مماثلة احتجاجاً على تفاقم أزمة المياه الآخذة بالاتساع.
وأثرت أزمة الجفاف على مياه الشرب أيضا، إذ إن محطات الإسالة باتت غير قادرة في الكثير من المناطق على توفير المياه بسبب جفاف الأنهر التي تعتمد عليها. النائب عن محافظة ديالى، مضر الكروي، دعا إلى عقد جلسة طارئة لمجلس النواب لمناقشة بيان وزارة الموارد المائية الأخير، محذرا من التداعيات الخطيرة لتراجع الخزين المائي وتقلص الإطلاقات إلى مستويات حرجة.
وقال الكروي في تصريح صحافي، اليوم الجمعة، إن "تحذير وزارة الموارد المائي يثير قلقا بالغا، فالعراق وصل إلى مرحلة حرجة هي الأقسى منذ 100 عام، مع بدء الجفاف بإلقاء ظلاله الثقيلة على المجتمع من خلال التظاهرات، وحالات النزوح الداخلي، وفقدان مصادر الرزق في قطاعات الزراعة، والثروة الحيوانية، والسمكية".
وشدد على "ضرورة عقد جلسة برلمانية طارئة بحضور الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة لوضع خطة عاجلة للتعامل مع الوضع"، داعياً إلى "اعتماد استراتيجية عراقية شاملة لمعالجة ملف الجفاف، من خلال تشكيل لجنة عليا تتبنى بدائل واقعية، مثل تحلية مياه البحر، تأمين مصادر مياه خام لمحطات الإسالة، وإنقاذ المساحات الزراعية والبساتين من الهلاك الكامل".
وأشار إلى أن "الوضع الحالي يمثل خطراً حقيقياً على الأمن الغذائي والمجتمعي، في ظل تراجع الخزين المائي إلى مستويات حرجة جداً"، مؤكدا أن "الأمر يتطلب إجراءات استباقية عاجلة لمواجهة التحديات القادمة، قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة بيئية واجتماعية تصعب السيطرة عليها".
من جهته، انتقد المختص بالشأن المائي والسدود، عمار المعيني، غياب المعالجات الحكومية داخليا وخارجيا، وقال، لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة لم تستطع الحصول على الحصص المائية من دول المنبع، كما أنها لم تبحث حلولا داخلية حقيقية للأزمة". وأوضح، "في ظل هذا الوضع نحتاج إنشاء سدود وخزانات لاستغلال مياه الأمطار"، مضيفا: "كما نحتاج إلى خطط حكومية لدعم الفلاحين بالانتقال من الري بالغمر إلى الري بالتنقيط وتوفير مرشات زراعية بأسعار مدعومة، وتعزيز التوعية المجتمعية بالاستخدام الشيد للمياه، فضلا عن وضع خطط وطنية لمواجهة التغير المناخي". وأكد: "لم نلمس من الحكومة أي توجهات عملية ضمن خطة مدروسة باتجاه مواجهة الأزمة، الأمر الذي سيفاقم الأزمة بشكل غير مسبوق".
تجدر الإشارة إلى أنّ مخزون المياه في العراق يُعَدّ في أدنى مستوياته منذ 80 عاماً، بسبب موسم الأمطار الذي أتى ضعيفاً جداً، إلى جانب انخفاض تدفّق نهرَي دجلة والفرات اللذَين يمثّلان المصدرَين الأساسيَّين للمياه في البلاد.
## الصحة العالمية: مستشفيات السويداء تحت الضغط بعد الحوادث الدامية
25 July 2025 01:05 PM UTC+00
أفادت منظمة الصحة العالمية بأنّ المستشفى الرئيسي في مدينة السويداء جنوبي سورية يكتظّ بالمصابين الذين سقطوا في الحوادث الدامية الأخيرة بمحافظة السويداء، وأنّه يعمل من دون كهرباء ولا مياه كافية. وكانت رائحة الموت قد راحت تنبعث من مستشفى السويداء الوطني أخيراً، ولا سيّما مع تكدّس عشرات الجثث في داخله وكذلك في ساحاته، بحسب ما وصفت مصادر طبية محلية الوضع قبل أيام، في حين أشار طبيب سوري لـ"العربي الجديد" إلى "جثث متفسّخة" في المستشفى.
In response to violence in As-Sweida, 3 @WHO-supported mobile teams are providing urgent care to displaced families in Dar'a.
With the local health directorate and thanks to @UNCERF funding, teams offer outpatient care, maternal & child health & mental health support. pic.twitter.com/2BzHJVqzwg
— WHO Syria (@WHOSyria) July 24, 2025
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية كريستينا بيثكي للصحافيين في جنيف، عبر اتصال بتقنية الفيديو من دمشق، إنّ "الوضع في السويداء قاتم، فالمرافق الصحية تعاني ضغطاً هائلاً"، مؤكدةً أنّ "خدمات الكهرباء والمياه مقطوعة والأدوية الأساسية آخذة في النفاد".
وقد تعذّر على كثيرين من الكوادر الطبية الوصول إلى أماكن عملهم بأمان، في حين امتلأت مشرحة مستشفى السويداء الوطني، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بسبب التعامل مع عدد كبير من الضحايا. وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد أشارت إلى أنّ ما لا يقلّ عن 903 أشخاص قُتلوا في موجة العنف الأخيرة، بعد أن تحوّلت اشتباكات بين مسلّحين من الطائفة الدرزية ومن عشائر البدو إلى قتال عنيف مع القوات الحكومية التي أُرسلت إلى المنطقة.
وقال رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني إنّ عدد القتلة هذا ليس نهائياً، مشيراً إلى أنّ الشبكة وثّقت عمليات إعدام ميدانية نفّذتها قوات سورية ومقاتلون من عشائر البدو ومن الفصائل الدرزية.
وبيّنت منظمة الصحة العالمة أنّ على الرغم من نجاحها في إيصال قافلتَين من المساعدات إلى المنطقة في الأسبوع الماضي، فإنّ إيصال الإمدادات ما زال صعباً بسبب استمرار التوتّر بين الجهات التي تسيطر على أجزاء مختلفة من محافظة السويداء الجنوبية. أضافت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أنّ أكثر من 145 ألف شخص نزحوا بسبب أحدث موجة من القتال، مع لجوء كثيرين إلى مراكز استقبال مؤقّتة في درعا (الجنوب) ودمشق.
(رويترز، العربي الجديد)
## الجيش الصومالي يصد هجوماً لحركة الشباب على بلدتين جنوبي مقديشو
25 July 2025 01:34 PM UTC+00
شنّت حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، صباح اليوم الجمعة، هجوماً مسلحاً على بلدتي زبيد وعانولي الواقعتين في إقليم شبيلي السفلى على بعد 45 كيلومتراً جنوب مقديشو، في تصعيد جديد لعملياتها ضد القوات الحكومية والمواقع الاستراتيجية في المنطقة. وبدأ الهجوم في ساعات الفجر الأولى بسيارة مفخخة استهدفت ثكنة عسكرية للجيش الصومالي، ما أسفر عن اندلاع اشتباكات عنيفة مع القوات الصومالية التي كانت تتمركز في البلدتين.
ولم ترد بعدُ حصيلة رسمية لعدد الضحايا، إلا أن شهود عيان تحدثوا عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجانبين، فضلاً عن حالة من الذعر بين المدنيين الذين فرّ بعضهم إلى المناطق المجاورة. وأعلنت حركة الشباب، في بيان صحافي نشرته وسائل إعلام محسوبة عليها، أنها تمكنت من السيطرة على البلدتين، ونشرت صور مقاتليها يجولون داخل الأحياء وعرضت عربات عسكرية للجيش الصومالي.
وفي السياق، أعلنت الحكومة الفيدرالية أن الجيش الصومالي تمكن من صدّ مقاتلي حركة الشباب ولا يزال يسيطر على البلدة الاستراتيجية في إقليم شبيلى السفلى. وقال إبراهيم علي نجح، محافظ إقليم شبيلى السفلي، في منشور على صفحته بفيسبوك: "أُشيد بقواتنا المسلحة الوطنية التي تصدّت لهجوم إرهابي شنّته ميليشيات الخوارج (حركة الشباب) على منطقتي سبييد وعانولي التابعتين لمديرية أفغوي. وأؤكد للمواطنين أن الأنباء التي تتحدث عن سيطرة الخوارج على سبييد وعانولي ما هي إلا أكاذيب وافتراءات تصب في مصلحة حركة الشباب، ولا أساس لها من الصحة". وأوضح إبراهيم علي أن الوضع في المنطقة مستقر والأمن مستتب، والقوات الحكومية والإدارة المحلية تفرض سيطرتها الكاملة على الأرض.
ويأتي هذا الهجوم في وقت تواصل فيه القوات الصومالية بالتعاون مع شركائها الدوليين، تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق في جنوب البلاد، بهدف استعادة السيطرة على المناطق التي لا تزال خاضعة لنفوذ حركة الشباب. ويذكر أن الجيش الصومالي رفقة القوات الأوغندية، التي تعمل ضمن قوات الاتحاد الأفريقي، استعاد السيطرة على البلدتين في شهر مايو/ أيار الماضي، بعد أن وقعتا في قبضة حركة الشباب التي تنشط في مناطق عدة بإقليم شبيلى السفلى جنوب البلاد.
وتُعد منطقة شبيلي السفلى واحدة من أبرز معاقل حركة الشباب في الجنوب، حيث تستفيد الحركة من التضاريس الزراعية والممرات النهرية لإعادة الانتشار وتنفيذ الهجمات المباغتة. وعلى الرغم من النجاحات النسبية التي أحرزتها القوات الحكومية في الأشهر الماضية، فإن الحركة لا تزال تحتفظ بقدرة على شن عمليات مباغتة تستهدف مواقع عسكرية ومدنية، ما يعكس التحدي الأمني المستمر الذي تواجهه البلاد في سعيها لبسط الاستقرار.
## مهاجمون تائهون في "الميركاتو" الصيفي
25 July 2025 01:38 PM UTC+00
يشهد الميركاتو الصيفي ارتفاع نسق التعاقدات يومياً، وذلك مع قرب انطلاق الموسم في مختلف الدوريات الأوروبية القوية، إذ تطمح كل الأندية إلى دعم صفوفها، لتستطيع المنافسة على التتويجات، وسط توقعات بأن يكون موسم 2025ـ2026 مشتعلاً في مختلف الدوريات بتعدّد الفرق، التي تنافس على الألقاب، ورغم أن الطلب عادةً ما يكون مُتزايداً على المهاجمين في "الميركاتو"، فإنّ بعض الأسماء تواجه مصيراً غامضاً لأسباب مختلفة.
ولم يعد فريق تشلسي الإنكليزي متحمّساً لاستمرار لاعبه السنغالي، نيكلاس جاكسون (24 عاماً)، بعد الصفقات التي أبرمها لدعم الخط الأمامي، وفتح باب الرحيل أمامه بعد أن خسر مكانه الأساسي، لكنّ مصادر إعلامية إنكليزية تؤكد أن النادي اللندني يريد الحصول على مبلغ يقارب 100 مليون يورو، حتى يسمح لجاكسون بالرحيل، وهو أمر يبدو شبه مستحيل، خاصة أن اللاعب لم يتألق في كأس العالم للأندية، وخرج في الآن نفسه من حسابات مدربه الإيطالي، إنزو ماريسكا (45 عاماً).
وهناك الدنماركي راسموس هويلوند (22 عاماً)، في موقف صعب، بعدما وضعه مدرب مانشستر يونايتد، البرتغالي روبين أموريم (40 عاماً)، خارج الحسابات، والفريق بصدد إعادة تشكيل هجومه، ولا يبدو اللاعب مستعداً لقبول وضعية البديل، لكنّ رغبته في الرحيل تصطدم بطلبات مانشستر يونايتد المالية، إذ أشارت تقارير إعلامية إيطالية إلى أن لاتسيو وأتالانتا يرغبان في التعاقد معه، ولكن كل فريق منهما يجد صعوبة في تقديم عرض ماليّ يستجيب لما يخطط له "الشياطين الحُمر"، ومِن ثمّ فإن هويلوند قد يستمر مع الفريق مُكرهاً.
كما تراجعت أرقام الصربي دوسان فلاهوفيتش (25 عاماً) مع يوفنتوس الإيطالي، في الموسم الماضي، بعدما عجز عن فرص نفسه أساسياً في الفريق، مع قدوم الفرنسي راندال كولو مواني (26 عاماً)، ولم تبدِ الفرق الأوروبية رغبة في التعاقد معه، رغم أن كان مرشحاً للانتقال إلى أرسنال الإنكليزي، كما أن ميلان تراجع عن فكرة ضمّه إلى صفوفه، بما أن مدرب الفريق، ماسيليمانو أليغري (57 عاماً)، يعرف قدراته، لكنّه لم يعد متحمساً لتكرار التجربة معه، إثر موسمه الفاشل، الذي غاب خلاله عن المباريات القوية، وبات عبئاً على إدارة يوفنتوس التي فشلت في تسويقه، حتّى الآن.
## الشيباني يلتقي نظيريه الفرنسي والأميركي وتأكيد دعم وحدة سورية
25 July 2025 02:09 PM UTC+00
التقى وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد حسن الشيباني نظيره الفرنسي جان نويل بارو والمبعوث الأميركي الخاص إلى سورية توماس براك، اليوم الجمعة، في باريس. وقالت وزارة الخارجية السورية، في بيان، إن الاجتماع كان "صريحاً وبناءً، وفي لحظة فارقة تمر بها الجمهورية العربية السورية".
وأضافت الوزارة في البيان أنه "في أجواء يسودها الحوار والحرص الكبير على خفض التصعيد، توافقت الأطراف الثلاثة على:
الانخراط السريع في الجهود الجوهرية لإنجاح مسار الانتقال السياسي في سورية، بما يضمن وحدة البلاد واستقرارها وسيادتها على كامل أراضيها.
التعاون المشترك في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله، ودعم قدرات الدولة السورية ومؤسساتها في التصدي للتحديات الأمنية.
دعم الحكومة السورية في مسار الانتقال السياسي الذي تقوده بما يهدف إلى تحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز التماسك المجتمعي، ولا سيما في شمال شرق سورية ومحافظة السويداء.
عقد جولة من الحوار بين الحكومة السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" في باريس في أقرب وقت ممكن، لاستكمال تنفيذ اتفاق العاشر من مارس آذار بشكل كامل.
دعم الجهود الرامية إلى محاسبة مرتكبي أعمال العنف، والترحيب في هذا الإطار بمخرجات التقارير الشفافة، بما في ذلك التقرير الأخير للجنة المكلفة بالتحقيق في الأحداث التي شهدها الساحل السوري.
تأكيد عدم تشكيل دول الجوار أي تهديد لاستقرار سورية، وفي المقابل تأكيد ألا تشكل سورية تهديداً لأمن جيرانها حفاظاً على استقرار المنطقة بأسرها".
وشارك برّاك صورة تجمعه مع الشيباني بارو على حسابه في منصة إكس وكتب: "لطالما كانت باريس القلب الدبلوماسي لمناقشات حيوية كتلك التي شاركناها اليوم. إن سورية المستقرة والآمنة والموحدة تُبنى على أساس جيران وحلفاء عظماء. وعلى حد تعبير وزير الخارجية (ماركو) روبيو تنتهي الصراعات بفضل الدبلوماسية الحثيثة والحيوية التي تبذلها الولايات المتحدة".
Paris has long been the diplomatic heart of vital discussions like those we shared today. A stable, secure, and unified Syria is built on the foundation stone of great neighbors and allies. In the words of @SecRubio, conflicts end thanks to "hard, vibrant diplomacy that the U.S.… pic.twitter.com/hFsqSHKpOf
— Ambassador Tom Barrack (@USAMBTurkiye) July 25, 2025
وكان عُقد في باريس، ليلة أمس الخميس، اجتماع دام أربع ساعات جمع الشيباني مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، بحضور برّاك الذي قال عقب الاجتماع، في تغريدة على حسابه بمنصة إكس، "التقيت هذا المساء مع السوريين والإسرائيليين في باريس. كان هدفنا الحوار وتخفيف التوتر، وهذا بالضبط ما حققناه. جميع الأطراف جددت التزامها بمواصلة هذه الجهود". ويعتبر هذا اللقاء الأرفع مستوى بين إسرائيل وسورية خلال الـ25 سنة الماضية، وكانت آخر مرة عُقد فيها اجتماع رفيع المستوى بين إسرائيل وسورية في عام 2000، عندما استضاف الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون رئيس حكومة الاحتلال آنذاك إيهود باراك ووزير الخارجية السوري في حينه فاروق الشرع، في شيفردستاون، باعتباره جزءاً من محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام بين البلدين.
وهذا ليس الاجتماع الأول بين ممثلين عن الحكومة السورية ومسؤولين إسرائيليين، حيث كان الطرفان قد عقدا اجتماعات سابقة في العاصمة الأذربيجانية باكو خلال الفترة الماضية. وأقرت الحكومة السورية بأنها عقدت مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل بهدف احتواء التصعيد، بعدما شنّت إسرائيل مئات الغارات على الترسانة العسكرية السورية، كما توغلت قواتها في جنوب البلاد عقب إطاحة نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024. وتربط دمشق هذه المفاوضات مع إسرائيل بالعودة إلى تطبيق اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، لجهة وقف الأعمال القتالية وإشراف قوة من الأمم المتحدة على المنطقة منزوعة السلاح الفاصلة بين الطرفين.
## السفارة الأميركية تنفي صحة الأنباء بشأن نقل سكان غزة إلى ليبيا
25 July 2025 02:35 PM UTC+00
نفت السفارة الأميركية لدى ليبيا صحة ما تداولته وسائل إعلام بشأن وجود خطط أو مساعٍ لنقل سكان قطاع غزة إلى ليبيا، مؤكدة أن هذه الأنباء غير صحيحة. وقالت في بيان مقتضب، نشرته عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس" اليوم الجمعة: "أخبار كاذبة: تؤكد السفارة أن الادعاءات بأن الولايات المتحدة تسعى إلى نقل سكان غزة إلى ليبيا هي ادعاءات تحريضية وكاذبة تماماً". ويأتي النفي الأميركي بعد انتهاء زيارة إلى ليبيا أجراها المستشار الخاص للرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، مسعد بولس، استغرقت يومين، التقى خلالها في طرابلس، الأربعاء الماضي، رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبد الحميد الدبيبة، قبل أن يزور مدينة بنغازي في اليوم التالي حيث اجتمع مع اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح.
أخبار كاذبة: تؤكد السفارة أن الادعاءات بأن الولايات المتحدة تسعى إلى نقل سكان غزة إلى ليبيا هي ادعاءات تحريضية وكاذبة تمامًا.
— U.S. Embassy - Libya (@USEmbassyLibya) July 25, 2025
وسبق أن أصدرت السفارة الأميركية بياناً مماثلاً في 18 مايو/أيار الماضي نفت فيه صحة تقرير بثته قناة "إن بي سي نيوز" حول خطط أميركية لنقل سكان قطاع غزة إلى ليبيا. وقالت السفارة وقتها إن "التقرير حول خطط مزعومة لنقل سكان غزة إلى ليبيا غير صحيح". واعتمدت القناة الأميركية في تقريرها على خمسة مصادر قالت إنها مطلعة، أفادت بأن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كانت تعمل على خطة لنقل ما يصل إلى مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى ليبيا بشكل دائم. وذكر التقرير أن الخطة قيد الدراسة، فيما تجري مناقشتها مع الجانب الليبي، من دون أن تسمي الجهات الليبية المعنية.
وكانت الأنباء بشأن نية واشنطن دعم نقل سكان غزة إلى عدة دول، من بينها ليبيا، تداولتها وسائل إعلام دولية قبل ذلك، ولقيت ردات فعل ليبية رافضة، ففي 21 فبراير/شباط الماضي، أصدرت لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمجلس النواب الليبي بياناً رفضت فيه ما وصفته بـ"الزج بليبيا" في مشاريع تهدف إلى ترحيل سكان قطاع غزة. وأكدت اللجنة أن المزاعم المتداولة في وسائل إعلام إسرائيلية بشأن هذا الموضوع "ادعاءات مرفوضة"، مشيرة إلى أن ليبيا ليست معنية بأي ترتيبات تتعلق بإعادة توطين السكان الفلسطينيين في أراضيها.
وفي السادس من فبراير الماضي أصدرت حكومتا ليبيا، حكومة الوحدة الوطنية الموقتة في طرابلس، والحكومة المكلفة من مجلس النواب في شرق البلاد، بيانين أعلنت فيهما مواقف مماثلة، حيث أكدت الحكومة في بنغازي رفضها التام لأي محاولات تهجير أو إعادة توطين قسري للفلسطينيين داخل الأراضي الليبية، ودعت المجتمع الدولي إلى رفض مثل هذه الطروحات. كما رفضت الحكومة في طرابلس بشكل مطلق أي سياسات تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية في الأراضي الفلسطينية أو نقل سكان القطاع إلى دول أخرى، مشددة على أن موقفها هو الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، وعلى دعم الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني.
## قطر ومصر تؤكدان تحقيق "بعض التقدم" في مفاوضات غزة
25 July 2025 02:35 PM UTC+00
قالت قطر ومصر في بيان مشترك اليوم الجمعة إن بعض التقدم تحقق في أحدث جولة مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة التي استمرت لثلاثة أسابيع. وأكدت الدولتان "تواصل جهودهما الحثيثة في ملف الوساطة بقطاع غزة، من أجل الوصول إلى اتفاق يضع حداً للحرب، وينهي المعاناة الإنسانية في القطاع، ويضمن حماية المدنيين وتبادل المحتجزين والأسرى"، وفق البيان المشترك الذي نشرته وزارة الخارجية القطرية.
وأشار البيان إلى تأكيد قطر ومصر "إحراز بعض التقدم في جولة المفاوضات المكثفة الأخيرة التي استمرت لمدة ثلاثة أسابيع، وتؤكدان أن تعليق المفاوضات لعقد المشاورات قبل استئناف الحوار مرة أخرى يعد أمراً طبيعياً في سياق هذه المفاوضات المعقدة". ودعت قطر ومصر إلى "عدم الانسياق وراء تسريبات تتداولها بعض وسائل الإعلام في محاولات للتقليل من هذه الجهود والتأثير على مسار العمل التفاوضي، وتشدد على أن هذه التسريبات لا تعكس الواقع وتصدر عن جهات غير مطلعة على سير المفاوضات".
كما دعا البيان المشترك "وسائل الإعلام الدولية إلى التحلي بالمسؤولية وأخلاقيات مهنة الصحافة، وتسليط الضوء على ما يجري في القطاع من معاناة غير مسبوقة، لا أن تلعب دوراً في تقويض الجهود التي تسعى لإنهاء الحرب على القطاع"، وأكدت الدولتان بالشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية "التزامهما باستكمال الجهود وصولاً إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في القطاع".
وفي وقت سابق اليوم، قالت مصادر مصرية وأخرى قيادية بارزة في حركة حماس مشاركة في مفاوضات الاتفاق الإطاري لوقف إطلاق النار، إنه سيجري استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة الاثنين المقبل. وقال مصدر مصري مطلع على جهود وساطة القاهرة، إن الوسطاء في مصر وقطر، أبلغوا قيادة حماس في الدوحة ووفد التفاوض أن المفاوضات لم تَنهَرْ في أعقاب سحب الوفدين الإسرائيلي والأميركي وتصريحات المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف السلبية بشأن المفاوضات.
وقال المصدر المصري لـ"العربي الجديد" إن الوسطاء أبلغوا قيادة حماس والوفد المفاوض أن المفاوضات لم تَنهَرْ وأن الجانبين الإسرائيلي والأميركي أكدوا للوسطاء في مصر وقطر عودة وفود التفاوض للدوحة الاثنين المقبل لاستئناف المفاوضات. وأضاف المصدر المصري "تلقى الوسطاء إفادة واضحة من مسؤول أميركي رفيع بعودة الوفد الأميركي للدوحة مساء الأحد لاستئناف المفاوضات الاثنين المقبل".
من جانبه قال قيادي في حركة حماس مطلع على المفاوضات، إن "ما حدث كشف عن نية مبيتة لدى الحليفين (إسرائيل والإدارة الأميركية) بشأن نسف المسار التفاوضي وتحميل حماس المسؤولية حال لم ينفذ الاتفاق الذي يخدم أهداف تل أبيب فقط"، معتبراً أن "إعلان ويتكوف الأخير بشأن المفاوضات يأتي ضمن أسلوب ونهج التفاوض الذي يتبعه الأميركيون والإسرائيليون من أجل إجبار المقاومة على تقديم تنازلات مخلة، والقبول باتفاق لا يلبي أيّاً من مطالب غزة، عبر ضغط مواز بتشديد الحصار على سكان غزة، ومنع دخول المساعدات والغذاء".
## القضاء الروسي يحكم بسجن المحللة السياسية المعارضة يكاتيرينا شولمان
25 July 2025 02:35 PM UTC+00
قضت محكمة حي ميشانسكي في موسكو، الجمعة، بسجن المحللة السياسية المعارضة يكاتيرينا شولمان لمدة شهرين غيابياً لاتهامها بـ"التنصل من الوفاء بالتزامات العميل للخارج"، إذ تلزم الشخصيات المدرجة أسماؤهم على هذه القائمة في روسيا بوضع وصم "عميل للخارج" على منشوراتهم في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. وتحتسب مدة الحبس لشهرين من تاريخ توقيفها أو من تاريخ عبورها الحدود الروسية في حال ترحيلها من دولة أخرى.
وفي حال إدانة يكاتيرينا شولمان التي تصنفها وزارة العدل الروسية "عميلة للخارج" منذ إبريل/ نيسان 2022، ستواجه السجن لمدة تصل إلى عامين، علماً أن القانون الجنائي الروسي الذي اتهمت شولمان بموجبها، يقتضي المساءلة الجنائية بعد المساءلة الإدارية عن المخالفة ذاتها لمرتين في ظرف عام.
وتعد شولمان واحدة من أشهر المحللين السياسيين الروس، حيث يبلغ عدد المشتركين في قناتها على "يوتيوب" أكثر من 1.2 مليون شخص. كما سبق لشولمان التي تخرجت في الأكاديمية الروسية للخدمة العامة أن حاضرت بعدة جامعات روسية رائدة، ولكنها غادرت البلاد في ربيع عام 2022 بعد معارضتها الحرب الروسية على أوكرانيا منذ أيامها الأولى.
وبذلك تواصل روسيا تضييق الخناق على معارضي الحرب في أوكرانيا المنفيين عبر إغلاق طريق العودة أمامهم، إذ قررت محكمة حي باسماني في موسكو، الثلاثاء الماضي، سجن المحاور الليبرالي المعارض الأشهر على "يوتيوب" يوري دود، غيابياً لمدة شهرين أيضاً في قضية "التنصل من الوفاء بالتزامات العميل للخارج".
ويحظى دود المقيم في إسبانيا بمكانة خاصة بين المدونين الروس، إذ يزيد عدد المشاهدات على قناته على "يوتيوب" عن المليارين، كما عرف بإجرائه حوارات جريئة وتوجيه أسئلة مباشرة إلى شخصيات عامة روسية من مؤيدي الكرملين ومعارضيه، متحولاً بذلك إلى واحد من الشخصيات الأكثر تأثيراً في المشهد الإعلامي الروسي.
وقد أُدرج مفهوم "العميل الأجنبي" لأول مرة في القانون الروسي عام 2012، مع تشديد متزايد خلال السنوات الأخيرة. وتضم القائمة حالياً عدداً من أبرز الشخصيات السياسية والإعلامية والفنية الذين أعربوا عن معارضتهم للحرب في أوكرانيا.
## المغرب: وقفات وتظاهرات في 60 مدينة ضد جرائم الاحتلال في غزة
25 July 2025 02:35 PM UTC+00
شهدت مدن مغربية عدّة، عقب صلاة الجمعة، خروج مظاهرات ووقفات تندّد بالتجويع وبسياسة الإبادة الجماعية التي تستهدف قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبالتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، كما يُنتظر أن تُنظم وقفات مماثلة بعد صلاتَي المغرب والعشاء، ووقفة مركزية أمام مقرّ البرلمان بالعاصمة الرباط مساء اليوم دعت إليها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (غير حكومية).
وللأسبوع الـ86 على التوالي شارك آلاف المغاربة أمام المساجد، عقب صلاة الجمعة، بوقفات دعت إليها "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية) تحت شعار:" لا للتجويع... لا للحصار... لا للتطبيع"، وردّدوا خلالها شعارات مندّدة بجرائم القتل والتجويع التي يرتكبها جيش الاحتلال وبالحصار المضروب على قطاع غزة، مطالبين بوضع حد لحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. وعبّر المشاركون في الوقفات عن استنكارهم الدعم الأميركي للعدوان على غزة، والصمت الدولي والتخاذل العربي الرسمي، مؤكدين رفضهم القاطع لكل أشكال التطبيع المغربي مع كيان الاحتلال.
إلى ذلك، كشف الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، محمد الرياحي الإدريسي، أن 60  مدينة مغربية أعلنت خروجها في 104 مظاهرات اليوم، في جمعة طوفان الأقصى رقم 86. وقال الإدريسي في حديث مع "العربي الجديد" إنّ فعاليات اليوم تأتي "انسجاماً مع مواقفنا الثابتة في دعم القضية الفلسطينية، واستنكاراً للجرائم المتواصلة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق المدنيين العزّل في قطاع غزة".
كما تأتي فعاليات اليوم، بحسب الإدريسي، في ظل "استمرار العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة، الذي اتخذ أبعاداً كارثية، بلغت حد سياسات الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج"، في ظل حصار خانق طاول كل نواحي الحياة، واستهداف مباشر للبنى التحتية والمراكز الصحية والمدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، وأضاف: "في مقابل هذا الوضع الإنساني الكارثي، نعبر عن استهجاننا العميق للصمت العربي والإسلامي الرسمي، والتخاذل المريب الذي يطبع مواقف الأنظمة تجاه ما يحدث في فلسطين المحتلة، وإدانتنا القوية للمجتمع الدولي الذي يواصل تعاطيه الانتقائي والمتراخي واللاإنساني مع معاناة إخواننا الفلسطينيين، في خرق سافر للمواثيق الدولية ولقيم العدالة وحقوق الإنسان"، وأضاف:" نستغرب كيف أن الغرب المتحضّر والإنساني جداً أعلن حالة الاستنفار والطوارئ وعبأ قواه ومؤسّساته وتحالفاته في الحرب على أوكرانيا، لكنّه مع الكارثة الإنسانية في غزة لا يحرك ساكناً أمام الإبادة الجماعية والتطهير العرقي".
من جهة أخرى، شدّد الإدريسي على رفض الهيئة القاطع لكل أشكال التطبيع السياسي والاقتصادي والثقافي مع الكيان الصهيوني، باعتباره "يشكل طعنة في ظهر القضية الفلسطينية، ومساً خطيراً بالسيادة الوطنية والقيم الدينية والتاريخية للمغاربة، وقال: "نعتبر بكل وضوح ودون مواربة أن المطبعين هم شركاء في حصار وتجويع الشعب الفلسطيني المسلم، وأن مسؤولية الأرواح التي تزهق كل يوم هي في أعناقهم دون شك ولا ريب"، معتبراً أن "صمود ووعي الشعوب هما الحصن الأخير أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية والتمكين للعدو الصهيوني المتأمرك، وهما السند الحقيقي لصمود غزة ولكلّ المقاومين على الأرض".
وتتواصل منذ 18 مارس/آذار الماضي احتجاجات المغاربة تنديداً باستئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة، إذ شهدت عشرات المدن في مختلف أنحاء البلاد وقفات ومسيرات غاضبة ومندّدة بالعدوان، كان آخرها مسيرة حاشدة بالعاصمة الرباط يوم الأحد الماضي، شارك فيها مئات آلاف المغاربة، تنديداً بما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من تجويع وإبادة جماعية وتهجير، ورفضاً للصمت الدولي و"الخذلان العربي" إزاء ما يقع من جرائم، واستنكاراً لمواصلة التطبيع مع دولة الاحتلال. ومنذ اليوم الأول لحرب الإبادة، شهد المغرب العديد من مظاهر التضامن والتأييد للشعب الفلسطيني، من خلال وقفات ومسيرات نظمت على نحوٍ شبه يوميّ في مختلف أنحاء البلاد، كان عنوانها الرئيس دعم ومساندة الفلسطينيين والمقاومة ورفض التطبيع.
## بعد رأي محكمة العدل الدولية... أيّ عواقب على قطاع الوقود الأحفوري؟
25 July 2025 03:04 PM UTC+00
قد يؤدّي الرأي التاريخي بشأن المناخ الصادر عن أعلى محكمة في العالم إلى جعل أنشطة النفط والغاز أكثر تعقيداً من الناحية القانونية، بدءاً من توسيع عمليات الحفر، وفقاً لما يفيد به خبراء في القطاع. وكانت محكمة العدل الدولية قد اتّخذت، يوم الأربعاء الماضي، موقفاً حازماً جداً بشأن الوقود الأحفوري في رأي استشاري فاجأ حتى مراقبي القانون البيئي الأكثر حنكة. وكانت أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، التي تتّخذ من مدينة لاهاي الهولندية مقرّاً لها، قد أعلنت أنّ الدول مُلزَمة بمعالجة "التهديد الملحّ والوجودي" الناجم عن الاحترار.
وأبعد من ذلك، اعتبرت المحكمة أنّ "تقاعس دولة ما عن اتّخاذ التدابير المناسبة" لحماية المناخ من الآثار الضارة لغازات الدفيئة، "ولا سيّما من خلال إنتاج الوقود الأحفوري أو استخدامه أو منح تصاريح التنقيب أو دعم الوقود الأحفوري، قد يُمثّل فعلاً غير مشروع دولياً يُنسَب إلى تلك الدولة".
في هذا الإطار، تفيد القانونية البارزة في مشروع "بوليوتر بيز بروجكت" (الملوِّث يدفع) صوفي مارجاناك وكالة فرانس برس بأنّ "هذا أمر بالغ الأهمية... وهذه استنتاجات رائدة حقاً". يُذكَر أنّ آراء محكمة العدل الدولية الاستشارية ليست مُلزمة قانوناً، لكنّها تُقدّم تفسيراً للقانون الدولي له وزن قانوني كبير. وبات في إمكان البرلمانيين والمحامين والقضاة حول العالم استخدام هذا الرأي للضغط من أجل سنّ قوانين أو قرارات قضائية داعمة لمكافحة تغيّر المناخ.
ويرى المحامي الذي ساعد في عرض القضية على محكمة العدل الدولية خورخيه فينوياليس أنّ الخلاصات المتعلقة بالوقود الأحفوري سوف تُعتمَد على الأرجح من قبل المحاكم الوطنية والدولية، إذ تتزايد الدعاوى القضائية ضدّ منتجي النفط والغاز. ويقول هذا الأستاذ في القانون بجامعة كامبريدج البريطانية لوكالة فرانس برس: "إذا كان الأمر على هذا النحو، فقد تكون لذلك تبعات كبيرة". يضيف أنّ بإمكان شركات النفط والغاز والدول المنتجة تجاهل محكمة العدل الدولية ورأيها، "لكنّ ذلك ينطوي على مخاطر قانونية ويفتح أبواباً للتقاضي".
من جهتها، تلفت مارجاناك إلى إمكانية الاستشهاد بهذا الرأي، على سبيل المثال، لمعارضة توسيع منجم فحم، أو في نزاع بين مستثمر ودولة تلغي ترخيصاً له، أو في مفاوضات تعاقدية تضمّ بين أطرافها مصرفاً يستثمر في قطاع الوقود الأحفوري. وتقول: "من الممكن أن يحدث ذلك بشتّى الطرق وفي أيّ مكان تقريباً"، مشدّدةً على أن "لا حدود للتأثير حقاً".
ويصح ذلك خصوصاً في البلدان التي يُمكن فيها دمج القانون الدولي في الإطار القانوني الوطني من دون أيّ تحويل، حتى وإن كان ذلك مشروطاً في بعض الأحيان. في هذه البلدان، مثل فرنسا والأرجنتين وهولندا، قد يضطر القضاة قريباً إلى مراعاة رأي محكمة العدل الدولية عند النظر في قضايا مرفوعة ضدّ شركات النفط.
حتى في الدول التي تنتهج "نظاماً مزدوجاً"، حيث يكون دمج القانون الدولي أكثر تعقيداً، غالباً ما اتّبعت المحاكم الدستورية وغيرها من الهيئات القضائية حججاً معيّنة في آراء محكمة العدل الدولية. وفي هذه القضية، "يفتح الرأي الأخير الباب أمام الطعون على التصاريح الممنوحة لمشاريع الوقود الأحفوري الجديدة"، وفقاً لمارجاناك.
قرار محكمة العدل الدولية تخطّى التوقعات
في سياق متصل، تعتقد الخبيرة في قضايا المناخ جوي ريس من كلية لندن للاقتصاد أنّ محكمة العدل الدولية "تخطّت التوقعات" بتسليطها الضوء على مسؤولية الحكومات عن التلوّث الناجم عن شركات النفط والغاز العاملة تحت ولايتها القضائية. وفي هذه القضية، "تتحدّى المحكمة كلّاً من الدولة والقطاع الخاص". وتقول ريس لوكالة فرانس برس: "سوف يتعيّن على الدول أن تكون أكثر حذراً في ما يتعلق بمنح التصاريح واعتماد سياسات عامة بشأن الوقود الأحفوري، لأنّ ذلك قد يعرّضها للمساءلة في المستقبل".
وتوضح مارجاناك أنّ هذا الرأي قد يسمح كذلك للدول الصغيرة بطلب التعويض من كبار الملوّثين أمام المحاكم الدولية. أمّا الدول المهدَّدة من قبل شركات النفط بسبب تغيير سياساتها المناخية بصورة تضرّ بمصالحها، فقد حصلت على دعم جديد لتعزيز دفاعها.
يُذكر أنّ في عام 2022، أصدرت محكمة أمراً لإيطاليا بدفع 200 مليون يورو (نحو 235 مليون دولار أميركي) لحساب شركة النفط البريطانية "روك هوبر" بسبب رفضها منحها تصريح حفر. ويوضح الخبير القانوني الدولي في معهد الأبحاث IIED لورينزو كوتولا لوكالة فرانس برس أنّه سوف يكون من الصعب الآن على شركة صناعية "الادّعاء بأنّ توقّعها مشروع بتشغيل مشروع وقود أحفوري من دون عوائق".
(فرانس برس)
## وكالة الأدوية الأوروبية توافق على حقن للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية
25 July 2025 03:07 PM UTC+00
أوصت وكالة الأدوية الأوروبية بالموافقة على استخدام حقن تستخدم مرتين سنوياً للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، قال علماء إنها يمكن أن تساعد على إنهاء انتقال الفيروس. وقالت هيئة تنظيم الأدوية التابعة للاتحاد الأوروبي في بيان، اليوم الجمعة، إن تقييماتها لعقار "ليناكابافير" الذي تبيعه في أوروبا شركة "جيليد ساينسيز" بالاسم التجاري "يزتوجو" أظهرت أن العقار "شديد الفعالية" و"يعتبر ضمن المصالح الصحية العامة الكبرى".
وبمجرد موافقة المفوضية الأوروبية على إرشادات الهيئة، سيتم السماح باستخدام العقار في جميع دول الاتحاد الأوروبي الـ 27. وتشير دراسات أجريت العام الماضي إلى أن ليناكابافير، الذي تم استخدامه بالفعل لعلاج أشخاص مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، فعال بنسبة 100 % في وقف العدوى لدى النساء والرجال.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، لا يزال فيروس العوز المناعي البشري يمثل مشكلة صحية عامة عالمية رئيسية، حيث أودى بحياة 44,1 مليون شخص حتى الآن مع استمرار انتقال العدوى في جميع بلدان العالم. أشارت التقديرات إلى أن عدد المصابين بالفيروس بلغ 40,8 مليون شخص في نهاية عام 2024، منهم نسبة 65 % في إقليم المنظمة الأفريقي.
وناهز عدد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (اتش آي في) في 2023، 40 مليون شخص، بحسب تقرير للبرنامج الأممي، ويعيش حوالي 20.8 مليوناً منهم في شرق أفريقيا وجنوبها. وأصيب نحو 1.3 مليون شخص بالفيروس في العام الماضي، أي أقل بنحو 100 ألف شخص عن العام السابق. ويقل هذا العدد بنسبة 60% عن الذروة المسجلة في 1995، عندما أصيب 3.3 ملايين شخص بفيروس نقص المناعة البشرية. لكن برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز لا يبدو راضياً عن هذه النتائج، لأن هدف 330 ألف إصابة فقط المنشود في 2025 يبدو بعيد المنال.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد) 
 
 
## نيمار يُلمح إلى مغادرة سانتوس البرازيلي بعد حادثة المشجع
25 July 2025 03:11 PM UTC+00
تحدث النجم البرازيلي، نيمار دا سيلفا (33 سنة)، عن الحادثة التي وقعت مع أحد مشجعي نادي سانتوس البرازيلي في المواجهة الأخيرة بين فريقه وإنترناسيونال في بطولة الدوري البرازيلي، ولمح إلى إمكانية مغادرته الفريق في حال دفعت الجماهير بهذا الاتجاه وأنه ليست هناك مشكلة في هذا القرار. 
ونشر نيمار رسالة طويلة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، فجر الجمعة، لتبرير الجدل الذي وقع بينه وبين أحد مشجعي سانتوس بعد التعادل (2-2) أمام إنترناسيونال في الدوري البرازيلي، مما رفع من إمكانية الهبوط إلى الدرجة الثانية، وذكر نيمار في الرسالة: "جئت إلى سانتوس لمحاولة مساعدة الفريق بأفضل طريقة ممكنة داخل الملعب وخارجه، ولكنني سأكون أول شخص يُقرر حمل أغراضه والرحيل إذا رأت الجماهير يوماً ما أنني لا يمكنني تقديم المزيد من المساعدة أو أنني أضر بالنادي". 
وتابع نيمار في رسالته قائلاً: "سوف أركض وأكافح وأصرخ وحتى أقاتل إذا لزم الأمر لوضع سانتوس في المكانة التي يستحقها"، وأشار البرازيلي إلى أن الشجار مع المشجع يعود إلى صعوبة السيطرة على المشاعر عندما يتعرض لإهانات ظالمة، وأضاف ذاكراً: "لن أتجادل أبدا مع المشجعين عندما ينتقدون أدائي داخل الملعب. في هذه الحالة، لهم الحق في إبداء رأيهم حول ما إذا كنت قد لعبت بشكل سيئ أم لا".
وأثار وضع سانتوس الحرج غضب المشجعين، الذين يخشون أن يعود إلى الدرجة الثانية بعد عام واحد من صعوده، ولهذا السبب دخل نيمار في مشادات مع بعض الجماهير خلال آخر مباراتين للفريق، وهو الأمر الذي دفع به للرد وتأكيد رفضه الإهانات التي وجهها له المشجع الذي تجادل معه وقال: "القول إنني مرتزق مثل والدي وكيل أعمالي، والتحدث عن عائلتي وأصدقائي. آسف، لكن من الصعب عليّ التحكم في نفسي". وكان المشجع صرخ ضد نيمار مطالباً إياه بإحياء قميص سانتوس، فرد عليه المهاجم بأنه يبذل قصارى جهده من أجل الفريق. 
يُذكر أنه منذ عودة نيمار في شهر فبراير/شباط الماضي إلى النادي الذي قضى فيه الأسطورة بيليه معظم مسيرته، لم يخض سوى 15 مباراة رسمية بسبب الإصابات، وسجل أربعة أهداف وصنع ثلاث تمريرات حاسمة، وفي الدوري البرازيلي، خاض سبع مباريات وسجل هدفاً واحداً فقط.
## لابورتا يكشف كواليس التعاقد مع راشفورد ويُوضح أسباب فشل صفقة نيكو
25 July 2025 03:11 PM UTC+00
كشف رئيس نادي برشلونة الإسباني، خوان لابورتا (63 عاماً)، كواليس التعاقد مع النجم الإنكليزي، ماركوس راشفورد (27 عاماً)، المنتقل حديثاً إلى صفوف البلاوغرانا خلال سوق الانتقالات الصيفية الجارية قادماً من مانشستر يونايتد، ولم يتوقف عند حدود الصفقة الأبرز، بل أوضح تفاصيل فشل ضم نجم أتلتيك بلباو، الإسباني نيكو ويليامز (23 عاماً)، وكذلك جناح فريق ليفربول، الكولومبي لويس دياز (28 عاماً)، الذي كان أيضاً هدفاً مطروحاً على طاولة الإدارة الكتالونية. 
وتحدث لابورتا في تصريحات لصحيفة موندو ديبورتيفو الكتالونية، أمس الخميس، عن تفاصيل صفقة راشفورد، قائلاً: "كانت المفاوضات في هذا الملف أكثر تعقيداً من ملف حراسة المرمى، بسبب تعدد الآراء والاقتراحات، كانت هناك خيارات عدّة، وأنا سعيد جداً لأنّنا في النهاية حصلنا على الخيار الذي كنت أفضله، صحيح أنني كنت معجباً أيضاً بلويس دياز، فهو لاعب متكامل، لكن ظروفه في ليفربول الذي تمسك بموقفه، جعل الأمور صعبة، ومع ذلك، أشكر اللاعب لأنه أبدى رغبته في القدوم طوال الوقت". 
وانتقل لابورتا للحديث عن ملف نيكو ويليامز، موضحاً أن اللاعب لم يكن ضمن أولوياته، قائلاً: "كانت هناك محاولة مع نيكو ويليامز، وعندما تعثرت صفقة دياز وكنّا في طور التفاوض مع راشفورد، جاء وكيل نيكو وعرض علينا التعاقد معه، ديكو أبلغني بذلك، وكنت أفضّل التركيز على الخيارين الآخرين، لكنّني دائماً أستمع لرأي الإدارة الرياضية، ديكو قال إنه من الجيد أن نستمع على الأقل، لأن نيكو ويليامز لاعب مثير للاهتمام ويجيد اللعب على الجناح"، وتابع الرجل الأول في النادي الكتالوني شرح أسباب فشل الصفقة بقوله: "بدأت المفاوضات، لكن الفجوة بين ما طُرح في البداية وما طلب لاحقاً كانت كبيرة، سواءً في آجال الدفع أو عمولة الوكيل أو المتغيّرات الأخرى، وكانت مؤشرات واضحة على أن الصفقة لن تتم. وضع ديكو مهلة 48 ساعة لقبول شروطنا، وإن لم يجرِ ذلك، فلن نمضي قدماً. في النهاية، لم تتم الصفقة، واستمررنا بالعمل على الخيارين الآخرين، وبدأت الأمور تتضح مع راشفورد". 
وبعد إغلاق ملف ويليامز، ركزت إدارة برشلونة جهودها على إتمام صفقة راشفورد، وهو ما تحقق بالفعل وسط ارتياح كبير من رئيس النادي الذي قال: "نحن سعداء جداً، لأنه لاعب يتمتع بجودة عالية وعمر مثالي للقدوم إلى برشلونة، ومعه دافع استثنائي، وقد لمست بنفسي كم هو متحمس للقدوم إلى هنا. من أبرز صفاته أنه صادق، كان حلمه أن يبقى في مانشستر يونايتد طوال مسيرته، انضم إلى النادي في السابعة من عمره، ونشأ هناك، وكان يريد أن يكون لاعباً وفياً لنادٍ واحد، من الجميل أن نسمع ذلك منه بصراحة". 
واختتم لابورتا حديثه بإشادة كبيرة بالنجم الإنكليزي قائلاً: "الحياة فاجأته بتغييرات غير متوقعة، وكان برشلونة دائماً فريقه المفضل الآخر، واجهنا من قبل وكان يتابعنا، أُعير إلى أستون فيلا ليبرهن للجميع أنه الأفضل، وقال إنّ أقصى طموحاته هو الفوز بدوري الأبطال مع برشلونة وكأس العالم مع إنكلترا، نحن نراه متحمساً للغاية، جاء بقوة، مندمج تماماً مع زملائه، وأنا سعيد جداً لأنه قبل عامين أقصانا بنفسه من الدوري الأوروبي وكان هو الفارق في تلك المواجهة، لهذا أنا فخور بانضمامه إلينا".
## اكتشاف بقايا نوع جديد من الديناصورات في غرب فرنسا
25 July 2025 03:18 PM UTC+00
اكتُشفت هذا الشهر في موقع غربي فرنسا نحو عشر متحجرات لنوع جديد من الديناصورات يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، بعد اكتشاف مجموعة أولى منها العام الماضي، ما يتيح تدريجياً استكمال هيكل عظمي يرجع تاريخه إلى 140 مليون عام.
في موقع أنجياك بين مدينتَي أنغوليم وكونياك بمنطقة شارانت الفرنسية، وهو من أكبر المواقع التي عثر فيها على أحافير الديناصورات في العالم، تُنبش هذه البقايا التي يتراوح لونها بين الأصفر أو البني الداكن، حسب عمقها، على يد علماء ومولعين بهذا المجال تحت خيمة بيضاء كبيرة تحميها من الشمس والمطر.
هذا الديناصور الجديد الذي يبلغ طوله 20 متراً، من نوع كاماراصور، وهو قريب من ديبلودوكس، كان "غير معروف في أوروبا الغربية" حتّى العام الماضي، على ما يوضح عالم الحفريات والأمين السابق لمتحف أنغوليم، جان فرنسوا تورنيبيش.
"اكتشاف علمي هائل"
هذا "الاكتشاف العلمي الهائل"، بحسب المسؤول عن عمليات الحفر رونان ألان، يُلقي الضوء على حركة الحيوانات، إذ لم يكن هذا العاشب الذي يزن 30 طناً معروفاً سابقاً إلّا في أميركا الشمالية وفي حقبة زمنية أقدم.
هذا الموقع "الذي شهد العدد الأكبر من عمليات التنقيب في العالم"، لا يزال يحمل "مفاجأة صغيرة"، كما يقول عالم الحفريات في متحف باريس للتاريخ الطبيعي مبتسماً. فخلال العام الجاري، عثر الباحثون على عظمتَي فخذ لديناصورَين فور نصب الخيمة في موقع غير متوقع.
كان اكتشاف عظمة فخذ بطول 2,02 متر من تورياصور عملاق، من عائلة الصوروبودات أيضاً عام 2010 قد ساهم في تعزيز أهمية موقع أنجياك في هذا المجال. يُعد هذا الموقع من أهم مواقع العصر الطباشيري السفلي، وقد عُثر فيه على أكثر من عشرة آلاف قطعة جديرة بالاهتمام بما يكفي لجردها، في مساحة ألف متر مربع من المحاجر المحفورة.
يشهد هذا الموقع على نظام بيئي متجمّد في "فترة لا نعرف عنها شيئاً تقريباً"، بحسب جان فرنسوا تورنيبيش. عاش في هذا المستنقع قبل 140 مليون سنة ما يقرب من 45 نوعاً من الفقاريات، بما في ذلك التماسيح والسلاحف والأورنيثومينوصورات (المعروفة بالعظائيات محاكية الطيور)، بالإضافة إلى السرخس والنباتات الاستوائية.
يُعتقد أن ديناصور الكاماراصور مات على نحوٍ طبيعي. بعد تحلّله، انزاحت عظامه قليلاً بفعل نهر شارانت الذي أُطلق اسمه على المقاطعة والمدينة، قبل نحو مئة ألف عام.
لا تزال هذه العظام المحفوظة جيداً هشة للغاية. ويتعيّن على المتطوعين والعلماء لفها بالسيلوفان والصحف وملء التجاويف بالطين وإحاطتها بأصداف جصية مقواة قبل استخراجها، وقد يزن بعض الكتل ما يقرب من طنين.
أحافير الديناصورات ضمن معرض في 2026
تُغذي أسابيع التنقيب الثلاثة أكثر من عام من العمل في المختبر، "لتحضير العظام"، أي تنظيفها وتدعيمها، وأحياناً إعادة تشكيلها قبل فحصها. يوضح دومينيك أوجييه، المسؤول عن تحضير الأحافير، وهو يحمل فرشاة أسنان وعظمة: "إنها عملية طويلة ودقيقة، وغالباً ما يُستهان بها بسبب تأثير فيلم جوراسيك بارك".
يُنهي نحو 30 زائراً جولتهم في الموقع. في الصف الأمامي، يبدي نويه مينييه، البالغ 11 عاماً، إعجابه "بالحجم الهائل لعظام الصوروبود". وهو، مع والدته وشقيقته، من المحظوظين الذين تمكّنوا من دخول الموقع. وقد كانت الجولتان اليوميّتان "مكتظتين" بالزوار منذ فتح باب الحجز في يونيو/ حزيران الماضي، على ما يوضح جان فرنسوا تورنيبيش الذي يرى أن "حماس الجمهور الاستثنائي مذهل".
ستُدمج أحافير الموقع في نهاية المطاف ضمن مجموعات متحف أنغوليم، فيما سيغادر بعضها جنوب غرب فرنسا لعرضها في متحف التاريخ الطبيعي في باريس في يونيو 2026.
في موقع أنجياك شارانت، يعيش رونان ألان "حلم كل عالم أحافير". بالنسبة لهذا الرجل، وهو من الفرنسيين القلائل المتخصّصين في الديناصورات، فإنّ الهدف الأسمى هو العثور على عظمة ديناصور آكل للحوم، وهي مفقودة حالياً.
قبل إنهاء أعمال النبش، عثر فريق مؤلف من 40 شخصاً على عظمةٍ جديدة، يُحتمل أنها تعود للديناصور نفسه، لكن نظراً لضيق الوقت لاستخراجها على نحوٍ صحيح، اضطروا إلى تغطيتها، على أن تنتظر المهمة حتّى العام المقبل. ويتوقع العلماء ما لا يقل عن 10 أخرى من أعمال التنقيب الإضافية في الموقع، ويأملون باكتشاف الكثير من الأسرار الأخرى عن الديناصورات.
(فرانس برس)
## "فرانس برس": رئيسة المكسيك تندد بالأزمة الغذائية في قطاع غزة
25 July 2025 03:23 PM UTC+00
## تجويع غزة "يطوق" إسرائيل دون أن يثنيها عن مواصلة الإبادة
25 July 2025 03:45 PM UTC+00
تحاول دولة الاحتلال الإسرائيلي، تكذيب كل العالم بشأن تجويعها الفلسطينيين في قطاع غزة بزعم أنها لا تمنع دخول المساعدات الإنسانية، رغم سعيها المستمر للسيطرة عليها والتحكّم فيها، وتمسّكها بتوزيعها عبر بما يُسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" الأميركية – الإسرائيلية، التي ترتبط بعلاقات مباشرة بالاحتلال. بالمقابل، فإن مشاهد الموت جوعاً من غزة، والتي باتت منتشرة حول العام، تشكّل بعض الضغط على إسرائيل، والتي لطالما حرصت على تسويقّ وجهها "المتحضّر" للعالم، لكن الكثيرين حوله باتوا اليوم يشبّهون ما تفعله بسكان غزة، بأفعال النازية، ما دفعها للإعلان عن إجراءات لتسهيل إدخال المساعدات، في محاولة لإسكات العالم ولو إلى حين، على غرار مرات سابقة منعت أو حدّت فيها من إدخال المساعدات وعمّقت الإبادة وتفاقم الأوضاع.
وطوال الفترة الماضية، تجاهل الإعلام الإسرائيلي بدوره، والمتماهي في معظمه مع المؤسسة الرسمية، بشأن غزة، الجرائم الحاصلة في القطاع، ليجد نفسه في الأيام الأخيرة، مضطراً للتعامل مع الموضوع، الذي تصدر العناوين في وسائل إعلام عالمية، حمّلت المسؤولية لإسرائيل، فضلاً عن مواقف مشابهة من قادة دول ومؤسسات دولية. مع هذا يبقى الهم الأكبر في دولة الاحتلال، ليس الانشغال بالتجويع وتبعاته، وموت الأطفال والأبرياء جراء ذلك، بل كيفية تسويق سردية تحمّل حركة حماس وحتى الأمم المتحدة مسؤولية الحاصل، وتبرّئها من الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، مع إصرارها على أنه "لا جوع في غزة".
ونقلت وسائل إعلام عبرية اليوم الجمعة، عن مسؤولين أمنيين كبار في الجيش الإسرائيلي ومكتب منسق أعمال حكومة الاحتلال في المناطق المحتلة، اعترافهم بأن الوضع الإنساني في غزة صعب، لكنهم أرجعوا ذلك إلى "الاكتظاظ وظروف النظافة"، مؤكدين تمسّكهم بالموقف القائل إنه لا "يوجد جوع في القطاع". ومع ذلك، أفادوا بأن إسرائيل تستعد لإدخال المزيد من المساعدات إلى القطاع، بما في ذلك استئناف عمليات الإنزال الجوي. كما زعم مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية أمس الخميس، أن المستوى السياسي أمر بـ"تسريع كبير" في إدخال المساعدات إلى غزة، مع تقليل الاعتبارات المتعلقة بإجراءات الحذر التي تهدف إلى منع وصول المساعدات إلى حماس.
وفي السياق زعم بيان لجيش الاحتلال اليوم، أن إسرائيل "لا تفرض قيوداً على عدد الشاحنات التي تدخل إلى قطاع غزة، لكن المشكلة تكمن في استلام المساعدات، وهو ما يعيق إيصالها المستمر إلى داخل غزة". مضى الجيش في مزاعمه بأنه "على الرغم من الادعاءات بشأن فرض إسرائيل قيوداً على دخول المساعدات الإنسانية، فقد نشرت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، اليوم، مشاهد موسعة تُظهر مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات وهي متوقفة على الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم. وتعود هذه الشاحنات إلى منظمات إغاثية دولية ووكالات تابعة للأمم المتحدة، ومعظمها يحتوي على مواد غذائية، وقد تراكمت خلال الأشهر الماضية في الجانب الغزي من المعبر بانتظار أن تقوم تلك الجهات باستلامها وتوزيعها بعد خضوعها للفحص الأمني"
وليست مزاعم جيش الاحتلال هذه، بأن إسرائيل لا تمنع المساعدات، بمعزل عن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلية، جدعون ساعر، الذي حمّل في مقابلة مع "بوليتكو" مسؤولية فشل توزيع المساعدات للأمم المتحدة، وهو ما رفضته الأخيرة. وزعم ساعر أن إسرائيل فتحت معابر إضافية وتسمح بتدفق الشاحنات، لكن الأمم المتحدة لا توزع محتوياتها، وأن "هناك أكثر من 900 شاحنة تنتظر داخل قطاع غزة". وردّ عليه المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قائلاً إن إسرائيل هي التي تمنع التوزيع فعلياً: "كرم أبو سالم ليس درايف - إن (في إشارة إلى مسار سريع) مثل ماكدونالدز. هناك عوائق بيروقراطية وأمنية هائلة. لا نملك إمكانية الوصول، ولا يوجد تعاون، ولا توجد رغبة (من قبل إسرائيل) في السماح لنا بأداء عملنا". لكن ساعر رفض بشدة هذه الاتهامات، زاعماً أن "هذه أكاذيب. الأمم المتحدة لا تعمل بدافع حقيقي لمساعدة سكان غزة، بل تسعى إلى نزع الشرعية عن إسرائيل".
سقوط حر لسردية إسرائيل
مهما حاول ساعر وغيره تكذيب العالم تسقط سردية الاحتلال ومزاعمه سقوطاً حراً مع كل مشهد قادم من غزة. كما يعزز إسقاطها، التصريحات المتواترة من قبل مسؤولين بينهم وزراء، يتباهون في هذه الفترة أيضاً، في ذروة أزمة التجويع، بمنع المساعدات، وبأن "غزة تُمحى" على غرار تصريحات وزير التراث عميحاي إلياهو أمس، أو حتى تصريحات لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في الآونة الأخيرة بأنه يدعم تهجير سكان القطاع، بحجة "الإجلاء بسب صعوبة الوضع" أو حديث وزراء عن الاستيطان في غزة وطرح مخططات لذلك، وحتى مناقشتها في الكنيست كما حدث هذا الأسبوع.
واعتبرت صحيفة يديعوت أحرونوت، الحديث الإسرائيلي عن "التسريع الكبير" في إدخال المساعدات، يعني "تنازل الحكومة، تحت الضغط الدولي، عن سياستها التي كانت أصلاً سبباً في اندلاع الأزمة (التجويع)، وذلك فقط بعد أن دفعت إسرائيل أثماناً سياسية باهظة نتيجة لذلك".
اتهامات بين المستوى السياسي والعسكري
يرى الصحافي والكاتب في الصحيفة ذاتها، بن درور يميني، أن "كل يوم بدون وقف لإطلاق النار يقرّب إسرائيل من الخط الأحمر للمقاطعة الدولية". وأن "كل تقرير عن عشرات الفلسطينيين الذين قُتلوا أثناء انتظارهم لتوزيع الطعام، يجعل إسرائيل أكثر عزلة... وكل تصريح إضافي من أحد أعضاء الكابنيت يخدم حملة المقاطعة (BDS) الادعاءات حول التجويع تتصدر وسائل الإعلام العالمية في الأسابيع الأخيرة، وتنضم إلى الاتهامات بالإبادة الجماعية".
وكتب زميله نداف إيال، أنه في يوم الأربعاء، "أدرك المستوى السياسي خطورة الوضع، بعد أن بثت وسائل الإعلام العالمية صوراً لأشخاص يموتون جوعاً في غزة. رُضّع عظامهم بارزة من تحت الجلد. الاتصالات مع الجيش الإسرائيلي ووزارة الأمن أصبحت مكثفة. أحد المصادر وصفها بأنها هستيرية". وتابع بأن ممثلي الحكومة قالوا للضباط: "أدخلوا كل شيء، كل شيء، بلا قيود. شاحنات بلا حدود. أزيلوا الحواجز. الخطة التي تمنع وصول المساعدات إلى حماس؟ لا تهمنا الآن".
وأوضح أنه حتى الأسبوع الماضي، وبّخ المسؤولون في المستوى السياسي وشوّهوا سمعة مسؤولي منسق أعمال الحكومة في المناطق المحتلة، بزعم أن المساعدات تصل إلى حماس، والآن، أي بعد الإدانة الدولية، يضغطون عليهم لإدخال مساعدات أكبر. واعتبر الكاتب أن "الخطيئة الأصلية كانت قرار وقف جميع المساعدات إلى قطاع غزة في شهر مارس (آذار) الماضي، والاستمرار بذلك حتى مايو (أيار). الحكومة تباهت بهذا القرار". وكتب وزير المالية يتسلئيل سموتريتش في حينه، على منصة إكس أنه "خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح. عتبة أبواب الجحيم".
من جهته، كتب المحلل العسكري في صحيفة هآرتس، عاموس هارئيل، اليوم، أن "إسرائيل أصرّت على السيطرة على المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ومحاولة إخراج حماس من سلسلة التوزيع، ونقل المسؤولية إلى مؤسسة غزة الإنسانية، وهي جهة أميركية تفضّل الحفاظ على علاقاتها المتشعّبة مع محيط رئيس الوزراء (نتنياهو) والمؤسسة الأمنية بسرية. ورغم أن المنظمة تتفاخر بتوزيع عشرات الملايين من الوجبات على سكان غزة خلال شهرين، فإن جهودها مليئة بالإخفاقات والفجوات، مما يؤدي إلى نتائج كارثية. وعدد الوجبات بعيد عن تلبية الاحتياجات، وهناك صعوبة في استخدام بعض المكونات، ونقاط التوزيع قليلة جداً وتقع جميعها في جنوب القطاع، بينما الطريق الوعرة إليها تخلق وضعاً يحصل فيه الأقوياء (وأحياناً العنيفون) على المساعدات على حساب الضعفاء".
ولفت الكاتب إلى "المشاهد المروّعة من القطاع" في وسائل الإعلام العالمية، وتحذير جهات مختلفة، من بينها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ووكالاته، من كارثة، ومطالبتها إسرائيل بوقف القتال وحل الأزمة. ومن جهة أخرى، أورد مزاعم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بأن "المعطيات لا تشير إلى وجود مجاعة، وأن جزءاً من النقص ناتج عن إصرار الأمم المتحدة على عدم إدخال شاحنات المساعدات إلى القطاع، وأن العديد من الصور مفبركة أو مأخوذة من مناطق كوارث أخرى في العالم، وأن الصرخة العالمية هي في الأساس نتيجة تلاعب من قبل حماس، بهدف دفع إسرائيل لتقديم تنازلات في الصفقة".
ومع ذلك، نقلت الصحيفة، اعتراف مصدر أمني إسرائيلي رفيع، لم تسمّه بأن الوضع "أشبه بالسير على حبل رفيع جداً". وقال إن "الظروف في القطاع صعبة للغاية ويمكن أن تتدهور بسهولة وسرعة إلى كارثة". ولفت هارئيل إلى أن منظومة الدعاية الإسرائيلية لا تقنع أحداً في العالم، كما أن بعض الوزراء في حكومة الاحتلال يصرون على عدم فهم ما يحدث. وأضاف بأنه "على الرغم من أن الدعاية ليست هي الأساس، من المهم الانتباه إلى ردود الفعل العالمية على استمرار الحرب. هذا الأسبوع، منع متظاهرون في اليونان سفينة سياحية إسرائيلية من الرسو في إحدى الجزر. ومن بلجيكا ورد تقرير عن مواطن وجندي إسرائيليين وصلا للمشاركة في مهرجان موسيقي، وتم استجوابهما لفترة وجيزة من قبل السلطات بشبهة التورط في جرائم حرب، بناءً على شكوى من منظمات مؤيدة للفلسطينيين. هذه أحداث صغيرة ظاهرياً، لكنها تشير إلى نفاد صبر متزايد تجاه أفعال إسرائيل وتبريرات الحكومة".
ألف قنبلة أسبوعياً وخلافات في الجيش حول الأجندة
تنضم قضية تجويع الاحتلال لسكان غزة، والتي وصفها هارئيل" بـ"المجاعة"، وكأنه لا مسؤول عنها، "إلى ادعاءين مركزيين آخرين ضد تحركات الجيش الإسرائيلي، واللذين يثيران، ولو بتأخير، علامات خلاف حتى داخل الجيش نفسه". ويوضح في هذا السياق أنهما "القتل الجماعي واليومي للمدنيين الفلسطينيين في القصف، والتدمير المنهجي للمباني في القطاع". ويزعم مسؤولون في هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال، لم تسمهم الصحيفة، أن حجم الدمار لا يُملى بالضرورة كسياسة من الأعلى، بل ينبع جزئياً من إجراءات الحماية التي يتخذها القادة في الميدان. العبوات الناسفة تُعد التهديد الرئيسي للقوات العاملة في عمق القطاع، وقد تسببت في مقتل نحو 70% من قتلى الجيش الإسرائيلي خلال الأشهر الأربعة الأخيرة. في مثل هذه الظروف، يتجنب القادة المخاطرة ويفضلون تفجير المباني أو تدميرها بدلاً من إرسال الجنود إلى داخلها".
ولفتت هارئيل إلى أن جزءاً غير قليل من هذه العبوات يُركّب باستخدام ذخيرة إسرائيلية. ويدور الحديث عن قنابل غير منفجرة يلقيها سلاح الجو، ويُعيد الفلسطينيون تركيبها لتفخيخ المباني أو إخفائها تحت الطرق التي تمر بها المركبات المدرعة التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي. وبحسب صحيفة هآرتس، تُسقط إسرائيل على قطاع غزة أكثر من ألف قنبلة وصاروخ جوي أسبوعياً.
وكما حدث قبل عدة أشهر، عادت التوترات لتظهر بين قيادة سلاح الجو وقيادة المنطقة الجنوبية في الجيش، وذلك حول سياسة إطلاق النار في القطاع. بالإضافة إلى ذلك، نشأ توتر دائم حول فريق التخطيط التابع لقيادة الجنوب، الذي يتكون في معظمه من جنود احتياط. وهناك ادعاء متكرر بأن هذا الفريق، الذي يُفترض أن يخطط للخطوات العسكرية المستقبلية، يدفع نحو إجراءات متطرفة تتماشى مع أجندات أحزاب اليمين المتطرف في الحكومة. وأدّت الخلافات والشكوك، إلى انسحاب لعدد قليل من ضباط الاحتياط من غرف التحكم التابعة لسلاح الجو، التي تدير الحرب الجوية. كما يدور نقاش عام حول تهرب الحريديم من الخدمة العسكرية، والجهود التي يبذلها الائتلاف الحكومي لترسيخ ذلك في تشريع.
## "فرانس برس": باريس ولندن وبرلين تدعو إلى "إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة فوراً"
25 July 2025 03:57 PM UTC+00
## ترامب: حماس لم ترغب في اتفاق ويتعيّن القضاء عليها
25 July 2025 04:18 PM UTC+00
منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة ما يشبه الضوء الأخضر للاحتلال الإسرائيلي بالمضي في مواصلة حرب الإبادة على قطاع غزة المدمر بذريعة الاتهامات الأميركية والإسرائيلية لحركة حماس بأنها لا تريد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وغداة انسحاب وفدي واشنطن وتل أبيب من مفاوضات الدوحة.
وادعى ترامب أن حركة حماس "لم تكن ترغب حقاً في إبرام اتفاق"، وذلك خلال تصريح أدلى به للصحفيين قبيل توجهه إلى إسكتلندا في زيارة خاصة، زعم خلاله أيضا "أعتقد أنهم يريدون أن يموتوا. وهذا أمر خطير للغاية". وأضاف "لقد وصلنا الآن إلى آخر الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين)، وهم يعلمون ما سيحدث بعد استعادة آخر الرهائن. ولهذا السبب تحديداً، لم يرغبوا في عقد أي اتفاق". وتابع ترامب "قلت لكم ... سيكون من الصعب جداً على حماس إبرام اتفاق لأنها ستفقد درعها وغطاءها". وذكر موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي أن تصريح ترامب جاء عقب مكالمة أجراها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه حماس مرراً استعدادها لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة. وبلغة تحريضية تؤيد مواصلة جرائم الإبادة في غزة، قال الرئيس الجمهوري: "سيتعين أن يكون هناك قتال، وقضاء على حماس"، وفق تعبيره. وجاء تصريح ترامب بعد يوم واحد من إعلان مبعوثه في الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن إدارة ترامب قررت إعادة فريقها التفاوضي بالعاصمة القطرية الدوحة إلى البلاد لإجراء مشاورات عقب تسليم حماس ردها ورد الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار.
وفي وقت سابق اليوم، قال نتنياهو، في منشور عبر منصة "إكس"، إن إسرائيل تدرس مع الولايات المتحدة "بدائل" لإعادة المحتجزين في قطاع غزة وإنهاء حكم حركة حماس. ولم يكشف نتنياهو عن طبيعة البدائل التي يتحدث عنها، بينما تقول المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى، إن السبيل الوحيد لإعادة المحتجزين هو اتفاق مع حركة حماس.
ومع إعلان حركة حماس أنها سلّمت، باسم فصائل المقاومة، ردّها على المقترح المتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تأكيدات من مصادر في "الجبهة الشعبية" بأن الرد "لاقى استحسان الوسطاء"، وفق ما أبلغت به قيادة حماس باقي الفصائل، جاءت ردة فعل إسرائيل والولايات المتحدة سلبية، إذ قررتا سحب فريقي التفاوض من الدوحة. وأعربت عائلات الأسرى الإسرائيليين عن قلقها من "تجميد المحادثات". وأكدت حركة "حماس أنها تعاملت منذ بداية المسار التفاوضي بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة بـ"مسؤولية وطنية ومرونة عالية"، مشيرة إلى أنها قدّمت ردّها الأخير بعد مشاورات موسعة مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء والدول الصديقة. كما أعربت عن استغرابها من تصريحات ويتكوف، التي وصفتها بـ"السلبية"، تجاه موقف الحركة.
(العربي الجديد، فرانس برس، الأناضول)
## واشنطن: مقتل قيادي بارز في تنظيم "داعش" في سورية
25 July 2025 04:35 PM UTC+00
قالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، اليوم الجمعة، إن قواتها نفذت عملية استهدفت قيادياً بارزاً في تنظيم "داعش" في مدينة الباب شمالي سورية، وأسفرت عن مقتله إلى جانب اثنين من أبنائه. وذكرت القيادة، في بيان، أن "قوات القيادة المركزية الأميركية قامت بتحييد قيادي بارز في تنظيم داعش بمدينة الباب في سورية".
وأوضح البيان أن "الغارة نُفذت في ساعة مبكرة من صباح اليوم، وأسفرت عن مقتل القيادي ضياء زوبع مصلح الحرداني، وابنيه عبد الله ضياء الحرداني وعبد الرحمن ضياء زوبع الحرداني، الذين كانوا يشكلون تهديداً للقوات الأميركية وقوات التحالف، وكذلك للحكومة السورية الجديدة".
CENTCOM Forces Kill Senior ISIS Leader in Al Bab, Syria
Early this morning in al Bab, Aleppo Governate, Syria, CENTCOM Forces conducted a raid resulting in the death of senior ISIS Leader, Dhiya' Zawba Muslih al-Hardani, and his two adult ISIS-affiliated sons, Abdallah Dhiya… pic.twitter.com/evxPNBaQj2
— U.S. Central Command (@CENTCOM) July 25, 2025
وأشار البيان إلى وجود ثلاث نساء وثلاثة أطفال داخل الموقع المستهدف، مضيفاً أنهم لم يُصابوا بأذى. ونقل البيان عن قائد القيادة المركزية، الجنرال مايكل إريك كوريلا، قوله: "سنواصل ملاحقة إرهابيي داعش بلا هوادة أينما كانوا. إرهابيو داعش ليسوا بأمان في أماكن نومهم وعملهم، وحيث يختبئون. وإلى جانب شركائنا وحلفائنا، تلتزم القيادة المركزية الأميركية بالقضاء نهائياً على إرهابيي داعش الذين يهددون المنطقة وحلفاءنا ووطننا".
وفي السياق ذاته، علم "العربي الجديد" من مصادر خاصة أن قوات التحالف الدولي، بالتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية في الحكومة السورية الجديدة، نفذت عملية أمنية في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، فجر اليوم الجمعة، أسفرت عن مقتل أربعة من عناصر التنظيم، واعتقال قيادي بارز يحمل الجنسية العراقية.
وبحسب المعلومات، فقد شاركت قوات من الوزارتين في تطويق المنطقة التي شهدت عملية الإنزال، حيث أغلقت الشوارع المؤدية إلى المنزل المستهدف، في حين حلّقت مروحيات أميركية وطائرات استطلاع في سماء المدينة بشكل مكثف. وأطلقت القوات نداءات عبر مكبرات الصوت تطالب المطلوبين بتسليم أنفسهم، قبل اقتحام المنزل واعتقال القيادي.
وأشارت حسابات محلية إلى أن العملية نُفذت في حي البوغزال بمدينة الباب، واستهدفت منزلاً يعود لشخص من دير الزور يقطنه عراقي يُعتقد أنه قيادي في "داعش"، وكان قد وصل إلى المدينة قبل نحو أسبوع. ووفق المصادر، فإن القيادي المعتقل يُرجّح أنه المتحدث باسم التنظيم.
وتعد هذه العملية من أكبر العمليات التي ينفذها التحالف الدولي في المنطقة منذ أشهر، وهي الأولى من نوعها التي تُنفّذ بالتعاون مع قوات من الحكومة السورية الجديدة، بعدما كانت العمليات السابقة تعتمد على "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في مناطق نفوذها، أو تُنفذ بشكل منفرد من قبل التحالف في مناطق خارجة عن سيطرة "قسد".
## مفوض أممي: حظر بريطانيا لـ"بالستاين أكشن" يتعارض مع القانون الدولي
25 July 2025 04:35 PM UTC+00
قال المفوّض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك إنّ حظر الحكومة البريطانية لمنظمة "بالستاين أكشن" يحدُّ من حقوق وحريات الأفراد في المملكة المتحدة، ويتعارض مع القانون الدولي. وصرّح فولكر تورك، في بيان صدر اليوم الجمعة، بأن قرار الوزراء بتصنيف بالستاين أكشن منظمة إرهابية "غير متناسب وغير ضروري"، ودعاهم إلى إلغائه. وذكر أن الحظر يرقى إلى "تقييد غير مقبول" لحقوق الأفراد في حرية التعبير والتجمع، ويتعارض مع التزامات المملكة المتحدة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان. 
وحظرت حكومة المملكة المتحدة جماعة "بالستاين أكشن" بموجب قانون الإرهاب لعام 2000 بعد أن اقتحم بعض أعضائها مطاراً عسكرياً في يونيو/ حزيران، ورشّوا طائرتَين عسكريتَين بالطلاء، من بين تعبيرات احتجاجية أخرى.
وقال تورك: "يُعرّف قانون مكافحة الإرهاب المحلي في المملكة المتحدة الأعمال الإرهابية تعريفاً واسعاً ليشمل "إلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات". ولكن، وفقاً للمعايير الدولية، ينبغي أن تقتصر الأعمال الإرهابية على الأعمال الإجرامية التي تهدف إلى التسبب في الوفاة أو الإصابة الخطيرة أو أخذ الرهائن، بغرض ترهيب السكان أو إجبار الحكومة على اتّخاذ إجراء معين أو عدم اتخاذه"، وأضاف: "إنها تُسيء استخدام خطورة الإرهاب وتأثيره لتوسيع نطاقه ليتجاوز تلك الحدود الواضحة، ليشمل المزيد من السلوكيات التي تُعتبر إجراميةً بالفعل بموجب القانون"، ويُجرّم هذا الحظر، من بين أمور أخرى، الانضمام إلى حركة بالستاين أكشن، أو التعبير عن دعمها، أو ارتداء ملابس من شأنها إثارة "شكوك معقولة" في انتمائه إلى المنظمة أو دعمه، ويُعاقَب على هذا السلوك بعقوبات جنائية، تشمل غرامات وأحكام سجن تصل إلى 14 عاماً. 
وقال المفوض السامي: "يبدو القرار غير متناسب وغير ضروري. فهو يُقيّد حقوق العديد من الأشخاص المنخرطين في حركة بالستاين أكشن والداعمين لها، الذين لم ينخرطوا بأنفسهم في أيّ نشاط إجرامي أساسي، بل مارسوا حقوقهم في حرية التعبير والتجمّع السلمي وتكوين الجمعيات". وأضاف: "على هذا النحو، يبدو أنه يُشكّل قيداً غير مسموح به على هذه الحقوق، ويتعارض مع التزامات المملكة المتحدة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان"، وأضاف: "كما أن القرار يخلط بين حرية التعبير المحمية وغيرها من السلوكيات وأعمال الإرهاب، وبالتالي قد يؤدي بسهولة إلى مزيد من التأثير المُثبط للممارسة القانونية لهذه الحقوق من العديد من الأشخاص". ومنذ دخول حظر الحكومة البريطانية حيّز التنفيذ في 5 يوليو/تموز، أُلقي القبض على ما لا يقل عن 200 شخص بموجب قانون الإرهاب البريطاني لعام 2000، وكثير منهم أثناء مشاركتهم في احتجاجات سلمية. 
وحثّ المفوض السامي الحكومة البريطانية على إلغاء قرارها بحظر الحركة، ووقف التحقيقات والإجراءات الإضافية ضد المتظاهرين الذين اعتُقلوا بناءً على هذا الحظر، كما دعا الحكومة البريطانية إلى مراجعة وتنقيح تشريعاتها لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك تعريفها للأعمال الإرهابية، لجعلها متوافقة تماماً مع المعايير والقواعد الدولية لحقوق الإنسان". 
وينظم عشرات الناشطين وقفات صامتة أسبوعياً ضد حظر الحركة، يرفعون من خلالها لافتات كُتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية. أدعم بالستاين أكشن" في عدد من المدن البريطانية، الأمر الذي يدفع الشرطة لاعتقال الناشطين بموجب قانون الإرهاب. 
في سياق متصل، أفادت صحيفة "ذا غارديان" يوم الخميس، أنّ الشرطة اعتقلت امرأة تبلغ من العمر 80 عاماً من مقاطعة سومرست لحملها لافتة في تجمّع مؤيد لفلسطين، واحتجزتها لما يقرب من 27 ساعة، إذ اقتحم الضباط منزلها وفتشوه. وقالت ماريان سوريل إنها شعرت "بصدمة بالغة" بعد أن أخذ الضباط 19 قطعة من منزلها، بما في ذلك أجهزة آيباد، وعلم فلسطين، وكتب عن فلسطين، وموادّ متعلقة بحركة "تمرد الانقراض" وأزمة المناخ، بالإضافة إلى أعواد لطبول السامبا الخاصة بها، وحزام يحملها. 
وفي حالة أخرى، هدّدت الشرطة باعتقال امرأة تبلغ من العمر 42 عاماً، تدعى لورا مورتون، في كينت، بسبب دعمها لمنظمة محظورة، لأنها كانت تحمل علماً فلسطينياً وكانت تحمل لافتات تقول "غزة حرة" و"إسرائيل ترتكب إبادة جماعية".
## الجزائري حاج موسى في قلب العاصفة: بين غضب جماهيري وصفقة قيد الانتظار
25 July 2025 04:47 PM UTC+00
يعيش النجم الجزائري، أنيس حاج موسى (23 عاماً)، أياماً صعبة في هولندا، وسط جدل واسع بين جماهير فريقه فاينورد روتردام، وموقف غامض بشأن مستقبله، في ظلّ ارتباط اسمه بقوة بنادي بنفيكا البرتغالي. وأمسى الجناح الأيمن، الذي تألق في آخر موسمين بالدوري الهولندي لكرة القدم، في مرمى الانتقادات حالياً، بعد إشارات اعتبرها مشجعو فريقه "استفزازية"، بخصوص رغبته في الرحيل.
وجاءت بداية الجدل بعدما أعاد حاج موسى نشر صورة قديمة له على خاصية ستوري عبر حسابه على "إنستغرام"، يظهر فيها وهو ينفذ ركلة ركنية في ملعب دا لوز، معقل نادي بنفيكا البرتغالي، مرفقة بتعليق: "أفضل صورة لك". وهي الصورة، التي نُشرت من طرف أحد أفراد عائلته، لكن إعادة مشاركتها في هذا التوقيت الحساس أشعلت الغضب في أوساط جماهير فاينورد روتردام، التي رأت فيها إشارة واضحة إلى رغبة اللاعب في الرحيل، رغم أنه لا يزال مرتبطاً بعقد حتى 2028. كما زاد الطين بلّة أن هذه الخطوة جاءت بعد أيام فقط من تداول صور أخرى له بقميص فريق آيندهوفن الهولندي، وهو ما فُهم أيضاً على أنه نوع من "الاستخفاف" بجماهير ناديه الحالي.
أما بخصوص مستقبله، فحسب ما أوردته تقارير إعلامية على غرار صحيفة أبولا البرتغالية، إن حاج موسى توصّل بالفعل إلى اتفاق شفهي مع نادي بنفيكا بخصوص البنود الشخصية للعقد، بما فيها الراتب السنوي، الذي يُتوقّع أن يصل إلى ثلاثة ملايين يورو. غير أن نادي فاينورد لم يتلقَ بعد عرضاً رسمياً يقترب من مطالبه المالية، والتي تتراوح بين 20 و25 مليون يورو، فيما تُقدّر قيمة اللاعب السوقية حالياً بنحو 14 مليون يورو، وهي قفزة كبيرة، مقارنة بالمبلغ الذي دُفع لضمه الموسم الماضي من باترو إيسدن البلجيكي (ثلاثة ملايين ونصف المليون يورو)، ما يجعل فاينورد في موقع قوي للتفاوض. أما مدرب الفريق، الهولندي روبن فان بيرسي (41 عاماً)، فقد عبّر عن رغبته في الاحتفاظ باللاعب، خصوصاً بعد موسم قوي شارك خلاله في 43 مباراة، سجل خلالها 11 هدفاً وقدم ست تمريرات حاسمة.
لكن العائق الأكبر أمام إتمام الصفقة حالياً لا يتعلق فقط بالمقابل المالي، بل بمصير نجم بنفيكا السابق، جواو فيليكس (25 عاماً)، الذي قد يعود إلى النادي البرتغالي قادماً من تشلسي الإنكليزي. وبحسب صحيفة ريكورد البرتغالية، فإن إدارة بنفيكا تضع صفقة حاج موسى على "وضع الانتظار"، حتى حسم ملف فيليكس، وهو ما أثار انزعاج اللاعب الجزائري، الذي يشعر بأن مستقبله بات معلقاً بمصير لاعب آخر.
وفي خضمّ هذا الجدل، خرج الدولي الجزائري السابق، حسان يبدة (41 عاماً)، الذي سبق له اللعب في بنفيكا، ليعبّر عن إعجابه بحاج موسى، مشبّهاً إياه بالنجم الأرجنتيني، أنخل دي ماريا (37 عاماً)، إذ قال لصحيفة غولو ريزو البرتغالية: "حاج موسى يمتلك أسلوباً شبيهاً بدي ماريا. يمكنه أن يكون بديله في بنفيكا، وربما ينتقل لاحقاً إلى نادٍ عملاق، مثل ريال مدريد أو مانشستر يونايتد". وهي تصريحات تُظهر حجم التقدير لموهبة اللاعب، لكنها في الوقت ذاته تضع ضغطاً إضافياً عليه، في هذا الظرف الدقيق من مسيرته.
والأكيد أن أنيس حاج موسى يقف حالياً عند مفترق طرق؛ فمن جهة، يُظهر طموحاً كبيراً للانتقال إلى مستوى أعلى، عبر بوابة بنفيكا. ومن جهة أخرى، يتعرض لانتقادات شديدة من جماهير ناديه الحالي، بسبب ما يُعتبر "تصرفات غير محسوبة". ورغم الاتفاق الشخصي مع بنفيكا، فإن مصير الصفقة لا يزال مرهوناً بعوامل خارجية، أبرزها ملف جواو فيليكس، وموقف فاينورد من هذه المفاوضات، وتبقى الأسابيع المقبلة حاسمة، فإما أن يُفتح الباب أمام نجم جزائري جديد في الملاعب البرتغالية، أو أن يُجبر هذا اللاعب على البقاء مع الفريق الهولندي موسماً إضافياً، في أجواء قد تكون صعبة عليه، بسبب الغضب الجماهيري الموجه إليه.
## وكالات أممية تطالب بدعم العائدين في السودان لمواجهة أعباء الحياة
25 July 2025 05:08 PM UTC+00
بعد أكثر من عامَين وثلاثة أشهر على الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي سبّبت أزمة إنسانية غير مسبوقة وبلا حدود، أفادت وكالات عدّة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، بأنّ آلاف النازحين واللاجئين يعودون إلى منازلهم في السودان في الوقت الراهن، مع تراجع القتال في أجزاء من البلاد فيما البنى التحتية والخدمات الأساسية مدمّرة.
وأوضحت الوكالات أنّ ثمّة مناطق من السودان صارت آمنة نسبياً، فيما يتواصل النزاع في معظم أنحاء البلاد، مؤكدةً أنّ أكثر من مليون نازح سوداني داخلياً عادوا إلى ديارهم إلى جانب عبور 320 ألفاً آخرين الحدود عائدين إلى السودان منذ العام الماضي، معظمهم من مصر وجنوب السودان. وأشارت إلى أنّ بعضاً من هؤلاء الأخيرين، يعودون فقط لتقييم الوضع الراهن في البلاد قبل اتّخاذ قرار العودة نهائياً.
Urgent support needed as over 1.3 million war-displaced Sudanese begin to return home, says @UNDP, @IOMSudan & @UNHCRinSudan in joint briefing today.
UNDP Res Rep @lucarenda stresses need for safe returns & restoration of water, power & healthcare.
https://t.co/Z2JmVfTfqP pic.twitter.com/WjnBb6Y2oD
— UNDP Sudan (@UNDP_Sudan) July 25, 2025
وطلبت هذه الوكالات، اليوم الجمعة، دعماً مالياً دولياً لمساعدة هؤلاء السودانيين على إعادة بناء حياتهم من جديد. وبحسب الأمم المتحدة، يواجه السودان الواقع في شمال شرق أفريقيا أكبر أزمة جوع ونزوح في العالم. فمنذ اندلاع الصراع في منتصف إبريل/ نيسان 2023، نزح أكثر من 12 مليون شخص، علماً أنّ بعضاً منهم فرّ إلى خارج البلاد.
وبيّن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنّ نحو 1.3 مليون شخص عادوا إلى العاصمة الخرطوم وإلى ولايتَي سنار والجزيرة منذ مارس/ آذار الماضي 2025. وقال ممثل البرنامج في بورتسودان لوكا ريندا إنّ "بحلول نهاية العام (الجاري)، قد يعود أكثر من مليونَي شخص إلى الخرطوم وحدها". أضاف المسؤول الأممي أنّ "من أجل توفير آفاق مستقبلية لأولئك العائدين، لا بدّ من إزالة آلاف القنابل والذخائر الخطرة من مخلّفات الحرب في العاصمة". وأشار ريندا إلى "وجوب إصلاح 1700 بئر وتجهيز المضخّات بألواح شمسية كذلك، بالإضافة إلى وجوب إزالة الأنقاض واستعادة الخدمات الصحية وتوفير فرص عمل".
تجدر الإشارة إلى أنّ المديرَين الإقليميَّين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة زارا الخرطوم أخيراً، وشهدا دماراً واسع النطاق ونقصاً مزمناً في الخدمات المتوفّرة لمن تبقّى من سكانها. ويشمل ذلك آلاف النازحين داخلياً السودانيين، بالإضافة إلى لاجئين وطالبي لجوء مقيمين في السودان، الذين انقطعت عنهم جميعاً المساعدات كلياً منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عامَين، بحسب ما جاء في تقرير اليوم الجمعة.
وقد أتت زيارات المسؤلَين الأمميَّين الأخيرة في أعقاب مهمّة سابقة إلى السودان نفّذها المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في فبراير/ شباط 2025، بهدف إيجاد حلول طويلة الأمد للنازحين داخلياً واللاجئين من أجل تأمين سبل العيش والخدمات الأساسية.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## رغم عودته بعد التوقيف.. حفل بعد خسارة أمام الغريم يُنهي مشوار ميندي
25 July 2025 05:14 PM UTC+00
لا تزال مشكلات الظهير السابق لنادي مانشستر سيتي، الفرنسي بنجامين ميندي (31 عاماً)، تطارده، رغم حصوله على البراءة في قضاياه السابقة، واستعادة اعتباره، ثم انضمامه لاحقاً إلى نادٍ جديد. إلا أن سلوكاته خارج الملعب لا تزال تثير الجدل، إذ لم تتغير طباعه، ولا تزال هذه المشكلات تؤثر في مشواره الكروي.
وكشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية، اليوم الجمعة، عن توقف مغامرة المدافع الفرنسي مع نادي زيورخ السويسري، بعد خمسة أشهر فقط وثماني مباريات، وذلك عقب فسخ عقده بالتراضي، إثر سلوكات خارج الملعب أثارت غضب إدارة النادي، خصوصاً عقب حضوره حفلاً، بعد خسارة قاسية أمام الغريم بازل برباعية نظيفة، في إبريل/ نيسان الماضي.
وأصدر نادي زيورخ بياناً رسمياً أكد فيه رحيل اللاعب الفرنسي، متمنياً له التوفيق في حياته الرياضية والخاصة. وعبّر المدرب الهولندي، ريكاردو مونيز (61 عاماً)، عن خيبة أمله علناً، قائلاً: "ميندي لم يقدم ما يُنتظر من لاعب في مستواه. حالته البدنية لم تكن جيدة، وبعد هزيمة 0-4، لا يمكن لأي لاعب أن يستهين بمشاعر الجماهير بتصرف كهذا". ومن جهته، وصف رئيس النادي السويسري، أنسيلو كانيبا، التجربة بـ "القصة غير السعيدة"، مضيفاً: "لم يكن حاضراً ذهنياً أو بدنياً، لعب بشكل سيئ، تسبّب في أهداف، وتعرّض للإصابة. الأمر لم يكن على الإطلاق كما تخيلناه".
وانضم ميندي إلى زيورخ في فبراير/ شباط 2025 بعقد حتى صيف 2026، بعد تجربة قصيرة مع لوريان الفرنسي، إذ لعب 15 مباراة فقط. وقبل ذلك، قضى ست سنوات مع مانشستر سيتي الإنكليزي، تُوّج خلالها بثلاثة ألقاب في الدوري الإنكليزي، وكان جزءاً من منتخب فرنسا الفائز بكأس العالم 2018.
وتجدر الإشارة إلى أن ميندي عاد للعب بعد تبرئته من جميع تهم الاغتصاب، في قضيتين منفصلتين، قبل أن ينتزع حكماً لصالحه ضد مانشستر سيتي لاسترداد معظم مستحقاته المالية. ورغم ذلك، يبدو أن طريق عودته إلى المستويات الكبرى لا يزال مليئاً بالعقبات، في ظل تكرار مشكلاته السلوكية خارج الملعب.
## الحكومة المغربية تتوقع نمو الاقتصاد بنسبة 4.5% في 2026
25 July 2025 05:23 PM UTC+00
توقعت نادية فتاح العلوي، وزيرة الاقتصاد والمالية المغربية، أن يواصل اقتصاد بلادها النمو بمعدل 4.5 % في 2026، وهو المعدل المتوقع نفسه للعام الجاري. وقالت العلوي أمام أعضاء البرلمان يوم الخميس إن العجز المالي سيتقلص إلى 3 % من الناتج المحلي الإجمالي مقابل نسبة 3.8 % المتوقعة هذا العام. كما توقعت أن يرتفع معدل التضخم في عام 2026 إلى مستوى 2% مقارنة بنسبة 1.9 المتوقعة في العام الجاري. 
وقالت العلوي إن برامج الميزانية للسنوات الثلاث المقبلة ستركز على ضبط عجز الميزانية عند مستوى 3 % من الناتج المحلي، متوقعة أن يترافق ذلك مع مواصلة معدل الدين منحاه التنازلي على المدى المتوسط، لينخفض من 67,7 % من الناتج المحلي الإجمالي في العام الماضي إلى حوالي 64 % مع نهاية سنة 2028، بما سيؤدي إلى تعزيز استدامة المديونية واستعادة الهوامش المالية.  
وأشارت الوزيرة المغربية في حديثها أمام البرلمان إلى حالة من عدم اليقين تكتنف الوضع الدولي في ظل استمرار الأزمات الدولية وتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي. وقالت إن تنفيذ قانون المالية لسنة 2025، وإعداد مشروع قانون المالية لسنة 2026، وتخطيط موازنات الثلاث سنوات المقبلة يتم في هذا السياق الدولي.
(قنا - العربي الجديد)
## عشرات العائلات تخرج من السويداء عبر ممرّ بصرى الشام الإنساني
25 July 2025 05:23 PM UTC+00
شهدت محافظة السويداء جنوبي سورية، اليوم الجمعة، خروج أكثر من ثلاثين عائلة في اتّجاه ريف درعا جنوبي البلاد كذلك، وهي الدفعة الخامسة التي تخرج من السويداء عبر ممرّ بصرى الشام الإنساني بعد الحوادث الدموية الأخيرة، في ظلّ هدوء تشهده المنطقة بالتزامن مع انتشار مكثّف لقوات الأمن السورية عند الحدود الإدارية للمحافظة من أجل تأمين العائلات.
وأفادت مصادر محلية "العربي الجديد" بأنّ العائلات التي خرجت اليوم ليست من أبناء محافظة السويداء، إنّما تعود لوافدين من محافظات سورية أخرى كانوا يعملون في الأراضي الزراعية بالمنطقة قبل أن يجدوا أنفسهم محاصرين على خلفية الحوادث الأخيرة في المحافظة. وأضافت المصادر نفسها أنّ فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) عملت لتأمين هذه العائلات، ونقلت أفراد من يرغب منها إلى مراكز الإيواء المؤقتة التي أُنشئت لاستقبال الخارجين من السويداء أخيراً، في حين فُتح مجال آخر أمام الأفراد الآخرين الذين يفضّلون التوجّه إلى أماكن سكن أقاربهم بمحافظاتهم الأصلية.
وفي شهادات أدلى بها خارجون من السويداء لـ"العربي الجديد"، أشاروا إلى أنّ عمّالاً كثيرين وعائلاتهم ما زالوا عالقين في قرى ريف السويداء، وأنّ التنسيق جارٍ حالياً لتسهيل خروجهم من المنطقة في الأيام المقبلة.
ومن المنتظر، وفقاً لمصادر "العربي الجديد"، أن تدخل قافلة مساعدات إنسانية إلى السويداء خلال الساعات القليلة المقبلة، تتضمّن 45 ألف ليتر من المحروقات، إلى جانب أربع مركبات محمّلة بمواد طبية وإغاثية مخصّصة لتلبية جزء من الاحتياجات العاجلة لأهالي السويداء.
وسوف ترافق هذه القافلة حافلات مخصّصة لإجلاء نحو 210 أشخاص من السويداء، علماً أنّ نحو 20 حالة صحية حرجة في حاجة إلى علاج سوف تُنقَل كذلك إلى خارج المحافظة، وسط استمرار التحرّكات المدنية والإنسانية لإجلاء المتضرّرين من مناطق التوتّرات.
عملت فرق الدفاع المدني السوري خلال الليلة الماضية على نقل وتأمين 250 مواطناً أغلبهم أطفال ونساء كانوا محتجزين في منازلهم في قرية ريم اللحف بريف السويداء، بسبب التوترات والانتهاكات الحاصلة في المحافظة، حيث أمّنت الفرق عملية إجلائهم من الممر الإنساني في بصر الحرير، ونقلهم إلى مراكز… pic.twitter.com/WvdRlyRiZS
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) July 25, 2025
في سياق متصل، أعلنت منظمة الدفاع المدني السوري، الجمعة، أنّ فرقها عملت خلال الليلة الماضية (الخميس-الجمعة) لنقل وتأمين نحو 250 مدنياً، معظمهم من النساء والأطفال، كانوا محتجزين في داخل منازلهم بقرية ريم اللحف في ريف السويداء. وذكرت المنظمة أنّ عملية الإجلاء تمّت عبر الممرّ الإنساني في بصر الحرير، وقد نُقل المدنيون إلى مراكز الإيواء المؤقّتة في ريف درعا، حيث جرى تأمين مستلزمات الإقامة والاحتياجات الأساسية لهم.
وأشارت المنظمة إلى أنّ فرقها كانت قد عملت كذلك، أمس الخميس، لتأمين عائلات راغبة في الخروج من محافظة السويداء عبر معبر بصرى الشام، في اتّجاه الوجهات التي اختارتها هي بنفسها أو إلى مراكز الإيواء المؤقتة المتوفّرة في ريف درعا.
## وقفات تضامن مع غزة بمدن جزائرية والشرطة تمنع مسيرة في العاصمة
25 July 2025 05:30 PM UTC+00
نظم ناشطون، اليوم الجمعة، وقفة تضامنية مع قطاع غزة وسط مدينة جيجل رفعت فيها الأعلام والرايات الفلسطينية، ولافتات كتبت عليها شعارات منددة بالتجويع الذي يتعرض له الفلسطينيون في القطاع، فيما منعت السلطات الجزائرية، في العاصمة الجزائرية، محاولة نشطاء وشباب للخروج إلى الشارع، وتنظيم مظاهرة شعبية مؤيدة لغزة. وفي وسط مدينة المسيلة، تجمع ناشطون عقب صلاة الجمعة، للتنديد بحرب الإبادة والتجويع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
ونظم متضامنون مع فلسطين وقطاع غزة في مدينة البليدة قرب العاصمة الجزائرية سلسلة بشرية، رافعين صورا للأطفال الفلسطينيين وشعارات تعبر عن الغضب من موقف الأنظمة العربية المتخاذلة إزاء المأساة الإنسانية في قطاع. وفي منطقة المسيلة وسعادة وسط الجزائر، نظم نشطاء وقفة تضامنية مباشرة بعد الخروج من صلاة الجمعة، إسنادا للمجوعين في قطاع غزة، وتنديدا بالصمت العربي. كما دعت جمعية العلماء المسلمين إلى تجمع شعبي كبير وسط مدينة سطيف، كبرى مدن الشرق الجزائري، فيما يحشد ناشطون منذ أمس لتنظيم حراك شعبي عبارة عن مظاهرة كبرى في مدينة ورقلة، أهم مدن الجنوب الجزائري. 
ومنعت السلطات الجزائرية، الجمعة، في العاصمة الجزائرية على وجه التحديد، محاولة نشطاء وشباب للخروج إلى الشارع، وتنظيم مظاهرة شعبية مؤيدة لغزة ومنددة بسياسات التواطؤ الدولي، حيث حاصرت الشرطة مسجدا في حي بلكور وسط العاصمة الجزائرية، كانت مجموعات من النشطاء قد اتفقت على أن يكون منطلق المظاهرة الشعبية، لكن قوات الشرطة اعترضت المسيرة، كما لم تسمح للشباب بالوصول إلى ساحة "أول مايو" وسط العاصمة الجزائرية، حيث كان من المقرر تنظيم الوقفة هناك. 
وانتشرت الشرطة بشكل لافت في الشوارع الرئيسية وقرب المساجد المتوقع أن تخرج منها المظاهرات وسط العاصمة الجزائرية. وقال الناشط أيوب محسن لـ"العربي الجديد": "بعد الصلاة مباشرة تجمعنا وخرجنا من المسجد وانطلقنا باتجاه ساحة أول مايو، لكن الشرطة اعترضت سبيلنا، ومنعتنا من الوصول إلى الساحة، واعتقلت السلطات عددا من النشطاء، بينهم نساء، واقتادتهم إلى مراكز الأمن، على الرغم من أن المسيرة كانت عفوية ومتعلقة بالتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني والمجوّعين في قطاع غزة".
وتمنع السلطات الجزائرية كل أشكال التظاهر والمسيرات في العاصمة الجزائرية، منذ وقف مسيرات الحراك الشعبي في ربيع عام 2020، تخوفا من عودة الحراك أو استغلال مظاهرات متعلقة بدعم القضية الفلسطينية لتحويلها إلى مظاهرات ذات طابع سياسي مناوئ للسلطة، برغم المطالبات المستمرة من قبل القوى السياسية لرفع الإكراهات وفتح الفضاءات العامة أمام الجزائريين للتعبير عن تضامنهم.
ومنذ اندلاع طوفان الأقصى في السابع أكتوبر/ تشرين الأول 2023، سمحت السلطات الجزائرية للقوى السياسية والمدنية، بمظاهرة وحيدة في العاصمة الجزائرية في 19 أكتوبر من نفس العام. غير أنه وبخلاف العاصمة الجزائرية التي تبدو المنطقة الأكثر تشدداً من قبل السلطات بشأن التظاهر في الشارع، لم تمنع السلطات النشطاء في عدد من المدن والولايات من تنظيم وقفات تضامنية مع سكان قطاع غزة.
## آيزنكوت يتهم نتنياهو بإفشال مفاوضات غزة لأسباب سياسية
25 July 2025 05:39 PM UTC+00
اتهم رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الأسبق غادي آيزنكوت، اليوم الجمعة، رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بإفشال مفاوضات صفقة تبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين مع حركة حماس ووقف إطلاق النار في قطاع غزة لأسباب سياسية. جاء ذلك في مقابلة أجرتها قناة (12) العبرية الخاصة، مع آيزنكوت، نشرت منها مقتطفات الجمعة، على أن تنشرها كاملة غدًا السبت. وقال آيزنكوت: "نتنياهو أفشل صفقة التبادل لأسباب سياسية".
وصرح عضو الكنيست قائلاً إنه "جاهز لتولي رئاسة الحكومة"، مشيراً إلى أن هناك احتمالاً بأن يكون مرشحاً لهذا المنصب. وتابع: "أنا أعرف جميع التحديات التي تواجه إسرائيل، وأعرف ما هو الصواب".
بن غفير وسموتريتش يحرضان نتنياهو
في المقابل، حرض وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اليوم نتنياهو على مواصلة الإبادة والتجويع ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. وفي منشور عبر منصة "إكس"، قال بن غفير: "وقف كامل للمساعدات الإنسانية، احتلال كامل للقطاع، إبادة تامة لحماس، تشجيع الهجرة، استيطان، هذه هي الطريق المثلى لتحرير الرهائن (المحتجزين بغزة) بأمان وتحقيق النصر في الحرب (الإبادة الإسرائيلية)".
وأضاف مخاطباً نتنياهو: "سيدي رئيس الوزراء، أعطِ الأمر". واستفحلت المجاعة مؤخراً داخل القطاع، وأظهرت صور ومقاطع فيديو متداولة، فلسطينيين بالقطاع وقد بدت أجسادهم أشبه بهياكل عظمية جراء الجوع الشديد، فضلاً عن إصابتهم بالغثيان والإعياء وفقدان الوعي.
ولم يكتف التحريض الإسرائيلي عند مواصلة سياسة التجويع والتهجير، بل الإبادة أيضاً، حيث قال سموتريتش، في بيان عبر المنصة ذاتها: "المفاوضات المهينة مع الإرهابيين انتهت" على حد تعبيره. وخاطب نتنياهو بالقول: "السيد رئيس الوزراء، حان وقت النصر"، في إشارة إلى مواصلة حرب الإبادة في غزة.
وفي وقت سابق الجمعة، قال نتنياهو إن إسرائيل تدرس مع الولايات المتحدة "بدائل" لإعادة المحتجزين من غزة وإنهاء حكم حركة حماس. ولم يكشف نتنياهو عن طبيعة البدائل التي يتحدث عنها، بينما تقول المعارضة الإسرائيلية وعائلات المحتجزين، إن السبيل الوحيد لإعادتهم هو اتفاق مع حركة حماس.
وجاءت تصريحات نتنياهو غداة إعلانه استدعاء وفده المفاوض من العاصمة القطرية الدوحة للتشاور، في خطوة مماثلة لما أعلنه المبعوث الأميركي في الشرق الأوسط ستيف ويتكوف عبر منصة "إكس". وقال ويتكوف مساء الخميس: "قررنا إعادة فريقنا من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الرد الأخير من حماس، والذي يُظهر بوضوح عدم رغبتها في التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة".
بدروه، منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة ما يشبه الضوء الأخضر للاحتلال الإسرائيلي بالمضي في مواصلة حرب الإبادة على قطاع غزة المدمر بذريعة الاتهامات الأميركية والإسرائيلية لحركة حماس بأنها لا تريد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وادعى ترامب أن حركة حماس "لم تكن ترغب حقاً في إبرام اتفاق"، وذلك خلال تصريح أدلى به للصحافيين قبيل توجهه إلى اسكتلندا في زيارة خاصة، زعم خلاله أيضاً "أعتقد أنهم يريدون أن يموتوا. وهذا أمر خطير للغاية". وأضاف "لقد وصلنا الآن إلى آخر الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين)، وهم يعلمون ما سيحدث بعد استعادة آخر الرهائن. ولهذا السبب تحديداً، لم يرغبوا في عقد أي اتفاق". وتابع ترامب "قلت لكم ... سيكون من الصعب جداً على حماس إبرام اتفاق لأنها ستفقد درعها وغطاءها".
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه حماس مراراً استعدادها لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة. ومع إعلان حركة حماس أنها سلّمت، باسم فصائل المقاومة، ردّها على المقترح المتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تأكيدات من مصادر في "الجبهة الشعبية" بأن الرد "لاقى استحسان الوسطاء"، وفق ما أبلغت به قيادة حماس باقي الفصائل، جاءت ردة فعل إسرائيل والولايات المتحدة سلبية، إذ قررتا سحب فريقي التفاوض من الدوحة. وأعربت عائلات المحتجزين الإسرائيليين عن قلقها من "تجميد المحادثات".
(الأناضول، العربي الجديد)
## كتائب القسام: قصفنا موقع قيادة وسيطرة للعدو في محيط مجمع المحاكم جنوب مدينة خانيونس جنوب القطاع بعدد من قذائف الهاون
25 July 2025 05:41 PM UTC+00
## اتحاد لاعبي كرة القدم يهاجم فيفا ويصفه بـ"المستبد"
25 July 2025 05:56 PM UTC+00
شنّ الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين "فيفبرو"، هجوماً حاداً على الاتحاد الدولي للعبة "فيفا"، بعدما أعرب في بيانه الرسمي، على موقعه الإلكتروني، عن قلقه المتزايد من طريقة إدارة اللعبة الشعبية الأولى في العالم، لأن نجوم الأندية أصبحوا عرضة للخطر، ويتم تهميشهم عمداً، رغم أنهم أحد الأعمدة الأساسية لإقامة أي بطولة.
وأكد الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين أن الجدول المزدحم وقلة الراحة البدنية والنفسية، وظروف اللعب القاسية، وغياب الحوار، وضعف احترام الحقوق الاجتماعية لنجوم اللعبة، أصبح شيئاً أساسياً في طريقة عمل "فيفا"، الذي "أصبح مستبداً في كل شيء، والجميع شاهد الخطر الذي لاحق اللاعبين خلال بطولة كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة الأميركية، بسبب حرارة الطقس المرتفعة، لكن الاتحاد الدولي منفصل عن الواقع، وهذا أمر يدعو للقلق، خاصة أنه متعلق بمراعاة حقوق الإنسان"، وفق ما نقلته صحيفة آس الإسبانية، اليوم الجمعة.
وأوضح البيان أن الاتحاد الدولي لكرة القدم اختار التجاهل، وإسكات أفواه من ينتقد أو يكشف المشاكل الحقيقية، التي يواجهها لاعبو كرة القدم حول العالم بشكل منهجي، وعلى "فيفا" العمل على إعادة فتح الحوار، والاعتراف بصوت النجوم، ويجب على رئيسه السويسري، جياني إنفانتينو (55 عاماً)، عدم التركيز فقط على الأرباح المالية، وتحويل اللعبة إلى تجارة، لأنه لا يدرك الخطر، الذي يحدق بهذه اللعبة، بسبب الضغط المسلط على أي لاعب حالياً، نتيجة كثافة خوضه المباريات، سواء مع ناديه أو منتخب بلاده.
وختم البيان أن "فيفا" مطالب بإيجاد معالجة لجميع المشاكل، التي تخص عدم المساواة السائدة داخل أروقته، في كيفية تنظيم البطولات بشكل كثيف، ولن يتراجع الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم عن التزامه الراسخ بالدفاع عن النجوم في جميع أنحاء العالم، والمطالبة بحقوقهم المالية والاجتماعية والإنسانية، وإنهاء الانتهاكات التي يقوم بها الاتحاد الدولي للعبة، الذي يجب عليه إنهاء "استبداده"، وتحكيم لغة العقل، ويفكر في مصلحة من تقوم عليهم رياضة كرة القدم.
## مفاجأة... تشافي يُطالب بتدريب منتخب آسيوي
25 July 2025 05:56 PM UTC+00
اتخذ مدرب نادي برشلونة الإسباني السابق، تشافي هيرنانديز (45 عاماً)، خطوة مفاجئة في مسيرته التدريبية، بعدما قام بإرسال طلب مباشر إلى الاتحاد الهندي لكرة القدم، يُبلغهم بأنه على استعداد لخوض التحدي، والإشراف على الجهاز الفني لمنتخب الهند.
وذكرت صحيفة التايمز بنسختها الهندية، اليوم الجمعة، أن اللجنة الفنية في الاتحاد الهندي لكرة القدم لم تصدق نفسها، عندما قرأت رسالة تشافي هيرنانديز، والتي جاء فيها أنه يتمنى عليهم اختياره، حتى يكون المدير الفني القادم للمنتخب الأول، لكنهم لم يردوا عليه حتى الآن، فيما قام أحد المسؤولين في الاتحاد المحلي بالتواصل مباشرة مع مدرب برشلونة السابق، حتى يتأكد أن الطلب المقدم كان من طرفه، وليس قيام أحد بانتحال شخصيته.
وأوضحت أن تشافي هيرنانديز أكد، في حديثه مع المسؤول بالاتحاد الهندي لكرة القدم، رغبته بتدريب منتخبهم الأول، مضيفاً: "أشاهد الكثير من المواجهات في كرة القدم، وأحياناً أتابع ما يحدث في الدوري عندكم، لأنه يوجد لديكم العديد من المدربين الإسبان الذين يعملون هناك، وهذا ما شجعني على التواصل معكم بشكل مباشر، من أجل التعبير عن رغبتي".
وأردفت أن عدد المدربين الإسباني في الدوري الهندي لكرة القدم بلغ 23 مدرباً، منذ أن تحول إلى الاحتراف، وهو أكبر عدد من أي جنسية أخرى، لكن الاتحاد المحلي للعبة يعلم أن الجلوس على طاولة المفاوضات مع تشافي هيرنانديز يعني طلبه الحصول على راتب مرتفع، وهو ما لا يمكن حدوثه نهائياً، لأنهم غير قادرين على مصاريفه باهظة الثمن.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن تشافي هيرنانديز لم يوافق على تولي أي نادٍ أو منتخب، حتى الآن، بعدما انتهت تجربته مع فريقه السابق، برشلونة، في شهر مايو/أيار عام 2024، رغم أن العديد من وسائل الإعلام العالمية توقعت عودته إلى أحد الدوريات الأوروبية، أو الإشراف على أحد الأجهزة الفنية في الدوري السعودي لكرة القدم.
## توقعات بإعلان اتفاق تجاري بين واشنطن وبروكسل خلال عطلة نهاية الأسبوع
25 July 2025 06:24 PM UTC+00
نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين ودبلوماسيين أوروبيين قولهم يوم الجمعة إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد يتوصلان إلى اتفاق تجاري خلال عطلة نهاية الأسبوع وهو تطور من شأنه أن يضع حداً لشهور من عدم اليقين للصناعة الأوروبية، في أعقاب تلويح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم تصل إلى 30% على الصادرات من دول الاتحاد. 
وبحسب المصادر التي تحدثت إليها الوكالة فمن المتوقع أن يشمل الاتفاق رسوماً رئيسية بنسبة 15% على كل الصادرات الأوروبية باستثناء صادرات الألمنيوم والحديد التي من المحتمل ان تخضع لرسوم جمركية تبلغ 50%. 
وكان الرئيس الأميركي قد قال الجمعة قبل توجهه إلى اسكتلندا في زيارة خاصة لعدة أيام، إن احتمال التوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي قائم بنسبة 50 % أو أقل، مضيفاً أن دول الاتحاد " في حاجة ماسة إلى إبرام اتفاق". لكن "رويترز" نقلت عن مصدر أوروبي قوله إن "الاتفاق المقترح في أيدي ترامب حالياً"، فيما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أنها أجرت اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأميركي اليوم الجمعة وسوف تجتمع معه في اسكتلندا يوم الأحد. وسيمضي ترامب عدة أيام في اسكتلندا ضمن زيارته الخاصة التي يتفقد خلالها ملاعب الغولف التي يمتلكها، كما سيلتقي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، حيث أشار إلى أنه سيبحث معه مزيداً من التفاصيل المتعلقة بالاتفاق التجاري الذي أُبرم سابقاً بين واشنطن ولندن. 
وتعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كلٌّ منهما للآخر أكبرَ شريكين تجاريين بالنظر إلى إجمالي تبادل السلع والخدمات والاستثمارات. وقد حذرت غرفة التجارية الأميركية مع الاتحاد الأوروبي في مارس/آذار الماضي من أن استمرار النزاع يهدد علاقات تجارية قيمتها 9.5 تريليونات دولار، وهي الأهم من نوعها في العالم. 
وكان ترامب قد لوح بفرض رسوم جمركية تبلغ 30% على الصادرات الأوروبية إلى الأسواق الأميركية اعتباراً من أول اغسطس/ آب المقبل، إضافة إلى الرسوم الأعلى على صادرات الصلب والألمنيوم، وهي رسوم حذر مسؤولون أوروبيون من أنها ستقضي على التجارة بين جانبي المحيط الأطلسي. 
(رويترز، العربي الجديد)
 
## جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
25 July 2025 06:54 PM UTC+00
## عبدو ديالو: الدوري القطري أكثر إثارة مما يتخيله البعض
25 July 2025 06:55 PM UTC+00
أكد المدافع السنغالي، عبدو ديالو (29 عاماً)، لاعب باريس سان جيرمان السابق، أن الدوري القطري أكثر إثارة مما يظنه كثيرون، بعد تجربة وصفها بالمميزة مع نادي العربي، الذي انضم إليه عام 2023. ولم يُخفِ بطل كأس أمم أفريقيا 2021 مع منتخب السنغال سعادته بالإقامة في قطر، فقال: "أنا سعيد بالاستقرار في قطر"، معتبراً تجربته ناجحة حتى الآن في ظل النهضة الكروية المتواصلة التي تشهدها البلاد منذ سنوات. 
وتحدث ديالو لموقع راديو "أر أم سي سبورت" الفرنسي، أمس الخميس، عن وصوله إلى قطر والظروف التي عاشها صيف 2023، فصرّح: "أشعر أنني بحالة جيدة جداً. لقد حظيت باستقبال رائع منذ عام 2023، ما ساعدني على التأقلم بسهولة. كما أن شقيقي انضم إلى دوري نجوم قطر في الوقت نفسه، مما سهّل الأمور أكثر. أنا بين عائلتي، وفي نادٍ ممتاز يتمتع بأجواء عائلية جداً، لذلك تسير الأمور على ما يرام". 
أما عن حياته اليومية، فأوضح ديالو أنها لا تختلف كثيراً عن حياة أي لاعب محترف. وقال: "حياتي هي حياة لاعب كرة قدم محترف. تدور بشكل أساسي حول التدريبات والمباريات، وهذا أمر لم يتغير كثيراً مقارنة بما كان عليه الحال في أوروبا. أما بخصوص الدوري، فهو دوري منفتح جداً، ويُذكرني إلى حد ما بأسلوب اللعب عندما كنت معاراً في بلجيكا. إنه دوري يشهد الكثير من الهجمات، الفرق لا تتحفظ كثيراً، وهذا يجعل اللعب مفتوحاً، مليئاً بالأهداف، وممتعاً للغاية". 
وأشاد عبدو ديالو بالدوري القطري والمنافسة فيه، خاصة أنه أصبح وجهة نجوم عالميين، وقال: "الدوري القطري جذّاب، ووجود عدد متزايد من اللاعبين البارزين يعزّز من مكانته من دون شك. كما أن كأس العالم لعبت دوراً كبيراً في ذلك، إذ أتاحت للناس فرصة اكتشاف البلد والتعرف على منشآته، خصوصاً الملاعب الرائعة. أما نحن، فنسعى بدورنا إلى الإسهام في هذا المشروع من خلال تقديم صورة إيجابية عن هذا الدوري وهذا البلد، لنجذب المزيد من اللاعبين والجماهير".
ونفى الدولي السنغالي وجود أي رغبة له للرحيل وخوض التجربة الأوروبية من جديد، رغم اهتمامات بعض الأندية بخدماته. وصرح في هذا الشأن: "في الوقت الحالي، هذا الأمر ليس مطروحاً ضمن أولوياتي أو من بين الأسئلة التي تشغلني. لكن كما تعلمون، في كرة القدم لا شيء محسوماً. ما أحبه هو لعب كرة القدم، وأينما كان ذلك، فأنا شخص يميل إلى روح المغامرة. سنرى ما الذي يحمله لنا المستقبل". 
ورغم بُعده عن الملاعب الأوروبية، لا يرى عبدو ديالو أن خروجه من القارة العجوز مثّل خطوة إلى الوراء، بل يؤكد أن الدوري القطري بات يتمتع بجاذبية متزايدة، خصوصاً مع قدوم أسماء لامعة مثل ماركو فيراتي وخوسيلو وأخيراً روبيرتو فيرمينو، المنضم حديثاً إلى نادي السد. بالنسبة له، الشغف باللعبة يظل هو الأساس، ويكفيه أنه يعيش تجربة كروية غنية في بيئة تشهد نمواً متسارعاً على كل المستويات.
## مبابي يرد بسخرية على مزاعم رفضه حمل الشعلة الأولمبية
25 July 2025 06:56 PM UTC+00
أثار تقرير نشرته صحيفة لو كانار أونشينيه الفرنسية، اليوم الجمعة، جدلاً واسعاً، بعدما زعمت أن النجم الفرنسي، كيليان مبابي (26 عاماً)، رفض عرضاً لحمل الشعلة الأولمبية ، خلال حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024، وهو ما دفع مهاجم ريال مدريد إلى الرد بسخرية عبر حسابه الشخصي على منصة "إكس"، نافياً الأمر جملة وتفصيلاً.
وكان التقرير قد أشار إلى أن اللجنة المنظمة، برئاسة طوني إستانغيه (47 عاماً)، اقترحت على مبابي أن يكون من بين آخر حاملي الشعلة في المسار الختامي للحفل، تكريماً لمكانته بوصفه أحد أبرز الرياضيين الفرنسيين، وأحد أبطال العالم في كرة القدم. غير أن الصحيفة ذكرت أن مبابي رفض العرض، لأنه كان يطمح إلى أن يكون "آخر حامل للشعلة" ويقوم بإشعال المرجل الأولمبي، وهو الشرف الذي مُنح مسبقاً إلى الثنائي الأولمبي: تيدي رينر (36 عاماً) وماري-جوزيه بيريس (57 عاماً)، صاحبي التاريخ الطويل مع الألعاب.
ولم يتأخر مبابي في الرد، إذ كتب في منشور ساخر على منصة "إكس" (تويتر سابقاً): "نسيتم أن تقولوا إنني أردت أيضاً أن أكون قائد منتخب فرنسا لكرة السلة! كنت فقط في عطلة، مسترخياً في الطرف الآخر من العالم. لا يوجد أي سبب يجعلني آخر من يحمل الشعلة، لأنني ببساطة لا أملك أي تاريخ مع الألعاب الأولمبية".
MDR .
Vous avez oublié de dire que je voulais aussi être le meneur de l'équipe de France de Basket je pense…. J'étais juste au calme en vacances à l'autre bout du globe.
Aucune raison d'être dernier porteur de flamme vu que je n'ai aucune histoire avec les JO. pic.twitter.com/1it3Fnzzop
— Kylian Mbappé (@KMbappe) July 25, 2025
وجاء رد مبابي العفوي والساخر، ليضع حداً للجدل، ويؤكد أن اللاعب لا يحمل أي ضغينة، ولا يرى نفسه جزءاً من الحدث الأولمبي بشكل رمزي أو شكلي. في الوقت ذاته، أبدى احترامه الكامل لمن تم اختيارهم لحمل الشعلة، مؤكداً أنه لا يرى نفسه أحقّ منهم، بل يعتبر نفسه ببساطة خارج سياق هذه الرمزية الأولمبية.
وجاء هذا الجدل الأخير ليزيد من حجم الضغوط على صاحب الحذاء الذهبي الأوروبي، والذي يواجه في الوقت ذاته مشكلات قانونية تتعلق بقضية "هبة" مالية يُشتبه في تقديمها إلى أحد أعوان الشرطة، وهي القضية التي لا تزال محل تحقيق قضائي في فرنسا، كما أعاد هذا الجدل أيضاً فتح ملف غيابه عن أولمبياد باريس 2024، وهي القضية التي أثارت الكثير من النقاش في الأوساط الرياضية الفرنسية وقتها. ورغم أن مبابي كان قد عبّر مراراً عن رغبته الجامحة في الدفاع عن ألوان بلاده في الحدث التاريخي على أرض الوطن، شكّل انتقاله إلى نادي ريال مدريد عقبة حاسمة، بعد رفض النادي الملكي السماح له بالمشاركة، مفضلاً احتفاظه باللاعب خلال فترة التحضيرات للموسم الجديد.
## ربع أطفال وحوامل غزة في عيادات "أطباء بلا حدود" مصابون بسوء التغذية
25 July 2025 07:08 PM UTC+00
وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر وإمعان إسرائيل في تجويع الفلسطينيين فيه، أفادت منظمة "أطباء بلا حدود" بأنّ ربع أطفال غزة الذين تراوح أعمارهم ما بين ستّة أشهر وخمسة أعوام والنساء الحوامل والمرضعات الذين وصلوا إلى عياداتها للمعاينة، في الأسبوع الماضي، كانوا يعانون سوء التغذية. ويأتي ذلك وسط الحرب المتواصلة التي تشنّها قوات الاحتلال على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، علماً أنّ هدنة هشّة تخلّلتها لم تدم شهرَين قبل أن تستأنف إسرائيل عدوانها في 18 مارس/ آذار 2025.
وكانت وكالات أممية ومنظمات إنسانية قد حذّرت، في سياق متصل، من أنّ الأغذية العلاجية المخصّصة للأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد واللازمة لإنقاذ حياتهم على وشك النفاد في قطاع غزة. وقد أكد المتحدّث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في عمّان سليم عويس لوكالة رويترز، أمس الخميس: "نواجه، في الوقت الراهن، وضعاً حرجاً تنفد فيه الإمدادات العلاجية".
وشدّدت "أطباء بلا حدود"، في بيان أخير، على أنّ "استخدام التجويع سلاح حرب من قبل السلطات الإسرائيلية في قطاع غزة بلغ مستويات غير مسبوقة... المرضى والعاملون في القطاع الصحي أنفسهم يعانون الجوع". وقالت منسقة المشاريع في عيادة "أطباء بلا حدود" بمدينة غزة شمالي القطاع كارولين ويلمن إنّ الطاقم الصحي يسجّل الآن "25 حالة جديدة من سوء التغذية يومياً". وفي هذه العيادة، ازداد عدد المصابين بسوء التغذية أربع مرّات منذ 18 مايو/ أيار الماضي، فيما ازداد معدّل سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون الخامسة ثلاث مرّات في خلال الأسبوعَين الماضيَين.
At our facilities in Gaza last week, 25% of the children and pregnant women we saw were malnourished.
The deliberate starvation of people cannot be normalised. Food and supplies must enter Gaza at scale.https://t.co/aW5tnlXvtO
— MSF International (@MSF) July 25, 2025
"تجويع متعمّد" في قطاع غزة
وشدّدت منظمة "أطباء بلا حدود" على أنّ "هذا تجويع متعمّد، سبّبته السلطات الإسرائيلية في إطار حملة الإبادة الجماعية المستمرّة". وتابعت أنّ "تجويع وقتل وإصابة الذين يحاولون تلقّي المساعدات بشكل يائس أمر غير مقبول". وأوضحت المتحدّثة باسم المنظمة إيفون إيكرت لوكالة فرانس برس أنّ طواقم مراسلون بلا حدود في قطاع غزة سجلوا الأسبوع الماضي "حوالي 600 طفل جديد دون الخامسة في برامج مراكز الغذاء العلاجي المتنقلة".
ولفتت المنظمة، في بيانها الأخير، إلى أنّ "الهجمات تتواصل على مواقع توزيع المواد الغذائية، حيث تتسبّب آلية التوزيع التي ترعاها السلطات الإسرائيلية من خلال مؤسسة غزة الإنسانية، بشكل متكرّر، في قتل الأشخاص الذين يسعون يائسين إلى الحصول على المساعدة".
بدوره، قال مساعد المنسّق الطبي لدى منظمة "أطباء بلا حدود" محمد أبو مغيصب إنّ "عمليات توزيع الأغذية هذه ليست مساعدة إنسانية، إنّما هي جرائم حرب تُرتكب في وضح النهار وتحت ستار التعاطف. والذين يقصدون عمليات مؤسسة غزة الإنسانية لتوزيع المواد الغذائية يعلمون أنّ فرصهم في تلقّي كيس من الطحين تعادل فرص مغادرتهم برصاصة في الرأس".
إلى جانب الذين يُصابون في نقاط مؤسسة غزة الإنسانية، عالجت فرق منظمة "أطباء بلا حدود" عشرات الأشخاص الذين أُصيبوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي فيما كانوا ينتظرون مرور شاحنات تنقل الطحين. وفي 20 يوليو/ تموز الجاري، عالجت فرق "أطباء بلا حدود" ووزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة 122 شخصاً أصيبوا بالرصاص فيما كانوا ينتظرون توزيع الطحين، وذلك في مركز الشيخ رضوان شمالي قطاع غزة، في حين قضى 46 شخصاً قبل وصولهم إلى المركز. بالإضافة إلى ذلك، قُتل موظف في المنظمة في الثالث من يوليو الجاري، في خلال حادثة مماثلة في خانيونس جنوبي قطاع غزة.
نحو ثلث سكان غزة يبقون بلا طعام لأيام
من جهته، أفاد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، بأنّ نحو ثلث سكان القطاع "لا يأكلون لأيام"، محذّراً من تزايد كبير في سوء التغذية. وأكّد البرنامج، في بيان، أنّ "الأزمة الغذائية في قطاع غزة بلغت مستويات من اليأس غير مسبوقة"، مؤكداً أنّ "نحو شخص واحد من أصل ثلاثة لا يأكل لأيام". وأضاف أنّ "سوء التغذية في تزايد حاد، وتسعين ألف امرأة وطفل في حاجة عاجلة إلى العلاج".
وتابع برنامج الأغذية العالمي أنّ التوقّعات تشير إلى احتمال مواجهة 470 ألف فلسطيني في قطاع غزة المحاصر "جوعاً كارثياً" بين مايو/ أيار 2025 وسبتمبر/ أيلول منه. ونبّه البرنامج إلى أنّ ثمّة "أشخاصاً يموتون بسبب نقص المساعدات الإنسانية"، مشيراً إلى أنّ "المساعدات الغذائية هي السبيل الوحيد لحصول السكان على الغذاء، إذ إنّ أسعار المواد الغذائية وصلت إلى مستويات قياسية".
The hunger crisis in #Gaza has reached new and astonishing levels of desperation.
Voices from Gaza reveal the challenges families face every day.
@WFP is ready to flood the strip with food assistance and reach all families in need.
A ceasefire is the only way forward!
— WFP in the Middle East & North Africa (@WFP_MENA) July 25, 2025
سوء التغذية يقتل أكثر من 60 طفلاً في غزة منذ مارس 
في سياق متصل، أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، بأنّ أكثر من 60 طفلاً فلسطينياً قضوا في قطاع غزة من جرّاء إصابتهم بسوء التغذية في حين أنّ عشرات آلاف آخرين ما زالوا معرّضين للخطر، وذلك منذ تشديد إسرائيل حصارها على القطاع وإغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية في الثاني من مارس/ آذار 2025. وجاء ذلك في "إنفوغرافيك" نشره المرصد وحدّد فيه ثمانية أسباب لاستمرار التجويع الإسرائيلي في قطاع غزة على الرغم من وجود ما يسمّى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة إسرائيلياً وأميركياً.
وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت سلطات الاحتلال منذ 27 مايو/ أيار الماضي بتنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية". وأوضح المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنّ هذه المؤسسة لا تُنهي عملية التجويع، بل تخفيها، إذ إنّها تعمل وفقاً لـ"نموذج مصمّم خصّيصاً لخدمة السياسات الإسرائيلية، من خلال استبدال أنظمة توزيع المساعدات المحايدة، ما يكرّس وهماً إعلامياً بوجود استجابة إغاثية".
وأوضح المرصد الحقوقي أنّ:
السبب الأول لاستمرار التجويع في قطاع غزة المستهدف والمحاصر يتمحور حول التراجع الحاد في إمكانية الوصول إلى المساعدات. وشرح أنّ "إسرائيل فكّكت شبكة توزيع المساعدات التابعة للأمم المتحدة، التي كانت تضمّ أكثر من 400 نقطة واستبدلتها بأربع نقاط مُسيّجة تديرها مؤسسة غزة الإنسانية، وتقع كلها في داخل مناطق عسكرية تخضع للسيطرة الإسرائيلية مباشرة".
أمّا السبب الثاني، فهو "الحصار الإسرائيلي الذي شكّل عقبة رئيسية أمام دخول المساعدات"، إذ تفرض إسرائيل، منذ مارس 2025، قيوداً صارمة على التجارة ودخول المساعدات، ما أدّى إلى انهيار الأسواق وارتفاع الأسعار.
أما السبب الثالث، فهو "تحويل نقاط توزيع المساعدات إلى أفخاخ للموت"، إذ "قُتل وجُرح آلاف الفلسطينيين في أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات (...) حيث تواجه الحشود إطلاق الرصاص الحيّ والغاز المسيل للدموع وظروفاً فوضوية عند نقاط التوزيع المحصورة ببوابة واحدة".
والسبب الرابع يتمثل في أن النظام الذي تعتمده سلطات الاحتلال "يستثني فئات عدّة من السكان"، فـ"تؤثّر المسافات الطويلة والطرقات الخطرة والظروف القاسية بشكل كبير على كبار السنّ وذوي الإعاقة والأسر التي لا تضمّ أفراداً أصحاء". وفقاً للمرصد، فإنّه "بالنسبة إلى كثيرين، يُعَدّ الوصول إلى المساعدات أمراً مستحيلاً من الناحية الجسدية".
والسبب الخامس هو الكميات التي توزّعها "مؤسسة غزة الإنسانية"، والتي تقلّ كثيراً عن "الحدّ الأدنى للمعايير الإنسانية، في حين تظلّ الإمدادات الأساسية مثل حليب الأطفال والمياه النظيفة (المأمونة) والأدوية غير متوفّرة. وتوزّع المؤسسة شهرياً "نحو تسعة آلاف طنّ من المساعدات" التي "لا تكفي لإعالة أكثر من 2.1 مليون شخص في القطاع".
والسبب السادس هو "التواطؤ في الإبادة الجماعية و"وضع مؤسسة غزة الإنسانية الفلسطينيين أمام خيارَين الجوع أو مواجهة خطر الموت في أثناء الحصول على المساعدات"، فـ"هذه الآلية تساهم في تمكين ارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي، بما يشمل القتل والتهجير القسري والتسبّب في أذى جسدي ونفسي بالغ والإخفاء القسري واستمرار نظام يقوم على التدمير الممنهج".
أما السببان الأخيرَان فيتمثّلان في تفاقم الجوع ووصول نحو نصف مليون فلسطيني إلى مستويات كارثية منه، وأيضاً عدم معالجة الأسباب الجذرية للتجويع من استمرار الحصار واستعادة النظام الإنساني المحايد الذي تديره الأمم المتحدة.
(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)
## اتصالات إيرانية بشأن غزة
25 July 2025 07:14 PM UTC+00
أطلق وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الجمعة، اتصالات دبلوماسية مكثفة بشأن غزة، في إطار الجهود الرامية إلى رفع الحصار الغذائي والدوائي المفروض على سكان القطاع. وفي هذا السياق، أجرى عراقجي مشاورات هاتفية مع كل من رئيس وزراء ووزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزراء خارجية السعودية، وباكستان، والعراق، ومصر.
ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية، فقد أكد الجانبان الإيراني والقطري، خلال الاتصال الهاتفي، ضرورة "اتخاذ تحرك فوري وفعّال من المجتمع الدولي والدول الإسلامية والعربية لإغاثة سكان غزة العزل، وإنهاء الحصار الغذائي والدوائي الذي يعانيه القطاع، ووقف جرائم الإبادة الجماعية". كما شدد وزير الخارجية الإيراني على أهمية "التحرك الجماعي للدول الإسلامية والعربية، من خلال عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي"، مؤكداً "الحاجة الملحة إلى وضع حد للإفلات من العقاب الذي يتنعم به الكيان الصهيوني، وسرعة محاكمة ومعاقبة مجرمي الحرب الصهاينة على الجرائم التي ارتُكبت بحق الإنسانية".
وفي محادثته مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان، أشار عراقجي إلى "الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة نتيجة تصاعد الجرائم الإسرائيلية، ولا سيما الحصار الغذائي والدوائي وتجويع سكان القطاع"، مؤكداً ضرورة "استثمار جميع الإمكانيات، بما في ذلك منظمة التعاون الإسلامي وآليات المجتمع الدولي، لكسر هذا الحصار وإيصال الاحتياجات الإنسانية الأساسية إلى غزة ووقف الإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة".
وأدان وزير الخارجية الإيراني كذلك قرار الكنيست الإسرائيلي بفرض السيطرة الاحتلالية على الضفة الغربية، معتبراً أن "هذا الإجراء يُعد دليلاً آخر على الطبيعة التوسعية والعدوانية لهذا الكيان". وشدد على أن تزامُن هذا القرار مع الإبادة الجماعية في غزة والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في الضفة "يكشف بوضوح النوايا الخبيثة للصهيونية في السعي لمحو فلسطين أرضاً وشعباً وهوية مستقلة"، لافتاً إلى أن "المواقف الحاسمة لمنظمة التعاون الإسلامي وغالبية دول العالم في إدانة هذا القرار تعبّر عن أهمية بالغة ورسائل بالغة الدلالة". وأطلع عراقجي كذلك نظيره السعودي على آخر مستجدات المباحثات الجارية بين إيران والثلاثي الأوروبي.
وخلال هذه المشاورات، أكد الجانبان ضرورة اتخاذ "تدابير عملية وفورية لدعم الشعب الفلسطيني ووقف الجرائم المرتكبة بحقه"، كما بحثا "سبل تسخير الإمكانيات الإقليمية والدولية، ولا سيما منظمة التعاون الإسلامي والآليات الإسلامية - العربية المشتركة، لتحقيق هذا الهدف".
وفي مكالمته مع وزير خارجية باكستان محمد إسحاق دار، والذي تترأس بلاده حالياً مجلس الأمن الدولي، دان الأخير استمرار الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وخطة ضم الضفة الغربية للأراضي المحتلة، مؤكداً "موقف باكستان الداعي إلى تحرك عاجل وفعّال لدعم الشعب الفلسطيني المظلوم وإنهاء عمليات الإبادة الجماعية الجارية بحقه".
## أعضاء بالكونغرس الأميركي: أوضاع غزة مروعة وغير مقبولة وسط تحذير أكثر من 100 منظمة غير حكومية من انتشار المجاعة في القطاع
25 July 2025 07:17 PM UTC+00
## جماهير سلتيك ترفع علم فلسطين بكل مكان... ومناصرو آيك أثينا على خطاهم
25 July 2025 07:18 PM UTC+00
لم تدّخر جماهير نادي سلتيك الاسكتلندي جهداً في مواصلة دعمها القضية الفلسطينية، في أي مكان تدخل فيه المدرجات، بعدما عادت إلى التعبير عن رأيها المُتضامن مع الأبرياء الذين يواصل الاحتلال الإسرائيلي قتلهم في قطاع غزة، بالإضافة إلى فرض حصار مطبق، ما أدى إلى ارتقاء العديد من الشهداء جوعاً.
وفي المواجهة الودية التي جمعت بين نادي سلتيك وأياكس أمستردام الهولندي في إيطاليا، رفع مشجعو الفريق الاسكتلندي علم دولة فلسطين، في رسالة واضحة تنم عن تضامنهم الصريح مع الأبرياء، الذين يُبادون يومياً، منذ السابع من شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، لكن بعض مناصري الاحتلال الإسرائيلي بين مشجعي الفريق الهولندي أثاروا الشغب واشتبكوا بالأيدي، الأمر الذي دفع بالسلطة المحلية إلى التدخل سريعاً، حتى لا تتفاقم الأمور.
ورغم أن نادي سلتيك خسر المواجهة الودية أمام أياكس، بخمسة أهداف مقابل هدف، فإن مشجعي الفريق الاسكتلندي عادوا إلى تذكير الجماهير الرياضية بالقضية الفلسطينية، بسبب المجازر اليومية بحق المدنيين في قطاع غزة.
Celtic fans waved Palestine flags in Como, Italy, leading to clashes with the Zionist supporters of Ajax.
Everywhere they go, they raise the flag. pic.twitter.com/EgKvcM3ZQR
— Lajee Celtic (@lajeeceltic) July 25, 2025
ومن جهتهم، حمل مشجعو نادي أيك أثينا اليوناني الأعلام الفلسطينية، وهتفوا "فلسطين حرة"، في المواجهة التي فاز فيها فريقهم على فريق هبوعيل بئر السبع الإسرائيلي، ضمن منافسات التصفيات المؤهلة إلى بطولة دوري المؤتمر الأوروبي لكرة القدم. ويبدو أن الكثير من الجماهير الرياضية في القارة الأوروبية باتت تصر على إبراز ما يحدث مع المدنيين في قطاع غزة، من خلال توجيه رسائلهم المباشرة في المدرجات، حتى يستمع الساسة في بلادهم لمطالبهم، ويتحركوا لوقف شلال الدم المستمر منذ شهر أكتوبر عام 2023.
AEK Athens fans with flags and chanting for a FREE PALESTINE in their home match against Hapoel Beer Sheva from the Zionist entity. #AEKfc #FreePalestine pic.twitter.com/vASNQ2USfc
— C:Real (@attalias21) July 24, 2025
## "مبدعون خالدون".. أسماء لا تغيب عن ذاكرة التشكيل المصري
25 July 2025 07:38 PM UTC+00
يَفتتح أتيلييه العرب للثقافة والفنون "غاليري ضي" في القاهرة، بعد غدٍ الأحد، النسخة الخامسة من معرض "مبدعون خالدون"، أحد أبرز المبادرات الفنية التي تحتفي بتراث الفن التشكيلي المصري. ويأتي المعرض هذا العام ليستكمل ما بدأه منذ انطلاقه عام 2018، مقدّماً بانوراما واسعة تضم أعمالاً فنية لأجيال متعددة من روّاد الفن في مجالات التصوير والرسم والنحت والخزف.
يمتد المعرض على مدار شهر كامل، ويعرض خلاله أكثر من 100 عمل فنّي لقرابة 100 فنان مصري، من بينهم الفنان الراحل حسن سليمان، الذي يُعد من أبرز رموز الحركة التشكيلية في مصر، ويُخصص له جناحٌ مستقل يعرض نماذج نادرة من إنتاجه. كما يضم المعرض أعمالاً لكل من الراحلين: عز الدين نجيب، ومصطفى الفقي، وعصمت داوساشي، وفرغلي عبدالحفيظ، وحلمي التوني، في أجنحة منفصلة تتيح للجمهور التفاعل مع تجارب فنية مختلفة.
وتبرز في هذه الدورة مشاركة ثلاثة فنانين سعوديين راحلين، هُم: فهد الحجيلان وسمير الدهام وعبدالله نواوي، في إطار توسعة البُعد العربي للمعرض، كما تحتضن الحديقة الخارجية لـ"غاليري ضي" في الزمالك مجموعة مميزة من الأعمال النحتية لعدد من كبار النحاتين المصريين، من بينهم محمد رزق، ومصطفى متولي، وعبدالحميد حمدي، وأحمد جاد، ومأمون الشيخ.
كذلك يضم المعرض أجنحة للفنان سيد عبد الرسول، الذي يُعرض له عدد من أعماله الخزفية ولوحاته النادرة، إلى جانب عدد من الأسماء الراحلة مثل عبد المنعم مطاوع، وجمال المرسى، وخلف طايع، ومحمود أبو المجد، وصلاح طاهر، وإنجي أفلاطون، وعمر النجدي، ومصطفى أحمد، وأحمد نبيل سليمان، وسلمى عبدالعزيز. كما يحتوي المعرض ايضاً أعمال عدد من الفنانين مثل جمال قطب، وعبد الرحيم شاهين، وعطيات سيد، وعبد العزيز درويش، وصبري عبد الغني، وجميل شفيق، وغيرهم.
يهدف معرض "مبدعون خالدون"، بحسب المنظمين، إلى جمع نماذج تمثل مختلف أجيال الفنانين الراحلين، في محاولة لتوثيق مشهد الفن التشكيلي في مصر من بداياته وحتى اليوم. ويعد حدثاً مهمّاً للطلاب والباحثين وأساتذة الفنون. وكان الفنان والناقد الراحل عزالدين نجيب قد كتب في تقييمه لإحدى الدورات السابقة: "100 فنان يمكنهم تحريك جبال الصمت والتجاهل والنسيان في حياتنا الثقافية".
## القائمة القصيرة لـ"جائزة فلسطين للكتاب"... حفظ السردية الفلسطينيّة
25 July 2025 07:45 PM UTC+00
عاماً بعد آخر، يعكس تزايد عدد المشاركات في "جائزة فلسطين للكتاب" اهتماماً متنامياً بها، مع ما تحمله من دلالة على تخصيص فلسطين موضوعاً. وقد بلغ عدد المشاركات في دورتها الرابعة عشرة 80 عملاً، وصل منها إلى القائمة القصيرة، أحد عشر عملاً توزعت بين الدراسات، والشعر، وكتب السيرة.
الجائزة التي أُعلنت قائمتها القصيرة في لندن، في 22 يوليو/تموز، جائزة سنوية مخصّصة للكتب الصادرة بالإنكليزية، التي تسهم في حفظ السردية الفلسطينية، وتُمنح في ثلاث فئات: إنجاز الحياة، والكتب الأكاديمية، والكتب الإبداعية.
وتضمنت القائمة القصيرة لهذا العام: دراسة بعنوان "إنتاج فلسطين: الإنتاج الإبداعي لفلسطين عبر وسائط الإعلام المعاصرة"، أعدّتها الفنانة التشكيلية الفلسطينية دينا مطر، والباحثة الأميركية الفلسطينية هلجا طويل الصوري، وكتاباً للمخرجة والمصورة الفلسطينية عزة الحسن، بعنوان "الحياة اللاحقة للصور الفلسطينية"، وكتاب "الفجر في غزة: قصص عن حياة الفلسطينيين وثقافتهم"، من تحرير محمود منى وماثيو تيلر، ويوثّق حياة الفلسطينيين وثقافتهم في القطاع، من خلال شهادات وقصص لأكثر من مئة غزّاوي، قبل وأثناء حرب الإبادة المستمرة على غزة.
من العناوين أيضاً، دراسة بعنوان "الضحايا المثاليون: سياسات الاستعطاف" للكاتب والشاعر الفلسطيني محمد الكُرد، وكتاب "فلسطيني: المنفى المستحيل"، الذي يجمع بين المذكرات الشخصية والتعليقات السياسية والاقتصادية للمصرفي الفلسطيني محمد طربوش (1948–2022).
ومن كتب القائمة، "الزمن تحت الخرسانة: فلسطين بين المخيم والمستعمرة" للمعماري الفلسطيني الأميركي ناصر أبو رحمة، وكتاب "العالم بعد غزّة" للكاتب والناقد الهندي بانكاج ميشرا، الذي يبحث في التواريخ الاستعمارية والعنصرية والاستيطانية التي أسهمت في حدوث الإبادة وأتاحت استمرارها.
كذلك يرد كتاب "سياسة الخداع: بريطانيا وفلسطين (1914 – 1939)" للباحث والمؤرخ البريطاني بيتر شامبروك، ويُظهر من خلال تحليل السجلات الرسمية كيف خدع البريطانيون العرب إبان الحرب العالمية الأولى. وكتاب الروائي المصري الكندي عمر العقاد "يوماً ما، سيكون الجميع ضد ما حصل"، الذي يُسائل فيه حقيقة القيم الغربية في ظل استمرار المعاناة الفلسطينية. وفي الأعمال الإبداعية، "النصف الفارغ" للكاتبة سارة عزيزة، و"إذا كان لا بد أن أموت" للشاعر رفعت العرعير.
تأسست الجائزة عام 2012، واستقبلت في هذه الدورة الترشيحات للأعمال المنشورة بين مايو/أيار 2024 وإبريل/نيسان 2025. وقد حصل عليها في دورات سابقة عدد من الأسماء البارزة في المشهد الفلسطيني، منهم كمال بلّاطة، وناتالي حنظل، ورشيد الخالدي.
## ناصر الخليفي: ترشح قطر للأولمبياد تجسيد لالتزام وطني
25 July 2025 08:04 PM UTC+00
شدّد رئيس الاتحاد القطري للتنس والإسكواش والبادل والريشة الطائرة، ناصر بن غانم الخليفي (51 عاماً)، على أن ترشح قطر لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية لعام 2036 "لا يُعد مجرد محطة رياضية منتظرة، بل يعكس رؤية وطنية راسخة تؤمن بدور الرياضة كقوة فاعلة في بناء المجتمعات وتعزيز التفاهم بين الشعوب"، كما لفت إلى أن هذه الخطوة "تترجم طموح الدولة في صناعة مستقبل يرتكز على مفاهيم الوحدة، والتميّز، والإرث، في استمرار للنجاحات، التي حققتها قطر في تنظيم العديد من التظاهرات القارية والعالمية في السنوات الأخيرة، أهمها نهائيات كأس العالم 2022.
وقال ناصر الخليفي، في بيان عبر الصفحة الرسمية للاتحاد القطري للإسكواش على موقع التواصل الاجتماعي إكس، اليوم الجمعة: "إن ترشح دولة قطر لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية لعام 2036 ليس مجرد محطة رياضية جديدة، بل هو تجسيد لالتزام وطني راسخ بتعزيز دور الرياضة في بناء مجتمعات أكثر تواصلاً وتفاهماً". وأضاف أنه بدعم من القيادة "أرست قطر مكانتها كوجهة عالمية مرموقة في استضافة الفعاليات الكبرى، بفضل بنيتها التحتية المتقدمة، وكفاءتها التنظيمية، ورؤيتها الاستراتيجية التي تنظر إلى الرياضة كأداة فعالة للتنمية المستدامة".
كما أكد الخليفي أن المشروع الأولمبي القطري لا يهدف إلى تقديم نسخة استثنائية من الحدث العالمي فقط، بل يسعى أيضاً لخلق تأثير يتجاوز حدود الملاعب والميداليات، ليواصل حديثه بالقول: "نحن على يقين أن استضافة الأولمبياد في الدوحة ستكون فرصة لإعادة تعريف مفهوم البطولة، ليس فقط من خلال التميز الرياضي، بل من خلال الأثر الإنساني والثقافي الذي يمكن أن تحدثه هذه التجربة في المنطقة والعالم".
يذكر أن اللجنة الأولمبية القطرية كانت قد أعلنت، يوم الثلاثاء الماضي، في بيان رسمي، انخراطها في النقاشات الجارية مع اللجنة الأولمبية الدولية، مؤكدة بذلك تقدم قطر بخطوة جادة نحو استضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية في عام 2036، وتسعى اللجنة إلى العمل منذ الآن على تقديم ملف متكامل يليق بمكانتها، ويضمن لها فرصة حقيقية لانتزاع شرف استضافة هذا الحدث الرياضي الأهم عالمياً.
## باريس ولندن وبرلين تدعو إلى إنهاء الحرب على غزة فوراً
25 July 2025 08:13 PM UTC+00
دعت باريس ولندن وبرلين، في بيان مشترك الجمعة، إلى "إنهاء الكارثة الإنسانية التي نشهدها في غزة فوراً"، فيما حذر برنامج الأغذية العالمي من أن حوالي ثلث سكان قطاع غزة لا يأكلون لأيام. ورداً على التحذير الذي أصدرته الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية من خطر مجاعة وشيكة وواسعة النطاق بعد أكثر من 21 شهراً من الحرب، دعت العواصم الأوروبية الثلاث الحكومة الإسرائيلية إلى "رفع القيود المفروضة على تسليم المساعدات فوراً". وذكّرت الدول الأوروبية إسرائيل بأن عليها "احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي".
وأضافت في البيان: "ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى رفع القيود المفروضة على تسليم المساعدات فوراً والسماح بشكل عاجل للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بالقيام بعملها لمكافحة الجوع". وضم وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني صوته إلى الانتقادات، قائلاً "لم يعد بإمكاننا القبول بالمجازر والمجاعة" في قطاع غزة. ويتصاعد القلق خصوصاً إزاء تزايد أعداد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية. وتقول منظمة أطباء بلا حدود إن ربع الأطفال الصغار والأمهات الحوامل أو المرضعات الذين فحصتهم في عياداتها الأسبوع الماضي كانوا يعانون سوء التغذية.
وحذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الأزمة "بلغت مستويات من اليأس غير مسبوقة"، مضيفاً أن "حوالي شخص من أصل ثلاثة لا يأكل لأيام". وتابع البيان "سوء التغذية في تزايد حاد، حيث إن تسعين ألف امرأة وطفل في حاجة عاجلة إلى العلاج". وأضاف أنه من المتوقع أن يواجه 470 ألف فلسطيني "مجاعة كارثية" بين مايو/أيار وسبتمبر/أيلول في القطاع المحاصر. ونبّه برنامج الأغذية العالمي من أن هناك "أشخاصاً يموتون بسبب نقص المساعدات الإنسانية"، مشيراً إلى أن "المساعدات الغذائية هي السبيل الوحيد لحصول السكان على الغذاء، إذ وصلت أسعار المواد الغذائية إلى مستويات قياسية".
دعوات إلى وقف إطلاق النار
وفي بيانها المشترك، قالت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إن "الوقت حان لإنهاء الحرب في غزة"، وحضت "جميع الأطراف على إنهاء الصراع من خلال التوصل إلى وقف إطلاق النار فوراً". وفي بيان منفصل الجمعة، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن لندن "لن تعترف قريباً بدولة فلسطينية"، غداة إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده تعتزم القيام بذلك في سبتمبر. وأضاف ستارمر أن اعتراف بريطانيا بدولة فلسطينية في نهاية المطاف مسألة "لا لبس فيها"، لكن هذه الخطوة "يجب أن تكون جزءاً من خطة أوسع تفضي في النهاية إلى حل الدولتين".
لكن ستارمر يواجه ضغوطاً متزايدة، إذ طالبه أكثر من 220 نائباً في البرلمان البريطاني، بينهم العشرات من حزب العمال الحاكم، بالاعتراف رسمياً بدولة فلسطين. والموقف البريطاني شبيه بموقف ألمانيا التي قالت إنها تعتبر الاعتراف بدولة فلسطين "إحدى الخطوات الأخيرة نحو حل الدولتين".
غوتيريس ينتقد "انتفاء الإنسانية" في غزة
واستنكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الجمعة "انتفاء الإنسانية والتعاطف" مع الفلسطينيين في قطاع غزة الذي لا يعاني أزمة إنسانية فحسب، بل "أزمة أخلاقية تشكل تحدياً للضمير العالمي". وقال، في كلمة عبر الفيديو لمنظمة العفو الدولية: "لا أستطيع تفسير مدى اللامبالاة والتقاعس الذي نراه في أكثر المجتمع الدولي. انعدام التعاطف. انعدام الحقيقة. انعدام الإنسانية". وأضاف: "هذه ليست مجرد أزمة إنسانية، بل هي أزمة أخلاقية تشكّل تحدياً للضمير العالمي. سنواصل رفع الصوت في كل فرصة".
وتابع: "يتحدث الأطفال عن رغبتهم في الذهاب إلى الجنة لأنهم يقولون إنه يوجد طعام هناك على الأقل. نجري مكالمات فيديو مع عاملينا الذين يتضورون جوعاً أمام أعيننا.. لكن الكلمات لا تُشبع الأطفال الجائعين". وأضاف: "يواصل موظفونا الأبطال عملهم في ظروف لا تصدق. كثير منهم في حالة ذهول وإرهاق شديدين لدرجة أنهم يقولون إنهم لا يشعرون بأنهم أموات ولا أحياء".
وأدان غوتيريس أيضاً مقتل أكثر من ألف فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية منذ 27 مايو/ أيار، عندما بدأت "مؤسسة غزة الإنسانية" عملياتها. وقال: "نحن نحتاج إلى أن نتحرك: وقف إطلاق نار فوري ودائم، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، ووصول الإغاثة على نحو فوري ومن دون عوائق". وأضاف أن الأمم المتحدة مستعدة "لزيادة العمليات الإنسانية بشكل كبير" في غزة إذا توصلت إسرائيل وحماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
بدورها، دعت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش الجمعة إلى "تحرك جماعي عاجل". وأكدت، في بيان، أنه "لا يوجد أي مبرر لما يحدث في غزة. إن حجم المعاناة الإنسانية وانتهاك الكرامة الإنسانية تجاوزا منذ فترة طويلة أي شيء مقبول قانونياً وأخلاقياً". وتابعت سبولياريتش: "يجب أن تنتهي هذه المأساة الآن، فوراً وبحزم. أي تردد سياسي، وأي محاولة لتبرير الفظائع المرتكبة أمام أعين المجتمع الدولي، ستُعتبر إلى الأبد فشلاً جماعياً في إنقاذ البشرية من الحرب"، وأشارت إلى وجود 350 عضواً في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة "يكافح الكثير منهم أيضاً لتوفير ما يكفي من الغذاء والمياه الصالحة للشراب".
(فرانس برس، العربي الجديد)
## تشريع روسي يمهد الطريق لاستخدام الروبل الرقمي في النظام الحكومي
25 July 2025 08:24 PM UTC+00
وافق مجلس الاتحاد الروسي (مجلس الشيوخ)، اليوم الجمعة، على تشريع يمهد الطريق لبدء إدراج الروبل الرقمي بشكل متدرج في عمليات تنفيذ الميزانية الحكومية على مختلف مستوياتها. ويأتي هذا القانون تنفيذاً لتكليف من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صدر عقب اجتماع ركز على قضايا تنظيم استخدام الأصول المالية الرقمية في البلاد. ويقدم القانون إضافات جوهرية إلى قانون الميزانية الروسي، حيث يدخل مفهوم "حساب الروبل الرقمي الخاص بالخزانة الفيدرالية الروسية"، ويقدم تعريفاً محدداً لهذا الحساب، كما يحدد السمات والخصائص المميزة لاستخدامه في العمليات المالية الحكومية.
من جهتها، قالت فيكتوريا كالينوفا، الباحثة الاقتصادية الروسية، لـ"العربي الجديد"، إن "إدراج الروبل الرقمي في الميزانية قفزة نوعية نحو تحديث البنية التحتية المالية الروسية. أهم إيجابياته تكمن في رفع كفاءة الإنفاق الحكومي عبر تسريع التحويلات المالية بين الأجهزة الحكومية والحد من التكاليف التشغيلية المرتبطة بالمعاملات النقدية والإلكترونية التقليدية". وأضافت كالينوفا أن اعتماد الروبل الرقمي "يعتبر أداة فاعلة لمكافحة الفساد والتهرب الضريبي بفضل قابلية تتبع كل عملية مالية بدقة، فضلاً عن تعزيز السيادة المالية في مواجهة العقوبات الغربية عبر تقليل الاعتماد على أنظمة الدفع الدولية".
ووفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الروسية"ريا نوفوستي" اليوم الجمعة، سيتولى البنك المركزي الروسي، بصفته المشغل الرسمي لمنصة الروبل الرقمي، مهمة فتح هذا الحساب الجديد للخزانة الفيدرالية، مع ضمان تقديم خدمات الصيانة والتشغيل لهذا الحساب مجاناً لتعزيز كفاءة التطبيق. كما يمنح القانون بشكل واضح جميع المشاركين في نظام دفع الخزانة الحق والقدرة على إجراء عمليات التسوية والمدفوعات المالية باستخدام الروبل الرقمي وسيلةَ دفع معتمدة. وستكون الآلية العملية لهذه التحويلات قائمة على قيام الخزانة الفيدرالية بإصدار أوامر تحويل مباشرة إلى البنك المركزي الروسي، والذي سيتولى بدوره تنفيذ عمليات تحويل الروبلات الرقمية وفقاً لهذه الأوامر.
ووفقًا للوكالة الروسية، فقد حدد القانون جدولاً زمنياً دقيقاً ومرحلياً لتنفيذه. فابتداءً من الأول من أكتوبر/تشرين الأول من العام الجاري، سيصبح من الممكن تنفيذ بنود الميزانية الفيدرالية باستخدام الروبل الرقمي، ولكن في مرحلة أولية ستقتصر هذه الإمكانية على نطاق محدود من بنود النفقات سيتم تحديد لائحتها لاحقاً بموجب قرار حكومي يصدر بالتنسيق والاتفاق مع البنك المركزي، ثم يتوسع نطاق التطبيق بشكل كبير بدءاً من الأول من يناير/كانون ثاني 2026، ليشمل كل أوجه إنفاق الميزانية الفيدرالية، بالإضافة إلى تمكين تحصيل إيراداتها بواسطة الروبل الرقمي. أما الخطوة الأوسع فستكون بدءاً من الأول من يوليو/ تموز 2027، حيث من المخطط تعميم استخدام آلية الروبل الرقمي لتشمل بشكل كامل الميزانيات الإقليمية والمحلية، بالإضافة إلى ميزانيات الصناديق الحكومية الخارجة عن الميزانية العامة.
وسيصبح هذا القانون نافذاً رسمياً بعد مرور عشرة أيام كاملة على تاريخ نشره الرسمي في القنوات القانونية المقررة. ويمثل إقرار هذا التشريع خطوة عملية متقدمة في مسيرة تعزيز البنية التحتية للعملة الرقمية الوطنية وترسيخ مكانة الروبل الرقمي أداةً ماليةً رسمية في صلب النظام المالي الروسي، خاصة في المعاملات المالية الحكومية.
## المغرب يعتزم استثمار 8 مليارات دولار في اتصالات الجيل الخامس
25 July 2025 08:41 PM UTC+00
كشفت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات في المغرب، اليوم الجمعة، عن التوجه نحو إنجاز استثمارات بحوالي 8 مليارات دولار بهدف توفير تكنولوجيا الجيل الخامس G5. وجاء ذلك في اجتماع مجـلس إدارة الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، وهو الاجتماع الذي ترأسه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، حيث تبنى قرار إعطاء انطلاقة تكنولوجيا الجيل الخامس.
وأكد المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، عز العرب حسيبي، خلال الاجتماع، أن الاستثمارات المتوقعة "ستمكن في مرحلة أولى مع متم سنة 2025 من تغطية عدد من المدن بهذه التقنية، إذ من المتوقع أن تصل نسبة توسيع الربط بتكنولوجيا G5 إلى حوالي 85 % من السكان في حدود عام 2030". وشدد على أنه سيجري تحديث المخطط الوطني للترددات حتى يتماشى مع التطور التكنولوجي والتنمية السوسيو اقتصادية، مؤكداً على مواصلة المشاريع الهيكلية المتعلقة بتوسيع الربط بالإنترنت فائق السرعة وشبكات الألياف البصرية.
وتفيد الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات أن عدد المشتركين في خدمات الهاتف المحمول وصل إلى 57 مليون مشترك، فيما يضم قطاع الإنترنت ما يقارب 40 مليون مستخدم، بنسبة مستخدمين تناهز حوالي 90% من عدد السكان". واتُّخذ خلال الاجتماع المنعقد قرار يقضي بإجراء مسح لتحديد المناطق النائية التي تعاني ضعف شبكة المواصلات أو غيابها، في أفق تغطيتها بشكل كامل وفق برنامج محدد. وكان ضعف شبكة الاتصالات من بين الأسباب التي دفعت سكان منطقة أيت بوكماز إلى تنظيم مسيرة احتجاجية، حيث قطعوا العديد من الكيلومترات في اتجاه مقر ولاية جهة بني ملال، للتعبير عن مطالب تتعلق بشبكة الاتصالات والطرق والربط بالماء الصالح للشرب وتوفير أطر طبية وتيسير منح رخص البناء.
وأكد رئيس الحكومة في الاجتماع ضرورة التعميم الشامل لشبكة الاتصالات بمختلف المناطق، ولا سيما المناطق الجبلية، وحث الوكالة على الانكباب على تحديد المناطق غير المغطاة، والتنسيق مع القطاعات الحكومية المعنية والقطاع الخاص، من أجل توفير خدمات الاتصالات في هذه المناطق، بالجودة والسرعة اللازمتين. وتتميز شبكات الاتصالات من الجيل الخامس بسرعة فائقة ووقت استجابة وجيز، حيث تسمح بتلبية الاحتياجات الخاصة لقطاعات الصناعة والنقل والصحة والزراعة.
وأعلنت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، في يوليو/ تموز الجاري، إطلاق المنافسة بهدف منح تراخيص لإحداث واستغلال شبكات للمواصلات تستعمل تكنولوجيا متنقلة من الجيل الخامس.
وكانت الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح، قد أشارت في مناسبة سابقة إلى التوجه نحو إطلاق الجيل الخامس من الإنترنت في سياق الاستعدادات لتنظيم كأس الأمم الأفريقية لعام 2025 وكأس العالم 2030. وأوضحت أن المستهدف يتمثل في تغطية 25 % من السكان في أفق 2026، و70% في أفق 2030، مؤكدة التوجه نحو توفير تغطية كاملة للمدن التي ستستضيف أحداث كأس العالم 2030.
## لمياء بومهدي: سيدات المغرب قادرات على هزيمة نيجيريا
25 July 2025 08:48 PM UTC+00
تحدثت عضو اللجنة الفنية لكأس أمم أفريقيا للسيدات، المغربية، لمياء بومهدي (41 عاماً)، عن حظوظ منتخب سيدات المغرب للفوز باللقب الأفريقي، حين يواجه، غداً السبت، نظيره النيجيري في المباراة النهائية، على الملعب الأولمبي في الرباط، في تمام الساعة 11 مساءً بتوقيت القدس المحتلة. 
وقالت لمياء بومهدي، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، الجمعة، إن منتخب لبؤات الأطلس يمتلك العزيمة والإرادة والروح الجماعية، ما يؤهله إلى التتويج بلقب كأس أمم أفريقيا، رغم قوة نظيره النيجيري، الذي يعد الأفضل في هذه النسخة على الورق. وتابعت ذاكرة: "مما لا شك فيه أن المباريات النهائية تختلف كلياً عن دور المجموعات أو حتى مواجهتي ربع النهائي ونصف النهائي، فهي تلعب على جزيئات بسيطة ولا تحسمها الجوانب الفنية والتكتيكية فحسب، بل تتحكم فيها عوامل خارجية، مثل الدعم الجماهيري الذي قد يؤثر على مجرياتها، وأفضلية الملعب والاستعداد الذهني والبدني، وكذلك روح العزيمة، وهو ما تتحلى به لبؤات الأطلس اللائي يلعبن بالقتالية والإرادة، عكس منتخب نيجيريا الذي يعتمد على المهارات الفردية". 
وحددت المدرب الحالية لنادي تي بي مازيمبي الكونغولي للسيدات، نقاط ضعف منتخب نيجيريا في عدم قدرته على مقاومة المنتخبات التي تتقن التنظيم الدفاعي، كما حصل مع منتخب الجزائر في دور المجموعات، وعليه قد تكون الصلابة الدفاعية إحدى مفاتيح تتويج سيدات المغرب في حال استغللن الفرص المتاحة.
وحول الأداء الفني للنسخة الحالية لبطولة كأس أمم أفريقيا للسيدات، أوضحت لمياء بومهدي أنها الأبرز فنياً وتنظيمياً من سابقاتها، فضلاً عن جودة الملاعب المتاحة، الأمر الذي انعكس إيجاباً على التطور الكبير الذي ظهر على أداء المنتخبات المشاركة. واعتبرت لمياء بومهدي أن ملامح تحسن مستوى هذه النسخة تجلى بشكل واضح في تطور أداء حارسات المرمى اللاتي أصبحن يلعبن بالقدم بشكل أفضل، وظهور ظهيرات يشاركن بفعالية في الهجوم، واعتماد المنتخبات على أسلوب الضغط العالي وعدم ترك المساحات، ما ساهم في جودة اللعب أكثر مقارنة بالنسخ السابقة. 
وأعربت لمياء بومهدي عن إعجابها الكبير بمستوى بعض المنتخبات الأفريقية والعربية المشاركة في هذه الدورة، من بينها منتخب الجزائر، الذي اعتبرته "مفاجأة البطولة"، وأردفت قائلة: "لقد ظهر أكثر تنظيماً في الدفاع، إلى حد أنه يصعب اختراقه، واتضح ذلك أمام منافسين أقوياء، ولا سيما أمام نيجيريا وغانا، وما يحتاج إليه فقط هو تعزيز صفوفه بمهاجمات قادرات على تسجيل الأهداف، وعندئذ سيكون رقماً صعباً في الاستحقاقات القادمة، خصوصاً أنه يمتلك حارسة متألقة ودفاعاً منظماً".
## تونس: مسيرة حاشدة تطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين
25 July 2025 09:01 PM UTC+00
طالبت تنسيقية عائلات المعتقلين السياسيين في تونس مساء الجمعة بضرورة إطلاق سراح ذويهم، والإفراج عن القاضي الإداري السابق أحمد صواب، مؤكدين أن "لا تنازل عن الحريات وقيم الجمهورية". وتأتي هذه المسيرة بمناسبة الذكرى الـ68 لعيد الجمهورية في الـ25 يوليو/ تموز و"الذكرى الرابعة للانقلاب". وقال رئيس جبهة الخلاص الوطني، أحمد نجيب الشابي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن عائلات المعتقلين السياسيين أرادت من خلال المسيرة التذكير بمأساة المعتقلين، مبيناً أنه زار أمس شقيقة الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي في سجن برج الرومي ببنزرت شمالي تونس، حيث كانت درجات الحرارة مرتفعة والاكتظاظ كبيراً داخل الزنزانات. وبيّن الشابي أن "قضية التآمر واهية والمحاكمة صورية"، مؤكداً أن "طريق الاستبداد مسدود ولن يقود إلى أي حل"، مشدداً على أنه "لن يكون هناك خروج من الأزمة الخانقة التي تعيشها تونس في غياب الحرية والديمقراطية".
وأضاف الشابي أنه "بعد مُضي أربع سنوات على انقلاب 25 يوليو يمكن القول إنه لا يوجد أي إنجازات سوى الهدم"، مؤكداً أنه "لا مشروع واضح ولا دولة قوية قادرة على التقدم، وبالتالي هذا الوضع لا يمكن أن يستمر". وأشار إلى أن "رسالة المعتقلين السياسيين أمس هي صرخة من وراء القضبان، خاصة أن مدة الاعتقال لا تزال طويلة، طالما أن النظام الحالي قائماً"، مشدداً على أن "المعتقلين مصرون على أن تستأنف القوى الديمقراطية الحوار، لأن الخروج من الأزمة لن يكون إلا باسترجاع الحرية والكرامة الوطنية".
وقالت القيادية في جبهة الخلاص الوطني، والناشطة السياسية شيماء عيسى، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن خروجهم في المسيرة هو "لمقاومة الانقلاب، وضد أي تهديد قد ينسف مكتسبات الثورة". وأوضحت أن "المعارضة لا تملك الحق في ممارسة أنشطتها بحرية وضمن فضاء ديمقراطي".
وأوضحت عيسى أن "الواقع متشنج، وما عشناه طيلة 10 أعوام من الثورة من صراعات وخصومات على أساس أيديولوجي يتكرر، ولذلك لا بد من الدفاع عن المساجين السياسيين، وأيضاً لا بد من التفكير جدياً في طبقة سياسية جديدة تتخلص من عبء الأيديولوجيا، ومن معارك الماضي". ولفتت إلى أنه "يُنتظر الخروج بحركة سياسية جديدة قادرة على التخلص من معارك الماضي، وتكون قادرة على تحرير روح المبادرة، وبناء المقاومة مجدداً"، مبينة أن "الديمقراطية هي التعددية والتشاركية، وأيضاً تعدد الرؤى".
## الحسين إربد يهزم الوحدات ويُتوّج بلقب السوبر الأردني
25 July 2025 09:11 PM UTC+00
نجح نادي الحسين إربد في تحقيق فوزٍ صعب على ضيفه الوحدات، بهدف مقابل لا شيء، في مواجهة الإياب (انتهى لقاء الذهاب بهدف لمثله)، ليخطف لقب بطولة السوبر الأردني لكرة القدم، للمرة الثالثة في تاريخه، بفضل الهدف الوحيد، الذي سجله يوسف أبو جلبوش (26 عاماً)، في الدقيقة الـ 39 من عمر الشوط الأول.
وكانت مباراة الذهاب، التي جرت الاثنين الماضي، انتهت بالتعادل 1-1 على ملعب مدينة الملك عبد الله الثاني في عمّان، ليكرر الحسين إربد إنجازه الموسم الماضي، عندما تُوج باللقب على حساب الوحدات بالذات، فيما نجح مدربه البرتغالي، كيم ماتشادو (58 عاماً)، في حصد لقبه الأول، بعدما تولى المهمة في شهر يونيو/ حزيران الماضي.
وهدّد الحسين مرمى الوحدات في وقت مبكر، عندما سدد أبو جلبوش كرة من خارج المنطقة ارتدت من القائم الأيسر وضربت بظهر الحارس عبد الله الفاخوري (25 عاماً)، الذي أمسك بها قبل وصول المهاجمين، فيما اعتمد الوحدات على الهجمات المرتدة السريعة في الوصول إلى مرمى الحسين فسدّد مهند سمرين (23 عاماً) فوق العارضة بقليل، ورد عليه رجائي عايد (32 عاماً) بالطريقة ذاتها فوق مرمى الوحدات (12).
وأجرى المدرب التونسي للوحدات، قيس اليعقوبي (59 عاماً)، تبديلاً اضطرارياً بإشراك مصطفى كزعر مكان دانيال عفانة، الذي تعرض للإصابة في الدقيقة الـ 20، فيما سدد المهاجم الألباني لويس كاكوري كرة من داخل المنطقة ارتدت من أحد مدافعي الوحدات وتحولت إلى ركنية، لكن ضغط الحسين إربد أثمر عن هدف، عندما قطع يوسف أبو جلبوش كرة مررها الحارس عبد الله الفاخوري بخطأ فادح من لاعب وسط الوحدات، عامر جاموس، فانفرد به وسددها أرضية في الزاوية اليسرى في الدقيقة 39.
وظهرت خطورة الوحدات مع بداية الشوط الثاني، عندما سدد الفلسطيني وجدي نبهان ركلة حرة مباشرة مرت بجوار القائم الأيسر، وأطاح الموريتاني أمادو نياس تمريرة فراس شلباية فوق المرمى، الأمر الذي دفع اليعقوبي إلى الاستعانة بثلاثة لاعبين دفعة واحدة، هم: صالح راتب واحمد الحراحشة وأحمد ثائر مكان مصطفى نبهان ومحمود شوكت ونياص.
وكاد مهند سمرين يدرك التعادل للوحدات برأسية مرت بجانب القائم الأيسر، فيما أنقذ الحارس يزيد أبو ليلى مرمى الحسين إربد من هدف التعادل بتصديه لتسديدة قوية لمحمد عبد المطلب وأبعدها إلى ركنية. وتعددت محاولات الفريقين في الوقت المتبقي مع ضغط للوحدات من دون جدوى ومحاولات الحسين إربد لتعزيز النتيجة من أبو جلبوش بالذات، الذي أهدر فرصتين خطيرتين من الهجمات المرتدة.
أبطال السوبر 2025/2026! #HSC64 #أنا_الملكي
تم النشر بواسطة نادي الحسين الرياضي - Al Hussein SC في الجمعة، ٢٥ يوليو ٢٠٢٥
## نواب أميركيون: الأوضاع في غزة مروعة وغير مقبولة
25 July 2025 09:37 PM UTC+00
دعا سبعة من أعضاء الكونغرس الأميركي، اليوم الجمعة، إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى ممارسة ضغوط على رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والعمل على إعادة الأسرى "بأسرع وقت ممكن". وجاء في بيان مشترك أصدره أعضاء في الكونغرس أن الأوضاع الإنسانية في غزة "مروعة وغير مقبولة"، مؤكدين أن الفوضى التي تشوب آلية إيصال المساعدات الأميركية والإسرائيلية إلى القطاع تسببت في "مقتل نحو 700 فلسطيني"، بحسب تعبيرهم.
وأشار البيان إلى أن أكثر من 100 منظمة غير حكومية، من بينها "أطباء بلا حدود"، و"إنقاذ الطفولة"، و"أوكسفام"، حذّرت من تفشي المجاعة في أنحاء القطاع. ونبّه إلى أن ثلاثة أرباع سكان غزة يعانون مستويات طارئة أو كارثية من الجوع، نتيجة الحصار المفروض على دخول المساعدات الإنسانية منذ نحو ثلاثة أشهر بقرار من حكومة نتنياهو.
وتزامن البيان مع عقد نتنياهو اجتماعاً أمنياً مصغراً الجمعة، لبحث "تداعيات تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار"، بحسب قناة "كان" العبرية. وأضافت القناة أنّ نتنياهو أجرى اتصالًا مع الرئيس الأميركي. إلى ذلك، أشار مصدر إسرائيلي آخر للقناة إلى أن الفجوات في المفاوضات "ليست كبيرة، والتوصل إلى اتفاق ما زال ممكناً في الأيام القليلة المقبلة".
وفي وقت سابق الجمعة، قال نتنياهو إن إسرائيل تدرس مع الولايات المتحدة "بدائل" لإعادة المحتجزين في قطاع غزة وإنهاء حكم حركة حماس، وذلك غداة قول ويتكوف أيضاً الخميس إن واشنطن "ستدرس الآن خيارات بديلة لإعادة الرهائن". ولم يكشف نتنياهو وويتكوف عن طبيعة البدائل التي تحدثا عنها، بينما تقول المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى إن "السبيل الوحيد لإعادة المحتجزين هو اتفاق مع حركة حماس".
ويأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه حماس مراراً استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة. وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيراً إسرائيلياً في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة العديد منهم، بحسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومنذ 6 يوليو/ تموز الجاري، تُجرى بالدوحة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة، لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة الإسرائيلية في غزة، بدعم أميركي، أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
(الأناضول)
## الحوثيون يعلنون استهداف مواقع إسرائيلية
25 July 2025 09:42 PM UTC+00
أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيون) الجمعة، تنفيذ عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية في بئر السبع وأم الرشراش وعسقلان والخضيرة، باستخدام صاروخ باليستي وثلاث مسيرات. وقال بيان للمتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع، إن الجماعة نفذت "عملية عسكرية نوعية على هدف حساس للعدو الصهيوني في منطقة بئر السبع المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع (فلسطين 2)، كما نفذ سلاح الجو المسيّر ثلاث عمليات عسكرية استهدفت ثلاثة أهداف حيوية للعدو الإسرائيلي في مناطق أم الرشراش وعسقلان والخضيرة جنوب حيفا المحتلة"، لافتاً إلى أن العمليات العسكرية "حققت أهدافها بنجاح".
وأضاف البيان أن الجماعة "تدرس مزيداً من الخيارات التصعيدية التي تساهم في وقف العدوان وحرب التجويع والإبادة الصهيونية في غزة"، وأن "العمليات العسكرية لن تتوقف إلا بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قال إنه رصد إطلاق صاروخ من اليمن، وإن صفارات الإنذار دوت في مناطق متفرقة نتيجة إطلاق صاروخ من اليمن، فيما أفاد الإعلام الإسرائيلي بأن صفارات الإنذار دوت جنوبي النقب والبحر الميت، وأن الصاروخ اليمني فرض على عشرات الآلاف من الإسرائيليين الدخول إلى الملاجئ. 
وتشنّ جماعة الحوثيين، منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، هجمات بالصواريخ الباليستية والطيران المسيّر والزوارق البحرية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، كما تستهدف مواقع إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة رداً على حرب الإبادة المستمرة في غزة.
مقتل 10 جنود يمنيين في مواجهات مع الحوثيين
على صعيد آخر، قال قائد محور علب واللواء 63 مشاة، اللواء ياسر مجلي، في تصريح للمركز الإعلامي للقوات المسلحة، إن وحدات الجيش اليمني رصدت تحركات للحوثيين كانت تستعد لتنفيذ هجوم مباغت على مواقع عسكرية في جبهة علب شمالي محافظة صعدة، شمالي اليمن، قبل أن تتصدى له وتشن هجوماً معاكساً أوقع خسائر كبيرة في صفوف الحوثيين وأجبرهم على التراجع. وأكد مجلي مقتل عشرة جنود من القوات الحكومية في العملية. 
وأضاف مجلي أن المواجهات أسفرت عن سقوط العشرات من عناصر الحوثيين بين قتيل وجريح، وتدمير ثلاث آليات عسكرية تابعة لهم، لافتاً إلى أن جثث عناصر جماعة الحوثي ما تزال متناثرة في وديان وشعاب المنطقة التي دارت فيها المعارك". إلى ذلك، دعا مصدر عسكري في وزارة الدفاع ورئاسة الأركان التابعتين للحكومة المعترف بها دولياً جميع المواطنين والمسافرين إلى "تجنب السير في الطرق الصحراوية الرابطة بين محافظتي الجوف ومأرب وحضرموت شمال شرقي البلاد، حرصاً على سلامتهم كونها مناطق عمليات عسكرية نشطة".
وأوضح المصدر، وفق موقع "سبتمبر نت" التابع لوزارة الدفاع، أن تلك المناطق تشهد انتشاراً لوحدات الجيش والأمن "في إطار مهام محاربة الإرهاب والتخريب وعمليات التهريب"، مشيراً إلى أن "أي تحركات مدنية في الخطوط الفرعية قد تعرّض أصحابها لخطر الاستهداف أو المساءلة القانونية".
## مراسل العربي الجديد: ناشطون يتظاهرون أمام منزل مدير "مؤسسة غزة الإنسانية" بفيرجينيا الأميركية ويتهمونه بالتورط في الإبادة
25 July 2025 09:54 PM UTC+00
## مراسل "العربي الجديد": مروحيتان لجيش الاحتلال تهبطان في مقر الفرقة 15 سابقاً بالسويداء وعلى متنهما "مساعدات" لم تُعرف طبيعتها
25 July 2025 10:20 PM UTC+00
## حرب الإبادة على غزة | الاحتلال يتلف مساعدات إغاثية وسط تفاقم التجويع
25 July 2025 10:23 PM UTC+00
فيما تتسع دائرة التجويع في قطاع غزة وتزداد حدة، بفعل الحصار والقصف الإسرائيلي، استنكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ما وصفه بـ"انتفاء الإنسانية والتعاطف" مع الفلسطينيين في القطاع الذي لا يعاني أزمة إنسانية فحسب، بل "أزمة أخلاقية تشكل تحدياً للضمير العالمي".
وفي السياق، دعت باريس ولندن وبرلين، في بيان مشترك، إلى إنهاء الكارثة الإنسانية التي نشهدها في غزة فوراً. وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك: "ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى رفع القيود المفروضة على تسليم المساعدات فوراً، والسماح بشكل عاجل للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بالقيام بعملها لمكافحة الجوع"، في حين حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الأزمة في قطاع غزة "بلغت مستويات من اليأس غير مسبوقة"، مضيفاً أن "حوالي شخص من أصل ثلاثة لا يأكل لأيام".
وبشأن محادثات وقف إطلاق النار، زعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن حركة حماس لا تريد اتفاقاً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، رغم تأكيد الحركة الخميس عند تسليم ردها على مقترح وقف إطلاق النار للوسطاء حرصها على استكمال المفاوضات، و"الانخراط فيها بما يساهم في تذليل العقبات والتوصّل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار". في المقابل، قال نتنياهو، في منشور عبر منصة "إكس"، إن إسرائيل تدرس مع الولايات المتحدة "بدائل" لإعادة المحتجزين في قطاع غزة وإنهاء حكم حركة حماس.
وفي بيان مشترك، قالت قطر ومصر إن تعليق المفاوضات لعقد المشاورات قبل استئناف الحوار مرة أخرى "يعد أمراً طبيعياً في سياق هذه المفاوضات المعقدة"، وأشارتا إلى إحراز "بعض التقدم" في جولة المفاوضات المكثفة الأخيرة التي استمرت لمدة ثلاثة أسابيع.
"العربي الجديد" يتابع تطورات حرب الإبادة على قطاع غزة أولاً بأول..
## اجتماع باريس... صمت سوري وتسريبات إسرائيلية
25 July 2025 11:00 PM UTC+00
أحيطت نتائج اللقاء شبه العلني الذي جرى في باريس ليل الخميس – الجمعة بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، برعاية المبعوث الأميركي إلى سورية توم برّاك، بكثير من الغموض، وان كان عنوانها العريض هو السعي للتوصل إلى تفاهمات أمنية بشأن جنوبي سورية وسط صمت رسمي سوري حول اجتماع باريس واكتفاء إسرائيل حتى مساء أمس الجمعة بتسريبات في وسائل إعلام عبرية.
وحاول "العربي الجديد" الحصول على تعليق من الخارجية السورية حول حقيقة هذه التسريبات، من دون الحصول على رد. ووفق موقع "أكسيوس" الأميركي، فإن الاجتماع استمر 4 ساعات، ويعد أرفع لقاء رسمي بين سورية وإسرائيل منذ أكثر من 25 عاماً، حين التقى وزير الخارجية السوري الأسبق فاروق الشرع مع نظيره الإسرائيلي إيهود باراك، في العام 2000 في الولايات المتحدة ضمن محادثات السلام بين الجانبين آنذاك. وكتب بّراك، في تغريدة على حسابه بمنصة إكس أول من أمس الخميس: "التقيت هذا المساء السوريين والإسرائيليين في باريس. كان هدفنا الحوار وتخفيف التوتر، وهذا بالضبط ما حققناه. جميع الأطراف جددت التزامها بمواصلة هذه الجهود".
الهدف من اجتماع باريس بين سورية وإسرائيل
وقال مسؤولون إسرائيليون لموقع "أكسيوس"، إن هدف اجتماع باريس هو التوصل إلى تفاهمات أمنية بشأن جنوب سورية "من أجل الحفاظ على وقف إطلاق النار بين الجانبين، ومنع حدوث أزمة مثل تلك التي حدثت الأسبوع الماضي". ونقلت القناة 12 تأكيد مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، لم تسمّهما، لقاء ديرمر والشيباني في باريس أول من أمس، وأن هدف الاجتماع، بحسب المسؤولين الإسرائيليين، كان التوصّل إلى تفاهمات أمنية تتعلق بجنوب سورية من أجل الحفاظ على وقف إطلاق النار بين الجانبين ومنع أزمة مماثلة لتلك التي وقعت الأسبوع الماضي، على الرغم من أن إطلاق النار كان من طرف واحد هو الاحتلال الإسرائيلي، منذ إسقاط نظام بشار الأسد. وبحسب مسؤول إسرائيلي كبير، يأمل المسؤولون في حكومة الاحتلال أن "تؤدي القمة في باريس، بالإضافة إلى قضية الترتيبات الأمنية على الحدود، إلى استعداد سوري أكبر للتقدّم في خطوات سياسية مع إسرائيل".
أحمد المسالمة: اجتماع باريس يشير إلى أن العلاقة بين دمشق وتل أبيب دخلت مرحلة التحكّم المنضبط بالتوتر
ولم تدل الأطراف المشاركة في الاجتماع بأية تعليقات حول نتائجه. وقال المحلل السياسي بسام السليمان، لـ"العربي الجديد"، إن اجتماع باريس ربما يكون ركز على التطورات في السويداء، لكن لا تتوفر معلومات حول فحواه. ورأى السليمان أن جوهر هذا الاجتماع يتصل بالترتيبات الأمنية المقترحة لتخفيف التوتر مع الجانب الإسرائيلي، أما الوضع في السويداء، فلا ينبغي أن تكون إسرائيل هي الطرف المفاوض بشأنه نيابة عن ممثلي المحافظة، حيث الموضوع سوري داخلي، وإقحام إسرائيل نفسها في هذه المسألة، هدفه استثمار ما جرى لتحقيق أهداف خاصة بها.
وكانت جرت اتصالات غير مباشرة بين الجانبين برعاية أطراف عدة، وفق ما صرح بذلك الرئيس السوري أحمد الشرع، فيما تحدثت مصادر إسرائيلية عن لقاءات مباشرة، كان آخرها الذي عقد في باكو خلال زيارة الشرع للعاصمة الآذرية في 12 الشهر الحالي، وجمعت مسؤولين سوريين وإسرائيليين، وفق مصادر إعلامية. حيث حدثت، وفق المصادر، خلافات بين الجانبين حول إعادة إحياء اتفاق فك الاشتباك لعام 1974 الذي رفضته إسرائيل، وطالبت بوجود عسكري إسرائيلي خارج حدود الجولان فترة انتقالية خمس سنوات، إضافة إلى "تطبيع دافئ" يشمل فتح سفارات وروابط تجارية، وهو ما رفضه الجانب السوري. وعلى ما قالت مصادر، لم تتأكّد موثوقيتها، طالب الجانب السوري، في الاجتماع، إسرائيل بأن تعطي الضوء الأخضر لدمشق لدمج السويداء بالكامل ضمن هياكل الدولة السورية، ويبدو أن الوفد السوري فهم أن إسرائيل وافقت على ذلك، وتحرّكت دمشق بناء على هذا الفهم مستغلة التوترات بين الدروز والبدو، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بقوله إن ما حدث في السويداء نتج من "سوء فهم خطير" بين الجانبين السوري والإسرائيلي.
العلاقة بين دمشق وتل أبيب دخلت مرحلة "التحكم"
ورأى الصحافي السوري المقيم في باريس أحمد المسالمة أن اجتماع باريس يشير إلى أن العلاقة بين دمشق وتل أبيب دخلت مرحلة "التحكّم المنضبط بالتوتر"، وقد تتحول إلى شبه تفاهم أمني مستقر إذا توفرت بعض الشروط. وأضاف المسالمة، لـ"العربي الجديد"، أن الوصول إلى ضبط للوضع يتطلب الاستمرار في اللقاءات غير المعلنة بين الجانبين، واحتواء أحداث السويداء عبر تفاهمات داخلية تحفظ للمنطقة خصوصيتها، ووجود دعم أميركي لمعادلة الاستقرار. ورأى المسالمة أن اجتماع باريس يمثل "تحولاً استراتيجياً في طريقة إدارة دمشق لعلاقاتها الإقليمية، وتحديداً في الجنوب السوري، الذي بات مقياساً لمدى قدرة الدولة على إعادة تموضعها داخلياً وخارجياً"، معتبراً أن ذلك قد يقود إلى "ولادة نموذج تهدئة مستقر في الجنوب السوري، ويعيد سورية إلى موقع الفاعل السياسي في المنطقة، ولكن هذه المرة من بوابة الدبلوماسية الواقعية لا الشعاراتية"، وفق تعبيره. وأضاف أن "أحداث السويداء الأخيرة جعلت منطقة الجنوب السوري نقطة حساسة في ميزان الاستقرار السوري".
رشيد حوراني: المفاوضات تهدف في الدرجة الأولى لوضع حد للتدخلات والتوغلات البرية الإسرائيلية
من جانبه، قال الباحث في مركز جسور للدراسات رشيد حوراني، لإن المحادثات السورية الإسرائيلية انطلقت بتمهيد من تصريحات للشرع بأن سورية لن تكون دولة معتدية على أي من جيرانها، وتطورت برعاية أميركية، قبل أن تصل إلى التهديد بانهيارها بعد الاستهداف الإسرائيلي لمبنى هيئة الأركان السورية في دمشق، عندما وصف الشرع بعد القصف اسرائيل بـ"الكيان"، ولمح باستخدام القوة ضدها بقوله: "القوة العظيمة ليس بالضرورة أن تحقق النصر في كل مرة".
وأضاف حوراني، في حديثه مع "العربي الجديد"، أن المفاوضات في الدرجة الأولى تهدف إلى وضع حد للتدخلات والتوغلات البرية التي بدأتها إسرائيل منذ العام 2023 عبر مشروع "سوفا 53" ضمن الأراضي السورية، منتهكة اتفاق 1974، وكانت تلك التقدمات جزء من صفقة تعمل على رعايتها آنذاك روسيا بهدف إعادة تأهيل نظام بشار الأسد. كما تهدف إلى وضع حد للتدخلات الإسرائيلية بزعم حماية الأقليات، ولقيت آذاناً صاغية لخططها من بعض الفئات في تلك المكونات. وتوقع حوراني أن تصل الحكومة السورية والكيان الإسرائيلي إلى "توافق مرحلي، وهو ما تسعى إليه الحكومة السورية، يضمن مصالح الطرفين وأمنهما، ووفق أطر القانون الدولي"، معتبراً أن العدوان الإسرائيلي على (مبنى) الأركان ما كان بهذا التصعيد العالي لو أن تنازلات قد قدمت من سورية للكيان في اجتماع باكو، مشيراً إلى أن نقل مكان الاجتماع من باكو إلى باريس، جاء بسبب ثقل باريس في السياسة الدولية. وبشأن طلبات إسرائيل بعد انتشار الجيش السوري جنوبي دمشق، وعدم نشر أسلحة ثقيلة في هذه المنطقة، استبعد حوراني موافقة دمشق على مثل هذه المطالب، مؤكداً تمسكها باتفاق فك الاشتباك لعام 1974 باعتباره اتفاقا دوليا تدعمه الولايات المتحدة أيضاً.
وتطالب إسرائيل، وفق تصريحات العديد من مسؤوليها، باتفاق جديد بدلاً عن اتفاق 1974 يتضمن توسيع المنطقة العازلة إلى عشرات الكيلومترات جنوبي دمشق، بينما هي اليوم بحدود 235 كلم تمتد بطول 80 كلم من الشمال إلى الجنوب، وبعمق يتراوح بين 500 متر و10 كلم. واحتلت إسرائيل بالفعل خلال الشهور الماضية المنطقة العازلة نفسها التي من المفترض أن تكون منزوعة السلاح وتحت سيطرة القوات الدولية (أندوف)، كما سيطرت على مناطق واسعة خارج المنطقة العازلة، وفي عمق الأراضي السورية.
## أفغانستان: اعتقال "شيخ طالبان" يثير استياءً داخلها
25 July 2025 11:06 PM UTC+00
أثار اعتقال الاستخبارات في أفغانستان للشيخ عبد السميع غزنوي، أحد أبرز شيوخ وعلماء البلاد، والذي يُعرف بـ"شيخ طالبان"، استياء وانزعاجا شديدين في أوساط قيادات وأنصار الحركة ومواطنين أفغان. وقالت مصادر مطلعة داخل استخبارات الحركة في كابول، لـ"العربي الجديد"، إن فريقا من قندهار اعتقل الشيخ غزنوي الأسبوع الماضي بعد أيام من رفض الشرطة والاستخبارات تنفيذ أمر باعتقاله صدر عن زعيم الحركة الملا هيبت الله أخوند زاده.
وقال قيادي في الحركة، فضل عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، إن فريق الاستخبارات الذي جاء من قندهار لاعتقال الشيخ عبد السميع غزنوي سلمه إلى المحكمة العسكرية، التي قضت بسجنه 45 يوما للتحقيق. وساهم الشيخ عبد السميع غزنوي في "الجهاد الأفغاني ضد الروس"، وكان في صفّ حركة طالبان منذ اليوم الأول، وقد تتلمذ على يديه عدد كبير من القادة، إلى جانب كونه عالما بـ"علوم عصرية، ولديه إطلاع كبير على القوانين الدولية، إلى جانب كونه عالما بالشريعة الإسلامية". ولم يقبل الرجل أي منصب، واختار أن يؤسس مدرسة يدرس فيها العلماء ويقيم فيها دورات تدريبية للقضاة والأئمة والمسؤولين.
ويقول قاري حزب الله، الذي يشغل منصبا مهما في وزارة الداخلية الأفغانية، لـ"العربي الجديد": "لم أر في حياتي رجلا يفهم في الدين وفي أمور الدنيا أكثر منه، مع كونه زاهدا لا يطمع في شيء. لقد ضحى بالغالي والنفيس في مواجهة القوات الأجنبية. رغم تقدمه في السن كان يبذل كل جهده من أجل إخراج القوات الدولية من بلادنا، ولما حصل ذلك رفض أن يتقلّد أي منصب"، مضيفا أن "اعتقاله ليس فقط أمرا خطيرا؛ بل ظلم. أنا لا أستطيع أن أتصور اعتقال الشيخ".
ولم يعرف حتى الآن سبب اعتقال الشيخ عبد السميع غزنوي. وبالاستماع إلى بعض دروسه وكلماته، توجد ثلاث قضايا رئيسية كان يتحدث بشأنها دائما ويثيرها أيضا في اجتماعات القادة، تمحورت حول ضرورة أهمية انتقاد الحاكم أو الأمير عند الخطأ، محذرا من الطاعة المطلقة. كما كان ينتقد بشدة زعيم الحركة، خاصة في قضايا تعليم النساء والفتيات، وكان يقول إن زعيم طالبان "مقصرٌ ولا يستطيع أن يوفر البيئة اللازمة لتعليم الفتيات". كذلك، كان ينتقد الحكومة وقيادة طالبان بشأن التعامل مع الإثنيات الأخرى، وإقالة كثير من أصحاب الخبرة من أساتذة الجامعات والأطباء، و"هو ما دفع الأفغانيين إلى الهروب من البلاد بسبب هذه السياسة"، بحسب قوله.
تعليقات
إرسال تعليق