العربي الجديد: Digest for July 29, 2025

## عراقجي يكشف عن محاولة اغتياله بقنبلة
27 July 2025 09:58 PM UTC+00

كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن تعرضه لمحاولة اغتيال خلال الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على بلاده، والتي استمرت 12 يومًا في يونيو/ حزيران الماضي. وجاء ذلك في حديث أدلى به للتلفزيون الإيراني الرسمي، الأحد، ردًا على سؤال بشأن تعرضه لمحاولة اغتيال أثناء العدوان الإسرائيلي، حيث قال إن "قنبلة وُضعت مقابل منزلي، لكن الأصدقاء (في الأجهزة الأمنية) سيطروا عليها".

اغتيال إسماعيل هنية

وفي سياق متصل، علّق عراقجي على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، في طهران في 31 يوليو/ تموز 2024، مشيرًا إلى حدوث خلافات داخلية بين المسؤولين الإيرانيين حول "توقيت الرد على إسرائيل". وأوضح أن المرشد الإيراني علي خامنئي ترأس اجتماعًا عُقد بعد الاغتيال، وشارك فيه القادة السياسيون والعسكريون، وقال: "رأي الجميع كان يميل إلى ضرورة الرد، لكن حدثت خلافات حول التوقيت والأسلوب".



المفاوضات مع واشنطن

وعن المفاوضات مع الولايات المتحدة، أوضح عراقجي أن المباحثات جرت رغم التصعيد، مؤكدًا أن واشنطن مارست "سياسة الضغط القصوى"، وهددت بنشر قوات عسكرية في المنطقة. وأضاف: "الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجّه رسالة قال فيها: هناك خياران، إما الحرب أو المفاوضات. لقد وضعنا أمام مفترق طرق". وتابع: "في هذه النقطة، اتخذ قائد البلاد (خامنئي) قرارًا بأن نتفاوض، لكن بشكل غير مباشر".

يُذكر أن إسرائيل شنت، في 13 يونيو/ حزيران 2024، حربًا مفاجئة على إيران استمرت 12 يومًا، تخللتها ضربات متبادلة، أسفرت عن مئات القتلى والجرحى في الجانبين، قبل أن تُعلن الولايات المتحدة وقف إطلاق النار في 24 من الشهر نفسه. وسبقت الحرب جولات من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، تناولت ملف البرنامج النووي الإيراني.

وكان مصدر إيراني مطلع قد قال لـ"العربي الجديد"، الشهر الماضي: "تم إلقاء القبض على أعضاء خلية إرهابية خططت، بتوجيه من الكيان الصهيوني"، لاغتيال عراقجي. وكانت وسائل إعلام إيرانية قد نقلت عن مستشار وزير الخارجية حسين رنجبران إعلانه "إحباط مؤامرة إسرائيلية كبرى" لاغتيال عراقجي.

(الأناضول، العربي الجديد)




## توجس صيني من تقلبات المشهد السياسي في اليابان
27 July 2025 10:00 PM UTC+00

يواجه رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا، زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، ضغوطاً شديدة منذ هزيمة الائتلاف الحاكم في اليابان بالانتخابات الجزئية لمجلس الشيوخ في 20 يوليو/تموز الحالي. وتعد هذه المرة الأولى منذ عام 1955 التي لا يحظى فيها الائتلاف بالأغلبية في مجلسي البرلمان، لكن كبار القادة في الحزب الليبرالي الديمقراطي امتنعوا حتى الآن عن الدعوة علناً إلى استقالته فيما أعرب إيشيبا عن نيته البقاء في منصبه. من جهتها، تتابع الصين بتوجس التطورات السياسية في طوكيو، حيث كان لدى إيشيبا نهج عملي إلى حد كبير تجاه بكين لتحسين العلاقات بين البلدين، الأمر الذي قد يفضي إلى تحقيق السلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، لكنه يكافح الآن من أجل البقاء رئيساً للوزراء.

وحصل الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في اليابان، وشريكه حزب كوميتو، في الانتخابات الجزئية لمجلس الشيوخ، على 47 مقعداً من أصل 50 كانوا بحاجة إليها للاحتفاظ بالأغلبية في المجلس المؤلف من 248 مقعداً، لتعمق هذه النتائج أزمة حكومة إيشيبا التي سبق أن فقدت الأغلبية في مجلس النواب خلال الانتخابات التشريعية المبكرة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتجعل رئيس الوزراء عرضة لحجب الثقة التي قد تطيح بحكومته، وتفضي إلى انتخابات عامة جديدة.


قد ينتخب الزعيم الجديد للحزب الليبرالي الديمقراطي في سبتمبر المقبل


وذكرت صحيفة ماينيتشي شيمبون اليابانية، الأربعاء الماضي، أن إيشيبا أبلغ مستشاريه المقربين أنه يعتزم التنحي عن منصبه بحلول أواخر أغسطس/آب المقبل. لكن رئيس الوزراء الياباني، سارع إلى نفي هذه الأخبار، وجدّد في اليوم ذاته، تمسكه بالبقاء في السلطة، على الرغم من الدعوات المتزايدة التي تطالبه بالاستقالة. وقال إيشيبا، في تصريحات عقب لقائه كبار مسؤولي حزبه ورؤساء الوزراء السابقين تارو أسو وفوميو كيشيدا ويوشيهيدي سوغا في مقر الحزب، إنه يريد ضمان تطبيق ملائم لاتفاق الرسوم الجديد مع الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن الاجتماع لم يناقش استقالته أو اختيار قيادة جديدة للحزب، ولكن جرت مناقشة نتائج الانتخابات وعدم رضا الناخبين والحاجة الملحة لتجنب الخلافات الحزبية. وفي معرض تفسيره لقرار البقاء، شدّد إيشيبا على ضرورة تجنب خلق فراغ سياسي في وقت تواجه فيه اليابان تحديات، خصوصاً المفاوضات التجارية الصعبة مع الولايات المتحدة والتي سيكون لها تأثير كبير على اقتصاد اليابان المعتمد على التصدير (أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء الماضي التوصل إلى اتفاق تجاري "ضخم" مع اليابان).



يذكر أنه إذا تنحى إيشيبا، فسيطلق ذلك منافسة على القيادة، مع توقع مناورات خفية بين المرشحين المحتملين. وقد ينتخب الزعيم الجديد للحزب الليبرالي الديمقراطي في سبتمبر/أيلول المقبل. وكانت وسائل إعلام يابانية قد أفادت بأنه بسبب عوامل مثل نتائج انتخابات "الشيوخ"، انخفض معدل تأييد حكومة إيشيبا في اليابان إلى حوالي 23%. إضافة إلى ذلك، يعتقد كثيرون داخل الحزب الحاكم أن إيشيبا يجب أن يتحمل مسؤولية الهزيمة الانتخابية، وأنه لا يوجد سبب لبقائه في منصبه بعد التوصل إلى اتفاق بين اليابان والولايات المتحدة.

هيمنة اليمين في اليابان تقلق الصين

وفي تعليقها على انتخابات اليابان ونتائجها، قالت وسائل إعلام صينية أول من أمس الخميس، إن التقدم في العلاقات بين الصين واليابان قد يفقد بعض زخمه إذا تنحى إيشيبا عن منصبه.

ورأى أستاذ العلاقات الدولية في مركز ونشوان للدراسات الاستراتيجية، جيانغ لي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن شيجيرو إيشيبا، هو رئيس الوزراء الياباني الأكثر مرونة تجاه الصين في الحزب الليبرالي الديمقراطي خلال السنوات الأخيرة، معتبراً أن استقالته قد تُمثل إلى حد ما منعطفاً كبيراً في مسار العلاقات بين البلدين. وأوضح بأن بكين تخشى من هيمنة اليمينيين على السياسة الخارجية اليابانية لأنهم أصحاب توجهات متطرفة ومواقف عدائية معلنة تجاهها.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية، أن الصين تراقب عن كثب التطورات المتسارعة في طوكيو، وأنها على دراية بتسلسل الأحداث، لافتاً إلى أن هناك بوادر منذ زمن بعيد، كانت تشير إلى أن إيشيبا سيستقيل، وتعزّزت بعد خسارته انتخابات مجلس الشيوخ، موضحاً أنه رغم تأكيد رئيس الوزراء الياباني عدم عزمه على الاستقالة، لكنه لم يُبدِ أي نيّة لإعادة تنظيم الحزب والحكومة. ومن دون إعادة التنظيم هذه، وحتى لو استمر إيشيبا في منصبه رئيسا للوزراء، فلن تُؤخذ آراؤه ومواقفه في الحسبان، وسيكون تأثيره محدوداً جداً، برأي جيانغ لي. أما السؤال الأكثر إثارة للاهتمام بالنسبة لبكين، بحسب تعبيره، فهو من سيتولى المنصب بعد شيجيرو إيشيبا؟


جينغ وي: هناك مرشحان محتملان لخلافة إيشيبا من الجناح اليميني المتشدد للحزب


تداعيات كارثية

من جهته، أشار الباحث المختص في الشأن الآسيوي في معهد فودان للدراسات والأبحاث، جينغ وي، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى مرشحَين محتملين اثنين في الحزب الليبرالي الديمقراطي قادرين على خلافة رئيس الوزراء وهما: ساناي تاكايتشي، وتارو كونو. وأوضح أن كليهما سياسيان يمينيان متطرفان في الحزب الليبرالي الديمقراطي، وهما من السياسيين المناهضين للصين، وإذا وصل أحدهما إلى السلطة، فستكون هناك تداعيات كارثية، بحسب رأيه، على العلاقات بين طوكيو وبكين.

وشرح جينغ وي أن ساناي تاكايتشي هي سياسية خسرت أمام شيجيرو إيشيبا في الانتخابات الداخلية الأخيرة للحزب الليبرالي الديمقراطي، وهي شخصية مثيرة للاهتمام، إذ تتبنى مواقف جدلية تتعلق بالسياسات الداخلية، أما في ما يتعلق بموقفها من العلاقات الصينية اليابانية، فقد صرحت في وقت سابق، أنه إذا اندلعت حرب في مضيق تايوان، فإن اليابان ستشارك بنشاط في حرب ساخنة ضد الصين من أجل تايوان، وستطالب بكين بإلغاء قانون مكافحة التجسس، وإطلاق سراح الجواسيس اليابانيين، وما إلى ذلك (يذكر أن صحيفة فاينانشال تايمز كانت ذكرت في وقت سابق من الشهر الحالي، أن وزارة الدفاع الأميركية  حثّت اليابان وأستراليا على توضيح الدور الذي ستلعبانه إذا دخلت الولايات المتحدة والصين في حرب بشأن تايوان).

أما تارو كونو، وفق الباحث، فهو أيضاً سياسي يميني متطرف داخل الحزب الليبرالي الديمقراطي، تنافس سابقاً مع فوميو كيشيدا على رئاسة الحزب. في ذلك الوقت، اتخذ موقفاً متشدداً للغاية ضد الصين، مؤكداً أن معاهدة الدفاع المشترك بين الولايات المتحدة واليابان تنطبق على جزر دياويو (أو سنكاكو بحسب التسمية اليابانية، والمتنازع عليها بين البلدين في بحر الصين الشرقي)، وأن أي دولة تحاول تغيير الوضع الراهن في المحيط ستدفع ثمناً باهظاً. كما صرح بأنه إذا استولى جيش التحرير الشعبي الصيني على تايوان، فعلى اليابان استخدام القوة العسكرية لحماية الجزيرة.

يشار إلى أنه وفق التطورات الراهنة، يُرجَّح أن يُجري الحزب الليبرالي الديمقراطي انتخابات رئاسية في سبتمبر المقبل. وأياً كان الفائز في الانتخابات الداخلية للحزب، فسيضمن منصب رئيس الوزراء الياباني مُسبقاً. ولكن بغض النظر عن هوية الفائز، فإن ذلك يعني أن العلاقات الصينية اليابانية ستشهد تغييراً جذرياً.






## حرب الإبادة على غزة | شهداء بالقصف ومساعدات محدودة لا توقف التجويع
27 July 2025 10:31 PM UTC+00

تشهد الأوضاع في قطاع غزة تصعيداً واسع النطاق على مختلف المستويات، وسط استمرار الحرب الإسرائيلية وتفاقم الكارثة الإنسانية، بينما تتعثر جهود التهدئة مجدداً. وأكد رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة، خليل الحية، مساء الأحد، أن الاحتلال الإسرائيلي انقلب بشكل مفاجئ على التفاهمات التي جرى التوصل إليها خلال جولات التفاوض الأخيرة، متهماً تل أبيب بالسعي للمماطلة وإطالة أمد الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة. وشدد الحيّة على أن إدخال الطعام والمساعدات فوراً هو "التعبير الجدّي عن جدوى استمرار المفاوضات"، معلناً أنه "لا معنى لاستمرارها تحت التجويع والإبادة".

في المقابل، حاولت الحكومة الإسرائيلية تصدير صورة مغايرة، على الرغم من الظروف والوقائع الموجودة، إذ حمّل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأمم المتحدة مسؤولية التدهور الإنساني في القطاع، قائلاً إن جيش الاحتلال فتح طرقاً آمنة لإدخال المساعدات، وإنه "لا أعذار بعد الآن"، في تصريح بدا وكأنه تجاهل لحياة ملايين الفلسطينيين. وتزامنت هذه التصريحات مع وصول وفد إسرائيلي أمني وعسكري إلى القاهرة لبحث تنسيق آليات إدخال المساعدات عبر معبر رفح، بحسب ما كشفه مصدر مصري لـ"العربي الجديد"، في خطوة تشير إلى استمرار التحركات الفنية رغم الجمود السياسي. من جانبه، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب تل أبيب إلى "اتخاذ قرار" بشأن غزة.

ميدانياً، تواصل آلة الحرب الإسرائيلية حصد أرواح المدنيين في غزة، إذ أعلنت وزارة الصحة في القطاع عن استشهاد 88 فلسطينياً وإصابة 374 آخرين خلال 24 ساعة فقط، لترتفع حصيلة العدوان المستمر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 59,821 شهيداً و144,851 إصابة. وأشارت الوزارة إلى أن الفترة من 18 مارس/ آذار 2025 حتى الأحد، شهدت وحدها استشهاد 8,657 فلسطينياً، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات الدولية من مجاعة واسعة النطاق وأزمة صحية كارثية تهدد السكان المحاصرين. 

"العربي الجديد" يتابع آخر تطورات حرب الإبادة على غزة أولاً بأول..




## عدالة مفصّلة... أن يقاس الدمار حسب جنسية الضحية
27 July 2025 11:57 PM UTC+00

في أعقاب الحروب، تصبح الأرقام أكثر من مجرد إحصاءات، إنها تتحول ساحة معركة للذاكرة، والمسؤولية، والعدالة. من يُحصي القتلى؟ من يُعرّف ما يُعتبر دماراً؟ ومن يُقرّر أي الأرواح تستحقّ التعويض؟ تقف هذه الأسئلة في صلب تقرير صدر أخيراً من مركز الأبحاث التطبيقية للعلوم الاجتماعية (CeSSRA)، أعدّه صاحب هذه السطور في 24 صفحة. وهو تقرير تحليلي يُسلّط الضوء على النهج الذي يعتمده البنك الدولي في تقييم الأضرار الناتجة عن الحروب في كل من أوكرانيا وغزة ولبنان. وعلى الرغم من إعلان البنك التزامه منهجية موحّدة تُعرف بـ"تقييم الاحتياجات بعد الكوارث" (RDNA)، يكشف تقرير CeSSRA عن تباينات منهجية مثيرة للقلق في كيفية تطبيق هذه الأداة، بما يعكس اعتبارات جغرافية وسياسية لا تُعلن صراحة، لكنها تُحدِّد فعلياً من يُعترف به ضحية، وما يُحتسب دماراً. فمن صور الأقمار الصناعية ونماذج الذكاء الاصطناعي، إلى العنف القائم على النوع الاجتماعي والأضرار في القطاع العام، تُخفي الأدوات التقنية التي يعتمدها البنك الدولي قرارات سياسية أعمق: كأن تُوصَف بعض الحروب بـ"الغزو" وأخرى بـ"النزاع"، أو أن يُسمى بعض المعتدين بوضوح، بينما يُمحى ذكر آخرين بالكامل، أو أن يُتعامل مع الدمار في سياق ما كارثة إنسانية، وفي سياق آخر تحدّياً بنيوياً تقنياً.
هنا قراءة في أبرز استنتاجات تقرير CeSSRA، كاشفاً كيف تؤثر تباينات البنك الدولي عند تقييم الأضرار في مسارات العدالة والتعافي، خصوصاً في السياقات المنسيّة كلبنان وفلسطين، فالتقرير لا يكتفي بتفنيد الأرقام والمنهجيات، بل يُظهر كيف تتحوّل التقييمات أدواتٍ لإنتاج السرديات الدولية، فتقارير البنك الدولي ليست مجرّد وثائق تقنية، بل نصوص سياسية ترسم حدود الرواية: من المعتدي؟ من الضحية؟ من يُدرَج في أولويات الدعم؟ ومن يُترك للنسيان؟


 تُنجَز تقييمات البنك الدولي خارج أي إطار تنظيمي، وأحياناً من دون تنسيق فعلي مع السلطات الوطنية


كما يبيّن تقرير CeSSRA، تكمن خطورة تقييمات البنك الدولي في التفاوت الصارخ بين كيفية توصيفه للدمار في أوكرانيا، مقارنة بلبنان وغزة. ففي تقريره عن لبنان الصادر عام 2024، قبل أسابيع من اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، لم ترد كلمة "الحرب" إطلاقاً. استُبدلت بتعبير ضبابي: "النزاع"، من دون أي ذكر لإسرائيل معتدية. لم يكن هذا التغافل استثناءً، بل تكرّر أيضاً في تقارير البنك عن غزة، إذ جرّدت الأحداث من سياقيها، السياسي والإنساني، وقُدّمت مجرد أضرار تقنية.
في المقابل، جاءت تقارير أوكرانيا بلغة واضحة وصريحة: ذُكرت "الحرب" أكثر من مائتي مرّة، ووردت "روسيا" معتدية في أكثر من 50 موضعاً، إلى جانب مصطلحات مباشرة مثل "الغزو"، و"جرائم الحرب"، و"العنف الجنسي القائم على النوع الاجتماعي". هناك، تُروى المأساة بكلماتها. هنا، تُخفى خلف مفردات محايدة باردة.
ويبيّن معدّ التقرير أن "هذا التباين ليس تفصيلاً لغوياً، بل هو تعبير عن سياسة انتقائية تعيد رسم الرواية ذاتها: حين يُمحى اسم المعتدي، يُمحى معه الحق بالعدالة". ويضيف: "تجريد الأحداث من بُعدها السياسي في لبنان وغزة يُنتج سردية ناقصة، تُهمل الدمار الشامل للمدارس والمستشفيات والبيئة، وتُسكِت استخدام أسلحة محظورة مثل الفوسفور الأبيض"... في أوكرانيا، تُفتح أبواب العدالة والتعويض. في لبنان وفلسطين، يُغلق حتى باب الاعتراف. ويُترك الناس في عزلة الألم، معلّقين بين التقارير الباردة ونسيان المجتمع الدولي.
كيف تُعيد اللغة رسم الخريطة الأخلاقية
بحسب تقرير CeSSRA، تكمن الخطورة الحقيقية في التفاوت الصارخ بين كيفية توصيف البنك الدولي للدمار في أوكرانيا، مقارنة بلبنان وغزة، ففي تقريره عن أوكرانيا الصادر عام 2024، وردت كلمة "الحرب" 184 مرّة، وأُشير إلى روسيا بوصفها معتدية أكثر من 50 مرة، وذُكرت "جرائم الحرب" أربع مرات على الأقل، إلى جانب مصطلحات قانونية واضحة، مثل "الغزو" و"العنف الجنسي القائم على النوع الاجتماعي". هذه اللغة لم تكن مجرد وصف تقني، بل حملت اعترافاً سياسياً وأخلاقياً في السياق، وبحق الضحايا في سرديتهم وعدالتهم. أمّا في تقييمات البنك الدولي للبنان وغزة، فالصورة مغايرة جذرياً. لا تُذكر كلمة "الحرب" إطلاقاً. تُستبدل بتعابير محايدة وباردة مثل "نزاع 2023" أو "الأحداث الأخيرة". لا يُذكر المعتدي، ولا تُستخدم لغة قانونية تشير إلى الانتهاكات أو الجرائم. في حالة غزّة، حتى عند توثيق قصف المستشفيات وقتل المدنيين، يُختصر ذلك في تعبيرات مثل "أضرار سكّانية" أو "تأثيرات النزاع". أما في لبنان، فالأمر أشد فجاجة، فلم يُذكر اسم "إسرائيل" سوى مرة واحدة فقط، في هامش توضيحي للمراجع، وليس في سياق التقرير.
ما يزيد من إشكالية هذا الانحراف في اللغة أن البنك الدولي نفسه كان قد استخدم في تقريره لعام 2007 حول حرب تموز (2006) في لبنان، مصطلح "الحرب" بشكل مباشر، واعترف بـ"تدمير ممنهج" للبنى التحتية من إسرائيل. كما أشار حينها إلى "الاحتياجات الطارئة لإعادة الإعمار"، مع تسمية واضحة للأضرار وللطرف المعتدي. أمّا في تقييم 2023، فالتقرير نفسه يُسقط كلمة "حرب" تماماً، ويتجاهل السياق السياسي والعسكري الذي أدّى إلى الدمار. هذا التناقض، بحسب CeSSRA، يُظهر تحوّلاً سياسياً في لغة البنك الدولي، ويعكس خضوع التقارير لمعادلات جيوسياسية متغيّرة أكثر مما يعكس التزاماً موضوعياً تجاه العدالة والضحايا.


تكشف تقارير البنك الدولي تفاوتاً عميقاً في مقاربات تقييم الأضرار عند مقارنة حالة أوكرانيا من جهة، ولبنان وغزّة من جهة أخرى


وفي التقرير: "حين تُوصف المجازر بأنها مجرد نزاعات، تُمحى الجرائم، وتُسلب الضحايا ليس فقط حقوقهم، بل حتى اسمهم". هذه الجملة تلخّص جوهر الإشكالية التي يطرحها التقرير: فالتلاعب بالمصطلحات ليس خياراً لغوياً عابراً، بل يُجسّد انحيازاً مؤسّساتياً يعيد تعريف الجريمة والضحية. عندما تُوصَف المجازر والدمار الممنهج بأنها مجرّد "نزاعات"، تُستثنى تلقائياً من مفاهيم جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة، ويُجرَّد الضحايا من حقهم في الاعتراف والإنصاف. ويذهب التقرير إلى أبعد من ذلك، مشيراً إلى أن غياب اللغة القانونية من تقارير البنك الدولي، عن لبنان وغزة، لا يعكس مجرّد حياد مؤسّسي، بل يُعبّر عن موقف سياسي ضمني يساهم في تقويض أي مسار للمحاسبة أو للاعتراف بحقوق ضحايا الحروب وجرائمها. حين تُختزل الكارثة في إعادة إعمار البنى التحتية فقط، وتُهمَّش حقوق الناس في الصحّة والتعليم والكرامة، تصبح الكارثة مجرد مشروع هندسي بلا ذاكرة ولا مساءلة. وهكذا، لا تعكس هذه التقارير الواقع كما هو، بل تعيد إنتاجه بشكل مُصمَّم على مقاس الأقوياء، وعلى حساب المنكوبين.
لماذا لا يُمنَح الضحايا في لبنان وغزة الحق نفسه؟
بحسب التقرير، تكشف تقارير البنك الدولي تفاوتاً عميقاً في مقاربات تقييم الأضرار بين السياقات المختلفة، ويبدو ذلك جليّاً عند مقارنة حالة أوكرانيا من جهة، ولبنان وغزّة من جهة أخرى. ففي أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، بادرت المؤسّسات الدولية، ومن ضمنها مجلس أوروبا، إلى إنشاء سجلّ دولي خاصّ بالأضرار الناتجة من العدوان، بموجب القرار CM/Res(2023). ونتيجة لذلك، اعتمدت تقارير البنك الدولي على أُطر تنظيمية واضحة، ومستندة إلى اعتراف قانوني بوضع أوكرانيا دولة معتدى عليها، ما أتاح إدماج مقاربة قائمة على الحقوق، تُراعي التكاليف العسكرية والإنسانية على حدّ سواء.
في المقابل، تُعدّ تقييمات البنك الدولي للبنان وغزّة استثناءً صارخاً من هذا المسار. فهي غالباً ما تُنجَز خارج أي إطار تنظيمي، وأحياناً من دون تنسيق فعلي مع السلطات الوطنية، كما حصل في تقارير 2024، ما يُفسح المجال أمام الجهات المموّلة لتحديد ما يُدرج وما يُستثنى من عملية التقييم. ولا تشمل هذه التقارير أي تقدير لتكاليف المجهود الدفاعي أو الإنساني، ولا يتم احتساب الأضرار التي لحقت بالجيش اللبناني، أو بقطاع الحمايات الاجتماعية، أو بالإدارات العامّة، وبموازنة الدولة، وحاجات تمويل القطاع العام، أو حتى بالبنى التحتية التابعة لفصائل المقاومة، بما فيها المؤسّسات المدنية، مثل "القرض الحسن"، كما تغيب عنها الإشارة إلى المحاربين القدامى، أو أسر الأسرى، على عكس المعتمد في الحالة الأوكرانية.


 تقييم ما بعد الحرب يجب أن يكون سياسياً بقدر ما هو تقني، يُسمي المعتدين، ويُعامل الضحايا أصحابَ حقوق لا أرقاماً


وفي سياق متصل، تُعدّ تقارير البنك حول أوكرانيا وثائق تفاوضية بالغة الأهمية، إذ تُناقش وتُعتمد بالشراكة مع الحكومة، وتُستخدم أدواتٍ استراتيجية في التفاوض على المساعدات، بما فيها تلك العسكرية. وقد صرّح رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، في فبراير/ شباط 2024، خلال عرض نتائج التقييم السريع الثالث، أن التقرير وفّر آليات مبدئية للتعويض، منها اقتراحات بتجميد أصول روسية ومصادرتها. كما ربط التقرير بين الخسائر والأضرار و"الحقّ في جبر الضرر"، مؤكّداً البُعدين، القانوني والأخلاقي، للتعويضات.
في أوكرانيا، لم تُرصد فقط الجسور والمدارس، بل الحقوق أيضاً: أطفال رُحّلوا قسراً، صحافيون قُتلوا، محاربون قدامى، ووزارة عدل تُوثّق جرائم حرب. أمّا في لبنان وفلسطين، فالتقييمات بدت بلا ذاكرة، بلا قانون، بلا حقّ. لم يُذكر حتى مصطلح "حقّ" في تقرير لبنان، بينما ورد أكثر من 30 مرّة في تقارير أوكرانيا. بحسب تقرير CeSSRA، هذا الغياب ليس بريئاً. إنه يُقصي الضحايا من خانة "أصحاب الحقّ" ليحولهم إلى مجرّد "متضرّرين". وعندما يُختزل التهجير والقصف إلى أرقام تقارن بين "نزاعات 2014 و2023"، لا يُطمس الواقع فقط، بل يُعاد إنتاج الظلم بصيغ أكثر برودة. فالتقارير الدولية، كما يشير التقرير، ليست أدوات محايدة، بل نصوص سياسية تحدّد من يُعترف به إنساناً له حقّ، ومن يُترك رقماً يتيماً في جدول الخسائر.
رغم ادعاء البنك الدولي استخدام منهجية موحدة لتقييم الأضرار بعد الحروب، يكشف تقرير CeSSRA فجواتٍ صارخة في التطبيق. ففي أوكرانيا، شملت التقييمات كل شيء، من الأثر النفسي والبيئي والاجتماعي، إلى احتساب حقوق الضحايا، وتوثيق الانتهاكات بدقة. أما في لبنان وغزة، فقد اختُزلت الحرب إلى أضرار إسكانية، وغاب منها صوت الناس، النساء، والأطفال، وذوو الإعاقة، كما جرى تجاهل استخدام الأسلحة المحظورة. لا مؤسسات محلية شاركت، ولا الضحايا وُصفوا بأنهم أصحاب حقوق. حتى العنف الجنسي في غزة، لم يُذكر إلا عنفاً منزلياً داخلياً. وعلى صعيد الدعم، وُعدت أوكرانيا بمئات المليارات وإعادة بناء شاملة، بينما اقتصر دعم غزة ولبنان على ترميم المنازل. هذه ليست مجرد أرقام، بل عدالة تُوزع بانتقائية. فالحياد الظاهري، كما يُحلله تقرير CeSSRA، يُعيد إنتاج الظلم ويمنح الشرعية للامساواة. من يُحتَسب ومن يُهمش؟ من يُبنى وطنه ومن يُنسى؟ الجواب ليس في الأضرار، بل في اللغة، والسياسة، والنظر إلى الضحايا أناساً... أو أرقاماً.
في وجه هذا التفاوت، لا يكتفي تقرير CeSSRA بالنقد، بل يقدم بديلاً واضحاً: تقييم ما بعد الحرب يجب أن يكون سياسياً بقدر ما هو تقني، يُسمي المعتدين، يُشرك المجتمعات المحلية، ويُعامل الضحايا أصحابَ حقوق لا أرقاماً. العدالة تبدأ من اللغة، وتمتد إلى المنهجية، وتشمل جميع القطاعات من الصحة والتعليم إلى الذاكرة والكرامة. ما لم يُعترف بهذه المبادئ، فستبقى إعادة الإعمار مشروطة، والعدالة انتقائية، والمجتمعات المنكوبة رهينة لحياد زائف لا يُنصف أحداً.




## هيا نحضر عرساً في اليونان
27 July 2025 11:57 PM UTC+00

رحلات الكاتب العُماني جمال النوفلي شائقة، وتجد جاذبيةً قرائيةً واسعةً، أشبه بسيرة شعبية للسفر ترد فيها مختلف المشاعر، وكلّ حركة وحوار ليلي أو نهاري. سبق أن قرأتُ عن رحلاتٍ له إلى اليمن والمنطقة الصناعية (الدقم) في عُمان، وكذلك رحلة إلى الأردن تحت عنوان "الشيخ وأنا والأردن"، وفيها يكتشف مختلف ما يتمتّع به الأردن من معالم سياحية وأثرية، وكذلك أكثر ما تتميز به العاصمة  عمّان أهميةً، من أماكن ترفيهية ومتنزهات، ذلك كلّه صيغ في قالب درامي وحواري جذّاب.
وعلى غلاف كتاب النوفلي الجديد "هيا نحضر عرساً في اليونان" (دار سماوات للنشر، جورجيا، 2024)، كتب الشاعر الراحل زاهر الغافري: "يكتب النوفلي بعمق ونبل، لذلك قلّما تجد في كتاباته التطويل والإنشاء والاستعراض المجّاني، إنه يذهب إلى الموضوع مباشرةً من دون لفّ ولا دوران".
صفحات مفعمة بالقفشات الساخرة والعفوية، حتى تظنّ أن المسافر الجوّاب، جمال النوفلي، يتعمّد تحريك الراكد بخلق حوار يؤدّي إلى تشنّج يعقبه هدوء وسلام. وهو، كما يقول، لا يطيق الصمت كما لا يطيق الكذب، فحتى حين يركب في سيارة أجرة أو تجمعه مصادفة بركّاب حافلة بين منطقة وأخرى في أثناء رحلاته، يقوم بتحريك الحديث، سواء بلهجته العُمانية (لهجة أهل منطقة الباطنة في شمال عُمان)، أو باللغة الإنكليزية التي يتقنها بسبب إقامته الدراسية في بريطانيا، وكذلك بسبب علاقاته من الصداقات الأوربية الواسعة.

يغضب سائق سيارة الأجرة، حين يخبره جمال أنه لا يعرف إسبارطة، وهي مدينة يوناينة عريقة دارت حولها معارك وأفلام لا تنسى، فيذكّره جمال بأنه أيضاً قال قبل قليل إنه لا يعرف عُمان، حين سأله السائق من أيّ بلد جاء. وللتقريب، سأله إن كان يعرف السندباد، فأجاب السائق: نعم أعرفه، رسوم متحرّكة قديمة. ليردف جمال مقرّباً بلده المجهولة من ذهن محدّثه: "طيب السندباد عُماني وأصله من صحار". ليتطوّر الحديث بعد ذلك عن معلومات تاريخية قديمة في سياق العلاقة بين عُمان واليونان، من ضمنها أن اليونانيين اجتهدوا في السيطرة على الموانئ العُمانية في قلهات وظفار، وجلبوا اللبان والبخور العُماني لاستخدامه في معابد الآلهة، ولحرقه فوق جثث موتاهم عند الدفن، وأن جبال عُمان تحتوي أقوى أنواع الأحجار التي صُنع منها كثير من التماثيل والنُّصُب في العالم، "إن التاريخ الذي يربطنا بكم قديم جدّاً من قبل الميلاد، لكن للأسف لم يتركوا أيّ آثار" (إشارة إلى العبث والهدم العشوائي الذي طاول هذه الآثار، وتحويل بعضها إلى أملاك خاصّة). كما يترك قفشة أخرى في حديثه مع شخص آخر، عن حبس إمبراطور يوناني عدداً من الفلاسفة، ليعلّق "حتى عندكم لا يحبّون الفلسفة"، في إشارة إلى منع تدريس الفلسفة في عدد من الدول العربية.
يتضح من العنوان أن هناك هدفاً لهذه الرحلة، حضور حفل عرس في اليونان، إذ يذهب العُمانيون الثلاثة، جمال وحمد وبدر، قبل أيام من موعد عرس إيلينا بثانسيويس، تلبيةً لدعوة جاءت إلى أحدهم (حمد). كشفت تفاصيل الرحلة والعرس لنا عوالم شرقية محافظة، فأقيم حفل الزفاف في كنيسة تقع على هضبة عالية من جزيرة يونانية، وقراءة الإنجيل استمرّت ساعات، كما أنه لا توجد قبلة الختام (كما في الأفلام).
وحين طلب جمال في أحد المطاعم رقصة زوربا، الشهيرة في رواية كازانتزاكس، رحّبت الفرقة بالطلب كثيراً واحتفت به. كذلك ثمّة حديث عن بعض العادات اليونانية الراسخة، مثل تلك العادة الغريبة المتعلّقة بتحطيم الصحون عند باب المطعم في نهاية كلّ سهرة، والترحيب بالضيوف في البيوت أشبه بالعادات العربية، إذ لا يترك الضيف (جاء خصّيصاً لحضور مناسبة عائلية) قبل أن يقضي في البيت عدة أيام. هذا النوع من التسجيل المرح للرحلات والمنفتح والصريح والحميمي، قلّما نقف عليه في كتب الرحلات العربية. وقد كتب جمال رحلته بأسلوب روائي متسلسل، يصف أدقَّ التفاصيل وأصغرها. يكمل الشاعر الراحل زاهر الغافري حديثه عن هذه الرحلة: "أحسّ أن كتابة جمال النوفلي مضمرة بالامتنان، لذلك فهو يحتفي بأصدقائه والأمكنة التي يعبرها، إنه يحتفي بالحياة بدون ندم. صنيعه صنيع من يمشي حالماً بالمستحيل".




## من مستشفى الأمراض العقلية
27 July 2025 11:58 PM UTC+00

كل ما كنت أتمناه أن أحظى بقليل من العزلة، أن أريح رأسي المحتشد من حمولته التي أرهقت روحي. رغبتُ بالابتعاد عن كلّ شيء، نشرات الأخبار المثيرة للقهر والإحباط، صور القتل والدمار والجوع التي تشعرني بمدى عجزي وقلّة حيلتي، تحليلات الخبراء، أخبار زواج النجوم وطلاقهم، حفلات توقيع الكتب، العروض المسرحية، المهرجانات، الندوات السياسية، قنوات الطبخ والزفر، فتاوى الشيوخ، عروض الأزياء، حفلات الزفاف التي تدوم ثلاثة أيام من البذخ، المناظرات الفكرية في قنوات "يوتيوب"، التي تتحوّل في العادة مصارعة ديكة، الفضائح والمناكفات وتبادل الاتهامات والشتائم والتخوين والإقصاء، والردح و"تسميع الحكي" في مواقع التواصل، قيادة السيارة في الازدحام المروري، الأغنيات الهابطة، قنوات ما يدعى بالمؤثّرين... تقريباً، أردت الابتعاد عن كلّ شيء كي أستعيد طاقتي على مقارعة هذه الحياة المجنونة الحافلة بالمفارقات الحزينة.
كنتُ على يقين بأنني لن أتمكّن من ذلك من دون التواري والانسحاب من ذلك الصخب كلّه، والضوضاء الفارغة الجوفاء. كلّهم يثرثرون بلا توقّف، كلّهم لديهم آراء في المواضيع كافّة، روح عدائية تنافسية تسود العلاقات الإنسانية، نفاق وغدر وضغينة وأنانية مغلّفة بالنفاق والمجاملة الكاذبة، طغيان للتفاهة والسطحية والإسفاف والادّعاء، انحدار رهيب في الذوق العام، تردٍّ صادم في منظومة الأخلاق.
وعليّ إذا أردت أن أكون مقبولة (ومعترفاً بي) من المجموع، أن أصبح شاهدة زور أهزّ رأسي بالموافقة على كلّ تفاصيل الخراب المحيق، من دون إيماءة اعتراض سوف تحسب عليَّ، ألّا أنتقد وألّا أعترض وألّا اتحفّظ وأشجب وأندّد، وألّا أستنكر، وألّا أفصح عن حقيقة مواقفي تحت طائلة الإقصاء. عليّ أن أبتلع حزني وقهري وغضبي وسخطي، أن أحتفظ بأفكاري لنفسي، أن أكفّ عن التدقيق والاكتراث، أن أضع مشاعري في سلّة المهملات.
باختصار، عليّ أن أتحوّل شخصاً باطنياً يستتر بالمألوف، ويسكت عن الخطأ، ويتجاهل الظلم، ويضع رأسه خاضعاً ذليلاً منحنيناً بين الرؤوس، ويتصالح مع الحالة القطيعيّة التي تضمن له كفاف يومه، مثل خروف هادئ وديع، يحظى بالكلأ والمرعى، غير مدرك أنّ الراعي الحنون، الذي يشدو بشبّابته الصغيرة أعذب الألحان، سيسلّمه قريباً إلى أقرب مسلخ، مرتوياً شبعاناً متوهّماً أن كلّ شيء على ما يرام.
لكنّهم لا يدَعوني وشأني، مندوب البنك يتّصل بشأن القرض، مالك الشقّة يذكّرني بموعد تسديد الإيجار، الزملاء في العمل يلحّون عليّ للمشاركة في رحلة ترفيهية إلى العقبة بأسعار تشجيعية، الجار يدعوني إلى زفاف ولده ولا يعتذر عن الإزعاج الذي سبّبه لأهل الحيّ، مُخرج يرسل لي دعوة لحضور بروفة مسرحية، وآخر يودّ أن أشاركه أفراحه بصدور روايته العاشرة، نشرات الأخبار المؤلمة تحيط بي من كلّ جانب، في غرفة المعيشة، في السيارة، في المحالّ التجارية. الجوع يلتهم أهل غزّة. سورية تحترق على صفيح الطائفية الملتهب، جثث لضحايا، رجل كانت آخر كلماته قبل أن يُردى بالرصاص "أنا سوري يا خيّي". طفلة غزّية تحمل صحناً فارغاً وتصرخ من عمق قهرها "جووووووعانة". المطربة أحلام تنشر مقطع فيديو لمأدبة ضخمة، والشيف أبو جوليا يروّج لمهرجان الطعام الذي يقام في تزامن مخجل مع المجاعة.
كل ما أردته الابتعاد عن ذلك الهول كلّه، لكنّ ذلك لم يحدث. نسيت تفاصيلَ كثيرة، وكلّ ما أذكره أني كنتُ أتمشّى بكلّ هدوء في "المول" الكبير، فلماذا اقتادتني عصبة من الممرّضات مرتدية قميصاً مقلوباً أبيض اللون؟
أخبرتني إحداهن في طريقنا إلى مستشفى الأمراض العقلية، بعد حقني بإبرة مهدئ، أنني شتمتُ المارّة، وحطّمتُ المقاعد، ولكمْتُ واجهات المحالّ الزجاجية، ولأن لا شيء يعجبني، كما كنتُ أردّد، رحتُ أضرب رأسي بالجدران غير عابئة بالدم الذي انهمر بغزارة من جبهتي، وأنا أصرخ بكلّ قوة: "خلص بيكفّي"!




## لماذا تبحر السفينة والقرصان الصهيوني سيهاجمها؟
27 July 2025 11:58 PM UTC+00

لم تكن السفينة حنظلة تحلم بمصير أفضل ممّا جرى مع سابقتها مادلين، كلتاهما كانتا تدركان، منذ البداية، أن في انتظارهما قرصاناً مجرماً يأخذ كلّ سفينة غصباً إلى الاحتجاز، واعتقال من عليها، ومنعهم من الوصول إلى شواطئ غزّة، محمّلين ببعض الزاد والدواء لملايين البشر، محاصرين بوحشية العدو وعجز الشقيق.
كان الهدف إذن الإبحار بالمعنى الأخلاقي والقيمة الإنسانية إلى ضمير العالم، الذي يشاهد ولا يفعل شيئاً منذ نحو عامين أمام أكبر محرقة للبشر عرفها التاريخ، قديمه وحديثه، وكأنّ المجتمع الدولي قد تصالح فجأةً مع فكرة الحياة من دون قانون ومن دون قيم.
تعيد "حنظلة"، وسابقاتها الاعتبار لقيمة أن تحاول حين يسكت الجميع، تآمراً أو تواطؤاً (أو عجزاً) على إبادة شعب كامل وشطبه من الوجود، قيمة أن تنتصر على فكرة الإذعان أمام القوة المتغطرسة، وتقدم على محاولة، إن لم تقم بها فأنت تخون إنسانيّتك وتتجرّد منها، تقول "حنظلة" باختصار إنه لا بدّ لأحد أن يتحدّى ويتصدّى، مهما كانت قدرات الطرف الآخر المعتدي الإجرامية، وفي ذلك إحراج هائل لمن يملكون القدرة على الفعل ولا يفعلون، ولذلك يكرهونها ويسخرون منها ولا يودّون رؤيتها.
بعد سويعات من اقتحام قوات الإبادة الجماعية السفينة حنظلة، واعتقال النبلاء الذين كانوا على ظهرها قادمين من جميع أنحاء العالم قاصدين غزّة، قرّرت إسرائيل فجأة السماح بوصول مساعدات رمزية إلى غزّة، بمعرفتها، وعبر نقاط العبور التي تتحكّم فيها وحدها، قرّرت الاستعراض بعدد أصابع اليدين من الشاحنات لا تكفي لسدّ 1% من احتياجات يوم واحد للشعب الفلسطيني المحاصر في غزّة.
هذه ليست مساعدات إنسانية، بل هي أقرب إلى حملة علاقات عامّة سياسية، تستهدف في المقام الأول إظهار الاحتلال المدان بارتكاب مذابح إبادة جماعية وتطهير عرقي بوجه إنساني أمام تصاعد الانتقادات الدولية، وأمام التلويح الأوروبي بالاعتراف بدولة فلسطينية. وتستهدف هذه الاستعراضات، ثانياً، وبالقدر ذاته من الأهمية، انتشال الصديقَين العربيَّين الأقرب إلى الكيان الصهيوني، مصر والأردن، من أتون غضب شعبي متصاعد ضدّ حالة الانبطاح أمام إجرام الاحتلال، بالنظر إلى أن البلدَين هما المنفذان الوحيدان إلى إنقاذ الشعب الفلسطيني، وفي ضوء ذلك يمكن فهم تلك الزفّة التي انطلقت إلكترونياً تردّد (على نحو مثير للسخرية) أن القاهرة وعمّان كسرتا حصار الشعب الفلسطيني، وأدخلتا المساعدات، بينما الصحيح أن إسرائيل هي التي فعلت ذلك، من باب الخداع والتضليل، من معبري زيكيم وكرم أبو سالم، وهما معبران لا علاقة لكلّ من مصر والأردن بإدارتهما، فيما بقي معبر رفح (المصري الفلسطيني) ذليلاً خاضعاً للمشيئة الصهيونية.
لا يجادل أحد في أن إسرائيل تغلق معبر رفح من ناحية غزّة، وتمنع دخول شاحنات المساعدات وقوافلها، وسوف نسلّم بأن مصر لا تغلق المعبر من ناحيتها، الكلّ يقرّ بهذا الأمر، دعنا نقول إنه حتى الجنين في بطن أمه يعلم ذلك، لكن ذلك ليس جوهر الحكاية، ولا سؤالها الأساس، وإنما السؤال بشأن هذه الدونية في التعامل مع الكيان الصهيوني، السؤال عن هذا الخضوع والخشوع أمام إجرامه وعدوانيّته.
كيف وصلت مصر المائة وعشرون مليوناً من البشر والأربع حروب ضدّ عدوانية الاحتلال، الذي كان قبل خمسين عاماً فقط يحتلّ ثلث مساحتها، كيف صارت مصر التي تردّد طوال الوقت أنها أكثر من دفعت ثمن الدفاع عن القضية التي كانت تسمّى قضية العرب المركزية، تنصاع لما يقرّره العدو التاريخي، وتبرّر عدم قدرتها أو رغبتها في إنقاذ أكثر من مليونَي شقيق من الهلاك، جوعاً وعطشاً وقتلاً وتشريداً، بأن الاحتلال يمنع وصول أيّ مساعدات لهم، ويهدّد بقصف كلّ من يحاول؟
كيف وصلنا إلى حالة من قلة الحيلة وبرودة الحسّ وسماكة الجلد، تجعل مسؤولاً مصرياً يخرج على الناس قائلاً إن أيّ محاولة للتصدّي للجريمة الدائرة في بوابة مصر الشرقية يعني الدخول في حربٍ ضدّ أميركا وتدمير البلاد وهلاك العباد؟ ولماذا أصبح الأسى على التزام القاهرة موقفاً لا يليق بتاريخها ومكانتها ومكانها، يفسّر بأنه حقدٌ على مصر، وخيانة لها، وتآمراً عليها، وزجّاً بها إلى الجحيم؟ 
هنا من الأهمية بمكان التذكير بأن مطلب الوقوف في وجه الإجرام الصهيوني ليس دعوة إلى الانتحار ولا ذهاباً إلى الفناء، بل هو قرار مصري عربي أجمعت عليه الدول المشاركة في القمّة العربية الإسلامية، التي انعقدت  في الرياض بعد نحو خمسة أسابيع من العدوان على غزّة، بإدخال المساعدات إلى غزّة رغم أنف الاحتلال، إذ قال البند الثالث من مقرّرات القمة نصّاً: "كسر الحصار على غزّة، وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية، تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع بشكل فوري، ودعوة المنظّمات الدولية إلى المشاركة في هذه العملية، وتأكيد ضرورة دخول هذه المنظّمات القطاع، وحماية طواقمها وتمكينها من القيام بدورها بشكل كامل، ودعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)". فيما قرّر البند الرابع "دعم كل ما تتخذه جمهورية مصر العربية من خطوات لمواجهة تبعات العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزّة، وإسناد جهودها لإدخال المساعدات إلى القطاع بشكل فوري ومستدام وكاف".
لم يحدُث شيء من ذلك (ولن يحدث) من عرب كانوا يجتمعون على رفض الاعتراف بدولة الاحتلال، ويردّدون "لا صالح لا اعتراف لا تفاوض"، ثمّ تحوّلوا مشجّعين صغار يصفّقون باستحياء لدول أوروبية تفكّر في الاعتراف بدولة فلسطينية، ثمّ يتبجّحون ويزعمون أنهم كسروا الحصار، وأوصلوا المساعدات، على الرغم من علمهم بأن ذلك رهن قرار إسرائيل وإرادتها وإذنها.




## أوروبا تتسلّل بين طهران وواشنطن
27 July 2025 11:58 PM UTC+00

بعد تجاهل الدور الأوروبي وتهميشه في قضية النووي الإيراني، منذ انسحاب الولايات المتحدة منه قبل سبعة أعوام، عادت إيران لتلتفت إلى القارّة العجوز، ولتدشّن معها مجدّداً مساراً تفاوضياً موازياً بعد تعليق الخطّ مع واشنطن. وراحت تبعث رسائل إلى واشنطن عبر مواقفها المُعلَنة في اللقاءات مع الترويكا الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا). ثمّة سبب موضوعي لدخول الأوروبيين مجدّداً على خطّ تفاعلات النووي الإيراني، هو اقتراب موعد انتهاء العمل بالاتفاق النووي الأصلي، المبرم عام 2015، فهو وإن كان قد توقّف عملياً بانسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018 خلال ولاية دونالد ترامب الأولى، إلا أن الجانب الأوروبي معني بما يخصّه من ذلك الاتفاق، تحديداً البنود المتعلّقة برفع العقوبات الاقتصادية عن إيران.
كان تهميش أوروبا من تطوّرات قضية النووي الإيراني، بإرادة مشتركة بين واشنطن وطهران. وربّما كان ذلك توافقاً ضمنياً وليس بالضرورة نتاج اتفاق صريح بينهما، وخصوصاً في الأشهر التي سبقت الضربات العسكرية التي تلقّتها إيران من تل ابيب، ثمّ واشنطن، في الشهر الماضي (يونيو/ حزيران). إذ تجاوبت إيران مع رغبة دونالد ترامب في إجراء مباحثاتٍ منفردةٍ، لتُحسب نتائجها حصراً في سجلّ إنجازاته، بافتراض أنها كانت ستمثّل إنجازاً. وبالطبع، لم تكن إيران تتوقّع الفخّ الذي نصبه ترامب لها بالتنسيق مع بنيامين نتنياهو، ليكسر عسكرياً إرادة طهران السياسية، ويغيّر ملامح المشهد التفاوضي.
وفي المقابل، لم تكن واشنطن وتل أبيب تتوقّعان حجم الخسائر التي أنزلتها الصواريخ الإيرانية بمواقع حيوية واستراتيجية إسرائيلية. فضلاً عن الصدمة النفسية التي أصابت الإسرائيليين جراء تعرّض قلب إسرائيل لقصف مباشر، للمرّة الأولى منذ تأسيسها عام 1948، بما يعنيه ذلك من مردود سلبي على كلٍّ من حكومة نتنياهو، والمجتمع الإسرائيلي الذي بات يتشكّك في كلّ ما يطرحه عسكريو إسرائيل وساستها. وفي جانب إيران، كشف القصف الإسرائيلي، ثمّ الأميركي، فجوات أمنية واسعة في الداخل الإيراني، جسّدتها خسائر بشرية هائلة في المستويات القيادية العسكرية والأمنية، فضلاً عن العلماء والخبراء النوويين.
على هذه الخلفية، جرت في الأيام الماضية جولة تفاوض بين طهران والترويكا الأوروبية، وفق معطيات، جديدة وميزان للقوة مُختلف عمّا قبله. فبينما تستغلّ "الترويكا" مسألة تفعيل العقوبات ومصير البنود الاقتصادية في اتفاق 2015، تبحث إيران عن مسار تستقوي به في مواجهة الولايات المتحدة، وإن كان مع الطرف الأوروبي محدود القوة وضعيف التأثير في واشنطن، بهدف أساس هو استهلاك الوقت وتأمين موقف أوروبي مساند، أو على الأقلّ متفهّم لمنطق إيران، خصوصاً إذا حلّ أكتوبر/ تشرين الأول المقبل من دون اتفاق أو تفاهم مع واشنطن. وهو ما فعلته طهران أيضاً مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. فبعد أن أصدر البرلمان الإيراني قراراً بتعليق التعاون مع الوكالة، بادرت طهران إلى فتح الباب مجدّداً أمام زيارات مفتّشي الوكالة، في خطوة إجرائية وشكلية، لا تعني كثيراً عملياً، لكنّها قابلة للتوظيف دبلوماسياً، ولها مدلول قانوني وسياسي، وبخاصّة في حال تأزّم المسار التفاوضي وانغلاق فرص التسوية.
ولمّا كانت أوروباً تقف دائماً موقف الباحث عن دور في قضايا الشرق الأوسط؛ فإن أيّ مساحة (ولو ضئيلة) لدور أوروبي في التفاوض النووي تمثّل رصيداً أوروبياً في معادلات العلاقة المعقّدة مع واشنطن، وبالتحديد في ظلّ رئاسة ترامب الذي لا يرى في العلاقات مع أوروباً سوى أعباء أوسع كثيراً من العوائد. ولذا، لا مانع لدى أوروبا من لعب دور "المحلّل" بين طهران وواشنطن، حتى وإن كان في طبيعته مؤقّتاً، وغير ذي قيمة في ذاته أو في المردود النهائي على من يلعبه.




## "رويترز" في سورية
27 July 2025 11:58 PM UTC+00

تُخطئ أيّ حكومة إذا اشتبكت مع وسيلة إعلام، لأنها غالباً ستخسر، ولو كانت محقّة وفي الضفة الصّح. لأسبابٍ غير قليلة، لعلّ منها أن القناعة المتوطّنة في الجمهور أن الحكومات (بالمطلق!) كاذبة. وكان بالغ الفكاهة أن دريد لحّام ابتدع، في إحدى مسرحياته، احتفاليةً سنوية بيوم الكذب، لتُعطى الجائزة كل عام للحكومة، لفوزِها على مَن ينافسونها في الكذب. ومن الأسباب أنّ الحكومات كثيراً ما تتلعثم في ردودها على ما تفترضه "استهدافاً" لها من هذه الصحيفة أو وكالة الأنباء أو تلك القناة التلفزيونية أو ذلك الموقع الإلكتروني، وتخطئ عندما تطلب وقتاً (طويلاً) للردّ على استيضاحاتٍ في شأنٍ يُطلب منها تعقيبٌ عليه. ولهذا وذاك (وغيرهما) يُفترض أن تتوفّر الحكومات على إداراتِ اتصالٍ وتواصلٍ على كفاءةٍ عالية، مزوّدةٍ بكل المعطيات، ويُستجاب فوراً من الجهات المختصّة لكل مطالبها من معلوماتٍ موثوقةٍ. ليس لإشاعة صورة عن صدقيّة الحكومة وأجهزتها وأقنيتها فحسب، وإنما أيضاً لكسر "احتكار" وسائل الميديا صورةَ الطرف الأقوى على فرض روايته أو ما يظنّها الحقيقة لديه، عندما يرى أن لا سلطة رسمية تُجاريه في امتلاكها.
سيقت هذه التقدمة للعبور إلى ما أشهرَه مدير العلاقات الصحافية في وزارة الإعلام السورية، (ردّاً على بعض التقارير الصحافية التي يُقال عنها "استقصائية" بتعبيره). ومع توفّر الردّ على بعض الإقناع والوجاهة في دفوعاته، كان الأسلم أن يسمّي الوكالة العالمية التي تواصلت مع الوزارة "للتعليق على تحقيقٍ يناقش معالم النشاط الاقتصادي في المرحلة الجديدة والقوى الفاعلة"، فالمعلوم أنها "رويترز"، وقد تعلّق الردّ بها، ليس بشأن التحقيق (المطوّل) هذا فحسب، والذي طيّرته الوكالة الخميس الماضي، وإنما أيضاً بشأن آخَرَ نشرته في نهاية الشهر الماضي (يونيو/ حزيران)، عن أحداث الساحل السوري في مارس/ آذار الماضي. ووكالة رويترز العالمية (55 ألف عامل في 200 مدينة في 94 دولة) ليست أياً من "نحو 300 ألف حسابٍ وهميٍّ فاعلٍ على منصّات التواصل الاجتماعي، تنشُر أخباراً مضلّلةً تستهدف السوريين عبر خطاباتٍ تحريضية"، تحدّث عنها، أخيراً، وزير الإعلام حمزة المصطفى، وإنما هي الوكالة التي تُحرِز سلطةً نافذةً، جعلت جموعاً بلا عدد، من السوريين وغيرهم، تستقبل التحقيقَين منها كما لو أنها "حذامِ" التي قال الشاعر القديم عنها... "إذا قالت حذامِ فصدّقوها/ فإنّ القول ما قالت حذامِ"، وذلك فيما حدث، مرّاتٍ، أن الوكالة تحسِم في معلوماتٍ غير مدقّقة، وتستخدم تعبيراتٍ ليست في مواضعها، ويحدُثُ أنها تفتقد التوازن المهني البديهي، من قبيل أن تحقيقها، الجيّد في كل الأحوال، عن أحداث الساحل، جاء على أعداد الضحايا السوريين العلويين، وأغفل عدد الضحايا من الجيش والأمن العام، كما أنه ليس كافياً أن تنسب الوكالة العريقة إلى خمسة مصادر "مطّلعة"، كلّها مجهّلة، قولهم عن "عدّة اجتماعاتٍ مباشرة" سورية إسرائيلية، من دون تعيين أي مكانٍ لأيٍّ منها، فهذه استعراضيّة، وممارسة فوقية، وإنْ جاءت الوكالة على "حساسية" الموضوع، فالحساسية هذه هي التي تقتضي أن يأخذ الجمهور الجرعة الإخبارية سليمة. ومن شديد الغرابة إصرار الوكالة على أنّ لقاء سرّياً سورياً إسرائيلياً انعقد في باكو، قرأت دمشق نتائجه خاطئة، فتورّطت في موقعة السويداء، فليس بمثل هذه "الاجتهادات" و"الفرضيات" غير المسندة إلى أي مصدر معرّفٍ موثوقٍ تنكتب التقارير الإخبارية، ولا تحتاج "رويترز" ممَن "يتعالم" عليها في بديهيّة كهذه.
الجهد بيّن في إنجاز فريق الوكالة في سورية التحقيقَين (دعك من تقريرها عن المختطفات في الساحل، فهو يحتاج تعزيز الشهادات فيه بدلائل أقوى)، ولنا أن نختلف في مطلب وزارة الإعلام منها "التريّث" في نشرهما، وليس لصاحب هذه السطور أن يرمي التحقيق عن أشخاصٍ يتحكّمون حالياً في الاقتصاد السوري بشيء، فلا تتوفّر لديه معلومات مضادّة (أو توضيحية). وهنا ربما كان الأدعى أن تيسّر الوزارة ردوداً وتعقيباتٍ للوكالة التي لديها وحدة تقصّي حقائق، غير أنها عنيدة في عدم اعتذارها عن أي خطأ (أو خطيئة) تقع فيه، من قبيل ترجمتها غير الصحيحة قولاً للملك عبدالله الثاني في البيت الأبيض في فبراير/ شباط الماضي، وفي شأن تصريحاتٍ نسبتها خطأ إلى غير مصادرها... وأياً كان الحال، لو أن ما نشرته "روتيرز" عن سورية أخيراً نشرت قليلاً مثله في بلد عربي آخر لما اكتفت سلطات هذا البلد ببيان مدير في وزارة إعلام، وهذا مبعث تثمينٍ في دمشق الجديدة.




## الأطفال المدلَّلون
27 July 2025 11:58 PM UTC+00

حبّ الوالدين أطفالهما من الغرائز الربّانية والمسلمات الكونية، التي نراها حتى في البهائم العجماء والحشرات الدقيقة، التي قد لا تُشاهَد إلا بالمجهر. فما من جنس خلقه الله على هذه البسيطة إلا يندفع تلقائياً إلى التناسل من أجل التكاثر والاستمرار عبر ضمان الخلف. هذا أمر عادي جدّاً من قبيل أن الشمس تشرق من المشرق وتغرب من المغرب. ولكنّ الشيء الذي أصبح اليوم يشكّل نوعاً من الشذوذ عن القاعدة، هو ذاك الحبّ الجارف الأعمى الذي لا يُبقي ولا يذر من بعض الوالدَين لفِلْذات أكبادهما. حبّ مستعر أهوج لا مدى له ولا حدود، فيصير الأب أو الأمّ عبدَين خانعَين مطيعَين لكلّ نزوات أبنائهما، حتى لو طلبوا منهما المستحيل لسعيا إلى محاولة تحقيقه لهم، ولو على حساب صحّتهما ومالهما ووقتهما.
وقد لا يقتصر الأمر على من رُزقوا بالذرّية بعد طول انتظار، أو من رزئوا في بضع أولادهم إثر مرضٍ عضال أو حادثة مؤلمة لم يسلم منها إلا واحد أو اثنين، كما لا يمكن أن يطاول هذا الحبّ الطاغي فئةً اجتماعيةً دون أخرى، بل قد نجده عند بعض الميسورين والمثقّفين كما قد نلاحظه لدى فقراء لا يملكون عشاء ليلة. وسبب هذا المقال ملاحظات عديدة وأمثال كثيرة لأطفال مدلّلين كانوا سبباً لقطع الرحم بين أُسرٍ وإخوةٍ وأصدقاء، فهذا طبيب جرّاح مشهود له بالكفاءة العالية في ميدانه، إن سمعته يتحدّث ويزجي النصائح للمواطنين في التلفاز، لأقسمت أنه أبرع مربٍّ على الإطلاق، ينبغي التأسّي به والاقتداء به. بينما هو في الحقيقة عبدٌ مملوك يرفع الراية البيضاء حيال طفل نزقٍ وقحٍ جسورٍ يفعل به الأفاعيل، إذ كلّما حقّق له رغبته في اقتناء لعبة نفيسة رماها بعد يوم أو يومين ليطالب بلعبة أخرى أغلى منها وأنفس، والطبيب الأسير لرغبات ابنه لا يمانع ولا يجادل، بل يسارع إلى شراء المطلوب منه من دون أدنى تردّد أو همهمة، وكأنّ تلك الطلبات الصبيانية التي لا تنتهي، أوامر عسكرية لا تجوز مناقشتها، أو حتى مجرّد التساؤل حول فائدتها.


أن يتمادى ضرر الطفل إلى الناس وإلى المُلك العمومي، فذلك ما لا يقبله عاقل


إلى هنا، يبقى هذا الأمر شخصياً لا يخصّ إلا الطبيب وابنه، ولكن أن يتمادى ضرر الطفل إلى الناس وإلى المُلك العمومي، فذلك ما لا يقبله عاقل. فقد حدث ذات مرّة، والجرّاح يتحدّث مع زملاء له عند عتبة باب جناح من الأجنحة، وهم يتأهّبون لمغادرة عملهم في المساء، أن خرج الطفل خارج المبنى وهو في حالة غضب من أبيه، الذي بدا له أنه أطال الحديث مع زملائه أكثر من اللازم، فتناول حجراً كبيراً وهوى به بكلّ قواه على باب في مدخل الجناح ليتشتّت الزجاج في فرقعة كبيرة إلى شظايا متطايرة أمام دهشة كلّ من كان موجوداً في المكان من أطباء وممرّضين ومرضى. وبطبيعة الحال، كنت أنتظر ردّة فعل فوري وصارم من الجرّاح، ولم أشكّ في أن زملاءه الذين ظهرت في محيّاهم علامات الاستنكار والذهول كانوا يتوقّعون الشيء نفسه، إلا أن الجرّاح ضحك ضحكة متكلّفةً وهزّ كتفيه في نوع من الانهزام، وقال متوجّهاً إلى الطفل المدلّل، معاتباً إيّاه بلهجة هي أقرب إلى الاسترضاء منها إلى العتاب: املك أعصابك يا بني، وقل لوالدتك التي تنتظرنا في الخارج أن تتريث لحظةً قصيرة. فتفرّق جمع الأطباء وهم في حالة من الغيظ الكظيم، إلا أن واحداً منهم لم يطق صبراً، فقال لزميله بنرفزة ظاهرة: مع كامل تقديري لك زميلي العزيز، ليست هذه هي المرّة الأولى التي يفعل فيها طفلك مثل هذه الصبيانيات. أعتقد أنه من باب أحرى ألا تدع أمّه تصحبه معها إلى المستشفى بعد اليوم. فاستشاط الجراح غضباً، وردّ على معاتبه بلهجة قاسية، لهجة من أهينت كرامته، وجرى بينهما جدال محتدم كاد أن يفضي إلى تشابك بالأيدي، لولا تدخّل بعض المحسنين. وكان المنظر في الحقيقة منظراً بئيساً يبعث على الاستهجان والامتعاض، ولا سيّما أن بطليه كانا محسوبَين على النُّخبة العالمة، لكن خصامهما كان خصام حمّالين في المرسى.
وهذه سيدة ميسورة كانت كلما جاءت لزيارة أقاربها أو صديقاتها، أعلنت عندهم حالة الطوارئ، فسارعوا إلى قفل الدواليب وإخفاء كلّ غال ونفيس بسبب رعونة طفليها، اللذين كانا متخصّصين في ممارسة لعبة الدمار الشامل حيال كلّ ما تطاوله أيديهما من نفائس ومقتنيات غالية، وذلك تحت أنظار أمهما اللامبالية. وقد كان الناس في أول الأمر يتساهلون مع السيدة وطفليها في نوع من المجاملة الزائفة، مردّدين بنفاق كبير كلّما أتلفا جهازاً أو كسرا آنيةً: دعيهما يلعبان. إنهما مجرّد طفلَين بريئَين. فكانت السيدة ترتاح لهذا الكلام المغشوش، وترسم في ملامحها غضباً مغشوشاً كذلك، حتى إذا ما ولّت الأدبار، انبرى أهل الدار إلى إحصاء الخسائر الفادحة في المال والعتاد، وهم يلعنون السيّدة وطفليها المدلَّلَين، محمّلاً بعضهم بعضاً مسؤولية قبول استضافتها مع مارديها. واتفق ذات مرة أن تجرّأت سيّدة، وهي في بيتها تستقبل مكرهة قريبتها البلهاء، فزجرت أحد الطفلين في الوقت المناسب، وكان يهم وهو على أعلى سلم طويل بفكّ سلك غليظ يشدّ ثريّا ثمينةً إلى سقف صالون مجاور للصالون الذي كانت فيه السيّدتان تتحادثان، بينما كان أخوه الصغير يوجّهه بعزم وحماس من تحت، ويمدّه بملقاط كلما احتاج إليه. فاغتاظت أم الطفلين غيظاً شديداً، ولم تجد من حرج في معاتبة مضيفتها قائلة: أهيب بك أن لا تنهرهما بعد اليوم.


ملاحظات عديدة وأمثال كثيرة لأطفال مدلّلين كانوا سبباً لقطع الرحم بين أُسرٍ وإخوةٍ وأصدقاء


إنهما مُرهفا الإحساس، ومن المحتمل أن يحدث لهما مكروه بهذا التعنيف القاسي منك. دعهما يلعبان، وإن أحدثا أضراراً فسوف أعوّضك بشيك سمين. ثمّ أخرجت من حافظة يدها دفتر شيكات وقالت لصاحبتها: خذي شيكاً واكتبي فيه قدر ما طاولك من أضرار. فابتسمت ربّة البيت بسمة ساخرة، وردّت بهدوء: طوّقي عنقك بهذا الشيك واجعلي منه قلادة، وخذي مارديك فوراً، واعفيني من صلة رحم تكلفني آلاف الدراهم.
والأمثال من هذا القبيل أمست لا تُحصى ولا تعدّ. وإني لأغبط بعض الأطفال على بحبوحة الدلال الذي يعيشون فيه، وذلك كلّما استعرضت طفولتي القاسية، وجدت أني كنت مثل كرة تنس يتقاذفها ثلاثة لاعبين قساة جناة. يوقظنا عمّ جبار قبل أذان الفجر بنصف ساعة كي نذهب إلى الكتّاب لحضور حصّة القرآن الكريم، وفقيه في الجامع، هو في حقيقة أمره جلّاد محترف يسوط الأطفال ذات اليمين وذات الشمال، وهو يحكّ لحيته الطويلة ويغالب النعاس، ومعلّم صارم عبوس يضربنا على رؤوس أصابعنا بالمسطرة بسبب وبغير سبب، ورغم ذلك لم يصبنا والحمد لله مكروه ولا هم يحزنون. ولكن مع ذلك، يبقى في النهاية بين البين هو الصحيح، والوسط كان وما زال دائماً هو أنجع الطرق لتربية النشء.
وحبّذا لو صار التجنيد العسكري عندنا إجبارياً على الفتيان كما على الفتيات، لا محصوراً على طبقة الفقراء دون أبناء الذوات، كنا ربحنا أجيالاً متجانسةً منظّمةً ومنضبطةً تعطي للمسؤولية حقّها وللحياة معناها.




## نحو تحالف وطني جامع لبناء سورية الجديدة
27 July 2025 11:59 PM UTC+00

منذ سقوط النظام السابق في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، تمرّ سورية في مرحلة انتقالية حاسمة، تمثّل منعطفاً تاريخياً في مسارها السياسي، وتُهيئ فرصةً لإعادة تأسيس الدولة على أسسٍ جديدة. تهدف هذه المرحلة إلى إعادة تشكيل البنية السياسية للدولة السورية وتأسيس مشروع وطني شامل يرتكز على مبادئ المشاركة الفاعلة، والعدالة الاجتماعية، والمساواة في المواطنة. إنها ليست مجرّد فترة إدارية مؤقّتة أو استبدال سلطةٍ بأخرى، بل هي لحظة تأسيس حقيقية لبناء دولة حديثة، تجسّد تطلّعات جميع السوريين، وتعزّز الشراكة الوطنية، وتنهي عقوداً من التهميش والاستبداد. لم تعد هذه المرحلة مجرّد سدٍّ للفراغ السياسي، بل تحوّلت فرصةً لإعادة تعريف الدولة السورية، وبناء مشروع وطني جامع يعكس إرادة السوريين بكلّ مكوّناتهم، ويرسي دعائم دولة حديثة تقوم على المشاركة، والعدالة، والمواطنة المتساوية، واحترام التنوع.
في هذا السياق، لم يعد جائزاً استمرار العقلية القديمة التي ترى الدولة حكراً على فئة واحدة، أو تستند إلى الهيمنة والأحادية. فالمرحلة الانتقالية لا ينبغي أن تكون إعادة إنتاج للسلطة، بل مدخلاً لبناء دولة تشاركية يُعترف فيها بجميع المكوّنات القومية والدينية والسياسية، ويتمتع فيها المواطنون بحقوق متساوية في التمثيل واتخاذ القرار، على أساس الانتماء الوطني، لا الولاءات الحزبية أو الطائفية الضيّقة. تشكّل هذه المرحلة عملية إعادة تأسيسٍ جذريةٍ للدولة، وتعني إعادة بناء العلاقة بين المواطن ومؤسّسات الدولة على أسس جديدة تقوم على الثقة والمساءلة، ويستلزم هذا التحوّل الاعتراف بالتنوع السوري القومي والديني والسياسي باعتباره عنصر إثراء للوطن، لا تهديداً لوحدته. أمّا الاستمرار في العقلية الأحادية، واعتبار الدولة ملكاً حصرياً لحزب أو فئة أو مذهب، فهو ما أنتج دولةً فاشلة وسلطوية.


ينبغي بناء تحالف وطني عريض، يكون بمثابة أداة فعّالة لإدارة المرحلة الانتقالية، ويعبّر عن الإرادة الجمعية للسوريين


الدولة الشرعية الحقيقية هي التي يشعر فيها كلّ مواطن بأنها تقف على مسافة واحدة من الجميع، وتكفل حقوقهم، وتحمي حرّياتهم. لا تنبع شرعية الدولة من القسر والإكراه، بل من ثقة مواطنيها فيها، حين يشعرون بأنها تحمي كرامتهم وتصون حقوقهم وتكفل لهم المشاركة في القرار العام. فالولاء الحقيقي لا يُفرَض، بل يُولد طوعياً عندما يرى المواطن أن هذه الدولة تُدار بعدالة، وتمنح الجميع فرصاً متساوية.
وفي سياق إدارة المرحلة الانتقالية، شهدت الفترة الماضية اتخاذ بعض الإجراءات التمهيدية، مثل إصدار الإعلان الدستوري المؤقّت، وتشكيل حكومة انتقالية، والدعوة إلى إنشاء "مجلس شعب مؤقّت"، إلا أنها لا تكفي لضمان نجاح المرحلة. إذ إن نجاح الانتقال مرهون ببناء مؤسّسات انتقالية على قاعدة التمثيل الوطني الحقيقي، بما يعكس الإرادة الجمعية للشعب السوري، ويمنح تلك المؤسّسات الشرعية والمضمون. ما تحتاجه سورية اليوم عقد اجتماعي جديد يُعيد للسوريين شعورهم بأنهم متساوون في الحقوق والواجبات، وأنهم شركاء فاعلون في بناء الدولة الجديدة، لا رعايا خاضعون لسلطة قهرية. ولا بدّ من التنبيه إلى أن تجاهل مطالب بعض المناطق أو المكوّنات قد يقوّض الاستقرار الوطني، فالأحداث المؤلمة في السويداء أخيراً، وما شهدته مناطق الساحل من انتهاكات فظيعة في مارس/ آذار المنصرم، واستمرار تغييب حلٍّ عادلٍ للقضية الكردية، تُشكّل كلّها جرس إنذار خطيراً. تجاهل التنوع السوري، والخصوصيات القومية والدينية، أو التعامل مع بعض المكوّنات بمنطق أمني أو فوقي، سيقود إلى مزيد من التوتّرات والانقسامات التي تهدّد وحدة البلاد وسلمها الأهلي. وفي هذا السياق، يستدعي ما جرى في محافظة السويداء وتداعياتها الإقليمية والدولية وقفة حازمة تجاه كلّ ما يهدّد التماسك المجتمعي ومعالجة أسبابه. وفي مقدّمة هذه التهديدات تفشّي ثقافة الكراهية والتخوين، وهي إرث ثقيل من النظام السابق لا يزال يُلقي بظلاله على الوعي الجمعي.
آن الأوان لصياغة مشروع وطني جديد ينهي ثقافة الإقصاء والتخوين، ويؤسّس لدولة تعترف بتنوّعها، وتكفل مشاركتها المتساوية في صياغة القرار السياسي والإداري. والمدخل إلى ذلك بناء تحالف وطني عريض، يكون بمثابة أداة فعّالة لإدارة المرحلة الانتقالية، ويعبّر عن الإرادة الجمعية للسوريين. على أن ينبثق هذا التحالف من مؤتمر وطني شامل، يضمّ ممثلين حقيقيين عن القوى السياسية الوطنية، والمكوّنات القومية والدينية، ومنظّمات المجتمع المدني والنقابات المهنية، والنساء والشباب، ومن شاركوا في الثورة السورية ودعمها.
يعتبر تشكيل هذا التحالف ضرورةً وطنيةً لإعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع، وسدّ الفجوة بين السلطة والمواطن. ومن خلاله يمكن العمل لبناء مؤسّسات شرعية تعبّر عن جميع السوريين، وتؤسّس مساراً انتقالياً فعالاً. وتكتسب الدعوة في هذه المرحلة الحسّاسة لعقد مؤتمر وطني شامل أهميةً استثنائية، وأن تصدر من رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، بوصفها خطوة تأسيسية لإعادة رسم المشهد الوطني على أسس جديدة، وبناء التحالف الوطني العريض الحامل السياسي للمرحلة الانتقالية، والسند الوطني لمؤسّسات الدولة الجديدة. يحتاج هذا التحالف إلى خصائص واضحة، في مقدّمتها الواقعية السياسية في مقاربة التحدّيات، والاستقلالية في القرار الوطني، والتمثيل التعدّدي الحقيقي بعيداً من الاحتكار الفئوي. كذلك ينبغي أن يمتلك آليات رقابية نزيهة، لضمان الشفافية والمساءلة ومكافحة الفساد والانحراف. أمّا الحكومة المنبثقة منها، فيجب أن تكون حكومة وحدة وطنية موسّعة، تضمّ كفاءات مهنية من مختلف المكوّنات، وتُمنح صلاحيات واضحة لمعالجة الملفّات الكُبرى: من إعادة هيكلة المؤسّسات، إلى إصلاح القضاء والأجهزة الأمنية وضمان الحرّيات العامّة والفردية.


يبدأ الانتقال الحقيقي نحو الديمقراطية بالاعتراف بالشراكة الوطنية، وتحقيقها عبر مؤتمر وطني جامع


ولا يمكن إغفال المسار الدستوري عبر عمل جمعية تأسيسية، تعبّر عن مختلف التنوّع السوري، لأنه الحجر الأساس في الانتقال، فالدستور الجديد يجب أن يعكس الهُويَّة الحقيقية لسورية دولةً متعدّدة القوميات والأديان والانتماءات، ويكرّس مبدأ فصل السلطات والمساءلة، ويمنع عودة الاستبداد، ويوزّع السلطة بين المركز والأطراف بطريقة تضمن العدالة والمشاركة. سورية اليوم بحاجة ماسّة إلى رؤية وطنية شاملة تنبذ العنف بكلّ أشكاله، وتقوم على الحوار والتفاهم. رؤية تهدف إلى بناء دولة ديمقراطية لا مركزية، تضمن المساواة في الحقوق والواجبات لجميع المكوّنات، وتحافظ على كرامة الإنسان وحرية الرأي والتعبير. لقد انتهى عهد الدولة أحادية الرأي والصبغة القومية الواحدة، وكذلك زمن الإقصاء والتهميش. وكما يقول المثل الكردي: "لا فناء لشجرة إن لم تكن من جذورها"، فإن التنوّع القومي والديني في سورية هو جذرها الحقيقي، وبه تزدهر البلاد وتترسّخ دعائم استقرارها.
في النهاية، تبقى دولة المواطنة هي التحدّي الأكبر والغاية الأسمى للمرحلة الانتقالية. فلا يمكن بناء سورية الجديدة على أساس الأحادية، بل على قاعدة القانون، وتكافؤ الفرص، والانتماء الجامع. دولة "كلّ السوريين"، لا دولة فئة أو حزب، دولة تُبنى بإرادة الأحرار، لا على أنقاض الطغيان أو بقايا المحاصصة الضيّقة. يبدأ الانتقال الحقيقي نحو الديمقراطية بالاعتراف بالشراكة الوطنية، وتحقيقها بآليات مناسبة، عبر مؤتمر وطني جامع، وتحالف وطني واسع، وحكومة وحدة فاعلة، ويُتوَّج بدستور عادل، ودولة تصون الكرامة والحرّيات. وبهذه الأسس، تتحوّل المرحلة الانتقالية لحظة ولادة جديدة لسورية، يستعيد فيها السوريون ثقتهم بأنهم جميعاً شركاء في وطن واحد، متعدّد وحرّ وعادل.




## هذا الجوع كلّه في غزّة
27 July 2025 11:59 PM UTC+00

يفقد العالم الحرّ إنسانيته، وهو يستمرّ في رؤية الفلسطينيين يُقتلون يومياً في الطابور، قرب نقاط توزيع الغذاء في غزّة، بيد الجيش الإسرائيلي وفريق من الحرّاس المرتزقة الأميركيين، في أثناء اقترابهم من موضع تقديم المساعدات الغذائية ونقطة توزيعها، لتُرسم خريطة رعب من عدم وجود طريقة سلميّة للقيام بالأمر، في عالم يحرف عينيه عن هذا الجوع والألم كلّه، ويصمت أمام مذبحة. في ثانية واحدة يموت المسنّون ويرتقي الأطفال، بينما لا يفعل المجتمع الدولي شيئاً لوقف الكارثة الٳنسانية.
لم تعد الأرقام تحمل معنى. يقف عشرات الآلاف تحت شمس حارقة، تراقبهم الدبّابات، في طابور طويل يمتدّ جنوباً في ثاني أكبر مدينة في قطاع غزّة. يسيرون أميالاً للوصول إلى مركز توزيع الطعام في ضواحي خانيونس، ومع تزايد الحشود، يطلق الحرّاس المرتزقة الأميركيون النيران في الهواء، وتصيب نيران الجنود الإسرائيلين الحشود، فتختلط دماء الجائعين بصناديق كرتونية وأكياس طحين، لا تكفي أسرة أسبوعاً. يكشف ذلك شدّة المجاعة الخانقة، إذ يعيش السكّان أوضاعاً كارثيةً بعد سنتَين من الحصار والدمار، ووفق برنامج الغذاء العالمي، فإن نصف السكّان مهدّدون فعلياً بالموت من الجوع وسوء التغذية، في غياب ممرات إنسانية آمنة. وقد رفضت الأمم المتحدة، ومنظّمات غير حكومية عديدة، خطّة التوزيع المعتمدة، معتبرةً أنها لا تضمن سلامة المدنيين في القطاع، والنظام الغذائي المتّبع يدفع الفلسطنيين إلى الاختيار بين الموت بالرصاص أو المجازفة بالحصول على كميّة ضئيلة من الغذاء، وإسرائيل لا تنسّق البتّة مع وكالات الإغاثة رغم ادّعائها توفير مناطق آمنة.


ينقل مقرّبون عن نتنياهو أنه حان الوقت لـ"إسرائيل الكُبرى"، وهو إنْ حدث فستكون هناك نكبات لاحقة برغبة أميركية 


الصور الصادمة، تمثّل إهانة للبشرية، وتبشّر بمستقبل عصر سياسي غير أخلاقي، لا يتردّد في استخدام مصطلح الإبادة أداةً سياسية في صراع العلاقات الدولية، ما يطرح تساؤلاتٍ عن دور المنظّمات والوكالات الدولية، وعن مصداقية النظام الدولي وازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي الإنساني، سيّما الدول التي تراقب الإبادة المستمرّة منذ 21 شهراً بصمت مُخزٍ، فتتبنى سياسات حذرة خوفاً من استفزاز الوحش الإسرائيلي الذي فقد إنسانيته، وأعمته الرغبة في الانتقام، وما يسمّى بأمن دولته العنصرية، فأخذ على عاتقه حقّ القتل. لا أحد يوقفه، إذ يستمرّ في ذلك، حتى لو ظهرت إسرائيل دولةً مجرمةً في جميع أنحاء العالم، ويكافح المراقبون للعثور على مبرّر عسكري لإسرائيل في ما يتعلّق بتقييد الغذاء والماء والدواء عبر الضغط على الفلسطينين المحاصرين في جيوب ضيقة من غزّة. وقدّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأنه "يقتل يومياً في المتوسّط، منذ بداية الحرب، ما يُعادل صفّاً دراسياً كاملاً من الأطفال"، إضافة ٳلى تدمير البنية التحتية والمستشفيات والمدارس والمباني... ومن دون وسائل لمساءلة ومحاسبة مرتكبي الجرائم ومتعهدي حفلات الموت على الشاطئ، وإطلاق النيران الحيّة في عمليةٍ إغاثة تصفها أميركا بأنها "قصّة نجاح"، لأنها تساعد في فكّ الارتباط بين سكّان غزّة وحركة حماس (!).
مع ذلك، يتردّد العالم بين الإجماع على الفعل المادي والخلاف في نيّة إسرائيل تدمير الشعب الفلسطيني في أخطر الجرائم ضدّ الإنسانية بتوصيف القانون الدولي، وهي لا تتناول إثنيّة أو قومية عربية أو دينية، بل شعباً فلسطينياً بكامله. يتطلّب القانون الدولي توفّر العنصر المادي والنيّة والقصد، ولا يختلف معظم القانونيين والسياسيين على وجود العنصرَين، ومن الغريب الجدل الذي ما زال دائراً حول النيّة عند اليمين الإسرائيلي المتطرّف، في حين أنّ تصريحاته المعلنة هي من نوع؛ "قتل الفلسطينيين"، و"محو غزّة"، و "لا مدنيين أبرياء هناك". وبعضهم ما زال يتصوّر أنه لا توجد في إسرائيل سياسة واضحة ومنظّمة وهادفة وعنصرية، تقوم على أفعال منظّمات عصابات عنف منذ 1948، وعلى سياسات عسكرية تهدف إلى تدمير الجماعة الفلسطينية ونفيها وتشريدها وتجويعها.
هذه ليست جريمة فحسب، بل جرائم حرب ضدّ الإنسانية في عملية تطهير عرقي واضحة المعالم، وإيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش هما أوضحُ وجهَين لها، وللفاشية القومية الإسرائيلية مع نوع غريب من الكراهية والعنف، وتعبير مرعب عن استيطان متوحّش، لا يتوقّف عن نية تهويد فلسطين بأكملها. كأنّ المطلوب أن ينتظر الشعب الفلسطيني طويلاً ليستكمل شرط التحكيم المتعلّق بجوهر المسألة، أي إثبات نيّة الإسرائيلي التي ترتبط بذاكرة نظام المحاكمات التاريخية الكُبرى للهولوكوست، وفي روندا والبوسنة. ولم تدعم دول الغرب، وعدد من الدول العربية، بخلاف عالم الجنوب والبلدان النامية، بفعالية رواية الإبادة الجماعية المرفوعة من دولة جنوب أفريقيا، جزءاً من نقد النظام الدولي الٳنساني الحالي وتناقضاته.
لسنوات، كان نشطاء حقوق الإنسان يقولون بأعلى الصوت الممكن إن نظام الاحتلال المتشابك والمترابط من جنود ومستوطنيين وشرطة ومحاكم عسكرية وإعلام، بقيادة حكومة يمينية، متورّط في جريمة مستمرّة، وبتطهير عرقي لا هوادة فيه لسكّان غزّة، ولسكان المنطقة "C"، التي تشمل 60% من الضفة الغربية (قبل مقترح الكنيست، الذي يقضي بضمّها وغور الأردن).
لا يفعل العالم شيئاً لوقف هذه الآلة التي لا ترحم، وتتفاقم الأمور تصاعدياً منذ بداية الغزو الإسرائيلي لغزّة في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتتطوّر لتدمّر كلّ شيء، من كهرباء ومياه وإسكان ومخازن وغذاء، وكلّ ما هو حيّ. وفاقم الأوضاع القرار الذي اتّخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في "توجيه الأولويات"، الذي أوقف مساعدات "أونروا"، التي تعتبر شريان الحياة للفلسطينين في تمويل برامج الغذاء والتعليم والبينة التحتية، ما عزّز نتائج كارثية على الأرض.


الصور الصادمة في غزّة إهانة للبشرية، وتبشّر بمستقبل عصر سياسي غير أخلاقي


ما يحدثُ هو فصل كارثيّ في التاريخ الإنساني، ليس بالنسبة للشعب الفلسطيني فحسب، بل لليهود، وأيضاً للعالم أجمع. إن ما يجري يترك عاراً أخلاقياً لا يُنسى، ونتنياهو، كما يقول المقرّبون منه، يعتبر أن الوقت حان لـ"إسرائيل الكُبرى"، وإذا حدث ذلك، فستكون هناك نكبة ثانية وثالثة ورابعة برغبة أميركية. والآمال في وقف الحرب ترتبط بأنْ تقتنع الولايات المتحدة، التي تقوم بمهمّة قذرة، بأنّ حكومة بنيامين نتنياهو تستخدم التجويع الجماعي في أمل تطهير عرقي في غزّة، وواشنطن قدّمت 22 مليار دولار للعمليات العسكرية رغم الجرائم المرتكبة. لن ينسحب نتنياهو من الأراضي المحتلة، ويقول إنّه سيقوم بأشياء تضاهي ما قام به ديفيد بن غوريون، في إرثٍ إرهابي يشبه القرارات التي حدّدت مصير إسرائيل، ومن دون حذر من الذهاب نحو سيناريوهات تصعيدية كُبرى في المنطقة كلّها.
يحتاج الأمر إلى تفعيل عمل لجان التحقيق الدولية في هذه المجازر المرئية (مع أن إسرائيل لا تزال تمنع الصحافيين الأجانب من دخول غزّة)، والصور المباشرة تُظهر مدنيين يحملون قدوراً فارغةً ويسقطون أرضاً وسط الضغط. كل ما تظهره موجات الاستنكار الواسعة حول العالم، بما فيها انتقادات مباشرة من مسؤولي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، لا تساهم في تغيير الواقع، والمطلوب حلّ واضح، وشجاعة سياسية، لينفّذ العالم وعوده بالوقوف في وجه الجنون المتأصّل في تصرّفات قادة الدولة العبرية منذ زمن بعيد، في بيئات ملوثة تقوم على سرد قصص القتل، وتسكت عن أنماط متكرّرة في حرب هدفها واضح: إبادة الشعب الفلسطيني، وعلى العالم (كلّ العالم) أن يتحمّل مسؤولية كاملةً في التغاضي عنها.




## الجسد في مجاعة المعنى... كيف ننجو حين لا نأكل؟
27 July 2025 11:59 PM UTC+00

يقول إدغار موران: "علينا تعليم شرط إنسانيتنا وهويتنا الأرضية، وأن نفهم أن البقاء يتجاوز الكائن البيولوجي إلى الكائن الثقافي"... حين كتب ميشيل فوكو في 1975 كتابه "المراقبة والمعاقبة... ولادة السجن"، كان يحلّل كيف انتقلت السلطة من معاقبة الأجساد علناً إلى تطويعها سرّاً. لم يكن فوكو يتنبأ آنذاك بأن نظريته عن الجسد المُطوَّع (Docile Body) ستجد تطبيقاتها الأكثر قسوةً في القرن الحادي والعشرين، إذ سيتحوّل الجوع من حالة بيولوجية إلى تقنية سياسية دقيقة لإعادة تشكيل الجماعات الإنسانية. وقد وصف فوكو كيف أن "الاستثمار السياسي للجسد مرتبط، وفقاً لعلاقات متبادلة معقّدة، باستخدامه الاقتصادي، إنه إلى حدّ كبير قوة إنتاج يُستثمَر عبرها الجسد في علاقات السلطة والهيمنة". اليوم، نشهد تطوّراً مرعباً لهذه الأطروحة: الجسد لا يُستثمَر قوة إنتاج فقط، بل يُحاصَر موقعاً للمقاومة يجب إخضاعه عبر منع أبسط شروط بقائه.
ما نشهده اليوم من تحويل غزّة مختبراً مفتوحاً لتقنيات التجويع المُمنهَج، يدفعنا إلى إعادة النظر جذرياً في الطبيعة الأنثروبولوجية للجوع ذاته. لم يعد الجوع مجرّد حالة عارضة تفرضها الكوارث الطبيعية أو النقص الاقتصادي، بل بات حدثاً معرفياً يكشف انقطاعاً أبستيمولوجياً عميقاً في فهم العلاقة بين السلطة والجسد. يحيلنا هذا الانقطاع على ما وصفه فوكو في محاضراته اللاحقة بـالسلطة الحيوية (Biopolitics)، تلك الآليات التي لا تكتفي بالسيطرة على الأرواح والممتلكات، بل تتوغّل في صميم الحياة البيولوجية نفسها، تنظّمها وتتحكّم فيها وتعيد تشكيلها وفق أهداف سياسية محدّدة.


لم يعد الجوع حالة تفرضها الكوارث أو نقص الاقتصاد، بل حدثاً يكشف انقطاعاً أبستيمولوجياً في فهم العلاقة بين السلطة والجسد


في هذا السياق النظري، تكتسب أطروحة أمارتيا سن عن المجاعات دلالةً استثنائيةً، تتجاوز حقول الاقتصاد إلى آفاق الأنثروبولوجيا السياسية. قدّم سن، في كتابه "الفقر والمجاعات... مقال في الاستحقاق والحرمان" (1981)، نقداً جذرياً للفهم التقليدي للمجاعات باعتبارها مجرّد نتيجة لنقص الطعام. بدلاً من ذلك، طوّر مفهوماً ثورياً أسماه "فشل الاستحقاقات" (Entitlement Failure)، مُشيراً إلى أن المجاعة تحدُث عندما تفشل الآليات الاجتماعية والاقتصادية في ضمان وصول الناس إلى الطعام المتاح فعلياً. ويحمل هذا المفهوم ثراءً نظرياً يتجاوز التفسيرات الاقتصادية البحتة إلى فهم الجوع ظاهرةً سياسيةً واجتماعيةً معقّدة. تحليل سن العميق للمجاعة الكبرى في البنغال عام 1943 يكشف حقيقةً صادمةً: لم تحدث هذه الكارثة الإنسانية بسبب نقص فعلي في الطعام، بل بسبب تفكّك نظم التوزيع والوصول في ظلّ الحرب العالمية والإدارة الاستعمارية البريطانية. هنا نكتشف كيف يمكن للجوع أن يصبح سلاحاً سياسياً حتى في غياب النقص الفعلي للغذاء.
التاريخ الأنثروبولوجي للجوع يكشف أنماطاً متكرّرةً ومؤلمةً من استخدام الغذاء أداةً للسيطرة والإخضاع. في إيرلندا خلال القرن التاسع عشر، لم تكن المجاعة الكبرى (1845-1852) مجرد كارثة زراعية بسبب مرض البطاطا، بل كانت نتيجةً مباشرةً لسياسات اقتصادية استعمارية تبنّت مبدأ "دعه يعمل"، ورفضت توزيع الحبوب المتاحة بين الفلاحين الأيرلنديين. المفارقة المأساوية أن بريطانيا استمرّت في تصدير الطعام من إيرلندا، حتى وهي تشهد موت أعداد كبيرة من السكّان جوعاً، إذ أصبح واضحاً أن الحكومة كانت تستخدم معلوماتها ليس لمساعدتها في صياغة سياسات الإغاثة فقط، بل أيضاً فرصةً لتسهيل تغييرات مختلفة كانت مرغوبةً منذ فترة طويلة آنذاك داخل إيرلندا.
في السياق السوفياتي، يقدّم الهولودومور في أوكرانيا (1932-1933) مثالاً واضحاً على الجوع تقنيةً سياسيةً مُمنهجةً. هذه المجاعة، التي أودت بحياة حوالى 3.9 ملايين أوكراني، لم تكن نتيجةً لفشل في المحاصيل، بل لقرارات سياسية مدروسة اتخذها ستالين وقيادة الحزب الشيوعي. وقد وضعت القيادة السوفياتية مقادير حصص مستحيلة لشراء الحبوب من أوكرانيا، وأرسلت فرقاً خاصّة لمصادرة الطعام من البيوت، وسنّت قوانين تجعل سرقة "الملكية الاشتراكية" (حتى لو كانت حفنة من القمح) جريمة يُعاقب عليها بالإعدام. في ذروة المجاعة، كانت معدّلات الوفيات اليومية تصل إلى مستويات كارثية، بينما كان الاتحاد السوفياتي يصدر كميات كبيرة من الحبوب إلى الغرب.


تعلمنا التجارب المعاصرة، والتاريخية المشابهة، أن جسد الإنسان قادر على إعادة اختراع المعنى، حتى في أحلك الظروف، والقدرة على الاستمرار، على المقاومة، على رفض الانكسار


وتكشف هذه الأمثلة التاريخية نمطاً أنثروبولوجيا ثابتاً: الجوع تقنية حكم تستهدف، ليس الأجساد الفردية، بل الجسد الاجتماعي والثقافي للجماعات المقاومة. لكن المفارقة الأنثروبولوجية العميقة تكمن في أن استراتيجيات التجويع هذه لا تؤدّي دائماً إلى الانهيار المتوقّع للبنى الاجتماعية، بل كثيراً ما تولّد أشكالاً جديدة ومبتكرة من التنظيم الاجتماعي والمقاومة الثقافية. هنا نجد أنفسنا أمام ما يمكن تسميته بـ"الاستجابة الثقافية المقاومة"، تلك العمليات التي تعيد بها المجتمعات اختراع ثقافتها ومعانيها في مواجهة محاولات تفكيكها. وتظهر الدراسات الأنثروبولوجية المقارنة كيف أن الجوع المُمنهج، بدلاً من أن يحطّم الروابط الاجتماعية، يؤدّي أحياناً إلى تعميقها وإعادة تشكيلها بطرق أكثر عدالة وتضامناً.
في الأنثروبولوجيا البنيوية، كما طوّرها كلود ليفي ستراوس في أعماله الكلاسيكية مثل الأساطير الأولية (Mythologiques)، ليست الطقوس مجرّد ممارسات اجتماعية، بل خرائط معنى معقّدة، تساعد المجتمعات في فهم تجربتها الوجودية وتنظيمها. أظهر ليفي ستراوس كيف تعكس الطقوس الغذائية، من الطبخ إلى التوزيع إلى الاستهلاك، بنى عقليةً عميقةً تنظم فهم المجتمع لنفسه وللعالم المحيط به. في سياقات الجوع المُمنهج، نشهد ولادة طقوس جديدة للبقاء: طقوس الانتظار في طوابير الطعام التي تمتدّ ساعات، طقوس البحث عن مصادر غذائية بديلة في الخراب، طقوس تقسيم الشحّ بعدالة تفوق أحياناً عدالة الوفرة. هذه الطقوس تحمل وظيفةً رمزيةً مضاعفةً، فهي من جهة تنظّم التجربة المؤلمة وتجعلها قابلةً للتحمّل النفسي والاجتماعي، ومن جهة أخرى، تصبح من أشكال المقاومة الثقافية التي ترفض السماح للجوع بأن يُفقِد الحياة معناها الإنساني.
يؤكّد ما نراه في بعض السياقات المعاصرة هذه الأطروحة الأنثروبولوجية، فتتحوّل استراتيجيات البقاء من مجرّد ممارسات يائسة إلى أشكال من الإبداع الغذائي المقاوم، تلك العمليات المعقّدة التي تعيد بها الجماعات اكتشاف مصادر غذائية بديلة، وطقوس توزيع جديدة، تعكس قيماً أخلاقية تضامنية عميقة. هذا ما نشهده عندما تتطوّر ممارسات مثل استخراج الدقيق من مصادر غير تقليدية، أو عندما تبتكر العائلات طرقاً دقيقة لتقسيم الطعام الشحيح بعدالة مطلقة، تفوق أحياناً عدالة أزمنة الوفرة، أو عندما تتشكّل شبكات تضامن اجتماعي جديدة تعيد تعريف معنى الجماعة والانتماء.
يعيد الجوع تشكيل الزمن نفسه أيضاً، وهنا نلمس أحد أعمق أبعاده الأنثروبولوجية. في الحالات العادية، الوقت منظّم حول الوجبات علاماتٍ زمنيةً، تمنح الحياة إيقاعها المنتظم (الإفطار، الغداء، العشاء)، وكلٌّ منها يحمل طقوساً اجتماعية وثقافية محدّدة. في سياقات الجوع المُمنهَج، الزمن يصبح زمناً جائعاً، زمناً معلّقاً، منتظراً، متشكّكاً في إمكانية الوجبة التالية، مُحاصراً بين الرغبة والحرمان. ولهذا التحوّل الزمني أبعاده في الأنثروبولوجيا الثقافية، الوقت ليس مجرّد قياس رياضي أو تقويم، بل بنية معرفية تنظّم التجربة الإنسانية وتمنحها معنىً ونسقاً. حين ينهار النظام الغذائي، ينهار معه النظام الزمني، وتصبح الحياة تعليقاً مستمرّاً بين ماضٍ مفقود ومستقبل مشكوك فيه.


أحد أعمق أبعاد الجوع الأنثروبولوجية أنه يعيد تشكيل الزمن نفسه


تأسيساً على ما سبق، نستدعي تأمّلات جورجيو أغامبين حول مفهوم الحياة العارية (Bare Life)، تلك الحالة التي يُجرَّد فيها الإنسان من كلّ حقوقه السياسية والاجتماعية ويُردّ إلى مجرّد كتلة بيولوجية تحتاج إلى البقاء. الجوع الممنهج (نظرياً) يسعى لإنتاج هذه الحياة العارية، لاختزال الإنسان إلى مجرّد فم جائع يتوسّل الطعام. لكن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام أنثروبولوجياً، تطوير المجتمعات المحاصرة آليات عنيدة ومبدعة للحفاظ على كرامتها الإنسانية رغم الجوع. كيف تصمد إرادة البقاء ضدّ شرّ الجوع، هذا ما نلمسه في التجارب المعاصرة عندما يواصل المعلّمون التدريس رغم الجوع، أو عندما يعمل الأطباء في مستشفيات تفتقر إلى الطعام الكافي، أو عندما يصرّ الأطفال على الرسم واللعب والحلم رغم المعاناة الجسدية. هذا إصرار على الحفاظ على الكرامة الإنسانية يتجاوز مجرّد البقاء البيولوجي إلى البقاء الثقافي والمعنوي والروحي.
رغم كلّ محاولات التفكيك والإخضاع، نشهد في هذه السياقات المحاصرة ولادةَ أشكال جديدة ومدهشة من المعنى والتعبير الثقافي. الشعراء يكتبون عن الجوع بلغة تتجاوز الشكوى إلى المقاومة، المصوّرون يوثّقون الصمود بعدسات تُحوّل الألم شهادةً، الأمهات يخترعن حكايات للأطفال عن أزمنة الشبع المنتظرة، والفنّانون يحوّلون بقايا الطعام أعمالاً فنّيةً تحمل رسائل مقاومة. هذا إنتاج ثقافي مقاوم يرفض بعنادٍ السماح للجوع بأن يصبح الكلمة الأخيرة في التجربة الإنسانية.
لعلّ ما نتعلّمه من هذه التجارب المعاصرة، وما تعلّمناه من التجارب التاريخية المشابهة، ليس عن قسوة الجوع فقط تقنيةً سياسيةً للإخضاع، بل عن قدرة الإنسان المذهلة والملهمة على إعادة اختراع المعنى، حتى في أحلك الظروف. الجسد الإنساني، عبر تاريخ طويل من التعلّم والتكيف، يستطيع أن يجد في حبة القمح الواحدة ما وجده أسلافه في خروف كامل، القدرة على الاستمرار، على المقاومة، على رفض الانكسار. هذا الجسد المُتعلِّم يتكيف مع ما يضمن له البقاء والكرامة معاً، وحتى حين يبدو أن الفناء قد اقترب، تبقى بقاياه حيّةً في ذاكرة الأرض سماداً لأشجار الزيتون التي تنمو في تربة الألم، وشواهدَ قبور تحكي للعابرين: هنا كنّا، وهنا لا نزال...




## قميص في القدس يكشف الحقيقة الأميركية
27 July 2025 11:59 PM UTC+00

اشتهر أحد تجار القمصان في البلدة القديمة في القدس ببيع قميص يجمع بين العلمَين، الأميركي والإسرائيلي، وتحتهما عبارة غريبة: "لا تخافي، يا أميركا، فإسرائيل ستحميكِ". قد تبدو العبارة مثيرةً للدهشة، إذ تفترض أن دولةً صغيرة كإسرائيل تتكفّل بحماية أقوى دولة عسكرية واقتصادية وسياسية في العالم. لكن ما قد يبدو ساخراً سرعان ما يتحوّل حقيقةً صادمةً تتجلّى في سلوك ومواقف مسؤولين أميركيين كبار يتصرّفون موظّفين في خدمة إسرائيل، لا ممثّلي دولة مستقلة.
أحدث مثال على ذلك المحامي ستيف ويتكوف، المستشار الرئاسي الأميركي لشؤون المفاوضات، خصوصاً في المسار غير المباشر بين إسرائيل وحركة حماس. وصل ويتكوف إلى إيطاليا (الأربعاء الماضي)، في طريقه إلى الدوحة للمشاركة في جهود الوساطة، لكنّه ألغى رحلته فجأة، وأصدر بياناً في منصّة إكس قال فيه: "قرّرنا إعادة فريقنا من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الردّ الأخير من حماس، الذي يُظهِر بوضوح عدم رغبتها في التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزّة. ورغم الجهود الكبيرة التي بذلها الوسطاء، لا يبدو أن حماس منسقة أو تعمل بشكل جيّد". قد يُخيّل للقارئ أن المقصود هو الفريق الأميركي، لكنّ الحقيقة سرعان ما اتضحت حين صرّح الأميركي من أصل فلسطيني، بشارة بحبح (دعم ترامب في الانتخابات)، لتلفزيون العربية، قائلاً: "لا أزال في الدوحة، وويتكوف لم يطلب مني المغادرة، وأنا بانتظار اتصاله". هنا تبرز المفارقة: عندما استخدم ويتكوف عبارة "قرّرنا"، كان يتحدّث باسم الفريق الإسرائيلي، لا الأميركي، فالمفاوض الأميركي اليهودي نسي جنسيته، واندمج تماماً في الموقف الإسرائيلي، كأنّما يمثّل تل أبيب لا واشنطن.
تعيد تصريحات ويتكوف إلى الأذهان ما قاله وزير الخارجية الأميركي (السابق) أنتوني بلينكن عندما هبط في مطار اللدّ عقب أحداث "7 أكتوبر" (2023)، حين قال: "أتيت إلى هنا ليس فقط وزيراً للخارجية وإنما أيضاً بصفتي يهودياً"، كأنما يهوديته تسبق وظيفته وزيرَ خارجية أميركياً. أمّا الأسبوع الماضي، فقد ظهر مثال آخر، هذه المرّة شخصية أميركية مسيحية، لكنّها لا تقلّ صهيونيةً، إذ فاجأ السفير الأميركي، مايك هاكابي، كثيرين بلقاء رسمي مع قادة السلطة الفلسطينية في رام الله، في أول اتصال رفيع المستوى بين السلطة وإدارة ترامب منذ 2017. الاجتماع الذي عُقد في 22 يوليو/ تموز في مقرّ الرئاسة الفلسطينية، ضمّ هاكابي ونائب الرئيس الفلسطيني، حسين الشيخ، ورئيس الوزراء محمد مصطفى، بينما غاب الرئيس محمود عبّاس لأسباب لم تُعلَن. وقال مسؤول فلسطيني لموقع المونيتور: "يتعلّق الأمر بالبقاء. لم نلتقِ بهاكابي لأننا نتّفق معه، بل لأننا مضطرون لإيصال رسالتنا مباشرة".


تجري تحولات داخل الرأي العام الأميركي، فهناك تزايد في التعاطف الشعبي مع الشعب الفلسطيني، وانتقاد متصاعد للدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل


ورغم أن هاكابي لم يُصدر أيّ بيان رسمي، نشر الشيخ صورةً للقاء، وبياناً موجزاً بأن الطرفين تناولا الأزمة الاقتصادية، وعنف المستوطنين، والحرب على غزّة، والأسرى، وأهمية "الدور الأميركي في تحقيق الاستقرار". لكنّ اللقاءات لم تكن خاليةً من الجدل، خصوصاً بعد زيارة هاكابي بلدة الطيبة، حيث التقى شخصيات محلّية، عقب هجوم مستوطنين على محيط كنيسة بيزنطية. وقال داود خوري، أحد الحاضرين: "البلدة كانت منقسمةً بشأن الزيارة." وقالت شقيقته، المخرجة بثينة خوري: "كان من الخطأ مقابلة دبلوماسي أميركي صهيوني". وقد أثار هاكابي غضب الحضور عندما أشار إلى الطيبة باعتبارها جزءاً من "إسرائيل"، فردّ عليه الأهالي: "الطيبة جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وليست ضمن دولة إسرائيل".
لكن هذا "الخطأ" يتضاءل أمام ما قاله هاكابي لاحقاً، حين سخر من إعلان فرنسا نيّتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية. كتب في "إكس": "يا له من ذكاء! إذا كان ماكرون يستطيع ببساطة إعلان وجود دولة، فربّما تستطيع المملكة المتحدة إعلان فرنسا مستعمرةً بريطانية". وفي منشور لاحق، أضاف ساخراً: "الدولة الفلسطينية المزعومة ستكون على الريفييرا الفرنسية، وستُسمّى (فرانك أون ستاين)".
تؤكّد هذه المواقف، سواء من ويتكوف أو بلينكن أو هاكابي، تخلّي واشنطن عن أدنى درجات الاستقلالية والحياد في سياستها الخارجية عندما يتعلّق الأمر بإسرائيل، الدولة المدلّلة لدى النُّخبة الصهيونية في أميركا. ومع ذلك، فإن تحوّلات مهمة تجري داخل الرأي العام الأميركي بعيداً من المؤسّسة السياسية. هناك تزايد في التعاطف الشعبي مع الشعب الفلسطيني، وانتقاد متصاعد للدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل.
ما يجب أن يفهمه القادة العرب أن المواقف الأميركية الرسمية، مهما بدت حياديةً، غالباً ما تكون سُمّاً في العسل. والمطلوب الوعي والحذر وعدم الوثوق الأعمى بأيّ خطاب أميركي، ما دام الانحياز إلى إسرائيل الثابت الوحيد في سياسة واشنطن.




## في استفحال تشتّت المعارضة التونسية
27 July 2025 11:59 PM UTC+00

ألغت المعارضة التونسية نهاية الأسبوع الفارط جملةً من التحرّكات المشتركة، التي بُرمجت بمناسبة ذكرى عيد الجمهورية التي توافق 25 يوليو/ تموز، وتتزامن مع الذكرى الرابعة للانقلاب على دستور الثورة 2014، وقاده الرئيس قيس سعيّد. وكان ذلك انتكاسةً أخرى تُضاف إلى كل الإخفاقات التي رافقت أداء المعارضة في التصدّي لهذا المسار الذي وضع حدّاً لتجربة الانتقال الديمقراطي، الذي امتدّ أكثر من عقد. مرّت هذه الذكرى بائسةً ومريرةً في ظلّ استفحال عجز المعارضة التونسية عن إيقاف الخطر الداهم لهذه الشعبوية، التي تكاد تُلغي الإرث السياسي الذي راكمته البلاد منذ قرن من التحديث الذي عرفته رغم انحرافاته العديدة. مساء ذلك اليوم المضني والحارّ، شهد شارع الحبيب بورقيبة تجمّعاً لأنصار سعيّد، لم يكد يتجاوز عدد المشاركين فيه المائة، في حين تجمّعت عائلات المساجين السياسيين للتعبير عن وفائها لتضحياتهم ومؤازرتهم في محنتهم القاسية. باستثناء هذين التجمّعَين لم تسجّل العاصمة أو مدن تونس الداخلية أيَّ تحرّك آخر يذكر. ثمّة ما يشبه التسليم بالأمر الواقع.


انقسمت المعارضة اليسارية التونسية بفعل النزعة الزعاماتية لدى قياداته، والولع بالطهرانية الأيديولوجية، فضلاً عن اختراقات أمنية واستخبارية


منذ إجراءات الرئيس سعيّد في 25 يوليو/ تموز 2021، ظلّت المعارضة التونسية منقسمةً. ساند بعض منها (ولا يزال) الرئيس، وشجّعه على الذهاب بعيداً في قراراته، أمّا بعضها الآخر فقد عارض ما قرّره من إجراءات، واعتبرها انقلاباً على الدستور، والمنجز السياسي منذ استقلال البلاد، على غرار فصل السلطات، وعلوية الدستور، والبناء الإداري المركزي للفكرة البرلمانية. وظلّت تلك التباينات من "25 يوليو" تغذّي كلّ الشروخ التي تجيش في عمق الجسمَين السياسي والمجتمعي التونسي. والحقيقة أن هذا الشرخ لا يعود إلى لحظة الانقلاب ولا إلى الثورة، فقد تكون هذه العوامل أسهمت في هذا الشرخ. إن الأزمة دفينة، وهي تكاد تكون بنيويةً لها جذور عميقة في تاريخ تونس السياسي المعاصر.
نشأت المعارضة التونسية بالمعنى المعاصر للكلمة بُعيدَ الاستقلال تقريباً، وهي معارضة ذات تيّارَين، الأول عروبي والثاني يساري، عارضاً الحزب الدستوري، الذي قاد بشكل منفرد مرحلة النضال الوطني والمفاوضات، وحتى بناء دولة الاستقلال. اختفى التيار الأول من المعارضة تحت وطأة المحاكمات والإعدامات بشكل مبكّر، وظلّ التيار الثاني يتوسّع في أوساط الطلبة والعمال، إلى أن اضطر إلى العمل السرّي خلال أواسط ستينيّات القرن الفارط وسبعينيّاته. تشتّت المعارضة اليسارية بعدها بين فصائل عديدة فاقت الثلاثين أو أكثر، بحسب بعض مؤرّخي اليسار التونسي. يعود هذا الانقسام إلى عدّة عوامل، لعلّ أهمها النزعة الزعاماتية لدى قياداته، الولع بالطهرانية الأيديولوجية، واعتبار الآخرين تحريفيّين، فضلاً عن اختراقات أمنية واستخبارية عديدة دفعت بعضهم إلى الانسلاخ وتسييس كيانات منشقّة هزيلة... إلخ.
يندر أن خاضت هذه المعارضة نضالات موحّدة أو معارك كبرى تحت لافتات جامعة، إلى أن جاءت إلى الساحة السياسية حركة الاتجاه الإسلامي، التي أعادت مجدّداً صياغة الاصطفافات والتحالفات داخل المعارضة، خصوصاً وقد حدث بعض الانفراج السياسي أواخر عقدَي السبعينيّات وبداية الثمانينيّات، ستشهد فيها البلاد بوادر انفراج سياسي مع السماح بصدور صحافة رأي مستقلّ للمرّة الأولى، ونشأت بعض الجمعيات المدنية الحقوقية، التي لا تزال ناشطةً إلى حدّ الآن، على غرار الرابطة التونسية لحقوق الإنسان وجمعية النساء الديمقراطيات... إلخ. ستختار المعارضة السياسية، ومعها هذا الطيف من المجتمع المدني، أن تصطفّ في كثير من الأحيان وراء النظام (الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي لاحقاً)، باعتباره يقود مشروعاً علمانياً حداثياً، وإن اختلفت معه في مسألة الحرية والحقوق. كان العدو الاستراتيجي هو الحركة الإسلامية، وقلّما اتُّفق معها في خوض معارك سياسية مع النظام الحاكم آنذاك، تحت لافتة تكتيكات ظرفية تمليها الضرورة. في الحالات التي تعرّضت فيها حركة النهضة إلى ملاحقات، وإيقافات ومحاكمات، وانتهاكات خطيرة وصلت حدّ القتل تحت التعذيب، اكتفت هذه المعارضة اليسارية بالنظر إلى تلك التجاوزات باعتبارها مسألةً حقوقيةً لا غير، تستحقّ الإدانة. حتى إن العفو التشريعي العام لم يكن مطلباً موحّداً للمعارضة السياسة اليسارية قبيل رحيل بن علي، فهذا المطلب لم يحظَ بالقبول.


قول فرقاء إن نظام سعيّد قويٌّ بضعف المعارضة وتشتّتها، ولكن لا يفعلون شيئاً


رحل النظام ولم تسجّل الساحة السياسية أيَّ تقارب ذي دلالة مع حركة 18 أكتوبر (أُسّست في 2005)، التي شكّلت حالةً استثنائيةً فارقةً في تاريخ المعارضة السياسية بتونس، ورغم أنها فترت قبيل الثورة، لاعتبارات عددية، بعضها يعود إلى النزعة الزعاماتية، إلا أن قيام الثورة قد سارع باضمحلالها، وفوّتت البلاد على نفسها فرصة تجاوز الشرخ النصفي، الذي لم يقسم المعارضة السياسية فحسب، بل المجتمعَين السياسي والمدني، وحتى البلاد برمّتها، وتحوّلت "النهضة" (الحركة الإسلامية) محور معارضة الطيف الواسع من اليسار والعروبيين. كان الناس ينتظرون أن تلين المعارضة تجاه حركة النهضة، التي صعدت إلى الحكم من طريق صناديق الاقتراع، وحتى الذين صاغوا وثيقة 18 أكتوبر، التي جمعت الإسلاميين والعلمانيين، عدّها بعضهم خطأً لا يغتفر.
يقول هؤلاء الفرقاء إن نظام سعيّد قويٌّ بضعف المعارضة وتشتّتها، ولكن لا يفعلون شيئاً من أجل تغيير المعادلة، بل يسارعون بين حين وآخر إلى إسناده بكلّ معاركهم الصغيرة تلك.




## مجلس النواب المصري مرتبك لتأخر تصديق الرئيس على قوانين
28 July 2025 01:00 AM UTC+00

رغم مرور ما يقرب من ثلاثة أشهر على موافقة مجلس النواب المصري على مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، لا يزال القانون في انتظار تصديق رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي عليه. وقد أثار ذلك تساؤلات واسعة في الأوساط القانونية والسياسية عن مصير التشريعات التي أُقرّت في دور انعقاد مجلس النواب المصري المنتهي (بين أكتوبر/تشرين الأول الماضي ومطلع يوليو/تموز الحالي)، التي تشمل أيضاً قوانين أخرى حساسة، على رأسها قانون الإيجارات القديمة، وقانون التعليم الجديد، وقانون تنظيم الرياضة، فضلاً عن قواعد التصرف في أملاك الدولة الخاصة. وخلق هذا التأخر في إصدار القوانين من مؤسسة الرئاسة بعد إحالتها من مجلس النواب المصري حالة من الارتباك القانوني والدستوري، خصوصاً في ما يتعلق بالقانون الخاص بالإيجارات القديمة، الذي يرتبط بحكم صادر عن المحكمة الدستورية العليا، يقضي بضرورة تعديل القيمة الإيجارية القديمة بدءاً من اليوم التالي لانتهاء دور الانعقاد البرلماني الأخير، الذي فُضَّ بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي في التاسع من يوليو الحالي. ورغم أن الحكم الدستوري يشير إلى بدء سريان آثاره فور انتهاء دور الانعقاد، إلا أن عدم تصديق الرئيس على القانون حتى اللحظة يضع الحكومة والمواطنين على حد سواء في موقف غامض، يفتقر إلى المرجعية القانونية الواضحة.



أشرف مصطفى: الأمانة العامة للمجلس تظل قائمة، حتى بعد انتهاء الفصل التشريعي


قوانين أمام مجلس النواب المصري

في هذا السياق، كشف مصدر مطلع في الأمانة العامة لمجلس النواب، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن المجلس أرسل بالفعل جميع التشريعات التي أُقرت في دور الانعقاد الأخير إلى مؤسسة الرئاسة، تمهيداً للتصديق عليها من الرئيس. وأضاف أن حزمة القوانين المحالة تضم مشاريع قوانين ذات طابع سيادي ومجتمعي، من بينها قوانين الإجراءات الجنائية، والإيجارات القديمة، والتعليم، والرياضة، إلى جانب تشريعات تتعلق بأملاك الدولة. واستبعد المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، وجود اعتراض من مؤسسة الرئاسة على أي من القوانين المحالة، موضحاً أن "هذه التشريعات أُعدَّت بالتنسيق بين الحكومة والأغلبية البرلمانية ممثلة بحزب مستقبل وطن، وبالتالي لا يُتوقع حدوث خلاف حول مضمونها". وعن أسباب التأخر في إصدار القوانين، أوضح المصدر أن "بعض الإجراءات الفنية واللوجستية يجب أن تسبق النشر الرسمي والتصديق، مثل إعداد اللوائح التنفيذية التي تُفسر وتُفصّل أحكام القانون، وهو أمر ضروري خصوصاً للقوانين المرتبطة بمصالح شريحة واسعة من المواطنين، مثل الإيجارات والتعليم".

وفي ما يخص الجدل المثار حول احتمال بدء سريان قانون الإيجارات القديمة من تلقاء نفسه، من دون الحاجة لتصديق الرئيس، بسبب حكم المحكمة الدستورية، شدد المصدر على أن "هذا الاحتمال غير وارد في النظام التشريعي المصري، ولا توجد أي سوابق من هذا النوع، لأن صدور أي قانون يستلزم التصديق عليه ونشره في الجريدة الرسمية وفق الإجراءات الدستورية المتبعة". وتنص المادة 123 من الدستور على أن "لرئيس الجمهورية حق إصدار القوانين أو الاعتراض عليها، وإذا اعترض رئيس الجمهورية على مشروع قانون أقره مجلس النواب، رده إليه خلال 30 يوماً من إبلاغ المجلس إياه، فإذا لم يرد مشروع القانون فى هذا الميعاد اعتُبر قانوناً وأصدر، وإذا رد في الميعاد المتقدم إلى المجلس، وأقره ثانية بأغلبية ثلثي أعضائه، اعتُبر قانوناً وأصدر".



وعن مصير القوانين في ظل غياب مجلس النواب المصري حالياً، أكد الرئيس السابق في محكمة استئناف القاهرة، أشرف مصطفى، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "لا توجد أزمة قانونية في إرسال القوانين بعد فضّ دور الانعقاد، فالأمانة العامة للمجلس تظل قائمة، حتى بعد انتهاء الفصل التشريعي، وتستطيع استكمال الإجراءات الإدارية لإرسال القوانين إلى رئاسة الجمهورية. وبالتالي لا ننتظر تشكيل البرلمان الجديد لإخطار الرئيس بالقوانين التي أقرها مجلس النواب المصري السابق". وشدد مصطفى على أن "المسؤولية تقع هنا على عاتق رئاسة الجمهورية، فبمجرد تسلمها القانون تبدأ المهلة الدستورية المقررة لها. وإن لم تعترض خلال 30 يوماً، يصبح القانون سارياً بقوة الدستور".

من جهته، قال الفقيه الدستوري عصام الإسلامبولي إن رئيس الجمهورية "محبوس دستورياً" داخل مهلة 30 يوماً من تسلمه القانون. وأضاف في حديثٍ لـ"العربي الجديد": "الدستور واضح في هذه النقطة، فرئيس الجمهورية أمامه خياران لا ثالث لهما بمجرد وصول القانون إليه: إما أن يصدره، وإما أن يعترض عليه ويعيده إلى مجلس النواب المصري خلال 30 يوماً. وإذا تجاوز المدة من دون إجراء، فإن القانون يصبح نافذاً بحكم الدستور تلقائياً".



صالح حسب الله الجبالي: عدم تحديد الدستور مهلة لإحالة القانون من البرلمان إلى الرئيس هو ثغرة يمكن استغلالها لتأجيل إصدار القوانين لأسباب غير معلنة


تأخير غير مبرر

بدوره، وصف مصطفى علوان، المحامي في الاستئناف العالي ومجلس الدولة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة "رايتس للاستشارات القانونية والتحكيم الدولي"، التأخير في إصدار القوانين أنه "غير مبرر"، ويؤثر بالثقة في المنظومة التشريعية. وأوضح في حديثٍ لـ"العربي الجديد" أنه "من الناحية العملية، عندما يقرّ مجلس النواب المصري قانوناً، يفترض أن يكون جاهزاً للإصدار فوراً بعد استيفاء الإجراءات الشكلية، لأن أي تأخير غير مبرر يثير التساؤلات عن الأسباب، سواء كانت إجرائية أو سياسية". وعن سيناريو اعتراض رئيس الجمهورية على أحد القوانين في غياب البرلمان، أكد علوان أن هذا السيناريو وارد، ووضع الدستور له آلية، فإن "اعتراض الرئيس يكون ملزماً للبرلمان المقبل للنظر فيه، وهذا معناه تأخر عملية إصدار القانون أكثر، وقد يتطلب ذلك نقاشات جديدة بشأن مواد القانون، وتصويتاً جديداً داخل البرلمان".

كذلك، أكد الخبير القانوني، المحامي بالنقض والدستورية العليا، صالح حسب الله الجبالي، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أنه "بمجرد موافقة البرلمان على قانون، فإنه يُعتبر قد استوفي جزءاً كبيراً من دورة صدوره، وما تبقى هو الإجراءات التنفيذية للإصدار". وأضاف أن "الدستور حسم الجدل في حالة عدم تصديق الرئيس على القانون بعد إرساله ضمن مهلة 30 يوماً، لكن السؤال: متى أحيل القانون فعلياً؟ فالتأخير في الإحالة يؤجل بدء المدة الدستورية". واعتبر الجبالي أن "عدم تحديد الدستور مهلة لإحالة القانون من البرلمان على الرئيس هو ثغرة يمكن استغلالها لتأجيل إصدار القوانين لأسباب غير معلنة". وفي غياب توضيحات رسمية من مؤسسة الرئاسة حول أسباب التأخير، تبقى حالة "اللايقين التشريعي" قائمة، وسط توقعات بأن تُحسم هذه الملفات خلال الأسابيع المقبلة، قبل انطلاق الدورة البرلمانية الجديدة (مطلع أكتوبر المقبل)، لتفادي حدوث فراغ قانوني أو دستوري قد يطعن في مشروعية تطبيق بعض هذه القوانين مستقبلاً.






## إدخال المساعدات إلى غزة... إطالة أمد الحرب ودعاية مضادة
28 July 2025 01:00 AM UTC+00

جاء القرار الإسرائيلي بالسماح بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة عبر ممرات برية وأخرى عبر إنزالات جوية منظمة مع دول عدّة في المنطقة، مخالفاً للسلوك الميداني القائم على استهداف الغزيين من منتظري المساعدات في مختلف نقاط توزيعها. القرار الإسرائيلي، شمل سلسلة من التسهيلات بالتزامن مع حراك ميداني شعبي على مستوى العالم، لإدخال المساعدات إلى غزة بانتظام، عبر الممرات البرية، إلى جانب تحركات لدول أوروبية تدعو لوقف التجويع في القطاع، في ضوء تتابع حالات الوفاة في صفوف الأطفال والمرضى، بسبب المجاعة.

اللافت أن القرار الإسرائيلي، الذي بدأ الاحتلال أمس الأحد بتطبيقه، جاء بعد نحو ثلاثة أيام من الإعلان، لا سيّما من الجانب الأميركي، عن تعثر المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي التي كانت تجري في الدوحة، لإبرام اتفاق يشمل هدنة لـ60 يوماً وتبادل أسرى ومحتجزين. ويفرض الاحتلال حصاراً مشدداً على القطاع منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، ضمن سلسلة من الإجراءات التي فرضها قبل أن يخرق اتفاق 19 يناير/ كانون الثاني الماضي لوقف إطلاق النار ويستأنف حرب الإبادة في 18 مارس الماضي.

وعلى وقع تزايد الضغوط الأممية والدولية على دولة الاحتلال لإدخال المساعدات إلى غزة ورفع الحصار، أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء أول من أمس السبت، أنه أسقط مساعدات إنسانية جواً في قطاع غزة "بناء على توجيهات القيادة السياسية"، مضيفاً أن "عملية الإسقاط شملت سبعة طرود مساعدات تحتوي على دقيق وسكر وأطعمة معلبة". يشير ذلك إلى أن هذه المساعدات لا تعادل نصف شاحنة من الشاحنات التي تدخل عبر المعابر، كما ذكر الجيش أنه "تقرر تحديد ممرات إنسانية يُسمح فيها لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتحرك الآمن لغرض إدخال المواد الغذائية والأدوية إلى سكان غزة". وفي بيان لاحق أمس، أعلن جيش الاحتلال "تعليقاً تكتيكياً" يومياً لعملياته العسكرية سيبدأ في مناطق عدّة في قطاع غزة اعتباراً من الأحد (أمس) "من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الساعة الثامنة مساء"، مضيفاً أن هذا التعليق سيشمل المناطق التي لا يتحرّك فيها الجيش "وهي المواصي (خانيونس) ودير البلح ومدينة غزة، وسيكون يومياً حتّى إشعار آخر".

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، أمس، إنّ سلطات الاحتلال وافقت على طلبات لمؤسّسات عربية ودولية لإدخال مساعدات عبر مصر والأردن، شرط تسليمها لجهات دولية في غزة. من جهتها اعتبرت حركة حماس، في بيان أمس، أن لجوء الجيش الإسرائيلي إلى إنزال المساعدات جواً فوق مناطق بالقطاع "خطوة شكلية ومخادعة"، تهدف إلى "تبييض صورته أمام العالم" في ظل الإبادة والتجويع اللذين تمارسهما تل أبيب بحق أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في القطاع المحاصر. وكان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "أونروا"، فيليب لازاريني، قد أعلن في وقت سابق رفضه عمليات الإنزال الجوي قائلاً إن "الإنزال الجوي للمساعدات لن ينهي المجاعة، بل قد يقتل المجوّعين في غزة". من جهته قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، على منصة إكس أمس، إن فرق الأمم المتحدة ستكثف جهودها لإطعام الفلسطينيين في غزة خلال الهدن التي أعلنتها إسرائيل في مناطق محددة.



في موازاة ذلك كان الاحتلال يواصل استهداف طالبي المساعدات، الذين استشهد 22 منهم على الأقل أمس، عدد منهم في منطقة السودانية، شمال غربي قطاع غزة، فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس، تسجيل ستّ حالات وفاة إضافية خلال الـ24 ساعة الماضية جراء المجاعة وسوء التغذية، من بينهم طفلان. يرفع ذلك حصيلة وفيات الجوع إلى 133، بينهم 87 طفلاً منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

خطط لهندسة الواقع

اعتبر مدير مركز عروبة للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، أحمد الطناني، أن خطوة الاحتلال بشأن إدخال المساعدات إلى غزة "لا تنفصل عن مساعيه المستمرة لهندسة الواقع في قطاع غزة"، مضيفاً لـ"العربي الجديد"، أنها خطوة "باتت ضرورية بالنسبة لحكومة الاحتلال، بعد محاولات مستفيضة لتحويل آلية المساعدات الأميركية (عبر مؤسّسة غزة الإنسانية المرفوضة أممياً) إلى آلية فعّالة"، ولفت الطناني إلى أن "هذه المحاولات فشلت على أكثر من صعيد، وتحولت إلى عامل ضغط على الاحتلال، نتيجة الأعداد اليومية من الشهداء على أبواب مراكز التوزيع الأميركية، والمشاهد القاسية للتجويع في قطاع غزة"، وأوضح أن تل أبيب سعت لتحويل آلية المساعدات والتجويع "إلى وسيلة ضغط على المقاومة، عبر قهر المجتمع وتجويعه، وإدخاله في نموذج من الصوملة والاقتتال الداخلي على لقمة العيش".


أحمد الطناني: الآلية الجديدة لا تمثّل عودة حقيقية للآلية السابقة التي كانت تحت إشراف الأمم المتحدة وهيئاتها


وفي رأيه فإن "الضغط العكسي الناتج عن الصور المؤلمة الخارجة من القطاع، وأعداد الضحايا المرتفعة، دفع الاحتلال، تحت وطأة الضغوط بما في ذلك ضغوط حلفائه، إلى تغيير الآلية، مع إحاطة إعلامية مكثفة، تهدف إلى الحد من التفاعل العالمي مع المجاعة والحصار في غزة، وذلك دون التنازل عن الجوهر الاستراتيجي لمحاولاته في هندسة القطاع عبر بوابة المساعدات". وأشار إلى أن الآلية الجديدة "لا تمثّل عودة حقيقية للآلية السابقة التي كانت تحت إشراف الأمم المتحدة وهيئاتها، بل تتضمن آليات قسرية لتنظيم حركة المساعدات وأماكن توزيعها، بما يتماشى مع الخطط العسكرية الإسرائيلية الحالية والمستقبلية"، وشدد على أن هذا السلوك "يكشف عن نيّات الاحتلال الفعلية لإطالة أمد المواجهة في قطاع غزة، وتجاوز الاستحقاق الراهن ومسار المفاوضات، والتجهّز لمرحلة جديدة من العمليات العدوانية التي يُفترض أن تلي عملية عربات جدعون (منذ مايو/ أيار الماضي) التي انتهت فعلياً، دون إنهاء مفاعيلها، إذ لا يزال جيش الاحتلال يسيطر، عملياً أو بالنيران، على أكثر من 70% من مساحة القطاع".

هدف إدخال المساعدات إلى غزة

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، إنّ خطوة إدخال المساعدات إلى غزة جاءت في ظل توقف المفاوضات مع حركة حماس والرفض الأميركي لها، بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف يتكوف ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التي جاءت مفاجئة للمشهد التفاوضي، إذ كانت كل المؤشرات تشير إلى تقدم في تلك المفاوضات، وأضاف لـ"العربي الجديد" أن الهدف الرئيسي لواشنطن وتل أبيب "هو الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين ثم طرد حركة حماس من غزة دون البحث في شكل اليوم التالي بعد انتهاء الحرب". هذه السياقات، وفق إبراهيم، هي "المحدد الرئيسي لعملية إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، إذ يجري فيها تجاوز حركة حماس بالذات، مع توقف عملية التفاوض المتعلقة في الوصول إلى هدنة لمدة 60 يوماً".



وفي رأيه فإنّ "من بين السيناريوهات المطروحة أن يكون هناك رؤية أميركية لاحقاً لإنهاء الحرب تماماً، دون أن تكون حماس جزءاً من مشهد اليوم التالي في إدارة وحكم غزة". غير أن هذا الأمر، وفق إبراهيم، مرتبط "بالدرجة الأساسية بالموقف الأميركي". وأوضح أن السلوك الأميركي والإسرائيلي "استند منذ بداية حرب الإبادة في غزة على عمليات التضليل"، وبالتالي فإنّ عمليات إدخال المساعدات إلى غزة "تزامنت مع غضب وضغط عالمي رافض للسلوك الإسرائيلي بالذات مع مشاهد الوفاة في صفوف الأطفال نتيجة الجوع".


حسام الدجني: لإسرائيل أهدافاً سياسية من وراء خطوة إدخال المساعدات إلى غزة


سياسة التجويع

رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة في غزة، حسام الدجني، أن "إلقاء جزء بسيط من المساعدات الإنسانية لا يلبي بأي حال من الأحوال احتياجات قطاع غزة المنهك بفعل سياسة التجويع الممنهجة، التي تنتهجها إسرائيل بحق أكثر من مليوني إنسان"، وأوضح لـ"العربي الجديد"، أنّ لإسرائيل أهدافاً سياسية من وراء خطوة إدخال المساعدات إلى غزة "من أبرزها محاولة التخفيف من حدة الضغوط الدولية المتصاعدة التي شوّهت صورتها أمام الرأي العام العالمي، في ضوء تصاعد وتيرة الغضب"، وبيّن أن "محاولة تحسين صورتها تركّز على مشاهد الإنزال الجوي وإدخال المساعدات، وذلك لصرف الأنظار عن الجريمة الكبرى المتمثلة في الإبادة الجماعية المستمرة بحق سكان القطاع". وفي رأيه "هناك هدف آخر لا يقلّ أهمية، يتمثل في تمهيد الرأي العام الإسرائيلي لاحتمالية تخلي تل أبيب عن إدارة الملف الإنساني في غزة لصالح الأمم المتحدة ومؤسّساتها، جزءاً من استحقاقات تهدئة محتملة، خصوصاً في ظل إصرار المقاومة الفلسطينية على هذا المطلب خلال المفاوضات الجارية".




## خطوة بخطوة... حزب العمال الكردستاني ينتظر مبادرة تركيا
28 July 2025 01:00 AM UTC+00

على الرغم من أن عملية السلام بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني بدأت خطواتها الأولى بإعلان الحزب حل نفسه في 12 مايو/ أيار الماضي، وتسليم أول مجموعة من قادته ومقاتليه السلاح في فعالية رمزية جرت في مدينة السليمانية، بإقليم كردستان العراق في 11 يوليو/تموز الحالي، إلا أن العملية ما زالت تسير بتأنٍّ وحذر وخشية من الإخلال بالاتفاق من أحد الأطراف، فيما ينتظر قادة "الكردستاني" مبادرة من الحكومة التركية، لكونهم يريدون أن يكون إجراء الاتفاق عبر خطوة من طرف تليها خطوة من طرف آخر. وأثارت تصريحات قيادية بارزة في حزب العمال الكردستاني حيال خطوات إلقاء السلاح وحل الحزب، مخاوف من إمكانية حصول انتكاسة في عملية السلام الحالية، في وقت ما زالت فيه الأنظار تتجه إلى الخطوة التالية. ونقلت وسائل إعلام كردية عراقية، الخميس الماضي، عن القيادية والمسؤولة في حزب العمال الكردستاني هيلين أوميد، تأكيدها أن المضي بعملية السلام يجب أن يكون بإشراف رئيس الحزب ومؤسسه، عبد الله أوجلان. مضيفة أنه "ليس لأحد أن يتوقع مراسم أخرى لإلقاء سلاح مقاتلي الحزب، فهذا ليس ضرورياً، لماذا يجب أن يحول هذا الإجراء إلى استعراض؟ فقد أُرسِلَت الرسالة التي كان يجب أن ترسل، وقد قيل ما كان ينبغي أن يقال".

تركيا تُفرج عن قيادي في "الكردستاني"

وكانت أنقرة قد أفرجت، أول من أمس السبت، عن القيادي في حزب العمال الكردستاني ويسي أكتاش، المعتقل في سجن جزيرة إمرلي مع مؤسس الحزب عبد الله أوجلان، وفق ما أعلنت وكالة ميزوبوتاميا للأنباء المقربة من الحزب. وعملية الإفراج عن أكتاش هي الأولى في مسار "تركيا خالية من الإرهاب" التي انطلقت قبل أشهر وتتواصل مع إلقاء "الكردستاني" سلاحه بدعم حكومي. ومطلع يوليو الحالي، قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عمر جليك، إن عملية نزع سلاح حزب العمال الكردستاني المحظور في العراق ستكتمل في غضون بضعة أشهر، وإن آلية تأكيد تضم مسؤولين من المخابرات التركية والقوات المسلحة ستشرف على عملية التسليم. وأوضح في تصريحٍ صحافي، أنه "يجب أن تكتمل عملية نزع السلاح في العراق في غضون ثلاثة إلى خمسة أشهر، وإذا تجاوزت هذه الفترة، فإنها ستصبح عرضة للاستفزازات".


مهند سلوم: الاختبار الحقيقي يكمن في تمكن أنقرة من معالجة الأسباب التي أدت إلى ظهور الكردستاني من الأساس 


في السياق، أشار حكيم عبد الكريم، عضو لجنة "الحرية لأوجلان"، أحد الحراكات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني داخل العراق، إلى أن "الفعالية الرمزية التي أقدم عليها مقاتلو العمال الكردستاني في مدينة السليمانية، تعتبر حدثاً تاريخياً واستجابة سريعة لأمر أوجلان، وهي نهاية للكفاح المسلح وبداية للعمل السياسي والديمقراطي للعمال الكردستاني داخل الدولة التركية". وأوضح في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "الخطوة التي أقدم عليها الحزب في السليمانية، عملية رمزية استجابة لأوجلان لبدء مرحلة تاريخية جديدة، ونهاية الكفاح المسلحة والتوجه نحو العمل السياسي والديمقراطي داخل الدولة التركية". ولفت عبد الكريم إلى أن "الخطوة الأولى من الاتفاق بين تركيا والعمال الكردستاني أنجزت بمبادرة من الأخير، لكن الخطوة الثانية لا بد أن تكون على عاتق الحكومة التركية، عبر إجراء تعديلات في الدستور من اللجنة البرلمانية التي شُكِّلَت، وتثبيت حقوق الأكراد، بالإضافة إلى إطلاق سراح السجناء من المرضى والمسنين وتهيئة الظروف القانونية والدستورية لاندماج العمال (الكردستاني) في العمل السياسي".

في المقابل، اعتبر مصدر مسؤول من وزارة الخارجية العراقية، أن "الحكومة في بغداد تراقب خط سير الاتفاق بين أنقرة والعمال الكردستاني، وأن التأني في إجراء الالتزامات يبدو أنه يأتي في إطار منع تكرار تجارب السلام التي فشلت في السابق". وأوضح في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "العمال الكردستاني يبدو أنه جاد فعلاً في إنهاء معاناته والتحول إلى العمل السياسي، لكن الحكومة التركية تسعى للحصول على مكاسب كثيرة من الاتفاق، وربما كانت تريد فرض شروط جديدة، لكن هذه الشروط قد تهدد صمود الاتفاق".



بدوره، بيَّن الباحث بالشأن السياسي العراقي، سامان داود، أن "الجميع ينتظر الخطوة الثانية، وهي تقع على عاتق الحكومة التركية لتطبيع الأوضاع مع الأكراد، من خلال إعطاء مساحة أفضل لفسح المجال أمام أوجلان للحديث عن عملية السلام وتوجيه رسائل إلى قيادات الحزب وجمهوره، وسيكون من المهم إطلاق سراح بعض القيادات السياسية مثل صلاح الدين دمرتاش". واعتبر في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "أنقرة تبحث عن الاستمرارية في هذا الاتفاق، لأن المنطقة لا تحتمل تواصل الصراع، خصوصاً من تنامي الصراع التركي الإيراني الإسرائيلي في المنطقة، وأن تركيا تعتقد أن استمرار الصراع سيسمح للدول الأخرى بضخ الدعم لحزب العمال الكردستاني، وبالتالي استمرار النزاع، لذلك تركيا ستعمل بجهد كبير لاستمرار الاتفاق".

أما أستاذ الدراسات الأمنية في معهد الدوحة للدراسات العليا، مهند سلوم، فرأى في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "العمال الكردستاني قرر إيقاف العمل المسلح من جانب واحد وحل حزب العمال الكردستاني والتخلي عن سلاحه. وقد حصل ذلك بالفعل، وحرق الأسلحة الرمزي جاء لتأكيد جدية الحزب والتزامه التخلي عن سلاحه، وقد شكل البرلمان التركي لجنة خاصة (بالتعاون مع الجيش وجهاز المخابرات) للإشراف على نزع سلاح الحزب بشكل نظامي، وإعداد قوائم بأسماء المقاتلين لرفعها من سجلات الإرهاب، وكذلك وضع آليات لدمج المقاتلات والمقاتلين العائدين بالمجتمع المدني والاقتصادي، وإتاحة الفرصة لكوادر الحزب لأن تكون فاعلة سياسياً بعد تخليها عن السلاح. هذه اللجنة ترفع تقاريرها لرئاسة البرلمان ورئاسة الجمهورية". ولفت سلوم إلى أن "الاختبار الحقيقي يكمن في تمكن الحكومة التركية من معالجة الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ظهور حزب العمال الكردستاني من الأساس، وهي أسباب تتعلق بحقوق الأتراك الثقافية والسياسية، الذين ينحدرون من أصول كردية في تركيا. في المقابل، إن قدرة الأحزاب الكردية على تغيير خطابها التعبوي، يفتح آفاق الاندماج بالمجتمع التركي مع المحافظة على هوية الأكراد الثقافية في تركيا، من دون معالجات حقيقية معقولة لجذور هذا الصراع".



سامان داود: تركيا تعتقد أن استمرار الصراع سيسمح للدول الأخرى بضخ الدعم للكردستاني


حل "الكردستاني" نفسه

وأعلن حزب العمال الكردستاني حل نفسه وإنهاء الصراع المسلح استجابة لمؤسسه المسجون عبد الله أوجلان، وذلك بعد أيام من إعلانه عقد مؤتمره العام بين الخامس من مايو/أيار الماضي والسابع منه. وجاءت الخطوة التي من المتوقع أن تسدل الستار على صراع استغرق 47 عاماً، بعد مسار عسير ومعقد منذ ظهور الحزب في سبعينيات القرن الماضي حتى اليوم. وكانت المرحلة الحالية قد انطلقت في بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومرت بمحطات عديدة، منها لقاءات مع أوجلان في سجنه، ودعوات من أوجلان للحزب إلى حل نفسه وتسليم سلاحه، وصولاً إلى استجابة الحزب لدعوة مؤسسه. وتوجد جيوب لحزب العمال الكردستاني داخل العراق منذ عام 1984، وتحديداً في سلسلة جبال قنديل الواقعة في المثلث الحدودي العراقي الإيراني التركي، لكن وجوده ازداد بعد الغزو العراقي للكويت في عام 1990 وخروج المحافظات ذات الغالبية الكردية (أربيل ودهوك والسليمانية) عن سيطرة بغداد في عام 1991. وبعد الغزو الأميركي للعراق في 2003، تحولت مدن ومناطق كاملة في شمال العراق إلى معاقل رئيسية لـ"الكردستاني"، وهو ما دفع الجيش التركي إلى التوغل في العمق العراقي، وإنشاء أكثر من 30 موقعاً عسكرياً دائماً له في الأراضي العراقية حتى عام 2013.

وبعد اجتياح تنظيم داعش مساحات واسعة في العراق 2014، توسع الحزب إلى سنجار ومخمور وزمار وكركوك تحت عنوان حماية الأيزيديين والأكراد، لتبلغ مساحة الأراضي التي يسيطر عليها أو ينشط فيها "الكردستاني" أكثر من أربعة آلاف كيلومتر مربع. ومن أبرز معاقل الحزب في شمال العراق، سلسلة جبال قنديل، مناطق سيدكان وسوران، الزاب، زاخو، العمادية، كاني ماسي، حفتانين، كارا، متين، زمار ومخمور، سنوني وفيشخابور، في محافظات دهوك، وأربيل، والسليمانية، ونينوى.






## مؤتمر حل الدولتين: اجترار لأوسلو وشيطنة "حماس" واستعجال التطبيع
28 July 2025 01:00 AM UTC+00

تبدأ اليوم الاثنين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك فعاليات المؤتمر الدولي بشأن حل الدولتين الذي تترأسه فرنسا والسعودية وتستمر رسمياً ليومين. ويعقد المؤتمر على مستوى وزراء الخارجية، على أن يعقد القسم الثاني منه على مستوى قادة الدول أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيعة المستوى في نيويورك، خلال الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر/أيلول المقبل، أو في باريس، بحسب دبلوماسي فرنسي تحدث للصحافيين في نيويورك قبل أيام. ويأتي عقد المؤتمر على قسمين، بعدما أُجّل بسبب الحرب الإسرائيلية على إيران (13-24 يونيو/حزيران الماضي)، إذ كان من المفترض عقده بين 17 و20 يونيو الماضي.

هل هذا أوسلو جديد؟

تعقد السلطة الفلسطينية الكثير من الآمال على مؤتمر حل الدوليتن وتبعاته، وفق ما قاله مندوب فلسطين للأمم المتحدة في نيويورك، رياض منصور، خلال مقابلة مع "العربي الجديد"، أول من أمس السبت، بما فيها أن تتخذ الدول، وخصوصاً الفاعلة منها، خطوات جذرية تؤدي إلى إنهاء الاحتلال من بينها الاعتراف بالدولة الفلسطينية والضغط على إسرائيل عسكرياً وتجارياً. لكن هناك أصوات كثيرة مختصة تشكك بجدية المؤتمر إن لم تتبعه خطوات واضحة وجدية تلتزم فيها الدول.

أما السفير الباكستاني، رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي، عاصم افتخار أحمد فقد عبر عن تفاؤله الحذر بشأن المؤتمر ووصفه في مقابلة مع "العربي الجديد" من نيويورك، الأسبوع الماضي، بأنه "سيكون فرصة مهمة في هذه المرحلة". وأضاف أنه "سيخدم هدف تحقيق ما لم يتمكن مجلس الأمن من تحقيقه، أي تحقيق التزامات في مجال صون السلم والأمن الدوليين، وتوفير أفق سياسي لمستقبل فلسطين وحل الدولتين والسلام والاستقرار على المدى الطويل في الشرق الأوسط". هناك الكثير من التوقعات. بحسب أحمد، فمؤتمر حل الدولتين يطرح جدول أعمال شاملاً، ويُوصف بأنه ليس مجرد مؤتمر عادي، بل هو أكثر من ذلك، وأكثر واقعية من حيث نتائجه (المتوقعة). يشمل ذلك "توقعات بالاعتراف بالدولة الفلسطينية ووضع خطوات ملموسة نحو (تحقيق) حل الدولتين ودعم الدولة الفلسطينية عن طريق المساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار والمساعدة الاقتصادية وبناء المؤسسات".



هذا التفاؤل تحاول فرنسا بدورها تسويقه، إذ استبق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المؤتمر بأيام، بعد أشهر من المد والجزر، بالإعلان الخميس الماضي عن نيته الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيعة المستوى في نيويورك، سبتمبر المقبل. وبما يشبه الشروط لإقامة دولة فلسطينية أضاف في رسالة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن "علينا في نهاية المطاف بناء دولة فلسطين، وضمان قابليتها للبقاء والسماح لها، بموافقتها على أن تكون منزوعة السلاح واعترافها الكامل بإسرائيل، بأن تساهم في أمن الجميع بالأوسط". لكن الجانب الفرنسي وضع سياقاً للمؤتمر وتصورات فرنسية يبدو أنها لا تتضمن الكثير من الجديد في المواقف الغربية السائدة منذ أوسلو (1993)، بل تهدف إلى العودة لسياقه على الرغم من فشله. ولم يكن جديداً ضرب المطرقة على رأس الجانب الفلسطيني ليقدم المزيد من التنازلات في زمن الإبادة أمام الفتات.

وبرز أول من أمس السبت، تصريح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، بأن دولاً عربية ستندد بحركة حماس، وستدعو إلى نزع سلاحها خلال الاجتماع الوزاري بالأمم المتحدة، في خطوة تهدف إلى حث المزيد من الدول الأوروبية على الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ففي مقابلة مع صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الأسبوعية الفرنسية، قال بارو إن هذه الخطوة تأتي في إطار مبادرة مُخطط لها منذ فترة طويلة بين فرنسا والسعودية، مضيفاً أنه "لأول مرة، ستندد دول عربية بحماس وستدعو إلى نزع سلاحها، مما سيُعزز عزلتها النهائية". وأشار إلى أن "دولاً أوروبية بدورها ستؤكد عزمها على الاعتراف بدولة فلسطين"، لافتاً إلى أن "نصف الدول الأوروبية أقدمت على هذه الخطوة، بينما تدرس جميع الدول الأخرى ذلك". أما الجانب الإسرائيلي والأميركي فيرفض المشاركة في المؤتمر اليوم، على الرغم من أنه مؤتمر أممي، أي أنه يعقد بموجب قرار تبنته الجمعية للأمم المتحدة في الثالث من ديسمبر/كانون الأول 2024 تحت عنوان "تسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية".

وخلال الأسبوع الماضي، توالت تصريحات مسؤولين أوروبيين حول احتمالية الاعتراف بدولة فلسطينية، وسط ضغوط داخلية واضحة. فقد اعتبرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، في تصريح لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، أول من أمس السبت، أنها تؤيد بشدة قيام دولة فلسطين "لكنني لا أؤيد الاعتراف بها قبل إقامتها"، مضيفة أنه "إذا تم الاعتراف على الورق بشيء غير موجود، فقد تبدو المشكلة وكأنها حُلّت وهي لم تُحل". وكان وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، أكد في بيان الجمعة الماضي، أن الاعتراف بدولة فلسطينية يجب أن يقترن باعتراف هذه الدولة بإسرائيل. وبينما تعهد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأسبوع الماضي، بالاعتراف بدولة فلسطينية، لكن على أن يكون ذلك جزءاً من عملية السلام في الشرق الأوسط، هدد حزب معارض صغير في البرلمان البريطاني، أمس الأحد، بطرح مشروع قانون للاعتراف بدولة فلسطينية و"فرض التصويت" عليه في حال استمر ستارمر برفض هذه الخطوة.

وأعلن ستيفن فلين، رئيس كتلة الحزب الوطني الاسكتلندي في البرلمان (الذي يدعو لاستقلال اسكتلندا، ويشغل تسعة مقاعد من أصل 650 مقعداً) أن الحزب "سيتقدم بمشروع قانون للاعتراف بفلسطين عند عودة البرلمان سبتمبر المقبل (انتهاء العطلة الصيفية للبرلمان)، وسيفرض التصويت عليه إذا لزم الأمر". وأضاف أنه "يجب على كير ستارمر أن يتوقف عن الدفاع عما لا يمكن الدفاع عنه، وأن يجد الشجاعة لمطالبة إسرائيل بإنهاء حربها الآن (على غزة)". ويأتي تهديد الحزب الوطني الاسكتلندي بعد أن طالب أكثر من 220 نائباً بريطانياً، بينهم العشرات من حزب العمال الحاكم الذي يتزعمه ستارمر، الجمعة الماضي، بأن تحذو الحكومة حذو فرنسا وتعترف بدولة فلسطينية.

"السلال" أو الشروط الفرنسية

بعيداً عن التصريحات، لعل ما يهدف إليه المؤتمر وما يأتي بعده، على الأقل من وجهة نظر دول غربية وعلى رأسها فرنسا، كان واضحاً في إحاطة صحافية مطولة عقدها دبلوماسي فرنسي رفيع المستوى، فضل عدم الكشف عن اسمه. فقد أشار الدبلوماسي للصحافيين المعتمدين لدى الأمم المتحدة في نيويورك، قبل يومين، بداية إلى السياق الزمني الذي يعقد فيه المؤتمر والظروف على الأرض، حيث تشهد الضفة الغربية المحتلة تصعيداً كما الحرب في غزة. ووصف المؤتمر بأنه خطوة أولى، وليس هدفاً بحد ذاته، للحفاظ على "حل الدولتين وإعادة خلق ديناميكية دبلوماسية تُسهم في إعادة إطلاق آفاق هذا الحل".


دبلوماسي فرنسي: ستأخذ مسألة اليوم التالي في غزة، وإعادة إعمارها، والحوكمة والأمن في غزة، ونزع سلاح حماس، حيزاً هاماً من المؤتمر


ولفت الانتباه إلى المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في غزة، معبراً عن تفاؤله الحذر في "التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت بحلول الأسبوع المقبل، وأن يُفضي هذا الوقف المؤقت لإطلاق نار دائم". لذلك وفق الدبلوماسي الفرنسي "ستأخذ مسألة اليوم التالي في غزة، وإعادة إعمارها، والحوكمة والأمن في غزة، ونزع سلاح حماس، حيزاً هاماً من المؤتمر". وشدد في الوقت ذاته على أن النقاش يجب أن يذهب إلى ما هو أبعد لإعادة إطلاق ديناميكية حل الدولتين.

بعد مؤتمر حل الدولتين

الديناميكية التي تحدث عنها الدبلوماسي الفرنسي تشمل أربع سلال. السلة الأولى، هي الاعتراف بالدولة الفلسطينية من الدول التي لم تعترف بها بعد، وهو ما أعلنه الرئيس الفرنسي. وعزا السبب وراء هذه الخطوة إلى "أننا نكرس بذلك التزام المجتمع الدولي بحل الدولتين في الوقت الذي يشكك فيه العديد من قادة اليمين الإسرائيلي المتطرف علناً في هذا الحل". وتابع: "كما سيعزز ذلك موقف الأطراف الفلسطينية الممثلة في السلطة الفلسطينية، التي اختارت لعقود السلام واللاعنف والاعتراف بإسرائيل والتفاوض لإقامة دولة، في مواجهة الأطراف التي اختارت العنف والإرهاب، مثل حماس". أما السلة الثانية فهي تطبيع دول عربية ومسلمة مع إسرائيل ودمجها الإقليمي. وأوضح الدبلوماسي الفرنسي أنه "لا أقول إننا سنشهد تطبيعاً للدول مع إسرائيل في أسبوع المؤتمر، فهذا لن يحدث، لكننا نعمل على أن تؤكد الدول العربية والإسلامية ليس فقط رغبتها بالتطبيع في حال قيام دولة فلسطينية أو في حال كان هناك مسار نحوها، بل أيضاً أن توضح إلى أي مدى يمكن أن يذهب هذا التطبيع والتكامل الإقليمي، سواء من الناحية الاقتصادية أو من حيث بناء هيكلية أمنية إقليمية".

وحول السلة الثالثة فهي تتمحور حول "إصلاح الحكم الفلسطيني"، إذ اعتبره الدبلوماسي الفرنسي "ضرورياً لتعزيز مصداقية احتمال قيام الدولة الفلسطينية"، مضيفاً أن "في هذا الملف، رأيتم أن الرئيس عباس كتب (منتصف يونيو الماضي) رسالة إلى رئيسي المؤتمر (السعودية وفرنسا)، وإلى الرئيس الفرنسي، تتضمن عدداً من الالتزامات غير المسبوقة". ولفت الانتباه إلى ما جاء في رسالة عباس قائلاً "لأول مرة، وبكل وضوح دان (عباس) المجزرة التي وقعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول (2023). ودعا إلى إطلاق سراح جميع الأسرى (المحتجزين الإسرائيليين) فوراً ودون قيد أو شرط. كما دعا إلى نزع سلاح حماس. وأعرب عن استعداده لإنهاء نظام مكافآت الدفع (مستحقات عائلات الشهداء والأسرى الفلسطينيين) الذي يُكافئ الإرهاب، إلى حد ما، واستعداده لإصلاح محتوى الكتب المدرسية التي تستخدمها السلطات الفلسطينية، وهو مطلب إسرائيلي قائم منذ زمن".



وتابع الدبلوماسي الفرنسي أن عباس أوضح كذلك أن "دولة فلسطين ستكون منزوعة السلاح، وهو أيضاً مطلب إسرائيلي رئيسي وذكره (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو في خطاب ماريلاند قبل 15 عاماً (حول عملية السلام مع الفلسطينيين)". وتحدث الدبلوماسي الفرنسي عن وعود عباس بأن تجرى "خلال عام واحد، انتخابات رئاسية وتشريعية فلسطينية تهدف إلى تجديد القيادة الفلسطينية، وأنها ستكون مفتوحة أمام كل الأطراف التي تلتزم بمبدأ أوسلو"، معتبراً أن "هذا يعني أن حماس لا يمكن أن تكون جزءاً منها، نظراً لموقفها الحالي". أما السلة الرابعة "التي نعمل عليها هي نزع سلاح حماس وإبعادها عن الحكام الفلسطيني. هذا أمر بالغ الأهمية، وهو أساسي لأي احتمالات لحل الدولتين، بما يضمن أمن إسرائيل بضمان إبعاد حماس عن أي دور في مستقبل هذا الحل".


اللافت في التصريحات الفرنسية غياب الحديث عن أي خطوات من إسرائيل، وهي الدولة القائمة بالاحتلال


اللافت في التصريحات الفرنسية غياب الحديث عن أي خطوات من إسرائيل، وهي الدولة القائمة بالاحتلال، لتنفيذ "حل الدولتين". ومن غير الواضح كيف تتسق هذه الأطر الفرنسية مع ورش العمل أو الطاولات المستديرة الثماني (اجتماعات غير رسمية تستخدمها الأمم المتحدة أداةً لحل النزاعات والقضايا الدولية) التي يتم التحضير لها في نيويورك. كما من المتوقع أن يتبنى المؤتمر ورقة أو بياناً ختامياً لم تتضح معالمه بعد ولكن من المستبعد أن يذهب إلى تحديد خطوات فعلية تدعو للضغط عن طريق المقاطعة التجارية مثلاً أو وقف تسليحها. وعلى ما يبدو فإن الفهم الفرنسي، وقد يكون الغربي عموماً، لهذا المؤتمر، يتمثل بترسيخ نسخة جديدة من أوسلو وكأن ثلاثين عاماً بعد توقيعه وفشله لم تكن كافية.

حاول السفير الفلسطيني للأمم المتحدة، رياض منصور، خلال المقابلة مع "العربي الجديد"، التخفيف من وطأة المطالب الفرنسية فوضعها في سياق أنها مما يمكن التفاوض عليه. لكن إذا نظرنا إلى موقف السلطة الفلسطينية عموماً فهو لا يبدو متسقاً مع الموقف الشعبي الفلسطيني الذي يقف وراء مقاومته على الرغم مما عاناه ويعانيه. في ورقة نشرتها، الأسبوع الماضي، حول المؤتمر اليوم، ناشدت منظمة "هيومان رايتس واتش" الدول الأعضاء في الأمم المتحدة "إلى الالتزام علناً باتخاذ إجراءات ملموسة (ضد إسرائيل)، بما في ذلك تدابير مُحدّدة زمنياً، كعقوبات مُحدّدة الأهداف، وحظر توريد الأسلحة، وتعليق اتفاقيات التجارة التفضيلية، والالتزام الواضح بدعم إنفاذ جميع أوامر الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، والتي تهدف إلى إنهاء إفلات السلطات الإسرائيلية من العقاب". كما دعت الدول الأعضاء إلى "اعتماد قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة خلال المؤتمر يُحدّد هذه الالتزامات، ومتابعة ذلك بتقرير دوري حول مدى امتثالها".

وكما يقول العرب "ستبدي لك الأيام ما كنت تجهل"، فستتضح النوايا خلال الأسابيع والأشهر المقبلة لكن كيف يمكن تصديق ادعاء دول لم تتمكن من الضغط على إسرائيل لإدخال مياه نظيفة وطعام لغزة التي تباد؟ كيف يمكن تصديق ادعاءاتها بأنها تريد اتخاذ خطوات فعلية لفرض حل الدولتين؟ سيظهر من خلال الوثيقة الختامية التي من المتوقع أن يعتمدها المؤتمر والتي من المفترض أن تكون عملية المنحى وتحمل عنوان "تسوية القضية الفلسطينية بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين"، مدى جدية تلك الدول ورغبتها بالتعجيل "ورسم مسار لا رجعة فيه باتجاه التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين" كما ينص عليه قرار الجمعية العامة آنف الذكر حول المؤتمر.




## غضب في ألمانيا من الانحياز الفجّ لإسرائيل
28 July 2025 01:00 AM UTC+00

يكبر الغضب في ألمانيا من موقف الحكومة تجاه إمعان إسرائيل في سياسة تجويع الفلسطينيين في قطاع غزة، خصوصاً لجهة عدم استخدامها أوراق الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو، ولا سيما بعدما امتنع المستشار الألماني فريدريش ميرز عن التوقيع على النداء الدولي لإنهاء الحرب في غزة على الفور، الذي شاركت فيه 30 دولة من بينها بريطانيا وفرنسا، وصدر في 21 يوليو/تموز الحالي.

وأعرب الحزب الاشتراكي الديمقراطي (حزب المستشار السابق أولاف شولتز)، الشريك في الائتلاف الحاكم (مع حزب ميرز "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" وشريكه "الاتحاد الاجتماعي المسيحي") عن اعتراضه إزاء سلوك المستشار، بعدم توقيع الحكومة على نداء وقف حرب غزة، على اعتبار أن ذلك بمثابة خطأ فادح في التقدير، مع تضاؤل تفهم موقف برلين على الساحة الدولية تجاه إسرائيل. وأي اعتراض يكون شولتز مشاركاً فيه يبدو غريباً، ذلك أن الرجل أكثر من أرسى خلال توليه رئاسة الحكومة هذا النهج الألماني المؤيد علناً وبشكل فجّ لإسرائيل ولجرائمها.

ألمانيا تتجاهل نداء غزة

ونصّت ورقة كتلة نواب "الاشتراكي الديمقراطي" في البوندستاغ (البرلمان الألماني) التي قدمت في 22 يوليو، عقب تجاهل ميرز التوقيع، على أن الوضع في غزة كارثي ويمثل مأساة إنسانية، ووصل إلى نقطة اللاعودة، مطالبين بعواقب واضحة وفورية، ومشدّدين على أنه ينبغي للحكومة الألمانية الانضمام إلى المبادرات على المستوى الأوروبي. وقال الأمين العام للاشتراكي، تيم كلوسندورف، في تصريحات لقناة "فيلت" الإخبارية في 23 يوليو، إنه بات يتعين على برلين، بعد أشهر من الانتقادات لأفعال إسرائيل في غزة، من دون أي تأثير، ألّا تتوانى عن هذا النوع من المطالبات لإنهاء الحرب. كذلك فإن المتحدث باسم الشؤون الخارجية في "الاشتراكي"، آديس أهميتوفيتش، والزعيم السابق للكتلة البرلمانية للحزب، رولف موتزينيتش، أرسلا الأسبوع الماضي، رسالة لميرز، ولوزير الخارجية يوهان فاديفول، طلبا فيها حصول تغيير في السياسة المعتمدة تجاه إسرائيل، مقترحين تعليق اتفاق الشراكة الألمانية الإسرائيلية، وتعليق تصدير الأسلحة لدولة الاحتلال.


برزت مطالبة مجموعة تضم أكثر من 130 دبلوماسياً في الخارجية الألمانية بنهج أكثر صرامة تجاه إسرائيل


وتوازياً مع ذلك، برزت مطالبة مجموعة تضم أكثر من 130 دبلوماسياً في الخارجية الألمانية بنهج أكثر صرامة تجاه إسرائيل، بحسب ما ذكرت صحيفة دير شبيغل في 24 يوليو، وأفيد وفق الصحيفة، بأن مجموعة من الدبلوماسيين الشباب تقف وراء هذه المطالبة، التي أكدت الخارجية الألمانية حصولها، وهي تعدّ غير مألوفة داخل الوزارة، فيما تجري محاولة ترتيب اجتماع مع الوزير فاديفول.



وكان ميرز قد دافع عن عدم مشاركة ألمانيا في نداء السلام المشترك من أجل غزة، معتبراً أن مثل هذه الدعوات لا تجدي نفعاً، وأن المحادثات المباشرة أكثر فائدة من التصريحات العلنية. وقال المستشار الألماني، الأسبوع الماضي، إنه يطالب على الدوام بوقف التدخلات العسكرية في القطاع، وبوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة بطريقة آمنة. ومن وجهة نظره، يجب إيجاد نظام عملي لما بعد الحرب، مع الأخذ بالاعتبار الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية وحقّ الفلسطينيين في تقرير المصير. وذكّر ميرز الأسبوع الماضي بأن برلين شاركت بفعالية في صياغة النصّ الذي اعتمده المجلس الأوروبي في مايو/أيار الماضي، وتحدث عن وجوب وقف إطلاق النار في قطاع غزة فوراً. ويذكر أن قمة الاتحاد الأوروبي في يونيو/حزيران الماضي، دعت أيضاً إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، والإفراج غير المشروط عن جميع المحتجزين الإسرائيليين، وطالبت إسرائيل برفع الحصار بالكامل، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. وكان ميرز قد وصف في تصريحات له صدرت في 18 يوليو نهج إسرائيل تجاه غزة بأنه "لم يعد مقبولاً".

لكن العضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ولاية بريمن، راينر ديفيرث، قال في حديث لـ"العربي الجديد"، إن رسالة النداء تدين القتل اللاإنساني للمدنيين، وعدم توقيع الحكومة الألمانية عليها يبرهن عن مدى تعجرف ميرز، وبالتالي ازدواجية المعايير عند صنّاع القرار في البلاد. فمن جهة، على حدّ قوله، هم يصنفون أنفسهم مدافعين عن حقوق الإنسان، ومن جهة أخرى يتعاملون ببرودة مع ارتكابات نتنياهو بحق الفلسطينيين، وباتوا شهود زور على الجحيم والمأساة التي يعيشها هؤلاء منذ قرابة العامين، وسط الدمار والجوع ونقص الغذاء والماء والرعاية الصحية. وذكّر ديفيرث في حديثه بأن الحكومة الألمانية ترفض تعليق اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، عدا عن أنه يُحافَظ حالياً على بعض شحنات الأسلحة رغم الإبادة الجماعية وتضور الأطفال جوعاً.


دي تسايت: ليس من السهل على برلين التمييز بوضوح بين التضامن مع الدولة والتضامن مع الحكومة


وبرأيه، فإنه لا مناص من القول إن برلين مطالبة بدعم مثل هذه الأنشطة الدولية لوقف هذه المعاناة في تلك المنطقة من الشرق الأوسط، ولا سيما أن النقطة المهمة في وثيقة الدول الموقعة على نداء وقف الحرب، كانت أكثر حدّة في صياغتها من ورقة المجلس الأوروبي، ولا تطالب إسرائيل بتحسين الوضع الإنساني المدمر في غزة فقط، بل تحملها مسؤولية مباشرة عن هذا الوضع تحديداً. وختم بأنه لم يعد بالإمكان فهم أفعال إسرائيل بوضوح هناك، لكن يبدو أن نتنياهو يخطّط لطرد الفلسطينيين.

من جهته، قال أندرياس شولر، العضو في المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان، في حديث لقناة "أيه آر دي" الإخبارية في 23 يوليو الحالي: "أتفهم موقف ألمانيا الخاص، لكن القانون الدولي أيضاً هو إنجاز للمجتمع الدولي بعد الحرب العالمية الثانية. وعليه، يجب القبول به تماماً مثل حق إسرائيل في الوجود".

في اليوم ذاته، ردّ وزير الخارجية يوهان فادفول، على كلّ هذه المطالبات، قائلاً لصحيفة "دي فيلت" إنه لا أحد يستطيع أن يطالب ألمانيا بالتخلي عن إسرائيل المهدّدة من إيران وجماعة الحوثيين (اليمن) وحزب الله (لبنان) وحماس.

مصلحة أمنية

وتعليقاً على موقف الحكومة الألمانية من الكارثة الإنسانية في غزة، كتبت صحيفة "دي تسايت" في 23 يوليو "أنه من منظور الواقعية السياسية، ليس من السهل على برلين التمييز بوضوح بين التضامن مع الدولة والتضامن مع الحكومة، لأن كل الحكومات الإسرائيلية ستظل ذات مصلحة أمنية بالغة الأهمية في المستقبل، وعلى اعتبار أن القوة العسكرية ضرورة للبقاء، لكن لا يجب التجاهل بأن تلك القوة وحدها لا تضمن أمناً كافياً، فالأمن لا يُخلق بالقوة الصلبة فحسب، بل بالقوة الناعمة بشكل أساسي". وأضافت: "بعبارة أخرى، ليس الضعف العسكري فقط ما قد يشكّل مشكلة، إنما الضعف الأخلاقي أيضاً. والدمار الذي تلحقه إسرائيل حالياً بقطاع غزة يصيب أجيالاً من الفلسطينيين بالصدمة، وهذا بدوره يُرجّح أن يكون أسوأ شرط ممكن لسلام دائم". وعلى برلين، وفق الصحيفة، "إذا ما أرادت ممارسة نفوذها في الشرق الأوسط والمساهمة في سلام محتمل، أن ترفع صوتها عالياً ضد انتهاكات حقوق الإنسان، وإلا فإنها ستقزّم نفسها، وعلى المدى المتوسط ستصبح شريكة في الجريمة، وبلا نفوذ لإسرائيل أيضاً". 

وفي خضم ذلك، طالب رئيس المجلس الأعلى للمسلمين، عبد الصمد اليزيدي، في حديث مع "العربي الجديد"، الحكومة الألمانية وجميع الطوائف الدينية في البلاد، والمجتمع الدولي، بتحمل مسؤولياتها والضغط من أجل السماح الفوري غير المشروط بإدخال المساعدات الإنسانية لشعب فلسطين، والعمل على الوقف الدائم لإطلاق النار، لأن الأمور لا تحتمل المزيد من الانتظار، وفق تحذيره.

أما زعيمة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر الألماني، كاتارينا دروغه، فدعت في تصريح لشبكة صحف دويتشلاند الألمانية الإعلامية، في 24 يوليو، إلى فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير، لأن كليهما برأيها يدعو بصراحة إلى العنف ضد المدنيين الفلسطينيين والتهجير، ودعم بناء المستوطنات في الضفة الغربية، ما يشكّل انتهاكاً للقانون الدولي. وأشارت إلى أنه لا بد من موقف واضح من الحكومة الألمانية ووقف صادرات الأسلحة لإسرائيل، معتبرة أنه "إذا كان المستشار ميرز جاداً في كلامه، فعلى ألمانيا التوقيع". في المقابل، رأى عضو لجنة الشؤون الخارجية في البوندستاغ، ستيفان ماير، المنتمي إلى "الاجتماعي المسيحي"، الشريك الأصغر في الائتلاف، في حديث مع موقع "دويتشلاندفونك"، في 23 يوليو الحالي، أن مثل هذه النداءات العامة حسنة النية، ولكنها غير فعّالة.






## ملامح ليبية في السودان: حكومة ومجلس رئاسي لـ"الدعم السريع"
28 July 2025 01:00 AM UTC+00

في تطور يعد من الأكثر خطورة في مسار الحرب السودانية، أعلن "تحالف السودان التأسيسي" الذي تقوده قوات الدعم السريع، أول من أمس السبت، عن تشكيل حكومة موازية وتضم مجموعات وأحزاباً سياسية وحركات مسلحة، لتكون موازية للحكومة المركزية التي يقودها الجيش (برئاسة كامل إدريس ولا تزال غير مكتملة). وقد أثار الإعلان تحذيرات ومخاوف من غد غير مبشّر، ربما يشبه السيناريو الليبي لجهة التقسيم الفعلي لهذا البلد وسيطرة مليشيات عليه واتساع نفوذ دول أجنبية على قرارها وزيادة التصعيد العسكري، وإجهاض مساعي الحلول بين الطرفين المتقاتلين، الجيش و"الدعم السريع"، في ظل تدهور مريع للأوضاع الإنسانية جرّاء استمرار الحرب منذ 15 إبريل/نيسان 2023. 

مجلس رئاسي وحكومة لـ"الدعم السريع"

وقد عيّنت "الدعم السريع" مجلساً رئاسياً وحكاماً للأقاليم السودانية، إلى جانب رئيس للحكومة الموازية، هو عضو مجلس السيادة الانتقالي السابق محمد حسن التعايشي، والذي يتوقع أن يعلن بدوره عن تشكيل حكومته خلال الأيام المقبلة. وجاءت الخطوة بعد نحو ثلاثة أشهر من تعيين الجيش السوداني رئيساً للوزراء ليشكل حكومة جديدة.

وكانت جماعات سياسية وحركات مسلحة متحالفة مع "الدعم السريع" قد وقعت، في 22 فبراير/شباط الماضي، ميثاقاً سياسياً في نيروبي، لتشكيل "حكومة" موازية في المناطق التي تسيطر عليها مليشيات "الدعم السريع". وينص الميثاق على أن يكون السودان "دولة علمانية وديمقراطية وغير مركزية".


تمّ تعيين حميدتي رئيساً للمجلس الرئاسي، وزعيم الحركة الشعبية ـ شمال عبد العزيز الحلو نائباً له


وأطلق "تحالف السودان التأسيسي" على حكومته الجديدة اسم "حكومة السلام الانتقالية". وقال المتحدث باسم التحالف علاء الدين نقد، في بيان مصور من مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، أول من أمس السبت، إن الهيئة القيادية للتحالف قرّرت تشكيل مجلس رئاسي من 15 عضوا، من ضمنهم حكام الأقاليم، والذين بحكم مناصبهم ينوبون عن رئيس المجلس الرئاسي عن أقاليمهم. وأعضاء المجلس الرئاسي هم: قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) رئيسا، ورئيس الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو نائباً له، وعضوية: الطاهر حجر، محمد يوسف أحمد، حامد حمدين النويري، عبد الله إبراهيم عباس، خلودي فتحي سالم، إلى جانب حكام الأقاليم وهم: الهادي إدريس حاكماً لإقليم دارفور، جقود مكوار حاكماً لإقليم جنوب كردفان - جبال النوبة، جوزيف توكا حاكماً لإقليم الفونج الجديد "النيل الأزرق"، صالح عيسى حاكماً للإقليم الأوسط، مبروك مبارك سليم حاكماً للإقليم الشرقي، أبو القاسم الرشيد حاكماً للإقليم الشمالي، فارس النور حاكماً للخرطوم، وحمد محمد حامد حاكماً لإقليم كردفان.



وقد قسّم التحالف السودان إلى ثمانية أقاليم، في حين أن النظام الاداري في البلاد يمزج بين الولايات والأقاليم، وتتكون البلاد من 18 ولاية، وهناك إقليم دارفور الذي يتشكل من خمس ولايات، وهي ولاية شرق دارفور، وولاية غرب دارفور، وولاية جنوب دارفور، وولاية وسط دارفور، وهي تحت سيطرة الدعم السريع، بينما تقع الولاية الخامسة وهي شمال دارفور وعاصمتها مدينة الفاشر تحت قبضة الجيش، وتتميز دارفور بحدود مع كل من تشاد، وليبيا وأفريقيا الوسطى. ولا تسيطر الدعم السريع وحلفاؤها على جميع الأقاليم التي أعلنتها في التقسيم الجديد، إذ يسيطر الجيش على الولاية الشمالية، وولاية نهر النيل، وكسلا، وسنار، والنيل الابيض، والنيل الأزرق، وولاية البحر الأحمر، وأجزاء من ولاية شمال كردفان، وأجزاء من ولاية غرب كردفان، ويسيطر أيضاً على الجزء الأكبر من ولاية جنوب كردفان، بينما تسيطر الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو المتحالفة مع الدعم السريع على أجزاء أخرى في الولاية.
وتشارك في الحكومة الموازية مجموعة من الكيانات السياسية والحركات المسلحة والشخصيات، أبرزها ثلاثة من أعضاء مجلس السيادة السوداني السابق، وهم: محمد حسن التعايشي، ورئيس تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر، ورئيس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي الهادي إدريس، إلى جانب رئيس الحركة الشعبية شمال (في ولاية جنوب كردفان) عبد العزيز الحلو، ورئيس حزب الأسود الحرة في شرق السودان مبروك مبارك سليم.

كما أن جوزيف توكا الذي تمّ تعيينه حاكماً لإقليم الفونج هو قائد عسكري في الحركة الشعبية بقيادة الحلو، ومعه جقود مكوار حاكم جنوب كردفان، وفارس النور وهو أحد مستشاري قائد "الدعم السريع". ولم تظهر أسماء معروفة يتوقع أن تُعيَّن لاحقا ضمن الوزراء.

وفي أول ردّة فعل، شنّ الجيش السوداني هجوماً لاذعاً على حكومة الدعم السريع الموازية، وقال المتحدث باسمه نبيل عبد الله، في بيان أمس الأحد، إن "حكومة المليشيا المزعومة تمثيلية سمجة لخليط مشوه من الجهلة والعملاء ومجرمي الحرب، وهي محاولة بائسة لشرعنة مشروعهم الإجرامي ولتمرير أجندة من يدعمونهم من الخارج". واعتبر عبد الله أن هذه الحكومة هي محاولة خداع حتى "لشركائهم في الخيانة، لأن المشروع الحقيقي لآل دقلو هو الاستيلاء على السلطة لتحقيق طموحهم الذاتي غير المشروع، ومشروعهم العنصري في حكم بلد لم ينتموا إليه يوماً، ولم تربطهم به سوى أطماع السرقة والنهب المحمي بالنفوذ". وأضاف: "وفي سبيل ذلك يلعبون بكل الأوراق الممكنة، بما فيها قبولهم أن يكونوا مجرد أداة لتمرير أجندة إقليمية أكبر من استيعابهم المحدود".


ياسر عرمان: للمرة الأولى منذ عام 1956، يشهد السودان حكومتين في بلد واحد


من جهته، حذر رئيس الحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي (تنظيم سياسي)، ياسر عرمان، من تكرار النموذج الليبي في السودان بوجود حكومتين تتنافسان على السلطة، وقال في تصريح على صفحته بموقع فيسبوك أمس: إنه للمرة الأولى منذ عام 1956، يشهد السودان حكومتين في بلد واحد، تتنافسان على السلطة والموارد والشرعية، ويعملان على إطالة أمد الحرب، مضيفاً أن الطريق القصير للسلام هو جلوس الأطراف للوصول إلى وقف إطلاق نار إنساني فوري ينهي الكارثة الإنسانية، ويوفر الحماية للمدنيين، ثم إنهاء الحرب بمخاطبة جذورها، وعلى رأسها إقامة دولة المواطنة بلا تمييز، والديمقراطية، والتنمية، والعدالة، والمحاسبة، والجيش المهني، وغير ذلك.

بدوره، قال التيار الوطني (تنظيم سياسي) في بيان صحافي، أمس، إن خطوة مليشيا الدعم السريع بتشكيل ما يسمى بـ"المجلس الرئاسي الانتقالي" وتعيين رئيس وزراء، خطوة لا تستند إلى أي شرعية وطنية أو توافق سياسي، وتكرس لمزيد من الانقسام والتشظي في الدولة السودانية.

وأضاف التنظيم، الذي يطالب بتصنيف "الدعم السريع" منظمة إرهابية، أن هذه الخطوة تمثل استمرارا لمسار فرض الأمر الواقع بقوة السلاح، ومحاولة بائسة لمنح غطاء سياسي لمليشيا ارتكبت، ولا تزال، جرائم مروعة بحق المدنيين، وتسببت في مآس إنسانية، وأضرار جسيمة ببنية الدولة والمجتمع. وشدّد التيار الوطني على أن مثل هذه القرارات الأحادية، الصادرة من مليشيا مسلحة خارجة عن القانون، لا يمكن أن تفضي إلى حلّ، بل تفاقم الأزمة، وتهدد وحدة السودان واستقراره، وتغلق أبواب التسوية العادلة والشاملة.

لكن عضو المجلس الاستشاري لقائد الدعم السريع، إبراهيم مخير، قال في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الحكومة الموازية التي تم الإعلان عنها هي "الحكومة الشرعية والوحيدة القائمة في السودان اليوم، وليست حكومة موازية"، بحسب رأيه، مضيفا أنه لم توجد حكومة فعلية منذ انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 (تاريخ انقلاب الجيش على الحكومة المدنية آنذاك). وأشار مخير إلى أن الحكومة الموازية هي "حكومة تأسيس" تعد آلية وطنية للوحدة والسلام، وجاءت استجابة لحاجة ملحة لنقل الصراع المسلح إلى ساحة الحوار السلمي، وذلك من خلال توسيع قاعدة المشاركة في التعبير عن الرأي وصنع القرار.


ماجد علي: لا يجب الاستهانة بالخطوة، لأن التحالف الذي تقوده "الدعم" يضم حركات وكيانات سياسية مختلفة


من جهته، قال القيادي في حزب الأمة القومي، عروة الصادق، لـ"العربي الجديد"، إن إعلان حكومة من قبل تحالف "تأسيس" ليس مفاجئاً ولا معزولاً عن السياق السياسي الراهن، وإنما هو نتيجة مباشرة لما وصفها بسياسات الإقصاء والعنف التي مارستها السلطة الانقلابية بقيادة البرهان، وبغطاء سياسي وفكري من تيارات الإسلامويين، على حد وصفه. واعتبر أنه منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021، تم اتخاذ قرارات ممنهجة لتجريف المسار الانتقالي، وتفكيك الحواضن المدنية، وقمع القوى الثورية، بل ووصل الأمر إلى الإبادة الجماعية في بعض المناطق، وهو ما مهّد الطريق لتفكك الثقة في الدولة المركزية، وفتح الباب لمشاريع بديلة، وفق رأيه.

وأضاف عروة أن تحالف "تأسيس" لم يطرح حكومة انفصال أو تمرد، بل أعلن بوضوح في نصوصه التأسيسية، حكومة تحمل اسم "السلام والوحدة"، تستهدف إعادة بناء الدولة على أسس العدالة والمشاركة. وتابع: "عليه، فإن التعامل مع هذه الخطوة من زاوية التخمينات والتحذيرات من التقسيم فيه كثير من القصور والتحامل، ولا يمكن تجاهل أن البرنامج المعلن هو برنامج وحدة طوعية، تضع حدّاً لتاريخ طويل من التهميش والهيمنة، وتستند إلى أرضية سياسية وفكرية تحاول تأسيس دولة الجميع، لا تكرار نموذج دولة المركز".

واعتبر عروة أن الخطر الحقيقي لا يكمن في إعلان حكومة موازية، بل في استمرار تعنت المؤسسة العسكرية بقيادة البرهان، ورفضها لأي حل تفاوضي يعيد السلطة إلى الشعب. ولفت إلى أن "هذا التمترس، إذا استمر، لن يقود فقط إلى تعزيز مطالب الانفصال في الغرب، وإنما سيفتح شهية مواطني الشرق، حيث تتمركز حكومة الأمر الواقع، للمطالبة بحكم ذاتي أو حتى بالانفصال، خصوصاً في ظل انسداد الأفق السياسي، وتفاقم الشعور بالإقصاء وعدم العدالة".

وتعليقاً على هذه التطورات، رأى الصحافي ماجد علي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تكوين حكومة يقودها الجيش، وأخرى تقودها "الدعم السريع"، يثبت أن الصراع في الأساس كان من أجل السلطة، لأن معظم المسؤولين في الحكومتين كانت لهم علاقة بالحكومة السابقة التي جاءت بعد الثورة الشعبية، وإسقاط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وحتى انقلاب أكتوبر 2021 الذي نفذه البرهان وحميدتي معاً قبل أن يختلفا لاحقاً. ورأى أن الخطوة التي أقدمت عليها "الدعم السريع" وحلفاؤها تشير إلى أن أي مفاوضات مقبلة بين الطرفين ستكون السلطة والثروة أهم الأجندة المطروحة فيها على الطاولة، ومن المتوقع أن يتم ربط إنهاء الحرب بتقسيم السلطة بين أطرافها.

وتوقع ماجد تصعيد العمليات العسكرية بعد تشكيل الحكومة، لتوفير الحماية اللازمة للمدن الواقعة تحت سيطرة "الدعم السريع" والحركات المتحالفة معها، والسيطرة على مناطق جديدة لتوسيع النفوذ. وحذّر من الاستهانة بهذه الخطوة، لأن التحالف الذي تقوده "الدعم" حالياً، يضم حركات وكيانات سياسية مختلفة، ولديها تأثيراتها الاجتماعية في المناطق التي يسيطر عليها الجيش، ما يعني مزيداً من الانقسام الشعبي، خصوصاً في ظل الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها "الدعم السريع"، والغبن الذي خلّفته في نفوس المواطنين بمختلف الولايات التي هاجمتها ودمّرتها.

ورأى الباحث في قضايا المجتمعات أبو القاسم إبراهيم، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن السودان كان يضمّ تسعة أقاليم من ضمنها الإقليم الجنوبي الذي أصبح دولة قائمة بذاتها الآن (جنوب السودان)، قبل أن يُلغى ذلك من قبل نظام الرئيس المعزول عمر البشير واعتماد الولايات، مضيفاً أن اعتماد حكومة "الدعم السريع" نظامَ الأقاليم هو تبنٍ لرؤية المعارضة التي كانت تطرحها خلال حكم البشير بإعادة نظام الأقاليم وانتقادها تقسيمَ الولايات الذي تسبب في فتن وصراعات أهلية.

وأشار إبراهيم إلى أنه في حال تعذر الوصول إلى حلول سياسية وتصاعد الصراع، فسيصبح السودان مقسّماً جغرافياً بسيطرة "الدعم السريع" وحلفائها على إقليم دارفور، ما عدا مدينة الفاشر (عاصمة ولاية شمال دارفور) التي تسعى بقوة حالياً إلى ضمّها، وكذلك مناطق سيطرة حركة عبد الواحد نور المحايدة في جبل مرة، والسعي لإحكام السيطرة على ولايات كردفان المجاورة، وبذلك تكون قد سيطرت على مساحة توازي نصف البلاد بحدود مع تشاد وليبيا وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان، وهي جميعها دول ذات علاقات مع قوات الدعم السريع، وهو أمر خطير وينذر بانقسام جديد للدولة، وفق تحذيره.






## مبادرتا "الإنقاذ الوطني" و"المئوية" لإحياء النقاش السياسي في سورية
28 July 2025 01:00 AM UTC+00

حاولت مبادرتا "الإنقاذ الوطني السوري" و"المئوية السورية"، اللتان ظهرتا بالتزامن خلال الأيام الماضية في سورية، كسر الجمود السياسي في هذا البلد، عبر طرح رؤى مختلفة حول العديد من القضايا التي تشغل الشارع والتي تتعلق بأُسس العقد الاجتماعي، والحقوق والحرّيات، وشكل النظام السياسي، واللامركزية، والدستور الدائم، والعدالة الانتقالية. وصدرت المبادرتان عن شخصيات تعمل في الشأن العام السياسي، والإعلامي والفكري، كان لها دور خلال سنوات الثورة في سورية على نظام الأسد. وحملت المبادرة الأولى اسم "مبادرة الإنقاذ الوطني السوري"، وأعلن عنها يوم الأربعاء الماضي، والثانية "مبادرة المئوية السورية" التي أعلنت في اليوم نفسه.

مبادرتان سياسيتان في سورية

ودعت "الإنقاذ" إلى تشكيل هيئة وطنية رسمية للحوار الوطني السوري، تضم شخصيات مستقلة ومتنوعة فكرياً وسياسياً وقومياً، مع مراعاة تمثيل النساء والشباب. وتهدف هذه الهيئة، وفق المبادرة، إلى إدارة حوارات مجتمعية موسعة داخل البلاد وخارجها، خلال مدة تتراوح بين عام و18 شهراً، بالشراكة مع النقابات والجامعات ومنظمات المجتمع المدني. من جهتها، دعت "مبادرة المئوية السورية" إلى إعادة الزخم الشعبي للمسار الوطني في مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد، وتوحيد السوريين حول مشروع ديمقراطي جامع يستند إلى مراجعة نقدية شاملة للمرحلة الانتقالية.


دعت "الإنقاذ" إلى تشكيل هيئة وطنية رسمية للحوار الوطني السوري


وهذه المرة الأولى الذي تشهد فيه سورية حراكاً سياسياً واسع النطاق منذ إسقاط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي. وهُوجمت المبادرتان فور صدورهما للرأي العام السوري، بل إن القائمين عليها تعرضوا لحملات تخوين على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل مؤيدين للإدارة السورية.

وجاء إطلاق المبادرتين في خضم تحديات كبيرة تواجهها سورية اليوم، وصلت إلى حد تهديد وحدة البلاد جغرافياً واجتماعياً، لا سيما بعد الأحداث الدامية في السويداء التي اتخذت منها إسرائيل ذريعة إضافية للتدخل في الشأن السوري وصل إلى حد قصف مبنى وزارة الدفاع وهيئة الأركان في قلب دمشق.



وعزا الباحث السياسي عباس شريفة، في حديث مع "العربي الجديد"، عدم تفاعل الشارع السوري إيجاباً مع المبادرتين إلى "عدم الثقة"، مضيفاً أن "السياقات التي طُرحت من خلالها المبادرتان اقترنت بعملية عدوان على الدولة السورية، عدوان إسرائيلي وعدوان داخلي له ارتباطات خارجية، ومن ثم جاءت المبادرتان لإدانة الحكومة وتبرير العدوان، وبالتالي لم يتفاعل الوعي الجمعي السوري مع المبادرتين، وهذا شيء طبيعي جدا، وفق تعبيره.

ويؤكد قائمون على المبادرتين، لا سيما "المئوية السورية"، أن هدفهم "الإصلاح" وليس "إسقاط الدولة" كما يروّج البعض على وسائل التواصل، معتبرين حملة التشكيك والتخوين التي تطاولهم مردها "حالة الاستقطاب والخوف على الدولة"، لافتين إلى أنها "مبادرة وطنية موجّهة للقيادة السورية، لإطلاق مسار إصلاح وطني حقيقي من داخل الدولة وبروح تشاركية".


عباس شريفة: جاءت المبادرتان لإدانة الحكومة بعد أحداث السويداء وبالتالي لم يتفاعل الوعي الجمعي السوري معهما


وفي هذا الصدد، أوضح الباحث السياسي حازم نهار، وهو أحد القائمين على مبادرة "المئوية السورية"، في حديث مع "العربي الجديد"، أن المبادرة "تمّت بجهد جماعي وشارك عدد كبير من الأشخاص في صياغتها وعُدّلت مرات عديدة ثم عرضت للتوقيع". وتابع: "أطلقنا المبادرة في ذكرى عزيزة على السوريين، وهي ذكرى الثورة السورية المئوية ضد الفرنسيين في عام 1925. رأينا أن الاحتفاء بالذكرى يتم من خلال طرح مشروع وطني للخروج من المآزق الموجودة في ظلّ تصاعد نبرة الخطاب الطائفي". وبيّن أن أكثر من ألفي سوري وقعوا على المبادرة، مشيراً إلى أنها موجهة للسلطة في دمشق. ورأى أن "الهجوم على المبادرة جاء من خلفيات مختلفة بعضها طائفي وبعضها نتيجة الاستقطاب المعيب وغير الوطني، وربما البعض يخاف على السلطة والدولة رغم أن هذه المبادرات تقوّي الدولة". وأشار إلى أنه "كان مقرراً إطلاق المبادرة قبل أحداث السويداء وكنا نخطط لاحتفالية في دمشق والسويداء، ولكن الأحداث ألقت بظلالها على المبادرة"، مضيفاً أن "معظم ما جاء في المبادرة كان تحدث عنه الرئيس السوري أحمد الشرع مثل العدالة الانتقالية وتجريم الخطاب الطائفي".

خطوة رمزية وخطرة

في الاثناء، لا تبدو السياسة حاضرة بقوة في اهتمام الكثير من السوريين المنشغلين بالأوضاع الاقتصادية وتردي حال الخدمات في البلاد بالتزامن مع التهديدات الواضحة للسلم الأهلي والاستقرار الهش، لا سيما بعد الاستعصاء السياسي المزمن في ملفي السويداء والملف الكردي في شمال شرق البلاد. وجاء إطلاق المبادرتين في وقت تتعرض فيه الإدارة السورية إلى انتقادات داخلية وخارجية على خلفية الانتهاكات التي جرت بحق المدنيين في الساحل السوري في مارس/آذار الماضي، ولاحقاً في السويداء خلال شهر يوليو/تموز الحالي، والتي لا تزال تداعيات ما جرى فيها من تجاوزات واسعة حاضرة، بما في ذلك إجلاء سكّان المحافظة من العشائر العربية وسط مخاوف من أن يكون ذلك مقدمة لتهجير دائم، في خطوة ألقت بظلالها على المشهد السوري برمته. كما جاءت المبادرتان في ظل جمود سياسي يحكم المشهد السوري، حيث لم يظهر قانون بعد يُنظم هذا المشهد، ويفتح الباب أمام تشكيل أحزاب وهيئات سياسية. 


حازم نهار: البعض يخاف على السلطة والدولة رغم أن هذه المبادرات تقوّي الدولة


وفي السياق، رأى سامر بكور، وهو بروفيسور مساعد في العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة "إكستر" في بريطانيا، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "المبادرتين، المئوية والإنقاذ، تعكسان محاولات جدية لكسر الجمود السياسي في سورية"، لكنهما، برأيه، "تفتقران إلى رؤية عملية قابلة للتنفيذ في ظل موازين القوى الحالية". وتابع أن "ضعف الحاضنة الشعبية وفشل استقطاب جمهور واسع يعكسان انفصال هذه الطروحات عن هموم السوريين اليومية، وعدم وضوح آليات التغيير". وبرأيه، "هذه المبادرات قد تفتح نقاشاً سياسياً" يمكن وصفه وفق تعبيره "بالمهم"، لكنها "تظل رمزية وخطرة إذا استُخدمت واجهةً لصراعات نخبوية". وأضاف: "مستقبلها (المبادرات) مرتبط بقدرتها على بناء جسور مع الداخل السوري وتجنب لغة البيانات النخبوية التي تعيد إنتاج العزلة، وهذا ما لا نتمناه بصفتنا سوريين".

إلى ذلك، تُتهم الإدارة الجديدة في سورية بعدم الانفتاح السياسي على التيارات والمشارب الفكرية والسياسية السورية، التقليدية منها أو تلك التي ظهرت خلال سنوات الثورة السورية، بل إن بعض هذه التيارات تشتكي من الإقصاء والتهميش في ظلّ العهد الجديد الذي كان حلّ حزب البعث الذي احتكر السياسة في البلاد على مدى 60 عاما وأكثر. ولكن الباحث السياسي والمختص بقضايا الحوكمة زيدون الزعبي رأى، في حديث مع "العربي الجديد"، أن الوقت "غير مناسب لإطلاق مبادرات"، مضيفاً أنه "لا توجد جاهزية لدى أي طرف للاستماع إلى مبادرات". واعتبر أن "طرح مبادرات في هذا الوقت ربما يسهم في تأجيج الأوضاع وليس حل المشكلات". وقال: "نحن في مرحلة استقطاب، لذا لا قيمة لأي مبادرة. علينا أن ننتظر الوقت المناسب".

في المقابل، رأى الباحث السياسي محمد السكري، في حديث مع "العربي الجديد"، أن المبادرات السياسية "تأتي لتأكيد عدم الجمود والفعالية والرغبة في تعزيز الفضاء السياسي والاجتماعي في سورية، عبر تنظيم مجموعة من الشخصيات أنفسهم بوصفهم مقدمات أولية لبناء المجتمع السياسي والوطني، وتعزيز ثقافة ديمقراطية تتسم بالتنوع والحرص على الدولة والرغبة في توسيع هامش الحريات العامة والسياسية، الذي يتطلب المبادرة المستمرة التي تقوم على التصويب وليس التصيّد". وبرأيه، فإن "كل مبادرة تقوم على تصويب العمل السياسي في الدولة مطلوبة في الوقت الراهن". ولفت إلى أنه "من الصعب بناء الدولة من دون وجود شعور لدى المواطن بأنه جزء أساسي من الفضاء العام وأن صوته مؤثر ومسموع، وهذا يمثّل أولى مقدمات المواطنة". كما شدّد على أنه "لا يمكن بناء سورية دولة مواطنة مسؤولة إلا عندما يتقدم الأفراد انطلاقاً من حرصهم على نجاح المرحلة، فالسياسة التي لا تتسع للتنبيه والملاحظة، ستضيق لاحقاً أمام الجمود".

في المقابل، رأى السكري أنه "من المهم قراءة اللحظة السياسية لأي مبادرة بحيث لا تذّكي صراعاً طائفياً أو انتقائياً أو تكون ديكوراً مغلفاً برغبة تصفية حسابات فئوية على حساب مشروع الدولة". ورأى أنه "يجب أن تنطلق من ضرورة تصويب المواطنة ولفت النظر والتنبيه لمخاطر عدم تفريق السلطة السياسية بين الدولة والنظام السياسي، فالمبادرة الإيجابية تصحح الأخطاء السياسية قبل تفاقمها". وأشار إلى أن المبادرات السياسية "تنبّه لمخاطر عدم المشاركة وعدم تنظيم المجتمع السياسي والمدني في ظل قوانين أحزاب ونقابات ومنظمات غير حكومية ونقل الاختلاف الفكري من الشارع إلى البرلمان وهذا يتطلب ضرورة الإسراع في تشكيل مجلس حقيقي للشعب". وشدّد على أن "أي مبادرة تسجيل موقف سياسي، أو تصويب سياسات، وهو حق وطني، بينما إيجاد قنوات لإيصال أي مبادرة إلى السلطة السياسية قد يساعد على تحقيق نتائج أوسع، بينما يبقى خيار النشر في الفضاء العام خياراً أخيراً في حال انعدام وجود تفاعل من قبل السلطة السياسية". كما رأى أنه "بصرف النظر عن المبادرات، الأهم الحرص على الحفاظ على المناخ السياسي الحر"، مضيفاً أن "الدولة لا تُبنى إلا بالتدافع الإيجابي والآراء المتباينة والأحزاب والحركات والتيارات والمبادرات السياسية المتباينة فكرياً، ما دامت تركز على بناء الدولة وليس إفشالها، فالدولة لا تبنى بالتطابق، بل بالتعدد الذي يتجه نحو غاية مشتركة"، وفق تعبيره.






## زياد الرحباني في أرض المستحيل.. فسحة المسرح من أجل الموسيقى
28 July 2025 02:11 AM UTC+00

حين نهى عاصي الرحباني ولده عن الدخول في القوافل الشاردة في حزب الكتائب اللبناني، لم ينهه إلا عن قطاف العشب اليابس. لم يقل الوالد إن الدخول في حمى الحزب حدف بعيد من الملائكة. نهاه بالفزع من السيرة الريفية. سيرة حمالة ملح الدمع من نأيها عن شمس المدينة. لأن في المدينة وحدها نزق الرقص في الثقافة من أعوام بعيدة، ابتعدت من نفسها حين هاجمها الحزب بريفية مقاتليه. لا يزال الحزب حتى اللحظة واحدة من لوحات المدينة الهوجاء من اقتصاصه الدائم منها وهو في مجال تشكيكه فيها. حزب ريفي. الريف منطقة جغرافية بمساحات واسعة من الأراضي الزراعية والقرى. خلافها مع المدن ليس على قلة كثافتها السكانية، على تركيزها على الأنشطة الزراعية وتربية الحيوانات. لا تعاريف مختلفة في الريف. بالمدينة تعاريف لا تحدث معظم الوقت في الريف.

هكذا، دفع عاصي الرحباني زياد الرحباني، إلى وعيه الأول من خلال اللاوعي. لا وعي سيقوده إلى التسليم بالوعي في مراحل الوجود في المدينة. مدينة لم يغادرها، حتى حين هاجمها الجن الأرقط. مدينة وجوده العالي بالفعل مذ وجد فيها مجاله، حين انتُزِع مخيم تل الزعتر من أهاليه على أيدي القوات المحلية من يمين متطرف وقوات الردع السورية. لحظة نجاة زياد الرحباني، اختباره الحقيقي، في سقوط مخيم تل الزعتر على مرآه. لم يتوقف عن التفكير بسقوطه، حين لم يسعده أن يرى الضباط السوريين في منزل والديه يخططون لفرض الواقع الجديد على مخيم الفقراء الفلسطينيين، بإخراجهم منه قتلى أو مهجرين، كما لو أنهم يخرجون مستحمين من حماماتهم. 


استخدم أرباح المسرحيات في توفير مجال العمل في الموسيقى


روى زياد الرحباني الأمر، كما لو أن ليس بمقدوره التوقف عن التفكير بالأمر. لأن المخيم على بعد قريب من منزل والديه. جرأة مغادرة "المنطقة الشرقية" إلى "الغربية" لحظة جرأة ستحدد أزمانه المقبلة. لأنها الآمر الحتمي بكل ما فعله في المسرح والموسيقى والإذاعة، حين لم يقرب التلفزيون لأنه لم يجد فيه مقدمات نشرة في مشروعه. مشروع معادلات النجاح الهائلة، بحيث صار الوقت الأكثر أهمية في حياة المدينة هو ما أحدثه فيها زياد الرحباني وحسب. بالأخص في الموسيقى. ذلك أن موسيقاه زادت من حدة وحدتها مع الموسيقات الأخرى، بحيث سيطرت على الداخل المحلي وعلى موسيقى العواصم العربية على مدى أعوام لم تنته بـ رحيله، لن تنتهي برحيله. 

ذلك الزمن؛ "زمن هدوء نسبي"، أوضح أحداث زياد الرحباني الحقة، بما يفرق بكثير عما تصوره الآخرون. لأن في ما فعله زياد الرحباني في الموسيقى لا الدخول في أرض المستحيل، فتح المجال أمام موسيقى أخرى من أفضل ما ألفه موسيقي. لأنها تألفت لا على الضروري ولا على الجلبة، على ثقافة واسعة دورت زوايا اللقاء بين الموسيقى الشرقية والموسيقات العالمية. لم يشعر الرحباني بأهمية ما فعل، لأنه من طبائعه المكرسة فيه. رجل لا يدخل تحسينات، رجل لا يدخل إلا إلى الصمامات من إصغاءاتها إلى دوائرها. "الجاز الشرقي" واحد من منجزات زياد الرحباني. عالِمٌ مجنون اخترع آلة عجائبية أخرى اندفعت إلى المزيد من المدفوعات الإبداعية بدوي بلا دمدمة. الجاز والبلوز والروك والباسادوبلي. دام الأمر أعواماً ولا يزال. وحين وجد العالم فيروز على قدر من الصلف والتعالي بوجودها على ما يصح من أقوالها لا من أقوال الآخرين، وجدها زياد الرحباني غماراً لا يزال بقدرته أن يفضي إلى سلسلة من الإبداعات انطلقت ممن رآه البعض هذيان زياد الرحباني إلى تحرير علاقة فيروز من الأخوين، عاصي ومنصور، بوضعها في صفاء آخر، صفاء فريد، صفاء العلاقة بجيله وجيل آخر تلاه. جيل الإنترنت. وضع الرحباني زياد، وضع فيروز بغضون دروج جديد استخدمه بتوفير العلاقة بين الوالدة السبعينية وجمهور العشرين. 

هذه واحدة من اللحظات العظيمة من زياد الرحباني لفيروز، حين لم يضعها في ضوء عناء التأقلم مع الألفية الجديدة، إذ حتم عليها أن يضحي نجاحها معادلاً لنجاحه في الأوساط الشبابية. نجاح تحريك عصي الروافع الجديدة مما ساوره من انتقالاته المعرفية بين موسيقى الشرق وموسيقى أميركا اللاتينية وأميركا البيضاء وأوروبا. عمر جديد لفيروز بعد تجربة لا يقال إن أصحابها يعتدون بها، لأنها تجربة أخوين لم يقفا أمام القصائد إلا بتأليف أفضل الموسيقات. آخر أعمال زياد الرحباني لفيروز "إيه في أمل" بعد أن غنت "عهدير البوسطة"، و"زعلي طول أنا وياك "وكيفك إنت"، بعد "سألوني الناس"، و"عصفورة البرد" و"رح نبقى سوا" و"سفينتي بانتظاري". لم تقع مصادفة قضية حين أصبح من الطبيعي أن يصل زياد الرحباني إلى والده الموسيقي وعمه منصور في ذاتياته الموسيقية وتوافقها مع أعمال الأخوين، من روحها لا من إدراجها في أنحائها المادية. ابتعد عن شعور المهندس لدى الوالد والعم إلى واقع عدم دوام تلك اللحظات بصوت فيروز، إلا بما يعتد به على صعيد إنتاج موسيقى جديدة ستقود الصوت القديم إلى العالم الجديد.


وجد في اللغة مبرر وجود، تحدث بشيء وهي تسعى وراء شيء


جاء زياد الرحباني إلى المدينة من ريف قدم فيه أولى مسرحياته "سهرية". وجد خالد العيتاني (صاحب البيكاديللي والسارولا، صالتان من أشهر الصالات البيروتية، قدم فيهما فنانون عالميون حفلات لا يزال صداها في فضاء المدينة حتى اليوم) أنها فصل الرحباني الأول في مغادرة الريف إلى المدينة، ما سيجعل أموره مختلفة عما جاءت عليه. وجد الجمهور الرحباني في "نزل السرور" كما لو أن أفضل ما يقع وقع في مدينة تفرغت لقضايا العالم، لا لقضاياها. ثم، دام الأمر ما دام زياد الرحباني يوقع على مسرحية. استخدم أرباح المسرحيات في توفير مجال العمل في الموسيقى. 

قال إنه لا يحب المسرح. قال إنه يمول موسيقاه من أعماله المسرحية (لقاءات شخصية). طرق عدداً من السبل لتمويل أعماله الموسيقية، حتى قال إن كل كونسير موسيقى كلف منتجه إصابته بكونسير، في واحدة من ألعابه اللغوية. ذلك أن الرحباني وجد في اللغة مبرر وجود، تحدث بشيء وهي تسعى وراء شيء. هكذا، واصل الحفاظ على مسافة بين المنطوق وطمع المنطوق بقتل الخيبات بالسخرية، واحدة من أعياد ميلاده باللغة، بالمشافهة اللغوية. ما لم يسبق سماعه ولا فهمه على ما هو عليه. أي ما سيحدث حدث في لغة جزلة جذابة، لم يُسعد صاحبها يوماً بالحصول على المال، إذ إن المادي الجدلي اكتفى من المقولة العالمية بالجدل دون المال. لم يهمه المال يوماً. لم يصل إلى لحظة لم يتصارع فيها مع رأس المال، غير أنه استقر على رفض الدوافع الجلية لرأس المال هذا في عدم تحقيق الأرصدة الإيجابية للفنون قدر تحقيق هذه الأرصدة في حسابات أصحابه. 

جاءت مشافهاته في المسرح والأغنية، في مواضعها في أعماق الناس، حتى استعملوها في دفاعاتهم عن أنفسهم، مواقفهم، قضاياهم. شيء يستعصي تحديده إلا من صاحبه، مع ذلك وجد فيه الجمهور أصوله اللغوية الحية المفقودة، إلى حين جاء زياد الرحباني بطبائعه اللغوية المحشودة بالمشاعر، بالخفة، لا بالثقل، ولو أنها في سخريتها أكثر جدية من جد لن يسعد أحد بالحصول عليه. عالج الشفاهي لدى الرحباني أمور العقود الحياتية وكل شأن تعامل معه الناس بصعوبة أو تردد. بلغته، انتهت الصعوبة، انتهى التردد.

رجل موسيقى لا رجل طماع مسرح. قدم، على الرغم من جدية الأمر، مسرحيات كل مسرحية حدث. مع "بالنسبة لبكرة شو"، و"فيلم أميركي طويل"، و"شي فاشل"، و"بخصوص الكرامة والشعب العنيد"، و"لولا فسحة الأمل". قدمت المسرحيات في فؤاد المدينة، أشهر لكل مسرحية، لا مجال فيها للتشكيك في قدرة الرجل على الإبداع. مؤلف، ملحن، مخرج، لازم مسرحياته، بحيث لم يستطع أحد انتزاعها منه. مسرحيات لا تزال تواصل الإلحاح على الذاكرة. تبقى، ستبقى. تحضر في اغرب اللحظات بأغرب لحظاتها .

أضحى صوت فيروز وأداؤها لدى جيل الشباب كالتنفس مع زياد الرحباني. إنجاز لم يدفع إلى نوم الصوت في الألفية الماضية. غير أن لزياد الرحباني عنانه في الانسياق وراء تجاربه، حتى إنه لم يدوّر علاقته بالموسيقى الشرقية بصالح المزاوجة بينها وبين الموسيقات الأخرى. لأن عمله تعبير عن إرهاف الموسيقي في التعبير عن الإيغالات بين الموسيقات. كل شيء يلحق بكل شيء. هذه معادلة هذا العبقري في الموسيقى، أحد أفضل الممثلين الشعبيين على خشبات مسارح بيروت كما لو أنه المسرحي الإيطالي داريو فو. وضع سعادة الموسيقى في سعادة الموسيقى الأخرى. وضع سعادة موسيقاه بسعادة مستمعي صوت فيروز حين الاستماع إليه. لم يلهه شيء عن فنونه. رجل يلتقط الشوارع كما يلتقطها أعمى، عراف، أسلم حكمته الشوارع. الرائي، أشار إلى الصلب القريب للمواطن اللبناني على أسربة إنجازات البنك المركزي، قبل أن يقع الصلب.

حاول أن يؤلف حزباً سياسياً أكلته الظروف والنصائح، لم يترشح إلى الانتخابات النيابية، لأنه وجد فيها جراثيم الأنسال الفاسدة. غير أنه أكثر من المتاع على وجه الأرض. وجوده من المتع، كلامه، حواراته، تسجيلاته. لولا الأخيرة في "بعدنا طيبين قولوا الله" مع جان شمعون في الإذاعة اللبنانية في الجولة الأولى من الحرب الأهلية في لبنان لقل صمود اللبناني في أرضه. لولاه لقلّت قدرة اللبناني على الصمود في فارغ صحونه في العشريات الأخيرة. إنه مكرمة لا تنفد. لأن إبداعه لا يموت. لا يموت من لا يموت إبداعه. هو من شرَّق العزف على الغيتار، من لعب على البيانو وكأنه طبلة تمرّ بين شقوق الرؤى. الآن، الآن، يتوهج ألق الحتف، بعد أن انتصر على غصات البلاد الدموية بتحويله الحرب إلى سمفونية. خسارته نار ترمي في فضاء المتاعب، لأنه حفر اسمه معتلياً للصفحات، كإسبارطي، يساري، لا يهمه الغياب في باب من أبواب البحر.

* كاتب ومسرحي لبناني






## مقتل 5 في باكستان وخلاف بين الحكومة والقبائل بشأن "مطلق النار"
28 July 2025 02:20 AM UTC+00

قُتل على الأقل خمسة من رجال القبائل وأصيب 17 آخرون في منطقة وادي تيراه بمقاطعة خيبر القبلية في شمال غرب باكستان جراء إطلاق النار على متظاهرين، أمس الأحد. وبينما تقول الحكومة الباكستانية والجيش إن عناصر من حركة "طالبان باكستان" هم من أطلقوا النار على المتظاهرين، تؤكد الزعامة القبلية لـ"العربي الجديد" أن قوات الجيش هي التي أطلقت النيران بشكل مباشر على المتظاهرين بعد أن وصلوا إلى أمام مقر رئيسي للجيش في المنطقة.

وانفجرت التظاهرات الشعبية في منطقة وادي تيراه، والتي شارك فيها مئات من ابناء قبائل خيبر (شينواري وآفريدي)، بعد مقتل شاب على يد قوات الجيش الباكستاني أول أمس السبت. وعلى إثره، قررت القبائل الخروج ونقل الجثمان إلى أمام أحد مقرات الجيش في المنطقة، وحين وصل المتظاهرون إلى أمام المقر، في وداي تيراه، تعرضوا لإطلاق نار كثيف، ما أدى إلى مقتل خمسة وإصابة 17 آخرين بجروح، بينما تفرق باقي المتظاهرين.

وأعلن الجيش الباكستاني، وكذلك الحكومة، أن المتظاهرين قتلوا بنيران حركة "طالبان باكستان" ومن وصفوهم بـ"الخوارج"، وأعربا عن أسفهما الشديد حيال قتل المدنيين. وقالت الحكومة إن "أعداء البلاد يسفكون دماء أبناء شعبنا بلا هوادة، وذلك من أجل إثارة الذعر والخوف في أوساطه، ولكنه رغم ذلك يقف إلى جانب القوات المسلحة التي تواصل عملها من أجل القضاء على كل من يخل بأمن بلادنا". كما أصدر مكتب رئيس الوزراء، شهبازشريف، بياناً دان فيه "مقتل المدنيين العزل بيد مسلحي طالبان باكستان"، مؤكداً أن "العدو يقتل كل من يقف إلى جانب الحكومة ويدافع عن أراضيه"، وفق وصفه، مطالباً الشعب بـ"التحلي بالصبر".

لكن مصادر قبلية نفت رواية الحكومة، وشددت على أن "قوات الجيش هي من أطلقت النيران بشكل مباشر وعن بعد أمتار على المتظاهرين، وكانت النية القتل وليس التخويف". ويقول قدرت الله شينواري لـ"العربي الجديد"، وهو أحد المشاركين في التظاهرات، إنه كان "على بعد حوالي 30 متراً من مقر الجيش أمام الباب الرئيسي، وكان معي عدد كبير من الشبان، كنا نرفع الهتافات نطلب فيها مقاضاة من قتل الشاب. وفجأة خرج من البوابة الرئيسية عناصر الجيش وبدؤوا يطلقون علينا النار بشكل مباشر، كانوا يطلقون على رؤوس الشباب وصدورهم، خمسة أشخاص سقطوا بعد أن أصيبوا في الرؤوس والصدور".

ويتساءل قدرت الله: "كيف وصل عناصر طالبان إلى داخل مقر الجيش ليطلقوا علينا الرصاص، ومن السخرية بمكان أن يأتي رئيس الوزراء ويقول إن المسلحين هم من قتلوا الشبان، ما أعجب ما يقولون! نحن لن نخدع بهذه الأمور". ويضيف المتحدث أن "الجيش نقل على الفور المصابين إلى المستشفى العسكري ليثبت أن المسلحين هم أطلقوا النيران، ثم جاء قادة الجيش ليزوروا المصابين داخل المستشفى، قبل أن يدلوا بتصريحات مغايرة تماماً لما حصل على الأرض".



وعُقد اجتماع بين الزعامة القبلية وقادة الجيش في المنطقة عقب الحادث، حيث وجهت الزعامة القبلية "كلاماً شديداً" إلى الجيش وأصرت على أنه المتسبّب في مقتل أبناء القبائل، وأنه "لم يكن يوجد أي مسلح في المنطقة"، قبل أن تطالب بمحاكمة الضالعين في قضية المتظاهرين العزل. وبحسب قدرت الله، فإن قيادة الجيش "اعترفت بشكل غير مباشر (ألمحت) بأن قوات الجيش قتلت أبناء القبائل، وشددت على أنه لم يكن من المفترض أن يقترب المتظاهرون من مقر الجيش". كما أوضح المتحدث أن الجيش "أعلن مساعدة مالية للقتلى والجرحى"، معتبراً أن "ذلك اعتراف بقتل المدنيين على يد الجيش". وأكدت الزعامة القبلية أن "هذه ليست نهاية القصة، فالقبائل عليها أن تقول كلمتها إزاء ما حدث بعد التنسيق مع القبائل الأخرى".




## صورة زياد الرحباني الأيقونية في محيط عربي مضطرب
28 July 2025 03:00 AM UTC+00

ارتبط اسم زياد الرحباني منذ صعوده بالغليان الثوري الذي ساد تلك المرحلة، وردّة الفعل الغاضبة على هزيمة يونيو/ حزيران 1967 وما عكسته من تأثيرات عميقة طاولت الأدب والمسرح والفنون، لكن ثورة زياد بدت جذرية وغاضبة أكثر، ربما لأن نقده كان مركباً ومكثفاً، إذ انتقد بقسوة إرث عائلته ضمن محاولات تجديده الموسيقى العربية، والأهم من ذلك تعريته للطائفية في لبنان، وأزمة السلطة في المنطقة بعمومها.

جذبت مناكفة الواقع والسخرية المحمّلة بالمفارقات والتساؤلات في أعمال المسرحي والموسيقي الذي رحل أول أمس، أوساط المثقفين في الدول المحيطة بلبنان، سوريين وفلسطينيين وأردنيين، في لحظة انقسمت الآراء حوله في وطنه، بالنظر إلى الاستقطاب الحاد بين معسكري اليمين واليسار اللذين انخرطا في حرب أهلية طويلة، تنبأ زياد بوقوعها في مسرحية "نَزل السرور" (1974). انتشرت كاسيتات أغانيه ومسرحياته في صفوف الناشطين والكتّاب والفنانين المسيّسين في سورية والأردن خلال الثمانينيات، رغم أنها كانت توزّع سرّاً، وإن اختلفت أسباب المنع في كلا البلدين، إلا أن التمرّد على المنظومة السائدة كان كافياً للحجب، وللانتشار في آن واحد.


لم ينجح زياد في استيعاب لحظةٍ معقدة تعيشها المنطقة


تشكّلت صورة زياد في بلدان الجوار اللبناني في أبعاد مختلفة، بدءاً من تأييده مقاومة الاحتلال الإسرائيلي على مدار العقود الماضية، ومناوأته لقمع الأنظمة العربية، وتعريته للظلم الاجتماعي والطبقي. ولا يمكن إغفال بعدٍ أخير ظلّ عابراً لأجيال شابة حتى اليوم، مع تزايد حضوره عربياً على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلّق بعبثيته وجرأته وانزياحاته في التعبير بالنكتة المحملة بمضامين ناقدة وجارحة أو بالشتائم أحياناً على قضايا مسكوت عنها.

بالمسرح السياسي والاسكتشات الإذاعية والأغاني التي لحنها لكلّ من فيروز وجوزيف صقر وسامي حواط وسلمى مصفي، عبّر الراحل عن آرائه ووجهات نظره بالموسيقى والدين والسياسة والمجتمع وغيرها من المواضيع، لدرجة أن اخترع البعض مقولاتٍ ونسَبها إليه. على هذا النحو، تأسست أيقونةٌ تفيض عن المرجعيات التي استندت إليها، وبمعنى أدّق أصبح الفنان الماركسي المشتبك مع مجتمعه وأزماته، منظّراً في السياسة والفكر ورائياً يستشرف الغد، وحتى فيلسوفاً في نظر البعض.

في بدايات التسعينيات، تنامت عند زياد نزعة معارضة برنامج الإصلاحات (البيريسترويكا) التي قادت إلى انهيار الاتحاد السوفييتي، لينتج موقفاً معادياً للديمقراطيات الليبرالية. مقاربة العالم بوصفه منقسماً بين عدوين، انسحبت أيضاً على موقفه للانتفاضات العربية بعد 2011، التي تسببّت بحسب رأيه، بالانقسام وتفشّي الطائفية والتدخل الأجنبي، مؤيداً أنظمة على حساب شعوبها، وهي خلاصةٌ أقنعت معجبيه الذين ظلّوا شغوفين بأيقونتهم المعبّرة عن نضالات الفقراء والمهمشين ضدّ الرأسمالية، وإن لم ينجح زياد في تطوير أدوات تحليله، والتخلّص تماماً من الأدلجة، لاستيعاب لحظة معقدة تعيشها المنطقة.






## الرحباني المضادّ
28 July 2025 04:00 AM UTC+00

وفاة زياد الرحباني خبر صاعق، بل أشد وقعاً على اللبنانيين من كوارثهم السياسية والاقتصادية. إنه في الواقع مقابلٌ لتلك المحن، بل هو في لبنان، الذي يعاني ضنكاً ومخاطر ومخاوف، من كل نوع، وقد يكون اليوم موازياً للانهيار. كان زياد شبه ساكت من زمان، وما خُيِّل إلى أحد أن هذا الغياب والتواري، يهيئان لأمر جلل كهذا الذي لم يُنتظر كثيراً حتى صار. رحيله أضاف إلى العائلة التاريخية الشامخة مزيداً من التهافت بحيث تغدو بحق، في سيرتها، أكثر مأساوية من بلدها. نحن الآن أمام الأم الكبيرة، أم اللبنانيين ونجمتهم الأولى، تواجه في التسعين خسائر بلا مقدار، مرضى وذوي إعاقة وموتى. العائلة هي الآن ليست أكثر من حطام، إنها مجد مكلوم، وعظمة زائلة، وزواج الموهبة والفناء، والفن والفاجعة، والكثير من الجمال مع الكثير من المحنة.

زياد بقي إلى أن رحل مدلَّل اللبنانيين. يفهم الجميع أن من كان أبواه عاصي وفيروز، لا يستكثر عليه أن يكون بهذه الموهبة، وبمثل تلك الطاقة. لكن زياد لم يكن مجرد وريث، لم يكن ابناً ناجحاً فقط، كان بالتأكيد أكثر بكثير من ذلك. كان مجدداً، ليس للفن العربي بجملته فقط، على غرار أبويه، بل كان أكبر من أن يكتفي بإرثه، أكبر من أن يكون وارثاً، من أن يكون ابن الكبيرَين فقط.

يمكن أن نقول بدون غضاضة إن أولى معارك زياد كانت مع والديه، كان مع الفن الذي أسّساه قمةً في الفن العربي، بل كان القمة التي لا يكفي أن نرثها، أن نقف عندها، بل لا حاجة إلى أن نكررها أو نجري على غيارها. لقد أوجدا تجربة كاملة، تجربة منتظمة من أطرافها كلها، ذات دنيا ورؤيا، وعالماً قائماً بذاته. الشعر والموسيقى والغناء، للثلاثة المسار والمدى والرؤيا ذاتها. يمكن القول إن عالماً من الحنين، من اليوميات المختلجة، من الذكريات المتداعية، من الطبيعة والإنسان، عالماً كهذا كانت له أغنيته الخاصة لدى الرحابنة، أغنية عامرة بالتفاصيل والإيقاعات والوعود. لقد صنع الرحابنة هذا العالم الذي يتنفس وينبض بالحب، كان على زياد أن يبدأ من هنا، مثل أبيه صُنع الشعر والموسيقى، بل تجاوزهما بالمسرح الذي ألّفه وأخرجه، لكن المهم أكثر أنه مثله بطاقة عالية، هكذا نفهم أن زياد أضاف إلى التجربة الرحبانية عنصراً جديداً، لم يكن الرحبانيان الأوليان بعيدين عن المسرح، ألفا فيه وأخرجا، لكن ذلك كان موصولاً بالغناء، أرادا أن يؤلفا أوبرا عربية فكان أن صنعا لفيروز أوبيراتاتها الشهيرة، لكن ما صنعه زياد كان مسرحه هو، كان المسرح.


إنه لا يهرج وهو أبعد ما يكون عن كوميديا الحركة


نبدأ من أشعار زياد التي غناها هو وسواه، هذه الأشعار غيرها عند الرحابنة، لم يكن زياد مغني طبيعة، ولا مداحاً للحب ولا مستدعي ذكريات فقط ولا مغنياً فقط، لقد بدأ تماماً من العكس، بدأ من التهافت اليومي، بل من الخسارة المطلقة، من انقلاب الأمور ومن سقوطها، ومن لا جدواها، من وجهها السخيف، مما هي عليه من تهريج ومن انتكاس باعث على الضحك؟ من العبث واللامعنى. ذلك يعني أن زياد انقلب، بلا اكتراث ولا دراماتيكية على الإرث الرحباني، بل صنع مقابله ما يمكن اعتباره ضده، بل يمكن اعتباره ضحكاً عليه وسخرية منه، هكذا بالطبع لم يكتف زياد من الانقلاب على والديه، بل صنع في الأغنية العربية جديداً، بل ألّف أغنية أخرى.

إذا عدنا إلى المسرح فسنقف طويلاً عند النصوص التي هي أيضاً مسرح مضاد للمسرح الرحباني، مسرح زياد ليس الفولكلور، إنه مضاد للفولكلور، بل هو تنكيت على الفولكلور، سخرية من أشكاله ودعاويه وأمثاله وأحلامه، مسرح زياد الرحباني كوميدي بالطبع لكن مواضيعه، تكاد تكون سخرية أو تهريجاً من الحياة اليومية، والواقع اليومي، والسياسة، والواقع العادي ففي "بالنسبة لبكرة شو؟" و"فيلم أميركي طويل"، نحن أمام حياة كل يوم لكن مرئية بضحكة، بسخرية عالية، لا يقلل من ذلك أنها أحياناً صامتة، كأنما صمتها جزء من سخريتها.

إن عبث الحياة يبدو هكذا في خفائه، يبدو هكذا سخفها، السياسة هي مدار هذا السخف ومسرحه، الحرب الأهلية اللبنانية تبدو مصداقاً للتفاهة اللبنانية. مسرح زياد الرحباني يعيد المسرح الرحباني لكن بصيغة أخرى، بصيغة مضادة. أما المهم في هذا المسرح فهو زياد نفسه، إنه لا يهرج وهو أبعد ما يكون عن كوميديا الحركة، لا يذكّر بعادل إمام أو إسماعيل ياسين. إنه تماماً عكسهم، قد يذكر على العكس من ذلك بوودي ألن، هنا أسمح لنفسي بالقول إنه قد يكون أهم كوميدي عربي.

* شاعر وروائي من لبنان






## مصر: وفاة شاب داخل مركز شرطة في محافظة الدقهلية تثير احتجاجات شعبية
28 July 2025 04:14 AM UTC+00

شهد محيط مركز شرطة بلقاس في محافظة الدقهلية، شمالي مصر، حالة من التوتر والغضب الشعبي، مساء أمس الأحد، عقب الإعلان عن وفاة الشاب أيمن صبري داخل محبسه، وسط اتهامات من الأهالي بتعرضه للتعذيب على أيدي رجال الشرطة، الأمر الذي أدى إلى اندلاع احتجاجات ومواجهات محدودة بين المواطنين وقوات الأمن.

وبحسب شهود عيان تحدثوا لـ"العربي الجديد"، فقد تجمع العشرات من الأهالي أمام محكمة بلقاس الجزئية ومركز الشرطة المجاور لها، مرددين هتافات غاضبة، ومطالبين بكشف حقيقة وفاة الشاب. ووقعت مناوشات محدودة إثر قيام بعض المحتجين برشق مبنى المركز وسيارات الشرطة بالحجارة، ما دفع قوات الأمن إلى التدخل لتفريق التجمعات.

في المقابل، أصدرت وزارة الداخلية المصرية بياناً رسمياً حاولت فيه نزع فتيل الأزمة، مؤكدة أن الوفاة لا تحمل شبهة جنائية. وقالت الوزارة في بيانها: "فى إطار ما تم تداوله بعدد من الصفحات بمواقع التواصل الاجتماعي بشأن وفاة أحد المتهمين داخل محبسه بمركز شرطة بلقاس، تبين أن المذكور محبوس بقرار من النيابة العامة بتاريخ 21 (يوليو/تموز) الجاري، على ذمة التحقيق في قضية اتجار بالمواد المخدرة وحيازة سلاح".


احتجاجات أمام محكمة بلقاس بعد وفاة الشاب أيمن صبري تحت التعذيب داخل مركز شرطة #بلقاس بمحافظة الدقهلية ومناوشات مع قوات الأمن في محيط المحكمة. pic.twitter.com/qTS5sMU9OU
— Ali Bakry (@_AliBakry) July 27, 2025



وأضاف البيان أن "المذكور شعر بحالة إعياء مفاجئة بتاريخ 26 الجاري داخل محبسه، وتم نقله إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج، إلا أنه توفي لاحقاً. وبسؤال نزيلين كانا معه في الحجز لم يتهما أحداً بالتسبب في وفاته، ولم يشيرا إلى وجود شبهة جنائية". وأكدت الوزارة أن أهالي المتوفى تم إخطارهم بتفاصيل الواقعة، وأن النيابة العامة تولت التحقيق، وكلفت مصلحة الطب الشرعي بتوقيع الكشف الطبي على الجثمان، وقد صرحت بالدفن عقب ذلك.

ورغم هذا البيان، لا تزال حالة الغضب مسيطرة على الشارع في بلقاس، إذ يعتبر كثير من الأهالي أن التبرير الرسمي لا يبدد الشكوك المتصاعدة، خاصة في ظل ما وصفوه بـ"السوابق المتعلقة بوفاة محتجزين داخل مقار الشرطة". وطالب ذوو الشاب وعدد من الأهالي بـ"فتح تحقيق شفاف تشرف عليه جهة مستقلة، وإتاحة نتائج التشريح للرأي العام". وقال أحد أقارب المتوفى لـ"العربي الجديد"، طالباً عدم نشر اسمه: "لم يكن يعاني من مشكلات صحية، وتم اعتقاله الأسبوع الماضي، وفوجئنا بوفاته فجأة. لا نقبل أن يتم دفنه قبل معرفة الحقيقة كاملة. نريد تقرير الطب الشرعي علناً".



وتنتظر أسرة الشاب، إلى جانب سكان المنطقة، صدور تقرير الطب الشرعي النهائي، وسط ترقب لما ستسفر عنه تحقيقات النيابة العامة، وما إذا كانت ستمتص الغضب أم تثيره من جديد. وتأتي هذه الحادثة في وقت لا تزال فيه منظمات حقوقية مصرية ودولية توثق بشكل متكرر حالات الوفاة داخل مقار الاحتجاز، وسط مطالبات متزايدة بتوفير ضمانات للمحتجزين وظروف احتجاز آدمية، وهو ما تنفيه السلطات المصرية باستمرار، مؤكدة التزامها بالقانون وحقوق الإنسان.




## ستارمر سيحض ترامب على إيقاف معاناة غزة خلال لقائهما في اسكتلندا
28 July 2025 04:14 AM UTC+00

يعتزم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الضغط على الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء "المعاناة التي لا توصف" في غزة، خلال اللقاء المرتقب بين الزعيمين، اليوم الاثنين، في منتجع الغولف الخاص بترامب في اسكتلندا، بحسب بيان للحكومة البريطانية. ويأتي اللقاء بين الرجلين بعد يوم من توصل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق تاريخي لإنهاء المواجهة عبر الأطلسي بشأن الرسوم الجمركية وتجنب حرب تجارية شاملة. وينعقد الاجتماع في تورنبري، جنوب غربي اسكتلندا.

ومن المتوقع أن يضغط ستارمر على ترامب لحضه على إحياء مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة المتعثرة بين إسرائيل وحماس، مع تفاقم أزمة الجوع في القطاع الفلسطيني المحاصر. وسيرحب ستارمر بحسب البيان "بعمل إدارة الرئيس الأميركي مع الشركاء في قطر ومصر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة". وأضاف بيان الحكومة أن ستارمر سيناقش مع ترامب بشكل أكبر "ما يمكن فعله لضمان وقف إطلاق النار بشكل عاجل، وإنهاء المعاناة والمجاعة التي لا توصف في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الذين تم احتجازهم بوحشية لفترة طويلة".

ويواجه ستارمر ضغوطاً محلية ودولية متزايدة بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية، مع تصاعد المعارضة للحرب الدائرة في غزة وسط مخاوف من حصول مجاعة هناك. وكان رئيس الوزراء البريطاني قد تعهد بالاعتراف بدولة فلسطينية، لكنه أكد ضرورة أن يكون ذلك جزءاً من عملية السلام في الشرق الأوسط. وكان أكثر من 220 نائباً بريطانياً، بينهم العشرات من حزب العمال الحاكم الذي يتزعمه ستارمر، قد طالبوا، يوم الجمعة الماضي، بأن تحذو الحكومة البريطانية حذو فرنسا وتعترف بدولة فلسطينية. وجاءت هذه الدعوة بعد أقل من 24 ساعة من إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف رسمياً بدولة فلسطينية في اجتماع للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول القادم.



وأقرّ وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، الأسبوع الماضي، بأن بريطانيا تواجه قراراً حاسماً بشأن قضية الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مُصرّحاً في مجلس النواب بأن الاجتماع القادم للجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر، قد يكون اللحظة التي "تُطرح فيها مسألة الاعتراف مجدداً". ويقول عدد من مؤيدي حزب العمال إن لامي يريد التحرك بالتنسيق مع فرنسا، لكنهم يزعمون أن العقبة هي ستارمر.

(فرانس برس، العربي الجديد)




## اتفاقية السلام ومسار التطبيع... تقييم للسرديات والنتائج
28 July 2025 04:30 AM UTC+00

دشنت اتّفاقية كامب ديفيد عام 1978، بين مصر وإسرائيل، المرحلة الأولى من التطبيع، وقدّمت ضمن سردياتٍ تعتبرها مدخلًا للسلام والتنمية، عقب انتصار مصر في حرب 1973، وتوقيع اتّفاقيتي فض الاشتباك، وانطلاق مسارٍ تفاوضيً برعايةٍ أميركيةٍ، تضمن دعمًا اقتصاديًا وعسكريًا للطرفين، وضمانًا لأمن إسرائيل.

في الموجة الثانية؛ التي شملت اتّفاقي وادي عربة وأوسلو، برز مفهوم "الشراكة" إطارًا لإدماج إسرائيل إقليميًا، ضمن مشروع "الشرق الأوسط الكبير"، ثمّ لاحقًا عبر "السلام الاقتصادي". وبلغت هذه السرديات ذروتها مع الاتّفاقيات الإبراهيمية، التي نقلت التطبيع من "السلام البارد"، والتعاون المحدود، كما الحالة المصرية، إلى تعاونٍ وثيقٍ يشمل الجوانب الأمنية والعسكرية والاقتصادية، ترافق مع تغيراتٍ في المجال الإعلامي والتعليمي لتهيئة الرأي العام لقبولها.

اليوم، توسع إسرائيل دائرة التطبيع بخطابٍ موجهٍ بحسب مشاغل كلّ دولةٍ، وبحث حلولٍ لها، ويستند إلى الادعاء بتوافق المصالح، وأيضًا إلى وجود تحدياتٍ أمنيةٍ مشتركةٍ تدفع إلى التعاون مع تل أبيب، من دون اشتراط انسحابها من الأراضي المحتلة.

مصريًا، وبعد أكثر من 45 عامًا على معاهدة السلام (1979) تكشف التجربة عن فجوةٍ كبيرةٍ بين الوعود والواقع؛ فالتنمية لم تتحقق، والنتائج أظهرت خسائر ملموسةً، بعضها يُقاس بمؤشراتٍ اقتصاديةٍ، والآخر يمثّل تآكلًا في الاستقلال السياسي والاقتصادي، وانعكاساتٍ تمس الأمن القومي، ودور مصر ومكانتها، ومن المهم إعادة النظر في الدعاية التي روجت حول التطبيع، وتقيم تأثيراته، لبناء استراتيجيةٍ لعلاقات القاهرة بمحيطها العربي والإقليمي.


استفادت إسرائيل من ملف الغاز في أربع محطاتٍ، أولًا؛ عبر شراء الغاز المصري بأسعارٍ تنافسيةٍ في الفترة من 2005 إلى 2012، وثانيًا؛ بيع غازها لمصر بكمياتٍ كبيرةٍ من 2020


نقد السرديات الرائجة

يدعي أنصار التطبيع أنّ كامب ديفيد حررت سيناء، وأنهت الحرب، لكن هذه السردية تختزل الوقائع، وتتجاهل أنّ الاتصالات بين مصر وأميركا منذ 1971 للبحث عن تسويةٍ لم تحقق مردودًا يذكر، كما أن قرار الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 1973 كان لحظة تحولٍ حقق فيها الجيش ردعًا لدولة الاحتلال، التي كانت تعتبر هزيمة 1967 ليست مجرد إعاقةٍ لمشروع مصر التقدمي، بل بداية إعادة تشكيل الشرق الأوسط. قبيل المواجهة، تصورت جولدا مائير "أن مصر والعرب سيخسرون أيّ حربٍ سيخوضها، حتّى ولو الحقو بنا خسائر"، كما أشار كيسنجر إلى الاستهانة بمدى استعداد القاهرة للمواجهة، ما أنتاج سوء التقدير، الذي شمل وكالات المخابرات، وصناع السياسات، أيّ إنّ الحرب قد غيرت الحسابات. رغم دعم واشنطن، وزيادة شحنات السلاح إلى إسرائيل، ظلّ تأثير الهزيمة واضحًا، وأفضى إلى توقيع اتّفاق فض الاشتباك (يناير/كانون الثاني 1974) نتيجة توازن القوة، بذلك، كان صد العدوان هو المحدد لتحرير سيناء، ودفعت واشنطن باتّفاقية السلام، لإخراج مصر من ساحة المواجهة، بالتوازي مع تحول العلاقات من العداء إلى التعاون، وهو ما أخذ لاحقًا طابع التبعية عمقه في المسار الاقتصادي.

تعزيز القدرات الدفاعية

لم تحقق اتّفاقيات السلام أمنًا حقيقيًا لمصر من دون عنصر الردع، ومع اتّفاقية السلام، حرصت واشنطن على ضمان تفوق إسرائيل على دول المنطقة مجتمعةً، على اعتباره أحد ثوابت سياستها الخارجية، وانعكس ذلك على طبيعة العلاقات الأميركية المصرية، التي وُصفت بـ"الاستراتيجية"، من دون أن تترجم إلى دعمٍ تسليحيٍ متقدمٍ، إذ بينما امتنعت واشنطن عن تزويد القاهرة بأنواع الأسلحة المتطورة التي تقدمها لإسرائيل، عملت الأخيرة على تأخير توريد قطع الغيار لمشترياتٍ مصريةٍ سابقةٍ أو عرقلة صفقات تسليحٍ جديدةٍ. ينسحب الموقف ذاته على بقية الدول العربية، فقد رفضت إسرائيل دعم واشنطن للبرنامج النووي لكلٍّ من السعودية والإمارات، رغم انخراط الأخيرة في اتّفاقيات أبراهام وعلاقاتها الوثيقة مع تل أبيب.

إلى جانب إعاقة القدرات الدفاعية؛ وضَعت نصوص معاهدة السلام 1979، قيودًا على انتشار القوات في بعض مناطق سيناء، لتبقى منطقةً عازلةً، مع التزامٍ بحماية حرية الملاحة في مضيق تيران، وحين أعادت مصر ترسيم حدودها البحرية وتنازلت عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، دخلت الرياض ضامنًا لبند حرية الملاحة، ما خلق نقطة اتصالٍ مع تل أبيب، تهيئ لعلاقاتٍ مستقبليةٍ بين الطرفين.

الفوائد الاقتصادية

تحصل مصر من الولايات المتّحدة على 1.3 مليار دولار سنويًا مساعداتٍ عسكريةً، وهو مبلغٌ لا يقارن بالدعم الذي تحصل عليه إسرائيل، سواء كميًا (3.8 مليار منذ 2018)، أو نوعيًا، وتزداد مع كلّ مواجهةٍ تخوضها، ومع ذلك تظهر واشنطن نفسها وسيطًا راعيًا للسلام بين طرفين، وغالبًا ما تكون هذه المبالغ أداة ضغطٍ، ترتبط بأدوارٍ تضمن الأمن والاستقرار.



ينسحب هذا النمط على برامج المؤسسات المانحة، كما الوكالة الأميركية للتنمية، التي حاولت فرض شروطها بداية الخمسينيات، وانسحبت من مشروعاتٍ لها طابعٌ إنتاجيٌ، وكانت تركز على "نقل الخبرات" والمبالغة في فوائدها، الذي مازال نمطًا مستمرًا حول أهمّية "الخبراء"، وناقش شهدي عطية في كتابه "ماذا تريد أميركا من الشرق الأوسط" ذلك بأمثلةٍ دالةٍ، منها تكرار انسحاب الوكالة من مشروعاتٍ إنتاجيةٍ، وظلّت سياسة المساعدات المشروطة مستمرةً، بل توسعت أهدافها لدعم السلام.

في السياق ذاته، دُفعت مصر إلى تبني سياسات "التحرير الاقتصادي"، وأصبحت الاستدانة من الخارج متلازمةً لهذا المسار، ما أضعف الاستقلال، وحين شاركت في حرب الخليج، أسقطت ديونها جزئيًا، كما يعرض عليها اليوم أدوارًا مشابهةً، تولي إدارة قطاع غزّة، أو قبول تهجير سكانها، مقابل إعفاءاتٍ أو وعودٍ بإسقاط ديونها، التي تقترب من 160 مليار دولار، وضخ استثماراتٍ، واستمرار الإقراض، بضماناتٍ عربية، كما حدث في مفاوضاتٍ سابقة مع صندوق النقد.

أيضًا؛ يشير عادل حسين إلى ضخامة الكلفة السياسية والاقتصادية للعلاقات مع واشنطن في ترسيخ التبعية، ارتباطًا بمسار التحرير الاقتصادي منتصف السبعينيات، والوعود بفرصٍ استثمارية، في حين عمليًا ازداد الرهان على عوائد السياحة وقناة السويس، وكلاهما يتأثر بالاستقرار والعوامل الخارجية، ما يمثّل عامل ضغطٍ مستمرٍ.

ضمن هذا المسار، ومع إلغاء المقاطعة الاقتصادية رسميًا عام 1980، توسعت سياسة الإنتاج بهدف التصدير مع التطبيع الزراعي، وبرز ذلك طوال 20 في عهد الوزير يوسف وإلى، إذ اعيد تشكيل هيكل الإنتاج، والتوسع في زراعة الفواكه على حساب الحبوب والاكتفاء الذاتي، وإلغاء الدورة الزراعية، وإضعاف التعاونيات الزراعية، وتحرير العلاقات الإيجارية، وتراجع دعم مستلزمات الإنتاج، ما أدى إلى تدهور أوضاع الفلاحين، والإضرار بالأمن الغذائي، وتراجع مساهمة قطاع الزراعة في الناتج المحلي إلى 12% فقط.


استهدف التطبيع إنهاء عزلة إسرائيل وتقليل كلفة أمنها، وفتح باب التعايش معها رغم استمرار الاحتلال، متجاوزًا مركزية القضية الفلسطينية


ثمّ وقعت مصر في ديسمبر/كانون الأول 2004 اتّفاقية الكويز، التي تمنح المنتجات الشاملة على مكون إسرائيلي إعفاءً جمركيًا في السوق الأميركي، وقد أنشأ الكونغرس المبادرة عام 1996 لدعم عملية السلام، وبدء تطبيقها في تركيا ثمّ الأردن، وأعلنتها الحكومة المصرية مع رجال أعمال بدعوى زيادة الصادرات. تدعي بعض التقارير أن الاتّفاقية حققت نجاحاتٍ عدّة، ووفرت 120 ألف فرصة عملٍ، لكن هذا لا يخلو من الخداع، فقد تعرضت صناعة الغزل والنسيج إلى عملية تخريبٍ، شملت تصفية وبيع عشرات الشركات الحكومية الكبرى بدلًا من تطويرها، التي كان من الممكن أن تستوعب أضعاف فرص العمل من مناطق الكويز، لكن إضعافها كان مقصودًا، واستفاد منه أباطرة النسيج، سواء بالاستيلاء على الشركات، أو الاستفادة من تصفيتها بالتحكم في السوق والعمالة، وهرول قطاعٌ منهم نحو العمل مع الاحتلال، وأخيرًا، بعد عقدين، يتضح أن المراهنة على الكويز في تحقيق نتائج ذات وزنٍ على المستوى الوطني، أو حتّى نسب الصادرات لم تكن صحيحةً.

استفادت إسرائيل من ملف الغاز في أربع محطاتٍ، أولًا؛ عبر شراء الغاز المصري بأسعارٍ تنافسيةٍ في الفترة من 2005 إلى 2012، وثانيًا؛ بيع غازها لمصر بكمياتٍ كبيرةٍ من 2020 (13.2 مليار م حوالي نصف إنتاجها)، وثالثًا؛ عبر زيادة إيراداتها من إسالة الغاز في محطات مصر، وإعادة تصديره إلى أوروبا، ودعم العلاقات الدبلوماسية عبر تحالف "منتدى غاز شرق المتوسط، ورابعًا؛ من خلال استخدامه أداة ضغطٍ، كما اتضح مع التعطيل المتكرر للإمدادات خلال الحرب على غزّة، ما أثر على عمل بعض المصانع ودفع القاهرة إلى البحث عن بدائلٍ.

خفض الإنفاق العسكري

هناك من يدعي بأن السلام قد خفض الميزانية العسكرية، ما أتاح لمصر توجيه الأموال نحو التنمية، و هو افتراضٌ غير دقيقٍ، فمعوقات التنمية ليست قاصرةً على أعباء الدفاع، التي تعد من الأدوار التقليدية للدول، خصوصًا في مواجهة التهديدات، كما يؤثر مستوي الديمقراطية والشفافية، وكفاءة الإدارة والتخطيط في التنمية التي لا تتوقف على حالة السلم بمعزلٍ عن باقي أسبابها، في المقابل حققت إسرائيل معدلات تنميةٍ مستندةً إلى الاقتصاد المخطط (ودعمٍ أميركيٍ وغربيٍ هائل)، ذلك رغم أنّها في حالة صراعٍ عسكريٍ، مع ذلك قد ارتفعت معدلات الإنفاق العسكري العربي خلال العقد الماضي ارتفاعًا ملحوظًا، بل وتعد دول المنطقة من بين الأعلى إنفاقًا عالميًا.

تعزيز الدور الدبلوماسي

يرى أنصار التطبيع أنّ دور الوساطة المصرية قد تعزز بالتطبيع، متجاهلين التراجع العام لدورها الإقليمي، وما أدى إليه دور الوساطة من فرض ضغوطٍ حصرت دور القاهرة في خانة "الوسيط المحايد"، ما قلص من نفوذها، وحرية حركتها. في مقابل ذلك؛ عززت إسرائيل علاقاتها الدبلوماسية مع دولٍ آسيويةٍ وأفريقيةٍ؛ لم يعد لديها مبررٌ للقطيعة مع الاحتلال بعد توقيع أكبر دولةٍ عربيةٍ اتّفاق سلامٍ، وأظهرت لدولٍ غربيةٍ أنّها طرفٌ يسعى إلى التسوية والتفاوض، وعربيًا كسرت عزلتها، وحققت استقرارًا نسبيًا بعد إنهاء المواجهة مع مصر، وثبتت موقعها في المنطقة، واليوم تشن هجومًا على سبع جبهاتٍ، إذ لم تنجح علاقات التطبيع من الحدّ من عدوانية إسرائيل، بل ربّما منحتها قوّةً في مواجهة الفلسطينيين خصوصًا.



مخاطر على مصادر المياه

مع بداية عملية السلام نوقش اقتراحٌ لإيصال مياه النيل إلى إسرائيل، لكن هذا لم يكن ممكنًا، ولم تكف تل أبيب عن مناوءة مصر عبر التأثير على الدول الأفريقية، وصولًا إلى محطة سد النهضة، الذي يعد تهديدًا وجوديًا، إذ يتحكم في ثلثي حصة مصر في مياه النهر، الذي تعتمد عليه الزراعة، التي تستوعب ثلث العمالة، غير ارتباط المياه بكلّ قطاعات الإنتاج.

مثّل السد ضغطًا سياسيًا واقتصاديًا على القاهرة، ودفع إلى إنفاق مليارات الدولارات على مشروعات تحلية المياه، وترشيد الاستهلاك، وتطين الترع، وتقليص بعض الزراعات، إلى جانب بناء محطات الطاقة، في خطواتٍ تستبق حدوث أيّ أزمةٍ، وليس خافيًا تلقي إثيوبيا دعمًا من أطرافٍ عدّة، كما ضاعفت قدرته التخزينية من المياه (من 14 إلى 70 مليار متر مكعب)، بدرجةٍ تفوق الهدف المطلوب لإنتاج الطاقة، ليصبح أكبر سدود أفريقيا، وتحولت عملية احتجاز المياه إلى أداةٍ سياسيةٍ وليست ضرورةً تنمويةً، هذا مع الأخذ بعين الاعتبار الدعم الأميركي لنظام أديس أبابا، وسعي إسرائيل إلى توسيع علاقاتها معها، في ظلّ مشروعٍ يمثّل هاجسًا لمصر، ويؤثر على أمنها القومي، ويربك أيّ خططٍ مستقبليةٍ للتوسع في أنشطة الزراعة، وما يرتبط بها من قطاعاتٍ إنتاجيةٍ.

دوافع إسرائيل وأهدافها تتعارض مع المصالح المصرية الاستراتيجية

استهدف التطبيع إنهاء عزلة إسرائيل وتقليل كلفة أمنها، وفتح باب التعايش معها رغم استمرار الاحتلال، متجاوزًا مركزية القضية الفلسطينية، خاصّةً مع إيجاد إسرائيل بدائل تساوم بها، وتخلق أطرًا للتعاون، مثل استغلال المخاوف من إيران، ولاحقًا التنظيمات الإرهابية، وقدمت نفسها حليفًا في مواجهة "التحديات والمخاطر المشتركة"، ملوّحةً في الوقت ذاته بالفوائد الاقتصادية، وبأنّها مفتاح حلول المشكلات: من المياه والطاقة والتحديث ونقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات في مجالات الزراعة والبيئة والتكنولوجيا، إلى أمن الحدود، غير تأشيرة العلاقة مع واشنطن، هكذا؛ قُدمت إسرائيل على اعتبارها صندوقًا للحلول والابتكار وضامنًا للأمن أحيانًا.

بينما تبحث دولٌ عربيةٌ عن مساعدة إسرائيل، فإنّها تتجاهل أنّ جذور مشكلاتها سببها سياسات الأنظمة الحاكمة نفسها، كما أن سبل التعاون الخارجي لن تحلّ تلك المشكلات ما لم تقم بدورٍ ذاتيٍ، غير أنّها تتجاهل قبل ذلك كلّه الطبيعة العدوانية والتوسعية لإسرائيل، كما تتجاهل البدائل في التعاون والشراكات، ومنها أسس التكامل العربي، غير البعد الأخلاقي في تحديد الشراكات والعلاقات الدبلوماسية، الذي لا بدّ أن يبقى مؤشرًا هامًا، في المقابل وللمفارقة تتاجر إسرائيل به (أي البعد الأخلاقي) حتّى حين تتحدث عن عدوانها، فتصف جيشها بأنّه الأكثر أخلاقيةً.


تحصل مصر من الولايات المتّحدة على 1.3 مليار دولار سنويًا مساعداتٍ عسكريةً، وهو مبلغٌ لا يقارن بالدعم الذي تحصل عليه إسرائيل، سواء كميًا (3.8 مليار منذ 2018)، أو نوعيًا


بدأ التطبيع مع مصر بالإيهام بأنّه ثمن استعادة الأرض، وفي أوسلو كان تبادل الأراضي مدخلًا للسلام، في حين كانت إسرائيل تحافظ على الكتل الاستيطانية في الضفّة الغربية، وتكسب الوقت، كما ادعى المنخرطون في اتّفاقيات أبراهام حصولهم على وعودٍ بتجميد الاستيطان مقابل السلام، لكن توسعت المستوطنات، وفي المرحلة الأخيرة من التطبيع الجاري التحضير لها، انعكست المعادلة تمامًا، وأصبح المطلوب القبول باستيلاء إسرائيل على الأراضي، وتحديد مناطق منزوعة السلاح، مقابل وقف الاعتداءات.
هذا ملخص مسار التطبيع: متتالية من التنازلات يحصل فيها العرب على القليل، مقابل الكثير من الهيمنة الإسرائيلية، وتحويل المنطقة إلى ساحةٍ لنفوذها، ليصبح "السلام" تسليمًا بالأمر الواقع، وتكريسًا للهيمنة وموازين القوى لصالح الاحتلال، لا عمليةً تحمل شرط إنهائه، أو حتّى تسويته مقابل تحرير الأراضي المحتلة عام 1967.




## بعد عقود... هل قطف الأردن "ثمار" التطبيع مع "إسرائيل"؟
28 July 2025 04:31 AM UTC+00

في السادس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول 1994، وقع الأردن وإسرائيل معاهدة السلام، أو ما تعرف باتّفاقية "وادي عربة"، وسط وعودٍ رسميةٍ بأن السلام سيفتح أبواب التنمية والازدهار الاقتصادي، وسيحول الأردن إلى نقطة وصلٍ إقليميٍ واستثماريٍ. اليوم، بعد أكثر من ثلاثة عقودٍ، يكشف الواقع الاقتصادي والمؤشرات الرسمية حتّى عام 2025 أنّ المكاسب بقيت محدودةً، فبينما تكبدت البلاد تكاليف سياسيةٍ واقتصاديةٍ واجتماعيةٍ، لم تحقق للمواطن الأردني "ثمار السلام" الموعودة.

تضمنت المعاهدة بنودًا تتعلق برسم الحدود بين البلدين، واستعاد الأردن بموجبها أراضيٍ، ثمّ أجّرها لإسرائيل لسنواتٍ، أيضًا؛ نصت المعاهدة على "تطبيعٍ كاملٍ يشمل فتح سفارةٍ إسرائيليةٍ وأردنيةٍ في البلدين، وإعطاء تأشيرات زيارةٍ للسياح، وفتح خطوطٍ جويةٍ وتبادلٍ اقتصاديٍ".

مكاسب ماليةٌ مشروطةٌ وغير مستدامةٍ

أوّل ما جناه الأردن بعد الاتّفاقية كان إعفاءاتٌ لديونٍ تجاوزت الثلاثة مليارات دولار، وارتفاع المساعدات الأميركية من 35 مليون دولار عام 1993 إلى 1.6 مليار دولار سنويًا في عام 2024 –2025. لم تكن هذه المساعدات نتيجة تبادلٍ تجاريٍ نشطٍ، أو مشاريع استثماريةٍ مشتركةٍ مع إسرائيل، بل مكافأةً سياسيةً للاستمرار في مسار التسوية، وبقيت رهينة التطورات الإقليمية والتوازنات الأميركية.


شعبيًا، ورغم ما نصّت عليه معاهدة وادي عربة من ضرورة التطبيع الشامل في مختلف المجالات، ما زال الشارع الأردني يرفض الانخراط في أي نمطٍ من أنماط العلاقات التطبيعية مع إسرائيل


ظلّت السوق الإسرائيلية شبه مغلقةٍ؛ إذ لم تتجاوز صادرات الأردن إلى إسرائيل، وفق بيانات دائرة الإحصاءات العامة الأردنية (2024)، حوالي 280 مليون دولار فقط، وهو رقمٌ متواضعٌ مقارنةً بحجم التجارة الأردنية مع دولٍ أخرى، مثل الولايات المتّحدة أو الاتّحاد الأوروبي، التي تصل إلى ما يقارب ملياري دولار ونصف.

أسفرت المعاهدة أيضًا عن إنشاء "المناطق الصناعية المؤهلة (QIZ)"، التي تأسست على إقامة مصانع (معظمها في قطاع الغزل والنسيج) بشرط تضمين منتجاتها مكوناتٍ إسرائيليةٍ بنسبة لا تقلّ عن 9%، مقابل تمكينها من التصدير مباشرةً إلى السوق الأميركية ومن دون رسومٍ جمركيةٍ.

لاحقًا؛ شهدت هذه المناطق تراجعًا ملحوظًا في عدد المصانع، وفقًا لما أوضحه نقيب العاملين في الغزل والنسيج، فتح الله العمراني، إذ بدأت بعددٍ يصل إلى 117 مصنعًا منذ تأسيسها عام 1995، ثمّ انخفضت إلى 75، لتتراجع لاحقًا إلى أرقامٍ محدودةٍ جدًا. يُعزى ذلك إلى انتقال الاستثمارات نحو دولٍ تتسم بانخفاض كلفة العمالة ومدخلات الإنتاج، مثل مصر وغيرها. أما في ما يتعلق بالعمالة التي استوعبتها تلك المصانع، فيُقدَّر عددها بنحو 40 ألف عاملٍ، معظمهم من العمالة الوافدة.



مؤشراتٌ اقتصاديةٌ

تتوالى الأرقام الرسمية لتكشف هشاشة مكاسب السلام الاقتصادية، حيث ارتفع الدين العام الأردني من 7.5 مليارات دينار عام 1994 إلى 41.3 مليار دينار (حوالي 58 مليار دولار) مع نهاية 2024، أي ما يعادل نحو 89% من الناتج المحلي الإجمالي، وفق بيانات وزارة المالية الأردنية الصادرة عام 2025.

كما استمر معدل البطالة في الارتفاع ليصل إلى 21% بين عموم الأردنيين، وأكثر من 40% بين الشباب، وفق دائرة الإحصاءات العامة، في حين سجل في عام 2024 نمو الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 2.8% فقط، مقارنةً بالهدف الحكومي البالغ 5%. هذه الأرقام تعكس بوضوحٍ أنّ السلام لم يكن محفزًا لتنميةٍ اقتصاديةٍ مستدامةٍ، ولم يخفف من الأزمات الهيكلية التي يعانيها الاقتصاد الأردني.

مقاطعةٌ شعبيةٌ

شعبيًا، ورغم ما نصّت عليه معاهدة وادي عربة من ضرورة التطبيع الشامل في مختلف المجالات، ما زال الشعب الأردني يرفض الانخراط في أي نمطٍ من أنماط العلاقات التطبيعية مع إسرائيل. كما تشهد المملكة باستمرارٍ مسيراتٍ، ووقفاتٍ احتجاجيةً وحملاتٍ شعبيةً تدعو إلى إلغاء المعاهدة، ومقاطعة أيّ نشاطٍ تطبيعيٍ.

على الرغم من مرور أكثر من 30 عامًا على التطبيع، لم يحقق الأردن الرخاء الاقتصادي الموعود، فبينما كانت المكاسب محدودةً ومشروطةً، كانت التحديات السياسية والشعبية والاقتصادية أكثر وضوحًا. وظلّ التطبيع في إطاره الرسمي فقط، ولم يتحول إلى شراكةٍ شعبيةٍ أو تنمويةٍ حقيقيةٍ، بل زاد من تعقيد العلاقة بين السيادة الوطنية والمصالح الاقتصادية. إذ يرى الخبير والمحلل السياسي منذر الحوارات أن هذه الاتّفاقية "لم تحقق سلامًا ولا أمنًا ولا رخاءً اقتصاديًا".


فحسب عضو حملة (غاز العدو احتلال) محمد العبسي "معاهدة وادي عربة المشؤومة هي أصل كلّ ما نعانيه اليوم؛ إذ فتحت الباب واسعًا أمام رهن الأردن وأمنه الطاقي وسيادته وكرامة شعبه لصالح العدو الصهيوني


كما أضاف الحوارات موضحًا: "ما يزال الأردن يواجه أزماتٍ اقتصاديةً وانخفاضًا في دخل الفرد، بل إنّه يتعرض أيضًا لتهديداتٍ إسرائيليةٍ متواصلةٍ، وأبرز مثالٍ على ذلك: ضغوط إسرائيل على الولايات المتّحدة، وإلغاء أونروا. وهذا يعني عمليًا حرمان اللاجئين من منصةٍ سياسيةٍ، بما يؤدي إلى توطينهم في الأردن، وهو ما يمس بالأمن الاستراتيجي للمملكة".

كما نصت المعاهدة على "إزالة كافة أوجه التمييز التي تعتبر حواجز ضدّ تحقيق علاقاتٍ اقتصاديةٍ طبيعيةٍ، وإنهاء المقاطعات الاقتصادية الموجهة ضدّ الطرف الآخر، والتعاون في مجال إنهاء المقاطعات الاقتصادية المقامة ضدّ أحدهما الآخر من قبل أطرافٍ ثالثةٍ".

لكن على الصعيد السياسي، تكبد الأردن أثمانًا باهظةً نتيجة استمرار العلاقة مع إسرائيل، إذ شهدت السنوات الماضية أزماتٍ متكررةً عمّقت حالة الغضب الشعبي، ورفض التطبيع، أبرزها الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المقدسات الإسلامية في القدس، في تناقض مع نص معاهدة السلام، الذي يُقرّ بالوصاية الهاشمية على هذه المقدسات؛ إضافةً إلى حادثة مقتل مواطنين أردنيين برصاص حارس السفارة الإسرائيلية في عمان عام 2017، والذي لم يتبعه محاسبة حقيقية للجاني؛ فضلًا عن التصريحات الإسرائيلية المتكررة بشأن ضمّ منطقة غور الأردن، ما أثار قلقًا رسميًا وغضبًا واسعًا في الشارع الأردني.

الغاز والمياه: اتّفاقياتٌ عمقت التبعية

في عام 2016، وقع الأردن اتّفاقيةً لاستيراد الغاز الإسرائيلي، بنحو 10 مليارات دولار، لتغذية محطات الكهرباء حتّى عام 2035. دخلت الاتّفاقية حيز التنفيذ الكامل مطلع 2020، لتغطي نحو 40% من احتياجات الأردن من الكهرباء. رغم تبرير الحكومة بأنّ الاتّفاقية تحقق وفرًا ماليًا سنويًا بنحو 300 مليون دولار، يرى خبراء واقتصاديون أنّ هذه الصفقة قد حرمت الاقتصاد الأردني من فرصة ضخ استثماراتٍ محليةٍ بديلةٍ في الطاقة الشمسية والرياح، وهو ما كان سيوفر آلاف الوظائف ويحقق سيادةً اقتصاديةً أكبر.



فحسب عضو حملة (غاز العدو احتلال) محمد العبسي "معاهدة وادي عربة المشؤومة هي أصل كلّ ما نعانيه اليوم؛ إذ فتحت الباب واسعًا أمام رهن الأردن وأمنه الطاقي وسيادته وكرامة شعبه لصالح العدو الصهيوني. وبعد أن عجزت الحكومات المتعاقبة عن فرض التطبيع على المستوى الشعبي، لجأت إلى إبرام صفقةٍ تُرغمنا جميعًا على المشاركة في تمويل الإرهاب الصهيوني عبر الكهرباء، التي تصل إلى كلّ بيتٍ وقطاعٍ وتمس حياة كلّ مواطنٍ".

كما تابع العبسي قائلًا: "في المقابل، تحرمنا هذه الاتّفاقية — في ظلّ اقتصادنا المنهك والمفقَر — من استثمار نحو 10 مليارات دولار محليًّا في مشاريع قادرة على تعزيز أمننا الطاقي، وتنمية اقتصادنا، وخلق عشرات آلاف فرص العمل لأبناء وطننا".

أما في ما يتعلق بتقاسم حصص المياه بين الأردن وإسرائيل، فقد نصّت المادة السادسة من معاهدة وادي عربة على "تحقيق تسويةٍ شاملةٍ ودائمةٍ لكافة مشكلات المياه القائمة بين الطرفين، واتّفاقهما على الاعتراف بتخصيصاتٍ عادلةٍ لكلٍ منهما، سواء من مياه نهري الأردن واليرموك أو من المياه الجوفية في وادي عربة، وفق مبادئ متفق عليها وبالكميات والنوعية المحددة".

غير أنّ خبراء المياه لا يرون أن تقسيم يحقق العدالة على أرض الواقع، إذ يوضح الخبير البيئي والمائي الدكتور سفيان التل أن "إسرائيل تستنزف الموارد الجوفية في وادي الأردن، عبر حفر عددٍ كبيرٍ من الآبار، بالرغم من أنّ نص المعاهدة سمح لها بحفر آبارٍ جديدة فقط في حال جفّ أيٌّ من الآبار المتفق عليها في وادي عربة".


على الصعيد السياسي، تكبد الأردن أثمانًا باهظةً نتيجة استمرار العلاقة مع إسرائيل، إذ شهدت السنوات الماضية أزماتٍ متكررةً عمّقت حالة الغضب الشعبي، ورفض التطبيع


كما يُحمّل التل إسرائيل مسؤولية التراجع الحاد في منسوب مياه البحر الميت، مرجعًا ذلك إلى "قيامها بسرقة روافد نهر الأردن باستخدام أنابيب شفطٍ، وتحويل مجرى المياه، ما حوّل النهر إلى ما يشبه المكرهة الصحية".

تترافق هذه المعطيات الاقتصادية مع رفضٍ شعبيٍ وسياسيٍ واسعٍ لعلاقات التطبيع الاقتصادي مع إسرائيل، خصوصًا مع تصاعد حرب الإبادة في قطاع غزّة، والصراعات الإقليمية. وبسبب هذا الموقف، لم تستطع الحكومات المتعاقبة فرض قبولٍ شعبيٍ حقيقيٍ على الشراكات الاقتصادية مع الجانب الإسرائيلي.

بعد أكثر من ثلاثة عقودٍ على توقيع اتّفاقية وادي عربة، يكشف الميزان بوضوحٍ أنّ "السلام الاقتصادي" الذي وُعد به الأردنيون ظلّ حبيس الشعارات، في حين بقيت الأثمان الحقيقية ملموسةً سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا. فلا التنمية تحقّقت على الأرض، ولا الازدهار وصل إلى المواطن، وازدادت تبعية الاقتصاد الأردني لمعادلاتٍ خارجيةٍ، واستمرت حالة القطيعة الشعبية مع التطبيع.




## العدالة المؤجلة... فلسطين بين تحلل المرجعية الدولية وهيمنة واشنطن
28 July 2025 04:32 AM UTC+00

مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، اعتمدت الولايات المتّحدة لسنواتٍ وخاصّةً بعد الحرب على العراق عام 2003 سياسةً تجمع بين النفوذ غير المباشر والتحالفات الإقليمية لضمان مصالحها. فعلى الرغم أنَّ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، وما تبعها من حرب الإبادة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي حتّى اللحظة، فإن واشنطن لم تغير الأطر الاستراتيجية الكبرى لسياستها الخارجية في المنطقة (أهمّها احتواء إيران ودعم إسرائيل والابتعاد عن حلٍّ عادلٍ للقضية الفلسطينية). غير أنّها مثّلت لحظةً فارقةً أعادت رسم ملامح تحولٍ في استراتيجيات الولايات المتّحدة للحفاظ على هيمنتها.

فقد بدا أنّ السياسات الأميركية التقليدية لم تعد كافيةً لمواجهة التحولات الجارية، ما دفع واشنطن إلى تحولٍ واضحٍ في سياستها الإقليمية. في السياق ذاته، تتناول المقالة التحوّلات التي طرأت على السياسة الأميركية بعد السابع من أكتوبر عام 2023، وكيف أثّرت تأثيرًا مباشرًا في تعاطيها مع القضية الفلسطينية، بما يعكس تبدّلاً في منطق الهيمنة والدور.

السياسة الأميركية قبل 7 أكتوبر: تثبيت الأمر الواقع وتعطيل المسار السياسي

اعتمدت الهيمنة الأميركية في الشرق الأوسط، حتّى ما قبل السابع من أكتوبر 2023، على توازنٍ دقيقٍ بين أدوات الردع العسكري وبين أدوات المشروعية السياسية والرمزية. وهو ما يسمى في العلاقات الدولية النظام الدولي القائم على القواعد (rules-based international order)، والدعوة إلى هذا النظام يعتبر حجةً للحفاظ على الاستقرار الدولي، في حين أنّه أداة للتحكم والسيطرة، وهي أداةٌ يحكمها مبدأ "قواعد لكم وليس لنا".

يُجسّد الدور الأميركي في النظام الدولي مفارقةً جوهريةً: فهو يجمع بين كونه فاعلًا مندمجًا في المنظومة متعددة الأطراف، وكونه في الوقت ذاته قوّةً استثنائيةً تحتفظ لنفسها بحقّ تجاوز هذه المنظومة حين تتعارض مع مصالحها الحيوية.


تعاني المرجعية الدولية للقضية الفلسطينية من خللٍ بنيويٍ عميقٍ، نشأ نتيجة ارتهانها الطويل لإرادة "الوسيط" الأميركي، الذي لم يكن محايدًا


تبنت الولايات المتّحدة نمطًا من الهيمنة يقوم على الدمج بين القوّة الصلبة (الردع والوجود العسكري) والقوة الناعمة من خلال (التحالفات، الخطاب الحقوقي، النفوذ الثقافي)، ما يمنح سلوكها الخارجي شرعيةً ضمن النظام الدولي. فمن خلال شراكاتٍ استراتيجيةٍ، تُظهر واشنطن التزامًا شكليًا بالقواعد الدولية، مع احتفاظها بهامشٍ واسعٍ لتجاوزها عند تعارضها مع مصالحها الحيوية. تكمن أهمّية هذا النمط من الهيمنة في قدرته على تحقيق استمرارية الهيمنة، وتخفيف كلفة المواجهة المباشرة، إذ يوفّر للولايات المتّحدة أدوات النفوذ طويل الأمد، من دون الحاجة إلى فرض السيطرة بالقوّة الصريحة، ما يعزز موقعها العالمي بوسائل أكثر قبولًا، وأقلّ كلفةً.

تآكل "الكلفة المنخفضة" للهيمنة بعد السابع من أكتوبر

أحدثت عملية المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر عام 2023، وما تلاها تحوّلًا جوهريًا في الطريقة التي فعّلت بها الولايات المتحدة هيمنتها في الشرق الأوسط. فلم يكن الأمر تراجعًا في نفوذها، بل بالأحرى إعادة ترتيب الأولويّات الاستراتيجية، إذ تمثّلت في الانتقال من توازنٍ مدروسٍ بين أدوات الردع والمشروعية، إلى تغليب أدوات الردع المباشر والسيطرة بالقوّة العسكرية. كانت واشنطن قبل ذلك التاريخ حريصةً على دمج الهيمنة العسكرية ضمن إطارٍ مؤسسيٍ يجعلها أكثر قبولًا؛ لكنها، بعد السابع من أكتوبر، اتجهت نحو نمطٍ أكثر وضوحًا وصداميةً في تأكيد هيمنتها، من دون الحاجة إلى تغليف قراراتها بخطابٍ ليبرالي أو تبريراتٍ قانونيةٍ.

بمعنى؛ كانت الهيمنة الأميركية ما قبل السابع من أكتوبر مدعومةً بمنطق "الهيمنة منخفضة الكلفة"، واعتمدت على نمط إسقاط القوّة (Power Projection) الذي اتّسم بالمرونة والردع عن بُعد، إلى نمط حماية القوّة (Power Protection) القائم على الانتشار العسكري المادي في نقاط التماس، بما يعكس تراجع ثقة واشنطن في فعالية الردع غير المباشر وحده. هذا التغير يُشير إلى ميلٍ متزايدٍ لاعتماد القوّة الصلبة اعتمادًا مباشرًا، وهو ما يحمل دلالاتٍ استراتيجيةٍ على اهتزاز قدرة الولايات المتّحدة على إدارة التوازنات بالوسائل غير القسرية.

تراجع قدرة أميركا على إدارة التوازنات الإقليمية الدقيقة

أيضًا؛ أدارت الولايات المتّحدة تناقضات الشرق الأوسط عبر ضبط العلاقات المتوازنة بين أطرافٍ متنافرةٍ، تراجع هذا الدور كـ"مديرٍ للعبة" بعد السابع من أكتوبر، حين انحازت كليًا للاحتلال الإسرائيلي ودعمته في جرائم الإبادة ضدّ الفلسطينيين، وأقحمت نفسها عسكريًا، وساهمت في خلق التوترات في المنطقة. هذا لا يُفقدها النفوذ، لكنه يجعلها فاعلًا منخرطًا لا طرفًا مسيطرًا، يحتفظ بمسافةٍ استراتيجيةٍ عن ديناميات الصراع.



مع تصاعد الإبادة في قطاع غزّة، أصبحت دولًا غربيةً مثل فرنسا وإسبانيا وأيرلندا أكثر جرأةً في انتقاد السياسة الأميركية، كما وجدت دول الجنوب العالمي، مثل جنوب أفريقيا والبرازيل، وتحالفاتٍ أخرى مثّل مجموعة لاهاي، مبررًا للتموضع في موقع القوى الأخلاقية البديلة. هذا يُضعف الإجماع الليبرالي حول القيادة الأميركية، ويغذي نمو أنماطٍ تفتح الباب لتحدياتٍ أوسع أمام موقع أميركا في النظام الدولي.

مرجعيةٌ أميركيةٌ بدل الدولية: كيف تتحكم الوساطة في مسار القضية الفلسطينية

تعاني المرجعية الدولية للقضية الفلسطينية من خللٍ بنيويٍ عميقٍ، نشأ نتيجة ارتهانها الطويل لإرادة "الوسيط" الأميركي، الذي لم يكن محايدًا. فمن المفترض أن تقوم العملية السياسية على مرجعيةٍ دوليةٍ مستقلةٍ، تستند إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتّحدة، لا إلى سياسات طرفٍ ثالثٍ. فحصر المرجعية الدولية في إرادة الوسيط الأميركي جرّدها من مضمونها القانوني والأخلاقي، وحوّلها إلى أداةٍ تكرّس التفوق الإسرائيلي.

ارتهان تنفيذ المرجعية الدولية لإرادة الولايات المتّحدة أدى إلى غياب الإطار السياسي والدبلوماسي الذي يمنح السلطة الفلسطينية وظيفتها الوطنية، التي تتمثّل في قيادة المشروع الوطني، إدارة العملية السياسية، وتمثّيل الشعب الفلسطيني في الساحة الدولية تمثّيلًا فاعلًا وشرعيًا. من دون هذا الإطار، تحولت السلطة إلى كيانٍ إداريٍ بحت، يقوم بمهامٍ يوميةٍ داخل الأراضي الفلسطينية فقط، بعيدًا عن أيّ دورٍ سياسيٍ وطنيٍ قادرٍ على تحقيق أهداف التحرر والاستقلال.

مع تراجع دور السلطة الفلسطينية الرسمي، برز قطاع غزّة رمزًا للمقاومة، ونقطةً محوريةً بالنسبة للقضية الفلسطينية، إذ سلطت عملية السابع من أكتوبر وما بعدها من حرب الإبادة الضوء على قطاع غزّة، ليس منطقةً محاصرةً هامشيةً، بل ممثّلًا حيًا لصمود شعبٍ يواجه حصارًا ومقاومةً غير متكافئةٍ مع آلة الإبادة الإسرائيلية. هذه الأحداث أثارت موجات تضامنٍ عالميةً عبر احتجاجاتٍ شعبيةٍ، حملات مقاطعةٍ، ومواقف ثقافية أعادت بناء الهوية الفلسطينية على أسسٍ نضاليةٍ.


تُظهر الحالة الفلسطينية، كما تتكشف اليوم، حجم التصدع في المنظومة الدولية، إذ لم تعد المرجعيات القائمة قادرة على حفظ الحدّ الأدنى من العدالة والحقوق للفلسطينيين


يمكن القول؛ حققت حركات التضامن تحولًا سياسيًا بارزًا لصالح القضية الفلسطينية، فقد أعادت هذه الحركات تعريف مفهوم "الشرعية"، الذي يعني تحديد من يملك الحقّ الحقيقي في تمثيل المظلومين والدفاع عن قضيتهم، سواء عبر الجهات الرسمية التقليدية، مثل الحكومات والمؤسسات الدولية، أو من خلال حركات التضامن الشعبية والمنظمات غير الحكومية التي ترفع صوت المظلومين من خارج هذه الأطر. إضافةً إلى ذلك، ساهمت هذه الحركات في استعادة الاعتبار للقانون الدولي مرجعًا أساسيًا في العلاقات الدولية، متجاوزةً التوافقات/ التواطؤات السياسية التي غالبًا ما تتجاهل حقوق الضحايا.
ساهمت حركات التضامن في تسييسٍ جديدٍ للرأي العام العالمي، فالمواقف المتقدمة في الجامعات والنقابات والعديد من القطاعات، تُظهر أن فئاتٍ مؤثرةً من المجتمع المدني العالمي لم تعد تتماشى مع الموقف الرسمي لحكوماتها. ما يفتح المجال أمام الضغط على صانعي القرار، ويُدخل القضية الفلسطينية في صلب النقاشات المحلية حول السياسة الخارجية.

أما على مستوى التأثير، فإن حركات التضامن لا تغيّر موازين القوى مباشرةً، لكنها تؤدي إلى تحوّلٍ في الوعي العالمي تجاه القضية الفلسطينية، وتُحرج القوى الغربية التي تدّعي الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان. هذا الضغط السياسي والمعنوي بدأ يُترجم في مساراتٍ عمليةٍ، مثل دفع بعض البرلمانات إلى مراجعة صفقات الأسلحة، وفتح ملفاتٍ قانونيةٍ في المحاكم الدولية والمحلية، ومعايير الازدواجية في تطبيق العدالة الدولية، أو حتّى تغيير لغة الخطاب الإعلامي في المؤسسات الكبرى.

السيناريوهات المستقبلية المحتملة للقضية الفلسطينية

مع استخدام الولايات المتّحدة القوّة العارية في المنطقة لتثبيت هيمنتها، ودعم الاحتلال الإسرائيلي غير المحدود، فهي أيضًا دمرت المرجعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، بل تعاملت مع هذه المرجعيات باعتبارها نقيضًا لهيمنتها، ومع تصاعد حركات التضامن والاحتجاجات العالمية، فإن سيناريوهات القضية الفلسطينية المستقبلية ستعتمد على نتائج ما ستسقر عليه شكل هيمنة الولايات المتّحدة، وعلى النتائج التي ستحققها حركات التضامن، ومن المتوقع أن تكون السيناريوهات على النحو التالي:

•    الدولة الواحدة ثنائية القومية: إقامة دولةٍ واحدةٍ ديمقراطيةٍ مشتركةٍ للفلسطينيين واليهود تتمتع فيها كلّ المكونات بحقوقٍ سياسيةٍ مدنيةٍ متساويةٍ. تقوم هذه الرؤية على فرضية فشل "حلّ الدولتين"، واستحالة الفصل الجغرافي التام. غير أنّ تنفيذها يواجه رفضًا إسرائيليًا واسعًا لخشيته من فقدان "الطابع اليهودي" للدولة، ويتطلّب تفكيكًا كاملاً للاستعمار الاستيطاني، ما يجعل التطبيق أمرًا صعبًا.

•    حل الدولتين المُعدّل: يُعيد هذا السيناريو إحياء صيغة "حلّ الدولتين"، لكن بتعديلاتٍ لا تمنح الفلسطينيين دولتهم المنشودة، بحيث يكون لهم كيانٌ من دون سلاح، ولا حدود، مع وجودٍ رمزيٍ في "القدس الشرقية"، وبقاء الكتل الاستيطانية الكبرى. قد يحظى هذا الخيار بدعمٍ أوروبيٍ باعتباره مسارًا براغماتيًا مرحليًا، لكنه يحافظ على تفوقٍ إسرائيليٍ بنيويٍ ويهمش حقوقًا مركزيةً مثل حقّ العودة والقدس والسيادة الكاملة.

•    الكانتونات/الباستونات المُدارة: من خلال فرض الوقائع من دون تسويةٍ نهائية، فبينما تمنح الضفّة الغربية حكمًا ذاتيًا موسعًا، تدار غزّة أمنيًا عبر جهةٍ ثالثةٍ (مثلاً الدولة المصرية أو جهةٍ دوليةٍ) ضمن إطار الاحتواء. تحتفظ إسرائيل بسيطرتها الإستراتيجية من دون إعلان الضم رسميًا، فيما تصبح السلطة الفلسطينية جهازًا إداريًّا هزيلاً.

•    اللا حلّ والمقاومة طويلة الأمد: في هذا السيناريو يُستبعد الحل السياسي؛ وتتركز الجهود على مقاومةٍ سياسيةٍ وعسكريةٍ وقانونيةٍ تمتد طويلاً. يراهن هذا المسار على استنزافٍ إسرائيليٍ طويل الأمد، يشبه حروب التحرير السابقة، لكنّه يتطلّب قدرةً استثنائيةً على الصمود الشعبي والتنظيم الداخلي. 



يتطلّب السيناريو الأخير، إعادة بناء جسمٍ تمثيليٍ فلسطينيٍ من الصفر، كما يقتضي تأسيس كيانٍ تحرريٍ جديدٍ يجمع الفلسطينيين تحت قيادةٍ موحدةٍ بعيدًا عن الوصاية الأميركية. يواجه هذا الخيار تحدياتٍ تنظيمية وضغوطًا دوليةً، لكنه قد يضخ ديناميكيةً تمثيليةً جديدةً في المشروع الوطني، ويعيد الاعتبار للفلسطينيين في أماكن ودجودهم، ويوحد جهودهم النضالية.

تُظهر الحالة الفلسطينية، كما تتكشف اليوم، حجم التصدع في المنظومة الدولية، إذ لم تعد المرجعيات القائمة قادرة على حفظ الحدّ الأدنى من العدالة والحقوق للفلسطينيين. هذا الخلل لا يكشف أزمة الوساطة الأميركية فحسب، بل يشير إلى تحللٍ أوسع في شرعية النظام الدولي، عندما يتعلق الأمر بالقضايا التي تتحدى موازين القوى، وأولها قضية فلسطين.

تُهيمن الولايات المتّحدة على مسار القضية الفلسطينية، ما يحد من فرص الحلّ العادل، لكن حركات التضامن والنضال العالمي تفتح آفاقًا جديدةً للشرعية والمساءلة، وهذا يشير إلى أنّ مستقبل فلسطين مرتبطٌ بتحولاتٍ جذريةٍ في موازين القوّة الدولية، وتصاعد حركات التضامن والنضال العالمي، وإعادة إحياء جسمٍ نضاليٍ ممثّلٍ للفلسطينيين.




## هل ينجح مخطط التهجير الصهيوني في قطاع غزة؟
28 July 2025 04:33 AM UTC+00

كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في السادس من يوليو/تموز 2025، أنّ شركةً أميركيةً تدعى "مجموعة بوسطن للاستشارات"، قد وقّعت عقدًا بملايين الدولارات لتطوير مشروع "مؤسسة غزة الإنسانية" (جي إتش إف) المثيرة للجدل، كما عملت على رسم خطةٍ لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزّة تحت مسمى "إعادة التوطين". في اليوم التالي قالت مقررة الأمم المتّحدة الخاصّة، المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان ماري لولور، إن ما يسمى "مؤسسة غزّة الإنسانية" تستخدم المساعدات سلاح حربٍ لتهجير الناس وإذلالهم، وأوضحت المقررة الأممية أن الحقّ في تلقي المساعدات ينبغي ألا يُنتزع من أي شخصٍ في أيّ مكانٍ في العالم، كما أنّ ما يحدث في قطاع غزّة هو تجويعٌ قسريٌ للمدنيين.

مخططات تهجير الشعب الفلسطيني ليست وليدة لحظة الإبادة الحاصلة، والكشف عنها لم يكن يحتاج تحقيقًا ولا إقرارًا أمميًا، فمنذ بدأت نكبة فلسطين عام 1948م ومخططات التهجير تتدافع تباعًا كل عام، وعند كل مواجهةٍ، وهي موغلةٌ في العقلية الصهيونية منذ 1920، والحركة الصهيونية تضع في أولوية أجنداتها تهجير الشعب الفلسطيني، ما حدث الآن هو استدعاء المخططات القديمة، وتوظيف المتغيرات المستجدة.


 وبالتالي هذا هو مصير مخططات التهجير كلّها على مدار أكثر من نصف قرن، لم يقاتل الفلسطيني للتوطين في مكانٍ آخر، أو لتحسين ظروف حياته، بل قدم حياته وأولاده وتضحياته من أجل أرضه ومقدساته وتقرير مصيره وحريته واستقلاله


قبل احتلال إسرائيل قطاع غزّة عقب نكسة 1967، كانت مخططات التهجير حاضرةً، ففي 1953 كُشف عن مخطط تهجيرٍ تقوده وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ويقضي بتوطين نحو 12 ألف أسرةً من لاجئي قطاع غزّة على أراضٍ في شمال غرب صحراء سيناء، حينها خصصت الإدارة الأميركية 30 مليون دولار لتنفيذ المخطط، فشل المخطط وتصدى له الشيوعيون والإسلاميون في قطاع غزّة. جمدت المخططات لفترةٍ مؤقتةٍ ثّم عادت في السبعينيات ومنتصف الثمانينيات، كما تعددت التسميات، إذ كان قبل الطوفان مخططٌ لتوسعة قطاع غزّة باتجاه سيناء، أطلق عليه "فلسطين الجديدة"، أجهض هو الآخر، ليعاد الآن إنتاج مخططٍ جديدٍ تحت اسم "مدينة الخيام" في رفح، مقدمةً لمخطط تهجيرٍ جديدٍ.

لسنا هنا بصدد استدعاء مخططات التهجير الإسرائيلية المتعددة والممتدة واستذكارها، لكن هل تنجح إسرائيل في تنفيذ وتمرير مخططات التوطين والتهجير الحالية؟ الإجابة باختصار تتلخص في ثلاثية "الوعي والهوية والذاكرة"، هذه الثلاثية التي اعتمدتها العبقرية الفلسطينية في مواجهة مخططات التهجير، وسأختصر توضيحها من خلال أمثلةٍ عدّة، أوجزها في التالي:



مرّت على نكبة فلسطين أكثر من سبعة عقودٍ، وُلدت أجيالٌ ورحلت أجيالٌ، لكنك إذا سألت عائلةً فلسطينيةً في قطاع غزّة ستجيبك فورًا بأنّ جذورها وأصولها وامتدادها يعود إلى قريةٍ الجورة أو حمامة أو دير سنيد، حتّى لو تشابهت أسماء العائلات، وقد حدث أن سألت صديقي عن اسم عائلةٍ يتشابه مع اسم عائلته فقال لي "هذه العائلة من بيت دراس إحنا من الجورة"، وصديقي مواليد سبعينيات القرن الماضي في غزّة، أي ولد بعد النكبة بربع قرنٍ تقريبًا؛ هذا مثالٌ يستحضر كيف يُعرف الفلسطيني نفسه، وكيف يقدم ذاته وهويته.

بعد شهرين من حرب السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 دفعت إسرائيل أكثر من مليون فلسطيني من شمال قطاع غزّة إلى جنوبه، وعندما نزح هؤلاء على مدار عامٍ كاملٍ تقريبًا كان تعريفهم يتم بناءً على المناطق التي نزحوا منها، "حانونية" نسبةً إلى بيت حانون، "لاهوانية" نسبة إلى بيت لاهيا وهكذا، حتّى أثناء النزوح المؤقت حافظ الفلسطيني على علاقته بالمكان بالجغرافيا بالهوية بالذاكرة.

بالمناسبة؛ حصرت إسرائيل وحشرت مليون فلسطيني في لحظةٍ معينةٍ في محافظة رفح، وأقاموا خيامهم على مسافة صفرٍ من السياج الحدودي مع مصر، بل كانت بعض العائلات تشحن هواتفها المحمولة من الكهرباء المصرية، وخلال هذا الحشر قامت إسرائيل بتجويع هؤلاء ومحاصرتهم ومنع الماء والكهرباء والغاز عنهم، وقصفت خيامهم واحرقتهم على مدار الساعة؛ وما زالت تفعل ذلك، فهل فكر هؤلاء بالنزوح والهجرة باتجاه مصر، أم عادوا إلى بيت حانون وجباليا والشجاعية مع أول هدنةٍ حدثت؟


مخططات تهجير الشعب الفلسطيني ليست وليدة لحظة الإبادة الحاصلة، والكشف عنها لم يكن يحتاج تحقيقًا ولا إقرارًا أمميًا، فمنذ بدأت نكبة فلسطين عام 1948م ومخططات التهجير تتدافع تباعًا كل عام، وعند كل مواجهةٍ


وبالتالي هذا هو مصير مخططات التهجير كلّها على مدار أكثر من نصف قرن، لم يقاتل الفلسطيني للتوطين في مكانٍ آخر، أو لتحسين ظروف حياته، بل قدم حياته وأولاده وتضحياته من أجل أرضه ومقدساته وتقرير مصيره وحريته واستقلاله. ولن تمر مخططات التهجير بعد كلّ هذه التضحيات، ومصيرها كسابقاتها التلاشي والفشل.




## أهداف إسرائيل من التطبيع مع دول الإقليم
28 July 2025 04:34 AM UTC+00

تسعى إسرائيل منذ عقودٍ إلى تطبيع علاقاتها مع الدول العربية، سواء دول الطوق (أيّ التي تحيط بها جغرافيًا، ولها حدود معها: لبنان وسورية والأردن ومصر)، أو تلك التي تقع في دائرة خارج الطوق المشار إليه أعلاه: دول الخليج ودول شمال أفريقيا وغيرها.

عملت إسرائيل على صناعة أنماطٍ من التطبيع بغية الوصول إلى تطبيعٍ شاملٍ وكاملٍ، ويمكن ملاحظة ذلك بالأنماط التالية: إقامة علاقاتٍ دبلوماسيةٍ كاملةٍ، تعاونٌ اقتصاديٌ من خلال مكاتب الارتباط ومكاتب الشركات الخاصّة، تنسيقٌ وتعاونٌ أمنيٌ واستخباراتيٌ، تحقيق السلام بواسطة اتّفاقيات إبراهام الشاملة، ومواجهة التحديات الإقليمية المشتركة؛ مثل الخطر الإيراني، وحضور الضغط الأميركي على حكومات المنطقة.

من أبرز أحداث التطبيع في مصر، زيارة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات إلى إسرائيل عام 1977، وإلقاؤه كلمةً أمام الكنيست الإسرائيلي، وصولاً إلى توقيع اتّفاقيات كامب ديفيد عام 1979، وإنهاء حالة الحرب والصراع بين الدولتين، وإقامة علاقاتٍ دبلوماسيةٍ كاملةٍ بينهما.


ما تسعى إليه إسرائيل من عملية التطبيع مع دول الخليج هو تطويق إيران بالكامل ومحاصرتها بتحالفٍ معارض لسياساتها ونهجها في السيطرة على الإقليم كما تدّعي إسرائيل


بذلك حقّقت إسرائيل إحدى أهمّ إنجازاتها في الإقليم، عبر إقامة علاقاتٍ طبيعية مع أكبر دولةٍ عربيةٍ وأكثرها عداوةً (في فترة عبد الناصر) لها. بهذا أرادت إسرائيل، ولا تزال، من وراء انتهاج عملية تسريع التطبيع التأكيد على وجودها الطبيعي في الإقليم، كما أنّ وجودها مؤسَّسً على حقًّ تاريخيٍ شرعيٍ بالكامل، إلى جانب سعيها إلى الاندماج في الإقليم من أجل تحقيق هيمنتها العسكرية والاقتصادية. إضافةً إلى ذلك، ومع فتح باب التطبيع مع مصر بدأت إسرائيل في تصفية القضية الفلسطينية من دون التنازل عن شبرٍ واحدٍ من الأراضي التي احتلتها سواء في عام 1948 أو في عام 1967، وبالتالي تنصلت؛ كما فعلت سابقًا وتفعل حاليًا، من مسؤوليتها بخصوص ما حصل للشعب الفلسطيني، أي أنّها تُلقي بالمسؤولية على الدول العربية لتجد حلولاً للشعب الفلسطيني وقضية اللاجئين (كما يحصل حاليًا في حربها على قطاع غزّة بادعاء أنّ على الدول العربية تبنّي تهجير الفلسطينيين إليها).

بعد مصر طبّعت إسرائيل مع الأردن من خلال اتّفاقية وادي عربة 1994، وبنت منظومة علاقاتٍ متكاملةً بين البلدين، في التمثيل الدبلوماسي، والاتّفاقيات التجارية، والتعاون المشترك الذي لم يتوقف حتّى في أشد الأزمات، كما يحدث الآن في قطاع غزّة.

وكانت هناك محاولة للتطبيع مع لبنان عندما استولى حزب الكتائب على السلطة في 1982 حيث جرى اتفاق أيار 1983 إلّا أنّ القوى الوطنية اللبنانية منعت خروجه إلى حيز التنفيذ. 

أيضًا؛ تصنّف اتّفاقيات أوسلو عام 1993 بين إسرائيل ومنظّمة التحرير الفلسطينية ضمن خطط التطبيع، بغرض تطويق الأخيرة، وإجبارها على التنازل عن حقّ المقاومة، والاعتراف بوجود إسرائيل من دون أن تقدم إسرائيل الكثير من أجل السلطة الفلسطينية، سوى استمرار التنسيق الأمني لخدمة بقاء المشروع الاستيطاني الاقتلاعي الإسرائيلي مستمرًا، خصوصًا في الضفّة الغربية.



بهذا ضمنت إسرائيل هدوءًا طويل الأمد على جبهتين من حدودها، الأولى مع مصر والثانية مع الأردن. في حين أنّ محاولاتها التطبيع مع سورية ولبنان كانت حاضرةً بصورةٍ دائمةً، إلّا أنّ تردُّد حكم الأسد امتنع عن إخراجها إلى النور. وطبيعي أن لبنان كان، واعتقد لا يزال، خاضعًا لسياسات سورية في هذا المضمار. وسنأتي على تفصيل ذلك لاحقًا.

لا تتوقف آلة التطبيع الإسرائيلية عن الزحف باتجاه الخليج، حيث أقامت حكوماتٌ إسرائيليةٌ سابقةٌ؛ ومنذ عقودٍ، مكاتب ارتباط، وعلاقاتٍ تجاريةً مع عددٍ من دول الخليج، منها الإمارات وقطر وعُمان والبحرين، واستفادت إسرائيل من العلاقات التجارية بينها وبين هذه الدول لتؤسِّس مُستقبلاً للمشاركة في طرح اتّفاقيات إبراهام للسلام، وبالتالي إقامة علاقاتٍ دبلوماسية بضغطٍ أميركيٍ في الأساس مع دولتي الإمارات والبحرين، وتبادل السفراء، وإبرام رزمةٍ من الاتّفاقيات في ميادين مختلفةٍ، كالتجارة وسوقٍ مشتركةٍ والطيران والبحوث وغيرها.

بالرغم من أنّ إسرائيل لا تقيم علاقاتٍ دبلوماسية رسمية مع سلطنة عُمان إلّا أنّ نتنياهو لبّى دعوةً لزيارتها عام 2018، وكانت هذه الزيارة دليلاً قاطعًا على التأسيس لعملية تطبيع قادمةً من دون تحديد موعدها. فيما يتعلق بدولة قطر، لا توجد عملية تطبيعٍ مباشرةٌ، إلّا أنّ هناك مكاتب خاصّة لعلاقاتٍ تجارية تتجاوز حدود توصيفها إلى مستويات تعاونٍ سياسيٍ وثقافيٍ وسواه. وبالرغم من عدم استجابة قطر للتطبيع مع إسرائيل إلّا أنّ الأخيرة تقبل بالوساطة القطرية في التفاوض مع حماس في ما يتعلق بقضية إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين لدى حماس.

ما تسعى إليه إسرائيل من عملية التطبيع مع دول الخليج هو تطويق إيران بالكامل ومحاصرتها بتحالفٍ معارض لسياساتها ونهجها في السيطرة على الإقليم كما تدّعي إسرائيل. إلّا أنّ هذا الطوق لم يكتمل إلى الآن، بفعل عدم انجاز التطبيع مع المملكة السعودية، بالرغم من الترويج له من قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ دفعت الإدارة الأميركية زمن رئاسة جو بايدن إلى التسريع في تطبيقه، وإخراجه إلى النور، إلّا أنّ المستجدات قد حالت دون ذلك، وأولها تمسُّك السعودية بحلّ القضية الفلسطينية على قاعدة حلّ الدولتين. إذن، الموقف السعودي هو موقف المبادرة العربية ذاتها، التي قدمتها السعودية في مؤتمر بيروت عام 2003. إضافةً إلى أنّ السعودية قد أنجزت بعض التفاهمات المهمة في بنية علاقاتها مع إيران، فالسعودية كما غيرها؛ تدرك أن إيران تحمل مكانةً ودورًا خاصين ومهمين في المنطقة، لذا لا يمكن التفريط بها لصالح دولةٍ لطالما كانت عدوةً وانتهازيةً وتوسعيةً.


أرادت إسرائيل، ولا تزال، من وراء انتهاج عملية تسريع التطبيع التأكيد على وجودها الطبيعي في الإقليم، كما أنّ وجودها مؤسَّسً على حقًّ تاريخيٍ شرعيٍ بالكامل، إلى جانب سعيها إلى الاندماج في الإقليم من أجل تحقيق هيمنتها العسكرية والاقتصادية


أما على صعيد أفريقيا وشمالها؛ لدى إسرائيل علاقاتٌ تتسم بالتطبيع غير الرسمي مع المملكة المغربية، بواسطة مكاتب اتصالٍ وتجارةٍ وإعادة تشكيل حضور الجاليات اليهودية المغاربية في الرباط، وغيرها من مدن المغرب، وعودة عائلاتٍ مغربيةٍ من إسرائيل للعيش مجددًا في المغرب، وفتح خطوط طيرانٍ بينهما.

المشكلة الرئيسية التي تقف أمام إسرائيل في إتمام مشاريع التطبيع وخططه تتعلّق بسورية ولبنان، فالاعتقاد السائد لدى حكومة نتنياهو، ووزارة خارجيته أنّه بواسطة عملية إضعاف قوّة الردع السورية، وتدمير البنية العسكرية فيها يمكن دفع الحكومة السورية الحالية إلى القدوم راكعةً للتوقيع على تطبيعٍ مع إسرائيل. الآن تجد حكومة نتنياهو أنّ الفرصة مؤاتيةٌ لتحقيق هذا الضغط من خلال الاستفادة من عملية ظهور إسرائيل أقوى دولةٍ في الشرق الأوسط، والتي -أي إسرائيل- تحارب على جبهات الإقليم كلّها، فإنّها تريد استثمار النزاع الدائر في محافظة السويداء وتسديد ضرباتٍ موجهةٍ في خاصرة دمشق على اعتبارها جزءًا من وقوف إسرائيل إلى جانب الدروز في سورية، من منطلق حلف الدم بينها وبين دروز إسرائيل، وبالتالي خلق فراغٍ سياسيٍ وإداريٍ في الجنوب الغربي من سورية ما يوفر قطاعًا جغرافيًا فارغًا من الحضور العسكري السوري، مهما كان وزنه، ما يشكل ضغطًا على الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع يدفعه إلى الهرولة للتوقيع على اتّفاقية تطبيعٍ. فإلى جانب ظهور إسرائيل قوةً فاعلةً بقصف مقرّاتٍ سياديةٍ سورية (هيئة الأركان)، تتفاوض سرًّا في الدوحة وباكو في أوزبكستان مع مندوبين سوريين لغرض وضع تفاهمات التطبيع. وقد أبدى الرئيس السوري ليونةً في هذا الخصوص، بإعلانه أنّه غير معنيٍ بمحاربة إسرائيل.

بالتوازي مع ما يحصل في سورية، وما تقوم به إسرائيل من قصفٍ وتفكيكٍ للتوازنات الأثنية، تعمل على تفكيك لبنان من علاقته مع حزب الله، وبناء قوّة الجيش اللبناني على يد الولايات المتّحدة، وبالتالي إرضاخ لبنان الضعيف أصلًا إلى إملاءات التطبيع. باعتقاد الكاتب؛ ليس من السهل تطبيق خطة التطبيع مع سورية، بسبب القواعد الشعبية الواسعة المحمّلة بمخزونٍ تاريخيٍ معارضٍ لوجود إسرائيل، لا يمكن إخضاعها بسهولةٍ.

لذا ستشهد المنطقة، خلال الأسابيع القادم، المزيد من طروحات التطبيع الإسرائيلية وخططها، مسنودةً من البيت الأبيض، على قاعدة إلحاق هزيمةٍ، وتكوين هشاشةٍ عسكريةٍ، وتفوُّقٍ عسكريٍ إسرائيليٍ. إنّها طريقة الضبع في تهيئة مسرح الصيد، ببث سمومه للانقضاض على فريسته.




## غايات إسرائيل من وراء خطاب التطبيع الإقليمي
28 July 2025 04:34 AM UTC+00

لم يختف هدف التطبيع مع دولٍ عربيّةٍ وإسلاميّةٍ من الخطاب الإسرائيلي في خضم حرب الإبادة، والتدمير الشامل في قطاع غزّة. وهو خطابٌ أخذ مدًّا واسعًا في أعقاب الاتّفاقيات الإبراهيمية مع كلٍّ من البحرين والإمارات العربية المتّحدة والمغرب، نظرًا إلى كون الاتّفاقيات، من وجهة نظرٍ إسرائيليةٍ، نموذجًا لما تتطلّع إليه من وراء التطبيع. وهو النموذج الذي يشتمل على ما يلي: أولاً، إقامة علاقاتٍ كاملةٍ مع إسرائيل، من دون اشتراط ذلك بحلّ ملف القضية الفلسطينية. وثانياً، عقد اتّفاقيات تعاونٍ أمنيّةٍ بالأساس ضدّ من يتّفق على توصيفهم بـ"أعداء مشتركين للجانبين".

وفقًا للسرديّة الإسرائيلية المتداولة، شهدت علاقات إسرائيل الإقليمية حتّى الآن ثلاثة أصناف من التطبيع، ولا سيّما مع دولٍ عربيّةٍ: الصنف الأول، اتصالاتٌ خلف الكواليس، من دون اتّفاقٍ رسميٍ. والصنف الثاني، علاقاتٌ رسميةٌ على المستوى الحكومي أساسًا، كما في حالة مصر والأردن، وهو ما يُطلَق عليه عادةً بـ"سلام بارد". والصنف الثالث جسّدته الاتّفاقيات الإبراهيمية، التي انطوت على علاقات أكثر دفئًا، تشمل أيضًا تواصلاً مع منظماتٍ من المجتمع المدني، كما في حالة المغرب، والإمارات العربية المتّحدة، والبحرين.


بدايةً، ثمّة تقديرٌ بأنّه في حال التوصل إلى تطبيعٍ مع سورية ولبنان فسيكون بمنزلة نوعٍ جديدٍ، هو أقلّ من اتّفاق سلامٍ، لكنّه قد يتضمّن ترتيباتٍ أمنيةً، تقود إلى تعاونٍ سريٍّ في سلسلةٍ من المصالح المشتركة في المنطقة


تجدر الإشارة عند هذا الحدّ إلى أنّه على أعتاب عملية "طوفان الأقصى"، التي نُفذّت يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أكّدت مصادر إسرائيليةٌ وأميركيةٌ متطابقةٌ أنّ المباحثات من أجل توقيع اتّفاق تطبيعٍ بين السعودية وإسرائيل تجري في الفترة الأخيرة بين الولايات المتّحدة والسعودية بالأساس. وأشارت هذه المصادر إلى تفاؤلٍ أميركيٍ في إمكانية التوصل لهذا الاتّفاق في الفترة القريبة، على الأقلّ قبل موعد الانتخابات الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024. وربّما يجدر التذكير بأنّ أول محاولةٍ أميركيةٍ جادةٍ للتوصل إلى اتّفاق تطبيعٍ بين السعودية وإسرائيل جرت في مايو/أيّار 2022، خلال فترة حكومة بينت- لبيد، لكنها لم تتقدم، وتوقفت على الرغم من تحقيق بعض الانفتاح بين إسرائيل والسعودية، وكان في مركزها فتح الأجواء السعودية للطيران القادم من إسرائيل، وتطوير شراكاتٍ اقتصاديةٍ. وقد سبقتها محاولةٌ أميركيةٌ في فترة الولاية الرئاسية الأولى لدونالد ترامب بغرض ضمّ السعودية إلى الاتّفاقيات الإبراهيمية عام 2020، لكن استمرت السعودية برفضها التطبيع مع إسرائيل بشكلٍ رسميٍ وعلنيٍ.

بات الحديث عن اتّفاقيات تطبيعٍ مع دولٍ عربيةٍ و/ أو إسلاميةٍ يُسمع في الآونة الأخيرة بصورةٍ أساسيةٍ من جانب ترامب، ومبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وآخرين.

كما نقلت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 في الأسبوع الثاني من يوليو/تموز الحالي، عن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، قوله خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن في الكنيست إنّ سورية ولبنان هما من الدول المرشّحة للتطبيع مع إسرائيل. وبعد ذلك بأيّامٍ عدّةٍ، وردت تقاريرٌ عن لقاءٍ جرى، على ما يبدو، بين ممثّل مجلس الأمن القومي الإسرائيلي والرئيس السوري أحمد الشرع، في أثناء زيارة الأخير إلى الإمارات العربية المتّحدة، غير أنّ كلَا الطرفين نفيا حدوث اللقاء.
كما من المتوقع أن يظلّ مثل هذا السيناريو متداولًا في الفترة المقبلة. ووفقًا لما تراكم إلى الآن من تقديراتٍ إسرائيليةٍ بشأنه، يمكن أن ننوّه إلى ما يلي:



بدايةً، ثمّة تقديرٌ بأنّه في حال التوصل إلى تطبيعٍ مع سورية ولبنان فسيكون بمنزلة نوعٍ جديدٍ، هو أقلّ من اتّفاق سلامٍ، لكنّه قد يتضمّن ترتيباتٍ أمنيةً، تقود إلى تعاونٍ سريٍّ في سلسلةٍ من المصالح المشتركة في المنطقة، في مواجهة "أعداء مشتركينٍ"، في مقدمتهم إيران.

ثانياً، هناك عراقيل تقف أمام مثل هذا الاتّفاق، منها ردة الفعل العسكرية الإسرائيلية على سقوط نظام حكم الأسد، التي شملت إلغاء اتّفاق فصل القوات لعام 1974، والسيطرة على المنطقة منزوعة السلاح، بالإضافة إلى قمة جبل الشيخ ومناطق أُخرى، ودعم الدروز، ذلك كلّه من شأنه أن يؤدّي إلى تصعيد التوتّر والعداء.

ثالثًا، قضية هضبة الجولان، التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967، وضمتها واعترفت الولايات المتّحدة بهذا الضمّ. هنا يلمّح البعض إلى أنّ سورية اضطُرّت منذ عام 1939 إلى أن تستبطن خسارة لواء الإسكندرون لمصلحة تركيا، وعلى المعنيين أن يضطروها إلى "ابتلاع" خسارة الجولان!




## التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في ظل الإبادة الجماعية
28 July 2025 04:35 AM UTC+00

في الوقت الذي تقترف فيه حرب الإبادة الجماعية، والمجازر اليومية في قطاع غزّة، ويستمر فيه قصف إسرائيل للأراضي السورية، تمضي بعض الدول الخليجية في توسيع علاقاتها مع تل أبيب، وكأن شيئًا لا يحدث. في ظلّ هذا الواقع المروّع، يبدو أن مشهد التطبيع لم يعد مجرد سياسةٍ خارجيةٍ، بل بات انعكاسًا لانهيارٍ أخلاقيٍ واضحٍ في بعض المواقف الرسمية العربية.

غزة تحترق... والخليج يوقّع اتّفاقيات

منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يتعرض قطاع غزّة لحرب إبادةٍ حقيقيةٍ، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ تستهدف مئات الغارات الإسرائيلية منازل المدنيين، المستشفيات، المدارس، وحتّى مخيّمات النازحين، موقعةً آلاف القتلى والجرحى، غالبيتهم من النساء والأطفال، ودمارًا شاملًا لم يترك شيئًا قائمًا. هذه ليست مجرد حملةٍ عسكريةٍ، بل جريمةٌ موثقةٌ ضدّ الإنسانية.

رغم ذلك كلّه، ما زالت بعض العواصم الخليجية، وفي مقدمتها أبو ظبي والرياض، تفتح الأبواب أمام تل أبيب، وتواصل الحديث عن "فرص السلام" و"التعاون الإقليمي". أيُّ سلامٍ هذا، وغزة تئنّ تحت الركام؟


يبدو الموقف السعودي أكثر حذرًا في العلن، لكن تحت الطاولة هناك مؤشراتٌ واضحةٌ إلى تقاربٍ متسارعٍ مع إسرائيل، زياراتٌ متبادلةٌ، تفاهماتٌ أمنيةٌ، واهتمامٌ مشتركٌ بمواجهة إيران


الإمارات: تطبيعٌ بلا أقنعةٍ

منذ توقيع اتفاقيات "أبراهام"، لم تتوقف الإمارات عن دفع علاقتها مع إسرائيل نحو الأمام، ليس على المستوى السياسي فقط، بل في الاقتصاد، والتكنولوجيا، وحتّى التعاون الأمني والعسكري. صفقات طائراتٍ من دون طيار، منتدياتٌ اقتصاديةٌ مشتركةٌ، تبادلٌ ثقافيٌ... كلّ شيءٍ يسير كما لو أن الدم الفلسطيني غير مرئيٍ. الأخطر من ذلك؛ أن تعاونها بات يُقدَّم كأنّه "نموذجٌ للسلام"! في وقتٍ لا تزال فيه صور المجازر في قطاع غزّة تملأ الشاشات. ما الذي تبقّى من الموقف العربي، إذا كانت الشراكة مع الاحتلال تُقدَّم على اعتبارها إنجازًا؟

السعودية: بين الخطاب والواقع

يبدو الموقف السعودي أكثر حذرًا في العلن، لكن تحت الطاولة هناك مؤشراتٌ واضحةٌ إلى تقاربٍ متسارعٍ مع إسرائيل، زياراتٌ متبادلةٌ، تفاهماتٌ أمنيةٌ، واهتمامٌ مشتركٌ بمواجهة إيران، بينما ذلك كلّه يجري تُعلن الرياض التزامها بالقضية الفلسطينية. لكن هذا التناقض بات مكشوفًا، لا يمكن الحديث عن "دعم حقوق الفلسطينيين" وفي الوقت ذاته التقرّب من دولةٍ تنتهك تلك الحقوق بوحشيةٍ يوميًا. الصمت السعودي أمام ما يحدث في قطاع غزّة وسورية ليس موقفًا محايدًا، بل هو انحيازٌ مريبٌ لحساباتٍ سياسيةٍ على حساب الدم العربي.

هل فقدنا البوصلة؟

تبرّر بعض الحكومات خطواتها التطبيعية بالقول إنّها تبحث عن مصالحها، أو تحاول "التأثير من الداخل" على إسرائيل! لكن الواقع يقول إن ما يحصل هو تخلٍّ كاملٌ عن فلسطين، وسكوتٌ مدوٍّ عن الاعتداءات على سورية. هذا لم يعد تطبيعًا سياسيًا فقط، بل قبولٌ ضمنيٌ بمشروعٍ استعماريٍ استيطانيٍ يقوم على القتل والطرد والتهجير.



الشعوب لا تزال على العهد

رغم هذا كلّه، الشعوب العربية — ومنها الخليجية — لم تصمت، التظاهرات، حملات المقاطعة، الأصوات المعارضة للتطبيع، كلّها دليلٌ على أن الوعي ما زال حاضرًا، حتّى لو حاول البعض خنقه، وربما يكون الرهان اليوم على هذا الوعي الشعبي، لا على أنظمةٍ أثبتت أن بوصلتها لم تعد تشير إلى القدس، بل إلى تل أبيب وواشنطن.




## القتل جوعاً من دون رادع في قطاع غزة
28 July 2025 04:36 AM UTC+00

قبل البدء في تناول الظرف الذي أتاح للاحتلال وداعمه الأميركي المضي بجرائمهما في فلسطين وقطاع غزة حتّى اللحظة، لا بدّ من الوقوف أمام سكان قطاع غزّة المدنيين والمقاومين الذين يجابهون مخططات النازية الجديدة الصهيوأميركية بأبسط الإمكانيات المتاحة، بصمودهم وثباتهم الخارج عن المتوقع. وهنا لا بدّ من التذكير بأنّ الاحتلال سعى دائمًا إلى أن يتحول المشهد الغزّي إلى مشهد حشودٍ مدنيةٍ تتوجه إلى الحدود المصرية وتخترقها هربًا من القطاع المنكوب، إلا أن معظم سكان القطاع تحملوا ما لا يحتمل، وتمسكوا بالبقاء في القطاع رغم كلّ إجرام الاحتلال من القصف إلى التجويع والتدمير، ليس ذلك فحسب، بل أفشل سكان القطاع مساعي الاحتلال لاختراق المقاومة، فلولا صمود مدني القطاع وروحهم التحررية لانهارت المقاومة خلال بضعة أسابيع. هنا علينا أن نذكر أن عدوان الإبادة الجماعية، وعدوان التجويع في قطاع غزّة، تنفذهما قوات الاحتلال الصهيوني، لكن هذا لا يعفي شركاء الاحتلال فيهما من مسؤولياتهما القانونية والسياسية والأخلاقية، وهنا لا نعني الولايات المتّحدة فقط، بل مجمل المجتمعٍ الدوليٍ الذي لم يقف موقفًا حاسمًا لوقفهما، وكذلك دول الإقليم، خصوصًا مصر والأردن، فمعبر رفح معبرٌ مصريٌ نظريًا.

إذًا، وصل الوضع المعيشي في قطاع غزّة إلى حدٍّ غير مسبوق في العصر الحديث، وضعٌ لم تعشه أيّ منطقةٍ حول العالم، تضم في طياته مليونا مدنيٍ، ليس ذلك فحسب، بل إن ما يعرف بـ"المجتمع المدني" يحتضن قادة الحصار والمسؤولين عنه رسميًا، على الضدّ من إرادة شعوبه! هذه المفارقة غير مسبوقةٍ أبدًا أيضًا، فالصمت الرسمي العربي والإقليمي والدولي ليس مرعبًا فقط، بل يدين الصامتين ويجعلهم شركاء كاملين في الجريمة، إذ كانوا في أحداثٍ مشابهةٍ (حصارٍ تجويعٍ قصفٍ وليس إبادةٍ جماعيةٍ حتّى) سابقًا أقلّ فجاجةٍ في شراكتهم، كما في جرائم روسيا، وكذلك نظام الأسد، حين حاصر المدن والبلدات السورية تباعًا، ومنها مخيّم اليرموك، إذ أدانوه ووصفوا الأسد بالمجرم من دون ترددٍ، كما قاطعوه (ظاهريًا على الأقل)، أما اليوم فيستقبل "المجتمع الدولي" المجرم أو الإرهابي بنيامين نتنياهو على اعتباره رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني، أو يستقبل وزرائه وسفرائه ومبعوثيه، إلى جانب حماية الاحتلال وحماية قادته وجيشه من المحاكم، والأخطر يدعم الاحتلال بالذخائر والسلع العسكرية وغير العسكرية.


يجب فهم العدوان على قطاع غزّة واستمراره إلى اليوم (وكذلك استمرار الإبادة الجماعية والتجويع، وتمادي الاحتلال في اعتداءاته إقليميًا) من زاوية المصلحة والرغبة الأميركية، التي تسعى إلى إعادة فرض ذاتها إقليميًا ودوليًا عبر قواها الخشنة


إن حجم الجريمة المرتكب في فلسطين، وتحديدًا في قطاع غزّة اليوم فاق كلّ التوقعات، رغم معرفتنا بطبيعة الاحتلال وداعميه الرئيسيين الإجرامية، فجرائمهم متكررة، سبق أن نفذها المجرمون ذاتهم (الاحتلال الصهيوني وداعميه) سابقًا في فلسطين وخارجها، لكن الجديد حاليًا في قدرة المجتمع الدولي على حماية المجرمين، وضمان استمرار جرائمهم لأطول فترةٍ ممكنةٍ بلا حجاب أو ستارٍ، ليتابعها العالم أجمع وكأنّها بثٌ مباشرٌ، وعلى الرغم من سقوط كلّ ذرائع عدوان الاحتلال منذ أشهر العدوان الأولى، حين انفجرت الحشود الشعبية الداعمة لفلسطين وقضيتها حول العالم، خصوصًا في دول المعسكر الغربي.

من هنا نلحظ أن استمرار العدوان على قطاع غزّة، واستمرار الإبادة الجماعية والتجويع فقد جزءًا كبيرًا من دعم حامله الاجتماعي صهيونيًا أيضًا، هذا الحامل الذي كان قد اعتبره بعضهم السبب الرئيسي في استمرار الإبادة، ما يضعنا أو يعيدنا إلى سؤال متى ينتهي العدوان؟ ولماذا هو مستمرٌ إلى الآن رغم تراجع دعمه من حاضنة الاحتلال الاجتماعية منذ شهورٍ عديدةٍ خلت؟



هنا لا بدّ من الإشارة إلى أن التغيير في استراتيجية الأمن القومي الصهيوني، الذي نص في نسختها الأخيرة قبل "طوفان الأقصى" على الاستعداد لسيناريوهات الحرب (بالأصح عدوان) الطويلة والمتعددة الجبهات، على النقيض من بنيته السابقة القائمة على الحروب (بالأصح اعتداءات) القصيرة والسريعة. رغم ذلك، لا يفسر هذا التحول قدرة الاحتلال على الاستمرار في هذه الجرائم أمام مرأى ومسمع العالم أجمع لقرابة عامين كاملين. فقدرات الاحتلال العسكرية والاقتصادية واللوجستية محدودةٌ (ضخمةٌ جدًا إذا قورنت بقدرات المقاومة الفلسطينية) مقارنةً بسلوكه الإجرامي، وهو ما أبرزته صحفٌ صهيونيةٌ عدّة (هآرتس مثلاً) بنقلها عن ضباطٍ صهيونيٍ، وأحيانًا عن ضباط الموساد والاستخبارات أنّ الولايات المتّحدة هي التي مكّنت الاحتلال من المضي في إجرامه، عبر مده بكل الذخائر التي يحتاجها، وبمنظومات الدفاع الجوي، والدعم التقني والاستخباراتي وسواها من أشكال الدعم العسكري المباشر.

إذًا لا يستطيع الاحتلال المضي قدمًا في إجرامه من دون الدعم الأميركي المباشر، عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا وماليًا ولوجستيًا، بل ومن دون الحماية الأميركية التي ما زالت تحول دون محاكمة الاحتلال وقادته على أيٍّ من جرائمهم. بل ومن دون التدخل الأميركي المباشر عسكريًا، كما حصل مع إيران، التي ضَربت مفاعلاتها النووية الطائرات الحربية الأميركية، كي تضع حدًا للرد الإيراني على العدوان الصهيوني.


أفشل سكان القطاع مساعي الاحتلال لاختراق المقاومة، فلولا صمود مدني القطاع وروحهم التحررية لانهارت المقاومة خلال بضعة أسابيع


من هنا لنعود إلى السؤال القديم الجديد، من يتحكم بمن، أميركا تتحكم بالاحتلال الصهيوني أم الاحتلال الصهيوني ولوبيه يتحكمان بأميركا؟ قد يستمر الجدل ذاته أجيالاً وأجيال من دون فائدة، نظرًا لغياب الدلائل القاطعة والحاسمة، لكن المؤكّد أن كلّ سياسات الاحتلال لا تمس بالمصالح الأميركية (من دون التقليل من قدرة الأول على ممارسة الخديعة الاستراتيجية والأمنية)، في حين أنّ بعض سياسات أميركا تمس بالمصالح الصهيونية، كما في الاتّفاق النووي الإيراني، وتأجيل ضرب إيران، وسواها من القرارات الأميركية بخصوص علاقتها مع دول الإقليم، التي لا تتطابق مع المواقف الصهيونية، وتمثّل ضغطًا حقيقيًا على الاحتلال الصهيوني، من دون أن تصل إلى حدٍّ مقلقٍ.

بناءً عليه، يجد الكاتب أنّ أميركا هي المتحكمة بالاحتلال، لذا فهي راعيته الكبرى، فكما قال جو بادين الرئيس الأميركي السابق "لو لم تكن هناك إسرائيل لكان على أميركا خلق إسرائيل لحماية مصالحها"، وعليه يجب فهم العدوان على قطاع غزّة واستمراره إلى اليوم (وكذلك استمرار الإبادة الجماعية والتجويع، وتمادي الاحتلال في اعتداءاته إقليميًا) من زاوية المصلحة والرغبة الأميركية، التي تسعى إلى إعادة فرض ذاتها إقليميًا ودوليًا عبر قواها الخشنة/ العسكرية المباشرة، بعد ترهل قواها الناعمة، وفي ظلّ الخطر القادم من الصين وروسيا دوليًا، ومن إيران وتركيا على مصالح أميركا الإقليمية. من هنا تخوض الولايات المتّحدة الحرب متخفيةً خلف الاحتلال، وساعيةً لفرض نفوذها، وضمانه لعقودٍ قادمةٍ، مهما كانت كلفة ذلك.



لكن؛ هل تنجح أميركا وأداتها الإقليمية (الاحتلال الصهيوني) في تحقيق أهدافهما عسكريًا، أم لهذا العنف المنفلت تداعياتٌ كبيرةٌ قادمةٌ؟ على الأغلب لن يخلو الأمر من تداعياتٍ كبيرةٍ غير متوقعةٍ بالحدّ الأدنى، يجب أن ينسب فضله لسكان قطاع غزّة، الذين حطموا جبروت أميركا والاحتلال الصهيوني بتمسكهم بأرضهم رغم كلّ الإجرام المرتكب، ورغم فارق القوّة العسكرية.




## عن شروط السلام السوري مع الدولة الصهيونية
28 July 2025 04:37 AM UTC+00

اتخذ أحمد الشرع موقفًا مهادنًا من دولة الاحتلال الصهيوني منذ وصوله إلى دمشق، إذ أكد على سعيه إقامة علاقاتٍ طبيعيةٍ مع كلّ دول العالم، ومنها هذه الدولة. عكس ذلك تمسكت دولة الاحتلال بتصنيف هيئة تحرير الشام تنظيمًا إرهابيًا، وانسحبت من اتّفاقية فك الاشتباك عام 1974، واحتلت، ولا تزال تحتل، مناطق واسعة من بلدات القنيطرة ودرعا، كما سيطرت على جبل الشيخ الاستراتيجي، وتحاول فرض منطقة أمنية منزوعة السلاح في كامل المنطقة الجنوبية، في درعا والسويداء، ودمرت كامل البنية التحتية العسكرية بأكثر من 400 غارةٍ جويةٍ، ولم تتوقف حتّى اللحظة، واخترقت الأجواء السورية في حربها ضدّ إيران بالنصف الأول من شهر يونيو/حزيران 2025.

رغم ما سبق كلّه؛ لم يتغير موقف الإدارة السورية، ولم يعل صوتها، وقد مثّل ضغط العلاقة مع الإدارة الأميركية، وحث ترامب للشرع على الدخول في الاتّفاقيات الإبراهيمية، وحاجة سورية الماسة إلى رفع العقوبات عنها أحد أسباب انخفاض ذلك الصوت، مع أن هناك قراراتٌ دوليةٌ تؤكد حقّ السوريين بالمطالبة باستعادة الجولان كاملًا، ومنذ احتلاله في عام 1967، وقرارًا برفض ضمّ دولة الاحتلال للجولان عام 1981، وهو ما يجب أن تتمسك به إدارة الشرع، و"تناضل" دوليًا وعربيًا، وإقليميًا من أجله.

هناك استراتيجيةٌ قاصرةٌ لدى الدول العربية يتبناها الرئيس أحمد الشرع كما يبدو، تقول بضرورة السلام مع الدولة الصهيونية لتشريع سلطاتها مع الإدارة الأميركية، وهناك رداءةٌ في موقف هذه الدول تجاه الدولة الصهيونية، لا يغير من هذا، الموقف العربي الموحد في قمة بيروت عام 2002، وفحواه السلام مقابل الأرض، الذي رفضته الدولة الصهيونية. لكن لم تتمسك الدول العربية بموقفها ذاك، وتقوم بإلغاء اتّفاقيات التطبيع السابقة، بل وقعت بعضها الاتّفاقيات الإبراهيمية 2020، ولم تمثّل مأساة غزّة والحرب المدمرة، من 7 أكتوبر/تشرين الأول في 2023 سببًا جديدًا لإلغاء تلك الاتّفاقيات، وأيضًا لم يتنبه الشرع ذاته إلى أن تلك المأساة مستمرةٌ، ومن ثمّ، يضع إنهاءها شرطًا للسلام، أو كما تفعل السعودية مثلًا، حينما تؤكّد أن السلام مع دولة الاحتلال يتطلّب وقف الحرب على غزّة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة غير منقوصة السيادة، وهذا ما ترفضه إسرائيل. يبدو أنّ المفاوضات المباشرة في بعض الدول العربية والإقليمية، ولا سيّما في باكو، دفعت الشرع إلى التراجع عن ذلك اللين، والتمسك بالقرارات الدولية في أيّة مفاوضاتٍ للسلام وباتّفاقية 1974، وربّما هذا سببٌ لتفسير قصف جيش العدو قيادة الأركان في دمشق وفي السويداء ودرعا، وبالقرب من القصر الجمهوري مؤخرًا، مدعيةً حماية الدروز، في حين أنّ هدفها مد سيطرتها الأمنية على كامل جنوب سورية.


هناك تمييعٌ من قبل إدارة الشرع بموضوع المفاوضات الخاصّة بالحدود والاستقرار، أو شروط السلام، ولا نكاد نقرأ موقفًا واضحًا يتبناه السلك الدبلوماسي، وزير الخارجية بالتحديد، أو إعلاميو السلطة


إنّ تراجع الشرع النسبي، لا يعني أنّه غيّر استراتيجيته بالعلاقة مع دولة الاحتلال، إذ تستند الاستراتيجية تلك إلى رؤيةٍ قاصرةٍ، في أن شرعية الحكم خارجيةٌ بالضرورة، وكلّ حكمٍ قابلٌ للسقوط دونها، في تجاهلٍ أن الشرعية الحقيقية تتأتى من الشعب، كما أنّها تتطلّب تنازلاتٍ من قبل الأنظمة الحاكمة، وهو ما ترفضه تلك الأنظمة بشكلٍ أعمى. لذا يجعلها تأكيدها الشرعية الخارجية عرضةً لمختلف أنواع الابتزاز والمشروطية، وعكس ذلك تتيح لها الشرعية الداخلية. هل من الخطأ عكس الفكرة، والقول بأنّ سلطات الأنظمة لم تكن لتصل إلى الحكم لولا الغطاء الخارجي، ومن ثمّ مصدر شرعيتها الخارج؟ هذا التحليل يقود إلى نظرية المؤامرة، ومن ثمّ، سنتخطاها ونتمسك بالأولى، بأنّ المشكلة الحقيقية في استراتيجية الأنظمة العربية القاصرة، والشرع يتبناها.

إن التمسك باستعادة الجولان كاملاً، يجب أن يكون المدخل لأيّة مفاوضاتٍ أمنيةٍ حدوديةٍ، أو لاتّفاقية السلام، وهذا ما لم يعلنه الشرع بوضوحٍ. إن الحالة الكارثية التي تعيشها سورية، بلدًا مدمرًا، يجب ألا تدفع السلطة إلى الذهاب نحو السلام غير المشروط، ولا سيّما أن الدولة الصهيونية تؤكّد رفضها التراجع عن احتلال الجولان، ومن ثمّ، ربما تُحدّد للشرع أن الممكن الوحيد هو العودة إلى اتّفاق فك الاشتباك، والتخلي الكامل عن الجولان، وشروطٍ جديدةٍ تتعلق بالبقاء في جبل الشيخ وسواه. قد تدفع هشاشة أوضاع سلطة دمشق إلى خفض مطالبها، وهناك حراكٌ دبلوماسيٌ ليس استراتيجيًا للدخول في المفاوضات، ما يفتح على الأسئلة الخبيثة، وربما المحقة، بأنّ إدارة الشرع قد تعقد صفقةً سريةً تتنازل فيها عن الحقّ في الجولان قبالة العودة إلى فك الاشتباك وتأبيد ذاتها في الحكم. إن ضعف التغطية الإعلامية عن موضوع الموقف من الاتّفاقية، سببٌ كبيرٌ لأسئلتنا أعلاه، وهذا لم يتغير حتّى بعد أحداث السويداء.

تبدو الدولة الصهيونية صارمةً تجاه احتلال الجولان، والأن تريد فرض منطقةً أمنيةً على كامل الجنوب السوري، كما أنّ أيّ اتّفاقية سلام يجب أن تنطلق من هذا. إذ الخيار الوحيد لسلطة دمشق الآن هو رفض هذه الشروط، ورفض أن يصبح الجولان واحةً للسلام تحت السيادة الصهيونية؛ الجولان أرضٌ سوريةٌ، لا بد أن يعود إليها، والمنطقة الأمنية تمثّل سيطرةً كاملةً على العاصمة ذاتها، ومن ثمّ يجب رفضها. سيضع أيّ تراجعٍ عن هذا التفكير الشرع وإدارته في مشكلاتٍ متفاقمةٍ مع الشعب السوري، الذي يؤكّد سُورية الجولان وكلّ أرضٍ سورية.



هناك تمييعٌ من قبل إدارة الشرع بموضوع المفاوضات الخاصّة بالحدود والاستقرار، أو شروط السلام، ولا نكاد نقرأ موقفًا واضحًا يتبناه السلك الدبلوماسي، وزير الخارجية بالتحديد، أو إعلاميو السلطة. هذا التمييع يراد منه تمرير الوقت، ومراقبة مواقف السوريين العامة، وحثهم على قبول استراتيجية إدارة دمشق في العلاقة مع الدولة الصهيونية، ولا سيّما أن موضوع التنازل عن الجولان، والصرامة الصهيونية في ذلك تدين صمت الإدارة. ربما تتوهم الإدارة أنّ السوريين الغارقين في مختلف المشاكلات قد يصمتون تجاه اتّفاقية سلامٍ منقوصةٍ، تتخلى فيه عن الجولان، أو يسمحون بمنطقةٍ أمنيةٍ، ستكون مرفوضةٌ هذه الأوهام، وقد تؤدي إلى اغتيال الشرع ذاته، ومن ثمّ الصحيح أن تتمسك إدارة الشرع باستعادة الجولان أولاً، ومن ثمّ يمكن الحديث عن السلام. يجب أن تتخلص الإدارة من رؤيتها القاصرة، في أنّ شرعيتها تأتي من الخارج، كما ذكرنا من قبل.

إن البدء بخطواتٍ نحو الانتقال الديموقراطي في سورية، وإشراك الشعب في النهوض بالدولة، وضمان الحريات والتعددية هو ما سيؤمن شرعيةً داخليةً للنظام، وسيتيح له محاصرة أيّة اتجاهاتٍ سوريّةٍ تستعين بالخارج، أو سيجعلها معزولةً شعبيًا. إن هذه الخطوات، ستجعله قادرًا على الوقوف تجاه الشروط الخارجية، وتجاه الشروط الصهيونية، وعكس ذلك في حال استمرت إدارة الشرع، كما تفعل، في فرض هيمنتها الكاملة على الدولة، وبالتالي ستتكاثر أسباب التذمر والاحتجاج، والآن أصبحت السويداء بحالة عداءٍ مع إدارة دمشق بسبب حملته العسكرية التي حاصرتها، وسمحت بمختلف أشكال الانتهاكات ومنها المجازر. هناك فشلٌ كبيرٌ في تجاوز الأزمة الاقتصادية والاجتماعية وكلّ ما يتصل بها، وهناك استئثارٌ بكلّ المؤسسات، التي تقود المرحلة الانتقالية، وإذا أضفنا غياب موقفٍ دقيقٍ تجاه شروط الدولة الصهيونية للسلام فإن إمكانية حدوث مشكلاتٍ أمنيةٍ تهدد السلطة ذاتها هو أحدّ السيناريوهات المتوقعة.


إنّ تراجع الشرع النسبي، لا يعني أنّه غيّر استراتيجيته بالعلاقة مع دولة الاحتلال، إذ تستند الاستراتيجية تلك إلى رؤيةٍ قاصرةٍ، في أن شرعية الحكم خارجيةٌ بالضرورة، وكلّ حكمٍ قابلٌ للسقوط دونها، في تجاهلٍ أن الشرعية الحقيقية تتأتى من الشعب


الجولان لن يكون واحةً للسلام تحت السيادة الصهيونية، هو أرضٌ سوريةٌ، وشعبه جزءٌ من الشعب السوري، واستعادته ما ستسمح بالسلام فقط، وضمن خطةٍ عربيةٍ لإقامة الدولة الفلسطينية. هذا هو شرط التفاوض، ومن ثمّ، تخطئ سلطة دمشق إن بدأت مفاوضاتٍ مباشرةً، والأفضل أن تظلّ غير مباشرةٍ، وبما يعيد حق السوريين بأرضهم المحتلة منذ 1967، وخارج الأراضي السورية المحتلة، ولا سيّما بعد نشر تقارير تؤكّد حدوث بعض اللقاءات التفاوضية في أراضي الجولان المحتل.

حاول هذا النص مناقشة بعض أوجه هذه القضية المعقدة، وهناك قضيةٌ دستوريةٌ لا يمكن تجاوزها، إنّ قضية العلاقة مع الدولة الصهيونية تتطلّب إجماعًا شعبيًا، وتغييرًا دستوريًا، وهذا لا يمكن تحقيقه قبل إجراء انتخاباتٍ عامةٍ لرئاسة مجلس الشعب خصوصًا، وبناء مؤسساتٍ سياسيةٍ شرعيةٍ، وهذا سيحدث بعد انتهاء المرحلة الانتقالية، أي بعد خمس سنواتٍ، حينها يمكن طرح القضايا أعلاه، وسوى ذلك؛ سيظلّ فاقدًا للمشروعية الدستورية، ولموافقة الشعب.




## المقاومة الفلسطينية والعلاقات الأميركية الإسرائيلية
28 July 2025 04:37 AM UTC+00

على الرغم من صمود أهالي قطاع غزّة، وفصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية، كشفت الحرب "متانة" التحالف الأميركي الإسرائيلي، ما يطرح تساؤلاً عن "أثر المقاومة الفلسطينية في العلاقات الأميركية الإسرائيلية"، وعن "حدود قدرة المقاومة، بمفردها، على تعديل السياسة الأميركية تجاه قضية فلسطين والمنطقة، خصوصًا في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب".

في إطار تحليل أثر المقاومة الفلسطينية في العلاقات الأميركية الإسرائيلية، وتوضيح حدود قدرة المقاومة على تغيير سياسات واشنطن الإقليمية، يمكن التوقّف عند ثلاث ملاحظات؛ أوّلاها؛ التطور الملحوظ في أداء قوى المقاومة، بالتوازي مع عودة عجلة المفاوضات إلى الدوران، واستئناف جهود الوساطة القطرية، بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران (2025/6/24)، ما يؤكّد إدراك المقاومة الفلسطينية للدوافع الإسرائيلية في توظيف نتائج الحرب على إيران، في فرض شروطٍ أكثر تعقيدًا وصرامةً، على مصير قطاع غزّة ومآلات قضية فلسطين إجمالاً.

اللافت في السياق ذاته، انتقال المقاومة الفلسطينية من وضعية "الدفاع" إلى "الهجوم" على قوات الاحتلال في قطاع غزّة، كما يتضح من جرأة مقاتلي كتائب القسّام وسرايا القدس، في تنفيذ عملياتٍ مركّبةٍ، وكمائن محكمةٍ، وجمع معلوماتٍ استخباريةٍ دقيقةٍ عن تحركات قوات الاحتلال بهدف أسر جنودٍ إسرائيليين؛ كما كشفته كلمة أبي عبيدة، المتحدث العسكري باسم كتائب القسّام بتاريخ (2025/7/18).


يبقى القول إن المقاومة الفلسطينية أثّرت على مكانة إسرائيل الإقليمية والدولية، واستطاعت تقليص شرعية إسرائيل واستنزفت صورتها الإعلامية، وكشفت زيف سرديتها اللاأخلاقية، وفضحت الانحياز الأميركي الأعمى لإسرائيل


على الرغم من التفوق العسكري/التقني/السيبراني الإسرائيلي الكاسح، في مقابل محدودية عتاد المقاومة الفلسطينية، فقد أسهمت طبيعة "الحرب غير المتناظرة" (Asymmetric warfare) بين الجيش الإسرائيلي النظامي (إضافةً إلى قوات الاحتياط)، ضدّ المقاومة في قطاع غزّة، في توليد أربع نتائج؛ أولاها؛ زيادة الكلفة البشرية والخسائر في الآليات والمعدات بالنسبة لجيش الاحتلال. وثانيها؛ فشله في تحقيق أهدافه العسكرية، وتآكل سمعته وقدراته الردعية ومعنويات جنوده، بوصفه من أقوى الجيوش في المنطقة، ومن أكثرها تطورًا تقنيًا على مستوى العالم. وثالثها؛ إبداع كتائب القسّام وسرايا القدس في توظيف أساليب "الحرب غير المتناظرة"، ومنها: زرع الكمائن المركبة، واستخدام الأنفاق القتالية واللوجستية والإدارية، وتوظيف مختلف أنواع المدافع المحمولة كتفًا؛ (آر بي جي) والعبوات الناسفة وبنادق القنص.. إلخ، من أجل مهاجمة جيش الاحتلال في أماكن لا يتوقعها، مع استمرار تماسك منظومة القيادة والسيطرة لدى فصائل المقاومة. ورابعها؛ تحويل المواجهة إلى "حرب استنزافٍ"، بغية تحقيق ثلاثة أهداف: 1- تغيير "حسابات النصر والهزيمة" لدى الطرف الإسرائيلي. 2- التأثير على تكتل/اصطفاف المجتمع الإسرائيلي خلف جيشه، وهزّ صورة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. 3- وصولاً إلى إفشال العمليات الإسرائيلية كلّها (وآخرها عربات جدعون)، مع استمرار بقاء فصائل المقاومة في قطاع غزّة، ورفضها الخروج منه، ناهيك عن قبولها نزع سلاحها.

وإذا كان صحيحًا أن أداء المقاومة القتالي لم يُترجم نفسه (حتّى الآن) في صورة إقناع واشنطن بتغيير سياساتها تجاه قطاع غزّة، وقضية فلسطين إجمالاً، ناهيك عن التأثير على "متانة" التحالف الأميركي الإسرائيلي، فإنّه من الصحيح أيضًا أنّ حرب الإبادة قد فشلت في تحقيق أهمّ أهدافها، المتمثّلة في تهجير أهالي غزّة، ناهيك عن غياب "الحسم العسكري" الإسرائيلي، على الرغم من الدعم الأميركي اللامحدود، وإحجام أغلب القوى الدولية والإقليمية عن تحدي سياسات واشنطن بهذا الصدد.



تتعلّق الملاحظة الثانية بأثر هجوم المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزّة (2023/10/7) في إرباك أغلب الاستراتيجيات الدولية والإقليمية، بما في ذلك السياسات الإسرائيلية نفسها، في ناحيتين على الأقلّ؛ إحداهما دفع مسار التطبيع الإقليمي مع إسرائيل، إلى مستوياتٍ "أقلّ علنيةً" في الحالات كلّها، أو عرقلة/إبطاء المسار في حالاتٍ أخرى، على الرغم من استمرار السياسة الأميركية في الضغط من أجل بلوغ هدف التطبيع، ودمج إسرائيل في المنطقة، من موقع قيادي متفوق.

أما الناحية الأخرى؛ فتتعلق بنجاح المقاومة الفلسطينية في تحويل إسرائيل "عبئًا استراتيجيًّا" على السياسات الأميركية في الإقليم والعالم، واضطرارها للبحث عن حلولٍ لإخراج نتنياهو (وإسرائيل عمومًا) من المأزق الاستراتيجي المتصاعد مع الشعب الفلسطيني في ثلاث مناسباتٍ على الأقلّ؛ أولاها؛ توقيع الرئيس ترامب (2025/2/7) أمرًا تنفيذيًا يقضي بمعاقبة الجنائية الدولية لإصدارها مذكرة اعتقال بحقّ نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حربٍ في قطاع غزّة، ثمّ فرض وزارة الخزانة الأميركية (2025/2/13)، عقوباتٍ على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان. وثانيها؛ اجتهاد واشنطن في إيجاد حلولٍ/مخارج لحليفها الإسرائيلي، كي يفلت من المسؤولية عن تجويع الغزّيين، واستهداف طالبي المساعدات، بطريقةٍ منهجيةٍ مقصودةٍ، لا سيّما حول مراكز مؤسسة غزّة الإنسانية الأميركية، التي تحولت إلى "مصائد موتٍ" للغزيين. وثالثها؛ مطالبة ترامب بإلغاء محاكمة نتنياهو أمام القضاء الإسرائيلي، أو منحه عفوًا، في إطار الترويج لحراكٍ أميركيٍ لإنهاء حرب غزّة، ما يذكّر بمحاولات الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، في مايو/أيّار 2024، الإيحاء بالبحث عن بدائل لنتنياهو، عبر استدعاء كبار الساسة الإسرائيليين إلى واشنطن (زيارات كلٍّ من: وزير الأمن السابق يوآف غالانت، وزعيم المعارضة يائير لابيد، والوزير السابق في حكومة نتنياهو، بني غانتس)، من دون أن تسفر زياراتهم عن نتائج ملموسةٍ، سواء في استبدال نتنياهو، أم وقف حرب غزّة.


اللافت في السياق ذاته، انتقال المقاومة الفلسطينية من وضعية "الدفاع" إلى "الهجوم" على قوات الاحتلال في قطاع غزّة


تتعلق الملاحظة الثالثة بإدخال العامل الزمني في تحليل أثر المقاومة الفلسطينية في العلاقات الأميركية الإسرائيلية. ورغم نجاح إسرائيل في توظيف الدعم الأميركي، في المدى الآني، فإن انفلات العدوانية الإسرائيلية في المنطقة، يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية، في المديين المتوسط والبعيد، من شأنها إرغام واشنطن على إيجاد "نقطة توازن" بين المصالح الأميركية والإقليمية والإسرائيلية، ما يعني في المحصلة تآكل هامش حرية الحركة الإسرائيلية، على الصعيدين الفلسطيني والإقليمي.

استطرادًا في التحليل، ربما يؤدي تطور العدوانية الإسرائيلية تجاه المنطقة، لا سيّما بعد الحرب على إيران (13- 24 يونيو/حزيران 2025)، وكذا بعد العدوان على سورية، الذي طاول مقر هيئة الأركان في دمشق، ومحيط القصر الرئاسي (2025/7/16)، إلى تفعيل/تعظيم البعد الإقليمي في الصراع مع إسرائيل، وربّما تغيير مسألة "الإحجام الإقليمي" عن تحدي إسرائيل في سياسة إعادة رسم الخرائط والتوازنات الإقليمية، على نحوٍ يستدرج إقليم الشرق الأوسط إلى سيناريو "فوضى إقليمية شاملة"، ما يدفع بإدراك إقليمي أكبر حول تصاعد "التهديد الإسرائيلي" لكيانات/مقدرات الدول العربية والإقليمية، وربّما يدفع نحو سيناريو إيجابي يتمثّل في نجاح النظام الإقليمي في الشرق الأوسط في تحقيق قدرٍ أعلى من "التماسك" و"الاستقلالية النسبية" عن واشنطن، وهو ما يمكن أن يتعزز في حال نجاح نموذج المقاومة الفلسطينية في تحريك أنماطٍ من الحراك الشعبي العربي، الذي يعيد للأمة العربية وزنها، ويزيد احتمالات التقارب العربي مع تركيا وإيران، لإعادة بناء "منظومة أمنٍ إقليميٍ جماعيٍ" في المنطقة، تكون قائمةً على "عزل" إسرائيل ومواجهة سياساتها في تصدير أزماتها الداخلية نحو الخارج، عبر تفكيك الدول العربية وإضعافها، علمًا أنّ أسلوب الرئيس ترامب وتناقض سياساته، خصوصًا إصراره على سياسة تهجير الفلسطينيين واستعادة "الحلّ الإقليمي"، وتهميش قضية فلسطين، قد يفضي إلى تهديد معاهدتي السلام المصرية والأردنية مع إسرائيل، ما يعني احتمال إخفاق واشنطن في إعادة بناء الشرق الأوسط، على نحوٍ يخدم المصالح الأميركية، كما يتصورها الرئيس ترامب.

يبقى القول إن المقاومة الفلسطينية أثّرت على مكانة إسرائيل الإقليمية والدولية، واستطاعت تقليص شرعية إسرائيل واستنزفت صورتها الإعلامية، وكشفت زيف سرديتها اللاأخلاقية، وفضحت الانحياز الأميركي الأعمى لإسرائيل، لكن التأثير على العلاقات الأميركية الإسرائيلية يحتاج قدراتٍ أكبر مما تملكه المقاومة الفلسطينية؛ أي يحتاج إلى قدرات دولٍ إقليميةٍ وازنةٍ، ونظامٍ إقليميٍ متماسكٍ يضغط على صانع القرار الدولي والغربي، خصوصًا الأميركي، كما حدث في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، على نحوٍ يدفع بالسياسة الأميركية تجاه فلسطين والمنطقة إجمالاً، إلى تبني "منظورٍ إقليميٍ شاملٍ"، يراعي مصالح دول الإقليم كافة، ولا يختزل كلّ شيء في "المنظور الإسرائيلي" فقط.




## ملاحظات منهجية حول مفاوضات وقف النار في غزة
28 July 2025 04:38 AM UTC+00

ثمّة ملاحظاتٌ منهجيةٌ يجب تسجيلها حول مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزّة، مع ممارسة إسرائيل سياستها المعتادة بإغراقها بالتفاصيل، ورفع السقف عاليًا لخفضه في ما بعد، وتصوير ذلك تنازلًا، رغم أنه يجري على أرضية الرؤية الإسرائيلية الموضوعة سلفًا تجاه قطاع غزّة، والقضية الفلسطينية عامةً، إضافةً إلى سعي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الدائم إلى تأخير التفاوض حتّى فض دورة الكنيست الصيفية، في نهاية شهر يوليو/تموز الجاري، وإطالة الحرب إلى أبعد مدى زمني ممكن، لضمان البقاء في السلطة، والتوصل إلى تسويةٍ محتملةٍ في سلسلة محاكمته الطويلة، من موقع قوّة السلطة لا برود المعارضة وضعفها، والأهمّ الذهاب إلى الانتخابات المبكرة القادمة بالظروف المناسبة له، علمًا أنّها باتت مسألة وقتٍ فقط، مع استقالة وزراء الأحزاب الدينية رفضًا لقانون التجنيد الجديد لجمهورهم. فمسألة الانتخابات أمرٌ لا يرتبط بالحرب فقط، إنّما بالتناقضات الداخلية، وأزمة الدولة العبرية البنيوية، التي أخرت الحرب انفجارها، مع الإشارة إلى استطلاعٍ لافتٍ للرأي في 2025/7/11، أظهر أولوية القضايا الداخلية لدى الجمهور الإسرائيلي على الحرب في قطاع غزّة، والقضية الفلسطينية عامةً.

بدايةً، تتضمن خطوط الاتّفاق العريضة هدنةً لمدّة ستين يومًا، وإدخال المساعدات الإنسانية بكمياتٍ معقولةٍ تتراوح حول 500 شاحنةٍ يوميًا، في حين كانت تدخل 600 شاحنةٍ يوميًا قبل الحرب، علمًا أنّ قطاع غزّة يحتاج إلى عشرة أضعاف هذا الرقم وفق الأمم المتّحدة ومنظّماتها ومؤسساتٍ دوليةٍ أخرى، إضافةً إلى ذلك يتضمن الاتّفاق المطروح الحفاظ على منظّمة غزّة الإنسانية سيئة الصيت، وتبادل أسرى يتضمن إطلاق عشرة منهم أحياء و18 أموات مقابل الإفراج عن قرابة 1500 أسيرٍ فلسطينيٍ ثلثهم من أصحاب المؤبدات والمحكوميات الطويلة، وثلثاهم من معتقلي غزّة المدنيين بعد الحرب، الذين لم يوجه لهم الاحتلال أيّ تهمٍ، ولم يرسلهم إلى المحاكم العسكرية على علاّتها، إذ باتوا عبئًا عليه، ما اضطره لإطلاق مجموعاتٍ صغيرةٍ منهم على دفعاتٍ شبه أسبوعية.

ثمّة نقاشاتٌ  مطولةٌ حول مفاتيح تبادل الأسرى، التي ستكون على الأغلب وفق معادلة  1 مقابل 50 كما جرى سابقًا، علمًا أن الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء لدى المقاومة بعد إطلاق المسنين والنساء والأطفال وحتى الشباب بسن القتال هم من الجنود النظاميين، الذين أُسروا في مواقعهم العسكرية صبيحة السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وهناك بالطبع نقاشاتٌ موازيةٌ حول المساعدات وكميتها وكيفية إدخالها وآلية توزيعها وطرق عبروها، إلّا أنّ الخلاف الجوهري يتركز حول نقطتين أساسيتين هما: خطوط  الانسحاب، وللدقة إعادة انتشار جيش الاحتلال في القطاع خلال فترة الهدنة، وضمانات وقف إطلاق النار التام، ونهاية الحرب وعدم استئنافها بعد انقضاء الهدنة، حتّى لو لم يتوصلوا إلى اتّفاقٍ نهائيٍ.


حسب التكتيك التفاوضي الإسرائيلي التقليدي، فلن تكون أيّ عودة إلى خطوط اتّفاق يناير، وعلى الأغلب سنكون أمام ما يمكن تسميتها خطوط يناير بلاس


منهجيًا وفي ما يتعلق بالمفاوضات عامةً، والبندين الشائكين خاصّةً، فنحن بالتأكيد أمام مماطلةٍ إسرائيليةٍ معتادةٍ، إذ ترفع السقف عاليًا جدًا، ثمّ تخفضه لاحقًا، وتصور ذلك تنازلاً أو تراجعًا، كما في تمسّك إسرائيل بمحور موراج أو صلاح الدين (فيلادلفي 2) أولاً، الذي يقسم جنوب القطاع إلى قسمين، ويفصل بين مدينتي رفح وخانيونس، ما يفضح بالحقيقة تكتيك التفاوض الإسرائيلي المعتاد للفت الانتباه عن تكريس "فيلادلفي 1" حقيقةً واقعةً، علمًا أنّه بات فعليًا خارج التفاوض، رغم أنه كان كذلك في اتّفاق وقف النار الأخير في يناير/كانون الثاني الماضي.

التكتيك ذاته اتبع في "فيلادلفي 1"، برفع سقفٍ آخر يتعلق بالاحتفاظ بشريطٍ أمنيٍ حوله بعمق ثلاثة كلم، ضمن المنطقة العازلة الممتدة بحدود القطاع، ويتوغل لعمق مدينة رفح حتى الشارع المركزي فيها (شارع البحر)، الممتد من شرقها إلى غربها، والواصل أيضًا بين شمالها وجنوبها. هنا أيضًا رفع السقف ثم خُفضه، وصُور تنازلًا، والبقاء بعمق يتراوح بين 1500 إلى 2000 مترٍ، ما يفضح من جهة أخرى تكتيك التفاوض لجهة تكريس فكرة عدم العودة إلى خطوط يناير – مارس، حيث كانت المنطقة العازلة تمتد داخل القطاع بعمق 700 إلى 1000 تقريبًا.

تستحق قضية المنطقة العازلة التوقف عندها مليًا، حيث كانت تقتطع سدس مساحة القطاع تقريبًا في اتّفاق يناير، الذي أوقف في أول مارس/آذار وانتهك فعليًا منتصف الشهر نفسه، ومواصلة الحرب مرّةً أخرى، لتتضاعف مساحة المنطقة العازلة تقريبًا خلال أربعة أشهر، وتبتلع ثلث مساحة القطاع.
تمتد المنطقة العازلة بحدود القطاع من بيت حانون وبيت لاهيا شمالًا إلى رفح وخانيونس جنوبًا، وتقتطع سلة غذائه، بعد تدمير المنطقة وتحويلها إلى أرضٍ محروقةٍ ومكشوفةٍ، كما كُرّس في اتّفاق يناير قاعدة لإعادة انتشار جيش الاحتلال في القطاع المدمر، لتتضاعف تقريبًا خلال الأربعة أشهر الماضية بعد استئناف الحرب وتبتلع ثلث مساحة القطاع.



الشاهد، أنّه حسب التكتيك التفاوضي الإسرائيلي التقليدي، فلن تكون أيّ عودة إلى خطوط اتّفاق يناير، وعلى الأغلب سنكون أمام ما يمكن تسميتها خطوط يناير بلاس، وبين 16- 35 % سيكون حلٌّ ما، وستصبح المنطقة العازلة ربما بحدود 20 إلى 25%.

هذا يعني أننا سنكون أمام خطوطٍ جديدةٍ نستطيع أن نسميها خطوط يوليو/تموز، التي سيتم التفاوض عليها مرّةً أخرى في حالة استئناف الحرب، إثر انتهاء مهلة الشهرين، ولو بعد فترةٍ انتقاليةٍ كما جرى مع اتّفاق يناير.

أما نقطة الخلاف الثانية في المفاوضات، والتي يفترض التوقف والتمعن فيها جديًا، فتتمثّل بضمانات نهاية الحرب، وعدم العودة إليها بعد هدنة الشهرين، حتّى لو لم يتم التوصل إلى اتّفاقٍ نهائيٍ خلالها. تبدو كلمة نهائي هنا صادمةً، وتعبر عن الواقع الراهن المؤلم فلسطينيًا، وبعدما كنا نتحدث عن اتّفاقٍ نهائيٍ زمن مدريد- أوسلو وعملية التسوية بمنحاها السابق، يتعلق بالدولة الفلسطينية والحدود والقدس واللاجئين والاستيطان والمياه والترتيبات الأمنية، أصبحنا نتحدث عن اتّفاقٍ نهائيٍ لوقف الحرب في قطاع غزّة، أو ما يعرف بمصطلح "اليوم التالي"، مع تباينٍ كبيرٍ في رؤيا الطرفين، إذ يتعمد بنيامين نتنياهو عدم طرح تصوره الخاص لليوم التالي، وإبقاء الأبواب مفتوحة، ولو نظريًا أمام التهجير والاستيطان، وحتّى إعادة احتلال القطاع كاملًا، في حين لا تملك حماس تصورها الواضح والصريح لليوم التالي، في ظل رغبتها الدفينة بالبقاء بالسلطة، والعودة إلى مساء السادس من أكتوبر 2023. ومن جهةٍ أخرى تفتقد القيادة الفلسطينية الرسمية إلى المصداقية والثقة، وربّما الشرعية، لطرح تصورها لليوم التالي، استنادًا إلى تفاهمٍ وطنيٍ عامٍ، وفق خريطة طريقٍ منطقيةٍ وواقعيةٍ؛ حكومة توافقٍ، وإنهاء الانقسام، وتوحيد المؤسسات، وإعادة الإعمار، وإجراء الانتخابات العامة بعد فترة تعافيٍ معقولةٍ وقابلةٍ للتطبيق، وتنال تأييد ودعم العالم العربي والمجتمع الدولي لها.


نحن بالتأكيد أمام مماطلةٍ إسرائيليةٍ معتادةٍ، إذ ترفع السقف عاليًا جدًا، ثمّ تخفضه لاحقًا، وتصور ذلك تنازلاً أو تراجعًا، كما في تمسّك إسرائيل بمحور موراج أو صلاح الدين


في الأخير باختصارٍ وتركيزٍ، نحن أمام تكتيكٍ إسرائيليٍ تقليديٍ يتعمد إغراق المفاوضات بالتفاصيل حول تبادل الأسرى، والمساعدات، وخطوط إعادة الانتشار، وفي أحسن الأحوال حتى لو تم التوافق حول نهاية الحرب، والانسحاب من القطاع المدمر، فلا حديثٌ عن أفقٍ سياسيٍ جديٍ نحو حلٍّ عادلٍ شاملٍ ومستدامٍ للقضية الفلسطينية، إنّما عودةٌ، مع تحديثٍ ما، إلى مساء السادس من أكتوبر، أي اليوم السابق لا التالي، ما يعني استمرار الاحتلال والحصار والانقسام والانفصال عن الضفّة الغربية، وانشغال قطاع غزّة بنفسه، في عملية تعافيٍ وإعمارٍ ستستغرق سنواتٍ وعقودًا طويلةً جدًا، حسب  تقديرات -تحذيرات الأمم المتّحدة.




## السيطرة الأمنية على قطاع غزة بعد تقليصه
28 July 2025 04:40 AM UTC+00

يبدو التوجّه العام؛ بعد اللقاءات  الأخيرة في البيت الأبيض بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو، ينحو نحو صفقةٍ شاملةٍ لإنهاء الحرب على قطاع غزّة، وإعادة ترتيب الأولويّات الأميركية الصهيونية في الشرق الأوسط، بما ينسجم مع التغيرات السياسية والعسكرية، التي أعقبت "طوفان الأقصى"، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأبرزها إضعاف حزب الله في لبنان، والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة، وعرقلة البرنامج النووي الإيراني لأشهرٍ عدّةٍ، ولعل أبرز ملامح المرحلة المقبلة، من وجهة نظر ترامب ونتنياهو، لمستقبل قطاع غزّة، بعد نهاية الحرب بصيغتها الحالية، ولمكانة دول الكيان الجيوسياسية والإستراتيجية، مع توسع مساحات التطبيع مع دولٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ أخرى، هي: وضع نهايةٍ شاملةٍ للمنظومة الإدارية التي تدير قطاع غزّة، التابعة لحركة حماس، وإنهاء حالة المقاومة، بإمكاناتها البشرية والمادية والمعنوية، وببنيتها التحتية، وكلّ ما له علاقة بها، وتقليص مساحة قطاع غزّة بما لا يقل عن 33% من مساحته الكلية (365 كم2 )، عبر شريطٍ على طول حدود القطاع، وبعمقٍ من 1 – 2 كيلو متر، مع إفساح المجال لما يُسمى بـ"الهجرة الطوعية"، لتقليص عدد سكان القطاع بحدود 50% خلال سنواتٍ عدّةٍ من نهاية الحرب، وفتح المعابر، كما تشمل فرض آلية حكمٍ وإدارةٍ مرحليةٍ بمشاركة دولٍ إقليميةٍ عدّة، وبإشرافٍ أميركيٍ، بما يضمن عدم إعادة بناء المقاومة نفسها مرّةً أخرى، والأهمّ القدرة على التدخل العسكري والأمني عند الحاجة، بما يشمل اغتيالاتٍ محددةً، وربما توغلاتٍ من دون غطاءٍ ناريٍ كثيفٍ، كما يحدث في الضفّة الغربية، ولبنان حاليًا، وهو ما يُسمّيه نتنياهو "السيطرة الأمنية". إضافةً إلى ترسيخ حالة الفصل الكامل بين القطاع والضفة الغربية ومدينة القدس، والتي تتعرّض هي الأخرى تتعرض لمشروعٍ استعماريٍ استيطانيٍ متكاملٍ، سيفضي إلى ضمّها رسميًا إلى دولة الكيان، بعد تقليص عدد سكانها، وإقامة إداراتٍ محليةٍ ذات طابعٍ عشائريٍ وجهويٍ ومناطقيٍ.


من نافل القول؛ الإشارة إلى أنّ المخطط الأميركي الصهيوني لمستقبل قطاع غزّة يأتي في سياقٍ أعم وأشمل، كي يعيد رسم الشرق الأوسط، بما يخدم المصالح الأميركية الصهيونية بعيدة المدى، مع إعطاء أولويّةٍ لمركزية ومكانة دولة الكيان إقليميًا،


بالمحصلة فإن المخطط تجاه قطاع غزّة،  في الأمد المنظور، يتمثّل في إعادة إنتاج واقع غزّة السياسي والأمني والاستراتيجي، بمساحةٍ وعدد سكانٍ أقلّ، وسلطةٍ بواجهةٍ فلسطينيةٍ بإشرافٍ إقليميٍ ومتابعةٍ أميركيةٍ، بحيث لا يمثّل القطاع تهديدًا مستقبليًا لدولة الكيان، مع ضمان السيطرة الأمنية الجزئية، بما يفسح المجال لتدخل الجيش الصهيوني بريًا أو جويًا حين "الضرورة"، مع استمرار حالة الحصار، ربما بصيغٍ وطرقٍ مختلفةٍ، مع عرقلة عملية إعادة الإعمار، التي تحتاج إلى إمكاناتٍ ماديةٍ وبشريةٍ وإسنادٍ إقليميٍ ودوليٍ، للحيلولة دون عودة الحياة الطبيعية، وخلق بيئةٍ طاردةٍ، بما يخدم مخطط التهجير المُسمى صهيونيًا "هجرةً طوعيةً".

من نافل القول؛ الإشارة إلى أنّ المخطط الأميركي الصهيوني لمستقبل قطاع غزّة يأتي في سياقٍ أعم وأشمل، كي يعيد رسم الشرق الأوسط، بما يخدم المصالح الأميركية الصهيونية بعيدة المدى، مع إعطاء أولويّةٍ لمركزية ومكانة دولة الكيان إقليميًا، بأبعادها الاقتصادية والسياسية والعسكرية، على أرضية توسع مساحات التطبيع، وتشبيك مزيدٍ من العلاقات الدبلوماسية مع أنظمةٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ أخرى في الفضاء الإقليمي الواسع، والحيلولة دون تغلغل النفوذ الصيني في المنطقة، في سياق الصراع الصاعد ببعده الدولي الأعم والأشمل بين الولايات المتّحدة والصين.



لكن بالمحصلة؛ فإنّ هذا المخطط الأميركي الصهيوني للمنطقة ولقطاع غزّة والقضية الفلسطينية، والذي ما زال في إطار التبلور، يقوم على فرضياتٍ عدّة، لعل أبرزها ثبات الواقع الإقليمي والدولي، على الأقلّ في الأمد المنظور، وإعلان المقاومة الفلسطينية استسلامها، وبقاء الائتلاف الصهيوني القومي الفاشي في الحكم لسنواتٍ قادمةٍ، وهي فرضياتٌ قد لا تكون دقيقةً، أو مُسلمًا بها، مع السيولة شبه الدائمة في الحالة الفلسطينية، والصهيونية الداخلية، والإقليم المضطرب على رماله المتحركة.




## اتفاق أميركي أوروبي يضع حداً لنزاع الرسوم الجمركية
28 July 2025 04:40 AM UTC+00

توصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين إلى اتفاق تجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، أمس الأحد، في تورنبري في اسكتلندا، بعد اجتماع سريع، حيث لم لم تمر سوى ساعة واحدة على بدء المحادثات بين الطرفين قبل أن يتم استدعاء الصحافيين إلى قاعة فخمة في منتجع ترامب تورنبري للغولف على الساحل الغربي لاسكتلندا.

وقال ترامب: "توصلنا إلى اتفاق"، واصفاً إياه بأنه "الأعظم" الذي تم التوصل إليه على الإطلاق بشأن التجارة، ورأى فيه وعداً "بالوحدة والصداقة". بدورها، رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية بـ"الاتفاق الجيد" الذي من شأنه أن يحقق "الاستقرار". وصفّق الوفدان الأوروبي والأميركي أثناء تصافح المسؤولين.

رسوم بنسبة 15% 

ويأتي هذا الاتفاق لينهي حالة من عدم اليقين سادت على جانبي الأطلسي خلال الأشهر الماضية وأثقلت كاهل الصناعة والمستهلكين. وفي ما يلي البنود الرئيسية للاتفاق:


ستخضع جميع صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، تقريباً، لرسوم جمركية أساسية 15%، ومنها السيارات التي تُفرض عليها الآن رسوم بنسبة 27.5% بالإضافة إلى أشباه الموصلات والأدوية. والرسوم البالغة 15% هي الحد الأقصى ولن تُضاف إلى أي رسوم قائمة.
مع ذلك، ستعلن الولايات المتحدة نتائج تحقيقاتها التجارية (البند 232) خلال أسبوعين وستتخذ قراراً منفصلاً بشأن الرسوم الجمركية على الرقائق الإلكترونية والأدوية. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية إن أي قرارات أميركية لاحقة بشأن هذه القطاعات ستكون "في ورقة مختلفة".
لن تفرض الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أي رسوم جمركية على جميع الطائرات ومكوناتها وبعض المواد الكيماوية وبعض الأدوية المقلدة، التي لا تحمل اسماً تجارياً، ومعدات أشباه الموصلات وبعض المنتجات الزراعية والموارد الطبيعية والمواد الخام الأساسية. وستُضاف منتجات أخرى لاحقاً. أما بالنسبة للمشروبات الروحية، فلم يُحدد وضعها بعد.
ستبقى الرسوم الجمركية على صادرات أوروبا من الصلب والألمنيوم عند 50% لكن فون ديرلاين قالت إن هذه الرسوم ستخفض لاحقاً وسوف تستبدل بنظام الحصص.
تعهّد الاتحاد الأوروبي بشراء الغاز الطبيعي المسال الأميركي مقابل 250 مليار دولار سنوياً لثلاث سنوات، بقيمة إجمالية 750 ملياراً ليحل محل الغاز الروسي. كما سيشتري الاتحاد الأوروبي وقوداً نووياً من الولايات المتحدة.
تعهد الاتحاد الأوروبي، بموجب الاتفاق، بشراء عتاد عسكري أميركي، فضلاً عن استثمار الشركات الأوروبية 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال فترة ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثانية.




اتحاد الصناعات الألمانية: عواقب سلبية للاتفاق

وكان ترامب (79 عاماً)، الذي شرع في هجوم حمائي واسع النطاق، قد أمهل الاتحاد الأوروبي حتى الأول من أغسطس/آب قبل فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على منتجاته. وقبل المحادثات، حرصت أورسولا فون ديرلاين على الإشادة بمواهب الملياردير النيويوركي ووصفته بأنه "مفاوض بارع"، مع التأكيد على الحاجة إلى "إعادة التوازن" في العلاقات التجارية عبر الأطلسي. وما زال الاتفاق يحتاج إلى مصادقة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي أُطلع سفراؤها على آخر مستجدات المفاوضات.

ويؤكد اتفاق تورنبري أن التجارة عبر الأطلسي دخلت عصراً جديداً هو عصر الحمائية الأميركية. وكانت منتجات الاتحاد الأوروبي تخضع لتعرفات جمركية أميركية تبلغ في المتوسط 4.8% قبل عودة ترامب إلى السلطة. وقبل اتفاق الأحد ناهز معدل الرسوم الفعلي الذي طبقته الولايات المتحدة على السلع الأوروبية 15%، إذ أضافت إدارة ترامب ضريبة إضافية بنسبة 10% على المعدل السابق.

وفي حين رحب المستشار الألماني فريدريش ميرز بالاتفاق، معتبراً أنه "يجنب تصعيداً غير ضروري في العلاقات التجارية عبر الأطلسي... رغم أنني كنت آمل أن أرى المزيد من التسهيلات في التجارة عبر الأطلسي"، انتقد اتحاد الصناعات الألمانية (بي دي أي) الاتفاق. وقال الاتحاد في برلين، مساء أمس الأحد، إن "الاتفاق هو تسوية غير كافية ويرسل إشارة كارثية إلى الاقتصادات المترابطة بشكل وثيق على جانبي المحيط الأطلسي"، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي يقبل رسوماً جمركية مؤلمة، ومن المتوقع أن تكون لمعدل 15% عواقب سلبية كبيرة.

كما نددت أحزاب المعارضة في فرنسا، الأحد، بالاتفاق التجاري، وقالت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب التجمع الوطني (أقصى اليمين) مارين لوبن إن الاتفاق "فشل سياسي واقتصادي وأخلاقي". وأضافت لوبن: "لقد قبلت المفوضية (الأوروبية) بنوداً غير متكافئة ما كانت فرنسا، في ظل سلطة تنفيذية وطنية، لتقبلها أبداً. ينبغي استيراد مئات المليارات من اليورو من الغاز، بالإضافة إلى الأسلحة سنوياً من الولايات المتحدة"، متحدثة عن "تخل كامل عن الصناعة الفرنسية، وعن سيادة فرنسا في القطاعين الطاقي والعسكري". 

اتفاق غير متوازن

من جانبه، قال الوزير الفرنسي المنتدب للشؤون الأوروبية بنجامان حداد، اليوم الاثنين، إن الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول الرسوم الجمركية على المنتجات الأوروبية يوفر "استقراراً موقتاً" لكنه "غير متوازن". وكتب الوزير عبر إكس "سيوفر الاتفاق التجاري الذي تفاوضت المفوضية الأوروبية بشأنه مع الولايات المتحدة استقراراً مؤقتاً للأطراف الاقتصادية المهددة بالتصعيد الجمركي الأميركي، لكنه غير متوازن". وحذر حداد من خطر "تخلف" الأوروبيين "في حال لم يستيقظوا".

ورحب حداد بأن الاتفاق يستثني "قطاعات أساسية للاقتصاد الفرنسي (صناعة الطيران والكحول والأدوية)" ولا يتضمن "أي تنازل لمجالات زراعية حساسة" و"يحافظ على التشريع الأوروبي حول مسائل مثل القطاع الرقمي أو الصحي". وأضاف "لكن الوضع ليس مرضيا ولا يمكن أن يكون مستداما"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة "اختارت الإكراه الاقتصادي والاستخفاف التام بقواعد منظمة التجارة العالمية". وأضاف "علينا أن نستخلص العبر والتداعيات سريعا وإلا قد نُمحى" كليا.

(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس)






## بيونغ يانغ: لا يوجد أي سبب لعقد لقاء مع سيول
28 July 2025 04:40 AM UTC+00

أعربت شقيقة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، اليوم الاثنين، عن عدم وجود رغبة لدى بيونغ يانغ للتحاور مع كوريا الجنوبية، رافضة دعوة الرئيس الجديد في سيول للعمل على إصلاح العلاقات. ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية عن كيم يو جونغ قولها إن مثل هذه اللفتات لا تعني أن كوريا الجنوبية يجب أن تتوقع أي تحسن في العلاقات.

وقالت كيم يو جونغ إن كوريا الجنوبية "توقعت أن تتمكن من قلب كل النتائج التي تسببت بها ببضع كلمات عاطفية، فلا يوجد سوء في التقدير أكثر خطورة من ذلك"، مضيفة، وفق التقرير الذي نشرته الوكالة المركزية بالإنكليزية: "نوضح مجدداً الموقف الرسمي بأنه مهما كانت السياسة المعتمدة ومهما كان المقترح المقدم من سيول، فليست لدينا أي مصلحة به، وأيضاً لا يوجد سبب لعقد لقاء أو موضوع لمناقشته مع جمهورية كوريا"، مستخدمة الاسم الرسمي للجنوب، وأشارت إلى أن العلاقات بين الكوريتين "تخطت الحدود الزمنية لمفهوم التجانس بشكل لا رجعة فيه".

من جانبها، قالت وزارة الوحدة الكورية الجنوبية إنها سوف تسعى جاهدة لإنجاز المصالحة مع كوريا الشمالية لتحقيق التعايش السلمي. وقال المتحدث باسم الوزارة كو بيونجسام للصحافيين إن البيان الصادر عن شقيقة كيم يظهر أن كوريا الشمالية تراقب عن كثب سياسة الحكومة الكورية الجنوبية تجاه كوريا الشمالية على الرغم من عدم الثقة العميق.

وانتهج الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ، منذ انتخابه في يونيو/حزيران الماضي، سياسة مخالفة لسلفه تجاه الشمال، حيث أوقف البث الدعائي عبر مكبرات الصوت على طول الحدود، الذي كان قد بدأ رداً على إرسال كوريا الشمالية بالونات محمّلة بالقمامة. ولاحقاً، أوقفت كوريا الشمالية بثها الدعائي أيضاً الذي كان يتسبب بإزعاج سكان الجنوب بسبب الأصوات الغريبة والمخيفة.

وقال زعيم كوريا الجنوبية كيم جونغ أون خلال إحياء البلاد ذكرى الهدنة في الحرب الكورية، أمس الأحد، إن بلاده ستحقق النصر في معاركها "ضد الإمبريالية وضد الولايات المتحدة"، وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية إن كيم "أكد أن دولتنا وشعبها سيحققان بالتأكيد القضية العظيمة المتمثلة في بناء دولة غنية بجيش قوي، وسيحققان انتصارات مشرفة في المواجهة ضد الإمبريالية والولايات المتحدة".



وقعت كوريا الشمالية اتفاقية هدنة مع الولايات المتحدة والصين في 27 يوليو/ تموز 1953، ما أنهى القتال في الحرب التي استمرت ثلاث سنوات. ووقع جنرالات أميركيون الاتفاقية ممثلين لقوات الأمم المتحدة التي دعمت كوريا الجنوبية. وتُطلق كوريا الشمالية على يوم 27 يوليو اسم "يوم النصر"، على الرغم من أن الهدنة رسمت حدوداً قسمت شبه الجزيرة الكورية بالتساوي تقريباً في المساحة وأعادت التوازن بعدما تبادل الجانبان التقدم والتراجع في ساحة المعركة.

وتحتفظ الولايات المتحدة بنحو 28 ألف جندي في كوريا الجنوبية لمساعدتها في صد أي هجمات محتملة من الشمال المسلح نووياً. وكان رئيس كوريا الجنوبية الجديد قد صرح بأنه سيسعى لإجراء محادثات مع الشمال دون شروط مسبقة، بعدما تدهورت العلاقات في عهد سلفه إلى أسوأ مستوى لها منذ سنوات.

(فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)




## مقتل أكثر من 40 شخصاً بهجوم على كنيسة في الكونغو الديمقراطية
28 July 2025 04:58 AM UTC+00

قُتل أكثر من 40 شخصاً، أمس الأحد، في هجوم نفذته "القوات الديمقراطية المتحالفة" على كنيسة في شمال شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، ما أنهى فترة من الهدوء استمرت شهوراً، وفق ما أفادت بعثة الامم المتحدة والجيش الكونغولي. وقالت نائبة رئيس بعثة حفظ السلام فيفيان فان دي بيري إن "هذه الهجمات التي تستهدف المدنيين العزل، وخاصة في أماكن العبادة، ليست مقززة فحسب، بل إنها تتعارض أيضاً مع جميع معايير حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي".

وقال سكان لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من بونيا، عاصمة مقاطعة إيتوري، إن "القوات الديمقراطية المتحالفة" التي بايعت تنظيم "داعش" في عام 2019، هاجمت كنيسة كاثوليكية في بلدة كوماندا تجمع فيها مؤمنون للصلاة. وأسفر الهجوم عن مقتل 43 شخصاً، بينهم تسعة أطفال، وفقاً لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في البلاد. وتعد بلدة كوماندا، في منطقة إرومو، مركزاً تجارياً يربط ثلاث مقاطعات أخرى هي تشوبو وشمال كيفو ومانيما في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

واستنكر الجيش الكونغولي "المذبحة"، مضيفاً أن "نحو أربعين مدنياً جرت مباغتتهم وقتلوا بالسواطير، كما أصيب عدد آخر بجروح خطيرة"، واعتبر أن "القوات الديمقراطية المتحالفة" قررت "الانتقام من السكان المسالمين العزل لنشر الرعب". وأكد المتحدث باسم الجيش في إيتوري اللفتنانت جولز نغونغو حصول الهجوم لفرانس برس، مشيراً إلى أنه "يُعتقد بأنه تم تحديد العدو على أنه من القوات الديمقراطية المتحالفة". وقال ديودون كاتانبو، وهو من أعيان حي أوموجا حيث توجد الكنيسة، لفرانس برس: "الليلة الماضية، عند حوالى الساعة التاسعة مساء (19.00 ت غ)، سمعنا إطلاق نار قرب الكنيسة المحلية".

ودان وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بشدة هذا الهجوم، مشيراً إلى مقتل "أكثر من 40 شخصاً"، وأضاف أنه "يجب الحفاظ على أماكن العبادة وحماية الحريات الدينية دائماً". ومن جانبه، حمّل المنسّق لدى منظمة "اتفاقية احترام حقوق الإنسان" غير الحكومية كريستوف مونيانديرو "متمردي القوات الديمقراطية المتحالفة" مسؤولية الهجوم. ويأتي الهجوم بعد شهور من الهدوء في منطقة إيتوري المحاذية لأوغندا، حيث وقع آخر هجوم نفذته "القوات الديمقراطية المتحالفة" في فبراير/شباط الماضي وأسفر عن مقتل 23 شخصاً في منطقة مامباسا.



وقتلت "القوات الديمقراطية المتحالفة" آلاف المدنيين ونفّذت عمليات نهب في شمال شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، رغم نشر قوات من الجيش الأوغندي والجيش الكونغولي في المنطقة. وأعلن تنظيم "داعش" منذ 2019، مسؤوليته عن عدد من هجمات "القوات الديمقراطية المتحالفة" التي يطلق عليها اسم الدولة الإسلامية-ولاية وسط أفريقيا. ومنذ العام 2021، بدأت عملية عسكرية مشتركة بين القوات الكونغولية والأوغندية لاستهداف عناصر "القوات الديمقراطية المتحالفة" في أراضي الكونغو لكن الهجمات الدامية لم تتوقف.

(فرانس برس)




## محادثات في ماليزيا لوقف الاشتباكات بين كمبوديا وتايلاند
28 July 2025 05:48 AM UTC+00

أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن مسؤولين من وزارته موجودون في ماليزيا للمساعدة في جهود السلام، حيث من المقرر أن تبدأ كمبوديا وتايلاند محادثات هناك، اليوم الاثنين، على أمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وأضاف روبيو في بيان أصدرته وزارة الخارجية الأميركية في ساعة مبكرة من صباح اليوم، أنه والرئيس دونالد ترامب يتواصلان مع نظرائهما في كل دولة، ويراقبان الوضع عن كثب. وقال "نريد أن ينتهي هذا الصراع في أسرع وقت ممكن. مسؤولون من وزارة الخارجية موجودون على الأرض في ماليزيا لدعم جهود السلام هذه". من جهته، ذكر رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت على موقع إكس للتواصل الاجتماعي، أن الغرض من المحادثات التي ستجري في ماليزيا اليوم، هو التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في الصراع مع تايلاند. ومن المتوقع أن يشارك زعيما البلدين في المحادثات التي تستضيفها ماليزيا بعد ظهر اليوم.

من ناحيتهم، دعا وزراء خارجية دول رابطة جنوب شرقي آسيا (آسيان)، اليوم الاثنين، كمبوديا وتايلاند لوقف إطلاق النار الفوري، وأعربوا عن قلقهم العميق إزاء ارتفاع حصيلة الضحايا، والتداعيات الإنسانية في المناطق الحدودية بين الدولتين، حسبما ذكرت صحيفة مالاي ميل الماليزية. ودعا وزراء خارجية آسيان الدولتين لوقف جميع الأعمال العدائية، والعودة للحوار لمنع اندلاع الصراع والدمار في المستقبل.

وجاء في البيان: "نشير إلى الحاجة الملحة لممارسة الجانبين أقصى درجات ضبط النفس والقبول بوقف فوري لإطلاق النار". وكان ترامب قد قال، السبت، إنه اتصل بزعيمي كمبوديا وتايلاند لحثهما على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مشيراً إلى أنه إذا تواصل نزاعهما الحدودي المميت سيفرض رسوماً ثقيلة عليهما في 1 أغسطس/آب المقبل، ولفت في منشور عبر منصته "تروث سوشيل" إلى أن الولايات المتحدة تجري محادثات تجارية مع تايلاند وكمبوديا، لكنه قد يوقف هذه المفاوضات.

وكتب ترامب: "لقد حدث أننا، بالصدفة، نتعامل حالياً في مجال التجارة مع كلا البلدين، لكننا لا نريد عقد أي صفقة مع أي من البلدين إذا كانا في قتال، وقد أخبرتهما بذلك!". وفي منشور ثانٍ، قال ترامب إنه أجرى "محادثة جيدة" مع الزعيم التايلاندي، مشيراً إلى أنه بعد التحدث مع كلا الطرفين، يبدو أن وقف إطلاق النار والسلام والازدهار "خيار طبيعي. سنرى قريباً!"، مشيراً إلى أن إدارته بارعة في التعامل مع النزاعات الدولية. وأضاف: "أحاول تبسيط وضع معقد! يُقتل كثيرون في هذه الحرب، لكن هذا يُذكرني كثيراً بالصراع بين باكستان والهند، الذي انتهى بنجاح".



وبعد ساعات من تصريح ترامب، تبادلت كمبوديا وتايلاند في ساعة مبكرة من صباح أمس الأحد، شنّ هجمات بالمدفعية عبر المناطق الحدودية المتنازع عليها. وبعد أربعة أيام من اندلاع أعنف قتال منذ أكثر من عقد بين الجارتين الواقعتين بجنوب شرقي آسيا، تجاوز عدد القتلى 30، معظمهم من المدنيين، وجرى إجلاء أكثر من 130 ألف شخص من المناطق الحدودية في البلدين. وقالت وزارة الدفاع في كمبوديا إن تايلاند قصفت وشنت هجمات برية صباح أمس الأحد على عدد من النقاط، بما في ذلك في منطقة متاخمة لمقاطعة ترات الساحلية في تايلاند.

وقال المتحدث باسم الوزارة إن المدفعية الثقيلة أطلقت النار على مجمعات معابد، فيما أعلن الجيش التايلاندي أن كمبوديا أطلقت النار على عدة مناطق، بما في ذلك بالقرب من منازل المدنيين، في ساعة مبكرة من صباح الأحد. وقال حاكم مقاطعة سورين لوكالة رويترز إن المنطقة تعرضت لإطلاق قذائف مدفعية، ما أدى إلى إلحاق أضرار بأحد المنازل ونفوق بعض رؤوس الماشية.

ويدور خلاف بين كمبوديا وتايلاند منذ زمن بعيد حول ترسيم الحدود بينهما التي تمتد على أكثر من 800 كيلومتر، وحُددت بموجب اتفاقات في أثناء الاحتلال الفرنسي للهند الصينية. وبين 2008 و2011 أدت الاشتباكات حول معبد برياه فيهيار، المدرج في قائمة التراث العالمي لـ"يونسكو" والذي تطالب به الدولتان، إلى مقتل ما لا يقل عن 28 شخصاً ونزوح الآلاف. وأيّدت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة كمبوديا مرّتين، الأولى في 1962 والثانية في 2013، بشأن ملكية المعبد والمنطقة المحيطة به.

(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)




## إسرائيل تعلن الحرب على أسماك غزة
28 July 2025 05:52 AM UTC+00

في الوقت الذي تخوض فيه قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي البرية أو البربرية حرب إبادة وتدمير للأراضي الزراعية المنتجة للغذاء في عموم قطاع غزة، لتفرض سياسة التجويع ضدّ السكان، كانت قوات إسرائيل البحرية تشنّ حرباً أخرى أكثر خبثاً من الحرب البرية، إذ شنّت حرباً وحشية على الصيادين في قطاع غزة، مستغلّة غياب كاميرات الصحافيين، واستهدفتهم بالمسيّرات في البحر المتوسط، وقتلت واعتقلت منهم المئات في البحر والبر، واستخدمت طائرات أف 16 والمسيّرات في تدمير شواطئ غزة ومراكب الصيد وأسواق السمك، بهدف إحكام خطة تجويع سكان القطاع المحاصرين، بحرمانهم من الأسماك التي تعدّ مصدر البروتين الوحيد المتاح محلياً وذاتياً في القطاع. وبلغ الحقد بجيش الاحتلال الذي يصف نفسه بالأكثر أخلاقية في العالم إلى أن يتعمّد قصف قاع البحر بالمتفجرات الكيميائية لتهجير الأسماك بعيداً عن شاطئ غزة. 

وكشفت جمعية مسلك، وهي جمعية حقوقية إسرائيلية تدافع عن حرية الفلسطينيين في قطاع غزة في التنقل وتطالب بفتح المعابر ووقف الحصار منذ سنة 2005، أنّ الجيش الإسرائيلي تعمّد تدمير قطاع الصيد في غزة كلياً منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 باعتباره أحد مصادر الرزق والأمن الغذائي الرئيسية لسكان قطاع غزة. وتسبّبت الهجمات من الجو والبحر والبر في القضاء على بنية قطاع الصيد التحتية الأساسية، من قوارب الصيد وأحواض الأسماك وميناء الصيد في مدينة غزة، وجعلتها غير صالحة للاستخدام.

ومنع جيش الاحتلال طوال فترة الحرب دخول الصيادين إلى البحر، بما في ذلك خلال فترات وقف إطلاق النار. وعندما تجرأ الصيادون على دخول المياه القريبة من الشاطئ للصيد على الرغم من أنّهم يخاطرون بحياتهم، أطلق الجيش الإسرائيلي النار عليهم لقتلهم. وبهذه السياسة الخبيثة، أصبحت الأسماك سلعة نادرة في قطاع غزة، وارتفعت أسعار المتوفّر منها لكنّها غير متاحة للغالبية العظمى من السكان.

وكان قطاع الصيد من القطاعات الاقتصادية الرئيسية في قطاع غزة سابقاً، وعمل ليس منتجاً رئيسياً للغذاء فحسب، بل بوصفه مصدراً لفرص العمل للصيادين أنفسهم وللعاملين في الصناعات المغذية، منها إصلاح، وصيانة القوارب والنقل والتسويق. ووفقاً لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة الفاو التابعة للأمم المتحدة، قبل اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 اعتمد أكثر من 6 آلاف من سكان غزة على قطاع الصيد مصدرَ دخل رئيسي، منهم حوالى 4500 صياد وأصحاب قوارب صيد، وكان هذا القطاع مصدر دعم مباشر وغير مباشر لحوالى 110 ألف شخص في غزة. وكان في غزة قبل الحرب أكثر من ألفي قارب، منها 1100 بمحركات وحوالى 900 بالتجديف اليدوي. 



على طول ساحل غزة الذي يبلغ 41 كليومتراً، كانت هناك خمسة مراكز رئيسية للصيد. وكان قطاع الصيد في غزة أحد القطاعات المحلية القليلة لإنتاج الغذاء ذاتياً في القطاع، وله أثر مباشر وواسع على الأمن الغذائي للسكان. فالأسماك تعدّ مصدراً مهماً للبروتين الصحي، وكانت متوفرة بأسعار منخفضة في القطاع مقارنة بمصادر البروتين الأخرى مثل اللحوم والدواجن. ويقدر نقيب صيادي غزة إنتاج الأسماك في غزة قبل الحرب بنحو 28 ألف طن من الأسماك، وعدد الصيادين بأكثر من سبعة آلاف صياد في بحر غزة لمسافة 10 أميال بحرية، ويمارسون مهنتهم بواسطة أدوات صيد متقدمة.

ميناء الصيادين في غزة الذي يبلغ طوله حوالى 650 متراً، هو الميناء الوحيد في القطاع، وفيه رست معظم القوارب والمعدات البحرية، وتعرض الميناء لقصف واسع من جيش الاحتلال، وفي الأسبوع الأول من الحرب انخفض عدد القوارب التي كانت صالحة للعمل في الميناء بحوالى 50%. ووفقاً لصور الأقمار الصناعية أغرق جيش الاحتلال جميع القوارب التي كانت في الميناء أو خرجت من الخدمة بحلول يوم 10 يناير/ كانون الثاني 2024.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ ساحل غزة منطقة قتال، ونقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن أستاذ العلوم البيئية في غزة عبد الفتاح عبد ربه، أن البحرية الإسرائيلية تطلق بصورة مستمرة قذائف لها تأثير كيميائي وإشعاعي في عمق بحر غزة، ما انعكس على البيئة البحرية وأثّر في التنوع الحيوي. وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق الساحلية، أجرى عبد ربه جولة بحرية وجد خلالها أن عمق البحر أصبح خالياً من الأعشاب البحرية، وتحول إلى صحراء رملية صفراء نتيجة القذائف الإسرائيلية. وقتلت إسرائيل 210 صيادين، 60 منهم أثناء الصيد في البحر، وفق رئيس نقابة صيادي غزة زكريا بكر.

وفي منتصف مايو/أيار الماضي، رصدت مفوضيّة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نمطاً ممنهجاً من الهجمات العسكرية الإسرائيلية على الصيادين في غزة، يشمل إطلاق النار عليهم في البحر من البحرية الإسرائيلية، بالإضافة إلى استهدافهم بطائرات من دون طيار في البحر والبر، واعتقال عشرات منهم ومصادرة القوارب حتّى أصبح صيدُ السمك مرعباً.

وبشهادة جمعية مسلك، في الأيام الأولى للحرب، قيدت إسرائيل دخول الفايبرغلاس والمحركات التي تُعرّفها إسرائيل على أنها مزدوجة الاستخدام، لأنها ضرورية لتشغيل وإصلاح قوارب الصيد، ومنعت الوقود لتشغيل مراكب الصيد التي نجت من المحرقة التي نفذها الجيش في ميناء غزة، وكلف النزول إلى البحر سقوط أكثر من ثلاثة صيادين يومياً نتيجة استهداف جنود البحرية الإسرائيلية المتعمّد لهم، رغم أنهم غير مقاتلين.

ويقول نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عياش إنّ إسرائيل قضت على مهنة الصيد بالاستهداف والاعتقال والملاحقة، ودمرت ميناء غزة وحرقت المراكب وأعدمت صيادين، حتّى وصل سعر كيلوغرام البوري إلى 120 دولاراً، وهو السعر الأغلى في العالم.



لم تترك إسرائيل أيّ بنية تحتية للصيد إلّا ودمرتها. وفي اليوم الرابع من الحرب، قصفت قوات الاحتلال الميناء الوحيد في القطاع بطائرة إف 16، ما أدى إلى شطره إلى نصفين. ودمرت غير القوارب، مصانع تعليب وتصنيع الأسماك ومصانع الثلج وغرف صيانة القوارب ومكاتب شركات تبيع معدات الصيد، وسوق السمك وكلّ شيء له علاقة بصيد الأسماك. وخرّبت مزارع استزراع الأسماك وتركتها غير صالحة للاستخدام. نصت اتفاقيات أوسلو على أن مساحة الصيد قبالة غزة تصل إلى 20 ميلاً بحرياً، لكن إسرائيل خفضتها بالتدريج حتّى وصلت إلى ستة أميال بحرية قبل السابع من أكتوبر، وبعده طردت الصيادين وأعلنت البحر منطقة عمليات عسكرية.

وكانت أهداف جيش الاحتلال واضحة، وهي منع الصيادين من تلبية الاحتياجات الغذائية لسكان غزة، حتّى يتمكّنوا من استخدام الإمدادات الغذائية وسيلة عقاب جماعي للسكان، ويفرضوا أنفسهم مصدرَ الرزق الوحيد في غزة، ليسهل التحكم في السكان وتهجيرهم. يُعدّ الصيادون، وبنية الصيد التحتية والوصول إلى مصادر الغذاء، محميين جميعاً وفقاً لقانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي التي تلزم الجيش الإسرائيلي بالتمييز بين المدنيين والمقاتلين، وبين الأهداف المدنية والأهداف العسكرية. وقتل الصيادين الذين لا يشكلون تهديداً عمداً، هو جريمة حرب، وبصفتها طرفاً في القتال وقوةَ احتلال، يقع على عاتق إسرائيل، واجب ضمان الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين في غزة، بما في ذلك الوصول إلى الغذاء ومصادر العيش، مثل الصيد.

ويمنع جيش الاحتلال الصيد في ساحل غزة منعاً تاماً، وقد حوّل ميناء الصيادين إلى رماد، ودمَّر جميع القوارب التي كانت على الساحل وما لم يحترق دُمّر، وأحرَقَ الشِّباك. وقدرت منظمة الفاو خسارة الصيادين بـ84 مليون دولار، تمنع إسرائيل دخول المساعدات الغذائية لقطاع غزة بحجة حرمان حركة حماس من الاستيلاء عليها.

تدمير جيش إسرائيل قطاع الصيد في غزة، إلى جانب تدميره وسائل إنتاج الغذاء الأخرى، الزراعية والحيوانية، وحشية وهمجية لا علاقة لها بقوانين الحرب، ولا بحركات المقاومة المشروعة وفق القانون الدولي، لكنّه واحد من الأسباب الأساسية للكارثة الإنسانية التي تتعمّدها إسرائيل في القطاع المنكوب، وإجبار للسكان للاعتماد المستمر على المساعدات التي تحتكرها "مؤسّسة غزة الإنسانية" التي تديرها الولايات المتحدة وإسرائيل. وفقاً لبيانات الأمم المتحدة، منذ شهر أيار/مايو 2025، فإنّ سكان القطاع بأكمله، حوالى 2.4 مليون شخص، يواجهون خطر المجاعة التي هندستها حكومة بنيامين نتنياهو الصهيونية وشاركت فيها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.

تدمير صناعة الغذاء والإنتاج المحلي الذاتي لقطاع غزة بواسطة جيش الاحتلال، مكّن حكومة إسرائيل من استخدام سيطرتها الكاملة على إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، رافعةَ ضغط وسلاحَ حرب، وسياسةً لفرض التجويع، وهي جريمة إبادة جماعية يرتكبها الجيش الإسرائيلي وعلى مسمع ومرأى من الجماهير التي تعبّر في تظاهرات حاشدة حول العالم عن تقززها من تلك الممارسات الهمجية.




## تسلا تمر بلحظة حاسمة بعد قانون ترامب
28 July 2025 05:52 AM UTC+00

قال نائب رئيس قسم الهندسة في عملاق صناعة السيارات الكهربائية، تسلا، لارس مورافي، إن الشركة تمر بلحظة حاسمة في تاريخها، مع تسارع العمل على مشاريع رئيسية تشمل الشاحنة الكهربائية "سيمي"، وتقنيات القيادة الذاتية، وروبوت "أوبتيموس". وجاءت تصريحات مورافي خلال فعالية X Takeover التي استضافتها منطقة خليج سان فرانسيسكو، أول من أمس السبت، بحضور عملاء ومستثمرين بالتجزئة.

وأكد مورافي، السبت، بحسب "بلومبيرغ" أن مشروع "سيمي" يمثل محوراً رئيسياً في مهمة تسلا للتحول نحو وسائل النقل المستدامة، واصفاً إياه بأنه المشروع الأكثر إثارة لحماسه الشخصي. وأشار إلى أن الشاحنة تنتج حالياً في مصنع الشركة بالقرب من رينو في ولاية نيفادا. وأضاف أن الفريق الهندسي، الذي يشرف عليه ويضم نحو ستة آلاف مهندس، يعمل على عدة برامج موازية، مشدداً على أن "المخاطرة العالية جزء من هوية تسلا، لكننا نعيش الآن لحظة من القفزات الكبرى في مسار الشركة". وضمن الطموحات المستقبلية، تحدث مورافي عن الروبوت البشري "أوبتيموس" كمكون رئيسي في رؤية تسلا الممتدة إلى ما وراء قطاع السيارات، إلى جانب التاكسي الذاتي "سايبركاب" الذي ظهر خلال الحدث كنموذج فعلي. والمركبة الجديدة تتسع لمقعدين فقط وصممت بدون عجلة قيادة، ما يعكس اتجاه الشركة نحو الاستغناء الكامل عن السائق.

وعلى الرغم من هذه الابتكارات، تواجه تسلا تحديات هيكلية في قطاع السيارات. فمبيعات طرازاتها الحالية تشهد تراجعاً في أسواق رئيسية مثل كاليفورنيا، التي كانت يوماً معقل الشركة، حيث انخفضت المبيعات هناك لسبعة أرباع متتالية. ويعزو المراقبون ذلك إلى تقدم عمر التشكيلة الحالية التي تشمل موديلات S ،X ،3 ،Y، وCybertruck، بحسب "بلومبيرغ". وتواجه تسلا أيضاً ضغوطاً تشريعية بعد إلغاء إدارة الرئيس دونالد ترامب للحوافز الضريبية البالغة 7500 دولار لمشتري المركبات الكهربائية، ما قد يؤدي لتباطؤ كبير في المبيعات. كما أقرت الإدارة تغييرات تنظيمية من المتوقع أن تؤثر سلباً على الإيرادات والأرباح، بحسب إفصاحات الشركة.



وأعلنت تسلا مؤخراً أنها بدأت إنتاج طراز جديد منخفض التكلفة يشبه Model Y، لكن لن يتوفر على نطاق واسع قبل نهاية سبتمبر/أيلول المقبل. ويرى محللون أن هذا النموذج قد يشكل طوق نجاة لمواجهة التراجع المتوقع في الطلب. وخلال الحدث، شارك الرئيس التنفيذي، إيلون ماسك، عبر بث مباشر بالفيديو، مشدداً على أن مستقبل تسلا يتمحور حول الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والقيادة الذاتية. وفي حين لا تملك تسلا بعد تراخيص تشغيل سيارات ذاتية القيادة في كاليفورنيا، فإنها تقدم حاليا جولات تجريبية بسيارات Model Y في مدينة أوستن، بوجود سائق احتياطي لتفادي المخاطر.

كما استعرضت تسلا خلال الحدث تقنيات ذكاء اصطناعي جديدة مدمجة في نماذجها المستقبلية، مع التركيز على دمج قدرات "أوبتيموس" في المهام الصناعية والخدمية. وقال مورافي إن الاتجاه نحو تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي يأتي ضمن توجه الشركة لابتكار حلول متعددة الاستخدامات تتجاوز السيارات. ويوم الجمعة الماضي، قال ماسك إن قيمة تسلا السوقية قد ترتفع بنحو 20 ضعفاً إذا نجحت في تنفيذ خططها بكفاءة عالية. وأوضح في منشور عبر منصة إكس، أن قيمة تسلا قد تصل إلى 20 تريليون دولار، لكنه شدد على أن ذلك يتطلب "تنفيذاً فائقاً على جميع المستويات".




## أرباح المصانع في الصين تتآكل وسط حرب أسعار
28 July 2025 05:52 AM UTC+00

سجل القطاع الصناعي في الصين تراجعاً جديداً في مؤشراته المالية، فقد انخفضت أرباح الشركات الصناعية الكبرى بنسبة 4.3% خلال يونيو/حزيران 2025 مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، بحسب بيانات صادرة عن المكتب الوطني للإحصاء الصيني أمس الأحد. ويأتي الانخفاض بعد تراجع أكثر حدة بلغ 9.1% في مايو/أيار الماضي، ما أدى إلى تسجيل انكماش تراكمي في الأرباح بنسبة 1.8% خلال النصف الأول من العام، بحسب وكالة رويترز.

وتشمل البيانات الصينية الرسمية الشركات التي تتجاوز إيراداتها السنوية 20 مليون يوان صيني (2.8 مليون دولار). ويمثل هذا التراجع ثاني انخفاض شهري على التوالي في أرباح المصانع، في وقت تشهد فيه البلاد ضغوطاً متزايدة على هوامش الربحية بسبب حرب الأسعار الشرسة داخل قطاعات مثل السيارات والألواح الشمسية، إلى جانب استمرار الطلب المحلي الضعيف وعدم اليقين في الأسواق الخارجية، لا سيما عقب تطبيق رسوم جمركية أميركية جديدة على السلع الصينية. وقال كبير الإحصائيين في مكتب الإحصاء الصيني يو وينينغ، في تصريحات رسمية عقب صدور البيانات، وفقاً لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، إن "الصين تواجه بيئة خارجية معقدة ومتغيرة"، مشدداً على ضرورة تعزيز تشكيل سوق وطنية موحدة، وتوسيع الدورة المحلية، وتحقيق تنمية صناعية عالية الجودة.

وأضاف يو وينينغ، أن الحكومة الصينية ستواصل دعم القطاعات المتضررة، مع التركيز على ضبط فوضى التخفيضات السعرية المعروفة محلياً بـ"الانطواء التنافسي". وأوضحت البيانات الرسمية أن شركات الدولة سجلت انخفاضاً في الأرباح بنسبة 7.6% خلال النصف الأول من العام، بينما حققت الشركات الخاصة نمواً طفيفاً في الأرباح بلغ 1.7%، وارتفعت أرباح الشركات الأجنبية بنسبة 2.5% خلال الفترة نفسها. وتشير هذه الفجوة إلى قدرة الشركات الخاصة والأجنبية على التعامل نسبياً مع التحديات الهيكلية مقارنة بالشركات الحكومية، بحسب "بلومبيرغ".



ورغم التراجع العام، شهدت بعض الصناعات تحسناً ملحوظاً في الأرباح بدعم مباشر من برامج حكومية لتحديث المعدات وتحفيز الاستهلاك. وبحسب "شينخوا"، فقد ارتفعت أرباح صناعة السيارات بنسبة 96.8% في يونيو الماضي، مدفوعة بعروض ترويجية وزيادة عوائد الاستثمار. كما شهدت أرباح قطاع بطاريات الليثيوم نمواً كبيراً بلغ 72.8%، بينما سجلت صناعة الأجهزة الطبية ارتفاعاً بنسبة 12.1%، وحققت قطاعات مرتبطة بالتحول الصناعي، مثل تصنيع الطائرات والطاقة الحيوية، نمواً بأكثر من 19% و24% على التوالي. ويرجع هذا التحسن، بحسب الوكالة الصينية، إلى توسيع الحكومة برامج الاستبدال مقابل الشراء لتشمل الأجهزة الإلكترونية والمعدات الصناعية، ما عزز الطلب في بعض سلاسل التوريد وأعاد التوازن لبعض الصناعات ذات القيمة المضافة.

ورغم الإجراءات التحفيزية، يحذر محللون اقتصاديون من أن الصين قد تواجه دورة ركود صناعي أطول من تلك التي عرفتها قبل عقد، نتيجة ضعف الاستهلاك وتباطؤ الصادرات وزيادة الطاقة الإنتاجية الفائضة. ووفق "بلومبيرغ"، فإن بعض الشركات الحكومية الكبرى، مثل مجموعة غوانغتشو للسيارات وشركة جاك، تستعد لتسجيل أكبر خسائر فصلية لها في الربع الثاني من العام، في وقت تتراجع فيه صادرات الصين إلى الولايات المتحدة بفعل الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأشارت البيانات الرسمية إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للصين سجل نمواً سنوياً قدره 5.3% في النصف الأول من 2025، مع نمو في الإنتاج الصناعي بنسبة 6.4% مدعوماً من قطاعات الصناعات عالية التقنية، لكن المحللين يؤكدون أن هذا النمو لا يخفي الهشاشة البنيوية للاقتصاد، إذ إنه لا يزال يعتمد على استثمارات البنية التحتية والائتمان، بينما يظل الطلب الاستهلاكي محاصراً بتراجع الثقة وارتفاع معدلات الادخار.




## النفط الجديد.. سباق عالمي على مراكز البيانات العالمية
28 July 2025 05:53 AM UTC+00

تشهد الساحة الاقتصادية العالمية حرباً صامتة بين القوى الكبرى والشركات العملاقة للاستحواذ على مراكز البيانات، أو ما يعرف في الأوساط الاستثمارية باسم "النفط الجديد". فمع تنامي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، وخدمات الإنترنت الفائقة، تحولت مراكز البيانات من بنية تحتية تقنية إلى أصل استراتيجي تتحرك نحوه صناديق الاستثمار السيادية، وشركات التكنولوجيا، والمؤسسات الأمنية، في سباق متسارع. 

ووفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة "ماركت ريسيرتش فيوتشر"، من المتوقع أن يقفز حجم سوق خدمات مراكز البيانات العالمية من 55.6 مليار دولار عام 2023 إلى أكثر من 150 مليار دولار بحلول عام 2035، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 8.61%، ما يضع هذه المراكز في قلب خريطة النفوذ الاقتصادي العالمي، خاصة مع سيطرة شركات أميركا الشمالية على السوق العالمية بحصة 38.83% في عام 2024.

مَن يقود المعركة؟ 

تتوزع أطراف هذه الحرب الصامتة على ثلاث جبهات رئيسية: الأولى تقودها شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى، مثل أمازون، ومايكروسوفت، وغوغل، وذلك عبر توسعات مباشرة أو تحالفات مع مشغلي مراكز بيانات إقليميين. أما الجبهة الثانية، فتمثلها شركات الاستثمار الخاصة، وعلى رأسها شركة كيه كيه آر (KKR)، وهي واحدة من أضخم شركات الاستثمار العالمي، وتدير أصولاً تتجاوز 500 مليار دولار، وصعدت مؤخراً بوصفها لاعباً محورياً في هذا السوق عبر سلسلة استحواذات استراتيجية كبرى.

والجبهة الثالثة تتمثل في الصناديق السيادية التابعة لدول مثل الإمارات، والصين، وسنغافورة، والتي دخلت مجال البنية الرقمية أداة لتعزيز نفوذها الاقتصادي. ويشير محللون، بحسب "بلومبيرغ" إلى أن هذه المعركة تجري "بصمت"، بعيداً عن أضواء الأسواق التقليدية، عبر صفقات مغلقة، وعمليات تمويل عابرة للحدود، وشراء حصص في مشغلين حيويين. وكشفت "بلومبيرغ"، أمس الأحد، عن مفاوضات تجريها شركة الاستثمار الأميركية KKR للاستحواذ الكامل على شركة (STT GDC) السنغافورية، التي تعد من أكبر مشغلي مراكز البيانات في آسيا، وتدير أكثر من 100 مركز في 20 سوقاً، منها الهند واليابان وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة.

ووفق "بلومبيرغ"، فإن هذه الصفقة التي قد تتجاوز قيمتها خمسة مليارات، تعد من أضخم استحواذات KKR في قطاع البنية الرقمية هذا العام، وتبرز التحول في أولويات الشركات الاستثمارية نحو أصول البيانات لا النفط أو العقار. في المقابل، لا تخلو هذه المعارك من توتر تنظيمي؛ إذ أعلنت المفوضية الأوروبية، في 24 يوليو/تموز الجاري، فتح تحقيق ضد KKR بسبب صفقة استحواذها على شبكة الألياف الضوئية، التابعة لشركة شركة تيليكوم إيطاليا، في صفقة بلغت 22 مليار يورو، وهي الأكبر في قطاع الاتصالات الأوروبي خلال 2024. وتحقق بروكسل فيما إذا قدمت KKR معلومات مضللة حول التأثير التنافسي للصفقة، خصوصاً ما يتعلق بخدمات النطاق العريض بالجملة في إيطاليا، بحسب "فاينانشال تايمز". 



دول الخليج تدخل على الخط

في السنوات الأخيرة دخلت دول الخليج بقوة على خط سباق مراكز البيانات العالمية، في خطوة تعكس تحولاً استراتيجياً في أولويات السياسات الاقتصادية، من الاعتماد على النفط إلى توطين الاقتصاد الرقمي، وبناء بنية تحتية سيادية لمعالجة وتخزين البيانات. ففي العامين الأخيرين، أعلنت الإمارات والسعودية وقطر عن مشاريع بمليارات الدولارات لتشييد مراكز بيانات فائقة السعة، بالتعاون مع عمالقة التكنولوجيا حول العالم.

وتشير بيانات منصة "داتا سنتر دايناميكس" المتخصصة في تحليل تطورات سوق مراكز البيانات عالمياً، إلى أن دول الخليج بصدد ترسيخ نفسها ممراً رقمياً بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، مستفيدة من وفرة الطاقة والأنظمة الجاذبة للاستثمار. وتعد الإمارات، بحسب المنصة، من بين أكثر عشر دول نمواً في سعة مراكز البيانات عالمياً، وقد أنشأت منشآت ضخمة بالشراكة مع شركات مثل أوراكل، وأمازون ويب سيرفيسز، ومايكروسوفت. وتخطط السعودية لتحويل "نيوم" إلى عقدة إقليمية للبيانات (مركزي إقليمي) ضمن استراتيجية رؤية 2030.

وتعد قطر لاعباً متنامياً، اعتماداً على شركات مثل أوريدو وميزة، حيث خططت شركة "أوريدو" لاستثمار نحو 550 مليون دولار في توسيع شبكتها لمراكز البيانات، بهدف دعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع إنفيديا الأميركية، كما أعلنت تشغيل مراكز بقدرة 40 ميغاوات، وتحقيق نمو بنسبة كبيرة في السعة التخزينية لمراكزها الحالية. وتظهر تقارير أن سوق الكلوكيشن في قطر سوف ينمو من 115 مليون دولار في 2023 إلى 316 مليون بحلول 2029، بمعدل نمو سنوي متوسط يبلغ 18.35%.

كما يشهد سوق مراكز البيانات في البحرين وعُمان والكويت نشاطاً متزايداً، مدعوماً بتحسين القوانين وتدشين مناطق خدمات البيانات الخاصة. ووفق المركز الإحصائي الخليجي، فإن السوق الخليجي الإجمالي قد نما من 3.48 مليارات دولار في 2024 إلى توقعات ببلوغه 9.49 مليارات بحلول 2030.



لماذا مراكز البيانات؟

ويعود السبب في هذا التحول نحو مراكز البيانات إلى أنها باتت "عصب الاقتصاد الرقمي"، حيث تخزن فيها بيانات الملايين من المستخدمين، وتشغل منها خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وتدار فيها المعاملات المالية والمؤسساتية حول العالم. وتزامن ذلك مع الطفرة غير المسبوقة في استخدام الأدوات الرقمية بعد جائحة كوفيد، وصعود تطبيقات مثل "شات جي بي تي"، وخدمات بث الفيديو، ومنصات الألعاب الرقمية. ووفق تقرير صادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات في يناير/كانون الثاني 2025، تحتاج البنية التحتية الرقمية إلى استثمارات إضافية تتجاوز 1.6 تريليون دولار حتى عام 2030 لسد الفجوة العالمية، الأمر الذي يجعل مراكز البيانات هدفاً لكل من يطمح إلى النفوذ في العقد المقبل.

وهذا يعني أن الحرب الصامتة على مراكز البيانات لم تعد تقنية، بل أصبحت سياسية وسيادية بامتياز. فكما كانت خطوط أنابيب النفط في القرن العشرين سبباً في معادلات الجغرافيا والسيادة، فإن خريطة مراكز البيانات في القرن الحادي والعشرين تعيد تشكيل مراكز النفوذ العالمي. ومن يملك أكبر قدرة على التخزين والمعالجة والربط هو من يمتلك الهيمنة المعلوماتية، وبالتالي الاقتصادية والسياسية. لذلك يتحرك أطراف هذه الحرب بكل أدوات القوة الناعمة والخشنة، لتأمين حصصهم من نفط العصر الرقمي.




## خطة ليبية للسيطرة على سوق الصرف الموازي
28 July 2025 05:54 AM UTC+00

كشف مصرف ليبيا المركزي عن خطة منظمة تستهدف تقليص الفجوة بين السعرين الرسمي والموازي للدولار إلى بضعة قروش، قبل نهاية العام الحالي، وذلك في إطار تحرك واسع لضبط سوق العملات ودعم مكاتب وشركات الصرافة. وقالت مصادر مسؤولة لـ"العربي الجديد" إن المصرف "يمتلك القدرة الكاملة على احتواء السوق الموازي"، مشيرة إلى أن نجاح الخطة مرهون بإعادة تفعيل مكاتب الصرافة بإشراف مباشر من المركزي، وتحديد سعر صرف مستهدف بهامش ربح يصل إلى 7%، واصفة هذه النسبة بـ"المجزية والواقعية".

وتتضمن الخطة، بحسب المصادر، إجراءات مصاحبة تشمل سحب فئة العشرين ديناراً من التداول، تمهيداً لإلغاء الضريبة المفروضة على بيع الدولار بنسبة 15%، في حال استقر سعره دون 6.8 دنانير. كما أشارت إلى وجود مؤشرات إيجابية لضبط الإنفاق العام، بما في ذلك الإنفاق الموازي، وسط ما وصفته بـ"تفاهمات أولية" بين أطراف محلية ودولية. وفي هذا السياق، أعلن المصرف أن أكثر من 130 مكتباً وشركة صرافة باتت جاهزة للحصول على الموافقة النهائية يوم الأحد المقبل، ما سيرفع العدد الإجمالي إلى 230 كياناً معتمداً، وهو رقم قال إنه كاف لتلبية احتياجات السوق في مختلف المدن الليبية.



من جانبه، قال أستاذ الاقتصاد في جامعة مصراتة، عبد الحميد الفضيل، إن "تقليص فجوة سعر الصرف يتطلب توازناً بين حجم النقد الأجنبي المطروح عبر القنوات الرسمية، والطلب الناتج عن الإنفاق العام، بما يشمل الحكومة وصندوق إعادة الإعمار". واعتبر، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن استمرار المصرف في دعم السوق دون إصلاحات هيكلية في جانب الطلب "قد يبقي على الفجوة وربما يفاقمها على المدى المتوسط والطويل".

أما المحلل الاقتصادي مختار الجديد، فأعرب عن شكوكه تجاه الأنباء المتداولة بشأن حالة التفاؤل داخل مصرف ليبيا المركزي. وقال لـ"العربي الجديد": "صحيح أن المركزي يمتلك الأدوات الكفيلة بضبط السوق، لكن تكرار الوعود بشأن ضبط الإنفاق، دون تنفيذ فعلي، يضعف من جدية أي تحرك جديد"، مشيراً إلى أن "آخر هذه الوعود أطلقت في أبريل الماضي، ثم تلاشت فور انحسار الضغوط الشعبية".
 




## محاولات لتطهير مصارف المغرب من الديون المتعثرة
28 July 2025 05:54 AM UTC+00

تترقب المصارف وعملاؤها في المغرب الكشف عن تفاصيل مشروع قانون يراد من ورائه مساعدة المصارف على تطهير حساباتها من الديون المتعثرة الناجمة عن صعوبات السداد التي تواجهها أسر وشركات، حيث إن حجم تلك الديون يؤدي إلى التخوف من تشديد شروط الإقراض للفئات الهشة. 

يلاحظ الاقتصادي المغربي إدريس الفينا، أن الديون المتعثرة تضاعفت في العشرة أعوام الأخيرة، حيث انتقلت من 5.25 مليارات دولار في 2014 إلى حوالى 10 مليارات دولار في النصف الأول من العام الجاري بحسب تقرير الإشراف البنكي السنوي الصادر عن بنك المغرب في نهاية الأسبوع المنصرم. ويتجلى من توزيع تلك الديون أن المعدومة منها زادت بنسبة 3.1 في المائة، لتصل إلى 8.22 مليارات دولار، فيما بلغت الديون المشكوك في استردادها 870 مليون دولار والديون قيد المراقبة 650 مليون دولار. ويؤكد البنك المركزي أن المخصصات التي رصدتها المصارف لتغطية الديون المتعثرة وصلت إلى 69 في المائة في العام الماضي، بزيادة نقطتين مقارنة بعام 2023.

ورغم حجم المخصصات التي تحرص المصارف على تكوينها لمواجهة المخاطر التي قد تنجم عن الديون المتعثرة، إلا أن البنك المركزي درج في الأعوام الأخيرة على التعبير عن قلقه من المستوى الذي بلغته الديون متعثرة السداد، التي يقصد بها الديون التي قد يتعذر على المصارف تحصيلها كلياً أو جزئياً بالنظر إلى تدهور القدرة على السداد الآنية أو المستقبلية من قبل المقترضين.



ويراقب بنك المغرب (البنك المركزي) المصارف التي يتوجب عليها الامتثال للقواعد الاحترازية، خصوصاً في ما يتصل بتكوين مخصصات تحسباً للديون المتعثرة، حيث إن التحسب لها لم يمنع من المطالبة بمعالجة مشكلة تلك الديون بسبب المخاطر التي تمثلها. ويصف الاقتصادي إدريس الفينا مستوى القروض المتعثرة بـ"الإنذار الصامت"، ويرى أن تطور تلك القروض يؤشر على هشاشة الوضعية المالية للشركات والأسر، في سياق متسم بارتفاع نسب الفوائد وتباطؤ وتيرة نمو قطاعات إنتاجية.

ويرى الفينا في تصريحات لـ"العربي الجديد" أن مستوى القروض المتعثرة قد يدفع المصارف إلى تشديد شروط الولوج للقروض، خصوصاً بالنسبة إلى الفئات الهشة والشركات الصغرى، والزيادة في كلفة التمويلات من خلال الفوائد. وكان البنك المركزي قد شدد على تخفيف شروط التمويل المحفز للنمو الاقتصادي، وهو الأمر الذي يراه ممكناً عبر اللجوء إلى تبني سياسة نقدية تيسيرية في سياق متسم بتراجع حاد للتضخم. ويؤكد الفينا ضرورة دعم آليات التنبيه المبكر لدى المصارف وتعزيز خطط إعادة جدولة القروض، مع تكييف السياسات التحفيزية مع ضرورات الاستقرار المالي.

وتترقب المصارف وعملاؤها الكشف عن تفاصيل مشروع قانون يراد منه خلق سوق ثانوية للديون المتعثرة، بما يساعد على رفع القيود التي تحول دون المصارف وتفويت الديون التي لا يتمكن أصحابها عن سدادها. وينتظر أن تتيح السوق الجديدة للديون المتعثرة للمصارف بتطهير حساباتها والتوفر على سيولة جديدة تتيح لها توجيهها لتمويل أنشطة جديدة.




## 5 لاعبين على رادار منتخب مصر الثاني قبل كأس العرب في قطر
28 July 2025 05:59 AM UTC+00

تصاعدت فرص منتخب مصر الثاني لكرة القدم في استقدام لاعبين كبار محترفين، قبل أن يخوض منافسات كأس العرب المقبلة في قطر 2025 تحت قيادة مديره الفني حلمي طولان، الذي يختار من بين مجموعة كبيرة من المحترفين عربياً، والمستبعدين من جانب حسام حسن، المدير الفني لمنتخب مصر الأول. وينوي مدرب منتخب مصر الثاني التوسع في استدعاء لاعبين محترفين في الدوريات العربية ممن لا يملكون فرصاً في المنتخب الأول، أو خرجوا من حسابات مدربيهم في الفترة المقبلة. 

خبرة النني وتجربته الناجحة 

وضع حلمي طولان في حساباته استدعاء محمد النني (33 عاماً)، لاعب وسط نادي الجزيرة الإماراتي، والبعيد عن حسابات حسام حسن في المعسكرات الدولية الأخيرة، باعتباره عنصر خبرة كبيراً يمكن الاعتماد عليه في بطولة كأس العرب، وخاصة أن له تجربة ناجحة مع منتخب مصر الأولمبي رفقة جيل شاب في دورة باريس الأولمبية 2024. 

حجازي بعد الصدام مع حسام حسن 

استقر المدير الفني لمنتخب مصر الثاني على ضم أحمد حجازي (34 عاماً)، مدافع نيوم السعودي الصاعد حديثاً إلى دوري "روشن" للمحترفين، ضمن حساباته في القائمة الدولية في كأس العرب، وهو لاعب دخل في صدام شديد مع حسام حسن، واستُبعد هو الآخر من الحسابات.



سام مرسي من الكويت 

ظهر اسم ثالث في الحسابات بشكل مفاجئ في الساعات الأخيرة، وهو سام مرسي (34 عاماً)، لاعب وسط الكويت الكويتي، الذي أنهى مسيرته في الدوريات الإنكليزية بمختلف درجاتها بعد سنوات طويلة، وانتقل للعب في الكويت بعقد يمتد لموسمين، وهو لاعب صاحب خبرات كبيرة. 

متابعة كهربا في ليبيا 

يدرس مدرب منتخب مصر الثاني ضم لاعب رابع هو محمود عبد المنعم كهربا (31 عاماً)، المحترف في صفوف الاتحاد الليبي، والغائب تماماً عن اختيارات حسام حسن منذ فترة طويلة، إذ بدأ حلمي طولان في متابعته رفقة الاتحاد في الدوري السداسي الليبي. 

غموض موقف أكرم توفيق 

يبرز لاعب خامس لا يزال موقفه غامضاً، ويترقب الجهاز التدريبي مدى اختياره في قائمة المنتخب الأول من عدمه، وهو أكرم توفيق (28 عاماً)، لاعب وسط الشمال القطري، الذي لمع لسنوات رفقة الأهلي المصري ولكنه رحل عن صفوفه مؤخراً ولم يجدد عقده، كما غاب اللاعب عن معسكرات المنتخب الأول الأخيرة.




## ميسي والعقوبات: من رحلة السعودية إلى رفض خوض مباراة
28 July 2025 05:59 AM UTC+00

غاب النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي (38 عاماً)، عن المواجهة التي جمعت فريقه إنتر ميامي بمنافسه سينسيناتي في بطولة الدوري الأميركي، فجر السبت، بسبب معاقبته من قِبل الرابطة، بعدما رفض "البولغا" المشاركة في مباراة "كل النجوم"، التي جمعت نجوم الدوري الأميركي بنجوم الدوري المكسيكي، حيث سلطت الرابطة على ميسي عقوبة الإيقاف مباراة واحدة، إلى جانب زميله الإسباني جوردي ألبا (36 عاماً).

وهي من الحالات النادرة التي يتعرّض فيها ميسي إلى عقوبات خارج الملعب، بما أنه كان دائماً بعيداً عن المشاكل ولا يُحدث الأزمات مثلما هو الحال داخل المستطيل الأخضر، إذ إنه يُعتبر من أفضل اللاعبين فنياً وأخلاقياً، ولهذا فإن عقوبته الأخيرة صنعت الحدث بسبب الجدل الذي أثارته بشأن قانونية التصرف الذي قامت به رابطة الدوري الأميركي في حق المُتوّج بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم ثماني مرات.

وخلال تجاربه السابقة، مع منتخب الأرجنتين أو برشلونة الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي، لم يتعرض ميسي إلى عقوبات مشابهة إلا في حالات نادرة، كان أشهرها معاقبته في عام 2023 من قِبل إدارة "البي إس جي"، باستبعاده من التمارين الجماعية، إذ غاب عن تمارين الفريق بعدما سافر إلى السعودية من أجل تصوير إعلان، وقد قدّم بطل العالم 2022 اعتذاره إلى إدارة النادي الباريسي وجماهيره عبر مقطع فيديو شرح فيه أسباب غيابه عن التدريبات، حيث كان مرتبطاً بعقد قبل مدّة، ولم يعلم أن المدرب غيّر موعد التدريبات، وقد خفّضت إدارة النادي الفرنسي العقوبة وسمحت له بالعودة سريعاً إلى التدريبات.


Lionel Messi a tenu à présenter ses excuses après son voyage en Arabie Saoudite en assurant qu'il pensait que la journée serait « Off » pour les joueurs. Il attend désormais « la décision du club » #PSG pic.twitter.com/NkDIu7HicN
— Loïc Tanzi (@Tanziloic) May 5, 2023



وخلال شهر مارس/ آذار الماضي، اتُهم ميسي بالإساءة إلى الحكم المساعد في نهاية مباراة الأرجنتين وتشيلي ضمن تصفيات كأس العالم 2026، لتتم معاقبته بأربع مباريات، في واحدة من أقسى العقوبات التي سُلطت على "البولغا" خلال مسيرته، ولكن اتضح لاحقاً أن ميسي كان مظلوماً وتراجع الاتحاد الدولي لكرة القدم عن معاقبته وأُلغيت العقوبة. وأعلنت لجنة الاستئناف التابعة لـ"فيفا"، في بيان لها، أنها "قبلت الطعن الذي قدمه الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم نيابةً عن اللاعب ليونيل ميسي ضد قرار لجنة الانضباط التابعة لفيفا. ورغم ذلك، لا تزال اللجنة تعتبر سلوك ميسي مرفوضاً". وأضافت: "مع ذلك، خلصت لجنة الاستئناف التابعة للاتحاد الدولي إلى أن الأدلة المتاحة لم تكن كافية لاتخاذ قرار العقوبة".



وفي عام 2020، تعرض ميسي لعقوبة مالية من رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، وذلك بعدما سجل هدفاً في مواجهة أوساسونا، وظهر يرتدي قميصاً لتوجيه تحيّة إلى دييغو أرماندو مارادونا، الذي تُوفي قبل المباراة بأيام قليلة، ولم تكن العقوبة قاسية، بل تم تغريمه بـ3000 يورو فقط. وفي العام نفسه، عاقبت إدارة برشلونة نجمها الأول آنذاك بسبب غيابه عن اختبارات الكشف عن فيروس كورونا، وكانت العقوبة مالية أيضاً.


معلومة ,,! القميص الذي أظهره ميسي في تحيته للراحل دييغو مارداونا بعد هدفه في مرمى أوساسونا هو قميص مارادونا خلال فترته مع نادي نيولز أولد بويز الأرجنتيني حيث لعب ميسي أيضاً في طفولته pic.twitter.com/0ipZ08UDEO
— King_Moosa10 ..' (@king_moosa10) November 29, 2020






## دوناروما يقترب من وداع الباريسي... لا لتكرار سيناريو مبابي
28 July 2025 05:59 AM UTC+00

أصبح الحارس الإيطالي جانلويجي دوناروما (26 عاماً)، قريباً من الرحيل عن باريس سان جيرمان الفرنسي، وذلك قبل موسم واحد من نهاية عقده مع بطل دوري أبطال أوروبا 2025، بعدما حصل "الباريسي" على موافقة إدارة نادي ليل على بيع عقد حارس منتخب فرنسا لوكاس شيفالييه (23 عاماً)، الذي كان يُعتبر واحداً من أفضل حراس المرمى في الموسم الماضي، وتألق بشكل لافت مع الفريق الفرنسي، خاصة في دوري أبطال أوروبا عندما لعب دوراً كبيراً في انتصار الفريق على ريال مدريد الإسباني في الدور الأول، إذ أكدت صحيفة ليكيب الفرنسية، ومواقع إعلامية فرنسية أخرى، أمس الأحد، أن الصفقة شبه محسومة، وسط غموض يُرافق وضعية حارس نادي ميلان السابق.

ويُعتبر تحرّك باريس سان جيرمان متوقعاً، فرغم أن دوناروما لعب دوراً كبيراً وحاسماً في نجاح الفريق خلال الموسم الماضي، إلا أن النادي يُواجه صعوبات لتمديد عقده، باعتبار أن طلباته المالية تفوق ما يخطط له النادي، الذي غيّر استراتيجيته في مجال التعاقدات، وكذلك في تمديد العقود، ولم يعد مستعداً لدفع مقابل مالي كبير للنجوم، ومِن ثمّ تحرّك لتأمين مركز حراسة المرمى بالتعاقد مع الحارس الثاني لمنتخب فرنسا، وفي حال أصرّ دوناروما على موقفه فإن "الباريسي" لن يجد صعوبة في تعويضه، خاصة أنه تعاقد في العام الماضي مع الحارس الروسي ماتفي سافونوف (23 عاماً)، الذي شارك في عددٍ قليل من المباريات، بما أن دوناروما كان متألقاً وحسم المنافسة سريعاً.



وإضافة إلى تأمين مركز حراسة المرمى، فإن إدارة "الباريسي" لن تكرر تجربة المهاجم الفرنسي كيليان مبابي (26 عاماً)، الذي رفض تمديد عقده واختار التعاقد مع ريال مدريد في صفقة انتقال حرّ، ذلك أن إدارة النادي التي تعاقدت مع الحارس الإيطالي في "الميركاتو" الصيفي لعام 2021، عبر انتقال حرّ، ستحاول تحقيق مكاسب مالية من هذه الصفقة، مع انتشار أخبار تؤكد أن مانشستر سيتي مهتم بالتعاقد مع الحارس الإيطالي وكذلك فريق غلطة سراي التركي، وفي حال رفض دوناروما عرض التمديد، أو الرحيل في الانتقالات الصيفية، فإنه يُواجه خطر البقاء بعيداً عن المشاركات الرسمية مع الفريق، ومِن ثمّ سيكون النادي الفرنسي في موقف قوّة هذه المرة.




## حمار 7 أكتوبر... صديق الغزيين بينما تخلّى عنهم العالم
28 July 2025 06:12 AM UTC+00

بين حكاية حمار نجا من الحرب وأنثاه التي قتلتها المعلبات، وبين حكاية شعب يتقاسم الخبز مع دوابه، رغم النزوح والجوع، ينطلق الفيلم الوثائقي "حمار 7 أكتوبر" في أول عروضه الدولية، مقدِّماً قصة تمزج ما بين الفقد والصمود والإنسانية النادرة. الفيلم من فكرة وإخراج وإنتاج معتز الهباش، وسيناريو الكاتب مصطفى النبيه، ويعرض في 25 دقيقة خلاصة واقع قاسٍ في غزة، حيث تحوّل الحمار إلى بطل، وشاهد على نكبة متجددة.
تبدأ الحكاية بنهيق حمار، صرخة ألم تختصر الكثير. اثنان من الحمير رافقا عائلتين نزحتا من مدينة غزة، حملا أثقال النازحين، ومشيا بهم مسافات طويلة بين الشمال والجنوب. الكاتب مصطفى النبيه، الذي عايش تفاصيل الحياة في مخيمات النزوح، وثّق هذه العلاقة الاستثنائية بين الإنسان والحيوان، مقترحاً على صديقه المخرج معتز الهباش، المقيم في النرويج، إقامة مهرجان لتكريم الحمير، لينبثق من هذه الفكرة الفيلم.
يسلّط العمل الضوء على الحمير بوصفها جزءاً من المنظومة اليومية للنجاة. فهي رفيق الطريق ومركبة الإسعاف ومساعد في نقل الجرحى وجثامين الشهداء. في خلفية المشهد، تظهر بقايا غزة المحاصرة، مئات العائلات تفترش الرمال قرب شواطئ المدينة، وتكافح للحفاظ على ما تبقى من حياة، ويبدو الحمار هنا شريكاً لا غنى عنه.
يحكي الفيلم عن عائلتين تقاسمتا الطعام مع حماريهما، من البقوليات والمعلبات وحتى الخبز. لكن أحد الحمارين (أنثى/أتان) مرضت فجأة. حاولت العائلة علاجها بالأعشاب، ثم لجأت إلى تلاوة القرآن تضرعاً لله. ورغم كل المحاولات، أنهت المعلبات حياتها. ظل الحمار الآخر هزيلاً، تراجع نشاطه وبدا كأنه ينوء تحت ثقل الفقد.
يبدو مشهد تلاوة القرآن على الحمار من أكثر لحظات الفيلم تأثيراً، إذ يعبّر عن إنسانية عالية، فلا يتخلى الإنسان عن شريكه الحيواني، ويستنفد كل الوسائل الممكنة لمساعدته، حتى في ظل ظروف الإبادة الجماعية.
يعود المخرج معتز الهباش إلى فكرة راودته منذ 2020، حين قرأ خبراً عن منع الاحتلال الإسرائيلي دخول الحمير إلى غزة. بحث أكثر فاكتشف أن الاحتلال يدرك أهمية الحمار في دعم الزراعة والحياة اليومية تحت الحصار. ومن هنا جاءت فكرته بمهرجان رمزي للحمير، يبدو طريفاً في الظاهر، لكنه يحمل رسالة غضب واحتجاج قوية على تخلي العالم عن مسؤولياته.
أُقيم المهرجان في الفيلم تحت عنوان "مهرجان صديق الطريق الدولي"، فسارت الحمير وأصحابها على "السجادة الحمراء"، في مشهد رمزي ينتقد الرؤساء والمشاهير الذين تخلّوا عن غزة. يقول الهباش: "الحمار الذي ساند الناس في المحنة، هو من يستحق التكريم، وليس من تخلّى عنهم".



ورغم قسوة الحرب، تمكّن مصطفى النبيه ورفاقه من تصوير خمسة أفلام، بينها هذا الفيلم، وسط ظروف معيشية شديدة القسوة. يتحدث عن تصوير المهرجان: "في اليوم الأول لم نتمكن من التصوير بسبب فوضى الجمهور وغياب التنظيم. في اليوم الثاني، وبينما كنت أتابع التصوير، وصلني اتصال أن أخي أُصيب. هرعت للاطمئنان عليه، ثم عدت لإكمال التصوير بحضور ثلاثين حماراً وأصحابهم".
تكررت المآسي مع فريق العمل، فالمصور نبيل أبو ديّة غادر للتو من دفن أحد أقاربه، ثم عاد فوراً للموقع ليستكمل التصوير. الحرب فرضت إيقاعاً مختلفاً، لا وقت فيه للترتيب أو التخطيط.
يقول النبيه: "تغيّرت رؤيتي لصناعة الأفلام، فلم يعد السيناريو أو البنية البصرية أولوية، بل توثيق الحياة التي لا تُظهرها الأخبار. نحن نعيش الموت، ونصوّر جزءاً من مقاومة ناعمة تعبّر عن وجع الناس".
كان من المقرر أن تنتهي القصة بعبارة تلخّص رسالتها: "الحمار لا ينهق ليُفهم، بل ليُشفى، فافهموا أن الحياة لا تستحق أن يُقتل فيها البشر ولا المخلوقات". لكن الحرب رسمت نهاية أخرى. الرسامة آمنة السالمي، التي ظهرت في الفيلم تُنجز لوحة لحمارين أحدهما قُتل، لم تلبث أن قُصفت هي نفسها بعد أيام، في كافيتريا الباقة في مدينة غزة، لتتحوّل نهايتها إلى جزء من نهاية الفيلم.
في النهاية، الفيلم ليس فقط تحية لحمار أنقذ أرواحاً، بل هو مرآة لإنسانية مجتمع يُباد يومياً، لكنه لا يفقد رحمته ولا وفاءه. حتى في تتر الختام، كُتبت تحية لروح الفنانة آمنة السالمي، وذُكر: "صاحب الحمار البطل: عبد السلام غبن. وصاحب الحمار الميت: أحمد مصلح". إنها ليست مجرد أسماء، بل توثيق لحكاية رمزية تقول للعالم إن حتى الحيوانات تستحق التكريم... في غزة، حيث كل شيء يتحول إلى مأساة عظيمة ومع ذلك يظل الإنسان حياً بكرامته وإنسانيته.




## الشلل الرخو الحاد... مرض قاتل يهدد الآلاف من أطفال غزة
28 July 2025 06:14 AM UTC+00

ينتشر مرض نادر في قطاع غزة نتيجة تفشي سوء التغذية، هو مرض "الشلل الرخو الحاد"، والذي يشبه شلل الأطفال، لكنه يمكن أن يصيب الجهاز التنفسي، ما يجعله مرضاً قاتلاً.

لم يعد سوء التغذية المُنتشر في قطاع غزة مجرد حالة مرضية عابرة، إذ إنه يؤدي إلى مزيد من الأمراض الخطيرة التي تُصيب الفئات الهشة، ومن بينها مرض "الشلل الرخو الحاد" الذي يصيب أعصاب الأطفال، فيؤدي إلى فقدانهم القدرة على الحركة، وتتضاعف مخاطره مع عدم توفر سبل تشخيصه وفقدان العلاج.
كان مرض "الشلل الرخو" موجوداً في غزة، لكنه كان نادر الحدوث، وكانت تُسجل حالة واحدة كل عام قبل العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، لكن الأوضاع الكارثية الناتجة عن العدوان والحصار، ومن بينها انهيار المنظومة الصحية وانعدام الأمن الغذائي، جعلت منه كابوساً يطارد عشرات العائلات الفلسطينية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، تسجيل 45 إصابة بـ"الشلل الرخو الحاد" خلال شهري يونيو/حزيران الماضي ويوليو/تموز الحالي، في ارتفاع غير مسبوق للإصابات يتزامن مع انعدام القدرة على التشخيص الدقيق. وأرجعت الوزارة هذا الارتفاع إلى الظروف البيئية والصحية الكارثية، والتي تشمل تلوث المياه، وانهيار خدمات الصرف الصحي، وتراكم النفايات، إضافة إلى سوء التغذية الذي يفاقم ضعف المناعة.
ويُهاجم مرض "الشلل الرخو الحاد" الأعصاب الطرفية، ويبدأ من الأطراف السفلية، ثم ينتقل إلى كامل الجسم، بما في ذلك الجهاز التنفسي، وقد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يُعالج في الوقت المناسب، ما يجعله تهديداً خطيراً يضاف إلى أخطار العدوان التي تتزايد مع استمرار الاحتلال في ممارسة التجويع، والحصار المطبق الذي يفرضه على سكان قطاع غزة، والذي تضاعف منذ الثاني من مارس/ آذار الماضي، عبر إغلاق المعابر ومنع إدخال المواد الغذائية والأدوية.
منذ ما يزيد عن 37 يوماً، ترقد الطفلة لارا البطران (8 سنوات) في قسم العناية المركزة بمستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال في مدينة غزة، عاجزة عن الحركة، موصول بعنقها أنبوبان متصلان بجهاز تنفس اصطناعي، ويصنف الأطباء حالتها بـ "الخطيرة"، وهي تحتاج إلى تشخيص دقيق بواسطة أجهزة متخصصة غير متوفرة في قطاع غزة.
تقول والدتها منار البطران لـ "العربي الجديد": "كانت لارا تلعب وتضحك مع إخوتها، لكن أوضاعها تدهورت، وبينما كنت أساعدها في ارتداء ملابسها سقطت فجأة على الأرض، وأصبحت غير قادرة على الوقوف. كنت أظن أنها مرهقة فقط، لكن في اليوم التالي أصبت بصدمة حينما رأيت مادة بيضاء تخرج من فمها، ما دفعني إلى نقلها إلى المستشفى، وهناك تم تحويلها إلى قسم العناية المكثفة".
تضيف البطران: "فقدت زوجي شهيداً قبل أكثر من عام، وابنتي كانت بصحة جيدة، لكنها أصبحت لا تتحرك، وهي تحتاج إلى صورة رنين مغناطيسي، ولا يتوفر الجهاز في غزة، وتنتظر تحويلها للعلاج في الخارج. كل ما أريده حالياً أن تحصل ابنتي على العلاج".



أصيب الطفل صهيب (8 سنوات) بالمرض الخطير، ويقول والده صدام أبو هربيد لـ "العربي الجديد": "كان يجري ويلعب ويملأ البيت حياة، وقبل نحو 40 يوماً، اشتكى من أنه لا يشعر بساقيه، فتوجهنا إلى مجمع الشفاء الطبي، وهناك قال الأطباء إنه مُجرد إرهاق. في اليوم التالي تفاقمت الأعراض، ونقلناه إلى مستشفى الرنتيسي للأطفال، وهناك جرى تحويله إلى العناية المكثفة، واكتشف الأطباء أنه يعاني من شلل رخو حاد، وسوء تغذية شديد فقد على إثره تسعة كيلوغرامات من وزنه".
تعيش عائلة أبو هربيد في خيمة نزوح بحي الرمال جنوبي مدينة غزة منذ دمّر الاحتلال منزلهم في بيت حانون شمالي القطاع، وأصبح الطفل صهيب لا يقوى على الحركة، ولا يجلس إلا مربوطاً حتى لا يقع، وهو يحتاج إلى ثلاث جلسات علاج طبيعي يومياً كي يستعيد شيئاً من قوته المفقودة، ويحتاج إلى تناول البيض والحليب واللحوم، لكن الأسرة لا تملك توفيرها، فقد كانت تعيش على راتب الشؤون الاجتماعية، والذي انقطع منذ بداية الحرب.
انهارت الطفلة أسيل رامي سعد (10 سنوات)، من دون سابق إنذار، ليكتشف الأطباء أنها مصابة بالتهاب في الأعصاب سبّب ارتخاء شديداً يُعيق حركتها. ويقول والدها لـ "العربي الجديد": "تحسنت حالة أسيل قليلاً بعد جلسات العلاج الطبيعي والأدوية، لكن جسدها ما زال هزيلاً، وتحتاج إلى غذاء خاص يحتوي على الفيتامينات لتقوية جسدها. لكن ذلك صعب للغاية، فنحن نازحون من حي الشجاعية شرقي غزة، ونعيش في خيمة قرب شارع الجلاء بوسط المدينة، ولا يمكننا توفير شيء تقريباً".



تتكرر المعاناة نفسها مع الطفل أُبي (8 سنوات)، ويقول جده هاني أبو العطا لـ "العربي الجديد": "أُصيب بالمرض بشكل مفاجئ، إذ بدأ يشعر بألم في ساقيه، تطور ليصيب أطرافه العلوية، ونقلناه إلى مستشفى الرنتيسي، حيث مكث لعشرة أيام، وخضع لجلسات علاج طبيعي على أمل أن يستعيد قوته. الوضع صعب، خصوصاً أنه يحتاج إلى تغذية خاصة، وهذا أمر شبه مستحيل في الوقت الحالي بسبب المجاعة المنتشرة في قطاع غزة".
من جهته، يؤكد رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال، الطبيب محمد حجو، أن قطاع غزة يشهد ارتفاعاً غير مسبوق في مرض الشلل الارتخائي الحاد، وهو مرض يصيب الجهاز العصبي، ويؤدي إلى شلل تدريجي قد يصل إلى عضلات التنفس، ما يجعل المصاب في حاجة ماسة إلى العناية المركزة وأجهزة التنفس الاصطناعي.
ويوضح حجو لـ "العربي الجديد"، أن "المرض يبدأ عادة بضعف في الأطراف السفلية، ثم يؤثر على عضلات الجهاز التنفسي وعضلات البلع، وقد يؤدي إلى الوفاة أو مضاعفات خطيرة مشابهة لشلل الأطفال. نعاني من صعوبة تشخيص المرض بدقة لغياب سبل الفحص، مثل صورة الرنين المغناطيسي للجهاز العصبي والنخاع الشوكي، ما يضطر الأطباء إلى الاعتماد على التشخيص السريري والعلاج التجريبي".
ويشدد على أن "نقص الإمكانيات الطبية، خاصة أسرة العناية المركزة وأجهزة التنفس، إضافة إلى عدم توفر وسائل علاج متقدمة مثل فلترة البلازما، كلها عوامل تزيد من معاناة المرضى، كما أن سوء التغذية المنتشر في غزة بسبب الحصار يؤدي إلى ضعف المناعة، ويزيد من خطر الإصابة بالمرض وتفاقم أعراضه. ينبغي فتح المعابر بشكل عاجل لضمان إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، وإدخال الوقود الضروري لتشغيل الأجهزة الطبية، واستمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى كارثة صحية لا يمكن السيطرة عليها".
بدوره، يحذر رئيس قسم الأطفال والولادة في مجمع ناصر الطبي في خانيونس، أحمد الفرا، من التزايد المطرد في حالات الإصابة بمرض الشلل الرخو الحاد في القطاع، مشيراً إلى تسجيل 72 إصابة منذ بداية عام 2024، من بينها 32 إصابة لأطفال دون سن الخامسة عشرة. موضحاً لـ "العربي الجديد": "استقبلنا منذ بداية العام 15 إصابة، منها خمس حالات ما زالت تتلقى العلاج، فيما تحسنت عشر حالات وخرجت".



ويضيف الفرا: "المرض يصيب كافة الأعمار، لكنه ينتشر بشكل أكبر بين الأطفال، ويبدأ بضعف في الأطراف، ثم يفقد الطفل القدرة على الوقوف أو المشي، ويتطور لاحقاً إلى شلل تام في أعضاء الجسم، ويصل أحياناً إلى الجهاز التنفسي، ما يضطرنا في بعض الحالات إلى استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي. ما يحصل تطور خطير، إذ كنا نسجل في السنوات السابقة حالة واحدة سنوياً، بينما اليوم يتجاوز الوضع كل الحدود الطبية المقبولة".
ويتابع: "العلاج الأمثل لهذا المرض هو دواء مينوغلوبين المناعي، وهو باهظ الثمن، ويحتاج إلى حفظه في درجات تبريد خاصة، لكنه غير متوفر حالياً في غزة بسبب منع الاحتلال إدخاله إلى القطاع. هناك بديل علاجي آخر يعتمد على تنقية البلازما عبر فلاتر خاصة لإزالة الأجسام المناعية المهاجمة للأعصاب الطرفية، لكن الاحتلال يمنع دخول هذه الفلاتر أيضاً، ما يعطل تطبيق هذا الخيار العلاجي".
ويبين الطبيب الفرا: "الشلل الرخو الحاد له علاقة مباشرة بضعف جهاز المناعة الناتج عن سوء التغذية، وكذلك بشرب المياه غير النظيفة، ويُعتقد أن الكثير من الحالات تبدأ بعد نزلات معوية أو فيروسية تؤدي إلى مهاجمة الجهاز المناعي للأعصاب الطرفية".
وسجلت مستشفيات قطاع غزة 122 وفاة ناتجة عن المجاعة وسوء التغذية منذ بداية العدوان الإسرائيلي، وأكد المكتب الإعلامي الحكومي أن أكثر من مليون طفل يعانون سوء تغذية حادّاً في القطاع، مع غياب الغذاء وشح المياه، وتدهور المنظومة الصحية.




## مبادرات محلية لتوفير المياه لأهالي ريف تعز
28 July 2025 06:14 AM UTC+00

يعاني أهالي عدة مناطق في مديرية مشرعة وحدنان بريف تعز جنوب غربي اليمن من أزمة مياه متفاقمة نتيجة قلة هطول الأمطار، ما تسبب بكارثة حقيقية، ما دفع إلى إطلاق مبادرات مجتمعية لإغاثة السكان بالمياه.

يقول اليمني سعيد ناصر لـ"العربي الجديد": "عمري 70 سنة، ولم أشهد في حياتي أزمة جفاف مثل هذا العام، ولم يحصل أن أتى فصل الصيف ونحن لا نجد مياه شرب، فنحن نعتمد على السقايات لتخزين ماء المطر خلال الصيف، وهو يكفي للاستخدام طوال العام مع وجود فائض في الغالب، وكل أسرة لديها سقايتها الخاصة، لكن هذا العام جفت المياه في جميع السقايات بسبب قلة هطول الأمطار".
وأطلق الشاب محمد العزي مبادرة تحمل اسم "سقيا الماء"، مستغلاً وسائل التواصل الاجتماعي للتخفيف من معاناة أبناء منطقته الذين يقارب تعدادهم 40 ألف نسمة، بعد أن جفت مياه "السقايات"، وهي الخزانات التي يستخدمها الأهالي لجمع مياه الأمطار. يقول العزي لـ"العربي الجديد": "حين وجدت أبناء منطقتي لا يمتلكون احتياجاتهم الدنيا من المياه نتيجة الجفاف، قررت محاولة تخفيف حجم الكارثة، فأنشأت مبادرة (سقيا الماء)، ونقلت صوراً عن حجم المأساة عبر وسائل التواصل، وفتحت باب التبرعات أمام المغتربين من أبناء المنطقة. كان الخيار المتاح لإنقاذ الأهالي يتمثل بشراء الماء من آبار المدينة، وتوزيعه بالمجان". يضيف: "واجهنا عقبات تتمثل بعدم قدرة شاحنات نقل الماء على الوصول إلى القرى نتيجة وعورة الطريق، فجهزنا صهاريج مياه سعة 2000 لتر على سيارات الدفع الرباعي، ومن ثم اشترينا الماء من المدينة ونقلناه عبر هذه السيارات إلى القرى، كذلك فتحنا باب التبرعات أمام المغتربين لتغطية النفقات، وبدأنا بتوزيع صهريج أو اثنين يومياً على كل قرية، بحيث تحصل الأسرة يومياً على 20 لتراً من الماء، ومع نشاط المبادرة زادت الكميات الموزَّعة".
ويشير العزي إلى أن "صهريج الماء سعة 2000 لتر يكلف 80 ألف ريال (نحو 30 دولاراً)، ويُجلَب الماء من منطقة الضباب التي تبعد نحو 15 كيلومتراً عن المنطقة، لكننا مضطرون إلى الشراء لكونها الطريقة الوحيدة، ونشد على يد الميسورين للاستمرار في تقديم الدعم لإغاثة الأهالي".



بدوره، يقف عبد الله هزاع (58 سنة) في طابور طويل على أطراف قريته في مشرعة وحدنان، حاملاً غالون مياه فارغاً بانتظار وصول السيارة التي تحمل صهريج الماء لتوزيعه على الأهالي ضمن مبادرة أطلقها فاعلو خير لإغاثة السكان الذين يعانون من أزمة جفاف غير مسبوقة.
ورغم قرب المنطقة من مدينة تعز (10 كيلومترات)، إلا أنها محرومة مشاريع المياه، ما جعل الأهالي يعتمدون على جمع مياه الأمطار في السقايات لتوفير الاحتياجات، خصوصاً أن المنطقة خالية من الآبار وعيون الماء.
والسقاية عبارة عن حوض عميق مبني على شكل صهريج، ويتضمن بركة ودرجاً يفصل بينهما ما يسمى بـ"باب العقد"، وتُسقف بالغالب بالخرسانة، وتراوح سعة السقايات المنزلية في المتوسط ما بين 20 متراً مكعباً، و100 متر مكعب، وتعد المصدر الأساسي للحصول على المياه التي تستخدم في الشرب والاحتياجات المنزلية، كذلك تستخدم أيضاً في الري.
وتسببت أزمة الجفاف أيضاً بخسارة الأهالي للموسم الزراعي، ما فاقم أزماتهم المعيشية المتردية أصلاً في ظل الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية بالتزامن مع الانهيار المتسارع في سعر صرف العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية.



وتتزامن الأزمة مع أزمة مياه تشهدها مدينة تعز في ظل ارتفاع سعر "وايت" الماء سعة 6000 لتر من 30 ألف ريال إلى 120 ألف ريال، كذلك ارتفعت أسعار مياه الشرب بنحو أربعة أضعاف، ويبلغ الإجهاد المائي في تعز نحو 300%، أي إن المدينة تستهلك ثلاثة أضعاف المياه التي تدخل إلى أحواضها المائية.
وكانت مدينة تعز قبل الحرب التي اندلعت في عام 2015، تعتمد على 88 بئراً، واليوم لا يعمل منها سوى 21 بئراً، أي إنها فقدت خلال الحرب 67 بئراً، كذلك فقدت أكثر من 127 كيلومتراً من شبكة توزيع المياه، ولم يتبقّ في الخزانات سوى 5768 متراً مكعباً من أصل أكثر من 20 ألف متر مكعب من المياه.
ويبلغ عدد الأحواض المائية التي تغذي الشبكة العامة لتوصيل المياه في محافظة تعز 5 أحواض، يقع 2 منها تحت سيطرة جماعة الحوثيين، وهما حوضا الحيمة حبير والحوبان، و2 منها يقعان على الخطوط الأمامية للنزاع، ولا يمكن للمؤسّسة المحلية للمياه والصرف الصحي الوصول إليهما، وهما حوضا الضباب والحوجلة، ولا يزال أحد الأحواض تحت سيطرة الحكومة الشرعية، وهو حوض المدينة.




## جهود حكومية وشعبية لمواجهة ندرة المياه في المغرب
28 July 2025 06:15 AM UTC+00

تنشط مؤسسات حكومية وفعاليات مدنية في المغرب بتنظيم حملات توعوية لتنبيه المواطنين إلى ضرورة الحفاظ على المياه، وذلك وسط أزمة مائية مقلقة تعيشها البلاد منذ العام 2018، ما دفع الحكومة لاتخاذ إجراءات عاجلة تضمن تزويد المياه لعدد من جهات المملكة، بشكل مستمر. 
ومنذ يوليو 2022، يعيش المغرب في ظل حالة "طوارئ مائية"، بعدما أعلنت الحكومة ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة النقص الحاد في الموارد المائية، الذي قالت إنه يضع الأفراد في وضعية مقلقة تؤثر في قدرتهم على الحصول على الكميات اللازمة للاستعمال اليومي من المياه، وأيضاً في أنشطتهم الاقتصادية، وتضر كذلك بجهود التنمية.
وخلال الأيام الماضية، بدا لافتاً تأكيد لجنة قيادة البرنامج الوطني للتزويد بماء الشرب ومياه السقي الحكومية، خلال اجتماعها برئاسة رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الحاجة إلى توخي مزيد من الحذر، خاصة خلال فصل الصيف الذي يشهد عادة ضغطاً كبيراً على الموارد المائية، داعية، في بيان أصدرته رئاسة الحكومة في 9 يوليو/تموز 2025، إلى تكثيف حملات تشجيع المواطنين على ترشيد استهلاك المياه، مع الاستمرار بتنفيذ التدابير العاجلة، خاصة في المناطق القروية التي تواجه تحديات في التزود بالمياه الصالحة للشرب.
وأطلقت الشركة الجهوية متعددة الخدمات الدار البيضاء - سطات (حكومية) مع بداية الصيف، حملة توعوية تهدف إلى ترسيخ ثقافة الترشيد والحفاظ على الموارد المائية، وترتكز على الدعوة إلى تبني سلوكيات بسيطة وفعالة للمساهمة بترشيد وتقليص الاستهلاك اليومي للمياه، من خلال مقاطع فيديو تبثها الشركة عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وتتضمن الحملة تنظيم أنشطة توعوية ميدانية على مستوى المديريات الإقليمية التابعة للشركة، إضافة إلى ورشات تثقيفية وترفيهية للمصطافين والأطفال والشباب، بالتعاون مع النسيج الجمعوي المحلي.
تندرج الحملة في إطار التعبئة المتواصلة للشركة الجهوية لمواجهة التحديات المرتبطة بالإجهاد المائي، من خلال برامج ميدانية تشمل التوعية وكشف وإصلاح تسربات المياه على مستوى الشبكات، ومشاريع مهيكلة كبرى، من ضمنها مشروع تأمين تزويد المنطقة الغربية للدار البيضاء بالمياه الصالحة للشرب، وبرنامج إنجاز 28 محطة متنقلة لتحلية مياه البحر وإزالة المعادن من المياه الجوفية بمختلف الأقاليم التابعة للجهة.
وأطلقت جمعية "أمل سلا" (غير حكومية) حملة توعية لترشيد استهلاك المياه واتباع سلوكيات إيجابية تحافظ على هذا المورد الحيوي. ويقول الرئيس المؤسس للجمعية، يوسف الشفوعي لـ"العربي الجديد"، إن الحملة تهدف إلى توعية المواطنين بشأن أهمية الحفاظ على الموارد المائية التي يزداد استهلاكها خلال الصيف، لا سيما في المدن الكبرى، كما يعتري استعمالها سوء تدبير من قبل بعض المصطافين والمواطنين. ويتابع: "الحملة فرصة لتلسيط الضوء على الصعوبات التي يواجهها المواطنون في القرى، ففي الوقت الذي يكون فيه الوصول إلى المياه في المدن ميسّراً ومتاحاً، يكون الوضع صعباً في القرى وفي عدد من المناطق، حيث يضطر المواطنون إلى قطع مسافات بعيدة من أجل الوصول للمياه الضرورية لهم ولدوابهم ولأنشطتهم اليومية".



ويؤكد الشفوعي أن الحفاظ على المياه مسؤولية مشتركة تقع على الحكومة والمجتمع المدني، متحدثاً عن فيديو توعوي أنتجته جمعية "أمل سلا" ونشرته على أوسع نطاق، وصولاً إلى الجمعيات الناشطة في مجال التخييم، من أجل تحفيز أطفال المخيمات على حسن ترشيد استهلاك المياه. ويضيف: "طالما نتقاسم المجال العام، فإن من واجبنا جميعاً أن نسهم في تدبير الموارد الطبيعية، خصوصاً المياه التي ينبغي أن تكون متاحة للجميع، مع العلم أن عدم المحافظة عليها سينعكس سلباً على الأجيال الصاعدة".
ويُعدّ المغرب من بين البلدان التي تواجه شحّاً كبيراً بكميات مياه الشرب، ويقترب بسرعة من الحد المطلق لندرة المياه البالغ 500 متر مكعب للفرد سنويّاً، بحسب البنك الدولي. في حين، توقع تقرير دولي حديث بعنوان "مناطق الجفاف العالمية (2023-2025)" نشره المركز الأميركي للتخفيف من آثار الجفاف، بداية يوليو 2025، حصول نقص حاد في المياه بحلول العام 2050 إذا استمرت الاتجاهات الحالية، مع انخفاض معدلات هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية.
ويبلغ متوسط نصيب الفرد من المياه في المغرب نحو 645 متراً مكعباً سنوياً، مقارنة بـ10 آلاف متر مكعب في الدول الغنية بالمياه. وقد ينخفض هذا الرقم إلى 500 متر مكعب بحلول العام 2050، ما يضع البلاد في فئة "ندرة المياه الشديدة"، بحسب تقرير المركز الأميركي للتخفيف من آثار الجفاف.



يقول الخبير البيئي، رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ (أهلية) مصطفى بنرامل، لـ"العربي الجديد"، إن المغرب يعيش وضعية غير مستقرة من حيث الموارد المائية، حيث إن العديد من المناطق تتوفر فيها المياه بشكل وافر ومناطق أخرى لا توجد فيها مياه حتى للشرب، فما بالك بالاستعمالات الأخرى. ويلفت إلى أن الاحتجاجات التي سجلت مؤخراً "تحتم علينا تكثيف الحملات التوعوية والتدابير التي من شأنها ترشيد استخدام المياه أو توفيرها، ولا سيما في المناطق التي تلجأ إلى حفر آبار وأثقاب مائية للتزود بمياه الشرب. كما يجب حثّ الجهات المعنية على تزويد تلك المناطق بصهاريج مياه، تفادياً لأزمة مائية مماثلة لتلك التي شهدناها أخيراً في بعض المداشر بمنطقة بني ملال ومناطق أخرى".
ويؤكد بنرامل أن سلوك الترشيد والتعامل بعقلانية مع الموارد المائية يجب أن يكون طوال السنة، وفي كل المجالات والفضاءات، سواء كانت عمومية أو خاصة، على اعتبار أن هذه المادة الحيوية الثمينة أصبحت اليوم نادرة.




## التلوث الضوضائي ينهك أجساد العراقيين وعقولهم
28 July 2025 06:15 AM UTC+00

في زحام مدن العراق، لا سيما العاصمة بغداد، لم يعد التوتر وليد لحظة عابرة، بل بات رفيقا يوميا لسكانٍ تتعالى فوق رؤوسهم ضوضاء لا تنام، وتخترق تفاصيل حياتهم اليومية من أول نداء لبائع متجول صباحاً، حتى آخر أصوات أطفال يختمون يومهم بصراخ ومزاح مع حلول الليل قبل أن يتفرقوا إلى المنازل. 
وحذر رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان، فاضل الغراوي، أخيراً من تفاقم التلوث الضوضائي في البلاد، وأكد أن نسب الضجيج المسجلة في بغداد تجاوزت المعدلات الآمنة التي تحددها منظمة الصحة العالمية، والتي تتراوح بين 45 إلى 55 ديسيبل في المناطق السكنية. وأوضح أن أجهزة القياس سجلت مستويات بين 37.5 ديسيبل و76 ديسيبل في مواقع عدة بالعاصمة، وهي أرقام تضع آلاف المواطنين تحت وطأة خطر يومي صامت لا يُرى لكن يُنهك الجسد والعقل.
وتحدث الغراوي عن أن مصادر الضجيج في العراق لا تقتصر على المركبات والمولدات، بل تشمل أيضاً المعامل والورش الصناعية المنتشرة داخل المدن من دون رقابة بيئية، إلى جانب أصوات الطائرات، و"هذه البيئة المشبعة بالضوضاء تنعكس على الصحة العامة وتفاقم من المشكلات اليومية للعراقيين، لا سيما مع محدودية الخدمات الصحية النفسية".
وتفيد تقارير رسمية بأن عدد السيارات الخاصة في عموم العراق يبلغ نحو 8 ملايين، منها نحو 4 ملايين في بغداد التي تستطيع طرقاتها استيعاب 700 ألف سيارة.
من بغداد، يقول الخمسيني سعد العجيلي، لـ"العربي الجديد": "اتخذت قبل ثلاثة أعوام قراراً اعتبره كثيرون غير عقلاني حين استقلت من عملي في شركة تجارية كبيرة، وانتقلت مع أسرتي إلى بلدة ريفية في محافظة ديالى (شرق)، رغم ما عناه ذلك من تراجع كبير في دخلي".



يتابع: "كنت أعيش وسط بغداد وكان دخلي جيداً لكنني كنت أسمع يومياً الصراخ والشتائم ومنبهات السيارات وأصوات المولدات، وأعود منهكاً من العمل ولا أستطيع النوم حتى منتصف الليل، ثم وجدت نفسي أصرخ في وجه أطفالي بلا سبب. انتابتني حالات من العصبية والقلق، وكنت افتعل مشاكل في العمل أو في الطريق أثناء الزحام المروري، وحتى أنني ابتعدت عن أصدقائي، وبت لا أرغب في الخروج مع عائلتي أو أصدقائي للتنزه. قبل ثلاثة أعوام اختفت هذه الأعراض والتصرفات بعدما طبقت نصيحة قريبي المتخصص في علم النفس بأن أغير أسلوب حياتي ومنطقة سكني، وأنتقل للعيش مع أقاربي في القرية. كل شيء بخير الآن فالضوضاء شبه معدومة".
ولا يعاني العجيلي وحده من أمراض نفسية بسبب الضوضاء، فوفق تقارير متخصصة ارتفعت حالات "الإجهاد الصوتي" في العراق، وهو اضطراب نفسي ينجم عن التعرض المزمن للضوضاء، ويُعد من عوامل الضغط النفسي التي قد تتطور إلى سلوكيات عدوانية أو انهيارات نفسية.
وفي حين استطاع العجيلي الانتقال إلى منطقة أخرى للتخلص من الضوضاء، فإن هذا صعب على كثيرين، ومنهم سلوى عايد التي تعيش مع أسرتها في منزل لا تتجاوز جدرانه المساحة الفاصلة بين الضجيج الداخلي والخارجي داخل حي شعبي في بغداد. وتقول: "لا يستطيع زوجي أن يتحمّل نفقات السكن في مكان أهدأ، لذا تعيش أسرتي في الحي الشعبي المزدحم بالسكان والضجيج الخانق. تدخل أصوات الباعة وصغار الحي ومولدات الكهرباء كلها إلى بيتنا، ولا أذكر متى نمت في شكل متواصلاً آخر مرة. أعاني من دوار دائم بسبب التعب والحرمان من الراحة".



ويؤكد أخصائي الطب النفسي، فارس موفق، لـ"العربي الجديد": "فعلياً لم يعد التلوث في العراق مجرد إزعاج كما يعتقد البعض، بل بات عاملاً نفسياً مؤذياً يتسلل بصمت إلى حياة الناس. التعرض المستمر أو لوقت طويل لأصوات مرتفعة ومتكررة في بعض المناطق لا يعطي أي فرصة للراحة أو الهدوء، وتؤكد مشاهداتنا اليومية ارتفاع عدد المواطنين الذين يتعرضون لإرهاق نفسي واضطرابات نوم وقلق وانفعالات زائدة".
يتابع موفق: "مع تراكم الظروف الاقتصادية الصعبة والمشاكل الاجتماعية، يصبح الفرد أكثر عرضة للتصرفات غير المنضبطة، وقد يقوده ذلك إلى العنف أو حتى الانتحار. "لا تهاجم الضوضاء الجهاز العصبي فقط، بل تؤثر أيضاً على القلب، وتزيد احتمالات الإصابة بأمراض كالسكري من النوع الثاني، وتؤثر على التركيز والذاكرة خصوصاً لدى الأطفال، وهذه الأمراض شائعة في بلدنا اليوم".
ورغم خطورة الظاهرة لا تزال المعالجات الرسمية محدودة، ولا قوانين فعّالة للحدّ من التلوث الضوضائي، ولا أجهزة رقابة بيئية حقيقية داخل الأحياء، بينما يستمر الاعتماد على المولدات بسبب أزمة الكهرباء المستمرة، لكن الأمل لا يزال قائماً كما يقول موفق.




## الرفيق جورج عبد الله
28 July 2025 06:18 AM UTC+00

لم تبذل الفضائيات العربية الكبيرة أي جهد يُذكر لنقل وصول جورج عبد الله، آخر اليسار الطهراني في المنطقة على الإطلاق، إلى بيروت على الهواء مباشرة، بل اكتفى بعضها بخبر صغير أو سطر على الشريط الإخباري أسفل الشاشة،
ذلك أنهما زمنان لا يتقاطعان، فكرتان متناقضتان، مشروعان وأسلوبا حياة ليس ثمة مجال ليلتقيا عند حاجز مؤقت، أخلاقي إذا شئت، يتصافحان فيه قبل أن يمضي كل منهما في طريقه. 
يضاف إلى ذلك أن الإفراج عن عبد الله ليس خبراً كبيراً، بل مجرد خبر بالنسبة إلى هذه الفضائيات، مثل تدهور حافلة في إحدى القرى الهندية، يمكن بثه في آخر نشرات الأخبار على سبيل التنويع ليس إلا.
وفي العُمق، ثمة رغبتان جامحتان إزاء جورج عبد الله لمن يعرفه تحديداً ويستطيع أن يموضعه في سياق سياسي أو أيديولوجي في المنطقة: واحدة تريده أن يُنسى، وأخرى أن يؤسطر فينسحب ماضيه على حاضر بائس تعيشه جماعات الشرق الأوسط ومجتمعاته. ويمثّل الرغبة الأخيرة تلفزيون الميادين، الوحيد الذي احتفى بعبد الله من بين عشرات الفضائيات العربية، إذ بدا كأن عبد الله هو مشروعه ورمزه الذي يعوّض وجوده الراهن "بيننا" غيابَ قادة محور المقاومة، وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله.
كيف حدث هذا؟ أن تتحوّل رموز اليسار إلى أيقونات لدى ما تُسمى تيارات الإسلام السياسي، المقاومة منها على وجه الخصوص؟ هل يقفز هؤلاء فوق الحواجر والأيديولوجيات والانقسامات المذهبية وسواها لتتلقفهم حركات سياسية بمرجعيات دينية أصولية، وبعضها لا ينتمي إلى العصر، وتتبناهم بل تراهن على أن يصبحوا رموزاً لها؟
تلك كانت معضلة اليسار العربي، في راهنه البائس، والتي دفعته إلى التعلّق بمؤخرة العربة بدل أن يكون الحصان الذي يقودها.
حدث هذا تزامناً مع عمليات اختطاف منهجية لليسار مارستها قوى سياسية بمرجعيات دينية، مثل حزب الله، كانت قد انتهت من تصفية هذا اليسار نفسه الذي لم تختلف معه وحسب، بل سعت لتصفيته حرفياً، قبل أن تعيد إنتاجه، مُلحَقاً بها. وكان لا بد من قناع، بل أقنعة، لإقناع النُظّارة على المسرح السياسي والشعبي "أننا نمثّل الجميع"، المقاومة بكل أطيافها، وأننا الوَرَثة الشرعيون لإرث النضال البهي، واليسار على أخطائه كان فعلاً جزءاً أساسياً منه.  
كان جورج عبد الله دون من أن يعلم جزءاً من إعادة بناء الصورة لهذه القوى، وربما راقته اللعبة، ذلك أن ما يعنيه كان وجود المقاومة نفسها واستمرارها، ولا يُلام سجين الحرية في باريس على من تبقى من يسار أصبحت مرجعيته الولي الفقيه.
وللإنصاف، فقد كانت لعبة ذكية أدارها حزب الله باحتراف، باختطافه اليسار أو بعضه، وبعض الليبراليين والقوميين، ولو كنتَ متابعاً لصحيفة الحزب "الأخبار" من دون أن تعرف أنها تابعة له، لخامرك شك أحياناً في الجهة التي تقف وراء إصدارها، ولظننت ربما أن الحزب ما بعد حداثي، وربما أقرب إلى جماعات الفوضويين في العالم.
كان جورج عبد الله خبراً رئيسياً في الصحيفة، وجوزيف سماحة أول رئيس تحرير لها، وأنسي الحاج أحد كتّابها، وكان يكفي أن تطالع أسماء مراسليها في بعض الدول العربية، لتعرف أن شبان اليسار يتجولون بين مكاتبها وفي حروفها.
كانت عملية اختطاف كبرى، تواطأ فيها الجميع على ترك "الأيديولوجيا" وراء ظهورهم، ليتبيّن للجميع أن هذا لا ينطبق على حزب الله نفسه الذي كان يزداد التحاقاً بالولي الفقيه، وتسويق العلاقة العضوية معه باعتبارها عابرة للأيديولوجيات، وما هي كذلك، لولا السلاح الذي كان يطلق الرصاص فيجعل الجميع يؤخرون طرح الأسئلة المحرجة على أنفسهم قبل الآخرين.
لم يكن جورج عبد الله هناك، بل في مكان آخر، مسجوناً في فرنسا، لأن ثمة ثمناً على كل مناصر لفلسطين أن يدفعه. كان أقرب إلى رموز آخر اليسار في العالم، وكانت آني إرنو (الفرنسية الحائزة جائزة نوبل في الآداب) أقرب إليه من جورج حاوي، فما بالك بحسن نصر الله، لكنّ ذلك بالضبط ما دفع حزب الله إلى التعلّق به أكثر وتبنّيه، فثمة حاجة دائماً لصورة أخرى لنا في الغرب، أو حتى أمام معارضينا في الداخل، وهو ما كان.
هذه الكتابة ليست عنك يا رفيق.




## زياد الرحباني... لأنّ الظل ليس مُلكاً لأحد
28 July 2025 06:25 AM UTC+00

السخرية تعني أن الواقعة وقعت، وهي إذًا واقعية، وأن السخرية منها دليل على وجود تلك الواقعة وأهليتها للتأثير في الناس، بما تتضمنه من قدرة على الظلم الذي ينتج بدوره المرارة. والسخرية تختلف عن الهزء والاستهزاء، فهي نقد وانتقاد لواقعة لا تُلمَس رغم تأثيرها الواضح، بسبب حماية الناس لها مدفوعين بموجبات التقاليد من جهة، والخوف من سلطة ما من جهة أخرى. السخرية التي نفهمها من زياد الرحباني ليست مهينة للأشخاص، لأنهم يملكون حصانة لكرامتهم الإنسانية وفقاً للشرعة العالمية لحقوق الإنسان، التي لا تتماشى مع سلوك بشري يمارس الطائفية، أو يعادي الحب، أو يحوله إلى استثمار بين العشاق. هذا السلوك يتبادل في محيطه سلطوية متبادلة قائمة على قوى الأمر الواقع الفيزيائية.
من هنا، يظهر زياد الرحباني احتجاجه على الواقع المعيش، كاشفاً أن كلمات الأغاني يجب ألّا تتوقف عند مسائل الوجد والجوى وامتداح الحبيب، بل أمامها واقع برمته تتجلى فيه قضايا التظلم في كل واقعة فيها قوي وضعيف. ومن هنا أيضاً يؤسس لجرأة في تناول الوقائع السامة لأداءات التجمعات البشرية التي تسبق المجتمع. فعندما يتناول الطائفية في أغنية "يا زمان الطائفية" لا يشير إلى المواطنة حقوقياً وسياسياً، بل يذهب مباشرة إلى النفعية؛ فالطائفية الضارة لا يمكن للفرد، إذا أراد أن يكون عضواً في "مجتمع"، أن ينتفع منها بمقاييس هذا العصر، بل يجب الالتفات إلى المصالح الموحدة للجماعة البشرية، وربما - إذا أمعنا في التحليل - أن تفضي إلى تأسيس مجتمع. يتوجه الرحباني إلى هذا الفرد آملاً تقويض الطائفية، عبر أمثال تصاغ بكلمات قريبة من الشتائم ولكنها لا تسيء، مثل "عندك حرية أجلّك" و"شو هالجرصة العالمية". لا يوارب في شتم الطائفية، لكنه ينقل هذا الشتم إلى مستوى العار، وهو العار الذي يشكل المرارة. فعلى الرغم من كوميدية الأغنية كلها، لا تضاهي المرارة التي تتركها سوى كمية التظلم الوحشي الناتج عنها.
في أغنية "عايشة وحدها بلاك"، يرد الرحباني بصوت جوزيف صقر: "عايشة وحدا بلاك، وبلا حبك يا ولد"، يصور فيها مرارة الحب من طرف واحد، رغم حق الطرف الآخر في التصرف كما يشاء، ساخراً من التصورات غير الواقعية للعشاق: "قايلي في إشارة بعيونها صوبك بتدل... كل ما بتمرق في الحارة.. عيونها بتطلع بالكل". يا لخيبة أمنيات عشاق الطرف الواحد، ويا لمرارة المعرفة بواقع الحال. هذه ليست أول امرأة يا نجيب، بل قبلها 100 امرأة لم يلتفتوا إليك، وعليك تغيير سلوكك أو حتى طريقة مقاربة الحب، فهذه ليست نافعة. الحب واقعة اجتماعية مرتبطة بالناس المحيطين وتقييماتهم لها، ورؤيتهم التي قد تكون محبطة أو مشجعة للإقدام على هذه الفعلة. فهم ربما يرون ما لا يراه العاشق، ما يصنع المفارقة الكوميدية وفي طياتها السخرية من متوهم علاقة يظن أن سلاحه الوحيد هو الشعور بالإعجاب والحب.



في أغنية "بلا ولا شي" بصوت زياد نفسه، نلمس كل ذلك الحنان والدفء في مشاعر لا تعوض، لكنها مريرة إلى حد الحزن، في بحث عن حب هو حب فقط، من دون أي مكملات بديعية من أموال أو مجوهرات، حب مفقود في الحياة لكنه موجود في الروح والأمنيات والنظريات. يبدو الإنسان هنا باحثاً سيزيفياً عن حقيقة واضحة في تعريف الحب، لكنها مستحيلة التحقيق. في هذه المفارقة، يبدو الحزن المملوء الوحيد للفراغ، ليحقق التوازن بين الأمنية والواقع، حزن مرير وساخر في آن. فماذا لو أن الحب وحده يصنع الواقعة؟ حب شفيف يأخذ بشغاف القلب، لكن علته الوحيدة أنه مستحيل. الحب يجمل ويحسن حاجات الإنسان واحتياجاته، أي إن هناك احتياجات تتنوع وتكبر وتصغر، ومنسوبة إلى الواقع. حين لا يمكن نسب الحب إلى الواقع نفسه، يتحول الحب إلى واقعة غير واقعية، ويا لهول الخسارة.
نحن لا نستطيع الجلوس في الظل لمجرد أنه غير مملوك لأحد، ومع هذا أين هذا الشريك الذي يرضى بذلك، ويستمر رضاه إلى آخر الشوط؟ نعم، يحكي لنا زياد الرحباني عن حب حقيقي، وعلينا ألا نصدقه، فهو يعي أن الحب واقعة اجتماعية تعني أنه من نوع مختلف تماماً عن هذا المجتمع، الذي لا يوجد فيه "حبيني وفكري شوي". ربما في جولة على كل أغاني زياد الرحباني، ستتعمق لدينا رؤية متلازمة المرارة والسخرية. طبعاً، لن نقفز إلى تقييم شخصي لطباع الرحباني وميوله الفكرية والنفسية، لكننا نتلمس من خلال منتوجاته تلك العلاقة مع واقعية الأشياء، التي لا يمكن ضبط ما وراءها، كما لا يمكن ضبط نتائجها.




## هجوم بمسيرتين على كردستان العراق
28 July 2025 07:04 AM UTC+00

أعلنت السلطات الأمنية في إقليم كردستان العراق، اليوم الاثنين، تسجيل هجوم جديد بطائرتين مسيرتين في أربيل، عاصمة الإقليم، وسط تحذيرات من استمرار تلك الهجمات. ووفقاً لبيان لجهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم، فإن "طائرة مسيّرة مفخخة سقطت عند الخامسة و50 دقيقة من فجر اليوم الاثنين في ناحية رزكاري التابعة لقضاء خبات بمحافظة أربيل، دون تسجيل أي خسائر بشرية".

من جهتها، نقلت محطات إخبارية كردية محلية عن مصادر أمنية "سقوط طائرة ثانية بالتزامن مع الأولى، في قرية كوَسور، من دون أن توقع أضراراً أو خسائر". وحذر ضابط برتبة نقيب، بقوات البيشمركة، فضل عدم كشف اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، من خطورة عدم وضع حد لتلك الهجمات، ما قد يضع أمن الإقليم في دائرة الخطر، مبينا أن "الهجمات تحمل بصمات الفصائل المسلحة، وهي خطيرة للغاية وتستهدف أمن الإقليم واقتصاده".

وشدد على أن "عمليات الاستهداف منظمة وتتصاعد بشكل خطير، وأن عدم كشف نتائج التحقيقات بشأن الجهات المنفذة سيكون خطيراً، ويدفع تلك الجهات الى تصعيد هجماتها، ما قد يؤثر على أمن الإقليم واستقراره"، مشيراً الى أن "الجهات المنفذة تعمل بأجندات خاصة تريد أن تستهدف استقرار الإقليم وموارده". وتعرّض إقليم كردستان الى أكثر من 20 هجوماً بطائرات مسيرة خلال الشهر الحالي، استهدف معظمها حقولاً نفطية ومنشآت حيوية، وقد أكد مسؤولون كرد أن الهجمات كلفت الإقليم خسارة بما يقارب 200 ألف برميل من إنتاج النفط.



وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت في 18 يوليو/تموز الجاري، نتائج التحقيق بهجمات الطائرات المسيرة التي استهدفت منشآت عسكرية ومدنية ونفطية في العراق خلال الأسابيع الأخيرة، وخلّفت أضراراً اقتصادية واسعة، إلا أنها لم تكشف عن الجهات المتورطة بتنفيذها. وجاء في التحقيق أن الطائرات المستخدمة كانت من نوع واحد، ومزودة برؤوس حربية مُصنّعة خارج العراق.

وفي وقت سابق، حذر مسؤولون عراقيون من استمرار الاستخدام غير المنضبط للطائرات المسيرة (الدرون) في البلاد، مؤكدين أن البلاد تحولت إلى "سوق مفتوحة" لتلك الطائرات التي تدخل من دون رقابة وضوابط أمنية، وهو ما يشكل تهديداً خطيراً يمس الأمن، خاصة بعد تسجيل هجمات مؤثرة على منشآت حيوية في البلاد.

وبدأت تلك الهجمات بالتزامن مع وقف الحرب الإيرانية الإسرائيلية، التي واجهت فيها الحكومة العراقية اختباراً محرجاً بسبب اختراق الطيران الإسرائيلي أجواء البلاد. وكشفت الحرب خللاً واضحاً بمنظومة الدفاع الجوي العراقية وعدم جاهزيتها للتعامل مع أي تطورات أو تهديدات، بينما وجهت أطراف سياسية وشعبية في البلاد انتقاداتها لضعف الإجراءات الحكومية بهذا الشأن.




## بولينا هيرمان: "الحصول على إنتاج في أوكرانيا صعبٌ حالياً"
28 July 2025 07:20 AM UTC+00

 

في مطار براغ، التقيت المنتجة الأوكرانية بُولينا هيرمان، قادمة من جزيرة بالي (إندونيسيا)، لحضور العرض الدولي الأول لـ"ديفيا"، لمواطنها دْمِترو خْراشكو، المُشارك في مسابقة الكرة البلورية، في الدورة 59 (4 ـ 12 يوليو/تموز 2025) لـ"مهرجان كارلوفي فاري السينمائي".

في الطريق، ظلّت هيرمان تتحدّث، بحماسة شديدة، عن السينما، وأحلامها وشغفها بإنتاج الأفلام. مَنْ يُنصت إليها، لا يتخيّل أنها قادمة من رحلة طيران تجاوزت عشر ساعات، بمحطّتي ترانزيت، بين كوالالمبور وأبوظبي وبراغ. كانت سعيدة. تتذكّر أجواء جلسات اليوغا الطويلة، التي أصبحت روتيناً يومياً يُعيد إليها سكينتها وسلامها النفسي، مؤكّدة أنها كانت سبباً داعماً لنشاطها الجسدي والذهني. تحدّثت عن الطبيعة في بالي، واستعادت قرارها بمغادرة لوس أنجليس، التي انتقلت إليها عام 2022، بعد بدء الغزو الروسي لبلدها.

عدم تحمّلها الوضع والأجواء، خاصة بعد حصولها على "غرين كارد"، جعلها تبحث عن بيئة أفضل. تحدّثت عن قراءاتها والمحاضرات التي تُقدّمها، واهتمامها بالوعي ـ اللاوعي (الظاهر والباطن)، وكيفية التعامل مع الأخير وترويضه. لذا، عندما أخبرتني أنها لم تعد تريد إنتاج أفلامٍ عن الحرب، تفهمّتها. إنّها تريد العمل على أفلام عن الإنسان نفسه، كيف يكتشف ذاته ويفهمها، ويحقّق سعادته. تُدرك صعوبة تمويل هذا النوع من الأفلام، لكنّها تُصرّ عليه، رغم أنّ منظّمين كثيرين لمهرجانات وداعمي أفلام يطلبون منها إنتاج أفلام حرب. تبتسم: "لا بُدّ من إقناع بعض النجوم للحديث في أفلامي، وعن علاقاتهم بمواضيعي البعيدة عن الحرب، لأنجح في تمويلها".

حديثها عن شريط الصوت وتكلفته الباهظة، في "ديفيا"، يُفسّر قرار فريق العمل بضرورة اختبار الصوت بالقاعة الرئيسية في فندق "تيرمال"، قبل العرض، للتأكّد من أنّه سيُعرض بالمقاييس نفسها التي صُنع بها. كلامها دفعني إلى حجز تذكرة لمُشاهدته على الشاشة الكبيرة مع الجمهور، الذي تجاوز عدده ألف متفرّج. أعجبني كثيراً بتشكيله البصري المتنوّع، المأخوذ بغالبيته بكاميرات علوية ("درون" وأرشيف الجيش)، تكشف جماليات الطبيعة، كأنّها كائن حي عملاق رغم الخراب والدمار وانفجار القنابل والصورايخ، ومحاولات إنقاذ طيور وحيوانات.

في جانب آخر، يؤدّي شريط الصوت دوراً رئيسياً، لا يُستغنى عنه.

 

(*) ماذا عن فكرة "ديفيا"، الذي جاء بعد أفلامٍ وثائقية، كـ"ثمن الصراع" (2021) لفولوديمير سيدْكو، وفيلم روائي طويل، "بيننا" (2021) لسولومِيْيا توماشتْشِك؟

"ديفيا" ثالث فيلمٍ لنا، دميترو خْريشكو وأنا (بعد "جبال في الجنة بينهما" عام 2021، و"الملك لير: كيف بحثنا عن الحب خلال الحرب" عام 2023 ـ المحرّرة). لذا، عندما شاركني الفكرة عام 2021، بدأنا نُطوّرها معاً. هو وأنا نحبّ الطبيعة، وأردنا إنتاج فيلم عنها. كان مهمّاً لنا الإضاءة على المشكلات العالمية.

 

(*) ما الذي أعجبكِ بالفكرة؟ ألأنّه عمل يصعب التنبؤ بصورته النهائية؟

كلّ المشاريع التي أعمل عليها تحمل أهمية اجتماعية. أجهد في إنتاج أفلامٍ أؤمن بها، وتُلفت انتباه الناس إلى المشكلات العالمية. في هذا المشروع، أدركتُ قيمته فوراً، وشعرتُ أنّ هذا الفيلم سيبقى في الذاكرة قروناً.

 

(*) عندما عرض خْراشكو الفكرة عليك، أكان هناك سيناريو مكتوب؟

كلا. في تلك المرحلة، كانت مجرّد فكرة أولية، بدأنا نُطوّرها معاً.

 

(*) اخترتِ موضوعاً صعباً ومحفوفاً بالمخاطر، لأنّ المهرجانات، كما أعتقد، تريد شيئاً مثيراً، يحتوي على الحركة والدراما والأكشن، ليكون في المسابقة الرئيسية. ألم تشعري بشكٍّ أو مخاوف من ردّ فعل الجمهور والمهرجانات؟

طوال عملية الإنتاج، كانت هناك مراحل مختلفة. طبعاً كانت هناك شكوك ومخاوف، لكنّي كنتُ واثقة دائماً بأنّنا سننجح. أصعب مرحلة تتمثّل برفض "مهرجان ساندانس" لنا. كان هذا حلمنا وطموحنا. كان مهمّاً جداً لي شخصياً، لأنّي كنت أعيش آنذاك في الولايات المتحدة الأميركية، وأرغب في إقامة العرض العالمي الأول فيها. في النهاية، كلّ شيء سار على ما يرام: أقيم العرض الأول في "كارلوفي فاري"، وأعتقد أنّه أفضل مكان، وأحد أفضل المهرجانات في العالم، يُمكننا إقامة العرض الأول فيه. سعيدة جداً بهذا.

فاجأني الجمهور وتفاعله. 1130 مُشاهداً في أول عرض. هذا مُذهل. كان الجمهور ودوداً ومُمتنّاً لجهودنا. يُمكن القول إنّه جمهور مميّز وعميق ومتفاعل ومهتمّ. هذا مصدر سعادة لنا.

 

(*) لا يعتمد "ديفيا" على الموضوع فقط. لا يوجد فيه حوار. شريط الصوت يرتكز على موسيقى سام سلايتر، والمؤثرات الصوتية لفاسيل يافْتوشِنكو ومايكْخِلو زَكوتسكاي، المنسوجة مع اللقطات البصرية. ألم تشعري بقلق أو مخاطرة؟

طبعاً شعرتُ بذلك. لكنْ، هذه الفكرة الرئيسية، التي أردت إيصالها إلى المُشاهد عبر المشاعر، وإتاحة الفرصة له ليشعر بالطبيعة بكلّ قلبه، وبناء حوار خاص معه ومع الطبيعة، خالٍ من الكلمات، ويعتمد لغة مغايرة وهامسة ترتكز أساساً على الصورة وحركة الطبيعة، وتؤازرها المؤثرات الصوتية والموسيقى.

أتمنى أنْ أكون ناجحة في ذلك.

 

(*) ماذا عن العقبات أثناء صناعته؟ كيف تغلّبتِ عليها؟

أكبر التحدّيات تتعلّق بإيجاد التمويل، إذْ يصعب الحصول عليه في أوكرانيا حالياً. كان لديّ فريق عمل دولي، وهذا غريب. صوّرنا المشروع ونحن مدينون. أنجزنا تفاصيل كثيرة من دون أنْ ندفع، وذلك بناء على الثقة بنا، وبما سنفعله في المستقبل، لأنّنا لم نتمكّن من استلام التمويل الرئيسي إلا بعد انتهاء الإنتاج.

 



 

(*) للموسيقى دورٌ مهم. كيف حدّد الفريق شكلها ونوعها؟ هل شاركت في النقاش حولها؟

منذ البداية، أدركت أن نصف الفيلم سيكون موسيقى. لذا، تواصلت مع ملحن هوليوودي، مشهور عالمياً، يُدعى سام سلايتر.

طبعاً شاركتُ في كل مرحلة من مراحل العمل على الموسيقى. جئتُ إلى برلين للقائه، واللقاء حصل في الاستديو الخاص به، لإتمام عمل يناسبنا جميعاً، غْلِب (صاحب شركة "غوغول فيلم"، المحرّرة) وأنا. إضافة إلى كوننا المنتجين الرئيسيين، أنتجنا الموسيقى أيضاً.

 

المخرج دْمِترو خْراشكو

إضافة إلى بولينا هيرمان، كان لقاء مع المخرج دْمِترو خْراشكو، الذي حضر العرض الأول لفيلمه هذا بزيّ عسكري أوكراني، ما لفت الأنظار إليه. اتّضح لاحقاً أنّه التحق بالجيش مجنّداً. حالياً، يخدم في الجيش بتنظيمه دورات تثقيفية للجنود. بات متحمّساً. يؤكّد أنّ هذا واجبٌ وطني. في اللقاء القصير معه، تحدّث عن شريط الصوت والموسيقى، وكيفية التعامل معهما: "كانت المهمة الرئيسية لسلايتر استخدام آلات موسيقية يصعب تمييزها، لجعل صوتها غريباً، بهدف إضفاء طابعٍ من عالمٍ آخر على "ديفيا"، واستحضار قوة طبيعية تُشبه البشر، لكنّها حقيقة شيءٌ أعظم بكثير، وأكثر غموضاً.

 

(*) هناك لحظاتٌ تُضفي للموسيقى شعوراً بالتصاعد الدرامي، وبعضها لحن رئيسي يتكرّر بين حين وآخر. كيف اخترْتَ الثيمة؟

يصعب الجزم والردّ على هذا السؤال. ربما يكون سلايتر أفضل من يُجيب عليه بشكل أدقّ. أردتُ منحه حريةً إبداعية. قراره؟ اختيار الألحان التي سيستخدمها، وكيفية صياغة السرد الموسيقي.

 

(*) أشعر أنّ بعض اللقطات من الأرشيف الخاص بالحرب، خاصة لقطات مُلتقطة من زاوية علوية. بعضها يتزامن مع إطلاق القنابل والصواريخ. على النقيض، هناك لحظات لا يحدث فيها شيء تقريباً، باستثناء قطة تجلس على النافذة، وطائر نقّار الخشب الذي ينقر على الشجرة. هناك أمور عدّة تجعلنا نفكّر أنّ تصوير هذا يحتاج إلى مزيد من الصبر والانتظار طويلاً، لتمنحك الطبيعة شيئاً ثميناً. هل عانيت أو انتظرت طويلاً للعثور على شيءٍ ذي قيمة؟ هل صُوِّرت هذه اللقطات خصيصاً للفيلم، أم أنّك استعنت بها من الأرشيف؟

في ظلّ التطوّر التكنولوجي، كلّ شيء يُصوَّر، ويوضع في أرشيف الجيش. التصوير 24 ساعة في اليوم. تصوير دقيق لكلّ ما يحدث. لذا، استعنت بلقطات أرشيفية. ساعدني الجيش. في البداية، هناك توجّس. لم يكن هناك ترخيص بالدخول إلى هذه المناطق وتصويرها، أو السماح بالحصول على ما صُوِّر. لكنْ، فور الوثوق بنا، باتوا متعاونين معنا كثيراً.

 

(*) أيُّ مشهد كان مُحفوفاً بالمخاطر؟ خاصة أنّ هناك قنابل وصواريخ عدّة، وألغاماً أرضية، صوّرتَ تفكيك بعضها.

تقريباً، كلّ مشهد صُوِّر في مناطق الجبهة، المُحرّرة مؤخّراً، يحمل مخاطر جسيمة. مناطق عدّة مرشوقة بالألغام بكثافة. كذلك، خطر القصف مستمرٌ. مع ذلك، كنّا محظوظين بسلامتنا أثناء التصوير. لكنْ، صراحة، في هذه المرحلة، هناك مخاطر وأخبار أخرى صادمة. الموت ينتشر في كلّ مكان تقريباً في أوكرانيا.

 

(*) هل أردتَ منذ البداية إنجاز الفيلم بأسلوب شاعري، رغم أنّه عن آثار الحرب وخرابها؟

الأسلوب الشاعري جديد بالنسبة إليّ. يسعدني استكشاف السينما كطريقة تفكير شاعري، لخلق نوع من القصيدة البصرية. لا أزال أتعلّم. أتمنى أن يُحقِّق "ديفيا" شيئاً له معنى.

 

(*) ماذا عن أحلامك؟

بالنسبة إلي وإلى الأوكرانيين جميعهم، الحلم الرئيسي أن تنتهي هذه الحرب، ويعمّ السلام. أتمنّى حقّاً أنْ تنتهي الحرب، وألا تغزو روسيا أوكرانيا مجدّداً، وألا تحاول فرض شروطها الجنونية علينا.




## المئات يودعون زياد الرحباني بالموسيقى أمام مستشفى خوري في بيروت
28 July 2025 07:34 AM UTC+00

تجمّع المئات اليوم الاثنين، أمام مستشفى خوري بشارع الحمرا في بيروت، لتوديع الموسيقي اللبناني زياد الرحباني، الذي نُقل جثمانه من المستشفى (توفي فيه صباح يوم السبت الماضي)، إلى كنيسة رقاد السيدة في المحيدثة (بكفيا، شمالي بيروت) حيث سيصلّى على جثمانه عند الرابعة من بعد ظهر اليوم قبل أن يوارى الثرى في مدافن العائلة.



وعلى وقع التصفيق والزغاريد والموسيقى ودّع الجمهور، زياد الرحباني، بعد موته المفاجئ بالنسبة لكثيرين إثر مرض في الكبد.





وكان أصدقاء ورفاق زياد الرحباني قد وجهوا دعوة بعد ساعات من وفاته جاء فيها: "أصدقاء زياد الرحباني ورفاقه يدعونكم إلى تشييعه من أمام مستشفى خوري في منطقة الحمرا في بيروت قبل انطلاق النعش إلى المحيدثة بكفيا وذلك في الثامنة صباحاً من يوم الاثنين المقبل... تعالوا نكلله بالورود لنقول له وداعًا".

وبالفعل، غصت الساحة المقابلة للمستشفى بجمهور زياد وبالفنانين بينهم ندى بو فرحات وطارق تميم كما حضرت فرقته الموسيقية كاملة، وبعض السياسيين، إلى جانب شخصيات عامة أخرى، أبرزها الأسيرة اللبنانية المحررة سهى بشارة التي حملت وروداً حمراء.



كما رفعت أعلام فلسطين، وأعلام الحزب الشيوعي اللبناني، ولافتات كتب عليها "هيدي بس تحية"، المأخوذة من أغنيته "المقاومة الوطنية اللبنانية".




## الأسواق اليوم | صعود اليورو والنفط بعد الاتفاق الأميركي الأوروبي
28 July 2025 07:41 AM UTC+00

ارتفع اليورو وصعدت أسعار النفط بينما تراجع الذهب اليوم الاثنين عقب الإعلان عن اتفاق تجاري إطاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهو الأحدث في سلسلة من الاتفاقات الرامية إلى تجنب حرب تجارية عالمية. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، خلال لقائهما في اسكتلندا الأحد، عن الاتفاق الذي سيؤدي إلى فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على سلع الاتحاد الأوروبي، أي نصف النسبة التي هدد ترامب بفرضها اعتبارا من أول أغسطس/ آب.

وقال ترامب إن الاتحاد الأوروبي يعتزم استثمار حوالي 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، وزيادة مشترياته من معدات الطاقة والمعدات العسكرية الأميركية بشكل كبير. يُشبه هذا الاتفاق اتفاقا أُبرم مع مفاوضي طوكيو الأسبوع الماضي، والذي سيشهد استثمار اليابان حوالي 550 مليار دولار في الولايات المتحدة، وفرض رسوم جمركية بنسبة 15% على سياراتها ووارداتها الأخرى.

ولا يزال الكثيرون في أوروبا يعتبرون الرسوم الجمركية الأساسية البالغة 15% مرتفعة للغاية، مقارنة بآمال أوروبا الأولية في إبرام اتفاق يقضي بإلغاء الرسوم الجمركية بالكامل. وتواجه الصين موعدا نهائيا في 12 أغسطس/ آب للتوصل إلى اتفاق تجاري دائم مع الولايات المتحدة. ولا يُتوقع تحقيق أي تقدم في محادثات الولايات المتحدة والصين في ستوكهولم، لكن المحللين رجحوا تمديدا آخر لمدة 90 يوما للهدنة التجارية التي أُبرمت في منتصف مايو/ أيار.



ومن المقرر أن يجتمع كبار المفاوضين الأميركيين والصينيين في ستوكهولم اليوم الاثنين، بهدف تمديد الهدنة التجارية ومنع حدوث زيادات حادة في الرسوم الجمركية. في الوقت نفسه يتحول اهتمام المستثمرين نحو نتائج أعمال الشركات واجتماعات البنوك المركزية في الولايات المتحدة واليابان. 

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يُبقي مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سعر الفائدة القياسي ضمن نطاق 4.25% إلى 4.50% يوم الأربعاء وذلك في ختام اجتماعه المقرر على مدى يومين. وكان رئيس المجلس جيروم باول قد أشار إلى ضرورة انتظار المزيد من البيانات الاقتصادية قبل اتخاذ قرارات بشأن السياسة النقدية. وقال ترامب يوم الجمعة، إن اجتماعه مع باول كان إيجابيا، مما يشير إلى احتمال أن يكون رئيس الاحتياطي الاتحادي منفتحا على خفض أسعار الفائدة.

وقال رودريغو كاتريل كبير استراتيجيي العملات في بنك أستراليا الوطني: "قد يكون أسبوعا إيجابيا، لمجرد أننا أصبحنا الآن نعرف قواعد اللعبة، إن صح التعبير".  وأضاف في بث صوتي لبنك أستراليا الوطني "مع ازدياد الوضوح، يمكن أن نتوقع ليس فقط في الولايات المتحدة، بل في جميع أنحاء العالم، مزيدا من الاستعداد للنظر في فرص الاستثمار والتوسع واستكشاف الفرص المتاحة". 

استقرار اليورو على ارتفاع

وفي أسواق العملات، استقر اليورو عند 1.1763 دولار، مرتفعا بنسبة 0.2% حتى الآن في آسيا. وارتفعت العملة الأوروبية الموحدة 0.2% لتصل إلى 173.78 ينا. وارتفع الدولار يوم الجمعة، مدعوما ببيانات اقتصادية قوية أشارت إلى أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) قد يتأنى في استئناف خفض أسعار الفائدة. ومن المتوقع أن يُبقي كل من مجلس الاحتياطي الاتحادي وبنك اليابان أسعار الفائدة ثابتة في اجتماعات السياسة هذا الأسبوع، لكن المتداولين يُركزون على التعليقات اللاحقة لتقييم توقيت الخطوات التالية.



وظل الدولار دون تغيير عند 147.68 ينا ياباني. وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل العملات الرئيسية، بنسبة 0.1% إلى 97.534. وجرى تداول الجنيه الإسترليني عند 1.34385 دولار، بانخفاض يقارب 0.1%. وسجل الدولار الأسترالي 0.6576 دولار، مرتفعا 0.2% بينما استقر الدولار النيوزيلندي عند 0.6019 دولار.  

صعود النفط

وفي أسواق الطاقة، ارتفعت أسعار النفط اليوم الاثنين بعد أن توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي وسط أنباء عن احتمال تمديد تعليق الرسوم الجمركية مع الصين، مما هدأ المخاوف من أن تؤدي الرسوم المرتفعة المحتملة إلى تقييد النشاط الاقتصادي والتأثير على الطلب على الوقود. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 22 سنتا أو ما يعادل 0.32% لتصل إلى 68.66 دولارا للبرميل بحلول الساعة 00.35 بتوقيت غرينتش، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 22 سنتا أو 0.34% إلى 65.38 دولارا للبرميل. 

وقال توني سيكامور المحلل لدى آي جي ماركتس، إن الاتفاق التجاري المبدئي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واحتمال تمديد فترة تعليق الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين يدعمان الأسواق المالية العالمية وأسعار النفط. وفي الأسبوع الماضي، استقرت أسعار النفط يوم الجمعة عند أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع وسط تصاعد المخاوف بشأن التجارة العالمية وتوقعات بزيادة الإمدادات من فنزويلا. 

وقالت مصادر في شركة النفط الوطنية الفنزويلية إن الشركة تستعد لاستئناف عملياتها في مشاريعها المشتركة بموجب شروط مشابهة للتراخيص التي صدرت خلال عهد الرئيس بايدن، وذلك بمجرد أن يعيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفعيل التصاريح التي تسمح لشركائها بالعمل وتصدير النفط ضمن اتفاقات متبادلة. ورغم الارتفاع الطفيف في الأسعار اليوم، إلا أن احتمال قيام تحالف أوبك+ بتخفيف قيود الإنتاج حد من المكاسب. 

ومن المقرر أن تعقد لجنة المراقبة التابعة لتحالف أوبك+ اجتماعا في تمام الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش اليوم الاثنين. ورجح أربعة مندوبين من التحالف الأسبوع الماضي، ألا توصي اللجنة بإجراء أي تغييرات على الخطط الحالية التي تدعو ثمانية أعضاء إلى زيادة الإنتاج بمقدار 548 ألف برميل يوميا في أغسطس/ آب. وقال مصدر آخر إنه من السابق لأوانه الجزم بذلك. ويحرص تحالف أوبك+ على استعادة حصته في السوق في وقت يساعد فيه ارتفاع الطلب الموسمي في الصيف على استيعاب الكميات الإضافية من الخام.

وقال محللو جي بي مورغان إن الطلب العالمي على النفط ارتفع بمقدار 600 ألف برميل يوميا في يوليو/ تموز مقارنة بالعام الماضي، بينما ارتفعت مخزونات النفط العالمية بمقدار 1.6 مليون برميل يوميا. 



تراجع الذهب لأدنى مستوى في أسبوعين

وفي أسواق المعادن النفيسة، تراجعت أسعار الذهب اليوم الاثنين، إلى أدنى مستوياتها في نحو أسبوعين، بعد أن قلص اتفاق تجاري إطاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة. وانخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 3332.39 دولارا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 00:20 بتوقيت غرينتش، بعد أن لامس أدنى مستوى له منذ 17 يوليو /تموز. وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1% إلى 3332.50 دولارا للأونصة.

وانخفض مؤشر الدولار الأميركي 0.1%، ما جعل الذهب المقوّم بالدولار أقل تكلفة للمشترين من خارج الولايات المتحدة. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفع سعر الفضة في المعاملات الفورية 0.1% إلى 38.17 دولارا للأونصة، وزاد البلاتين 0.9% إلى 1413.50 دولارا. وارتفع البلاديوم 0.5% إلى 1225.25 دولارا. 



(رويترز، العربي الجديد)






## سموتريتش يصمت بعد قرار إدخال المساعدات إلى غزة: العبرة بالخواتيم
28 July 2025 07:41 AM UTC+00

يحتفظ رئيس حزب "الصهيونية الدينية"، وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، بصمته الحذر، وهو الذي هدد في مؤتمر "أُناس الدولة" الذي نظمته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وموقعها الإلكتروني "واينت"، في إبريل/نيسان الماضي بأنه "لن تدخل حبة قمح واحدة إلى قطاع غزة".

سبب صمته بعد أكثر من 24 ساعة على إعلان إسرائيل خطوات عدّة في مسألة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، قد يبدو تكتيكاً قبيل اتخاذ خطوات حاسمة؛ إذ عقدت "الصهيونية الدينية"، أمس الأحد، مداولات ناقشت خلالها كيفية التعاطي مع مسألة المساعدات والهدن الإنسانية، غير أنها لم تتخذ قراراً في الموضوع بعد، على ما أفاد موقع "واينت"، اليوم الاثنين.

وفي الإطار، لفت الموقع إلى أنه بينما تحتفظ دائرة سموتريتش هي الأخرى بصمتها، إلا أن الأجواء داخل حزبه مشحونة حيث يصف هؤلاء إدخال المساعدات- التي لا تلبي احتياجات القطاع أصلاً- باعتباره "حدثاً سيئاً واسستلاماً". ويبدو أن ذلك عائد من بين أمور عدّة إلى أن أعضاء الكنيست والوزراء البارزين في الحزب، ومن ضمنهم أولئك المشاركون في الكابينت، لم يعلموا بقرار إدخال المساعدات إلا مساء أوّل أمس، السبت، لحظة الإعلان عنه.



على المقلب الآخر، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن سموتريتش قال في رسالة وجهها لأعضاء حزبه هذه الليلة بعدما فحص مسألة الاستقالة من الحكومة إنه "في الحرب ليس من الصواب القيام بحسابات سياسية. العبرة في الخواتيم: القضاء على حماس"، منوهاً إلى أنه "ندفع بمسار استراتيجي جيّد، من الأفضل ألا نُفسد الأمر الآن. في غضون وقت قصير سنعرف ما إذا كان قد نجح أم لا وإلى أين نتجه"، دون أن تقدم القناة مزيداً من التفاصيل وما الذي قصده سموتريتش بالضبط.

من جهة ثانية، فإن وزيرة الاستيطان والمهام القومية، أوريت ستروك، كانت أوّل من احتج علناً على الخطوة؛ إذ ردت على سؤال وجهه لها جندي في الاحتياط، أمس، حول الموضوع بالقول إنها تدرس احتمال الانسحاب من الحكومة. وبحسب "واينت" فإن ستروك تحدثت في الموضوع مع سموتريتش، موضحةً أن "الصهيونية الدينية" لا يمكنها قبول هذا الوضع (إدخال المساعدات).
لاحقاً، وفي اجتماعات داخل الكتلة، قالت ستروك إنه "إذا تبيّن أنّ الحدث يحمل أبعاداً استراتيجية لم تُكشف كل تفاصيلها بعد، والجيش الإسرائيلي لا يزال يقاتل بكامل قوته مؤخراً، فقد يكون من الممكن استيعاب الأمر".
إلى ذلك، فإنه عقب المداولات المطوّلة التي عقدها الحزب أمس لاتخاذ قرار بخصوص الموضوع، قال النائب تسفي سوكوت، في مقابلة مع قناة الكنيست اليوم إنه "لن يكون هناك وضع ينسحب فيه جزء من الكتلة من الحكومة والائتلاف، بل سيتخذ الجميع الموقف نفسه". وفسر "واينت" كلامه بأنه إذا انسحبت ستروك – فإن الوزراء سيتبعونها أيضاً.
بدوره، هاجم وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، قرا الحكومة، واصفاً الهدن وإدخال المساعدات بأنها "استسلام لدعاية حماس الكاذبة"، وأقرّ بأنه لم يُطلع على تفاصيل القرار. ووصف حزبه "عوتسما يهوديت" الأمر بأنه "خطير جداً". وعلى الرغم من أن بين غفير نفسه وصف عدم دعوته لاجتماع "المطبخ الأمني" الذي اتخذ فيه القرار بخصوص المساعدات بأنه "إفلاس أخلاقي"، رأى الموقع أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا ستترتب عن ذلك أيّة تبعات كالاستقالة أو الانسحاب.






## "فرانس برس" عن الأمين العام للأمم المتحدة: ينبغي عدم استخدام الجوع سلاحاً في الحرب
28 July 2025 07:51 AM UTC+00





## أفلامٌ عن غزّة ومنها: توثيق الحاصل فقط
28 July 2025 07:59 AM UTC+00

 

إنجاز أفلامٍ عن غزة، في حرب الإبادة الإسرائيلية التي تتعرّض لها منذ "طوفان الأقصى" (7 أكتوبر/تشرين الأول 2023)، يعني أنّ صُوراً وحكاياتٍ تُنقل منها إلى خارج القطاع، وهذا مُلحّ لأنّ السلطة الإسرائيلية، السياسية ـ العسكرية، تمنع الصحافة والإعلام الأجنبيين من دخوله. وهذا مُلحّ ليس لذاك السبب فقط، فالسينما (أو بعضها على الأقلّ)، رغم عجزها عن تبديل واقعٍ وإثارتها تساؤلات عنه، معنيّة بتوثيق حالة وقصة وذاكرة وراهن، لمواجهة أكاذيب وتزوير وترويجٍ لروايات رسمية، تُريد إسرائيل بثّها في العالم، المتململ حالياً من إجرامها، في بعض السياسة والإعلام الغربيَّين، وبين أناسٍ كثيرين، وهذا كافٍ مبدئياً.

إنجاز أفلامٍ عن غزّة، لحظة تجويع ناسها وتدمير ما تبقّى من أمكنةٍ أساسيّة للعيش، يعني أنّ الحصار الإسرائيلي، بكلّ إجرامه، غير مُتمكّن من إسكات قولٍ أو حجب صورة، مع أنّ الجيش "الأكثر أخلاقية في العالم" يتعمّد قصف منزل المُصوّرة الصحافية الفلسطينية فاطمة حسّونة، في 16 إبريل/نيسان 2025، لقتلها، بعد أن أُعلنَ رسمياً اختيارُ "ضعي روحَكِ على كفِّكِ وامشي"، للإيرانية زْبيدة فارسي، لبرنامج ACID، في الدورة 78 (13 ـ 24 مايو/أيار 2025) لمهرجان "كانّ".

القتل المتعمّد، الحاصل قبل شهرٍ واحد فقط على بلوغ حسّونة 25 عاماً، متأتٍّ من وحشية إسرائيلية تجهد في منع صورة وحكاية من الانتشار في كلّ الأمكنة الممكنة، وحسّونة تظهر في الفيلم (110 دقائق) شابّةً مبتسمةً ترغب في مرحٍ لكنّه مفقود، وحياة لكنّها معطوبة، وعيش هادئ، لكنّ أهوال اليوميّ غير مسبوقة.

تحمل فارسي حوارها الطويل مع حسّونة (عبر وسائل تواصل قليلة) إلى مهرجانات سينمائية، لترويا معاً فصلاً من سيرة غزة راهناً، ومن سيرة حسّونة نفسها أيضاً. هذا غير موجودٍ في "غزة التي تطلّ على البحر" (2024، 82 دقيقة)، للفلسطيني محمود نبيل أحمد، المعروض أولاً في "آفاق السينما العربية"، في الدورة 45 (13 ـ 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2024) لـ"مهرجان القاهرة السينمائي الدولي": إنّه نتاج ورشة سينمائية مع "محبّي صناعة الأفلام" (كما يُذكَر قبيل ختامه)، والنتاج محاولة أولى لنقل جزءٍ من واقع مشاركين ومشاركات فيها، يعيشون حرب الإبادة قبل وقتٍ على التصوير، لكنّهم "بدلاً من توثيق الدمار والموت"، يُصرّون على "توثيق الحياة".

هذا جانبٌ آخر من سيرة غزة. فالقطاع، الذي يُعتبر من المناطق الأكثر كثافة سكّانية في العالم، له حياة، وإنْ يُفرض عليها أذى يومياً وتحدّيات تدفع إلى خوض معارك من أجل حقّ العيش. حرب الإبادة الإسرائيلية تجهد في تبديل هذا كلّه، و"غزة التي تطلّ على البحر" يقول إنّ حياة فلسطينية قابلة لذاك العيش، وإنّ أفراداً ظاهرين فيه يعكسون بعض هذا القول، قبل أنْ تُدمِّر إسرائيل منازل مشاركين ومشاركات في الورشة تلك، وتقتل عائلاتهم وجيرانهم، وتفرض نزوحاً على من يبقى حيّاً.

"هذا الفيلم يحكي عن غزة. لا تخَفْ. ركّز مع الشاشة وتخيّل نفسك هناك"، تقول الراوية بلكنة فلسطينية مُحبَّبة (شهد العواوده، المشاركة مع بازيل رابولا في تأليف الموسيقى الأصلية) في البداية، فيُظَنّ أنّ اللاحق مليء بحرب وجثث وخراب وقسوة ومواجع، فإذا بهذا اللاحق يعكس تفاصيل اليوميّ، بكلّ ما فيها من ضحكٍ وسخرية ومرارة وصدامات فردية بسبب عمل أو خطأ، علماً أنّ الغالبية الساحقة من الشخصيات المختارة رجالٌ: عجوزان متزوّجان منذ سنين، يتصادم أحدهما مع الآخر، وهذا جزء من الحياة الزوجية. تربية خيول، وما تُنتجه من نقاشات غير خالية من بعض توتر يخفّ بسبب وعي وتنبّه إلى صداقة وجيرة. تدريبٌ على العزف والغناء. عملٌ في صنع موبيليا. إقامة على شاطئ بحرٍ، مع تأمّل واسترخاء وقلق وأحلامٍ مؤجّلة، ربما لصعوبة تحقّقها. إلخ.

 



 

أمّا التونسية درّة زروق، فتختار الجانب المأسوي لعائلةٍ فلسطينية، تتمكّن من الخروج إلى القاهرة، حيث تلتقي أفراداً منها في كلامٍ عن وضع سابق على الخروج، وعن علاقة بمنزل وغرفة نوم ومدرسة وشارع، وعن أحلامٍ محطّمة وتخلٍّ عن بلدٍ (القطاع) يظنّ هؤلاء أنّه (التخلّي) مؤقّت (يُذكّر هذا بكلّ خروج فلسطيني، منذ عام 1948). الحسّ بالعيش اليومي في القطاع نفسه، لكنْ بعيداً عن الحرب (غزة تطلّ على البحر)، غير حاضرٍ في "وين صرنا؟" (2024، 78 دقيقة) لزروق، المائل إلى بكائيّات، يتخلّلها كلامٌ يتناقض بعضٌ منه مع بعضٍ آخر، إذْ تقول إحدى الشقيقات بقهر سابق على الحرب الأخيرة، بينما الشقيقة الأخرى تفخر بجمال القطاع وروعة العيش فيه.

مأزق "وين صرنا؟" (أين أصبحنا؟) كامنٌ في اشتغاله التلفزيوني العادي للغاية. شخصيات تظهر أمام كاميرا (مديرا التصوير نانسي عبد الفتاح وخالد جلال. التصوير في غزة لأحمد الدنف، مع كريم نادر وشريف عاهد ومحمد جمال) غير معنية بابتكار صُور سينمائية، لشدّة الانهماك في توثيق حكايات نادين وشقيقتيها دانا وجود، وأخرياتٍ قليلات. هذا يُلاحَظ في "ضعي روحَكِ على كفِّك وامشي" أيضاً (العربي الجديد، 11 يوليو/تموز 2025)، كما في "عيون غزة" (2024، 50 دقيقة)، المعروض في برنامج "آفاق مفتوحة ـ أفلام طويلة"، في الدورة 27 (6 ـ 16 مارس/آذار 2025) لـ"مهرجان سالونيك الدولي للأفلام الوثائقية" (العربي الجديد، 14 مارس/آذار 2025).

لعلّ ثقل اللحظة، وخراب الأمكنة، وقهر الأرواح، والتهجير العنيف المترافق وحرب إبادة واضحة، تفرض كلّها اهتماماً أكبر بتوثيق هذا، عبر لقاءات مختلفة مع أناسٍ عديدين، وتجوّل في أزقة ومنازل، كما بين أنقاضٍ. الصُّور الواقعية تلك تؤكّد جُرماً إسرائيلياً بحقّ مدنيين ومدنيات، وتبدو كأنّها الناطق الوحيد بوضعٍ غير إنساني وغير أخلاقي تفرضه إسرائيل بقوة الجريمة التي تمارسها. محمود أتاسي يرافق ثلاثة صحافيين فلسطينيين، والإيرانية زْبيدة فارسي مكتفيةٌ بشخصية واحدة (مُصوّرة صحافية فلسطينية أيضاً) تتحدّثان معاً عبر وسائل بصرية ـ سمعية غير سينمائية البتّة.

يختلف "غزة التي تطلّ على البحر" (أو "حكايات غزة"، بحسب العنوان الإنكليزي) عن الأفلام الأخرى بسرده حكايات أفرادٍ قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية الأخيرة. انضباط سياقه في السرد مرتكز على توليف (ياسين تبسي ومحمود نبيل أحمد ومها بعزيز) يوازن بين الشخصيات وما ترويه، وبين أمكنة (منزل، ساحة، إصطبل، شاطئ، طرقات، سيارات، إلخ) وأوقات (ليل، نهار)، مع ما تتطلّبه الأوقات من تنبّه إلى الإضاءة. غير أنّ المشكلة كامنةٌ في بعض المكتوب في نهايته، إذْ تخترق الحرب نفوساً وتفكيراً وإحساساً، يتحوّل (الاختراق) إلى جملٍ قليلة تعكس مرارة وبكائيّةً وألماً: "غزة التي نعرف قتلتها إنسانيتكم. الحرب بداخلنا ما زالت. ها هو الصاروخ نزل الآن، ألم تروه؟".

في مقابل الاستمرار الوحشي لحرب الإبادة في غزة، يستمر إنجاز أفلامٍ عن القطاع، ناساً ويوميات وعنفاً وقتلاً وانفعالاً. مع هذا، تبدو غالبية المُنجز أعجز من أنْ تلتقط الحاصل، جمالياً وفنياً وسردياً وبصرياً ودرامياً، علماً أنّ هناك أفلاماً روائية حديثة الإنتاج، بعضها معروضٌ، وبعضها الأجدّ سيُعرض قريباً، ولها قراءة نقدية لاحقاً.




## هل يستطيع أوسيك الوصول إلى مستوى مايويذر في المُلاكمة؟
28 July 2025 08:00 AM UTC+00

أصبح الملاكم الأوكراني أولكسندر أوسيك (38 عاماً)، ملك الوزن الثقيل في رياضة "الفن النبيل" بعدما فرض نفسه بطلاً بلا منازع أمام جميع منافسيه الذين سقطوا أمامه، وكان آخرهم البريطاني دانيال دوبوا (27 عاماً)، الذي تجرع مرارة الضربة القاضية في الجولة الخامسة من النزال الذي أقيم في شهر يوليو/تموز الجاري بملعب ويمبلي في العاصمة لندن.

وذكرت صحيفة ماركا الإسبانية بنسختها الإنكليزية، أمس الأحد، أن أولكسندر أوسيك تكرست مكانته العالمية في رياضة المُلاكمة، بعدما استطاع التغلب على البريطانيين: تايسون فيوري (36 عاماً) وأنطوني جوشوا (35 عاماً) في مناسبتين، فيما نجح بإسقاط دانيال دوبوا بالضربة القاضية هذا الشهر، وأصبح بطل الوزن الثقيل بلا منازع، لكن السؤال، الذي بات يُطرح حالياً بين محبي رياضة "الفن النبيل" ووسائل الإعلام العالمية، هو: مَن أعظم ملاكم في تاريخ هذه اللعبة؟

وأوضحت الصحيفة أن الجميع متأكد من سطوة وشهرة الملاكم الأميركي الراحل، محمد علي، على هذه الرياضة، لكن ظهر العديد من الأسماء بعده، ولا يمكن إنكار ما قدمه مواطنه فلويد مايويذر (48 عاماً)، قبل أن يعتزل وهو في القمة، ويخوض بين الحين والآخر مواجهات استعراضية، حتى يكسب المزيد من المال، واستطاع خطف لقب "الملاكم الأعظم" خلال الـ 25 عاماً الماضية، لكن ظهور الأوكراني أوسيك، ومواصلته الحفاظ على جميع أحزمته، سيجعلانه الأفضل بلا منازع في الوزن الثقيل.



وختمت الصحيفة تقريرها أن شهرة الملاكم في الوزن الثقيل تعود إلى عدم قدرة أي منافس على هزيمته، وهذا ما فعله أولكسندر أوسيك، الذي بات لديه هدف جديد الآن، وهو إطاحة الأميركي فلويد مايويذر من عرش الملاكم الأعظم، ولديه الوقت الكافي حتى يفعلها، خاصة أن العديد من المُلاكمين يريدون خوض المواجهات المباشرة ضده، حتى يتمكن أحدهم من إسقاطه بالضربة القاضية، ويجرده من جميع أحزمته.




## رام الله: مستوطنون يهاجمون بلدة الطيبة بعد أسبوع على زيارة هاكابي
28 July 2025 08:01 AM UTC+00

أحرق مستوطنون مركبتين وخطوا شعارات تهديد على جدران منازل في بلدة الطيبة شرق رام الله وسط الضفة الغربية بوقت مبكر من فجر اليوم الاثنين، في تكرار لاعتداءات متواصلة ضد سكان البلدة ذات الغالبية المسيحية، وذلك بعد نحو أسبوع على زيارة أجراها السفير الأميركي مايك هاكابي إلى المنطقة. وقال رئيس بلدية الطيبة سليمان خوري لـ"العربي الجديد" إن المستوطنين هاجموا البلدة فجرا، وأحرقوا مركبتين، وخطوا شعارات عنصرية، مضمونها أن الدور سيأتي عليكم، وستندمون، وما إلى ذلك". وأضاف خوري: "لولا لطف الله وهبّة الأهالي لطرد المستوطنين لكانت هناك خسائر أكبر".

واحترقت المركبتان بالكامل في المنطقة الشمالية الشرقية من البلدة، في مكان لا يبعد سوى مئة متر، بحسب رئيس البلدية، عن الكنيسة التي حاول المستوطنون إحراقها وأشعلوا النار في محيطها في وقت سابق هذا الشهر.



ويأتي الهجوم اليوم بعد نحو أسبوع على زيارة هاكابي المعروف بمواقفه الداعمة للاستيطان الإسرائيلي إلى البلدة، على خلفية هجوم المستوطنين على كنيستها الأثرية الذي أثار ضجة في الدول الغربية، ما دفع سفراء أوروبيين إلى زيارات مماثلة. وقال خوري: "نحن نعلم من هو السفير الأميركي، هو وعد بمتابعة الأمر ولكنه لم يفعل شيئاً". وتساءل خوري: "هل قام المستوطنون بهذا انتقاماً من البلدة بعد الزيارات الدبلوماسية؟".

ووفق هيئة البث العبرية، دان السفير الألماني لدى إسرائيل شتيفن زايبرت الهجوم بشدة، واصفاً المستوطنين المتطرفين الذين ينفذون مثل هذه الأفعال بأنهم "ليسوا إلا مجرمين"، داعياً إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات واتخاذ إجراءات صارمة لوقف الاعتداءات ضد المدنيين الفلسطينيين.



وفي 17 يوليو/تموز الجاري، جدد المستوطنون اعتداءاتهم على كنيسة الخضر في البلدة، ودنسوا ساحاتها بقطيع أبقار. وقال سكان لـ"العربي الجديد" إن مستوطنين، برفقة قطيع من حوالي 80 بقرة، اقتحموا حرم الكنيسة، في مشهد استفز مشاعر الأهالي نظراً إلى قدسية المكان وما يشكله من قيمة تاريخية. 

وكان مستوطنون أقاموا، منذ أكثر من شهر، بؤرة استيطانية جديدة على أراضي الطيبة، وبدؤوا بشن هجمات على البلدة تخللها حرق محيط الكنيسة الأثرية وأراضي وحقول السكان الزراعية. ويقف التنظيم الاستيطاني "شبيبة التلال" الذي يجنّد مئات المستوطنين المتطرفين خلف الهجمات التي باتت تأخذ منحى تصاعديّاً وتطاول مناطق في عمق الضفة، كان آخرها الهجمات العنيفة على بلدات كفر مالك والمزرعة الشرقية وسنجل شمال شرقي رام الله، ما أسفر عن استشهاد أربعة فلسطينيين، من بينهم الشهيد سيف مسلط الذي يحمل الجنسية الأميركية، والذي تعرض للضرب العنيف حتى فارق الحياة في بلدة المزرعة الشرقية.




## تزايد الإشارات الأميركية الملغومة حول مصير غزة بعد التجويع
28 July 2025 08:08 AM UTC+00

قال السيناتور الأميركي، الجمهوري ليندسي غراهام الأحد، إن "إسرائيل تعتزم تغيير تكتيكها لتقوم بما قمنا به في طوكيو وبرلين (في الحرب العالمية الثانية)، بحيث تسيطر بالقوة على غزة بكاملها، ثم تبدأ فيها من جديد، وبما يوفر مستقبلاً أفضل للفلسطينيين، على أمل أن يتولى العرب بعد ذلك أمر الضفة والقطاع". بعده بساعات، وبعد نفيه وجود مجاعة في غزة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن "على إسرائيل أن تقرر بشأن الخطوة التالية في غزة".

في التوقيت والمضمون، كلا التصريحين مثقل بإشارات قاتمة حول مرحلة ما بعد حرب التجويع، خاصة أن هذا الكلام الملغوم يأتي على خلفية انسحاب واشنطن أواخر الأسبوع المنصرم من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، والذي قال ترامب إنه لا يدري ما ستكون عليه الأحوال في القطاع بعد انهيار المفاوضات، من دون ولو أي تلميح، إلى احتمال استئنافها، وكأنه بذلك استبعد العودة إليها، على الأقل في المدى المنظور، وكأن الحرب تقرر أن يجري دفعها باتجاه انسداد الحلول، وبالتالي نحو خيارات دراماتيكية.

ما كشف عنه السيناتور غراهام المقرّب من الرئيس ترامب، ومن مطبخ القرار الاسرائيلي، مريب وخطير. المقارنة مع طوكيو وبرلين لا تستقيم. ظروف البداية المزمعة في غزة غير متوفرة، كما كانت آنذاك في ألمانيا واليابان. الولايات المتحدة التي أنزلت الخراب بالبلدين هي نفسها التي ساهمت في نهوضهما، عبر مشروع مارشال في أوروبا ومن ضمنها ألمانيا، كما عن طريق المساعدة في إعادة تأهيل اليابان. في حالة غزة هذا غير وارد أصلاً، بل إن إسرائيل، أو على الأقل، الفريق النافذ في حكومتها، يعمل باتجاه الخلاص من فلسطينيي القطاع، عبر حرب "التطهير العرقي"، وهو تعبير صار متداولاً بصورة متزايدة ليس فقط من جانب أكاديميين وصحافيين إسرائيليين، بل أيضاً من يهود أميركيين.



والأخطر في طرح السيناتور، أنه يلغي حق الفلسطينيين في تقرير المصير بأي صورة من الصور، إذ يتحدث عن دور عربي "مأمول" لإدارة شؤون الضفة والقطاع، وفي ذلك دعوة ضمنية لمحو الهوية الفلسطينية. قد يكون كلامه غير المسبوق، للإرباك أو لذرّ الرماد في العيون، لحجب ما يتم تحضيره لغزة. لكن صدور طروحات من هذا العيار في هذه اللحظة المصيرية المفتوحة على سيناريوهات نوعية تشمل تحولات محتملة في الخرائط، يفرض أخذه على محمل الجدّ، خصوصاً أن الرئيس ترامب طالب إسرائيل "بأخذ القرار" المطلوب. وكأنه في ذلك يعطي الضوء الأخضر من جديد لوضع "البدائل الأخرى" التي أشار إليها بيان المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف عند إعلان الانسحاب من المفاوضات، موضع التنفيذ.

وهذه "البدائل" ما زالت موضع تكهنات تتراوح بين خيار عسكري نوعي، وبين إجراءات تكون جزءاً من سياسة "تغيير وجه الشرق الأوسط" التي سبق وهدد بها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو. الواضح حتى اللحظة أن التوافق قائم بين نتنياهو والإدارة بشأن غزة. حتى الآن، الإدانة مفقودة، رغم الاعتقاد السائد بأن إسرائيل تمارس سياسة التجويع الفاقع. فقط في الكونغرس، جرى إعداد رسالة بتوقيع 20 سيناتوراً لرفعها اليوم الاثنين إلى وزير الخارجية ماركو روبيو حول الوضع في غزة. الإدارة غطّت على الإحراج، إما بالصمت والتجاهل، وإما بالنكران، رغم تزايد الرفض والنقمة ضد إسرائيل، سواء في الإعلام ووسائل التواصل، أو في المداولات والردود التي شارك فيها الأحد وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو، خلال استضافة متلفزة أكّد فيها أهمية الاعتراف بالدولة الفلسطينية "لإعادة الاعتبار إلى حل الدولتين".

صورة الأوضاع المفجعة التي تنقلها الشاشات، خلقت حالة من النفور الواسع، خصوصاً في صفوف الرأي العام، حسب ما كشفته أرقام التبرعات المالية لأعضاء الكونغرس، حيث هبط التمويل العام لحملات المؤيدين لإسرائيل، لكن الإدارة في وادٍ آخر، تُعدّ العدة لترجمة "البدائل" التي لوّحت بها. وبانتظار ذلك، يجري ملء الوقت بهدنات يومية قصير، يتخللها فتح إضافي خفيف لحنفية الإمدادات الإنسانية، بغرض تنفيس الضغوط، وتخفيف درجة الإحراج.




## مزاعم إسرائيلية بتجميد "غيتو" غزة وسط حديث عن "خطة استراتيجية" مبيتة
28 July 2025 08:10 AM UTC+00

تشير مصادر إسرائيلية إلى تجميد الاحتلال خطة إقامة الغيتو، الذي سمّاه "مدينة إنسانية" على أنقاض رفح المدمّرة، فيما يخطط للعملية العسكرية المقبلة في قطاع غزة ولخطوة "استراتيجية جيّدة" للحسم ضد "حماس"، تزامناً مع "السماح" بإدخال المساعدات الإنسانية، في ظل انتقاد العالم لحرب التجويع الإسرائيلية، المنضوية في إطار حرب الإبادة والتهجير.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الاثنين، أن الهدف الأساسي لـ"المبادرات" الإسرائيلية العاجلة التي نُفذت بهدف زيادة المساعدات لقطاع غزة أخيراً، هو وقف التدهور العالمي لصورة دولة الاحتلال الإسرائيلي، والانتقادات ضدها، في وقت تم فيه تعليق مبادرات جديدة أخرى، مثل "المدينة الإنسانية" في رفح، وتوقف العمل على دفعها قدماً.

وأوضحت أن "الفكرة المثيرة للجدل" بإقامة "مدينة إنسانية" لمئات الآلاف من الفلسطينيين على أنقاض رفح، في خطوة أولى نحو تهجيرهم، آخذة بالاندثار. ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني لم تسمّه، قوله "لا يوجد قرار بالتقدّم في هذا، ولا توجد خطة بديلة أيضاً. كذلك، كان المستوى السياسي يعتقد أنه يتجه نحو صفقة تبادل أسرى تتضمن انسحابات من محاور في جنوب القطاع، لذا يبدو أنه تراجع عن هذه الخطوة في الوقت الراهن، والموضوع مُعلّق".

ووفقاً للصحيفة، التي حاولت في تقريرها تبرير التجويع واعتباره حملة تقودها "حماس"، فوجئ جيش الاحتلال الإسرائيلي باكتشاف أن حكومات غربية، بما في ذلك دول صديقة لإسرائيل، تفضّل تصديق وزارة الصحة التابعة للحركة، على الرواية الإسرائيلية. وقال المصدر في هذا السياق: "لم يعد الأمر متعلقاً بماهية الحقيقة، بل بما يُروى وكيف يتلقّفه العالم. لقد تكبّدنا ضرراً كبيراً. المشكلة أن معظم قراراتنا تُتخذ في اللحظة الأخيرة وبشكل متسرّع، بدلاً من المبادرة والتخطيط المسبق لمثل هذه التحركات، وإقناع الجهات المعنية في العالم، ومنع أزمة كهذه ضد إسرائيل منذ البداية".

كما زعمت مصادر في جيش الاحتلال مساء أمس الأحد، أنه "كان بالإمكان تجنّب المشاهد القاسية في غزة والادعاءات الزائفة التي تروّج لها حركة حماس، لو لم توقف إسرائيل إدخال المساعدات في شهر مارس (آذار الماضي) لأسباب سياسية تتعلق بتهديدات بعض الوزراء بحلّ الائتلاف، ولتمكّن المستوى السياسي من إقناع المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بتوزيع المواد الغذائية الموجودة في الشاحنات العالقة في معبري زِيكيم وكرم أبو سالم".

وأوضحت مصادر أمنية أن "الهُدن تتم فقط في المناطق التي لا تشهد قتالاً، ولم نفتح المحاور التي تقطع أوصال القطاع لحركة سكان غزة"، وأن ذلك يُعتبر "خطوة أخرى تصريحية (مجرد موقف معلن في هذه الحالة) تهدف لإقناع العالم بعدم وجود مجاعة في القطاع، وقد قمنا بخطوة مماثلة في بداية الحرب". وقدّرت الجهات الأمنية أن هذه الهُدن ستستمر على الأقل خلال الأسبوع المقبل، لكنها قد تتوقف إذا وقع حدث أمني كبير في القطاع أو إذا طرأت تغييرات في التقييمات الميدانية.



ووفقاً للصحيفة العبرية، فإن مسارات المساعدات الجديدة لسكان غزة من المتوقّع أن تتماشى أيضاً مع عملية برية مستقبلية أوسع نطاقاً. كما لمحت إلى خطط مبيّتة من وراء مصادقة جيش الاحتلال الإسرائيلي على مبادرة دولة الإمارات لمد خط مياه جديد من محطة التحلية المصرية في سيناء إلى منطقة النازحين في المواصي. وكتبت أنه "من المقرر أن يُقام هذا الخط في الأسابيع القريبة على محور الساحل في خانيونس، ما يعني أن الجيش الإسرائيلي سيتمكّن مستقبلاً من احتلال مدينة (معقل) حماس في المواصي دون الإضرار بالبنية التحتية الجديدة، على خلاف العديد من البنى التحتية الحيوية التي دُمّرت خلال أشهر القتال بسبب العمليات البرية".

سموتريتش: خطوة استراتيجية جيدة تتبلور في غزة

من جانبها، أشارت القناة 12 العبرية، لحديث وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، عن مخطط للاحتلال، يتبلور خلف الكواليس بشأن غزة، تزامناً مع "السماح" بإدخال المساعدات الإنسانية. ويعارض سموتريتش إدخال أي ذرة مساعدات إلى غزة كما صرح مراراً، لكنه أوضح لأعضاء حزبه، سبب بقائهم في الحكومة رغم "المساعدات"، لافتاً إلى أن "خطوة استراتيجية جيدة" تتبلور خلف الكواليس بشأن القطاع.

وكتب في رسالة بعثها إلى أعضاء الكنيست من حزبه: "في الحرب لا مكان للاعتبارات السياسية"، مضيفاً: "سنُقيّم الأمور بناءً على النتيجة، وهي هزيمة حماس". وأضاف: "نحن نُقدم على خطوة استراتيجية جيدة، يُفضل عدم التوسّع في الحديث عنها الآن. خلال وقت قصير سنعرف إن كانت ناجحة وإلى أين نتجه".




## الخرطوم تنفض غبار الحرب وتنبض بالحياة مجدداً
28 July 2025 08:25 AM UTC+00

بدأت الحياة تدبّ من جديد، رويداً رويداً، في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم وأسواقها، وكأن المدينة التي أنهكتها الحرب على مدار عامين تطل من بين الركام، لتصحو مجدداً بعد غيبوبة طويلة. وعانت الخرطوم، الواقعة بين النيلين الأزرق والأبيض، كما السودان بأكمله من حرب بين الجيش وقوات "الدعم السريع" منذ منتصف إبريل/نيسان 2023، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليوناً، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.

لكن خلال الأشهر الأخيرة، بدأت مساحات سيطرة قوات "الدعم السريع" تتناقص بشكل متسارع في مختلف ولايات السودان لمصلحة الجيش، الذي وسّع من نطاق انتصاراته لتشمل الخرطوم وولاية النيل الأبيض. وفي 20 مايو/أيار الماضي، أعلن الجيش السوداني سيطرته على كامل مدينة الخرطوم وخلوها من قوات "الدعم السريع". ورصدت وكالة الأناضول في جولة وسط الخرطوم، حيث مركز المدينة السياسي والمالي والتجاري، واقع الحياة بعد مرور أكثر من شهرين على بسط الجيش السوداني سيطرته على العاصمة كلها.

من تحت الركام

ورغم الدمار الكبير الذي تلاحظه العين في المباني والمرافق الحكومية والخاصة وسط الخرطوم، تشير حركة السيارات والدراجات النارية القليلة في الشوارع إلى أن الحياة بدأت تدبّ في العاصمة السودانية كأنها تقوم على مراحل من تحت الركام، وظهر سكانها وكأنهم يختبرون شعور العودة إلى الحياة. ووسط بارقة الأمل تلك، لا يخفى على المارة في شوارع الخرطوم آثار التفجيرات التي طاولت مباني، وفنادق، وأبراجاً بينها برج النيل، وبرج بنك الساحل والصحراء، وبرج سوداتل.



وظهر الدمار على هذه المباني متمثلا في جدران محترقة، ونوافذ مهشمة، وثقوب أحدثتها القذائف والأعيرة النارية على الجدران. وفي مسجد "الشهيد" أكبر جوامع وسط العاصمة السودانية، والذي يتميز بموقعه في مقرن النيلين (التقاء نهر النيلين الأزرق والأبيض) يبدو الدمار جليا، حيث طاولت نيران الاشتباكات أجزاءه. واليوم وبعد مرور أكثر من عامين على اندلاع تلك الحرب، أصبحت معظم طرق وشوارع وسط الخرطوم الرئيسة نظيفة، بعد إزالة مخلفات الحرب والسيارات والمركبات المحترقة منها بواسطة حكومة ولاية الخرطوم.

إلا أن المباني المدمرة لا تزال على حالها في انتظار ترميم وصيانة يعيدانها لسابق عهدها. وفي 19 يوليو/ تموز الجاري هبطت الطائرة الرئاسية لأول مرة وكان على متنها رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في مدرج مطار الخرطوم، المغلق منذ 15 إبريل 2023. وسبقه بيوم وصول رئيس الوزراء كامل إدريس إلى العاصمة السودانية في أول زيارة له منذ تعيينه في المنصب، في 30 مايو/أيار الماضي.

وقال إدريس في حينه إنه "ستتم إعادة تأهيل مدينة الخرطوم بالكامل خلال ستة أشهر". وتأتي هذه الزيارات بالتزامن مع دعوات حكومية وشعبية للعودة إلى الخرطوم وإعمارها من جديد. وفي السياق، أفاد عضو مجلس السيادة ورئيس اللجنة العليا لتهيئة البيئة لعودة المواطنين إلى ولاية الخرطوم، إبراهيم جابر، في أول اجتماع للجنة إن "توفير المياه يمثل الأولوية القصوى". كما لفت إلى أن تهيئة البيئة لعودة المواطنين للخرطوم تستلزم "توفير الكهرباء والطاقة، وذلك من خلال العمل على إدخال المحطات الرئيسية للعمل وإنارة الشوارع العامة وتشغيل المرافق الصحية". وشُكلت تلك اللجنة بقرار من البرهان في 16 يوليو الجاري.



تهيئة الخرطوم

من جانبه، بدأ اتحاد الغرف التجارية (أهلية)، بالعمل وبدأ فعليا بحصر الأضرار التي تعرضت لها العاصمة السودانية. وقال أسامة عوض رئيس لجنة "حصر الضرر" بالاتحاد، إنهم يحاولون العمل مجددا، حتى يتسنى لهم القيام بالدور المطلوب من اتحاد الغرف التجارية. وأضاف: "سنباشر العمل وسنسعى إلى خدمة رجال الأعمال وحل المشكلات بين التجار والمستثمرين والحكومة.

وذكر عيسى أن الأضرار التي طاولت برج الغرف التجارية بالخرطوم "لم يكن كبيرا"، وخلال فترة وجيزة ستتم صيانته. وإلى حين إكمال خطة الحكومة بتهيئة بيئة العاصمة الخرطوم، يواصل النازحون واللاجئون العودة إلى ديارهم بالمدينة. وبلغ عدد السودانيين العائدين حوالي 26 ألفا و965 شخصا خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، وفق منظمة الهجرة الدولية. 

(الأناضول)




## الفلسطينيون في غزة محبطون: نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً
28 July 2025 08:37 AM UTC+00

تسود في قطاع غزة حالة من الإحباط العام نتيجة التناقض الصارخ بين الأنباء المتداولة حول دخول المواد الغذائية والإمدادات الإنسانية، وبين الواقع الميداني الذي لم يشهد أي تحسن ملموس، إذ لا تزال المجاعة تفتك ببطون الغزيين. وإلى جانب استمرار القصف والجرائم الإسرائيلية حتى في "الهدنة الإنسانية" التي أعلن عنها الاحتلال الإسرائيلي أمس الأحد، تتفاقم الأوضاع المعيشية بشكل متسارع، في ظل نفاد المواد الغذائية، وعلى رأسها الدقيق، إضافة إلى النقص في الأدوية والمستهلكات الطبية.

وبالتزامن مع تعقيدات الواقع الإنساني المتفاقمة، تواصل أسعار المواد الغذائية الشحيحة ارتفاعها في السوق السوداء، إذ يستولي اللصوص على شاحنات المساعدات القليلة، ويقومون ببيعها بأسعار باهظة لا تتناسب مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة لغالبية الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم ومصادر عيشهم، فيما استنزف طول أمد الحرب مدخراتهم كافة.

ورافقت الزخم الكبير حول بدء دخول شاحنات المساعدات إلى غزة حالة من الإحباط، بسبب استيلاء اللصوص على محتويات عدد من الشاحنات بالكامل، وحرمان من لم يتمكنوا من التجمهر في الطريق من الحصول على أي جزء منها، الأمر الذي بات يشعر الغزيين بأن ما يجري ليس سوى خديعة إسرائيلية لتضليل الرأي العام، وغسل يد الاحتلال من المجاعة التي تفتك بأطفالهم.

في الإطار، حذّرت منظمة الصحة العالمية من وصول معدلات سوء التغذية في غزة إلى مستويات مثيرة للقلق، فيما يعاني واحد من بين كل خمسة أطفال من سوء التعذية الحاد، وقد تسببت بارتفاع حاد في عدد الوفيات، فيما لم تتمكن الأجساد الهزيلة من الصمود في وجه الأزمة، ليفارق بعضهم الحياة قبل الوصول إلى المستشفيات، أو بعد مدة وجيزة. بدورها، أوضحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أن أطفال غزة يموتون جوعاً في ظل الحاجة الماسة لدخول واسع النطاق ومستمر للمساعدات الإنسانية. فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع عدد حالات الوفاة بسبب الجوع إلى 133 بينهم 87 طفلاً.

تقول الفلسطينية ابتهال صيام (33 عاماً)، إنها استبشرت خيراً بسماع الأخبار المتعلقة بدخول المساعدات الإنسانية، والتي من شأنها تخفيف حدة أزمة التجويع القاتلة والتي تسببت في مضاعفة أوجاع الناس المتواصلة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وتبين صيام النازحة من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة نحو المناطق الغربية للمدينة، أن الأجواء الإيجابية التي ترافقت مع الإعلان بدأت تتضاءل بسبب عدم تأثيرها على الواقع المعيشي، إذ إن النقص لا يزال حاداً، فيما لا تزال أسعار السلع الشحيحة مرتفعة للغاية.

وتلفت صيام إلى أن زوجها لا يذهب إلى أماكن انتظار المساعدات، نظراً لخطورة الأوضاع والاستهداف الإسرائيلي المباشر، إلى جانب اقتناعه بضرورة وصول المساعدات بأمان وكرامة إلى الناس، "لكن التلاعب في عدد دخول الشاحنات، ومن ثم سرقتها أصابانا بحالة شديدة من الإحباط".

بدوره، يشير الفلسطيني عمار أبو ريالة (42 عاماً)، إلى أن الناس باتوا مقتنعين بأن الاحتلال يتلاعب بهم من خلال الترويج لدخول المساعدات لتخفيف الضغط الدولي عليه في ما يتعلق بالجانب الإنساني، بينما يواصل مراوغته في دخول المساعدات، وكمياتها، ومساراتها في مناطق تعرضها للسرقة من اللصوص والمجوعين.

ويبين أبو ريالة النازح إلى مخيم في شارع الجلاء وسط مدينة غزة لـ "العربي الجديد"، أن الواقع المعيشي يزداد سوءا كل لحظة، حيث تستفحل المجاعة، وتتضاعف الأسعار، في الوقت الذي لم يعد لدى الغزيين أي مصدر دخل أو نقود لشراء المواد الغذائية من السوق السوداء، والتي تباع فيها السلع بأسعار خيالية. ويقول: "لم نعد نحتمل الأوضاع القاسية، فقد نزحنا إلى أكثر من مكان في ظل ظروف صعبة، ونشعر بالفرح لحظة سماعنا أي خبر عن انفراجة من شأنها تحسين واقعنا المعيشي ولو قليلاً، إلا أننا لم نلمس أي تغيير جوهري حتى اللحظة".



من ناحيته، يبين النازح الفلسطيني سعدي اشنينو، أن أهالي القطاع يتعرضون لكل أشكال الموت والقهر والإحباط في ظل شعور عام بأنهم وحيدون، بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة والتجويع للشهر الـ 22 وسط صمت دولي وعربي مطبق. ويوضح اشنينو، أن الفلسطينيين في غزة تمنوا أن تُفضي محادثات وقف إطلاق النار إلى انفراجة حقيقية، لكن ذلك لم يحدث على الرغم من الزخم الشديد في المفاوضات، وكذلك فيما يتعلق بالأخبار المتعلقة بدخول المساعدات الإنسانية، والتي سمع عنها الجميع إلا أنها لم تساهم في حل أزماتهم المعقدة.

ويشدد اشنينو على ضرورة إنجاح الجهود المصرية والعربية الرامية إلى تخفيف حدة الأزمة الإنسانية في القطاع، عبر شق مسارات آمنة للشاحنات بعيدا عن أيدي اللصوص والمشبوهين، على أمل أن تصل لمستحقيها، وتخفف من وطأة التجويع الذي يقتل الأطفال والمجوعين على مدار الوقت.




## تايلاند: خمسة قتلى بإطلاق نار في بانكوك
28 July 2025 08:51 AM UTC+00

قتل 5 حراس أمنيين وأصيب شخص في إطلاق نار وقع الاثنين في سوق شعبية لبيع الطعام في بانكوك على ما أعلنت الشرطة التايلاندية. وقال وروبات سوكثاي، نائب مدير شرطة منطقة بانغ سو في بانكوك حيث وقع الحادث: "الشرطة تحقق في الدافع، وحتى الآن الأمر يتعلق بإطلاق نار"، مؤكدا أن مطلق النار انتحر.

ويأتي الهجوم في وقت تشهد فيه البلاد صراعا مع الجارة كمبوديا وسط اشتباكات عنيفة أدت خلال أربعة أيام إلى سقوط 30 قتيلا، معظمهم من المدنيين، وإجلاء أكثر من 130 ألف شخص من المناطق الحدودية في البلدين. وقالت وزارة الدفاع في كمبوديا إن تايلاند قصفت وشنت هجمات برية صباح أمس الأحد على عدد من النقاط، بما في ذلك في منطقة متاخمة لمقاطعة ترات الساحلية في تايلاند.



وأكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الاثنين، أن مسؤولين من وزارته موجودون في ماليزيا للمساعدة في جهود السلام، حيث من المقرر أن تبدأ كمبوديا وتايلاند محادثات هناك، اليوم، على أمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وأضاف روبيو في بيان، أصدرته وزارة الخارجية الأميركية في ساعة مبكرة من صباح اليوم، أنه والرئيس دونالد ترامب يتواصلان مع نظرائهما في كل دولة، ويراقبان الوضع عن كثب.

ويدور خلاف بين كمبوديا وتايلاند منذ زمن بعيد حول ترسيم الحدود بينهما التي تمتد على أكثر من 800 كيلومتر، وحُددت بموجب اتفاقات في أثناء الاحتلال الفرنسي للهند الصينية. وبين 2008 و2011، أدت الاشتباكات حول معبد برياه فيهيار، المدرج في قائمة التراث العالمي لـ"يونسكو" والذي تطالب به الدولتان، إلى مقتل ما لا يقل عن 28 شخصاً ونزوح الآلاف. وأيّدت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة كمبوديا مرّتين، الأولى في 1962 والثانية في 2013، بشأن ملكية المعبد والمنطقة المحيطة به.

(فرانس برس، العربي الجديد)




## وزارة الصحة في غزة: 14 حالة وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال الـ24 ساعة الماضية من بينهم طفلان
28 July 2025 08:56 AM UTC+00





## وزارة الصحة في غزة: ارتفاع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 147 حالة من بينهم 88 طفلاً
28 July 2025 08:56 AM UTC+00





## طهران: لا خطط لمفاوضات مع واشنطن وسنردّ على تفعيل العقوبات
28 July 2025 09:09 AM UTC+00

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين، عدم وجود أي خطط لإجراء مفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة في الوقت الراهن، مضيفا أن الإدارة الأميركية استغلت جولات الحوار السابقة للعدوان على إيران، و"خانت الدبلوماسية"، مشددا على أن الشرط الأساسي لاستئناف أي مفاوضات جديدة هو "تغيير السلوك والرؤية الأميركيين تجاه أصل التفاوض"، وأشار في الوقت نفسه إلى أن بلاده لن تتردد في انتهاج الدبلوماسية متى رأت أن مصلحتها القومية يمكن أن تتحقق عن طريق التفاوض.

في السياق، وجه بقائي تحذيرا للدول الأوروبية الثلاث، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بشأن تفعيل آلية "سناب باك" التي تهدف إلى إعادة فرض العقوبات والقرارات الدولية على إيران، مؤكدا أن طهران سترد بحزم إذا اتُخذ مثل هذا الإجراء. كما قال إنه "لا يوجد أي أساس قانوني لإعادة فرض هذه العقوبات"، مجددا التأكيد أن أنشطة تخصيب اليورانيوم في إيران ستستمر، وأن عضوية إيران في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية يجب أن تؤمّن لها كامل حقوقها، بما فيها الحق في تخصيب اليورانيوم للطاقة النووية السلمية.

وأعلنت الترويكا الأوروبية، المكونة من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، مؤخرا، أنها منحت إيران مهلة تمتد حتى نهاية شهر أغسطس/آب المقبل للعودة إلى طاولة المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، فضلاً عن استئناف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكّدت الترويكا الأوروبية أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق نووي جديد، فإنّها ستقوم بتفعيل آلية "سناب باك" أو "فض النزاع" المنصوص عليها ضمن الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والتي تتيح إعادة فرض العقوبات والقرارات الدولية تلقائيا على إيران. يشار إلى أن صلاحية استعمال هذه الآلية تنتهي بحلول 18 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، مع انتهاء أجل الاتفاق.

إيران: زيارة أحد مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في غضون أسبوعين

من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عن زيارة مرتقبة لأحد مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران خلال الأسبوعين المقبلين، مشيرا إلى أن هذه الزيارة ستخصص لمناقشة الجوانب الفنية للملف النووي الإيراني.

وكان نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي قد أعلن أن وفدًا فنيًا تابعًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية سيزور إيران خلال "أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع"، من دون أن يُسمح له بدخول المواقع النووية. وقال غريب آبادي، في تصريح أدلى به لصحافيين في مقر الأمم المتحدة الأربعاء، إن الزيارة تهدف إلى مناقشة "ترتيبات جديدة" للعلاقة بين إيران والوكالة، بعدما حمّلت طهران الأخيرة جزءًا من المسؤولية عن الغارات الأخيرة على منشآتها النووية.

ويوم الجمعة، قال المدير العام للوكالة رافاييل غروسي إن طهران مستعدة لاستئناف المحادثات الفنية. وأضاف خلال تعليقات في سنغافورة أن إيران يجب أن تكون واضحة بشأن المرافق والأنشطة لديها. كما أضاف للصحافيين على هامش محاضرة عامة أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية اقترحت على إيران بدء مناقشات حول "آليات استئناف أو بدء (عمليات التفتيش) من جديد". وتابع: "هذا ما نخطط للقيام به، ربما نبدأ بالتفاصيل الفنية، ثم ننتقل لاحقا إلى مشاورات عالية المستوى". وأشار إلى أن الفرق الفنية التي تُرسَل إلى إيران من أجل إجراء محادثات لن تشمل مفتشين في هذه المرحلة.



وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن من الضروري السماح لها باستئناف عمليات التفتيش بعد الغارات الجوية الإسرائيلية والأميركية الشهر الماضي، التي استهدفت تدمير البرنامج النووي لإيران وحرمانها من القدرة على صنع سلاح نووي. وكانت إيران قد حمّلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية جزءًا من المسؤولية عن الغارات التي استهدفت منشآتها النووية في يونيو/ حزيران، وعلّقت رسميًا، مطلع يوليو/ تموز، أي تعاون مع هذه الوكالة الأممية بموجب قانون أقره البرلمان.

وفي ما يخص الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، قال بقائي إن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أطلق تحركات دبلوماسية في الأيام الأخيرة، مشيرا إلى أن تركيا، رئيسة الدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي، تسعى إلى عقد اجتماع طارئ للمنظمة حول غزة في أقرب وقت ممكن. وأكد استمرار الاتصالات مع السعودية، الدولة المضيفة للمنظمة، ومع تركيا، في هذا الإطار، معربا عن أمله أن تسفر هذه التحركات عن دفع المجتمع الدولي لدعم الشعب الفلسطيني في غزّة.




## تواصل المساعدات الغذائية لليوم الثاني إلى غزة عبر معبر رفح
28 July 2025 09:20 AM UTC+00

بدأت قافلة من شاحنات المساعدات صباح اليوم الإثنين، بالتحرك من أمام معبر رفح نحو كرم أبو سالم تمهيدًا لدخولها قطاع غزة. وذكرت قناة "القاهرة الإخبارية" أنه لليوم الثاني على التوالي، تتواصل حركة المساعدات الإنسانية المصرية من أمام معبر رفح البري، متجهة نحو معبر كرم أبو سالم؛ تمهيدًا لدخولها قطاع غزة. وأفادت بأن شاحنات المساعدات المصرية تصطف أمام معبر رفح، وتضم حمولات كبيرة من المواد الإغاثية الضرورية ، مشيرة إلى أنَّ هذه الشاحنات تحمل كميات ضخمة من الدقيق، الذي يُعد السلعة الأكثر نقصًا في غزة حاليًا، بالإضافة إلى معدات مخصصة لترميم البنية التحتية بالقطاع.

وسمحت إسرائيل، أمس الأحد، بإدخال مساعدات غذائية وإنسانية وتموينية إلى غزة، بعد أن شهد القطاع تصاعداً كبيراً في حالات المجاعة في الفترة الماضية، واستشهاد العشرات جراء الجوع واختفاء سلع ضرورية مثل حليب الأطفال، بسبب الحصار المستمر وحرب الإبادة الجماعية. وتعد خطوة دخول المساعدات جزءاً من جهود إغاثية مكثفة للتخفيف من الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان القطاع.
وفي تصريحات خاصة لـ "العربي الجديد"، أفاد مصدر مصري في معبر رفح البري بأن أكثر من 130 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية اجتازت المعبر باتجاه معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي أمس، حيث فُتّشت الشحنات قبل السماح بدخولها إلى غزة. وأشار المصدر إلى أن غالبية الشحنات التي أُدخلت -حتى ظهر أمس الأحد- كانت تشمل مساعدات غذائية وأدوية.

تدفق شاحنات الطحين

وعلى مستوى نوعية المساعدات التي تدفقت على غزة أكد المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن إسرائيل رفضت في البداية إدخال بعض الشاحنات، خاصة تلك المحملة بالطحين حتى منتصف يوم أمس، ما يعكس استمرار القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال على نوعية المساعدات المسموح بها في ظل الحصار القائم، لكنها عادت وسمحت بمرور الطحين في وقت لاحق.

ووفق المصدر، فإن بعض الشاحنات المتجهة عبر معبر رفح حملت معدات لإصلاح البنية التحتية في غزة، بما في ذلك محطات تحلية المياه وأنظمة الصرف الصحي، في محاولة لتلبية الاحتياجات الطارئة التي يعانيها القطاع. وأفاد شهود عيان بأنه لم يُلاحَظ دخول أي شاحنات وقود من بنزين وسولار أو غاز منزلي كما كان الوضع قبل وقف المساعدات.



وتضمنت المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى غزة شحنات غذائية تحتوي على مجموعة من المواد والسلع التموينية الأساسية لاحتياجات الأسر في القطاع. وتشمل السلات الغذائية السكر، والعدس، وملح الطعام، والزيوت، والمياه المعدنية، والأجبان، وحليب الأطفال، وهي مواد ضرورية تساهم في التخفيف من معاناة السكان الذين يعانون نقصاً حادّاً في المواد الأساسية.

إلى جانب هذه السلات، تضمنت الشحنات أيضاً كميات من الطحين، المادة الحيوية في تحضير الطعام اليومي لأهالي غزة، وشحنات من المعلبات والبقوليات، مثل الفاصوليا والحمص، التي تعد من المصادر المهمة للبروتين الغذائي للأسر في القطاع. وبعد خمسة أشهر من الانتظار، سمحت إسرائيل أخيراً بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في قرار مفاجئ جاء في خضم تصاعد حالة المجاعة التي يعانيها سكان القطاع، وهو ما نقلته وسائل الإعلام وأدى إلى حالة من الضغط الدولي على إسرائيل خلال الأيام الأخيرة.

مصر بوابة رئيسية للمساعدات

بحكم الجوار، تعد مصر إحدى البوابات الرئيسية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وقد بدأت شاحنات المساعدات التابعة للهلال الأحمر المصري والمؤسسات الدولية بالتحرك منذ ساعات الفجر الأولى ليوم أمس الأحد، من مستودعات العريش والمخازن اللوجيستية باتجاه معبر رفح البري.

وأكدت مصادر محلية وشهود عيان في سيناء لـ "العربي الجديد" تحرك عشرات الشاحنات، للمرة الأولى منذ بداية مارس/آذار الماضي، في محيط معبر رفح البري استعداداً لدخول قطاع غزة بعد التفتيش في معبر كرم أبو سالم. وأشارت المصادر، التي رفضت ذكر اسمها، إلى وجود استنفار أمني وإعلامي في محيط المعبر لتغطية إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والتي تقدر بأكثر من مئة شاحنة محملة بمواد غذائية متنوعة.

قافلة الهلال الأحمر

من جانبه، أعلن الهلال الأحمر المصري إطلاق قافلة مساعدات جديدة بعنوان "زاد العزة .. من مصر إلى غزة"، تضم أكثر من 100 شاحنة محملة بأكثر من 1200 طن من المواد الغذائية، تشمل نحو 840 طناً من الطحين و450 طناً من السلال الغذائية المتنوعة وذلك في اتجاه جنوب غزة عبر معبر كرم أبو سالم. وتأتي هذه المساعدات في إطار الجهود المصرية المستمرة لدعم أهالي القطاع وتخفيف وطأة الأزمة الإنسانية التي يواجهونها. وأمس الأحد، عرض التلفزيون المصري صوراً لشاحنات الهلال الأحمر المصري تحمل منصات نقالة متجهة إلى معبر كرم أبو سالم.

فيما أوضح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن القطاع يحتاج يومياً إلى 600 شاحنة إغاثية تشمل حليب الأطفال والمساعدات الإنسانية والوقود لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان. وأضاف أن الاحتياج إلى حليب الأطفال بلغ 250 ألف علبة شهرياً للأطفال الرُّضع، مؤكداً أن الحل الجذري للأزمة يكمن في فتح المعابر وكسر الحصار فوراً.



وأشار المكتب إلى أن قطاع غزة يواجه كارثة إنسانية حقيقية بسبب الحصار الخانق وإغلاق المعابر ومنع تدفق المساعدات وحليب الأطفال لمدة 148 يوماً على التوالي. ورغم التحرك الحالي لإدخال عشرات الشاحنات، تبقى هذه الخطوة محدودة ولا تكفي لكسر المجاعة، مما يستدعي ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة تضمن تدفق المساعدات بشكل دائم وكامل، بعيداً عن الحلول الجزئية.

واختتم المكتب بيانه بتأكيد أن الحل الحقيقي والفعال يكمن في فتح المعابر بلا شروط، مما يضمن وصول حليب الأطفال والمساعدات الإنسانية بشكل مستمر ومن دون تأخير.

استمرار الأزمات المعيشية

يعتبر دخول هذه المساعدات تطوراً مهماً في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، حيث تفيد تقارير محلية ودولية بأن المجاعة تهدد حياة آلاف الأشخاص في القطاع الذي يعاني نقصاً حادّاً في الغذاء والدواء. ويأتي هذا القرار في وقت حساس، حيث يكافح القطاع الصحي في غزة لمواجهة تفشي الأمراض ونقص الموارد الطبية الأساسية.

ورغم هذه الخطوة الإنسانية، يبقى الكثير من سكان غزة في انتظار المزيد من الدعم والموارد الأساسية. وتشير المنظمات الإنسانية إلى أن حجم المساعدات التي أُدخلت لا يزال غير كافٍ لتلبية احتياجات السكان المتزايدة في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها القطاع. ويبقى الوضع في غزة محط اهتمام دولي، حيث تتزايد الدعوات من مختلف الأطراف إلى إيجاد حلول عاجلة ومستدامة لتحسين الوضع الإنساني في القطاع، في ظل استمرار الأزمة السياسية والاقتصادية.

ومن جانبه، قال رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة أمجد الشوا، إن مواطني قطاع غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، يعيشون على مساحة لا تزيد على 46 كيلومتراً مربعاً، بنسبة لا تزيد على 12% من المساحة الإجمالية للقطاع.
وأوضح الشوا أمس الأحد، أن عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات المتوقع دخولها إلى قطاع غزة خلال الساعات المقبلة، يراوح بين 150 و200 شاحنة، وهي تسمح بتخفيف حجم الكارثة الإنسانية في القطاع، حيث تقدر الحاجة اليومية بألف شاحنة.

وذكر أن الشاحنات المتوقع دخولها ستحمل مواد إغاثية أساسية، كالدقيق، والمواد الغذائية، والإمدادات الطبية، ومواد النظافة وتنقية المياه، من خلال الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، كبرنامج الغذاء العالمي ويونيسف ومنظمة الصحة العالمية، إضافة إلى الجانب المصري والهيئة الهاشمية الأردنية.




## سورية والسعودية توقعان مذكرة تفاهم في مجالات الطاقة
28 July 2025 09:27 AM UTC+00

وقّعت السعودية وسورية مذكرة تفاهم في مجالات الطاقة، تشمل تعزيز التعاون الثنائي في قطاعات عدة منها الكهرباء والربط الكهربائي الإقليمي والنفط والغاز. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أنه تم توقيع "مذكرة تفاهم سورية - سعودية في مجالات الطاقة، تشمل تعزيز التعاون الثنائي في قطاعات الكهرباء والطاقة المتجددة، والربط الكهربائي الإقليمي، والنفط والغاز، والبتروكيماويات، وتحولات الطاقة والتقنيات الحديثة، إضافة إلى تطوير الكوادر البشرية وتشجيع الابتكار ونقل التكنولوجيا".

وجاءت المذكرة الأحد، غداة زيارة رسمية أجراها زير الطاقة السوري محمد البشير إلى السعودية، بدأت السبت، للقاء عدد من المسؤولين، بحسب ما ذكرته وزارة الطاقة السورية عبر قناتها على تليغرام. وتهدف الزيارة إلى "تعزيز التعاون الثنائي واستعراض الفرص الاستثمارية بين البلدين في مجالات النفط والكهرباء والموارد المائية".

وترأس البشير، أمس الأحد، ورشة عمل لبحث آفاق التعاون الممكنة مع المملكة. جاء ذلك بحسب ما ذكرت "سانا" غداة وصول البشير إلى السعودية، في زيارة غير محددة المدة، لبحث تعزيز التعاون بين البلدين. ووفق "سانا"، فقد "أقامت وزارة الطاقة في السعودية، الأحد، ورشة عمل متخصصة حول الحوكمة ترأسها البشير، بمشاركة مسؤولين سعوديين منهم مساعد وزير الطاقة لشؤون الكهرباء ناصر بن هادي القحطاني".





 



واستعرضت الورشة "خطط وتجارب وزارة الطاقة السعودية في مجالات الحوكمة والتطوير المؤسسي، وناقشت آفاق التعاون الممكنة مع الجانب السوري، لا سيما في ما يتعلق بنقل التجارب والحلول الناجحة لدعم قطاع الطاقة في سورية، ما يشكل مرجعاً مهماً في التعاون الثنائي بين الجانبين"، بحسب المصدر نفسه. 



والجمعة، أعلن رئيس مجلس الأعمال السوري السعودي محمد بن عبد الله أبو نيان الشروع في خطة عمل لخمس سنوات، لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. وأضاف أن "المجلس شرع مباشرة في وضع خطة عمل للأعوام من 2025 إلى 2030، تهدف لتعزيز التعاون الاقتصادي المستدام بين المملكة وسورية، وإبراز الفرص ودعم الشراكات الاستراتيجية، وتيسير الإجراءات التجارية واللوجستية لصادرات الشركات السعودية".

والخميس، جرى الإعلان عن تأسيس مجلس الأعمال السوري السعودي ضمن فعاليات المنتدى الاستثماري السوري السعودي بقصر الشعب في دمشق. والجمعة، أعلن رئيس المجلس محمد بن عبد الله أبو نيان الشروع في خطة عمل لخمس سنوات، لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. ومنذ إطاحة نظام الأسد أواخر 2024، تجري الإدارة السورية الجديدة إصلاحات اقتصادية وسياسية، وتبذل جهودا مكثفة لإطلاق التعاون مع دول عديدة وتعزيزه، بعد أن بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق منهية 61 عاماً من حكم حزب البعث، بينها 53 عاماً من حكم أسرة الأسد. 

(الأناضول، العربي الجديد)




## الصين تواجه قيود التصدير الأميركية بتحالفات في الذكاء الاصطناعي
28 July 2025 09:53 AM UTC+00

أعلنت شركات تكنولوجيا صينية، خلال مشاركتها في المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي المنعقد في شنغهاي، عن تأسيس تحالفين صناعيين جديدين يهدفان إلى بناء منظومة محلية متكاملة في قطاع الذكاء الاصطناعي. في خطوة تُعدّ جزءًا من جهود بكين لمواجهة القيود المفروضة من الولايات المتحدة على تصدير شرائح "إنفيديا" (Nvidia) المتقدمة.

ويجمع التحالف الأول، الذي يحمل اسم "تحالف ابتكار منظومة النماذج والرقاقات"، بين مطوري النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) وشركات تصنيع رقائق صينية بارزة، من بينها "هواوي" (Huawei)، و"بيرين" (Biren)، و"مور ثريدز" (Moore Threads)، و"إنفليم" (Enflame). ويهدف هذا التحالف إلى تطوير منظومة تكنولوجية متكاملة تبدأ من تصميم الرقاقة وصولًا إلى البنية التحتية للنماذج، بما يعزز الاستقلالية التقنية ويقلّص الاعتماد على المنتجات الأميركية. وقد تأسس التحالف بقيادة شركة "ستيب فن" (StepFun)، وهي شركة ناشئة مقرّها شنغهاي.

وصرح تشاو ليدونغ، الرئيس التنفيذي لشركة Enflame، إن هذه المبادرة تمثل "منظومة ابتكارية تربط سلسلة التكنولوجيا الكاملة من الرقاقة إلى النموذج وحتى البنية التحتية".

أما التحالف الثاني، فقد أُطلق تحت مظلّة "لجنة الذكاء الاصطناعي في غرفة التجارة العامة لمدينة شنغهاي"، ويضم عدداً من الشركات الصينية الرائدة في هذا المجال، منها "سينس تايم" (SenseTime)، و"ميني ماكس" (MiniMax)، و"ميتاكس" (Metax)، و"إيلوفاتار كور إكس" (Iluvatar CoreX). ويركّز هذا التجمّع على تعزيز التكامل بين الذكاء الاصطناعي وعمليات التحوّل الصناعي، بما يدعم تطوير التطبيقات العملية لهذه التكنولوجيا على نطاق واسع في مختلف القطاعات الاقتصادية.



ويأتي إطلاق هذين التحالفين في وقت تسعى الصين إلى تسريع وتيرة تطوير صناعتها التكنولوجية، وسط القيود الأميركية المتزايدة التي تستهدف حرمان بكين من الوصول إلى أحدث تقنيات الحوسبة، ولا سيما رقائق شركة "إنفيديا" (NVIDIA).

وقد شهد المؤتمر كذلك عرض نظام حوسبة متقدم من شركة "هواوي" يُدعى CloudMatrix 384، يضم 384 شريحة من نوع Ascend 910C. وبحسب مؤسسة "سيمي أناليسيس" (SemiAnalysis) للأبحاث، فإن هذا النظام قد يقدّم أداءً منافساً لنظام GB200 NVL72 من "إنفيديا".

كما كشفت شركات صينية أخرى عن عدد من الابتكارات الجديدة، من بينها نماذج تفاعلية ثلاثية الأبعاد من تطوير "تينسنت" (Tencent)، وتقنيات "الإنسان الرقمي" من "بايدو" (Baidu)، بالإضافة إلى نظارات "كوارك" الذكية (Quark AI Glasses) من "علي بابا" (Alibaba)، والتي من المتوقع طرحها في السوق الصينية بنهاية عام 2025، وتتميّز بإمكانية التنقل الصوتي والدفع عبر "علي باي" (Alipay).

 (رويترز، العربي الجديد)




## اكتشاف بصمة يد عمرها 4 آلاف عام على أثر طيني مصري
28 July 2025 09:53 AM UTC+00


اكتُشفت بصمة يدٍ تعود إلى أكثر من أربعة آلاف عام، مطبوعة على أثرٍ طيني صُنع ليُوضع داخل قبر مصري، وذلك أثناء التحضير لمعرض في أحد المتاحف البريطانية.

وأوضحت هيلين سترودويك، عالمة المصريات في "متحف فيتزويليام" (Fitzwilliam Museum) في كامبريدج، أنّ بصمة اليد الكاملة "النادرة والمثيرة" ربما تعود إلى صانع القطعة الذي لمسها قبل أن يجفّ الطين، وفقاً لوكالة أنباء "بي إيه ميديا" (PA Media) البريطانية.

وتمّ العثور على البصمة في قاعدة ما يُعرف بـ"مسكن الروح" (Soul Houses)– وهو نموذج طيني على هيئة مبنى، كان يُوضع داخل المدافن. ويعود تاريخ هذا الأثر إلى حوالي 2055 و1650 قبل الميلاد، وكان يحتوي على مساحة أمامية مفتوحة تُوضع فيها قرابين غذائية، مثل أرغفة الخبز والخس ورأس ثور. ويُعتقد أنّ "مساكن الروح"، قد استخدمت كصوانٍ لتقديم القرابين، أو لتوفير مأوى رمزياً لروح المتوفى داخل القبر.

وصرّحت سترودويك، كبيرة علماء المصريات في متحف فيتزويليام وأمينة المعرض الجديد "صُنع في مصر القديمة" (Made in Ancient Egypt)، بالقول: "سبق أن رصدنا آثاراً لبصمات أصابع في ورنيش مبلّل أو على توابيت مزخرفة، لكنّ العثور على بصمة يدٍ كاملة تحت مسكن الروح يُعدّ أمراً نادراً ومثيراً فعلًا". وأضافت: "لقد تركها الصانع عندما لمس القطعة قبل أن يجفّ الطين... لم يسبق لي أن رأيت بصمة يدٍ كاملة على قطعة أثرية مصرية من قبل". وتابعت: "يمكنك أن تتخيّل الشخص الذي صنع هذه القطعة، وهو يلتقطها لنقلها من الورشة إلى الخارج لتجفّ قبل الحرق. مثل هذه التفاصيل تأخذك مباشرةً إلى لحظة صناعة الأثر، وتقرّبك من الإنسان الذي صنعه، وهو ما يشكّل جوهر معرضنا".



ويُظهر تحليل القطعة أنّ الخزّاف بدأ ببناء هيكل من العصي الخشبية، ثم غطّاه بالطين لصنع مبنى من طابقين مدعوم بأعمدة. ويرجّح الباحثون أنّ البصمة التي عُثر عليها في أسفل القطعة تركها شخص – ربما الخزاف ذاته – أثناء نقل "مسكن الروح" من الورشة ليجفّ قبل حرقه في الفرن.

واستخدم الفخار على نطاق واسع في مصر القديمة، خاصةً لأغراض وظيفية، وإن كان يُستعمل أحياناً كعنصر زخرفي. وسيُعرض هذا الأثر النادر ضمن معرض "صُنع في مصر القديمة"، الذي يُفتتح للجمهور في متحف فيتزويليام بتاريخ 3 أكتوبر/تشرين الأول.

(أسوشييتد برس)





## "رويترز" عن رئيس وزراء ماليزيا: وقف لإطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا يبدأ عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي
28 July 2025 10:00 AM UTC+00





## محمد عساف يغني لغزة على مسرح مهرجان قرطاج
28 July 2025 10:02 AM UTC+00

عاش المسرح الأثري في مدينة قرطاج، ليلة أمس الأحد، أجواء استثنائية بمناسبة حفل الفنان الفلسطيني محمد عساف ضمن فعاليات مهرجان قرطاج الدولي، التي انطلقت في 17 يوليو/ تموز الحالي وتستمر حتى 21 أغسطس/آب المقبل.

تميّز الحفل بأجواء حماسية، إذ ارتفعت أصوات الجمهور، الذي تجاوز عدده 7 آلاف متفرج، بالدعوة إلى نصرة فلسطين وأهلها قبل صعود عساف إلى المسرح. وكأن الحفل تحوّل إلى تظاهرة مؤيدة للشعب الفلسطيني ولغزة، حيث رفرفت الأعلام الفلسطينية والتونسية وارتدت الجماهير الكوفية الفلسطينية مردّدة بصوت واحد: "الحرية لفلسطين"، "النصر لغزة"، و"ليسقط الاحتلال".

هذه الأجواء كانت بمثابة مقدمة لانطلاق الحفل، إذ دخل محمد عساف إلى المسرح مرتدياً الكوفية الفلسطينية وحاملاً العلم الفلسطيني، وسط تفاعل جماهيري كبير. وأعرب المغني عن سعادته بالوقوف أمام هذا الجمهور، مبيّناً أنه اختار الابتعاد عن الحفلات منذ عامين، لكن سحر قرطاج وجمهوره أعاده إلى أجوائها.

غنّى محمد عساف لفلسطين وأهلها مكتفياً في هذا الحفل بالأغاني الوطنية من دون الدبكة، وشدا بأغانٍ مثل "سلام إلى غزة"، "جيناك يا فلسطين"، و"سأموت حرّاً"، التي تفاعل معها جمهور قرطاج بحماسة، محوّلاً الحفل إلى لحظة غضب ضد العالم الصامت أمام ما يتعرض له سكان غزة من تقتيل يومي وجرائم ضد الإنسانية يرتكبها الجيش الإسرائيلي.



وأعلن المطرب الفلسطيني أن مداخيل الحفل وأجرته ستوجّه بالكامل تبرعاً لسكان غزة، داعياً العالم إلى كسر حالة الصمت والانتصار للقطاع الذي يشهد حرب إبادة مستمرة منذ قرابة عامين. من جديد، أكد حفل محمد عساف أن التونسيين يحملون همّ الشعب الفلسطيني ويتقاسمون معه آلامه، وهو ما تجلّى في صيحات الألم والبكاء والهتاف التي عمّت جنبات المسرح الأثري في قرطاج ليلة أمس.




## عقوبات قاسية على الأهلي بنغازي: إيقاف الحارس 6 أشهر وخسارة نقاط
28 July 2025 10:08 AM UTC+00

أربكت قرارات الاتحاد الليبي لكرة القدم حسابات نادي الأهلي بنغازي في مستهل مشواره نحو لقب الدوري، بعدما أصدر عقوبات صارمة تمثلت في إيقاف حارس الفريق مراد الوحيشي (28 عاماً) مدة ستة أشهر، ومعاقبة المدرب ناصر الحضيري بمباراة واحدة، إضافة إلى خصم نقاط من رصيده في الموسم الجديد واعتباره خاسراً في المواجهة أمام الأهلي طرابلس. 

وجاءت هذه العقوبات بعد أحداث المباراة الافتتاحية من دور سداسي التتويج، التي توقّفت إثر انسحاب لاعبي الأهلي بنغازي من أرضية الملعب بعد احتجاجهم على غياب حكام تقنية الفيديو "فار"، بحسب رواية الفريق، وبعد طرد مدربهم ناصر الحضيري. وقد وثّقت مقاطع مصوّرة، التُقطت من داخل بعثة النادي، لحظات توجّه بعض أعضائها نحو حافلات "الفار"، قبل أن يُفاجؤوا، وفق ادعائهم، بعدم وجود جهاز التحكيم المسؤول عن التقنية. 

ورداً على احتجاجات بعثة النادي الليبي، نشر الاتحاد الليبي لكرة القدم عبر حسابه الرسمي على منصة "فيسبوك" مقاطع فيديو توثّق وجود حكام تقنية الفيديو "فار" خلال المباراة، وتُظهر تفاعلهم مع إحدى اللقطات المثيرة للجدل، والتي شهدت إصابة أحد لاعبي الأهلي بنغازي بضربة بالمرفق من لاعب منافس من الأهلي طرابلس. وجاء هذا النشر إثباتاً رسمياً لدحض رواية النادي المنسحب، بعد أن بثّ بدوره مقطع فيديو يشير فيه إلى غياب جهاز التحكيم الخاص بالتقنية.



وبعد هذا الرد، أعلن الاتحاد الليبي لكرة القدم جملة من العقوبات القاسية، كان أبرزها إيقاف الحارس الدولي مراد الوحيشي عن ممارسة كرة القدم مدة ستة أشهر، وهي عقوبة من شأنها أن تُربك حسابات مدرب المنتخب الليبي آليو سيسي (49 عاماً)، الذي سيُحرم من خدمات حارسه الأول والأبرز في الفترة المقبلة. كما طاولت العقوبات مدرب النادي الليبي ناصر الحضيري (المدرب السابق للمنتخب الليبي)، الذي سيغيب عن المواجهة القادمة ضد نادي الهلال المقررة يوم الثلاثاء المقبل. ولم تتوقف العقوبات عند هذا الحد، إذ تقرّر خصم ثلاث نقاط من رصيد الأهلي بنغازي في الموسم الجديد، بالإضافة إلى اعتباره منهزماً في مباراته أمام الأهلي طرابلس بنتيجة هدفين من دون مقابل، بسبب انسحاب لاعبيه من اللقاء. 

وتأتي هذه التطورات لتزيد من حدة التوتر داخل الأوساط الكروية الليبية، في وقتٍ يُنتظر فيه أن يؤثر هذا التصعيد بشكل مباشر على مسار المنافسة في دور سداسي التتويج، ويطرح تساؤلات كثيرة حول مستقبل الأهلي بنغازي في البطولة، ومدى قدرة الجهازين الفني والإداري على تجاوز تداعيات هذه الأزمة الثقيلة التي اندلعت من صافرة مباراة لم تكتمل.








## العُطَل تُورّط نجوماً مع الجماهير بانتهاكات هزت صورتهم
28 July 2025 10:08 AM UTC+00

اهتزت صورة عدد من اللاعبين لدى الجماهير الرياضية، وذلك بسبب تجاوزات حصلت خلال العُطَل الصيفية، إثر نهاية موسم شاق في مختلف الملاعب، خاصة بعد إقامة كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة الأميركية، التي مدّدت موسم 32 فريقاً حول العالم، وفرضت عليها خوض المزيد من المباريات، وفي حين سارت الإجازات بشكل جيد لمعظم اللاعبين، فإن عدداً من النجوم تورطوا بسبب التجاوزات التي ارتكبوها.

وتورط لاعب الهلال السعودي، البرتغالي جواو كانسيلو (31 عاماً)، في معركة خلال وجوده في علبة ليلية، إذ أكد موقع سو فوت الفرنسي، اليوم الأحد، أنه لكَمَ رجلاً، وقد شوهد الضحيّة، وهو ينزف من فمه، كما أنه احتاج إلى مساعدة طبية طارئة، لكن سرعان ما تمّت السيطرة على الحادث. كما حضرت الشرطة إلى مكان الحادث للتحقيق، لكن لم يُبلّغ عن أي شكوى. ولم يقع الكشف عن الأسباب الحقيقية وراء هذه المعركة، التي تورط فيها النجم البرتغالي، صاحب التجارب المثيرة بين أفضل الفرق في العالم، مثل مانشستر سيتي وبايرن ميونخ ويوفنتوس وإنتر ميلان وبرشلونة.

أما الكولومبي لويس دياز (28 عاماً) فقد أثار غضباً واسعاً بين جماهير فريقه ليفربول، إذ ظهر في العديد من الاحتفالات بعد ساعات قليلة من وفاة زميله في الفريق، البرتغالي دييغو جوتا، رفقة شقيقه أندريه سيلفا في حادث سير، حيث ظهر دياز كأنه غير متأثر بفقدان زميله، الذي هزّت حادثة وفاته الجماهير في العالم، وقد هاجمت الجماهير عبر منصّات التواصل، النجم الكولومبي، بسبب سوء تصرّفه في موقف كان قاسياً على الجميع. كما أنه غاب عن جنازة زميله، الذي كان يرتبط معه بعلاقة صداقة قوية، في وقت قطع معظم لاعبي "الريدز" عطلتهم الصيفية لحضور موكب الجنازة، وقد برر دياز غيابه بأنه كان مرتبطاً بنشاط تجاري منعه من السفر.



ومن جانبه، أثار موهبة نادي برشلونة، الإسباني لامين يامال (18 عاماً)، جدلاً واسعاً بظهوره خلال العطلة الصيفية رفقة النجم البرازيلي نيمار (33 عاماً)، باعتبار أن نيمار معروف بعدم التزامه بعيداً عن الملعب، وقبل أيام من عودته إلى التدريبات الجماعية مع فريقه الإسباني، تورط يامال في قضية جديدة خلال احتفاله بعيد ميلاده، بعد أن تم فتح تحقيق بسبب تهم الإساءة لأشخاص من قصار القامة وجهتها له جمعية الأشخاص المصابين بالتقزم. ولئن وجد يامال دعماً ومساندة من بعض الحاضرين، فإن التهم هزت صورته بين الجماهير، التي تخوّفت من أن يكون بصدد فقدان التركيز على كرة القدم، والاهتمام بالاحتفالات والأحداث الجانبية.




## لماذا لا يحصل أتلتيكو مدريد على الأموال من صفقات جواو فيليكس؟
28 July 2025 10:08 AM UTC+00

يُعد نادي أتلتيكو مدريد الإسباني أحد أبرز الفرق الأوروبية نشاطاً في سوق الانتقالات الصيفية الحالية، بعدما أنفق ما مجموعه 153 مليون يورو في حسم ست صفقات، لكن إدارة "الروخيبلانكوس" تعرضت لصدمة كبرى بسبب عدم قدرتها على تحقيق الأرباح من عملية إعادة بيع نجمها السابق البرتغالي جواو فيليكس (25 عاماً).

وذكرت صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية، أمس الأحد، أن النجم البرتغالي جواو فيليكس انتقل إلى نادي تشلسي في الموسم الماضي، لكنه لم يقدم الإضافة المرجوة منه، الأمر الذي دفع إدارة "البلوز" إلى إعارته لفريق ميلان الإيطالي في "الميركاتو" الشتوي الماضي، لكن المهاجم الشاب لم يستطع استعادة تألقه، ليطالب بشكل علني العودة إلى بنفيكا البرتغالي، الذي رفضت إدارته تقديم أي عرض لنجمها السابق.

وأوضحت أن كلفة رحيل جواو فيليكس عن نادي تشلسي الإنكليزي ستكلف أي فريق مبلغاً مالياً قدره 50 مليون يورو، سيحتفظ به "البلوز"، رغم أن العقد يوجد فيه بند ينص على حصول أتلتيكو مدريد على نسبة قدرها 20% من أي عملية بيع مستقبلة لصاحب الـ25 عاماً، إلا أن الفريق الإنكليزي وضع هذا المبلغ لعلمه بأن عملية بيع البرتغالي بمبلغ فوق 52 مليوناً ستجعل "الروخيبلانكوس" يحقق الأرباح المالية.



وختمت الصحيفة تقريرها بأن إدارة تشلسي ظهرت كأنها لا تريد حصول أتلتيكو مدريد على أي مبلغ مالي، بعدما حدّدت قيمة بيعه السوقية، لأنه في حال باعته بمبلغ 52 مليون يورو، فإن أرباح "الأتلتي" ستكون 10 ملايين يورو تقريباً، إلا أن بطل مونديال الأندية يرى عدم أحقية الفريق الإسباني بأي شيء، ويريد الاحتفاظ بجميع الأموال، ويتحرك وفق القانون، لأن فريقه القانوني خفض سعر البيع إلى 50 مليون يورو.




## محادثات أميركية صينية لتمديد هدنة الرسوم الجمركية
28 July 2025 10:12 AM UTC+00

يستأنف كبار المسؤولين الاقتصاديين من الولايات المتحدة والصين محادثاتهم في استوكهولم اليوم الاثنين، في محاولة للتغلب على الخلافات الاقتصادية القائمة منذ وقت طويل والتي تدور حولها الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، إذ سيسعون لتمديد هدنة تجارية لمدة ثلاثة أشهر والتي أوقفت تطبيق الرسوم الجمركية مرتفعة. وتواجه الصين موعدا نهائيا في 12 أغسطس/آب للتوصل إلى اتفاق دائم بشأن الرسوم الجمركية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعدما توصل البلدان إلى اتفاقات أولية في مايو/أيار ويونيو/حزيران لإنهاء تبادلهما فرض رسوم جمركية ووقف تصدير المعادن الأرضية النادرة في تصعيد استمر لأسابيع.

وبدون التوصل إلى اتفاق، قد تواجه سلاسل التوريد العالمية تجدد الاضطرابات مع عودة الرسوم الأميركية إلى مستويات في خانة المئات، وهو ما قد يؤدي إلى حظر للتجارة الثنائية. تأتي محادثات استوكهولم في أعقاب أكبر اتفاق تجاري لترامب حتى الآن والذي أبرمه مع الاتحاد الأوروبي أمس الأحد، ويفرض رسوما جمركية 15% على معظم صادرات التكتل من السلع إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك السيارات. كما ستشتري الكتلة الأوروبية ما قيمته 750 مليار دولار من الطاقة الأميركية وستضخ استثمارات في الولايات المتحدة بقيمة 600 مليار دولار في السنوات المقبلة.

ومن غير المتوقع حدوث انفراجة مماثلة في المحادثات بين الولايات المتحدة والصين، لكن محللين في مجال التجارة قالوا إن من المحتمل الاتفاق على تمديد آخر لمدة 90 يوما لهدنة الرسوم الجمركية وضوابط التصدير التي تم التوصل إليها في منتصف مايو. ومن شأن هذا التمديد أن يمنع المزيد من التصعيد ويسهل التخطيط لاجتماع محتمل بين ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في أواخر أكتوبر/تشرين الأول أو أوائل نوفمبر/تشرين الثاني. 



وأحجم متحدث باسم وزارة الخزانة الأميركية عن التعليق على تقرير نشرته صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست الذي نقل عن مصادر لم تسمها، القول إن الجانبين سيمتنعان لمدة 90 يوما أخرى عن فرض رسوم جمركية جديدة أو اتخاذ أي خطوات أخرى قد تؤدي إلى تصعيد الحرب التجارية. وتستعد إدارة ترامب لفرض رسوم جمركية جديدة على قطاعات معينة ستؤثر على الصين في غضون أسابيع، ومنها رسوم على أشباه الموصلات والأدوية ورافعات الحاويات وغيرها من المنتجات.

وقال ترامب للصحافيين قبل إبرام اتفاق الرسوم الجمركية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمس: "نحن قريبون جدا من التوصل إلى اتفاق مع الصين. توصلنا إلى اتفاق إلى حد ما، لكننا سنرى كيف ستسير الأمور". وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز اليوم الاثنين أن الولايات المتحدة أوقفت القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا إلى الصين لتجنب تعطيل المحادثات التجارية مع بكين ودعم جهود ترامب الرامية لترتيب اجتماع مع شي هذا العام.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حاليين وسابقين القول إن مكتب الصناعة والأمن التابع لوزارة التجارة الأميركية، الذي يشرف على ضوابط التصدير، تلقى تعليمات بتجنب اتخاذ خطوات صارمة ضد الصين. ولم يتسن لرويترز التحقق من التقرير بعد. ولم يرد البيت الأبيض والوزارة على طلبات وكالة رويترز للتعليق خارج ساعات العمل. 

نقاط خلاف أكبر حول الرسوم

ركزت المحادثات التجارية السابقة بين الولايات المتحدة والصين في جنيف ولندن في مايو ويونيو على خفض الرسوم الجمركية المضادة الأميركية والصينية من المستويات المرتفعة واستعادة تدفق المعادن الأرضية النادرة الذي أوقفته بكين وتدفق رقائق إتش20 للذكاء الاصطناعي التي تصنعها إنفيديا وغيرها من السلع الذي أوقفته واشنطن. ولم تتطرق المحادثات حتى الآن إلى قضايا اقتصادية أوسع نطاقا مثل شكاوى الولايات المتحدة من أن نموذج الصين، الذي تقوده الدولة ويحركه التصدير، يغرق الأسواق العالمية بسلع رخيصة، وكذلك شكاوى بكين من أن ضوابط الأمن القومي الأميركي على تصدير السلع التكنولوجية تسعى إلى إعاقة النمو الصيني.

وقال سكوت كنيدي الخبير في الاقتصاد الصيني في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "كانت (محادثات) جنيف ولندن في الحقيقة مجرد محاولة لإعادة العلاقة إلى مسارها الصحيح حتى تتمكنا في مرحلة ما من التفاوض الفعلي حول القضايا التي تحرك الخلاف بين البلدين في المقام الأول". وأضاف كنيدي: "يبدو أن تمديدا آخر لمدة 90 يوماً هو النتيجة الأكثر ترجيحا".

وأشار وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت بالفعل إلى تمديد الموعد النهائي وقال إنه يريد من الصين إعادة التوازن لاقتصادها بعيدا عن الصادرات مع التركيز أكثر على زيادة الاستهلاك المحلي، وهو هدف لصناع السياسة الأميركية منذ عقود. ويقول محللون إن المفاوضات الأميركية الصينية أكثر تعقيدا بكثير مقارنة بالمحادثات مع الدول الآسيوية الأخرى، وستتطلب وقتا أطول.



وأثبتت سيطرة الصين على السوق العالمية للمعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات، المستخدمة في كل شيء تقريبا من العتاد العسكري إلى محركات مساحات زجاج السيارات، أنها نقطة ضغط فعالة على الصناعات الأميركية. وقال ترامب إنه سيتخذ القرار قريبا بشأن القيام بزيارة تاريخية إلى الصين، ومن المرجح أن يؤدي تصعيد جديد لحرب الرسوم الجمركية وضوابط التصدير إلى عرقلة ذلك. 

وقال محللون إن من المرجح أن تطلب الصين تخفيض الرسوم الجمركية الأميركية متعددة المستويات التي يبلغ مجموعها 55% على معظم السلع وتخفيفا جديدا لضوابط التصدير الأميركية على التكنولوجيا المتقدمة. وتقول بكين إن هذه المشتريات من شأنها أن تساعد على تقليل العجز التجاري الأميركي مع الصين، والذي بلغ 295.5 مليار دولار في عام 2024. 

(رويترز)




## "رويترز" عن متحدث باسم الحكومة الألمانية: مستعدون لاتخاذ خطوات لزيادة الضغط على إسرائيل بشأن غزة
28 July 2025 10:14 AM UTC+00





## يونيسف تحذّر من تفاقم التجويع في غزة وارتفاع الوفيات إلى 147 حالة
28 July 2025 10:16 AM UTC+00

أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، اليوم الاثنين، أن كل الفلسطينيين في قطاع غزة جوعى، لكن الأطفال هم "الأكثر معاناة". وقالت يونيسف، عبر منصة إكس: "الجميع جوعى في غزة، لكن الأطفال هم الأكثر معاناة. وحتى 25 يوليو/تموز الجاري، أفادت التقارير بوفاة 83 طفلا بسبب سوء التغذية". وأضافت أنه "بدلا من الذهاب إلى المدرسة، يُخاطر الفتيان والفتيات بحياتهم أملا في الحصول على بعض الطعام، وشددت على أنه "يجب الآن السماح بدخول كميات كافية من المساعدات".


الجميع جائع في #غزة، لكن الأطفال هم الأكثر معاناة.
حتى 25 يوليو/تموز، أفادت التقارير بوفاة 83 #طفل بسبب سوء التغذية.

بدلاً من الذهاب إلى المدرسة، يُخاطر الأولاد والبنات بحياتهم أملاً في الحصول على بعض الطعام.

يجب السماح بدخول كميات كافية من المساعدات - الآن. https://t.co/wQXFnG6Qjg
— UNICEF Palestine (@UNICEFpalestine) July 28, 2025



وحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الاثنين، فقد تم تسجيل 14 حالة وفاة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، من بينهم طفلان أنهكهما الجوع، في ظل استمرار حرب الإبادة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وقالت وزارة الصحة في تصريح عمّمته على وسائل الإعلام، إن العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية وصل إلى 147، من بينهم 88 طفلاً، مطالبة بتحرك فوري وسريع لإنقاذ غزة وأهلها من التجويع.



وكان المكتب الإعلامي الحكومي قد قال في وقت سابق إن قطاع غزة على أعتاب كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة عشرات آلاف الأطفال الرُّضَّع، نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي في منع إدخال حليب الأطفال منذ 150 يوماً بشكل متواصل، في جريمة إبادة صامتة. وأضاف المكتب الإعلامي الحكومي أن أكثر من 40 ألف طفل رضيع دون عمر السنة معرضون للموت البطيء بسبب هذا الحصار الخانق الإجرامي، وطالب بفتح المعابر فوراً ودون أي شروط، والسماح بإدخال حليب الأطفال والمساعدات الإغاثية عاجلاً، محملاً الاحتلال والدول المنخرطة في الإبادة والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن كل روح بريئة تُزهق بسبب هذا الحصار الممنهج.



إلى ذلك، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن مناورة إسرائيل الإعلامية بشأن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة فاضحة ويكذّبها الواقع، وعلى المجتمع الدولي عدم التماهي مع سياسة إدارة التجويع. وقال المرصد في تصريح له إن جيش الاحتلال زعم أمس بدء سلسلة إجراءات لتحسين الاستجابة الإنسانية في غزة، لكن الواقع على الأرض كان مختلفا تماما.


إنزال المساعدات عبر الجو على قطاع #غزة حلقة إضافية في إذلال الفلسطينيين وامتهان كرامتهم، ويحمل مخاطر جسيمة على حياة المدنيين في ظل تكدّسهم في أقل من 15% من مساحة القطاع، والأخطر أنه يُوظَّف للاستمرار في سياسة التجويع الجماعي التي تنتهجها إسرائيل عمدًا كأداة من أدوات الإبادة… pic.twitter.com/0SaY4Kymnt
— المرصد الأورومتوسطي (@EuroMedHRAr) July 28, 2025



وبحسب المرصد الحقوقي، فإن المعلومات الميدانية أكدت أن إسرائيل لم تبدأ سوى مناورة جديدة لتضليل الرأي العام العالمي من خلال الترويج لزيادة حجم المساعدات الإنسانية وفتح مسارات جديدة لإدخالها، وهو ما ثبت عدم صحته بنهاية يوم أمس، لافتاً إلى أن إسرائيل سمحت أمس بإدخال 73 شاحنة فقط إلى قطاع غزة، وثلاث عمليات إنزال جوي بحمولة شاحنتين تقريبا، وجميعها أُجبرت على التوقف في مناطق حمراء أصدر الجيش أوامر بإخلائها.




## قوات الأمن السورية تعتقل رئيس أركان القوى الجوية في نظام الأسد
28 July 2025 10:16 AM UTC+00

اعتقلت قيادة الأمن الداخلي في مدينة حلب، شمالي سورية، اللواء عماد نفوري، الذي شغل منصب رئيس أركان القوى الجوية في نظام الأسد المخلوع، فيما أكد وزير الداخلية السوري أنس خطاب أن الوزارة تواصل ملاحقة "كل من تسبّب للشعب السوري بالمآسي والآلام". وذكرت حسابات مقربة من وزارة الداخلية السورية أنه جرى القبض على اللواء السابق في جيش النظام عماد نفوري، الذي شغل منصب رئيس أركان القوى الجوية، ويتهم بإصدار الأوامر لأسراب الطائرات الحربية لقصف المدن السورية، ما يجعله ضمن أبرز المتهمين بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين السوريين خلال سنوات الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد بين عامي 2011 و2024.

وعمل نفوري، الذي ينحدر من مدينة النبك في منطقة القلمون بريف دمشق، قائدًا للواء 17 المسؤول عن الكثير من الطلعات الجوية، ومنها غارة استهدفت مسقط رأسه مدينة النبك وقتل فيها ستة من أقاربه، إضافة لتوليه قيادة مطار "السين" العسكري في مدينة حمص، ثم إدارة العمليات الجوية في قيادة القوى الجوية، التي تتولى إصدار وتنفيذ جميع أوامر العمليات الخاصة بالتشكيلات الجوية في قصف المدن والبلدات السورية، قبل أن يعين عام 2021 عين قائدًا لأركان القوات الجوية. 

وتقول وزارة الداخلية إن الأجهزة الأمنية تنفّذ عمليات دقيقة تستند إلى معلومات استخبارية موثوقة، تستهدف عناصر متوارين في مناطق ريفية ومراكز حضرية، حيث جرى القبض على عدد من المطلوبين بتهم تتعلق بالقتل، وارتكاب المجازر، والتهريب، وتمويل المليشيات. وأكّد وزير الداخلية السوري أنس خطاب أن الوزارة تواصل التزامها بملاحقة كل من "تسبّب للشعب السوري بالمآسي والآلام، وتنفيذ العدالة بحق من أجرم في حق المواطنين".



وأضاف في بيان نشره موقع الوزارة أن "المجرمين الذين ظنّوا أن الهروب ملاذ آمن وأن جرائمهم ستُنسى لن يفلتوا من العقاب، وأن حقوق الشعب السوري لا تسقط، وكل يوم يمرّ يزيدنا إصراراً على ملاحقتهم حتى آخر مجرم فيهم". من جهة أخرى، نفذت دفعة من القوات الخاصة التابعة للفرقة 42 في الجيش السوري تدريبات بالذخيرة الحيّة، وذلك في ختام دورتها التدريبية. وذكرت وزارة الدفاع السورية أن عدداً من ضباط الجيش ومسؤولين من هيئة التدريب حضروا التدريبات التي جرت في منطقة صحراوية باستخدام دبابات وأسلحة ثقيلة. ونشرت الوزارة صوراً من هذه التدريبات التي هدفت إلى رفع الجاهزية القتالية وتعزيز كفاءة العناصر ضمن الظروف الميدانية المختلفة، وفق الوزارة.




## ألمانيا: المجلس الوزاري الأمني ينعقد اليوم لبحث تطورات غزة وإسرائيل
28 July 2025 10:16 AM UTC+00

يعقد المجلس الوزاري الأمني للحكومة الألمانية، اليوم الاثنين، اجتماعا في ضوء حرب الإبادة والوضع المأساوي للسكان المدنيين في قطاع غزة. ومن المتوقع أن يشمل الاجتماع مناقشات حول التطورات المتعلقة بإسرائيل، وفقا لمصادر حكومية في برلين. ويضم المجلس الوزاري المستشار فريدريش ميرز، ونائبه لارس كلينجبايل، وعددا من الوزراء. وتحدث ميرز مجددا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، داعيا إلى تحسين الوضع في قطاع غزة.

وصرح المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان كورنيليوس بأن المستشار دعا نتنياهو إلى بذل كل ما في وسعه للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، مضيفا أن الحكومة الألمانية تعتزم أيضا، بالتنسيق مع شركائها، اتخاذ قرار في الأيام المقبلة بشأن كيفية المساهمة في تحسين الوضع.



وتفاقمت المجاعة في قطاع غزة خلال الأسابيع الأخيرة جراء إجراءات ممنهجة طويلة الأمد اتبعتها إسرائيل منذ المراحل الأولى لحرب الإبادة، بهدف تجويع السكان ودفع الوضع الإنساني إلى الانهيار، في مخطط لاقى إدانات واسعة واتُهم الاحتلال خلاله باستخدام الجوع سلاح حرب.

ويأتي الاجتماع في ألمانيا بعد أيام من اجتماع ثلاثي عقده رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مع المستشار الألماني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبحث الأوضاع في قطاع غزة.

ويزداد الغضب في ألمانيا من موقف الحكومة تجاه إمعان إسرائيل في سياسة تجويع الفلسطينيين في قطاع غزة، خصوصاً لجهة عدم استخدامها أوراق الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو، ولا سيما بعدما امتنع ميرز عن التوقيع على النداء الدولي لإنهاء الحرب في غزة على الفور، الذي شاركت فيه 30 دولة، من بينها بريطانيا وفرنسا، وصدر في 21 يوليو/تموز الحالي.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)




## ستارمر يستدعي حكومته لاجتماع طارئ بشأن غزة
28 July 2025 10:16 AM UTC+00

يستدعي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر حكومته من عطلتها الصيفية لعقد اجتماع طارئ بشأن غزة هذا الأسبوع، في الوقت الذي دعا فيه العديد من نواب البرلمان من مختلف الأحزاب إلى أن يقوم رئيس الوزراء خلال محادثاته مع دونالد ترامب في اسكتلندا، اليوم الاثنين، بحثّه على اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل، تُمثل منعطفاً حاسماً في المساعدة على حل الصراع.

في الوقت نفسه، يستعد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي لحضور مؤتمر للأمم المتحدة حول حل الدولتين في نيويورك هذا الأسبوع، والذي سيناقش سبل الاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية، مع أن المملكة المتحدة لم تعلن موافقتها حتى الآن على الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال المؤتمر. وتتعرض الحكومة البريطانية لضغوط متزايدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وسط تزايد الرعب الدولي إزاء الوضع على الأرض في غزة والضفة الغربية، وتصاعد الحراك الشعبي المتضامن مع الشعب الفلسطيني، وحملات مقاطعة إسرائيل. ودعا أكثر من ثلث النواب في البرلمان، برسالة مشتركة عابرة للأحزاب، رئيس الحكومة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، من بينهم وزراء في الحكومة.

ونقلت صحيفة "ذا غارديان" عن مصادر حكومية أن الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية مسألة "متى، وليس ما إذا"، فيما قالوا إن الحكومة ستحدد خطواتها التالية للمساعدة في حل الوضع في الشرق الأوسط في الأيام المقبلة، لكنهم قدموا تفاصيل شحيحة، وهو ما قد يؤدي إلى تأجيج المزيد من الانتقادات لستارمر بشأن رده. وأصروا على أن رئيس الوزراء كان "واضحاً" في قلقه إزاء المشاهد في غزة، وأنه "مذعور" من صور الجوع واليأس ومعاناة الأطفال والرضع، حيث دعا حكومته إلى وستمنستر.



وتعمل بريطانيا مع الأردن على إنزال المساعدات جواً إلى غزة وإجلاء الأطفال المحتاجين إلى مساعدة طبية، مع نشر مخططين عسكريين لتقديم المزيد من الدعم، في الوقت الذي حذّرت فيه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن هذه الجهود تُعدّ "تشتيتاً" لن يُعالج مشكلة المجاعة المتفاقمة في القطاع كما ينبغي، وقد تُلحق الضرر بالمدنيين في بعض الحالات.

وخلال محادثاته مع ترامب في ملعب تيرنبيري للغولف في أيرشاير، من المتوقع أن يضغط ستارمر على الرئيس الأميركي لاستخدام نفوذه على الحكومة الإسرائيلية للضغط من أجل استئناف المفاوضات حول وقف إطلاق النار، وإجراء صفقة تبادل بين إسرائيل وحركة حماس بعدما انسحبت إسرائيل منها.




## غزة الجوع والدموع !
28 July 2025 10:21 AM UTC+00





## فيروز تستقبل المعزين في رحيل زياد الرحباني قبيل تشييعه
28 July 2025 10:26 AM UTC+00

وصلت السيد فيروز وابنتها ريما إلى كنيسة رقاد السيدة في بلدة المحيدثة (بكفيا، شمالي بيروت)، للمشاركة في تشييع ابنها الموسيقي زياد الرحباني الذي رحل يوم السبت الماضي عن 69 عاماً.




 


 

 



 




View this post on Instagram


 



 

 

 



 

 



 

 

 




 

 


A post shared by العربي الجديد (@alaraby_ar)







وكانت ريما الرحباني برفقة والدتها لحظة دخولها الكنيسة متشحتين بالسواد، كما حضر أفراد عائلة الرحباني، وخالته الفنانة هدى، والشاعر طلال حيدر ومارسيل خليفة وعدد كبير من الفنانين والصحافيين وأصدقاء الرحباني، بينما توافد المعزون إلى صالة الكنيسة لتعزية العائلة.




 


 

 



 




View this post on Instagram


 



 

 

 



 

 



 

 

 




 

 


A post shared by العربي الجديد (@alaraby_ar)





وكان جثمان زياد الرحباني قد نقل صباحاً من مستشفى خوري في شارع الحمرا في بيروت إلى الكنيسة، حيث سيصلى عليه عند الساعة الرابعة من بعد الظهر. وزيّن نعش الرحباني بأكاليل من العائلة، أبرزها إكليل من الورد الأبيض من فيروز.






## التلفزيون العربي 2 يعلن عن تحديث تردداته
28 July 2025 10:27 AM UTC+00

أعلن التلفزيون العربي 2 عن تحديث تردداته على الأقمار الصناعية نايل سات وسهيل سات، وذلك في إطار جهوده المستمرة لتطوير البث وتحسين جودة المشاهدة لمتابعيه في المنطقة العربية وأوروبا.

وصار على المشاهدين ضبط أجهزة الاستقبال على الترددات الجديدة التالية:


نايل سات SD: 11938V–SR 27500 V
نايل سات HD: 12034H–SR 27500 H
سهيل سات HD: 11310V–SR 30000 V


وستبقى الترددات القديمة متاحة لفترة انتقالية قصيرة، ليتسنى الوقت أمام جميع المشاهدين لضبط أجهزتهم دون انقطاع في المتابعة.

ويأتي هذا التحديث ضمن خطة التطوير التقني التي يعتمدها "العربي2"، لتقديم محتوى عالي الجودة يواكب تطلعات الجمهور العربي. كما يمكن متابعة القناة على تطبيق العربي بلس ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

و"العربي 2" قناة ترفيهية ثقافية منوعة، انطلق بثها الرسمي عام 2022 من مدينة لوسيل في قطر. تبث القناة باقة من البرامج المتنوعة التي تشمل الثقافة والفنون، المجتمع، المسلسلات الدرامية والكوميدية، الأفلام والوثائقيات، بما يتناسب مع الأذواق المختلفة.




## الجيزة: غضب من استمرار انقطاع الماء والكهرباء والحكومة تبرر
28 July 2025 10:45 AM UTC+00

لليوم الثالث على التوالي، يُواجه عدد كبير من سكان محافظة الجيزة المصرية انقطاعاً في التيار الكهربائي ومياه الشرب، نتيجة حدوث عطل في محطة محولات جزيرة الذهب الرئيسية، وذلك بالتزامن مع موجة حر شديدة تشهدها البلاد، حيث بلغت درجات الحرارة نحو 41 درجة مئوية في مناطق القاهرة الكبرى، و45 درجة في محافظات الصعيد جنوباً.

وقالت محافظة الجيزة، اليوم الاثنين، إن الأجهزة المعنية انتهت من أعمال إصلاح كابل الجهد العالي بمنطقة ساقية مكي، جنوبي الجيزة، تمهيداً لعودة التيار الكهربائي تدريجياً إلى المناطق المتضررة والمنشآت الحيوية والعامة في المحافظة، متقدمة بـ"خالص اعتذارها للمواطنين عن أي معاناة نتجت عن انقطاع الكهرباء لساعات طويلة أو تأثر خدمات مياه الشرب". وأشارت المحافظة إلى بدء تشغيل محطة مياه جزيرة الذهب بشكل منتظم، من أجل ضمان عودة المياه إلى حالتها الطبيعية في المناطق المتأثرة، مؤكدة حرصها على اتخاذ جميع الإجراءات العاجلة "لضمان استقرار خدمات الكهرباء ومياه الشرب في أسرع وقت ممكن".



واستغرقت الشركة المصرية لنقل الكهرباء، التابعة لوزارة الكهرباء، وقتاً طويلاً في إصلاح العطل المفاجئ الذي ضرب محطة محولات جزيرة الذهب، إحدى محطات الكهرباء الرئيسية في محافظة الجيزة، أول من أمس السبت، على خلفية حدوث خلل فني تسبب في انسحاب الجهد من إحدى دوائر المحطة، وهو ما أدى إلى انقطاع التيار عن عدد من المناطق المكتظة بالسكان، مثل إمبابة والعمرانية والهرم وفيصل والحوامدية، وترتب عنه تأثر وصول المياه إليها بشكل طبيعي.



وبحسب إفادات سكان في منطقتي الهرم وفيصل، تحدثوا إلى "العربي الجديد"، فإن الكهرباء تنقطع عن منازلهم بشكل منتظم منذ ثلاثة أيام، لفترات تصل أحيانا إلى خمس ساعات، ثم تعود لمدة ساعتين أو أقل، وسرعان ما تنقطع مجدداً. وأشار السكان إلى انقطاع خدمات مياه الشرب بالكامل، لأكثر من 30 ساعة متواصلة في بعض الأحياء.

وأضاف السكان أن المياه لا تزال مقطوعة عن معظم مناطق الجيزة، رغم إعلان المحافظة أكثر من مرة عودتها تدريجياً، خصوصاً في مناطق العمرانية الشرقية والطوابق بفيصل والطالبية في الهرم، مؤكدين معاناتهم الشديدة على مدى ثلاثة أيام من انقطاع جميع الخدمات العامة، بما في ذلك الاتصالات والإنترنت.

وكانت محافظة الجيزة قد أعلنت، أمس الأحد، الدفع بعدد من المولدات الكهربائية لإنارة المناطق المتضررة بشكل مؤقت، إلى حين عودة التيار الكهربائي بشكل مستدام، بالإضافة إلى أسطول من سيارات المياه النقية الصالحة للشرب، وتوزيعها على المناطق المتضررة. وهي السيارات التي شهدت حالة من التزاحم الشديد من المواطنين، في مشهد أثار استياء كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.

وكتب محمد إبراهيم عباس، قائلاً: "ماذا فعلت الحكومة إزاء انقطاع المياه عن محافظة الجيزة لمدة 19 ساعة في درجة حرارة 44، وفي بعض المناطق مياه وكهرباء؟ لا شيء سوى الفشل. بناء قصور رئاسية وعاصمة إدارية ومدن فاشلة مثل دمياط الجديدة بالقروض والدين، والنتيجة أنه لا شيء سوى الفشل!".

وقالت شيماء جلال: "12 ساعة من انقطاع المياه والكهرباء في أغلب مناطق الجيزة، 12 ساعة من الجحيم لملايين البشر، ولم يكلف مسؤول نفسه حتى أن يقول شيئاً للناس. أرقام الطوارئ رفعت من الخدمة، وعدد من المحولات احترق نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، ولا أحد يعرف مصير المليارات التي تنفق على مشاريع البنية التحتية".

وقال سامي جابر: "انقطعت الكهرباء والمياه عن مدن وقرى بأكملها في محافظة الجيزة منذ يوم كامل، وبدأنا في اليوم الثاني وما زال البحث جارياً عن سبب انقطاع الكهرباء. وكلها تبريرات ومسكنات لأكثر من خمسة ملايين من الأهالي يعانون بسبب الأزمة، لا سيما من كبار السن والأطفال، في ظل ارتفاع درجات الحرارة".

من جهته، حمل المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء، منصور عبد الغني، المواطنين المسؤولية عن الأزمة، قائلاً في تصريحات متلفزة من مقر إقامته بمدينة العلمين الجديدة، إن "سرقات التيار من جانب بعض الأهالي، واستخدام التكييفات بصورة مستمرة، وراء تكرار الأعطال نتيجة زيادة الأحمال الكهربائية إلى مستويات غير مسبوقة، بلغت 38.800 ميغاوات للمرة الأولى في يوم واحد".



وأضاف عبد الغني: "كابلات الكهرباء تعرضت لعطل فني، أدى إلى انقطاع التيار عن بعض مناطق محافظة الجيزة. والعطل أثر بشكل مباشر على محطات المياه، وتسبب في توقفها عن العمل"، مستطرداً بأن "الأولوية تتمثل في إعادة الكهرباء إلى المنشآت الحيوية، مع اتخاذ التدابير اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث".

وخلال فصل الصيف، توفر الحكومة المصرية أماكن مميزة للوزراء وكبار الموظفين في مدينة العلمين على نفقة الدولة، بسبب نقل اجتماعات مجلس الوزراء من العاصمة الإدارية في القاهرة إلى المدينة الساحلية، التي تطل مباشرة على شاطئ البحر المتوسط، في أكثر المناطق تميزاً على طريق الساحل الشمالي.

وخصصت الحكومة مجموعة كبيرة من الفيلات والشاليهات والوحدات الفندقية لمصلحة الوزراء ونوابهم وأسرهم، في منطقة "شاليهات مجلس الوزراء" بقرية "ليفير العلمين الجديدة"، الواقعة في الكيلو 107 على طريق الساحل الشمالي بجوار أبراج العلمين، وأمام مقر مجلس الوزراء وقصر رئاسة الجمهورية.




## شهد أبو عتيق تتفوق في الثانوية رغم التهجير من مخيم طولكرم
28 July 2025 11:15 AM UTC+00

تمكنت الطالبة الفلسطينية شهد كمال أبو عتيق، ابنة قرية أم خالد المهجرة، والنازحة من مخيم طولكرم، شمالي الضفة الغربية المحتلة، من الحصول على معدل 84% في الثانوية العامة، رغم أنها كانت تأمل بالحصول على معدل مشابه لمسيرتها التعليمية طيلة 11 سنة، والذي كان عادة يفوق الـ90%، إلا أن المعدل كان إنجازاً لها ولعائلتها نتيجة الظروف القاهرة التي عاشتها.
وتروي أبو عتيق لـ"العربي الجديد"، أنها عاشت مع عائلتها خلال سنة الثانوية العامة مرارة التهجير، وتقول: "في 27 يناير/ كانون الثاني الماضي، طردت مع شقيقتي من منزلنا بوحشية، بعدما داهم جنود الاحتلال المنزل عند الغروب، مع عدم السماح لوالدتي بالخروج. حاولت البقاء مع والدتي التي تعاني من ظرف صحي يحجب عنها الرؤية ليلاً، وكانت الكهرباء مقطوعة عند اقتحام جنود الاحتلال الإسرائيلي. وبسبب إصراري على البقاء أطلق الجنود الكلاب البوليسية علي، وحينما طلبت أخذ كتبي ودفاتري وحاسوبي المحمول لضمان استكمال دراستي رفضوا".
خرجت شهد من منزل عائلتها من دون أي شيء، بما ترتديه من ملابس فقط، واستخدم جنود الاحتلال والدتها درعاً بشرياً لإجبارها على المغادرة بعدما أجبروها على السير عبر فتحات أقاموها بين المنازل المتلاصقة في المخيم. 
كان لواقعة التهجير أثر كبير على شهد، وتقول: "انتقلنا إلى منزل جدي لوالدتي في بلدة عتيل، شمال شرقي طولكرم، بلا كتب، ولا دفاتر، بلا أي شيء. قبل ذلك، كانت الظروف صعبة أيضاً، فقد نزحنا عدة مرات خلال الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة، وعادة ما كان النزوح يستمر لأيام، تعود بعدها العائلة لتجد الجنود قد حطموا محتويات المنزل. لكوني طالبة ثانوية عامة، أحتاج إلى الاستقرار في بيتي، لكني أجبر على مغادرته، وحين أعود أجد البيت محطماً".
رغم بقاء العائلة في منزلها قبل النزوح الأخير، كانت شهد تعاني من تكرار انقطاع الكهرباء، إذ كانت تعتمد بشكل كبير على الدروس الإلكترونية المنشورة على منصة يوتيوب، ولم تكن، كطالبات أخريات، تعتمد على الدروس الخصوصية.


تزامن النزوح إلى بلدة عتيل مع نهاية الفصل الدراسي الأول، وخلال عطلة ما بين الفصلين نقلت ملفها الدراسي من مدرسة بنات العدوية الثانوية في مدينة طولكرم إلى مدرسة بنات عتيل الثانوية. وتضيف: "اضطررت لترك مدرستي، ونقلت ملفي لكي أتمكن من استكمال مسيرتي التعليمية، وهذا كان قاسياً، خصوصاً أنني ذهبت إلى مدرسة عتيل وأنا لا أملك شيئاً، واستعرت الكتب، واستخدمت حاسوب خالي، لكن ما دونته سابقاً من شرح المعلمات والملاحظات كله بقي في المنزل في مخيم طولكرم. في البداية لم أستطع التقدم للامتحانات في المدرسة مع باقي الطالبات، لكن إصراري كان دافعاً لاستكمال الدراسة".
بعد نحو شهر على التهجير وما خلفه من آثار نفسية، أبلغت العائلة بأن منزلها في المخيم سيهدم، ما فاقم الأزمة، قبل أن تكتشف العائلة أن المعلومة غير صحيحة، لكن ذلك ترك أثراً على شهد، والتي كانت متأثرة أيضاً باعتقال شقيقها، الذي لا يزال معتقلاً، وإصابة شقيقها الآخر قبل امتحانات الثانوية العامة بشهر واحد، وهو يعمل سائق تاكسي في مدينة طولكرم، وخضع لعملية زراعة عظام في يده، ولا يزال يتلقى العلاج.



عانت شهد من صعوبة تكوين صداقات جديدة في مدرسة عتيل والاعتياد على المعلمات، لكن الأقسى هو أنها لم تتمكن من العودة إلى المنزل الذي عاشت فيه طيلة عمرها. لم يهدم المنزل، لكنه تأثر بشكل كبير بعد تخريب محتوياته وتحطيم زجاج نوافذه، وما زالت تملك الأمل بالعودة إليه قريباً وانتهاء العدوان على مخيم طولكرم.
تقول شهد: "رغم كل المشكلات، تمكنت من تجاوز الظروف الصعبة، وكان أملي هو إسعاد عائلتي التي وقفت إلى جانبي، واستطعت النجاح رغم كل الصعوبات. في البداية شعرت بالحزن حين علمت بالنتيجة، وهي 84% في الفرع العلمي، إذ كنت أتوقع نتيجة أفضل، لكني تداركت الأمر بعد مدة قصيرة. قلت لنفسي إنني استطعت تخطي كل الظروف، واستطعت التقدم للامتحان واجتيازه".
كان مخطط شهد ولا يزال أن تدرس التحاليل الطبية في جامعة فلسطين التقنية في طولكرم، ويتيح معدلها لها ذلك. وتؤكد قائلة: "الطالب الذي اعتاد على معدل يفوق 90% يحب أن يظل على المستوى ذاته. سأتمكن من الالتحاق بالتخصص الذي أحبه. يكفيني أنني حظيت بأجمل عائلة، ولم يلمني أحدهم على المعدل الذي كان أقل من التوقعات، فعائلتي تعلم تماماً المجهود الذي بذلته، وعبروا عن فخرهم بمعدلي".




## المجاعة تزداد شراسة في غزة رغم دخول مساعدات... أسواق مدمّرة
28 July 2025 11:25 AM UTC+00

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، مساء أمس، أن 73 شاحنة فقط دخلت إلى القطاع ، منوهًا إلى أن "عمليات الإنزال سقطت في مناطق قتال خطرة". وقال المكتب في بيان، إن المجاعة تزداد شراسة في قطاع غزة والاحتلال يواصل جرائم الإبادة، مبينا أن القطاع يعاني من مجاعة شرسة تتوسع وتتفاقم بشكل غير مسبوق، وتطال 2.4 مليون إنسان، بينهم 1.1 مليون طفل.

وبدأت شاحنات المساعدات الغذائية والإنسانية القادمة من مصر والأردن والإمارات بالدخول تباعاً إلى قطاع غزة عبر موقع زيكيم الإسرائيلي ومعبر كرم أبو سالم، وذلك لأول مرة منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، ما يعني دخولها بعد انقطاع كامل دام نحو خمسة أشهر، ما خلّف أزمة إنسانية وصحية واقتصادية غير مسبوقة.

وضمّت القوافل، التي دخلت كميات محدودة منها حتى الآن وفي انتظار زيادتها تباعاً، كميات من الطحين والمواد الغذائية والسلع التموينية وحليب الأطفال والأدوية والمياه المعدنية، في محاولة لتخفيف حدّة المجاعة التي اجتاحت القطاع، وباتت حديث العالم في الأيام الأخيرة، إلّا أن مراقبين أكدوا أن هذه المساعدات لن توقف المجاعة التي تحتاج إلى فتح كامل للمعابر ودخول ما لا يقل عن 600 شاحنة يومياً.

يأتي ذلك في ظلّ هدنة جزئية أعلن عنها الاحتلال. وفي هذا السياق، قال رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة، أمجد الشوا، إنّ إعلان جيش الاحتلال "هدنة إنسانية" في قطاع غزة، يتعلق بهدنة جزئية محدّدة بساعات عدّة من أجل تأمين دخول المساعدات، وأوضح في اتصال مع وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن ذلك ينطبق في مواقع عدّة فقط حدّدها جيش الاحتلال، وهي المناطق ذات الكثافة السكانية العالية التي تستقبل الآلاف من النازحين، وفي مقدمتها المواصي ودير البلح.

تراجع أسعار سلع أساسية

وكانت مئات الشاحنات قد تحركت من الجانب المصري عبر معبر رفح باتجاه معبر كرم أبو سالم، صباح أمس الأحد، وسط إجراءات تنسيقية مكثفة مع الأمم المتحدة وجهات إنسانية. وجاء ذلك في وقت اعتُبرت فيه هذه الخطوة الأولى في طريق طويل لاستعادة الحد الأدنى من تدفق الإغاثة، بعدما كانت إسرائيل قد سمحت خلال الشهور الماضية بدخول أعداد محدودة جداً من الشاحنات عبر ما تعرف بـ"مراكز المساعدات الأميركية"، والتي لم تغطِّ سوى 5% من الاحتياجات الفعلية للسكان.



وتأتي هذه الخطوة بعد موجة انتقادات دولية ونداءات إنسانية عاجلة طالبت بإنهاء الحصار، خاصة مع تفاقم الأزمة المعيشية وبلوغ أسعار السلع الأساسية مستويات قياسية، إذ تضاعفت أسعار المواد الغذائية بنسب تتراوح بين 1000% و8000% مقارنة بفترة وقف إطلاق النار في فبراير/ شباط الماضي.
ومع بدء دخول الشاحنات إلى قطاع غزة، شهدت الأسواق المحلية تراجعاً ملحوظاً في أسعار بعض السلع الأساسية وفق تجار ومستهلكين، إذ انخفض سعر كيلو الطحين من 55 شيكلاً إلى أقل من 20 شيكلاً، في مؤشر على بدء تعافٍ محدود للسوق. ويتوقع هؤلاء أن تستمر الأسعار في الهبوط داخل أسواق القطاع إذا استمر تدفق المساعدات الغذائية بانتظام خلال الأيام المقبلة.
وحسب تقرير سابق للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء الفلسطيني، تشهد مستويات الأسعار تقلباً حاداً بين الارتفاع والانخفاض في قطاع غزة، مرتبطة بتطورات العدوان الإسرائيلي وحركة المعابر التجارية، وليست نتيجة تغيرات ناتجة عن تفاعل عوامل السوق، وبالتالي يكون تأثيرها كبيراً على الرقم القياسي العام للأراضي الفلسطينية.

وقال التقرير: هذه المعطيات لابد من أخذها بعين الاعتبار عند قراءة مؤشر غلاء المعيشة، حيث يتم التركيز على تغير غلاء المعيشة على مستوى المنطقة، للوقوف على حقيقة التغير فيها، ونظراً لخصوصية هذه المرحلة الاستثنائية، يستخدم متوسط الرقم القياسي العام للأراضي الفلسطينية، ليمثل متوسط التغيرات على مستوى المناطق المختلفة، نظراً للتباين الحاد في البيانات مناطقيا، وتأثرها بشكل كبير بتغيرات الأسعار في قطاع غزة.

منع دخول 81 ألف شاحنة

قالت الأمم المتحدة إنّ نحو ثلث سكان غزة محرومون من الطعام، محذرة من أزمة إنسانية تزداد تفاقماً، بينما أفاد برنامج الغذاء العالمي أن هناك 90 ألف امرأة وطفل بحاجة عاجلة لعلاج سوء التغذية، وقد يواجه ما يقرب من نصف مليون شخص "جوعاً كارثياً" بحلول سبتمبر/ أيلول المقبل.
بدوره، قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، إنّ الاحتلال أغلق المعابر كافّة مع القطاع لمدة 148 يوماً متواصلة، ومنع خلالها دخول 81.4 ألف شاحنة مساعدات إنسانية ووقود، واستهدف مباشرةً 46 تكية طعام و58 مركزاً لتوزيع المساعدات، في محاولة لفرض سياسة "التجويع الممنهج".



وأضاف الثوابتة في حديث لـ"العربي الجديد": "الاحتلال نفذ 121 هجوماً على قوافل الإغاثة، في وقت استشهد فيه 1121 وأصيب 7485 شخصاً، إلى جانب 48 مفقوداً، في "مراكز المساعدات الأميركية-الإسرائيلية" بسبب المجازر بحق منتظري المساعدات.
وأشار إلى أن قطاع غزة يواجه كارثة إنسانية حقيقية، مؤكداً أن الحل الجذري هو كسر الحصار وفتح المعابر فوراً دون شروط، لتأمين تدفق دائم لحليب الأطفال والمساعدات والوقود، لافتاً إلى أن القطاع يحتاج إلى 600 شاحنة إغاثية يومياً، و250 ألف علبة حليب شهرياً لإنقاذ الرضّع من سوء التغذية، مشدداً على أن أي خطوات جزئية أو مؤقتة لن تكون كافية لكسر حالة المجاعة المتفشية.

وضع اقتصادي هش

من جانبه، قال المختصّ في الشأن الاقتصادي، نسيم أبو جامع، إنّ دخول المساعدات يعد خطوة مهمة لتخفيف حدة المجاعة، لكنها لا تمثل حلاً مستداماً، موضحاً أن القطاع يحتاج إلى ما بين 600 و800 شاحنة يومياً دون انقطاع لتغطية الحاجات الأساسية. وأوضح أبو جامع، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ استمرار دخول هذه الشاحنات هو ما يضمن خفض معاناة السكان، وليس مجرد دفعات رمزية بين حين وآخر.
وأضاف: "ما يزيد عن 95% من سكان القطاع يعتمدون على المساعدات الإنسانية كلياً، وهو ما يكشف عن هشاشة الوضع الاقتصادي الذي خلّفته الحرب المتواصلة منذ قرابة عامين"، لافتاً إلى أن الحل الحقيقي يتمثل في وقف الحرب بالكامل، وبدء عملية إعمار شاملة من شأنها أن تخفض نسب الفقر التي تجاوزت 93%، وتقلص معدلات البطالة التي فاقت 83% في الوقت الراهن".




## الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: ننسق مع قطر والولايات المتحدة من أجل وقف الحرب وإدخال المساعدات والإفراج عن الرهائن
28 July 2025 11:30 AM UTC+00





## ملوك بلا عروش: عمالقة التنس الذين عجزوا عن الفوز بلقب ويمبلدون
28 July 2025 11:30 AM UTC+00

على مرّ تاريخ التنس، لطالما اعتُبرت بطولة ويمبلدون أعرق البطولات الأربع الكبرى وأهمّها، وهي المسرح الأبرز الذي يُخلّد الأساطير، ويُسطّر أسماءهم في تاريخ اللعبة. ومع ذلك، فإن الحلم اللندني ظلّ بعيد المنال عن عدد من أبرز لاعبي التنس الذين، ورغم إنجازاتهم المذهلة، لم يتمكّنوا من رفع الكأس الذهبية على عشب "نادي عموم إنكلترا"، سواء بسبب عدم توافق أسلوب لعبهم مع الأرضية العشبية، أو بفعل ضغط البطولة، أو اصطدامهم بمنافسين خارقين، ظلّت بطولة ويمبلدون حلماً مؤجلاً لكثير من الأبطال. ورصد تقرير لصحيفة آس الإسبانية أبرز عشرة لاعبين صنعوا التاريخ في ميادين أخرى، لكنهم لم يعتلوا منصة التتويج على العشب البريطاني.

إيفان ليندل وأزمة ويمبلدون

يعتبر ليندل أحد أبرز نجوم التنس في ثمانينيات القرن الماضي، فاز بثماني بطولات غراند سلام، وتربّع على صدارة التصنيف العالمي مدة 270 أسبوعاً. سجله مذهل بـ94 لقباً في الفردي، ونسبة انتصارات بلغت 81.5%. ورغم فوزه بلقب الناشئين في ويمبلدون عام 1978، لم ينجح في حصد اللقب محترفاً، حيث خسر النهائي مرتين عامي 1986 و1987. عُرف بأسلوبه العلمي الصارم في التدريب وثبات مستواه، ما جعله أحد أساطير الرياضة.

جيم كورير

حصد كورير أربعة ألقاب غراند سلام، واعتلى التصنيف العالمي الأول، وكان من أبرز لاعبي أوائل التسعينيات. بلغ نهائي ويمبلدون عام 1993، لكنه خسر أمام بيت سامبراس. ورغم عدوانيته في الملعب، إلا أن أسلوبه لم يكن مثالياً للعشب، حيث كان يُفضّل اللاعبون آنذاك أسلوب "الإرسال والتقدم للشبكة".

غوستافو كويرتن "غوغا"

يعد كويرتن أحد أكثر اللاعبين شعبية في جيله، فاز بثلاثة ألقاب في رولان غاروس وتصدر التصنيف العالمي عام 2000. ويمبلدون كانت نقطة ضعفه، فلم يتجاوز فيها الدور الثالث. كما أبدى استياءه من نظام تصنيف البطولة الذي يُعطي أفضلية للنتائج على الأراضي العشبية، مهدداً بمقاطعة البطولة بالقول: "ويمبلدون لا يحترم اللاعبين".

مايكل تشانغ

كان تشانغ أصغر من فاز ببطولة غراند سلام في التاريخ الحديث (رولان غاروس 1989، عن عمر 17 سنة و3 أشهر). وصل إلى التصنيف الثاني عالمياً عام 1996، وحقّق على الأقل لقباً واحداً كل عام من 1988 حتى 2000 (باستثناء 1999). ورغم ثبات مستواه، لم يتجاوز ربع نهائي ويمبلدون. هو حالياً مدرّب للنجم الياباني كي نيشيكوري.

ماتس فيلاندر

حصد فيلاندر سبع بطولات غراند سلام وتصدر التصنيف العالمي في 1988. تفوّق في مختلف الأرضيات، بما في ذلك العشبية (في أستراليا سابقًا)، لكنه لم يتجاوز ربع النهائي في ويمبلدون (1987 و1989). ورغم ذلك، فاز بلقب الزوجي في البطولة عام 1986. كان عنصراً محورياً في فريق السويد خلال الحقبة الذهبية لكأس ديفيز، وتميّز بدقة ضرباته وسيطرته على التبادل.

توماس موستر

كان موستر متخصصاً في الملاعب الترابية، تُوّج برولان غاروس 1995 واحتل المركز الأول عالمياً في 1996. تعرّض لحادث خطير عام 1989 ونجح في العودة بعد أشهر من العلاج. فاز بـ44 لقباً في مسيرته، وحقق سلسلة 40 انتصاراً متتالياً عام 1995. لكن في ويمبلدون، خاض البطولة أربع مرات ولم يفز في أي مباراة.

مارسيلو ريوس

يعتبر ريوس أول وأصغر لاعب لاتيني يصل إلى صدارة التصنيف العالمي (1998). بلغ نهائي أستراليا المفتوحة، وفاز بخمس بطولات ماسترز 1000. رغم مهاراته الفريدة، لم يفز بأي بطولة غراند سلام، ويُعتبر أحد أفضل اللاعبين من دون لقب كبير. في ويمبلدون، لم يتجاوز الدور الرابع، وكانت البطولة الأكثر خيبة بالنسبة له.

 ديفيد فيرير

فيرير هو أحد أكثر اللاعبين استمرارية في العقد الماضي، فاز ببطولة باريس ماسترز وبلغ نهائي رولان غاروس. أنهى عام 2013 في المركز الثالث عالمياً، وهو العام نفسه الذي حقق فيه أفضل نتيجة له في ويمبلدون (ربع النهائي). لم يتمكن أبداً من بلوغ نصف نهائي البطولة رغم تألقه في بقية البطولات الكبرى.



دومينيك تيم

تيم هو بطل أميركا المفتوحة 2020 ووصيف رولان غاروس مرتين. فاز على الثلاثي الكبير (فيدرير، نادال، ديوكوفيتش) في مباريات مصيرية. تألق في الملاعب الصلبة والترابية، لكنه فشل في ويمبلدون، وأفضل نتائجه كانت الوصول إلى الدور الرابع عام 2017. تأثر مستواه بإصابات متكررة، كما أن أسلوبه لم يكن ملائماً للعشب.

 نيكولاي دافيدينكو

تميز اللاعب الروسي دافيدينكو بالهدوء والصلابة. فاز بثلاث بطولات ماسترز 1000، وبلغ التصنيف الثالث عالمياً عام 2006. لم يحقق لقباً في الغراند سلام، لكنه وصل إلى نصف نهائي أستراليا 2009 وأميركا 2006. في ويمبلدون، لم يتجاوز الدور الثالث مطلقاً، رغم ثبات مستواه على مدار سنوات.




## دي مينور يُتوّج بطلاً في بطولة واشنطن ويحصد اللقب العاشر في مسيرته
28 July 2025 11:30 AM UTC+00

تُوج لاعب التنس الأسترالي أليكس دي مينور (26 سنة) بلقب بطولة واشنطن المفتوحة للتنس متفوقاً على منافسه الإسباني أليخاندرو دافيدوفيتش في مباراة نهائية ماراثونية، ليحصد بذلك اللقب العاشر في مسيرته الرياضية ويُتابع عروضه القوية في ملاعب التنس في موسم 2025. 

وتفوق اللاعب الأسترالي أليكس دي مينور، المصنف الـ13 عالمياً، على منافسه الإسباني أليخاندرو دافيدوفيتش، المصنف الـ16 عالمياً، فجر الاثنين، بمجموعتين لواحدة بواقع (5-7) ثم (6-1) و(7-6)، في مواجهة ماراثونية استغرقت ثلاث ساعات وثلاث دقائق، ليحصد صاحب الـ26 سنة اللقب العاشر في مسيرته، والثالث له في فئة البطولات ذات الـ500 نقطة، بعد لقبيه في أكابولكو في المكسيك عامي 2023 و2024، أما ألقابه السبعة الأخرى فهي من فئة 250 نقطة. 

وكان دافيدوفيتش يتطلع إلى التتويج بأول لقب له في واحدة من بطولات اتحاد لاعبي التنس المحترفين، في ثالث نهائي يخوضه هذا العام، والرابع في مسيرته، بعدما بلغ الدور النهائي في بطولتي ديلراي بيتش المفتوحة والمكسيك المفتوحة في 2025، ومونت كارلو للأساتذة في عام 2022. وبانتصاره في هذه المواجهة، يعود دي مينور إلى قائمة أفضل عشرة لاعبين في التصنيف العالمي لاتحاد لاعبي التنس المحترفين، في المقابل، سينضم دافيدوفيتش إلى قائمة أفضل 20 لاعباً في العالم لأول مرة في مسيرته.



ويُعد دي مينور خامس أسترالي يتوج بطلاً في واشنطن في ثاني نهائي له في العاصمة الأميركية، بعد خسارته أمام الألماني ألكسندر زفيريف في عام 2018. وبعد بطولة واشنطن التي تفتتح موسم بطولات الملاعب الصلبة في أميركا الشمالية تمهيداً لخوض منافسات بطولة أميركا المفتوحة، سيسافر دي مينور ودافيدوفيتش إلى تورونتو للمشاركة في بطولة كندا للأساتذة، حيث سيبدآن المنافسة من الدور الثاني.




## السيسي: قطاع غزة يحتاج من 600 إلى 700 شاحنة مساعدات يوميًا في الظروف العادية
28 July 2025 11:30 AM UTC+00





## السيسي: ترامب قادر على إنهاء هذه الحرب
28 July 2025 11:31 AM UTC+00





## اليابان تتوقع استثمار 2% فقط من تعهداتها المالية لأميركا
28 July 2025 11:31 AM UTC+00


قال ريوسي أكازاوا كبير المفاوضين اليابانيين إن الاستثمارات الفعلية لن تتجاوز 2% من إجمالي التمويلات التي تعهدت اليابان بضخها في الاقتصاد الأميركي بقيمة 550 مليار دولار، فيما سيكون الجزء الأكبر من التمويلات في صورة قروض أو ضمانات قروض. ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء عن أكازاوا اليوم الاثنين، القول إن اليابان في الوقت نفسه، ستوفر ما يقرب من 10 تريليونات ين (68 مليار دولار) من خلال خفض معدلات الرسوم الجمركية في اتفاقها مع الولايات المتحدة.

وقال أكازاوا في مقابلة مع إذاعة إن.إتش.كيه العامة اليابانية، إن إطار العمل الاستثماري البالغ قيمته 550 مليار دولا سيكون عبارة عن استثمارات وقروض وضمانات قروض تقدمها مؤسسات مالية مدعومة من الحكومة اليابانية. وستكون الاستثمارات في حدود 1 و2% من إجمالي قيمة صندوق التمويل المتفق عليه، وسيتم تقسيم أرباح استثمارات هذا الصندوق بنسبة 90% للولايات المتحدة و10% لليابان، مضيفا أن طوكيو كانت تقترح تقسيم الأرباح مناصفة. 

ويُعدّ الصندوق حجر الزاوية في الاتفاق الذي أعلن عنه الجانبان، والذي سيفرض رسومًا جمركية بنسبة 15% على السيارات اليابانية وسلع أخرى. لكن التفاصيل التي قدمها أكازاوا تُشير إلى أن اليابانيين قد يتنازلون في نهاية المطاف عن أقل بكثير مما قد يبدو للوهلة الأولى. وتأتي هذه التعليقات في الوقت الذي يُجري فيه مسؤولون من الدول التي تربطها اتفاقيات مع الولايات المتحدة دراسة متأنية للشروط لشرح ما تنطوي عليه للجمهور.



وقال أكازاوا: "الاتفاق لا يعني إرسال 550 مليار دولار نقدًا إلى الولايات المتحدة. بمنح الولايات المتحدة 90% من الأرباح بدلًا من 50%، أعتقد أن خسارة اليابان لن تكون سوى مليارات عدة من الين على الأكثر. لكن الناس يقولون أشياء مختلفة، مثل "لقد بعتم اليابان"، لكنهم مخطئون". وأضاف: "بالنسبة للقروض المُقدمة من خلال البرنامج، ستُحصّل اليابان ببساطة مدفوعات الفوائد، وبالنسبة لضمانات القروض، إذا لم يحدث شيء، فستُحصّل اليابان أيضًا الرسوم فقط .. في هذا الجزء، اليابان تجني المال فحسب". 

انعكاسات إيجابية على اقتصاد اليابان

من جانبه، قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيماسا هاياشي اليوم الاثنين، إن اتفاقيات التجارة التي أبرمت أخيرا بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وكذلك بين الولايات المتحدة واليابان، تقلل من حالة عدم اليقين المحيطة بالسياسة التجارية الأميركية. وأضاف هاياشي، المتحدث باسم الحكومة، أن تراجع حالة عدم اليقين سيخفف من خطر ممارسة السياسة التجارية الأميركية ضغوطا سلبية على اليابان والاقتصادات العالمية. 

وقالت مصادر مطلعة إن المسؤولين في بنك اليابان المركزي يرون إمكانية زيادة سعر الفائدة الرئيسية مرة أخرى خلال العام الحالي، بعد توصل الولايات المتحدة واليابان إلى اتفاق تجاري بشأن الرسوم الجمركية خلال الأسبوع الحالي. ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء الجمعة الماضية، عن المصادر القول إن المسؤولين يرون أن الاتفاق يخفض مصدرا رئيسيا من مصادر عدم اليقين بالنسبة للاقتصاد والشركات في اليابان، مما يتيح للبنك المركزي فرصة التركيز على مراقبة التأثير الفعلي للرسوم الجمركية في البيانات الاقتصادية المنتظر صدورها. 



ومع تزايد الوضوح بشأن التجارة، قد يتمكن البنك المركزي من اتخاذ قراره بشأن السياسة النقدية في وقت مبكر نسبيا، بعد تحليل البيانات والمعلومات من الشركات. وأضافت المصادر أنه في حال عدم حدوث أي تغيير في الاتفاقية التي تُحدد معظم التعرفات الجمركية على الصادرات اليابانية إلى الولايات المتحدة بنسبة 15%، يتوقع المسؤولون أن تتوفر لدى البنك المركزي بيانات كافية، بحلول نهاية العام على الأقل، ليتمكن من النظر في مدى ملاءمة رفع أسعار الفائدة. وأشارت المصادر إلى أن بنك اليابان سيراقب أيضًا اتجاه الأسعار في اليابان وتقدم محادثات التجارة بين الدول الأخرى أثناء دراسة هذا الاحتمال. 

كان بنك اليابان قد أبقى خلال اجتماعه الشهر الماضي على سعر الفائدة الرئيسية عند مستوى 0.5% دون تغيير للشهر الثالث وهو ما جاء متفقا مع توقعات المحللين والأسواق. وكانت آخر زيادة للفائدة في اليابان في يناير/كانون الثاني عندما تم رفع الفائدة من 0.25% إلى 0.5% وهو أعلى مستوى لها منذ الأزمة المالية العالمية التي تفجرت في خريف 2008. وارتفع المؤشر نيكي الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى في عام بعد إبرام طوكيو وواشنطن اتفاقا لخفض الرسوم الجمركية الباهظة التي هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرضها على السلع المستوردة من اليابان.

(أسوشييتد برس، رويترز، العربي الجديد)











## السيسي: معبر رفح معبر أفراد وتشغيله لا يرتبط بالجانب المصري فقط بل بالوضع داخل غزة
28 July 2025 11:32 AM UTC+00





## أمننة الجامعات الأميركية... نزوح طلاب الصين إلى جامعات بلادهم
28 July 2025 11:38 AM UTC+00

تراجع عدد طلاب الصين في الجامعات الأميركية بمقدار 93 ألف دارس عادوا إلى بلادهم خلال الأعوام الخمسة الأخيرة جراء منظومة أمنية مرتابة تضيق على معيشتهم وتقوض تحصيلهم الأكاديمي إلى درجة حرمانهم من دخول المختبرات.

- تنازلت الطالبة الصينية جين تشنغ عن حلمها بالدراسة في الولايات المتحدة، على الرغم من حصولها على منحة أميركية في جامعة أوريغون تشمل إعفاءً جزئياً من الرسوم بنسبة 25%. وتقول تشنغ إنها بعد الوصول إلى أميركا في عام 2023 شعرت بفرح شديد، لكن سرعان ما انتهى حلمها بنيل درجة البكالوريوس في علوم الحاسوب بعد فصل دراسي واحد، إذ قررت العودة إلى بلادها لاستكمال تعليمها في جامعة شينزن، جنوب البلاد.

سبب القرار، تقول تشنغ، أنها "فوجئت بتشدد إدارة الجامعة في تعاملها مع الطلبة الصينيين دون إبداء الأسباب، ومن الصور الفجة على ذلك تحديد أماكن الإقامة ومراقبة التحركات داخل الحرم الجامعي وخارجه، والاستثناء من الشراكات البحثية مع جامعات زميلة، وتقييد الوصول إلى بعض المراجع والدوريات في مكتبة الجامعة".

ولا تقتصر هذه الإجراءات على طلاب جامعة أوريغون، إذ تكشف مجموعات الدردشة الخاصة بالطلبة الصينيين في الجامعات الأميركية على تطبيق ويتشات، المعادل الصيني لتطبيق واتساب، عن انتشار الظاهرة، في سياسة ممنهجة تستهدف الطلاب الصينيين بسبب توجهات حكومية في الولايات المتحدة لتشديد الرقابة عليهم، الأمر الذي أثار حالة من الريبة والقلق بينهم، وأدى إلى عدول 11 ألفاً من بين 277 ألف طالب عن قرار الدراسة بأميركا خلال العام الماضي.



 

تراجع الصينيين وتقدم الهنود

للمرة الأولى منذ 15 عاماً، تجاوزت الهند الصين لتصبح أكبر دولة مصدرة للطلاب الدوليين في الولايات المتحدة. ففي العام الدراسي 2023/ 2024، التحق 331602 طالب هندي (بزيادة قدرها 23% على أساس سنوي)، بالجامعات الأميركية، وهو ما يمثل 29.4% من إجمالي عدد الطلاب الدوليين البالغ عددهم 1.12 مليون طالب، بينما احتلت الصين المرتبة الثانية بإجمالي 24.6% من جميع الطلاب الدوليين. ومن بينهم: 277398 طالبًا صينيًا من البر الرئيسي للصين بنسبة انخفاض 4.2% على أساس سنوي، و23157 طالبًا من تايوان (زيادة سنوية بنسبة 6.1%)، و5627 طالبًا من منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة (انخفاض سنوي بنسبة 4.1%)، و408 طلاب من منطقة ماكاو الإدارية الخاصة (زيادة سنوية بنسبة 13.3%)، بحسب تقرير الأبواب المفتوحة الذي أصدرته وزارة الخارجية الأميركية ومعهد التعليم الدولي، ونشرته في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي الجمعية الأميركية لمسؤولي القبول والتسجيل بالجامعات على موقعها الإلكتروني.


أكثر من 11 ألف طالب صيني من بين 277 ألفاً عادوا إلى بلادهم


يبدو الانخفاض الكبير في أعداد الطلاب الصينيين بأميركا عبر مقارنة أجراها الأكاديمي في جامعة صن يات سن، وانغ جو، فأعلى مستوى لهم بلغ 370 ألفاً في عام 2019 ومن ثم تراجع إلى الرقم الحالي، مشيرا إلى أن الانخفاض بدأ بصورة تدريجية منذ الأمر التنفيذي الذي أصدرته إدارة دونالد ترامب أثناء ولايته الأولى في عام 2020 بتعليق دخول بعض الطلاب والباحثين من جمهورية الصين الشعبية لأسباب تتعلق بالأمن القومي، ما أثار قلق طلاب الدراسات العليا والباحثين الصينيين الذين خشوا من الإجراءات التعسفية.



 

التخصصات المستهدفة

تعد مجالات العلوم والهندسة والطيران، وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الصناعي، أبرز التخصصات المستهدفة بالتضييق على الدارسين الصينيين، كما يقول وانغ جو، موضحا أنه على مدى السنوات الخمس الماضية، تعرض الطلاب الصينيون لتدقيق إضافي في تلك المجالات. وخلال العام الماضي، تم استجواب العشرات من هؤلاء الطلاب من قبل السلطات الأميركية، ومُنع بعضهم من دخول الولايات المتحدة، في حين أعيد آخرون إلى وطنهم، ما دفع السفارة الصينية في واشنطن إلى تقديم احتجاجات رسمية للحكومة الأميركية بشأن هذه المعاملة.


انخفاض عدد الطلاب الصينيين في أميركا من 370 ألفاً إلى 277 ألفاً


تصاعد الأمر إلى حد أن ولاية فلوريدا أصدرت قانونا جديدا يمنع الباحثين الصينيين من دخول مختبرات الجامعات العامة، كما قال السفير الصيني لدى الولايات المتحدة شيه فنغ، في بيان نُشر على موقع السفارة الصينية في واشنطن، في يناير/ كانون الثاني 2024، كما أن عشرات الصينيين ممن يحملون تأشيرات صالحة مُنعوا من الدخول خلال الأشهر القليلة الماضية لدى عودتهم إلى الدراسة بعد السفر إلى الخارج أو زيارة أقارب في الصين، مضيفا "عندما هبطوا في المطار، كان في انتظارهم استجواب لمدة ثماني ساعات من قبل ضباط منعوهم من الاتصال بوالديهم، ووجهوا إليهم اتهامات لا أساس لها من الصحة، بل وأعادوهم قسرًا إلى وطنهم ومنعوهم من الدخول".



 

الترحيل وإلغاء التأشيرة

في فبراير/ شباط 2024، جرى احتجاز باحث صيني زائر لمدة 22 ساعة في مطار سان فرانسيسكو الدولي عند دخوله البلاد، وبحسب معلومات السفارة الصينية بواشنطن المعلنة في التاسع من إبريل/ نيسان 2024، فإن الطالب أوقف داخل "غرفة سوداء صغيرة"، وتناوب أربعة ضباط على استجوابه حول خلفيته السياسية ومجال البحث والغرض من زيارة الولايات المتحدة وطرق التمويل. وأخيراً، تم إلغاء تأشيرته وترحيله إلى الصين ومنعه من دخول الولايات المتحدة لمدة خمس سنوات.

وتوضح الطالبة جين تشنغ، أنه في ما يخص الطلبة الصينيين، هناك ثلاثة مصادر رئيسية للمنح الدراسية في الجامعات الأميركية، أولاً: منح دراسية من الحكومة الأميركية، مثل برنامج فولبرايت للطلاب الأجانب، وهو منحة دراسية ممولة بالكامل للطلاب الدوليين الذين يرغبون في الحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه. وبرنامج منحة همفري وهي أيضاً منحة ممولة بالكامل من الحكومة الأميركية، تركز على التخصصات المهنية. ثانياً: المنح الدراسية المقدمة من الجامعات الأميركية والتي تعتمد على الجدارة وتحصيل الطلاب، وتكون ممولة بشكل جزئي، مثل: منح كلية أمهرست، ومنح جامعة كولومبيا، وجامعة ولاية ميشيغن، ومنحة فاغنر في جامعة نيويورك، وكذلك منح جامعة أوريغون. ثالثاً: المنح الدراسية التي تكون ضمن بروتوكولات ثنائية بين الجامعات، أي إن كل جامعة تستقبل عدداً محدداً من طلاب الجامعة الأخرى، وتكون ممولة بصورة كاملة.

وقع هذا الاستهداف رغم أن المنح الصينية الموجهة للطلاب من أجل الدراسة في أميركا تدخل ضمن بروتوكولات تعاون ثنائي بين جامعات البلدين، ومن بينها الاتفاقية التعاقدية بين جامعة ميشيغان الأميركية وجامعة شنغهاي جياو تونغ الصينية، والتي انتهت في مطلع العام الحالي على خلفية اتهامات بالتجسس، بحسب الأكاديمي وانغ جو.

ومن خلال تتبع مسار استجواب الطلبة الصينيين والحوادث ذات الصلة، تبين أنه خلال السنوات الخمس الأخيرة، تم ضبط حالات متفرقة وتوجيه اتهامات مباشرة لبعض الطلاب، ففي أغسطس/ آب عام 2023، قال مكتب التحقيقات الفيدرالي إن خمسة طلاب صينيين يواجهون اتهامات لمحاولتهم التغطية على أفعالهم بالقرب من قاعدة عسكرية (واحدة من أكبر مرافق التدريب العسكري في أميركا الشمالية)، في ميشيغان، بعدما دخل الطلاب إلى البلاد بموجب برنامج تعاون مشترك بين جامعة ميشيغان وجامعة شنغهاي جياو تونغ.

ويعود سبب توقيفهم إلى اتهام مكتب التحقيقات الفيدرالي لهم بحجز غرفة فندقية ليست بعيدة عن القاعدة العسكرية قبل أسبوع من اكتشاف أمرهم، مشيرا إلى أنه عند فحص القرص الصلب الخاص بأحدهم وجدوا صورتين لمركبات عسكرية تم التقاطهما بالقرب من القاعدة العسكرية. أيضًا وجدوا أنهم تواصلوا معًا عبر تطبيق التواصل الاجتماعي الصيني "ويتشات" في ديسمبر/ كانون الأول 2023 لمناقشة كيفية حذف الصور من كاميراتهم وهواتفهم المحمولة. وأشار مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أنه على الرغم من عدم توجيه اتهامات إلى الصينيين الخمسة بدخولهم إلى محيط القاعدة العسكرية، فإنهم أدلوا بتصريحات كاذبة عدة مرات أثناء التحقيق وحاولوا تدمير الصور ذات الصلة، وبالتالي وجهت إليهم تهم تضليل التحقيق والتآمر للتغطية على الأدلة.



 

إلغاء التعاون

لم تكن هذه الحادثة هي الأولى، ففي عام 2020، حُكم على طالبين صينيين متخرجين في جامعة ميشيغان بالسجن لإدانتهما بتصوير منشآت عسكرية في القاعدة البحرية الجوية في كي ويست بولاية فلوريدا.

في أعقاب هذه الحوادث، أنهت جامعة ميشيغان تعاونها مع جامعة شنغهاي جياو تونغ، بحسب بيان نشرته على موقعها الإلكتروني في العاشر من يناير الماضي، وقال رئيس جامعة ميشيغان سانتا أونو إن القرار جاء بعد مراجعة شاملة، وتم إخطار الكونغرس به. لكن أستاذ العلاقات الدولية في مركز ونشوان للدراسات الاستراتيجية جيانغ لي، لا يعتقد أن إلغاء التعاون يعود إلى تلك الأسباب، قائلا: "مثل هذه الخطوات تأتي استجابة لتحريض المشرعين الأميركيين الذين يتبنون رواية التهديد الصيني وتجنيد الطلاب الدارسين في الولايات المتحدة لصالح الحزب الحاكم".

وأضاف أن تكرار هذه الادعاءات يثير مخاوف في المؤسسات التعليمية من أنها قد تساعد بكين في تطوير تقنيات رئيسية لتعزيز قدراتها العسكرية بسبب استيعاب الطلبة الصينيين ومشاركتهم في أنشطة الجامعة والوصول إلى الدوريات والاطلاع على الأبحاث ذات الصلة بمجال تخصصاتهم الأكاديمية. وما يؤكد عدم دقة تلك الاتهامات افتقارها إلى أدلة جنائية على تورط الطلاب الصينيين في قضايا التجسس، وعادة ما يكون الأمر مرتبطا بمرورهم في جوار أماكن أو قواعد عسكرية، وهي بالمناسبة موجودة بالقرب من التجمعات السكنية، كما يقول جيانغ لي، بحسب ما رصده في جميع الحوادث التي حصلت خلال السنوات الماضية، لافتا إلى أن التصوير الفوتوغرافي سلوك طبيعي لأي زائر في أي بلد، قائلا: "الأصل في توقيف الطلبة والتدقيق في أفعالهم هو أنهم صينيون، ولو كانوا من جنسيات أخرى لما تم إيقافهم".

في المقابل، تنفي الصين "الادعاءات الأميركية"، ففي الرابع من يناير عام 2024، حثت الصين الولايات المتحدة على وقف التنمر ضد طلابها ووقف تقييد أنشطتهم العلمية البحثية، وقال المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين إن الولايات المتحدة تتعمد منذ فترة طويلة قمع وإساءة معاملة الطلاب الصينيين إذ يدخلون إلى الولايات المتحدة بوثائق وتأشيرات قانونية وصالحة. وتابع "هذه حالة واضحة من إنفاذ القانون الانتقائي والتمييزي وذي الدوافع السياسية".




## تنامي التضامن الفني الغربي مع غزة: مشهد يناقض صمت نظرائهم العرب
28 July 2025 11:40 AM UTC+00

في تحوّل يعكس اتساع رقعة التضامن الغربي مع نضال الشعب الفلسطيني، وقّع أكثر من 1000 موسيقي دنماركي، الخميس الماضي، على عريضة تطالب الحكومة باتخاذ موقف عملي ضد جرائم الحرب والإبادة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. وفيما يواصل الاحتلال استخدام التجويع أداة حرب في تحدٍ سافر للمواثيق الدولية، تتعالى في الغرب أصوات فنية وثقافية وأكاديمية تطالب بردّ حازم، لتكشف عن مفارقة صارخة بين هذه اليقظة الأخلاقية الغربية وصمت عربي مستمر.

من مهرجان روسكيلد إلى جورج عبد الله: رمزية تتجاوز الكلمات

الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ فجّرت لحظة مؤثرة في مهرجان روسكيلد الموسيقي بالدنمارك عندما صعدت إلى المسرح خلال حفل فرقة إم أو للتعبير عن دعمها لفلسطين. هذه الإيماءة البسيطة تلقفها كثر، أبرزهم المناضل اللبناني جورج عبد الله، الذي وصف ثونبرغ ومشاركتها بسفينة كسر حصار غزة، عقب خروجه بعد عقود من السجن الفرنسي ووصوله إلى بيروت، بأنها "نموذج يُحتذى به للشباب العربي"، في دلالة على عمق تأثير مثل هذه المبادرات الرمزية.

ولم تعد مواقف التضامن الفني تقتصر على مبادرات فردية، بل تحوّلت إلى مواقف جماعية تتبناها فرق وفنانون أعلنوا أن دعمهم لفلسطين ولقطاع غزة ليس "تسييساً للفن"، بل "واجب أخلاقي ضد الظلم وجرائم الحرب".

الأوبرا والعلم الفلسطيني: رمزية في قلب المؤسسات

في بريطانيا، شكّل ختام عرض أوبرا "التروفاتوري" للموسيقار فيردي في دار الأوبرا الملكية في لندن لحظة لافتة عندما رفع أحد الممثلين علم فلسطين على الخشبة. ورغم محاولة أحد الحضور انتزاع العلم، أصرّ الفنان على موقفه، ما أثار جدلاً واسعاً داخل الأوساط الفنية، خصوصاً بعد وصف إدارة الأوبرا المشهد بأنه "غير لائق"، بدعوى الحياد. لكن الردود على هذا التوصيف جاءت حاسمة، إذ اعتبر كثيرون أن ما حدث لا يندرج في خانة "الدعاية السياسية" بل ضمن الحق في التعبير ضد الإبادة المستمرة.

ذلك بالطبع إلى جانب اعتراف المستوى الأكاديمي في دولة الاحتلال بتوسع المقاطعة الأكاديمية الغربية على المستويات الجامعية والبحثية، بما في ذلك نشر مواد في مجلات علمية والامتناع عن التعاون مع جامعاتها. ويضاف إليه تنامي تعبير كثيرين عن ضرورة سحب أي استثمارات في مؤسسات أكاديمية تابعة لتل أبيب تساهم في دعم وتأييد الإبادة الجماعية وهندسة التجويع والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين.

في حديث مع "العربي الجديد"، رأى الكاتب والباحث الدنماركي جون غراوسغورد أن ذلك يذكّر ببدايات تشكل جبهة عالمية ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا سابقاً. وشدد غراوسغورد على أن "العرب عليهم دور في هذا المجال، بشكل مشابه للدور الذي لعبته دول الجوار الأفريقي التي حاصرت نظام الفصل العنصري السابق في جنوب أفريقيا، لا ترك إخوتهم الفلسطينيين وحدهم، وسط دعم أميركي وغربي لدولة الاحتلال الإسرائيلي".



"على الجانب الصحيح من التاريخ"

وكانت فرق موسيقية معروفة مثل "ماسيف أتاك" و"نيكاب" و"فونتينز دي سي" قد أعلنت رفضها للعدوان الإسرائيلي على غزة، كما دعت إلى التحرك بشكل واسع. وقالت "ماسيف أتاك" لصحيفة ذا غارديان أخيراً: "نشهد إبادة جماعية تُبثّ يومياً، ولا يمكننا الصمت. هذه دعوة إلى كل الفنانين: لا تخافوا على وظائفكم، بل قفوا على الجانب الصحيح من التاريخ".

أما الموسيقي البريطاني براين إينو، فقد شارك في مهرجان روسيكلد الدنماركي هذا العام بفتح منصته لعدد من الناشطين المؤيدين لفلسطين، في خطوة جريئة تعرضت لاحقاً لحملة انتقادات سياسية في الدنمارك.

الموقف واضح: أكثر من 1000 موسيقي دنماركي يتحركون

وفي خطوة غير مسبوقة، نشر أكثر من 1000 موسيقي دنماركي بياناً في صحيفة إنفورماسيون، الخميس، طالبوا فيه الحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين، ووقف تصدير مكونات الأسلحة لإسرائيل، واستقبال الجرحى من غزة للعلاج في المستشفيات الدنماركية. وجاء في البيان: "ندين الإبادة الجماعية التي تبثها إسرائيل على الهواء مباشرة، ونطالب الحكومة بالتحرك بما يتماشى مع القانون الدولي. لا يمكننا أن نظل صامتين، ولا أن نكون شركاء في الجريمة باسم المصالح أو التحالفات".

وعبّرت الفنانتان الشقيقتان نايا روزا كوبل وبيلي كوبل، اللتان كانتا من بين الموقعين، عن خيبة أملهما من موقف الحكومة الدنماركية، وقالتا: "نريد موقفاً فعلياً، لا شعارات. لا يمكن أن تخضع القيم الإنسانية لمعادلات الربح والخسارة".

قمع ناعم وتضامن صاخب مع غزة

لم تمر مشاركة الناشطين المناصرين لفلسطين في مهرجان روسيكلد دون ردات فعل، فشنّت وسائل إعلام دنماركية، إلى جانب سياسيين من اليمين ويسار الوسط، هجوماً على المنظمين واعتبرت التعبير عن الموقف "راديكالياً"، فيما فسره فنانون بأنه "تهديد مبطّن لإسكات الأصوات الحرة". هذا الهجوم على المهرجان رفضته إدارة ومنظمو "روسكيلد" هذا العام.

وتساءلت بيلي كوبل في تعليقها على الحملة: "ما نطلبه ليس ترفاً سياسياً. نحن فقط نطالب بوقف قتل الأطفال. كيف يكون هذا تطرفاً؟".

بين يقظة فنية غربية وصمت عربي مستمر

وإذا كان جورج عبد الله بعد أكثر من أربعة عقود من السجن قد خرج معبراً عن الأسى من المواقف العربية، الشعبية والرسمية، تجاه ما يحصل من جرائم حرب في غزة، فإنه في موازاة هذا الحراك الغربي المتصاعد، يعمّ صمت شبه كامل الأوساط الفنية والثقافية في العالم العربي، وهو ما يثير استغراباً متزايداً بين النشطاء العرب في المهجر.

وكتب الناشط إلياس سعيد على وسائل التواصل: "بدلاً من الاكتفاء بمديح الهولنديين والدنماركيين، لماذا لا يقرع الناس بمبادرة من الفنانين العرب الأواني من نوافذهم وشرفاتهم كما يفعل أولئك الذين نمتدحهم في الغرب؟". أسئلة مشابهة تتكرر في الفضاء الرقمي حول غياب موقف جماعي للفنانين العرب، بينما يتقدم نظراؤهم الأوروبيون واجهة التضامن دون خوف من العقاب أو الإقصاء.

واختصرت الفنانة الدنماركية نايا روزا كوبل بعبارة جوهر الموقف الذي يسري على الحالة الفنية العربية أيضاً: "مهنتنا ليست فوق الإبادة الجماعية. ليست فوق صرخات الأطفال. وسنواصل استخدام منصتنا المتاحة مهما كان الثمن".




## ليفربول وصفقات من أجل الألقاب
28 July 2025 11:42 AM UTC+00

تُوج ليفربول بطلاً للدوري الإنكليزي الممتاز في الموسم الماضي 2024-2025، ليُحقق اللقب رقم 20 في تاريخه والثاني بمُسمى البريمييرليغ بعد لقب موسم 2019-2020 مع المدرب الألماني يورغن كلوب.

وبقيادة فنية للهولندي آرني سلوت (46 سنة) الذي أقنع وحقق النجاح من حيث النتائج والأداء بشكل عام، تُوج ليفربول بلقب بطولة الدوري الإنكليزي الممتاز باكراً بعد أن جمع 84 نقطة وبفارق عشر نقاط عن الوصيف أرسنال، مع العلم أنه خسر نهائي كأس الرابطة الإنكليزية (2-1) أمام نادي نيوكاسل يونايتد، وخرج بشكل مفاجئ من بطولة كأس الاتحاد الإنكليزي أمام فريق بلايموث من الدرجة المتدنية بهدف نظيف، في وقت تصدر دوري أبطال أوروبا بنظامه الجديد بمشاركة 36 نادياً بجمعه 21 نقطة من ثماني مباريات، إذ خسر مرة واحدة في آخر لقاءاته في الدوري أمام نادي أيندهوفن الهولندي، ثم خسر في دور الـ16 أمام نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، بالفوز بهدف نظيف ذهاباً والخسارة إياباً بالنتيجة نفسها، وثم الخسارة بركلات الترجيح (4-1).

استهل ليفربول رحلة الاعداد للموسم الجديد بعدة مباريات، إذ فاز في يوم 13 يوليو/تموز أمام نادي بريستون نورث (3-1)، ثم تفوق على نادي ستوك سيتي من دون جماهير بخماسية نظيفة يوم 20 يوليو، ثم الخسارة في هونغ كونغ أمام نادي ميلان الإيطالي (4-2)، على أن يخوض مباراة تحضيرية يوم الـ30 من الشهر الحالي أمام نادي مارينوس الياباني في رحلته الآسيوية، ثم يختتم فترة التحضير للموسم الجديد بمواجهة نادي أتلتيك بلباو الإسباني في ملعب أنفيلد يوم 4 أغسطس/آب.

ويستعد نادي ليفربول للموسم الجديد بكل قوة وهو أمام تحديات كبيرة على المستويين المحلي والأوروبي، وسيخوض أول مباراة له في موسم 2025-2026 يوم 10 أغسطس/آب القادم في مواجهة الدرع الخيرية (السوبر الإنكليزي) أمام نادي كريستال بالاس، بطل كأس الاتحاد الإنكليزي، وثم يلعب أول مباراة له في بطولة الدوري يوم الـ15 من الشهر نفسه في ملعب أنفيلد عندما يواجه نادي بورنموث.

وتحضر ليفربول بأفضل طريقة عبر عقد صفقات تعد الأكبر في تاريخ النادي، إذ صرف حتى الآن 308 ملايين جنيه إسترليني للتعاقد مع الأسماء وسد الاحتياجات وفقاً لرؤية المدير الفني الهولندي آرني سلوت الذي حاز ثقة الإدارة والجماهير، مقارنةً بالموسم الماضي عندما تعاقد الريدز مع لاعب وحيد هو الإيطالي فيديريكو كييزا قادماً من نادي يوفنتوس الإيطالي على سبيل الإعارة لموسم واحد مقابل حوالى عشرة ملايين جنيه إسترليني، واحتل نادي ليفربول المركز الأخير بين أندية البريمييرليغ آنذاك بسبب صرفه قرابة 34 مليون جنيه إسترليني، رغم ذلك، حقق بطولة الدوري الإنكليزي في أول موسم للهولندي آرني سلوت مسؤولاً.

وجمع مشروع ليفربول الجديد بين الحفاظ على العناصر الأساسية، عبر التجديد للأسطورة المصري محمد صلاح لموسمين، إذ سيبدأ موسمه التاسع مع النادي ويواصل رحلة الألقاب وتسجيل الأرقام القياسية، واستمرار قائد الفريق والدفاع الهولندي فرجيل فان دايك. وبدأ ميركاتو ليفربول بصفقات مدروسة وفقاً للاحتياجات والرؤية الفنية للمدرب سلوت، لتعويض من رحلوا عن النادي، مثل المدافع الدولي الإنكليزي ترانت الكسندر أرنولد، الذي انتقل إلى نادي ريال مدريد الاسباني بعد نهاية عقده، والمدافع الإنكليزي جاريل كونساه إلى نادي باير ليفركوزن الألماني بـ30 مليون جنيه إسترليني، والحارس الأيرلندي كيفين كالهير إلى نادي برنتفورد مقابل 12,5 مليون جنيه إسترليني، بخلاف صدمة وفاة المهاجم الدولي البرتغالي دييغو جوتا، أحد أقوى المهاجمين، إثر تعرضه لحادث سير يوم 3 يوليو/تموز في إسبانيا ومعه شقيقه.

وهناك ترشيحات برحيل أسماء كبيرة مثل المهاجم الأوروغوياني داروين نونيز إلى دوري روشن السعودي، وهارفي إيليوت إلى نادي نيوكاسل أو ويستهام الإنكليزيين، بالإضافة للمرشح بقوة للمغادرة الكولومبي لويس دياز، الذي من الممكن أن يُغادر إلى بايرن ميونخ مقابل حوالى 75 مليون يورو، وإمكانية رحيل الظهير الأيسر اليوناني كونستانتينوس تسيميكاس أيضاً، في حين رفض نادي ليفربول عرض ريال مدريد لضم الركيزة المدافع الفرنسي الدولي إبراهيما كوناتي مقابل 40 مليون جنيه إسترليني، وبالتالي، لن يُغادر اللاعب صفوف فريق الريدز.

وأكمل نادي ليفربول صفقات من الطراز الجيد، ثلاث منها من الدوري الألماني، عبر التعاقد مع الجناح الهولندي جيرمي فريمبونغ قادماً من نادي باير ليفركوزن مقابل حوالى 30 مليون جنيه إسترليني، ولاعب الوسط وصانع الألعاب الدولي الألماني فلوريان فريتز، لاعب ليفركوزن أيضاً، مقابل حوالى 116 مليون جنيه إسترليني، والمهاجم الفرنسي هوغو إيكتيكي من آينتراخت فرانكفورت مقابل 79 مليون إسترليني، إضافة إلى حارس مرمى منتخب جورجيا جيورجي مامارداشفيلي قادماً من نادي فالنسيا الاسباني مقابل 25 مليون جنيه إسترليني، والمجري الجناح الأيسر الدولي ميلوش كيركيز، من نادي بورنموث، بمليون جنيه إسترليني. وهناك مفاوضات جارية لإمكانية دفع ما بين 130 مليون جنيه إسترليني و150 مليوناً لضم المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك قادماً من نادي نيوكاسل يونايتد الإنكليزي بعد رغبة اللاعب الملحة باللعب لنادي ليفربول، ويأتي التعاقد معه ضرورة بعد وفاة البرتغالي دييغو جوتا وإمكانية رحيل نونيز ولويس دياز.



كما طُرحت أيضاً أسماء لتدعيم ليفربول، مثل المهاجم البرازيلي رودريغو، نجم ريال مدريد، والجناح البلجيكي مالك فوفانا، لاعب ليون الفرنسي، والمدافع الدولي الإنكليزي مارك جهي، لاعب نادي كريستال بالاس، والمدافع الإيطالي الشاب جيوفاني ليون، من بارما الإيطالي، بالإضافة إلى النجم الشاب والموهبة المتألقة في اللقاءات في الودية الأخيرة ريو نجوهوما (18 سنة) الذي انتقل من أكاديمية تشلسي ووصل إلى الفريق الرديف لنادي ليفربول الإنكليزي، ليُصعَّد إلى الفريق الأول ويلمع بشكل لافت في المباريات الودية الأخيرة، وهي صفقة لم تكلف النادي أي مبالغ، في استثمار رياضي ناجح بكل المقاييس ورؤية مُميزة من المدرب آرني سلوت.

ويملك نادي ليفربول حالياً تشكيلة جيدة من النجوم الكبار والركائز الأساسية والبدائل، نجوم بحجم الحارس البرازيلي أليسون بيكر، في الدفاع أندرو روبرتسون، فان دايك، إبراهيما كوناتي، برادلي وجو غوميز، وفي خط الوسط، ريان غرافينبيرش، أليكسيس ماك أليستر، دومينيك سوبوسلاي، كيرتيس جونز وواتارو إيندو، وفي خط الهجوم، محمد صلاح، كودي غاكبو، داروين نونيز في حال بقائه.

وشهد ميركاتو ليفربول تحركات استثنائية هذا الصيف، إذ صرف بشكل كبير وغير مسبوق، وبانتظار النتائج والبطولات، بخلاف الأرباح والعوائد من الصفقات والتدعيمات، يرتفع سقف الطموحات والتوقعات لدى الجماهير العاشقة فريقَ الريدز، ويبقى الجانب الأهم هو تعامل وتفاعل المدرب آرني سلوت مع الصفقات والتدعيمات بالإضافة للركائز السابقة لصنع التوليفة القادرة على تنفيذ الأفكار وأساليب اللعب الجديدة والمتطورة، مع توقع بتغيّر كبير في الشكل الهجومي بوصول فيرتز بوصفه صانعَ ألعاب، وهو يملك قدرات خاصة في الصناعة والتسجيل، بالإضافة لمهارات بالتحرك في المساحات بوجود لاعب مثل إيكتيكي وعناصر أساسيين من شأنهم أن يساهموا في الوصول إلى أفضل النتائج، بانتظار المزيد من التدعيمات التي من شأنها أن تُساعد في الحفاظ على لقب الدوري الإنكليزي ومحاولة تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، أغلى الألقاب، من جديد.




## ترامب: قدمنا الكثير من المال لقطاع غزة ولم يشكرنا أحد
28 July 2025 11:52 AM UTC+00





## ترامب متحدثاً بشأن غزة: بناء على ما يعرضه التلفزيون يبدو أن الأطفال يعانون جوعاً شديداً
28 July 2025 11:52 AM UTC+00





## ترامب: يجب أن ينعم الأطفال في غزة بالغذاء والأمان على الفور
28 July 2025 11:53 AM UTC+00





## ترامب: قلت لإسرائيل إنه ربما يتعين عليهم التعامل مع الأمر في غزة بطريقة مختلفة
28 July 2025 11:55 AM UTC+00





## فوضى توقف مباراة الترجي والمصري الودية وهذه التفاصيل الكاملة
28 July 2025 11:55 AM UTC+00

شهدت مباراة الترجي ونادي المصري البورسعيدي، التي أقيمت في تونس مساء الاحد، أحداث عنف، تسببت في توقّف المواجهة قبل نهايتها الطبيعية، رغم طابعها الودّي التحضيري لانطلاق الموسم الجديد، سواء في الدوري المصري أو التونسي.

وكانت المباراة تسير بشكل طبيعي وتشير إلى تقدم البورسعيدي بهدف نظيف، إلى حدّ الدقيقة الـ85، إذ تقدّم نجم الترجي الجزائري محمد أمين توغاي بالكرة في خط الوسط، وأخذ بمرواغة دفاع المنافس، لكنه تعرّض للاعتراض من أحد لاعبي المصري، فردّ توغاي الفعل ووجّه له لكمة، وتوقف اللعب وسط حالة من التشنج في صفوف لاعبي الفريقين. 

ولم تتوقف الفوضى عند هذا الحد، إذ اجتاح بعض الجماهير الحاضرة في مركّب الترجي أرض الملعب، وهو ما جعل حكم المواجهة يوقف اللعب نهائياً خوفاً من تطور الاشتباكات بين لاعبي الفريقين، أو من طرف بعض المشجعين الذين حاولوا ملاحقة عناصر المصري، ليتدخل بعد ذلك أفراد الشرطة ويسيطروا على الوضع. 



ولم يصدر الترجي حتى الآن أي موقف حول ما حدث، لكن النادي المصري أعلن في بيان رسمي ليلة الأحد استنكاره الشديد لما حصل، وذلك نقلاً عن عضو مجلس الإدارة محمد موسى، الذي أشار إلى أنّ كل بعثة الفريق بخير، وقد عادت بشكل طبيعي إلى مقر إقامتها في مدينة سوسة. واستنكر موسى ما اعتبره تجاوزات من عدد من لاعبي الترجي في المباراة، مشيراً إلى أن الحكم التونسي نعيم حسني تغافل عنها، وهو ما ساهم في تفاقم الوضع وخروج المباراة بشكل بعيد عن الروح الرياضية، وهو ما يسيء لنادي الترجي، وفقاً لقوله.


الأستاذ محمد موسى : بعثة المصري بخير ونستنكر بشدة ما حدث في مباراة الترجي من تجاوزات #Almasrysc pic.twitter.com/59hrEGOvjk
— Al-Masry SC (@AlMasrySC) July 27, 2025




## خاص | مصدر يكشف سرقة معظم المساعدات المصرية إلى قطاع غزة
28 July 2025 11:56 AM UTC+00

كشف مصدر باللجنة المصرية العاملة في قطاع غزة لـ"العربي الجديد" عن تفاصيل صادمة بشأن مصير المساعدات الإنسانية المصرية التي دخلت القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، ضمن قافلة "زاد العزة.. من مصر إلى غزة"، مؤكداً أن "جزءاً كبيراً منها لم يصل إلى مستودعات التوزيع، وتمت سرقته وبيعه في الأسواق".

وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لدواعٍ أمنية، إن "من أصل 130 شاحنة دخلت معبر كرم أبو سالم يوم أمس، تم استلام 37 شاحنة فقط فعلياً من قبل اللجنة المصرية والهلال الأحمر الفلسطيني"، مشيراً إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي أعاد 20 شاحنة إلى معبر رفح، في حين أبقى باقي الشاحنات داخل ساحة المعبر من دون السماح بمرورها إلى داخل غزة".

وأضاف أن "جميع الشاحنات التي خرجت من المعبر الإسرائيلي تعرّضت للسرقة المنظمة في منطقة محور "موراغ" (أقامها الاحتلال لفصل رفح عن خانيونس)، جنوبي القطاع، قبل أن تتمكن من الوصول إلى مستودعات اللجنة المصرية والهلال الأحمر الفلسطيني"، موضحاً أن "الحمولات، التي تتضمن سلالًا غذائية ودقيقًا ومواد عناية شخصية، تمّت سرقتها من قبل مجموعات غير معروفة، وظهرت صباح اليوم التالي في الأسواق المحلية بغزة، حيث بيعت علنًا للفلسطينيين".

وفي السياق نفسه، كشف مصدر مصري مطلع في معبر رفح البري لـ"العربي الجديد" أن عشرات الشاحنات انطلقت منذ ساعات الصباح الأولى، اليوم الاثنين، من مستودعات الإمداد المصرية متجهة إلى معبر كرم أبو سالم، محملة بمواد غذائية وطبية ومساعدات إنسانية، ضمن جهود مستمرة لإغاثة سكان غزة الذين يواجهون أوضاعاً كارثية مع تصاعد المجاعة وانهيار النظام الصحي. وأكد المصدر أن جزءاً من هذه الشاحنات أُعيد مجدداً إلى الجانب المصري من دون أي توضيح رسمي من سلطات الاحتلال حول أسباب الرفض، مشيراً إلى أن الشحنات التي مُنع دخولها تضمنت مساعدات أساسية مثل الدقيق، والمواد الطبية، ومستلزمات طبية عاجلة. ولفت إلى أن "الرفض الإسرائيلي لا يستند إلى أي مبرر واضح، ويعرقل الجهود الإنسانية التي تقودها مصر وعدة أطراف دولية". 



وأوضح المصدر في اللجنة المصرية أن "العجز في تأمين الحماية للمساعدات من قبل المؤسسات الأمنية الرسمية داخل القطاع، التي تتعرض هي نفسها للملاحقة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، يجعل من المستحيل تأمين وصول المساعدات إلى مستودعات التوزيع، وبالتالي فإن العدالة في إيصالها إلى مستحقيها غير متحققة حتى الآن". وأكد أن "الاحتلال يتعمد إبقاء الشاحنات لفترات طويلة على أرض المعبر أو إعادتها إلى رفح دون تفسير واضح، كما أنه يسمح بمرور أعداد محدودة منها فقط، ما يؤدي إلى إرباك العملية اللوجستية ويعرّض القوافل لخطر السطو والنهب".

وتسلّط هذه المعلومات الضوء على واحدة من أخطر الأزمات التي تواجه عمليات الإغاثة في غزة في ظل المجاعة المتفاقمة، إذ إن تعطيل دخول المساعدات أو نهبها يفاقم الوضع الإنساني الكارثي، ويقوّض الجهود المصرية والدولية لتأمين الإغاثة العاجلة.

ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه جهات حكومية وميدانية في القطاع عن تدهور متسارع في الوضع الغذائي، بعد وفاة أكثر من 130 شخصاً -غالبيتهم من الأطفال- بسبب الجوع، في ظل استمرار الحصار وإغلاق المعابر والتحكم الإسرائيلي الكامل في حركة المساعدات.



وتدعو مصادر مصرية ودولية إلى ضرورة توفير ممرات آمنة للمساعدات، وضمان إشراف فعلي وفعّال على توزيعها، مع التأكيد على أهمية تحييد العمل الإغاثي عن الحرب، لتفادي تكرار عمليات النهب، وضمان وصول المواد الإنسانية إلى الفئات الأكثر تضرراً داخل قطاع غزة.

أونروا: فتح جميع المعابر هو السبيل الوحيد لتجنب حدة المجاعة في غزة

في السياق، أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الاثنين، بأن فتح جميع المعابر وإغراق غزة بالمساعدات هو السبيل الوحيد لتجنب المزيد من تعميق المجاعة بين سكان القطاع. وقالت الوكالة في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك، اليوم، إن المطلوب هو 500 إلى 600 شاحنة على الأقل من الأساسيات كل يوم، معلنة ترحيبها ببيانات التدفقات الإنسانية والإعلانات عن تخفيف القيود المفروضة على تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وأضافت: "نأمل أن يسمح لأونروا أخيرا بجلب آلاف الشاحنات المحملة بالغذاء والأدوية ولوازم النظافة الصحية موجودة حاليا في الأردن ومصر تنتظر الضوء الأخضر". وتابعت: "وفقا لآخر بياناتنا، واحد من كل خمسة  أطفال يعانون من سوء التغذية في مدينة غزة. وأكدت الوكالة أن لديها أكثر من 10 آلاف موظف في غزة قائلة: "عندما تدخل المساعدات، سيمنحونها مباشرة وبكرامة وأمان للمجتمعات التي نخدمها. لدينا الوصول والشبكة والدراية والثقة لدى تلك المجتمعات".




## من صهيوني سابق إلى متضامن مع غزة.. رحلة اليهودي بوب على متن "حنظلة"
28 July 2025 12:04 PM UTC+00

"لقد غيّرت حياتي تلك اللحظة التي أدركت فيها أن الإسرائيليين لا يرون الإنسان في الفلسطينيين"، يقول بوب سبيري، الأميركي ذو الأصول اليهودية، البالغ من العمر 77 عاما، وأحد المشاركين في سفينة "حنظلة"، ضمن الحملة الدولية لكسر الحصار عن غزة، والتي قرصنها جيش الاحتلال الإسرائيلي في المياه الدولية واختطف من كانوا على متنها.

حملت "حنظلة" على متنها 900 كيلوغرام من المساعدات الإنسانية الرمزية و21 متطوعا من مختلف أنحاء العالم، لكن ما تحمله أيضًا هو قصة بوب سبيري، التي تمثل رحلة فكرية وأخلاقية بالانتقال من معسكر الصهيونية إلى دروب التضامن مع الشعب الفلسطيني، كما سرد هو بنفسه لموقع "سوليدارتيت" الإعلامي اليساري في الدنمارك.

من اليمن إلى القدس ثم كاليفورنيا

ولد بوب في كاليفورنيا عام 1948، عام النكبة الفلسطينية، وبعد أسابيع فقط من إعلان قيام دولة إسرائيل. والداه يهوديان من أصول يمنية عاشا في فلسطين قبل النكبة، وتحديدًا في أحياء امتزج فيها اليهود العرب بالفلسطينيين. يقول بوب: "من الناحية الفنية، كان والداي فلسطينيين، وهذا يجعلني فلسطينيا أيضا". ويضيف: "في شهادة ميلاد أمي، مكتوب أن مسقط رأسها هو فلسطين، ذلك المكان الذي يدّعي الصهاينة اليوم أنه لم يكن له وجود، لا أرضاً ولا شعباً".

لحظة التحول

نشأ بوب في مجتمع يهودي أميركي موالٍ بشدة لإسرائيل في لوس أنجليس. كانت والدته تعمل في معسكرات صيفية صهيونية، ما أتاح له الالتحاق بها مجاناً. يقول: "لقد تربّيت على التلقين الصهيوني، وحلمت طويلاً بالهجرة إلى إسرائيل". لكن التحول لم يأت مبكرا، بل استغرق سنوات حتى بلغ سن الرابعة والخمسين، حين بدأ يسمع من صهاينة أميركيين شباب تصريحات عنصرية متطرفة ضد الفلسطينيين، وصلت إلى حد المطالبة بإبادتهم بالسلاح النووي. تلك اللحظة، كما يقول، كانت نقطة الانكسار: "حينها بدأت أتساءل: من هؤلاء؟ وما الذي يجمعني بهم؟".

من التلقين إلى المقاومة

بدأ بوب في قراءة كتب فلسطينية وإسرائيلية نقدية، وزار الضفة الغربية لأول مرة، رأى الجدار العازل، ونقاط التفتيش، والمستوطنات، وعايش معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال. ومنذ ذلك الحين، صار يزور الضفة الغربية بانتظام، ويقضي فيها أشهرا كل عام، يشارك في أعمال الحماية الشعبية من عنف المستوطنين، خصوصا في المناطق المهددة بالتهجير مثل مسافر يطّا، التي ألهمت الفيلم الوثائقي No Other Land الفائز بجائزة الأوسكار. يقول بوب: "في الضفة الغربية رأيت الغطرسة والعنصرية، ورأيت كيف تُسرق الأرض، وكيف يُعامل الفلسطينيون ككائنات غير بشرية. هناك، شعرت بأني أعود إلى جذوري الفلسطينية".



التناقض داخل الهوية اليهودية - العربية

يعرف بوب أن تحوّله من الفكر الصهيوني إلى دعم الحق الفلسطيني لا يعكس التيار العام بين يهود الشرق، أو ما يُعرف باليهود العرب، الذين شكّلوا منذ السبعينيات كتلة انتخابية داعمة لليمين الإسرائيلي، وصوّتوا بكثافة لحزب الليكود. ومن بين هذه الكتلة خرج الحاخام المتطرف عوفاديا يوسف، صاحب التصريحات العنصرية ضد العرب، وكذلك الوزير إيتمار بن غفير، الذي يعبّر عن أقصى تطرف المعسكر الاستيطاني القومي. غير أن بوب يرى جذوره بطريقة مختلفة، بالقول: "أشعر بأنني في فلسطين في بيتي أكثر من إسرائيل"، مضيفاً "ثقافتهم تشبه ثقافة أمي، طعامهم، دفؤهم، روحهم... لقد كانت والدتي تطهو الفلافل والحمص وتخبز الخبز الفلسطيني، وهذا ما عشت عليه طفولتي".

على متن "حنظلة"

أبحر بوب مع رفاقه من المتطوعين الدوليين على متن "حنظلة"، محمّلين بمساعدات رمزية وروح مقاومة رمزية أكبر، يقول: "أنا على متن حنظلة لأنني لا أستطيع أن أكون صامتا. نحن نلقي الضوء على أكبر مظلمة في عصرنا، وأنا فخور بأن أكون جزءاً من هذا الفعل النبيل". بوب سبيري ليس وحيدا. هناك آخرون من يهود أوروبا وأميركا وغير اليهود قطعوا رحلة مماثلة، انتقلوا من معسكر الصهيونية إلى معسكر العدالة، وكثيرون منهم احتاجوا إلى رؤية الواقع بأعينهم لاكتشاف أن الصهيونية ليست وعدا مقدسا، بل مشروع استعماري لا يمكن تبريره بالأساطير الدينية أو سرديات الفناء. في النهاية، كما يقول بوب: "لقد غيرت هذه الرحلة حياتي، وغيّرت هويتي. فلسطين اليوم هي موطني الأخلاقي، وهي التي أعادت إليّ إنسانيتي".

ومساء السبت، احتجز جيش الاحتلال الإسرائيلي سفينة حنظلة من المياه الدولية واختطف بوب مع 20 ناشطاً آخرين، كما يفعل عادة في كل محاولاته لطمس حقيقة جرائمه، التي باتت تفضح أكثر فأكثر هذه الأيام، حيث تمنح فلسطين لكثيرين من أمثال بوب فرصة التطهر من التلقين الفاشي الصهيوني لعقود طويلة.




## أربيل تندد باستمرار هجمات المسيّرات: ننتظر من بغداد إنهاء الاعتداءات
28 July 2025 12:04 PM UTC+00

نددت حكومة إقليم كردستان العراق اليوم الاثنين، باستمرار الهجمات التي تستهدف الإقليم عبر الطائرات المسيّرة، مشددة على ضرورة اتخاذ الحكومة العراقية الاتحادية إجراءات لإنهاء الاعتداءات. وأعلنت السلطات الأمنية في الإقليم تسجيل هجوم جديد بطائرتين مسيّرتين في أربيل تزامنا مع وصول مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، برفقة وفد أمني لتقصي الحقائق بشأن الهجمات.

ويضم الوفد كلاً من معاون رئيس أركان هيئة الحشد الشعبي، ووكيل جهاز المخابرات، والوكيل الأمني لجهاز الأمن الوطني، ومدير مديرية استخبارات جهاز مكافحة الإرهاب العراقي. وقال وزير داخلية إقليم كردستان، ريبر أحمد، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأعرجي إنه "لم يتم لغاية الآن، اتخاذ أي إجراءات من قبل بغداد، رغم التوصل إلى نتائج بشأن الهجمات التي يتعرض لها الإقليم"، معربًا عن أمله في أن تثمر الزيارة عن إنهاء الهجمات التي قال إنها أثرت على اقتصاد الإقليم، وتسببت بانخفاض قدرة الإنتاج بشكل كبير، وأضاف: "هناك حاجة إلى وقت لأجل عودة هذه الحقول إلى العمل بشكل طبيعي".

وأكد أحمد أن إقليم كردستان "لن يبقى ساكتاً إذا لم يتم التوصل إلى حل ينهي هذه الهجمات، خاصة أنه سبق أن حدثت هجمات مماثلة استهدفت الإقليم، وشكلت لجان تحقيقية مشتركة حولها، وتوصلت إلى نتائج، لكن تلك اللجان لم تتخذ أي إجراءات ولم يوضع أي حد لهذه الجماعات". وتابع: "نأمل أن تكون هذه اللجنة الأخيرة التي تتشكل لهذا الغرض، من أجل أن تتبين النتائج، ومن أجل أن يتم تحديد الجهات المسؤولة عن الهجمات التي هي مكشوفة لكلا الطرفين، ليتم تقديمها إلى الحكومة الاتحادية وتتخذ بحقهم الإجراءات القانونية".

وعبّر عن ضرورة وضع حد للجماعات المسلحة لضمان أمن واستقرار الإقليم، معربا عن الاستعداد لتقديم دعم للجنة التحقيق لتسهيل عملها. وأكد أنه "سيكون انطلاق أعمال التحقيق بالهجمات المسيّرة اليوم (...) نأمل إعلان النتائج بالهجمات من قبل اللجنة المحققة، كما سيتم تشكيل لجنة فنيّة خاصة للتحقيق بهجمات الطائرات المسيّرة على كردستان".



من جهته، قال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي خلال المؤتمر الصحافي من أربيل، إن "هدف الحكومة العراقية الاتحادية هو محاسبة المسؤولين عن هجمات الطائرات المسيّرة على الحقول النفطية في إقليم كردستان، ومن السابق لأوانه أن يتم تحديد الجهات المسؤولة عنها الآن". وأضاف أن "الجميع ينتظر الآن نتائج التحقيقات بهذا الملف، وستتم محاسبة جميع المتورطين في الهجمات وتطبيق القانون ضمانة لنا جميعاً"، وأشار إلى أن "اللجنة الأمنية المشتركة تبادلت المعلومات بشأن الهجمات المسيّرة على الحقول النفطية في إقليم كردستان، من أجل إجراء التحقيق".

الباحث في الشؤون السياسية والأمنية نزار حيدر، قال لـ"العربي الجديد"، إن "صمت الحكومة في بغداد على مسلسل القصف المتكرر بالطائرات المسيّرة على إقليم كردستان، يُمكن أن يُعتبر تواطؤاً مع الجهات التي تنفذ هذه الهجمات خارج سلطة الدولة". وبيّن أن "عدم الكشف عن الفاعلين حتى الآن، رغم امتلاك الحكومة لإمكانات استخبارية، يعطي مؤشرا على أن الفاعلين محميون سياسياً ويتحركون بأوامر خارج إرادة الدولة العراقية". وأضاف: "نحن أمام مشهد خطير، إذ أصبحت بعض الفصائل المسلحة دولة داخل الدولة، تضرب وتدمر، ثم تخفي الحكومة رؤوسها في الرمال، بحجة استمرار التحقيقات. أي تحقيق هذا الذي يعجز عن الوصول إلى نتائج رغم وجود تسجيلات ومراقبة جوية ووسائل رصد متطورة؟".

وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت في 18 يوليو/تموز الجاري، نتائج التحقيق بهجمات الطائرات المسيّرة التي استهدفت منشآت عسكرية ومدنية ونفطية في العراق خلال الأسابيع الأخيرة، وخلّفت أضراراً اقتصادية واسعة، إلا أنها لم تكشف عن الجهات المتورطة في تنفيذها. وجاء في التحقيق أن الطائرات المستخدمة كانت من نوع واحد، ومزودة برؤوس حربية مُصنّعة خارج العراق. وفي وقت سابق، حذر مسؤولون عراقيون من استمرار الاستخدام غير المنضبط للطائرات المسيّرة (الدرون) في البلاد، مؤكدين أن البلاد تحولت إلى "سوق مفتوحة" لتلك الطائرات التي تدخل من دون رقابة وضوابط أمنية، وهو ما يشكل تهديداً خطيراً يمس الأمن، خاصة بعد تسجيل هجمات مؤثرة على منشآت حيوية في البلاد.

وبدأت تلك الهجمات بالتزامن مع وقف الحرب الإيرانية الإسرائيلية، التي واجهت فيها الحكومة العراقية اختباراً محرجاً بسبب اختراق الطيران الإسرائيلي أجواء البلاد. وكشفت الحرب خللاً واضحاً بمنظومة الدفاع الجوي العراقية وعدم جاهزيتها للتعامل مع أي تطورات أو تهديدات، بينما وجهت أطراف سياسية وشعبية في البلاد انتقاداتها لضعف الإجراءات الحكومية بهذا الشأن.




## الكرملين لا يستبعد لقاء بين بوتين وترامب في سبتمبر بالصين
28 July 2025 12:04 PM UTC+00

أعلن الكرملين، اليوم الاثنين، أنه لا يستبعد حصول اجتماع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في الصين في سبتمبر/أيلول المقبل. ومن المقرر أن يزور بوتين الصين مطلع سبتمبر/أيلول بمناسبة الاحتفالات بذكرى مرور ثمانين عاماً على انتهاء الحرب العالمية الثانية. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: "إذا قرر الرئيس الأميركي في النهاية زيارة الصين في هذه الأيام، فبالطبع لا يمكن نظرياً استبعاد انعقاد اجتماع من هذا النوع".

وتحسنت العلاقة بين الإدارة الأميركية وروسيا لدى عودة ترامب إلى البيت الأبيض بعدما وصلت إلى حد القطيعة إبان رئاسة جو بايدن، لكن تعثر الجهود التي قادها ترامب لإنهاء الصراع في أوكرانيا دفعت العلاقة بين الزعيم الجمهوري وبوتين إلى الفتور، حيث تتواصل الحرب بين كييف وموسكو.

وأطلقت روسيا مئات المسيّرات وسبعة صواريخ باتّجاه أوكرانيا ليلاً، استهدفت بشكل رئيسي مدينة في غرب البلاد تضم قاعدة عسكرية جوية، بحسب ما أعلنت كييف الاثنين. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن قاعدة ستاروكوستيانتينيف الواقعة على بعد حوالى 225 كيلومتراً غرب كييف يمكن أن تستضيف مقاتلات متطورة من طراز "إف-16" نقلها حلفاء كييف إلى أوكرانيا.



وأكد سلاح الجو الأوكراني أن "العدو هاجم خلال الليل باستخدام 324 مسيرة وأربعة صواريخ من طراز كروز وثلاثة صواريخ بالستية"، مضيفاً أن "الهدف الرئيسي كان ستاروكوستيانتينيف". وأفاد سلاح الجو بأنه أسقط 309 مسيّرات وصاروخين. وأدت الهجمات إلى إصابة ثمانية أشخاص بجروح في أنحاء البلاد، خمسة منهم في كييف، بحسب السلطات.

وتناشد أوكرانيا شركاءها الغربيين إرسال مزيد من الدفاعات الجوية لمساعدتها على التصدي للهجمات الروسية. وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذه الدعوة في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي الاثنين. وقال: "نعزز بشكل دائم الدرع الجوية الأوكرانية، ومن الحيوي الابقاء على فهم واضح في أوساط الشركاء لكيف يمكنهم أن يساعدوا بالتحديد".

في السياق، قالت القيادة العملياتية للقوات المسلحة البولندية، اليوم الاثنين، إن طائرات بولندية وأخرى تابعة لحلفاء أقلعت بشكل عاجل لحماية المجال الجوي البولندي، بعد أن شنت روسيا هجمات صاروخية استهدفت غرب أوكرانيا قرب الحدود مع بولندا.



وأضافت القيادة في بيان: "جرى إقلاع الطائرات التابعة لنا ولحلفائنا منذ الساعات الأولى من صباح اليوم. هذا النشاط قد يؤدي إلى زيادة ملحوظة في حركة الطيران في أجواء المنطقة، وقد يُسمع صوت الطائرات".

من جانبه، أعلن الجيش الأوكراني، اليوم الاثنين، ارتفاع عدد قتلى وجرحى العسكريين الروس منذ بداية الحرب في 24 فبراير/شباط 2022 إلى مليون و50 ألفاً و250 فرداً، من بينهم 1000 قتلوا، أو أصيبوا، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. جاء ذلك وفق بيان نشرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم) اليوم الاثنين.

وبحسب البيان، دمرت القوات الأوكرانية منذ بداية الحرب 11 ألفاً و61 دبابة، منها أربع دبابات أمس الأحد، و23 ألفاً و64 مركبة قتالية مدرعة، و30 ألفاً و826 نظام مدفعية، و1450 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق، و1201 من أنظمة الدفاع الجوي. وأضاف البيان أنه تم أيضا تدمير 421 طائرة حربية، و340 مروحية، و48 ألفاً و393 طائرة مسيرة، و3 آلاف و546 صاروخ كروز، و28 سفينة حربية، وغواصة واحدة، و56 ألفاً و596 من المركبات وخزانات الوقود، و3 آلاف و935 من وحدات المعدات الخاصة.

(العربي الجديد، وكالات)




## انتحار جندي إسرائيلي بسبب الصدمة النفسية: السادس منذ مطلع الشهر
28 July 2025 12:04 PM UTC+00

انتحر جندي إسرائيلي في الخدمة الاحتياطية بعدما وضع حداً لحياته داخل بيته في مستوطنة أوفاكيم. الجندي كان يخدم في الحاخامية العسكرية؛ حيث عمل في تحديد هويّات جثث القتلى خلال الحرب، وفقاً لما أوردته صحيفة "هآرتس"، اليوم الاثنين. 
حالة الانتحار الجديدة ترفع عدد جنود الاحتلال المنتحرين منذ مطلع شهر يوليو/تموز الجاري إلى ستة؛ حيث أقدم ثلاثة في الخدمة النظامية على الانتحار، ورابع في خدمة الاحتياط النشطة، والاثنان الآخران خدما لفترة متواصلة في الاحتياط وانتحرا بعدما سُرحا أخيراً من الخدمة العسكرية.
طبقاً للمعطيات الرسمية الصادرة عن جيش الاحتلال، فقد طرأ ارتفاع في عدد الجنود المنتحرين منذ بداية الحرب خصوصاً في صفوف الجنود في الخدمة الفعلية سواء كان هؤلاء في الجيش النظامي أو الاحتياط، وذلك بالمقارنة مع أعداد أقرانهم المنتحرين في السنوات السابقة. وتكشف المعطيات أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأوّل 2023 وحتّى نهاية العام نفسه انتحر سبعة جنود في الخدمة الفعلية. أمّا في عام 2024 فقد انتحر 21 جندياً. 
ويرفض جيش الاحتلال الكشف عن عدد الجنود المنتحرين منذ بداية العام الجاري، منتظراً انقضاء الأخير لكشف العدد، ومع ذلك تلفت الصحيفة إلى أن معطيات الجيش لا تتضمن الجنود الذين وضعوا حداً لحياتهم بينما كانوا خارج الخدمة الفعلية. 



وفي السياق، تفيد الصحيفة بأن المعطيات التي جمعتها، تكشف عن انتحار ما لا يقل عن 17 جندياً في الخدمة الفعلية منذ بداية العام. وأنه منذ بداية الحرب وضع 12 جندياً لم يكونوا في الخدمة الفعلية حداً لحيواتهم، على خلفية صعوبات نفسية ناجمة عن مشاركة جزء منهم في الحرب على غزة، والجزء الآخر لمعاناتهم من اضطراب ما بعد الصدمة الناجم عن مشاركتهم في حروب ومعارك سابقة. 
وفي حين لا تتابع أيّة جهة رسمية إسرائيلية هذه الحالات، بحسب الصحيفة، تلفت الأخيرة إلى أن منظمات صحية تُعنى بعلاج حالات الجنود المصابين بأمراض نفسية تؤكد أن حالات الانتحار في صفوف الجنود الذين هم ليسوا في الخدمة الفعلية أعلى من الأرقام المكشوفة بكثير، خصوصاً وأن غالبية هذه الحالات تبقى في الظلال.
ويعزو الجيش الارتفاع في أعداد الجنود المنتحرين إلى "الزيادة الواضحة في عدد الخادمين"، وخصوصاً في منظومة الاحتياط. وطبقاً لما تنقله الصحيفة عن مصادر في الجيش، فإن التدقيق في الحالات يُظهر أنه منذ بداية الحرب انخفضت نسبة المنتحرين لأسباب شخصية لا علاقة لها بالحرب. ما يعني، وفقاً للمصادر ذاتها، أن معظم المنتحرين قد انكشفوا على مشاهد قاسية أثرت عليهم نفسياً ودفعتهم للإقدام على الانتحار.
إلى ذلك، لفتت الصحيفة إلى أنه في الأسبوع الماضي مات جندي في كتيبة المظليين متأثراً بإصابته إثر إطلاقه النار على نفسه، مؤكدة أنه لم يشارك في الحرب على غزة وكان جندياً وحيداً (أو منفرداً، أي يعيش في إسرائيل من دون عائلة) قد هاجر أخيراً من النرويج ولم يكن قد انضم للحرب على غزة بعد. وانضمت حالته هذه إلى عدد من الحالات المُسجّلة في الأسابيع الأخيرة؛ حيث انتحر جندي في لواء الناحال في قاعدة شماليّ البلاد؛ سبقه جندي في لواء غولاني انتحر في قاعدة سديه تيمان بعدما خضع لتحقيق في الشرطة العسكرية، فضلاً عن جندي آخر انتحر في مدينة صفد، بعدما خدم في الاحتياط لأكثر من عام، وشُخّص بإصابته باضطراب ما بعد الصدمة.






## الجيش الهندي يعلن قتل 3 بعد تبادل لإطلاق النار في كشمير
28 July 2025 12:04 PM UTC+00

ذكر الجيش الهندي في منشور على منصة إكس، اليوم الاثنين، أنه قتل ثلاثة أشخاص بعد تبادل كثيف لإطلاق النار في الشطر الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير. وقالت قناتان إخباريتان هنديتان إنه يُشتبه في أن القتلى كانوا وراء الهجوم الذي تعرض له سياح هندوس في الشطر الهندي من كشمير في 22 إبريل/ نيسان، وأشعل فتيل مواجهة عسكرية دامية مع الجارة باكستان.


OP MAHADEV - Update

Three terrorist have been neutralised in an intense firefight. Operation Continues.#Kashmir@adgpi@NorthernComd_IA pic.twitter.com/5LToapGKuf
— Chinar Corps - Indian Army (@ChinarcorpsIA) July 28, 2025



ولم يتسنَّ لوكالة رويترز التحقق بشأن تورط هؤلاء الأشخاص في الهجوم. واستخدم البلدان المسلحان نووياً صواريخ وطائرات مسيّرة ونيران المدفعية خلال القتال الذي استمر أربعة أيام، والذي كان الأسوأ بينهما منذ عشرات الأعوام. واندلع الصراع الأخير بعد هجوم على سياح هندوس في الجزء الخاضع لسيطرة الهند بإقليم كشمير، ألقت نيودلهي باللوم فيه على إسلام أباد، وذلك قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار. ونفت باكستان ضلوعها في الهجوم على السياح.



إلى ذلك، قال وزير الدفاع الهندي راجنات سينغ اليوم، إن نيودلهي أنهت صراعها العسكري مع باكستان في مايو/ أيار الماضي، لأنه حقق جميع أهدافه السياسية والعسكرية، وليس بسبب أي ضغوط. وقُتل 26 شخصاً على الأقل في الشطر الهندي من كشمير، في الهجوم، الذي أطلق فيه مسلحون النار على مجموعة من السياح، في حين قالت السلطات وقتها إنّه الأسوأ الذي يستهدف مدنيين منذ سنوات. ووقع الهجوم في باهالجام، وهي مقصد سياحي شهير في الإقليم الخلاب الواقع في منطقة جبال الهيمالايا، والذي شهد انتعاشاً في السياحة مع تراجع عنف المتمردين خلال السنوات القليلة الماضية. وهذا أسوأ هجوم على المدنيين في الهند منذ إطلاق النار في مومباي عام 2008، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 160 شخصاً.

وقالت الشرطة إن الهجوم وقع في مرج خارج الطريق، وإن القتلى هم 25 هندياً ونيبالي. وأعلنت جماعة مسلحة غير معروفة تُدعى "مقاومة كشمير" مسؤوليتها عن الهجوم في رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي. وعبّرت الجماعة في رسالتها عن استيائها من توطين أكثر من 85 ألف "أجنبي" في المنطقة، وهو ما يحدث "تغييراً في التركيبة السكانية".

(رويترز، العربي الجديد)




## السيسي: لن نكون طرفًا سلبيًا في قضية فلسطين ونحث ترامب على وقف الحرب
28 July 2025 12:17 PM UTC+00

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الاثنين، إن مصر تتحرك منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بالتنسيق مع الشركاء في قطر والولايات المتحدة، لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية: وقف الحرب، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الرهائن. وأوضح السيسي في كلمة متلفزة وجّهها إلى الشعب المصري والرأي العام العربي والدولي، أن كلمته تأتي في "توقيت دقيق"، في ظل ما يتم تداوله من "كلام كثير"، على حد تعبيره، مؤكداً أن مصر لا تزال ثابتة على موقفها الداعي إلى وقف الحرب، والتمسك بحل الدولتين كمسار وحيد لتسوية القضية الفلسطينية. وشدد على أن "عملية التهجير ستؤدي إلى تفريغ فكرة حل الدولتين أو أي حل سلمي".

وفيما يخص الوضع الإنساني، أشار السيسي إلى أن قطاع غزة يحتاج في الظروف العادية إلى ما بين 600 و700 شاحنة مساعدات يوميًا، لافتًا إلى أن مصر حرصت خلال الأشهر الـ21 الماضية على إدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات، رغم التعقيدات الميدانية. وقال إن تشغيل معبر رفح لا يتوقف على الجانب المصري وحده، بل يرتبط كذلك بالأوضاع الأمنية والسيطرة على الجانب الفلسطيني من المعبر. وبيّن أن هناك خمسة معابر تربط غزة بالأراضي الفلسطينية والمصرية، من بينها معبر رفح وكرم أبو سالم من الجانب المصري، موضحاً أن "لدينا حجم ضخم جدًا من المساعدات جاهز للدخول إلى القطاع، ولن نمنعه، لأن أخلاقنا وقيمنا لا تسمح بذلك"، لكن "دخول المساعدات يتطلب تنسيقًا من الطرف الآخر داخل غزة".

وأكد الرئيس المصري استمرار الجهود مع الشركاء في قطر والولايات المتحدة من أجل تسهيل تدفق المساعدات، رغم العقبات التي وصفها بأنها "كانت تتعثر أحيانًا". وأضاف: "الظروف داخل القطاع مأساوية في الشهور الماضية، والأمر أصبح لا يُطاق، وبالتالي لا بد من إدخال أكبر حجم من المساعدات، سواء غذائية أو طبية أو ما يسهم في تخفيف الأزمة". وفي رسالة مباشرة للمصريين، شدد السيسي على أن مصر لن تكون أبدًا طرفًا سلبيًا تجاه القضية الفلسطينية، وقال: "أوعوا تتصوروا أننا ممكن نكون سلبيين تجاه الأشقاء في فلسطين، رغم صعوبة الموقف... مصر لها دور محترم وشريف ومخلص وأمين لا يتغير ولن يتغير".



وأنهى السيسي كلمته بنداء موجه إلى العالم أجمع، قائلاً: "أوجه نداءً عامًا إلى كل دول العالم، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وأشقائنا في المنطقة، بأن يبذلوا أقصى جهد لإنهاء الحرب وإدخال المساعدات"، كما وجه نداءً خاصًا للرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب، قال فيه: "من فضلك أبذل كل جهد لإنهاء الحرب وإدخال المساعدات... أتصور أن الوقت قد حان لإنهاء هذه الحرب".

وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أصدرت في وقت سابق بيانًا أعربت فيه عن استيائها من "محاولات متكررة لتشويه الدور المصري تجاه قطاع غزة"، مشددة على أن القاهرة تقوم بواجبها الإنساني والقومي دون مزايدات، وأنها تتحرك بمسؤولية تامة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، رغم ما تواجهه من عقبات على الأرض. وأكد البيان أن مصر لن تلتفت إلى الحملات المغرضة التي تستهدف زعزعة الثقة في تحركاتها، معتبرًا أن تلك المحاولات تتجاهل الوقائع وتضر بالقضية الفلسطينية ذاتها، لا سيما في ظل الظروف الكارثية التي تمر بها غزة.




## ترامب: التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة هو أمر ممكن
28 July 2025 12:19 PM UTC+00





## إيران: خضنا خلال الحرب "معركة صامتة" مع أجهزة "الناتو" الاستخبارية
28 July 2025 12:29 PM UTC+00

أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية، في بيان مفصّل اليوم الاثنين، أنها خاضت خلال العدوان الإسرائيلي على إيران، الشهر الماضي، "معركة صامتة" مع أجهزة حلف شمال الأطلسي (ناتو) الاستخبارية، مشيرة إلى أن العدوان لم يكن "عملية عسكرية محدودة بهدف الإضرار بالقدرات والمنشآت النووية والدفاعية للبلاد، بل إن ما جرى خلال الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوماً كان عبارة عن خطة حربية جرت إدارتها بتخطيط واستفادة شاملة ومتزامنة من عناصر مركّبة عسكرية، وأمنية، واستخبارية، وحرب معرفية، وعمليات تضليلية، واغتيالات، وتخريب".

وأضاف البيان أن العدوان كان يهدف إلى زعزعة الاستقرار، وإثارة الفوضى الداخلية، وإخضاع البلاد، وإجبارها على الاستسلام، وإسقاط نظام الجمهورية الإٍسلامية، وتقسيم إيران. وذكرت الوزارة أن الولايات المتحدة كانت "هي التي تقود الحرب، وأن الكيان الصهيوني تولى الجزء التنفيذي منها، ودعمتها دول أوروبية عدة"، قائلة إنها "تمكنت من الاستعانة بعناصرها الاستخبارية والعملياتية من أعمق طبقات النظامين العسكري والأمني للكيان الصهيوني لتنفيذ المهام الموكلة إليهم، وتلقي تقارير موثقة ومرئية عن الأنشطة والتأكد من صحتها".

وأكد البيان: "نعلن بشكل قاطع أن النظام الصهيوني العاجز، رغم أنه تمكن من القبض على بعض العملاء الإسرائيليين، فإن جزءاً أكبر وأكثر حساسية من المهام ما زال مستمراً". وأشارت الوزارة إلى أنه خلال فترة الحرب، جرى اعتقال 20 جاسوساً وعناصر عملياتيين، وعناصر دعم تابعين للموساد، وعناصر مرتبطين بضباط استخبارات إسرائيليين في محافظات طهران، والبرز، وقزوين، وأراك، وأصفهان، وفارس، وكرمان، وخوزستان، وزنجان، ومازندران، وأذربيجان الغربية، وكردستان.



وتحدثت عن أنه كان من بين هؤلاء المعتقلين "ثلاث حالات خاصة"، من دون أن تكشف عن المزيد من التفاصيل حول ذلك. كما أفاد المصدر نفسه بأنه تم التعرف على عدة عناصر مرتبطين بإسرائيل في المجالات الاقتصادية والمالية والصناعية في البلاد، والتي كانت، بحسب البيان، "تتربص لتنفيذ أعمال تخريبية". وأكدت الوزارة أنها تمكنت خلال الحرب من إفشال مخطط لاغتيال 23 مسؤولاً إيرانياً، وإحباط 13 "مؤامرة مماثلة" لاغتيال 35 مسؤولاً رفيع المستوى في المجالين المدني والعسكري في الأشهر التي سبقت الحرب.

وذكرت الوزارة الإيرانية أيضاً أنها "أحبطت عدة مخططات تخريبية للكيان الصهيوني في منظمة الطاقة الذرية، وبعض المراكز العسكرية في البلاد"، بالإضافة إلى اعتقال "ثلاثة أمراء من تنظيم داعش و50 إرهابياً تكفيرياً". وجاء في البيان كذلك أنه تم اكتشاف موقع تمركز "300 إرهابي أجنبي في قاعدة بالقرب من الحدود الجنوبية الشرقية للبلاد، وتم منعهم من دخول إيران".

كما زعمت وزارة الاستخبارات في إيران أنها أحبطت خطة عملياتية لدخول "حوالي 150 عنصراً تكفيرياً متمركزين في سورية، كانوا يتربصون للسفر والتحرك ضد البلاد"، متحدثة أيضاً عن اعتقال 98 شخصاً من عناصر قناة "إيران إنترناشيونال" الإخبارية المعارضة، قائلة إن هؤلاء الأفراد كانوا على اتصال بإسرائيل.




## سعود عبد الحميد يطرق أبواب تولوز الفرنسي
28 July 2025 12:29 PM UTC+00

وافق نادي روما الإيطالي على إعارة مدافعه السعودي سعود عبد الحميد (26 عاماً) إلى فريق تولوز الفرنسي لمدة موسم واحد، وذلك بعد تجربة قصيرة مع "ذئاب العاصمة" خلال موسم 2024ـ2025، لم يكن خلالها لاعب الهلال السعودي سابقاً موفقاً، نظراً لأنه لم يشارك في الكثير من المباريات، وغاب عن المواجهات الحاسمة، رغم تغيير المدربين في النادي الإيطالي. ونجح روما في التعاقد مع المدافع الأيمن ويسلي فرانكا (21 عاماً) قادماً من نادي فلامنغو البرازيلي، كما أنه كلف الفريق مبلغ 25 مليون يورو، ومِن ثمّ سيكون أساسياً في تشكيلة المدرب جيان بييرو غاسبيريني (67 عاماً).

وهناك فرصة مهمة أمام المدافع السعودي لترك بصمته في الملاعب الأوروبية لتعويض خيبة التجربة مع "ذئاب العاصمة" الإيطالية، ذلك أن تولوز يُعرف بأنه منح الفرص إلى العديد من اللاعبين العرب، الذين تألقوا مع فريق "المدينة الوردية" في فرنسا، وساهم في بروزهم على الصعيد الأوروبي بنجاحات كبيرة، وتركوا بصمة مميزة، بعد أن انضموا لاحقاً إلى أندية أفضل.

ووفق إحصائيات موقع ترانسفير ماركت العالمي، فإن تولوز ضمّ سابقاً 12 لاعباً جزائرياً، ومثلهم من المغرب، وخمسة من تونس، ولاعباً موريتانياً واحداً، وآخر من جزر القمر، ومِن ثمّ ستكون السعودية الجنسية العربية السادسة في صفوف تولوز على مرّ التاريخ، وذلك بنجاحات مختلفة، إذ كان التونسي أيمن عبد النور (35 عاماً) محظوظاً باللعب لهذا النادي الذي كان بوابته نحو تجربة أوروبية موفقة قادته إلى موناكو ومرسيليا الفرنسيين وفالنسيا الإسباني أيضاً.

كما يُعتبر الجزائري فارس شايبي (22 عاماً) من أكثر اللاعبين الذين استفادوا من مرورهم بفريق تولوز، إذ ارتفعت أسهمه عالياً وانتقل لاحقاً إلى فرانكفورت الألماني. كما أن مدرب منتخب المغرب وليد الركراكي (49 عاماً) خاض تجربة مع تولوز، إضافة إلى المهاجم المغربي أمين عدلي (25 عاماً)، أما زكرياء أبو خلال (25 عاماً) فيستعدّ للرحيل عن الفريق قريباً بعد اتفاق مع نادي تورينو الإيطالي. كما أن الحارس القمري على أحمدا (33 عاماً) خاض أفضل مراحل مسيرته الاحترافية مع تولوز وكذلك الموريتاني عمر ندايي (36 عاماً).



وسيحاول سعود عبد الحميد استغلال الفرصة لكي يُثبت أنه تعرّض للظلم في نادي روما، بعد تجاهله خلال مباريات النصف الثاني من الموسم الماضي، ذلك أنه كان قادراً على مدّ يد المساعدة في المباريات الأخيرة، أو التي تقدم خلالها فريقه في النتيجة، وحتى ينجح في تقديم الإضافة إلى المنتخب السعودي الذي سيخوض قريباً مباريات قوية في تصفيات كأس العالم 2026.




## التوك توك في لبنان: وسيلة نقل شعبية تنتظر التقنين
28 July 2025 12:40 PM UTC+00

في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها لبنان منذ أواخر عام 2019، تحول التوك توك إلى وسيلة نقل شعبية مفضلة في عدد من المناطق، لا سيما ذات الدخل المحدود، ما أدى إلى انتشاره بشكل كبير حتى أصبح خارج السيطرة. ورغم أن القانون اللبناني لا يجيز استخدام التوك توك وسيلةَ نقل عامة، فإن الواقع فرض خلاف ذلك، وهو ما دفع وزارة الداخلية أخيراً إلى إصدار قرار يمنع استخدامه لنقل الركاب ويقصره على الاستخدام الفردي أو نقل البضائع فقط، وهو ما أثار احتجاجات واسعة من قبل أصحاب هذه الوسيلة في مدن لبنانية، أبرزها طرابلس وصيدا والبقاع.

التوك توك وسيلة نقل رخيصة

بدأ ظهور التوك توك في شوارع لبنان بشكل ملحوظ قبل نحو خمس سنوات، وتزايدت أعداده مع انهيار القدرة الشرائية للمواطنين، وتراوح أسعاره بين 1500 و3000 دولار، بحسب الحجم والمواصفات، ويسجَّل قانونياً في لبنان تحت فئة "دراجة آلية ثلاثية العجلات" مخصصة للاستخدام الفردي أو التجاري. ورغم ذلك، تحول "التوك توك" إلى وسيلة نقل عامة غير مرخصة، نظراً لكلفته التشغيلية المنخفضة مقارنة بسيارات الأجرة، إذ لا تتجاوز أجرته ثلث تعرفة النقل التقليدي، ما جعله مقبولاً لدى شريحة واسعة من السكان.

في الثامن من يوليو/ تموز الجاري، أصدرت وزارة الداخلية اللبنانية تعليمات لقوى الأمن بتطبيق القانون ومنع "التوك توك" من نقل الركاب التزاماً بقانون السير ومراعاةً للسلامة العامة. وفي هذا السياق، صرح رئيس بلدية طرابلس عبد الحميد كريمة لوكالة الأناضول بأن البلدية بدأت تنفيذ القرار، وأكد أن تنظيم هذا القطاع أصبح ضرورة في ظل "الفوضى" الناتجة عن انتشاره غير المنظم. وأوضح كريمة أن عدداً كبيراً من عربات التوك توك يجوب شوارع المدينة بشكل غير قانوني، مشدداً على أهمية تخصيص مسارات لها وتنظيم عملها بما يتناسب مع واقع طرابلس، المدينة الثانية من حيث المساحة بين مدن البلاد. 



مطالب التقنين

قوبل قرار وزارة الداخلية برفض واسع من سائقي التوك توك، الذين يعتبرونه تهديداً لمصدر رزقهم، خصوصاً في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة. وأشار طارق عاصم، وهو أحد السائقين في طرابلس، إلى أنه اضطر للاستدانة لشراء العربة وإعالة أسرته، مضيفاً: "القرار مجحف، ومستقبلنا بات في المجهول". أما زكريا مراد، فقال إنه اشترى "التوك توك" بمبلغ ثلاثة آلاف دولار، ودفع نحو 600 دولار لتسجيله رسمياً في مصلحة السير، ويتابع: "نفاجَأ اليوم بقرار يمنع نقل الركاب". وطالب مراد الحكومة بإيجاد حلول أخرى بدلاً من المنع الكلي، مؤكداً أن التوك توك أصبح وسيلة نقل أساسية لأكثر من 500 سائق في طرابلس وحدها.

من جهتها، ترى فاطمة العلي، وهي من مستخدمات "التوك توك"، أن هذه الوسيلة تلبي حاجاتها اليومية بسهولة، معتبرة أن حظرها سيضر بشريحة واسعة من المواطنين. أما وسام العبد، وهو أحد سكان طرابلس، فأشار إلى أنه يعتمد على "التوك توك" وسيلةَ نقل لكونها أسرع وأقل كلفة من سيارات الأجرة التقليدية. وأشار العبد إلى أنه "بدلاً من حظره، يجب التوصل إلى حل لا يمنع هذه الوسيلة من تقديم خدمة التوصيل داخل المدن".

فجوة في النقل العام

بدورها، أصدرت جمعية "حقوق الركاب" (غير حكومية) بياناً في 11 يوليو/ تموز الجاري، دعت فيه إلى تعديل قانون السير اللبناني ليتماشى مع واقع استخدام "التوك توك" باعتباره وسيلة نقل منخفضة الكلفة تخدم الطبقات الفقيرة والمناطق المحرومة من خدمات النقل العام. وأشارت الجمعية إلى أن غياب مشاريع نقل جماعي فعالة، مثل المترو أو القطارات، ساهم في اعتماد شريحة واسعة من اللبنانيين على بدائل منخفضة الكلفة مثل "التوك توك"، في ظل ارتفاع أسعار المحروقات وفوضى النقل في البلاد.



وأكدت الجمعية أن الحكومات المتعاقبة عجزت على مدى السنوات الماضية عن توفير خيارات نقل مستدامة ومنخفضة الكلفة، تُخفف أعباء التنقل، ما دفع المواطنين إلى البحث عن بدائل تلبي احتياجاتهم اليومية بأسعار مقبولة. ويفتقر لبنان إلى منظومة نقل جماعي متكاملة، إذ تقتصر وسائل النقل العمومية على سيارات الأجرة والباصات الصغيرة والكبيرة، بينما تغيب وسائل النقل الحديثة مثل المترو والقطار، ما يزيد أعباء التنقل، خصوصاً على ذوي الدخل المحدود. وفي ظل هذا الواقع، يبقى "التوك توك" خياراً عملياً في كثير من المناطق، لكنه في الوقت نفسه يشكل تحدياً للسلطات بين الحاجة إلى التنظيم وواقع الفقر الذي يدفع المواطنين إلى التمسك به.

(الأناضول)




## ما أنجزه الأوروبيون من الاتفاق مع ترامب: كأس مُرّة ولا حرب تجارية
28 July 2025 12:41 PM UTC+00

يمثّّل الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رسالة طمأنة مؤقتة للأسواق المالية والمستثمرين، بعدما نجح في نزع فتيل حرب تجارية كان يستعد لها الجانبان لو مضى الرئيس الأميركي دونالد ترامب قدماً في تهديده بفرض رسوم جمركية بقيمة 30% على الصادرات الأوروبية إلى السوق الأميركية في أول أغسطس/آب. فالحاصل أن الاتحاد الأوروبي، الطرف الأضعف في تلك العلاقة، كان يلوح برسوم عقابية، تدعو لها فرنسا وتعارضها ألمانيا، بفاتورة تزيد عن 100 مليار دولار ضدّ الصادرات الأميركية، التي كانت وستظل معفاة من الضرائب في الأسواق الأميركية.

ومن شأن الاتفاق الذي وصفه الرئيس الأميركي بـ"أعظم الصفقات" أن يوفر للخزانة الأميركية حوالي 90 مليار دولار يمكن للإدارة أن توظفها في التخفيضات الضريبية التي يعتزمها ترامب لتعزيز شعبيته، وإظهار أن سياسته "التفاوضية" تسير على الطريق الصحيح، لكنه قبل ذلك سيضمن استمرار التدفق التجاري عبر الأطلسي والذي تبلغ قيمته 1.7 تريليون دولار سنوياً، مضفياً حالة من الوضوح والقدرة على التخطيط للمستقبل تحتاجه التجارة والاستثمارات بشدة.



وبالفعل، تنفست الأسواق المالية، والأوروبية خاصة، الصعداء بعد الاتفاق، وتجلى ذلك في انتعاش سريع خلال التعاملات الصباحية ليوم الاثنين، حيث سجلت البورصات المالية في فرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا ارتفاعات تراوحت بين 0.4% و0.8%، كما سجلت أسعار أسهم شركات السيارات والصناعات الدوائية الأوروبية تحسناً ملحوظاً وتقدم اليورو على العملات المنافسة مثل الدولار والجنيه الإسترليني والين. رغم ذلك، يتفق محللون كثيرون على أن الاتفاق لا يعكس قواعد التبادل التجاري المتعارف عليها بين الجانبين منذ عقود، قدر ما يعكس ميزان القوى الفج الذي يطبقه ترامب دون هوادة.

الاتفاق في الميزان

ربما تكشف ردود الأفعال الأوروبية المنقسمة حيال الاتفاق تلك الحالة من عدم الرضا، وكأنها تشير إلى تسليم المغلوب للغالب وليس المخاض الطبيعي لتفاوض متكافئ. والمغلوب بالتأكيد، هنا، هو الاتحاد الأوروبي الذي ستتعرض كل صادراته لرسوم جمركية تبلغ 15% لدخولها إلى السوق الأميركية نزولا من 30% كانت موضع التهديد، إضافة إلى 50% على صادرات الحديد والألومنيوم، واستثمارات أوروبية بقيمة 600 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي ومشتريات أسلحة ومنتجات طاقة بقيمة 750 مليار دولار. في المقابل، لن تتعرض الصادرات الأميركية إلى الأسواق الأوروبية إلى أي ضرائب أو قيود، كان من الطبيعي في مرحلة ما قبل ترامب أن يتوقع الأوروبيون علاقة المثل بالمثل، أي صفر رسوم على الجانبين، لكن الرئيس الأميركي، الذي يتبع في مفاوضاته سياسة حافة الهاوية، لا يكترث كثيراً بما يتوقع الأوروبيون.


إن الاتفاق "يبعث على الراحة وليس على الاحتفال


ورغم تأكيدات رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين بأن الاتفاق هو "أفضل ما يمكن التوصل إليه"، فإن زعماء أوروبيين آخرين انتقدوه بشدة، منهم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي اعتبر الاتفاق نتيجة حتمية لمفاوضات بين "مفاوض من الوزن الثقيل مثل ترامب، ومفاوضة من وزن الريشة مثل فون ديرلاين". أما رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي فيفر، فاعتبر في تعليق على منصة "إكس" أن الاتفاق "يبعث على الراحة وليس على الاحتفال".

وتحذر وكالة بلومبيرغ من أن الرسوم الجمركية المتفق عليها سوف تؤدي إلى انخفاض إجمالي الناتج المحلي للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بنسبة مبدئية تبلغ 0.4% قد ترتفع إلى 0.7% في حال ظهور مفاجآت في ثنايا الاتفاق. كما تشير الوكالة إلى أن أوروبا اختارت وضع حد للمخاوف تجنباً للمواجهة، فوافقت على دفع الكثير مقابل القليل من الجانب الأميركي.

بدورها، لم تخف إدارة ترامب ابتهاجها بالاتفاق معتبرة إياه دليلاً على براعة "ترامب مفاوضاً". نائب الرئيس دي جي فانس كتب على منصة إكس يقول: "كل الصحف الأوروبية تمتلئ بالمديح للرئيس، إنني سعيد للغاية بالاتفاق الذي تفاوض عليه نيابة عن الأميركيين". لكن الحقيقة أن من امتدح دور ترامب مفاوضاً هم الأقلية التي شعرت بارتياح لزوال شبح حرب تجارية قد تكون فادحة على الاتحاد الأوروبي، في حين تؤكد الأغلبية أن ما يقوم به الرئيس الأميركي هو نوع من سياسة "لي الذراع" مع شركائه التجاريين بعيداً عن قواعد التجارة الحرة.  



وكان ترامب قد بدأ التهديد بفرض سياسات حمائية في تجارة أميركا منذ بداية فترته الرئاسية الثانية، معتبراً أن شركاء بلاده التجاريين يستغلونها منذ عقود وأنه سيضع حداً لذلك. وبالفعل، كشف ترامب في الثاني من إبريل/ نيسان الماضي تحت ما سماه بـ"يوم التحرير" عن رسوم جمركية أساسية بنسبة 10% على صادرات جميع الدول إلى السوق الأميركية، وعززها برسوم متزايدة على كل دولة حسب حجم الفارق في الميزان التجاري لها مع الولايات المتحدة.  وكان الاتحاد الأوروبي يتمتع بفائض يزيد عن 250 مليار دولار في ميزانه التجاري مع الولايات المتحدة رغم أنه يفتح أبوابه أمام السلع الأميركية، لكنها، ومن بينها السيارات والأدوية، لا تلقى قبولاً في الأسواق الأوروبية على عكس السلع الأوروبية التي تلقى رواجاً في السوق الأميركية.

ويسود اعتقاد في الدوائر الأوروبية بأن الاتفاق الأخير هو نتيجة طبيعية لـ"علاقات القوة" بين الجانبين خاصة القوة السياسية والعسكرية، إذ كشفت الحرب في أوكرانيا والمواجهة مع روسيا أن العملاق التجاري الأوروبي ليس لديه ما يكفي من العضلات السياسية أو العسكرية، وأن بحوزة واشنطن الكثير من الأوراق التي قد تزعزع استقرار أوروبا سياسياً وهو ما سينعكس بالتأكيد على استقرارها التجاري والاقتصادي، مثل سحب القوات الأميركية التي تُعد ضماناً لأمن أوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية، أو الانسحاب من الناتو أو وقف تزويد أوكرانيا بالأسلحة، إذا ما قرر ترامب "تركيع" خصمه الأوروبي.

من ثم، فإن وجهة النظر الأوروبية، كما تعكسها تصريحات رئيس وزراء بلجيكا وفرنسا ومستشار ألمانيا، هي ضرورة إصلاح البيت الأوروبي من الداخل بحيث يصبح قادراً على الصمود أمام تحديات مشابهة لما يفعله ترامب. لكن حتى حدوث ذلك، يفضل الأوروبيون تجرع كأس ترامب المرّة على الدخول في حرب مفتوحة مع أكبر شريك تجاري لهم في وقت تسيطر فيه على الاقتصاد العالمي حالة من التوجس وعدم اليقين.




## الاحتلال يفرج عن الصحافي المغربي محمد البقالي
28 July 2025 12:43 PM UTC+00

قرّر الاحتلال الإسرائيلي الإفراج عن الصحافي المغربي محمد البقالي وناشطين في سفينة حنظلة التضامنية المتجهة إلى غزة، بحسب ما نقله موقعا "هسبريس" و"صوت المغرب" عن مصادر مقربة من الملف. ويشمل الإفراج كذلك ناشطين آخرين بينهم الأميركي وعد موسى، والفنان الأميركي جاكوب إيثان بيرغر، إلى جانب الإيطالي أنطونيو مازيو، وغابرييل ماري دينيس.

وبحسب المصادر ذاتها، من المفترض أن يُفرَج عن البقالي اليوم الاثنين، مع ترحيله إلى العاصمة الفرنسية باريس. وقد أُجبر الناشطون على التوقيع على وثيقة رسمية تلتزم بموجبها المجموعة بـ"عدم تكرار محاولة الإبحار نحو غزة"، في خطوة وُصفت بأنها مجرّد "إجراء شكلي لإنهاء الاحتجاز من دون توجيه تهم قضائية رسمية".

محمد البقالي بين 21 مدنياً

كان الصحافي محمد البقالي قد شارك ضمن طاقم سفينة حنظلة، في رحلة رمزية لكسر الحصار عن قطاع غزة حملت 21 مدنياً يمثلون 12 دولة، من بينهم برلمانيون ومحامون وصحافيون ونشطاء عمّاليون وبيئيون ومدافعون عن حقوق الإنسان. واعترضت قوات الاحتلال الإسرائيلي السفينة بالعنف في المياه الدولية، وقطعت كاميرات المراقبة وجميع الاتصالات مع السفينة، وصعدت عليها القوات الإسرائيلية، واختطفت ركابها، واستولت على حمولتها.



وعوملت سفينة حنظلة بهذا العنف بالرغم من أنها كانت غير مسلحة وتحمل إمدادات منقذة للحياة، شملت حليب أطفال، وحفاضات، وأغذية، وأدوية، مخصصة للتوزيع المباشر على سكان يواجهون تجويعاً متعمداً وانهياراً صحياً في ظل الحصار والإبادة الإسرائيليين. وقد أثار احتجاز محمد البقالي موجة واسعة من التضامن في الأوساط الحقوقية والإعلامية في المغرب والعالم العربي ودولياً، وسط مطالبات بإطلاق سراحه وضمان سلامته وكل من على متن سفينة حنظلة.

واستنكرت نقابة الصحافيين المغاربة بشدة ما وصفته بالاعتقال التعسفي للصحافي البقالي، وطالبت بالإفراج الفوري وغير المشروط عنه وعن جميع الموجودين على متن السفينة. وأدانت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة اختطاف مراسل قناة "الجزيرة" وباقي المشاركين في السفينة، معبرةً عن استنكارها ما وصفته بالسلوك الصهيوني الذي ينتهك القانون الدولي والإنساني. وأعلن حزب العدالة والتنمية عن تضامنه الكامل مع البقالي مطالباً السلطات بالتحرك الفوري لإطلاق سراحه. وطالبت برلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي الخارجية المغربية بضرورة التدخل لحماية البقالي.




## بيع حذاء كوبي براينت في أول مباراة خاضها بمبلغ ضخم في مزاد
28 July 2025 12:47 PM UTC+00

بيع زوج من الأحذية الرياضية التي ارتداها أسطورة كرة السلة الأميركية الراحل، كوبي براينت (توفي في عمر الـ41 سنة في حادث طائرة عام 2020)، بمبلغ مالي كبير في مزاد علني، وهو الذي يُعد من بين أفضل نجوم كرة السلة الأميركية تاريخياً، وخصوصاً مع نادي لوس أنجليس ليكرز الأميركي.

وأجرى دار المزادات في أميركا "SCP"، فجر الأحد، مزاداً علنياً على زوج أحذية رياضية ارتداها أسطورة كرة السلة الأميركية الراحل، كوبي براينت، في أول مباراة له في مسيرته الرياضية، وبحسب المعلومات بِيع الحذاء مقابل حوالي 240 ألف دولار أميركي، وهو حذاء خاص للأسطورة من مجموعة "Adidas EQT Top 10"، والتي تحمل أيضاً توقيع أسطورة كرة السلة الأميركية.

وارتدى كوبي براينت هذا الحذاء في 28 يناير/كانون الثاني عام 1997، عندما خاض أول مباراة أساسية له في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، مع فريق لوس أنجليس ليكرز، وفي تلك المباراة، التي كانت أمام دالاس مافريكس، أصبح أصغر لاعب يخوض أساسياً مباراة في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين بعمر 18 عاماً و158 يوماً، وهو رقم قياسي لا يزال صامداً حتى الآن بعد وفاته.



ويحتل كوبي براينت المركز الرابع في ترتيب الأكثر تسجيلاً للنقاط في تاريخ دوري السلة الأميركية، إذ سجل 33,643 نقطة في مسيرته الرياضية، ويسبقه في الترتيب ثلاثة لاعبين هم كارل مالوني صاحب المركز الثالث برصيد 36,928 نقطة، وصاحب المركز الثاني كريم عبد الجبار بـ38,387 نقطة، في حين يتصدر ترتيب الأكثر تسجيلاً للنقاط، الأسطورة، ليبرون جيمس، الذي سجل 40,179 نقطة في مسيرته.




## ترامب: التعامل مع حماس أصبح صعباً وبحثت مع نتنياهو "خططاً مختلفة"
28 July 2025 12:55 PM UTC+00

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، إن التعامل مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أصبح صعبا في الأيام القليلة الماضية، مشيرا إلى أنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول "خطط مختلفة" لاستعادة المحتجزين الإسرائيليين الذين لا يزالون في القطاع. وأضاف ترامب أن وقف إطلاق النار في غزة لا يزال ممكناً، مشيرا أيضا إلى أن الولايات المتحدة ستعمل مع دول أخرى لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لسكان غزة.

وفي أحدث تصريحاته حول الأزمة المتفاقمة بالقطاع المحاصر من جراء حرب الإبادة الإسرائيلية التي تواصل واشنطن دعمها بالأسلحة والقنابل، قال ترامب للصحافيين بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في منتجعه للغولف في اسكتلندا: "سننشئ مراكز طعام"، من دون أسوار أو حواجز لتسهيل الوصول، مضيفا أن الولايات المتحدة قدمت الكثير من المال لغزة، داعياً دولاً أخرى إلى "تقديم المزيد". وأكد ترامب أن "هناك مجاعة حقيقية وهذا أمر لا يمكن التشكيك فيه"، لافتا إلى أن إسرائيل تتحمل مسؤولية كبيرة عن تدفق المساعدات وأنها قادرة على فعل الكثير في ما يتعلق بإيصال الطعام.

وتابع ترامب: "قدمنا مالاً ولم يشكرنا أحد. يتعين أن تقدم دول أخرى المزيد"، مضيفاً حول أزمة المجاعة في القطاع من جراء الحصار الإسرائيلي: "بناء على ما يعرضه التلفزيون، يبدو أن الأطفال يعانون جوعاً شديداً. يجب أن ينعم الأطفال بالغذاء والأمان على الفور". وتابع: "قلت لإسرائيل إنه ربما يتعين عليهم التعامل مع الأمر بطريقة مختلفة". وأضاف أن "الاتحاد الأوروبي سيرسل المزيد من المساعدات لغزة". وتابع قائلاً: "لولا وجودي لكانت هناك ست حروب كبرى في العالم الآن".



وأعلنت واشنطن سحب وفدها من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة قبل أيام، متهمة حركة حماس بعدم التصرف "بحسن نية"، وهو ما نفته الحركة التي أكدت أنها أبدت مرونة كبيرة بهدف وقف حرب الإبادة الإسرائيلية.

وأعلن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الخميس الماضي، أن واشنطن حذت حذو إسرائيل في سحب مفاوضيها من المحادثات حول وقف إطلاق النار بالعاصمة القطرية الدوحة. وقال ويتكوف في بيان نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "قرّرنا إعادة فريقنا من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الردّ الأخير من حماس الذي يظهر بوضوح عدم رغبتها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة"، مضيفاً: "في حين بذل الوسطاء جهوداً كبيرة، لا تبدي حماس مرونة أو تعمل بحسن نية".

من جانبه، قال القيادي في "حماس" غازي حمد إن الحركة "قدّمت رؤية عقلانية وموضوعية قاربت كثيراً مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف"، مؤكداً أن "الوسطاء أقرّوا بأنّ حماس كانت أقرب ما يكون إلى اتفاق نهائي يُنهي الحرب ويؤسّس لوضع جديد في غزة".

وفي سياق آخر، قال ترامب إنه سيقلّص مهلة الخمسين يوماً التي منحها لروسيا لوقف حرب أوكرانيا، مضيفاً: "خاب أملي في الرئيس (فلاديمير) بوتين". وحول إيران، هدد ترامب بأنه "إذا استأنفت طهران برنامجها النووي، فسنقضي عليه بسرعة"، معتبراً أن الجمهورية الإسلامية "ترسل إشارات سيئة".




## "رويترز" عن ترامب: من الصعب التعامل مع حماس
28 July 2025 12:59 PM UTC+00





## ترامب عن غزة: نأمل أن يصل الطعام إلى المحتاجين
28 July 2025 12:59 PM UTC+00





## ترامب عن غزة: أتحدث إلى نتنياهو وسنأتي بخطط مختلفة
28 July 2025 01:00 PM UTC+00





## "رويترز" عن رئيس وزراء بريطانيا: ناقشنا خطة لما بعد إيصال المساعدات إلى غزة
28 July 2025 01:00 PM UTC+00





## العراق: درجات الحرارة تتجاوز الخمسين في بغداد ومحافظات جنوبية
28 July 2025 01:02 PM UTC+00

سجّلت درجات الحرارة ارتفاعاً في بغداد ومحافظات جنوبية في العراق لتصل إلى 51 درجة مئوية في الظلّ، بحسب ما أعلنت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي العراقية، اليوم الاثنين، وذلك في واحدة من أكثر السنوات جفافاً بالبلاد منذ عقود. وغالباً ما تتجاوز درجات الحرارة في الصيف في العراق خمسين درجة مئوية، ولا سيّما في خلال شهرَي يوليو/ تموز وأغسطس/ آب، وصولاً إلى 52 درجة، خصوصاً في المحافظات الجنوبية ببلد يعاني من انقطاع التيار الكهربائي وشحّ في المياه.

وبدا تأثير الحرّ واضحاً في الشوارع، خصوصاً في العاصمة بغداد حيث يبحث المارة المنهكون عن قليل من البرودة أمام مراوح ترشّ مياهاً وضعها أصحاب المتاجر والمطاعم أمام محلاتهم. وبلغت درجة الحرارة 51 درجة مئوية في بغداد ومحافظات البصرة وميسان وذي قار في جنوب البلاد ومحافظة واسط (وسط)، وفقاً للهيئة العامة للأنواء الجوية الحكومية. وسجّلت 50 درجة مئوية في ثماني محافظات أخرى، وفقاً للهيئة التي أشارت إلى أنّ درجات الحرارة تسجّل في الظلّ. وتوقّعت الهيئة أن تنخفض الحرارة قليلاً، بعد غدٍ الأربعاء.

وأوضحت الهيئة العامة للأنواء الجوية أنّ موجة الحرارة في العراق تأتي في إطار ذروة فصل الصيف وتأثير امتداد منخفض حراري سطحي من شبه الجزيرة العربية. وحذّرت الناس من مخاطر التعرّض المباشر لأشعة الشمس، ولا سيّما في أوقات الذروة، داعيةً إلى الإكثار من شرب السوائل لتفادي التجفاف والإرهاق، بالإضافة إلى عدم ترك مواد قابلة للاشتعال في المركبات.



ويُعَدّ العراق من الدول الخمس الأكثر تأثّراً ببعض أوجه تغيّر المناخ، بحسب الأمم المتحدة. ويساهم انخفاض معدّلات الأمطار وموجات الجفاف والعواصف الترابية في مفاقمة معدّلات الحرّ في البلاد.

ومنذ سنوات، تشهد مناطق عدّة في البلاد تظاهرات في خلال فصل الصيف احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي ونقص المياه. وقد تظاهر المئات يومَي الجمعة والأحد الماضيَين، وأغلقوا الطرقات وأحرقوا الإطارات بالقرب من مدينتَي الحلة والديوانية في وسط العراق وجنوبه.

وفي بيان أصدرته الأسبوع الماضي، أفادت وزارة الموارد المائية بأنّ "العام الحالي هو من أكثر الأعوام جفافاً منذ عام 1933"، مشيرةً إلى أنّ "الخزين المائي في السدود والخزانات يشكّل في الوقت الحاضر 8% من الطاقة الخزنية" للبلاد.

وارتفعت درجات الحرارة بطريقة ملحوظة في بقع أخرى بالمنطقة، إذ سجّلت تركيا السبت حرارة قياسية بلغت 50.5 درجة مئوية في جنوب شرق البلاد، على سبيل المثال. وفي إيران، تسبّبت موجة الحرّ الشديد الأسبوع الماضي في انقطاع إمدادات المياه والكهرباء في معظم أنحاء البلاد.

(فرانس برس، أسوشييتد برس)




## ترامب: نعرف أحياناً مكان وجود رهائن في غزة لكن لا نريد شن هجوم خشية أن يؤدي لمقتلهم
28 July 2025 01:03 PM UTC+00





## ترامب: سننشئ مراكز لتوزيع الطعام في غزة وسيكون الوصول إليها متاحاً دون قيود
28 July 2025 01:05 PM UTC+00





## خاص | قاآني في العراق بزيارة ثانية خلال أسبوعين
28 July 2025 01:07 PM UTC+00

أفادت مصادر سياسية قريبة من الفصائل العراقية المسلحة بأن قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني زار العراق أمس الأحد، والتقى عدداً من زعماء القوى السياسية وبعض قادة الفصائل البارزة في البلاد، وبحسب المعلومات، فإنه زار مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى. وقالت المصادر، لـ"العربي الجديد"، إن قاآني وصل إلى نينوى الأحد، والتقى بعض القادة العراقيين من سياسيين وعسكريين يتبعون الحشد الشعبي والفصائل المسلحة"، مبينة أن "الزيارة لم تستغرق سوى ساعات، وحملت رسائل رافضة لتحدي الدولة من قبل بعض الفصائل، وفقا لما أكده أحد المقربين من جماعة "النجباء"، العراقية في بغداد لـ"العربي الجديد".

ووفق المصادر نفسها، فإن قاآني أكد دعم طهران لفرض الدولة سلطتها، ورفضه أي تصرفات أحادية الجانب من قبل الفصائل، في إشارة إلى ملف الهجمات بالطائرات المسيرة التي تستهدف بشكل متكرر مناطق بإقليم كردستان العراق. كما دعا القوى السياسية إلى عدم الانزلاق في خلافات قد تؤدي في النهاية إلى انهيار العلاقات داخل تحالف "الإطار التنسيقي" الذي يضم القوى الشيعية وممثلين عن الفصائل.

وتعد زيارة قاآني إلى العراق الثانية خلال أقل من أسبوعين، بعد أن كان قد زار بغداد سرا في 17 يوليو/ تموز الجاري، ونقل خلال الزيارة تحذيرات إيران من هجمات إسرائيلية مرتقبة على العراق قد تستهدف منشآت وأفراد ومقار ومعسكرات، في إطار توسيع نطاق الهجمات الإسرائيلية في المنطقة بشكلٍ عام. ودعا قاآني المسؤولين في بغداد إلى معالجة بعض المشكلات الداخلية، وحذرهم من اختراق "إسرائيلي" لأجهزة الدولة.

وشهدت العاصمة بغداد اشتباكاً مسلحاً في حي السيدية بين قوات الشرطة الاتحادية ومسلحين يتبعون فصيل "كتائب حزب الله"، بعد اقتحام عناصر الفصائل دائرة حكومية، وأدت الاشتباكات إلى مقتل عنصر أمني من الشرطة وسائق سيارة أجرة كان على مقربة من منطقة الاشتباكات. إثر ذلك، اعتقلت القوات العراقية 14 متهماً من اللواءين 45 و46 بالحشد الشعبي، وهي ألوية تابعة لفصيل "كتائب حزب الله". كما أعلن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني تشكيل لجنة تحقيقية عليا لمعرفة ملابسات الحادث وكيفية حركة القوة المسلحة من دون أوامر أو موافقات أصولية ومحاولة السيطرة على بناية حكومية وفتح النار على قوات الأمن. كما دعا نشطاء عراقيون إلى إحالة المعتقلين إلى القضاء واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.



واجتمع تحالف الإطار التنسيقي، الذي يضم القوى السياسية الشيعية وممثلين عن الفصائل المسلحة في البلاد، في منزل زعيم تيار "الحكمة" عمار الحكيم، على خلفية التوتر الأمني الذي خلفته الاشتباكات بين "كتائب حزب الله" وقوات الأمن، وانتهى الاجتماع ببيان أدان الاعتداء معتبراً إياه "خروجاً عن القانون وسياقات الدولة"، مؤكداً "رفضه استخدام السلاح خارج الإطار الرسمي". لكن مصادر سياسية قريبة من تحالف "الإطار التنسيقي" ذكرت أن "الاجتماع الأخير لم يكن هادئاً، إذ جرى الحديث بطريقة متشنجة بين بعض أطراف الإطار، كما زعم أحد أمراء الفصائل أن "الشرطة الاتحادية هي قوة منفلتة وهي التي هاجمت قوات كتائب حزب الله"، وأثارت وجهة النظر هذه حواراً متشابكاً، وراح المتحدث إلى التذكير ببعض تجاوزات فصيل يسيطر على مدينة سامراء العراقية، التي لا يجرؤ أحد على ذكرها"، بحسب تعبيره.

وأضافت المصادر أن "المجتمعين اتفقوا في النهاية على منع أي حالات مشابهة قد تتكرر، إلا أن حالة عدم الارتياح كانت حاضرة على الجميع، وسط مخاوف من أن تتطور المشكلة من قبل أطراف خارجية، لا سيما مع وجود تنبيهات ومعلومات أمنية تفيد باختراق إسرائيلي لأجهزة أمنية وفصائلية وسياسية في البلاد". من جانبه، بيَّن الباحث في الشأن السياسي والأمني محمد الشمري، خلال حديث مع "العربي الجديد"، أن "الزيارة الثانية للعميد قاآني إلى العراق تشير إلى قلق إيراني من تصاعد الضغوط الأميركية على مسألة الفصائل ومحاولة ضبط إيقاعها العام داخل العراق، خاصة في ما يتعلق بالقضية الأمنية"، معتبرا أن "إيران باتت تعتبر العراق حائط السد الرئيسي بعد سقوط نظام بشار الأسد وتراجع دور حزب الله اللبناني في المواجهة ويهمها استقرار الأوضاع وتمتين جبهته الداخلية"، معتبراً أن "قاآني غير مؤثر كثيراً، على غرار سلفة الجنرال قاسم سليماني، لكن معظم القوى العراقية تتعامل معه باعتباره ناقلَ رسائل من القيادة الإيرانية العليا".




## يورو السيدات يُكلف يويفا خسائر بالملايين
28 July 2025 01:11 PM UTC+00

كلّف يورو السيدات نسخة 2025 الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" خسائر بالملايين، باعتراف الاتحاد نفسه، وترجع هذه الخسائر إلى مجموعة من الأسباب، رغم الإقبال الجماهيري المميز في أغلب المباريات، بينما لا تحظى البطولة بعامل مهم وهو الإشهار والتمويل مقارنة بالبطولات الرجالية، وذلك في وقت تحاول الهيئات الكروية، ومن بينها الاتحاد الدولي لكرة القدم، تطوير الكرة النسائية.

وسعى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" إلى إنجاح الحضور الجماهيري في المباريات، وتمكّن فعلاً من ملء المدرجات، لكنه دفع ثمناً باهظاً لتحقيق ذلك، بعدما قرّر طرح التذاكر بأسعار رمزية. هذا القرار كبّده خسائر تتراوح بين 20 و25 مليون فرنك سويسري، أي ما يزيد عن 30 مليون دولار أميركي، بحسب ما أفاد به موقع قناة "آر تي إس" السويسرية، الأحد.

وفي محاولة لامتصاص الانتقادات، يواصل "يويفا" تبرير هذه الخسائر من خلال تصويرها على أنها استثمار في إنجازات مستقبلية للكرة النسائية. من جهتها، علّقت المديرة العامة لكرة القدم النسائية في "يويفا"، نادين كيسلير (37 عاماً)، عن هذه التفاصيل: "لا يمكن وصف ما حدث بالخسائر، بل هو استثمار حقيقي. لقد رفعنا قيمة الجوائز المالية في بطولة اليورو، ولو لم نفعل، لكنا حققنا أرباحاً صافية. كما قدّمنا مكافآت تضامنية للأندية والاتحادات واللاعبات، لأن الهدف هو أن يستفيد الجميع من هذا النجاح". ويُشار إلى أن الجوائز المالية قد تضاعفت تقريباً مقارنة بالنسخة السابقة من البطولة.



وتُوّج المنتخب الإنكليزي للسيدات بلقب هذه النسخة، بعد تفوقه على نظيره الإسباني بركلات الترجيح، عقب انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل هدف في كل شبكة. وقد شهدت مباريات النسخة الحالية مستوى فنياً مرتفعاً، ما يعكس التطور الملحوظ الذي تعرفه كرة القدم النسائية في السنوات الأخيرة، في ظل جهود التطوير المتواصلة على مستوى مختلف القارات.

وبينما أثارت الخسائر المالية علامات استفهام، فإن الأرقام وحدها لا تختزل رهانات "يويفا" في يورو السيدات 2025. فالاتحاد الأوروبي اختار خوض معركة التأسيس على حساب الأرباح، فراهن على بناء قاعدة جماهيرية صلبة ورفع مستوى التنافس. ورغم التحديات، فإن ما تحقق على أرض الملعب، من حضور جماهيري ومردود فني، يؤكد أن الاستثمار في الكرة النسائية لم يكن مجازفة، بل بداية لتحوّل أوسع تعيشه اللعبة في العالم.




## ترامب عن غزة: هناك مجاعة حقيقية وهذا أمر لا يمكن التشكيك فيه
28 July 2025 01:13 PM UTC+00





## ترامب عن غزة: إسرائيل تتحمل مسؤولية كبيرة عن تدفق المساعدات
28 July 2025 01:13 PM UTC+00





## "رويترز" عن ترامب: إذا استأنفت إيران برنامجها النووي فسنقضي عليه بسرعة
28 July 2025 01:14 PM UTC+00





## "رويترز" عن رئيس وزراء بريطانيا: لا يمكن لحماس بالتأكيد أن تلعب أي دور في أي حكم مستقبلي بالأراضي الفلسطينية
28 July 2025 01:21 PM UTC+00





## رئيس وزراء بريطانيا: صور الأطفال الجائعين في غزة مروعة
28 July 2025 01:22 PM UTC+00





## تواصل الاعتصام أمام سفارة أميركا بتونس لليوم الثالث رفضاً لإبادة غزة
28 July 2025 01:22 PM UTC+00

يواصل ناشطون تونسيون، اليوم الاثنين، اعتصامهم لليوم الثالث على التوالي أمام السفارة الأميركية بتونس، مطالبين بوقف إبادة غزة وتجويع الفلسطينيين. وقال عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، صلاح المصري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن اعتصامهم مستمر لليوم الثالث على التوالي أمام السفارة الأميركية، وقد جاء هذا التصعيد بعد عدة وقفات متتالية أمام السفارة الأميركية، في إطار التضامن مع الشعب الفلسطيني.

وأوضح المصري أن اعتصامهم يأتي في ظل التصعيد الإسرائيلي الأميركي ضد الشعب الفلسطيني، وما يرافقه من موت بطيء وحرب تجويع ممنهجة، معتبراً أن الولايات المتحدة شريكة في الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين، من خلال دعمها المباشر وغير المشروط للاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف أن وقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين مسؤولية كل إنسان يؤمن بالكرامة وحقوق الإنسان، مشدداً على أن من واجب الجميع رفع الصوت عالياً، والاحتجاج والمطالبة بوقف قتل الأطفال. وبيّن أن لهذا الاعتصام رسائل عدة، أبرزها التأكيد أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم. وشدد على أن الاعتصام سيتواصل طالما استمر التجويع والإبادة في غزة، لافتاً إلى أنه سيجري التواصل مع مناضلي التنسيقية المعتصمين سلمياً، وتحديد مدة الاعتصام وموعد رفعه.



وقال عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، وائل نوار إن المعتصمين أمام السفارة الأميركية لديهم مطالب واضحة، وهي رفع الحصار بالكامل عن غزة. وأضاف "هناك مطالب تتعلق بتونس تتمثل بطرد السفير الأميركي هنا، وغلق السفارة، ووقف العمليات المشتركة مع الجيش الأميركي إلى حين تتوقف أميركا عن المشاركة في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني".

إلى ذلك، طالب المعتصمون بإطلاق سراح المناضل التونسي حاتم العويني الذي يقبع حالياً في سجون الاحتلال بعد اعتقاله من على متن سفينة حنظلة. وأشاروا إلى أن العويني قد يُعرض اليوم على محكمة إسرائيلية لاتخاذ قرار بشأنه، بحسب ما أفادت زوجته.




## صحة غزة: وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 100 شهيد (منهم 2 انتشال) و382 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية
28 July 2025 01:24 PM UTC+00





## صحة غزة: ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 59,921 شهيدًا و145,233 إصابة منذ 7 أكتوبر 2023
28 July 2025 01:25 PM UTC+00





## صحة غزة: بلغ عدد ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية من شهداء المساعدات 25 شهيدًا وأكثر من 237 إصابة
28 July 2025 01:25 PM UTC+00





## ملعب الرباط يذهل إنفانتينو بتصميمه وهذا موعد افتتاحه الرسمي
28 July 2025 01:26 PM UTC+00

أبدى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو (54 عاماً) انبهاره الكبير بتصميم وجودة الملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله في الرباط أثناء زيارته له، أمس الأحد، على هامش حضوره المباراة النهائية لكأس أمم أفريقيا للسيدات، التي جمعت بين منتخب المغرب ونظيره النيجيري، وقبل ذلك افتتح المقر الإقليمي لـ"فيفا" في الرباط، بغرض تعزيز آليات التعاون مع الاتحادات الأفريقية وتطوير بنيته التحتية وبرامج التكوين.

وقام جياني إنفانتينو بزيارة خاصة إلى ملعب الرباط برفقة رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم فوزي لقجع، من أجل الوقوف على سير الأعمال فيه والاطلاع على جودة مرافقه، قبل افتتاحه رسمياً لاستضافة بطولة كأس أمم أفريقيا، المقررة إقامتها في المغرب ما بين 21 ديسمبر/كانون الأول و18 يناير/كانون الثاني القادمين. واستغل جياني إنفانتينو زيارته إلى ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله للتوثيق لهذا الحدث، عبر نشر مقطع "فيديو" على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي إنستغرام وعلق عليه: "سعدت بزيارة هذا الملعب رفقة صديقي فوزي لقجع، ومن المنتظر أن يصبح من بين أكثر الملاعب ابتكاراً في كرة القدم في العالم". وأضاف إنفانتينو منبهراً بجمالية تصميم الملعب وتطوره: "إنه من أحدث الملاعب وأكثرها تميزاً وروعة في العالم، ما يعزز مكانة المغرب. لقد أصبحت ملاعب كرة القدم أكثر من مجرد مكان لاستضافة البطولات، بل تحولت إلى واجهة لتلميع صورة الدول. ومما لا شك فيه أن ملعب الرباط يعد جوهرة حقيقية".



وفقاً لما كشفه، الاثنين، مصدر مسؤول في الاتحاد المغربي لكرة القدم لـ"العربي الجديد"، رفض الكشف عن اسمه، فإن الشركة المكلفة بأعمال بناء ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله حددت بداية سبتمر/أيلول القادم موعداً لتسليمه رسمياً إلى الجهات المسؤولة، وعليه، قد يفتتح بإجراء المباراة التي تجمع منتخب المغرب بنظيره النيجري يوم الخامس من الشهر نفسه. وشهد الملعب الأول بالعاصمة المغربية الرباط عملية إعادة بناء شاملة حولته إلى منشأة رياضية عصرية بمواصفات عالمية، من أجل استضافة بطولتي كأس أمم أفريقيا 2025، وكأس العالم 2030، وشملت الإصلاحات زيادة طاقته الاستيعابية إلى 70 ألف مقعد، وإزالة مضمار ألعاب القوى وتغطية المدرجات بالكامل، وتحديث الإضاءة واعتماد تقنيات رقمية متطورة من أجل ضمان رؤية مثالية للجماهير.




 


 

 



 




View this post on Instagram


 



 

 

 



 

 



 

 

 




 

 


A post shared by Gianni Infantino - FIFA President (@gianni_infantino)








## صحة غزة: سجّلت مستشفيات قطاع غزة 14 حالات وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية
28 July 2025 01:26 PM UTC+00





## صحة غزة: العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية 147 حالة وفاة من بينهم 88 طفلًا
28 July 2025 01:26 PM UTC+00





## اجتماع لجنة المراقبة بأوبك+ لمراجعة الالتزام باتفاقيات الإنتاج
28 July 2025 01:26 PM UTC+00

تجتمع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة التابعة لمجموعة أوبك+ الساعة 13.00 بتوقيت غرينتش اليوم الاثنين، لمراجعة الالتزام باتفاقيات الإنتاج ومناقشة توقعات السوق، وذلك قبل اجتماع منفصل يعقد يوم الأحد المقبل بين ثمانية أعضاء في المجموعة لاتخاذ قرار بشأن زيادة إنتاج النفط في سبتمبر/ أيلول. وقال مصدران في أوبك+ لوكالة رويترز، إن موعد اليوم لاجتماع اللجنة، التي تضم كبار الوزراء من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا، متأخر ساعة عن الموعد المقرر سابقا.

وتجتمع اللجنة كل شهرين وتحظى بسلطة الدعوة إلى عقد اجتماع كامل لأوبك+ لبحث التطورات في السوق إذا اعتبرت ذلك ضروريا. وقالت أوبك، في منشور على موقع إكس في وقت متأخر يوم الجمعة، إن اللجنة لا تملك صلاحية اتخاذ القرارات المتعلقة بمستويات الإنتاج، وإن "دورها يقتصر على مراقبة مدى الالتزام بتعديلات الإنتاج ومراجعة أوضاع السوق بشكل عام". بينما توقعت مصادر من أوبك+ ألا تغير اللجنة خطط التحالف الحالية لزيادة الإنتاج، ، مشيرين إلى أن التحالف حريص على استعادة حصته السوقية في وقت يساعد فيه الطلب الصيفي على استيعاب الإنتاج الإضافي.

وظلت أوبك+، التي تضخ حوالي نصف نفط العالم، تقلص الإنتاج لعدة سنوات لدعم السوق. إلا أنها عكست مسارها هذا العام لاستعادة حصتها السوقية، ومع مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن تضخ المزيد للمساعدة في الحفاظ على أسعار البنزين. وبدأ الأعضاء الثمانية رفع الإنتاج في إبريل/ نيسان وسرّعوا معدل الزيادات منذ ذلك الحين. ويدعو أحدث قرار لهم إلى زيادة إنتاج النفط بمقدار 548 ألف برميل يوميا في أغسطس/ آب.

وذكرت ثلاثة مصادر في أوبك+ الأسبوع الماضي، أن الدول الثماني ستعقد اجتماعا منفصلا في الثالث من أغسطس/ آب ومن المرجح أن تتفق على زيادة أخرى قدرها 548 ألف برميل يوميا في سبتمبر/ أيلول، وهو ما يتفق مع ما ذكرته رويترز في وقت سابق من الشهر الجاري. وسيعني ذلك أنه بحلول سبتمبر/ أيلول، ستكون أوبك+ تخلصت من آخر شريحة تخفيضات للإنتاج والبالغة 2.2 مليون برميل يوميا، وستكون الإمارات حققت زيادة في حصتها بمقدار 300 ألف برميل يوميا قبل الموعد المحدد.



وظلت أسعار النفط مدعومة على الرغم من زيادات أوبك+ وذلك بفضل الطلب الصيفي وحقيقة أن بعض الأعضاء لم يرفعوا الإنتاج بالقدر الذي دعت إليه الزيادات في الحصص الرئيسية. وجرى تداول خام برنت بالقرب من 69 دولارا للبرميل اليوم الاثنين. وتوقعت منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" في تقريرها الصادر في وقت سابق من الشهر الجاري، استمرار ارتفاع استهلاك النفط حتى عام 2050، مدفوعا بالنمو السكاني والاقتصادي في الدول النامية. وذكرت أن النفط سيبقى المصدر الأكبر للطاقة، مع ارتفاع الطلب عليه إلى 123 مليون برميل يوميا، مشيرة إلى حاجة القطاع لاستثمارات بقيمة 18.2 تريليون دولار حتى عام 2050، مقارنة مع 17.4 تريليون دولار كانت متوقعة في عام 2024.

وأوضحت أوبك أن الطلب العالمي سيبلغ في المتوسط 105 ملايين برميل يوميا هذا العام، بينما تتوقع أن ينمو الطلب إلى متوسط 106.3 ملايين برميل يوميا في عام 2026، ثم يرتفع إلى 111.6 مليون برميل يوميا في عام 2029. وبيّنت أن الطلب سيبلغ في المتوسط 106.3 ملايين برميل يوميا في عام 2026، بانخفاض من 108 ملايين برميل يوميا، خلال توقعتها في العام الماضي، كما انخفضت توقعات عام 2029 بمقدار 700 ألف برميل يوميا عن أرقام العام الماضي.





(رويترز، العربي الجديد)




## صراع المركز الأساسي يشتعل بين حراس كبار أوروبا
28 July 2025 01:39 PM UTC+00

تتّجه الأنظار في الموسم الجديد 2025-2026 إلى واحدة من أكثر الجبهات اشتعالاً في عالم كرة القدم، وهي صراع المركز الأساسي بين حراس كبار أوروبا، فبعد أن عززت أندية النخبة صفوفها باستقدام حُرّاس مرمى جدد من الطراز الرفيع، بدأت معالم مواجهة محتدمة تتشكّل داخل غرف الملابس، إذ لم يعد المقعد الأساسي مضموناً حتى للحراس الذين قدّموا مواسم مميزة في السابق، وهذه المنافسة، التي تحمل بين طيّاتها رهانات فنية ونفسية، مرشّحة لأن تكون من أبرز عناوين الموسم الكروي الجديد.

في نادي برشلونة، يتصدّر مشهد صراع المركز الأساسي في حراسة المرمى ثلاثي مميز من حراس كبار أوروبا، في مقدمتهم الحارس الألماني المخضرم تير شتيغن (33 عاماً)، الذي كان لسنوات طويلة الخيار الأول في عرين "البلاوغرانا". إلا أن وصول الحارس الشاب خوان غارسيا (24 عاماً) من إسبانيول أشعل المنافسة مبكراً، لا سيما بعد أن أظهر طموحاً واضحاً لفرض نفسه وريثاً شرعياً للقفازات الأساسية، ودخل على الخط الحارس البولندي فويتشيك شتشيسني (35 عاماً)، الذي لعب دوراً حاسماً الموسم الماضي في تتويج الفريق بالألقاب، حين عاد من الاعتزال ليساعد برشلونة في فترة حرجة، وساهم بثباته وخبرته في إنقاذ الموسم. ثلاثي حراسة بمستويات مختلفة وتجارب متباينة، لكنهم اليوم في سباق واحد نحو مكانة لا تتّسع إلا لاسم واحد تحت العارضة.

ولا يختلف الحال كثيراً في ليفربول، حيث بدأ يتشكّل صراع قوي بين الحارس البرازيلي الخبير أليسون بيكر (32 عاماً) والوافد الجديد جيورجي مامارداشفيلي (24 عاماً)، الذي قدِم إلى "الريدز" بطموحات كبيرة وإمكانيات لافتة. أليسون، الذي ظلّ لسنوات عنصراً أساسياً في نجاحات الفريق بفضل ردّة فعله السريعة وخبرته في المباريات الكبرى، بات يشعر بتهديد حقيقي على مركزه، خصوصاً مع إشادة الجهاز الفني بأداء الحارس الجورجي خلال التحضيرات الصيفية. فهذا الحارس لا يرى نفسه مجرد بديل، بل منافساً حقيقياً على القفاز الأول، وهو ما يعد بموسم مشتعل تحت الخشبات الثلاث في ملعب أنفيلد.



وفي أرسنال، لم يكن التعاقد مع الحارس الإسباني كيبا أريزابالاغا (30 عاماً) مجرد خطوة لتعزيز الدكة، بل مؤشراً واضحاً على نية النادي إشعال المنافسة مع الحارس الأساسي دافيد رايا (29 عاماً)، الذي قدّم موسماً قوياً مع "الغنرز" وأثبت جدارته في العديد من المحطات الحاسمة، لكن وصول كيبا، القادم بخبرة كبيرة من ريال مدريد وتشلسي، يضع مركز الحراسة على المحك. الصراع بين الحارسين الإسبانيين لا يتعلق فقط بالجهازية البدنية أو المهارة الفنية، بل بالثقة التي سيمنحها المدرب ميكيل أرتيتا (43 عاماً) لكل منهما في لحظات الحسم، في موسم يتطلّع فيه أرسنال إلى العودة إلى منصات التتويج.

أما في باريس سان جيرمان، فإن صراع المركز الأساسي في الحراسة قد يشهد تطوراً لافتاً في حال تمّت صفقة ضم الحارس الفرنسي الواعد لوكاس شوفالييه (23 عاماً)، حامي عرين ليل. فالنادي الباريسي يدرس بجدية تعزيز مركز الحراسة بوجوه شابة، بعد رواج أخبار تفيد بإمكانية رحيل الإيطالي جيانلويجي دوناروما (26 عاماً) نحو مانشستر سيتي. ما إن يتم التعاقد مع شوفالييه، فإن منافسة قوية ومرتقبة ستنشأ بين حارس يسعى لتثبيت نفسه ليكون رقم واحد، وآخر يُنظر إليه بأنه وجه المستقبل للحراسة في فرنسا. الصراع هنا لا يقتصر على الأداء، بل يشمل الرؤية الفنية التي يضعها النادي للسنوات المقبلة.

هكذا، وبين الأسماء الثقيلة والمواهب الصاعدة، تبدو مراكز الحراسة في كبرى الأندية الأوروبية على موعد مع موسم استثنائي من التنافس والندية. لم يعد القفاز الأساسي حكراً على اسم أو تاريخ، بل أصبح رهيناً بالعطاء اللحظي والثقة المكتسبة. وبين الطموح والتجربة، تتشكّل ملامح صراعات داخلية قد تغيّر شكل الفرق، وتعيد رسم موازين القوى في خطوط المرمى.




## منظمتان حقوقيتان إسرائيليتان: تل أبيب ترتكب إبادة جماعية في غزة
28 July 2025 01:47 PM UTC+00

قالت منظمتان حقوقيتان إسرائيليتان، الاثنين، إن تل أبيب ترتكب إبادة جماعية في قطاع غزة وتنقلها إلى الضفة الغربية المحتلة، وتستبيح الفلسطينيين "من النهر إلى البحر". وبحسب تقرير مشترك لمنظمتي بتسيلم وأطباء لحقوق الإنسان، فإن "التمعن في السياسة الإسرائيلية في قطاع غزة وتقصي نتائجها المروعة يقوداننا إلى استنتاج قطعي بأن إسرائيل تعمل بشكل منسّق من أجل تدمير المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة".

وحذر من أن "إسرائيل بدأت فعليا، بنسخ أنماط التدمير والإبادة التي يجري تطبيقها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، إلى الضفة الغربية أيضا، وإنْ (كان ذلك) على نطاق أضيق". وأوضح أن "إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين".

ومنذ 7 أكتوبر 2023، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 1008 فلسطينيين على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، تزامنا مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل في غزة، خلفت أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.



ونقل التقرير عن يولي نوفاك، المديرة العامة لمنظمة بتسيلم، قولها: "تقوم الحكومة اليمينية المتطرفة (برئاسة بنيامين نتنياهو) بالدفع قدما بأجندة الإبادة والتهجير، حيث أصبحت حياة جميع الفلسطينيين من النهر (نهر الأردن) إلى البحر (المتوسط) مستباحة". وأضافت نوفاك أن "الوضع يزداد سوءًا باستمرار، وعلى العالم أن يوقف الجرائم التي ترتكبها إسرائيل الآن".

التقرير الإسرائيلي خلص إلى أن "هذا الهجوم يستوفي معايير تعريف الإبادة الجماعية"، ودعا "هيئات الصحة والمساعدات الإنسانية في جميع أنحاء العالم إلى التحرك بشكل عاجل حيال الكارثة الإنسانية الخطيرة التي تتطلب ردًا فوريًا وتضامنًا عالميًا". وبشأن الواقع الطبي، أفاد التقرير، بأن "الأدلة تشير إلى تفكيك متعمَّد ومنهجي للجهاز الصحي في قطاع غزة ولغيره من المنظومات الحيوية". وأشار إلى "الهجمات (الإسرائيلية) المباشرة على المستشفيات، وعرقلة المساعدات الطبية وعمليات الإجلاء الطبي، إضافة إلى قتل واعتقال أعضاء الطواقم الطبية"، مضيفا: "ليس الحديث هنا عن أضرار جانبية للحرب، بل عن سياسة متعمَّدة غايتها هي المس بالسكان الفلسطينيين كشعب".

ومنذ بدء الإبادة بغزة، عمدت إسرائيل إلى تدمير معظم مستشفيات القطاع وأخرجتها عن الخدمات، واعتقلت عددا من كوادرها، فضلا عن إغلاق المعابر وإطباق الحصار ومنع دخول الأدوية، ما فاقم الكارثة الإنسانية بالقطاع. كما منعت خروج المرضى والجرحى إلى الخارج لتلقي العلاج، ضمن الإبادة المتواصلة في قطاع غزة.



وحذر التقرير من أن "إسرائيل تتعمد تدمير الجهاز الصحي في قطاع غزة، 22 شهرا من مهاجمة مستشفى تلو الآخر، ومنع خروج المرضى لتلقي العلاجات المنقِذة للحياة، ومنع المساعدات، وكل هذا يعكس نمطا منهجيا ومنسقا من الإبادة". كما دعا "قادة العالم إلى استخدام كل الوسائل الممكنة بموجب القانون الدولي لوقف الإبادة الجماعيّة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين".

ويأتي التقرير الجديد ليضم إلى سلسلة تقارير حقوقية سابقة أكدت ارتكاب إسرائيل جرائم حرب وإبادة خلال حربها على قطاع غزة، إذ أفاد تقرير سابق لمنظمة العفو الدولية (أمنستي)، أن "بحوثها وجدت أدلّةً وافيةً تثبت أن إسرائيل قد ارتكبت، ولا تزال ترتكب، جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزّة المحتل"، كما اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش هي الأخرى، إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة وأفعال الإبادة الجماعية بسبب فرضها قيودا على وصول سكّان القطاع إلى المياه، مطالبة بفرض عقوبات على دولة الاحتلال الإسرائيلي، كما خلص تحقيق للأمم المتحدة إلى أن إسرائيل ارتكبت أعمال إبادة عبر التدمير الممنهج لمنشآت الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية.

في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، أوامر اعتقال في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن السابق يؤاف غالانت، بتهمة ارتكاب عدة جرائم تدخل في اختصاص المحكمة بما فيها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مثل التجويع أداةً من أدوات الحرب، والجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والاضطهاد وغيرها من الأعمال اللاإنسانية. ورفعت جنوب أفريقيا، في 29 ديسمبر/ كانون الأول 2023، دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، التي تتخذ من لاهاي مقراً لها، على أساس أنها انتهكت اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 بشأن منع الإبادة الجماعية.

(الأناضول، العربي الجديد)




## زياد الرحباني في ذاكرة المسرح اللبناني
28 July 2025 01:47 PM UTC+00

لم يكن زياد الرحباني الذي رحل أول أمس السبت، مجرد مؤلف موسيقي أو كاتب مسرحي، بل كان صوتاً عبّر عن قلق اللبنانيين، واختصر مأزقهم الوجودي والسياسي بالكلمات والأغنيات. وفي هذا السياق، تواصل "العربي الجديد" مع نقّاد وفنّانين مسرحيين لبنانيين عايشوا تجربة زياد، للحديث عن إرثه ومشروعه المسرحي، وما تبقّى منه في الفنّ والواقع.

فنّان العطايا الخمس

الأكاديمي والفنان اللبناني نبيل أبو مراد يؤكّد في حديثه مع "العربي الجديد" أنّ مسرح زياد الرحباني يمثّل فاصلة حاسمة بين التقليد والتجديد، وضع الإصبع على الجرح، متناولاً قضايا لم تكن مطروحة قبله بهذه المباشرة، مثل الصراع الطبقي، والتزييف الثقافي، وحقوق العمال المهدورة.

ويشير أبو مراد إلى أن الرحباني، في مسرحيته "نزل السرور"، طرح سيناريو لثورة أُجهضَت لأسباب عبثية، في نقد مبكّر ومؤلم لواقع سياسي هش، وهو بذلك فنان استشرافي، التقط مبكراً الاتجاه الذي تسير إليه البلاد، حتى قبل اندلاع الحرب الأهلية. ويتابع: "زياد يجمع في شخصه ما أُسمّيه 'العطايا الخمس'، فهو المؤلف والمخرج والممثل والملحن والموزّع. وهذا ما يجعل أثره عميقاً، ليس فقط لدى من واكب عروضه مباشرة، بل حتى في ذاكرة الجيل الجديد، الذي لم يشاهد مسرحه على الخشبة، لكنه يحفظ عباراته ويرددها وكأنها جزء من لغته اليومية".

ويستطرد أبو مراد: "في كتابي 'المسرح اللبناني في القرن العشرين' اعتبرت أن مسرحيته الأخيرة 'بخصوص الكرامة والشعب العنيد' (1993)، تشكّل أقصى ما يمكن قوله في مشروعه المسرحي، ولهذا كان من الصعب أن يضيف بعدها شيئاً جديداً. كما أن رحيل شريكه المسرحي، جوزيف صقر عام 1997، إضافة إلى انشغاله لاحقاً بتقديم ألحان لوالدته فيروز، ساهم في ابتعاده عن الخشبة".

ريادة لا تحتاج إلى تقديس

كذلك تواصل "العربي الجديد" مع الناقد والباحث في مجال المسرح الحسام محيي الدين الذي أوضح أنّ "الحركة المسرحية في لبنان عاشت بين عامي 1960 و1975 مرحلةً ذهبية، كان من روّادها منير أبو دبس وأنطوان ملتقى والأخوان رحباني، وشوشو (حسن علاء الدين)، وغيرهم من المبدعين الذين شكلوا نواةً، أو الرعيل الأول، لهذا المسرح باتجاهاته الثلاثة: الجديّ الذهني، والاجتماعي الغنائي، والكوميدي الهزلي، وهي الاتجاهات التي تجاوز عنها الراحل زياد الرحباني في مرحلة لاحقة، والذي يمكن اعتباره من الرعيل الثاني. وهو أول من لجأ إلى المسرح للحديث عن الحرب الأهلية اللبنانية، والتي كانت إشكالية استحوذت على معظم مسرحه من النص إلى العرض. وبهذا كان رائداً في فتح النوافذ على مسرح عصري، يعرّي زيف المكونات السياسية، بعيداً عن الأساليب التقليدية".



ويُضيف صاحب كتاب "المسرح اللبناني: أزمة المرجع النقدي من النص إلى العرض": "يُحسب لزياد أنه لم يقتبس نصّاً، ولا فكرة عن الريبرتوار الغربي، وهذا كله في إطار حداثي متمدن لاقى تجاوباً من جمهور متعدد الثقافات، وخاصة في مسرحيات مثل: 'نزل السرور' و'فيلم أميركي طويل'، و'بالنسبة لبكرا شو؟' التي شكلت محاكاة يسارية، حيث نهضت على مستويين، هما: تسييس القضايا الشعبية، والثاني هو الحس الكوميدي في شخصه وحضوره الذي شكل وسيلة ضامنة لإيصال رسالته الاجتماعية، وهو بذلك أسس لخصوصية فرجوية ما يزال صداها حاضراً بين الجمهورين اللبناني والعربي، وهذا الكلام ليس مجاملة على الإطلاق. فمهما كانت علاقتنا به، بعيدة أم قريبة، فهي لا تشترط منّا أن نحبّه أو نقدسه بشخصه، لأن نتاجاته تغنينا عن كل ذلك".

من شارع الحمرا كان يمدّنا بالأمل

بدورها تصف الفنانة اللبنانية رندة أسمر حزنها على رحيل زياد الرحباني، تقول لـ"العربي الجديد": "لم أستوعب بعد أن البلد، والحياة فيه، يمكن أن تستمر من دون زياد". وتؤكد أسمر أن زياد من الفنانين النادرين الذين أدركوا الجوهر الحقيقي للفن؛ فهو استخرج الوجع من أعماق الواقع وقدّمه بطريقة فنية، تُحوّل الألم إلى لحظة فرح، والمرارة إلى شكل من أشكال القوة. وتضيف: "زياد الرحباني جعلنا نحتمل الحرب الطويلة، وقصص الحبّ المؤلمة، والحياة في بلد منهار، عبر سخريته استطعنا أن نتخطى مآسينا".

وتتذكر أسمر كيف كانت تتابع أعماله وسط أقسى الظروف خلال الحرب الأهلية: "كنّا ننتظر برنامجه الإذاعي 'العقل زينة' في ذروة القصف، ونمشي إلى شارع الحمرا في بيروت تحت الخطر حتى نشاهد مسرحياته، لأننا كنّا نعرف أننا سنعود بجرعة أمل كبيرة". وعن تجربتها الشخصية، تختم حديثها إلى "العربي الجديد": "كنت محظوظة، لأني اكتشفت شخصه عن قرب، روحه المجبولة بالصدق والتواضع. شاهدته يقود الفرق الموسيقية والكورال، ويعزف على البيانو بكل حب. شكراً على كل الفرح الذي منحتنا إياه".



نقد الواقع بلا مواربة

يرى الفنان اللبناني فايق حميصي، في حديثه مع "العربي الجديد"، أن زياد الرحباني موسيقي أولاً قبل أن يكون مسرحياً، وقد دخل إلى عالم المسرح من بوابة الموسيقى، وهي القناعة التي ظلّ يحملها طوال مسيرته. يقول حميصي: "لو أردنا توصيف تجربته بدقّة، يمكن القول إن أمثال زياد يمرون في العالم من زاوية خاصة، تجمع بين المادي والفكري والروحي، في توليفة لا تشبه أحداً. لم يستشرف الرحباني المستقبل بقدر ما حلّل الواقع بمنتهى الوضوح، ودون أي مواربة أو مجاملة".

وعن مكانة مسرحه، يشير حميصي إلى أنه رغم وجود حركة مسرحية واقعية اليوم في لبنان، إلا أن فرادة مقاربة زياد وعمق معالجته يظلان استثنائيين، موضحاً: "مسرحية 'بالنسبة لبكرا شو؟' (1978) مثلاً، تقدّم تعرية كاملة للواقع من دون أي حواجز. من خلال قصة رجل يُشغّل زوجته في البار حيث يعمل، يُظهر زياد إلى أي حد قد يدفع الواقع الاقتصادي بالناس للتخلي عن المسلّمات الأخلاقية، وهي أفكار كان من الصعب جدّاً تناولها في الإطار الاجتماعي والفني السائد آنذاك". ويشبّه حميصي حضور زياد الرحباني بـ"الظاهرة"، ويختم: "هو امتداد لنَفَس مسرحي وموسيقي ربما لا نبالغ لو قلنا عنه إنه مثل سوفوكليس، وشكسبير، أو سيد درويش".




## مساعدات لا تكفي لتحسين الوضع الإنساني في السويداء
28 July 2025 02:00 PM UTC+00

يواصل عدد من المنظمات الإنسانية بالتعاون مع الهلال الأحمر والحكومة السورية عمليات إدخال المساعدات الإنسانية إلى محافظة السويداء (جنوب)، التي يعاني سكانها تدهوراً كبيراً في الأوضاع المعيشية نتيجة قطع معظم الطرقات التي تربطها ببقية المناطق السورية منذ الأحداث الدموية التي حصلت فيها قبل عشرة أيام. 
ودخلت ثلاث قوافل مساعدات تابعة للهلال الأحمر السوري، وقافلة تابعة لمحافظة السويداء. وبينما تقول الجهات الرسمية إنها توزّع المساعدات داخل المحافظة، وإنها توصل الطحين إلى الأفران، والمستلزمات الطبية إلى المشافي والمراكز الصحية، فإنّ مصادر محلية من السويداء تعتبر أن المحافظة محاصرة من قبل الحكومة، وتنفي دخول مساعدات تكفي لسد أدنى الحاجات إلى المنطقة، وتنتقد ما أسمته "التوزيع غير العادل" للمساعدات، خاصة مع كمياتها المحدودة للغاية مقارنة بأعداد السكان.

في المقابل، تؤكد مصادر في دمشق أن الفصائل المرتبطة بالشيخ حكمت الهجري ترفض انخراط الحكومة السورية في عمليات إمداد المحافظة بما تحتاجه من مواد أساسية، وأن القوافل تدخل عبر الهلال الأحمر. 

تقول ناشطة في مجال الإغاثة من ريف السويداء الجنوبي، طلبت عدم ذكر اسمها لأسباب أمنية، لـ"العربي الجديد"، إنها موجودة منذ اليوم الأول للاشتباكات في مناطق جنوبي المحافظة، وإن القرية التي تقيم فيها وصلت إليها 52 عائلة نازحة. وتضيف: "الوضع مزرٍ للغاية حتى الآن، ولم تصل إلينا أية مساعدات، كما أن الأوضاع في محافظة السويداء عموماً متردية، فالمواد التي كان الأهالي يملكونها أو يخزنونها نفدت، وما كان متوفراً في المحال التجارية نفد أيضاً، كما أن الناس لم يعد لديها مال يمكن الشراء به". وتوضح الناشطة أن "هناك مساعدات تصل إلى السويداء بحسب ما نتابع، لكن حتى اللحظة لم يُوزّع أي شيء في قريتنا، والحديث عن توزيع غير عادل للمساعدات صحيح إلى حد ما، ولا بد من تحديد المسؤول عن ذلك. الوضع سيئ للغاية في ظل انعدام الخبز في ريف السويداء الجنوبي، مع صعوبات التنقل بسبب شح الوقود لدى معظم السكان، وهناك أيضاً صعوبات في الحصول على معلومات دقيقة حول آلية توزيع المساعدات الإنسانية".
من جهته، يؤكد مصدر في الهلال الأحمر السوري لـ"العربي الجديد" أن "إيصال المساعدات الإنسانية إلى السويداء مستمر، وأنه يجرى تسليمها إلى الجهات المختصة، إذ يُسلَّم الطحين إلى الأفران، وتسلم المستلزمات والمعدات الطبية إلى الجهات الصحية، كما هو الحال بالنسبة لبقية أصناف المساعدات"، من دون تقديم أية توضيحات إضافية حول السلال الغذائية وصهاريج الوقود، والجهات التي تتسلمها من الهلال الأحمر، أو كيفية توزيعها.



ومنذ 20 يوليو/تموز الماضي، دخلت إلى محافظة السويداء عدة قوافل مساعدات إنسانية، واستقبلت المحافظة أولى القوافل التي نظمها الهلال الأحمر السوري، وجرى تسليم مواد طبية تكفي لتنفيذ 100 عملية جراحية وإسعافية، إلى جانب عشرة آلاف ليتر من المحروقات لضمان تشغيل المستشفيات ومحطات ضخ المياه، كما وزع الهلال الأحمر نحو 2000 كيس طحين لضمان استمرار عمل الأفران واستدامة إنتاج الخبز.
وفي 23 يوليو، دخلت القافلة الثانية بعد استكمال تقييم الأوضاع الإنسانية في عدد من الأحياء والبلدات، وضمت 25 شاحنة محمّلة بسلال غذائية ومعلبات تكفي لنحو 17 ألف شخص، إضافة إلى أدوية ومستلزمات طبية وجراحية، وجرعات من الإنسولين لمرضى السكري، وأكياس لحفظ الجثامين، و66 طناً من الطحين، ومعدات مياه وصرف صحي، وخزانات، كما تضمنت القافلة 14 ألف ليتر من مادة المازوت مقدمة إلى الشركة السورية للاتصالات، لضمان استمرارية عمل شبكة الاتصالات.
وكانت هذه القافلة مجهزة عبر دعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات دولية منها منظمة الصحة العالمية، ومنظمة "يونيسف"، وبرنامج الأغذية العالمي، إضافة إلى دعم الهلال الأحمر القطري ونظيره التركي.



وأكدت محافظة السويداء دخول قافلة مساعدات إنسانية في 25 يوليو، ضمّت مساعدات إغاثية ومستلزمات طبية، وكميات من المحروقات، مشيرة إلى أن تلك القافلة أجلت نحو 200 شخص من السويداء. واليوم الاثنين، وصلت إلى مدينة بصرى الشام في محافظة درعا قافلة مساعدات إنسانية جديدة ضمت 27 شاحنة محملة بنحو 200 طن من الطحين، و2000 سلة غذائية لتوزيعها على المقيمين في مراكز الإيواء، إلى جانب كميات متنوعة من المواد والمستلزمات الطبية، وذلك تمهيداً لنقلها إلى محافظة السويداء.
وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة لتأمين الاحتياجات الأساسية للنازحين والعائلات المتضررة، في ظل استمرار تعثر الخدمات داخل العديد من مناطق السويداء، خاصة المناطق التي شهدت اشتباكات دامية خلال الأسبوع الماضي، والمناطق التي نزح إليها الفارون من تلك الاشتباكات.




## الجزائر: حملة لتفعيل غرامات رمي النفايات في الشوارع للحد من التلوث
28 July 2025 02:06 PM UTC+00

أطلقت هيئات مدنية ناشطة في مجال البيئة في الجزائر حملة وطنية لمطالبة السلطات بالتطبيق الصارم للقوانين المتعلقة بحماية البيئة والنظافة وحماية المحيط، وردع كل الممارسات والسلوكيات التي تشوّه المحيط العام، عبر الرمي العشوائي للنفايات، وعدم احترام قواعد النظافة في الفضاءات العامة.

وتقود "الدراجة الخضراء"، وهي هيئة مدنية جزائرية تجمع بين العمل البيئي، والتطوّع، والرياضة، والمواطنة، حملة جديدة، تدعو من خلالها السلطات إلى تطبيق صارم للقوانين البيئية، مؤكدة أن الوقت قد حان لمواجهة التلوّث المتزايد في المدن والشواطئ والغابات بخطوات حقيقية وفعّالة.

وأكدت الهيئة في نداء الحملة أن "القانون واضح: كل من يلوّث، يدفع ثمن أفعاله بغرامة تليق بحجم الضرر الذي تسبب فيه"، مضيفة: "بهذا نغيّر المعادلة، ونحوّل الإهمال إلى مسؤولية، والفوضى إلى احترام للبيئة". ودعت "الدراجة الخضراء" النشطاء والجمعيات والمواطنين إلى تبنّي الحملة ودعمها، من أجل مدن نظيفة وفتح باب التغيير نحو بيئة أكثر احتراماً واستدامة. أُطلقت الحملة يوم السبت الماضي، وتزامنت مع حملة "المكنسة الخضراء" التي تهدف إلى تنظيف الأحياء والمحيط، وقد تبنّتها هيئات محلية ونشطاء في عدد من الولايات الجزائرية.



وكان البرلمان الجزائري، قد صادق في فبراير/شباط الماضي، على قانون جديد يتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وإزالتها. وتنص إحدى مواده على فرض غرامة مالية تتراوح بين 2,000 و10,000 دينار جزائري (حوالي 15 إلى 75 دولاراً أميركياً) على كل شخص طبيعي يُقدم على رمي أو إهمال النفايات المنزلية أو ما شابهها، أو يرفض استخدام نظام جمع وفرز النفايات الذي تضعه الهيئات المحلية تحت تصرفه.

كما تنص مادة أخرى على غرامة مالية تتراوح بين 130 إلى 540 دولاراً أميركياً على الأفراد أو الشركات الذين يمارسون نشاطاً صناعياً أو تجارياً أو حرفياً، ويقومون برمي أو إهمال النفايات، أو يرفضون استخدام نظام الجمع والفرز، وكذلك بحق كل من يُلقي أو يُهمِل النفايات الهامدة (الصلبة والبنائية) في أماكن غير مخصصة، لا سيما الطرق العامة.



وقال الناشط في مجال البيئة، عدون محمد، في تصريح لـ"العربي الجديد": "أعتقد أن على السلطات البدء بتطبيق صارم للقانون من أجل الحفاظ على البيئة، فحملات التوعية والمبادرات المجتمعية والتطوعية تؤتي ثمارها في رفع وعي الناس بالقضايا البيئية، لكن من الضروري أيضاً أن يواكب هذا النشاط، صرامة من جانب تطبيق القانون على من ينتهكون البيئة وقواعد النظافة".

وأضاف: "هناك تراكم واضح لسنوات من الإهمال الذي تعرضت له البيئة والفضاءات العامة، نتيجة اعتبارات متعددة، آن الأوان لوضع حد له. ومن الضروري أن تتحمل السلطات مسؤوليتها في ملاحقة ومعاقبة كل من يصر على انتهاك قواعد النظافة والبيئة، سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات".

وتقوم بعض الشركات الصناعية والمقاولين برمي النفايات بشكل غير قانوني في الأودية والغابات، بعيداً عن أعين الرقابة، مما يتسبب في أضرار بيئية متزايدة. وفي الفترة الأخيرة، بدأ عدد من النشطاء والمواطنين بتوثيق هذه التجاوزات بالصوت والصورة، وإرسالها إلى السلطات المختصة، التي سارعت في عدة حالات إلى توقيف المتورطين وإحالتهم إلى العدالة لمحاسبتهم. كما قامت الجهات المعنية، في بعض الحالات، بحجز المركبات التي استُخدمت في عمليات التفريغ العشوائي للنفايات، سواء كانت منزلية أو صناعية، في خطوة تهدف إلى الردع وتطبيق القانون بشكل فعّال.

وتصاعدت في الفترة الأخيرة الدعوات إلى استغلال كاميرات المراقبة المثبتة في المدن والشوارع من قبل السلطات، لرصد أية ممارسات وسلوكيات تتعلق برمي النفايات خارج الأماكن المخصصة لها، وفرض غرامات على المخالفين. كما شملت المطالبات إلزام التجار وأصحاب المحال التجارية وفي الأسواق بالالتزام الكامل بقواعد حماية البيئة.

وفي 22 يوليو/تموز الجاري، أكدت وزيرة البيئة الجزائرية، نجية جيلالي، خلال ندوة حول البيئة، أن القانون سيأخذ مجراه، مشيرة إلى وجود التزام حكومي بتطبيق القانون ضد المخالفين في قضايا البيئة.




## "ملتقى الكُتّاب السوريين" في المكتبة الوطنية بدمشق
28 July 2025 02:07 PM UTC+00

تُقيم المكتبة الوطنية في دمشق "ملتقى الكُتّاب السوريين"، وهو الحدث الأول من نوعه الذي تحتضنه منذ سقوط نظام الأسد. وتظهر بعض الندوات انشغالاً بالراهن السوري، وبالإشكاليات التي عرفتها الثقافة السورية خلال السنوات الأخيرة. وتستمر أعمال الملتقى، الذي افتُتح يوم أمس، حتى يوم الأربعاء 30 يوليو/تموز.

تتوزع الندوات على ثلاثة محاور رئيسية، هي الأدب، والسياسة، والذاكرة. ثلاثة حقول تتداخل في المشهد الثقافي العام، بموضوعات قد يتيحُ سقوط النظام السابق، نقاشها أمام المهتمين في قاعات المكتبة. يركز المحور الأول على الأدب والنقد، في حقلي القصة والشعر بصورة رئيسية، مع غياب الرواية عن أجندة الملتقى، ومن أبرز هذه الندوات: "شعر الشتات السوري بين الذات وحوار الثقافات"، بمشاركة الدكتور راتب سكر والشاعر عمر إدلبي، و"الكتابة النسوية في الأدب السوري" بمشاركة عبير النحاس، وقمر العتر، وفدوى عبود، بالإضافة إلى ندوة "بين الشعر والقصة".

أما المحور الثاني، فيقارب موضوعات سياسيّة الطابع، طرحٌ يبدو جديداً في المشهد الثقافي السوري، مع ما تركته السنوات السابقة من شروخ في الذات السورية، ومن هذه الندوات: "الهوية الثقافية السورية" بمشاركة الأكاديميين علي أبو زيد، وإياس الرشيد، ولؤي خليل، وندوة "الكاتب والسلطة"، التي يقدّمها أحمد محمد علي، والدكتور سعد الدين كليب.

ينشغل المحور الثالث بالذاكرة الثقافية، وتعقد فيه ثلاث ندوات: "قراءة تاريخية في أسماء المدن والقرى السورية" للدكتور محمد بهجت قبيسي، و"الثقافة السورية بين الماضي والحاضر" للكاتب والسياسي جورج صبرة، و"دمشق في عيون الكاتب والكتاب".



إلى جانب الندوات الأدبية، تُقام على امتداد أيام الملتقى أمسيات شعرية وقصصية يشارك فيها عدد من الشعراء والكتّاب، منهم: روعة سنبل، وإيمان بزرباشي، وعبد الله النفاخ، وإباء الخطيب، وحسان عربش، وأحمد شحود، وتمام طعمة، ومحمد قاقا، ومحمد سعيد العتيق، وعبد الله العبيد، وحسن قنطار، ومحمد شودب، ومحمد الحفري.

ويذكر أن الملتقى، ينعقد في ظل ترقّب متواصل للسياسات الثقافية في سورية الجديدة، ومخاوف حول مستقبل الثقافة، وحدود تأثيرها، وواقع الرقابة، بعد عقود القمع والإلغاء.




## رديف المغرب يربك انطلاق بطولة الدوري والأندية ترفع فيتو التأجيل
28 July 2025 02:10 PM UTC+00

تستعد رابطة الدوري المغربي لكرة القدم، برئاسة عبد السلام بلقشور، للإعلان عن تأجيل انطلاق منافسات الموسم الكروي المقبل على خلفية مشاركة منتخب المغرب الرديف في بطولة أفريقيا للمحليين، التي تستضيفها كينيا وتنزانيا وأوغندا في الفترة ما بين الثاني والـ30 من شهر أغسطس/آب القادم، وأيضاً في ظل رفض الأندية خوض المنافسات من دون أبرز لاعبيها الأساسيين. وعليه، يواجه الدوري المغربي شبح التأجيل إلى حين نهاية البطولة الأفريقية، رغم أن هذا الخيار يُربك استعدادات منتخب أسود الأطلس لبطولة أفريقيا، المقررة إقامتها في المملكة ما بين 21 ديسمبر/كانون الأول و18 يناير/كانون الثاني القادمين. 

وأفادت معلومات حصل عليها "العربي الجديد"، أمس الأحد، من مصدر مسؤول برابطة الدوري المغربي، رفض ذكر اسمه، بأن هناك تفكيراً جدياً في تأجيل الجولة الأولى من منافسات البطولة إلى وقت لاحق، بعدما كان مقرراً إجراؤها يوم 23 أغسطس/آب القادم، وذلك بسبب التزام منتخب المغرب الرديف بخوض بطولة أفريقيا للمحليين وامتداد دور المجموعات إلى غاية الـ17 من الشهر نفسه، ما يعني آلياً أن مباريات الجولة لن تقام في موعدها المحدد، خصوصاً في حال بلغ رديف منتخب المغرب دور الـ16 من منافسات هذه البطولة. وأضاف المصدر قائلاً: "غالبية الأندية المغربية ترفض انطلاق منافسات الدوري المحلي قبل نهاية البطولة الأفريقية، خصوصاً تلك الممثلة بمنتخب المغرب بأكثر من ثلاثة لاعبين، وربما تلجأ إلى التصعيد لتفرض تأجيل الدوري، باعتبار ذلك حقاً قانونياً يضمن مبدأ تكافؤ الفرص.



ويبقى القرار النهائي مرتبطاً بنتائج المنتخب الرديف، إذ إن خروجه المبكر من المنافسات قد يبقي الموعد المحدد سلفاً لانطلاق الدوري ساري المفعول. وما يرجح فرضية التأجيل قرار المدير الفني لمنتخب المغرب الرديف طارق السكتيوي (48 عاماً) استدعاءَ تسعة لاعبين تفوق أعمارهم 25 سنة، بعدما كان مقرراً أن تنحصر القائمة النهائية على مواليد 2000 فما فوق، لكن رحيل أسماء بارزة نحو الاحتراف فرض على الجهاز الفني الاستعانة بخدمات لاعبين مخضرمين للمنافسة على اللقب القاري للمرة الثالثة في تاريخ الكرة المغربية، بعد لقبي نسختي 2018 في المغرب و2021 في الكاميرون.




## وقفة تضامنية صامتة في الدوحة دعماً للشعب الفلسطيني في غزة
28 July 2025 02:11 PM UTC+00

نظّمت قطر الخيرية، اليوم الاثنين، وقفة تضامنية صامتة أمام مقرها الرئيسي في الدوحة، بمشاركة ممثلين وعاملين في المجال الإغاثي في عدد من المنظمات الإنسانية الدولية، وذلك تضامناً مع الشعب الفلسطيني ورفضاً لحرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

وقالت قطر الخيرية، في بيان لها، إنّ الوقفة تعدّ صرخة إنسانية عاجلة لإنقاذ المدنيين في قطاع غزة، وخاصة الأطفال، والنساء، وكبار السن، الذين يواجهون كارثة إنسانية غير مسبوقة في ظل حصار خانق ومنعٍ ممنهج لدخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى مجاعة متفاقمة وانهيار شبه تام للخدمات الأساسية.

وحمل المشاركون في الوقفة التضامنية الصامتة صوراً للضحايا، وصحوناً فارغة، في إشارة رمزية إلى المجاعة في قطاع غزة، وحرمان أهلها من أبسط مقومات الحياة، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي. كما دعوا إلى ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون شروط أو تأخير، وطالبوا بحماية المدنيين وخاصة الفئات الأضعف، الأطفال، والنساء، وكبار السن، وتأمين الحماية للعاملين في المجال الإنساني. وأكدت قطر الخيرية، أن الوقفة التضامنية فرصة لتذكير الضمير العالمي بمسؤوليته تجاه الكارثة الإنسانية في غزة والتي أصبحت مأساة حقيقية لا يمكن تجاهلها.

بالتزامن مع الوقفة أطلقت قطر الخيرية، حملة رقمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تحت وسم مشترك #غزة_تموت_تجويعاً، شارك فيها نشطاء وصحفيون وشخصيات عامة، مطالبين جميعا بالضغط من أجل إيصال المساعدات وإنقاذ أرواح الأبرياء في قطاع غزة.



وحسب التقارير الأممية، يعاني قطاع غزة من انعدام حاد في الأمن الغذائي، وانتشار حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال، مع انهيار منظومة المياه والصرف الصحي، وتدهور كبير في الخدمات الصحية جراء استهداف مراكز إيواء المدنيين في المدارس والخيام، والباحثين عن الماء والطعام والمساعدات، من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا من المدنيين والعاملين في المجالين الطبي والإغاثي. ويعيش أكثر من 600 ألف طفل، وأكثر من مليون امرأة ومسنّ، في بقعة لا تتجاوز 14% من مساحة قطاع غزة، في ظروف مأساوية بسبب الحصار المزدوج ونقص الموارد الأساسية، ومنع الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية منذ اكثر من 21 شهرا.




## "سي أن أن": واشنطن استخدمت ربع مخزونها من "ثاد" للدفاع عن إسرائيل
28 July 2025 02:12 PM UTC+00

كشف مسؤولون وخبراء أميركيون عن أنّ الولايات المتحدة استخدمت نحو ربع مخزونها من منظومة الدفاع الجوي عالية الارتفاع "ثاد" خلال الحرب التي شنّتها إسرائيل على إيران في يونيو/حزيران الماضي، واستمرت 12 يوماً.
ونقلت شبكة "سي أن أن" عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم قولهم إن الولايات المتحدة نشرت اثنتين من أصل سبع منظومات "ثاد" في إسرائيل أثناء الحرب على إيران. وبحسب ما قاله المسؤولون، فإن "عدد الصواريخ التي استخدمت في الحرب مرتفع جداً قياساً بمعدل الإنتاج"، زاعمين أن "هذا الاستخدام يفوق بكثير الطاقة الإنتاجية".
وتشير تقديرات الجيش الأميركي إلى أنه أطلق ما بين مئة و150 صاروخاً من طراز "ثاد" خلال الحرب، وهو ما تقاطع مع ما نقله أحد المسؤولين الخبراء في الصواريخ الاعتراضية الذي يتابع على الدوام ما تصدره الإدارة الأميركية من بيانات في الخصوص. 
واعتبر الخبراء الذين تحدثوا للشبكة أن الوضع مقلق خصوصاً بالنسبة للأميركيين في منطقة المحيط الهادئ-الهندي، بسبب القرب القائم بين القوات الصينية والجنود الأميركيين العاملين في تلك المنطقة. وبحسب مسؤول عسكري كبير متقاعد، فقد "استخدمت الولايات المتحدة حوالي ربع مخزونها من نظام ثاد في هذه الحرب". فيما أكد أربعة مسؤولين عسكريين أميركيين كبار سابقين أن هذا المخزون، الذي يُعدّ بالغ الأهمية للردع ضد الصين، "منخفض للغاية".



في السياق، تتضمن ميزانية الدفاع لعام 2026 شراء 37 منظومة جديدة من أنظمة "ثاد". كما ترصد الميزانية 1.3 مليار دولار لتعزيز البنية التحتية لصناعة الدفاع، و2.5 مليار دولار إضافية لزيادة إنتاج الصواريخ والذخائر. وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أنتجت 11 منظومة "ثاد" جديدة فقط وفقاً لميزانيتها لعام 2025.
وطبقاً لتحليل أجراه المعهد اليهودي الأميركي للأمن القومي (جينسا)، اعترض نظام ثاد الأميركي حوالي 201 صاروخ إيراني أطلقت خلال الحرب. وتوقع التحليل أنه في ظل الطاقة الإنتاجية الحالية، قد يستغرق الأمر ما بين ثلاث إلى ثماني سنوات لكي يعود المخزون إلى مستوياته السابقة.
يُذكر أنه في 13 يونيو/ حزيران المنصرم، شنت إسرائيل حرباً على إيران استمرت 12 يوماً، وشملت ضربات متبادلة أسفرت عن مئات القتلى والجرحى، اختتمت بمهاجمة واشنطن منشآت نووية إيرانية، ادعت عقبها أنها "أنهت" برنامجها النووي، وذلك قبل أن ترد طهران بقصف قاعدة "العديد" الأميركية في قطر، وتعلن الولايات المتحدة إثرها وقفاً لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران في 24 يونيو/حزيران.



(الأناضول)




## محرز يفتتح دفاتر الماضي... من اختيار الجزائر إلى الملكي وحُلم ميسي
28 July 2025 02:13 PM UTC+00

عاد النجم الجزائري رياض محرز (34 عاماً)، ليتحدث عن بعض المحطات الحاسمة في مشواره، سواءً تعلق الأمر بمنتخب الجزائر، أو بمفاوضاته سابقاً مع أندية أوروبية، أو حتّى بوضعه الراهن في الدوري السعودي لكرة القدم، كما تحدث عن احتمالية اللعب بجوار الأسطورة الأرجنتينية، ليونيل ميسي (38 عاماً)، في نادي الأهلي ومشيداً في الوقت نفسه بالفرنسي ومهاجم فريق الاتحاد، كريم بنزيمة (37 عاماً).

وجاءت تصريحات محرز، أمس الأحد، لمنصة "كاري" الفرنسية، إذ قال بخصوص اختياره اللعب للجزائر وقضية اللاعبين مزدوجي الجنسية: "بالنسبة لي، لم تكن هناك مشكلة هوية إطلاقاً، كنت أعرف أنني سألعب مع الجزائر. لو لم أُستدع لكنت جلست في منزلي. لم أكن لألعب مع فرنسا في أي حال من الأحوال. كنت أشجع الجزائر دائماً، وكان ذلك أمراً بديهياً بالنسبة لي. البعض يختار فرنسا، ولهم أسبابهم، أما أنا، فلا. لقد كبرت في فرنسا، لكن قلبي كان مع الجزائر منذ البداية، كنت واضحاً في هذا الخيار".

وانتقل رياض محرز للحديث عن مرحلة كان يمكن أن تغيّر مجرى مسيرته الكروية، عندما كان على أعتاب التوقيع مع أرسنال صيف 2016 بعد تتويجه التاريخي بلقب الدوري الإنكليزي لكرة القدم مع ليستر سيتي، وأوضح: "بعد فوزنا بالدوري سنة 2016 مع ليستر، كنت على وشك التوقيع مع أرسنال. الأمور كانت شبه منتهية، لكن النادي أوقف الصفقة لأنه كان يطلب أموالاً طائلة". وأردف قائلاً إنه رفض التوقيع على عقد يتضمّن بنداً يسمح ببيعه مقابل 25 مليون يورو فقط، فواصل مصرحاً: "قبل بداية الموسم، أرادوا مني أن أوقّع على شرط جزائي بـ25 مليون يورو، ورفضت ذلك. لو جرى تفعيل هذا الشرط، لكنت ذهبت إلى ريال مدريد، كل الأندية كانت تريدني، لكن ليستر طلب مبلغاً ضخماً وبقيت هناك. كان النادي يطالب بـ60 مليون يورو حينها".

وفي تقييمه لمسيرته الاحترافية، عبّر محرز عن بعض الندم بخصوص محطة مانشستر سيتي، التي لم تأخذ منحى تصاعدياً دائماً، فقال: "أعتقد أنه كان بإمكاني اللعب أكثر مع مانشستر سيتي، أو حتى الانضمام إلى نادٍ آخر. ربما كان بإمكاني الذهاب إلى باريس سان جيرمان حين كانوا مهتمين بي. لكن في النهاية، كل شيء قسمة ونصيب"، أما عن تجربته الحالية في الدوري السعودي، فقد دافع محرز عن اختياره، وقال: "في أوروبا، قدمت كل ما عندي، وحققت كل الألقاب الممكنة، لست بحاجة لأن أُثبت شيئاً لأي شخص، انتقلت إلى السعودية من أجل مشروع جديد، وأنا مستمتع بهذه التجربة".



وأشار محرز إلى الصعوبات التي تواجهه في الملاعب السعودية، فصرح: "في الدوري السعودي لا توجد حماية خاصة للمراوغين. ربما يحظى ليونيل ميسي بمعاملة خاصة إذا قرر الانضمام، لكنني لست كذلك، لقد تعرضتُ لضربات كثيرة". ولم يُخف محرز حماسه لاحتمال اللعب بجانب الأسطورة الأرجنتينية، قائلاً: "رأينا تقارير تُفيد باحتمال انضمام ميسي إلى الأهلي، سيكون اللعب معه حُلماً، أتخيله صانع ألعاب وأنا على الجناح، سنشكل ثنائياً رائعاً، وجماهير الأهلي تستحقه حقاً".

كما تحدث محرز عن حياته اليومية بعد عامين من الإقامة في جدة، قائلاً: "حياتي الجديدة؟ أتدرب في نهاية اليوم بسبب الحرارة. في الصباح أكون مع أطفالي، أوصلهم إلى المدرسة، نستمتع بوقتنا، إنها حياة الأحلام"، وأضاف: "من الناحية الدينية، يُساعد ذلك كثيراً. فوجود المسجد بجوارك يُتيح لك بيئة تعكس ثقافتك ودينك. الأمر أسهل، وأكثر انسجاماً مع ما أؤمن به". ولم يُخفِ رياض محرز إعجابه بمهاجم الاتحاد السعودي، الفرنسي كريم بنزيمة، إذ قال عنه: "كريم من بين أفضل اللاعبين في العالم، ولياقته عالية رغم سنّه. كنّا سنشكل ثنائياً رائعاً، لكن للأسف هو يلعب مع المنافس. كنت أتمنى أيضاً أن نلعب معاً في المنتخب الجزائري، لكنه اختار فرنسا، وأنا فخور بزملائي في الجزائر".




## مساعدات غزة: إسرائيل تواصل إرجاع الشاحنات وعرقلة دخول القطاع
28 July 2025 02:17 PM UTC+00

واصلت إسرائيل لليوم الثاني على التوالي إرجاع عدد من شاحنات المساعدات الإنسانية القادمة من مصر، رغم مرورها من معبر رفح باتجاه معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي المخصص لإجراء عمليات الفحص والتفتيش قبل دخولها إلى القطاع المحاصر. وكشف مصدر مصري مطلع في معبر رفح البري لـ"العربي الجديد" أن عشرات الشاحنات انطلقت منذ ساعات الصباح الأولى اليوم الاثنين، من مستودعات الإمداد المصرية متجهة إلى معبر كرم أبو سالم، محملة بمواد غذائية وطبية ومساعدات إنسانية، ضمن جهود مستمرة لإغاثة سكان غزة الذين يواجهون أوضاعاً كارثية مع تصاعد المجاعة وانهيار النظام الصحي.

وأكد المصدر أن جزءاً من هذه الشاحنات أُعيد مجدداً إلى الجانب المصري من دون أي توضيح رسمي من سلطات الاحتلال حول أسباب الرفض، مشيراً إلى أن الشحنات التي جرى منع دخولها تضمنت مساعدات أساسية مثل الدقيق، والمواد الطبية، ومستلزمات طبية عاجلة. ولفت إلى أن "الرفض الإسرائيلي لا يستند إلى أي مبرر واضح، ويعرقل الجهود الإنسانية التي تقودها مصر وعدة أطراف دولية". وأوضح المصدر أن المساعدات تعود في جزء منها إلى مؤسسات دولية، فضلاً عن تبرعات من دول عربية، بينما يشكّل الهلال الأحمر المصري الجهة الأكبر مساهمة في تنسيق وجمع وتوزيع هذه الشحنات.

ولليوم الثاني على التوالي، واصلت مصر، اليوم الاثنين، عبر الهلال الأحمر المصري إرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ضمن قافلة "زاد العزة.. من مصر إلى غزة"، التي انطلقت من الأراضي المصرية في اتجاه جنوب القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، وذلك في ظل تفاقم غير مسبوق لأزمة الجوع التي تضرب سكان القطاع المحاصر. وقال الهلال الأحمر المصري إن قافلة اليوم تضم 135 شاحنة، محملة بنحو 1500 طن من المساعدات المتنوعة، بينها 965 طنًا من السلال الغذائية، وقرابة 350 طنًا من الدقيق، إلى جانب 200 طن من مستلزمات العناية الشخصية. وكانت القافلة قد حملت في يومها الأول أكثر من 100 شاحنة، حملت ما يزيد عن 1200 طن من المواد الغذائية، بينها 840 طنًا من الدقيق و450 طنًا من السلال الغذائية، جميعها مقدمة من الهلال الأحمر المصري.



وتأتي هذه التطورات في وقت أعلنت فيه إسرائيل السماح بدخول المساعدات "بشكل تدريجي"، وهو ما فسره مراقبون بأنه إجراء يهدف إلى ضبط إيقاع الإمدادات وتقييد الكميات المتدفقة إلى القطاع، خصوصاً في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة واستمرار العمليات العسكرية في أجزاء من جنوب ووسط غزة. من جانبها، لم تصدر السلطات الإسرائيلية أي بيان رسمي يوضح أسباب إرجاع الشاحنات، في حين تتزايد الانتقادات الحقوقية والدولية لـ"سياسة التجويع الممنهجة"، وإعاقة إدخال المساعدات، رغم تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع الذي يعاني من نقص شديد في الغذاء والدواء والماء.

وتحذر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من أن استمرار إغلاق معابر المساعدات أو عرقلتها من شأنه أن يدفع الأوضاع إلى مزيد من الانهيار، في وقت تُبذل فيه جهود مصرية ودولية مكثفة لإقرار هدنة إنسانية تسمح بتدفق آمن ومستمر للإغاثة، لا سيما في ظل ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين وتفشي الأمراض ونقص الخدمات الأساسية. وبالتوازي مع ذلك قال مصدر في اللجنة المصرية العاملة في قطاع غزة لـ"العربي الجديد" إن "جزءًا كبيرًا من المساعدات الإنسانية المصرية التي دخلت القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، ضمن قافلة "زاد العزة.. من مصر إلى غزة"، لم يصل إلى مستودعات التوزيع، وتمت سرقته وبيعه في الأسواق".








## من غزة إلى لبنان: صندوق غسان أبو ستة يستقبل عائلات جريحة
28 July 2025 02:23 PM UTC+00

في مساء الأحد 27 يوليو/ تموز 2025، وصلت إلى بيروت ثلاث عائلات فلسطينية آتيةً من قطاع غزة، تضمّ أطفالاً مصابين بجروح بليغة، لتلقّي العلاج في إطار استجابة إنسانية متواصلة يقودها صندوق غسان أبو ستة للأطفال في لبنان، في ظلّ العدوان الإسرائيلي المستمرّ على غزة منذ أكثر من 21 شهراً.

هذه الدفعة الجديدة ليست الأولى التي يستقبلها الصندوق، علماً أنّها تتألّف من خمسة أطفال وثلاثة بالغين. فقد سبقتها سبع عائلات منذ بداية المبادرة، ما زالت خمس منها في لبنان، فيما أنهت عائلتان العلاج وغادرتاه. وتتوقّع عضو مجلس إدارة صندوق غسان أبو ستة للأطفال دانيا دندشلي وصول عائلة إضافية من قطاع غزة غداً الثلاثاء، لتُستقبَل عائلتان جديدتان في مطلع شهر أغسطس/ آب المقبل، في خطة علاجية وإيوائية متواصلة.



اختيار دقيق وحماية شاملة

وتخضع عملية اختيار الحالات لآلية دقيقة يشرف عليها الدكتور غسان أبو ستة وفريق طبي متخصّص يعمل من ضمن الصندوق. فيُصار إلى تقييم الحالات الصحية للأطفال الفلسطينيين، وإلى تنظيم أولويات الاستجابة وفقاً للحاجة الطبية. وتشرح العضو المؤسس والمديرة التنفيذية لدى صندوق غسان أبو ستة للأطفال دارين دندشلي لـ"العربي الجديد" أنّ "الأولوية تُعطى للأطفال المصابين بجروح حرجة أو الذين يحتاجون إلى عمليات ترميمية دقيقة، لكنّنا لا نفصل بين الطفل وأهله؛ فإذا كانت الأم أو الأب مصابَين كذلك يجري شملهما بالعلاج والرعاية". وتؤكد أنّ "حين نطلق الرعاية للأطفال، فإنّنا نقصد كذلك الاهتمام بالذين يعتنون بهم، ليتمكّنوا بدورهم من مواصلة رعايتهم".



والمبادرة لا تقتصر على الطبابة فحسب، بل تشمل رعاية شاملة تبدأ من العمليات الجراحية مروراً بالدعم النفسي والاجتماعي وصولاً إلى الإقامة والتعليم، ويُصار إلى تغطية كامل نفقات العائلة في خلال فترة العلاج التي تمثّل في الوقت نفسه مدّة الإقامة.

وتدخل العائلات الفلسطينية إلى لبنان عبر مصر، في تنسيق مع السلطات في القاهرة. وتوضح العضو المؤسس والمديرة التنفيذية لدى صندوق غسان أبو ستة للأطفال أنّ "العائلات تكون في مصر، ونحن نجلبها إلى لبنان بالتنسيق مع الجهات المعنية، وبحسب الوضع الصحي، ويُستكمَل علاجها في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، فيما تقيم بمحيط منطقة الحمراء (رأس بيروت)". وتبيّن دندشلي أنّ "الصندوق يتحمّل كلّ تكاليف النقل والعلاج والإقامة بالكامل، حتى موعد عودة العائلات إلى مصر بعد انتهاء فترة العلاج".



نموذج جديد من المسؤولية الطبية

ويأتي هذا الجهد الإنساني في سياق معقّد، إذ يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، متسبّباً في سقوط أعداد كبيرة من الجرحى، ولا سيّما بين الأطفال، فأكثر من 18 ألف طفل استشهدوا حتى اليوم بحسب البيانات المتوفّرة، علماً أنّ ثمّة آلافاً من المفقودين كذلك. ومع انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة المستهدفة منذ بداية الحرب الإسرائيلية، واستشهاد أكثر من 1.411 من أفراد الطواقم الطبية، تتصاعد الحاجة إلى مبادرات طبية من خارج الإطار الرسمي أو ذلك التابع لمنظمة الأمم المتحدة.

وسط هذا المشهد القاتم، يقدّم صندوق غسان أبو ستة للأطفال نموذجاً مختلفاً في التعامل مع ضحايا الحروب، يقوم على الاستمرارية والمتابعة الدقيقة والتكفّل الشامل. فالرعاية لا تنتهي عند باب المستشفى، بل تمتدّ لتشمل السكن والمرافقة النفسية والتعليم واحتياجات الحياة اليومية للعائلة التي تكون في الغالب مفكّكةً ومعذّبةً بفعل الحرب.

وتلفت العضو المؤسس والمديرة التنفيذية لدى صندوق غسان أبو ستة للأطفال، في سياق حديثها لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "كلّ طفل ننجح في علاجه هو انتصار صغير على آلة القتل". تضيف دندشلي أنّ "كلّ عائلة نرافقها تمثّل قصة مقاومة إنسانية"، وتتابع "نعيد الأطفال إلى حياة شبه طبيعية، حتى عودتهم إلى قطاع غزة".




## هل تتغير خريطة المنافسة في الدوري المصري لموسم 2025-2026؟
28 July 2025 02:44 PM UTC+00

هل تتغير خريطة المنافسة في كرة القدم المصرية، مع انطلاق مسابقة الدوري المصري لموسم 2025-2026 في الثامن من أغسطس/آب المقبل؟ سؤال يطرح نفسه بقوة بعد التباين الشديد في صفقات الأندية خلال الميركاتو الصيفي الذي يُسدل الستار عليه بعد أيام، وظهور قوى جديدة في الصورة بين الـ21 نادياً المشاركة في البطولة الكبيرة.

ونجح النادي الأهلي، بطل نسخة الموسم الماضي في بطولة الدوري المصري لكرة القدم، والتي نالها بصعوبة شديدة ولا تزال متداولة في المحكمة الرياضية الدولية، في لمّ شمله مرة أخرى وإعادة البناء عبر توسع لافت في عدد الصفقات التي وصلت إلى 10 في رقم قياسي، مع تغيير طاقمه الفني وقدوم الإسباني خوسيه ريبيرو، المدير الفني الجديد، حيث ضم محمود حسن تريزيغيه (31 عاماً) من طرابزون التركي مقابل مليون و400 ألف يورو كنجم سوبر أول، وكذلك ضم نجم سوبر ثانياً هو التونسي محمد علي بن رمضان (26 عاماً) من فرينكافورزي المجري مقابل مليوني يورو، ثم نجم سوبر ثالث هو أحمد مصطفى زيزو (29 عاماً) هداف نادي الزمالك، في صفقة انتقال حر.

كما دعم الأهلي صفوفه بصفقات جديدة على الصعيد الدفاعي، تصدرها استعارة أحمد بيكهام (28 عاماً) من نادي سيراميكا كليوباترا، وضم الظهير الأيسر محمد شكري (25 عاماً) بشكل نهائي، بخلاف شراء مصطفى العش (26 عاماً) من نادي زد بشكل نهائي، وضم ياسين مرعي (24 عاماً) مدافع فاركو السكندري. واستعاد حامل لقب بطولة الدوري المصري لكرة القدم، نجميه الكبيرين أليو ديانغ (28 عاماً) لاعب الوسط المدافع بعد نهاية إعارة في نادي الخلود السعودي، ومحمد شريف (29 عاماً) رأس حربة الخليج السعودي بعد نهاية تعاقده هناك. ولم يتوقف الأهلي عند هذا الحد، بل خاض معسكراً في تونس، وواجه البنزرتي والملعب التونسي، وسجل في المباراتين 9 أهداف.

قلق في الزمالك

في المقابل فرض القلق نفسه على نادي الزمالك، وسط دعوات متصاعدة تطالب ممدوح عباس، رئيس النادي السابق وأكبر مموّل لصفقاته ولرواتب كبار نجومه في الماضي، بتنفيذ تعهداته السابقة بتمويل إبرام النادي صفقتين من العيار الثقيل، والتي أعلن عنها رسمياً بعد رحيل أحمد مصطفى زيزو عن الزمالك وتوقيعه لصالح الأهلي، وهذا بعد الإخفاق في حسم صفقات مثل صفقة ضم تيدي أوكو لاعب لوزيرن السويسري، الذي اتفق مع الزمالك ثم تراجع عن تفعيل الصفقة، وكذلك عدم عقد صفقة ضم نجم سوبر حتى الآن.

ولجأ النادي إلى سياسة ضم صفقات مغمورة، مثل ضم أحمد شريف (22 عاماً) وعمرو ناصر (26 عاماً) ثنائي هجوم فاركو السكندري، وضم الأنغولي شيكو بانزا (26 عاماً) من إستريلا البرتغالي، والتوقيع مع الفلسطيني آدم كايد (23 عاماً) جناح بريدا الهولندي، واستقدام حارس مرمى تخطى الـ 38 عاماً، هو مهدي سليمان، قادماً من الاتحاد السكندري بعد نهاية تعاقده، ومحمد إسماعيل مدافع زد. وما يزيد من المخاوف، النتائج الغريبة للفريق الأبيض في فترة الإعداد المقامة في العاصمة الإدارية بالقاهرة، تحت إشراف المدرب الجديد يانيك فيريرا، والخسارة من وادي دجلة بهدف دون رد والفوز على الشمس بخمسة أهداف مقابل أربعة.



بيراميدز يسحب البساط

تماسك نادي بيراميدز، بطل دوري أبطال أفريقيا، الذي سحب البساط محلياً من الزمالك في آخر ثلاث سنوات، حيث حافظ "السماوي" على 90% من تشكيلته، ولم يرحل عنه سوى نجمه إبراهيم عادل (24 عاماً) للاحتراف في الجزيرة الإماراتي، واستعاد معاريه المتألقين في الموسم الماضي في أندية أخرى ورفض التفريط بهما، وأيضاً جدد عقد مدربه الكبير، كرونسلاف يورتشيتش، صاحب البصمة الكبيرة، كما خاض الفريق فترة إعداد قوية في تركيا بمباريات ودية متوازنة القوى، استعداداً لتقديم مستوى قوي في الموسم الجديد من منافسات بطولة الدوري المصري لموسم 2025-2026.

انتقالات مميزة في سيراميكا

يظهر في الصورة قوى جديدة تفوقت في الصفقات الجديدة، وأبرمت انتقالات مميزة، مثل نادي سيراميكا كليوباترا، بطل كأس الرابطة المحترفة، الذي جدد عقد مدربه علي ماهر، وضم لاعبين مميزين، يتصدرهم رباعي الأهلي خالد عبد الفتاح وكريم الدبيس وعمرو السولية وكريم نيدفيد.

البنك الأهلي منافس قوي في الدوري المصري

قدّم نادي البنك الأهلي، الذي جدد عقد مدربه طارق مصطفى، نفسه منافساً قوياً، وأبرم صفقات قوية، منها صفقات كانت مطلوبة في الزمالك، مثل بن شرقي وعمرو الجزار، ثنائي نادي غزل المحلة، وأحمد أمين أوفا، هداف إنبي، وكذلك استقدام لاعبين من الزمالك، هما سيد نيمار ومصطفى شلبي.




## مانشستر سيتي يستعد لكسر الأرقام القياسية بصفقة الـ 250 مليون يورو
28 July 2025 02:44 PM UTC+00

يستعد نادي مانشستر سيتي الإنكليزي لتحطيم وكسر الأرقام القياسية، في سوق الانتقالات الصيفية الحالية، بعدما رصدت إدارته مبلغاً مالياً، يُقدر بنحو 250 مليون يورو، من أجل حسم صفقة ضخمة، إذ طالب المدرب الإسباني، بيب غوارديولا (54 عاماً)، بضم الموهبة الإنكليزية، كول بالمر (23 عاماً)، قائد خط وسط فريق تشلسي.

وذكرت صحيفة آس الإسبانية، أمس الأحد، أن إدارة نادي مانشستر سيتي قدمت عرضاً بنحو 170 مليون يورو، إلى نظيرتها في تشلسي، نظير حسم صفقة كول بالمر، في سوق الانتقالات الصيفية الحالية، لكن "البلوز" رفض بيع النجم الإنكليزي، واشترط الحصول على 250 مليون يورو، حتى يوافق على التخلي عن لاعبه الشاب، الذي سيكون أغلى صفقة بيع في تاريخ كرة القدم، ما يجعل البرازيلي نيمار دا سيفا (33 عاماً) في المركز الثاني (222 مليون يورو كلفة انتقاله من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان الفرنسي عام 2017).

وأوضحت أن إدارة مانشستر سيتي لن تمانع نهائياً في دفع 250 مليون يورو، بعدما طالبها المدرب الإسباني، بيب غوارديولا، خلال الأيام الماضية، بحسم هذه الصفقة، نظراً إلى حاجته لموهبة بحجم كول بالمر، الذي خطف الأنظار إليه وبقوة في موسم 2024-2025، بعدما قاد "البلوز" إلى حصد لقب دوري المؤتمر الأوروبي وبطولة كأس العالم للأندية الأخيرة، التي انتهت أخيراً في الولايات المتحدة الأميركية، وحصل على عدة جوائز فردية أيضاً.



وختمت الصحيفة الإسبانية تقريرها، بأن سوق الانتقالات الصيفية لن تغلق في مانشستر سيتي، دون تحقيق جميع رغبات المدرب، بيب غوارديولا، الذي طالب بفتح خزائن الفريق الإنكليزي المالية، ودفع الأموال في حسم عدة صفقات، حتى يستعيد رفاق النرويجي، إيرلينغ هالاند (24 عاماً)، تألقهم وقدرتهم على المنافسات في حصد الألقاب بجميع المسابقات المحلية والقارية في موسم 2025-2026.




## النيابة العامة الفرنسية تطلب تفعيل مذكّرة اعتقال بشار الأسد
28 July 2025 02:49 PM UTC+00

أعلنت النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب، الاثنين، أنها طلبت إصدار مذكّرة توقيف جديدة بحق رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد على خلفية هجوم 2013 الكيماوي، وذلك بعد أن قضت محكمة التمييز، الأعلى في فرنسا، الجمعة، بأن لا استثناء يمكن أن يرفع حصانة رئيس دولة، حتّى في قضايا جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية، ملغيةً مذكّرة توقيف صدرت بحق الأسد عام 2023 عندما كان لا يزال رئيساً.

وقال المحامي في القانون الدولي المعتصم الكيلاني المقيم في باريس لـ"العربي الجديد"، إن قرار محكمة النقض بإلغاء مذكرة التوقيف استند إلى أنّ الأسد كان حين صدور مذكرة التوقيف على رأس عمله رئيساً لسورية، ما يمنحه حصانة بموجب القانون الدولي، وبالتالي لا تستطيع دولة أن تقاضي رئيس دولة قائم على رأس عمله وفق اتفاقية فيينا لعام 1962، وهذا من اختصاص محكمة الجنايات الدولية.

وأوضح أن النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب تطالب اليوم من جديد قضاةَ التحقيق في وحدة جرائم الحرب بتفعيل المذكرة، بعد أن بات بشار الأسد رئيساً مخلوعاً وليس على رأس عمله، مرجحاً الموافقة على الطلب هذه المرة لأنه يستوفي الشرط القانوني، مشيراً إلى أن الأفعال المنسوبة للأسد تشكل جرائم تعذيب وإخفاء قسري مُجرَّمة بموجب القانون الفرنسي والدولي، فضلاً عن أن بعض الضحايا أو ذويهم مقيمون في فرنسا.



وأضاف أن القضاء الفرنسي يملك أيضاً اختصاصاً خارجياً بموجب القانون الجنائي، وتماشياً مع الالتزامات الدولية لفرنسا بموجب اتفاقية مناهضة التعذيب، ما يعني أن المطالبة بإصدار مذكّرة توقيف دولية بحقه، تستندُ حصرياً إلى مبدأ الولاية القضائية خارج الإقليم، دون الحاجة إلى تفعيل مبدأ الولاية القضائية العالمية. ووقعت تلك الهجمات التي تستند إليها القضية في 4 و5 آب 2013 في عدرا ودوما بريف دمشق، وأدّت إلى إصابة 450 شخصاً، إضافة إلى هجوم على الغوطة الشرقية بتاريخ 21 من الشهر ذاته، والذي أدى إلى مقتل أكثر من ألف شخص بغاز السارين. وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، صدرت مذكّرة توقيف فرنسية أخرى بحقّ الأسد بشبهة التواطؤ في ارتكاب جرائم حرب على خلفية قصف استهدف مدينة درعا عام 2017 وأودى بحياة مدني سوري-فرنسي.




## أثينا: موسكو تستخدم الهجرة سلاحاً في حرب هجينة ضد أوروبا
28 July 2025 02:49 PM UTC+00

تشهد اليونان، لا سيّما جزيرة كريت ومحيطها الجنوبي، تصاعداً في أعداد المهاجرين غير النظاميين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط قادمين من السواحل الليبية، ما دفع حكومة أثينا إلى رفع مستوى التأهب الأمني وتعزيز الإجراءات الحدودية. وتتهم الحكومة اليونانية، ومعها الإيطالية، روسيا باستخدام تدفقات الهجرة سلاحاً في "حرب هجينة" تستهدف استقرار الاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع حلفائها في ليبيا.

ووفقاً لصحيفة "Kathimerini" اليونانية، فقد استقبلت جزيرة غافدوس الصغيرة الواقعة جنوب كريت أكثر من 7 آلاف و300 مهاجرٍ خلال النصف الأول من عام 2025، في حين وصل نحو 2,000 مهاجر إلى كريت خلال يومين فقط (6 و7 يوليو/تموز)، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 350% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، رغم أن الأعداد لا تزال أقل من ذروة أزمة اللجوء في 2015. وأشارت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) إلى استقبال اليونان أكثر من 24 ألف مهاجر خلال النصف الأول من 2025، مقارنة بـ20 ألفاً في نفس الفترة من العام السابق.

من أين يأتون؟

تستهدف قوارب المهاجرين المنطلقة من الشمال الأفريقي جزيرة كريت لقربها من السواحل الجنوبية للبحر المتوسط، وتحمل على متنها ركاباً من جنسيات أبرزها:


أفغانستان: 31%
مصر: 16%
سوريا: 6%
السودان: نسبة متصاعدة بسبب الحرب الأهلية المستمرة
وكذلك من بنغلاديش وباكستان




تصعيد أمني وسياسي: خطاب الغزو وتشريعات مشدّدة

وفي نهاية يونيو/حزيران الماضي، عُين ثانوس بليفريس وزيراً للهجرة في اليونان، وهو المعروف بمواقفه القومية المتشدّدة. ووصف بليفريس زيادة وصول المهاجرين إلى كريت بأنه "غزو منظّم"، داعياً إلى تشديد السياسات والردع. وصدرت تشريعات جديدة تمنع طالبي اللجوء من بعض الجنسيات الأفريقية من تقديم طلبات الحماية لمدة ثلاثة أشهر، وهو ما اعتبرته منظمات حقوقية "انتهاكاً صريحاً لحق اللجوء"، في حين برّرت الحكومة ذلك بأنه "أداة ضرورية للردع"، وبلغة واضحة، توجّه الوزير بكلامه للمهاجرين الجُدد بالقول: "ابقَ حيث أنت.. أنت غير مرحب بك هنا، ولا تستحق الحماية الدولية، ولن تبتزّ اليونان".

وأكد "بالنسبة للذين يدخلون بطرق غير قانونية، الخيار هو السجن أو المغادرة"، متوعداً بالسجن 5 سنوات على من يخالف ذلك، بحسب ما نقلت صحف يونانية وأوروبية. وفي اجتماع لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن، دعا الوزير اليوناني إلى بناء مراكز ترحيل خارج حدود الاتحاد، مع فرض سجن المهاجرين الجُدد ورفض طلباتهم عند الحدود، وفق تقرير بوليتيكو بتاريخ 23 يوليو 2025. ووصف الوزير زيادة أعداد القادمين بأنها تحدٍ أمني وسياسي، رافعاً سقف المخاوف من أن تتحول كريت إلى "بوابة" لاستخدامها في هجرة جماعية تهدف إلى "استبدال السكان".

روسيا في خلفية الأزمة: حرب هجينة أم تسييس للهجرة؟

ورغم أن جزيرة كريت استقبلت أكثر من 4 ملايين سائح في 2024، إلّا أن السكان المحليين يعارضون إقامة معسكرات دائمة للاجئين خشية التأثير على التوازن الديموغرافي والاقتصادي للجزيرة. ويعيش الوافدون الجُدد حالياً في مخيّمات مؤقتة تفتقر إلى البنية التحتية، وسط توتر متزايد بين السكان والسلطات المركزية في أثينا.

وتتهم الحكومة اليونانية، إلى جانب الحكومة الإيطالية بقيادة جيورجيا ميلوني، روسيا باستخدام الهجرة غير النظامية سلاحاً في حرب هجينة لزعزعة استقرار الاتحاد الأوروبي. وعلى ضوء تزايد النقاش حول دور روسي مزعوم في تأجيج قضية الهجرة حذرت ميلوني من أن الكرملين "يدفع موجات لجوء من ليبيا لتقويض أمن أوروبا"، مشيرة إلى أن هذه الأفعال تمثل تهديداً أوسع يشمل الديمقراطية والموارد العامة، وهو ماحذرت منه ميلوني أيضاً في ديسمبر/كانون الأول 2024، خلال قمّة في فنلندا، معتبرة أن روسيا قد تستخدم الهجرة غير الشرعية أداةً لزعزعة استقرار الاتحاد الأوروبي، وشدّدت على ضرورة اتخاذ الاتحاد الأوروبي إجراءات أقوى لحماية حدوده ومنع روسيا أو أي "منظمة إجرامية" من التحكم في تدفقات المهاجرين غير الشرعيين.



من جهة ثانية، حذر وزير الدفاع الإيطالي السابق، جودو كروستتو منذ مارس/ آذار 2023 من أن مجموعة فاغنر الروسية قد تكون متورطة في دفع المهاجرين لعبور البحر الأبيض المتوسط، في محاولة لزعزعة استقرار أوروبا، كما أشار مسؤول الهجرة في الاتحاد الأوروبي، ماغنوس برونر، إلى أن النفوذ الروسي في ليبيا، بما في ذلك نشر أنظمة دفاع جوي متطورة، يمثل مصدر قلق جيوسياسي حقيقي، مع تعزيز "تسييس الهجرة" جزءاً من حرب هجينة أوسع ضد الأمن الأوروبي. ويبدو أن سلطات أثينا تقود اليوم ضغوطاً لأجل علاقات بين أوروبا وقوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، بحجة تقوية شرطته وخفر السواحل لمنع تدفق مراكب اللاجئين، وفقاً لما تذهب إليه صحف يونانية.

أوروبا على مفترق طرق من شواطئ كريت

ورغم أن أعداد المهاجرين اليوم أقل بكثير من ذروة أزمة 2015، التي شهدت دخول أكثر من 850 ألف لاجئ إلى اليونان، إلّا أن المشهد الحالي يعيد إلى الأذهان تلك الفترة العصيبة، وسط تحذيرات من انقسامات داخل الاتحاد الأوروبي حول كيفية التعامل مع موجات الهجرة المتجدّدة.

وتؤكد أثينا وروما ضرورة اعتبارهما خط الدفاع الأول عن أوروبا، والدعوة إلى دعم مالي وسياسي عاجل من بروكسل، بالإضافة إلى ضغطهما لأجل فتح قنوات تفاوض مع دول العبور مثل ليبيا ومصر والسودان. وبينما كانت كريت يوماً جزيرة سياحية هادئة، تحولت اليوم إلى نقطة التقاء لأزمات دولية معقدة ترتبط بالفوضى في ليبيا، والحرب الباردة بين روسيا والدول الغربية، والصراعات الداخلية داخل الاتحاد الأوروبي. ومع تزايد الخطاب الأمني وتشديد التشريعات، تواجه أزمة اللجوء في كريت اختباراً جديداً لوحدة أوروبا وقيمها الإنسانية، وسط سؤال كبير حول مدى استعداد الاتحاد الأوروبي لمواجهة هذه التحديات المتشابكة.




## تنديد روسي بتنامي نشاط "ناتو" في البحر الأسود
28 July 2025 02:50 PM UTC+00

نددت وزارة الخارجية الروسية بتنامي الأنشطة الاستخبارية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في البحر الأسود وما تقوله إنه تحديث للبنية التحتية العسكرية في بلغاريا ورومانيا اللتين تستضيفان تدريبات عسكرية غربية بصورة منتظمة.

واعتبر رئيس قسم القضايا الأوروبية بوزارة الخارجية الروسية فلاديسلاف ماسلينيكوف أن هذه الأعمال ترمي إلى تحويل البحر الأسود إلى ساحة للمواجهة المباشرة مع روسيا، قائلا لصحيفة إزفيستيا الروسية في عددها الصادر اليوم الاثنين: "يتعاظم الوجود العسكري لحلف شمال الأطلسي في البحر الأسود، ويتم تبريره، بالطبع، بـ(التهديد الروسي). ويُشير الأطلسي أن البحر الأسود هو منطقة مسؤوليته، وزاد من كثافة أعمال الاستطلاع والسبر في البحر الأسود، ويعتزم توسيع مراقبة حوضه بواسطة أقمار صناعية". 



وأضاف ماسلينيكوف أن طائرات استطلاعية وأخرى تجسسية تنفذ تحليقات منتظمة فوق المنطقة، مضيفاً "ندعو إلى تسوية مشكلات البحر الأسود من قبل الدول الساحلية حصرا". وكانت المفوضية الأوروبية قد قدمت في نهاية مايو/أيار الماضي، استراتيجية جديدة للاتحاد الأوروبي في منطقة البحر الأسود تقتضي تعزيزا للشراكة مع أوكرانيا ومولدوفا وجورجيا وتركيا وأرمينيا وأذربيجان، مما يثير حفيظة موسكو التي ترى في الجمهوريات السوفييتية السابقة منطقة لنفوذها المباشر.

واللافت أن سفن بلدان الأطلسي لم تعد تدخل إلى مياه البحر الأسود منذ أن أغلقت تركيا في عام 2022 مضيقي البوسفور والدردنيل أمام السفن الحربية، بما فيها السفن التابعة لدول الحلف، مستندة في ذلك إلى أحكام اتفاقية مونترو المؤرخة بعام 1936. وهكذا أصبح حوض البحر الأسود، منذ ذلك الحين، حكرا على سفن القوات البحرية التابعة للدول الساحلية. وفي عام 2024، بادرت أنقرة بتشكيل مجموعة معنية بإزالة الألغام في البحر الأسود بمشاركة بلغاريا ورومانيا.




## تشابي ألونسو يبدأ غربلة التشكيلة.. 5 لاعبين على أبواب الخروج
28 July 2025 02:57 PM UTC+00

سيكون المدير الفني لنادي ريال مدريد الإسباني تشابي ألونسو (43 عاماً) أمام اختبار كبير خلال الأيام القادمة، إذ يُنتظر منه اتخاذ قرارات حاسمة بشأن عدة أسماء لا تدخل ضمن خططه في الموسم الكروي الجديد. ومع اكتمال بعض التعاقدات مثل الظهير الإنكليزي ترنت ألكساندر أرنولد والمدافع الإسباني الشاب دين هويسن، بات الفريق يضم عدداً زائداً من اللاعبين في بعض المراكز، ما يفرض عليه إجراء عملية غربلة قبل نهاية سوق الانتقالات الصيفية الحالية. 

وكشفت صحيفة آس الإسبانية، أمس الأحد، أن تشابي ألونسو يواجه خمسة ملفات شائكة يجب حسمها قبل الرابع من أغسطس/آب المقبل، وتتمثل في مستقبل النمساوي ديفيد ألابا، والفرنسي فيرلاند ميندي، والبرازيليين رودريغو وإندريك، وكذلك الإسباني داني سيبايوس. وتعرف إدارة ريال مدريد توجهها مع ثلاثة من هؤلاء، لكن الحسم النهائي لا يزال معلقاً بالنسبة للاعبين اثنين، ومن المنتظر أن يلتقي ألونسو بهم في فالديبيباس مع عودة الفريق للتدريبات، وسط ضغوط الميركاتو وضرورة اتخاذ قرارات جريئة قبل انطلاق الموسم. 

ألابا يرفض التنازلات ويتمسك بالبقاء 

أول الملفات وأعقدها هو ملف ديفيد ألابا (33 عاماً)، فرغم وجود أربعة مدافعين أمامه في الترتيب، وهم هويسن وميليتاو وروديغر وأسينسيو، بالإضافة إلى اعتماد ألونسو على اللاعب الشاب جوان مارتينيز، فإن المدافع النمساوي يرفض فكرة الرحيل، وليس فقط لأنه يؤمن بقدرته على استعادة مكانه، بل أيضاً لأنه يتقاضى ثاني أعلى راتب في الفريق (22.5 مليون يورو)، ويتبقى عام في عقده، ولا ينوي التنازل عن يورو واحد، وقد عرض عليه النادي تسوية لإنهاء العقد مبكراً، لكنه رفض تماماً، حيث لا ينوي ريال مدريد دفع كامل المستحقات، لذا يبقى أمامه خياران فقط، إما الاستغناء عنه أو الاستمرار حتى نهاية العقد. 

ميندي الخاسر في صراع الأظهرة

لا يُعتبر وضع فيرلاند ميندي (30 عاماً) أفضل حالاً، خاصة مع وصول ألفارو كاريراس وتألق فران غارسيا في كأس العالم للأندية الأخيرة، وبات من المؤكد أن أحد الظهيرين يجب أن يرحل، وفي الوقت الحالي، يعد ميندي هو الأقرب، إذ لا ترغب إدارة النادي الملكي في التخلي عن فران، وترى أنه يتماشى أكثر مع فلسفة تشابي ألونسو. لكن خروج ميندي ليس سهلاً، إذ يمتد عقده حتى 2027، وسوقه محدودة جداً، كما أن الإصابات الأربع التي تعرض لها هذا الموسم ساهمت في انخفاض قيمته السوقية إلى نحو 14 مليون يورو، ما يجعل العروض المغرية نادرة جداً. 

سيبايوس.. بين الرغبة والضرورة 

يواجه داني سيبايوس (28 عاماً) مستقبلاً غير محسوم مع ريال مدريد، إذ لم يُبدِ رفضاً لفكرة الرحيل، لكنه في الوقت نفسه يُدرك أن فرصه في نيل دور أساسي ضمن التشكيلة تبدو محدودة. على الجانب الآخر، تتعامل إدارة النادي بحذر مع ملفه، وتعتبر أن السماح له بالمغادرة من دون تأمين بديل سيكون مجازفة، خاصة في ظل غياب بيلنغهام لفترة طويلة بسبب الإصابة. يُذكر أن سيبايوس شارك فقط 73 دقيقة خلال كأس العالم للأندية، وهو يعلم أن الاستمرارية في اللعب ستكون حاسمة لحجز مكان في قائمة إسبانيا لمونديال 2026، وتبقى المعضلة واضحة إما بقاؤه لحاجة الفريق، أو رحيله بشرط التعاقد مع لاعب وسط جديد.



مستقبل غامض ينتظر رودريغو 

يُعد ملف رودريغو (24 عاماً) من أكثر القضايا تعقيداً في سوق انتقالات ريال مدريد هذا الصيف، إذ يتمسك اللاعب بالبقاء إلى حين التحدث مباشرة مع المدرب الإسباني لمعرفة ما إذا كان له مكان حقيقي في مشروعه الجديد، لكن المعطيات الفنية تشير إلى تهميشه، فقد شارك في 95 دقيقة فقط في مونديال الأندية، كما أن قدوم الأرجنتيني ماستانتونو ضيّق عليه الخناق في مركز الجناح الأيمن. إضافة إلى ذلك، تزداد المنافسة على المراكز الهجومية، ما يهدد حظوظ رودريغو في نيل دقائق كافية قبل مونديال 2026، ورغم أن ريال مدريد لا يعتزم بيعه بأقل من 100 مليون يورو، فإن الأندية الكبرى مثل ليفربول وأرسنال وبايرن ميونخ بدأت تتراجع، لتترك المجال أمام توتنهام خياراً وحيداً حتى الآن، مع محاولاته لتخفيض قيمة الصفقة. 

إندريك.. بقاء مشروط مع ألونسو 

يخص الملف الأخير إندريك (19 عاماً)، الذي لا ينوي الرحيل عن صفوف ريال مدريد، لكن وجود المهاجم غونزالو غارسيا يُعقّد المشهد، فالبعض يرى إمكانية التوافق بين اللاعبين نظراً لاختلاف أسلوبهما، فغونزالو أكثر تمركزاً بينما يتميز إندريك بالقوة والانطلاق، ومع ذلك، هناك من يرى أن بقاء أحدهما سيُقلل فرص الآخر، خاصة في نادٍ لا يعتمد كثيراً على التدوير، ولذلك قد يخرج إندريك على سبيل الإعارة فقط، لكن ذلك مرهون بعدد الدقائق التي سيحصل عليها.




## البرنابيو بحلة جديدة يستعد لاستقبال أول مباراة خارجية في تاريخ "NFL"
28 July 2025 03:20 PM UTC+00

أعلن نادي ريال مدريد الإسباني، بقيادة رئيسه فلورنتينو بيريز (78 عاماً)، استضافة ملعب سانتياغو برنابيو لأول مباراة في تاريخ الدوري الأميركي لكرة القدم "NFL" تُقام على أرض إسبانية، وذلك بين فريقي ميامي دولفينز وواشنطن كوماندرز. ويأتي هذا الإعلان ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى تحويل البرنابيو إلى منشأة متعددة الاستخدامات، قادرة على احتضان مختلف الفعاليات الرياضية العالمية، من بينها مباريات كرة السلة، عروض الـUFC، والحفلات الكبرى. غير أنّ هذا التحدي يتطلب سلسلة من التعديلات البنيوية، لا سيما على مستوى المدرجات وأرضية الملعب الميدان، لتتلاءم مع متطلبات الرياضات الأميركية.

وكشفت صحيفة ماركا الإسبانية، اليوم الاثنين، أن النادي باشر أعمال التحضير للمباراة المنتظرة من خلال تعديل الأبعاد الهندسية للملعب، إذ سيُعاد تصميم الصفوف الأمامية لتُصبح قابلة للسحب حسب نوع الرياضة المستضافة، ما يسمح بتكييف المساحة مع أبعاد ملاعب كرة القدم الأميركية التي تختلف عن نظيرتها الأوروبية. كما سيُضاف عدد من الصفوف إلى المدرج الأول، ما يزيد الطاقة الاستيعابية للملعب، ويوفر تجربة مشاهدة أفضل للزوار. ويعكس هذا التوسع التوجه المستقبلي لريال مدريد في جعل "البرنابيو" مسرحاً عالمياً متكاملاً، لا يقتصر على كرة القدم فقط.

وتواجه إدارة النادي الملكي تحديات لوجستية كبيرة، أبرزها تهيئة غرف الملابس لتتلاءم مع فرق كرة القدم الأميركية، التي تضم بعثات تصل إلى 120 فرداً. وأمام ضيق المساحات الحالية، يدرس النادي تخصيص قاعات إضافية وتحديث البنية التحتية الداخلية بما يتناسب مع روح العصر ورؤية التجديد التي يتبناها بيريز منذ انطلاق مشروع إعادة تأهيل "البرنابيو"، وتشمل هذه التحديثات أنظمة إضاءة وتكييف جديدة تواكب المعايير العالمية.

وتُراهن الإدارة المدريدية على نوعية أرضية اللعب، إذ يُحضَّر حالياً لزراعة عشب هجين من أعلى جودة في مزارع متخصصة بمدينة بلاسنسيا، على أن يُستبدل به العشب الحالي في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، ما لم تفرض الظروف تقديم الموعد. كما يُخطط لتركيب حلقة إضاءة إضافية بين المدرجين الثاني والثالث، تُستبدل بها اللوحات الإعلانية التقليدية، وتُستخدم في بث المعلومات والمحتوى الإعلاني بطريقة رقمية جذابة.



ورغم التقدّم الكبير في تحديث البنية التحتية، تبقى مسألة عزل الصوت إحدى العقبات التقنية التي تُهدّد أرباح ريال مدريد من الفعاليات الغنائية الكبرى، لا سيّما في ظل تحوّل ملعب نادي أتلتيكو مدريد "ميتروبوليتانو" إلى الوجهة الأولى للحفلات الموسيقية في العاصمة الإسبانية. وهذا التحدّي يفرض على إدارة "الميرينغي" الإسراع إلى إيجاد حل هندسي فعّال، رغم ما يتطلّبه ذلك من استثمارات إضافية ضخمة، من أجل دخول سباق استضافة الأحداث الفنية بكلّ قوة واستعادة السوق من غريمها المدريدي.




## الذكرى التاسعة لتفجير القامشلي: الضحايا يطالبون بالتعويض
28 July 2025 03:21 PM UTC+00

أحيا ذوو الشهداء والجرحى والضحايا، إلى جانب جمع من أهالي مدينة القامشلي، أمس الأحد، الذكرى التاسعة لتفجير الحي الغربي، الذي وقع في 27 يوليو/ تموز 2016، بمراسم حضرها المئات. وتضمنت الفعالية دقيقة صمت، ورفع صور الضحايا، وزيارات إلى موقع التفجير ومقابر الشهداء، تعبيراً عن استمرار الألم ووفاءً لذكرى من قضوا في التفجير.

وكان التفجير، الذي تبناه تنظيم "داعش"، قد استهدف الحي الغربي في القامشلي بواسطة شاحنة مفخخة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من خمسين شخصاً وإصابة نحو 180 آخرين، إلى جانب دمار واسع طاول المنازل والمحال التجارية. ويُعد الهجوم من أعنف الاعتداءات التي شهدتها مدينة القامشلي والمنطقة عموماً خلال سنوات النزاع.



وتؤكد شهادات الأهالي، أن ما جرى لم يكن مجرد استهداف لموقع أمني أو إدارة محلية، بل جريمة مروعة طاولت السكان المدنيين بشكل مباشر، وخصوصاً الشعب الكردي، الذي فقد في ذلك اليوم العشرات من أبنائه، في وقت لا يزال مصير 13 شخصاً مجهولاً، وهو ما اعتبره كثيرون "يرقى إلى جريمة حرب".



دالية عبد السلام حسين، إحدى الأمهات المشاركات في إحياء الذكرى، تروي لـ"العربي الجديد" تفاصيل ذلك اليوم قائلة: "في ذلك الصباح، كان ابني في طريقه إلى دورته التعليمية كعادته، وقبل الساعة التاسعة بدقائق، وقع الانفجار. لم نكن نعلم ما ينتظرنا. كان يوماً أسود سيبقى محفوراً في ذاكرتنا. التفجير كان مؤلماً وقاسياً، وذهب ضحيته العديد من الأبرياء. كل ما نرجوه اليوم هو أن تتوقف مثل هذه المآسي، وأن يعمّ الأمان في كل مكان".

أما سعدية إبراهيم، من سكان الحي الغربي في القامشلي، فتستعيد مشاهد التفجير بمرارة، وتقول لـ"العربي الجديد": "نشأت في هذا الحي، وبين أزقته عشت أجمل لحظات طفولتي، لكن يوم التفجير كان الأصعب في تاريخه. استيقظنا على صوت انفجار مرعب هزّ الحي بأكمله، وانتزع منا الطمأنينة والأمان. فقدنا أعزاء من أهلنا وجيراننا، وكان المشهد في موقع التفجير لا يُنسى".



وتابعت: "صرخات، دماء، وعويل في كل زاوية. لم يكن يوماً عادياً، بل جريمة بشعة بكل معنى الكلمة. ما حدث لم يمسنا وحدنا، بل كان حزناً عميقاً لكل أبناء الشعب الكردي. سيبقى هذا اليوم محفوراً في الذاكرة، لأنه لم يكن مجرد تفجير، بل جرحاً غائراً في قلوبنا جميعاً. رحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جناته".

مطالبات بالاعتراف في القامشلي

في السياق ذاته، دعا عدد من المشاركين في الفعالية، الحكومة الانتقالية المرتقبة إلى الاعتراف بيوم 27 يوليو/تموز، باعتباره يوماً مأساوياً وتوثيقه في السجل الرسمي للدولة السورية المستقبلية. مطالبين أيضاً الإدارة الذاتية والحكومة القادمة بتحمل مسؤولياتهم في تعويض المتضررين وذوي الشهداء والجرحى، والاعتراف بحجم الخسارة الإنسانية التي خلفها التفجير.





جوان علي، أحد المشاركين في إحياء الذكرى التاسعة لتفجير القامشلي، قال لـ"العربي الجديد" إن شقيقه كان من بين المصابين في التفجير، مؤكداً أن "ما جرى لم يكن مجرد تفجير عابر، بل مأساة كبرى تستوجب تحركاً وطنياً وإنسانياً، يبدأ بتقديم الدعم المعنوي والمادي لأسر الضحايا، ولا ينتهي عند الاعتراف الرسمي بحجم الفقدان". كما ناشد الأهالي الأحزاب الوطنية الكردية، بتحمل مسؤولياتها الوطنية والإنسانية تجاه عائلات الشهداء، مشددين على أن هذه الذكرى ستبقى حاضرة في وجدان أبناء المدينة، ما دامت العدالة غائبة، والذاكرة الجريحة تنبض بندوبها.




## سارينا ويغمان "غوارديولا" التدريب في كرة القدم النسائية
28 July 2025 03:26 PM UTC+00

أمست المدربة الهولندية، سارينا ويغمان (55 سنة)، من أنجح المدربات في كرة القدم النسائية بعد تتويجها بلقب بطولة يورو 2025، مع منتخب سيدات إنكلترا، وذلك بعد التفوق على منتخب سيدات إسبانيا في المباراة النهائية للبطولة التي أقيمت في سويسرا، بركلات الترجيح (3-1)، بعد التعادل في الوقت الأصلي والإضافي (1-1).

وقادت سارينا ويغمان منتخب إنكلترا للتتويج بلقب بطولة اليورو للمرة الثانية توالياً وللمرة الثالثة في مسيرتها مدربةً للمنتخبات، إذ تُوجت مع منتخب هولندا في نسخة يورو 2017، ثم تُوجت مع سيدات إنكلترا في نسختي 2022 و2025، لتُصبح واحدة من أنجح المدربات في كرة القدم النسائية وخصوصاً الأوروبية، وهي التي سبق لها أن حلت وصيفة في بطولة كأس العالم للسيدات في عام 2019 مع منتخب سيدات هولندا.

وفي نسخة مونديال السيدات 2023، قادت ويغمان منتخب سيدات إنكلترا إلى المباراة النهائية، وحلت الإنكليزيات معها في الوصافة أيضاً، بينما نجحت في خطف لقب كأس الفيناليسما للسيدات في عام 2023، مع إنكلترا، عندما تفوقت على منتخب سيدات البرازيل (4-2) بعد التعادل في الوقت الأصلي والإضافي (1-1)، وسبق لها أن حققت لقب بطولة أرنولد كلارك الدولية في نسختي 2022 و2023، لتضيف لقب اليورو في عام 2025 وترفع عدد ألقابها مع منتخب سيدات إنكلترا إلى خمسة ألقاب في مسيرتها التدريبية.



ويُمكن تشبيه المدربة الهولندية ويغمان بنجم التدريب، المدرب الإسباني، بيب غوارديولا، الذي سيطر على الألقاب لسنوات، ويُعد من بين الأفضل في عالم التدريب في كرة القدم فئة الرجال، فهي حصدت حتى الآن خلال مسيرتها التدريبية 12 لقباً بين سنتي 2006 و2025، مع أندية تير ليدي (لقب الدوري مرة والكأس مرة) وأدو دين هاغ في هولندا (لقب الدوري مرة والكأس مرتين) ومنتخبي هولندا (لقب يورو ولقب بطولة ألغارف الدولية)، وإنكلترا (لقبا يورو ولقب فيناليسما ولقبان في بطولة أرنولد كلارك الدولية).




## "رويترز": بوتين يؤكد على سيادة سورية ووحدة أراضيها في اتصال مع نتنياهو
28 July 2025 03:33 PM UTC+00





## لبنان يودّع زياد الرحباني.. إلى المحطّة الأخيرة
28 July 2025 03:35 PM UTC+00

ودّع لبنان، اليوم الاثنين، الفنان زياد الرحباني بمأتم أقيم في كنيسة رقاد السيدة في بلدة المحيدثة - بكفيا شمال شرق بيروت، بحضور حشد من الأصدقاء والمحبين والشخصيات الفنية والسياسية والثقافية والإعلامية، ومشاركة رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام ممثّلاً الرئيس جوزاف عون. قلّد سلام باسم رئيس الجمهورية الرحباني وسام الأرز برتبة كوماندور، وهو أرفع وسام في الجمهورية اللبنانية.

وعلى الخطّ الأمامي في الكنيسة، مع بدء مراسم الدفن، جلست السيدة فيروز إلى جانب ابنتها ريما وشقيقتها هدى حداد، وهي تنظر إلى الجثمان مغطية رأسها بدانتيل أسود اللون، مرتدية نظارتها السوداء، محاولةً إخفاء دموعها، فكانت تسارع إلى مسحها بمنديل لم يفارق يدها منذ الصباح.



وصلت السيدة فيروز نحو الساعة الحادية عشرة صباحاً إلى الكنيسة برفقة نائب رئيس البرلمان إلياس بو صعب وزوجته الفنانة جوليا بطرس، إذ جلست في صالون المعزين مع ابنتها وشقيقتها وأبناء منصور وإلياس الرحباني وأفراد العائلة، إلى جانب الممثلة كارمن لبس، رفيقة زياد الرحباني، التي كانت من أول الواصلين.

وعلى الرغم من عدم إعلان الدولة اللبنانية اليوم حداداً رسمياً، غصّ صالون الكنيسة بالوفود التي توالت لتقديم واجب التعازي برحيل زياد، وتوجه بعضهم نحو السيدة فيروز وانحنوا معزّيين إياها برحيل شخصية استثنائية بالنسبة إليهم.
وانتهت مراسم العزاء في الكنيسة، ليُحمل نعش الرحباني مغادراً الكنيسة، متّجهاً إلى محطّته الأخيرة في مدافن العائلة.



وعبّر المشاركون في وداع زياد عن حزنهم الكبير لرحيل شخصية استثنائية كانت بالنسبة إليهم الرفيق، والصديق، والمعلّم، والملهم، وحامل القضايا الوطنية والقومية والاجتماعية.
وقال الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب لـ"العربي الجديد" إن زياد الرحباني هو علم من أعلام لبنان ورمز من رموزه ومركز اعتزاز وفخر لكل لبناني وعربي وأممي، "وقد ربط قضيته الوطنية بقضيته الوطنية القومية وقضية فلسطين وقضية الإنسانية وتحررها، وتحرر الطبقة العاملة والشعوب المضطهدة من الاستعمار والاستغلال والفقر والظلم، كبر لأن قضيته كانت كبيرة". وأضاف: "هذه النوعية من المبدعين والعباقرة الذين تحدوا المشكلة الكبيرة أتوا كباراً ويرحلون كباراً". 
من جهته، قال جورج وديع الصافي لـ"العربي الجديد": "زياد كبير ابن كبار، خسرناه بالجسد لكننا ربحنا أعماله التي لا تموت. كنا نأمل إعلان الحداد الرسمي على وفاته، لكن يبدو أن المعنيين لا يقدّرون الكبار مثل زياد الرحباني".



وقال الاعلامي نيشان ديرهاروتيونيان: "أتينا إلى بكفيا كي نقف إلى جانب عائلة زياد والسيدة فيروز. هذا عزاء مشترك لكل اللبنانيين برحيل المبدع العبقري زياد الرحباني. الاسم يكفي والكنية ستبقى لصيقة بالوطن. كلما قلنا لبنان نقول وطن فيروز وطن عاصي، وطن منصور وإلياس، وزياد الرحباني".
أما الممثل حسين قاووق فقال لـ"العربي الجديد": "نأمل ألا يخسر الجيل الجديد زياد الرحباني، ويبقى مواكباً له ولموسيقاه وأعماله مدى العمر".
ومع انتهاء مراسم الدفن، حمل المشاركون نعش زياد الرحباني إلى السيارة على وقع تصفيق المعزين، الذي استمر أكثر من دقيقتين دفعة واحدة، وترداد أغانيه، ملقين عليه تحية الوداع الأخيرة، بدموع انهمرت على وجوههم.



وقال رئيس مجلس الوزراء نواف سلام: "أتكلّم حيث تختنق الكلمات. أقف بخشوع أمام الأم الحزينة، والعائلة، والأصدقاء.. ولبنان كله شريك في هذا الحزن الكبير. زياد المبدع العبقري، كنتَ أيضاً صرخة جيلنا الصادقة، الملتزمة قضايا الإنسان والوطن. وقد قلتَ ما لم يجرؤ الكثيرون منّا على قوله. أما "بالنسبة لـبكرا شو" فللأجيال القادمة، ستبقى يا زياد، صوت الجمال والتمرّد، وصوت الحق والحقيقة حين يصير السكوت خيانة".




## أسد مغربي جديد في صفوف الزمالك المصري
28 July 2025 03:38 PM UTC+00

أعلن نادي الزمالك المصري ضم لاعب الوسط المغربي، عبد الحميد معالي (19 عاماً)، قادماً من اتحاد طنجة، في فترة الانتقالات الصيفية، لتعزيز صفوف الفريق الأبيض في الموسم المقبل 2025-2026.


وجاء الإعلان عن صفقة عبد الحميد معالي، اليوم الاثنين، عبر فيديو نشره الزمالك، على حسابه الرسمي بموقع فيسبوك، كشف خلاله عن ضم نجم اتحاد طنجة المغربي مع تغريدة ذكر فيها: "أسد الأطلس عبد الحميد معالي زملكاوي"، وبدوره قال عبد الحميد معالي: "من هنا تبدأ الحكاية.. إحنا الملوك.. إحنا الزمالك".
ومن المنتظر أن يجري قيد الصفقة المغربية الجديدة تحت السن في قائمة فريق الشباب بنادي الزمالك مواليد 2006 دون استغلال مقعد بين المحترفين في تشكيلة الفريق الأول.
وكان الزمالك قد توصل لاتفاق مع إدارة اتحاد طنجة على ضم عبد الحميد معالي مقابل 500 ألف دولار في وقت سابق، وجاء التوقيع مع اللاعب المغربي الموهوب لدعم مركز الجناح الأيمن.



ويعتبر عبد الحميد معالي ثالث لاعب محترف يحسم الفريق الأبيض التعاقد معه، في "الميركاتو" الصيفي الحالي، لتعزيز تشكيلة المدير الفني البلجيكي، يانيك فيريرا (44 عاماً)، في الموسم المقبل، بعدما تم التعاقد مع الأنغولي شيكو بانزا، الجناح الأيسر القادم من إستريلا البرتغالي، والفلسطيني أدم كايد لاعب بريدا الهولندي، والذي قُيّده باعتباره لاعباً مصرياً في قائمة الزمالك الموسم المقبل. وينتظر أن يعلن الزمالك عن صفقات جديدة ما بين محلية ومحترفة، ضمن خطة دعم صفوفه، قبل انطلاق مشواره في الدوري المصري.




## غوارديولا يغلق أبواب العودة إلى برشلونة ويفكّر في التوقف عن التدريب
28 July 2025 03:46 PM UTC+00

أعلن المدرّب الإسباني، بيب غوارديولا (54 عاماً) عزمه التوقّف عن التدريب بعد نهاية فترته الحالية مع نادي مانشستر سيتي الإنكليزي، مؤكداً أن قراره نهائي ولا رجعة فيه. وفي مقابلة مطوّلة مع مجلة "GQ Hype"، نقلتها صحيفة ماركا الإسبانية، اليوم الاثنين، كشف غوارديولا أنّه يشعر بالحاجة إلى التفرّغ لنفسه وجسده، موضحاً أنّ قراره ليس مرتبطاً بنتائج أو ضغوط خارجية، بل هو نابع من إحساس داخلي شبيه بما شعر به عند اعتزاله اللعب أو مغادرته نادي برشلونة قبل أكثر من عقد. وقال: "أعرف أنّني بعد هذه المرحلة مع السيتي سأتوقّف، هذا أمر محسوم، وأكثر من محسوم".

وأغلق المدرّب الإسباني الباب نهائياً أمام فكرة العودة إلى نادي برشلونة الإسباني، سواء مدرّباً أو رئيساً مستقبلياً، مؤكداً أن مرحلته مع الفريق الكتالوني "انتهت إلى الأبد"، رغم ما تحمله من ذكريات ذهبية. وأوضح مدرّب مانشستر سيتي الإنكليزي الحالي أن ما عاشه في "كامب نو" سيبقى جزءاً جميلاً من مسيرته، لكنه لا يملك أي رغبة في إعادة التجربة. وقال بلهجة حاسمة: "لقد انتهى الأمر، لن أعود مدرّباً أو رئيساً، لا أصلح لهذا النوع من الأدوار".

واختار غوارديولا التحدث بصراحة عن الإرهاق الذهني، الذي يرافق مهنته، مشيراً إلى أنّه عاش سابقاً الحالة نفسها، حين شعر بأنّه بحاجة إلى التوقف في برشلونة، وهو ما يتكرّر الآن. وأوضح أنّ الفكرة ليست مرتبطة بتوقيت محدد، فقد تكون استراحة لعام، أو قد تمتدّ لسنوات، مؤكداً أنّ الرغبة في التوقّف نابعة من عمق قناعته بالحاجة إلى الابتعاد قليلاً عن الضغوط اليومية. وقال: "وصلت لحظة قلت فيها: يكفي، سأبحث عن تحدٍّ جديد".

ولم يتجنّب غوارديولا الحديث عن الانتقادات التي تلاحقه، بل تعامل معها بثقة قائلاً: "نعم، هناك من ينتظر سقوطي، وأنا سعيد بوجودهم، فهم يمنحونني الطاقة". كما أقرّ بأن الموسم الأخير مع السيتي كان من بين الأصعب في مسيرته، بعدما مرّ الفريق بسلسلة من 14 مباراة دون فوز، وهو ما لم يعهده من قبل. ورغم ذلك، رفض اعتبار الموسم فاشلاً، بل أشار إلى أنّه كان بحاجة لتحريك بعض القطع داخل التشكيلة، وهو ما لم يحدث.

وفتح مدرب السيتي باب النقاش حول أحد أكثر جوانب مهنته تعقيداً، وهو إدارة غرفة الملابس في فريق يضم 23 لاعباً، وقال: "أختار 11 لاعباً كل ثلاثة أيام، والبقية يشعرون بأنني لا أحبهم، وهذا عكس الحقيقة، أنا أحبهم أكثر لأنني أتألّم لأجلهم". ولفت إلى أنّ سوء الفهم هذا يُوَلّد حتماً صراعات داخل المجموعة، لأن اللاعب المستبعد يتوقّع دائماً أن تُمنح له الفرصة في المباراة التالية، وهو ما لا يحدث بالضرورة، مما يصعّب الموازنة بين العدالة والواقعية في الفريق.



وتطرّق غوارديولا في ختام حديثه، إلى لاعب برشلونة، الموهبة الإسبانية الصاعدة، لامين يامال (18 عاماً)، داعياً إلى "منحه المساحة لينمو دون مقارنات مرهقة". وقال: "أعتقد أنه يجب ترك لامين يامال ليشقّ طريقه بنفسه، بعد 15 سنة يمكننا أن نحكم، أمّا الآن فمقارنته بميسي مبالغ فيها". وأضاف مازحاً: "أن تقارن رساماً بفان غوخ؟ حسناً.. لا بأس، هذا يعني أنّه جيد فعلاً".




## ناشطو "حنظلة" يتعرضون للعنف ومحكمة إسرائيلية تنظر في تمديد توقيفهم
28 July 2025 03:51 PM UTC+00

رفض ناشطو سفينة حنظلة المضربين عن الطعام في سجون هيئة دائرة الهجرة الإسرائيلية التوقيع على ما يُسمى إسرائيليًا بـ"الترحيل الطوعي" خلال جلسات نظر محكمة الاحتلال في ملفاتهم اليوم الاثنين. وقد جرت الجلسات أمام محكمة شؤون المهاجرين في منشأة "جفعون" في الرملة، بعد أن بدأت في تمام الساعة 09:30 صباحًا.

وصرّح النشطاء أمام المحكمة أنهم يواصلون الإضراب المفتوح عن الطعام احتجاجًا على احتجازهم القسري. وأفاد الناشط كريستيان سمولز بتعرضه لعنف جسدي شديد على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما تحدثت المعتقلات عن تعرضهن لعنف مماثل، وحرمانهن من ظروف احتجاز إنسانية، بما في ذلك غياب التهوية المناسبة في ظل الحر الشديد، وغياب المستلزمات الصحية الأساسية للنساء.

وأفاد عدد من المحتجزين الذين لم تتمكّن محاميات مركز عدالة للحقوق والحريات من لقائهم بالأمس، وهم آنجي ساهوكيه من فرنسا، والدكتور فرانك رومانو الحامل الجنسيتين الأميركية والفرنسية، والإسباني سانتياغو غونزاليس فاليخو، أنهم قد تعرضوا البارحة لضغوط شديدة دفعتهم للتنازل عن حقهم في لقاء محامٍ، وهو ما منع التواصل معهم حينها.



النشطاء الذين مثلوا أمام المحكمة اليوم هم: برادون بيلوسو (من الولايات المتحدة)، وتانيا صافي (من أستراليا)، وجوستين كيمبف (من فرنسا)، وإيما فورو (تحمل الجنسيتين الفرنسية والسويدية)، وأنطونيو لا بيتشيريلا (من إيطاليا)،و كريستيان سمولز (من الولايات المتحدة)، وكلوي فيونا لودين (تحمل الجنسيتين البريطانية والفرنسية)، وسيرخيو توريبّيو سانتشيز (من إسبانيا)، وفيغديس بيورفاند (من النرويج)، وروبرت مارتن (من أستراليا)، وحاتم العويني (من تونس).

وبحسب القانون الإسرائيلي، فإن المحكمة لا تبتّ في مسألة الترحيل، بل تنظر في استمرار احتجاز النشطاء إلى حين تنفيذ الترحيل القسري، وهو ما يمنح السلطات الإسرائيلية صلاحيات واسعة لمواصلة الاحتجاز من دون أساس قانوني فعلي. وقد سبق أن استخدمت هذه الإجراءات بشكل موسّع في تجربة اعتقال نشطاء سفينة "مادلين"، وتكرّس ذلك مجددًا في هذه القضية.

وأكد مركز عدالة أن استمرار احتجاز النشطاء المدنيين الذين جرى اختطافهم من المياه الدولية ونقلهم قسرًا إلى إسرائيل يشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وسيواصل مطالبه القانونية للإفراج الفوري عنهم. في غضون ذلك، تستمر زيارات دبلوماسية من ممثلي السفارات الفرنسية والأسترالية إلى مكان احتجاز مواطنيهم، فيما طالب مركز عدالة السلطات الإسرائيلية بالسماح بإجراء زيارات قانونية يومية للمحتجزين حتى الإفراج عنهم.

وخلال الساعات الماضية، تم ترحيل النشطاء: أنطونيو مازيو (إيطاليا)، غابرييل كاثالا (فرنسا)، وجيكوب بيرغر (الولايات المتحدة)، بالإضافة إلى صحافيي الجزيرة وعد الموسى ومحمد البقالي. كما تم مساء أمس إطلاق سراح الناشطَين الأميركيين هويدا عرّاف وروبرت بوب صُبري، وهما الآن خارج الاحتجاز.

ويواصل مركز عدالة تمثيل النشطاء المحتجزين وتقديم الدعم القانوني لهم، ويؤكد التزامه بالدفاع عن حقوق الناشطين الذين صرحوا خلال مثولهم أمام المحكمة بأنهم أتوا إلى هُنا في ظل مهمة إنسانية يدفعها التزامهم بمناهضة الحصار غير القانوني المفروض على قطاع غزة في ظل حرب إبادة تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أكثر من 22 شهرًا، ومجاعة غير مسبوقة يعيشها الأهل هُناك أدت إلى وفاة عشرات الأطفال.




## تباين داخل الاتحاد الأوروبي تجاه الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة
28 July 2025 04:07 PM UTC+00

تباينت ردود الفعل الرسمية الأوروبية على الاتفاق التجاري الذي توصل إليه الاتحاد مع الولايات المتحدة مساء الأحد الماضي، فيما أشارت وكالة بلومبيرغ في تقرير لها اليوم الاثنين إلى أن ثمة إجماعاً بين المفاوضين الأوروبيين الذين تحدثت إليهم على أنها كانت "الأقل سوءاً" وأن دافعها الرئيسي تمثل في رغبة العواصم الأوروبية في تجنب الآلام التي قد تنجم عن تحدي القوة التجارية الأميركية مفضلة في الوقت نفسه مصالحها الوطنية الضيقة بدلاً من مواجهة شروط ترامب تكتلاً موحداً.

وقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين بنود الاتفاق الذي نص على إخضاع جميع الصادرات الأوروبية الرئيسية إلى السوق الأميركية لرسوم جمركية تبلغ 15% باستثناء صادرات الحديد والألومونيوم التي ستخضع لرسوم تبلغ 50%، كما سيتعين على الاتحاد الذي يضم 27 دولة ضخ استثمارات في الاقتصاد الأميركي بقيمة 600 مليار دولار وشراء منتجات طاقة وأسلحة بقيمة 750 مليار دولار.



وقد وصفت فون ديرلاين الاتفاق بأنه "أفضل الممكن"، وهو التوصيف نفسه الذي استخدمته معظم العواصم الأوروبية مضمرة نوعاً من الامتعاض. لكن فرنسا، ثاني أكبر الاقتصادات في الاتحاد، اعتبرت الاتفاق نوعاً من "الاستسلام". وكتب رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بيرو في تعليق على منصة إكس: "إنه ليوم أسود، حين يقرر تحالف من الشعوب الحرة، تشكل بهدف الدفاع عن قيمها المشتركة والدفاع عن مصالحها المشتركة، الجنوح إلى الاستسلام".  ولم يصدر تعليق رسمي عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الاتفاق.  

وفي ألمانيا، أعرب المستشار الألماني فريدريش ميرز، الذي تُعتبر بلاده صاحبة الاقتصاد الأكبر في الاتحاد، عن قبوله بالاتفاق قائلاً إنه أدى "لتفادي حرب تجارية كان من شأنها أن تلحق أضراراً بالاقتصاد الألماني القائم على الصناعات التصديرية". لكن وزيرة الاقتصاد في حكومته كاتيرينا رايشه قالت إن الاتفاق يمثل تحدياً، مضيفة: "الاتفاق، بتحديده للتعرفة الأساسية عند 15%، يمثل بلا شك تحدياً لنا، لكن ما هو إيجابي فيه هو أنه يوفر حالة من اليقين". وأشارت رايشه إلى أن ألمانيا شاركت بفعالية في المفاوضات ودافعت عن القطاعات الأساسية مثل: صناعة السيارات، والصناعات الدوائية، وهندسة وتصنيع الآلات والمعدات، وكذلك الزراعة وقطاع الطيران.

وفي مدريد، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إنه يؤيد الاتفاق "من دون أي حماس" له. وأعرب سانشيز في مؤتمر صحافي عن تقديره التوجهَ البناء الذي قامت به رئيسة المفوضية الأوروبية للتوصل إلى الاتفاق. أما رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان فاعتبر الاتفاق نتيجة حتمية لمفاوضات بين "مفاوض من الوزن الثقيل مثل ترامب، ومفاوضة من وزن الريشة مثل فون ديرلاين". أما رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي فيفر، فاعتبر في تعليق على منصة "إكس" أن الاتفاق "يبعث على الراحة وليس على الاحتفال". كما وصفته حكومة السويد بأنه الخيار "الأقل سوءاً".

وأقر المفوض التجاري للاتحاد ماروس سيفكوفيتش بأن الاتفاق "كان أفضل ما يمكن الوصول إليه في ظل ظروف صعبة"، مشيراً إلى أن خطر تحمل رسوم بنسبة 30% على الصادرات الأوروبية كما هدد ترامب سابقاً كان سيصبح "أكثر سوءاً".




## تحقيق أوروبي في استحواذ "أدنوك" الإماراتية على "كوفيسترو" الألمانية
28 July 2025 04:08 PM UTC+00

في واحدة من أضخم الصفقات الاستثمارية التي تربط بين الخليج وأوروبا، تواجه عملية استحواذ شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" على شركة "كوفيسترو" الألمانية مفترقاً حاسماً بعد أن فتحت المفوضية الأوروبية تحقيقاً بشأن الدعم الأجنبي المحتمل الذي تلقته "أدنوك" من دولة الإمارات، وانتهاك قواعد المنافسة.

ففي وقت تمرّ فيه الصناعة الكيميائية الألمانية بأزمة غير مسبوقة، يُنظر إلى العرض الإماراتي إما بوصفه فرصةً ذهبية لإنقاذ قطاع متعثر، أو مصدرَ تهديد لتوازن السوق الداخلية في الاتحاد الأوروبي. وبين طموحات التوسع الخليجي وهواجس بروكسل التنظيمية، تتحول الصفقة إلى نموذج معقد يرسم ملامح جديدة للعلاقات الاستثمارية العالمية.

وأوضحت المفوضية، وهي الجهة المنفّذة لقوانين المنافسة في الاتحاد الأوروبي، أن الدعم الأجنبي المحتمل يشمل ضماناً غير محدود من دولة الإمارات، بالإضافة إلى التزام "أدنوك" بزيادة رأسمالها في "كوفيسترو"، وقالت في بيان: "ربما تكون 'أدنوك' قد عرضت سعراً مرتفعاً على نحوٍ غير عادي، وبنوداً مواتية أخرى، ما قد يكون ثنّى مستثمرين آخرين عن تقديم عروض". وسينظر التحقيق الأوروبي أيضاً في الآثار السلبية المحتملة على السوق الداخلية نتيجة لأنشطة الشركة المندمجة بعد إتمام الصفقة.

وحدّدت المفوضية يوم 2 ديسمبر/كانون الأول موعداً نهائياً لاتخاذ قرارها بشأن الصفقة. ولم ترد الشركتان على الفور على طلبات التعليق. وتركّز لائحة الدعم الأجنبي في الاتحاد الأوروبي على المساعدات الأجنبية غير العادلة للشركات، في مسعى للحد من المنافسة المجحفة التي قد تمارسها الشركات غير الأوروبية المدعومة من حكومات بلدانها.

وأعلنت المفوضية الأوروبية، اليوم الاثنين، فتح تحقيق في استحواذ "أدنوك" على "كوفيسترو"، على خلفية مخاوف تتعلّق بالمنافسة. وأفاد بيان صادر عن السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي بأن لدى المفوضية مخاوف أولية من إمكانية تشويه الإعانات الخارجية المقدّمة من الإمارات العربية المتحدة للسوق الداخلية للاتحاد الأوروبي.



وكانت "كوفيسترو"، المصنّعة للبلاستيك، قد وافقت على عرض "أدنوك" الذي قدّر قيمتها بنحو 12 مليار يورو (13.3 مليار دولار) في أكتوبر/تشرين الأول. وجاءت عملية الاستحواذ في وقت تعصف فيه أزمة بقطاع الكيميائيات الألماني، الذي يُساهم بنحو خمسة في المئة من إجمالي الناتج المحلي للبلاد، وذكرت بروكسل أنها تجري تحقيقاً لتحديد ما إذا كانت الإعانات الإماراتية قد مكّنت "أدنوك" من التفوق على منافسيها في عرض الاستحواذ على الشركة، وما إذا كانت ستساعدها في ضخ استثمارات في "كوفيسترو" تُحدث خللاً في السوق. وأشارت المفوضية إلى أنها ستختتم تحقيقها وتتّخذ قرارها بشأن الخطوات التالية المحتملة بحلول الثاني من ديسمبر/كانون الأول.

وتعهّدت "أدنوك" بضخ نحو 1.2 مليار يورو في مجموعة الكيماويات عبر إصدار أسهم جديدة، بموجب بنود الاتفاق. وجاء عرض "أدنوك" في ظل غياب أي مؤشرات على تراجع التحديات التي يواجهها قطاع الكيميائيات الألماني، المعتمد بشدة على الطاقة. ويؤثر ضعف الطلب وارتفاع تكاليف الطاقة، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، على المنتجين ويدفعهم إلى خفض الإنتاج في ألمانيا. وكشفت الشركة، التي تصنّع مواد كيميائية تُستخدم في كل شيء من عزل المباني إلى المركبات الكهربائية، عن خطة تقشّف قبيل إعلان الاستحواذ العام الماضي. وقالت "كوفيسترو"، ومقرها في ليفركوزن والتي انبثقت عن مجموعة "باير" العملاقة عام 2015، إنها ستخفض التكاليف بهدف توفير 400 مليون يورو سنوياً.

مع دخول صفقة "أدنوك" – "كوفيسترو" مرحلة التحقيق المعمق، تتحوّل العملية من مجرد استحواذ تجاري إلى ساحة اختبار معقّدة لمعادلة المصالح بين الاتحاد الأوروبي والدول غير الأعضاء، لا سيّما دول الخليج. ففي وقت تعاني فيه ألمانيا من أزمة بنيوية داخل قطاع الكيميائيات، وتعاني الشركات من تراجع تنافسيتها بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة وضعف الطلب العالمي، يأتي عرض "أدنوك" السخي ليُنظر إليه من زاويتين: الأولى فرصةَ إنقاذ لقطاع حيوي مهدّد، والثانية مصدرَ قلق بشأن اختراق محتمل لقواعد المنافسة العادلة داخل السوق الأوروبية، نتيجة الدعم السيادي غير المحدود.

هذا التحقيق، الذي يُجرى تحت مظلة لائحة الدعم الأجنبي التي دخلت حيّز التنفيذ مؤخراً، يُعدّ من أولى السوابق التي قد تُرسي مبادئ جديدة في كيفية تعامل بروكسل مع الكيانات المدعومة من حكومات خارج الاتحاد. فالقلق لا يقتصر على قيمة الصفقة أو قدرتها على التأثير على خيارات المستثمرين الأوروبيين فحسب، بل يمتد إلى مرحلة ما بعد الاستحواذ، حين تبدأ "أدنوك" بضخ استثمارات ضخمة قد تُحدث خللاً في توازن السوق الداخلية، أو تمنحها أفضلية استراتيجية في سوق صناعيّة حساسة.

كذلك، فإنّ البعد الجيوسياسي حاضر بقوة في خلفية هذا الملف. فالعلاقات الاقتصادية المتنامية بين دول الخليج وأوروبا، خاصة في ظل التحولات العالمية في مجال الطاقة والتصنيع، تقابلها مخاوف أوروبية متزايدة من تبعية استثمارية قد تقيد قرارات السوق مستقبلاً. ومن هنا، فإن قرار المفوضية الأوروبية في ديسمبر/كانون الأول المقبل لن يكون محصوراً بملف "أدنوك" وحده، بل سيكون بمثابة إعلان توجّه أوروبي أوسع تجاه طبيعة العلاقات الاستثمارية مع دول الشرق الأوسط والخليج.



وفي المحصّلة، فإن الصفقة تقف على مفترق طرق حساس، إذ تلتقي المصالح الاقتصادية مع القوانين المنظمة والمخاوف السيادية. وبينما تأمل "أدنوك" بإتمام أكبر عملية استحواذ في تاريخها، يبقى القرار النهائي بيد بروكسل، التي تدرك أن أي تساهل أو تشدد في هذا الملف ستكون له تداعيات أوسع على بيئة الاستثمار في أوروبا وعلى علاقاتها مع شركائها الدوليين خلال السنوات المقبلة.

في ضوء ما تقدم، يبدو أن صفقة استحواذ "أدنوك" على "كوفيسترو" تتجاوز إطارها التجاري البحت لتصبح ساحة صراع متعدّدة الأبعاد، تتقاطع فيها اعتبارات السيادة الاقتصادية الأوروبية، واللوائح التنظيمية المستحدثة، والمصالح الجيوسياسية المتشابكة. فالاتحاد الأوروبي، الساعي لحماية أسواقه الداخلية من اختلالات الدعم الأجنبي، يجد نفسه أمام معضلة مركبة: هل يُرحّب بالاستثمارات الخليجية وسيلةً لدعم قطاع متعثر واستقطاب رأس المال، أم يُشدد القيود التنظيمية لحماية توازن السوق ومنع تغلغل نفوذ استثماري مدعوم سيادياً؟

من جهة، يعكس العرض السخي من "أدنوك" مدى الطموح الإماراتي في توسيع النفوذ الصناعي عالمياً، لا سيّما في القطاعات المتقدمة والحيوية. ومن جهة أخرى، يُجبر الاتحاد الأوروبي على التعامل مع الأسئلة الصعبة التي تطرحها لائحة الدعم الأجنبي، والمتمثلة في كيفية رسم حدود عادلة بين الانفتاح الاستثماري والسيادة الاقتصادية. وفي خلفية المشهد، يلوح البعد الجيوسياسي، إذ يأتي هذا التحرك في وقت تُعيد فيه أوروبا صياغة استراتيجياتها في مجالات الطاقة والصناعة والعلاقات الدولية، وسط تصاعد النفوذ الاستثماري لدول الخليج في القارة العجوز.

وعليه؛ فإن القرار المرتقب في ديسمبر/كانون الأول لن يقتصر على مصير هذه الصفقة وحدها، بل سيُشكّل سابقة تنظيمية وسياسية لها ما بعدها، وقد يُعيد رسم قواعد اللعبة الاستثمارية بين أوروبا والعالم الخارجي، لا سيّما في ظل تزايد الاعتماد الأوروبي على شركاء من خارج التكتل في مرحلة ما بعد الحرب الأوكرانية. وحتى ذلك الحين، تبقى العيون مشدودة إلى بروكسل، إذ لا يُنظر إلى التحقيق بوصفه إجراء روتيني، بل بصفته اختباراً حقيقياً لتوازن أوروبا بين حماية مصالحها الاقتصادية طويلة الأمد، والحفاظ على جاذبيتها وجهةً استثماريةً مفتوحة.

(الدولار = 0.8569 يورو)

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)




## تركيا تبدأ تطبيق نظام QR لتمكين المستهلك من مراقبة سلامة الأغذية
28 July 2025 04:08 PM UTC+00

في ظل استمرار حالات غشّ الأغذية في تركيا، ودخول المنتجات المغشوشة إلى المستهلك من بوابة الأسعار المنخفضة وغياب الرقابة، خصوصاً في الأسواق الأسبوعية "البازارات" والمحالّ الصغيرة والمقاهي، أعلنت وزارة الزراعة والغابات التركية عن بدء تطبيق نظام رمز الاستجابة السريعة (QR Code) إلزامياً في متاجر التجزئة والأسواق العامة، اعتباراً من اليوم الاثنين، بعد فترة تجريبية طوعية بدأت منذ يونيو/حزيران 2024.

ويهدف هذا الإجراء إلى تعزيز الشفافية في رقابة الأغذية، وزجّ المستهلك في عملية الرقابة الذاتية، من خلال تمكينه من معرفة مكونات المنتج، واسم الشركة المصنعة، وتفاصيل الإنتاج، وتاريخ الصلاحية. ويمكن للمستهلكين، عبر مسح الرمز المعلّق في مكان بارز داخل المتجر أو المنشأة، الاطلاع على سجل التفتيش الخاص بالمنشأة على نحوٍ مباشر وسريع، وذلك من خلال تطبيق "Tarım Cebimde" المتاح على الهواتف الذكية. ويُظهر التطبيق رقم تسجيل المنشأة، واسمها، وعنوانها الكامل، وتاريخ آخر تفتيش رسمي، فضلاً عن معلومات حول المطابقة والمعايير والعقوبات السابقة في حال وُجدت.

وقالت رئيسة مجموعة عمل الأغذية النباتية في المديرية العامة للأغذية والرقابة، تشيغدم كورتار، إن وزارة الزراعة والغابات تبنّت مبدأ الشفافية التامة في الرقابة على الأغذية، وبدأت بمشاركة نتائج عمليات التفتيش مع المواطنين. وأكدت أنّ الخطوة تهدف إلى تمكين المستهلك من الوصول إلى غذاء آمن، وتعزيز ثقة المجتمع بالرقابة الرسمية، وأضافت كورتار أن جميع متاجر الأغذية، والأسواق، والمطاعم، والمقاهي، باتت ملزمة بعرض رموز الـQR في أماكن مرئية وواضحة للزبائن.

وأوضحت أن إصدار هذه الرموز سيكون مجانياً بالكامل، ويمكن لأصحاب المنشآت إنشاؤها بأنفسهم على مدار الساعة عبر الموقع الرسمي للوزارة، من خلال إدخال الرقم الضريبي، ورقم الهوية التركية، ورقم تسجيل المنشأة، من دون الحاجة إلى تقديم طلب أو المرور بإجراءات رسمية معقّدة. وأشارت المسؤولة إلى أن الهدف النهائي هو تعزيز سلامة الغذاء، ورفع الوعي الرقابي، وتشجيع مشاركة المستهلكين في حماية أنفسهم من المخالفات والممارسات الغذائية الضارة.



وفي حال اكتشف المستهلك وجود مخالفة أو غياب الرقابة، بإمكانه تقديم بلاغ فوري عبر الخط الساخن "ألو 174" المخصّص لشكاوى الأغذية. وشدّدت كورتار على أن الوزارة ستتخذ إجراءات صارمة بحق المنشآت المخالفة، سواء بناءً على شكاوى المواطنين أو خلال الجولات التفتيشية الرسمية، مؤكدة أن الوزارة تستخدم تقنيات متقدمة في جمع العينات وتحليلها، من ضمنها الفحص الحراري الليزري وفحوصات الحمض النووي.

ويرى مراقبون أن خطوة تمكين المستهلك من مراقبة المنشأة الغذائية تُمثّل نقلة نوعية في علاقة الثقة بين المستهلك والمنتج ونقاط البيع، كما أن نظام "رمز الاستجابة السريعة" يمثل حلاً ذكياً وشفافاً، خصوصاً في ظل استحالة تغطية الجهات الرسمية لكل المحالّ والأسواق.

وتصدر تركيا دورياً قوائم للمنتجات الغذائية المغشوشة وأسماء الشركات المصنّعة، بهدف حماية المستهلك وتعزيز الثقة في السوق الداخلية والخارجية، خاصة أن المنتجات التركية تلقى رواجاً في الأسواق العربية والأوروبية.

وتعتبر تركيا غشّ الأغذية جريمة لا يُمكن التغاضي عنها، بغض النظر عن نوع السلعة أو اسم المنتج. وقد شملت العقوبات مؤخراً كبرى سلاسل التوزيع، مع تكثيف حملات المراقبة وتحليل المنتجات. ورفعت الحكومة الغرامات المالية المفروضة بنسبة 43.93% اعتباراً من 1 يناير/كانون الثاني 2025، إذ بلغ الحد الأدنى للغرامة على الشركات التي ترفع الأسعار على نحوٍ مبالغ فيه 143,930 ليرة تركية، بينما وصل الحد الأقصى إلى 1,439,300 ليرة تركية.




## الأميركيون يستثمرون في "ديون الشركات" بدلاً من "ديون الحكومة"
28 July 2025 04:08 PM UTC+00

كشفت تقارير اقتصادية أميركية أن الأميركيين بدأوا يميلون إلى استثمار مليارات الدولارات في ديون الشركات بدلاً من ديون الحكومة المركزية، بسبب تراجع التصنيف الائتماني للحكومة الأميركية من "AAA" إلى "Aa1"، وفق وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني. وأفاد موقع "بلومبيرغ"، في 26 يوليو/تموز الجاري، بوجود توجه متزايد لدى المستثمرين نحو تخصيص مليارات الدولارات للاستثمار في ديون الشركات الأميركية والأوروبية، بدلاً من سندات الخزانة الأميركية، نتيجة للضعف النسبي المتفاقم في وضع ديون الحكومة في واشنطن.

وأوضح التقرير أن العجز المالي المتزايد يدفع مليارات الدولارات إلى الائتمان"، مشيراً إلى أن مديري الأموال سحبوا في يونيو/حزيران الماضي نحو 3.9 مليارات دولار من سندات الخزانة الأميركية (الديون الحكومية)، في حين أضافوا 10 مليارات دولار إلى ديون الشركات ذات الدرجة الاستثمارية في أوروبا والولايات المتحدة، وفق بيانات منصة "EPFR Global".

وفي يوليو/تموز الجاري، ضخّ المستثمرون 13 مليار دولار إضافية في سندات الشركات الأميركية عالية التصنيف، وهو ما يمثل أكبر صافي شراء مسجّل للعملاء منذ عام 2015، بحسب مذكرة صادرة عن الخبراء الاستراتيجيين في "باركليز"، نقلها موقع "إنفست". وحذّر تقرير "بلومبيرغ" من أن استمرار هذا التوجه المالي قد يدفع مديري الأموال إلى إعادة النظر في ما كان يُعتبر تقليدياً في السوق لعقود، وهو أن لا شيء أكثر أماناً من شراء ديون الحكومة الأميركية.

ويرجع ذلك إلى تزايد عجز الموازنة الأميركية، الناتج عن تخفيضات الضرائب وارتفاع أسعار الفائدة، ما يدفع الحكومة إلى مزيد من الاقتراض، ويجعل ديون الشركات خياراً يبدو أكثر أماناً. فإذا استمر اتساع فجوة العجز المالي الأميركي نتيجة للتخفيضات الضريبية وتزايد تكاليف الفائدة، فقد تضطر الحكومة إلى مزيد من الاقتراض، ما يجعل سندات الخزانة أكثر خطورة مقارنة بديون الشركات.

ومع ذلك، يرى خبراء أن هذا التحول من شراء ديون الحكومة إلى الاستثمار في ديون الشركات يجري بوتيرة بطيئة، لأن سندات الخزانة الأميركية لا تزال تحقق أداءً أكثر استقراراً من سندات الشركات. فعلى الرغم من إعلان الرئيس السابق دونالد ترامب فرض رسوم جمركية في إبريل/نيسان الماضي، ما أدى إلى انخفاض أسعار كلا النوعين من السندات، فإن الطلب الأجنبي على سندات الخزانة ظل قوياً، وارتفعت الحيازات في مايو/أيار الماضي.



ويؤكد دومينيك برونينغر، مدير أحد الصناديق متعددة الأصول لدى "شرودرز إنفستمنت مانجمنت"، أن مخاطر سندات الشركات لا تزال قائمة، إذ إن ارتفاع الطلب على هذه السندات أدى إلى ارتفاع أسعارها وانخفاض عوائدها.

لذلك، ينبغي لمديري الأموال توخي الحذر، لأن فروق العائدات بينها وبين سندات الخزانة ليست كافية لجعلها جذابة في الوقت الراهن. ويُعتبر أحد العوامل الرئيسية وراء تغير قناعات المستثمرين تجاه الاستثمار في ديون الشركات بدلاً من ديون الحكومة الأميركية هو التصنيف الائتماني لوكالة "موديز". فقد خفّضت الوكالة في مايو/أيار الماضي تصنيف الحكومة الأميركية من "AAA" إلى "Aa1"، بسبب تزايد العجز وارتفاع الفوائد.

وتتوقع "موديز" أن تستهلك مدفوعات الفوائد نحو 30% من الإيرادات بحلول عام 2035، مقارنة بـ18% في عام 2024، و9% في عام 2021. كما تشير تقارير اقتصادية إلى أن العقد المقبل قد يشهد إضافة نحو 3.4 تريليونات دولار إلى العجز الأميركي في الديون، نتيجة لقانون ترامب الشامل لخفض الضرائب، وفقاً لتوقعات مكتب الميزانية في الكونغرس.




## وزير الاتصالات السوري يزور الأردن لتعزيز التعاون الرقمي
28 July 2025 04:08 PM UTC+00

بدأ وزير الاتصالات والتقانة في الحكومة السورية عبد السلام هيكل، اليوم الاثنين، زيارة عمل إلى المملكة الأردنية الهاشمية على رأس وفد رسمي من الوزارة، وذلك تلبيةً لدعوة من وزير الاقتصاد الرقمي والريادة الأردني، المهندس سامي سميرات. وقال هيكل في منشور له عبر حسابه على منصة "لينكد إن"، إن الزيارة تأتي في إطار السعي لتوسيع آفاق التعاون الثنائي في مجالات الاتصالات والتقنية والريادة، من خلال الاطلاع على التجربة الأردنية "المتقدمة" في هذه القطاعات.

وأضاف أن الوفد السوري سيعقد سلسلة لقاءات مع مؤسّسات وجهات عاملة في القطاعَين العام والخاص في الأردن، بهدف استكشاف فرص بناء شراكات فاعلة بين البلدَين الشقيقَين، تسهم في تحسين جودة الخدمات الرقمية، وتطوير بيئة الاتصالات في سورية. ونوّه هيكل، في منشوره، بعمق العلاقة التي تربط الشعبَين السوري والأردني، معتبراً أن الأردن بلد قريب إلى قلوب السوريين، وأقرب حتى من المسافة القصيرة بين الشام وعمّان، مشيراً إلى أن ما يجمع البلدين "من أخوّة وجيرة وشراكة تاريخية، يشكل أساساً لتعاون مستقبلي مثمر يخدم مصالح الشعبين.

وتأتي هذه الزيارة في وقت تسعى فيه الحكومة السورية إلى إعادة هيكلة قطاع الاتصالات وتحسين الخدمات الرقمية، بعد سنوات من التدهور الناتج عن الحرب وتداعياتها، إذ يواجه هذا القطاع تحديات كبيرة، من بينها تهالك البنية التحتية، وتراجع جودة الإنترنت، وغياب البيئة التشريعية الداعمة للتحول الرقمي. وهي قضايا تعمل وزارة الاتصالات على التصدي لها ضمن خطط "التحول الرقمي" التي أُعلن عنها مؤخراً.

وفي هذا السياق، يرى المهندس أحمد زيدان، وهو خبير في سياسات التحول الرقمي والاتصالات، أن الاستفادة من التجربة الأردنية تمثل فرصة استراتيجية أمام سورية، إذا ما جرى تبنيها ضمن رؤية مؤسّساتية متكاملة تراعي خصوصية المرحلة الحالية والتحديات المتراكمة. وأوضح زيدان في تصريح لـ"العربي الجديد" أن الأردن استطاع خلال السنوات الأخيرة إحداث نقلة نوعية في مجالات الرقمنة الحكومية والريادة التقنية، من خلال مواءمة البنية التشريعية والتنظيمية مع التحولات العالمية في تكنولوجيا المعلومات، إلى جانب استثمارات واعية في البنية التحتية الرقمية، وتوفير بيئة مشجعة على الابتكار.

وأضاف أن التجربة الأردنية ليست مجرد نجاح تقني، بل تمثل نموذجاً لإرادة سياسية فتحت الأبواب أمام اقتصاد رقمي حقيقي. وإذا ما استطاعت سورية استنساخ بعض ملامح هذه التجربة أو تكييفها مع واقعها، فقد يشكل ذلك مدخلاً لتجاوز الجمود المزمن في قطاع الاتصالات والخدمات الحكومية.



وأشار زيدان إلى أنّ الشراكة الرقمية بين البلدَين لا ينبغي أن تقتصر على تبادل الوفود أو تنظيم ورش العمل، بل يُفترض أن تتخذ شكل برامج تنفيذية واضحة، تشمل تطوير الكوادر البشرية السورية في مجالات البرمجة والتحليل الرقمي، وإطلاق مشاريع تجريبية مشتركة في المدن السورية، وتحفيز القطاع الخاص على الاستثمار في التقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، وخدمات الدفع الإلكتروني، كما أوضح أن الأردن يمتلك حالياً منظومة متكاملة لدعم ريادة الأعمال الرقمية، تتضمن حاضنات أعمال، وتمويلاً أولياً، وإطاراً تنظيمياً مرناً، وهي مقومات تفتقر إليها البيئة السورية إلى حد كبير.

وبالتالي، فإنّ خلق روابط مع هذه المنظومة يمكن أن يمنح رواد الأعمال السوريين فرصة للانطلاق أو التعلّم أو توسيع شبكاتهم. وختم زيدان بالقول إنّ التعافي الاقتصادي في سورية لن يكون ممكناً من دون اعتماد جادٍ على التكنولوجيا، ليس بوصفها أداة تسهيل فحسب، بل أحد محركات النمو والتنمية. ومن هنا؛ فإنّ بناء تحالفات رقمية إقليمية مع دول مثل الأردن يجب أن يكون جزءاً من الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي، إذا ما أُريد لها النجاح والاستدامة.

ويُذكر أن الأردن يُعد من الدول العربية التي حققت تقدماً ملحوظاً في مجال الرقمنة، إذ يحتل مرتبة متقدمة إقليمياً في مجالات الحكومة الإلكترونية، والتعليم الرقمي، وتشجيع ريادة الأعمال التقنية. وقد أحرز الأردن قفزات مهمة في عدد من المؤشرات العالمية، من بينها مؤشر تطور الحكومة الإلكترونية لعام 2024 الصادر عن إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة (UNDESA)، إذ تقدم الأردن 11 مرتبة ليصل إلى المركز 89 من أصل 193 دولة، مقارنة بالمرتبة 100 في عام 2022.

كما تصدّر الأردن المرتبة 33 عالمياً في معدل سرعات الإنترنت، والرابع عربياً، إذ بلغ متوسط سرعة الإنترنت الثابت 142 ميغابايت في الثانية، وذلك في العام 2024. وأطلقت الحكومة الأردنية خلال السنوات الماضية عدداً من المبادرات لدعم الشركات الناشئة، وتوفير بيئة تشريعية مرنة للابتكار.




## "أونست ريبورتينغ"... من يقف وراء المنظمة الصهيونية؟
28 July 2025 04:18 PM UTC+00

يعرف الصحافيون حول العالم منظمة أونست ريبورتينغ الصهيونية (Honest Reporting) بأنها كابوس لهم، إذ تطارد المواد الإعلامية التي تنتقد إسرائيل وجرائمها تجاه الفلسطينيين، وتحارب الحقيقة، وتضغط على المؤسّسات الإعلامية حتى تعاقب وتطرد الصحافي الذي انتقدها، ولحذف كل تقرير صحافي ضد الاحتلال، لكن من يقف وراء هذه المنظمة واسعة النفوذ؟

في 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي، التقى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر مع شخصيات بارزة من منظمات دعائية عدّة، بينها "أونست ريبورتينغ"، وأعلن عن تخصيص ميزانية قدرها 150 مليون دولار لتعزيز حملاتها الدعائية العالمية. وكشف تحقيق أن المنظمة مرتبطة بمبادرة "كونسرت - معاً من أجل إسرائيل"، وهي مبادرة مدعومة من الحكومة أعيدت تسميتها في عام 2022 بـ"أصوات إسرائيل" تحت إشراف وزارة الخارجية. ووفقاً لموقع التحقيقات بروبابليكا، بلغت إيرادات المنظمة 3,4 ملايين دولار في 2024، جاءت 96.3% منها من التبرعات.

أبرز الموظفين وراء "أونست ريبورتينغ"

وجد فريق موقع محاربة التضليل "مسبار"، في تقرير صادر الأحد، أن موظفين عدّة في "أونست ريبورتينغ" تربطهم علاقات وثيقة بالحكومة والجيش الإسرائيليَين. أعضاء في جماعة الضغط هذه لديهم خلفيات في الدعاية المؤيدة لإسرائيل أو خدموا في الجيش الإسرائيلي، مثلاً شغل مدير التحرير في "أونست ريبورتينغ"، سيمون بلوسكر، سابقاً منصب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وعمل مع منظمات عدّة مؤيدة لإسرائيل، كما تطوّع الرئيس التنفيذي السابق لـ"أونست ريبورتينغ"، دانيال بومرانتز، في الجيش الإسرائيلي.



بينما خدمت محرّرة المنظمة، شانا فريدمان، في وحدة التعاون الدولي J3، وهي فرع استراتيجي من قوات الجيش الإسرائيلي. وخدمت أخصائية الإعلام الرقمي، راكيلا كارامسون، في القيادة المركزية لقوات الاحتلال الإسرائيلي جنديةً خلال الانتفاضة الثانية، وشغلت مؤخراً منصبَين في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ أخصائيةَ اتصالات أولية ومتحدثةً باسمه.

وخدم المصمّم الرئيسي لمنظمة الرقابة الإسرائيلية بنتزي بيندر، في لواء جيفاتي القتالي، وهو وحدة تشارك دائماً في العمليات على خط المواجهة، فيما خدم المدير التنفيذي الحالي جيل هوفمان، جندياً احتياطياً في وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، التي تصفها صحيفة هآرتس بأنها أكبر شركة علاقات عامة في الشرق الأوسط. ويعترف هوفمان بأن منظمته تنسق مع الحكومة الإسرائيلية وتشارك في مجموعات "واتساب" تديرها الحكومة.

أما الرئيسة التنفيذية الحالية لـ"أونست ريبورتينغ"، جاكي ألكسندر، فقد أمضت 15 عاماً في جماعة الضغط المؤيدة لإسرائيل "آيباك"، إذ عملت مديرة إقليمية للجنوب الشرقي للولايات المتحدة. وفي مقابلة حديثة تفاخرت بدور المنظمة في طرد 12 صحافياً على مدى العامَين الماضيَين. وكشفت ألكسندر أن المنظمة الضاغطة تعاونت مع شركة إسرائيلية ناشئة لاستخدام خوارزمية مصممة لتحليل التغطيات الإعلامية ومطاردة المحتوى ضد إسرائيل، وقد رصد "مسبار" لديها نمطاً من تضخيم المعلومات المضلّلة وإعادة نشر محتوى من مصادر غير موثوقة في مواقع التواصل.




## مصر| السجن 5 سنوات في إعادة محاكمة نجل عبد المنعم أبو الفتوح
28 July 2025 04:25 PM UTC+00

قضت الدائرة الثالثة إرهاب بمحكمة جنايات أمن الدولة- طوارئ، في مصر، والتي عقدت في مجمع محاكم بدر، اليوم الاثنين، بالسجن المشدد لمدة 5 سنوات على أحمد أبو الفتوح، نجل المرشح الرئاسي السابق ورئيس حزب "مصر القوية" الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، ووضعه تحت المراقبة الشرطية لمدة 5 سنوات أخرى، وذلك في إعادة محاكمته في القضية التي سبق أن صدر فيها حكم غيابي ضده بالسجن عشر سنوات، على خلفية اتهامه بـ"الانضمام إلى جماعة إرهابية".

وخلال الجلسة الماضية التي شهدت حضوراً قانونياً لافتاً، قدّم فريق الدفاع المكوّن من الدكتور محمد سليم العوا والمحامي أحمد أبو العلا ماضي مرافعة مطولة أمام هيئة المحكمة، استعرضا فيها جملة من الدفوع القانونية التي تفند الاتهامات المسندة إلى نجل أبو الفتوح، مشددَين على افتقار القضية إلى الإسنادات المادية التي يمكن الركون إليها كدليل إدانة. وأكد فريق الدفاع أن التهمة المنسوبة إلى موكله وهي "الانضمام إلى جماعة إرهابية"، تفتقر إلى وقائع واضحة وأدلة ملموسة تربط أحمد عبد المنعم بأي سلوك إجرامي أو نشاط تنظيمي، مشيرا إلى أن أوراق القضية تخلو من ثمة دلائل قاطعة أو إجراءات رصد أو مراقبة يمكن البناء عليها قانونًا.

وخلال مرافعته أمام المحكمة، أشار الدكتور العوا إلى أن القضية في جوهرها تندرج ضمن نمط من القضايا ذات الطابع السياسي التي افتقرت، بحسب وصفه، إلى شروط العدالة الجنائية المتعارف عليها في النظام القانوني المصري والدولي، مضيفًا أن الاتهام المسند إلى المتهم لا يقوم إلا على تحريات أمنية "مكتبية" لا ترقى إلى مرتبة الدليل القضائي، ولا تكفي وحدها لتأسيس حكم بالإدانة. فيما دفع المحامي أحمد أبو العلا ماضي ببطلان الحكم الغيابي السابق، مستندًا إلى الإجراءات القانونية التي بادر بها المتهم فور القبض عليه، حيث تقدم بطلب رسمي لإعادة إجراءات المحاكمة بمجرد عرضه على نيابة التجمع الخامس، وهو ما يجعل من حقه الحصول على محاكمة جديدة تراعى فيها كافة الضمانات القانونية والدستورية.



وكان أحمد عبد المنعم أبو الفتوح قد أُلقي القبض عليه قبل أسابيع أثناء وجوده في وحدة مرور القطامية بالقاهرة الجديدة، حيث كان يباشر إجراءات تجديد رخصة سيارته. وأُودع لاحقًا بسجن العاشر من رمضان- تأهيل 2، تنفيذًا للحكم الغيابي الصادر بحقه بالسجن عشر سنوات. ورغم التماس الدفاع في الجلسة السابقة إخلاء سبيل موكله بأي ضمان تراه المحكمة مناسبًا، فإن الدائرة الثالثة إرهاب رفضت هذا الطلب، واستمرت في نظر القضية مع استمرار حبس المتهم احتياطيًا.

وقد أثارت القضية منذ بدايتها ردود فعل حقوقية واسعة، إذ اعتبرت منظمات محلية ودولية أن الحكم الغيابي الصادر ضد نجل أبو الفتوح يأتي في سياق سلسلة من المحاكمات السياسية التي تستند إلى تشريعات استثنائية، وعلى رأسها قانون مكافحة الإرهاب، الذي يُستخدم، بحسب بيانات تلك المنظمات، لتضييق الخناق على المعارضين والنشطاء السياسيين.

وكان والد المتهم، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، قد صدر بحقه في مايو/أيار 2022 حكم بالسجن المشدد لمدة 15 عامًا، في القضية ذاتها التي تضم عددًا من الشخصيات العامة، وذلك بتهم شملت "نشر أخبار كاذبة" و"الانضمام إلى جماعة إرهابية". وتواصل منظمات حقوقية مثل "هيومن رايتس ووتش" ومنظمة العفو الدولية، المطالبة بالإفراج عن الدكتور أبو الفتوح، مؤكدة أن محاكمته تفتقر إلى شروط المحاكمة العادلة، وأن حبسه يمثل اضطهادًا سياسيًا مقنّعًا بغلاف قانوني.

يُشار إلى أن أحمد عبد المنعم تمكّن منذ القبض عليه من التواصل مع أسرته، التي أدخلت له زيارة طلبية داخل محبسه، كما سُمح لها بزيارته لأول مرة مباشرة يوم 28 إبريل/نيسان الماضي، بعد يوم كامل من الغموض بشأن مكان احتجازه، وهو ما أثار وقتها مخاوف حقوقية بشأن ظروف احتجازه وضمان تمتعه بحقوقه القانونية. وتظل الأنظار موجهة إلى جلسة 28 يوليو/تموز المقبل، والتي ستُصدر فيها محكمة أمن الدولة طوارئ حكمها في القضية، وسط توقعات بأن تمثل هذه الجلسة لحظة فارقة في مسار ملف قانوني وسياسي شائك طالما أثار جدلاً في الأوساط الحقوقية داخل مصر وخارجها.




## مندوب روسيا يجدد الدعم لحق إيران في برنامج نووي سلمي
28 July 2025 04:27 PM UTC+00

أعرب مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، اليوم الاثنين، عن قناعة روسيا بأن إيران لها الحق في تطوير برنامج نووي سلمي، مجدِّدا بذلك موقف موسكو الداعم حقَّ طهران في تطوير برنامجها النووي في حال كان لأغراض سلمية، والرافض الهجومين الإسرائيلي والأميركي على مواقع نووية إيرانية في يونيو/حزيران الماضي.

وقال أوليانوف في مؤتمر صحافي بتقنية الفيديو بالمركز الصحافي التابع لمجموعة "روسيا سيفودنيا" الإعلامية الروسية: "من البديهي تماما أن إيران لها فعلا الحق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، ما يشمل تخصيب اليورانيوم في حال اتخذت طهران مثل هذا القرار. هذا ما تحصل عليه إيران مقابل قرارها الامتناع عن تطوير السلاح النووي والحصول عليه. هذا هو المبدأ الأساسي لمعاهدة منع الانتشار ونظام منع انتشار السلاح النووي بشكل عام".

وذكّر بأن خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة إعلاميا باسم الاتفاق النووي الإيراني نصت على السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى الـ3.67% اللازمة للبرنامج النووي السلمي، على ألا تزيد احتياطيات اليورانيوم المخزنة داخل البلاد عن 300 كيلوغرام وأن يُنقل ما يفوق ذلك إلى الخارج. وتابع قائلا: "الوضع نفسه اليوم، إذ يمكن الاتفاق على نسبة تخصيب منخفضة وتحديد الكميات، وكل ذلك قابل لحل تفاوضي، ويتطلب أمرا واحدا فقط، وهو تخلي الولايات المتحدة عن موقفها - لنقُل صراحة غير الجدي - الذي يهيمن عليه الطابع الأيديولوجي، والمُطالِب بنسبة الصفر للتخصيب".



ولفت إلى أن إسرائيل لا تشارك بتاتا في معاهدة منع انتشار السلاح النووي و"تمتلك - وفق كافة المؤشرات - سلاحا نوويا"، خالصا إلى أن الولايات المتحدة التي كانت إلى جانب الاتحاد السوفييتي من الدول المؤسسة لنظام منع الانتشار في عام 1968 "لا يليق بها أن تتبنى مثل هذا الموقف"، على حد تعبيره.

وبحلول تبني معاهدة منع انتشار السلاح النووي، كانت الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي، وهي الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا، قد طورت ترسانتها وأجرت أولى تفجيراتها، زاعمة بذلك أن امتلاكها السلاح النووي مشروع من وجهة نظر القانون الدولي. ومع ذلك، أجرت الهند وباكستان وكوريا الشمالية اختباراتها النووية بعد عام 1968، لتنضم أيضا إلى النادي النووي بحكم الأمر الواقع، مع بقاء وضع إسرائيل غامضا حتى اليوم في ظل عدم اعترافها رسميا أو نفيها امتلاكها أسلحة نووية.




## "العفو الدولية": السلطات السورية تتقاعس عن التحقيق في اختطاف علويات
28 July 2025 04:27 PM UTC+00

طالبت منظمة العفو الدولية، اليوم الاثنين، السلطات السورية، بفتح تحقيقات عاجلة وشاملة بشأن سلسلة من حالات اختطاف طاولت نساء وفتيات من الطائفة العلوية، مؤكّدة أن الحكومة تتقاعس عن حمايتهنّ أو ملاحقة الجناة، في ظل تصاعد أعمال العنف القائم على النوع الاجتماعي. وبحسب المنظمة، فقد تلقت منذ فبراير/شباط 2025 تقارير موثوقة عن اختطاف ما لا يقل عن 36 امرأة وفتاة علوية، تتراوح أعمارهنّ بين 3 و40 عاماً، في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة، ووثّقت مباشرةً 8 حالات، بينها اختطاف في وضح النهار لخمس نساء وثلاث فتيات دون سن 18 عاماً.

وقالت الأمينة العامة للمنظمة، أنياس كالامار، إنّ السلطات السورية "تخفق في منع الانتهاكات بحقّ النساء والفتيات، وتقاعست في جميع الحالات الموثقة تقريباً عن التحقيق الفعّال أو اتخاذ أي إجراء لمحاسبة الجناة"، مشيرة إلى أن "الموجة الأخيرة من الاختطافات أثارت ذعراً واسعاً في أوساط المجتمع العلوي الذي سبق أن عانى من مجازر دامية"، وأضافت أن بعض الأسر أبلغت السلطات بأدلة ومعلومات عن هوية المختطفين أو أماكن الاحتجاز المحتملة، لكن هذه الأدلة جرى تجاهلها أو التشكيك بها، وفي بعض الحالات ألقى عناصر الأمن باللوم على أسر المختطفات، بحسب قولها.

وتحدثت المنظمة عن تعرض بعض النساء المختطفات للضرب، وتلقي أسرهنّ مطالبات بفدية وصلت إلى 14 ألف دولار، فيما لم يُطلق سراح المختطفات رغم دفع المبلغ. وفي ثلاث حالات على الأقل، يُرجَّح أن المختطفين أجبروهنّ على الزواج القسري، بما في ذلك فتاة قاصر. وفي شهادات جمعتها المنظمة من ناشطين وصحافيين، أكدوا اختطاف 28 امرأة وفتاة إضافية، أُطلق سراح نصفهنّ، بينما لا يزال مصير الأخريات مجهولاً. وأشارت العفو الدولية إلى أنّ رسائل صوتية وصوراً أرسلها المختطفون للأسر أظهرت آثار عنف جسدي على بعض الضحايا، كما وَثقت حالتَين أجبرت فيهما مختطفات متزوجات على طلب الطلاق، ما يشير إلى احتمال خضوعهنّ لزواج قسري بالإكراه.



وفي إحدى الحالات، أظهَرَ مقطع مصوّر فتاة قاصر حُلِقَ شعرها بعد رفضها الزواج من مختطفها، ما يضيف دلائل على تعرّضهنّ للإذلال وسوء المعاملة، على حدّ قول المنظمة. وأكدت كالامار أن بعض هذه الممارسات قد ترقى إلى جرائم اتّجار بالبشر والزواج القسري والتعذيب، ما يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، داعية الحكومة السورية إلى التحرك السريع لتحديد مصير المختطفات، وتقديم الدعم الكامل لعائلاتهنّ، وضمان تحقيقات شفافة ومستقلة، وبينت المنظمة أنه "من حقّ النساء والفتيات في سورية العيش دون خوف من العنف والاضطهاد. وأي تقاعس من الدولة هو انتهاك مباشر لحقوق الإنسان".

وعلق مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني، في حديث إلى "العربي الجديد"، على تقرير "العفو الدولية" قائلاً: "حين تصدر تقارير عن منظمات حقوقية دولية مرموقة مثل العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، فعلينا أن نوليها أهمية خاصة. فهذه منظمات مشهود لها بالكفاءة، وتتبع بروتوكولات صارمة في التوثيق والتدقيق، ومعاييرها أعلى حتّى من تلك التي تعتمدها بعض وسائل الإعلام أو التحقيقات الاستقصائية (...) هذا هو مجال اختصاصها، ولا يمكن التشكيك بسهولة في نزاهتها أو حيادها، لا في آليات عملها ولا في مصادر تمويلها، وهي تنتقد جميع الأطراف بما في ذلك الدول المانحة لها، حفاظاً على مصداقيتها واستقلاليتها".

ودعا عبد الغني السلطات السورية إلى أن تتعامل بجدية مع تقرير منظمة العفو الدولية، وأن تفتح تحقيقات رسمية في الحالات الواردة فيه، وأضاف: "ينبغي على السلطات أن تتواصل مع المنظمة، وأن تطلب منها نسخاً من التوثيقات، وتكلّف جهة رسمية كوزارة الشؤون الاجتماعية أو لجنة مختصة لمتابعة هذه القضايا؛ فمثل هذه المنظمات الحقوقية تسهّل عمل النيابة العامة، وتوفر لها قاعدة معلومات جاهزة للتحقيق والمحاسبة".

وانتقد عبد الغني لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها الحكومة للتحقيق في أحداث الساحل، والتي كانت قد أعلنت أنها لم تتلقَّ تقارير عن حالات اختطاف، قائلاً: "ليس واضحاً ما إذا كانت اللجنة لم توثق لأنها لم تعمل على هذه الملفات، أم أنها واجهت صعوبات أو تحديات لوجستية حالت دون ذلك. إمكانياتها محدودة، وربما لم تُمنح الصلاحيات أو الموارد الكافية. لذلك؛ من الظلم تقييم عمل اللجنة بشكل صفري أو عدمي، ويجب النظر في الظروف والسياق الذي عملت فيه".

وفي السياق ذاته، أشار عبد الغني إلى أنّ الشبكة السورية لحقوق الإنسان كانت قد تلقت بالفعل مؤشرات وشهادات حول عمليات اختطاف، لكنّها لم تتمكن من متابعتها وتوثيقها كلياً، بسبب "صعوبات تمويلية حادة" حدّت من قدرتها على تغطية مختلف المناطق السورية، وقلّصت عدد الباحثين العاملين ضمن الشبكة خلال العام الجاري. وشدد عبد الغني على أنه "إذا قامت منظمة دولية موثوقة مثل العفو الدولية بتوثيق هذه الحالات، فهذا يغني عن تكرار الجهد منّا. الأهم أنّ الرسالة وصلت، والفراغ جرى ملؤه، وعلى السلطات السورية الآن أن تبني على هذا التقرير، وأن تلاحق الجناة، وتُعلن ذلك بشفافية للرأي العام، لا بل عليها أن توجّه الشكر لمنظمة العفو الدولية على هذا الجهد الذي يصبّ في خدمة العدالة وحقوق الإنسان. هذا ما تفعله الدول الديمقراطية والمؤسسات التي تحترم مواطنيها".




## قطر: اجتماع وزاري لمنظمة التعاون الإسلامي حول الصومال
28 July 2025 04:28 PM UTC+00

عقد في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الاثنين، الاجتماع الوزاري لفريق الاتصال لمنظمة التعاون الإسلامي المعني بالصومال، الذي يهدف إلى حشد الدعم الدولي لإرساء دعائم الأمن والتنمية والاستقرار للشعب الصومالي، بمشاركة وزراء وممثلين عن الدول الـ15 الأعضاء في الفريق. وبحث فريق الاتصال المعني بالصومال، الذي تأسس عام 2007، في اجتماعه اليوم، تعزيز الشراكات ومراجعة التقدم المحرز في مجالات رئيسية، من بينها الأمن، والإصلاح الاقتصادي، والحوكمة الشاملة.

وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان المريخي، في كلمة له خلال الاجتماع، "الالتزام المشترك بدعم الصومال وشعبه في مسيرته نحو السلام والاستقرار والتنمية". ولفت إلى أن اجتماع اليوم يأتي في وقت يمر فيه الصومال بتحديات متشابكة تمسّ أمنه، واستقراره، وسيادته، ونموه الاقتصادي، وقال إن ذلك يضع أمام الجميع مسؤولية مضاعفة لتوحيد الجهود ودعم المسارات الوطنية الصومالية وفق رؤية متكاملة وشاملة.

وأضاف المريخي أن احترام سيادة جمهورية الصومال الفيدرالية ووحدة أراضيها هو مبدأ أساسي لا يمكن التنازل عنه، ويشكل الإطار الذي يجب أن تتحرك فيه كل المبادرات الدولية، داعياً إلى تعزيز المصالحة الوطنية الشاملة، التي تقوم على الحوار والانفتاح، وتشمل كافة الفاعلين، بما يسهم في رأب الصدع وتوطيد مؤسسات الدولة على أسس الشراكة والثقة.



وأشار إلى أن الإصلاحات السياسية تشكل ركيزة أساسية في مسار بناء الدولة وتعزيز الاستقرار في الصومال، سواء من خلال الإعداد للانتخابات الوطنية أو استكمال التعديلات الدستورية أو دعم جهود بناء مؤسسات ديمقراطية شفافة وفعالة. وتابع: "من الضروري أن تكون هذه العملية شاملة عبر إشراك جميع أصحاب المصلحة الصوماليين، بما في ذلك الحكومة الفيدرالية، والولايات الأعضاء، والمكونات المجتمعية المؤثرة، والمجتمع المدني، والنساء والشباب، لضمان تمثيل واسع يعزز الشرعية، ويؤسس لحلول مستدامة قائمة على التوافق الوطني".

وأكد أن الجهود الدولية يجب أن تكون داعمة ومكملة -لا بديلة- للمسارات التي تقودها الحكومة الفيدرالية الصومالية بما يحترم سيادتها ويعزز استقلال قرارها. وأشاد المريخي بالجهود المشتركة للمجموعة الخماسية بشأن الصومال، التي تضم قطر والسعودية والإمارات وتركيا والولايات المتحدة الأميركية، مؤكداً أهمية استمرار هذا التنسيق البناء بما يعزز الاستقرار ويدعم المسارات الوطنية الصومالية. ولفت إلى أن "الأمن يمثل أبرز التحديات الراهنة، لا سيما في ظل استمرار تهديدات الجماعات الإرهابية، وعودة بعض التوترات بين الأطراف المحلية، ونؤكد أهمية دعم الحكومة الفيدرالية في تعزيز قدراتها الأمنية، وتكثيف التنسيق بين الأجهزة المختصة، ودمج الحلول المجتمعية والتنموية ضمن مقاربة أمنية شاملة".

وأشار وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري إلى أن الصومال يواجه تحديات إنسانية كبيرة نتيجة موجات الجفاف، وانعدام الأمن الغذائي، والنزوح الداخلي، ما يستدعي تعزيز الاستجابة الدولية بشكل منسق ومستدام ما بين الشركاء الدوليين والمنظمات الإنسانية لتلبية الاحتياجات المتزايدة، مع التأكيد على ضرورة ربط الدعم الإنساني باستراتيجيات تنموية تقلل من الاعتماد على المساعدات الطارئة، وتساعد المجتمعات المحلية على الصمود. وأكد أن دولة قطر ستواصل تقديم دعمها الإنساني والإغاثي والتنموي بشكل ثنائي، وكذلك عبر شراكات فاعلة مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، مساهمةً بذلك في تخفيف معاناة المتضررين، داعياً إلى تنسيق الجهود الدولية لتجنب التكرار وتعظيم الأثر، مع التأكيد على ضرورة أن تنطلق كل هذه المبادرات من الأولويات التي تحددها الحكومة الصومالية نفسها.

وجدد تأكيد التزام دولة قطر الثابت بدعم الصومال في جميع المسارات، مشيراً إلى إيمانها بأن الحوار والشراكة والاحترام المتبادل بين الصوماليين وشركائهم هي الطريق الأمثل لبناء دولة قوية ومستقرة، كما أعرب عن تطلع دولة قطر إلى نقاش مثمر في هذا الاجتماع، وإلى مخرجات عملية تدفع بالمستقبل الصومالي نحو الأفضل.

القوات الوطنية تسيطر على 23 قاعدة عسكرية في الصومال

من جهته، عرض وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الصومالي عبد السلام عبدي علي إنجازات الحكومة الصومالية، في إطار خطة تطوير الأمن في البلاد بما في ذلك نقل السيطرة على 23 قاعدة عسكرية من القوات الدولية إلى القوات الوطنية، وضم 20 ألف جندي جديد للجيش، داعياً إلى تقديم دعم أكبر في مجالات حيوية مثل الخدمات اللوجستية، والمراقبة، وأنظمة مكافحة العبوات الناسفة. كما سلّط الوزير الضوء على التحول الاقتصادي الذي شهدته البلاد عقب إعفائها من الديون في إطار مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون، داعياً إلى استثمارات تتماشى مع خطة التحول الوطني (2025 –2035) ورؤية 2060. وأشار إلى تزايد الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مبيناً الفرص المتاحة في قطاعات البنية التحتية والطاقة.

وحول الإصلاحات السياسية، أشار الوزير إلى التقدم في مسار الفيدرالية، واستكمال الدستور، والاستعدادات لإجراء انتخابات عامة في عام 2026. كما رحّب بالدعم الموجه لقطاعي التعليم والصحة، وأكد التزام الحكومة بالتنمية الشاملة، لا سيما تمكين الشباب والنساء. ورحّبت الحكومة الفيدرالية الصومالية باعتماد أنظمة الصناديق الإنسانية التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، بما في ذلك الصندوق الخاص لتنمية الصومال، ودعت إلى الإسراع بتفعيلها، واقترح الوزير إنشاء لجنة متابعة ضمن مجموعة الاتصال لمتابعة التقدم المحرز وتعزيز التعاون.




## البريد الإلكتروني يثير أزمات في كرة القدم
28 July 2025 04:29 PM UTC+00

أصبح البريد الإلكتروني مُهماً في عالم كرة القدم خلال السنوات الأخيرة بحكم لجوء كل الاتحادات إلى التعامل بالمراسلات الإلكترونية بخصوص تبادل الوثائق، خاصة بين اللاعبين والأندية أو الاتحادات، في انتظار تعميم العمل على منصّات لربح المزيد من الوقت وتسهيل الإجراءات، ويعتمد المدربون أساساً على البريد الإلكتروني في التواصل مع الاتحادات أو الفرق، ولكن أزمات عديدة ظهرت في المواسم الأخيرة كان عنوانها البريد الإلكتروني، وما يُحدثه من فوضى في بعض المواقف.

وخلال الأسبوع الماضي، انتشرت أخبار تؤكد أن المدرب الإسباني تشافي هيرنانديز (45 عاماً) عرض خدماته على الاتحاد الهندي لكرة القدم من أجل تدريبه، في خطوة كانت مفاجئة، ذلك أن تشافي يعتبر من نجوم كرة القدم في العالم، ومِن ثمّ فإن قيادة منتخب لا يملك تاريخاً في اللعبة، وفي بلد لا تعتبر فيه كرة القدم لعبة شعبية أولى، كان أمراً غريباً. واتضح لاحقاً أن شخصاً انتحل شخصية مدرب برشلونة السابق، وتولى إرسال البريد الإلكتروني. كما أن المدرب الإسباني الآخر بيب غوارديولا (54 عاماً)، الذي يُصنف من بين أفضل المدربين في العالم، عرض بدوره خدماته على الاتحاد الهندي، وطبعاً جرى اكتشاف أن ما حصل مع تشافي تكرر معه أيضاً.

كما شهد الأسبوع الماضي موقفاً غريباً في الكاميرون، بعد إعلان الاتحاد المحلي أن مدرب "الأسود غير المروضة" البلجيكي مارك بريس (63 عاماً) وجه مراسلة عبر بريده الإلكتروني، يؤكد من خلالها استقالته من خطته مدرباً لمنتخب الكاميرون، وأكد الاتحاد قبول الاستقالة، ولكن المدرب البلجيكي سرعان ما ظهر للعلن ليؤكد أنه لم يوجه أي مراسلة، وقد قُرصن بريده، مؤكداً تمسّكه بمواصلة مهامه على رأس المنتخب الكاميروني.



كما عمد فريق فرانكفورت الألماني في عام 2021 إلى تضليل نادي لاتسيو الإيطالي، وأعطاه عنواناً إلكترونياً غير سليم من أجل تبادل المعطيات بشأن اللاعب الصربي فيليب كوستيتش (32 عاماً)، الذي رغب لاتسيو في التعاقد معه، ولكن فرانكفورت كان يرفض المقترح، ولهذا عمد إلى إعطاء النادي الإيطالي بريداً خاطئاً حتى يكسب الوقت، ولا يصل الفريقان إلى اتفاق، وهو ما حصل في النهاية ولم يرحل اللاعب إلى لاتسيو، وفق ما كشفته حينها شبكة سكاي سبورتس الألمانية.




## فيرستابن لن يرحل عن ريد بول وكلمة السرّ حصاده في سباق بلجيكا
28 July 2025 04:29 PM UTC+00

سيواصل الهولندي، ماكس فيرستابن (27 عاماً)، التجربة مع فريق ريد بول في منافسات بطولة العالم لـ "فورمولا 1" لعام 2026، رغم الأخبار التي تحدثت عن قرب رحيله عن الفريق، ليخوض تجربة مع فريق مرسيدس، أو فريق آخر في رحلة دعم حصاده من التتويجات، بعد أن حصد بطولة العالم في أربع مناسبات سابقة توالياً، ولكن هذا الموسم بات قريباً من خسارة ألقابه، بعد أن فرض ثنائي فريق مكلارين: الأسترالي أوسكار بياستري (24 عاماً)، والبريطاني لاندو نوريس (25 عاماً)، إيقاعاً قوياً وسريعاً على بقية المنافسين.

وأكد موقع ف1إ.أوتوجورنال الفرنسي، اليوم الاثنين، أن فيرستابن لا يمكنه الرحيل عن ريد بول، حتّى لو كان راغباً في ذلك، لأن هناك بنداً في عقده يمنعه الآن من مغادرة الفريق، ذلك أنه بعد نهاية مرحلة بلجيكا يوم الأحد الماضي، يحتل الهولندي المركز الثالث في الترتيب العام في منتصف الموسم، وهو مركز يجعل البند الخاص بإمكانية رحيله عن الفريق بسبب سوء النتائج يفقد قيمته، ولا يمكن تفعيله حسب الموقع الفرنسي، بما أن النتائج تعتبر إيجابية، ذلك أن فريستابن فرض في العقد، الذي يربطه مع الفريق إلى عام 2028، حصوله على ضمانات بالرحيل في حال كانت نتائج الفريق سيئة.



ولم يكن أداء فيرستابن في سباق بلجيكا مميزاً، بعدما حلّ رابعاً، وهو المركز الذي انطلق منه، ولم يكن قادراً على تخطي سائق فريق فيراري، الفرنسي شارل لوكلير (27 عاماً)، فقد حاول الهولندي تجاوزه في بداية السباق لكنّه عجز عن تخطيه، ولم يكرّر المحاولة في نهاية السباق، رغم أنه قلّص الفارق.




## اتحاد الجزائر يُسابق الزمن لتعيين مدرب جديد وهذه قائمة المرشحين
28 July 2025 04:43 PM UTC+00

يُواصل نادي اتحاد الجزائر رحلة البحث عن مدرب جديد للموسم المقبل، خلفاً للمدرب المؤقت، محمد لاسات (58 عاماً)، الذي انتهت مهمته بعد التتويج بلقب كأس الجزائر نهاية الموسم الماضي، وتدرس الإدارة عدة خيارات تدريبية من مدارس مختلفة، في ظل رغبة قوية في استعادة الاستقرار الفني وتحقيق النتائج الإيجابية محلياً وقارياً خلال الموسم القادم. 

وحصل "العربي الجديد"، الاثنين، على معلومات من مصدره في إدارة نادي اتحاد الجزائر لكرة القدم، فضل عدم ذكر هويته، تؤكد أن المدرب البوسني محمد بازدارفيتش (64 عاماً)، يُعد الأقرب حالياً لتولي المهمة، إذ دخل في مفاوضات متقدمة مع مسؤولي النادي. ويملك بازدارفيتش تجربة طويلة في الدوري الفرنسي لكرة القدم، بعدما أشرف على عدة أندية على غرار سوشو، غانغون وغرونوبل، كما سبق له تدريب منتخب البوسنة، إلا أن وضعيته كمدرب عاطل عن العمل منذ خمس سنوات أثارت بعض التحفظات لدى جماهير "سوسطارة". 

ويوجد اسم المدرب الإسباني خوان كارلوس غاريدو (64 عاماً)، ضمن الخيارات المطروحة كذلك، وهو الذي سبق له تدريب اتحاد العاصمة موسم 2023–2024 وأيضاً أندية كبيرة في شمال أفريقيا مثل الأهلي المصري، الرجاء والوداد المغربيين، إضافة إلى الاتفاق السعودي، وتواصل النادي معه بشكل غير رسمي لمعرفة مدى استعداده للعودة إلى الجزائر، إلا أن القرار النهائي لم يُتخذ بعد، بسبب أن اسمه محل معارضة كذلك من بعض المسؤولين في الإدارة التي يقودها حالياً سعيد عليق (77 عاماً).



ومن بين الأسماء المطروحة أيضاً، هناك الروماني لاورينتو ريجيكامف (49 عاماً)، الذي أشرف الموسم الماضي على تدريب الترجي التونسي، وسبق له خوض تجارب في السعودية والإمارات ورومانيا، كما يملك سيرة تدريبية متقلبة جعلت إدارة اتحاد العاصمة تتعامل مع ملفه بكثير من التحفظ. كما طُرح اسم الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني (61 عاماً)، المدرب السابق للأهلي المصري واستقلال طهران الإيراني، والذي يعد من أبرز المدربين في القارة السمراء، لكن راتبه المرتفع يُشكل عائقاً كبيراً أمام إتمام الصفقة، ما يجعله خياراً غير مرجّح في المرحلة الحالية. 

أما الاسم الجزائري الوحيد ضمن القائمة فهو خير الدين مضوي (48 عاماً)، الذي يملك تجربة قوية مع وفاق سطيف وتُوج معه بدوري أبطال أفريقيا عام 2014، وكان قد قاد شباب قسنطينة الموسم الماضي إلى نصف نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، كما سبق له العمل في تونس والسعودية، إلا أن تعيينه يبقى مرتبطاً بفشل المفاوضات مع المدربين الأجانب، باعتباره خياراً محلياً متاحاً من دون تكلفة مالية كبيرة.




## قمر اصطناعي يتخذ القرارات بنفسه في الفضاء
28 July 2025 04:45 PM UTC+00

استخدم قمر اصطناعي الذكاء الاصطناعي لأول مرة لاتخاذ قرار مستقل بشأن مكان وزمان التقاط صورة علمية في الفضاء ومن دون أي تدخل بشري. واختبر هذه التكنولوجيا، التي تسمى "دايناميك تارغيتينغ"، مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء الأميركية ناسا في وقت سابق من هذا الشهر. 

وثُبّتت "دايناميك تارغيتينغ" على متن قمر اصطناعي بحجم حقيبة صغيرة صنعته وتشغله شركة أوبن كوزموس الناشئة البريطانية، وقد حمل معالج تعلم آلي طوّرته شركة يوبوتيكا الأيرلندية. وفي الاختبار، مال القمر الاصطناعي إلى الأمام لمسح 500 كيلومتر أمام مداره والتقط صورة أولية. وحلّل الذكاء الاصطناعي المشهد بسرعة للتحقق من وجود غطاء سحابي. إذا كانت السماء صافية، يميل القمر الاصطناعي إلى الخلف لالتقاط صورة مفصلة للسطح، وإذا حجبت الغيوم الرؤية، فإنه يتخطى اللقطة، ما يوفر الوقت والتخزين.



قمر اصطناعي غير سلبي

قال المسؤول في "يوبوتيكا" براين كوين، في مقال نُشر على موقع "ناسا"، إن الأقمار الاصطناعية كانت حتى الآن مجرّد أجهزة جمع بيانات سلبية، فهي تصور كل ما يحدث تحتها وترسل جميع البيانات إلى الأرض، سواء أكانت مفيدة أم لا، ثم يفرز العلماء البيانات المتراكمة. وأضاف: "يتطلب الأمر معالجة لاحقة قد تستغرق أياماً".

ونقل موقع ذا نكست ويب التقني عن بن سميث من مختبر الدفع النفاث أنه "إذا كنت ذكياً في اختيار ما تلتقط صوراً له، فإنك تلتقط صوراً للأرض فقط وتتخطى الغيوم"، "سوف تساعد هذه التكنولوجيا العلماء في الحصول على نسبة أعلى بكثير من البيانات القابلة للاستخدام". وتقول "ناسا" و"أوبوتيكا" و"أوبن كوزموس" إن النظام يمكن توسيعه أيضاً لرصد حرائق الغابات والانفجارات البركانية والعواصف الشديدة من الفضاء، وذلك بسرعة أكبر من أي وقت مضى.




## 15 حزباً جزائرياً تدعو الحكومة إلى الضغط لفتح المعابر وكسر حصار غزة
28 July 2025 05:02 PM UTC+00

عقدت قيادات 15 حزباً سياسياً من المعارضة والموالاة في الجزائر، اليوم الاثنين، اجتماعاً بمقرّ حركة مجتمع السلم، كبرى الأحزاب الإسلامية المعارضة في البلاد، بغرض التباحث حول الآليات الضرورية والسبل الممكنة لدعم الشعب الفلسطيني، والضغط لوقف سياسيات التجويع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني خاصّة في قطاع غزة.

وطالبت الأحزاب في البيان الختامي للاجتماع، السلطات الجزائرية "بفتح الفضاءات العامة لتنظيم الوقفات والتجمعات الشعبية، ومختلف الفعاليات التي تشارك فيها كل أطياف المجتمع، في كل الولايات للتعبير عن الموقف الشعبي والجماعي الرافض للتجويع والتهجير والاحتلال والقيام بدوره في التضامن والنصرة"، وكذا "تحويل الفعاليات الثقافية إلى فرصة للتضامن مع الشعب الفلسطيني في محنته الراهنة".

وكانت السلطات الجزائرية قد منعت الجمعة الماضية نشطاء من تنظيم مسيرة وسط العاصمة الجزائرية، واعتقلت 16 شاباً أفرجت عنهم بعد ساعات، بينما سمحت بوقفات في عدد من الولايات، وتمنع السلطات الجزائرية كل أشكال التظاهر والمسيرات بشأن غزة في العاصمة الجزائرية، منذ وقف مسيرات الحراك الشعبي في ربيع عام 2020، تخوفاً من عودة الحراك أو استغلال التظاهرات المتعلقة بدعم القضية الفلسطينية لتحويلها إلى تظاهرات ذات طابع سياسي مناوئ للسلطة، برغم المطالبات المستمرة من القوى السياسية لرفع الإكراهات وفتح الفضاءات العامة أمام الجزائريين للتعبير عن تضامنهم، ولم تسمح السلطات منذ اندلاع "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، سوى بتظاهرة وحيدة في العاصمة الجزائرية في 19 أكتوبر من العام نفسه.



ودعت القوى السياسية المجتمعة اليوم، الحكومةَ الجزائرية إلى زيادة الجهود لكسر الحصار والمساهمة العاجلة في إرسال القوافل الإغاثية والإنسانية والطبية، واستقبال الأسرى والجرحى من غزة للعلاج في المستشفيات الجزائرية، والضغط من خلال المنظمات الدولية والإقليمية لفتح المعابر، ودان المجتمعون "موقف الأنظمة العربية وبخاصة دول الطوق، التي تواطأت بالصمت أو بالتطبيع"، وحيّت الشعوب الحية لمواقفها المناصرة لغزة، ودعت إلى استمرار ضغطها لكسر الحصار.

ولفتت قيادات الأحزاب الجزائرية وأبرزها حركة مجتمع السلم، وحزب العمال، والنهضة، والقوى الاشتراكية من المعارضة، وجبهة التحرير الوطني وحركة البناء الوطني وجبهة المستقبل من الحزام الحكومي، إلى وجود ضرورات في الوقت الراهن، فرضتها التحولات المأساوية في قطاع غزة، لوضع خطة مشتركة لرفع مستوى التضامن الوطني، وتفعيل المبادرات السياسية والميدانية لمساندة الشعب الفلسطيني، وتنسيق الجهود الوطنية والعمل على كسر الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة.

وقال عبد العالي حساني شريف، رئيس حركة مجتمع السلم، في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع: "لا شكّ أن شعبنا يعبر بأشكال مختلفة ويومياً عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، لكن اجتماعنا كان يستهدف تطوير الموقف الجزائري وبحث صيغ جديدة لهذا التضامن والدعم، ليكون في مستوى الموقف التاريخي للجزائر"، مشيراً إلى أن "هذه الخطوة بالغة الأهمية كونها تمثل نقلة نوعية في العمل المشترك بين الأحزاب الجزائرية، خاصّة عندما يتعلق الأمر بقضية جامعة تمثل حقيقة مشتركة".

ويأتي هذا الاجتماع في أعقاب اجتماع كان قد عقد الخميس الماضي ضم قادة 15 حزباً سياسياً وممثلي الفصائل الفلسطينية في الجزائر، مثل حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وفتح والجهاد الإسلامي وغيرها، إذ طالبت الفصائل بضرورة "تطوير الموقف الجزائري في مستوياته المختلفة، رسمياً وحزبياً وشعبياً في الوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني"، وطالبوا "باستعادة زخم التفاعل الجزائري الحزبي مع القضية، وتطوير الدعم الإغاثي والمالي بأشكاله كافّة وفقاً لآليات منسقة مع الجهات المعنية لا تستسلم لإكراهات وصعوبات الواقع، وبما ينعكس ميدانياً في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في الداخل".




## الضفة الغربية | استشهاد فلسطيني بهجوم للمستوطنين على "خربة أم الخير"
28 July 2025 05:02 PM UTC+00

استشهد فلسطيني وأصيب آخر، مساء اليوم الاثنين، بهجوم نفذه مستوطنون على خربة أم الخير في مسافر يطا جنوبي الخليل، جنوبي الضفة الغربية. وأوضح الناشط أسامة مخامرة في تصريح صحافي، أن مستوطنين من مستوطنة "كرمائيل" وبؤرة "شمعون" الاستيطانية أقدموا، اليوم الاثنين، على أعمال حفريات بمحيط مساكن المواطنين في خربة أم الخير، الواقعة في مسافر يطا جنوب الخليل، وذلك استكمالًا لأعمال حفريات قاموا بها سابقًا.

وذكر مخامرة أن أحد المستوطنين أقدم على إطلاق النار باتجاه الشاب عودة محمد الهذالين، ما أدى إلى إصابته في الصدر، وقد منع جيش الاحتلال طواقم الإسعاف الفلسطينية من نقله، وقام بسحبه باتجاه مستوطنة "كرمائيل"، ومن ثم إلى مستشفى "سوروكا" في بئر السبع، حيث وُصفت حالته الصحية بالخطيرة، وأُعلن عن استشهاد عودة مساء اليوم.

وبحسب مخامرة، قام أحد المستوطنين أيضاً بدفع الشاب أحمد الهذالين بمقدمة الحفار، ما أدى لإصابته برضوض وكدمات، وُصفت حالته ما بين الطفيفة والمتوسطة، بعد نقله عبر إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني إلى مستشفى يطا الحكومي لتلقي العلاج.

إلى ذلك، قامت قوات الاحتلال باعتقال عدد من الشبان من خربة أم الخير، بعد تأمين الحماية للمستوطنين الذين نفذوا الاعتداء. على صعيد آخر، أكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت الرصاص باتجاه أحد الشبان في منطقة راس الجورة بمدينة الخليل، ما أدّى إلى إصابته بجروح خطيرة، ولا زالت تحتجزه حتى الآن.



كما أُصيب شاب فلسطيني، مساء اليوم الاثنين، بجروح جراء هجوم نفذه مستوطنون على قرية كفر مالك، الواقعة شرق مدينة رام الله وسط الضفة الغربية. وأفادت مصادر محلية بأن المستوطنين هاجموا منطقة "المناطير" شرقي القرية، حيث شوهدت تحركاتهم باتجاه منطقة "الكسارة" ومزارع الدجاج الواقعة على أطراف كفر مالك. وبحسب المصادر، أُصيب فلسطيني نتيجة هذا الهجوم، فيما هبّ أهالي القرية للتصدي للمستوطنين.

وأكد المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة في فلسطين حسن مليحات لـ"العربي الجديد"، مساء اليوم، أن مستوطناً يواصل أعمال التجريف في أراضي خربة مسعود غرب جنين، وذلك تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث قام المستوطن بشق طرق، ثم توسعت الأعمال لتشمل تجريف أراض مسجلة ومملوكة لأهالي المنطقة.

وكانت السلطة الفلسطينية قد أكدت صباح اليوم مهاجمة مستوطنين إسرائيليين قرية الطيبة قرب رام الله، في وسط الضفة الغربية المحتلة. وبحسب بيان للحكومة الفلسطينية "شنّ مستوطنون إسرائيليون هجوماً إرهابياً هذه الليلة على قرية الطيبة، حيث أحرقوا مركبات فلسطينية وخطوا تهديدات عنصرية باللغة العبرية على منازل وممتلكات" الفلسطينيين. وأظهرت صور متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي جداراً خُطت عليه عبارات عنصرية وتحريضية من بينها "المغير أنتم أيضاً ستندمون" في إشارة إلى قرية المغير المجاورة التي كانت قد تعرّضت العام الماضي لهجمات مشابهة.

من جانب آخر، أفاد مليحات بأن مجموعات من المستوطنين أقدمت اليوم، على تخريب مزروعات الفلسطينيين في منطقة (خلة الحمص) الواقعة جنوب شرق بلدة يطا، جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية، وذلك عبر إطلاق مواشيهم للرعي في الأراضي المزروعة، ما تسبب بإتلاف واسع للمحاصيل.




## لماذا لم يعلن الأفريقي صفقة البنزرتي؟ تفاصيل مثيرة وراء التأجيل
28 July 2025 05:14 PM UTC+00

يثير ملف المدرب الجديد للنادي الأفريقي التونسي الجدل في صفوف جماهير الفريق، بعد تأخر الإعلان حتى الآن عن التعاقد مع المدير الفني صاحب الخبرة الطويلة، فوزي البنزرتي (75 عاماً)، رغم الاتفاق الحاصل بينه وبين مجلس الإدارة، منذ الأسبوع الماضي.

وقد أكد "العربي الجديد"، في وقت سابق، أنّ الأفريقي اتفق رسمياً منذ يوم الجمعة الماضي، مع البنزرتي، على قيادة الفريق للمرة السابعة في مسيرته، خلفاً لمحمد الساحلي، الذي أُقيل بعد أيام قليلة من استلامه مهامّه، لكن النادي لم يعلن حتى الآن، عن مغادرة المدرب السابق والتعاقد مع البنزرتي. وكشف مصدر مقرّب من إدارة الأفريقي، اليوم الاثنين، أنّ النادي لن يعلن ضم البنزرتي، إلّا عند فسخ عقد الساحلي رسمياً، وذلك لأسباب قانونية، إذ لا يمكن للأفريقي التعاقد مع مدرب جديد، بينما لم يلغِ حتّى الآن عقد مدربه الساحلي، ما عقّد صفقة البنزرتي، الذي اختار التصعيد ضد إدارة النادي في الأيام القليلة الماضية. 

وعندما قرر الأفريقي إقالة الساحلي، غاب الأخير عن التدريبات لمدة ثلاثة أيام، قبل أن يعود السبت الماضي، إلى مقر النادي، مؤكداً أنّ غيابه كان مبررّاً لأسباب صحية، وسعى إلى استئناف مهامه، لكنه تعرّض للطرد من الجماهير الحاضرة، ليكلّف محاميه، أنيس بن ميم، برفع قضية ضد الأفريقي، مطالباً بالحصول على نسخة من قرار إقالته الرسمية، ومن ثمّ المطالبة بمستحقاته المادية، نتيجة فسخ العقد من جانبٍ واحد.



وأمام هذه الوضعية، لم يشرع البنزرتي في العمل، وأشار المصدر نفسه إلى أن انطلاقة المدرب الجديد، لن تكون قبل يوم الأربعاء المقبل، بينما يواصل الجهاز الفني الحالي، الذي يضمّ المدربين المساعدين للساحلي، قيادة التدريبات، إلى حين حسم الأمور رسمياً.




## تحقيق أوروبي: "تيمو" تواجه اتهامات ببيع منتجات غير قانونية
28 July 2025 05:26 PM UTC+00

توصلت نتائج أولية لتحقيق أجرته المفوضية الأوروبية إلى أن شركة "تيمو" الصينية العملاقة لتجارة التجزئة الإلكترونية تنتهك قوانين الاتحاد الأوروبي، لعدم بذلها الجهد الكافي لمكافحة بيع المنتجات غير القانونية عبر منصتها التسويقية. وقال بيان صحافي، اليوم الاثنين، إن "الأدلة أظهرت وجود خطر كبير يواجه المستهلكين في الاتحاد الأوروبي من احتمال التعرض لمنتجات غير قانونية على المنصة".

وأضاف البيان أن تحليل عملية تسوّق سرية أجرتها المفوضية أظهر تحديدًا أن المتسوقين على منصة "تيمو" معرضون بشكل كبير للعثور على منتجات غير مطابقة للمعايير ضمن العروض، مثل ألعاب الأطفال والأجهزة الإلكترونية الصغيرة. ويحق للشركة الصينية الآن الرد على هذه الاتهامات ومعالجة المشكلات التي أثيرت في المراجعة. وإذا فشلت "تيمو" في تبديد هذه المخاوف، يمكن للمفوضية أن تعلن بشكل رسمي عن انتهاك المنصة قانونَ الخدمات الرقمية للاتحاد الأوروبي، وفرض غرامة تصل إلى 6% من إجمالي الإيرادات العالمية السنوية للشركة. ومع ذلك، أكدت المفوضية الأوروبية أنه لم يُتخذ أي قرار نهائي بعد.

وقالت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية هينا فيركونن إن سلامة المستهلكين عبر الإنترنت "ليست قابلة للمساومة" في الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن قوانين الاتحاد، ومن بينها قانون الخدمات الرقمية، تشكّل أساسًا لحماية أفضل على الإنترنت. يُذكر أن التحقيق بشأن المنتجات غير الآمنة المعروضة للبيع على منصة "تيمو" فُتح في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وتحظى "تيمو" بشعبية كبيرة بين المستهلكين في مختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي، حيث تُعد من أكبر تجار التجزئة عبر الإنترنت في ألمانيا، كما يتسوّق ملايين الأشخاص في الاتحاد الأوروبي عبر هذه المنصة.



تندرج هذه التحقيقات في إطار تطبيق قانون الخدمات الرقمية الذي دخل حيّز التنفيذ في الاتحاد الأوروبي بهدف تنظيم عمل المنصات الرقمية الكبرى، وإلزامها بمزيد من الشفافية والرقابة على المحتوى والمنتجات المعروضة للبيع. ويُلزم القانون الشركات الكبرى باتخاذ إجراءات صارمة لحماية المستهلكين من المنتجات المزيفة أو الخطرة، بما في ذلك إزالة السلع غير الآمنة والإبلاغ عن الموردين المخالفين. ويُعد هذا التحقيق مع "تيمو" جزءًا من جهود أوسع تبذلها المفوضية لمراقبة امتثال المنصات الرقمية القادمة من خارج أوروبا للمعايير الأوروبية الصارمة.

وفي ظل تنامي الاعتماد على التسوق الإلكتروني في أوروبا، تزداد الضغوط على المنصات الرقمية لضمان بيئة آمنة وموثوقة للمستهلكين. وإذا لم تستجب "تيمو" بفعالية لملاحظات المفوضية الأوروبية، فقد تواجه عواقب مالية وقانونية صارمة قد تؤثر على مكانتها في السوق الأوروبية. ومع استمرار التحقيق، يبقى مصير الشركة مرهونًا بمدى التزامها بالإصلاحات المطلوبة لضمان الامتثال الكامل لقوانين الاتحاد الأوروبي.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)




## "جائزة رضوى عاشور للأدب العربي": استضافة في غرناطة
28 July 2025 05:26 PM UTC+00

"ليُعينهم المكانُ على الزمان"، جملة وردت في إعلان إطلاق الدورة الأولى من جائزة رضوى عاشور للأدب العربي 2025، في الذكرى العاشرة لرحيل الكاتبة المصرية، نهاية العام الماضي، التي أُعلنت نتائجها اليوم، بفوز كلٍّ من الكاتبة المصرية نورا ناجي، والكاتب اللبناني محمد طرزي.

على خلاف الجوائز العربية الأخرى، فالجائزة ليست مالية، بل إقامة أدبية لمدة شهر، تُمنح لكاتبَين عربيَين، أحدهما فوق سن الأربعين، والآخر دونها. وقد فاز الكاتب اللبناني محمد طرزي بالفئة الأولى عن مشروع رواية بعنوان "سنديانة الجبل الرفيع"، فيما فازت الكاتبة المصرية نورا ناجي بالفئة الثانية، عن مشروع روايتها "رمال متحرّكة".

أُطلقت الجائزة بالشراكة بين مؤسّسة قطر وجامعة غرناطة، احتفاءً بالكاتبة والباحثة المصرية الراحلة رضوى عاشور (1946–2014). وتتضمّن استضافة الأدباء الفائزين في غرناطة وجامعتها، لمدة شهر، في "كارمن دي لا فيكتوريا"، أحد البيوت التابعة للجامعة. وجاء في إعلان الجائزة أنها "توفر مساحة للقراءة، والتفكير، والكتابة، والحوار". واختيرت غرناطة مكاناً للجائزة، لما تمثّله من رمزية خاصة في أدب الكاتبة، التي خصّتها بثلاثية تحمل اسمها.



ضمت لجنة تحكيم الدورة الأولى كلاً من الشاعر أمين حداد، والدكتورة فاتن مرسي، والإعلامي ياسين عدنان، واستُقبلت الترشيحات حتّى 30 يونيو/حزيران. 

نورا ناجي (1987)، صحافية وروائية مصرية، من أعمالها: "بنات الباشا"، و"الكاتبات والوحدة"، و"أطياف كاميليا"، و"سنوات الجري في المكان"، أما محمد طرزي (1983)، فهو روائي لبناني، من أعماله: "النبوءة"، و"نوستالجيا"، و"جزر القرنفل"، و"ميكروفون كاتم صوت".






## فرق الإطفاء تكافح حرائق في تركيا واليونان وألبانيا بعد موجة حرّ
28 July 2025 05:26 PM UTC+00

كابدت فرق الإطفاء، اليوم الاثنين، لإخماد حرائق غابات في ثلاثة أقاليم منفصلة في تركيا، وكذلك بالقرب من منتجع سياحي في ألبانيا، التي أجّجتها الرياح القوية بعد أيام من الحرّ الشديد في منطقة البحر الأبيض المتوسط. من جهتها، نجحت اليونان في السيطرة على الحرائق المستعرّة أو إخمادها بالكامل.

وتصاعد الدخان في سماء إقليم قره بوك الجبلي في تركيا المطلّ على البحر الأسود، على بعد نحو 200 كيلومتر شمال العاصمة أنقرة، إذ أتى حريق غابات مستعرّ لليوم السادس على التوالي على مساحات شاسعة من الغابات، فيما دفع السلطات إلى تنفيذ عمليات إخلاء اضطراري لأكثر من 12 قرية.

وأفادت وزارة الغابات التركية، اليوم الاثنين، بأنّ ثلاثة من رجال الإطفاء لقوا حتفهم أمس الأحد في إقليم بورصة شمال غربي البلاد نتيجة تحطّم مركبتهم. وبذلك يرتفع عدد ضحايا حرائق الغابات في تركيا إلى 17 منذ أواخر يونيو/ حزيران الماضي، من بينهم 10 من المتطوّعين في أعمال الإنقاذ وعمّال الغابات لقوا حتفهم يوم الأربعاء الماضي في حريق اندلع بمدينة إسكيشهير غربي البلاد.

وجهدت فرق الإطفاء في تركيا للسيطرة على حريقَين منفصلَين، اليوم الاثنين، بعد إجلاء أكثر من 3.600 شخص من مناطق سكنية في إقليمَي مرسين وأنطاليا جنوبي البلاد.

يُذكر أنّ تركيا شهدت عشرات من حرائق الغابات في الأسابيع القليلة الماضية وسط الحرّ الشديد، في حين لقي 10 من رجال الإطفاء حتفهم الأسبوع الماضي في خلال مكافحة حريق في إسكي شهر بوسط البلاد.



وذكرت شبكة إي آر تي نيوز اليونانية، اليوم الاثنين، أنّ عناصر الإطفاء ما زالوا يحاولون إخماد الحرائق في منطقة قليلة السكان شمال غربي البلاد، وكانت حرائق كبرى عدّة قد اندلعت، في الأيام الثلاثة الماضية، في شمال أثينا وكذلك في جزر كريت ووابية وكيثيرا وشبه جزيرة بيلوبونيز. وقد نُقل العشرات إلى المستشفى بعد إصابتهم بمشكلات تنفسية من جرّاء تلك الحرائق، في حين أُخلي عدد كبير من القرى.

إلى جانب ذلك، حذّرت هيئة الحماية المدنية وقطاع الإطفاء في اليونان من أنّ خطورة اندلاع الحرائق في الأيام المقبلة ما زالت مرتفعة. يُذكر أنّ الجفاف الحالي المستمر والرياح القوية ساعدا على تحوّل الحرائق الصغيرة إلى حرائق كبيرة.

في سياق متّصل، يكافح رجال الإطفاء في بلغاريا وكذلك العاملون في الغابات والمتطوّعون حرائق غابات في أماكن نائية، خصوصاً في الجنوب. وقد طلبت الحكومة مساعدة الاتحاد الأوروبي في جهود إخماد الحرائق، علماً أنّ اليونان كانت قد طلبت مساعدة مماثلة أخيراً، وبالفعل ساهمت فرق من جمهورية التشيك وإيطاليا أمس بالسيطرة على حرائق مختلفة.

وفي ألبانيا، بذل رجال الإطفاء جهوداً مضنية بمساعدة الجيش للسيطرة على حرائق غابات قبل أن تصل إلى مدينة ساراندا الساحلية ومنتجعات سياحية أخرى في جنوب البلاد على ساحل البحر الأيوني. وأفادت الشرطة بأنّ نحو 13 شخصاً اعتُقلوا بسبب جرائم متعلقة بالحرائق المتعمّدة في الأيام الثلاثة الماضية.

(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)




## غوتيريس في مؤتمر حل الدولتين: الصراع ليس قدراً محتوماً ويمكن حله
28 July 2025 05:33 PM UTC+00

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، اليوم الاثنين إن "حل الدولتين يظل الإطارَ الوحيدَ المتجذّرَ في القانون الدولي، والذي أقرّته هذه الجمعية، ويدعمه المجتمع الدولي"، مشدداً على أنه "السبيلُ الوحيدُ الموثوقُ لتحقيق سلامٍ عادلٍ ودائمٍ بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو الشرطُ الأساسيُّ للسلام في جميع أنحاء الشرق الأوسط". 

جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر الدولي من أجل التسوية السلمية لحل الدولتين، والذي يُعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، برئاسة مشتركة من فرنسا والسعودية. ويُعقد المؤتمر على مستوى وزراء الخارجية ويستمر لعدة أيام، على أن يُستكمل في مرحلته الثانية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيعة المستوى، والمقررة في الأسبوع الأخير من سبتمبر/أيلول المقبل، أو في العاصمة الفرنسية باريس، بحسب ما أفاد به دبلوماسي فرنسي.

وأضاف غوتيريس "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليس قدَراً محتوماً، بل يمكن إنهاؤه، لكن ذلك يتطلب إرادة سياسية وقيادة شجاعة ويتطلب الحقيقة، والحقيقة هي أننا نقف على حافة الانهيار. وحلّ الدولتين أصبح أبعد من أي وقت مضى". ورأى الأمين العام أن "مؤتمر اليوم يمثل فرصة نادرة لا غنى عنها، علينا أن نضمن ألا يصبح مجرد محفل آخر في الخطابة ذات النوايا الحسنة، بل يمكنه، ويجب أن يكون نقطة تحول حاسمة، نقطة تُحفز تقدماً لا رجعة فيه نحو إنهاء الاحتلال، وتحقيق طموحنا المشترك في حل دولتين قابل للتطبيق". 

وبشأن ما يجري في غزة والضفة، قال غوتيريس: "لا شيء يبرر تدمير غزة الذي جرى أمام أعين العالم، بما فيه تجويع السكان، وقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وتجزئة الأرض الفلسطينية المحتلة، كما التوسع الاستيطاني المتواصل، وتصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، وهدم المنازل والتهجير القسري للسكان، والتغييرات الديموغرافية على الأرض، وغياب أي أفق سياسي ذي مصداقية، ناهيك عن الدعم لضمّ الضفة الغربية المحتلة الذي جاء في إعلان الكنيست الذي صُوِّت عليه الأسبوع الماضي". 

وشدد على أن الضم التدريجي للضفة الغربية المحتلة غير قانوني، والإجراءات الأحادية الجانب التي من شأنها تقويض حل الدولتين إلى الأبد غير مقبولة، ويجب أن تتوقف جميعها. ولفت إلى أن كل هذه "ليست بأحداث معزولة، بل هي جزء من واقع منهجي يُفكك دعائم السلام في الشرق الأوسط". 



بن فرحان: أمن المنطقة يبدأ من إنصاف الشعب الفلسطيني

أما وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، فقال إن المؤتمر "يشكل محطة مفصلية نحو تفعيل حل الدولتين وإنهاء الاحتلال، وتجسيد رؤية عادلة ومستدامة للسلام في الشرق الأوسط"، مشيداً بإعلان الرئيس الفرنسي عن نيته الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة رفيعة المستوى في سبتمبر/ أيلول، ووصف ذلك بالخطوة التاريخية التي تعكس تنامي الدعم الدولي لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة.

كما شدد على أن "المملكة العربية السعودية تؤمن بأن تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لجميع شعوب المنطقة يبدأ من إنصاف الشعب الفلسطيني، وتمكينه من نيل حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود 4-6-1967، وعاصمتها القدس الشرقية". وحول غزة، شدد بن فرحان "على أن هذه الكارثة الإنسانية، بسبب الحرب والانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة، ينبغي أن تتوقف فوراً لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ومحاسبة المسؤولين عنها، وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب، بما ينسجم مع قواعد القانون الدولي الإنساني".

وأشار إلى مبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت عام 2002 ووصفها بأنها "أساس جامع لأي حل عادل وشامل"، داعياً جميع الدول الحاضرة للانضمام للوثيقة الختامية للمؤتمر التي تشكل خريطة طريق مشتركة نحو تنفيذ حل الدولتين. 

 فرنسا: ينبغي أن يكون المؤتمر نقطة تحول لتطبيع حل الدولتين

ومن جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو إنه "وبعد مرور ثمانين عاماً على تأسيس الأمم المتحدة لا يمكننا قبول استهداف المدنيين والنساء والأطفال عندما يتوجهون إلى مواقع توزيع المساعدات"، واصفاً ذلك بالأمر غير المقبول. وشدد على ضرورة أن يكون المؤتمر بمثابة نقطة تحول لتطبيق حل الدولتين. وشدد على ضرورة إنهاء الحرب، والانطلاق للعمل على إنهاء ما أسماه "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني" في الوقت الذي تعرّض فيه هذه الحرب "أمن المنطقة واستقرارها للخطر". وتحدث عن تنفيذ حل الدولتين، وشدد على عدد من النقاط الأساسية بالنسبة لبلاده بما فيها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والتطبيع الإقليمي مع إسرائيل، وإصلاح إدارة الحكم الفلسطيني، ونزع سلاح حماس، وأن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح. 



سفير فلسطين: هناك طريق يؤدي إلى سلام مشترك لمنطقتنا

أما رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، فرأى أن المؤتمر يشكل وعداً لإنهاء الظلم التاريخي الذي حل بالشعب الفلسطيني "وأن ما يدور في غزة هو آخر أشكاله وأكثرها وحشية". كما تحدث مصطفى عن "رسالة للشعب الإسرائيلي بأن هناك درب أهل للسلام والتكامل الإقليمي، يتحقق ذلك عبر نيلنا لاستقلالنا وليس عبر تدميرنا، عبر تحقيق تمتعنا بحقوقنا وليس بحرماننا".

 وشدد مصطفى على ضرورة وقف الحرب على غزة، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية، ووقف المذابح والتجويع الذي ترتكبه إسرائيل. كما أكد ضرورة توحيد غزة والضفة والقدس الشرقية المحتلة، وأن تكون جميعها خالية من الحصار والمستوطنات والتشريد. وطلب بنشر قوات إقليمية ودولية لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار، ورأى أن ذلك لن يكون بديلاً لقوات أمنية فلسطينية، بل داعماً لها. وطلب بأن تكف حماس عن سيطرتها على غزة، وأن تسلم سلاحها للسلطة. 

يشار إلى أن عدداً من الدوائر المستديرة ستعقد خلال جلسات اليوم بخصوص تقديم المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة. كما ستقدم أكثر من 120 دولة إحاطتها ورؤيتها لحل الدولتين بدءاً من يوم غد أمام الجمعية العامة، مع حضور أكثر من أربعين وزير خارجية المؤتمر.




## قرصنة أوكرانية بيلاروسية لشركة طيران روسية
28 July 2025 05:38 PM UTC+00

أعلنت مجموعات قرصنة أوكرانية وبيلاروسية، اليوم الاثنين، مسؤوليتها عن هجوم إلكتروني على شركة الطيران الوطنية الروسية "إيروفلوت" أدى إلى توقف عشرات الرحلات الجوية. وأصبحت اضطرابات السفر شائعة في روسيا منذ بدء حربها على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022 ، غالباً بسبب اختراق طائرات مسيرة أوكرانية المجال الجوي الروسي، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتسبب فيها هجوم إلكتروني في مثل هذا الاختناق.

وقالت النيابة العامة الروسية إنها فتحت تحقيقاً جنائياً بعد تعطّل الرحلات الجوية في مطار شيريميتيفو الرئيسي في العاصمة موسكو، مقر شركة إيروفلوت. وأوضحت النيابة أن "السبب هو عطل في نظام تكنولوجيا المعلومات في إيروفلوت بسبب هجوم قرصنة". وأشارت "إيروفلوت" فقط إلى "عطل في نظام تكنولوجيا المعلومات"، قائلةً إن 54 رحلة أُلغيت اليوم.

قرصنة روسية بيلاروسية

أعلنت عصابة القرصنة الأوكرانية "الغراب الصامت" والعصابة البيلاروسية "الأنصار الإلكترونيون" مسؤوليتهما عن الهجوم. وقالتا في بيان مشترك: "نعلن عن نجاح عملية طويلة الأمد وواسعة النطاق أسفرت عن اختراق وتدمير البنية التحتية الداخلية لتكنولوجيا المعلومات في شركة إيروفلوت". وأشارت "الأنصار الإلكترونيون" في بيان منفصل إلى أن الهجوم حدث بفضل تراخي إجراءات الأمن السيبراني، زاعمةً أن الرئيس التنفيذي لـ"آيروفلوت"، سيرغي ألكساندروفسكي، لم يغير كلمة مروره منذ عام 2022، وأن الشركة كانت تستخدم أيضاً برامج قديمة مثل أنظمة التشغيل "ويندوز إكس بي" و"ويندوز 2003".



قرصنة مع وعد بالتسريب

ألمح القراصنة إلى أنهم سوف ينشرون البيانات الشخصية لجميع الروس الذين سافروا على متن طائرات "آيروفلوت". ولم تؤكد هيئة مراقبة الأمن السيبراني الروسية روسكومنادزور تسرّب البيانات، وفقاً لوكالة الأنباء الحكومية "ريا نوفوستي". وقالت الشركة إنها "تعمل على استعادة التشغيل الطبيعي في أسرع وقت ممكن"، مضيفةً أن معظم رحلاتها تعمل وفقاً للجدول الزمني المحدد.

وتتهم أوكرانيا وحلفاؤها روسيا منذ فترة طويلة بشن حرب إلكترونية مدعومة من الدولة، وتعطيل أنظمة تكنولوجيا المعلومات الحكومية والخاصة في جميع أنحاء العالم، وإلحاق أضرار بالبنية التحتية الحيوية. وقالت هيئة مكافحة الجريمة الأوروبية (يوروبول) هذا الشهر إنها فكّكت عصابة قرصنة موالية لروسيا متهمة بشن آلاف الهجمات الإلكترونية ضد أوكرانيا وحلفائها.




## الجوع يتراجع عالمياً والصراعات والمناخ يهدّدان التقدّم المسجّل
28 July 2025 05:39 PM UTC+00

بينما تمضي الأمم المتحدة بالتحذير من التجويع الذي ترتكبه إسرائيل بحقّ الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، أشارت المنظمة إلى أنّ عدد الجوعى في العالم انخفض بصورة طفيفة في عام 2024، وذلك للعام الثالث على التوالي. وأضافت في تقرير نُشر اليوم الاثنين، أنّ عدد الذين يعانون من الجوع تراجع عن الارتفاع الحاد الذي سجّله في خلال أزمة كورونا الوبائية، حتى مع تفاقم سوء التغذية في معظم أنحاء أفريقيا وغرب آسيا بسبب النزاعات والصدمات المناخية.

وأظهر تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم، الذي أعدّته خمس وكالات تابعة للأمم المتحدة، أنّ نحو 673 مليون شخص أو 8.2% من سكان العالم عانوا من الجوع في عام 2024، بعد أن كانت النسبة 8.5% في عام 2023. والوكالات هي منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية.


8.2% of the global population, about 673 million people, experienced hunger in 2024, down from 8.5% in 2023 - #SOFI2025 shows.

Despite progress, levels exceed pre-pandemic figures, with high food inflation slowing food security recovery. #UNFSS+4https://t.co/1VBrMUILsO
— FAO Newsroom (@FAOnews) July 28, 2025



وذكرت الوكالات الأممية أنّ تقريرها ركّز على المشكلات المزمنة وطويلة الأجل، ولم يعكس بصورة كاملة تأثير الأزمات الحادة الناجمة عن أحداث وحروب محدّدة، من بينها الأزمة في قطاع غزة المحاصر والمستهدف.

وقال كبير الاقتصاديين لدى منظمة فاو ماكسيمو توريرو إنّ تحسّن إمكانية الحصول على الغذاء في أميركا الجنوبية والهند أدّى إلى انخفاض عام في معدّلات النموّ، لكنّه حذّر من أنّ الصراعات وعوامل أخرى في أماكن مثل أفريقيا والشرق الأوسط قد تؤدّي إلى تراجع تلك المكاسب.

ورأى توريرو، في تصريح لوكالة رويترز، على هامش قمّة الأمم المتحدة لنظم الأغذية المنعقدة في إثيوبيا ما بين 27 يوليو/ تموز الجاري و29 منه، "إذا استمرّ الصراع في الازدياد، وإذا استمرّت مواطن الضعف ومكامن الخطر في التنامي، واستمرّ ضغط الديون في الزيادة، فإنّ الأرقام سوف ترتفع مرة أخرى".


Global hunger remains unacceptably high, according to the latest #SOFI2025 - The State of Food Security and Nutrition in the World report.

Without decisive action, 512 million people could be chronically hungry by 2030 - nearly 60% in Africa.

Get the full report at the link.
— World Food Programme (@WFP) July 28, 2025



من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في تصريحات أدلى بها عبر تقنية الفيديو في خلال القمة، إنّ "الصراع يمضي في دفع الجوع من قطاع غزة إلى السودان وما وراءه"، محذّراً من أنّ "الجوع يغذّي عدم الاستقرار في المستقبل ويقوّض السلام". وشدّد المسؤول الأممي على وجوب عدم استخدام الجوع بتاتاً "سلاح حرب"، في حين دعا الاتحاد الافريقي إلى التحرّك لمواجهة الجوع في القارة حيث يعاني 280 مليون شخص من سوء التغذية.

في سياق متصل، قال رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية ألفارو لاريو لوكالة فرانس برس إنّ "في قطاع غزة، نرى الناس يموتون من الجوع". وشدّد على "وجوب توفير الوصول بصورة عاجلة لنقل المساعدات الإنسانية الحيوية"، ولا سيّما في ظلّ عدم إمكانية الوصول منذ أشهر عدّة.



وتفيد التقديرات الحالية بأنّ عدد الذين يعانون من نقص التغذية بحلول نهاية العقد الجاري سوف يصل إلى نحو 512 مليون شخص، 60% منهم في أفريقيا. ومن الدول الخمس التي تضمّ أكبر عدد من الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي عندما يُعرّض عدم قدرة الشخص على تناول غذاء كافٍ حياته لخطر داهم، تقع أربع (نيجيريا والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا) في أفريقيا.

في عام 2024، اضطرّ نحو 2.3 مليار شخص إلى تفويت وجبة طعام من حين إلى آخر، وبالتالي يعانون من انعدام الأمن الغذائي بصورة متوسطة أو حادة، وهو رقم مستقرّ مقارنة بعام 2023. تجدر الإشارة إلى أنّ أرقام الجوع الإجمالية في عام 2024 ما زالت أعلى من 7.5% المسجّلة في عام 2019، قبل جائحة كورونا. أمّا في أفريقيا، فتختلف الصورة كثيراً، إذ لا تواكب مكاسب الإنتاجية النموّ السكاني المرتفع وآثار النزاعات والطقس القاسي والتضخّم.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)




## بزشكيان: لا نريد الحرب وردنا سيكون حازماً على أي عدوان محتمل
28 July 2025 05:50 PM UTC+00

أكّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الاثنين، أن بلاده قبلت في السابق بأشد أنظمة الرقابة الدولية على أنشطتها النووية، وهي مستعدة اليوم أيضاً للتعاون في هذا المجال، مضيفاً في الوقت ذاته، أنّ "ذلك لا يعني التنازل عن حقوق الشعب الإيراني". وأعلن بزشكيان استعداد إيران للحوار بشأن الملف النووي، قائلاً: "لا نطلب الحرب، لكن ردنا سيكون حازماً على أيّ عدوان محتمل".

وجاءت تصريحات بزشكيان خلال استقباله السفير الفرنسي الجديد، بيير كوشار، إذ أوضح أن إيران "تسعى إلى تعزيز الوفاق الداخلي والتعامل مع المجتمع الدولي"، مشيراً إلى أن "الدول الغربية من خلال الترويج للاتهامات والادعاءات الزائفة حول سعي إيران لامتلاك السلاح النووي تعطّل هذا المسار"، وأضاف الرئيس الإيراني: "نطالب بحقوقنا في إطار القوانين الدولية ونلتزم بمتطلباتها، وكما قبلنا سابقاً بأشد أنظمة الرقابة على برنامجنا النووي، فنحن اليوم أيضاً مستعدون للتعامل بهذا الشأن".

وفي وقت سابق اليوم الاثنين، أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، عدم وجود أي خطط لإجراء مفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة في الوقت الراهن، مضيفاً أن الإدارة الأميركية استغلت جولات الحوار السابقة للعدوان على إيران، و"خانت الدبلوماسية"، مشدداً على أن الشرط الأساسي لاستئناف أيّ مفاوضات جديدة هو "تغيير السلوك والرؤية الأميركيَين تجاه أصل التفاوض". وأشار، في الوقت نفسه، إلى أن طهران لن تتردد في انتهاج الدبلوماسية متى رأت أن مصلحتها القومية يمكن أن تتحقق عن طريق التفاوض.

من جهته، رد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الاثنين، في منشور على منصة "إكس"، على التهديدات الجديدة الصادرة عن المسؤولين الأميركيين، محذراً من أنه "إذا تكرر العدوان، سنقدّم رداً أشدّ ولن يكون بالإمكان إخفاؤه"، وأضاف أن بلاده "لن تتجاوب أبداً مع لغة التهديد والترهيب، فالإيرانيون لم ينحنوا قط أمام الأجانب، ولن يردوا إلا على أساس الاحترام".



وأكّد عراقجي أن إيران على دراية تامة بما حدث خلال الاعتداء الأخير الأميركي-الإسرائيلي، سواءً ضد إيران أو ضد أعدائها، مشيراً إلى احتياج أكثر من مليون إيراني للرادیوایزوتوبات الطبية التي ينتجها مفاعل طهران البحثي، "ذلك المفاعل الذي أنشأته الولايات المتحدة ويعمل باليورانيوم المخصب بنسبة 20%"، إضافة إلى الحاجة الوطنية إلى مواصلة تخصيب اليورانيوم لتأمين وقود المفاعلات النووية الجديدة.

وشدّد وزير الخارجية الإيراني على أنه "من غير المعقول أن يضحي أي شعب حصيف بثمار استثماراته الضخمة في التكنولوجيا السلمية والمنقذة للأرواح، استجابة لمطالب القوى المتغطرسة"، وأردف أن القصف الذي استهدف المنشآت النووية الإيرانية أثبت مجدداً أنه لا وجود لحل عسكري في هذه القضية، وإذا كان ثمة مخاوف حقيقية من انحراف الأنشطة النووية عن مسارها السلمي، "فقد ثبتت عبثية الخيار العسكري، بينما ربما يكون هناك مخرج دبلوماسي ناجح"، واختتم بالتأكيد أن التكنولوجيا النووية الإيرانية ليست قابلة للتدمير عبر القصف، وأن "إرادتنا أقوى من أن تهزم، رغم الضرر الكبير الذي لحق بمرافق التخصيب".

في سياق آخر، أشار بزشكيان إلى الجرائم غير المسبوقة والوحشية التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد سكان غزة، منتقداً بشدة حالة الصمت والتقاعس من الدول الأوروبية وفرنسا إزاء هذه الكارثة، متسائلاً: "أيّ مبرّر يمكن أن يجيز قتل الأطفال والنساء والرجال جوعاً جراء الحصار الإجرامي على شعب بأكمله؟! هل الأطفال حديثو الولادة إرهابيون ليُقصفوا أو يموتوا جوعاً بسبب حصار غزة؟!"، وأعرب عن أمله في أن تضطلع دول مثل فرنسا بدور أكثر فاعلية في وضع حد للجرائم المتواصلة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة.




## مسؤول سوري: حكمت الهجري يطالب بـ"منطقة حكم ذاتي" في السويداء
28 July 2025 05:50 PM UTC+00

قال مسؤول في الحكومة السورية، اليوم الاثنين، إنّ حكمت الهجري، أحد أبرز مشايخ الطائفة الدرزية في محافظة السويداء جنوبي البلاد، يطالب بإنشاء "منطقة حكم ذاتي". وجاء ذلك في حديث أدلى به المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، خلال لقاء مع مجموعة من الصحافيين، تناول فيه الأوضاع الإنسانية المتدهورة في محافظة السويداء، وفق وكالة الأناضول التركية. وأوضح المسؤول أن عدد الأفراد الذين دُفنوا في مقابر جماعية من دون التحقق من هوياتهم، عقب اندلاع الاشتباكات في 13 يوليو/تموز الجاري، قد بلغ مئات الأشخاص، وفق المعلومات الواردة.

وأكد أن قافلتين من المساعدات الإنسانية تمكنتا من دخول السويداء منذ إعلان وقف إطلاق النار من الرئاسة السورية، مشيراً إلى أنهما كانتا محملتين بالوقود والمواد الغذائية والإمدادات الطبية. وكشف عن استعداد الحكومة لإرسال قافلة مساعدات ثالثة، الاثنين، لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية. في المقابل، قال المسؤول إنّ حكمت الهجري منع الفرق الخدمية التابعة لدمشق كافّة من دخول المدينة، كما اتهمه بـ"الاستيلاء على قوافل مساعدات إنسانية كانت موجهة للمدنيين المتضرّرين من القتال"، مضيفاً أنه قام بـ"توزيعها على جماعته وأقربائه".



إجلاء عشرات الآلاف من السويداء إلى درعا وأزمة إنسانية

وأشار المسؤول إلى أنه جرى إجلاء نحو 150 ألف مدني من السويداء إلى محافظة درعا المجاورة، في ظل تصاعد الاشتباكات وأعمال العنف، واصفاً الوضع في درعا بأنه يشهد "أزمة إنسانية خطيرة"، وأضاف أن النازحين جرى إيواؤهم مؤقتاً في المدارس وملاجئ طارئة، لافتاً إلى أن الهجري سمح لمركبات الهلال الأحمر العربي السوري فحسب بالدخول إلى السويداء، بينما تسعى الحكومة السورية لتوسيع التعاون مع منظمات الإغاثة الأجنبية لإيصال المساعدات الإنسانية.

دفن جماعي واحتجاز رهائن

وقال المسؤول، استناداً إلى معلومات استخباريّة، إنّ مئات القتلى من المدنيين البدو ومقاتلي العشائر، إضافة إلى عناصر من قوى الأمن الداخلي، دُفنوا في مقابر جماعية خلال الاشتباكات والهجمات الإسرائيلية، وأضاف أن جماعة الهجري احتجزت نحو 1500 مدني رهائنَ، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، في الأيام الأولى من الاشتباكات، نافياً في الوقت ذاته وجود رهائن مدنيين لدى القوات الحكومية أو مقاتلي العشائر.

وفي إطار مبادرة لخفض التوتر، أعلنت الحكومة السورية، وفق المسؤول، عن إطلاق سراح 20 مسلحاً من جماعة الهجري "بادرةَ حسن نية"، في حين لا يزال نحو 70 عنصراً من وزارتَي الداخلية والدفاع محتجزين لدى الجماعة، جرى التأكّد من بقاء 7 منهم على قيد الحياة فقط، بحسب تقارير استخباريّة.

مطالب بالحكم الذاتي وممر حدودي

وأفاد المسؤول الحكومي بأنّ جماعة الهجري تجدّد مطالبتها اليوم بالحكم الذاتي في السويداء، وهي المطالب نفسها التي كانت قد طرحتها في عام 2023. وتشمل هذه المطالب منطقة حظر جوي فوق السويداء، وفتح معبر حدودي مع الأردن. وختم المسؤول تصريحه بالقول إنّ "الشعب السوري منهك من حرب استمرت 14 عاماً مع النظام المخلوع ( نظام بشار الأسد)"، مؤكداً ثقته بأن حلول البلاد لا تأتي إلّا عبر السلام والحوار تحت إشراف الدولة.

فحام: فكرة "الاستقلال الذاتي" ظهرت منذ 2022 وتتغذّى على الفراغ السياسي

من جهته، قال فراس فحام، الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن هذا المطلب ليس جديداً، بل ظهر في عام 2022، حين تصدّى الشيخ حكمت الهجري للحراك في السويداء قبل سقوط نظام بشار الأسد، وأوضح فحام أن موفّق طريف، رئيس محكمة دوزيف في إسرائيل، جرى تفويضه آنذاك للتفاوض مع موسكو، وطرح بوضوح فكرة فتح معبر مع الأردن، وهو ما فُهم في ذلك الوقت محاولةً لإيجاد نوع من الاستقلالية لمحافظة السويداء.

وأضاف أنه في عام 2023، بدأت تتبلور معالم فكرة الحكم الذاتي أو اللامركزية، ودخل على الخط في هذا السياق حزب اللواء السوري. أما اليوم، فإنّ الشيخ الهجري يُعد من أبرز الشخصيات التي وقفت في وجه دخول الدولة إلى محافظة السويداء، حتى قبل الأحداث الأخيرة. وأشار فحام إلى أن الهجري يحظى بدعم إسرائيلي، وقد تجلّى هذا الدعم بوضوح من خلال الغارات التي نفذتها إسرائيل على قوات الحكومة السورية التي حاولت دخول السويداء منتصف يوليو/تموز الجاري. ووفق فحام، فإنّ الهجري يرى أن هذا الدعم يتيح له رفع سقف مطالبه، لا سيّما وأنه يقدّم نفسه زعيماً دينياً لطائفة الدروز في السويداء، ويتحرك في مواجهة الحكومة الحالية من منطلقات دينية.

وبيّن فحام أن الهجري استثمر الأحداث الأخيرة في السويداء للمطالبة بتدويل ملف المحافظة، والدفع نحو حكم ذاتي، إلّا أن الظروف ليست سهلة أو مهيأة لذلك، إذ كان هناك حديث عن رفض أردني لمطلب فتح معبر حدودي، وشدّد على أنه لا يمكن التعويل مطلقاً على الدعم الإسرائيلي، مشيراً إلى أن قضية ضمّ السويداء قد تكون مطروحة بالنسبة لإسرائيل، التي توظف هذا الملف أداةَ تفاوض مع الحكومة السورية. وشدد فحام أيضاً على أن السويداء لا تستطيع الانعزال عن سورية لأسباب جغرافية واقتصادية، معتبراً أن الإشكالية الرئيسية تكمن في ضرورة الوصول إلى تسوية تنخرط فيها الحكومة السورية بهدف إصلاح الأوضاع، واحتواء التوترات التي شهدتها المحافظة، وإعادة بناء الثقة مع المجتمع المحلي، بما يقطع الطريق على دعوات الحكم الذاتي والانفصال، أو أي تدخل خارجي.




## وزارة الصحة اللبنانية: شهيد و4 جرحى في غارة للعدو الإسرائيلي بمسيرة على دراجة نارية في مدينة بنت جبيل
28 July 2025 05:56 PM UTC+00





## رحلة أليو سيسيه إلى إيطاليا تحسم الجدل حول مستقبله مع ليبيا
28 July 2025 06:01 PM UTC+00

حسمت رحلة المدير الفني السنغالي، آليو سيسيه (49 عاماً)، إلى إيطاليا، اليوم الاثنين، الجدل الدائر حول مستقبله مع المنتخب الليبي، بعد تقارير صحافية سنغالية تحدّثت عن نيّته الانسحاب من تدريب "فرسان المتوسط"، بسبب عدم حصوله على مستحقاته المالية، منذ توليه المهمة، وهو ما ينطبق أيضاً على مساعده يوسف دابو (45 عاماً).

ولئن التزم الاتحاد الليبي لكرة القدم الصمت تجاه الادعاءات السنغالية، في وقت سابق، فقد جاء رده هذه المرة واضحاً وصريحاً عبر حسابه الرسمي على موقع فيسبوك، إذ نشر مقطع فيديو يُظهر لحظة وصول المدرب آليو سيسيه إلى مدينة ميلانو الإيطالية، وهو يبتسم، في مشهد يعكس أجواء إيجابية وعلاقة طيبة تربطه بمسؤولي الاتحاد الليبي، على خلاف ما رُوّج في الفترة الماضية من توتر وقطيعة.

وجاءت رحلة سيسيه في إطار مواصلة مهامه الفنية مدرباً لمنتخب "فرسان المتوسط"، إذ يعتزم متابعة مباريات الأندية الليبية المشاركة في دور سداسي التتويج، بداية من الجولة الثانية، المقررة غداً الثلاثاء. وستُشكّل هذه المناسبة فرصة سانحة له لمعاينة أداء عدد من اللاعبين الدوليين، إضافة إلى عناصر جديدة مرشحة للانضمام إلى المنتخب الأول، الذي يستعد لخوض مواجهتين مرتقبتين ضمن تصفيات كأس العالم 2026، أمام كل من أنغولا وإسواتيني.

ويبدو أن الاتحاد الليبي لكرة القدم، برئاسة عبد المولى المغربي، قد توصّل إلى تفاهم مع المدرب آليو سيسيه يقضي بعدوله عن فكرة الرحيل، وإيقاف أي إجراء قانوني كان يعتزم رفعه أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم. وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى معاناة الاتحاد من أزمات إدارية، أثّرت في توازنه المالي، خاصة في ظل الراتب المرتفع للمدرب السنغالي، الذي يُعد من الأعلى في القارة الأفريقية، ويُقدّر بـ 76 ألف يورو شهرياً.



وبينما يطوي سيسيه صفحة الجدل حول مستقبله، يفتح في المقابل صفحة جديدة من التحديات داخل القارة السمراء، إذ تنتظره مهمة دقيقة لإعادة بناء منتخب ليبي طموح، قادر على مجاراة كبار أفريقيا في تصفيات المونديال. فالمصالحة الظاهرة بين الطرفين قد تشكّّل بداية مرحلة أكثر استقراراً، لكن نجاح هذا المشروع يبقى مرهوناً بقدرة الاتحاد الليبي على تجاوز أزماته، وضمان الاستمرارية لواحد من أغلى المدربين في أفريقيا.




## ترامب يحدد مهلة جديدة لروسيا لإنهاء حرب أوكرانيا: 10 أو 12 يوماً
28 July 2025 06:07 PM UTC+00

حدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، مهلة جديدة مدتها 10 أو 12 يوماً لروسيا لإحراز تقدم نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا أو مواجهة عواقب، ما يؤكد الإحباط الأميركي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إزاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة. وهدّد ترامب بفرض عقوبات على روسيا وعلى مشتريي صادراتها ما لم يُحرَز أيّ تقدم، ويشير الموعد النهائي الجديد إلى استعداد الرئيس الأميركي للمضي قدماً في تلك التهديدات بعد تردد سابق في القيام بذلك.

وخلال حديثه في اسكتلندا، حيث يعقد اجتماعات مع قادة أوروبيين، قال ترامب إنه يشعر بخيبة أمل من بوتين، مشيراً إلى أنه سيقلص مهلة 50 يوماً التي حدّدها بشأن هذه القضية في وقت سابق من هذا الشهر، وقال ترامب للصحافيين خلال اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر "سأحدد مهلة جديدة مدتها حوالى... 10 أو 12 يوماً من اليوم... لا داعي للانتظار... نحن ببساطة لا نرى أي تقدم يُحرز".

ولم يصدر الكرملين تعليقاً بعد. ورحبت أوكرانيا بهذا البيان. وشكر أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني ترامب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي على "صموده وإيصاله رسالة سلام واضحة من خلال القوة". ولم يُتبع ترامب، الذي أبدى انزعاجه أيضاً من زيلينسكي، دائماً كلامه الحاد عن بوتين بالأفعال، مشيراً إلى ما يعتبره علاقة جيّدة جمعت الزعيمين سابقاً.



وأشار ترامب، اليوم الاثنين، إلى عدم رغبته في إجراء المزيد من المحادثات مع بوتين، وقال إن العقوبات والرسوم الجمركية ستستخدم كعقوبات على موسكو إذا لم تلبِّ مطالبه. وقال ترامب "لا داعي للانتظار. إذا كنتم تعلمون كيف سيكون الرد، فلماذا الانتظار؟ وسيكون ذلك (من خلال) عقوبات، وربما برسوم جمركية، رسوم جمركية ثانوية. لا أريد أن أفعل ذلك بروسيا. أنا أحب الشعب الروسي".

واقترحت أوكرانيا عقد قمة بين بوتين وزيلينسكي قبل نهاية أغسطس/ آب المقبل، لكن الكرملين قال إن هذا الجدول الزمني غير مرجح، وإن الاجتماع لا يمكن أن يعقد إلا كخطوة أخيرة نحو تحقيق السلام. وقالت وزارة الخارجية الروسية يوم السبت إنه إذا أراد الغرب سلاماً حقيقياً في أوكرانيا، فسيتوقف عن إمداد كييف بالأسلحة.

وعبر ترامب مراراً عن استيائه من بوتين لمواصلته شنّ هجمات على أوكرانيا رغم الجهود الأمريكية لإنهاء الحرب. وأشاد ترامب بنجاحاته في مناطق أخرى من العالم حيث ساهمت الولايات المتحدة في التوسط في اتفاقيات سلام، وحظي بإطراء بعض القادة الذين اقترحوا منحه جائزة نوبل للسلام.

وقال ترامب اليوم "أشعر بخيبة أمل من الرئيس بوتين. سأقلص مدة الخمسين يوماً التي منحته إياها إلى عدد أقل لأنني أعتقد أنني أعرف بالفعل ما سيحدث". وروج ترامب، الذي يكافح أيضاً للتوصل إلى اتفاق سلام في غزة، لدوره في إنهاء النزاعات بين الهند وباكستان وكذلك بين رواندا والكونغو. وقبل عودته إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني الفائت، تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بإنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا في يوم واحد.

وقال ترامب "اعتقدنا أننا حسمنا الأمر مرات عديدة، ثم يخرج الرئيس بوتين ويطلق الصواريخ على مدينة مثل كييف، ويقتل الكثير من الناس في دار رعاية أو ما شابه. وأقول إنّ هذه ليست الطريقة الصحيحة لسير الأمر".

(رويترز)




## "عائشة" التونسي يفوز بالجائزة الأولى في مهرجان ديربان
28 July 2025 06:22 PM UTC+00


فاز فيلم "عائشة" للمخرج التونسي مهدي البرصاوي، بجائزة أفضل فيلم روائي طويل في مهرجان "ديربان" السينمائي بجنوب أفريقيا، في ختام دورته السادسة والأربعين أمس الأحد. وأُسّس مهرجان ديربان السينمائي الدولي عام 1979، ويُنظّم في مركز الفنون الإبداعية بجامعة كوازولو ناتال، وهو أقدم وأكبر مهرجان سينمائي في جنوب أفريقيا، حيث يعرض أكثر من مئة فيلم.

وهذه الجائزة الثانية التي يحصدها فيلم "عائشة" في شهر يوليو/تموز الحالي، بعد جائزة الاتحاد الأوروبي لأفضل فيلم طويل في مهرجان القدس للسينما العربية في دورته الخامسة. وحاز الفيلم أيضاً في وقت سابق من هذا العام على جائزة أفضل فيلم متوسطي في مهرجان البندقية السينمائي والجائزة الأولى في مهرجان الفيلم العربي في زيوريخ.

أبرز المعلومات حول فيلم "عائشة"

أنتج فيلم "عائشة"، الذي مدته 120 دقيقة، في عام 2023، وعرض لأول مرة في صالات السينما في عام 2024. ويتشارك الأدوار الرئيسية فيه الممثلون؛ فاطمة صفر ونضال السعدي وياسمين الديماسي وهالة عياد، وهو من إنتاج مشترك بين تونس وفرنسا وإيطاليا وقطر والسعودية.



ويدور الفيلم حول فتاة تغادر موطنها في الجنوب التونسي المحافظ بحثاً عن فرص أفضل في العاصمة حيث الحياة أكثر صخباً، وهناك تواجه مفاجآت وخيبات وتحديات عدّة في طريقها لبدء حياة جديدة. ويقول مخرج الفيلم البرصاوي عن "عائشة" إنه "يتحدث عن معنى الحرية والهوية ويدعو الناس إلى التحرّر من الصمت والتعبير".



(أسوشييتد برس، العربي الجديد)





## "الأناضول": جيش الاحتلال الإسرائيلي يعرض على "الكابينت" مساء الاثنين خطة جديدة لتشديد حصار غزة تشمل توسيع العملية البرية
28 July 2025 06:39 PM UTC+00





## وزارة الصحة اللبنانية: شهيد و4 جرحى في غارة للعدو الإسرائيلي بمسيرة على دراجة نارية في مدينة بنت جبيل
28 July 2025 06:43 PM UTC+00





## واشنطن تحث مجلس الأمن الدولي على تعديل العقوبات على سورية
28 July 2025 06:46 PM UTC+00

حثّت الولايات المتحدة، اليوم الاثنين، مجلس الأمن تعديل عقوباته على سورية، في خطوة قالت القائمة بأعمال المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة إنها ستساعد في الانتصار "بالحرب على الإرهاب". وقالت دوروثي شيا، القائمة بأعمال المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة اليوم إن الولايات المتحدة تعمل مع أعضاء مجلس الأمن لمراجعة العقوبات المتعلقة بسورية.

وأضافت في اجتماع لمجلس الأمن حول سورية "تعهدت الحكومة السورية بوضوح بمحاربة تنظيمَي القاعدة وداعش، والتنظيمان واضحان تماماً في معارضتهما للحكومة الجديدة ويهددان بتدميرها. ينبغي لأعضاء المجلس عدم الاستهانة بهذه التهديدات"، وتابعت "المجلس يستطيع، ويجب عليه، تعديل عقوباته حتى تتمكن الحكومة السورية من الانتصار في الحرب على الإرهاب، مع إبقاء الجهات الفاعلة الأكثر خطورة والتي لم تغير نهجها على قوائم (العقوبات)".



وجاء في تقرير غير منشور للأمم المتحدة أنّ مراقبي عقوبات الأمم المتحدة لم يرصدوا أيّ "علاقات نشطة" هذا العام بين تنظيم القاعدة والحكومة السورية، وهي نتيجة ربما تعزز مساعي الولايات المتحدة لتخفيف بعض عقوبات المنظمة الدولية على سورية.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقع نهاية يونيو/حزيران الماضي، أمراً تنفيذياً لـ"إنهاء العقوبات الأميركية على سورية"، أنهى به "حالة الطوارئ الوطنية" القائمة بشأن سورية منذ عام 2004 التي فرضت بموجبها عقوبات شاملة على دمشق. وسبق أن أعلن ترامب، خلال جولة له في الشرق الأوسط، في مايو/أيار الماضي، أنّ الولايات المتحدة سترفع جميع العقوبات المفروضة على سورية من أجل منحها فرصة جديدة، على حدّ قوله آنذاك، كما التقى خلال جولته بالرئيس السوري أحمد الشرع. 

(رويترز، العربي الجديد)




## نمو أسرع لاقتصادات الخليج في 2025 بدعم النفط والتنويع الاقتصادي
28 July 2025 06:46 PM UTC+00

أظهر استطلاع رأي أجرته رويترز لآراء خبراء اقتصاد، أنّ زيادة إنتاج النفط وجهود التنويع الاقتصادي ستساعدان معظم اقتصادات دول الخليج على النمو بوتيرة أسرع هذا العام مقارنةً بعام 2024. وعلى الرغم من التخفيضات الكبيرة في إنتاج الخام منذ أواخر عام 2022، فإنّ أسعار الطاقة ظلت منخفضة إلى حد بعيد، إذ أثّر التوتر الجيوسياسي المتزايد وعدم اليقين الذي يكتنف السياسة الأميركية في مجال التجارة على الطلب على النفط، ما أضرّ بإيرادات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). وتوقع استطلاع رأي منفصل أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 67.86 دولاراً للبرميل في عام 2025. وقد حام السعر حول 70 دولاراً في الغالب حتى الآن هذا العام.

وعزّزت دول أوبك إنتاج الخام منذ إبريل/نيسان لاستعادة حصتها السوقية من المنتجين المنافسين مثل الولايات المتحدة، كما أنها تشجع السياحة لتنويع مصادر الدخل. وأظهر الاستطلاع، الذي شارك فيه 20 محللاً اقتصادياً وأُجري بين 15 و28 يوليو/تموز، أن الناتج المحلي الإجمالي للسعودية من المتوقع أن ينمو بنسبة 3.8% هذا العام، وهو ما يقرب من ثلاثة أضعاف نسبة 1.3% التي حققها الاقتصاد في عام 2024.

وقال دانيال ريتشاردز، محلل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى بنك الإمارات دبي الوطني: "دائماً ما توقعنا أن تعيد "أوبك+" إنتاجها إلى السوق هذا العام بكميات أكبر مما كان متوقعاً في بادئ الأمر، لكن وتيرة هذا النمو فاقت حتى توقعاتنا"، وأضاف: "من الواضح أن الحكومة (السعودية) لا تزال ملتزمة بجهود التنويع الاقتصادي... ومن المتوقع أن تكون قيمة الإنفاق على المشروعات التي جرى تنفيذها كافية للحفاظ على وتيرة نمو قوية خلال السنوات القليلة المقبلة".

ومن المتوقع أن تتفوّق الإمارات على نظيراتها في مجلس التعاون الخليجي، بنمو 4.8% في عام 2025 و4.6% في عام 2026، وهي نسبة أعلى من 4.5% و4.2% في استطلاع أجري في إبريل/نيسان. ومن المنتظر أن ينمو اقتصاد قطر بنسبة 2.7% هذا العام، وأن يتسارع إلى 5.4% في عام 2026، وهو أسرع نمو يحققه منذ 13 عاماً، مع بدء مشروع ضخم لتوسعة إنتاج الغاز الطبيعي المُسال العام المقبل، وتعمل كل من قطر والإمارات على تقليل اعتمادهما على النفط من خلال التحول وجهةً سياحيةً.

وقال بدر الصرّاف، الباحث في ستاندرد تشارترد: "تستفيد قطر من عوائد الغاز... كلا البلدين (قطر والإمارات) في وضع جيد بفضل احتياطياتهما القوية والتنويع المستمر لاقتصادهما غير النفطي"، وأضاف: "أما عُمان والسعودية فهما مثالان جيدان على التكيف مع انخفاض أسعار النفط من خلال الانضباط المالي وتسريع وتيرة الإصلاحات".



ومن المتوقع أن يصل النمو في سلطنة عُمان والكويت إلى أعلى مستوياته في ثلاث سنوات هذا العام، إذ من المنتظر أن تسجل الأولى 2.8% والثانية 3%. وكانت البحرين استثناءً، فمن المتوقع أن يتراجع النمو قليلاً إلى 2.9%، مقارنةً بـ3% في العام الماضي. وفي حين أن اقتصادات الشرق الأوسط بعيدة إلى حد بعيد عن تهديدات الرسوم الجمركية الأمريكية، تواجه دول أخرى ضغوطاً للتوصل إلى اتفاقيات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل فرض رسوم مرتفعة عليها في أول أغسطس/آب.

ومن المتوقع أن يظل التضخم في منطقة الخليج معتدلاً، وأظهر متوسط الاستطلاع أن التضخم في المنطقة سيستقر ضمن نطاق بين 1% و2.5% في عام 2025. وجاءت توقعات الإمارات والسعودية عند 2%، وقطر عند 1.5%. وقال ريتشاردز: "الاتجاه العام هو تضخم عام متواضع، وبينما تراجع الدولار مقابل عملات مجموعة الثماني هذا العام، فقد كان أداؤه أقوى مقابل العملات الإقليمية الأخرى، ما قلّص أيّ ارتفاع في تكاليف الاستيراد الناجمة عن أسعار الصرف الأجنبي في المنطقة".

وتُعدّ اقتصادات دول الخليج من بين أكثر الاقتصادات تأثراً بتقلبات أسعار النفط، نظراً لاعتمادها التاريخي على صادرات الطاقة مصدراً رئيسياً للإيرادات. ومنذ تراجع أسعار النفط في عام 2014، بدأت دول الخليج في تنفيذ خطط طموحة لتنويع مصادر دخلها، من خلال الاستثمار في السياحة، والتكنولوجيا، والطاقة المتجددة، ومشاريع البنية التحتية، في إطار رؤى وطنية مثل "رؤية السعودية 2030" و"رؤية الإمارات 2031". وعلى الرغم من صدمات السوق التي شهدها العالم خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك جائحة كوفيد-19 والأزمات الجيوسياسية، إلّا أن دول الخليج أظهرت مرونة نسبية في إدارة اقتصاداتها، مدفوعة بسياسات مالية حذرة ومبادرات إصلاح هيكلي.

تشير نتائج استطلاع رويترز إلى أن اقتصادات الخليج تسير نحو مرحلة من النمو المتسارع، مدفوعة بزيادة إنتاج النفط، وتوسيع القاعدة غير النفطية، والالتزام بالإصلاحات الاقتصادية. وبينما تبقى أسعار الطاقة عاملاً مؤثراً، فإنّ التوجه الاستراتيجي نحو التنويع والإنفاق على المشاريع الكبرى يعزّز من استقرار النمو في المدى المتوسط. ومع الحفاظ على معدلات تضخم معتدلة، ومرونة في مواجهة التحديات الخارجية، يبدو أن دول الخليج تسير بثبات نحو تحقيق توازن اقتصادي أكثر استدامة، يوفر فرصاً للنمو والتنمية الشاملة في السنوات القادمة.

(رويترز، العربي الجديد)




## العيناوي ضمن خيارات الركراكي فهل يزاحم أمرابط وأوناحي؟
28 July 2025 06:51 PM UTC+00

يتجه المدير الفني لمنتخب المغرب لكرة القدم، وليد الركراكي (49 عاماً)، إلى توسيع قاعدة خياراته الفنية، تحسباً للاستحقاقات المقبلة، من أبرزها مباراتا النيجر وزامبيا، المقرر إجراؤهما يومي الخامس والتاسع من شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، ضمن التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026، التي تستضيفها الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك.

ويبرز اسم نجم نادي روما الإيطالي، نائل العيناوي (24 عاماً)، ضمن الخيارات المتاحة بالنسبة إلى المدرب وليد الركراكي، نظراً لما يمتلكه من مهارات فنية وبدنية عالية، ما جعله محط اهتمام بالغ من قِبل الجهاز الفني لمنتخب أسود الأطلس في الفترة الأخيرة، خصوصاً بعدما اختار الدوري الإيطالي محطة جديدة لمواصلة مسيرته الاحترافية، وهو الذي ترك بصمته في صفوف لانس الفرنسي، ضمن منافسات "الليغ 1"، في الموسم الماضي.

وأفاد مصدر بالجهاز الفني لمنتخب المغرب لـ"العربي الجديد"، اليوم الاثنين، والذي رفض ذكر اسمه، بأن اللاعب نائل العيناوي أصبح مرشحاً لتعزيز كتيبة القائد أشرف حكيمي (26 عاماً)، خلال مباراتي النيجر وزامبيا، وذلك بعدما فرض نفسه لاعباً مؤهلاً للعب في مركز وسط الملعب، مع إمكانية توظيفه أيضاً في خط الهجوم، نظراً لجمعه بين التمريرات الدقيقة وسرعته وحسه التهديفي، الأمر الذي يرشحه لمنافسة أسماء بارزة في تشكيلة "أسود الأطلس".

وتابع المصدر قائلاً: "يمتلك اللاعب نائل العيناوي مؤهلات فنية وبدنية تؤهله للعب في وسط الملعب، وعليه قد ينافس الثنائي: سفيان أمرابط (28 عاماً) وعز الدين أوناحي (25 عاماً)، على هذا المركز، لكن ظهور الأول مع منتخب المغرب مرتبط بمدى جهوزيته فنياً وبدنياً، قبل المعسكر التدريبي المقبل".



ولم يستبعد المصدر نفسه إمكانية أن يلعب نائل العيناوي مع سفيان أمرابط في وسط الملعب، إذ إن نجم نادي فنربخشة التركي ما زال يحتفظ بحظوة كبيرة لدى المدرب وليد الركراكي، لما يتمتع به من قدرة بدنية خارقة، في وقت يواجه فيه زميلهما عز الدين أوناحي صعوبة في إيجاد نادٍ يلعب ضمن صفوفه الموسم المقبل، إلى حد الآن، بعد خروجه رسمياً من حسابات نادي أولمبيك مرسيليا الفرنسي، لكن تجربته الرائعة في مونديال قطر 2022 ما زالت حاضرة في أذهان الجماهير المغربية، ما يجعل الاستغناء عنه كلياً أمراً صعباً. وجدير بالذكر أن المدرب وليد الركراكي سيكشف عن القائمة النهائية في أواخر أغسطس/ آب المقبل، قبل الدخول في معسكر تدريبي مغلق بمركز محمد السادس لكرة القدم في الرباط، استعداداً لمباراتي النيجر وزامبيا.




## استجواب مؤسّس "تيليغرام" في فرنسا بتهمة المحتوى غير القانوني
28 July 2025 07:17 PM UTC+00

واجه مؤسِّس تطبيق التراسل "تيليغرام" بافيل دوروف استجواباً من قضاة التحقيق في باريس، اليوم الاثنين، بشأن تورط محتمل للتطبيق في أنشطة إجرامية، وفقاً لما نقلته وكالة فرانس برس للأنباء عن مصادر قريبة من القضية. وكان دوروف، البالغ من العمر 40 عاماً، قد اعتُقل في باريس في عام 2024 في قضية أثارت ضجة كبيرة، ويخضع لتحقيق رسمي من السلطات الفرنسية بشأن محتوى غير قانوني على خدمة المراسلة الشهيرة التي أسّسها.

وعند وصوله إلى محكمة باريس صباح الاثنين برفقة أربعة من محاميه، واجه رجل الأعمال روسيّ المولد جولة استجواب ثالثة منذ اتهامه بارتكاب مخالفات متعدّدة مرتبطة بتسهيل الجريمة المنظمة. واتُهم دوروف، الذي يحمل جوازات سفر فرنسية وروسية، بالتواطؤ في إدارة منصة على الإنترنت سمحت بصفقات غير مشروعة ونشر صور اعتداء جنسي على أطفال ومحتويات غير قانونية أخرى.

ونفى دوروف هذه الاتهامات، وقال محاموه في بيان إن جلسة يوم الاثنين التي استمرت طوال اليوم سمحت لدوروف "بتقديم تفسيرات إضافية تثبت عدم صحة الوقائع موضوع التحقيق". وفي استجوابه الأول في ديسمبر/كانون الأول 2024، نفى دوروف إنشاء "تيليغرام" لأغراض غير مشروعة، لكنه أقر بوجود نشاط إجرامي متزايد على المنصة، وتعهد بتعزيز الرقابة.



تحسّن في تعاون "تيليغرام"

نقلت "فرانس برس" عن مصادر مطلعة على قضايا الجريمة المنظمة أن السلطات القضائية الفرنسية لاحظت تحسناً في تعاون "تيليغرام" منذ اعتقال دوروف. وقد خُففت الرقابة القضائية على دورو، الذي مُنع في البداية من مغادرة فرنسا، منذ أوائل يوليو/تموز، ما سمح له بالإقامة في الإمارات لمدة أقصاها أسبوعان في كل مرة.

وبحسب الوكالة، قال مصدر مقرب من القضية إنّ محامِي دوروف قدّموا طلبات إلى محكمة الاستئناف في باريس لرفض التهم الموجهة إليه. وقال محاموه في بيانهم يوم الاثنين: "نحن نطعن بشدة في شرعية توجيه الاتهام إلى موكلنا وفي إجراءات عدة من التحقيق أجريت في انتهاك للقانون المحلي والأوروبي"، كما قدّم المحامون طعناً قانونياً في فرنسا لفحص دستورية القضية، إلى جانب طلب للحصول على حكم أولي من المحكمة العليا للاتحاد الأوروبي.




## وزير الخارجية الفرنسي: فرنسا تقر بحق الشعب الفلسطيني بوطنه وتؤيد حل الدولتين
28 July 2025 07:20 PM UTC+00





## وزير الخارجية الفرنسي: لم يعد هناك أي مبرر للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة
28 July 2025 07:24 PM UTC+00





## هآرتس عن مسؤولين: نتنياهو سيعرض على المجلس الوزاري خطة لضم مناطق بقطاع غزة في مسعى لإبقاء سموتريتش بالحكومة
28 July 2025 07:32 PM UTC+00

تعليقات