## الضفة الغربية | المستوطنون يواصلون اعتداءاتهم بحماية جيش الاحتلال
29 July 2025 10:56 PM UTC+00
جدد مستوطنون إسرائيليون، مساء الثلاثاء، اعتداءاتهم على مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة، بينما واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماته في مناطق متفرقة من الضفة. وقالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) إن مستوطنين دمروا محمية طبيعية تبلغ مساحتها نحو 100 دونم في برية كيسان شرق مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة، واستولوا على خلايا شمسية ومولدات كهربائية، تعود ملكيتها للمواطن حسن الشعلان.
وفي الأغوار الشمالية، أفادت منظمة "البيدر للدفاع عن حقوق البدو" بأن مستوطنين اقتحموا منزلاً فلسطينياً في خِربة أبزيق، وقاموا بسرقة وتخريب محتوياته. كما أضرموا النيران في مسكن زراعي بسيط بمنطقة قاعون، يُستخدم كاستراحة للمزارعين والعمال خلال ساعات الظهيرة. وأضافت المنظمة أن المسكن المحترق "كان يشكل نقطة حماية حيوية للعاملين في الأراضي الزراعية، خاصة خلال الصيف الذي يشهد ارتفاعًا حادًا في درجات الحرارة".
كما اقتحم مستوطنون بأغنامهم تجمع شلال العوجا، في شرق الضفة الغربية  المحتلة، في تصرفات وصفتها المنظمة بـ"الاستفزازية التي تهدد حياة السكان وأمنهم". وفي شمال الضفة، ذكرت المنظمة أن مستوطنين، برفقة قوات من جيش الاحتلال، أحرقوا أرضاً زراعية في قرية بُرقة شمال غرب نابلس، بينما أطلق الجيش قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه منازل المواطنين، دون تسجيل إصابات. واعتبرت المنظمة الحقوقية أن "هذه الممارسات لا يمكن فصلها عن المخططات الاستيطانية الأوسع، التي تستهدف تفريغ المناطق الرعوية والزراعية من أصحابها الأصليين لصالح التوسع الاستيطاني"، وحذرت من أن "موجة متكررة من الانتهاكات تزيد من توتر الأوضاع وتهدد أمن واستقرار الأهالي".
ويقول رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية مؤيد شعبان، إن "29 فلسطينياً قُتلوا في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 برصاص المستوطنين المتطرفين بينهم سبعة منذ بداية العام الجاري". واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس الثلاثاء، أن عنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية هو "أعمال إرهابية" بعد جريمة قتل ارتكبها مستوطن إسرائيلي بحق ناشط فلسطيني بمدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية.
وفي سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت قرية دير ابزيع غرب رام الله وشارع سردا في مدينة البيرة. كما اقتحم الاحتلال قرية بيت فوريك شرق نابلس، شمالي الضفة، وبلدتي سبسطية وقصرة شمال وجنوب نابلس وأطلق الرصاص الحي في اتجاه منازل المواطنين، وأجبر المحال التجارية والسياحية على الإغلاق. كما داهم منازل وأغلق شوارع في بلدة الخضر جنوب بيت لحم. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت قرية دير ابزيع غرب رام الله
قوات الاحتلال تقتحم قرية بيت فوريك شرق نابلس pic.twitter.com/Lk8oIbRmxu
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 29, 2025
(الأناضول، العربي الجديد)
## مالطا تعلن أنها ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل
29 July 2025 11:20 PM UTC+00
أعلن رئيس وزراء مالطا روبرت أبيلا، أمس الثلاثاء، أن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل. وجاء إعلان أبيلا بعد ساعات من إعلان مماثل لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وبعد أيام من إعلان فرنسا عن خططها للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقال أبيلا في منشور على فيسبوك: "موقفنا يعبر عن التزامنا بالجهود الرامية إلى تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط".
وكانت حكومة مالطا تتعرض لضغوط متزايدة من داخل صفوفها للاعتراف بدولة فلسطينية، كما دعت المعارضة اليمينية في منتصف يوليو/تموز الجاري إلى الاعتراف الفوري. وأعلن أبيلا لأول مرة عن خطط الاعتراف بدولة فلسطينية في مايو/أيار الماضي، وقال وقتها إن ذلك سيتم في مؤتمر للأمم المتحدة في يونيو/حزيران، الذي تم تأجيله لاحقاً. و مالطا جزيرة عضو في الاتحاد الأوروبي ولها تاريخ طويل في دعم القضايا الفلسطينية ودعم جهود حل الدولتين. وكانت أيرلندا والنرويج وإسبانيا اعترفوا بفلسطين دولة مستقلة في مايو الماضي.
وقال ستارمر، الثلاثاء، إن المملكة المتحدة ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل، ما لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة وحل الدولتين، وقال إن "المملكة المتحدة ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع في غزة، والتوصل إلى وقف إطلاق النار، وتوضيح أنه لن يكون هناك ضمّ في الضفة الغربية، والالتزام بعملية سلام طويلة الأمد تؤدي إلى حل الدولتين"، مؤكداً أنه "لا يوجد أي تكافؤ بين إسرائيل وحماس وأن مطالبنا من حماس لا تزال قائمة، وهي ضرورة إطلاق سراح جميع الرهائن (المحتجزين) والموافقة على وقف إطلاق النار وقبول عدم لعب أي دور في حكومة غزة ونزع سلاحها".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال، يوم الخميس الماضي، إن باريس ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر. وقال ماكرون عبر منصتي "إكس" و"إنستغرام": "وفاءً بالتزامها التاريخي بسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررتُ أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين. سأُعلن ذلك رسمياً خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل".
(رويترز، العربي الجديد)
## المواطنة... من العصور القديمة إلى سورية الجديدة
29 July 2025 11:53 PM UTC+00
تتطلّب المواطنة، مفهوماً وتطبيقاً وممارسةً، استقرار الدولة والديمقراطية قبل كلّ شيء. وتعتبر أساسَ عملية الاندماج الوطني، وحجر الزاوية في بناء الدولة الوطنية الحديثة، ومدخلاً إلى إرساء أسس نظم حكم ديمقراطي فيها، وتحتاج المواطنة إلى إطار قانوني وسياسي مُحايد، وهي الدولة، التي يجب أن تساوي بين الجميع، من دون تمييز أو إقصاء. بل الدولة الحديثة والطبيعية هي التي تنقل جزءاً من صلاحياتها ومهامّها إلى مؤسّسات وطنية تحافظ على مبدأ المواطنة، وبذلك تتحوّل الدولة إلى الضامن الحقيقي للجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والسياسية لمبدأ المواطنة، وتحقيقاً للسلم والعدل الاجتماعي.
فالحقوق القانونية تحتاج ضمانات دستورية، تحقّق التقارب النسبي في الدخل والثروة والمكانة الاجتماعية والمستوى التعليمي، وتوفير فرص العمل والتعليم والرعاية الاجتماعية، ما يجعل من المواطنة عمليةَ مشاركةٍ ممكنة وفعّالة، وليست مجرّد ديكور للاستحواذ والإقصاء من السلطة باسم الديمقراطية، والأخيرة يجب أن تحقّق قدراً متزايداً من المساواة والعدل والإنصاف، أو ستبقى الديمقراطية والمواطنة شكلاً أجوف ينخر فيه الفساد، ولعبة بيد القوي ضدّ الضعيف.
وقد ارتبط مفهوم المواطنة عبر التاريخ بحقّ المشاركة في النشاط الاقتصادي، والتمتّع بثمراته، والمساواة في الحياة الاجتماعية، واتخاذ القرارات السياسية، وتولي المناصب العامّة. وتاريخياً نمت المواطنة عبر محطات حتّى وصل المفهوم إلى دلالاته المعاصرة.
قديماً وعند العرب والمسلمين الأوائل
تُعتبر دولة المدينة في العهد الإغريقي أقرب إلى معنى المواطنة المعاصر. ورغم أنه شمل فئاتٍ محدّدة ولم يُغطِّ جوانب المواطنة المعاصرة، لكنّه نجح في تحقيق المساواة بين المحكومين الأحرار. وشكّلت ممارسة أثينا الديمقراطية نموذجاً في المشاركة السياسية الفعّالة، وصولاً إلى تداول السلطة وتولّي المناصب العامّة. ولم تتوقّف مساعي البشرية منذ ذلك الحين لتعزيز مبدأ المواطنة الحقوقية، فاستمرّ الصراع من أجل تأكيد الإنسان ذاته، وللمطالبة بحقّ الشراكة في كُلّ شيء، وإعادة الاعتراف بكيانه وحقّه والمشاركة في اتخاذ القرارات. وخلال عصر الإغريق، استجابت الحكومات لمطالب بعض الفئات مثل النبلاء والكهنة والمحاربين، ومنحتهم درجاتٍ أعلى من غيرهم من السكّان. لكن استمرار تجاهل متطلّبات السلم الأهلي وإقصاء قطاعات مجتمعية عن المشاركة في اتخاذ القرارات، والاعتماد على شبكاتٍ من الحلفاء المُحدَّدين، انتهى بخلع الملوك وانهيار الإمبراطوريات. وهو ما حصل في العهدَين الإغريقي والروماني.
لا تزدهر المواطنة إلا في ظلّ دولة ديمقراطية محايدة، تساوي بين جميع مواطنيها وتكفل لهم الحقوق من دون تمييز
وأبرز وثيقتَين في الفكر الإسلامي حول المواطنة، أولاها في حلف الفضول في مكّة، حين أوشك الإسلام على البزوغ، والذي كان (الحلف) يتدخّل لنصرة المظلوم، سواء كان من أهل مكّة أو من زوّارها. وقيل فيه شعراً في ديوان العرب "إن الفضول تحالفوا وتعاقدوا/ ألا يغرّ ببطن مكة ظالم/ أمرٌ عليه تعاهدوا وتواثقوا/ فالجار والمعتزّ فيهم سالمُ". الثانية صحيفة النبي/ صحيفة المدينة، التي تحوّلت نظاماً سياسياً يحقّق المساواة والعدل والإنصاف بين الجميع، مسلمين وغير مسلمين.
كما دعت بعض الآيات القرآنية الكريمة إلى المساواة في الحقوق والواجبات: "يا أيها الناس، إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، وقوله سبحانه: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها وبث منها رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به الأرحام". لكن تسخير الحكّام للفكر السياسي في تبرير نظم حكمهم، أدّى إلى ارتدادات سالبة، سياسية وشعبية عميقة، ومُيّز المواطنون المسلمون من غيرهم.
إعادة اكتشاف المواطنة في أوروبا
اعتمد الفكر السياسي الأوروبي على المواطنة مرتكزاً لتأسيس نظم سياسية حيّة وفاعلة، وذات قبول فكري وتقبّل نفسي. وحقّقت قدراً متزايداً من الاندماج الوطني والمشاركة السياسية الفعّالة وحكم القانون، الذي شكّل حجر الزاوية للمذاهب الديمقراطية في أوروبا الغربية. ومرّت التغيّرات السياسية التي أسّست مبادئ المواطنة في الدول القومية الديمقراطية المعاصرة بتحوّلات كبرى، أولها تكوين الدولة القومية في دائرة الحضارة الغربية نتيجة سعي الملوك إلى نزع السيادة من الكنيسة. وشكلّ اختراع البارود عاملاً بارزاً في قيام الدولة القومية الحديثة، إذ استطاع الملوك فرض سيطرتهم على ممالكهم وإخضاع الأمراء لسلطتهم، وتحصيل الضرائب منهم ومن جميع السكّان مباشرة، وبواسطة المدافع تمكّن الملوك من دكّ قلاع الأمراء والقضاء على ازدواجية السلطة في ممالكهم. وبذلك تفوّقوا في القوة العسكرية، وفشل الأمراء من الاستمرار. ثانياً، سعت كلّ قومية في أوروبا إلى تكوين دولتها على أساس قومي تاريخي يسعى إلى قوة الأمّة ونجاحها، تعبيراً عن وعي السكّان بوحدتهم، والتعبير عنها في الدولة القومية. إيطاليا وألمانيا مثالان على العامل القومي في تكوين الدول. ثالثاً، بعد استحواذ الملوك على حقّ السيادة من الكنيسة والأمراء، تحولت المشاركة السياسية إلى الفعل الأبرز في تكوين الدولة الحديثة، فأصبحت علاقة الدولة/ المملكة مباشرة مع الشعب صاحب السيادة، إضافة إلى حاجة الملوك إلى إيرادات كافية تدفعهم إلى فرض الضرائب وتحصيلها، وهو ما يتطلّب وجود تمثيل لدافعي الضرائب لإقناعهم بدفعها ومراقبة سبل صرفها.
ويُشير التاريخ الاقتصادي لأوروبا ومستعمراتها إلى العلاقة بين الحاجة لجني الضرائب من السكّان، والمشاركة السياسية. كمثال، تمت المشاركة السياسية في دول الشمال الأوروبي (الدول الاسكندنافية وبريطانيا) بسبب حاجة الملوك للاعتماد على شعوبهم في تحصيل الضرائب، وتشجيعهم على الإنتاج وزيادة قدرتهم الضريبية، من خلال السماح بمزيد من المشاركة السياسية واستتباب الأمن الاجتماعي. في المقابل، تأخّرت المشاركة السياسية في دول أوروبا الجنوبية، وعلى الأخصّ إسبانيا والبرتغال، بسبب قدرة الملوك على الاستفادة من ذهب المستعمرات في أميركا (ريع الاستعمار). ومنذ ذلك الوقت، أخذ مبدأ التمثيل النيابي، وما صاحبه من حكم القانون، بالانتشار جغرافياً، والتحسنّ نوعياً في دائرة الحضارة الأوروبية، بفضل التجربة البريطانية، وبفضل فكر فلاسفة عصر التنوير، حتى أصبحت الشعوب تعتقد بحقّها في السيادة.
انتشرت سيادة القانون في دائرة الحضارة الأوروبية، واتسع نطاقها مع إصدار الدولة القومية في أوروبا القوانين العامّة، وأصبحت القيمة والأهمية لعملية تنظيم العلاقات والسياسة والاقتصاد أكثر من السيف. ونتجت من ذلك ولادة القانون في دائرة الحضارة الأوروبية الحديثة، لتتزايد معه المشاركة السياسية وتتسّع نطاقها، وأدت إلى تقاسم السلطة والفصل بين السلطات الثلاث، وتنظيم علاقات التعاون بينها وفق شرعية دستورية. وتحوّلت البلدان من الملكية إلى الجمهوريات، وأصبح الشعب مصدر السلطات. وبذلك نقلت دائرة الحضارة الأوروبية المفهوم التقليدي للمواطنة من الفكر السياسي الإغريقي والروماني إلى المفهوم المعاصر للمواطنة.
لم يعش السوريون تجربة المواطنة الحقوقية قط، بل كانت الهُويَّات تُستغلّ لتقسيمهم، لا لتوحيدهم
ملاحظات على المفهوم
تعرّف دائرة المعارف البريطانية المواطنة بأنها علاقة الفرد بالدولة وفقاً لقانون تلك الدولة، وبما تتضمّنه العلاقة من واجبات وحقوق في الدولة. في حين تدمج موسوعة كولير الأميركية بين مصطلحي المواطنة والجنسية، من دون تمييز، وتعرّفها بأنها أكثر أشكال العضوية في جماعة سياسية اكتمالاً. ويؤكّد التعريفان أنه في الدول الديمقراطية يتمتّع كلّ من يحمل جنسية الدولة من البالغين الراشدين بحقوق المواطنة فيها، في حين أنّه يختلف في الدول غير الديمقراطية، إذ تكون الجنسية مجرّد "تابعية"، ولا تتوافر لمن يحملها بالضرورة حقوق المواطنة السياسية، وهي غير متوافرة لغير الحكّام أو الحاكم الفرد المطلق.
ويمكن تقديم نموذج للعلاقة بين حقوق المواطنة وواجباتها وتفاعلاتها عبر تقسيم المواطنة لقسمين متداخلين: الأول، الوضع القانوني للمواطنة في بلدٍ ما، وتتفرّع منه الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية بشكل متساوٍ بين الجميع. الثاني، الاعتقاد، أي المشاعر والمواقف والسلوك، وتتفرع منه المناقب الحضارية والمواطن الصالح. ويشترك مع المبدأ الأول في قضية الجنسية والهويّة والانتماء. ويشترك المبدآن في الولاء والالتزامات المعنوية تجاه الدولة.
والمواطنة في الفكر السياسي المعاصر مفهوم تاريخي شامل ومعقّد. ونوعية المواطنة في أيّ دولة تتأثر بالنضج السياسي والرقي الحضاري، كما تأثّر مفهوم المواطنة عبر العصور بالتطوّر السياسي والاجتماعي، وبعقائد المجتمعات وبقيم الحضارات والمتغيّرات العالمية الكبرى. وشكلّ التوافق المجتمعي على عقد اجتماعي القاسمَ المشترك المُعبِّر عن قناعة فكرية وقبول نفسي والتزام سياسي بمبدأ المواطنة، وبمقتضاه تعتبر المواطنة مصدر الحقوق ومناط الواجبات بالنسبة إلى كلّ من يحمل جنسية الدولة من دون تمييز ديني أو عرقي، أو بسبب الذكورة والأنوثة.
وتشترط المواطنة الغربية توفر خمسة مبادئ ديمقراطية؛ لا سيادة لفرد ولا لفئة على أخرى، والشعب مصدر السلطات؛ سيطرة أحكام القانون والمساواة؛ عدم الجمع بين أيّ سلطة تشريعية وتنفيذية وقضائية في يد شخص أو قومية واحدة؛ ضمان الحقوق والحريات العامّة دستورياً وقانونياً وقضائياً ومجتمعياً من خلال تنمية قدرة الرأي العام ومنظّمات المجتمع المدني على الدفاع عن الحريات العامّة وحقوق الإنسان؛ تداول السلطة سلمياً دورياً وفق انتخابات عامّة حرّة ونزيهة، تحت إشراف قضائي مستقلّ، وشفافية عالية تحدّ من الفساد والإفساد والتضليل في العملية الانتخابية.
المواطنة في سورية
لم يعش السوريون تجربةَ المواطنة الحقوقية، ولم يرَ نظام "البعث" السوري في الهُويَّات الفرعية سوى أدوات لتعميق الانقسام المجتمعي، وزيادة منسوب الصراع والنزاع والكراهية بينها. ولعلّ النقل الشكلي للديمقراطية إلى سورية بمعزل عن المشاركة الفعّالة لمعظم أفراد المجتمع، وغياب المشاركة في الثروة والسلطة وصناعة القرار السياسي خلال العقود الماضية، وتوظيفها لتكريس مصالح النظام، وترسيخ التبعية بكلّ أبعادها، تُفسّر الإحباطات الكثيرة التي شهدتها سورية. لذا عاشت البلاد عقوداً من الممارسات المُبتسرة للديمقراطية، التي أُفرغت من مضمونها الوطني، وكانت كفيلةً بإعاقة الديمقراطية وخلق التناقض بين نتائج الممارسة الديمقراطية المزعومة، والأهداف الوطنية للمجتمع الذي تطبّق فيه.
ودمّرت الصراعات والحروب التي مارسها نظام الأسد ضدّ الشعب السوري كثيراً من هياكل الدولة والمجتمع المدني، وأصبح المواطن السوري يعاني من غياب مبدأ المساواة والمشاركة السياسية، يُضاف إليه تحدّي التنوّع الثقافي والعرقي واللغوي، الحامل القوي للمواطنة في حال الاحتواء الإيجابي، ويقود إلى التفكّك المجتمعي في حال تعرّضه للاستغلال السياسي، وهنا يُمكن الحديث عن المواطنة متعدّدة الهُويَّات، التي تعترف بالتنوع اللغوي والثقافي والهُويَّاتي، وتضمن المساواة في الحقوق والواجبات، وإلا فإن سؤال قدرة الدولة على توفير الإطار القانوي المحايد، وتوفير فرص متساوية للمواطنين خاصّة في ظلّ الانقسامات السياسية والعرقية سيبقى مُعلقاً من دون الحصول على انسجام مجتمعي.
ليست المواطنة صفة قانونية فقط، بل أيضاً ممارسة اجتماعية وثقافية وسياسية تُبنى على المساواة والعدالة والمشاركة
ولا يجوز أبداً إهمال العلاقة بين المواطنة والعدالة الاجتماعية، وتوفير فرص متساوية في التعليم والصحّة والرعاية الصحّية والعمل. المشكلة الأخرى للمواطنة في سورية أن الطبقات الاجتماعية متفاوتة من حيث النفوذ والموارد، لتكوّن الطبقات مؤثّرة بشكل مباشر في مستوى المواطنة، فالمواطن في الطبقات الأقلّ قيمةً، من حيث المال والسلطة والتعليم والنفوذ الحكومي، لا يملك الفرص نفسها التي يمتلكها المواطن من الطبقات العليا. والواضح غياب الأدوار الفاعلة للأحزاب السياسية والمجتمع المدني ضمن الدولة والسلطة، ودورها في مراقبة عملها، إضافة إلى أن القيود المفروضة على حرّية التعبير والرأي هي الأخرى تقيّد المواطنة. وتبدو تصوّرات المستقبل بالنسبة للمواطنة في سورية صعبة المنال والتوقّع، فالحديث عن دولة مدنية حديثة تحترم حقوق مواطنيها وتضمن المساواة والتعدّدية وبناء التوافق الاجتماعي بين مختلف الفئات المجتمعية داخل سورية يبدو صعباً في ظلّ ما أنجز حتى الآن من إعلان دستوري منحاز لفئة على حساب فئة أخرى، وغياب أيّ تصوّر للعدالة الانتقالية، واستمرار استخدام مفاهيم العنف عوضاً عن الحوار، وأساساً الديمقراطية مغيّبة مفردةً وتطبيقاً، عدا عن أن الحوادث في الساحل وجرمانا والسويداء أثبتت غياب عقل الدولة، وبقاء سورية حالياً ضمن دائرة ما دون الدولة.
تحتاج المواطنة في سورية إلى الديمقراطية، والأخيرة تحتاج إلى دولة حديثة، وهي الأخرى عليها أن تكون محايدةً، وبناء المواطن السوري ليس من طريق الامتثال للقوانين فقط، بل من خلال تعزيز قدرة الفرد على المشاركة الفعّالة في حياة مجتمعية عامّة من الجوانب كافّة، فهي ليست صفة قانونية فقط، بل واقع تربوي واجتماعي. لذا فإن الحدّ الأدنى لاعتبار سورية دولة مراعية لمبدأ المواطنة من عدمه يتمثّل في وجود شرطين جوهريين: أولهما زوال وجود مظاهر حكم الفرد أو القلّة من الناس وتحرير الدولة من التبعية للحكّام ومن خلال ضمان مبادئه ومؤسّساته وآلياته الديمقراطية على أرض الواقع، وثانيها، اعتبار جميع السكّان اللذين يتمتّعون بجنسية الدولة أو لا يحوزون عليها، والمقيمين على أرض الدولة منذ سنوات طويلة، متساوين في الحقوق والواجبات.
خاتمة
لا يُمكن للمواطنة أن تستقيم في مجتمعٍ مختلّ التوازنات طوال نصف قرن مضى كالمجتمع السوري، ففكرة المواطنة هي تضامن بين أناس متساويين في القرار والدور والمكانة، يرفضون التمييز بينهم في درجة مواطنيتهم وأهليتهم العميقة لممارسة حقوقهم، بصرف النظر عن درجة إيمانهم التي لا يمكن قياسها، وقدرتهم على استلهام المبادئ والتفسيرات الدينية، وكذلك ممارسة التفكير واتخاذ القرارات الفردية والجماعية لتوليد السياسة بمفهومها الجديد.
مصطلح المواطنة غريب عن السوريين، ولم يوفّر معناه خلال عمر الدولة السورية حديثة النشأة، ولم يعايشوا مبناه، ولم يُسمح حتى اليوم للسوريين بنيل حقوق مشتركة متساوية. لذلك، يشكّل الطرح بالشكل الحالي للمواطنة خطوةً متأخّرةً عن أطروحات الشرعية الدولية لحقوق الإنسان، التي ترفض اعتبار المواطنة حالةً خاصّة، ولا بدّ من الامتثال إلى المواطنة وعصر حقوق الإنسان في سورية، عندها يصبح كلّ شخص مواطناً دوماً، ويتمتّع الجميع بحقوق مدنية وسياسية واجتماعية، كما يطبّق الأفراد جميعهم واجبات متساوية من دون تمييز.
## رسالة إلى ولدي: "كيفك انتَ؟"
29 July 2025 11:53 PM UTC+00
ولدي الحبيب:
أكتب لك صباح يوم مولدك، اليوم الذي كان مميّزاً في حياتي، رغم أنني أصبحت فيه أمّاً للمرة الثالثة، وكان قرار إنجابك المحاولة الثالثة لتحقيق الحلم أو الحياة مع كذبة أن من الممكن أن أستمرّ في دور المرأة التقليدي في مجتمع لا تزال تحكمه الذكورية، وقوامه إعلاء شأن الرجل. ولذلك، كنتَ ذاك الكائن الصغير الذي يموء في جواري فوق سرير مهترئ في مستشفىً حكومي، محاولتي الثالثة لكي أجد لي موضع قدم وسط عالم يتكلّم لغةً لا أجيدها، ولكنّك حين جئت وكبرت، عرفتُ أنك كما أطلقت عليك لاحقاً "البطّة السوداء"، التي ستنقذ الأمّ وباقي البطّات البيضاء الصغيرات الضعيفات، رغم أنني لم أكن يوماً البطّة الأمّ التي ترى بطتها السوداء مختلفة، فرغم أنك جئت ببشرتك الغامقة المحبّبة إلى قلبي، وجعلتني بعد أن كبرت أهيم حبّاً بسواد القهوة والشوكولاتة المرّة، إلا أنني لم أحاول التفرقة بينك وبين إخوتك، بل كنتَ (ولا تزال) الأقرب والأغلى، حتى إذا ما باعَدت بيننا الغربة، وأصبح اللقاء صعباً، صرت بالفعل الأغلى، حسبما أجاب حكيم قديماً، حين سُئل عن أعزّ أولاده فقال: "وغائبهم حتى يعود".
تذكّر، يا ولدي، كيف عشنا في غزّة التي ضاقت بأهلها بفعل الحصار، وكيف صرتَ تحلم بأن تبقى البطة السوداء المنقذة، فحملتَ متاعك القليل، وسافرت بعيداً من قلبي، ولم تنسَ قبل سفرك أن تجدّد العهد معي ومع إخوتك بأننا إمّا نموت معاً وإمّا نعيش معاً، وذكّرتني وأنت تحمل حقيبتك على ظهرك بقولك ضاغطاً على أسنانك، محذّراً: "تذكّري أننا كنّا وسنبقى في سفينة واحدة، وعليك أن تحافظي على الجميع".
اعلم، يا ولدي الحبيب، أنني بقيت على العهد حتى دقّت طبول الحرب المجنونة قبل نحو عامَين، وأصبح هاجس الفقد يلاحقني، وكنتُ كلّ ليلة، وأنا أحاول النوم فوق حشيّة مهترئةٍ على الأرض، أتذكّر وعدي لك. ولذلك، حرصتُ على ألا نفترق حتى ونحن ننزح من مكان إلى آخر، فلم أستمع إلى أيّ نصيحة بأن نقسّم أنفسنا كما كانت كثير من العائلات تفعل، فلم تخطر ببالي هذه الفكرة، لأنني عشت بكم ومعكم، وقد اعتدنا وعاهدنا أنفسنا على ألا نفترق، وأن نحاول ونجاهد، حتى نرفع شارة النجاة الأخيرة. وكما قلتُ لكم دوماً: "سننجح ذات يوم، وسنرفع شارة النجاة فوق أرضٍ غير الأرض".
اليوم يا ولدي تلفّنا (أنا وإخوتك) الغربة، وأنت غريب وبعيد منّي، وكنتُ أحسب أن خروجي من غزّة (بعد جهد مستميت)، حيث كانت تستعر نار الحرب، سيكون إلى القرب منك، ولكن وجدت نفسي مرّة أخرى محاصرةً وعالقةً، واكتشفت أن العالم الواسع يضيق بالفلسطيني أينما حلّ، وإلى حيث لا يمكنني أن أغادر صوبك لأضمّك إلى صدري وأتحسّس خصلات شعركَ يا ابن العمر والشقاء والدمع!
هل تعلم، يا ولدي، أنني كنتُ (ولا أزال) أمّاً تخاف الفقد، وكنت أكرّر دعاء أمّي ألا يجعل الرب ابتلائي بفقد أحدكم، فكانت أمّي تردّد: "يا رب ما أشرب حسرة واحد من أولادي"، فرحلتْ قبل أن يحدث ذلك. ولذلك، فأنا أتعذّب، يا ولدي، كلّما رأيت مشاهد الفقد والوداع للأبناء من أمّهاتهم الثكالى في غزّة، وأشعر بشعور لا يمكن وصفه، لأن فقد الابن، ومهما بلغت الأم من العمر، هو أكبر مصيبة قد تحلّ بها، ولذلك أيضاً فقد تخيّلتُ "جارة القمر"، وهي تناهز 90 عاماً، حين علمت بموت ابنها زياد (69 عاماً)، غنّت له أجمل وأبدع أغانيها " كيفك انتَ"، التي كنت أستمع إليها في صباحاتي الغزّية بعد سفرك، قبل أن يحلّ الموت والخراب في بلادنا وتطوينا الغربة جميعاً، فتُطلَّ عبر الفضاء الإلكتروني لتسألني كلّ يوم: "أمي كيفك"، فأرد على سؤالك بسؤال: "كيفك انتَ".
## عن مخطّطات الاستيطان والضمّ المضمرة لغزّة
29 July 2025 11:54 PM UTC+00
تحذّر أصواتٌ مُعارِضة في إسرائيل، منذ أشهر، من أن حكومة نتنياهو تضمر مخطّطات ضمّ واستيطان تتعلّق بقطاع غزّة فور انتهاء الحرب. وكشفت صحيفة هآرتس (29/7/2025) أنه في إثر قرار نتنياهو زيادة المساعدات الإنسانية المقدّمة إلى القطاع، الذي عارضه حزب الصهيونية الدينية برئاسة الوزير بتسلئيل سموتريتش، تم التعهّد لهذا الأخير بضمّ مناطقَ من القطاع إلى إسرائيل من أجل إغرائه بالبقاء في صفوف "الائتلاف" الحاكم.
في واقع الأمر، يجري تطبيع فكرة الاستيطان الإسرائيلي في قطاع غزّة على قدم وساق منذ فترة طويلة، ولا تنحصر هُويَّة من يقود هذه الفكرة في تيّار الصهيونية الدينية، بل تتعدّاه إلى حزب ليكود الحاكم، وأحزاب يمينية إسرائيلية أخرى. وإذا كان مثل هذا الاستيطان في الخطاب الإسرائيلي محفوفاً بمخاطر قبل الحرب على غزّة، فقد بات اليوم "شرعياً"، ويمكن أن يصبح قابلاً للتنفيذ. وهذا يحدث أيضاً لفِكَر أخرى تخصّ غزّة، مثل إعادة الحكم العسكري الإسرائيلي، وتخصّ لبنان مثل إعادة احتلال "الحزام الأمني".
ويترافق ذلك كلّه مع ما يلي: يسوّغ قادة الحركة الاستيطانية سعيهم بذرائع أمنية، وسبق لسموتريتش أن قال إنه حيثما توجد مستوطنات سيكون هناك جنود "ولذا، الأمن سيسود هناك". ولكنّ المبرّر الأمني لا يعدو كونه آليةً من أجل تطبيع الفكرة. بالإضافة إلى ذلك، يوضّح هؤلاء أن الاستيطان مشروط بالترانسفير، أو ما يُطلق عليه بلغة مخفّفة "تشجيع الهجرة"، الذي يعتبره بعضهم بمثابة "الحلّ الأكثر أخلاقيةً". وسبق للوزيرة ماي غولان من حزب ليكود أن قالت إن "من حاول أن يتسبّب لنا بمحرقة ثانية يجب أن يُردّ عليه بنكبة جديدة"، ما استدعى بعضهم إلى استنتاج أن الهدف ليس مجرّد "تشجيع الهجرة"، بل أيضاً طرد ملايين الأشخاص.
ووفقاً لأدبيات متراكمة، تمثّل حركة الاستيطان الجديدة هذه فكرة "أرض إسرائيل خالية من العرب، من النهر إلى البحر". وبحسب ما نشر في الإعلام الإسرائيلي، يتطلّب الاستيطان في القطاع شرطاً أساسياً، حدّدته دانييلا فايس، التي توصف بأنها "كاهنة" الاستيطان في "أرض إسرائيل الكبرى"، هو "غزّة خالية من العرب". وسبق لسموتريتش نفسه أن قال: "إذا بقي مائتا ألف فلسطيني فقط في غزّة بدلاً من مليونَين، سيكون كلّ شيء أسهل".
لا يفوّت المعترضون على هذه التحرّكات كلّها التنويه بأن حلم "أرض إسرائيل خالية من العرب" لطالما رافق الحركة الصهيونية بكلّ أطيافها منذ نشأتها، وارتأى أحدهم التذكير بأن هذا بدأ بعبارة "شعب بلا أرض إلى أرض بلا شعب"، التي تصوّر أرضاً فارغةً تنتظر الطلائعيين اليهود لتعميرها واستصلاح الأراضي الجرداء وتجفيف المستنقعات. وجرى تنفيذ الحلم مع نكبة 1948، وعقب حرب 1967. وفي وقت لاحق، دعا حزب شرعي في الكنيست إلى ترانسفير، وكان في مقدّمته جنرال متقاعد يموّل إرثه بملايين الدولارات من حكومات إسرائيلية متعدّدة.
عند هذا الحدّ، من المهم الإشارة إلى مسألتَين. الأولى، أن الرؤية التي يعبّر عنها سموتريتش، وغيره من قادة اليمين الإسرائيلي المتطرّف، وتدعو إلى احتلال غزّة وتدميرها أكثر فأكثر وتهجير سكّانها، تحظى بدعم أكثر من نصف السكّان اليهود في إسرائيل، وفقاً لاستطلاع رأي عام أجرته جامعة تل أبيب، وهو ما يجعل الحرب في إسرائيل الحالية "مجرّد واقع حياة"، مثلما وصفها رئيس "برنامج سياسات الأمن القومي" في "معهد أبحاث الأمن القومي" عضو الكنيست السابق عوفر شيلح، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي يتحوّل، بشكل غير رسمي طبعاً، إلى نموذج "تجنيد إجباري مدفوع الأجر"، إذ لا يُسرَّح جنود الخدمة الإلزامية، بل يُنقلون مباشرةً إلى الخدمة النظامية، ويذهب إلى الاحتياط مَن يُعتبر مجدياً اقتصادياً، وتزداد ميزانية الأمن بقرار واحد بمقدار 42 مليار شيكل (أي ثلثَي ميزانية الأمن الأصلية لعام 2023، من دون احتساب المساعدات الأميركية).
المسألة الثانية، أن المعارضة في إسرائيل لا تعترض على هذه الرؤية من ناحية مبدئية، إنما فقط من منطلق أنها "ليست واقعيةً" (!).
## انتبهوا أيها السادة: النيل في خطر
29 July 2025 11:54 PM UTC+00
وسط غبار الشاحنات المنطلقة بسرعتها القصوى في وسائل التواصل الاجتماعي، وأزيز الطائرات التي تشارك في استعراضات المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزّة، ثمّة خطر مستطير يختبئ في سيناريوهات تتسرّب عبر الإعلام الصهيوني. أولها (وأخطرها) إعلان هيئة البثّ الصهيونية الرسمية، نقلاً عن بيان لجيش الاحتلال، أنه وافق، بتوجيهٍ من المستوى السياسي (الحكومة)، على مبادرة الإمارات لربط خطّ مياه من مصر إلى داخل قطاع غزّة.
في التفاصيل وبحسب البيان، سيصل الخطّ إلى منطقة المواصي الساحلية، التي تمتدّ من وسط القطاع إلى جنوبه، ومن المتوقّع أن يخدم نحو 600 ألف فلسطيني من سكّان المنطقة، وأن مندوبين إماراتيين بدأوا اليوم إدخال المعدّات الخاصّة بالمشروع، بطريقة خاضعة للرقابة وبعد فحص أمني دقيق، عبر معبر كرم أبو سالم (جنوب القطاع) وتبدأ أعمال إنشاء الخطّ خلال الأيام القليلة المقبلة، وتستمرّ أسابيع.
وكانت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام) قد أعلنت، في 15 يوليو/تموز الجاري، عبر عملية "الفارس الشهم 3"، بدء تنفيذ مشروع إنساني لإمداد المياه المحلّاة من الجانب المصري إلى جنوب قطاع غزّة. وأن المشروع يتضمّن خطّاً ناقلاً جديداً يُعدّ الأكبر من نوعه، ويمتدّ بقطر 315 ملم وطول 6.7 كيلومترات، يربط بين محطّة تحلية المياه التي أنشأتها الإمارات في الجانب المصري، ومنطقة النزوح الواقعة بين محافظتي خانيونس ورفح.
في الأثناء، بل في اللحظة ذاتها، تعلن إسرائيل خطّةً لضم مناطق من قطاع غزّة، تبدأ من الشمال، ثمّ تتوسّع في كامل مساحة القطاع، فتنقل صحيفة هآرتس عن مسؤولين أن بنيامين نتنياهو سيعرض على المجلس الوزاري المصغّر (الكابينت) خطّةً لضم مناطق بقطاع غزّة، في مسعى لإبقاء وزير المالية اليميني (المتطرّف) بتسلئيل سموتريتش في الحكومة. ووفقاً للصحيفة، حصلت الخطّة على ضوء أخضر من إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وأن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر عرضها على وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، وحظيت بدعم البيت الأبيض.
تهدف الخطّة التي يمكن تسميتها "مشروع سموتريتش" إلى زراعة غزّة بالمستوطنات والمستوطنين بعد إزاحة الشعب الفلسطيني، إمّا بتهجيرهم خارجها، أو بحبسهم فيما عرفت بـ"مدينة الخيام" في جنوب القطاع، وبالتحديد عند المناطق التي يشملها مشروع خطّ المياه الإماراتي .
لا تحتاج خطورة ما يجري التخطيط له على الشعب الفلسطيني، وقضيته، أدلة، لكن هذه الإنسانية الإماراتية الإسرائيلية المفرطة تحمل خطورةً أكبر على مصر ومياهها. خطّ مياه إماراتي من مصر إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، أليس ذلك هو حلم الصهاينة الأوائل، منذ ما قبل إنشاء الكيان وحتى الطبعة الأولى من الشرق الأوسط الجديد، كما رسمها وصاغها شمعون بيريس في تسعينيات القرن الماضي؟
سيقال إن المشروع يعتمد على تحلية مياه البحر، ونقلها من مصر إلى غزّة، التي تخطّط إسرائيل لإعادة احتلالها بالكامل، فإذا كان الأمر يعتمد على تحلية مياه البحر، فلماذا لا يذهب "الفارس الإماراتي الشهم" إلى قطاع غزّة مباشرةً وينفّذ مشروعه الإنساني من مياه بحر غزّة، مع الوضع في الاعتبار أن صلب المشروع المطروح "نقل المياه" من مصر إلى غزّة، فما الذي يضمن أن يقتصر الأمر على المياه المحلّاة فقط، ثمّ ما سرّ هذه الحفاوة الإسرائيلية بالفكرة وتبني جيش الاحتلال لها؟
هذه الأسئلة وغيرها ينبغي أن تكون الشغل الشاغل للشعب المصري، الذي يذرف الدمع على ما يدور في ملفّ مياه النيل من جهة إثيوبيا، والذي كان اسم الكيان الصهيوني يتردّد فيه عند استعراض الحلول المقترحة للنزاع على الحصص والكمّيات، وفي ذلك تعدّدت التحذيرات في مقالات ودراسات وندوات، من سيناريوهات شرّيرة، يكون المشهد الأخير فيها عبور النيل إلى الكيان الصهيوني، استجابةً لمشاريع صهيونية قديمة ترجع إلى ما قبل إنشاء الكيان الصهيوني في أرض فلسطين، ومن ذلك ما تناوله نقيب نقباء الصحافيين المصريين، الراحل كامل زهيري، في كتابه "النيل في خطر"، إذ يعود بالحكاية إلى العام 1903، ومشروع اتفاقية توطين اليهود في سيناء 99 عاماً، ويورد نصّ تقرير البعثة الصهيونية التي زارت سيناء أيام الاحتلال البريطاني واقترحت تحويل مياه النيل تحت قناة السويس، وحقيقة الاتصالات السرّية بين المليونير الصهيوني جاكوب روتشيلد وجوزيف تشمبرلين وتيودور هرتزل، وبين اللورد كرومر وبطرس باشا غالي.
في وثائقي مهم عرضته "بي بي سي" في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، أظهرت وثائق بريطانية أن إسرائيل وضعت خطّةً لنقل مياه النهر إلى قطاع غزّة قبل 35 عاماً، وفي 1987 أرسلت وزارة الخارجية البريطانية الدبلوماسي غريك شابلاند، ممثّلها في المباحثات المتعدّدة الأطراف بشأن المياه في عملية السلام، إلى كلّية الدراسات الشرقية والأفريقية (سواس) في جامعة لندن للتعمّق في دراسة الملفّ.
في مايو/ أيار عام 1988، نظم شابلاند ندوةً مغلقةً لبحث وضع المياه في الشرق الأوسط. وكُشف خلالها (صراحة للمرّة الأولى) خططاً إسرائيلية لحلّ مشكلة المياه، سواء في أراضيها أم في الضفة الغربية وقطاع غزّة.
في هذا السياق، تحدّثت الخطّة الإسرائيلية عن مياه النيل خياراً لحلّ مشكلة غزّة المائية، وتخفيف العبء عن شبكة المياه الإسرائيلية. وقالت "بسبب المشكلات الهيدرولكية الحادّة في غزّة، سوف يتم العثور على وسيلة لتوفير المياه من مصادر خارج قاعدة موار المياه الإسرائيلية، مثل نهر النيل من سيناء، أو تحلية مياه البحر"، وتتضمّن الخطّة ضرورة إبرام "معاهدة إقليمية شاملة تدعمها الدول المجاورة والقوى العظمى".
ليست مصادفةً أن يلتفت دونالد ترامب إلى ملفّ مياه النيل فجأةً في اللحظة التي يُعلِن فيها فكرة "مدينة الخيام" في جنوب قطاع غزّة، ثمّ يدخل "الفارس الشهم" القادم من الإمارات بمشروعه الذي احتضنه الاحتلال الصهيوني بكلّ الترحاب.
## مرّة أخرى: لن تحكموا سورية هكذا
29 July 2025 11:54 PM UTC+00
سبق أن استخدمت العنوان أعلاه في مقال سابق نشره "العربي الجديد" (19/3/2025). منذ ذلك الحين، جرت مياه كثيرة في النهر، وحصلت تطوّرات كبرى بعضها إيجابي والآخر سلبي. إيجابياً، رفعت الولايات المتحدة عن سورية جزءاً مهمّاً من العقوبات، التي لعبت الدور الأكبر في تدمير الطبقة الوسطى، التي تفتقدها البلاد اليوم في معركتها من أجل بناء دولة المواطنة والقانون، بعد أن حطّمت تلك العقوبات السوريين، وحوّلتهم جماعةً من الأشباح، همّهم الرئيس تأمين رغيف الخبز، أو أسطوانة غاز، أو ساعة من الكهرباء، أو قليل من الماء الصالح للاستخدام الآدمي. من الأحداث السلبية التي حصلتْ (منذ ذلك الوقت) انفلات الاحتقان الطائفي من عقاله، خصوصاً بعد أحداث السويداء الدامية، والانتهاكات التي ارتكبتها مختلف الأطراف بحقّ المدنيين في أثنائها، وعبّرت بالتوازي مع الخطاب الذي رافقها عن مخزون مخيف من العنف والكراهية. الأخطر من ذلك كلّه أن بعض السوريين بدأوا يتقبّلون فكرة أنهم غير قادرين على العيش المشترك في وطن واحد، ما يعني أن الدولة باتت مهدّدةً فعلياً بالتفكّك، في ظلّ دعمٍ إسرائيلي لهذا التوجه. ومن المظاهر السلبية التي تبلورت أيضاً خلال الشهور الأربعة الماضية، بين أحداث الساحل وأحداث السويداء، أن السلطة الجديدة بدأت تصبح أكثر انفتاحاً في التعبير عن نفسها باعتبارها حكومة بعض السوريين، وليس كلّهم، بعد أن كانت تنفي ذلك دائماً في خطابها السياسي، باعتراف أحد قياديّيها أخيراً، لدى تبريره ممارسات السلطة بأنه "حكم المنتصر" (يقصد هيئة تحرير الشام)، التي أصبحت تقدّم نفسها من دون مواربة الممثّل الحصري والوحيد للسُّنّة السوريين العرب، في أجواء طائفية مشحونة.
اللافت فوق ذلك أن السلطة الجديدة تمارس الحكم بثقة مفرطة، وبصلاحيات مطلقة، وليس على قاعدة أنها انتقالية، بل أبدية، تحكم مثل نظيرتها في العراق باسم الأغلبية الطائفية، ويتجلّى ذلك في تبنّيها سياساتٍ داخليةً وخارجيةً ذات طبيعة مصيرية، من دون أدنى اكتراثٍ بمواقف السوريين ورأيهم فيها، وتفويضهم لها، بدءاً بمفاوضات السلام مع إسرائيل، والتوجّه نحو قوننة الوجود العسكري الأجنبي في الأراضي السورية (قواعد تركية وأميركية، فضلا عن الروسية)، والقبول بمنطقة منزوعة السيادة في الجنوب، وصولاً إلى بيع أصول للدولة على شكل استثمارات أجنبية، مروراً بتصميم هويَّة بصرية جديدة للدولة السورية، تنسجم مع هويتها الطائفية، والعقيدة القتالية للجيش "الخاصّ" الذي تؤسّسه. تتأتى هذه الثقة من عاملين رئيسَين، يتمثّل الأول بالدعم والاحتضان الخارجي الذي تحظى به هذه السلطة (من بعض دول الخليج وتركيا وأوروبا والولايات المتحدة)، ولأسباب تخصّ مصالح الداعمين، بعد أن نجحت السلطة الجديدة بإقناعهم بقدرتها على تأدية بعض الأدوار الوظيفية المهمّة مثل محاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ومواجهة حزب الله وإيران، وتأمين حدود إسرائيل، وصولاً إلى تطمين الخائفين بأن لا تصدير للأيديولوجيا الإسلامية، من جهة، ولا ديمقراطية في سورية من جهة ثانية. العامل الثاني، يتجلّى في نجاح السلطة الجديدة في إقناع جزء معتبر من السُّنّة السوريين العرب بأنها تمثّلهم، تحمي مصالحهم، وتحكم الدولة باسمهم بعد إقصائهم عنها ستّة عقود.
خلال الأسابيع القليلة الماضية، تعرّضت السلطة الجديدة لهزّة عميقة، قد تكون أيقظتها على حقيقة أنها ربّما أفرطت الثقة في نفسها، كما أفرطت في الاتكال على جدار الدعم الخارجي والداخلي الذي حازته عقب نجاحها المشهود في إسقاط نظام الأسد البائد. تبيّن نتيجة أحداث السويداء أن الدعم الخارجي ليس غير مشروط، وأن الفوضى التي يخشاها العالم في سورية هي تماماً ما ستقود إليه سياسات العنف والطائفية والإقصاء والاستئثار. كما تبيّن، وللسبب نفسه، أن الدعم الداخلي ليس معطىً ثابتاً ومضموناً، بدوره، خصوصاً بعد أن وُضعت مكوّنات الشعب السوري (على خلفية أحداث السويداء) في مواجهة بعضها (العشائر ضدّ المليشيات المحلّية في السويداء) ما قد يفضي إلى حرب أهلية شاملة، وتدخّلات خارجية واسعة (إسرائيلية خصوصاً قد تجرّ تركيا وغيرها)، في وقتٍ باتت فيه طموحات توحيد البلاد أبعد من أيّ وقت مضى. لن تنجح حالة الإنكار التي تعيشها السلطة، ولا حملات التخوين، التي يقودها المخلصون من أتباعها في وسائل التواصل الاجتماعي، في حجب حقيقة التغيير الذي طرأ في الأسابيع الأخيرة على المزاجين السوري والدولي العام، وبداية تبلور إجماع وطني على ضرورة مراجعة المسار، ببساطة لأن سورية لن تُحكَم هكذا.
## توزيع مسؤوليات عن فاجعة زياد الرحباني
29 July 2025 11:54 PM UTC+00
ليس صحيحاً أن "الأسباب تعدّدت والموت واحد"، وإلا لكان المثل العربي أفتى بأن الحياة واحدة أيضاً كيفما عيشَت. فالموت، على حتميّته، أصناف، أكثرها تسبّباً بقهرٍ مجبول بحزن وغضب وشعور بالعجز، ذلك الذي يسهّله صاحبه أو يسرّعه نتيجة يأس وإحباط وقناعة بأنّه لم يعد من لزوم لتأخير الرحيل. بأنّه لم يعد من داعٍ للبقاء بضع سنوات إضافية مع أمراض الجسد والاكتئاب وفقدان الرغبة بفعل ما كان يحب فعله. بأنّ كل شيء ذهب سدى والعمر مرّ مزحةً كبيرة، وسط هؤلاء الناس الذين يسمّون جمهوراً ومريدين، في هذا البلد الذي قُدّر له قضاء العمر فيه بينما كانت عروض عمل مغرية تنتظره في ألمانيا وروسيا وغيرهما. هذا شيء مما يجعل من رحيل زياد الرحباني فاجعة لا موتاً ربما كان يتوقعه أن يأتي مبكراً شخصٌ مثله لا ينام أكثر من ساعتين في اليوم منذ تشكّل وعيه ولا يتّبع نمط حياة صحّياً. عقله يعمل حتى وهو نائم، ولا شيء عنده اسمه "صغّرها تصغر". يحمل رأساً مشغولاً بهموم شعوب وبلدان وعالم، مرهف المشاعر، فكيف لو أضيف إلى ما سبق أن السنوات الـ69 لهذا العبقري خلطة فواجع شخصية ــ عائلية ونضالات سياسية وحرب أهلية مديدة كان منخرطاً فيها حتى النخاع، وهزائم عالمية بما أن شواغل الرجل كانت أممية بالتعريف الشيوعي الحرفي الذي اعتنقه بعناد. ولمقتنع مع الفيلسوف الألماني شوبنهاور بكون الموسيقى "أرقى الفنون وجوهر الوجود" أن يردّ صمود زياد الرحباني كل هذه السنوات في هذا الدنيا إلى أنه كان موسيقياً، وأيّ موسيقي، أحد أعظم عظماء من ألّف ووزّع ولحّن في الشرقي والغربي.
إذاً، ليست المأساة موت زياد الرحباني، بل ملابسات الرحيل استسلاماً ويأساً وفقداناً لرغبة البقاء، بما جعله يقرّر التوقّف عن تناول الدواء، ويرفض زرع كبد. وحاملُ أملٍ بحجم كوكب مثله كان يُخشى عليه من يأس يأتي بوزن الخيبة أو مضاعفاً. سياسياً، وطنياً وعربياً وعالمياً، علامات "انتهاء كل شيء" بالنسبة إليه عبّر عنها في آخر مقابلات أجريت معه قبل انعزاله التام. الأقسى ربما كان سعيه إلى تعويض 15 سنة سُرقت منه ومن جيله، وهو عدد أعوام الحرب الأهلية اللبنانية، رغم أن السنوات تلك سجّلت أعظم أعماله في الموسيقى والمسرح والإذاعة والنقد الاجتماعي والسياسي، لكن ما تلاها كان من النوع الذي يطرح الشكوك بكل شيء، بالأفكار والقناعات والمشاريع الكبرى والطموحات.
في ظروف لبنانية وعربية وعالمية كالتي نعيش فيها وتابعها زياد الرحباني بتفاصيلها، كان بإمكان أمر واحد أن يُبقي أملاً عند شخص مثله مدمن على العمل: الإنتاج، وهنا تكمن المأساة ــ الفاجعة. فلمن لا يعرف، ما هو مطروح في "السوق" من أعمال زياد الرحباني، في الموسيقى أولاً ثم في المسرح، قد يكون أقل من إنتاجه الذي ظلّ ينتظر تمويلاً لطبعه في أسطوانات يشتريها البشر ليعتاش الموسيقي منها ويستمر في الإبداع. ورغم تعدّد أوجه إبداعه، ظلّ طموح زياد الرحباني أن يكون عازفاً ومؤلفاً موسيقياً في الكلاسيك الغربي والشرقي والجاز والبوسانوفا والبوب والتانغو وغيرها. أخذته السياسة إلى المسرح لأنه لم يُعثر على وسيلة تجعل الموسيقى تقول رسالة سياسية ـ اجتماعية، ولكن الرجل موسيقي أولاً وقبل أي شيء آخر، وموسيقي من جماعة "الموسيقى الصامتة"، الموسيقى لا الأغاني. وفي ذلك تقع مسؤولية عدم تقبّله كما أراد أن يكون من قبل جمهوره العريض، ذلك الذي كان زياد يشعر بقهر لا قاع له في كل مرة يصعد إلى الخشبة ليعزف رائعة من روائعه الموسيقية، فيلاحقه مريدون بطلب أغانٍ مثل عايشة وحدها بلاك وأنا مش كافر!
كثر يتحمّلون مسؤوليات عن استسلام زياد الرحباني ورحيله الانتحاري. حتى من يعتبرون أعماله مصدر الفرح الباقي في هذه الدنيا، وكاتب هذه السطور من بينهم، ربما لم يبذلوا جهداً كافياً لإقناعه بكم كان عظيماً. كثر منهم يأسهم وإحباطهم بحجم يأس زياد الرحباني وإحباطه، ولكن الشجاعة تنقصهم، شجاعة اتخاذ قرار كالذي مضى فيه وتركنا نثرثر عن الفاجعة.
## البعثيون رقم صعب في المعادلة العراقية
29 July 2025 11:54 PM UTC+00
في ظلّ حمّى الاستعداد للانتخابات البرلمانية التي باتت على الأبواب، تواترت تقارير عن اعتقال عشرات الناشطين المعارضين للسلطة في أنحاء مختلفة من البلاد، بدعوى أنهم "من فلول النظام السابق"، كما ورد أكثر من تحذير على لسان هذا المسؤول أو ذاك من أن البعثيين ينشطون سعياً إلى العودة إلى الحكم، وأن جهات أجنبية تساندهم.
ليس هذا النمط من الكلام المكرّر جديداً إذ اعتاد حكّام بغداد ترويج مثل هذه الادعاءات كلّما حاقت بهم الأزمات، أو واجهوا ما يشكّل تهديداً لوجودهم في السلطة، وقد يعمدون (في مثل هذه الحال)، إلى إلصاق تهمة "البعث" بكلّ مواطن يرفع صوته مطالباً بخدمة، أو شاكياً من مظلمة، أو متذمّراً من قصور.
المديح اللافت لتجربة "البعث" استفزّت الحكّام الحاليين، ودفعتهم إلى تنظيم حملة جديدة لقمع كلّ صوت معارض بذريعة أنه من فلول نظام حسين
وفي جديد الأمر الاجتماع الطارئ الذي ضمّ كبار رجال القضاء ومفوضية الانتخابات وهيئة المساءلة والعدالة لغرض اتخاذ الاجراءات اللازمة من أجل "منع وصول المرتبطين بحزب البعث المقبور إلى قبّة البرلمان" (وإذا كان البعث مقبوراً حقّاً كما في التوصيف الرسمي، فلماذا هذا الخوف منه، ولماذا هذا الوسواس الذي يعشّش في الرؤوس؟)، وقد استعاد المجتمعون حيثيات التشريع الصادر سابقاً، والهادف إلى اجتثاث "البعث"، وأعادوا إلى الأذهان ما نصّ عليه التشريع المذكور من العمل على "تطهير مؤسّسات الدولة من قيادات "البعث"، ومحاسبة المتورّطين منهم بانتهاكات، ومنع عودتهم إلى الوظائف".
وفي الجديد، أيضاً، دعوة برلمانيين إلى تطهير البعثات الدبلوماسية العراقية من العناصر الموالية للنظام السابق. وفي القديم المستعاد الحكم بالسجن على شخصين ألقيا أشعاراً في وقفة احتجاجاً على شحّ المياه في مدينة المشخاب (جنوب غربي العاصمة) اعتبرت "مديحاً لصدّام حسين"، وكذا صدور حكم غيابي من محكمة الجنايات بالسجن سبع سنوات لرغد صدّام حسين بتهمة "الترويج إعلامياً لحزب البعث"، وفي واقعة أخرى مطالبة حكومة بغداد الحكومة الأردنية بمحاسبة أردنيين هتفوا باسم صدّام حسين أثناء مباراة رياضية في عمّان.
المثير أزيد من ذلك، المديح اللافت لتجربة "البعث" الذي أفصح عنه سياسيون كانوا من أشرس معارضي النظام السابق، وقد تكون كلّ هذه الوقائع قد استفزّت الحكّام الحاليين، ودفعتهم إلى تنظيم حملة جديدة لقمع كلّ صوت معارض بذريعة أنه من فلول نظام حسين، والمضحك المبكي أن هذه الحملة تجيء بعد 23 عاماً من رحيل نظام "البعث"، وخلال تلك الفترة المديدة جرت المياه في أكثر من اتجاه، واستجدّت أمور جرفت كثيراً من "البعث" وبنيته التنظيمية، وساحاته التي اعتاد العمل فيها، لكنّه على ما يبدو ظلّ يمثّل هاجساً لدى الحاكمين اليوم، الذين لا يخفون قلقهم من ظهور صدّام حسين جديد يقطع عليهم أحلامهم.
حكم "البعث"، رغم مغامراته الحربية وطابعه الديكتاتوري والشمولي، قدّم تجربة ناجحة عصيّة على النسيان في ميادين كثيرة
والسرّ في بقاء حكم "البعث" ماثلاً في عقول المواطنين العراقيين، وفي ضمائرهم، إدراكهم أن الحكم السابق رغم مغامراته الحربية وطابعه الديكتاتوري والشمولي، قدّم تجربة ناجحة عصيّة على النسيان في ميادين كثيرة، إذ كانت هناك خدمات متطوّرة، وحركة صناعية وناتج زراعي، وخطط في مكافحة الأمية، والقضاء على آفة المخدّرات، ومكافحة الفساد، وبما يجعل المقارنة مع حصاد السنوات العشرين لحكومات ما بعد الغزو تميل لصالحه، فضلاً عن حقيقة لا يمكن تجاهلها أن وجود دولة فاشلة تقف فوق ركام مشكلات استعصت على الحلّ، ولم تحقّق ما طمح إليه العراقيون، يُزكّى الدولة التي سبقتها، ويجعل منها أمثولة يتمنّاها كثيرون.
قد تكون هذه الحقيقة هي التي قادت الحكّام الحاليين إلى خلاصة مفادها بأن عليهم أن يحتاطوا لما يمكن أن يحدث، وأن يعملوا على قطع كلّ خيط يمكن للبعثيين من خلاله العودة إلى السلطة، وهي أيضاً ما تجعل البعثيين يعتقدون أنهم قادرون على استغلال هذا الظرف، والقفز مرّة أخرى إلى الحكم، خصوصاً أن ثمّة ما يشير إلى تحوّلات عاصفة تنتظر المنطقة.
يُظهر هذا الإيجاز لنا أن البعثيين الذين تعرّضوا (على امتداد العقدَين الأخيرَين) إلى موجات قمع مستمرّة، طاولت الآلاف منهم، بخاصّة القيادات والكوادر الفاعلة، لا يزالون يمثّلون رقماً صعباً في المعادلة السياسية العراقية، وهذا هو ما يقلق حكّام بغداد اليوم، ويدفعهم إلى مزيد من التنكيل والقمع بمن أطلقوا عليهم تسمية "الفلول"، وحتى بآخرين لم يعرفوا "البعث"، ولا يتعاطفون معه.
## عن سورية... الحوار أولاً ودائماً
29 July 2025 11:54 PM UTC+00
تنتاب الحالة المتحرّكة في سورية منذ أشهر قليلة تجاذبات وتصادمات كثيرة تذهب، في بعض الأحيان، إلى ما هو دراماتيكي دموي غير مسبوق، ضمن عديد من أنساق المجتمع السوري، من تعدّيات وانتهاكات فاقعة لأرواح الناس، من دون الارتكان إلى أيّ مسارات في العقلانية السياسية، وهي التي لطالما حلم بها الشعب السوري على مدى حكم آل الأسد 54 عاماً، قبل أن يُكنَس وأدواته التشبيحية كلّها على أيدي السوريين المنتفضين والثائرين 14 عاماً.
ولعلّ الأوضاع في الجنوب السوري، وما جرى أخيراً من صدامات أودت بأرواح مئات من السوريين، لا تتحمّل مسؤوليتها حكومة دمشق وحدها، بل لعلّ المجموعات العسكرية التابعة للشيخ حكمت الهجري، وارتداداتها وعلاقاتها الإقليمية، ثمّ استدعاؤها الفاجر المحتلّ الإسرائيلي، ليكون شريكاً لها، وحامياً لتحرّكاتها، وهيمنتها على الجنوب السوري، وخصوصاً جبل العرب ومحافظة السويداء، ضدّ حكومة دمشق، وصولاً إلى إعلان "الحكم الذاتي" المرفوض شعبياً في السويداء... هو ما ساهم في تأجيج المسألة برمّتها، وأودى بها إلى مهاوٍ لا يريدها السوريون، لا في محافظة السويداء ولا خارجها، لأن انتماء جبل العرب (والسويداء) كان على الدوام وطنياً بامتياز، وكلّ منعرجات التاريخ تشهد بذلك.
لا حلّ في سورية بعد كلّ ما حصل وجرى إلا بالحوار الوطني الواسع، تحت راية مهمّة وضرورية، هي وحدة كلّ السوريين ديمغرافياً وسياسياً
لكنّ بعضهم أبى إلا أن يقوم بمواصلاته وتشبيكه النفعي البراغماتي مع الخارج، المتربّص بسورية والمنطقة العربية، فكانت إسرائيل الأكثر جاهزيةً واستعداداً على طول الخطّ، وعبر استراتيجياتها للمنطقة العربية، وسورية خصوصاً بعد فرار بشّار الأسد، لتلعب (كما دأبت مراتٍ) على الوتر الطائفي، ولتكون السويداء ورقةً مهمّةً كي تفاوض عليها السوريين، وهو ما لوحظ عبر اللقاء التفاوضي بين وزير الخارجية السوري ومسؤول إسرائيلي، واجتماعهما في باريس برعاية أميركية، وقبله كانت لقاءات تفاوضية أخرى في أذربيجان، وغير مكان آخر.
أمام هذا الواقع المتفجّر والتدخّل الدولي والإقليمي ضمن الحالة السورية وتفاعلاتها ومتغيراتها، كيف يمكن الخروج جدّياً من عنق الزجاجة؟ وبالتالي يمكن أن يمنع انقساماً في سورية، ويحدّ من قيام فيدراليات، أو ما يسمّيه بعضهم (اللامركزية السياسية) وليس (الإدارية)، وهي التي من الممكن أن تكون بوابة ولوج نحو الانقسام والتقسيم والتفتت للدولة السورية، أو ما يشبه ذلك، بينما تنتظر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الضفة الأخرى تهيئةً وتوطئةً نحو إنفاذ تلك الأحلام، في قيام كيانات انفصالية، واللعب على ذلك ضمن سياقات حالة الاستقواء بالخارج، التي يشتغل عليها بعضهم في الجنوب السوري أو في شمال شرقي سورية.
وفي أتون مسارات هذا الواقع المرّ والمنغّص في سورية، يتمظهر أمامنا، ولدى المتابع للشأن السوري والمشهد المتغيّر، المعطى التالي عقلانياً سياساً ووطنياً، أن لا حلّ في سورية بعد كلّ ما حصل وجرى إلا بالحوار الوطني الواسع، تحت راية مهمّة وضرورية، هي وحدة كلّ السوريين ديمغرافياً وسياسياً، لبناء الوطن الذي حلموا به، وعملوا من أجله عقوداً مضت، وإلا تذهب المآلات حتماً نحو مزيد من الانقسام والتشظّي، وهو ما تريده إسرائيل عيانياً، كي تكون سورية أكثر ضعفاً، ومن ثمّ تساهم في إراحة إسرائيل من القلق الإقليمي عقوداً طويلةً مقبلة، ويبقى ما يسمّى "الأمن القومي الإسرائيلي" الأهم والأجدر بالبقاء والاستدامة، ليس لدى الإسرائيليين فحسب، بل أيضاً لدى الإدارات الأميركية المتعاقبة، مهما اختلفت الإدارات من جمهورية إلى ديمقراطية.
لا مناص من العمل الفاعل من الجميع للمضي في مسارات عدالة انتقالية سورية تقطع مع الماضي
في سورية اليوم وبعد كلّ المياه التي جرت تحت الجسر، وكلّ الأحداث الدراماتيكية الحاصلة في السويداء وجبل العرب، وقبلها في الساحل السوري، لا يمكن أن تمرّ الأمور بالحلّ الأمني أو العسكري فقط، الحلّ لا بدّ أن يكون عقلانياً سياسياً واعياً ومدركاً طبيعة المسائل الحساسة في تلافيف وأنساق الوضع السوري ومتغيّراته التي لا تتوقّف عن الحدوث، عبر سياسات جديدة وعاقلة، تقوم على نهج المشاركة، أي مشاركة الجميع من كلّ الطوائف والإثنيات والأيديولوجيات السورية المتعددة والمتنوعة، في كامل الجغرافيا السورية، نحو سورية واحدة موحّدة لا تقبل القسمة أبداً، وهو ما ليس له من بدّ، أي تحريك عجلة الحوار السوري الجَدّي، الذي يمكن أن ينتج سلماً أهلياً سورياً، ويساهم فعلياً في عملية المشاركة السياسية والاجتماعية والمؤسّساتية، وعلى هذا الأساس يمكن أن تسير الأمور نحو صياغة متمكّنة ورصينة للعقد الاجتماعي الوطني الجامع الذي لا يستثني أحداً من السوريين، ويطمح إليه كلّ السوريين (وما زالوا)، رغم كلّ المنغّصات والمعوقات، وهم يصرّون على أن لا يتنازلوا عنه، وهو بالضرورة سوف يؤسّس واقعياً لقيام دولة المواطنة في سورية، بعد عقود خمسة من القحط، وغيابها كلّياً وليس جزئياً، دولة المواطنة الحقّة التي يكون فيها السوريون جميعاً سواسية أمام القانون وتحت سقفه، ومن ثمّ بناء الدستور الوطني الجامع والدائم والمعبّر عن كلّ أطياف الشعب السوري، المنهمك سابقاً ولاحقاً في سياقات بناء دولته التي يحلم بها على طول المدى، دولة المؤسّسات، وليس المحسوبيات، دولة العلم والمعرفة والديمقراطية، وليس دولة التشبيح والقمع وكم الأفواه، وكَنس (وإزاحة) كلّ سياسات النظام الأسدي الاستبدادي الكيماوي إلى غير رجعة.
ضمن هذه المعطيات، وفي أتون تلك المتغيرات والدماء التي سالت (ويمكن أن تسيل) خارج إطار العقلانية السياسية، ذلك كلّه، ومن خلاله، لا مناص من العمل الفاعل من الجميع، حكومة ومجموعات وأحزاباً وقوى فاعلة، للمضي في محدّدات ومسارات عدالة انتقالية سورية تقطع مع الماضي، لكنّها لا تتجاوز حقوق الناس، وتجبر الضرر لديهم، وبالتالي، تعمل على إعادة الحقوق إلى أهلها، ومن ثمّ تعيد إنتاج الواقع السوري على أسس جديدة لا تقبل إلا بالمحاسبة لكلّ من ارتكب فعلاً يعاقب عليه القانون، أو تعدّى فيه على الناس الأبرياء، وقبل ذلك كلّه (معه وبعده) يكون الحوار الوطني السوري سيّد المرحلة وحاميها بين ألوان الطيف كلّها.
## الوعود الاستثمارية أداة سياسية في سورية
29 July 2025 11:54 PM UTC+00
ليس جديداً أن تُستخدم لغة الاقتصاد لتصريف الأزمات السياسية. وليست هذه المرّة الأولى التي يُستدعى فيها المال، أو وعد المال، أداةً لإسناد هيكل سلطةٍ قيد التشكّل. ففي الحالة السورية الراهنة، يبدو أن طرح المبادرات الاستثمارية يأتي جزءاً من خطاب رمزي يُستخدَم لتعويض غياب الشرعية التمثيلية وآليات التفاوض الفعلي، وهو ما يجعل من الاقتصاد حقل شرعنة، وليس حقل إنتاج. في الفترات الانتقالية، يمكن أن يتحوّل الخطاب الاقتصادي أداةً تعويضية من أجل تثبيت صورة أولية عن الدولة في المجال العام. وهو ما يمكن فهمه في ضوء ما تُسمّى "الشرعية غير المؤسّسية"، إذ تسعى السلطة إلى بناء تمثيل مقبول خارج أدوات الحوكمة الفعلية. وبهذا المعنى، يُعاد إنتاج الاقتصاد في سورية خطاباً سياسياً يملأ فراغ الشرعية.
منتدى الاستثمار السوري السعودي، أخيراً في دمشق، لا يمكن عزله من هذا السياق، فتتقاطع فيه الاعتبارات الاقتصادية مع التحوّلات السياسية الجارية، فالمليارات التي أُعلن عنها، لا تبدو مستقلّةً بذاتها، وإنما تنتمي إلى منطقٍ أكثر تعقيداً، يوظّف فيه المال الرمزي لتثبيت صورة السلطة القائمة، وليس بالضرورة إعادة بناء مؤسّسات الدولة. ما يتكشّف في الحالة السورية الراهنة هو استخدام الاستثمار بوصفه آليةً سياسيةً غير مباشرة، تُستعمل لإنتاج رسائل موجّهة إلى الداخل والخارج. فعلى الصعيد الداخلي، يُقدّم "الاستثمار" بوصفه تعويضاً مؤقّتاً لغياب السياسات الاقتصادية الفعلية، ووسيلةً لإدارة التوقّعات في ظلّ ندرة الإنجاز التنموي القابل للقياس. أمّا خارجياً، فيُستخدم المال الموعود علامةً على أن ثمّة ثقة إقليمية ودولية بالمسار السياسي، ما يعزّز صورة السلطة أمام شركاء محتملين ومراقبين دوليين.
في أنماط الحكم التي تشكو من هشاشة التمثيل السياسي أو غياب آليات التفاوض العام، يُوظّف الخطاب الاقتصادي وسيلةً لتأجيل الاستحقاقات الجوهرية
لا يخرج هذا النمط من الإدارة عن نموذج يمكن تسميته "الشرعية المؤقّتة عبر المال الرمزي"، وفي هذا النموذج، لا يُنتظر من السلطة أن تقيم دورة اقتصادية مكتملة، بل إنتاج مشهد مالي تمثيلي يوحي بوجود دورة اقتصادية، رغم أنه غالباً ما يكون مؤجّلاً، أو مشروطاً، أو منعدماً في الواقع التنفيذي. مفهوم "الشرعية" المستخدم هنا لا يُحيل إلى شرعية مستندة إلى الإنجاز الفعلي أو التمثيل المؤسّسي، وإنما إلى ما وصفته حنة أرندت بـ"الطاقة الرمزية للسلطة"، التي تستمدّها من قبول الجمهور للصورة التي تُنتجها عن نفسها. كما يمكن أن نستعير من حقل الاقتصاد السياسي النقدي فهماً أعمق لكيف تُنتج الأنظمة شرعيتها عبر تمثيلات ظاهرية للبنى والمؤسّسات من دون الحاجة إلى بنائها فعلياً.
النموذج السياسي الاقتصادي الأقرب إلى فهم هذه البنية، يقارب ما وُصف في أدبيات الاقتصاد السياسي بـ"الدولة الريعية الرمزية" أو "الدولة المؤدّية للريع"، إذ لا تتوافر الموارد الطبيعية أو الإنتاجية بشكلٍ ثابت، ولكنه يُحاكى منطق الدولة الريعية عبر تسويق الوعود التمويلية بوصفها أداةً رمزية لبناء شرعية ما قبل مؤسّسية، ويُستعاض عن البنية الإنتاجية الفعلية بإنتاج رسائلَ اقتصادية تعزّز موقع السلطة في المجال العام. في هذا السياق، يُستخدم الخطاب الاقتصادي بوصفه مورّداً رمزياً بحدّ ذاته، ويُعاد إنتاج حضور الدولة من خلال الأرقام والتعهّدات، وليس من خلال بنية اقتصادية متماسكة أو دورة إنتاج حقيقية. وهو ما يجعل بنية الاقتصاد، في نهاية المطاف، تنمو من خطاب مؤجّل يحافظ على الهيكل السياسي أكثر ممّا يقدّم مشروعاً إنتاجياً قابلاً للتراكم.
ولكي نُدرك أبعاد ما يمكن وصفه بالريع المؤجّل في الحالة السورية، من المفيد التمييز بين شكلَين من الريعية: الريع الاقتصادي، الذي يُشير إلى مواردَ ثابتةٍ نسبياً، تُستخدم لتمويل الدولة من خارج دورة الإنتاج (مثل النفط أو الضرائب الجمركية). والريع السياسي، الذي تُعيد فيه السلطة إنتاج شرعيتها من خلال السيطرة على شبكات التوزيع، والوعود التمويلية، ودخول السوق عبر قنوات احتكارية أو مؤجّلة، من دون بنية إنتاجية مستدامة.
تتقدّم مؤتمرات الاستثمار في سورية بوصفها أداةً رمزيةً أكثر من أنها مدخلاً فعلياً لإطلاق دورة إنتاج أو إعادة بناء
وليس هذا النمط جديداً في التجارب الانتقالية العربية. في مصر ما بعد 2013 على سبيل المثال، أُعلنت تعهّدات استثمارية تتجاوز 130 مليار دولار في مؤتمر شرم الشيخ عام 2015، أغلبها من دول الخليج. لم تؤدِّ هذه المبالغ إلى تغيير بنيوي في هيكل الاقتصاد المصري، بل تحوّلت تدريجياً أداةً ماليةً لإدارة الاستقرار، تزامنت مع توسّع هيمنة المؤسّسة العسكرية على المجال الاقتصادي، واستمرار الفجوات التنموية على حالها. في العراق بعد 2003، رُصدت مليارات لإعادة الإعمار، خصوصاً في مؤتمر الكويت عام 2018، لكن غياب المؤسّسات الرقابية، وتداخل الصلاحيات السياسية الطائفية، أفرغ تلك المخصّصات من فاعليتها، كما تحوّلت مشاريع الإعمار واجهاتٍ لتغذية شبكات الزبائنية السياسية، من دون أثر حقيقي في جودة الحياة أو مؤشّرات التنمية. وفي لبنان، كان مؤتمر "سيدر" عام 2018 أبرز تمظهر لهذا النموذج، فقد قُدِّمت حزمة دعم تفوق 11 مليار دولار مشروطةً بإصلاحات هيكلية، لكن النُّخبة السياسية استثمرت الإعلان عنها لتثبيت موقعها في السلطة من دون أن تنفّذ ما يضمن الإفراج عن تلك الأموال. وكانت النتيجة انفجاراً مالياً اجتماعياً لاحقاً، كشف التناقض بين الخطاب الاقتصادي وممارسات الحكم الفعلية.
لا يُعاب على أيّ سلطة انتقالية أن تبحث عن دعم اقتصادي أو استثمار خارجي، فذلك جزء من أدوات الحكم المشروع. لكن يصبح من المشروع، في المقابل، أن تُطرح تساؤلات نقدية حين يُستخدم الخطاب الاقتصادي لتغليف فراغ سياسي لا يزال قائماً. خصوصاً حين تكون المؤسّسات في حالة تشكّل غير مستقر، والضمانات الوطنية للمحاسبة والرقابة لم تتبلور بعد.
وفي وقتٍ لم تتشكّل فيه مرتكزات واضحة لحوكمة اقتصادية مستقرّة في سورية الانتقالية، تتقدّم مؤتمرات الاستثمار بوصفها أداة رمزية أكثر من أنها مدخلاً فعلياً لإطلاق دورة إنتاج أو إعادة بناء. هذه المؤتمرات أو المنتديات الاستثمارية لا تعبّر عن تحول مؤسّسي جادّ، بل تُستخدَم لإظهار قدرة الدولة على البقاء ضمن منطق العلاقات الإقليمية والدولية، حتى في غياب البنية القانونية والتنفيذية اللازمة. ما يجري في سورية لا يُعبّر عن انخراط فعلي في دورة إنتاجية، بقدر ما يُعيدنا إلى ما يصفه منظّرو السياسة الاقتصادية بـ"الحكم الرمزي"، فتُنتج الدولة حضورها عبر التمثيل المالي المؤجّل، من دون أن تمتلك الأدوات البنيوية لبناء تراكم اقتصادي فعلي أو شبكة قرارات قابلة للمساءلة. كذلك تميل المنتديات أو المؤتمرات الاستثمارية (في مثل هذه الظروف والحالات) إلى أداء وظيفة مسرحية تنتمي إلى ما وصفها جيمس سكوت "الدولة الاستعراضية"، فلا تكون الغاية تحقيق نتائج مادّية أو إنتاجية مباشرة، وإنما إظهار شكل من أشكال الفاعلية الرمزية.
من المشروع طرح تساؤلات حين يُغلِّف الخطاب الاقتصادي فراغاً سياسياً، لم تتبلور معه ضمانات وطنية للمحاسبة والرقابة
في الحالة السورية الراهنة، لا يمكن فصل الخطاب الاستثماري عن طبيعة الهيكل السياسي الذي يقدّمه، فالاستثمار لا يُطرح هنا ضمن رؤية اقتصادية متكاملة أو مشروع إنتاجي فعلي، بل تُستعمل هذه الوعود الاستثمارية لتكريس نمط من الإدارة الاقتصادية يُتخذ فيه القرار في دوائر ضيقة، من دون إشراك مؤسّسات رقابية مستقلة أو فتح نقاش عام حول أولويات التنمية. وبهذا المعنى، لا تؤسّس السلطة لمسار اقتصادي تشاركي، وإنما تحتفظ بالاقتصاد أداةً للضبط السياسي.
في أنماط الحكم التي تشكو من هشاشة التمثيل السياسي أو غياب آليات التفاوض العام، غالباً ما يُوظّف الخطاب الاقتصادي وسيلةً لتأجيل الاستحقاقات الجوهرية. وما قد يظهر في الخطاب الرسمي ليس خطةً اقتصادية بمضامين واضحة، بقدر ما يكون رواية تُستخدم لملء الفراغ الناتج من غياب الإجماع الوطني حول شكل الحكم، وتوزيع السلطة، ودور المجتمع في تحديد الأولويات التنموية.
في نهاية المطاف، لا تُفهم أدواتٌ مثل "مذكّرات التفاهم" و"نيات الاستثمار" في السياق السوري الانتقالي بوصفها مؤشّرات مباشرة على انطلاق مشاريع إنتاجية، أو دخول البلاد في دورة اقتصادية فعلية، بل جزءاً من محاولة لترسيخ حضور رمزي في المجال الاقتصادي. وبهذا المعنى، تتحوّل اللغة الاقتصادية من أن تكون مدخلاً للتنمية إلى أداة تكميلية لبناء شرعية تمثيلية مؤقّتة، تؤدّي وظيفةً استعراضيةً أكثر منها بنيوية، في ظلّ استمرار الغموض حول آليات القرار ومحدّدات التوزيع والتنفيذ.
## وعد ماكرون
29 July 2025 11:55 PM UTC+00
على غير عادة السياسيين، الذين جعلوا (إلى وقت غير بعيد) من موسم الصيف، أو بعض فتراته، فسحةً لأخذ قسط من الراحة، وتجديد الطاقة وتأجيل القرارات الكبيرة إلى موسم العودة، وبعد أن غيّرت حرب غزّة إيقاع الحياة، وأربكت الأجندات، كما غيّرت الأمزجة في كلّ مكان، خرج الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عشية عطلة نهاية الأسبوع ليعلن عزم فرنسا الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل، وليفتح باباً لن يغلق سريعاً لردّات فعل وتعليقات رسمية وشعبية كاسحة، تراوحت بين الترحيب والتثمين والتشجيع والتقدير، وبين الاستنكار والرفض والتمييع والتشكيك والتهديد. وكان ماكرون يتوقّع ما ستثيره خطوته من زوابع أو ما ستحرّكه من نسمات صيف، حسب هوى أصحاب ردّات الفعل تلك. إعلان ماكرون أخيراً ليس مفاجئاً تماماً، فقد سبقته تصريحات مماثلة حدّدت شهر يونيو/ حزيران الماضي موعداً للاعتراف الفرنسي بالدولة الفلسطينة المأمولة، ولكن الخطوة تأخّرت لاعتبارات فرنسية داخلية وخارجية، وأثار تأخّرها شيئاً من الاستهجان والتحفّظ إزاء ما اعتبره كثيرون مناورةً سياسيةً ماكرونيةً خالصةً تستهدف أطرافاً تسعى إلى السيطرة على القرار الفرنسي وإضعاف فرنسا لاعباً أوروبياً ودولياً مهمّاً. ومن دون إنكار حجم الخطوة الفرنسية في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بل خطورتها بالحسابات السياسية الخالصة على ماكرون نفسه، لا يتلخّص الأمر في رغبة في الخروج من الصف الغربي المنسجم عادة، أو التبجّح وخطف الأضواء، إنما يتطلّب ذلك كثيرا من الرويّة والتنسيق المُحكَم لضمان أقصى فرص نجاحها وقابليّتها لتكون سابقةً ومثالاً يحذو الآخرون حذوه، بدل عزل فرنسا وإحداث أزمات داخلها، قد تذهب بمن أقدم على هذه الخطوة العملاقة (إن أنجزت). فهل تجاهل ماكرون هذه الاعتبارات كلّها وقرّر خوض مغامرة غير محسوبة؟
تقول الأحداث والسياقات والظروف، التي أحاطت بالإعلان الفرنسي، إن تحرّك ماكرون وحكومته، وفي مقدّمتها خصوصاً وزير خارجيته جون نويل بارو، يأتي ضمن رؤية ثلاثية الأبعاد تقريباً لدور فرنسا ومكانتها داخل الاتحاد الأوروبي، وفي العالم الذي تتغيّر معالمه، وفي علاقتها بالعالم العربي والشرق الأوسط بشكل خاص، وهو في مخاض عسير لا ينبئ بخير لساكنيه ولا للقوى الباحثة عن مساحات تضمن استمرار تأثيرها ومصالحها فيه، بما فيها فرنسا. ويمكن لفرنسا، وهي تتحرّك ضمن هذا المثلث حادّ الزوايا، أن تستنجد بشعارات جمهوريتها من دون أن تبدو متصنّعةً أو متقمّصة دوراً لا يناسبها، وأهمها شعار "الحرية". إن تزامن إعلان عزم فرنسا اعترافها بالدولة الفلسطينية مع الإفراج عن جورج إبراهيم عبد الله، أقدم سجين سياسي في فرنسا على خلفية انخراطه في النضال الفلسطيني، يشي بمعانٍ كثيرة في مقولة ربط الأقوال بالأفعال، رغم مأساة سجن استمرّت أربعة عقود، وقد وضع الإفراج عنه، ووصوله إلى بيروت، والتصريحات الأولى التي أدلى بها، ولم يتغيّر فيها شيء من التزامه بالقضية التي حُجب عنه النور بسببها 40 عاماً... وضع ذلك كلّه فرنسا تحت الضوء، تزامناً مع مواقف وتصريحات إسرائيلية وأميركية تنهش في الخطوة الفرنسية، وتحذّر من خطورتها وتتهمها بالتواطؤ والخروج عن الإجماع الغربي في وجه "الإرهاب".
تصريحات إسرائيلية وأميركية تحذّر من خطورة الخطوة الفرنسية، وتتهمها بالخروج عن الإجماع الغربي في وجه "الإرهاب"
من دون الانتقاص من أهمية ما بادرت إليه فرنسا/ ماكرون، ولو مبدئياً ورمزياً، لا يمكن للمتابع أن يغفل التوقيت؛ إيغال إسرائيل في تجويع غزّة إلى حدّ لم يعد الصمت إزاءه ممكناً، ولو بتعلّة الصدمة والعجز، وبشكل ضاعف المخاوف الفردية والجماعية من خطر التوحّش الإسرائيلي والاستقواء غير المسبوق على الجميع، حلفاءً وخصوماً، والصمم المتعمّد، بل "المُحتقِر" كلّ نداء بالتوقف عن الإبادة متعدّدة الأشكال والوسائل، "احتقار" وتجاهل يعلّق عليه رئيس الدولة الأقوى، والحليف الأقوى دونالد ترامب، بكلمات محسوبة لا تتعدّى "الشعور بخيبة الأمل"، والحقيقة أنه شعور أكثر مرارةً وغضباً ممّا يدلي به أمام الكاميرات. أمّا جماهيريا وشعبياً، فقد ألّبت أفعال إسرائيل اللاإنسانية بالغة الشرّ والقسوة ملايين الناس حول العالم. والمحصّلة، تحطّم الثقة في حكومات الغرب وسقوط النموذج المتحضّر، وحالة من الغليان المتراكم يومياً في شوارع العواصم والمدن الغربية وساحاتها، تترجَم خوفاً وازدراءً لخطابات وشعارات تعجز في أن توصل الطعام إلى طفل ورضيع وشيخ، وأمّ يبكي أبناؤها ويجافيهم النوم من شدّة الجوع. في هذا الوضع بالذات لم تتحرّك فرنسا في هذا الاتجاه بصفتها دولة اختارت منفردة أن تفعل الصواب فقط، بل أيضا عضواً في مجموعة السبع الكبار، الذين تعوّل عليهم إسرائيل في دعمها الأبدي اللامشروط واللامحدود، مجموعة تقودها أميركا في الاقتصاد والسياسة، وقد رأت فرنسا ماذا فعل ترامب بها (وبالأعضاء الآخرين) في حرب تعرفاته الجمركية غير المسبوقة، وهي بهذه الخطوة في توقيتها وزخمها، تقود تمرّداً ديبلوماسياً وسياسياً داخل المجموعة، سوف تنبئنا التطوّرات لاحقاً بمآلاته، إمّا التماهي مع باريس في هذا التماشي، أو تركها تسير وحدها في الطريق إلى سبتمبر المقبل. وارتباطاً بالمواقف العربية، وفي رأسها موقف السعودية، تحرص فرنسا على التذكير بما تسمّيه "تنسيقاً عالي المستوى" مع الرياض من أجل دعم قيام دولة فلسطينية وحشد المواقف والأصوات لتحقيق الهدف المشترك، بما يخفّف الضغوط التي تُمارَس على المملكة من أجل الانضمام في أقرب الآجال إلى الاتفاقات الإبراهيمية، وتجاهل شرط الرياض بأن ترتبط الخطوة أولاً بمنح الفلسطينيين دولتهم التي طال انتظارها.
في تفاصيل الأحداث وتسلسلها أيضاً، كان لافتاً بشدّة إعلان ماكرون الخطوة الفرنسية المنتظرة، في اليوم نفسه الذي تناثرت فيه تصريحات الأطراف المشاركة في مفاوضات غزّة في الدوحة، في اتجاهات متضاربة سبّبت الارتباك وأثارت الحيرة والشكّ، حتى بين من حضرها وكان له انطباع جيّد ومتفائل. في ذلك اليوم، أعلن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف فشل المفاوضات وهاجم حركة حماس، متّهما إياها بعدم المرونة والأنانية. وهو ما ردّت عليه الحركة لاحقاً بإبداء دهشتها من موقفه، قبل أن تفسّره بالرغبة في منح إسرائيل مزيداً من الوقت لتنفيذ مخطّطها، بكل بساطة. وفي باريس، وفي اليوم نفسه، جرى لقاء مثير للجدل بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مهّد له المبعوث الأميركي توماس برّاك الموجود في العاصمة الفرنسية، فيما بدا "عصا وجزرة" بيد فرنسا، عصا الدولة الفلسطينية التي نذر نتنياهو حياته السياسية لإجهاضها، وجزرة التقارب السوري الإسرائيلي الذي لا يزال من المحرّمات، لكن باريس ترعاه وتحتضنه، وفي ظرف بالغ الحرج في سورية الجديدة، التي تعنيها كثيراً أيضاً، وباريس هي أيضاً العاصمة التي تخرج منها مبادرات هامّة ومؤثّرة تتعلّق بالشرق الأوسط المأزوم دائماً.
لا يمرّ الحدث من دون أن يجد المتابع نفسه مضطراً حتى من دون قصد، لمقارنة الموقف الفرنسي بمواقف نظرائه الأوروبيين الأكثر أهميةً، وخصوصاً ألمانيا، التي تبدو كأنّ الزمن يعود بها عقودا إلى الوراء، فيترجم ذلك تصريحات صادمة من قبيل قول مستشارها العاشر، فريدريش ميرز، إن "علينا شكر إسرائيل لأنها تقوم بالعمل القذر نيابة عنّا جميعاً"، ويترجم أيضاً عنفاً شديداً غير معهود ضدّ المتظاهرين في ألمانيا من أجل غزّة، وتنغمس أكثر فأكثر في الصراع الروسي الأوكراني أولويةً قصوى، فيما تستمرّ بريطانيا في تبنّي أنصاف المواقف وإطلاق تصريحات لا تلزمها بشيء، ما دفع أكثر من مائة نائب في مجلس نوابها إلى توقيع لائحة تطالب رئيس الوزراء كير ستارمر بالاعتراف بدولة فلسطين، اقتداءً بخطوة فرنسا التي أحرجت أطرافاً عديدة، فيما ذهب الزعيم السابق لحزب العمّال البريطاني جيريمي كوربين، والمتهم بمعاداة السامية، إلى إعلان تأسيس حزب سياسي جديد مؤيّد لفلسطين.
يشي تزامن إعلان عزم فرنسا اعترافها بالدولة الفلسطينية مع الإفراج عن جورج عبد الله بربط الأقوال بالأفعال
رغم الهجوم الذي تعرّضت له باريس، دقائق فقط بعد إعلان عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد أقلّ من شهرين (ولا يزال مستمرّاً)، بالانتقاص من وزنه وتأثيره قولاً وفعلاً، وربطه بشخص ماكرون الذي ما فتئ يثير حفيظة الرئيس الأميركي، ورئيس حكومة التطرّف الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزرائه، ورغم ميل مراقبين كثر إلى تفسير القرار الفرنسي بحاجة ماكرون إلى الخروج من أزمات داخلية وأخرى خارجية، وتراجع نفوذ فرنسا التقليدي في أكثر من مكان في أفريقيا، وبحثها عن نفوذ جديد، إلا أن الصفحة ليست بيضاء تماماً ولا سوداء تماماً فيما يجمع أو يفرّق بين فرنسا ومن يناكفونها اليوم، فللون الرمادي مساحة تسمح بقراءات مختلفة لا تكاد تجزم بشيء، فما صدر عن المبعوث الأميركي ويتكوف من اتهام "حماس" بإفشال المفاوضات، وما صدر عن ترامب من تهديد للمقاومة بأنها "تريد أن تنتهي وتموت"، وما أعلنه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش من انتهاء "عرض التفاوض المهين مع الإرهابيين"... ذلك كلّه وجد صداه في تصريحات غريبة أطلقها وزير الخارجية الفرنسي، ملخّصها أنه "لطالما رفضت حماس حلّ الدولتين، وباعترافها بفلسطين، تقول فرنسا إن هذه الحركة الإرهابية على خطأ، ومعسكر السلام على صواب في وجه معسكر الحرب".
إذا كان قصد باريس من هذه التصريحات إمساك العصا من الوسط، وتبريد الأعصاب التي اشتعلت بعد إعلانها المشهود، فقد أفسدت الموقف بشدّة، خصوصاً أن "حماس" عبّرت عن موقف أكثر تفاؤلاً وإيجابيةً، وإذا كان الهدف محاصرة المقاومة وعزلها بإعلان "معسكر سلام" هي ليست من ضمنه، و"معسكر حرب" هي في قلبه، فيما الحقيقة أن إسرائيل ورعاتها هم من يصبّون الزيت على النار لتبقى الحرب البشعة مشتعلةً، فمن البديهي أن يُفهم الإعلان الفرنسي على صبغته الجريئة الداعمة والبنّاءة، على أنه عامل جديد يضاف إلى أدوات الضغط الشديد الأخرى التي تمارس على الطرف الفلسطيني المفاوض، تظهره في مظهر المتعنّت الرافض لتسهيل الوصول إلى ما ينتظره الفلسطينيون وأحرار العالم منذ عقود: قيام دولة فلسطينية معترف بها دولياً.
تقدّم فرنسا (تأخّرت، وسبقتها 147 دولة اعترفت بفلسطين دولةً دائمة العضوية في الأمم المتحدة) اليوم على خطوة تاريخية، ولكن التباس الوضع وضبابيّته، وتشابك المصالح أو تنافرها، وحالة عدم اليقين، تأبى كلّها أن تمنح فرنسا شهادةً شجاعةً وحسن نيات مكتوبة بحروف واضحة ناصعة إلى أن يحين اليوم الموعود.
## بغداد والاتصال الأميركي المزعج
29 July 2025 11:55 PM UTC+00
لم يكن الاتصال نادراً، ولا وحيداً، لكنّه جاء في سياق أكثر صراحةً وصرامةً ربّما، إنه هاتف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى رئيس الحكومة العراقية محمّد شيّاع السوداني، عقب منتصف ليل 22 يوليو/ تموز الجاري. الهاتف الذي أثار كثيراً من ردّات الفعل عراقياً، واعتُبر من عدّة جهات سياسية ومسلّحة تدخّلاً سافراً في الشؤون العراقية. نشر البيت الأبيض تفاصيل ذلك الاتصال الذي أزعج بغداد، تفاصيل تؤكّد أن واشنطن عازمة على ممارسة مزيد من الضغط على الحكومة العراقية من أجل حلّ المليشيات، عبر تعطيل ما يُعرَف بقانون الحشد الشعبي، إضافةً إلى مطالبتها بالكشف عن الجهات التي تقف وراء استهداف حقول الغاز ومعسكرات الجيش العراقي خلال الفترة الماضية، وكأنّ لدى واشنطن معرفةً دقيقةً بما يجري في دهاليز السلطة ببغداد.
أقال رئيس الحكومة لجنةً من كبار ضبّاط وزارة الدفاع العراقية، كانت مكلّفةً كشف الجهات المسؤولة عن استهداف منظومة الرادارات العراقية في 23 يونيو/ حزيران الماضي، بعد أن تبيّن للسوداني أن اللجنة حاولت إخفاء الحقيقة من خلال اتهام "إسرائيل" بالوقوف وراء تلك العمليات. أدرك السوداني أن هناك محاولة َخداعٍ وتضليلٍ تمارسها اللجنة، فأمر بإحالة ضبّاطها إلى آمرية المحاربين القدماء، وتشكيل لجنة جديدة من ضبّاط الدفاع الجوي، كشفت أن الهجمات نُفّذت بواسطة طائرات مسيّرة من نوع "شاهد" الإيرانية، وأن عملية الاستهداف انطلقت من الأراضي العراقية، لكن البيان الحكومي الصادر بهذا الخصوص لم يشر إلى الجهة الفاعلة بالاسم، على الرغم من أن الحكومة ورئيسها يمتلكان على ما يبدو تفاصيل أوسع، وهي المعلومات التي وصلت أيضاً إلى واشنطن.
أقال رئيس الحكومة لجنةً من وزارة الدفاع العراقية، حاولت إخفاء الحقيقة باتهام "إسرائيل" بالوقوف وراء هجمات بطائرات مسيّرة في العراق
تتمدّد سطوة المليشيات الموالية لإيران داخل العراق، وتسعى من خلال هذا التمدّد إلى تشكيل نموذج يُحاكي سيطرة الحرس الثوري الإيراني على مفاصل الدولة كافّة. هذا أمر تستشعر بخطورته واشنطن، كما ترفضه جهات عراقية مختلفة، لا تقتصر على الجهات السُّنّية أو الكردية، بل تشمل أيضاً قوىً سياسيةً شيعيةً فاعلةً، ترى أن النموذج الإيراني بات قاب قوسين أو أدنى من نهايته، ولا يُعقَل إعادة تكريسه في بلد كالعراق، المختلف كلّياً عن إيران. في الوقت ذاته، لا تجد بغداد الرسمية حرجاً في الحديث عن الضغوط الأميركية لمعالجة ملفّ السلاح المنفلت، وهي التي سعى رئيس حكومتها، منذ عامين، إلى إبعاد العراق عن شبح الحرب، بتفويض من قوى شيعية وجدت نفسها في مواجهة محتملة مع "أخطبوط القوة" المتمثّل بحكومة اليمين المتطرّف في تل أبيب، التي هدّدت مراراً باستهداف مليشيات عراقية تتهمها بأنها تقف وراء الهجمات، قبل أن تحرمها واشنطن من ذلك، متعهّدةً في أكثر من مناسبة بممارسة الضغط على بغداد لإنهاء هذا الملفّ.
تبرز هنا سطوة المليشيات مجدّداً؛ فعلى مدى الأيام الماضية، عادت نبرة التحدّي والتهديد التي اختفت منذ نحو عام، وبدأت حسابات "المجهولين" المنسوبين إلى تلك المليشيات في تهديد الوجود الأميركي في العراق، عقب الاتصال الهاتفي بين روبيو والسوداني. فقد كانت تلك القيادات الموالية للمليشيات تطمح إلى تمرير "قانون الحشد"، الذي يُحصِّن هذه الجماعات من أيّ تداعيات مستقبلية، كما تعتقد.
تتمدّد المليشيات الموالية لإيران في العراق لتشكيل نموذج يُحاكي الحرس الثوري
تريد أميركا العراق خالياً من النفوذ الإيراني "الخبيث"، على حدّ وصف بيان لوزارة الخارجية الأميركية عقب المكالمة. عبارة تحمل تهديداً واضحاً لتلك المليشيات العراقية، التي لا تُخفي ولاءها لولي الفقيه في إيران، على اعتبار أنها المعنيّة بذلك الوصف. لا يمكن قراءة تفاصيل المكالمة الهاتفية بين روبيو والسوداني بمعزل عن مجريات الواقع، والمتغيّرات الجارية في المنطقة، فهي تأتي في ظلّ سعي أميركي إسرائيلي محموم لتجريد المنطقة من أيّ سلاح خارج سيطرة الدولة. وهي الرسالة التي فهمها حزب العمّال الكردستاني (التركي)، وقرّر زعيمه عبد الله أوجلان إلقاء السلاح والانخراط في العمل السياسي، بعد أكثر من نصف قرن من القتال المسلّح. كما وصلت الرسالة بطرق شتى إلى حزب الله في لبنان، حيث تجري مفاوضات "شاقّة" لتحييد سلاح الحزب، تمهيداً لسحبه. والوضع نفسه ينطبق على العراق، الذي تبدو مهمّته أسهل من غيره، في ظلّ شعورٍ متنامٍ لدى مختلف أطراف السلطة بأن هذا القرار "شرّ لا بدّ منه".
تستعين بغداد بخبرات تفاوضية متفاوتة للتعامل مع المليشيات، وهي تدرك جيّداً أن بإمكانها تنفيذ عملية "إجبار" لسحب سلاح تلك الجماعات، لكنّها لا تريد حالياً أي صدام مباشر، خصوصاً في ظلّ هشاشة الوضع الأمني، بانتظار حكومة أكثر تمثيلاً وشرعية، قد تتمخّض منها انتخابات نوفمبر المقبل، لتنفيذ المهمة الأصعب.
هل سينتظر الراعي الأميركي العملية السياسية في العراق، وحتى موعد الانتخابات؟... بتقدير كاتب هذه السطور. نعم، هو مجبر على الانتظار إذا شعر بأن ذلك ممكن من خلال حكومة أكثر قدرة وتمثيلاً. أمّا بخلاف ذلك، فإن إطلاق يد الكيان الإسرائيلي للعمل في العراق قد ينذر بتعقيدات للمشهد السياسي، ويدفعه نحو فوضى وعدم استقرار، على أمل أن تعقبها نهاية لسلاحٍ منفلت ظلّ يهدّد العراقيين (قبل غيرهم) طوال عقدَين.
## نقاش في المغرب عن صحافة غير موجودة
29 July 2025 11:55 PM UTC+00
يحتدم النقاش في المغرب منذ أسابيع بشأن قانون مثير للجدل تقدّمت به الحكومة لإعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة، وهو هيئة يُفترض أن تقوم بالتنظيم الذاتي للقطاع. أدّى المشروع الذي تقدّمت به الحكومة على عجل، وحظي بمصادقة الغرفة الأولى داخل البرلمان المغربي في وقت قياسي، إلى تأجيج الغضب داخل أوساط الإعلاميين والمهتمّين، وأحدث اصطفافاً حادّاً بين مؤيّدين تمثّلهم الحكومة وناشرين مقرّبين من دوائر السلطة، إذ يعتبرون أن المشروع الجديد يهدف إلى إصلاح المشهد الإعلامي، وتعزيز مبادئ الحكامة والشفافية وضمان التنظيم الذاتي لمهنة الصحافة. لكنّ جبهة معارضي القانون، التي تضمّ بين صفوفها صحافيين وإعلاميين ومدافعين عن الحقوق والحريات، ونشطاء وهيئات مدنية وأحزاباً سياسية، يرون في القانون، الذي تسعى الحكومة إلى فرضه بقوّة أغلبيتها الشكلية داخل البرلمان، انتكاسةً كبيرة لحرية الصحافة في المغرب، ومنعطفاً خطيراً سيؤدّي إلى سيطرة السلطة على القطاع لفرض مزيد من التضييق على الهامش الصغير المتبقّي من حرية التعبير في البلاد.
يتعلق موضوع النقاش المحتدم بإعادة هيكلة مجلس الصحافة الذي أُنشئ عام 2018 بوصفه هيئةً مستقلّةً للتنظيم الذاتي لقطاع الصحافة، وأوكلت له مهمة إصدار بطاقات الصحافة، ومراقبة مدى التزام أخلاقيات المهنة واحترامها. لكنّه، منذ تنصيبه قبل سبع سنوات، ولد ميتاً، لأنه خرج إلى الوجود فاقداً للاستقلالية، بما أن تمويله من الدولة. وبالتالي، تحوّل الصحافيون والناشرون المُمثَّلون به موظّفين لدى الدولة، يأتمرون بأوامرها، ويخضعون لتوجيهاتها. وطوال سنوات عمله تحوّل مكتباً لإصدار البيانات ضدّ تقارير المنظّمات الدولية الحقوقية التي تنتقد أوضاع حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير في المغرب، أو التي تنتقد الاعتقالات التعسّفية التي تعرض لها صحافيون مغاربة، أو الاختلالات التي رافقت اعتقالهم، أو تلك التي شهدتها محاكماتهم.
وُلد مجلس الصحافة في المغرب ميتاً، لأنه خرج إلى الوجود فاقداً للاستقلالية
وفي حالات أخرى، تحوّل المجلس ملحقاً تابعاً لـ"النيابة العامة"، يبرّر اعتقال بعض الصحافيين، ويزكّي الأحكام القاسية التي صدرت ضدّ بعضهم، ويصمت (في المقابل) عن كلّ الانتهاكات التي تطاول المهنة يومياً من صحافة التشهير التي لا تحترم أدنى مبادئ أخلاقيات المهنة، لأنها محمية من جهات نافذة داخل الدولة، لاستهداف الصحافيين المستقلين والمدافعين عن الحقوق والحريات، والمعارضين لسياسات الدولة، من أجل هدف واحد، إخراس كلّ الأصوات المنتقدة، ودفعها إلى التزام الصمت، حتى يتسيّد الرأي الواحد في كلّ القضايا الحسّاسة، كما هو الواقع اليوم.
والواقع أن مجالس الصحافة في العالم، أو ما يسمّى التنظيم الذاتي للمهنة، وُجدت من أجل غايات محدّدة تتمثّل في حماية حرية الصحافة لتقوم بدورها سلطة رقابة مستقلّة، تضمن التزام الصحافيين بأخلاقيات مهنتهم، حفاظاً على مصداقيتها، وتراقب وسائل الإعلام، وتحاسبها أخلاقياً عندما تخطئ للحدّ من تطاولها على الحياة الخاصّة للأفراد والأمن العام للمجتمعات. وفي أغلب تجارب الدول الديمقراطية في أوروبا، خصوصاً في الدول الاسكندنافية، وفي هولندا وبلجيكا وبريطانيا وفرنسا وكندا، بل حتى في جنوب أفريقيا، تتميّز هذه المجالس بأنها مستقلة تماماً عن الدولة، تمويلها ذاتي من الصحافيين ومن المؤسّسات الإعلامية، والانتماء إليها، والعمل داخلها، يكون تطوّعياً، وتمثيليتها موزّعة ما بين ممثّلين عن الصحافيين المهنيين وعن الناشرين وعن الجمهور. وبما أنها تعتبر مرجعاً أخلاقياً، وليست محاكم قضائية، فإن قراراتها تكون ردعيةً ذات قوة رمزية وأخلاقية بالدرجة الأولى، وتأثيرها معنوي، لكنّه قوي، نظراً لما تحظى به من تقدير واحترام وثقة بين المهنيين والجمهور، ولدى باقي السلطات داخل البلد نفسه.
أمّا النموذج المغربي، في صيغته الحالية، وتلك التي يقترحها القانون الجديد، فهو شاذٌّ بكل معنى الكلمة، لا مثيل له بين تجارب الدول التي تعتبر رائدةً ومرجعيةً في هذا المجال، من حيث الاستقلالية والفعالية وحماية حرية التعبير واحترام أخلاقيات المهنة، فمجلس الصحافة المغربي في صيغته الحالية، وتلك المرتقبة، ليس مستقلّاً بالكامل، بما أن تمويله من الدولة، وثلث أعضائه يمثلون أجهزتها ويجري تعيينهم، والثلث المُعطِّل داخله (صاحب فيتو) يمثّله الناشرون الذين يُنتدبون حسب أرقام معاملات مؤسّساتهم الإعلامية، المدعومة أصلاً من المال العام، والثلث الباقي (الشكلي) المنتخب عبر اقتراع فردي مباشر، هو الذي يمثّل الصحافيين.
القانون الجديد عندما يُصبح نافذاً سيحوّل مجلس الصحافة هيئةً للضبط الذاتي وليس للتنظيم الذاتي، وسيحوّل الصحافيين والناشرين المُمثَّلين داخل أجهزته "دركيّين"، يحدّون من هامش حرية ممارسة باقي زملائهم، ومن هنا تأتي أهمية النقاش الدائر حالياً حول تغيير آلية انتخاب هذا المجلس ومراجعة صلاحياته، لكن حتى يكون هذا النقاش فعّالاً ومنتجاً يجب أن يركّز في الجوهر، أي توفير شروط استقلالية المهنة، ووجود ضمانات لممارسة حرية التعبير، من دون خوف أو رقابة ذاتية، وبعيداً عن كلّ تزلّف أو تملّق، ووجود صحافيين مهنيين ومستقلين واعين بمسؤولية الرسالة التي يحملونها، وجمهور متيقظ مستعدّ للدفاع عن حقّه في الإعلام والإِخبار كلّما تعرّض هذا الحقّ للمصادرة أو التلاعب أو التضييق.
قضت السلطة تدريجياً على الصحافة الحقيقية، وأفسحت المجال لصحافة علاقات عامّة لا تزعج ولا تؤثّر
فالحرية هي مكتسب للجميع، لكن ليست كلّ المكتسبات مضمونةً، حتى في الدول الديمقراطية، وأنجع طريقة لصيانة الحرية هي ممارستها. وقبل هذا كلّه، وذاك، لا داعي للتذكير بوجوب وجود صحافة حقيقية بمعايير مهنية وسلطة أخلاقية، وهذه (مع الأسف!) غير موجودة اليوم في المغرب، قضت عليها السلطة تدريجياً طيلة السنوات الماضية بالمحاكمات والقوانين الزجرية والتضييق على مصادر التمويل، وبالحدّ من هامش الحرية، بينما أفسحت المجال لنمو وترعرع صحافة علاقات عامّة لا تزعج ولا تؤثّر، و"صحافة" أخرى شاذّة متخصّصة في التشهير، مرتبطة بأجهزة أمنية، موجّهة ضدّ كلّ الأصوات الحرة والمستقلة، لفرض الرأي الواحد.
ترتبط حرية الصحافة في جلّ الدول بسلامة الممارسات الديمقراطية داخل هذه الدول، وفي المغرب حيث توجد ديمقراطية شكلية فما يوجد هو شبه صحافة. وفي السنوات الماضية، تأثّرت هذه الصحافة بالتغيّرات التي أحدثتها تقنيات التواصل الجديدة، وبقدر ما استفادت منها أضعفتها في الوقت نفسه، لأنها أفسحت المجال لهيمنة خطاب شعبوي سارعت الجهات المعادية للديمقراطية ولحرّية الرأي والتعبير إلى استغلاله، لضبط المجتمع وتوجيه الرأي العام، وفرض نوع من الرقابة الجماعية بطريقة ميسورة وبوسائل مالية وسياسية غير مكلفة، ما أدّى إلى تقوية بنية الاستبداد، وتفشّي الفساد داخل الدولة والمجتمع. وفي ضوء المخاطر القائمة، التي تهدّد ما تبقّى من هامش حرية الرأي والتعبير داخل البلد، تتطلّب الحلول المستعجلة والفعّالة تضافر جهود القوى الحيّة كلّها داخل المجتمع، لوقف زحف هيمنة الاستبداد والفساد على حرية التعبير، التي تعتبر آخر متراس للدفاع عن حرّية الصحافة قبل السقوط المدوّي إلى القاع.
## طفرة التجارة الإلكترونية في عُمان توفر فرص عمل للشباب
30 July 2025 12:31 AM UTC+00
شهدت سلطنة عُمان الشهر الجاري طفرة استثنائية في عدد رخص التجارة الرقمية، مسجلة أكثر من 10.500 رخصة، بزيادة سنوية بلغت 191% مقارنة بالعام السابق، ما سلط الضوء على تحولات عميقة في الاقتصاد العماني خلال الأشهر الماضية، مدفوعة بعدة عوامل محورية أسهمت في إحداث هذه النقلة النوعية الطامحة نحو اقتصاد رقمي متكامل. وتأتي هذه الطفرة نتيجة تلاقي متغيرات تقنية واجتماعية واقتصادية، فقد أسهم الانتشار الكاسح لمنصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وتيك توك وواتساب في فتح آفاق جديدة لتسويق المنتجات والخدمات، خصوصاً أمام المشروعات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال الشباب.
من ناحية أخرى، يمثل هذا التوسع دلالة واضحة على تغير نمط اتخاذ القرار الاقتصادي لدى الأجيال الشابة والنساء في سلطنة عمان، واللاتي يجدن في المشاريع الرقمية فرصة لتحقيق الاستقلال المالي والمشاركة في الحياة الاقتصادية، إذ يشير تقدير نشره موقع RSIS International للأبحاث إلى أن تمكين النساء رقمياً لم يقتصر على تحسين فرص العمل والتعليم، بل امتد ليشمل تأسيس مشاريعهن الخاصة عبر الإنترنت، خصوصاً في مجالات مثل العطور ومستحضرات التجميل والملابس الجاهزة.
وإزاء ذلك، انعكست هذه الطفرة الرقمية في خلق فرص عمل ذات طابع مرن وأكثر توافقاً مع احتياجات الشباب العماني، الذين يشكلون الشريحة الأكثر عدداً في المجتمع، ولم تقتصر المكاسب على زيادة الدخل الفردي، بل أسهمت أيضاً في نمو سوق التجارة الإلكترونية في عمان، وهو ما يعد جزءاً من استراتيجية أوسع لتحقيق التنويع الاقتصادي ضمن رؤية عمان 2040، مع الإبقاء على وتيرة عالية من الابتكار والتحول الرقمي وتهيئة بيئة تشريعية داعمة، بحسب تقرير نشره موقع شركة Research and Markets لأبحاث السوق العالمية. وبرغم التفاؤل، لا يخلو هذا القطاع من التحديات، إذ تواجه التجارة الرقمية في عمان قضايا مثل الاحتيال، وإلغاء الطلبات، والمخاوف المرتبطة بسياسات الإرجاع وجودة المنتجات وحماية البيانات الشخصية، ما يستدعي من الجهات المنظمة مزيداً من اليقظة والعمل الدؤوب لتعزيز الأمان الرقمي وبناء الثقة في منصات التجارة الإلكترونية، حسبما رصد تقرير SAMENA.
فرص وتحديات في عُمان
في هذا الإطار، يشير الخبير الاقتصادي، حسام عايش، لـ"العربي الجديد"، إلى أن الارتفاع الكبير في إصدار رخص التجارة الرقمية بسلطنة عمان يتماشى مع التوسع العالمي المتسارع في مجال التجارة الإلكترونية، وبخاصة على مستوى دول الخليج، مدفوعاً بتحولات رقمية عميقة، أبرزها الانتشار الواسع للإنترنت، الذي تجاوزت نسب استخدامه في الدول الخليجية، ومنها عمان، 90 إلى 95% من السكان.
كذلك فإن التحول في عادات التسوق، من البيئة التقليدية إلى البيئة الإلكترونية، أصبح واقعاً ملموساً، ما دفع الدول الخليجية، ومن بينها عمان، إلى تبني سياسات داعمة لنمو هذا القطاع، بحسب عايش، مشيراً إلى أن هذا التوجه يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للتجارة الإلكترونية في عُمان، التي تهدف إلى تحويل السلطنة إلى مركز إقليمي في هذا المجال. ويلفت عايش، في هذا السياق، إلى أن التجارة الإلكترونية أسهمت في خلق عادات استهلاكية جديدة، فضلاً عن فتح قنوات تسوق إضافية، وزادت من خيارات المستهلكين وحسّنت تجربة الشراء، كذلك فإن الثقة في منصات الدفع الإلكتروني ارتفعت مقارنة بالماضي، ما عزز من انتشار المعاملات الرقمية.
وتشير المبادرات الحكومية المتواصلة في عُمان إلى حزمة من السياسات والإجراءات التنظيمية التي تسهل بيئة الأعمال الرقمية، وتدعم إنشاء منصات محلية للتجارة الإلكترونية، إلى جانب جذب الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي. ويضيف عايش أن نمو التجارة الإلكترونية بالسلطنة من شأنه أن يعزز الاقتصاد المحلي من خلال دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وخلق فرص عمل في مجالات متعددة مثل التسويق الرقمي، والخدمات اللوجستية، وخدمات النقل والتوزيع، فضلاً عن تطوير التقنيات والأدوات المرتبطة بالتجارة الرقمية، ما يسهم في بناء سوق رقمية متكاملة، ويدفع نحو تحسين البنية التحتية وجذب استثمارات أجنبية كبيرة.
ومع ذلك، لا تخلو هذه العملية من تحديات، بحسب عايش، أبرزها تكاليف الشحن، وأحياناً حالات الغش أو ضعف جودة المنتجات، إلى جانب الحاجة إلى تسريع عمليات التسليم وتعزيز الأمن السيبراني لحماية بيانات المستهلكين، مشدداً على أن معالجة هذه التحديات ضرورية لضمان استدامة النمو في هذا القطاع. ويلفت عايش إلى أن التوقعات لحجم التجارة الإلكترونية في منطقة الخليج للعام الجاري تصل إلى نحو 50 مليار دولار، وفي سلطنة عمان إلى نحو 3 مليارات دولار.
آلية سلسة
يؤكد الخبير الاقتصادي العُماني، خلفان الطوقي، لـ"العربي الجديد"، أن التطور الملحوظ في منظومة التسجيل الإلكتروني بسلطنة عمان يعد مؤشراً قوياً على نجاح مسار التحول الرقمي، حيث أصبح بإمكان أي شخص إنشاء نشاط تجاري بشكل كامل عبر الإنترنت، دون الحاجة إلى زيارة أي جهة حكومية، موضحاً أن الآلية المعروفة بـ"القبول التلقائي" تبسط الإجراءات إلى حد كبير، وتجعل عملية التسجيل فورية وسلسة، ما يسهم في خفض الحواجز أمام رواد الأعمال، ويشجع على إقامة المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
ويشير الطوقي إلى أن هذا التسهيل أدى إلى تدفق استثمارات جديدة من دول متعددة، منها إيران، مصر وسورية والعراق، إضافة إلى الهند وباكستان، ما يعكس تنامي ثقة المستثمرين الإقليميين ببيئة الأعمال في السلطنة، مؤكداً أن هؤلاء المستثمرين غالباً ما ينتمون إلى الشريحة متوسطة الدخل، وهي الفئة التي ينبغي أن تكون هدفاً للسياسات التنموية، لأنها تمثل العمود الفقري للاقتصاد المحلي وتساهم في تنويع النشاط الاقتصادي وخلق فرص عمل مستدامة بعيداً عن الاعتماد الكلي على كبار المستثمرين أو المشاريع الضخمة.
وقد أحدث هذا التدفق نشاطاً اقتصادياً ملحوظاً، شكل زخماً في السوق، وساهم في تنشيط قطاعات متعددة، من الخدمات إلى التجارة والصناعة الصغيرة، وهو ما يعزو الطوقي جزءاً كبيراً منه إلى التطور الكبير في البنية التحتية الرقمية، حيث انتقلت الخدمات الحكومية من النمط التقليدي إلى النمط الإلكتروني بشكل متسارع، وأصبحت نحو 600 خدمة حكومية متاحة إلكترونياً، وهو رقم تجاوز المستهدفات المخطط لها، ما يدل على تقدم عمان في مسار التحول الرقمي، بل وضعها في مصاف الدول الرائدة إقليمياً في هذا المجال.
## الجزائر... باريس ضد روما
30 July 2025 01:00 AM UTC+00
مذ سافر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى إيطاليا، الأربعاء الماضي، لتوقيع حزمة اتفاقات اقتصادية، لم يهدأ الإعلام والمجتمع السياسي الفرنسي عن مناقشة الزيارة ومخرجاتها. يشعر الفرنسيون أنهم خرجوا تماماً من المجال الاقتصادي في الجزائر على وجه التحديد، لصالح إيطاليا. يرسم الإعلام الفرنسي صورة كأن الرئيس الجزائري ذهب متسللاً إلى روما، ويعكس ذلك خيبة فرنسية وصدمة من تحولات الموقف الجزائري.
في الواقع لم يكتشف الجزائريون إيطاليا لتوّهم، إذ يعود الرهان الجزائري على روما إلى عشية استقلال الجزائر، إذ ساهمت إيطاليا مبكراً في تكوين الكوادر الجزائرية للصناعة النفطية، وساعدت الجزائر في فترة الأزمة الأمنية مادياً. وفي عام 2003 وقعت معاهدة الصداقة والتعاون، ومنذ عام 2021، اتخذت الجزائر قراراً استراتيجياً بالاعتماد على إيطاليا شريكاً مركزياً في الضفة الشمالية للمتوسط، بديلاً لفرنسا. كان ذلك ذكاءً سياسياً لافتاً من صانع القرار الجزائري، يضع روما في موقع متقدم للدفاع عن وضع الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر.
يفهم الآن لماذا تعرقل باريس منذ فترة اجتماع مجلس الشراكة بين الاتحاد والجزائر (قالت وزارة الخارجية الجزائرية ذلك صراحة)، والمخول له مناقشة مراجعة اتفاق الشراكة لعام 2002، لأن مزيداً من المصالح الفرنسية في الجزائر سيتم تحييدها في الأفق، ذلك أن الجزائر مصرة على مراجعة علاقاتها مع أوروبا، ليس لتوزيع نقاط ارتكاز جديدة على صعيد الشراكات الاقتصادية والسياسية فحسب، ولكن أيضاً بالأساس لاستعادة الحد الضروري من التوازن الذي يضمن مصالحها، وبما ينهي "اتفاقاً ظالماً" عقد في فترة لعبت فيها الظروف الداخلية الصعبة وهشاشة الموقف السياسي والاقتصادي للجزائر، لصالح تغول الاتحاد الأوروبي وحصوله على حزمة امتيازات اقتصادية وتجارية وسياسية. ويعني هذا سياسياً أن الجزائر طوت نهائياً صفحة الأزمة الأمنية والسياسية التي شهدتها في التسعينيات، على الصعيد الخارجي، لجهة معالجة الآثار التي ترتبت عنها في العلاقة مع الدول والمجموعات الإقليمية السياسية والاقتصادية.
وما يعزز هذا التقدير السياسي أن أحد أبرز الدوافع التي تعلنها الجزائر لمراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي إلغاء الفصل السياسي من الاتفاق، الذي كان يتيح لمؤسسات الاتحاد مناقشة قضايا داخلية تخص الجزائر كمسألة سياسية مطروحة، وإدراج مراقبة الجزائر ببعض الالتزامات السياسية ذات الصلة بالحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية، من وجهة النظر الأوروبية.
لم تكن الجزائر تملك في خضم الآثار المدمرة للأزمة الأمنية الدامية في التسعينيات وإكراهات المديونية وصندوق النقد الدولي، والتي دمرت الاقتصاد الجزائري، هامش مناورة لرفض الشروط الأوروبية هذه، لكنها تملك في الوقت الحالي بعد التعافي السياسي والاقتصادي وترميم النسيج المجتمعي الداخلي، وضعاً أفضل واستقلالية قرارها السياسي والاقتصادي، ما يتيح لها رفض أي نقاش لمسائلها الداخلية التي تخص مجتمعها السياسي والمدني حصراً. وبينما تفعل الجزائر ذلك، وتلعب على توازنات القوة والمصالح، وتستفيد حتى من الفرص التي توفرها الخلافات بين الأطراف الأوروبية أحياناً، يتعين الانتباه إلى أن إيطاليا هي الأخرى دولة مصالح تبحث عن منافع وامتيازات، وليست جمعية خيرية توزع التكنولوجيا والاستثمارات، وهي كغيرها من المجتمع الأوروبي بحكومات تنحاز في الغالب إلى سياسات اليمين في قضايا الهجرة وإسرائيل والإسلاموفوبيا. 
## مصر قلقة من الحكومة الموازية في السودان
30 July 2025 01:00 AM UTC+00
تتابع القاهرة عن كثب إعلان قوات الدعم السريع وتحالفها السياسي، الأسبوع الماضي، تشكيل حكومة موازية في السودان، في خطوة اعتُبرت الأخطر منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع في 15 إبريل/ نيسان 2023. وكشفت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، أن خلية أزمة مصرية تضم ممثلين عن وزارة الخارجية وجهاز الاستخبارات العامة والقيادة العسكرية، بدأت اجتماعات مكثفة منذ الساعات الأولى بإعلان الحكومة الموازية في السودان من قبل قوات الدعم السريع، وتُجري تقييماً فورياً لتداعيات الخطوة على الأمن القومي المصري، وعلى مجمل الوضع الإقليمي.
وأوضحت المصادر أن خلية الأزمة "تعمل على مدار الساعة" وتُنسّق مواقفها مع بعثات مصرية دبلوماسية وأمنية في كل من بورتسودان وأديس أبابا وأبوظبي، وتتعامل مع تطورات إعلان الحكومة الموازية في السودان باعتبارها تحولاً مفصلياً في مستقبل هذا البلد والمنطقة، يتطلب تحركاً حكيماً ومتدرجاً. وأشارت إلى أن الخلية تعكف حالياً على صياغة تصور مصري متكامل للحل السياسي والأمني، يتضمن عدداً من السيناريوهات والمسارات المقترحة، تمهيداً لرفعه إلى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي لاتخاذ القرار المناسب بشأنه.
تتعامل مصر مع إعلان الحكومة الموازية باعتباره تحولاً مفصلياً في مستقبل السودان والمنطقة، يتطلب تحركاً حكيماً ومتدرجاً
خطط للتعامل مع إعلان الحكومة الموازية في السودان
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "العربي الجديد"، فإن التصور الذي تعمل عليه خلية الأزمة المصرية لا يقتصر على التعامل مع إعلان الحكومة الموازية من قبل "الدعم السريع" في السودان، بل يشمل هيكلة مسار جديد للتسوية السياسية في السودان بالتنسيق مع دول الرباعية (مصر، السعودية، الإمارات، الولايات المتحدة)، والاتحاد الأفريقي، وربما بالتوازي مع تحرك مصري منفصل لاحتواء الوضع ميدانياً في مناطق الحدود، وضمان عدم انزلاقها إلى فوضى إقليمية.
ويشمل التصور المصري، وفقاً للمصادر، خيارات متعددة تراوح بين تعزيز دعم الحكومة الشرعية في بورتسودان، وتوسيع دور مصر بوصفها وسيطاً إقليمياً، وفتح قناة خلفية مع بعض مكونات "تحالف الدعم السريع" لمحاولة إعادة إدماجهم في مفاوضات تسوية موسعة، شريطة وقف إطلاق النار، وعدم المساس بوحدة السودان.
وتزامن تشكيل الحكومة الموازية في السودان (برئاسة محمد حسن التعايشي) مع إعلان "الدعم السريع" وتحالفه تشكيل مجلس رئاسي بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) وشخصيات من الحركات المسلحة، يُفترض أن يدير مناطق واسعة من السودان، أبرزها دارفور (تسيطر مليشيات الدعم على معظمها) وجنوب كردفان ومناطق من شرق السودان. لكن إعلان هذه الحكومة، في مدينة نيالا الخاضعة لسيطرة "الدعم السريع"، أثار تحذيرات عميقة داخل الأوساط المصرية من أن البلاد تتجه فعلياً نحو الانقسام الجغرافي والسياسي على غرار النموذج الليبي، وهو ما تعتبره القاهرة خطراً مباشراً على أمنها القومي ووحدتها الإقليمية.
وترى أجهزة مصرية أمنية أن تمدد "الدعم السريع" في غرب وجنوب السودان، وطرحَ نفسها سلطةً بديلة في بعض الأقاليم، ينذر بتشكل كيان سياسي عسكري مستقل على غرار "دولة داخل الدولة"، وهو ما يقوض المساعي المصرية والأفريقية لإعادة توحيد المؤسسات السودانية. كما أن اقتراب نفوذ "الدعم السريع" من مثلث العوينات الحدودي شديد الحساسية بين مصر والسودان وليبيا، يفتح الباب أمام احتمالات خطرة، منها تهريب السلاح، وتدفق جماعات مسلحة عبر الحدود الجنوبية المصرية.
يشمل التصور المصري للحل خيارات عدة من بينها فتح قناة خلفية مع بعض مكونات تحالف الدعم السريع لمحاولة إعادة إدماجهم في مفاوضات تسوية موسعة
وفي هذا السياق، شدّد السفير حسام عيسى، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق والسفير السابق لدى السودان، في تصريح لـ"العربي الجديد"، على أن "تشكيل حكومة موازية هو أول مسمار في نعش الدولة السودانية"، مؤكداً أن مثل هذه الخطوة لا تملك أي مشروعية قانونية أو سياسية، كونها صادرة عن تحالف مع مليشيا خارجة عن مؤسسات الدولة، وليست ذات تمثيل شعبي أو دستوري. وأضاف عيسى: "السياسيون الذين تورطوا في هذه الخطوة فقدوا كل رصيدهم، ولا يمكن اعتبار هذه الحكومة حتى ورقة تفاوضية، لأنها مرفوضة دولياً ومحلياً، ولا تملك السيطرة الكاملة على الأرض ولا الشرعية".
ويمثل السودان طرفاً رئيسياً في معادلة سد النهضة الإثيوبي، وكان التنسيق مع الخرطوم عاملاً مهماً في بناء الموقف المصري خلال جولات التفاوض مع أديس أبابا. لكن انقسام السودان إلى حكومتين متناحرتين، إحداهما تقودها مليشيا غير معترف بها دولياً، يجعل من هذا التنسيق أكثر تعقيداً، بل قد يؤدي إلى تراجع الموقف التفاوضي المصري، أو ظهور مواقف متضاربة من داخل السودان نفسه، ما يضرّ بمصالح القاهرة المائية ويُربك استراتيجيتها الإقليمية في مواجهة المشروع الإثيوبي.
وتتحمل مصر اليوم أعباء إنسانية واقتصادية متزايدة بسبب الحرب في السودان، إذ تستضيف مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين، وسط أزمة اقتصادية خانقة، وتراجع الخدمات العامة، واحتقان اجتماعي. وأي انهيار إضافي في السودان، خصوصاً إذا اتسع نطاق العمليات العسكرية عقب تشكيل الحكومة الموازية، سيُنتج موجات جديدة من النزوح، قد تتجه مباشرة إلى الداخل المصري، ما يضع عبئاً إضافياً على الدولة ومؤسساتها.
## ما وراء قرار إدخال إسرائيل المساعدات إلى غزة
30 July 2025 01:00 AM UTC+00
بعد ضغوط دولية جدّية نتيجةً لمشاهد التجويع والمعاناة في قطاع غزة، بدأت الحكومة الإسرائيلية إجراء تغييرات في سياساتها المتعلقة بإدخال المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية إلى القطاع. لم يأتِ هذا القرار من فراغ، بل يعكس أولاً تعثّر الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة وعجز الجيش عن حسم المعركة أو القضاء الكامل على وجود حركة حماس. كما يُظهر فشل إسرائيل في فرض شروطها في المفاوضات غير المباشرة مع الحركة. والأهم من ذلك أن القرار يُشير إلى وجود قلق إسرائيلي حقيقي من تفاقم الأضرار على الساحة الدولية، واحتمال فرض عقوبات أو ممارسة ضغوط تُرغم إسرائيل على السماح بدخول المساعدات.
لا حسم عسكرياً في غزة
تعثّر الحرب والحملات العسكرية الإسرائيلية المتكررة في قطاع غزة، وتحولها إلى حملة قتل وتجويع وتهجير دون أهداف عسكرية واضحة، ليس جديداً، بل بدأت مؤشرات هذا الفشل بالظهور منذ أشهر عدة. على سبيل المثال، كرّر رئيس الأركان إيال زمير، في نقاشات داخلية داخل المجلس الوزاري المصغّر، بحسب الصحافي حاييم ليفنسون في صحيفة هآرتس (21 يوليو/ تموز الحالي)، أن عملية "مركبات جدعون" قد استُنفدت بالكامل، وأنه لا بد من التوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف لإطلاق النار.
عدم الحسم العسكري في قطاع غزة ترافق مع عدم قدرة إسرائيل فرض شروطها كافة على حركة حماس في المفاوضات، رغم ما اعتُبر مرونة وتنازلات قدّمتها "حماس". وقد وصف الصحافي عاموس هرئيل من "هآرتس" (25 يوليو) هذه الأجواء بالقول: "هذا المشهد الكئيب في المفاوضات تكرّر هذا الأسبوع أيضاً، كما في معظم الأسابيع خلال الشهرين الأخيرين. ومرة أخرى، وردت أنباء بدت مبشّرةً من واشنطن: البيت الأبيض أعلن أن ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي، سيتوجّه إلى المنطقة قريباً لدفع صفقة الأسرى إلى الأمام. لكن، بعد يومين فقط، خبت الآمال مجدداً. فبعد أسبوعين ونصف من تقدم طفيف جداً، أعلن ديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن سحب فريق المفاوضات من الدوحة، عاصمة قطر".
عدم الحسم العسكري في غزة، ترافق مع عدم قدرة إسرائيل على فرض شروطها كافة على حماس
فشل السيطرة على آلية المساعدات
عدم حسم المعركة وفشل المفاوضات ترافقا أيضاً مع فشل بناء آلية جديدة لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة. فقد أنشأت حكومة بنيامين نتنياهو في فبراير/ شباط 2024 ما يُعرف بـ"صندوق المساعدات الإنسانية لغزة"، بهدف تعزيز سيطرة إسرائيل على آليات توزيع المساعدات، ومنع وصولها إلى حركة حماس كما تدعي إسرائيل، وتقويض عمل منظومات الإغاثة التقليدية والفعّالة التي تقودها الأمم المتحدة، وفي مقدمتها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إلى جانب منظمات دولية أخرى.
في مطلع مارس/ آذار، خرقت الحكومة الإسرائيلية اتفاق وقف النار من خلال إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، ووقف إدخال المساعدات الإنسانية عبر المنظمات الدولية، وقطع إمدادات الكهرباء عن القطاع.
على الرغم من إنشاء الصندوق في فبراير، لم يبدأ توزيع المساعدات عبره فعلياً إلا في أواخر شهر مايو/ أيار الماضي، وسط انتقادات حادة واتهامات بفشل آليات التوزيع الجديدة وتسببها في تعميق الكارثة الإنسانية في غزة.
لم تقتصر الأضرار التي لحقت بعمل المنظمات الدولية على الحدّ الكبير من قدرتها على الوصول إلى قطاع غزة وسكّانه، بل تجسّدت أيضاً في تأخير أو منع إدخال سلع ومواد حيوية، بما في ذلك المعدّات الطبية والمواد الغذائية الأساسية. وفي الأسابيع الأخيرة، صعّدت إسرائيل من وتيرة عمليتها العسكرية الهادفة إلى تدمير قطاع غزة. قبل نحو عشرة أيام، بدأت المؤشرات تتجه نحو سيناريو كارثي طالما حذّر منه خبراء ومؤسسات دولية: الوصول إلى "نقطة اللاعودة"، حيث تصبح الوفيات الناتجة عن سوء التغذية منتشرة بشكل واسع، ويصعب تدارك آثارها، ما ينذر بكارثة إنسانية طويلة الأمد.
تغيير السياسات
نتيجة لتراكم الأحداث وتزايد الضغوط الدولية، ومع التحذيرات الصادرة عن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر والسفير الإسرائيلي في واشنطن يحييل ليتر، اللذين نبّها إلى احتمال حدوث انهيار دبلوماسي حاد وتبعات خطيرة في حال استمر الوضع على ما هو عليه، جاء التحوّل في موقف الحكومة الإسرائيلية، وفقاً للصحافي اليميني عميت سيغل، المعروف بقربه من دوائر صنع القرار (موقع ماكو - القناة 12، الأحد 27 يوليو).
في هذا السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة في 25 يوليو، عن بدء تنفيذ القرار الذي يشمل تحديد ممرات إنسانية تتيح حركة آمنة لقوافل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، بهدف إدخال الغذاء والدواء إلى قطاع غزة. كما أُعلن عن تنظيم "هدنات إنسانية" في المناطق ذات الكثافة السكّانية العالية، لتسهيل وصول المساعدات وتقليل الأضرار في صفوف المدنيين.
نبّه ساعر وليتر إلى احتمال حدوث انهيار دبلوماسي حاد وتبعات خطيرة في حال استمر الوضع على ما هو عليه
بهذا الإعلان، تُقرّ الحكومة الإسرائيلية والجيش، بشكل غير مباشر، بفشل محاولتهما فرض نظام بديل لإدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية في القطاع. فقد أدركت إسرائيل هذه المرة أنها لا تستطيع تجاهل الغضب العالمي المتزايد من سياسات التجويع والإبادة الجماعية في غزة، ومن استمرار منع دخول المساعدات الأساسية.
النتائج السياسية الداخلية
يرى عدد من المحللين والصحافيين الإسرائيليين أن ما جرى في الأيام الأخيرة، من تغيير في سياسات إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، يُعدّ اعترافاً صريحاً بفشل آخر لحكومة نتنياهو. في هذا السياق، كتب الصحافي ناحوم بارنياع في موقع "واينت" (الاثنين 28 يوليو) أنه "بعد مرور عام على الحرب، أو حتى قبل ذلك، كان على الحكومة والجيش أن يدركا أن الوضع في غزة قد انقلب رأساً على عقب: الفائدة المرجوة من قتال تخوضه خمس فرق عسكرية باتت ضئيلة إلى حدّ التلاشي، بينما الأضرار تتزايد بشكل خطير". وأضاف بارنياع، "بعد عامين، تلقّينا الضرب، وأكلنا السمك العفن، وها هم أصدقاؤنا في العالم يطالبون بطردنا من المدينة. الكارثة بلغت من الضخامة ما دفع بنتنياهو إلى إنزال الأعلام، وإيقاف العملية العسكرية، خلال ساعات النهار، والانصياع لمطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والبدء بإدخال المساعدات الغذائية. ومن شدة خوفه من ردّ فعل غاضب من (وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش و(وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير، استسلم نتنياهو في الخفاء، كآخر الجبناء".
الجنرال الاحتياط يسرائيل زيف كتب في موقع "ماكو – القناة 12" (28 يوليو): "بعد فشل جميع المناورات ومحاولات مطاردة المسلحين المتبقين وتحقيق الحسم المنشود، وما تسبب به ذلك من سقوط المزيد من القتلى في صفوف الجنود، جاء الفشل الكامل في ما بات يُعرف بـ"حرب الغذاء"، التي تورّطت فيها إسرائيل بسذاجة. وها هي الآن تركض مذعورة في محاولة يائسة لإصلاح ما يمكن إصلاحه بعد أن وقعت الأضرار الجسيمة... استمرار الحرب، التي تحوّلت مبرراتها من تحرير الأسرى إلى حرب تجويع، ومن حرب "مبرّرة" إلى حرب "ملعونة"، قد محا حتى آخر ذريعة كانت لدى إسرائيل لتمديدها، وهي إعادة الأسرى. قد يكون من الممكن تبرير حرب طويلة ضد مقاتلين، لكن لا يمكن تبرير موت الأطفال جوعاً".
لم يُشرك رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزيري اليمين المتطرف، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، في قراره إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وبحسب الصحافي عميت سيغل، فإن اتخاذ القرار من دون إشراك سموتريتش وبن غفير يكشف عن تصدّع حاد داخل الجناح اليميني في الائتلاف الحكومي.
في حال تم تجاوز الأزمة مع سموتريتش، فإن نتنياهو سيقدّم له تعويضاً استراتيجياً
فقد أقرّت مصادر في "الصهيونية الدينية" (حزب سموتريتش) وفي محيط رئيس الحكومة، وفقا لموقع "والا" الإخباري يوم الأحد 27 يوليو، بوجود أزمة بين وزير المالية ونتنياهو، على خلفية إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. ومع ذلك، يقدّر الجانبان أن الأزمة الحالية سيتم احتواؤها في نهاية المطاف. وفقاً لـ"والا"، إذا لم تُحلّ هذه الأزمة، فقد يصل الأمر إلى حدّ تفكيك الحكومة. وأشار مصدر من التيار ذاته إلى أنه في حال تم تجاوز الأزمة، فإن رئيس الحكومة سيقدّم "تعويضاً استراتيجياً" يتعلق بسير المعركة في غزة، من شأنه أن يقود إلى حسم المواجهة.
يذكر في هذا السياق، أنه بحسب ما نشرت صحيفة هآرتس ليل الاثنين – الثلاثاء، فإنه من المتوقع أن يقترح نتنياهو على المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (كابنيت) خطة لضم مناطق في قطاع غزة، في محاولة للإبقاء على سموتريتش ضمن حكومته. ووفقاً للخطة التي أشارت إليها الصحيفة، ستعلن إسرائيل أنها تمنح "حماس" أياماً عدة للموافقة على وقف النار، وإن لم يحدث ذلك، ستباشر بضمّ أراضي القطاع.
أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، فقد هاجم قرار الحكومة إدخال المساعدات بشكل علني ورأى فيه "خضوعاً لحملة الكذب التي تقودها حماس، وهو ما يعرّض جنود الجيش الإسرائيلي للخطر". وأضاف: "الطريقة الوحيدة للانتصار في هذه الحرب واستعادة الأسرى هي وقف كافة أشكال ما يُسمّى بالمساعدات الإنسانية، واحتلال كامل القطاع، وتشجيع الهجرة الطوعية".
على ما يبدو، فإن الأزمة بين نتنياهو وسموتريتش لم تتوسع لغاية الآن، بحيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية في 28 يوليو، أن وزير المالية أعلن لأعضاء "الصهيونية الدينية" أن الحزب سيبقى في الحكومة في هذه المرحلة. وقال سموتريتش: "في أوقات الحرب، لا يصح اتخاذ قرارات بدوافع سياسية"، مضيفاً أنه "سيكون تقييمنا بناءً على النتيجة، إخضاع حركة حماس. نحن نقود خطوة استراتيجية مهمة، ومن غير المناسب الإفصاح عن تفاصيلها في الوقت الراهن. خلال فترة وجيزة سيتضح ما إذا كانت هذه الخطوة ناجحة وإلى أين نتجه".
من غير المستبعد، استناداً إلى تصريحات بتسلئيل سموتريتش أن يكون قرار إدخال المساعدات إلى قطاع غزة بمثابة مناورة جديدة من قبل نتنياهو، تهدف إلى تخفيف الضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل، وكسب المزيد من الوقت، مع الاستمرار في الحرب وسياسة التجويع بوسائل وأدوات مختلفة. كما لا يُستبعد أن تكون التطمينات التي قدّمها نتنياهو لسموتريتش مجرد وسيلة لكسب الوقت ومنع تفكك الائتلاف الحكومي. الأيام المقبلة كفيلة بكشف السيناريو الأقرب إلى الواقع.
إلا أن ما بات واضحاً أن اضطرار إسرائيل إلى السماح بإدخال المساعدات يؤكد أنها ليست محصنة أمام الضغوط الدولية. فهناك حدود لجنون القوة والغطرسة، ويثبت ذلك أنه من الممكن إنهاء معاناة سكّان غزة ووقف حرب الإبادة، إذا توفرت الإرادة الإقليمية والدولية الجادة لذلك.
## ترامب يطمع بثروات ميانمار
30 July 2025 01:00 AM UTC+00
بعد أن تمكّن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حتى الآن من إبرام صفقتي معادن، الأولى مع أوكرانيا، والثانية مع الكونغو الديمقراطية، التي انتزع "سلاماً" بينها وبين رواندا الداعمة لمتمردي حركة 23 مارس شرق الكونغو، يبدو أن أنظاره تتجه إلى ميانمار طمعاً بثرواتها، وللتوصل إلى صفقة معها، مهما تطلب ذلك، بما في ذلك تعديل استراتيجية الولايات المتحدة في التعاطي مع عسكر ميانمار أو الحوار مباشرة مع المتمردين، في خطوة إن تحققت، تتيح للرئيس الأميركي تحقيق أهداف أخرى، أهمها تحويل الإمدادات الضخمة من المعادن النادرة في هذا البلد بعيداً عن الصين.
مفاوضات مقترحة مع "جيش استقلال كاشين"
وكشفت وكالة رويترز، أمس الثلاثاء، عن نقاشات أجرتها إدارة ترامب، مع مسؤولين ومستثمرين أميركيين، لدراسة خيارات عدة من أجل الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة في ميانمار، البلد الواقع في جنوب شرق آسيا، على الحدود مع الصين، والغارق منذ فبراير/ شباط 2021، في فوضى ما بعد الانقلاب العسكري ضد الحاكمة المدنية السابقة أونغ سان سو تشي، والتي تتمثل بحرب بين الجيش الحاكم والجماعات المتمردة المسلحة. أحد هذه الخيارات المقترحة على إدارة ترامب، محاولة إبرام صفقة مع جماعة مسلحة قوية، هي "جيش استقلال كاشين"، الناشطة في ولاية كاشين شمال شرقي البلاد. هذا "الجيش"، الذي اتخذ موقفاً حيادياً لوقت قصير جداً بعد الانقلاب، استعاد سريعاً معاركه مع الجيش، ومن بين أهدافه السيطرة على المناطق الحدودية في البلاد، المتاخمة للصين، والغنية بالمعادن الأرضية النادرة. وتمكن "جيش استقلال كاشين" من تحقيق تقدم ميداني كبير، ومنذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تدور معارك حامية بينه وبين الجيش للسيطرة على مدينة بامو، على بعد أقل من 100 كيلومتر من الحدود الصينية. وتعتبر بامو حقلاً غنياً واستراتيجياً بالمعادن الأرضية النادرة، وهدّدت الصين بوقف معالجة المعادن النادرة في الولاية، إذا ما سيطر هذا "الجيش" على بامو.
تهيمن الصين بنسبة 90% على قطاع معالجة المعادن بالعالم
ويستعر الصراع بين الولايات المتحدة والصين على المعادن الأرضية النادرة. حتى الآن، لا يبدو هذا الصراع متكافئاً، ويصبّ ميزان القوة فيه بفارق كبير لصالح بكين. هذه المعضلة الأميركية لاستمرار الهيمنة على قطاع الصناعات التكنولوجية تدفع ترامب لمحاولة اختراق ميانمار، ولو بتغيير جذري للسياسة الأميركية المعتمدة تجاه هذا البلد، لا سيما بعد الانقلاب، والقائمة على مقاطعته ومعاقبته.
وتعد ميانمار ثالث أكبر مصدّر للمعادن النادرة في العالم بعد الصين والولايات المتحدة، وبحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ، نشر في 17 يوليو/تموز الحالي، فإنه في العام الماضي، استأثرت ميانمار بما يقرب من نصف التعدين العالمي لعنصرين مهمين بشكل خاص: الديسبروسيوم والتيربيوم، وهما أساسيان للسيارات الكهربائية وتوربينات الرياح وبعض المعدات العسكرية. وبحسب التقرير، فإن "جيش استقلال كاشين" بات يبني "إمبراطورية معادن نادرة على تخوم الصين". وتشكّل المعادن الأرضية في ميانمار حوالي 57% من المعادن النادرة التي استوردتها الصين العام الماضي. وبحسب موقع "ماينينغ تكنولوجي" في 18 يناير/ كانون الثاني الماضي، فإن الصين تهيمن حالياً على إنتاج المعادن النادرة في العالم، وبلغت هذه الهيمنة 69% في 2023، تليها الولايات المتحدة بـ12%. أما معالجة المعادن، فتهيمن عليها الصين عالمياً بنسبة 90%.
تعديل محتمل للتعامل مع ميانمار
وقالت وكالة رويترز إن إدارة ترامب استمعت إلى اقتراحات عدة تتضمن تعديلاً كبيراً بالسياسة الأميركية المتبعة حيال ميانمار، وذلك بهدف تحويل الإمدادات الضخمة من المعادن النادرة في هذا البلد، بعيداً عن الصين، بحسب أربعة أشخاص مطلعين على النقاشات. وأوضحت المصادر أن لا شيء حُسم بعد، وأن الخبراء يعتقدون بوجود عراقيل كبيرة قد تحول دون تنفيذ مثل هذه الصفقة، ولكن "إذا ما جرى العمل بإحدى الأفكار، فإن واشنطن قد تحتاج إلى إبرام صفقة مع المتمردين الإثنيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة تضم احتياطات كبيرة من المعادن". وبحسب المصادر قدمّ الاقتراحات خبراء، ومستثمر أميركي يقود حملة ضغط في مجال الأعمال بالولايات المتحدة هو آدم كاستيلو، ومستشار سابق لأونغ سان سو تشي يدعى شون ترنيل، وهو اقتصادي أسترالي.
من الاقتراحات التي عرضت على ترامب، تخفيف نسبة الـ40% من الرسوم الجمركية التي هدّد بفرضها على ميانمار
ويتبنى أحد المقترحات إجراء مباحثات مع الطغمة العسكرية الحاكمة في ميانمار، ودفعها لإبرام اتفاق سلام مع متمردي كاشين، فيما يطرح اقتراح آخر قيام واشنطن بنفسها بمباحثات مباشرة مع "جيش استقلال كاشين". وكانت الولايات المتحدة قد تجنبت الحوار المباشر مع قادة ميانمار العسكريين بعد الانقلاب، وفرضت عقوبات عليهم، أيضاً بسبب قمعهم أقلية الروهينغا. والأسبوع الماضي، رفعت إدارة ترامب بعض العقوبات التي كانت مفروضة على عدد من حلفاء الطغمة العسكرية في ميانمار، لكن مسؤولين أميركيين أكدوا أن ذلك لا يعني تغييراً جوهرياً في سياسة واشنطن حيال هذا البلد.
ومن الاقتراحات التي عرضت على ترامب، تخفيف نسبة الـ40% من الرسوم الجمركية التي هدّد بفرضها على ميانمار، ورفع العقوبات، والعمل مع الهند لمعالجة بعض المعادن النادرة المستخرجة من ميانمار، وتعيين مبعوث خاص لتنفيذ هذه المهام، وفق مصادر الوكالة. وجرت مناقشة بعض هذه الاقتراحات مع آدم كاستيلو، الرئيس السابق لغرفة التجارة الأميركية في ميانمار، والذي يدير حالياً شركة أمنية هناك، وقد اقترح بحسب حديثه لرويترز، أن تؤدي واشنطن دور عاقد الصفقات لإبرام اتفاق سلام في ميانمار، وحثّ إدارة ترامب على سحب ورقة من يد الصين، عبر دفع جيش ميانمار لإبرام صفقة حكم ذاتي مع "جيش استقلال كاشين". ووصفت مصادر الوكالة مناقشات البيت الأبيض حول ذلك بـ"الاستكشافية وفي مراحلها الأولى"، ولفتت إلى أنها قد لا تفضي إلى أي تغيير بنهاية المطاف. وبحسب "رويترز"، فإن كاستيلو أخبر المسؤولين الأميركيين أن الجماعات الإثنية المتمردة في ميانمار، سئمت من كونها مستغلة من قبل الصين، وتريد العمل مع الولايات المتحدة.
وشرح كاستيلو أنه لطالما حثّ الولايات المتحدة على محاولة التوصل إلى صفقة مع "جيش استقلال كاشين"، تتضمن التعاون مع شركات واشنطن في تحالف سكواد، وتحديداً الهند (مع أستراليا واليابان)، لمعالجة المعادن وإيصالها إلى الولايات المتحدة. لكن مسؤولاً بالحكومة الهندية، أكد للوكالة أنه لا يعلم شيئاً عن تواصل بين إدارة ترامب ونيودلهي في هذا الشأن. أما شون ترنيل، وهو اقتصادي أسترالي ومستشار سابق لأونغ سان سو تشي، فقد اقترح مواصلة دعم ترامب للقوى الديمقراطية في ميانمار.
(العربي الجديد، رويترز)
## المغرب يترقب بقلق اتفاق الرسوم بين أميركا والاتحاد الأوروبي
30 July 2025 01:32 AM UTC+00
يتحسّب المغرب بكثير من القلق لتداعيات الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول الرسوم الجمركية، إذ إنّ الركود في أوروبا قد ينعكس سلباً على الطلب الموجه للمغرب. يأتي انشغال المغرب بقرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاصة بالرسوم الجمركية تجاه أوروبا، من كون الاتحاد الأوروبي يمثل أهم شريك تجاري للمملكة، حيث إن الظرفية الاقتصادية في ذلك الفضاء لها تأثيرات ملموسة على الميزان التجاري المغربي. ويذهب رئيس المعهد المغربي للعلاقات الدولية، جواد الكردودي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن الاتحاد الأوروبي اضطر إلى القبول بالاتفاق التجاري الأخير مع إدارة ترامب. ويشير الكردودي إلى أن الاتحاد الأوروبي كان يدرك أنّ الرئيس الأميركي ماضٍ في تنفيذ وعيده الذي كان سيفضي إلى تطبيق رسوم في حدود 30 في المائة. ويوضح أن صناعة السيارات الألمانية وصناعة السلع الفاخرة الفرنسية ستخففان من تداعيات الحمائية الأميركية عبر القبول برسوم في حدود 15 في المائة.
لكن كيف تلقى المغرب اتفاق الولايات المتحدة التجاري مع الاتحاد الأوروبي؟ يتجلى من بيانات مكتب الصرف التابع لوزارة الاقتصاد والمالية أن المغرب كان يترقب ما ستسفر عنه المفاوضات بين الجانبين الأميركي والأوروبي. فقد أكد المكتب في تقريره السنوي الذي تناول التجارة الخارجية في العام الماضي أنّ المبادلات التجارية مع أوروبا مثلت 62 في المائة، مقابل 63.2 في المائة في 2023. ويوضح المكتب أن 56.4 في المائة من مشتريات المغرب مصدرها أوروبا، بينما تستوعب أوروبا 71.4 في المائة الصادرات الإجمالية للمملكة. وقد سعى المغرب إلى التخفيف من تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية المطبقة عليه، غير أنه انشغل كثيراً بمآل المفاوضات بين المفوضية الأوروبية والولايات المتحدة.
وقد أكدت وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح، أنّ الرسوم الجمركية الأميركية التي ستخضع لها الصادرات المغربية والمحددة في 13.6 في المائة تبقى أقل من بعض الاقتصادات الأخرى. ويشير الكردودي إلى ارتفاع التضخّم الذي قد يتجلى أكثر في الولايات المتحدة نتيجة الرسوم الجمركية، ما قد يكون له تأثيرات على الاقتصاد الأميركي والاقتصاد العالمي، وتلك تأثيرات لن يسلم منها المغرب، وذلك عبر التضخم المستورد. ويذهب إلى أن تطبيق الرسوم التي لوح بها البيت الأبيض، ستؤثر على بعض الشركات الأوروبية التي قد تتراجع طلبياتها التي تعبر عنها نحو المغرب، ضارباً مثلاً بقطاع النسيج الذي ترتهن صادراته بالسوق الأوروبية.
ويتصور الكردودي أن صادرات مغربية أخرى مثل السيارات والأسمدة والسلع الفلاحية قد لا تتأثر كثيراً بالاتفاق التجاري الأخيرة، بالنظر لاتفاق الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وإن كان يشدد على أنّ الطلب الموجه للمغرب يبقى رهيناً بالظرفية الاقتصادية ومدى تخفيف حالة عدم اليقين الناجمة في جزء منها عن الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي. ويرى الكردودي أنه يفترض التخفف من الارتهان للسوق الأوروبية التي تستوعب حوالى 31 مليار دولار من مجمل مبيعات المملكة في الخارج، علماً أنّ المملكة تحرص في الأعوام الأخيرة على تنويع الأسواق نحو آسيا وأميركا وأفريقيا.
## فرانك فوريدي.. موت القراءة أم ولادة شكل جديد منها؟
30 July 2025 02:00 AM UTC+00
القراءة أم الكتابة؟ سؤال لطالما أثار جدلاً بين المفكّرين والقراء: هل تكمن القوة في فهم الكلمات أم في صياغتها؟ أسئلة يحاول أن يُجيب عنها كتاب "قوة القراءة: من سقراط إلى تويتر"، لعالم الاجتماع المجري الكندي فرانك فوريدي، ويُحاول إعادة النظر فيها من منظور تاريخي وثقافي. 
يستعرض الكتاب، الصادر حديثاً عن المركز الأكاديمي للأبحاث في بغداد بترجمة هاني حجاج، تطور مفهوم القراءة عبر العصور، ويركّز على التحولات التي شهدتها ثقافة القراءة في القرن الحادي والعشرين، حيث تتداخل الوسائط الرقمية وتزداد سرعة وكمية المعلومات. يجادل فوريدي بأهمية استعادة فن القراءة الذي لا يقل أهمية عن فن الكتابة، مؤكّداً أن القراءة ليست مجرد مهارة تقنية.
يحتوي الكتاب على مقدّمة تليها ثمانية فصول رئيسية تتناول موضوعات مختلفة، بدءاً من التناقضات الثقافية، مروراً ببحث القراءة عن المعنى، وديمقراطية القراءة وتزايد أعداد القرّاء، ثم ثورة القراءة في عصر التنوير، وتأثير "ويرثر" على القارئ المعرّض للخطر (مصطلح يستخدم لوصف كيف يمكن لتغطية إعلامية أو قصة ما أن تؤثر سلباً على سلوك الأشخاص)، والعلاقة المستمرة بين القراءة والصحة، وتعقيدات القراءة، وصولاً إلى التحول من التنوير إلى خيبة الأمل.
تحضر أدوات التحليل السوسيولوجي بوضوح في قراءة الباحث نظراً لخلفيته الأكاديمية، حيث يقف مطوّلاً عند كيفية تفاعل المجتمعات مع القراءة عبر التاريخ، مضيئاً التناقضات بين رغبة القرّاء في الوصول إلى الكتب التي تمثّل أفكارهم، وسعي الدولة للسيطرة على وصولهم إليها، خاصة الكتب التي تُعتبر "خطيرة" على القارئ أو المجتمع.
تناقض بين رغبة القرّاء وسيطرة الدولة على وصولهم إلى الكتب
كذلك يستعرض المؤلف، تاريخياً، أثر تلك الصراعات بدءاً من عصر الفيلسوف اليوناني سقراط، مروراً بعصر النهضة، وحتى عصر وسائل التواصل الاجتماعي المعاصر، مؤكّداً التشابه في محاولات التحكم بالقراءة عبر الزمن. ولا يخلو الكتاب من بعض الإشارات الطريفة، ففي الماضي مثلاً، كان يُعتقد أن الروايات تؤثّر سلباً على الصحة العقلية وتُضعف القدرات المعرفية، بينما في العصر الحالي تحوز وسائل الإعلام الرقمية بهذه السمعة، الأمر الذي يراه صاحب كتاب "ثقافة العلاج: تنمية الحساسية في عصر اللايقين" امتداداً لتناقض قديم بين التوق إلى حرية المعرفة والرقابة الاجتماعية والسياسية.
ينتقد الكتاب الفكرة القائلة بأن الإنسان العادي غير قادر على اختيار الكتب المناسبة بنفسه، ويشكك في تقسيم القرّاء إلى مستويات متفاوتة، كما يؤكّد المؤلف رفضه النخبوية في القراءة. ويختم بخلاصة مفادُها أنّ القراءة في فترات تاريخية معينة كانت تُعتبر مضرة بالصحة بسبب الإفراط فيها، فإنّ التحدي الأكبر في عصرنا الحالي يكمن في تراجع معدلات القراءة نتيجة الانتشار الواسع للتكنولوجيا الرقمية، التي تؤثر بشكل كبير على عادة القراءة وعمقها.
## لماذا تراجعت الليرة التركية رغم رفع تصنيف الاقتصاد؟
30 July 2025 02:00 AM UTC+00
حدثان متعاكسان مرّا على تركيا، الأسبوع الماضي، وازنا الأسواق وثبتا سعر الصرف، قبل أن تعاود الليرة التركية التراجع الثلاثاء، وكأن زيادة العرض النقدي بالسوق المحلية، بعد تخفيض سعر الفائدة، مشفوعاً بمخاوف الاستمرار بالتخفيض بجلسات لجنة السياسات النقدية المقبلة، غلب رفع وكالة "موديز" التصنيف الائتماني لتركيا وتعديل النظرة الإيجابية إلى مستقرة. فقد سجل سعر صرف الليرة التركية الثلاثاء، 41 ليرة مقابل الدولار ونحو 47 مقابل اليورو، متراجعة عن سعر يوم الاثنين، الذي لم يزد عن 40.585 مقابل الدولار، وسط ترقب وحذر يلف الأسواق، بعد عودة تركيا للتيسير النقدي وتحفيز النمو والنظرة الإيجابية للاقتصاد والائتمان المحلي.
يأتي ذلك بعدما كان البنك المركزي التركي قد خفض سعر الفائدة المصرفية الأسبوع الماضي، من 46% إلى 43% بعد جلستي تثبيت سابقتين، في مؤشر عزاه مراقبون ووزير المال محمد شيمشك إلى "قدرة الاقتصاد التركي على تحمل الصدمات"، وما قد ينتج بسبب هزة لسعر الصرف بالسوق، سرعان ما يعود السعر للاستقرار. وتلا تخفيض الفائدة الخميس، قرار وكالة "موديز" تصنيف تركيا الائتماني من "B1" إلى "Ba3" مع تعديل النظرة المستقبلية من "إيجابية" إلى "مستقرة"، مبررة القرار إلى تحسن الثقة في السياسة النقدية وانخفاض التضخم وتقلص عجز الحساب الجاري.
وقرأ الوزير شيمشك ارتفاع التصنيف الائتماني لتركيا، بأنه "إنجاز" يعكس نجاح السياسات الاقتصادية في تجاوز التحديات والبيئة المحلية والدولية المحفوفة بالشكوك. كما يؤكد الرفع على متانة الاقتصاد في تحمل الصدمات، مؤكداً في منشور قبل أيام، أن الحكومة التركية ماضية في تنفيذ برنامجها الاقتصادي بحزم، مع التركيز على خفض التضخم بشكل مستدام، والحفاظ على عجز الحساب الجاري عند مستويات يمكن تحملها، وتعزيز الانضباط المالي في الموازنة العامة باستثناء النفقات المتعلقة بإعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلازل.
كما اعتبر أن استمرار التنفيذ الدقيق لهذا البرنامج سيؤدي إلى تقليص مخاطر الائتمان، وتسهيل الوصول إلى التمويل الخارجي، وفتح الباب أمام المزيد من الارتفاعات في التصنيف الائتماني للبلاد. وفي هذا الصدد، يرى مدير مركز الفكر للدراسات، باكير أتاجان، أن الحديث عن سعر صرف الليرة التركية يرتبط بمسائل عديدة، منها السياحة التي لم تصل عائداتها، حتى الآن، لمستوى التوقع، مشيراً باستغراب إلى غياب بيانات السياحة الرسمية عن النصف الأول للعام الجاري حتى اليوم. وأشار لـ"العربي الجديد" إلى أن "السياحة من أهم روافد القطع الأجنبي، إلى جانب الصادرات التي توازن بين العرض والطلب بالسوق النقدية وبالتالي تثبت، إن لم نقل تحسن سعر الصرف".
ووصلت عائدات السياحة في تركيا إلى مستوى قياسي عام 2024، ببلوغها 61.1 مليار دولار، وبزيادة 8.3% مقارنة بالعام 2023، وأظهرت الأرقام الرسمية أن متوسط الإنفاق اليومي للسائح الواحد بلغ 97 دولاراً. ويضيف أتاجان أن لسعر الدولار، المتقلب أخيراً أمام بقية العملات الرئيسية، دوراً وإن محدوداً، فقد سجل اليورو مقابل الدولار 1.1615، فيما وصل الإسترليني إلى 1.3397، وسجّل الين 148.471.
وحول أثر توقيف رئيس بورصة العملات الرقمية ICRYPEX، غوكالب إيشر قبل يومين، على خلفية اتهامات جنائية (مواد مخدرة ومحاولة قتل)، يرى أتاجان أن ذلك لا يؤثر في سعر الصرف، بل يمكن أن يؤثر في سمعة السوق الرقمية، خصوصاً في ظل الجدل المتواصل حول التنظيم القانوني لهذه السوق، وحماية المستثمرين من المخاطر القانونية والمالية، متوقعاً في الوقت نفسه، أن يبقى سعر الليرة التركية يتذبذب مع تراجعات قليلة، بناء على نتائج التصدير والسياحة خلال الربع الثالث من هذا العام، وحسب تحسّن بيانات الاقتصاد التركي، من نمو وتضخم ومستوى معيشة.
ويرى مراقبون أن سعر الصرف، ورغم ما له من دلالات، إلا أنه لا يعكس حال الاقتصادي التركي الذي بدأ يتعافى، بدليل زيادة الصادرات خلال النصف الأول من العام الجاري بأكثر من 4% عن مثيلها العام الماضي، مسجلة 131 مليارا و440 مليون دولار، وعلى ما يرونه عدو اقتصادهم الأهم، وهو التضخم الذي تراجعت نسبته الشهر الماضي إلى 35.05 وهو أدنى مستوى منذ 43 شهراً.
## فرنسا تقدم "نداء نيويورك" بختام مؤتمر حل الدولتين وهذه أبرز نقاطه
30 July 2025 02:13 AM UTC+00
وزعت فرنسا، أمس الثلاثاء، مع نهاية اجتماعات اليوم الثاني من المؤتمر الدولي لحل الدولتين في نيويورك، الذي يُعقد بموجب قرار تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 3 ديسمبر/كانون الأول 2024 تحت عنوان "تسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية"، بياناً منفصلاً عن البيان الختامي للمؤتمر تحت عنوان "نداء نيويورك"، لم يوقع عليه إلا عدد من الدول الغربية، واللافت أن النداء أو البيان الفرنسي المنفصل لا يقدم أي جديد يُذكر عما جاء في البيان الختامي للمؤتمر إلا خلطه بين اللاسامية ومحاربة إسرائيل، حيث وصف عمليات السابع من أكتوبر بأنها "إرهابية ولاسامية".
وكان نحو 20 دولة وجهة تبنت البيان الختامي للمؤتمر، ومن المتوقع أن تنضم العديد من الدول للبيان الختامي خلال الأسابيع القادمة، ويحدد البيان الخطوط العريضة للمضي قدماً ودعوة الدول المعنية للانضمام إلى البيان، قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيعة المستوى، في سبتمبر/أيلول القادم، حيث سيُعقد القسم الثاني من المؤتمر على مستوى قادة الدول.
"نداء نيويورك"
وكان لافتاً أن فرنسا، التي تترأس المؤتمر مع السعودية، وزعت بياناً منفصلاً عن البيان الختامي للمؤتمر باسم "نداء نيويورك"، وقع عليه كل من وزراء خارجية: فرنسا وأندورا وأستراليا وكندا وفنلندا وآيسلاند وإيرلندا ولكسمبورغ ومالطا ونيوزيلاند والنرويج والبرتغال وسان مارينو وسلوفينيا وإسبانيا، ومن أهم ما جاء فيه: "إدانة الهجمات الشنيعة واللاسامية الإرهابية في السابع من أكتوبر 2023". بالإضافة لمطالبته بوقف إطلاق نار فوري، كما طالب حركة حماس بإطلاق سراح جميع المحتجزين بشكل فوري وغير مشروط، مع إعادة رفات المتوفين، بالإضافة إلى ضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط.
ونص "نداء نيويورك" على تأكيد التزام الدول الموقعة "الثابت لرؤية حل الدولتين، حيث تعيش دولتان ديمقراطيتان، إسرائيل وفلسطين، جنباً إلى جنب بسلام وحدود آمنة ومعترف بها بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وفي هذا السياق تؤكد على ضرورة توحيد غزة مع الضفة تحت حكم السلطة الفلسطينية". ومن اللافت أن بعض الدول الموقعة لم تعلن رسمياً نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
كما رحب البيان أو النداء "بالالتزام الذي قطعه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في العاشر من يونيو/ حزيران، والذي أدان فيه عمليات السابع من أكتوبر الإرهابية وطالب بإطلاق سراح الرهائن (المحتجزين) وتسليم حماس سلاحها، والتزم بوقف دفع التعويضات (لأهالي الشهداء والأسرى) وبتعديلات على الكتب المدرسية وعقد انتخابات تشريعية ورئاسية (فقط الأطراف الفلسطينية التي تلتزم بأوسلو بحسب الجانب الفرنسي خلال مؤتمر صحفي) وقبول مبدأ دولة فلسطينية منزوعة السلاح".
ودعا "نداء نيويورك" الدول التي لم تعترف أو تعبر بعد عن رغبتها بالاعتراف بالانضمام إلى النداء، كما ناشد الدول التي لم تطبع علاقتها بعد مع إسرائيل بأن تعبر عن رغبتها بالقيام بذلك وأن تعبر عن رغبتها بنقاش دمج إسرائيل في المنطقة. كما نص النداء على أن الدول الموقعة تعبر عن "تصميمها للعمل على بنية لليوم التالي في غزة تضمن إعادة إعمار غزة ونزع سلاح حماس واستثنائها من الحوكمة الفلسطينية".
اعتراف بريطاني محتمل بالدولة الفلسطينية
أما الحدث الآخر البارز، فهو إعلان وزير خارجية بريطانيا، ديفيد لامي، في مداخلته أمام الجمعية العامة، أمس الثلاثاء، عن نية بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيعة المستوى في سبتمبر القادم وسط حديثه عن شروط معينة. وقال لامي: "إن رفض حكومة (بنيامين) نتانياهو لحل الدولتين خطأ. وهو خطأ أخلاقي وخطأ استراتيجي. فهو يضر بمصالح الشعب الإسرائيلي، حيث يسد الطريق الوحيد نحو إحلال سلام عادل ودائم". وأوضح "ولهذا السبب نحن عاقدون العزم على حماية نجاح حل الدولتين. ومن ثم، وحيث أن يد التاريخ تقع على كتفنا، فإن حكومة صاحب الجلالة تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر هنا في نيويورك. سوف نفعل ذلك ما لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية الإجراءات اللازمة لإنهاء الوضع المروِّع في غزة، وتوقف حملتها العسكرية، وتلتزم بسلام طويل الأجل ومستدام قائم على حل الدولتين". وأضاف لامي: "كما تبقى مطالبنا لحماس قاطعة وراسخة. قبل أن تجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة، سوف نقيِّم ما سيُحرزه الطرفان من تقدم في اتخاذ هذه الخطوات. ولن يكون لأي جانب حق رفض هذا الاعتراف من خلال أفعاله أو تقاعسه عن الأفعال".
وتحدث الدبلوماسي البريطاني عن الدمار في غزة ووصفه بالمؤلم، وأضاف: "أطفال غزة في حالة مجاعة، والمساعدات الشحيحة التي تُدخلها إسرائيل روّعت العالم. إنها ازدراء بالقيم التي ينادي بها ميثاق الأمم المتحدة"، مطالباً بوقف إطلاق النار فوراً ووضع خطة لجعله يدوم.
من جهته تحدث وزير العلاقات الدولية والتعاون لجنوب أفريقيا، رولاند فيلامولا، في بداية مداخلته، الثلاثاء، عن المأساة التي تشهدها غزة والإبادة الجماعية التي تعيشها تحت أنظار العالم، مشدداً على ضرورة وقفها. كما أكد على ضرورة أن تكون هناك افعال ملموسة لتطبيق حل الدولتين، مشيراً إلى الرابط بين نضال شعب جنوب أفريقيا تحت نظام الفصل العنصري "الأبارتهايد" وبين النضال الفلسطيني، وفي حين نالت جنوب أفريقيا حريتها ما زالت فلسطين تحت الاحتلال. وأشار إلى اعتماد الكنيسيت الإسرائيلي لعريضة تدعو إلى تطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية مما يشير إلى نيتها ضم هذه الأراضي. وقال إن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى القضاء على حل الدولتين ويسمح باستمرار انتهاك القانون الدولي.
وركز الكثير من المتحدثين في اليوم الثاني، كما في اليوم الأول، بمن فيهم ممثلين عن روسيا والصين واليابان وتركيا وعشرات الدول الأخرى، على الانتهاكات الإسرائيلية مطالبين بوقف الحرب والتجويع. ووصفت تركيا إسرائيل بأنها "تصدر زعزعة الاستقرار من خلال حروب لا تنتهي"، كما وصفت الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة "بالوصمة على جبين النظام الدولي". وشددت العديد من الدول على أن الأولوية الملحة هي وقف إطلاق النار وعلى ضرورة الضغط على إسرائيل للقيام بذلك ومن بين الخطوات للضغط هو الاعتراف بدولة فلسطين وحظر الأسلحة والضغط تجارياً-.
## أسوشييتد برس: اليابان تعلن عن وقوع زلزال بقوة 8 درجات قرب شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية وتحذر من تسونامي
30 July 2025 02:33 AM UTC+00
## فرانس برس: الحكومة اليابانية تتوقع وصول التسونامي لارتفاع 3 أمتار في مناطق ساحلية على طول المحيط الهادي
30 July 2025 02:34 AM UTC+00
## هل الصين وأميركا أمام هدنة جمركية جديدة؟
30 July 2025 02:35 AM UTC+00
رغم الغموض المحيط بتفاصيل المحادثات التجارية في ستوكهولم بين العملاقين، الصين والولايات المتحدة، فإن وجود شخصيات بارزة على رأس الوفدين، والرسائل العلنية المتبادلة، يشيران إلى رغبة متبادلة في منع انهيار الهدنة الجمركية، مع أن أي اتفاق قادم سيبقى هشّاً ما لم يُرافقه تقدم ملموس في الملفات الجوهرية التي ما زالت موضع خلاف. فقد شهدت العاصمة السويدية ستوكهولم، على مدى اليومين الماضيين، محادثات تجارية بين كبار مسؤولي الصين وأميركا، في محاولة لتمديد الهدنة الجمركية المتفق عليها سابقاً، وسط أجواء من الترقب الدولي لتداعيات هذه المحادثات على خريطة التجارة العالمية والتوازنات السياسية.
وترأس الوفدان نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ ووزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، في ثالث لقاء رفيع المستوى بين الجانبين خلال أقل من ثلاثة أشهر. وقد شوهد الوفدان يدخلان مبنى "روزنباد" في وسط ستوكهولم الثلاثاء، من دون الإدلاء بأي تصريحات صحافية، فيما لم ترشح أي معلومات رسمية حول مضمون المفاوضات التي بدأت الاثنين. وعشية اللقاء، أعربت بكين عن أملها في أن تُجرى المحادثات بروح من "الاحترام المتبادل والمعاملة بالمثل"، على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية غوه جياكون، الذي دعا إلى تعزيز التفاهم والتواصل وتوسيع التعاون بين الطرفين، تمهيداً لعلاقات "مستقرة وسليمة ومستدامة" بين البلدين.
وتهدف المحادثات إلى تمديد الهدنة الجمركية المؤقتة التي دخلت حيّز التنفيذ في مايو/أيار الماضي، إثر اجتماع في جنيف، وأفضت إلى خفض كبير في الرسوم الجمركية بين الطرفين: من 125% إلى 10% على السلع الأميركية، ومن 145% إلى 30% على الواردات الصينية، وفقا لاتفاق غير نهائي قابل للتجديد. وتشمل أجندة المحادثات ملفات شديدة الحساسية تتعدى الرسوم الجمركية: الرقابة على الصادرات، خصوصا التكنولوجية منها، رسوم مرتبطة بملف الفنتانيل الذي تتهم واشنطن بكين بتقاعس في ضبط تصنيعه، واردات الصين من النفط الروسي والإيراني الخاضع لعقوبات، وأمن التجارة وتبادل التكنولوجيا في سياق التوتر المتصاعد حول التفوق الصناعي.
وقد صرّح بيسنت مؤخرا بأن الولايات المتحدة تسعى من خلال هذه الجولة إلى التوصل إلى ما وصفه بـ"تمديد مرجّح" للهدنة الحالية، مشيراً إلى أن "العلاقات التجارية مع الصين في وضع جيد". وتأتي هذه المفاوضات في وقت دقيق من سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية، إذ من المقرر أن تبدأ زيادات كبيرة على الرسوم الجمركية التي تطاول معظم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة اعتبارا من الأول من أغسطس/آب. وفي مسعى لتفادي موجة التصعيد، سارعت عدة دول في مقدمتها الاتحاد الأوروبي، إلى توقيع اتفاقيات منفصلة مع واشنطن. فقد أعلن ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين الأحد الماضي، عن اتفاق جمركي جديد خلال اجتماع في اسكتلندا، يقضي بفرض رسوم بنسبة 15% فقط على المنتجات الأوروبية المصدّرة إلى السوق الأميركية.
ورغم عدم إعلان أي نتائج رسمية حتى الآن، يرجّح مراقبون أن تشكل هذه الجولة تمهيدا لقمة محتملة بين الرئيسين ترامب وشي جين بينغ، ربما خلال قمة إقليمية في كوريا الجنوبية في وقت لاحق من العام الحالي. وقد كشفت مصادر أن الرئيس الصيني وجّه دعوة رسمية لترامب لزيارة بكين برفقة زوجته ميلانيا، لكن لم يُحدد موعد بعد. إلا أن ترامب كتب على وسائل التواصل الاجتماعي، مساء الاثنين، من اسكتلندا، أنه لا يسعى إلى قمة مع شي في الوقت الراهن، لكنه "ينظر بإيجابية إلى الدعوة".
## رويترز عن مسؤول روسي: تسجيل تسونامي بارتفاع أمواج يتراوح بين 3 و4 أمتار في أجزاء من منطقة كامتشاتكا بعد الزلزال
30 July 2025 02:35 AM UTC+00
## فرانس برس عن هيئة المسح الجيولوجي الأميركية: قوة الزلزال قبالة سواحل روسيا بلغت 8,7 درجات
30 July 2025 02:36 AM UTC+00
## رويترز عن هيئة الإذاعة اليابانية: التسونامي يصل إلى شمال هوكايدو في اليابان بعد زلزال قبالة شبه جزيرة كامتشاتكا
30 July 2025 02:37 AM UTC+00
## رويترز عن هيئة روسية: الزلزال الذي ضرب قبالة كامتشاتكا في روسيا هو الأقوى منذ عام 1952
30 July 2025 02:39 AM UTC+00
## رويترز عن هيئة روسية: من المتوقع استمرار الهزات الارتدادية الكبيرة والواضحة التي تصل قوتها إلى 7.5 درجة لمدة شهر على الأقل
30 July 2025 02:40 AM UTC+00
## رويترز: مسؤوا: وكالة الجيوفيزياء الإندونيسية تصدر تحذيرا من احتمال تسونامي في بعض أجزاء إندونيسيا عقب زلزال في روسيا
30 July 2025 02:40 AM UTC+00
## فرانس برس: أمواج تسونامي تغمر مدينة سيفيرو-كوليلسك في جزر الكوريل بأقصى الشرق الروسي
30 July 2025 02:41 AM UTC+00
## فرانس برس: إخلاء محطة فوكوشيما اليابانية من الموظفين إثر تحذير من تسونامي
30 July 2025 02:42 AM UTC+00
## فرانس برس: المكسيك تطلب من السكان الابتعاد عن المناطق الساحلية بسبب خطر تسونامي
30 July 2025 02:43 AM UTC+00
## شبكات تهريب الوقود الإيراني تتحكم بالسلطة والقانون في باكستان
30 July 2025 03:01 AM UTC+00
على امتداد الحدود الطويلة بين إيران وباكستان، تنشط واحدة من أكبر وأخطر شبكات تهريب الوقود الإيراني في جنوب آسيا، ما جعل السوق الباكستانية، بخاصة في مناطقها الجنوبية الغربية، مرتعاً خصباً للوقود الإيراني المهرّب. وتُعزى هذه الظاهرة إلى الفجوة الواسعة في أسعار الوقود بين البلدين، فضلاً عن تورط مسؤولين وقيادات قبلية على الجانب الباكستاني، ما خلق بيئة مثالية لازدهار تجارة غير شرعية تضرب بقوة اقتصاد بلد يرزح تحت أعباء الديون وعجز الميزانية وتفشي التضخم واضطراب أسواق الصرف وتراجع العملة المحلية. وعلى الرغم من تعاقب الحكومات الباكستانية، فإنها باتت عاجزة عن التصدي لتدفق الوقود الإيراني عبر الحدود، والذي يتم بوتيرة شبه يومية. ويستفيد من هذه التجارة المهربون وبعض التجار، بل وعامة المواطنين أيضا، فيما تبقى القوات المسلحة المنتشرة على الحدود عاجزة أو متورطة بحسب ما يشير إليه بعض المراقبين.
وعلى الرغم من استفادة فئة محددة من التجار من الوقود الإيراني المهرب، إلا أن معظمهم يدفعون الثمن غالياً. وفي هذا الصدد، يقول التاجر الباكستاني محمد قسيم خان كاكر لـ"العربي الجديد"، إن "المعضلة تكمن في أن جزءاً من السوق بات يعتمد كلياً على الوقود المهرب، حيث لا ضرائب تُدفع ولا التزامات قانونية تُحترم، ما يسمح لهؤلاء بعرض سلعهم بأسعار منخفضة للغاية، ويضر بالتجار الذين يلتزمون بالقانون". ويضيف كاكر أن "أصحاب محطات الوقود الرسمية يدفعون الرسوم والضرائب ويخضعون لرقابة مشددة، بينما المهربون يتصرفون بحرية تامة، ولا أحد يحاسبهم، بل إن لهم نفوذاً واسعاً داخل الأجهزة الرسمية، ويُعتقد أن لهم شركاء داخل الإدارات المحلية والأمنية".
حكومة موازية على الحدود
ويذهب كاكر إلى ما هو أبعد من ذلك، قائلاً إن "شبكة تهريب الوقود الإيراني أقوى من الحكومة ذاتها. لهم نفوذ داخل الوزارات ويعقدون لقاءات يومية مع كبار المسؤولين، وعند اعتقال أحدهم يتم إطلاق سراحه بعد ساعات"، كما يؤكد أن "القبائل المحلية أيضاً لها نصيب في هذه التجارة، من القيادات القبلية إلى السائقين والعمال، والجميع يستفيدون من مئات الشاحنات التي تعبر الحدود يومياً". ويضيف: "في الجنوب الغربي من باكستان، السلطة الحقيقية في ملف الوقود لم تعد بيد الحكومة بل بيد المهربين".
وفي 22 يوليو/ تموز الجاري، التقى وفد من التجار بقائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير، ورفعوا إليه شكاوى بشأن تأثير تهريب الوقود على أعمالهم، بخاصة في إقليم بلوشستان ومدينة كراتشي التي تُعد نقطة رئيسية في توزيع الوقود المهرب. ورداً على ذلك، أصدر الجنرال منير قراراً بمنع دخول الوقود المهرب إلى كراتشي، ووجّه القوات على الحدود بوقف هذا التدفق، وفق بيان صادر عن مكتب العلاقات العامة في الجيش.
لكن الخبير الاقتصادي نادر بلوش يقول لـ"العربي الجديد"، إن "هذه القرارات غير واقعية، فتهريب الوقود بات مصدر الدخل الوحيد لمعظم سكان بلوشستان، حيث دُمّرت القطاعات الأخرى بفعل النزاعات وتهميش الحكومات المتعاقبة. إذا قررت السلطات منع التهريب دون خطة بديلة، فإن الإقليم سينفجر غضباً". وبحسب بلوش، يمكن منع وصول الوقود إلى كراتشي من خلال تشديد الرقابة، لكن الوقود سيتدفق حينها إلى مدن أخرى مثل بيشاور ومناطق إقليم خيبر بختونخوا. ويضيف: "إذا تم حصر المنع في كراتشي فقط، فسيشعر تجار بلوشستان بأنهم يُعاقبون وحدهم، ما قد يؤدي إلى توتر كبير في الإقليم".
في أغسطس/ آب من العام الماضي، وفقاً لما صرّح به الناطق باسم الجيش الجنرال أحمد شريف سابقاً بأن "إغلاق الحدود بشكل تام سيُحدث كارثة اجتماعية واقتصادية في بلوشستان"، مشيراً إلى أن "الجيش خفّض حجم الوقود المهرب من 15-16 مليون ليتر يومياً إلى 5-6 ملايين ليتر، وأن القيام بأكثر من ذلك يتطلب حلولاً مدنية وتنموية طويلة الأمد".
الوقود الإيراني المهرّب "شرٌ لا بد منه"؟
لكن التاجر عبد الجبار ألوكوزاي، من مدينة كويتا، مركز إقليم بلوشستان، يشكك في هذه التصريحات قائلاً لـ"العربي الجديد"، إن "الكمية التي تدخل يوميا لا تقل عن عشرة ملايين ليتر من الديزل والبنزين. هناك أكثر من أربعة آلاف محطة بيع غير رسمية في الإقليم تعمل علناً وتبيع الوقود المهرب وكأنه مشروع قانوني. الحكومة المحلية سمحت رسمياً في بعض الأحيان بدخول الوقود أربعة أيام في الأسبوع، بينما في الواقع يدخل يومياً، وبإشراف من السلطات".
ويتابع أن "الجيش والحكومة غير جادين في وقف التهريب. لو كان الأمر يمس الأمن القومي كما هو الحال مع تهريب البضائع من أفغانستان، لقُضي عليه خلال أيام. لكن لأن جميع الأطراف مستفيدين، فلا أحد يريد إنهاء هذه الظاهرة، رغم آثارها المدمرة على الاقتصاد الوطني". ويُعد تهريب الوقود من إيران إلى باكستان أحد أبرز أسباب النزف المالي في الاقتصاد الباكستاني، حيث يحرم خزينة الدولة من إيرادات ضريبية وجمركية ضخمة كانت ستُحصّل من خلال القنوات الرسمية لبيع الوقود. ففي الوقت الذي تفرض فيه الدولة ضرائب متعددة على استيراد وتوزيع المشتقات النفطية، يتم تجاوز هذه الإجراءات بالكامل عبر شبكات التهريب التي تُدخل ملايين الليترات يومياً دون دفع فلس واحد. ويؤثر هذا الوضع بشكل مباشر على قدرة الحكومة على تمويل مشاريع البنى التحتية والخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والطاقة.
## لعبة التصنيف الائتماني ... تركيا أنموذجاً
30 July 2025 03:38 AM UTC+00
لتركيا حكاية طويلة مع وكالات التصنيف الائتماني الأميركية العالمية، فهي من اكتوت بنيران التصنيف غير مرة، ودفعت الثمن من تشويه سمعتها الاقتصادية واستقرار عملتها وهروب بعض الرساميل والاستثمارات، إن بعد الانقلاب الفاشل عام 2016 أو خلال الخلاف السياسي بين الرئيسين دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان عام 2018، على خلفية محاكمة أنقرة للقس الأميركي أندرو برونسون واتهامه بالتجسس ومساعدة منظمة إرهابية. ولما يغب عن بال الأتراك أيّما أثمان دفعوا وقتذاك، حين خفضت وكالتا "موديز" و"ستاندرد أند بورز" التصنيف الائتماني وغيرتا نظرتهما المستقبلية للاقتصاد التركي من مستقرة إلى سلبية. لتتراجع العملة التركية نحو 40% من قيمتها في العام 2018، ويقفز معدل التضخم إلى 15%، وتستمر معاناة تركيا مع التضخم والعملة الرخيصة حتى يومنا هذا.
وإن لم نقل على الأرجح، فإن تلك الأثمان دفعت تركيا للتحول، بسياساتها الاقتصادية، سواء ما يتعلق بموقفها من سعر الفائدة التي كانت تصفها بالربوية وتسعى لتصفيرها، لترفعها، كما تتطلب السياسة الجديدة وتقييم وكالات التصنيف، وترفع أسعار حوامل الطاقة مبتعدة، وإن نسبياً، عن الدعم بالداخل ونهجها السابق بالاستثمارات الحكومية، إلى جانب زيادة جرعات الاقتراض من البنك الدولي، لترتفع الديون الخارجية وتزيد أعباء التسديد والفوائد، ملبية بعض المطالب الغربية بهدف عدم التصادم وتحقيق طموحات برنامجها الاقتصادي التي أعلنه الوزير محمد شيمشك، صاحب الخبرة الدولية والتحول الليبرالي والذي بدأ مسيرته المهنية من "وول ستريت" لدى "يو بي إس للأوراق المالية" في نيويورك (1997-1998)، وكبير الاقتصاديين في السفارة الأميركية في أنقرة (1993-1997).
والوزير شيمشك ذاته من رأى، بعد إعلان وكالة موديز رفع التصنيف الائتماني لتركيا من مستوى B1 إلى Ba3، وإبقاء وكالة فيتش على تصنيفها دون تغيير، مع نظرة مستقبلية مستقرة، أن هذا التصنيف "إنجاز" يعكس نجاح السياسات الاقتصادية في تجاوز التحديات، ويؤكد متانة الاقتصاد التركي وقدرته على تحمل الصدمات. طبعاً، إلى جانب ما يجب أن يقال، بعد رفع التصنيف وعدم الإشارة إلى دور السياسة الذي تسبب بالتخفيض بالأمس وبالرفع اليوم، كمضي الحكومة التركية في تنفيذ برنامجها الاقتصادي بحزم، والتركيز على خفض التضخم بشكل مستدام، والحفاظ على عجز الحساب الجاري عند مستويات يمكن تحملها، وتعزيز الانضباط المالي في الموازنة العامة للوصول لمكاسب طويلة الأمد من خلال إصلاحات هيكلية وتقليص مخاطر الائتمان، وتسهيل الوصول إلى التمويل الخارجي، وفتح الباب أمام المزيد من الارتفاعات في التصنيف الائتماني للبلاد.
قصارى القول: يمكن تعريف التصنيف الائتماني بأنه قدرة الدولة، أو حتى المؤسسات، على الحصول على قروض، بالدرجة الأولى ومن ثم القدرة على تسديد الأقساط والفوائد، بالمواعيد المحددة، الأمر الذي يعكس، بالنسبة للدول خاصة، مدى قوة الاقتصاد والاستقرار السياسي وثقة المستثمرين والدول، بتوظيف الأموال أو إقامة الأعمال والتشارك والاتفاقات. أي، بمعنى آخر، يمكن اعتبار التصنيف الائتماني، للشركات والدول، بمثابة إثبات على القدرة على التسديد وقوة الاقتصاد وعدم وجود منازعات أو مخاطر، على أنواعها وبمقدمتها اقتصادية وسياسية. ما يعني ضرورة توفر تصنيف درجة أمان عالية، أو جدارة متوسطة أو على الأقل، مستقر ونظرة إيجابية، كي تتمكن الدول من الحصول على القروض، أو حتى تكسب ثقة من سيتعامل معها ويوظف أمواله داخلها. ليأتي السؤال المهم هنا: من هي شركات التصنيف، ولمن تتبع، وهل يمكن أن تتدخل السياسة وحسن العلاقات بمستوى التصنيف؟!
تحتكر الولايات المتحدة أكبر وأهم وكالات التصنيف الائتماني بالعالم (فيتش، موديز، ستاندرد أند بورز)، ونالت هذه الوكالات الثقة والمصداقية، داخل الولايات المتحدة، وربما فرضها بالخارج، بعد اعتمادها من هيئة الأوراق المالية الأميركية عام 1975. كما لم تنجح الدول الكبرى المنافسة اقتصادياً، سواء الصين التي حاولت منذ ثلاثين عاماً إنشاء وكالة "دادونغ" للتصنيف الائتماني في العام 1994، أو ألمانيا، منذ خمسة عشر عاماً، وقت شككت الدول الأوروبية بتقارير الوكالات بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008، لكنهما، الصين وألمانيا، لم تنجحا، أو لم تلق وكالاتهما الثقة والسمعة التي تتمتع بها وكالات الولايات المتحدة الثلاث. كما على الأرجح ستفشل محاولات دول أفريقية عدة، طرحت الشهر الماضي، دعوات لتأسيس وكالات تصنيف ائتماني إقليمية، إثر الشكوك والانتقادات المتزايدة للطريقة التي تتعامل بها الوكالات الثلاث الكبرى، والتي لا تعكس الظروف المحلية، وتؤثر سلباً على كلفة الاقتراض السيادي.
الأمر الذي زاد على قوة الولايات المتحدة، العسكرية والاقتصادية وحتى العلمية والفنية، مطرقة جديدة، يمكنها من خلالها التحكم، وإن نسبياً، بسمعة سيطرة الدول على الاقتصاد وقدراتها المالية واستقرارها السياسي، ما سيزيد أو يحجم من الاستثمارات الخارجية ويؤثر على سعر العملات، عبر التشكيك بعدم القدرة على السداد، أو القدرة وعدم وجود مخاطر.
نهاية القول: لا يمكن، وفق أحداث كثيرة، الحكم على تقارير وتصنيف الوكالات بأنها مؤسسات فنية مهنية مستقلة بالمطلق لا تتأثر بالدولة الحاضنة والمؤسسة على أرضها وبمالها ومحكومة بسياساتها الاستراتيجية، وربما بمثال تخفيض تصنيف تركيا، وقت تأثرت الوكالات بتوتر العلاقة الأميركية التركية عام 2008، وفي العبث بتصنيف الدول الأوروبية حالة أخرى، لتكون الحالة الأفقع حينما أمر الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما وكالة ستاندرد أند بورز بسحب تقريرها عن الاقتصاد الأميركي بعد تخفيض التصنيف وتعديله إلى "إيه إيه إيه"، لتسحب الوكالات التقرير بالفعل وتنصاع لأمر الرئيس. ولكن، وعلى حق التشكيك بحيادية الوكالات المطلقة، تبقى تقارير تصنيفها بمثابة صكوك إدانة أو غفران للدول، خاصة لدولة مثل تركيا تتطلع للخروج من فخ التضخم وأزمة الليرة وجذب الاستثمارات، ولو عبر تغيير وجه وهوية الاقتصاد والعودة للاستدانة، كما رأينا، ما يعني حاجتها الماسة للتصنيف ومبرر فرح وتفاخر وزير المال محمد شيمشك، كما رأينا بالأمس.
والفرح واعتبار تحسّن التصنيف إنجازاً للمشروع الاقتصادي التركي، رغم إمكانية رؤية ملمح مساومة بتقرير "موديز" برفع التصنيف الائتماني لتركيا من مستوى B1 إلى Ba3، والتعليل بتحسن الأداء في السياسات الاقتصادية، وخصوصاً في السياسة النقدية جراء رفع سعر الفائدة إلى 43%، لأن من يتفحّص تصنيف الوكالة، يوم الجمعة الماضي، يراه ومع رفع التصنيف والمديح "قوة التزام صانعي السياسات في تركيا، لا سيما البنك المركزي، بمواجهة الضغوط التضخمية، ومعالجة الاختلالات الاقتصادية، واستعادة الثقة تدريجياً بالليرة التركية من قبل المستثمرين المحليين والأجانب" يرى وعيداً، عبر "الترقية تعكس انخفاضاً في مخاطر العودة إلى سياسات اقتصادية غير تقليدية، رغم استمرار احتمال حدوث ذلك مستقبلاً"، ومحاولة تمرير الحيادية والاستقلالية، عبر ادعاء الموازنة بين المخاطر الصاعدة والهابطة المرتبطة بالتصنيف.. وكأن لا علاقة لحسن العلاقات التركية الأميركية بالأمر، ولا دخل لتبدل نهج تركيا الاقتصادي ومد يدها للمؤسسات المالية وقبول شروطها، بتصنيف "المستقرة".
## زلزال كامتشاتكا | تحذيرات من تسونامي يضرب سواحل المحيط الهادئ
30 July 2025 03:47 AM UTC+00
تشكلت موجات تسونامي في بعض سواحل المحيط الهادئ عقب زلزال، بقوة 8.8 درجة على مقياس ريختر، ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا قبالة الساحل الروسي، حيث ضربت أمواج مد عاتية (تسونامي) المناطق الساحلية في جزر الكوريل الروسية والجزيرة الشمالية الكبرى لليابان، هوكايدو، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية التي عدلت شدة زلزال كامتشاتكا بعد أن قالت أولاً إنها 8.7 درجة. وانطلقت صافرات التحذير من تسونامي في هونولولو، وطُلب من السكان التوجه إلى مناطق مرتفعة. كما حذرت إندونيسيا والمكسيك والاكوادور من تشكل موجات تسونامي وطلبت الابتعاد عن الشواطئ.
وقالت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية إن أول موجة تسونامي، بارتفاع نحو 30 سنتيمتراً، وصلت إلى مدينة نيمورو على الساحل الشرقي لجزيرة هوكايدو. وضربت أول موجة تسونامي المنطقة الساحلية في مدينة سيفيرو-كوريلسك، وهي المستوطنة الرئيسية في جزر الكوريل الروسية المطلة على المحيط الهادئ، وفقاً لما ذكره الحاكم المحلي فاليري ليمارينكو، الذي أشار إلى أن السكان في أمان وصعدوا إلى مناطق مرتفعة إلى أن يزول خطر حدوث موجة إضافية.
وأصدرت السلطات الأميركية تحذيراً من خطر حدوث تسونامي في المحيط الهادئ بعد زلزال بقوة ثماني درجات ضرب، قرابة الساعة 23,25 من ليل الثلاثاء، قبالة الساحل الروسي لشبه جزيرة كامتشاتكا، بحسب ما أعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية. وحدّدت الهيئة مركز الزلزال على عُمق 19.3 كم وعلى بُعد حوالي 136 كم من مدينة بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي، عاصمة منطقة كامتشاتكا. وتُعدّ شبه الجزيرة الروسية التي تفصل بحر أوخوتسك عن المحيط الهادئ "واحدة من أكثر المناطق عُرضةً للزلازل في العالم"، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
ويتابع "العربي الجديد" آثار زلزال كامتشاتكا وموجات تسونامي التي تسبب بها أولاً بأول.
## تجديد "علم الكلام" في سورية: عن بناء فقه سياسي ومواطني
30 July 2025 04:01 AM UTC+00
فرقٌ كبيرٌ بين التعبير عن الاستياء من العنف الطائفي الحاصل في سورية اليوم، وبين التحذير من اندلاع حرب أهلية، وبين دهشة بعضنا مما يفعله السوريون بأنفسهم وبلادهم، وعدم التصديق بأنّ هذا العنف هو من نتائج أسباب وعوامل رأيناها جميعًا تُزرع وتُغذّى يومًا بعد يوم، حتى نضجت وطرحت ثمارها الخبيثة.
بعد سنوات من "فوضى التديّن" في سورية، ومن تضارب التفسيرات الدينية، ومن رواج هذه التفسيرات في بلاد باتت منقسمة على ذاتها، مناطقَ وإداراتٍ ذاتية، قررت الدولة الجديدة، منذ نحو شهرين، الالتفات إلى مهمة إعادة ضبط الإيقاع وترتيب المشهد العقدي، بما يُشبه نمط القرنين الهجريين الثاني والثالث، لكن برؤية سياسية جديدة، لا تنتهج سياسات وطنية توحيدية واضحة، بل تضمر نوعاً من "التوحيد" غير المُعلن، من خلال إعادة تصنيف "أهل السنّة" السوريين، بدءًا من توجيه خطب الجُمع الأسبوعية.
وقد تجلّى ذلك بصدور تعميم وزارة الأوقاف السورية رقم 636، بتاريخ 25/5/2025، الذي تضمّن مجموعة من التوصيات الموجَّهة إلى الخطباء، في مقدّمتها الالتزام بالمراجع الفقهية الأربعة (الحنبلي، المالكي، الحنفي، الشافعي)، والمرجعيات العقدية "المعترف بها": الأشاعرة، والماتريدية، وأهل الحديث.
وللإنصاف، لا يجوز إنكار ما ورد في التعميم من توصيات إيجابية تهدف إلى تأسيس خطاب ديني يقوم على الاعتدال والتوازن ونبذ التعصّب والتحزّب، والالتزام بالضوابط العلمية. لكن، هل يشمل هذا الخطاب جميع السوريين؟
الواقع أنّ القرار لم يشمل كلّ طوائف السوريين ومذاهبهم، بل عكس رؤية دينية تتبع "الطائفة الغالبة"، وخلا من عناصر الخطاب الديني الوطني التعددي كالتسامح، وقبول الآخر، وتعزيز الحوار، والاعتراف بالاختلاف. وهذا يؤشر إلى أنّنا لا نزال بعيدين، زمنيًا وثقافيًا، عن بناء فقه سياسي ومواطنيّ ملائم لمجتمع تتجاور فيه منابر الجوامع مع مذابح الكنائس، وصُوّان الحسينيات، وغرف الخلوات الصوفية.
كان الأجدر أن تُسأل وزارة الأوقاف – وربما معها وزارة الثقافة المنشغلة عن المجتمع – ما الذي جعل الهوية الدينية للمجتمع السوري بحاجة إلى هذا الترسيم الحصري للمذهب السنّي؟ ولماذا وفق اعتبارات سياسية أكثر منها ثقافية؟ فالسوري العادي لم يكن معنيًا بهذه التفاصيل الدقيقة؛ بالكاد يعرف الفرق بين الأشعري والماتريدي، ويظن أنّ جميع المسلمين "أهل حديث".
تغرق البلاد في مرحلة جديدة من التصنيف الكلامي العقيم
وما يظهر من التعميم، أنّه لا يحتفي بتنوّع المجتمع الديني السوري، بل يكشف عن مدى تغلغل الأيديولوجيات الإسلامية المتعددة التي هيمنت على الذهنية العامة خلال العقد الأخير، بفعل تدخلات نعرفها جميعًا، وإن لم نبُح بها. فهل ما زالت هذه الذهنية تحكم الدولة نفسها؟ وهل يأتي هذا التعميم كمحاولة لتأطير تلك التدخلات ضمن إطار رسمي أكثر تنظيمًا؟ الجواب، ببساطة: نعم. إذ لا يمكن افتراض غير ذلك.
السوريون – بخاصة السنّة منهم – لا يرغبون في هذا المسار، سواء أدركوا طبيعة انتماءاتهم العقدية أو لم يدركوها. فبعد موجة من التصنيفات السياسية، والدينية، والطائفية، يُدفعون اليوم إلى تصنيفات أضيق داخل الطائفة ذاتها. لم يعد يكفي أن تكون مسلماً سنّياً، بل سيتحدد لاحقاً ما إذا كنت أشعريًا، أو ماتريديًا، أو سلفيًا. وكأن الهدف من هذه التصنيفات هو تهدئة الصراع الداخلي داخل الهوية الواحدة، بينما أدّت النتيجة إلى العكس: انقسامات جديدة لم يكن السوريون بحاجة إليها.
واللافت أن دولًا مثل السعودية وقطر والإمارات والأردن تسعى اليوم إلى تجاوز الجدل العقدي، والانتقال نحو خطاب ديني مبسّط وموحِّد، بينما تجد سورية نفسها تغرق في مرحلة جديدة من التصنيف الكلامي العقيم، لا لحاجتها إليه، بل خشية من إعادة رسم المشهد المذهبي بما يخدم الترتيب السياسي المستقبلي.
ختامًا: الإمام الغزالي، المحبوب لدى السوريين، هو من صاغ النسخة الأخيرة للفكر الأشعري، وهو نفسه من حذّر في كتابه "إلجام العوام عن علم الكلام" من فتح أبواب الجدل العقدي لعامة الناس، معتبرًا أنّ انشغال العوام بلذائذ الحياة أهون من انشغالهم بالكلام والجدل.
وقريبًا من رأيه، رأى ساسة كُثُر، في الماضي والحاضر، أنّ انشغال الشعوب بمتاع الحياة – أو حتى بصعوباتها – أهون من انشغالها بالسياسة. لكن إن كانت الغاية اليوم إبعاد السوريين عن السياسة، فهم بحاجة لمن يشغلهم عنها برفاه العيش في ظل دولة عادلة واقتصاد نامٍ، لا بالخوف والفقر والتفكك.
السوريون اليوم – مسلمين وغير مسلمين، سنّة وشيعةً وعلويين ودروزاً وإسماعيليين – في أمسّ الحاجة إلى خطاب وطني جامع، لا إلى مزيد من إحياء الهويات القديمة التي تهدد ما تبقى من الروابط الوطنية.
* كاتب سوري
## زلزال كامتشاتكا | تحذيرات من تسونامي يضرب عدة دول على المحيط الهادئ
30 July 2025 04:12 AM UTC+00
تشكلت موجات تسونامي في بعض سواحل المحيط الهادئ عقب زلزال بقوة 8.8 درجات على مقياس ريختر ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا قبالة الساحل الروسي، حيث ضربت أمواج مد عاتية (تسونامي) المناطق الساحلية في جزر الكوريل الروسية والجزيرة الشمالية الكبرى لليابان هوكايدو، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية التي عدلت شدة زلزال كامتشاتكا بعدما قالت أولاً إنها 8.7 درجات. وانطلقت صافرات التحذير من تسونامي في هونولولو، وطُلب من السكان التوجه إلى مناطق مرتفعة. كما حذرت إندونيسيا والمكسيك والإكوادور من تشكل موجات تسونامي وطلبت الابتعاد عن الشواطئ.
وقالت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية إن أول موجة تسونامي، بارتفاع نحو 30 سنتيمتراً، وصلت إلى مدينة نيمورو على الساحل الشرقي لجزيرة هوكايدو. وضربت أول موجة تسونامي المنطقة الساحلية في مدينة سيفيرو-كوريلسك، وهي المستوطنة الرئيسية في جزر الكوريل الروسية المطلة على المحيط الهادئ، وفقاً لما ذكره الحاكم المحلي فاليري ليمارينكو، الذي أشار إلى أن السكان في أمان وصعدوا إلى مناطق مرتفعة إلى أن يزول خطر حدوث موجة إضافية.
وأصدرت السلطات الأميركية تحذيراً من خطر حدوث تسونامي في المحيط الهادئ، بحسب ما أعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية. وحدّدت الهيئة مركز الزلزال على عُمق 19.3 كم وعلى بُعد حوالي 136 كم من مدينة بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي، عاصمة منطقة كامتشاتكا. وتُعدّ شبه الجزيرة الروسية التي تفصل بحر أوخوتسك عن المحيط الهادئ "واحدة من أكثر المناطق عُرضةً للزلازل في العالم"، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
وأعلنت هيئة روسية للمسح الجيولوجي، اليوم الأربعاء، أنّ الزلزال هو الأعنف في هذه المنطقة منذ عام 1952، محذّرة من خطر حدوث هزّات ارتدادية عنيفة للغاية. وقالت هيئة رصد الزلازل في كامتشاتكا في منشور على تطبيق تليغرام إنّ "أقوى زلزال منذ عام 1952 وقع لتوّه في منطقة كامتشاتكا الزلزالية. ونظراً لحجم الحدث، يُتوقّع حدوث هزات ارتدادية عنيفة يمكن أن تصل قوتها إلى 7.5 درجات".
ويتابع "العربي الجديد" آثار زلزال كامتشاتكا وموجات تسونامي التي تسبب بها أولاً بأول.
## "فرانس برس": السلطات الروسية تعلن حال الطوارئ في شمال جزر كوريل بعد التسونامي
30 July 2025 04:47 AM UTC+00
## الجزائر: محاولة جديدة لتحطيم تمثال "المرأة العارية" في مدينة سطيف
30 July 2025 04:59 AM UTC+00
تعرض تمثال "امرأة عين الفوارة" في وسط مدينة سطيف، شرقي الجزائر، الذي يضم منبعاً مائياً متدفقاً، لمحاولة تحطيم من قبل شاب في "حالة متقدمة من السكر"، ليل الثلاثاء الأربعاء. وتدخلت قوات الأمن لمنعه من تدمير التمثال وتم اعتقاله حيث يجري التحقيق معه لمعرفة دوافعه. وهذه المرة الرابعة التي يتعرض فيها التمثال لمحاولة تحطيم منذ 2017.
وتعرّض وجه التمثال لأضرار بالغة نتيجة محاولة تحطيمه، وقال مدير الثقافة لولاية سطيف هاشمي عامر، في تصريح للصحافيين، إنّ "الفاعل كان في حالة متقدمة من السكر، وقام بتخريب وجه التمثال. كان الضرر يمكن أن يكون أكبر لولا التدخل السريع لرجال الشرطة الذين يحرسون المعلم بشكل دائم منذ فترة". وكانت السلطات الجزائرية قد أنهت في يونيو/ حزيران 2023 عملية ترميم التمثال في أعقاب تعرّضه لعملية تخريب.
ويُطلق على التمثال اسم "عين الفوارة"، نسبة إلى ينبوع المياه الطبيعي المتدفق على مدار العام من الجهات الأربع للنصب الذي تعلوه منحوتة رخامية لامرأة عارية. وتبدو التفاصيل واضحة بفضل شدة إتقانها. وهناك شبه إجماع بين الباحثين على أنّ الحاكم الفرنسي للمدينة انزعج من المصلين الذين كانوا يتزاحمون على الوضوء من النبع الذي لا يبعد عن المسجد العتيق إلا مائة متر، فطلب من النحات فرانسيس دو سانت ـ فيدال نحت امرأة عارية علّه يخدش حياء المسلمين ويجعلهم ينفرون من المكان. وجُلبَ التمثال من فرنسا إلى ميناء سكيكدة، ومنه إلى مدينة سطيف في عربة تجرّها الخيول. ونصب في 26 فبراير/ شباط عام 1898، لكن خيبة الحاكم الفرنسي كانت كبيرة فجر اليوم التالي، حين رأى مرتادي المسجد العتيق يقبلون على الوضوء من النبع كعادتهم، من غير أن يمسّوا المنحوتة بسوء. وتحولت في نظرهم إلى ما يُشبه "الولية الصالحة" التي تزار للتبرك بالمياه المنسابة تحت قدميها.
وهذه هي المرة الرابعة التي يتعرض فيها التمثال لمحاولة تخريب، نتيجة بعض الآراء المتشددة لكون التمثال يجسد امرأة عارية، فمنذ عام 2017 تعرض لتخريب طفيف، وفي أغسطس/ آب 2018 عمد متشدد إلى تهشيم أجزاء من التمثال، وفي الثاني من ديسمبر/ كانون الأول 2023 تعرض لعملية تخريب على يد شاب استغل انشغال الناس بمباراة لكرة القدم حيث قفز إلى التمثال وهوى عليه بمطرقة في محاولة لتهشيمه، قبل أن يتم توقيفه من قبل الشرطة المحلية.
وسبقت ذلك ثلاث عمليات تخريب طاولت التمثال؛ الأولى في عام 1997 وكانت أول محاولة لتحطيمه وقد نفذتها مجموعة مسلحة فجّرت التمثال بقنبلة ما أدى إلى تخريب أجزاء منه، وجرت بعد ذلك محاولات تخريب أخرى للأسباب نفسها في عام 2006. وكان نواب في البرلمان قد طالبوا بنقل تمثال "المرأة العارية" من الفضاء العام إلى المتحف بحجة أنه "يخدش الحياء العام ولحمايته من المخرّبين".
## عون يدعو الجزائر إلى المساهمة في إعادة إعمار لبنان
30 July 2025 05:17 AM UTC+00
طلب الرئيس اللبناني جوزاف عون، مساء أمس الثلاثاء، دعماً من الجزائر للمساعدة في إعادة الإعمار وترميم البنية التحتية التي تضررت بفعل العدوان الإسرائيلي على لبنان. وقال عون، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، إنّ لبنان يتطلع إلى دعم "كل شقيق أو صديق قادر على المساعدة"، ويتطلع للجزائر "لمساعدتنا على إعادة إعمار ما خلفته الاعتداءات والحروب الأخيرة على مستوى المنشآت الحكومية والبنى التحتية"، وفق ما أوردته الرئاسة الجزائرية.
وأكد عون أنّ "مجالات التعاون بين الجزائر ولبنان كثيرة ومهمة في الاقتصاد والطاقة والزراعة والتجارة والتربية والتعليم والثقافة والصحة والسياحة والتكنولوجيا"، مشيداً بمواقف الجزائر المؤيدة لبلاده في مجلس الأمن والمحافل الدولية وتقديمها الدعم له في الأزمات. وعبّر عون عن "تقدير لبناني لافت للجزائر المعروفة بدورها التاريخي البارز ومواقفها الداعمة للبنان في عدة أزمات، وحضورها الدائم في المساعي العربية الحميدة لإخراجه من أزماته"، مشيراً في هذا السياق إلى مساهمة الجزائر في عمل اللجنة العربية العليا في إطار الجهود التي أدت إلى إقرار وثيقة الوفاق الوطني بمدينة الطائف، في نهاية الثمانينيات.
ودعا الرئيس اللبناني إلى "تعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي في العالم العربي، بما يحفظ للدول العربية مكانتها ويحقق الحلول العادلة لقضايانا الملحة، بدءاً بقضية الشعب الفلسطيني باعتبارها ممراً إلزامياً لسلام عادل ثابت وشامل". وكان عون قد وصل أمس الثلاثاء إلى الجزائر في زيارة رسمية تدوم يومين، وهي الأولى من نوعها لرئيس لبناني منذ 23 عاماً، استجابة لدعوة كان قد وجهها له الرئيس عبد المجيد تبون في التاسع من فبراير/ شباط الماضي. ويرافق الرئيس عون وزير الخارجية يوسف رجي، ووزير الإعلام بول مرقص، والمستشار المكلف بإعادة الإعمار علي حمية.
بدوره، أعلن تبون الاتفاق على"تفعيل آلية التشاور السياسي"، و"الإسراع بعقد الدورة الأولى للجنة المشتركة الجزائرية - اللبنانية لتكون منطلقاً جديداً وإطاراً دافعاً لتعاون مثمر ومستدام يندمج فيه رجال الأعمال والمتعاملون الاقتصاديون من خلال تفعيل مجلس رجال الأعمال المشترك". ووصف تبون زيارة الرئيس اللبناني بـ"الخطوة بالغة الأهمية في مسار العلاقات الأخوية القوية والمتجذرة بين البلدين وفرصة ثمينة لتعميق التعاون"، مشيراً إلى أنه بحث مع نظيره اللبناني ملفات عديدة ذات صلة بالتعاون القائم وما يستشرف من آفاق لتكثيفه وتوسيعه.
وجدد تبون "التزام الجزائر الدائم للتضامن مع الشعب اللبناني الشقيق في كل الظروف وحرصها على أمن لبنان واستقراره"، مشيراً إلى "المساعي التي تبذلها الجزائر على مستوى مجلس الأمن لوقف انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي للسيادة اللبنانية، والتزامها ببذل أقصى الجهود، بما في ذلك دعم قرار الأمم المتحدة لتجديد عهدة قوات حفظ السلام في جنوب لبنان".
وناقش الرئيسان تطورات القضية الفلسطينية وجهود وقف الإبادة وسياسة التجويع في غزة وإحباط خطط تهجير سكانها، إضافة إلى الوضع في سورية، حيث قال الرئيس الجزائري "لدينا انشغال عميق بالتطورات التي تشهدها سورية في الفترة الأخيرة والاعتداءات على هذا البلد الشقيق ومحاولة التدخل في شؤونه". كما دعا الطرفان إلى "جهد عربي لمرافقة دول ليبيا والسودان واليمن لتجاوز الأزمات المنهكة التي تعاني منها". وقلّد الرئيس الجزائري نظيره اللبناني وسام استحقاق وطني برتبة أثير، "إثباتاً لعلاقات الأخوة والتفاهم ولما بين الجزائر ولبنان الشقيقين من مواقف محفوظة في التاريخ".
## مسلسلات الأنمي: أفلام مُكمّلة على أمل إنقاذ الصناعة
30 July 2025 05:26 AM UTC+00
نشهد اليوم النجاح المتوقع للافتتاح الضخم لفيلم Demon Slayer: Kimetsu No Yaiba The Movie: Infinity Castle، المكمل لسلسة Demon Slayer، وقد حقق في الأيام الثلاثة الأولى ما بين 5.5 مليارات حتى 7.3 مليارات ين، أي ما يعادل من 37 إلى 49.6 مليون دولار أميركي تقريباً، متفوّقاً على الفيلم السابق من السلسلة نفسها Mugen Train الذي بلغت عائداته في أول ثلاثة أيام 44 مليون دولار.
حقق الفيلم في أول ثلاثة أيام فقط أكثر من 4.6 مليارات ين، متصدراً شباك التذاكر الياباني، ومرسّخاً مكانه ظاهرةً متميزة في عالم الأنمي. وعلى الجانب الآخر، ينتظر جمهور Chainsaw Man إصدار الفيلم المكمّل الذي يحمل عنوان Reze Arc خلال الأسابيع القادمة، وسط تساؤلات كثيرة حول ما إذا كان هذا العمل سينجح في تكرار تجربة Demon Slayer، أو على الأقل في تعويض استوديو MAPPA عن التكاليف الكبيرة التي تكبّدها نتيجة تمويله الذاتي المكلف للموسم الأول من السلسلة، في تجربة مالية لم تحقق العوائد المتوقعة. اليوم تُعرض أفلام سلاسل الأنمي مكملاً أساسياً للقصة، وليست حبكة جانبية كما في العقد الماضي، وDemon Slayer هو المثال الأبرز لهذه التجربة.
نشهد اليوم تحوّلاً كبيراً في آلية سرد الأنمي الياباني خلال السنوات الأخيرة، فبينما كانت استوديوهات التسعينيات والعقد الأول من الألفية تعتمد على عرض الحلقات أسبوعياً من دون توقف، أصبحت الصناعة الآن تعتمد المواسم القصيرة تتبعها أفلام سردية مركزية. هذا النمط لا يعكس تبدلاً في الذوق العام، إنما يعكس منطقاً اقتصادياً جديداً ينقذ الصناعة من الإفلاس والتكاليف الإنتاجية العالية التي لم تعد تحقق أرباحاً مناسبة خصوصاً مع انتشار التسريب.
وأظهرت التجارب الأخيرة أنه رغم الشهرة الكبيرة والشعبية العالية لبعض أعمال الأنمي، إلّا أنها قد لا تحقق النتائج الاقتصادية المتوقعة. فأنمي Attack on Titan: Final Season، واجه تراجعاً في مبيعات بلوراي مع تسريب الحلقات وتوفرها مجاناً على الإنترنت، إضافةً إلى ضعف الزخم بسبب طول مدة الإنتاج، ومشاكل داخلية في فرق العمل نفسها، وأيضاً تقسيمه لأقسام عدّة على نحوٍ يُفقد الجمهور صبره ويضطره لقراءة المانغا. ويُعتقد أن هذا التقسيم جاء تحت ضغط جدول إنتاج خانق داخل استوديو MAPPA، الذي كان يعمل في الوقت نفسه على Chainsaw Man وJujutsu Kaisen، الأمر الذي تسبب في استنزاف الفرق الفنية وتأخير التسليم.
وفي مثال آخر، أنمي Bleach الذي عاد بعد طول انتظار بموسم Thousand-Year Blood War. قدم الأخير جودة فنية رائعة أعادت إحياء شعبية الأنمي القديم، لكن عودة Bleach في الموسم المذكور، ورغم جودتها الفنية، اصطدمت بنموذج توزيع حصري مع "ديزني بلاس"، ما أدى إلى فقدان السوق اليابانية لفرصة شراء النسخ الفيزيائية (Blu‑ray/DVD). ويظهر ذلك في الأداء المتواضع لما بيع من النسخ: فقد باعت أول مجموعة Blu‑ray في اليابان 2586 نسخة فقط في الأسبوع الأول، وهو رقم قليل مقارنة بالترقب الكبير وعودة الأنمي إلى الواجهة الشعبية.
يُشار إلى أن المبيعات الفيزيائية (أي النسخ الملموسة مثل أقراص الـDVD والبلوراي التي تمثّل مؤشراً مباشراً على دعم الجمهور) هي مصدر للدخل المحلي في صناعة الأنمي.
ومع صعود المنصات العالمية مثل "كرانشي رول" و"نتفليكس"، لم يعد عرض الأنمي محصوراً بالسوق اليابانية، إنما يُعرض عالمياً في الوقت نفسه، ويُعرض لاحقاً عبر البثّ الرقمي، ما يضاعف من إمكانات الربح، ويوسّع القاعدة الجماهيرية. هذا التحول في التوزيع رافقته تغييرات في أدوات الترويج، إذ أصبحت بعض الحلقات الأولى من المواسم الجديدة تُعرض في صالات السينما، كما حدث في Demon Slayer الذي يكمل حلقاته بعد عرضها فيلماً في السينما أولاً، الأمر الذي يحقق عائدات اقتصادية مربحة يصبح إكمال العمل بعدها كحلقات أكثر أماناً ومع جمهور مضمون يمكن قياسه من شباك التذاكر.
تُظهر تجربة استوديو MAPPA مغامرة معقدة في إنتاجه لأنمي Chainsaw Man، فاختار الاستوديو طريق التمويل الذاتي الكامل، وهو خيار يمنحه حرية فنية مطلقة، لكنّه يحمّله عبء الخسائر بالكامل. هذه التجربة، رغم جرأتها، كشفت عن هشاشة هذا النموذج في حال غابت الضمانات التجارية، أو لم ترتقِ النتائج إلى مستوى التوقعات. لذلك؛ يتحوّل الفيلم المكمل للأنمي Reze Arc من مشروع سردي بسيط إلى رهان وجودي للاستوديو، واختبار ما إذا كان الجمع بين الجودة السينمائية والطابع التسويقي العالمي قادراً فعلاً على إنقاذ العمل من الانهيار المالي.
تُظهر الأرقام الفجوة الكبيرة بين نماذج الإنتاج المختلفة. فقد بلغت الميزانية التقديرية لفيلم Demon Slayer: Mugen Train قرابة 15.75 مليون دولار، وحقق إيرادات تجاوزت 507 ملايين دولار عالمياً، ما يعني أنه حقق أكثر من 32 ضعفاً لتكلفته، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ أفلام الأنمي. أما فيلم Jujutsu Kaisen 0، الذي بلغت ميزانيته نحو 15 مليون دولار أيضاً، فقد وصلت إيراداته إلى ما يقارب 196 مليون دولار، أي بعائد مضاعف مماثل، وإن كان أقل ضخامة من Mugen Train. في المقابل، جاء أداء مسلسل Chainsaw Man أقل من التوقعات مالياً، رغم أنه حظي بثناء نقدي كبير وجماهيرية واسعة، فقدّرت تكلفة إنتاجه بين 1.8 و2.4 مليون دولار، إلّا أن غياب لجنة إنتاج وتحمّل استوديو MAPPA للتمويل كاملاً، جعل تحقيق الأرباح أمراً أصعب.
هذا ما دفع الاستوديو لاحقاً إلى تحويل التكملة إلى فيلم سينمائي، على أمل أن يحقق عوائد مضاعفة تغطي تكاليف الإنتاج السابقة، رغم أن ميزانيته الدقيقة لم تُعلن بعد، لكنّها تتراوح بحسب التقديرات بين 10 و20 مليون دولار. وبالطبع، يترافق هذا الخيار مع إمكانية تحويل هذا العمل إلى فيلم سينمائي مكثف، وهي حالة لا يمكن أن تكون مناسبة لكل أعمال الأنمي.
ما يحدث اليوم ليس مجرد تغيّر في أدوات السرد، بل إعادة رسم كاملة لخريطة الصناعة؛ فالأفلام التي كانت تُنتج بين المواسم بوصفها ملحقاً ترفيهياً، أصبحت اليوم الحلقة الأساسية في السلسلة، بل إنّ بعض القصص، كما هو الحال مع Made in Abyss، لا تُروى إلّا من خلال أفلام متتالية، تجعل من متابعة الحلقات وحدها تجربة غير مكتملة.
## قائمتا إبستين وباف ديدي والبحث عن اسم ترامب
30 July 2025 05:31 AM UTC+00
ضجّت وسائل الإعلام الأميركية منذ فترة بقائمتين شهيرتين؛ الأولى هي قائمة مُرتادي جزيرة جيفري إبستين، الذي تحوم حوله شبهات الاتجار بالبشر، وانتهى الأمر بـ"انتحاره" في زنزانته. قائمة إبستين التي هُدّد بها كثير من الشخصيات السياسية في العالم، ودارت حولها العديد من التكهنات، فجأة، أُعلن أنها غير موجودة، وكأنها اختفت، علماً أن حليف دونالد ترامب والمحامي سيئ السمعة آلان ديرشوفتز سبق أن قال إنه رآها واطّلع على محتواها. يُضاف إلى ذلك بعض الوقائع الجديدة التي تثبت علاقة ترامب بإبستين، إذ كشفت "سي أن أن" أخيراً أن إبستين كان حاضراً في حفل زفاف ترامب، على عكس ما يزعمه الأخير بأنهما لم يكونا صديقين.
القائمة الثانية، هي قائمة مرتادي حفلات باف ديدي، مغني الراب الشهير والمنتج المتهم بالعمل بإدارة شبكة دعارة، بعد إسقاط العديد من التهم عنه. يُقال إن هذه القائمة تحتوي على أسماء كثير من المشاهير الذين تورطوا في جرائم وأفعال مشينة، أشرف عليها ديدي بنفسه. هذه القائمة أيضاً اختفت، أو على الأقل لم تُعلَن للعامة.
أزمة هاتين القائمتين أنهما حركتا الرأي العام العالمي، خصوصاً في الولايات المتحدة. والسبب هو التدخل السياسي في العملية القضائية؛ إذ يُتَّهم دونالد ترامب، الذي لطالما تغنى بقائمة إبستين وتعهّد بنشرها، بأنه مسؤول عن إخفائها. التهمة يوجّهها إليه أشد مناصريه، ونقصد جماعة Maga؛ إذ نُظر إلى إخفاء القائمة بوصفه نوعاً من التهرب من الوعود الانتخابية التي قدمها ترامب لناخبيه، وعلى ابتذال المفارقة، لكنها محقة.
هذا الوعد بكشف الجماعات السرية في المجتمع الأميركي السياسي والفني، لطالما حامت حوله الشبهات، وبُنيت عليه نظريات مؤامرة ساهم ترامب نفسه بالترويج لها. لكن، ما إن كتب إيلون ماسك عبر "إكس" أن ترامب على قائمة إبستين، حتى تغيرت قواعد اللعبة، وفجأة، اختفت القائمة، وأكّد ترامب نفسه أنها غير موجودة ولا داعي للحديث عنها بعد الآن، وكأن شيئاً لم يكن.
في الوقت نفسه، تدور سجالات حول قائمة ضيوف حفلات ديدي، الموجود حالياً في السجن. يُقال إن هذه القائمة ستفضح عالم الترفيه والموسيقى في الولايات المتحدة، بصورة تقارب ما حصل في فضيحة واينستين وانطلاق حركة مي تو. لكن حتى الآن، لم تظهر القائمة، وبدأت الشكوك تدور حول مجموعة من المشاهير الذين ساهموا بعدم خروجها إلى العلن، خوفاً على مستقبلهم المهني.
هنا نحن أمام سؤال مريب: هل من المعقول أن يكون النظام السياسي الأميركي، ومؤسسات صناعة الموسيقى، وهوليوود كلها، مرتبطة بقائمتين فقط؟ قوائم قادرة على إعادة تشكيل وجه الخريطة السياسية والثقافية؟ خصوصاً أن التهم هذه المرة لا تتعلق بالفساد، مثل فضيحة السرقة التي أطاحت بمارين لوبان، زعيمة اليمين الفرنسي، بل تهم من نوع مشين كالاتجار بالبشر والعنف الجنسي وغيرها.
نطرح هذا السؤال لأننا أمام شبهات تدخل قضائي وسياسي لإخفاء هذه القوائم، أو تفادي الحديث عنها. لكن، وإن أردنا تذليل نظرية المؤامرة، نحن أمام طبقة اجتماعية-اقتصادية ترى نفسها فوق القانون، إلى درجة أن ينكر رئيس الولايات المتحدة الأميركية وجود قائمة يعلم الجميع بأنّها هناك. بالتالي، ربما نحن أمام عالم سري من الصفقات أو الملذات التي تصل إلى حد الجريمة، وتتمتع بها طبقة محددة فقط.
أي محاولة للاستطراد في المقاربة السابقة تدخل بنا إلى حواف نظرية المؤامرة، وهنا بالضبط تكمن المشكلة؛ إذ إن محاولة التفكير العقلاني في الموضوع تهددها حشود الذباب الإلكتروني والمبالغات والأطماع السياسية. وربما هذا ما تحوّل لاحقاً إلى سلاح خطابي-سياسي: اتهام أي محاولة لفهم خفايا السلطة/الصناعة بالتآمر أو المبالغة أو الغرق في التفاصيل غير المفيدة.
الاتهام السابق حوّل كثيرين إلى "محققين رقميين"، مثل محاولة بعضهم رصد ردات فعل جاي زي وبيونسيه، اللذين يُقال إن اسمهما على قائمة ديدي، أو تحليل لغة جسد ترامب عند سؤاله عن إبستين.
هذه الظاهرة سببها تعطيل القضاء التقليدي، ونبذ الصحافة الجادة هذه الحكايات، خوفاً من تهمة دعم نظريات المؤامرة، ليُترك الأمر برسم هواة صناع المحتوى وأصحاب نظريات المؤامرة الذين ينتهي غالباً كل نقاش معهم إلى أن الكائنات الفضائية هي مَن بنت الأهرامات، ما يترك هذه القوائم سلاحاً يمكن التلويح به بأي لحظة من دون أن نكتشف "الحقيقة".
## "الأناضول": ترامب يحذّر سكان هاواي من احتمال وقوع تسونامي بسبب الزلزال القوي شرق روسيا
30 July 2025 05:43 AM UTC+00
## ترامب يستبعد حضور قمة مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا لرفضه سياساتها
30 July 2025 05:51 AM UTC+00
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، إنه ربما لا يحضر قمة قادة مجموعة العشرين المقبلة في جنوب أفريقيا في نوفمبر/ تشرين الثاني ويرسل ممثلاً آخر عن الولايات المتحدة، عازياً ذلك إلى رفضه سياسات جنوب أفريقيا. وقال الرئيس الأميركي لصحافيين على متن الطائرة الرئاسية العائدة من اسكتلندا إلى الولايات المتحدة: "أعتقد أنني سأرسل ممثلاً آخر لأنني واجهت الكثير من المشاكل مع جنوب أفريقيا. لديهم سياسات سيئة للغاية". وانتقد ترامب سياسات جنوب أفريقيا الداخلية والخارجية، بدءاً من سياستها المتعلقة بالأراضي ووصولاً إلى رفعها دعوى على إسرائيل بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في غزة.
ووقع ترامب أمراً تنفيذياً في فبراير/ شباط لخفض المساعدات المالية الأميركية لجنوب أفريقيا. وفي مايو/ أيار، واجه ترامب رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا بمزاعم كاذبة عن إبادة جماعية للبيض ومصادرة أراض خلال اجتماع في البيت الأبيض.
وفي وقت سابق من العام، قاطع وزير الخارجية ماركو روبيو اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا التي تتولى رئاسة المجموعة من ديسمبر/ كانون الأول 2024 إلى نوفمبر/ تشرين الثاني 2025. وتتذمر واشنطن، سواء في عهد ترامب أو الرئيس السابق جو بايدن، من القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، والتي اتهمت فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة.
وأسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة عن استشهاد أكثر من 60 ألف فلسطيني وسط أزمة جوع ونزوح طاولت جميع سكان القطاع المحاصر. وأدت الإبادة إلى اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب في المحكمة الجنائية الدولية. كما توترت العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا في عهد ترامب بسبب سياسات جنوب أفريقيا المتعلقة بالتمكين الاقتصادي للسود لمعالجة إرث قرون من عدم المساواة العرقية.
(رويترز، العربي الجديد)
## عبد الهادي الجزار.. مئوية رسّام الأساطير اليومية
30 July 2025 06:00 AM UTC+00
في لوحته "المجنون الأخضر" (1951)، يرسم الفنان المصري عبد الهادي الجزار وجهاً لا يُنسى: رأس أصلع مصبوغ بالأخضر، وقرط غريب يتدلّى من الأذن، ويدان مرفوعتان كقرنين يخرجان من خلف الرأس، كأنهما علامتان سحريّتان أو إشارتان من عالمٍ خفي. العينان غائرتان، لا تنظران إلى الخارج، بل إلى ما وراء الحُجب، في هيئةٍ تجمع بين السكون والتأمل والرؤيا. هذه اللوحة لا تقف وحدها، بل تختصر جانباً عميقاً من رؤية الجزار الفنية: حداثة مسكونة بالأساطير، لا تتوسّل العلم بقدر ما تنقّب في اللاوعي الشعبي، وتحفر في الطبقات المجهولة من المخيّلة الجمعية.
تحلّ الذكرى المئوية لميلاده (1925–1966)، لتعيد إلى الواجهة تجربة فنية لم تندرج بسهولة تحت أي مدرسة أو تيار، وظلّت تطرح من الأسئلة أكثر مما تقدّم من أجوبة. في زمنٍ كانت فيه الحداثة تُروَّج بوصفها مشروعاً قومياً للتنمية، اختار الجزار طريقاً آخر؛ طريقاً تتجاور فيه التروس مع الطلاسم، وتتشابك فيه الآلة مع جسد المجذوب، فما الحداثة التي حلم بها الجزار؟ أهي مشروع تقني؟ أم لغة رمزية تحاول فهم العالم لا تغييره؟
تجربة لا تستعير التراث بل تعيد توليده في حقل بصري جديد
منذ لوحاته الأولى في أربعينيات القرن العشرين، بدا الجزار مشغولاً بعوالم لا تنتمي تماماً إلى الحاضر، ولا تستكين للماضي. هو رسّام الأساطير اليومية، ذلك النسيج الشعبي المركّب من السحر والدين والطب الشعبي والفقر والنبوءة، ولم يكن الجزار فناناً فولكلورياً كما حاولت بعض القراءات تأطيره؛ ففي لوحاته توترٌ خفي بين الآلة والروح، بين الحداثة كما فرضها الواقع السياسي، والحداثة كما تخيّلها هو: رمزية، غامضة، مشوّشة، وربما مأساوية.
لم يرَ الجزار في الآلة مجرد أداة للتقدّم، بل منحها وظيفة أسطورية، فالعملاق في لوحة "السد العالي" لا يبدو ابن المصنع أو الورشة، بل أقرب إلى كائن خرافي، جسده مؤلف من شرائح معدنية، وأنفاسه مشبعة بالضوء والصوت. وفي لوحة "الميثاق"، تتحوّل المرأة إلى شجرة أو كاهنة، يحتشد عند قدميها فلاحون وعمال ورجال دين، وكأننا أمام طقس تأسيسي لعقيدة جديدة؛ عقيدة الدولة التي تبتلع البشر في جسدٍ واحد. في كل ذلك، لا نجد احتفاءً مباشراً بالتكنولوجيا، بقدر ما نجد الرغبة في أسطرتها، وخلق طقس بصري مشحون بالرمز والمفارقة.
وفي لوحات مثل "القدر والمقسوم" و"فرح زليخة"، يعود الجزار إلى الشارع المصري، لا بوصفه مشهداً، بل كونه منجماً للرموز القديمة: كالعرّافة، والمجذوب، والساحر، والمريض النفسي، والفقير الحالم. لكنها ليست عودة نوستالجية، بل قراءة ميتافيزيقية للواقع، تدفعنا للتساؤل: ما السرّ في إيمان الناس بالسحر رغم غزو التكنولوجيا؟ ولماذا نلجأ للأولياء؟ ولماذا نؤمن بالأسطورة؟ هنا يتقاطع الشعبي مع السياسي، والأسطوري مع الاجتماعي، وهذا ما يجعل تجربة الجزار عصيّة على التصنيف، ولا تصلح لاختزالها في خطاب يساري، أو قومي، أو حتى سريالي بالمعنى الأوروبي.
ربما كان عبد الهادي الجزار أول من صاغ، دون أن يدري، ما يمكن تسميته بـ"الواقعية الشعبية الميتافيزيقية"، إذ أنجز تجربة لا تستعير رموز التراث، بل تعيد توليدها داخل حقل بصري جديد، مشبع بالقلق والخرافة والتأمل، وبعيد عن أي سذاجة احتفائية. فحتى في أكثر لحظاته انخراطاً في المشروع القومي، ظل يرسم شكّه وهواجسه: الوجوه المتجهمة، والأجساد الخضراء، والأذرع الممدودة نحو لا شيء.
في لوحاته المرتبطة بالمشروع القومي، تتكرر الآلة ككائن يكاد ينطق، ويتجلى ذلك بوضوح في "السد العالي"، حيث يتحوّل الرأس الإنساني إلى وجه معدني، مغطى بما يشبه قناع الفرسان، نصف شفاف ونصف صلب، فيه ملامح من المقاتل القديم ورائد الفضاء في آنٍ واحد. ذلك القناع المعدني لم يكن تفصيلة تشكيلية عابرة، بل علامة طقسية مشحونة بالدلالة؛ وجهٌ محجوب، كأننا أمام قديس تكنولوجي، يتجسّد فيه طموح الإنسان في السيطرة على مصيره، بقدر ما يتجسّد فيه قلقه من انفلات هذه السيطرة.
الجسد المتشابك مع الأسلاك، والعينان المعلّقتان في الأفق، لا ترسمان صورة بطولية بقدر ما تستدعيان مشهداً شبه طقسي، لكائن على حافة التقديس أو الذوبان. من حوله، رموز الحياة اليومية المصرية، لا لتعارضه، بل لتُكمل هالته؛ كأننا أمام طقس ديني، أو تتويج غير معلن، حيث يُرفَع المشروع القومي إلى مصاف المقدّس، وتتحوّل الآلة إلى إله صاعد.
هنا، يبدو الجزار وكأنه يرسم ليس فقط حلماً للتقدّم، بل أيضاً أسطورة للسلطة الحديثة. مشهدٌ يحمل في عمقه ارتباكاً حقيقياً: فهل هو نشيد للنهضة؟ أم معبد جديد يُشيَّد على أنقاض الإنسان؟
بدا المواطن في اللوحة أشبه بأجساد بشرية تسكنها الطلاسم
في "الميثاق"، تأخذ هذه النزعة الدينية بُعداً آخر. فالمرأة الواقفة في قلب التكوين، بوجهها الحجري الأخضر، وتاجها المزيّن بنسر الجمهورية، تبدو أقرب إلى كاهنة منها إلى رمز وطني. يحيط بها الفلاح والعامل ورجل الدين في وضعية أقرب إلى السجود أو القسم، بينما هي ترفع "الميثاق" بيد، وتمنح بركة غامضة بالأخرى.
هنا لا يتم تمجيد الآلة فقط، بل تحويل المشروع السياسي إلى طقس ديني جماعي، ويصبح "الميثاق" كتاباً مقدساً، ويصير الجسد الإنساني، كما في رسم الكاهنة، أداة لتجسيد الروح القومية. لكن، كما في لوحات الجزار دائماً، الحضور المقدّس لا يخلو من قلق؛ فلون البشرة الأخضر، والعيون الجامدة، والتضخيم المتعمّد لليدين والقدمين، كلها تفاصيل تنزع عن اللوحة طابعها الاحتفائي، وتمنحها رهبةً غامضة.
في كلتا اللوحتين، "السد العالي" و"الميثاق"، تتجاور عناصر التقنية مع إشارات الطقس الديني والأسطورة. لا تفصل بين المقدّس والدنيوي، بل تدمجهما. الجزار لا يقدم هنا يوتوبيا براقة، بل أيقونات للقلق الحديث؛ مخلوقات نصف بشرية، نصف آلية، معلقة بين الحلم الجماعي والموت الرمزي، بين المجد الظاهري والانكسار الباطني. ربما التقط الجزار، بحسّه البصري الحاد، تلك اللحظة التي تحوّلت فيها الدولة الحديثة إلى دين جديد، والمثقف إلى كاهن، والمشروع الصناعي إلى سردية خلاص جماعية. لكنه لم يبتلع هذه السردية، بل شكّك فيها من الداخل، عبر التكوين، واللون، والرمز.
كان الجزار قارئاً للقرآن، دارساً للهيروغليفية، مهتماً بالخيال العلمي والرياضيات والتكنولوجيا. فلا عجب أن تظهر في بعض لوحاته مخلوقات هجينة، تجمع بين ملامح البشر والآلة، بين الواقع والأسطورة. إنها ليست أشكالاً غريبة من فراغ، بل صدى لمخيلة تقرأ العالم كشبكة من الرموز؛ حيث المجذوب شبيه برائد الفضاء، والطاحونة اليدوية شبيهة بالكواكب الدوارة، والميثاق السياسي مرآة لكتاب مقدّس غامض. في هذا المعنى، يبدو الجزار وكأنه فنان صوفي للحداثة؛ لا يُنكرها، ولا يُمجّدها، بل يخترقها عبر رموزه وأقنعته ومجاذيبه، ليرى هشاشتها، وسحرها، وقلقها، ووعدها الزائف أحياناً.
في زمنٍ كانت فيه الدولة المصرية ترسم ملامح المواطن الجديد، قدّم الجزار بورتريهات مقلقة لهذا المواطن، الذي بدا أشبه بآلة بروح منهكة، أو بأجساد بشرية تسكنها الطلاسم. لا يحتفي الجزار هنا بالمشروع القومي، بل يسكنه؛ يراقبه من الداخل، ويعيد رسمه كأيقونة باهرة ومخيفة في آنٍ.
 
## "رويترز" عن مركز جيولوجي: مركز: وصول أمواج تسونامي إلى ولاية هاواي ويجب اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأرواح والممتلكات
30 July 2025 06:10 AM UTC+00
## بن رحمة بين خُطى محرز وسيناريو بودبوز في الدوري السعودي
30 July 2025 06:32 AM UTC+00
يخوض نادي نيوم موسمه الأول تحت أضواء الدوري السعودي لكرة القدم بعدما نجح في حجز بطاقة الصعود، لينضم إلى الكبار في المسابقة المحلية ابتداءً من الموسم المقبل. وتُعد هذه المشاركة تجربة مثيرة لفريق حديث العهد يسعى لإثبات نفسه سريعاً في ساحة المنافسة وترسيخ حضوره بين الكبار. ويأمل النادي الطامح بترك بصمة مفاجئة خلال موسمه الأول، عبر مشروع رياضي متكامل يهدف إلى بناء فريق قادر على مواجهة التحديات وصناعة المفاجآت في دوري يُعد من بين الأسرع نمواً على المستوى القاري.
ويُسجّل الوافد الجديد إلى الدوري السعودي حضوراً فرنسياً لافتاً في مكوّناته الفنية هذا الموسم، بدءاً من تعيين المدرب الفرنسي كريستوف غالتييه (58 عاماً)، على رأس العارضة الفنية، وصولاً إلى تعاقداته، التي تصدّرها انضمام هدّاف نادي ليون السابق ألكسندر لاكازيت (34 عاماً). كما يبرز ضمن التشكيلة اسم الدولي الجزائري سعيد بن رحمة (29 عاماً)، الذي يملك تجربة طويلة في الدوريين الفرنسي والإنكليزي مع عدة أندية، ويُعد من العناصر الأساسية التي ساهمت في صعود الفريق، بعدما انضم إليه خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية، وكان جزءاً من التركيبة التي صنعت الإنجاز التاريخي ببلوغ دوري النخبة في السعودية.
وسيكون بن رحمة أمام أحد سيناريوهين عاشهما زميلاه في منتخب الجزائر بالدوري السعودي من بوابة نادٍ واحد. والحديث هنا عن نجم الأهلي الحالي رياض محرز (34 عاماً)، الذي يُعد من أنجح اللاعبين الجزائريين في دوري روشن، لا سيّما بعد الطفرة الكبيرة التي شهدها الدوري السعودي من خلال استقطاب عدد من نجوم الدوريات الأوروبية الكبرى. وقد قاد محرز فريقه الأهلي لتحقيق لقب دوري أبطال آسيا للنخبة، وهو التتويج القاري الذي تألق فيه بشكل لافت وكان أحد أبرز مفاتيح الفوز، ما جعله يُبدّد الشكوك التي رافقته في موسمه الأول حين واجه انتقادات الجماهير. وها هو اليوم يستعد لخوض موسمه الثالث مع "الراقي"، واضعاً نصب عينيه تحقيق لقب الدوري السعودي الذي وعد به الجماهير ليُكرّس مكانته واحداً من أعمدة الفريق.
أما اللاعب الثاني فهو الجزائري رياض بودبوز (35 عاماً)، الذي سبق له أن كان من الركائز الأساسية لفريق الأهلي خلال موسم العودة إلى دوري روشن للمحترفين. وقد لعب بودبوز دوراً محورياً في ذلك الإنجاز من خلال أهدافه الحاسمة وتمريراته الدقيقة وصناعته المتقنة للفرص. وبينما كان الجميع، بمن فيهم اللاعب ومحيطه، ينتظرون مكافأته على ذلك الموسم المميز، فوجئ بقرار فسخ عقده وعرضه للبيع، وهو ما شكّل صدمة غير متوقعة. وإثر ذلك، انتقل إلى نادي أُحد، قبل أن يعود لاحقاً إلى الدوري الجزائري عبر بوابة شبيبة القبائل.
ويُثير هذا السيناريو تحديداً مخاوف سعيد بن رحمة، الذي قرّر التضحية بمشواره في الدوريات الأوروبية من أجل الانخراط في المشروع الجديد لنادي نيوم، آملاً في العثور على بيئة مستقرة تُنصف طموحاته، لا أن تعيد تكرار سيناريو بودبوز المرير.
## "ورقة الدفاع" في برشلونة تثير قلق فليك
30 July 2025 06:32 AM UTC+00
تبعثرت حسابات المدير الفني لفريق برشلونة الإسباني هانسي فليك (60 عاماً)، قبل بداية الموسم، بعدما طفا على السطح ملف جديد بعنوان "ورقة الدفاع"، إذ يعيش لاعبو الخط الخلفي حالة من عدم الاستقرار بين التهديد بالرحيل لغياب فرص اللعب، وتلقي العروض المغرية من أندية أخرى، ما يثير قلق المدرب الألماني، خاصة أن فريقه لم يخض سوى مباراة تحضيرية واحدة، وكانت أمام نادي فيسيل كوبي الياباني.
ويعد ملف المدافع الأوروغواياني رونالد آراوخو (26 عاماً)، الأكثر حساسية في النادي الكتالوني، وفقاً لما نشرته صحيفة لافانغوارديا الإسبانية، أمس الثلاثاء، إذ يتجه نحو منعطف حاسم في برشلونة، رغم تجديد عقده حتى 2031 بشرط جزائي فلكي يبلغ مليار يورو. إذ تضمّن العقد بنداً خاصاً يسمح للاعب بالرحيل مقابل 65 مليون يورو خلال أول أسبوعين من صيف 2025. آراوخو، العائد بكامل الجاهزية لخوض أول فترة تحضيرية تحت قيادة فليك، لا يبدو مستعداً للقبول بدور ثانوي. وإذا شعر بتراجع مكانته خلف الثنائي الإسباني: إينيغو مارتينيز (34 عاماً)، وباو كوبارسي (18 عاماً)، قد يفتح الباب أمام رحيله، في وقت لا يُمانع فيه النادي مناقشة العروض.
إصابات أندرياس كريستنسن تربك فليك
يواجه المدافع الدنماركي أندرياس كريستنسن (29 عاماً)، مستقبلاً غامضاً مع برشلونة بعدما قرّر النادي عدم تجديد عقده الذي ينتهي في 2026، في ظل راتبه المرتفع (12 مليون يورو) وسجلّه المتكرر مع الإصابات، أبرزها إصابة في وتر العرقوب أبعدته لفترة طويلة الموسم الماضي. وعلى الرغم من عودته القوية في نهاية الموسم، وتقدير الفريق الكتالوني لمستواه الفني، فإنه يُنظر إليه باعتباره لاعباً هشاً بدنياً. ورغم كل ذلك، يؤكد المقربون منه عزمه على استكمال العام الأخير في عقده.
إريك غارسيا
ويُعدّ الإسباني إريك غارسيا (24 عاماً)، من الأسماء التي تنال ثقة المدرب  فليك، الذي يرى فيه خياراً مثالياً لشغل مركز الظهير الأيمن بديلاً للفرنسي جول كوندي، متقدّماً في التفضيلات على الشاب الإسباني هيكتور فورت (18 عاماً). وبعد موسم ناجح على سبيل الإعارة مع جيرونا واستعادته مستواه، دخل غارسيا في محادثات متقدّمة لتجديد عقده الذي ينتهي في يونيو/ حزيران 2026، رغم أنه كان قد عبّر في يناير/ كانون الثاني الماضي عن رغبته في الرحيل، قبل أن يُقنعه فليك بالبقاء.
جول كوندي
يحظى الفرنسي جول كوندي (26 عاماً)، بثقة مطلقة داخل نادي برشلونة، الذي بات يعتبره ظهيراً أيمن أساسياً وليس قلب دفاع، كما في السابق. وبعدما أثبت جدارته في هذا المركز، سواء مع النادي أو المنتخب، يستعد النادي لتمديد عقده حتى 2030، مع تحسين راتبه تقديراً لدوره الحيوي في منظومة المدرب فليك، خاصة أنه من بين اللاعبين الذين نادراً ما يحصلون على راحة، وهذا وسط تهديد الاهتمامات التي وصلته من نادي مانشستر سيتي الإنكليزي.
وفي ظل غياب الاستقرار داخل الخط الخلفي وتعدد الملفات المفتوحة بين احتمالات الرحيل والتجديد، يجد فليك نفسه أمام تحدٍّ حقيقي لبناء منظومة دفاعية متماسكة قبل انطلاق الموسم الجديد. ومع تعقّد وضع آراوخو وتراجع مستقبل كريستنسن، قد يلجأ المدرب الألماني للاعتماد على الأسماء الأكثر جاهزية وثباتاً، مثل كوندي، كوبارسي، مارتينيز وأليخاندور بالدي، سعياً لتأمين الانسجام وضمان بداية قوية في موسم تتزايد فيه الضغوط والتوقعات.
## الانتقالات المجانية.. مفتاح ريال مدريد الذهبي وكابوس الأندية
30 July 2025 06:44 AM UTC+00
تشهد سوق الانتقالات الصيفية الحالية حركة نشطة ومكثّفة، في ظل سعي العديد من الأندية إلى تعزيز صفوفها استعداداً للموسم الجديد، خصوصاً تلك التي عانت في الموسم الماضي وتأمل في تصحيح المسار والعودة بقوة إلى دائرة المنافسة. وبينما تنشط بعض الأندية في استقطاب أسماء جديدة تدعّم بها خطوطها، تواجه أخرى صعوبات متزايدة بسبب رحيل لاعبيها بشكل مجاني مستفيدين من قانون "بوسمان"، الذي يتيح للاعبين الانتقال دون مقابل داخل الاتحاد الأوروبي عند نهاية عقودهم، ما يفرض تحديات إضافية أمام إدارات الأندية في الحفاظ على نجومها أو تعويضهم بالشكل المناسب.
ويُعد نادي ريال مدريد الإسباني، بقيادة رئيسه فلورنتينو بيريز (78 عاماً)، من أبرز الأندية التي أحسنت استغلال قانون "بوسمان"، وذلك بعدما غيّر النادي الملكي نهجه في سوق الانتقالات الشتوية والصيفية، منتقلاً من سياسة "غلاكتيكوس"، التي عُرف بها في بدايات الألفية، عندما ضمّ النجم البرتغالي السابق لويس فيغو، ثم الفرنسي زين الدين زيدان، في صفقات قياسية، إلى استراتيجية أكثر هدوءاً ودهاءً، تقوم على استهداف النجوم الذين شارفوا على نهاية عقودهم وعقد اتفاقات مسبقة معهم تضمن انتقالهم المجاني إلى قلعة "سانتياغو برنابيو".
وجسّد النادي الملكي هذه السياسة الجديدة بنجاح من خلال التعاقد مع أربعة نجوم بارزين، دون دفع قيمة انتقال تقليدية. وكانت البداية في صيف 2021 مع المدافع النمساوي ديفيد ألابا (33 عاماً)، الذي وصل مجاناً من بايرن ميونخ الألماني، تلاه الألماني أنطونيو روديغر (32 عاماً)، القادم من تشلسي الإكليزي في صيف 2022، ثم الصفقة الأهم بضم الفرنسي كيليان مبابي (26 عاماً)، في صيف 2024، بعد مفاوضات شاقة مع باريس سان جيرمان الفرنسي، انتهت بانضمامه دون مقابل. آخر هذه الصفقات كان الإنكليزي ترينت ألكسندر أرنولد (26 عاماً)، الذي انضم بدوره في صفقة مجانية بعد نهاية عقده مع ليفربول الإنكليزي، غير أنّ ريال مدريد دفع مبلغاً رمزياً قُدّر بعشرة ملايين يورو فقط من أجل السماح للاعب بالمشاركة مع الفريق في بطولة كأس العالم للأندية، وهو مبلغ لا يُقارن بقيمة اللاعب السوقية ولا بمكانته حيث يعتبر أحد أفضل الأظهرة في العالم.
وتسعى أندية عديدة في الآونة الأخيرة إلى تحصين نجومها وتمديد عقودهم، وعلى رأسها ليفربول الإنكليزي، الذي لا يرغب في تكرار سيناريو رحيل ترينت ألكسندر-أرنولد، وهذه المرة مع المدافع الفرنسي إبراهيما كوناتي (26 عاماً)، الذي يُعد أحد أبرز عناصر الخط الخلفي في "الريدز"، غير أن مفاوضات التجديد تعثرت أخيراً بسبب عدم رضا كوناتي عن المقابل المالي المعروض، خاصة عند مقارنته بما يتقاضاه زميله الهولندي فيرجيل فان دايك (33 عاماً).
وتشير تقارير صحافية إلى أن المدافع الفرنسي يرفض حتى الآن تجديد عقده مع بطل الدوري الإنكليزي الممتاز بسبب الحوافز المالية الضعيفة، في وقت يحلم فيه بارتداء قميص ريال مدريد، وهو ما يُقلق إدارة ليفربول التي بدأت تبحث عن حلول تجنبها فقدان أحد أعمدتها الدفاعية دون مقابل الصيف المقبل. ويبرز خياران أمام إدارة "الريدز": إما قبول صفقة تبادلية مع ريال مدريد تتضمن انتقال كوناتي مقابل حصول النادي على خدمات البرازيلي رودريغو، أو الاستجابة لمطالب اللاعب المالية من أجل تمديد عقده. وفي حال لم يتم التوصل إلى اتفاق قريب، فإنّ النادي الإنكليزي قد يجد نفسه مكرهاً على مشاهدة سيناريو ألكسندرـ أرنولد يتكرر مع انتقال كوناتي إلى "الميرينغي" في صفقة مجانية خلال الصيف المقبل.
ويشهد بطل دوري أبطال أوروبا، نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، حالة من القلق المتزايد بشأن مستقبل حارسه الإيطالي جيانلويجي دوناروما (26 عاماً)، في ظل تبقّي موسم واحد فقط في عقده الحالي دون التوصل لاتفاق نهائي بشأن التجديد. وتسعى إدارة النادي الباريسي جاهدة إلى تفادي تكرار سيناريو رحيل كيليان مبابي المجاني، الذي شكّل ضربة قوية من الناحية المالية والرمزية في سوق الانتقالات الصيفية الماضية.
ويُعد دوناروما من أبرز ركائز الفريق، بعد مساهمته الكبيرة في معظم التتويجات المحلية والقارية للنادي خلال المواسم الماضية، غير أن تعنّت الحارس الإيطالي في مفاوضات التمديد يُنذر بمصير مشابه لما حدث مع مبابي. وفي حال استمرّ الرفض من جانب اللاعب، فقد يجد النادي نفسه مضطراً لفتح باب الرحيل في سوق الانتقالات الصيفية الحالية، لتجنّب خسارته مجاناً الصيف المقبل، خاصة أن حارس ميلان الإيطالي السابق يحظى باهتمام عدد من الأندية الأوروبية الطامحة لتدعيم مركز الحراسة، على رأسها بطل كأس العالم للأندية، نادي تشلسي الإنكليزي، الذي يخطط لتعزيز صفوفه استعداداً للموسم الجديد، بالإضافة إلى نادي غلطة سراي التركي، الذي يسعى هو الآخر لاستقدام حارس مرمى بمواصفات دولية وخبرة عالية.
## زياد الرحباني والسينما: ابتعادٌ عن التمثيل ومشاركة في الموسيقى
30 July 2025 06:45 AM UTC+00
 
لم يكن زياد الرحباني (1956 ـ 2025) ممثلاً تنجذب الكاميرا، السينمائية والتلفزيونية، إليه، بينما تأديته الأدوار الأولى في مسرحياته السبع (1973 ـ 1994) منبثقٌة من أنّ الشخصيات تلك تُشبهه تماماً صوتاً ونبرة وحركة، وسخرية أيضاً، كما يفعل في حياته اليومية. قول هذا لا ينتقص من أي قيمة فنية له في الموسيقى والأغنية وكتابة نصوصها، وفي مسرحياته، خاصة تلك المُنجزة في أعوام الحرب الأهلية اللبنانية (1975 ـ 1990). فالقول واقعٌ معروفٌ، وسبب قلّة تمثيله السينمائي غير واضح نقدياً تماماً، فلعلّ عزوفه عنه منبثقٌ من عدم انجذابه هو إلى الشاشة الكبيرة.
أمّا "الاستماع" إلى تلك المسرحيات، عبر أشرطة "كاسيت" تُباع في أمكنةٍ، أو يتمّ الحصول عليها للتمتّع بها في المناطق الشرقية في تلك الفترة، فيؤكّد أنّ هناك إمكانية كبيرة للتفاعل معه باعتباره فناناً له موقف واضح في السياسة والاجتماع والثقافة والمسرح والفن، وشخصاً يُجيد نقل لغة الشارع، أي لغة الناس العاديين، إلى نصوص بالعاميّة تُصبح لازماتٍ أساسية في كلّ حوار بين لبنانيين ولبنانيات، وربما غيرهم أيضاً. والتفاعل المذكور غير مُحتاج إلى براعة تمثيل غير مُشاهَد غالباً، لذا، يغيب أيّ اكتراثٍ بالتمثيل كفنّ، فزياد الرحباني وحده كافٍ لإثارة متعةٍ وضحكٍ غير حاجِبَين تنبّهاً إلى شقاء اليومي، وبؤس العيش في بلدٍ ممزّق، زمن الحرب أولاً، وفترة السلم الأهلي الهشّ والناقص.
رغم ذلك، يتوق كثيرون وكثيرات إليه، في أي شكلٍ من أشكال الفنون التي يُتقنها بحِرفية وبراعة وجمال وسحرٍ يصنع (السحر) شغفاً به وبها. يُدرك هؤلاء أنّ الأهم في الرحباني كامنٌ في شخصه ونبرة صوته والكلام الذي يلتقطه من الناس أنفسهم، مُطوّراً لغة الشارع إلى نصٍّ حقيقي وصادق وشفّاف، وأقدر على قراءة راهنٍ، وانتقاد حالة، وتنبيهٍ إلى مسألة. لذا، يغيب التمثيل بصفته فنّاً، لأنّ الرحباني نفسه غير مكترثٍ بفنّ التمثيل، فشخصياته ـ التي يكتبها ثم يؤدّيها بعفوية تمنحها مصداقية أكبر، وواقعيّة أعمق، ونظرة أقدر على رؤية بعض المقبل قبل حدوثه ـ غير مُحتاجة إلى ذاك الفنّ كي تؤرّخ لحظة، وتوثّق انفعالاً، وتكتب، أو ربما تشارك في كتابة فصلٍ أساسي من تاريخ بلد ومجتمع وثقافة وحياة.
 
 
لعلّ ذلك يتأكّد أكثر في غيابه شبه التام عن السينما، التي تشهد، في زمني الحرب المعطّلة والسلم المرتبك، إنتاجاً وفيراً يصبّ في النوعين التجاري وغير التجاري. ابتعاد السينما عنه (أمْ أنّه هو المبتعد عنها؟) ربما يكون دليلاً على فقدان الجاذبية بين الفنان والكاميرا. أو ربما زياد نفسه غير راغبٍ في تمثيل أدوار وشخصيات يكتبها آخرون وأخريات، باستثناء فيلمي "نهلة" (1979) للجزائري فاروق بلوفة، و"طيّارة من ورق" (2003) للّبنانية رندة الشهّال، إضافة إلى تأديته دور طبيبٍ نفسيّ يُعالِج صحافية "تُعتَقل" في مشفى للاضطرابات النفسية، في "مجنون يحكي" (2013) للّبنانية لينا خوري. لكنّ مشاركته في "نهلة" تقتصر على ظهور قصير، مؤدّياً دور مؤلّف موسيقيّ يُشبهه كثيراً، بينما يمثّل في الثاني دور ضابطٍ إسرائيلي مُكلّف بمراقبة منطقة عبور بين إسرئيل ولبنان، ينتبه إلى هيام جنديّ في فرقته بصبيّة درزية، يُفرض عليها الزواج من قريب لها في الجانب المحتلّ من القرية الدرزية اللبنانية.
يصعب التوقّف طويلاً عند دوره في "نهلة"، إذْ يؤدّي شخصيته الحقيقية، أي فنان موسيقيّ، يُمرِّن نهلة (ياسمين خلاط) على أغنية جديدة. لكنّ فيلم بلوفة هذا مُثير للاهتمام بقراءته وقائع من الحرب الأهلية اللبنانية، بعينيّ صحافي جزائري (يوسف السايح) يأتي إلى بيروت ويُراقب أحوالها وأحوال ناسها بعد أعوام قليلة على اندلاع حربها. أهمية "نهلة" تُقابلها أهمية "طيّارة من ورق" في معاينة بصرية لأحوال أناسٍ يعانون احتلالاً وأهواله، ويلتزمون تقاليد متشدّدة في اجتماعهم وعلاقاتهم، من خلال المُراهِقة لميا (فلافيا بشارة). وزياد، بتأديته دور الضابط الإسرائيلي، غير فاقدٍ كلّياً سخريته المعتادة، لكنّ شخصيته تفرض حالات وتفكيراً ومشاعر أخرى. تمثيله هذا كأنّه تمرينٌ على ابتكار شخصية تختلف تماماً عن كلّ شخصياته المسرحية والإذاعية، ما يعني أنّ هناك فسحة له لتغيير مؤقّت.
لكنّ هذا غير مانعٍ زياد الرحباني من العمل للسينما، عبر تأليفه الموسيقى التصويرية لـ"نهلة" و"طيّارة من ورق"، كما لـ"عائدٌ إلى حيفا" (1982) للعراقي قاسم حَول، و"وقائع العام المقبل" (1985) للسوري سمير ذكرى، و"بيروت، الفيلم المنزلي الأخير" (1987، مع الموسيقيّ الأميركي ليني مايرز) للأميركية جينيفر فوكس، و"متحضرات" (1989) للشهّال، و"ظلال الصمت" (2006) للسعودي عبد الله المحسن، الذي يبتعد مع حَول وذكرى عن الحرب الأهلية اللبنانية، الحاضرة في الأفلام الأخرى. كأنّ الرحباني الموسيقيّ يختبر سينمائياً كيفية منح كلّ فيلمٍ ما يرغب في إضافته إليه، أي أنْ تكون موسيقاه مرآة أخرى عن تلك الحرب، العاجزة عن دفعه إلى الهجرة، فالحاصل أنّها (الحرب) تجعله يُصرّ على البقاء في بيروت الغربية، مراقباً تدهور أحوالها وأحوال البلد لاحقاً.
في موسيقاه التصويرية انعكاس طبيعي لرهافة اشتغاله، المتناقضة مع قسوة العنف البيروتي، والارتباك الفردي للتائه فيها، والخلل الانفعاليّ لذوات وتفكير. كأنّه، بقلّة الأفلام التي يؤلّف موسيقاها، يُشير إلى حيرة له أمام هذا الفن: ابتعادٌ عن التمثيل، ومشاركته في التأليف الموسيقي نوعٌ من تمرين إبداعي آخر.
## "مواجهة الحرب": داخل "الناتو" في عهد ستولتنبرغ
30 July 2025 06:47 AM UTC+00
 
موجز تاريخي: عام 1945، هزمَ الحلفاء ألمانيا النازية. لم يكن هناك وقت للاحتفال، إذْ كان الصراع التالي وشيكاً. كانت القوّتان العظميان آنذاك، الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفييتي، تتعارض إحداهما مع الأخرى تماماً، ومجالات نفوذهما كذلك. لأسبابٍ أيديولوجية وجيوستراتيجية، حاولت كلّ دولة منهما التفوّق على الأخرى، فبدأت الحرب الباردة. اندلع هذا الصراع الطويل والمرير، بشكلٍ مختلف، في العالم كلّه، وشهدت أفريقيا وآسيا موجة إنهاء الاستعمار، وقادت الصين "حركة عدم الانحياز"، وانقسمت القارة الأوروبية إلى اثنتين بفعل "الستار الحديدي".
خرجت أوروبا الغربية ضعيفة من حربٍ عالمية ثانية مُدمِّرة. لذا، كان التعاونُ الرسالةَ. عام 1949، تأسّست منظمة حلف شمالي الأطلسي (الناتو). انطلاقاً من مبدأ أنّ إعلان الحرب على أحد أعضائها يعني حرباً على الجميع، أصبح الناتو أكبر التحالفات العسكرية، ورادعاً قوياً. وقع العبء الثقيل، المتمثّل في الحفاظ على تماسك هذا الطاقم المتنوّع، على عاتق الأمين العام. منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2014، تولّى الهولندي مارك روته هذا المنصب، خلفاً للنرويجي ينس ستولتنبرغ، الذي أدّى هذا الدور عشر سنوات. الفيلم الوثائقي "مواجهة الحرب" (2025) للنرويجي تومي غوليكسن، الذي افتتح الدورة 22 (19 ـ 30 مارس/آذار 2025) لـ"مهرجان كوبنهاغن الدولي للأفلام الوثائقية (CPH:DOX)"، يتناول آخر سنةٍ له أميناً عاماً للحلف.
في وقتِ تراكمِ الأزمات السياسية العالمية الجديدة، يتفكّك فيه تحالف الدفاع في العالم الغربي، يُعتبر ستولتنبرغ أحد أبرز الشخصيات الديبلوماسية. بداية، كان مُقرّراً أنْ يتنحّى عن منصبه في نهاية ولايته. لكنْ، مع اندلاع حرب في أوروبا، واحتمال تزايد الانقسامات بين الدول الأعضاء في الحلف، أقنع الرئيس الأميركي آنذاك كبير الديبلوماسيين النرويجيين بالبقاء فيه.
يُقدّم "مواجهة الحرب"، قدر الإمكان، لمحة عمّا يجري في كواليس حلف الناتو، وستولتنبرغ. قائدٌ نشط، ذو نهج ديناميكي، عليه إعادة النظام إلى هذه الفوضى. عبءٌ ثقيل يقع على عاتق سياسي متمرّس، متحدّر من عائلة سياسية (والده وزير دفاع سابق). دخل معترك السياسة، وشغل منصب رئيس وزراء النرويج (2000 ـ 2001، 2005 ـ 2013). بعد سنة، أصبح أميناً عاماً للحلف. استمرت ولايته تسع سنوات، بعد ثلاثة تمديدات، والرابعة مدّدها الرئيس الأميركي جو بايدن مطلع عام 2023، الذي كان عاماً مليئاً بالعقبات والتحديات، كعرقلة تركيا لانضمام السويد إلى الحلف، وبشكل رئيسي الغزو الروسي لأوكرانيا بدءاً من 24 فبراير/شباط 2022، ووُعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنّ الحلف سيقف إلى جانب أوكرانيا، طالما كان ذلك ضرورياً.
مع هذا، زادت المخاوف من امتداد الحرب في أوكرانيا إلى بقية أوروبا من التوترات بين الدول الحليفة (32 دولة)، ووجب على ستولتنبرغ الاعتماد على مهاراته الديبلوماسية للحفاظ على وحدة الحلف. لحسن الحظ، يتقن السياسي النرويجي فنّ التنازلات الدقيق، ويدرك أهمية الدعم في الوقت المناسب. عند التفاوض مع شخصيات، كالتركي رجب طيب أردوغان والهنغاري فكتور أوربان، تُحدث التفاصيل الصغيرة فرقاً كبيراً.
 
 
في 100 دقيقة، يُصوَّر الوثائقي مهام مزدحمة، بجوانبها المتعدّدة، بشكلٍ مثير للإعجاب، بدءاً من الاجتماعات اليومية والسفر مسافات طويلة، إلى الحفاظ على تماسك قادة العالم. تتمثّل المهمة الأساسية للأمين العام في الحفاظ على تماسك الحلف، واحترام التوازن الدقيق للنظام الدولي.
كالعمل الدقيق لستولتنبرغ، يتميّز الوثائقي بالتوازن: يُقدّم نظرة متعمّقة على بطل القصة، ولا يتضمّن أي معلومات سطحية عنه. يُمنح المتفرّج لمحة صادقة عن حياته وأسلوب قيادته وتاريخه. وعبر صور جميلة، وزوايا تصوير لافتة للانتباه ومونتاج جيّد، يشبه "مواجهة الحرب" فيلماً وثائقياً عن الطبيعة. لحظة مرور أردوغان برئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في قمة الناتو تُذكّر، إلى حدّ ما، بمفترسٍ يحوم حول فريسته. لا يسع المرء إلا متابعة المشهد بحذر وترقّب.
في أوقات عصيبة كهذه، تشهد تشكيكات في وجود الحلف وتكوينه، يُعدّ الوثائقي بلا شكّ أهمّ من أي وقت مضى. يبدو قطعة أرشيفية من حقبة سابقة، رغم حداثته. بهذا المعنى، يختزن "مواجهة الحرب" هدفاً آخر: التحذير. بشكلٍ مباشر وغير مباشر، عبر تعليق صوتي قصير، يُخيّم شبح رجل واحد على الناتو في عمل غوليكسن: دونالد ترامب. شخصٌ تُعيد عودته، بخطابه السام وتقلّباته العديدة، إلى التفكير ملياً في عنوان الوثائقي ذي الطبقات المتعددة.
"مواجهة الحرب" ذكي وفريد من نوعه من نواحٍ عدّة: في لحظة خاصة، يُشكّك ستولتنبرغ في وعوده لأوكرانيا. يقول إنّ مسلسله المفضّل "آل سوبرانو"، وإنّه يرى نفسه في زعيم المافيا توني سوبرانو. هذا لا يرغب منطقياً في كشفه للعلن. كما يعرض مقتطفات من الدوائر الداخلية لحلف الناتو. أحد مستشاري ستولتنبرغ يواجهه بواقع مرير، متمثل في أنّ الجبهة الأوكرانية ستنهار عام 2023.
لكنّ الفيلم يتميّز بموقفه الديمقراطي الدقيق الذي يسمح بانتقاد الناتو. "مواجهة الحرب" إيجابي بشكل واضح بشأن الحلف، لكنّه لا يعرض جانباً واحداً من القصة. قصة يُجسّدها ينس ستولتنبرغ، الرجل الطموح والمتحمّس، والمقتنع ببناء عالم أفضل وأكثر أماناً.
نظرة واحدة إلى الصراعات في العالم تكفي لإدراك الحاجة إلى الدبلوماسية، ربما أكثر من أي وقت مضى. فبينما تتصاعد حرب روسيا على أوكرانيا، تبدأ حربٌ أخرى بين إيران إسرائيل، يُرجّح أنْ تشغلنا لفترة. تكمن المشكلة هنا في الفكرة التي يتبّناها حكّام مستبدّون عديدون، كترامب وفلاديمير بوتين: الديبلوماسية علامة ضعف، والصرامة اللغة الوحيدة المفهومة. تقويض الإنجازات الديمقراطية، التي ناضل من أجلها كثيرون، بل وسقط من أجلها كثيرون، أو حتى إلغاؤها، ليسا مجرّد علامة على العصر، بل يجب أنْ يكونا مُدعاة للقلق.
هذا الفيلم تذكيرٌ بأهمية الديبلوماسية في أوقات الصراع.
## الكرملين يرفض التعليق على تقليص ترامب المهلة لموسكو في أوكرانيا
30 July 2025 06:51 AM UTC+00
رفض الكرملين التعليق على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتقليص المهلة المحددة لموسكو للموافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا من 50 يوماً إلى 10-12 يوماً، واكتفى متحدث باسمه، أمس الثلاثاء، بالقول إن موسكو على علم بهذه الخطوة. ونقلت وكالة أنباء تاس الروسية الرسمية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله: "لقد علمنا ببيان الرئيس ترامب".
وقال ترامب، أمس الثلاثاء، إن المهلة المحددة البالغة عشرة أيام كي توافق موسكو على وقف إطلاق النار في أوكرانيا دخلت حيز التنفيذ، فيما بدا الكرملين غير مبال بالتهديدات بفرض رسوم جمركية كبيرة على شركاء روسيا التجاريين. وصرّح ترامب للصحافيين على متن طائرته العائدة من اسكتلندا إلى الولايات المتحدة بأنه: "بعد عشرة أيام اعتباراً من اليوم. سنفرض رسوماً جمركية وأموراً أخرى".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية "صارمة" على الشركاء التجاريين لروسيا إذا لم توافق موسكو على وقف إطلاق النار في غضون 50 يوماً، مانحاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهلة حتى الثاني من سبتمبر/ أيلول المقبل. لكن خلال اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الاثنين، قال ترامب إنه سيخفض المهلة التي منحها لبوتين من 50 يوماً "إلى عدد أقل"، قائلاً إن هذا قد يكون "10 أو 12 يوماً". وبرر ترامب هذه الخطوة بالقول إنه شعر بخيبة أمل من بوتين، الذي لم يظهر أي استعداد للتسوية.
وقد أكد الكرملين مراراً أنه لن يرضخ للضغوط لإبرام صفقة. ومضى بيسكوف يقول إن عملية تطبيع العلاقات المستمرة بين روسيا والولايات المتحدة قد تباطأت. وأضاف أن موسكو لا تزال مهتمة بالحفاظ على العلاقات وتأمل أن تكتسب العملية زخماً كبيراً.
وكان الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف ونائب رئيس مجلس الأمن القومي انتقد الرئيس ترامب، الاثنين، لتقصير المهلة. وكتب ميدفيديف على "إكس": "كل إنذار نهائي جديد هو تهديد وخطوة نحو الحرب. ليس بين روسيا وأوكرانيا، بل مع بلاده".
مقتل 3 جنود بقصف على موقع تدريب في أوكرانيا
في أوكرانيا، قتل ما لا يقل عن ثلاثة جنود وأصيب 18 آخرون عندما أصاب صاروخ روسي وحدة تدريب تابعة للجيش الأوكراني، وفقاً لما أفاد به مسؤولون. وقالت القوات المسلحة الأوكرانية في منشور على فيسبوك في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء: "رغم الإجراءات الأمنية، لم يكن من الممكن منع وقوع خسائر بشرية بالكامل بين الأفراد". وأضاف الجيش أنه سيتم إجراء مراجعة شاملة للحادث، وأنه في حال ثبت وجود إهمال من قبل أي جهة، فستُتخذ الإجراءات العقابية اللازمة. ولم يوضح المنشور أي وحدة تحديداً تعرضت للهجوم.
وهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها مراكز تدريب عسكرية أوكرانية في المناطق الداخلية بصواريخ روسية. ففي يونيو/ حزيران الماضي، قُتل 12 مجنداً وأُصيب العشرات في هجوم روسي على موقع تدريب عسكري في منطقة دنيبروبتروفسك الأوكرانية. واستقال قائد الجيش آنذاك ميخايلو دراباتيي عقب الهجوم.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## "فرانس برس": الاتحاد الأفريقي يدعو إلى "عدم الاعتراف" بحكومة موازية أعلنتها قوات الدعم السريع في السودان
30 July 2025 07:00 AM UTC+00
## ألبانيز عن العقوبات الأميركية عليها لانتقادها إسرائيل: سياسية وخطيرة
30 July 2025 07:06 AM UTC+00
عبّرت المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز عن استيائها من العقوبات الأميركية المفروضة عليها لسياساتها ضد الإبادة في غزة، مشيرة إلى أن العقوبات لها تأثيرات "خطيرة" على حياتها وعملها. وقالت ألبانيز لوكالة أسوشييتد برس، في روما أمس الثلاثاء، "إنه أمر خطير للغاية أن أكون على قائمة الأشخاص الذين يخضعون لعقوبات من قبل الولايات المتحدة".
وأضافت المسؤولة الأممية أنّ الأفراد الذين فرضت عليهم الولايات المتحدة عقوبات لا يمكنهم إجراء تعاملات مالية أو الحصول على بطاقات ائتمان مع أي بنك أميركي. وتابعت "عندما يتم استخدام العقوبات "بطريقة سياسية، تكون ضارة وخطيرة". وفرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الضفة الغربية وغزة، هي عضو في مجموعة من الخبراء اختارهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمكون من 47 عضواً في جنيف. وهي مكلفة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية وكانت صريحة بشأن ما وصفته بأنه "إبادة جماعية" من قبل إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة.
ومنذ اندلاع الحرب على غزة، برزت ألبانيز صوتاً أممياً مؤثراً في مواجهة الإبادة الجماعية التي مارستها ولا تزال إسرائيل في القطاع المحاصر والمنكوب. وكثيراً ما انتقدت، بلا تحفظ، الجرائم والمجازر الوحشية التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة. وتزعم الإدارة الأميركية، أنّ صوتها "يمثل معاداة للسامية ودعماً لحركة حماس".
وشجبت واشنطن ما وصفته بأنه "حملة من الحرب السياسية والاقتصادية" ضد الولايات المتحدة وإسرائيل وفي وقت سابق من هذا الشهر، فرضت عقوبات على ألبانيز، في أعقاب حملة ضغط أميركية فاشلة لإجبار الهيئة الدولية على إقالتها من منصبها. وألبانيز محامية وأكاديمية إيطالية مولودة عام 1977، وانتخبت في مايو/ أيار 2022 مقررةً خاصةً للأمم المتحدة بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد مدة ثلاث سنوات أخرى.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## "رويترز" عن حاكم هاواي الأميركية: لم نرصد علامات على أمواج عالية بعد تحذير تسونامي
30 July 2025 07:13 AM UTC+00
## إضراب شامل لقطاع النقل البري في تونس
30 July 2025 07:34 AM UTC+00
أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل تنفيذ إضراب شامل في قطاع النقل البري لمدة ثلاثة أيام، يبدأ اليوم الأربعاء، بعد فشل مفاوضات مع الحكومة بشأن مطالب نقابية. وأكدت الجامعة العامة للنقل التابعة للاتحاد في بيان، أمس الثلاثاء، تمسّكها بتنفيذ الإضراب أيام 30 و31 يوليو/ تموز و1 أغسطس/ آب 2025، عقب فشل جلسة التفاوض التي عقدت مع الجانب الحكومي صباح الثلاثاء، وأوضحت أنّ قرار الإضراب جاء بعد "رفض الطرف الحكومي جميع المطالب النقابية"، مؤكدة "استمراره في التعنت وغياب الجدية في التعاطي مع مطالب عمّال قطاع النقل البري للمسافرين". ويحتج عمال النقل البري على "تدهور ظروف العمل وغياب أدنى معايير السلامة المهنية"، وفق البيان. 
من جانبه، قال المكتب التنفيذي للجامعة العامة للنقل، في بيان، إنّ "قواعدنا في كامل تراب الجمهورية خاضت إضراباً قطاعياً ناجحاً بنسبة 100%، عبّرت من خلاله عن وعيها العميق بحجم التحديات، وتمسّكها بخيار النضال من أجل إنقاذ القطاع". وحمّل البيان "الطرف الحكومي كامل المسؤولية عن تعطيل المفاوضات وضرب المرفق العمومي"، مؤكداً في الوقت ذاته أنّ يد الجامعة العامة للنقل "ما زالت ممدودة للحوار الجاد والمسؤول، ولكنها لن تتردّد في الدفاع عن حقوق العاملات والعمال بكل الوسائل المشروعة".
ويعاني آلاف العمال التونسيين في القطاعين الحكومي والخاص من هشاشة العمل نتيجة اعتماد عقود عمل لا تمكنهم من تحصيل حقوقهم المادية والمهنية، فضلاً عن تصاعد نسبة البطالة. وحالياً، يمنح قانون الشغل إمكانات واسعة للمشغلين باستعمال آليات للتشغيل الهش التي لا تحمي حقوق العمال بالقدر الكافي في القطاعين الحكومي والخاص.
رد حكومي على دعوات إضراب النقل البري
في المقابل، أكدت وزارة النقل التونسية أنها اتخذت جملة من الإجراءات الاستثنائية لضمان حق المواطنين في التنقل، وذلك تبعاً للاضطرابات المنتظر أن تطرأ على حركة النقل العمومي في تونس الكبرى ومختلف الجهات نتيجة الإضراب، وأشارت إلى أنه تم منح ترخيص استثنائي لسيارات الأجرة والنقل الريفي للعمل في مختلف مناطق الجمهورية دون التقيد بالنطاق الجغرافي المحدد، ولفتت إلى أنه "تم تسخير عدد من الأعوان (العمال) لتأمين الحد الأدنى من تنقل المواطنين".
وأكدت الوزارة أنّ "هدفها الأساسي مصلحة المواطنين والمصلحة العامة للبلاد المتمثلة في تنفيذ الاستثمارات المتعلقة بتعزيز الأسطول باقتناء وسائل نقل جديدة لتحسين ظروف تنقل المواطن وحفظ كرامته وتسهيل حياته اليومية"، كما قالت إنها تعمل على "تطوير البنية التحتية وبناء الورشات وتهيئتها بما يوفر ظروف عمل مريحة يكون لها الأثر الإيجابي على مردودية وأداء موظفيها". وأشارت الوزارة إلى أن بوادر الانفراج في قطاع النقل العمومي جاءت نتيجة جهود الدولة للحفاظ على استمرارية المرفق العام، مؤكدة أن المطالب الاجتماعية، وخاصة المادية منها، تظل مرتبطة بتحسّن مداخيل شركات النقل وتحقيق توازنها المالي.
ويعاني قطاع النقل البري في تونس منذ سنوات من تراجع كبير في مستوى الخدمات، بسبب تراكم الديون وتقادم الأسطول، إلى جانب ارتفاع كلفة الأجور، في ظل أزمة اقتصادية حادة صعّبت جهود إنعاش هذا القطاع الحيوي، ودفعته نحو شبح الإفلاس. ووفقاً لتقرير المرصد الاجتماعي التونسي التابع للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، فإنّ النصف الأول من العام 2025، سجل 2387 تحركاً احتجاجياً مقابل 1161 تحركاً خلال الفترة نفسها من السنة الماضية؛ أي بزيادة بنسبة 105.6%، وتوزعت بين 1132 تحركاً خلال الثلث الأول، و1254 تحرّكاً خلال الثلث الثاني. 
وأضاف المرصد، في تقريره الصادر في وقت سابق من الشهر الجاري، أنّ التحركات العمالية والمهنية ومطالب تسوية الوضعيات الشغلية والحق في الانتداب وحالات التسريح والملفات المهنية العالقة بقطاع التربية والتشغيل الهش، كانت وراء الجزء الأكبر من التحركات المسجلة، حيث شكلت الاحتجاجات العمالية والنقابية المنظمة المرتبطة بتطبيق الاتفاقيات العالقة وتحسين ظروف العمل وتسوية الوضعيات المهنية وصرف المستحقات المالية من أجور وحوافز أكثر من نصف التحركات الاجتماعية المرصودة على امتداد السداسي الأول لسنة 2025.
(الأناضول، العربي الجديد)
## المغرب يطلب السماح بإنزال مساعدات إلى غزة في مطار بن غوريون
30 July 2025 07:58 AM UTC+00
أفادت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، اليوم الأربعاء، بأنّ العاهل المغربي، الملك محمد السادس، توجّه إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بطلب للسماح بإرسال مساعدات إنسانية من المغرب إلى غزة عبر مطار اللد، أو ما يُعرف إسرائيلياً باسم "بن غوريون" قرب تل أبيب. ويطلب المغرب إنزال طائرات تحمل مساعدات إنسانية (في الأساس مواد غذائية) في مطار بن غوريون، ونقلها من هناك بواسطة شاحنات إلى معبر كرم أبو سالم ومنه إلى قطاع غزة.
وناقش مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الموضوع، بينما تفحص الوزارات المعنية في هذه المرحلة، إمكانية تنفيذ العملية، والتي من المتوقّع أن تشمل استخدام ثماني طائرات شحن من نوع "هيركوليس".
ولفتت الصحيفة، إلى أن المملكة المغربية، قدّمت قبل أكثر من عام مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة بالطريقة نفسها. وقال ممثل المغرب في تل أبيب، إبراهيم بيود، في مقابلة مع الصحيفة نفسها في حينه، إن المساعدات التي أرسلتها حكومته "تهدف إلى تحقيق السلام في المنطقة"، وإنّ "الحمولة كانت تتكون بشكل أساسي من مواد غذائية، خاصة للأطفال، وبلغ وزنها الإجمالي حوالي 41 طناً. وتم نقل المساعدات بواسطة أربع طائرات وصلت في رحلة مباشرة من المغرب إلى مطار بن غوريون، ومن هناك نُقلت بواسطة شاحنات إلى معبر كرم أبو سالم، ومن ثم أُدخلت إلى القطاع".
ومذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة قبل نحو عامين، سادت في إسرائيل مخاوف كبيرة من تصاعد ما تسميه "الخطاب المعادي للسامية" في المغرب. وذكرت الصحيفة العبرية، أنه منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يهاجم سياسيون وصحافيون مغاربة إسرائيل بشدة، كما زعمت وجود مضايقات بحق الجالية اليهودية في المغرب. وادّعت بأن الشخصية البارزة في هذا السياق هي رئيس وزراء المغرب السابق، عبد الإله بن كيران، الذي ترأس حزب العدالة والتنمية.
## كتائب القسام: تمكنا الاثنين من تفجير 3 عبوات برميلية داخل أحد محاضن آليات العدو جنوب منطقة البطن السمين جنوب مدينة خانيونس
30 July 2025 08:21 AM UTC+00
## سراب الطعام في غزة
30 July 2025 08:31 AM UTC+00
## الاتحاد الأفريقي يدعو لعدم الاعتراف بحكومة "الدعم السريع" في السودان
30 July 2025 08:33 AM UTC+00
دعا الاتحاد الأفريقي إلى "عدم الاعتراف" بالحكومة الموازية التي شكلتها قوات الدعم السريع في السودان الذي يشهد حربا أهلية ضارية منذ إبريل/نيسان 2023، وذلك بعد تعيين رئيس للوزراء السبت.
ودعا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي "جميع الدول الأعضاء في الاتحاد والمجتمع الدولي إلى رفض تقسيم السودان وإلى عدم الاعتراف بما يُسمى الحكومة الموازية التي تم تشكيلها، لما لذلك من عواقب وخيمة على جهود السلام ومستقبل السودان"، بحسب بيان صدر مساء الثلاثاء.
وفي تطور يعد من الأكثر خطورة في مسار الحرب السودانية، أعلن "تحالف السودان التأسيسي" الذي تقوده قوات الدعم السريع، السبت الماضي، عن تشكيل حكومة موازية وتضم مجموعات وأحزاباً سياسية وحركات مسلحة، لتكون موازية للحكومة المركزية التي يقودها الجيش (برئاسة كامل إدريس ولا تزال غير مكتملة). وقد أثار الإعلان تحذيرات ومخاوف من غد غير مبشّر، ربما يشبه السيناريو الليبي لجهة التقسيم الفعلي لهذا البلد وسيطرة مليشيات عليه واتساع نفوذ دول أجنبية على قرارها وزيادة التصعيد العسكري، وإجهاض مساعي الحلول بين الطرفين المتقاتلين، الجيش و"الدعم السريع"، في ظل تدهور مريع للأوضاع الإنسانية جرّاء استمرار الحرب.
وكشفت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، الاثنين، أن خلية أزمة مصرية تضم ممثلين عن وزارة الخارجية وجهاز الاستخبارات العامة والقيادة العسكرية، بدأت اجتماعات مكثفة منذ الساعات الأولى لإعلان الحكومة الموازية في السودان.
وأوضحت المصادر أن خلية الأزمة "تعمل على مدار الساعة" وتُنسّق مواقفها مع بعثات مصرية دبلوماسية وأمنية في كل من بورتسودان وأديس أبابا وأبوظبي، وتتعامل مع تطورات إعلان الحكومة الموازية في السودان باعتبارها تحولاً مفصلياً في مستقبل هذا البلد والمنطقة، يتطلب تحركاً حكيماً ومتدرجاً. وأشارت إلى أن الخلية تعكف على صياغة تصور مصري متكامل للحل السياسي والأمني، يتضمن عدداً من السيناريوهات والمسارات المقترحة، تمهيداً لرفعه إلى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي لاتخاذ القرار المناسب بشأنه.
( فرانس برس، العربي الجديد)
## "فرانس برس": كولومبيا تأمر بعمليات إجلاء على ساحلها المطل على المحيط الهادئ بعد تحذير من تسونامي جراء زلزال روسيا
30 July 2025 08:35 AM UTC+00
## لاس فيغاس مرشحة لاستضافة قرعة كأس العالم 2026
30 July 2025 08:37 AM UTC+00
ستحتضن مدينة لاس فيغاس الأميركية قرعة كأس العالم 2026، التي ستستضيفها ثلاث دول هي الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك، وهي النسخة التي ستشهد مشاركة 48 منتخباً لأول مرة في تاريخ البطولة، بعد أن أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عن زيادة عدد المنتخبات بعد نسخة مونديال 2022 في قطر.
وكشفت شبكتا "إي إس بي أن" الأميركية و"تي يو دي أن" المكسيكية أنّ الاتحاد الدولي لكرة القدم اختار مدينة لاس فيغاس الأميركية لاحتضان قرعة نهائيات بطولة كأس العالم 2026، حيثُ ستتوزع المنتخبات الـ48 على 12 مجموعة (أربعة منتخبات في كل مجموعة). وهذه المرة الثانية التي ستحتضن فيها مدينة لاس فيغاس قرعة المونديال، بعد حفل قرعة مونديال 1994، الذي شهد تتويج منتخب البرازيل باللقب وحلول إيطاليا وصيفة آنذاك. 
ووفقاً للمعلومات التي نشرتها "إي إس بي أن"، اليوم الأربعاء، فإنّ القرعة ستُقام في مجمع "السفير" الذي يتسع لقرابة 17500 شخص، والذي افتُتح في عام 2023، وهو المكان المرجح لاستضافة هذا الحدث الرياضي الكبير، مع العلم أنّ معلومات نشرتها وكالة فرانس برس، اليوم الأربعاء، أيضاً، أشارت إلى أنّ المجمع الشهير "كروي الشكل"، المخصص للترفيه والحفلات الموسيقية في بارادايس شرق فندق ذا فينيشيان في لاس فيغاس في ولاية نيفادا، لن يحتضن القرعة وليس هناك أي موافقة رسمية على هذا القرار. 
واللافت أنه لو تأكدت استضافة مدينة لاس فيغاس لقرعة مونديال 2026، فإنها ستكون المرة الثانية التي تستضيف فيها مدينة القرعة من دون أن تكون مستضيفة للمباريات خلال البطولة، إذ حصل ذلك في مونديال 1994، عندما احتضنت القرعة من دون أن تستضيف أي مباراة في بطولة كأس العالم آنذاك.
## خاص | نقل ضباط بنظام الأسد إلى معسكر إقامة شمالي بغداد
30 July 2025 08:42 AM UTC+00
قالت مصادر سياسية وأمنية مطلعة في العاصمة العراقية بغداد، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إنّ العشرات من كبار الضباط السوريين الذين لجأوا إلى العراق في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، مع سقوط نظام بشار الأسد، تم نقلهم إلى مقر إقامة دائم في مدرسة للتدريب العسكري تقع شمالي بغداد، مع فرض إجراءات مشددة حيال خروجهم أو تنقلهم. وفي ليلة السابع وفجر الثامن من ديسمبر العام الماضي، لجأ المئات من أفراد جيش النظام السوري المخلوع إلى العراق، حيث وافقت بغداد على دخولهم من معبر البوكمال الحدودي بعد نزع أسلحتهم. وقالت وزارة الدفاع العراقية في حينها إنها لدواع إنسانية استقبلت المئات من العسكريين السوريين، وتم تشييد مخيم مؤقت لهم على الحدود في بلدة القائم، غربي الأنبار.
وعاد من هؤلاء الضباط إلى سورية بعد تسوية أوضاعهم أكثر من 1900 عسكري، غالبيتهم من مراتب جيش النظام العادية بين ملازم ومقدم، لكن العشرات من الضباط برتب عميد ولواء وقادة وحدات وألوية رفضوا العودة، ما دفع الحكومة العراقية إلى نقلهم مؤقتاً في التاسع عشر من ديسمبر إلى مجمع خاص في بغداد مع فرض حماية وإجراءات أمنية خاصة بهم. ويُعتقد أنّ قسماً منهم مقرّبون من أسرة الأسد، وآخرون مطلوبون بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال سنوات الثورة السورية من 2011 ولغاية 2024.
وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية، حصل "العربي الجديد" على معلومات تؤكد أن السلطات العراقية نقلت الضباط أخيراً إلى مدرسة للتدريب العسكري تابعة للجيش العراقي تقع شمالي بغداد، حيث سيبقون هناك، ولن يُسمح لهؤلاء الضباط بالانتقال للعيش أو الإقامة بمناطق سكنية. ويتولى ملف هؤلاء الضباط، وفقاً لثلاثة مصادر متطابقة تحدث معهم "العربي الجديد"، جهاز المخابرات الوطني العراقي، إلى جانب مديرية الاستخبارات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع العراقية.
وجرى نقل نحو 130 ضابطاً وعسكرياً ومسؤولاً أمنياً من قوات نظام الأسد إلى مدرسة التدريب العسكري في معسكر التاجي الواقع شمالي العاصمة بغداد، على بعد 25 كيلومتراً، وفقاً للمصادر ذاتها، في نهاية الأسبوع الماضي. وبحسب المصادر، فإنّ الموقع الجديد الذي تم نقل الضباط إليه عبارة عن مدرسة للتدريب العسكري تقع جنوبي معسكر التاجي، وهي تتألف من ثلاثة مبانٍ متجاورة، أحدها مخصص مهاجع لمبيت الجنود العراقيين المتدربين، وتم تخصيص أربعة مليارات دينار (نحو 2.8 مليون دولار) قبل عدة سنوات لتأهيلها لغرض مبيت الجنود، وجرى إخلاء المدرسة هذه من أجل نقل ضباط الأسد إليها.
وقال أحد المصادر، وهو عضو في البرلمان طلب عدم الكشف عن هويته، إن الضباط البالغ عددهم ما بين 120 و130 شخصاً، "لن يسمح لهم بالخروج من الموقع الجديد إلا للضرورة وبموافقة ومرافقة أمنية، وهناك خدمات تقدم لهم صحية وعلاجية"، مؤكداً أنّ حكومة بلاده "ليست بوارد منحهم إقامة دائمة في البلاد، لكنها تتعامل معهم بصيغة واقع حال تم فرضه".
وكشف المصدر عن معلومات قال إنها توفرت من عدة مصادر بأنّ "طلبات اللجوء التي قدّمها عدد من كبار الضباط للمّ شملهم مع أسرهم في دولة ثالثة لم تحصل بشأنها أي استجابة لغاية الآن من تلك الدول مثل روسيا، وبيلاروسيا، والجزائر، واليونان، وهو ما يجعل وجودهم في العراق أمراً يفرضه الواقع والجغرافيا بعد محاصرتهم وعدم وجود منفذ آخر يدخلون إليه سوى العراق"، وفقاً لقوله.
وفي نهاية فبراير/ شباط الماضي، أقرّ وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي بوجود 130 عسكرياً سورياً من نظام الأسد داخل الأراضي العراقية، مؤكداً في تصريحات من بغداد أنّ "ما تبقى في العراق من ضباط الجيش السوري السابق هم 130 شخصاً، وهؤلاء يرفضون العودة لسورية وموجودون في أحد المواقع الأمنية". وأكد وزير الدفاع العراقي أنّ "العراق خيّر هذه العناصر بين العودة أو البقاء، وهم يرفضون العودة حالياً، ونحن نسعى لإيجاد وضع قانوني لعناصر الجيش السوري الموجودين بالعراق، كما أنه حتى الآن ليس هناك تواصل بين وزارة الدفاع العراقية ووزارة الدفاع السورية".
الخبير بالشأن الأمني العراقي أحمد النعيمي اعتبر أن وجود الضباط "ملف لم يطلبه العراق، إنما وجده ملقى عليه، بفعل لجوء هؤلاء إلى العراق براً عشية سقوط النظام". وأضاف، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ العراق "ليس بوارد تسليم هؤلاء للسلطة السورية الحالية، وقد يحصل هذا بعد حصول انتخابات وتشكيل حكومة دائمة في سورية، وضمن قوانين وأطر المحاكمات التي يخضع لها المتهمون منهم بارتكاب جرائم".
واعتبر النعيمي أنّ "مشكلة عدم قبول لجوء هؤلاء إلى دولة أخرى غير العراق تعني أنهم سيبقون في البلاد، وهو ما يجعل وجودهم ورقة تفاوض أو ملفاً عالقاً بين العراق وسورية، لكن بالمجمل، لا يتوقع أن يقبل العراق خروجهم من المعسكر أو منحهم إقامة دائمة مع أسرهم، كون الموضوع سيعتبر رسالة سياسية سلبية للإدارة السورية الجديدة".
## واشنطن ألغت اجتماعاً مع تايوان قبيل محادثات التجارة مع الصين
30 July 2025 08:44 AM UTC+00
ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز في تقرير اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة ألغت اجتماعا مع وزير الدفاع التايواني في يونيو/ حزيران، مما يسلط الضوء على أن الرئيس دونالد ترامب يخشى دعم الجزيرة بطرق ربما تضر بالعلاقات الأميركية مع الصين. ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن ولنغتون كو وزير الدفاع التايواني كان يخطط لزيارة واشنطن لإجراء محادثات دفاعية مع إلبريدج كولبي وكيل وزارة الدفاع الأميركية لشؤون السياسات، لكن الولايات المتحدة ألغت الاجتماع في اللحظة الأخيرة. 
ولم يرد البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وسفارة تايوان في واشنطن بعد على طلبات للحصول على تعليق. واختتمت الولايات المتحدة والصين، الثلاثاء، جولة جديدة من المحادثات التجارية في العاصمة السويدية استوكهولم، وسط أجواء وصفتها واشنطن بأنها "بناءة"، لكنها لم تفض إلى اتفاق نهائي بشأن تمديد هدنة الرسوم الجمركية، التي تنتهي في 12 أغسطس/آب.
ونفت تايوان الثلاثاء أن يكون رئيسها لاي تشينغ-تي قد مُنع من زيارة الولايات المتّحدة، مؤكّدة أنّه لا يعتزم القيام بأيّ رحلة إلى الخارج "في المستقبل القريب". وأتى هذا النفي عقب تقارير إعلامية أميركية مفادها أنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب رفضت السماح للرئيس لاي بالتوقّف في نيويورك في إطار رحلة رسمية إلى أميركا اللاتينية الشهر المقبل. ولم يؤكّد مكتب لاي رحلته تلك، لكنّ الباراغواي، الحليف الدبلوماسي الوحيد لتايوان في أميركا الجنوبية، أعلنت في منتصف يوليو/ تموز أنّها ستستضيف الرئيس التايواني في غضون 30 يوما. وكان مرجّحا أن تشمل هذه الزيارة توقفا في الولايات المتّحدة. لكنّ المتحدّث باسم وزارة الخارجية التايوانية هسياو كوانغ-وي قال للصحافيين في تايبيه "لم يكن هناك من الجانب الأميركي تأجيل أو إلغاء أو رفض للسماح بالتوقّف".
بدورها، أكّدت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس للصحافيين في واشنطن أنّه "لم يتمّ إلغاء أيّ شيء". وأضافت أنّه "في الوقت الحالي، لا توجد خطط سفر للرئيس. لذلك، لم يُلغَ أيّ شيء". غير أنّ بروس جدّدت في الوقت نفسه التأكيد على سياسة واشنطن القائمة على أنّ "مرور كبار المسؤولين التايوانيين، بمن فيهم الرؤساء، يتوافق تماما مع سياستنا وممارساتنا الراسخة. هذا لم يتغيّر".
وكانت صحيفة "فاينانشال تايمز" نقلت الثلاثاء عن مصادر لم تُسمّها، أنّ إدارة ترامب رفضت السماح للرئيس التايواني بالتوقّف في نيويورك بعد اعتراض بكين على زيارته. وأضافت الصحيفة أنّ لاي قرّر إلغاء رحلته بعد تبلّغه بأنّه لن يتمكن من التوقف في نيويورك.
وتعليقا على ما أوردته "فاينانشال تايمز"، قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي إنّ "هذا القرار يُرسل إشارة خطرة". وكتبت الزعيمة الديمقراطية على فيسبوك "مرة أخرى، حقّق الرئيس (الصيني) شي جين بينغ انتصارا على القيم الأميركية والأمن والاقتصاد من خلال منع إدارة ترامب رئيس تايوان المنتخب ديمقراطيا من القيام برحلة دبلوماسية عبر نيويورك".
وأضافت "فلنأمل أن لا يكون رفض الرئيس ترامب لهذه المحطة في نيويورك مؤشرا إلى تحوّل خطر في السياسة الأميركية تجاه تايوان". وعلى الرّغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين الولايات المتّحدة وتايوان فإنّ واشنطن تسمح للقادة التايوانيين بالقيام بتوقّفات خاصة على الأراضي الأميركية.
وجميع الرؤساء التايوانيين الذين انتُخبوا منذ أول انتخابات جرت بالاقتراع العام في 1996 توقّفوا في الولايات المتحدة. وفي نهاية العام الماضي أجرى لاي تشينغ تي زيارة إلى هاواي وغوام، الإقليمين التابعين للولايات المتحدة.
وفي بكين، رفض متحدّث باسم وزارة الخارجية الصينية تأكيد صحّة التقارير التي تحدّثت عن تدخّل صيني في هذه المسألة أو نفيها. وقال المتحدث باسم الوزارة غيو جياكون إنّ موقف الصين لا يزال "معارضا بشدّة" لمثل هكذا زيارة "بغضّ النظر عن الذريعة أو المبرّرات". وتوكّد الصين أنّ تايوان جزء من أراضيها وهي تمارس على الجزيرة ضغوطا عسكرية واقتصادية ودبلوماسية متزايدة.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## الانبعاثات السامة في العراق: سحب الكبريت تهدد أجواء بغداد مجدداً
30 July 2025 08:54 AM UTC+00
تشهد العاصمة العراقية بغداد موجة جديدة من التلوث الهوائي، إثر رصد سحب محملة بغازات كبريتية سامة تتكثّف في سمائها، في مشهد بات متكررا في العاصمة التي تغص بالمصانع والمنشآت الكهربائية والنفطية التي تخنق أجواءها، فضلا عن ملوثات أخرى، ما أعاد القلق البيئي والصحي الى الواجهة، وسط تحذيرات من غياب المعالجات.
وكانت العاصمة العراقية قد سجلت في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إدخال أكثر من 300 شخص إلى العناية المركزة في المستشفيات نتيجة أزمات تنفسية خلفتها السحابة الكبريتية التي غطت سماء بغداد لأيام عدة، وسط تأكيدات أن مصدرها معامل تدوير أسلاك الكهرباء والبلاستيك التي تحيط ببغداد، وكذلك مطامر النفايات.
ووفقا لبيان لمرصد "العراق الأخضر"، وهو مرصد مستقل متخصص بالشؤون البيئة، "هناك عودة لرائحة الكبريت للانتشار في أجواء العاصمة بغداد اعتباراً من الشهر المقبل، نتيجة ارتفاع نسب الملوّثات الهوائية، وسط مؤشرات بيئية مقلقة"، مؤكدا أن "الرائحة التي يشكو منها السكان وتُعرف شعبياً بالكبريت، تعود في الحقيقة إلى مزيج من نحو 20 نوعاً من الغازات الملوثة، بعضها قد يؤثر بشكل مباشر على الجهازين العصبي والتنفسي لسكان بغداد". وأضاف أن "تلوث هواء العاصمة يعود سببه إلى الاكتظاظ السكاني الكبير، والارتفاع الحاد في أعداد السيارات والمولدات، فضلاً عن الأنشطة الصناعية والخدمية غير المنظمة، وغياب منظومة متكاملة لإدارة المخلفات الصلبة"، مشيرا إلى أن "قلة مشاريع معالجة مياه الصرف الصحي، وتراجع المساحات الخضراء داخل المدينة، تُساهم في رفع مستويات التلوث مقارنةً بمدن أخرى". وأكد المرصد أن "وزارة البيئة والجهات الرقابية أجرت زيارات ميدانية لبعض المعامل وأغلقت المخالفة منها، لكن لا يزال عدد منها يمارس نشاطه دون اتخاذ أي إجراء فعلي بحقه، وهو ما يفاقم الأزمة البيئية".
ويؤكد مسؤولون في وزارة الصحة العراقية أن حالات الاختناق وأزمات الجهاز التنفسي الناتجة عن التلوث البيئي، لم تنقطع عن المستشفيات في البلاد، وقال مسؤول في ردهة طوارئ أحد مستشفيات بغداد، لـ"العربي الجديد"، مشترطا عدم ذكر اسمه، أن "جميع مستشفيات بغداد تستقبل بشكل مستمر حالات صحية خطيرة ناجمة عن التلوث البيئي. الحديث عن زوال السحب الكبريتية في الأشهر السابقة لم يجعل من أجواء البلاد، وخاصة بغداد، نقية، بل يتم تسجيل حالات أمراض صدرية، وتنتج عنها لاحقا أمراض السرطان على اعتبار أنها مواد سامة مسرطنة"، وشدد على أن "الأجواء في بغداد خطيرة بكل الأوقات، فكيف إذا عاودت السحب الكبريتية مجددا"، مشيرا إلى أن "الملف بحاجة الى معالجات حكومية، لأن الواقع الصحي في خطر".
ويؤكد خبراء في شؤون البيئة أن الإجراءات الحكومية نحو بيئة آمنة، "معدومة بالكامل"، وقال الخبير البيئي حمزة الشمري "إننا أمام مخاطر صحية كبيرة، تحتم على الحكومة إعلان حالة تأهب وقائي لتخليص العاصمة من الملوثات"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "الأجواء في بغداد غير صالحة للعيش، في ظل عدم وضع حد لانتشار المصانع ومحطات الكهرباء والنفط، ومطامر النفايات المنتشرة داخل المناطق السكنية، وإحراقها بشكل مستمر، فضلا عن زحام السيارات وعوادمها"، وشدد على "ضرورة العمل فورا على تحجيم تلك الملوثات، ووضع خطط لنقل المصانع والمحطات خارج المدن المأهولة، وإطلاق حملات تشجير"، داعيا المواطنين إلى ارتداء كمامات واقية قدر المستطاع، ومراجعة الأطباء المختصين عند الشعور بأي أعراض غير معتادة".
وكانت الجهات الحكومية قد نفذت في الأشهر الأخيرة حملات ملاحقة لإغلاق بعض المولدات الكهربائية الأهلية المخالفة، وبعض المصانع، إلا أن تلك الحملات لم تستمر، كما أنها لم تحقق أي نتائج تذكر.  
## عاهل المغرب في خطاب عيد العرش: نحو إصلاحات جديدة للمساواة في التنمية
30 July 2025 08:55 AM UTC+00
حث العاهل المغربي الملك محمد السادس الحكومة على "اعتماد جيل جديد" من الإصلاحات لضمان تساوي جميع مناطق المغرب في نيل الحظوظ من التنمية. وقال في الخطاب الملكي لعيد العرش يوم الثلاثاء، بمناسبة مرور 26 عاماً على حكمه "لا مكان اليوم ولا غداً لمغرب يسير بسرعتين".
وقال الملك "ما تزال هناك بعض المناطق، لا سيما بالعالم القروي، تعاني من مظاهر الفقر والهشاشة، بسبب النقص في البنيات التحتية والمرافق الأساسية". وأشار إلى أن الإصلاحات الجديدة يجب أن تهدف إلى "تقوية الخدمات الاجتماعية الأساسية، خاصة في مجالي التربية والتعليم، والرعاية الصحية... واعتماد تدبیر استباقي ومستدام للموارد المائية... وإطلاق مشاريع التأهيل الترابي المندمج".
وانخفض مستوى الفقر في المغرب من 11.9 % في 2014 إلى 6.8 % في 2024، لكن جهاز الإحصاء الحكومي، أشار إلى مستويات فقر أعلى من المتوسط في بعض المناطق الداخلية. وتعول الدولة على الاستثمارات العمومية لتنفيذ الاستراتيجيات القطاعية والمشاريع الكبرى للبنية التحتية، وهو ما يشكل فرصة للقطاع الخاص الذي يستفيد من الصفقات التي تطلقها الدولة لتنفيذ هذه المشاريع. وكان محافظ البنك المركزي قد نبّه، في العديد من المناسبات خلال السنوات الأخيرة، إلى الثغرات التي تعتري المنظومة الاستثمارية في البلاد. واستقطب المغرب استثمارات صناعية في قطاعات مثل الطيران والسيارات، والتي تتصدر الآن صادراته. غير أن معظم الناتج المحلي الإجمالي والصناعة والبنية التحتية الحيوية في البلاد تتركز في المناطق الشمالية الغربية، فيما تعتمد بقية مناطق المغرب على الزراعة وصيد الأسماك والسياحة.
وأوجد المغرب 82 ألف وظيفة فقط في العام الماضي، وهو ما لم يكف لتقليص معدل البطالة المرتفع في البلاد الذي يبلغ 13.3 %، بحسب البنك المركزي. وصرحت 94.2% من الأسر المغربية بأن أسعار السلع الغذائية قد عرفت ارتفاعاً خلال 12 شهراً الأخيرة. ووفقاً لتقرير المندوبية السامية للتخطيط الشهري الذي يتناول مؤشر ثقة الأسر والصادر في وقت سابق من الشهر الجاري، فإن الأسر غير مطمئنة لإمكانية تراجع أسعار السلع الغذائية، إذ يتوقع حوالي 79% من الأسر المستطلعة آراؤهم استمرار ارتفاع الأسعار في الاثني عشر شهراً المقبلة.
وتشتكي الأسر المغربية من ارتفاع أسعار السلع الغذائية، في وقت تصرّح فيه 76% منها بتدهور مستوى المعيشة في الاثني عشر شهراً الماضية، وتتراجع هذه النسبة إلى 45% عند سؤال الأسر عن توقعها لتطور مستوى معيشتها خلال 12 شهراً المقبلة. وتوقعت وزارة الاقتصاد والمالية، أن يظل نمو الاقتصاد مستقراً عند 4.5 % في 2026 من دون تغيير عن العام الجاري. وقالت الوزيرة نادية فتاح العلوي أمام أعضاء البرلمان الخميس الماضي، إن " العجز المالي سيتقلص إلى 3 % من الناتج المحلي الإجمالي من 3.8 % المتوقعة هذا العام. وتابعت إن التضخم سيرتفع إلى 2 % في 2026 من 1.9 % متوقعة هذا العام". 
كما يهدد الجفاف المغرب للسنة السابعة على التوالي، وهو ما انعكس بتداعيات سلبية على اقتصاد المغرب، ولا سيّما قطاع الزراعة، الذي يُشكل العمود الفقري للناتج المحلي، ويوفر مصدر دخل لنحو 40% من الأيدي العاملة، وفق بيانات وزارة الفلاحة. وبمواجهة أزمة الجفاف المتصاعدة، أعلن وزير المياه نزار بركة في يونيو/ حزيران الماضي إطلاق مشاريع جديدة لمواجهة تحديات ندرة المياه، من بينها بناء 16 سداً قيد الإنجاز حالياً ستوفر قدرة تخزين تصل إلى 20 مليار متر مكعب، إلى جانب الإعداد لإطلاق 3 سدود جديدة.
(رويترز، العربي الجديد)
## فورمولا 1.. صراعات خلف الخوذات بين الفريق الواحد
30 July 2025 09:03 AM UTC+00
دفعت الرغبة في تحقيق الانتصارات عدداً من السائقين في منافسات بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 إلى التمرّد على فرقهم، خلال المواسم الأخيرة، عبر التواصل المباشر بينهم أثناء السباق، ذلك أنّ كل سيارة تُجهز بوسائل تواصل لاسلكي يتم تثبيتها تحت الخوذات، لتسمح للسائق بالتواصل مع فريقه أساساً، وتلقي بعض التعليمات بحسب تطور السباق، خاصة منها طلب الدخول إلى منصة الصيانة، من خلال العبارة الشهيرة "بوكس بوكس"، أو تقديم معطيات عن حالة الأمطار، وكذلك العقوبات التي يتعرض لها السائقون خلال المرحلة.
واشتعلت بعض السباقات، بسبب عبارات قوية من السائقين تجاه المهندس المكلف بإدارة السباق، وكان سائق "فيراري"، الفرنسي شارل لوكلير (27 عاماً)، بطل آخر هذه الأحداث، بعد أن طالب فريقه بـ"الصمت وتركه يتصرّف"، وذلك خلال جائزة بلجيكا يوم الأحد الماضي، إذ اعتبر أن تدخل الفريق باستمرار يُفقده التركيز في صراعه مع الهولندي ماكس فيرستابن (27 عاماً)، من أجل المركز الثالث. وقد تمّ تداول عبارات لوكلير بشكل واسع، بعدما كشفت عن التوتر داخل الفريق الواحد، وصعوبة التواصل في ظل الأزمة، التي تضرب أفراده.
Leclerc's radio: "Leave me alone please" #BelgianGP #F1 pic.twitter.com/xYhoV3BGfX
— Radio Messages (@radiomessages) July 27, 2025
كما أنّ فيرستابن يُعتبر من السائقين، الذين يملكون شخصية قوية، وقد تمرّد بطل العالم أربع مرات توالياً في فورمولا 1 خلال المواسم الأخيرة، على "ريد بول" بشكل مستمرّ، بعبارات قوية للغاية، ولا سيما عندما لا يختار الفريق التوقيت المناسب من أجل تغيير الإطارات، ما يكلفه العودة خلف الكثير من السائقين. ولجوء فيرستابن إلى عبارات حادّة عرّضه لعقوبات من قِبل الاتحاد الدولي، الذي زاد بنوداً في سلّم العقوبات قبل الموسم الجديد، ليجبر السائقين على عدم قول ألفاظ غير أخلاقية، بما أن المحادثة بين السائق وفريقه تُنقل مباشرة في بعض المرات.
Verstappen's engineer radio : "That's the rules" #SpanishGP #F1 pic.twitter.com/w5X5cdVgfF
— Radio Messages (@radiomessages) June 1, 2025
GP: "Sorry Max, your radio is not clear.."
Max: "Yeah, luckily it isn't."pic.twitter.com/dB9EG0yNyz
— Verstappen News (@verstappenews) July 4, 2025
وخلال الموسم الماضي، كان التنافس قوياً بين ثنائي فريق مكلارين؛ الأسترالي أوسكار بياستري (24 عاماً) والبريطاني لاندو نوريس (25 عاماً)، من أجل مركز الوصافة، وهو ما أشعل العديد من السباقات. وكان بياستري يتواصل مع فريقه مرات عديدة، عندما لا يمنحه زميله الأولوية، أو يُعيد إليه المركز في حال سمح له بتجاوزه قبل ذلك. وقد ظهر الأسترالي غاضباً من فريقه في مناسبات عديدة، مثلما حصل مع الإسباني كارلوس ساينز (30 عاماً)، عندما كان مع فريق فيراري في الموسم الماضي، حيث عارض بقوة سياسة فريقه، خاصة عندما يُطلب منه ترك الأولوية إلى لوكلير، الذي لا يكون أسرع منه، وقد دخل الثنائي في مشادات قوية، وتبادلا الانتقادات بشكل مستمر.
ويُعرف الإسباني فرناندو ألونسو (44 عاماً) بمواقفه القوية، وهو من بين أقدم السائقين، وله تاريخ كبير في فورمولا 1 يتيح له توجيه الانتقادات بشكل مستمر، ذلك أنه هاجم فريقه، الموسم الماضي، عندما تمّ تغيير إطاراته، وقال: "نحن الفريق الوحيد الذي يخسر مراتب، هل فازوا لأنهم لديهم إطارات أفضل، سيارتنا هي الوحيدة التي تعاني، هل نخسر المراتب من أجل الجماهير فقط؟". وخلال سباق قطر في عام 2024، ثار الإسباني على فريقه، وقال: "هذا لا يُصدق.. نعاني منذ عامين المشكلة نفسها".
Fernando Alonso team radio: "Yeah, it is going to be torture, it is a wreck, I am the UNLUCKIEST driver in the ***** world" pic.twitter.com/PyiWB74JPr
— Aston Martin F1 updates (@startonpole) May 18, 2025
## السيسي يعتمد 85 مليار جنيه إضافية في موازنة مصر لسداد فوائد الدين
30 July 2025 09:08 AM UTC+00
أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القانون رقم 158 لسنة 2025 بفتح اعتماد إضافي قيمته 85 مليار جنيه (1.745 مليار دولار)، في الموازنة العامة للدولة عن السنة المالية 2024-2025، من أجل تغطية الزيادة في فوائد الدين في الموازنة المنقضية، على خلفية تراجع سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، وارتفاع سعر الفائدة. وتبدأ السنة المالية في أول يوليو/تموز من كل عام وتنتهي في 30 يونيو/حزيران من العام التالي.
ونص القانون الذي أصدره السيسي أمس، على تعديل موازنة الخزانة العامة والجداول المرافقة لقانون ربط موازنة الدولة للسنة 2024-2025، بالآثار المترتبة على الاعتماد الإضافي، والذي جاء نتيجة ارتفاع متوسط سعر صرف الدولار مقابل الجنيه من 45 جنيهاً إلى 49.65 جنيهاً، في 30 يونيو/حزيران الماضي، واستمرار أسعار الفائدة في مستوياتها المرتفعة. وأدى تراجع الجنيه وارتفاع الفائدة إلى زيادة كلفة أدوات الدين الحكومية، وارتفاع أعباء خدمة الدين على حساب الخزانة الموحد، وخزانة الوثائق. وشهد العام المالي الماضي ارتفاعاً في متوسط أسعار الفائدة على أذون وسندات الخزانة انعكس على زيادة كلفة الاقتراض، مقارنة بالتقديرات الأصلية في مشروع ربط الموازنة، فضلاً عن التغير في استراتيجية التمويل. 
وقضت المادة 124 من الدستور المصري بأن "تشمل موازنة الدولة كافة إيراداتها ومصروفاتها دون استثناء، ويُعرض مشروعها على مجلس النواب قبل تسعين يوماً على الأقل من بدء السنة المالية، ولا تكون نافذة إلا بموافقته عليها. وتجب موافقة المجلس (البرلمان) على نقل أي مبلغ من باب إلى آخر من أبواب الموازنة، وعلى كل مصروف غير وارد بها، أو زائد على تقديراتها، وتصدر الموافقة بقانون". 
وفي 17 يونيو/حزيران الماضي، وافق مجلس النواب على قانون الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2025-2026، بعجز متوقع بلغ 1.454 تريليون جنيه (29.8 مليار دولار تقريباً)، بخلاف أقساط الديون. وسجلت فوائد الدين في الموازنة الجارية نحو تريليونين و298 مليار جنيه، بما يعادل نسبة 50.2% من جملة المصروفات. وتتوقع الحكومة ارتفاع الفجوة التمويلية في موازنة 2025-2026 بأكثر من 25%، بحيث تصل إلى 3.6 تريليونات جنيه، وهو ما يعادل نحو 70 مليار دولار وفقاً لتوقعات سعر الدولار في الموازنة. 
وتجهز وزارة المالية لإصدار صكوك إسلامية على عدة شرائح، يجري تنفيذها على مستوى مرحلي حتى نهاية 2025، بقيمة إجمالية تصل إلى نحو ملياري دولار، وذلك بالتوازي مع الدخول في سوق السندات الدولية "يورو بوندز"، و"الجرين بوندز"، في حدود ملياري دولار. وتستهدف الوزارة استخدام النسبة الغالبة من عوائد السندات الأجنبية في مواجهة شح العملة، وسداد الديون المتراكمة على البلاد من جراء التوسع في تنفيذ ما يعرف بـ"المشاريع القومية"، على غرار العاصمة الإدارية ومدينة العلمين الجديدة، وإعادة تدوير الديون قصيرة الأجل بتحويلها إلى ديون متوسطة وطويلة الأجل.
(الدولار = 48.71 جنيها مصريا تقريبا)
## بايرن ميونخ يعلن التوقيع مع الجناح الكولومبي لويس دياز رسمياً
30 July 2025 09:25 AM UTC+00
أعلن نادي بايرن ميونخ الألماني التوقيع رسمياً مع الجناح الأيسر الكولومبي، لويس دياز (28 سنة)، قادماً من بطل البريمييرليغ نادي ليفربول الإنكليزي، وذلك بعد مفاوضات استمرت لأسابيع حتى التوصل إلى اتفاق رسمي لانتقال اللاعب إلى صفوف بطل البوندسليغا. ونشر نادي بايرن ميونخ الألماني بياناً رسمياً، اليوم الأربعاء، أفاد فيه باكتمال صفقة دياز.
وجاء في البيان الرسمي: "يُعلن نادي بايرن ميونخ التوقيع مع اللاعب الدولي لويس دياز قادماً من نادي ليفربول، وحصل المهاجم على عقد مع النادي البافاري حتى 30 يونيو/ حزيران عام 2029، وسيرتدي القميص رقم 14 مع بطل ألمانيا، ليكون واحداً من أهم المهاجمين مع النادي الألماني في موسم 2025-2026". 
وقال دياز في أولى تصريحاته بعد توقيع العقد رسمياً مع النادي البافاري: "أنا سعيد جداً، الانضمام إلى نادي بايرن ميونخ يعني لي الكثير، هو من بين أكبر أندية كرة القدم في العالم. سأحاول مساعدة الفريق بطريقة لعبي وشخصيتي في الملعب. هدفي أن أحاول الفوز بكل لقب مُمكن، وهذا ما سنعمل عليه في كل يوم مع النادي في الموسم الكروي الجديد".
وذكر البيان الرسمي لنادي بايرن ميونخ معلومات عن لاعبه الجديد لويس دياز، إذ جاء فيه: "انضم دياز إلى نادي ليفربول في شتاء عام 2022، وشارك في 148 مباراة مع فريق الريدز وسجل 41 هدفاً وصنع 22 تمريرة حاسمة، وتُوج بألقاب الدوري الإنكليزي وكأس الاتحاد الإنكليزي وكأس الدرع الخيرية وكأس الرابطة الإنكليزية (مرتين)، كما يُمثل دياز منتخب كولومبيا منذ عام 2018، وسجل 19 هدفاً في 64 مباراة دولية خاضها، وكان هداف بطولة كوبا أميركا في عام 2021".
## سورية تتلقى 3.4 ملايين متر مكعب غاز من أذربيجان عبر تركيا
30 July 2025 09:41 AM UTC+00
أعلن وزير الطاقة السوري محمد البشير اليوم الأربعاء، أن سورية ستبدأ اعتباراً من الثاني من أغسطس/ آب المقبل تلقي 3.4 ملايين متر مكعب من الغاز القادم من أذربيجان إلى محافظة حلب عبر الأراضي التركية. ونقلت وكالة "سانا" الرسمية عن البشير قوله إن هذه الكميات من الغاز ستتيح توليد نحو 900 ميغاواط من الكهرباء، وذلك ضمن تعاون مشترك يهدف إلى دعم قطاع الطاقة في سورية.
وأوضح البشير أن هذه الخطوة ستسهم في تعزيز استقرار الشبكة الكهربائية، مشيراً إلى أن الحكومة السورية تتابع تنفيذ هذه الإجراءات ضمن خطة وطنية لتأمين احتياجات الطاقة وتخفيف الأعباء عن المواطنين. كان الجانبان السوري والأذري قد وقعا في 12 الشهر الجاري مذكرة تفاهم في العاصمة الأذرية باكو تتضمن التعاون والتنسيق في مجالات الطاقة وتوريد الغاز الطبيعي إلى سورية من خلال تركيا، والتعاون والتنسيق في استكشاف النفط.
ومن المقرر أن يتدفق الغاز الأذري إلى سورية عبر خط كيليس في تركيا، ما يُعَدّ بنظر مراقبين بداية فعلية لتفعيل شبكة إقليمية جديدة للطاقة، تعكس تحولات مهمة في علاقات الطاقة والسياسة في الشرق الأوسط. وقال الصحافي الاقتصادي محمد عيد لـ"العربي الجديد" إن مثل هذه الخطوة إذا قيض لها النجاح، ستعتبر نجاحاً للسياسة التركية، وما كانت لتتم لولا وجود علاقات دافئة بين أذربيجان وإسرائيل التي ربما تطلعت في النهاية إلى أن يصل الغاز الأذري إليها. ورأى أن نجاح هذه الخطوة سيسهم ولا شك في تحسين واقع الكهرباء في سورية وكثير من الخدمات عموماً.
الغاز الأذربيجاني إلى حلب عبر كليس في تركيا
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، قال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار اليوم الأربعاء إن بلاده ستصدّر الغاز الطبيعي القادم من أذربيجان إلى محافظة حلب شمالي سورية عبر ولاية كليس التركية، مضيفاً لوكالة أنباء "الأناضول" أن عمليات التصدير ستبدأ يوم 2 أغسطس/آب المقبل. وأعلن الوزير اكتشاف احتياطيات نفط تبلغ 57 مليون برميل في البلاد خلال العام الجاري تقدر قيمتها بـ4 مليارات دولار.
وتطرق بيرقدار إلى اكتشاف 75 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في مايو/ أيار الماضي، في بئر "غوك تبه-3" عبر أعمال تنقيب في البحر الأسود، مبيناً أنها تكفي لتلبية احتياجات تركيا من الغاز لمدة عام ونصف العام. وأوضح أنه بهذه الكمية المكتشفة في مايو يمكن تلبية احتياجات المنازل من الغاز لمدة 4.5 سنوات، مضيفاً: "هذا يعادل أيضاً حجماً اقتصادياً بقيمة 30 مليار دولار في الوقت الراهن". وأردف: "نتيجة لأعمالنا في مناطق ديار بكر وغابار وباطمان، حددنا احتياطيات تبلغ 57 مليون برميل في مواقع مختلفة حتى اليوم". وأشار الوزير التركي إلى أن أعمال التنقيب عن النفط في اليابسة مستمرة باكتشافات جديدة، وأن هذه الأرقام سترتفع مع نهاية العام.
وأشار الوزير التركي في التصريحات ذاتها، إلى أن مشروع "آق قويو" للطاقة النووية الذي شيدته شركة روساتوم الروسية واجه تأجيلات استمرت عاما ونصف العام بسبب مشاكل مالية والعقوبات، وتناقش تركيا إقامة مشاريع إضافية لإقامة محطات طاقة نووية مع الصين وكندا وكوريا الجنوبية. ويعمل المسؤولون على خطة لإقامة مفاعلات معيارية صغيرة التي سوف تشمل على قانون جديد ومتطلبات للانتاج داخل تركيا، بحسب ما نقلته وكالة بلومبيرغ للأنباء.
الغاز يعزز أمن الطاقة في سورية
كان بيرقدار قد قال خلال زيارة لدمشق في مايو/ أيار إن تركيا ستزود سورية بملياري متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً، بالإضافة إلى ألف ميغاواط من الكهرباء. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت أذربيجان إطلاق مشروع استراتيجي لتصدير الغاز إلى سورية عبر الأراضي التركية، وشكلت الزيارة الرسمية التي أجراها الرئيس السوري أحمد الشرع لباكو، ولقاؤه نظيره الأذربيجاني إلهام علييف، منعطفًا في العلاقات الثنائية، خصوصًا في ظل جهود إعادة الإعمار والطموحات السورية في تحقيق أمن طاقي مستدام. 
وأعلنت الرئاسة الأذربيجانية أن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف عقد اجتماعًا في باكو مع نظيره السوري أحمد الشرع، وأوضح البيان أن اللقاء عُقد بمشاركة وزراء ومسؤولين آخرين من الجانبين، وتركّز على بحث آفاق التعاون الثنائي التي اتسعت بعد سقوط نظام بشار الأسد. وشدد الطرفان على أهمية تعزيز الشراكة بين البلدين، ولا سيما في قطاع الطاقة.
وأعلنت باكو قرب تنفيذ مشروع لتصدير الغاز الأذربيجاني إلى سورية عبر الأراضي التركية، في خطوة قالت إنها "ستُسهم كثيراً في تعزيز أمن الطاقة في سورية، في ظل الجهود المبذولة لإعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة". وأشار البيان إلى تأكيد الجانب الأذربيجاني "القدرة على الإسهام الفعلي في إعادة بناء البنية التحتية للطاقة في سورية"، وذلك في إطار الدعم الموجّه إلى دمشق خلال المرحلة الانتقالية. 
وفي السياق نفسه، قال وزير الطاقة السوري محمد البشير، في منشور على منصة "إكس"وقتها، إنه رافق الرئيس الشرع في الزيارة الرسمية لأذربيجان، وناقش مع المسؤولين هناك سبل تعزيز التعاون في مجال الغاز الطبيعي لتأمين مستقبل الطاقة في سورية. وأضاف البشير أن الجانبين وقّعا اتفاقًا مع شركة "سوكار" الأذربيجانية بشأن توريد الغاز الطبيعي إلى سورية، معتبرًا أن الاتفاقية خطوة نحو الاستقلال في مجال الطاقة وبناء شراكات استراتيجية تخدم الوطن والمواطن.
## 15 دولة غربية تدعو دولاً أخرى إلى إعلان عزمها الاعتراف بدولة فلسطين
30 July 2025 09:43 AM UTC+00
دعت فرنسا و14 دولة أخرى من بينها كندا وأستراليا، البلدان الأخرى إلى إعلان عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، على ما قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم الأربعاء. وكتب بارو عبر "إكس": "في نيويورك، مع 14 دولة أخرى، توجه فرنسا نداءً جماعياً: نعرب عن عزمنا الاعتراف بدولة فلسطين، وندعو الذين لم يفعلوا ذلك حتى الآن إلى الانضمام إلينا"، غداة "نداء نيويورك" الذي أطلق في ختام مؤتمر وزاري في الأمم المتحدة حول حل الدولتين في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.
A New York avec 14 autres pays, la France lance un appel collectif : nous exprimons notre volonté de reconnaître l'Etat de Palestine et invitons ceux qui ne l'ont pas encore fait à nous rejoindre. pic.twitter.com/faCYTYwmES
— Jean-Noël Barrot (@jnbarrot) July 30, 2025
والى جانب فرنسا، انضمت كندا وأستراليا، العضوان في مجموعة العشرين، إلى النداء. ووقعت دول أخرى الدعوة، وهي أندورا، وفنلندا، وآيسلندا، وأيرلندا، ولوكسمبورغ، ومالطا، ونيوزيلندا، والنرويج، والبرتغال، وسان مارينو، وسلوفينيا، وإسبانيا. وأعربت تسع دول منها لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية عن "استعداد بلادها أو اهتمامها الإيجابي" بالاعتراف بها، وهي أندورا، وأستراليا، وكندا، وفنلندا، ولوكسمبورغ، ومالطا، ونيوزيلندا، والبرتغال، وسان مارينو.
والثلاثاء، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن بلاده ستعترف رسمياً بدولة فلسطين، إلا إذا اتّخذت إسرائيل إجراءات معينة. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأسبوع الماضي، أن فرنسا ستعترف رسمياً بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر/ أيلول. وصدرت الدعوة من الدول الخمس عشرة في ختام مؤتمر وزاري عُقد يومي الاثنين والثلاثاء في نيويورك، برعاية فرنسا والسعودية، بهدف إحياء حل الدولتين لتسوية النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، وهو فرضية تقوضها الحرب الدائرة في غزة والاستيطان في الضفة الغربية.
ونصّ "نداء نيويورك" على تأكيد التزام الدول الموقعة "الثابت لرؤية حل الدولتين، حيث تعيش دولتان ديمقراطيتان، إسرائيل وفلسطين، جنباً إلى جنب بسلام وحدود آمنة ومعترف بها بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وفي هذا السياق، تؤكد ضرورة توحيد غزة مع الضفة تحت حكم السلطة الفلسطينية". ومن اللافت أن بعض الدول الموقعة لم تعلن رسمياً نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ودعا "نداء نيويورك" الدول التي لم تعترف أو تعبّر بعد عن رغبتها في الاعتراف، إلى الانضمام للنداء، كذلك ناشد الدول التي لم تطبع علاقتها بعد مع إسرائيل أن تعبّر عن رغبتها في القيام بذلك، وبنقاش دمج إسرائيل في المنطقة. كذلك نص النداء على أن الدول الموقعة تعبّر عن "تصميمها للعمل على بنية لليوم التالي في غزة تضمن إعادة إعمار غزة ونزع سلاح حماس واستثناءها من الحوكمة الفلسطينية".
ترحيب فلسطيني بـ"نداء نيويورك"
إلى ذلك، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الأربعاء، عن تقديره العالي وترحيبه بما جاء في "نداء نيويورك"، الذي أكد اعتراف الدول الموقعة عليه بدولة فلسطين، وعن رغبة الدول التي لم تعترف منها بالاعتراف بدولة فلسطين. وثمّن عباس، في تصريحات له نشرتها وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا)، المواقف الشجاعة لهذه الدول الصديقة التي أكدت التزامها رؤية حل الدولتين، والسلام القائم على القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، مجدداً التزامه ما تعهد به من اجل تنفيذ ذلك.
وأكد عباس أن اعتراف هذه الدول بدولة فلسطين، أو إعلانها استعدادها الإيجابي للاعتراف بدولة فلسطين، يمثل خطوة تاريخية نحو تحقيق السلام العادل والشامل، ويعزز الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. ودعا عباس الدول الأخرى إلى الانضمام إلى هذا النداء، والإسهام في دفع العملية السياسية على أساس حل الدولتين، بما يضمن الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.
من جانب آخر، رحب نائب رئيس دولة فلسطين، نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، بإعلان مؤتمر نيويورك، الذي صدر عن مجموعة الدول المشاركة، والذي دعا إلى الاعتراف بدولة فلسطين، وإحياء المسار السياسي القائم على حل الدولتين، وإعادة الاعتبار للشرعية الدولية، ووقف الحرب في قطاع غزة وإدخال المساعدات فوراً دون أي عوائق. وأكد الشيخ التزام ما ورد في رسالة الرئيس محمود عباس، إلى كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وولي العهد محمد بن سلمان آل سعود.
ورحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بدورها، في بيان لها، بـ"نداء نيويورك"، مشيرة إلى أنه يشكّل لحظة تاريخية فارقة للاعتراف بدولة فلسطين واحترام حقوق الشعب الفلسطيني، وصولاً إلى السلام والأمن والاستقرار، وإنهاء عدوان الاحتلال الإسرائيلي. وثمنت الخارجية التزام الدول اتخاذ خطوات ملموسة ومحددة زمنياً، ولا رجعة فيها، وفي أسرع وقت ممكن، لتجسيد دولة فلسطين المستقلة، ذات السيادة، والقابلة للحياة، وتقديم الدعم السياسي والاقتصادي لها، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومرجعيات مدريد، بما في ذلك مبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية، والقائم على إنهاء الاحتلال، وحل جميع القضايا العالقة وقضايا الوضع النهائي، وإنهاء جميع المطالبات، وتحقيق سلام عادل ودائم، وضمان الأمن والسيادة لجميع دول المنطقة.
وأكدت الخارجية أن هذا النداء، وما يرافقه من مخرجات لعمل لجان العمل الثماني، يشكل خطة عملية فعالة على المستوى السياسي، والاقتصادي، والقانوني، والأمني، وتنفيذها الجدي ضمن جدول زمني واضح سيدعم أسس السلام، والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## إيران تسحب مشروع قانون "مكافحة المحتوى الكاذب" بعد انتقادات
30 July 2025 09:44 AM UTC+00
بعد موجة انتقادات واسعة واجهتها اللائحة الحكومية المتعلقة بمكافحة المحتوى الكاذب التي أقرّها البرلمان في إيران الأحد الماضي، أعلنت الحكومة، الأربعاء، سحب المشروع والتراجع عن تنفيذه.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، إن الحكومة قررت خلال اجتماعها اليوم سحب لائحة مكافحة المحتوى الكاذب، وذلك بناءً على تأكيدات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وحفاظاً على الانسجام الوطني. علماً أن المشروع أثار خلال الآونة الأخيرة انتقادات واسعة في إيران، واعتبره المنتقدون مقيداً لحرية التعبير ولعمل الصحافيين والناشطين الإعلاميين.
وكان نواب مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في إيران، قد أقروا في جلسته العلنية الأحد بصفة عاجلة مشروع قانون مكافحة المحتوى الكاذب على شبكات التواصل الاجتماعي. وقد حظي المشروع بدعم 205 نواب مقابل 42 معترضاً، فيما امتنع ثلاثة عن التصويت، من أصل 260 نائباً حضروا الجلسة.
وجاء في نص المشروع أنه إذا نشر أي مستخدم أو منصة إلكترونية محتوى خبرياً مخالفاً للواقع عبر الفضاء الافتراضي، فإن المخالف يُلزم بتعويض الأضرار الناتجة، ويعاقب بالسجن من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات، إضافة إلى غرامة مالية من الدرجة الرابعة تراوح بين 2000 و4000 دولار، فضلاً عن منعه من ممارسة أي نشاط افتراضي لمدة تراوح بين ثلاثة أشهر وسنتين.
واعتبر المحلل السياسي الإيراني أحمد زید آبادي، في حديث مع "العربي الجديد"، قرار الحكومة الإيرانية بسحب مشروع قانون "مكافحة المحتوى المخالف للواقع في الفضاء الافتراضي" قراراً قيماً وإيجابياً، وقال إن "التراجع عن القرار الخاطئ أثمن حتى من اتخاذ القرار الصحيح".
وفي الأيام الأخيرة، انتقد بعض مسؤولي الحكومة المشروع أيضاً، ومن بينهم مدير الاتصالات في مكتب الرئيس الإيراني، محمد مهدي طباطبائي، الذي قال إن بزشكيان لم يكن على علم بتفاصيل المشروع الذي أثار الجدل، وهو تصريح واجه انتقادات واسعة، خصوصاً أن المشروع المرسل إلى البرلمان كان يحمل توقيع الرئيس.
ورأى ناشطون إيرانيون أن مشروع القانون يتعارض مع وعود الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بشأن رفع الحجب عن منصات التواصل الاجتماعي، بل ويتسبب بالمزيد من القيود عليها.
وكان الرئيس الإصلاحي الحالي قد وجه خلال حملته الانتخابية في يوليو/ تموز 2024، انتقادات شديدة لسياسة حظر منصات التواصل الاجتماعي الأجنبية وتقييد الإنترنت في البلاد، قائلاً إن تشديد هذه السياسة خلال العامين الماضيين بعد احتجاجات مهسا أميني أواخر عام 2022، أدى إلى خسارة العديد من فرص العمل، وأدى إلى بطالة كثير من العاملين في المجال الرقمي.
ووفقاً لتقرير أصدره مركز إيسبا الإيراني لقياس الأفكار والاستطلاعات في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يستخدم 82.2% من سكان إيران البالغ عددهم 85 مليون نسمة منصات التواصل الاجتماعي. وبيّن أن تطبيق تليغرام هو الأكثر شعبية في إيران، حيث يستعمله 89.5% من مستخدمي الشبكات الاجتماعية، يليه "إنستغرام" بنسبة 85.7%، ثم "واتساب" بنسبة 66.7%.
ويلجأ الإيرانيون إلى برامج فك الحجب والتشفير للوصول إلى جميع منصات التواصل الاجتماعي المحظورة، مثل "إنستغرام" و"واتساب" و"تويتر" و"فيسبوك" و"يوتيوب"، وهو ما يزيد من تكاليف استخدام الإنترنت. اللافت أنه رغم حظر مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، يواصل كبار المسؤولين الإيرانيين استخدامها لمخاطبة الجمهور في الداخل والخارج.
## وفاة الممثل لطفي لبيب بعد صراع طويل مع المرض
30 July 2025 09:44 AM UTC+00
توفي الممثل المصري لطفي لبيب صباح اليوم الأربعاء عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد رحلة فنية امتدت لعقود، ترك خلالها بصمته في التلفزيون والسينما، وذلك إثر تدهور شديد في حالته الصحية، وفقاً لما أكده نقيب المهن التمثيلية، أشرف زكي.
وُلد لطفي لبيب في 18 أغسطس/آب 1947 في محافظة بني سويف، وحصل على بكالوريوس في الآداب، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج فيه عام 1970. غير أن بداياته الفنية تأخرت بسبب أدائه الخدمة العسكرية التي امتدت لست سنوات، شارك خلالها في حرب أكتوبر 1973، وهو ما انعكس لاحقاً على بعض أعماله ذات الطابع الوطني، مثل مشاركته في كتابة فيلم "الكتيبة 26" المستلهم من تجربته. السيناريو نشر كتاباً يحمل العنوان نفسه، من دون أن يُحوّل إلى فيلم على الشاشة أو العرض السينمائي.
بدأت مسيرته الفنية الفعلية في أوائل الثمانينيات، حين تولى أدواراً ثانوية محورية جمع فيها بين الكوميديا والرصانة، وأجاد تجسيد شخصيات المسؤولين والدبلوماسيين والأب المصري التقليدي، ومن بين أبرز أدواره شخصية "السفير الإسرائيلي" في فيلم "السفارة في العمارة" (2005) أمام عادل إمام، وشارك في عدد كبير من الأفلام والمسلسلات، منها فيلم "كده رضا" (2007)، ومسلسل "صاحب السعادة" (2014)، وفيلم "اللمبي" (2002)، ومسلسل "عفاريت عدلي علام" (2017)، وفيلم "أمير البحار" (2009)، إلى جانب حضوره المميز في المسرح والتلفزيون.
ورغم أنه لم يحظَ بلقب "النجم الأول"، بلغ رصيده الفني أكثر من 200 عمل بين السينما والمسرح والتلفزيون.
في السنوات الأخيرة، عانى لطفي لبيب مشكلات صحية متتالية، بدأت بإصابته بجلطة دماغية عام 2017، أدت إلى شلل نصفي مؤقت، ثم خضع لعملية دقيقة في الحنجرة أثّرت على قدرته على الكلام، ما جعله يبتعد تدريجياً عن الساحة الفنية، مكتفيًا بظهورات متقطعة، كان آخرها في فيلم "أنا وابن خالتي" الذي صوّره عام 2024.
وجاءت وفاته بعد أيام من دخوله المستشفى متأثراً بمضاعفات شديدة في الجهاز التنفسي، إثر إصابته بالتهاب رئوي حاد سبَّب نزيفاً رئوياً، استدعى وضعه على أجهزة تنفس صناعي، وتقرّر حينها منع الزيارة عنه حفاظاً على حالته، قبل أن يعلن الأطباء صباح اليوم وفاته رسمياً. ومن المنتظر أن يُشيّع جثمانه في جنازة تقام في القاهرة، على أن تُعلَن لاحقاً مراسمُ العزاء.
## تسونامي موجات مدمرة تبحر آلاف الكيلومترات.. كيف تتكون؟
30 July 2025 09:46 AM UTC+00
سبّبت زلازل مركزها قاع المحيط الهادي تشكل تسونامي ضربت موجاته، اليوم الأربعاء، سواحل مطلة على المحيط الهادئ بعد زلزال يعتبر من الأقوى في العالم بلغت قوته 8.8 وضرب ليلاً قبالة أرخبيل كامتشاتكا أقصى الشرق الروسي، بحسب معهد الجيوفيزياء الأميركي.
وقالت السلطات الروسية إن موجات تسونامي ضربت توسناميسيفيرو-كورليسك في شمال أرخبيل كوريل الروسي وغمرت المياه الشوارع. وذكرت وسيلة إعلام محلية أن موجة عاتية تراوح ارتفاعها بين ثلاثة وأربعة أمتار سجلت في إليزوفسكي في منطقة كامتشاتكا.
تسونامي موجات محملة بالدمار
وتزداد قوة موجات التسونامي الناجمة عن صدمة الزلزال كلما اصطدمت بقعر البحار، ولا يولد التسونامي عند نقطة انطلاقه سوى موجات صغيرة متباعدة جداً لأن كميات المياه الهائلة التي يحركها الزلزال تجتاح العمق على امتداد تضاريس قعر البحر بخلاف الموجات العادية التي تبقى عند سطح المياه. لكن مع تتالي هذه الموجات وتقدمها باتجاه السواحل بسرعة حوالي 800 كيلومتر في الساعة يرتفع مستوى قعر المحيط ويقوم بتركيز الطاقة التي ينقلها التسونامي. فتتباطأ عندها الموجات وتتقارب ويزيد ارتفاعها بشدة ليصل أحياناً إلى أكثر من 20 متراً. وعلى غرار انتشارها في البحر، لا تفقد الموجة الكثير من طاقتها ويمكنها أن تقطع مسافات واسعة لتضرب سواحل واقعة على بعد آلاف الكيلومترات.
وفي العام 1960، سبّب زلزال بقوة 9.5 درجات في تشيلي تسونامي مدمراً بلغ سواحل اليابان. وتنسق الدول المطلة على المحيط الهادئ عمليات الرصد للوقاية من مخاطر هذه الموجات. وفي حين أن غالبية التسونامي تتشكل جراء زلازل، ثمة مسببات أخرى ممكنة منها انهيارات بحرية تسببها أحياناً زلازل كما حصل في بابوا غينيا الجديدة في 1998 (أكثر من ألفي قتيل) وثوران بركان جزيرة كراكاتوا الصغيرة بين جاوا وسومطرة (36400 قتيل في أغسطس/آب1883) وسقوط كويكب في المياه. وقد تحصل موجات مد صغيرة جراء ظواهر جوية، ولا سيما تبدل حراري كبير ما يؤدي إلى منخفضات ناجمة عن رياح عاتية. 
وفي 26 ديسمبر/كانون الأول 2004 اجتاح تسونامي عنيف سواحل حوالي عشرة بلدان في جنوب شرق آسيا حاصداً 220 ألف قتيل. وكانت قوة الزلزال في الأصل موازية لحوالي 23 ألف قنبلة ذرية كتلك التي ألقيت على هيروشيما، وفق معهد الجيوفيزياء الأميركي.
وفي مارس/آذار2011، ضرب زلزال بقوة 9 درجات اليابان تلاه تسونامي ضخم اجتاح سواحل البلاد الشمالية الشرقية مخلفاً كارثة حصدت 20 ألف قتيل وجريح. ولا تقتصر هذه الظاهرة على المحيط الهادئ. فقد سبق أن طاولت المحيط الأطلسي والبحر المتوسط بحسب المؤرخ الروماني أميانوس مارسيلوس الذي شهد تسونامي الإسكندرية في مصر في العام 365.
(فرانس برس)
## وزير إسرائيلي تباهى بمحو غزة يثير الجدل بتصريحات حول المحتجزين
30 July 2025 09:51 AM UTC+00
أثار وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو (الصهيونية الدينية)، جدلاً واسعاً في إسرائيل، اليوم الأربعاء، بدعوته لاعتبار المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة "أسرى حرب"، وتسميتهم كذلك، ومن ثم إرجاء التعامل مع قضيتهم حتى نهاية حرب الإبادة الإسرائيلية، بعد تحقيق دولة الاحتلال "النصر"، مضيفاً أنهم ليسوا أولوية في اعتقاده. وقال إلياهو في مقابلة مع إذاعة "كول حاي"، "يجب تعريف المختطفين على أنهم أسرى حرب. والتعامل مع الأسرى يتم فقط بعد تحقيق النصر. أولاً يجب حسم المعركة ضد حماس. أعتقد أن المهمة ليست المختطفين أولاً، وهذا التردد (الإسرائيلي) هو ما يجعلهم عالقين هناك".
وأردف الوزير: "الكثيرون يضعون قضية المختطفين فوق النصر، وهذا خطأ. أنا أدعو لإطلاق سراح الأسرى فقط بعد الحسم، وليس قبله. نتنياهو طرح بالأمس فكرة فرض السيادة (الإسرائيلية في القطاع) أو الضم، وهذه خطوة إيجابية". وزعم إلياهو أنه "في اللحظة التي تفرض فيها إسرائيل السيادة على قطاع غزة، سيكون ذلك جيداً لليهود وللعرب أيضاً، وسنكسب الأمن والهدوء. في الأماكن التي يوجد فيها استيطان يهودي، يكون هناك أمن. علاوة على ذلك، غزة هي جزء من أرض إسرائيل، ويوجد فيها كنيس قديم". وأضاف: "أنا لا أقول أن نقيم في غزة مستوطنات محاطة بالسياج، بل مدينة كبيرة. يجب أن تكون غزة يهودية، وعندها سيكون الوضع أفضل أيضاً للعرب".
وأضاف الوزير المتطرف أنه "في غزة هناك تردد أخلاقي. عندما اقترحوا على (ونستون) تشرشل إدخال الطعام إلى الجائعين في ألمانيا، قال إنه سيترك للنازي التعامل مع الضغط والجوع من الداخل". ودعا إلياهو في الأسبوع الماضي إلى "محو غزة"، وتباهى بأن "الحكومة مندفعة بسرعة نحو محو غزة". وتبرأ رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو من تصريحات الوزير، معتبراً أنه "يمثّل نفسه فقط، ولا يتحدث باسم الحكومة"، لاعتبار أن كلامه يسيء "إلى سمعة إسرائيل وصورتها"، وبسبب ما أعقب ذلك من ردات فعل غاضبة على الساحة الدولية، خاصة مع تعميق حرب الإبادة والتجويع.
من جانبها، انتقدت المحتجزة التي أُفرج عنها في إطار الصفقة الأولى، غابرييلا لايمبرغ، والتي تنشط مذ ذلك الحين من أجل إعادة باقي المحتجزين، تصريحات الوزير إلياهو حول المحتجزين. وقالت في مقابلة مع إذاعة "كان ريشيت ب" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، إن "من يقول مثل هذه الأمور، قلبه ليس في المكان الصحيح".
وأضافت: "كيف يمكن لشخص أن يقول مثل هذا الكلام؟ من الصعب عليّ أن أصدق أن شخصاً لديه قلب يمكنه أن يقول شيئاً كهذا. أنا أضع المدنيين والجنود معاً. الجميع يجب أن يعودوا. لا يوجد فرق هنا، نحن نتحدث عن بشر. علينا أن ننقذ من يحتاج إلى الإنقاذ ... نحن نستيقظ كل يوم وننتظر صفقة... الصفقة هي الطريق الوحيدة لإعادة الجميع ولا يوجد طريق آخر. نحن نتمسك بالأمل".
## إرجاء اجتماع رباعي حول السودان على وقع خلاف مصري إماراتي
30 July 2025 09:59 AM UTC+00
أُرجئ الثلاثاء اجتماع وزاري حول الحرب في السودان كان مقرراً عقده في واشنطن بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، بعد خلاف بين القاهرة وأبوظبي حول البيان الختامي المشترك، على ما أفاد مصدران دبلوماسيان وكالة فرانس برس. واختلفت مصر والإمارات حول دور الطرفين المتحاربين، الجيش وقوات الدعم السريع، في عملية سلام محتملة بالمستقبل.
وقال دبلوماسي عربي لوكالة فرانس برس، طالباً عدم الكشف عن هويته، إنّ الاجتماع أرجئ بسبب "خلافات لم يتمّ حلّها" حول البيان الختامي. وأوضح أنّ "الإمارات أدخلت تعديلاً في اللحظة الأخيرة ينصّ على عدم وجود أيّ حضور للجيش وقوات الدعم السريع في العملية الانتقالية المستقبلية"، وهو أمر اعتبرته القاهرة "غير مقبول"، على حد قوله.
ولطالما أكّدت مصر، الحليف الأقرب للجيش السوداني، "أهمية الحفاظ على المؤسسات الوطنية السودانية"، في إشارة خصوصاً إلى المؤسسة العسكرية في السودان. وقال مصدر آخر مطّلع على المفاوضات لـ"فرانس برس"، إنّ "الولايات المتحدة وزّعت مسودة وافق عليها الجميع، بما في ذلك الإمارات، لكنّ مصر لم تقبل الجزء الذي ينصّ على عدم سيطرة أيّ من الأطراف المتحاربة على الفترة الانتقالية".
وأضاف المصدر طالباً بدوره عدم الكشف عن هويته أنّ الولايات المتّحدة "قرّرت تأجيل الاجتماع إلى موعد لاحق". وسبق أن رعت الولايات المتّحدة في عهد رئيسها السابق جو بايدن، والسعودية جولات تفاوضية عدّة في جدّة لإنهاء النزاع في السودان، لكنّ كل هذه الجهود فشلت في وضع حدّ لحرب يقول خبراء إنّها امتدّت إقليمياً.
والإمارات متّهمة على نطاق واسع بتسليح قوات الدعم السريع في انتهاك لحظر تصدير الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إقليم دارفور، لكنّ أبوظبي تنفي باستمرار ذلك رغم تقارير دبلوماسية وسياسية غربية ودولية تدعم هذه الاتهامات. وتتابع القاهرة من كثب إعلان قوات الدعم السريع وتحالفها السياسي، الأسبوع الماضي، تشكيل حكومة موازية في السودان، في خطوة اعتُبرت الأخطر منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع في 15 إبريل/ نيسان 2023.
ويخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع"، منذ منتصف إبريل/ نيسان 2023، حرباً أدت إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونًا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً. وبدأت مساحات سيطرة قوات الدعم السريع تتقلص بشكل متسارع في مختلف ولايات السودان لصالح الجيش الذي وسّع نطاق انتصاراته لتشمل الخرطوم وولاية النيل الأبيض.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## مراسل "العربي الجديد": طائرات عسكرية مصرية تلقي مساعدات فوق وسط قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي
30 July 2025 10:01 AM UTC+00
## عبد العاطي في واشنطن: الحرب على غزة وسد النهضة والأمن الإقليمي
30 July 2025 10:06 AM UTC+00
أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في واشنطن، سلسلة من اللقاءات مع كبار قيادات الكونغرس الأميركي، تناولت ملفات التعاون الثنائي، والأوضاع الإقليمية، وعلى رأسها الحرب في غزة، وقضية سد النهضة، وتحديات الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط وأفريقيا. واستهل عبد العاطي زيارته بلقاء السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام، رئيس اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية في مجلس الشيوخ.
وخلال اللقاء، أشاد عبد العاطي بـ"متانة الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن"، وفق بيان للخارجية المصرية، مؤكداً "أهمية استمرار التعاون في مجالات السياسة والدفاع والاقتصاد، بما يخدم مصالح البلدين ويعزز الاستقرار في المنطقة". وتطرق اللقاء إلى تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث "عرض الوزير المصري الجهود المتواصلة التي تبذلها بلاده، بالتنسيق مع الولايات المتحدة وقطر، للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، وتأمين تدفق المساعدات الإنسانية، وبدء مسار التعافي وإعادة الإعمار"، مؤكداً التزام مصر الثابت بحل الدولتين، وإنهاء المعاناة الإنسانية في القطاع.
كما ناقش الطرفان ملف سد النهضة، حيث جدد عبد العاطي "موقف مصر الرافض للإجراءات الأحادية من قبل الجانب الإثيوبي"، مؤكداً أنّ مصر "ستتخذ كافة التدابير المشروعة بموجب القانون الدولي لحماية أمنها المائي"، وداعياً إلى "التعاون القائم على التوافق والمنفعة المشتركة بين دول حوض النيل". وفي لقاء منفصل، اجتمع عبد العاطي مع رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور روجر ويكر، حيث ناقش الجانبان "سبل دعم التعاون العسكري القائم، في ضوء التحديات الأمنية المتعددة التي تواجهها مصر من مختلف الاتجاهات"، بحسب البيان.
وأكد عبد العاطي أّنّ مصر تتحمل عبئاً متزايداً في حفظ الأمن الإقليمي والدولي، مستعرضاً جهودها في "مكافحة الإرهاب، وتأمين الملاحة، واحتواء الأزمات في جوارها المباشر". كما شدد على أهمية الشراكة المصرية - الأميركية "كركيزة أساسية للأمن في الشرق الأوسط وأفريقيا". وفي اجتماع مع السيناتور ديفيد ماكورميك، رئيس اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط وآسيا ومكافحة الإرهاب، تناول اللقاء العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والنتائج الإيجابية لمنتدى الأعمال المصري-الأميركي الذي استضافته القاهرة بمشاركة أكثر من 50 شركة أميركية.
وأعرب الوزير المصري عن "تطلع القاهرة لتعميق الشراكة الاقتصادية والتجارية، وتعزيز حضور الشركات الأميركية في السوق المصرية، خاصة في قطاعات الطاقة والدواء والتحول الرقمي". وفي الشق السياسي، ركز اللقاء على تطورات الوضع في غزة، والجهود المصرية الرامية إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بالإضافة إلى النقاش حول الأوضاع في ليبيا وسورية وأمن البحر الأحمر.
كما التقى عبد العاطي السيناتور الديمقراطي برايان شاتز، زعيم الأقلية في اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية، حيث أكد خصوصية العلاقات مع الولايات المتحدة، ودور الكونغرس في دعم مسارات التعاون المشترك. وعرض الوزير خلال اللقاء نتائج جولته الأخيرة في غرب أفريقيا، التي شملت ست دول، مشيراً إلى أنّ استقرار منطقة الساحل، "يمثل أولوية استراتيجية لمصر في ظل تصاعد التهديدات الإرهابية والجماعات المسلحة، ما يستدعي تنسيقاً دولياً أكبر".
## وزارة الصحة في غزة: 7 حالات وفاة في مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية
30 July 2025 10:11 AM UTC+00
## وزارة الصحة في غزة: ارتفاع عدد ضحايا المجاعة إلى 154 شهيداً منهم 89 طفلاً
30 July 2025 10:12 AM UTC+00
## "فرانس برس": اليابان تخفض التحذير من تسونامي في مناطق عدة
30 July 2025 10:26 AM UTC+00
## لاعبو بوكا جونيورز تحت التهديد: الفوز أو الموت
30 July 2025 10:29 AM UTC+00
تتواصل الأزمات داخل نادي بوكا جونيورز أحد أعرق الأندية في الأرجنتين، بعد سقوطه أمام هوراكان 0-1 في الجولة الثالثة من مرحلة الإياب في الدوري المحلي، وهي الهزيمة التي مددت سلسلة المباريات من دون فوز إلى 11 لقاءً، في أسوأ سجل في تاريخ الفريق. ومع تصاعد الغضب الجماهيري، انتقلت الانتقادات من المدرجات إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وشملت الجميع من الجهاز الفني إلى اللاعبين والإدارة.
وفي خضم هذا الغليان، ظهر صوت راج في الأوساط الأرجنتينية، لكنه ليس من الفنيين أو المسؤولين، بل من زعيم "لوس بوراكاس"، أو رابطة المشجعين المتعصبين المعروفة بـ"لا 12"، رافاييل دي زيو، الذي وجه عبر حسابه على "إنستغرام"، تهديداً مبطناً إلى اللاعبين، جاء فيه: "اسمعوا جيداً أيها اللاعبون، بقميص بوكا إما الفوز أو الموت"، في رسالة تعكس حالة الاحتقان والتصعيد التي يعيشها أنصار الفريق.
ويمتلك دي زيو تاريخاً أسود، فقد سبق أن تعرّض لعقوبات تمنعه من دخول الملاعب، بسبب إدانته السابقة بحيازة سلاح ناري، إلا أنه تمكن من الحضور في ملعب لا بومبونيرا، أثناء تقديم الوافد الجديد، الأرجنتيني لياندرو باريديس (31 عاماً)، مستغلاً الحدث غير الرسمي، الذي لا يتطلب وجوداً أمنياً مشدداً.
ولم يتوقف الجدل عند دي زيو، إذ دخل الحارس السابق، بابلو ميليوري (43 عاماً) على الخط بمنشور انتقد فيه الرئيس الحالي للنادي. وقال: "بوكا أكبر منك، ومن أخيك، ومن كل من يحاول إيهامك بعكس ذلك"، مضيفاً أن "اللافتات التي تظهر في الملعب والتي تمجد الجماهير، ليست عفوية، بل ممولة من إدارة النادي"، مطالباً المسؤولين بقراءتها جيداً واستيعاب رسالتها.
وأعادت القضية إلى الواجهة ملف العلاقة المعقدة بين روابط المشجعين المتطرفة وإدارات الأندية في أميركا الجنوبية، إذ تملك هذه الروابط نفوذاً يتجاوز حدود التشجيع، إلى حد ممارسة الضغط والتهديد العلني في أوقات الأزمات. وفي ظل الظروف الراهنة، يواجه بوكا جونيورز ليس فقط أزمة نتائج، بل أزمة قيادة وأمن داخلية تُهدد استقراره الفني والمؤسسي.
## تسونامي زلزال كامتشاتكا الروسية يمتد عالمياً: إغلاق الموانئ في هاواي
30 July 2025 10:44 AM UTC+00
امتدت التوابع الاقتصادية لزالزال شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية في المحيط الهادئ الذي تحول إلى تسونامي، إلى عدد من الدول بعيداً عن روسيا، حيث تم إغلاق الموانئ في أنحاء ولاية هاواي الأميركية، بينما أُغلقت مصانع في اليابان.
وفي أعقاب وقوع زلزال بقوة 8.8 درجات على مقياس ريختر في المحيط الهادئ قبالة شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية في وقت سابق من اليوم الأربعاء، أصدر خفر السواحل أوامره للسفن التجارية التي كانت في طريقها إلى الموانئ في هاواي بالبقاء في البحر خلال الوقت الحالي. وقد صدر تحذير من موجات مد عاتية "تسونامي"، حيث أذاع التلفزيون المحلي صوراً لكاميرات مثبتة عند الشواطئ لمراقبة الساحل. ولاحقاً خفف مستوى الإنذار من تسونامي. وكان رئيس بلدية هونولولو ريك بلانغياردي دعا في وقت سابق السكان وآلاف الزوار إلى الاحتماء في الطوابق العليا للمباني أو على المرتفعات.
وهذا أقوى زلزال يسجل منذ العام 1952 في منطقة كامتشاتكا على ما أفادت أجهزة رصد الزلازل المحلية التي حذرت من هزات ارتدادية قد تصل قوتها إلى 7,5 درجات. وأصدرت دول لها مطلة على المحيط الهادئ في شمال القارة الأميركية وجنوبها تحذيرات للابتعاد عن الشواطئ، ومنها الولايات المتحدة والمكسيك والإكوادور.
تعليق العمل في مصانع باليابان خشية من تسونامي
وفي اليابان أعلنت شركة نيسان للسيارات اليوم الأربعاء، تعليق عملياتها في بعض مصانعها المحلية في كيودو بسبب التحذير من تسونامي. كما قالت الشركة المشغلة لمحطة فوكوشيما النووية في شمال اليابان إنها أجلت موظفيها. وكان زلزال قوي تبعه تسونامي عنيف اجتاح المحطة في مارس/آذار/ 2011. ولم يسجل وقوع إصابات او أضرار في اليابان حتى منتصف يوم الأربعاء.
وتم وقف بعض خطوط السكك الحديد. وأكد الناطق باسم الحكومة اليابانية يوشيماسا هاياشي "يجب على سكان بعض المناطق حيث صدرت تحذيرات مغادرتها فوراً إلى مناطق أكثر أماناً وإلى مرتفعات أو أبنية إجلاء". ويشمل التحذير الياباني ساحل البلاد الشرقي والشمالي برمته وصولاً إلى جنوب أوساكا، فضلاً عن جزر صغيرة مجاورة.
وقالت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية إن موجة تسونامي ارتفاعها 1,30 متر ضربت مرفأ في إقليم مياغي في شمال البلاد عند الساعة 13,52 بالتوقيت المحلي (الساعة 04,52 ت غ). وقرب شاطئ إيناغه في منطقة تشيبا القريبة من طوكيو فرض طوق أمني في المكان وقال مسعف لصحافيي وكالة فرانس برس الموجودين إنه يحظر الوصول إلى الشاطئ حتى إشعار آخر.
وضرب الزلزال بقوة 8.8 درجات هو من بين الأقوى في العالم مركزه قبالة شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية مساء الثلاثاء، متسبباً بموجات تسونامي في روسيا واليابان وبتحذيرات من احتمال انتقالها إلى دول مطلة على المحيط الهادئ. وقالت وزارة حالات الطوارئ الروسية إن موجات تسونامي متتالية ضربت توسناميسيفيرو-كورليسك في شمال أرخبيل كوريل الروسي وغمرت المياه الشوارع. وأعلنت السلطات حالة الطوارئ في المنطقة. وذكرت وسيلة إعلام محلية أن موجة عاتية ارتفاعها ما بين ثلاثة وأربعة أمتار سجلت في إليزوفسكي في منطقة كامتشاتكا.
في 20 تمّوز/يوليو، وقع في المنطقة الروسية نفسها زلزال بقوة 7,4 درجات، تلته هزّات ارتدادية عدة، من دون أن يسبّب أضراراً جسيمة. وتُعدّ شبه الجزيرة الروسية التي تفصل بحر أوخوتسك عن المحيط الهادئ "واحدة من أكثر المناطق عُرضة للزلازل في العالم"، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
(أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)
## "حصر السلاح" على طاولة الحكومة اللبنانية: محاولات لحسم الجدول الزمني
30 July 2025 10:58 AM UTC+00
أعلن رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام انعقاد جلسة حكومية يوم الثلاثاء المقبل، أبرز بنودها البحث في موضوع حصر السلاح بيد الدولة، وذلك بعد اتصالات ومشاورات مكثفة جرت بين المسؤولين اللبنانيين في الأيام الماضية آلت إلى الاتفاق على تحديد الموعد المرتقب. وقال سلام في بيان له مساء أمس الثلاثاء إنه "بسبب الدعوة إلى جلسة تشريعية نهار الخميس تزامناً مع الموعد الأسبوعي لجلسة مجلس الوزراء ومشاركة الحكومة فيها، قرّر تأجيل جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقرّرة إلى يوم الثلاثاء القادم".
وأضاف: "مجلس الوزراء سيعقد جلستين في الأسبوع المقبل، وسيكون على جدول أعمال الجلسة الأولى موضوع استكمال البحث في تنفيذ البيان الوزاري في شقه المتعلق ببسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصراً، والذي بدأ النقاش بشأنه في جلسة 17 إبريل الماضي، إضافةً إلى البحث في الترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية لشهر نوفمبر 2024، والتي تضمنت ورقة السفير توماس برّاك أفكاراً بشأن تطبيقها".
ويأتي إدراج بند السلاح على جدول أعمال الجلسة الحكومية على وقع ضغوط خارجية كما داخلية وتحذيرات من انعكاسات التأخر في البتّ الملف، مع تلويح مستمرّ بعودة الحرب الإسرائيلية على لبنان، وبالتزامن أيضاً مع الحديث عن رفض إسرائيل وواشنطن مقترح رئيس البرلمان نبيه بري الذي قدّمه إلى الموفد الأميركي توماس برّاك في زيارته الأخيرة لبيروت، خصوصاً حيال ضمان وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، مطالبين الدولة اللبنانية بالقيام بالخطوة الأولى.
خلافات داخلية
في الإطار، تقول مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة سبق أن بدأت النقاش بموضوع حصرية السلاح، والبيان الوزاري واضح بهذا الشأن أيضاً، والرئيسان جوزاف عون ونواف سلام، أكدا التمسّك بتطبيق هذا البند، وعدم التراجع عنه"، مشيرة إلى أن "هناك خلافات داخلية طبعاً بهذا الملف، وهو ما يعقّد البتّ به، ويحتّم الحوار بشأنه، وسيكون هناك نقاش به انطلاقاً من البيان الوزاري على الطاولة الحكومية".
وتشير المصادر، التي فضّلت عدم ذكر اسمها، إلى أن "الاتصالات قائمة بين المسؤولين اللبنانيين خصوصاً على صعيد الرؤساء الثلاثة كما مع حزب الله ومع القوى السياسية، فهذا الموضوع يجب مقاربته بالتوافق، لا بالصراع، والرئيس عون حريص على الحوار، والتلاقي، والعمل بما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا".
وتلفت إلى أن "الجلسة ستكون تحت سقف البيان الوزاري وخطاب قسم الرئيس عون، ونأمل أن يشارك بها جميع الوزراء وأن تكون هادئة، ولا يحصل أي تشنج أو إشكالات كلامية، في ظل الاختلاف الداخلي بين الأحزاب السياسية، ومنها ممثلة بالحكومة".
وتشدد المصادر نفسها على أن "لبنان ماضٍ في الملف حتى النهاية، لكن في الوقت نفسه هو أعلن مراراً ضرورة الحصول على ضمانات بوقف الاعتداءات الإسرائيلية، وهو يواصل الضغط بهذا الاتجاه، واتصالاته مستمرة كذلك لإعطائه مهلة من أجل البت بالموضوع".
لتحديد جدول زمني
في المقابل، تتحضّر الأحزاب المعارضة لحزب الله، والمشاركة في الحكومة، خصوصاً "القوات اللبنانية" (برئاسة سمير جعجع)، و"الكتائب اللبنانية" (برئاسة النائب سامي الجميّل)، لطرح ملف السلاح بقوة في الجلسة المنتظرة، مع التشديد خلالها على ضرورة تحديد جدول زمني وآليات تنفيذية، محذرة من انعكاسات التأخير.
وعلم "العربي الجديد" أن اتصالات مكثفة يقوم بها حزب القوات اللبنانية على خطّي "الكتائب" كما الحزب التقدمي الاشتراكي، بالدرجة الأولى، من أجل تجميع عدد أكبر من الأصوات المعارضة للسلاح داخل الجلسة الوزارية، وطرح ملف احتكار السلاح على الطاولة، وتوحيد الموقف حول ضرورة اتخاذ خطوات جدية بهذا الإطار، لا الاكتفاء بترداد الخطابات نفسها.
وحذّر رئيس حزب القوات اللبنانية في تصريح صحافي له من أنّنا "إذا بقينا هكذا سنكون أمام صيف سيّئ"، معارضاً بشدّة "المنطق القائل بأن الذهاب نحو نزع سلاح الحزب من دون موافقته يؤدي إلى خطر الحرب الأهلية"، معتبراً أن على السلطات أن ترى ما يجب فعله، لا أن تتذرع بأمور مثل هذه.
من جانبه، دعا حزب الكتائب اللبنانية في بيان له أمس الثلاثاء الدولة إلى دعم الجيش والبدء بخطوات تنفيذية لتطبيق القانون في كلّ لبنان، قبل فوات الأوان.
وحمّل حزب الكتائب حزب الله كامل المسؤولية عن أي تدهور أمني أو سياسي قد يصيب لبنان نتيجة هذا التمادي، في ظل تزايد التحذيرات الدولية من مغبة التلكؤ في تنفيذ القرارات الدولية، وفي طليعتها القرار 1701، وما قد يترتب على لبنان من تداعيات خطيرة وعزلة متزايدة.
وفي 17 إبريل الماضي، ناقش مجلس الوزراء في جلسة عقدها برئاسة الرئيس جوزاف عون في قصر بعبدا، ملف سلاح حزب الله، البند الأول على جدول الأعمال، إلى جانب بنود أخرى، ووافق على تمديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل).
قائد الجيش: لن نتهاون في إحباط أي محاولة للمساس بالأمن
في سياق ثانٍ، قال قائد الجيش اللبناني في أمر اليوم لمناسبة العيد الثمانين للجيش إنه "في ظل الأحداث الخطيرة التي تعصف بالمنطقة، يواجه لبنان مجموعة من التحديات المتداخلة، على رأسها تهديدات العدو الإسرائيلي واعتداءاته على بلدنا وعلى شعوب المنطقة، ويمعن في انتهاكاته للقرارات الدولية، ويعمل على اختراق نسيجنا الاجتماعي. يليه الإرهاب الذي يسعى للنيل من وحدة الوطن وسلامة أبنائه. يُضاف إلى ذلك ما تتركه الأحداث الإقليمية من تداعيات على ساحتنا الداخلية، ما يستوجب تضافر الجهود للحفاظ على الوحدة الوطنية وتحلي الأطراف كافة بالوعي والمسؤولية، بهدف تجاوز هذه المرحلة الدقيقة".
وأضاف: "وسط تلك الظروف، يواصل الجيش تنفيذ مهماته رغم الإمكانات المحدودة، بما في ذلك استكمال بسط سلطة الدولة وفرض سيطرتها على جميع أراضيها وفق قرار السلطة السياسية، وتطبيق القرارات الدولية، ولا سيما القرار 1701 بالتعاون والتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، إضافة إلى تنفيذ مهمات حفظ الأمن، وضبط الحدود الشمالية والشرقية وحمايتها، ومراقبة الحدود البحرية والمياه الإقليمية، ومكافحة الجريمة المنظمة، والوقوف إلى جانب اللبنانيين من طريق المهمات الإنمائية والإغاثية". وأردف هيكل: "كل ذلك يستوجب تعزيز قدرات الجيش لمواجهة التحديات، وإننا نتطلع إلى التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة من أجل تحقيق هذا الهدف".
## المخيم الأزرق شماليّ سورية: ذاكرة نزوح وندبة على جسد الوطن
30 July 2025 11:00 AM UTC+00
على الطريق الواصل بين إدلب ومعرة مصرين شمال غربيّ سورية، يمتد شريط من أشجار الزيتون يرافق المسافر من بدايته حتى نهايته. وعلى جانب هذا الطريق، قرب مدينة معرة مصرين، كانت تنتشر مئات الخيام في ما كان يُعرف بـ"المخيم الأزرق". لكن معظم قاطنيه عادوا إلى مدنهم وقراهم، تاركين وراءهم مشهداً مغايراً؛ تراباً أحمر تتوزع فوقه مستطيلات إسمنتية وبقايا طوب وخيام، كأنها ندبة على جسد الوطن خلّفتها الحرب.
في داخل هذا المكان، ما زالت بضع خيام متلاصقة قائمة، تتكئ على جدران من الطوب وبعض القماش المهترئ. في واحدة منها يعيش الشاب أحمد عبد الرزاق المحمد (25 عاماً) مع عائلته، الذي فقد بصره بسبب غارة جوية روسية.
ينحدر أحمد من قرية اللطامنة في ريف حماة الشمالي، ووفق ما أوضح لـ"العربي الجديد"، فقد بدأ حياة النزوح والتهجير مع عائلته مع بداية الثورة السورية، وتوزعت تنقلاتهم بين مراكز إيواء ومخيمات ومنازل بالأجرة، حسب الظروف المتوفرة آنذاك، حتى استقرت بهم الحياة في المخيم الأزرق منذ ست سنوات، وهي أطول فترة استقروا فيها في مكان واحد.
كان أحمد معافى تماماً حتى فجر 25 سبتمبر/أيلول 2017، حين تعرضت عائلته لغارة جوية في الساعة الثالثة فجراً شنها سلاح الجو الروسي على مدينة خان شيخون جنوبي إدلب، ففقد بصره، وقُتل صهره، وبُترت إحدى قدمي شقيقته، التي تعيش حالياً مع أحمد ووالديهما.
غادر معظم سكان المخيم، وبات المكان أشبه بخرابة موحشة، وانقطعت المساعدات تقريباً، واقتصرت على ربطة خبز يومياً لكل عائلة تقدمها إحدى المنظمات العاملة في المنطقة. لكن أحمد وعائلته لم يقرروا العودة حتى الآن، لأن منزلهم في قرية اللطامنة سُوِّي بالأرض بفعل قصف قوات الأسد خلال الحرب السورية. يقول أحمد: "آمل أن تتكفل أية منظمة بإعادة إعمار منزل القرية، ولكن إن لم يحصل هذا، فسنضطر إلى نقل هذه الخيام إلى مكان منزلنا المهدم في القرية، فقد أصبحت الحياة هنا أقسى من الأيام السابقة". مضيفاً: "فقدت بصري بسبب إجرام بشار الأسد وروسيا، لكنني سعيد جداً بالنصر وتحرير سورية، وخلال فترة النصر رُزقت أول طفلة، أطلقت عليها اسم شام".
رغم عودة الكثير من العائلات النازحة إلى مدنها وقراها خلال الأشهر القليلة الماضية، تعذرت مغادرة آلاف العائلات لمخيماتها، ليس فقط بسبب دمار منازلها، بل أيضاً بسبب استمرار مخاطر المخلفات الحربية، وغياب البنى التحتية والخدمات الأساسية، وارتفاع تكاليف البناء أو الترميم أو الاستئجار.
من ناحية أخرى، ضم شمال غربي سورية أعداداً كبيرة من النازحين في مخيماته المنظمة والعشوائية، التي وصل عددها إلى قرابة ألفي مخيم، تركز معظمها في المناطق الأكثر أمناً قرب الشريط الحدودي بين سورية وتركيا. وسكن في هذه المخيمات، وفق الإحصائيات الصادرة عن الفرق الإنسانية، ومنها فريق "منسقو استجابة سورية"، قرابة مليوني شخص، غادرت أعداد منهم عائدة إلى مدنها وبلداتها، بينما بقيت أعداد أخرى، لكنها تواجه شحاً في المساعدات الإنسانية وظروفاً معيشية صعبة.
## الاعتقالات تطاول محتجين على توسعة ميناء العريش المصري
30 July 2025 11:04 AM UTC+00
نفّذت الأجهزة الأمنية المصرية حملة اعتقالات طاولت عدداً من سكان حي ميناء العريش في شمال سيناء، على خلفية احتجاجات سلمية نظّمها الأهالي اعتراضاً على توسعة الميناء على حساب منازلهم، من دون حصولهم على تعويضات مناسبة، وفق ما أفادت به مصادر محلية لـ"العربي الجديد".
وأكّد أحد السكان أن الاعتقالات جرت مساء أمس الثلاثاء خلال تظاهرة شعبية خرجت رفضاً لإزالة المنازل، مشيراً إلى أن القوات أفرجت لاحقاً عن بعض كبار السن، بينما لا يزال عدد من الشبان رهن الاحتجاز. وأضاف أن الاحتجاجات جاءت بعد شعور السكان بالتراجع عن وعود سابقة قطعها مسؤولون، على رأسهم نائب رئيس الحكومة ووزير النقل كامل الوزير، بشأن تعويض "كامل وحقيقي" لكل من تُنتزع ملكيته لصالح مشروع التوسعة.
وتحوّل ميناء العريش، الذي أُنشئ عام 1996 مرفأً تجارياً صغيراً، إلى منطقة ذات نفع عام بقرار حكومي، تبعته قرارات رئاسية بنزع ملكيات واسعة ونقل تبعية الميناء إلى وزارة الدفاع، مع استبعاد الهيئة الاقتصادية لقناة السويس من إدارته. ووفق تقديرات محلية، أدّت أعمال التوسعة إلى إزالة ما لا يقل عن 1108 مبانٍ سكنية، و32 مبنىً تجارياً، بالإضافة إلى 23 منشأة حكومية ومرافق عامة، وسط اتهامات بتقديم "تعويضات هزيلة" لا تعكس حجم الخسائر التي تكبدتها الأسر.
وعلى الرغم من حملات المناشدة التي أطلقها الأهالي، ومن بينهم أطفال بثّوا رسائل مصوّرة طالبوا فيها بعدم طردهم من منازلهم، فإن الحكومة واصلت تنفيذ قرارات الإزالة. ويشير مراقبون إلى أن مشروع تطوير الميناء يستهدف تحويله إلى بوابة رئيسية لتصدير الخامات التعدينية من سيناء، لكنه يُنفَّذ على حساب آخر منطقة سكنية على الساحل، رغم وجود بدائل في مواقع مثل "الكيلو 17".
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد علّق على عمليات الإزالة، قائلاً: "نحن لا نعمل ضدكم، ولكن لأجلكم ولأجل بلدنا"، متعهداً بتوفير تعويضات عادلة وفرص عمل ضمن مشروع ميناء الصيد، إلا أنّ السكان يؤكدون غياب أي خطوات ملموسة لتنفيذ هذه الوعود.
## الإفراج عن الصحافية السورية نور سليمان بعد توقيفها في دمشق
30 July 2025 11:09 AM UTC+00
أفرج عن الصحافية السورية نور سليمان في دمشق، مساء الثلاثاء، وذلك إثر توقيفها من قبل فرع الأمن السياسي، السبت الماضي، على "خلفية مسائل لا تتعلق بالعمل الصحافي"، بحسب ما أعلنه وزير الإعلام حمزة المصطفى.
وتابع المصطفى في منشور على "إكس"، فجر الأربعاء، أنه تواصل مع وزير الداخلية أنس خطاب حول قضية توقيف الصحافية، لافتاً إلى أن الأخير استجاب "لتوصياتنا بالإفراج عنها وبكفالة الوزارة على أن يتم المتابعة وإغلاق الملف في الأيام القادمة".
تواصلت مع معالي وزير الداخلية المهندس أنس خطاب بشأن الصحفية 'نور سليمان' التي جرى توقيفها، بحسب ما اطلعنا، على خلفية مسائل لا تتعلق بالعمل الصحفي. وقد استجاب معالي الوزير مشكورا لتوصياتنا بالإفراج عنها وبكفالة الوزارة على أن يتم المتابعة وإغلاق الملف في الأيام القادمة.
نؤكد في…
— Hamzah Almustafa (@HmzhMo) July 29, 2025
وجاء تحرك وزير الإعلام بعد أن طالبه ناشطون سوريون على منصات التواصل الاجتماعي بالتدخل في القضية، خصوصاً أن الصحافية والناشطة في الاتحاد السوري الديمقراطي أوقفت من دون توجيه أي اتهامات رسمية لها كما منع الزيارات عنها.
وكانت نور سليمان قد أوقفت في السابق وأفرج عنها، ثم عادت واستدعتها دورية من جهاز الأمن السياسي في منطقة المزة، وأبلغت عائلتها بضرورة مراجعة الفرع الأمني، بسبب نشرها تسجيلاً يوثق مداهمة منزلها خلال اعتقالها الأول. لكن عند ذهابها برفقة والدتها إلى المركز الأمني، السبت الماضي أُوقِفَت من جديد.
وفيما لم يصدر إعلان رسمي حول أسباب توقيف الصحافية، ذهب بعض الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي إلى الربط بين توقيف نور سليمان ومنشور سابق لها على "فيسبوك" وردت فيه تعابير طائفية.
وأشار وزير الإعلام السوري إلى أن السلطات حريصة على ضمان الحريات الصحافية وحقوق الصحافيين، داعياً إلى "الابتعاد عن خطاب الكراهية، الشعبوية والتحريض الطائفي". ولاحقاً، قال المصطفى في تدوينة أخرى على "إكس": "الدعوة إلى الإفراج عن الصحافيين وعدم احتجازهم لا يسقط المسار القضائي، بل يفتح له طرقاً مختلفة، ولكن بأساليب مغايرة، وهذا النهج الذي ينبغي أن يسود في دولة العدل والكرامة".
## فضائح السفير الإسرائيلي في الإمارات قد تعيده إلى تل أبيب
30 July 2025 11:17 AM UTC+00
أفادت وسائل إعلام عبرية، بأن السفير الإسرائيلي في الإمارات يوسي شيلي، قد يُعاد قريباً إلى إسرائيل، بسبب سلوكات غير لائقة، فيما نفى ديوان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أنه اتخذ قراراً بذلك. وذكرت القناة 12 العبرية، مساء أمس الثلاثاء، بأن دولة الإمارات، لا ترغب في بقائه، وبناءً على ذلك، بدأ المقربون من نتنياهو بالبحث عن منصب جديد له.
ويأتي ذلك على خلفية سلسلة أفعال مثيرة للجدل ارتكبها السفير، منها مشاهدته في مساء يوم جمعة، قبل عدة أشهر في إحدى الحانات، "وهو يتصرف بطريقة غير لائقة ولا تتماشى مع المعايير المتوقعة من سفير"، وفق أقوال القناة. ونقلت عن عدّة مصادر مطّلعة على تفاصيل الحادثة، لم تسمّها، أنه كان برفقة مجموعة من الإسرائيليين والإسرائيليات، في حدث وُصف بأنه يمس بالقيم الأخلاقية والشخصية.
وكانت القناة 11 التابعة لهيئة البث الإسرائيلي، قد أشارت الأسبوع الماضي، إلى توتر بين شيلي والسلطات الإماراتية، فيما أفادت القناة 12 أمس، بأن حراسه الشخصيين لاحظوا ما حدث وأبلغوا الجهات الأمنية الإسرائيلية لاحقاً بما رأوه. وأوضح الإماراتيون عبر قنوات غير رسمية، أن "تصرفات شيلي غير مقبولة وتمس بكرامتنا". ولا يُعرف ما إذا كان لديهم توثيق للحدث، الذي وقع قبل عدة أشهر وظل طي الكتمان.
ونقلت القناة نفسها عن مصدر إماراتي مقرّب من السلطات الإماراتية، لم تسمّه، قوله إن "الحدث لا يمثل السلوك المتوقّع من شخص يُفترض أن يُجسد العلاقات المتنامية بين الدولتين، ولا من شخص يُفترض أن يمثل مصالحهما المشتركة. لو كان شخصاً آخر، لما قبلنا عودته". وذكر موقع "واينت" العبري، اليوم الأربعاء، أن الإمارات قدّمت شكاوى إلى إسرائيل بشأن ثلاث حوادث مختلفة على الأقل تتعلق بالسفير يوسي شيلي.
وذكرت إذاعة "كان ريشت بيت" التابعة لهيئة البث الإسرائيلي، أنه في إحدى المرات، غضب شيلي على حراس أمن إماراتيين، طلبوا منه ضبط تحركاته في ساعات المساء، ليصرخ في وجوههم: "ماذا، هل أنا في سجن؟". وفي حادثة أخرى، ورد أنه سمح لأشخاص بالصعود إلى السيارة الدبلوماسية من دون أن يتم التعرف عليهم مسبقاً من قبل رجال الأمن. وفي واقعة ثالثة، قدّم نفسه على أنه السفير الإسرائيلي في مواقف لم يكن مطلوباً منه ذلك، رغم الحساسية الأمنية. من جانبه، نفى شيلي، الادعاءات الموجّهة ضده.
## مراسلة "العربي الجديد": قصف إسرائيلي يستهدف أطراف بلدة عيترون جنوبي لبنان
30 July 2025 11:17 AM UTC+00
## هل تنجح التجربة البرازيلية الجديدة في الدوري المصري؟
30 July 2025 11:21 AM UTC+00
عادت التجربة البرازيلية لتسجل حضورها مجدداً في كرة القدم المصرية، وذلك قبل أيام من انطلاق موسم 2025-2026، عبر صفقة من العيار الثقيل، تأخرت لنحو عام، بعدما تعثر النادي الأهلي في ضم نجم أوسترافا التشيكي في صيف العام الماضي، البرازيلي إيفرتون دا سيلفا (28 عاماً)، لأسباب مالية، إلا أن نادي بيراميدز، بطل دوري أبطال أفريقيا، نجح في ضمه من خلال صفقة كبيرة، تخطت تكلفتها مليوني دولار أميركي (100 مليون جنيه)، وأعلن رسمياً استقدام اللاعب إلى صفوفه.
ويستعد المحترف البرازيلي للعودة بقوة إلى الكرة المصرية وخوض التجربة في الدوري المصري، عبر صفقة إيفرتون دا سيلفا، الذي سينضم إلى بيراميدز في الموسم المقبل، على أمل عودة التجربة البرازيلية مرة أخرى إلى المشهد، بعد سنوات شهدت تنوعاً بين تعاقدات لافتة وأخرى محدودة التأثير من أبناء "السامبا". ويعتبر حامل لقب بطل الدوري المصري، النادي الأهلي، من الأندية التي اعتمدت في الماضي على تجارب برازيلية، مثل التعاقد مع المهاجم جيلبرسون بينيو في عام 2004 لمدة ستة أشهر، ولكن تجربته لم تنجح ورحل، كذلك ضم الفريق الأحمر في عام 2011، الجناح الأيسر، فابيو جونيور، الذي لم يقدم الإضافة المطلوبة على مدار موسم، وكبد الفريق الأحمر 400 ألف دولار لشرائه قبل رحيله.
كذلك تعاقد الأهلي المصري في عام 2015 مع لاعب الوسط برازيلي الأصل وألماني الجنسية، هندريك هلمة، ولكن تجربته لم تستمر سوى أشهر قليلة، ونال مليون دولار، تعويضاً عن فسخ عقده بعد اللجوء إلى الاتحاد الدولي "فيفا". ومن الصفقات البرازيلية، التي لم تنجح في الأهلي المصري، اللاعب برونو سافيو، الذي تعاقد معه بطل القرن في أفريقيا في صيف عام 2022، وكلف النادي مليوناً و500 ألف دولار، ولم يستمر سوى أشهر قليلة، وفُسخ عقده بناءً على طلب مدرب الفريق السابق، السويسري مارسيل كولر (64 عاماً).
وشهدت الألفية الثالثة صفقة برازيلية شهيرة في نادي الزمالك، بطلها ريكاردو دا سيلفا المنضم في عام 2008، وكان بطلاً لأزمة شهيرة مع نجم الفريق الأبيض حينها، جمال حمزة، ولم يستمر طويلاً، ورحل بعد أشهر قليلة، ونال تعويضاً مالياً نظير فسخ العقد من طرف واحد، ولم تنجح تجربته بالصورة المطلوبة. وضم نادي بيراميدز صفقة برازيلية في عام 2018، حينما كان يبدأ مشواره في عالم الاحتراف، وضم الرباعي رودريجينيو من نادي كورينثيانز، وكينو من بالميراس، وكارلوس أدواردو من صفوف غوياس، ولوكاس ريبامار من فري أتلتيكو باراناينسي، وهي صفقات كلفت بيراميدز أكثر من 20 مليون دولار، وكان أشهرهم وأبرزهم على الإطلاق كينو، الذي يعتبر أفضل محترف برازيلي عرفه الدوري المصري، بفضل مستواه المميز في موسم 2018-2019، ولكنه رحل بعد موسم واحد فقط.
وضم الإسماعيلي المصري المهاجم البرازيلي، ألكسندر لوبيز، عام 2014، وكذلك الثلاثي: مرا وكلين ولوكاس مع الاتحاد السكندري في عام 2010، ولم تنجح التجربة، ورحل الثلاثي سريعاً، بجانب صفقة لاعب نادي الداخلية، جون لينون، التي تمت قبل سنوات، ولم يُكتب لها النجاح.
## بايرن ميونخ يعزز مداخيله بعقد رعاية ضخم بشروط غير معتادة
30 July 2025 11:21 AM UTC+00
كشفت تقارير إعلامية ألمانية أنّ نادي بايرن ميونخ الألماني، في تطور لافت ضمن استراتيجيته لتعزيز موارده المالية وتوسيع حضوره العالمي، توصّل إلى اتفاق رعاية جديد مع شريك دولي بارز. ورغم أهمية هذا الاتفاق من الناحية الاقتصادية، فإنّ الشروط المصاحبة له جاءت غير معتادة، إذ لن يظهر شعار الراعي الجديد على قميص الفريق، في سابقة نادرة على مستوى صفقات الرعاية بهذا الحجم.
ووفقاً للتفاصيل، التي نشرتها صحيفة سبورت بيلد الألمانية، أمس الثلاثاء، فإن بايرن ميونخ توصل إلى اتفاق نهائي مع شركة طيران الإمارات، لتكون شريكاً تجارياً رئيساً للنادي البافاري، بموجب عقد طويل الأمد يمتد لسبع سنوات مقابل 35 مليون يورو. وستستثمر الشركة خمسة ملايين يورو سنوياً، في خطوة تُعد خروجاً عن القاعدة بالنسبة إليها، إذ لم تطلب وضع شعارها على القميص، وتسعى من خلال هذه الشراكة لتأمين حضور قوي في السوق الألمانية، عبر أكثر الأندية تتويجاً في تاريخ البوندسليغا (34 لقباً).
وأضافت الصحيفة أنّ هذه الخطوة جاءت تتويجاً لمفاوضات استمرت لأشهر، شهدت نقاشات مطولة بين مختلف الأطراف، قبل أن يحسم بايرن ميونخ موقفه بتجديد تعاقده مع الراعي الرئيس الحالي "تيليكوم"، الذي سيواصل الظهور على صدر القميص حتى عام 2032. وبهذا القرار، أصبح واضحاً أن الشراكة مع "طيران الإمارات" لن تشمل الظهور على القميص، ما يجعلها صفقة استثنائية من حيث الشكل والمضمون، لكنها رغم ذلك تحمل طابعاً استراتيجياً مهماً للنادي على الصعيدين، المالي والتسويقي.
وتعززت أهمية هذه الصفقة أيضاً خصوصاً أن عقد الرعاية الجديد مع "تيليكوم" قد تصل قيمته إلى نحو 65 مليون يورو سنوياً، فيما تراهن شركة طيران الإمارات على الشراكة مع النادي البافاري، لتعزيز وجودها الرمزي في السوق الألمانية والأوروبية، رغم القيود المفروضة على تشغيل رحلاتها داخل ألمانيا، إذ تسعى لتحقيق انتشار غير مباشر من خلال ارتباطها بأحد أقوى الأسماء في كرة القدم العالمية، خصوصاً في أسواق استراتيجية، مثل الشرق الأوسط وآسيا.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن الإعلان الرسمي لهذه الصفقة متوقع في أقرب وقت، لتُضاف إلى قائمة الشراكات الكبرى لشركة طيران الإمارات، التي ترعى منذ سنوات أندية أوروبية عريقة، مثل ريال مدريد الإسباني (منذ 2013)، وأرسنال الإنكليزي (منذ 2006)، وميلان الإيطالي (منذ 2010)، وبنفيكا البرتغالي (منذ 2015)، ومن المرتقب الكشف عن الاتفاق بالتزامن مع توقيع عقد الرعاية الجديد مع الشريك الرئيس "تيليكوم"، لمدة خمس سنوات، ليُمدَّد بذلك العقدان حتى عام 2032.
## عودة الهذالين شهيد الدفاع عن أم الخير.. والاحتلال يفرج عن القاتل
30 July 2025 11:35 AM UTC+00
يمعن الاحتلال الإسرائيلي في تمرير رسالة قاسية إلى سكان تجمّع أم الخير في مسافر يطا جنوبي الخليل، جنوبي الضفة الغربية، مفادها "أن لا مكان لهم على أرضهم في قادم الأيام"، كما يقول لهم المستوطن المتطرف يانون ليفي، الذي هدّدهم بأن البقاء هنا يقابله "القتل والتهجير"، وهو ما جرى مع الشهيد عودة الهذالين (31 عاماً)، الذي قُتل بدم بارد أول من أمس الاثنين، على يد ليفي الذي أطلق رصاصة على صدر الشاب الفلسطيني خلال اقتحام المستوطنين لأراضي السكّان الخاصّة.
وفيما قُتل الهذالين على أرضه، مدافعاً عنها بالصمود والوقوف فيها أمام حفريات جرّافات الاحتلال، ويُحتجز جثمانه ويُعتقل 13 شخصاً من أقاربه، من بينهم أربعة أشقاء له، أحدهم مصاب برصاصة في قدمه، تطلق محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس المحتلة سراح المستوطن القاتل بدعوى "الدفاع عن النفس"، رغم أنّ كاميرات النشطاء، والمقاطع المصوّرة المتداولة، وشهادات الموجودين في المكان، تظهر أنّ المستوطن قتل عودة متعمّداً، ولم يكن الأخير يلقي عليه الحجارة كما ادعى في المحكمة، وفق ما يقول خليل الهذالين، رئيس مجلس تجمّع أم الخير، وشقيق الشهيد، في حديث مع "العربي الجديد".
ويتابع الهذالين: "دائماً يلعبون دور الضحية، لكن رواية الاحتلال مفنّدة تماماً، لأنّ عودة، لحظة استشهاده، كان بعيداً عن المستوطن، وكان يحمل هاتفه لتوثيق الاعتداء والهجوم، ولا صحة على الإطلاق لادعاء الاحتلال أنه كان يرشق الحجارة، لأنه لم يقترب أحد من المستوطن، بل هو من هاجم أرضهم". ويُضيف شقيق الشهيد: "لدينا محامٍ من الداخل ويحمل الجنسية الإسرائيلية لسهولة وصوله إلى الأدلة من الإسرائيليين، ولدينا فيديوهات موثّقة، وسنسلك المسار القانوني لمحاولة إنصاف الشهيد، وتحرير جثمانه، ودفنه كما يليق به في أرضه. لكننا نعرفهم جيداً، فهم دائماً يحاولون تبرئة المستوطنين، ويلعبون لعبة التضليل بادعاء أنّ المعتدي هو الضحية".
ويتابع مستنكراً: "المستوطن هو من اقتحم الأرض، وخرّب أشجار الزيتون، وبدأ بتجريفها، فلماذا لم تمنعه شرطة الاحتلال؟ ولماذا سُمح له بدخول أراضٍ خاصة؟ الناس هنا كانوا فقط يدافعون عن أرضهم، ووقفوا بأجسادهم أمام جرافة المستوطنين التي تنفّذ حفريات تخريبية. المستوطن، الذي كان يقود الجرافة، اعتدى على شقيقي الآخر أحمد، وضربه على رأسه باستخدام حفّار الجرافة، ما تسبب له بإصابة مباشرة، وكل من كان في المكان أعزل تماماً، بلا أي شيء".
وحول الإجراءات القانونية، يوضح الهذالين: "نتابع موضوع تسليم الجثمان مع محامٍ من الداخل يحمل الجنسية الإسرائيلية، وطبيبة عربية أيضاً، لكن الشرطة الإسرائيلية تُماطل وتؤخر الإجراءات عمداً. وفوق ذلك، اقتحموا بيت العزاء أمس، وأغلقوه بالقوة، واعتقلوا ناشطين أجنبيين، وأعلنوا أم الخير منطقة عسكرية مغلقة. صحيح أن الإعلان انتهى صباح اليوم، لكن خطورته أنه يمكن تجديده في أي لحظة، كما حدث مع خربة خلة الضبع قبل شهرين التي هُجِّر سكّانها، ما يجعل أم الخير مهددة بالتهجير في أي وقت".
ورغم كل ذلك، الناس صامدون على أرضهم وفق الهذالين، قائلاً: "سنستمر في متابعة القضية بكل السبل. الشهيد عودة لم يكن عادياً، بل كان ناشط سلام معروفاً في المنطقة، وله حضور واسع بين الصحافيين والنشطاء الدوليين. شارك في إنجاح فيلم "لا أرض أخرى" الذي فاز بجائزة أوسكار، وربما كان هذا أحد الأسباب التي دفعت المستوطن إلى استهدافه تحديداً، لأنه كان ينزعج من نشاط عودة وعلاقاته مع النشطاء الأجانب".
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت، فجر اليوم الأربعاء، ثمانية شبان من أم الخير، جميعهم من أقارب الشهيد، واعتُقل أمس الثلاثاء، خمسة آخرون، بالإضافة إلى اثنين من النشطاء الأجانب. ومن بين المعتقلين شقيق الشهيد الهذالين، وهو مصاب برصاصة في قدمه، ولا تعلم عائلته عن وضعه الصحي أي شيء.
ويقول رئيس مجلس أم الخير: "الاحتلال يمارس دور الحاكم والجلاد: يقتل ثم يعتقل أشقاء الشهيد، بينما يُطلق سراح القاتل فوراً (...) نحن الآن محاصرون، ولم يزرنا أحد من الجهات الرسمية أو الحقوقية الفلسطينية. يجب أن يكون هناك تحرّك عاجل وحضور فوري في أم الخير، قبل فوات الأوان".
وكان الشهيد عودة الهذالين معلم لغة إنكليزية في المدارس الحكومية، وناشطاً رياضياً في نادي سوسيا المحلي، ومناصراً قوياً للسلام، وله علاقات متينة بالنشطاء الأجانب. وهو أب لثلاثة أطفال، أكبرهم يبلغ خمس سنوات، وأصغرهم لا يتجاوز ثمانية أشهر، فيما يُعتبر قاتله المستوطن يانون ليفي من الأكثر تطرفاً بين المستوطنين، إذ يسكن في مستوطنة ميترِيم، وهي بؤرة استيطانية غير قانونية أنشأها بنفسه في جنوب الخليل عام 2021، وقد فرضت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي عقوبات عليه في وقت سابق، لكنّ القضاء الإسرائيلي لم يتعامل معه بناءً على ذلك، بل سارعت منظمة "حونينو" اليمينية المتطرفة إلى الدفاع عنه أمام القضاء.
ولم يكن قرار سلطات الاحتلال بالإفراج عن ليفي مفاجئاً، بحسب الناشط ضد الاستيطان من مسافر يطا، أسامة مخامرة، الذي يؤكد في حديث مع "العربي الجديد" أنّ "المشهد مألوف لدينا في مسافر يطا، فمن يقتل الفلسطيني يُكافأ، ومن يُعتَدَ عليه يُلاحق ويُزج في السجون". ويتابع مخامرة: "هذه ليست الحادثة الأولى، ولن تكون الأخيرة. قبل سنوات، أُحرقت عائلة دوابشة وهم نيام داخل منزلهم، كذلك فإن إطلاق النار على المواطنين العُزّل يتكرر يومياً في وقائع متعددة، وفي كل مرة يُطلق سراح القتلة دون محاسبة. إسرائيل لا تحاكم المستوطنين، بل تحميهم".
ويُشير مخامرة إلى حادثة إطلاق النار على الشيخ سعيد العمور منتصف إبريل/ نيسان الماضي، حين أُصيب بطلق ناري في قدمه، وأُجريت له عملية بتر، ورغم توثيق الجريمة بالصوت والصورة، "لم يبقَ المستوطن الجاني في الاحتجاز سوى ساعات معدودة قبل أن يُفرج عنه، وكأن شيئاً لم يكن"، على حد تعبيره.
ويحذر مخامرة من أن ما تتعرض له مسافر يطا "حرب استيطانية مكتملة الأركان، تُنفّذها المؤسسة الإسرائيلية بكل أذرعها"، موضحاً أن "الهدف تفريغ الأرض من سكانها الأصليين، من خلال الهدم والترهيب والاعتقالات، لزرع البؤر الاستيطانية مكانهم، بدعم علني من الحكومة، ومن الواضح أن الدور الآن وصل عند تجمع أم الخير لإيصال رسالة مفادها أنه لن يُترك الفلسطيني في أرضه، ولأن الاحتلال لا يمارس عدالة، بل وقاحة استعمارية تُكرّس واقع الفصل العنصري (الأبارتهايد)".
ويقول مخامرة: "اعتداءات المستوطنين يقودها الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، ومعه الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش، وذلك يحصل بلا أقنعة، ويمنحان المستوطنين الغطاء الكامل للجرائم. وما يجري ليس مجرد تمييز، بل تطهير عرقي لإيصال رسالة بأن منطقة مسافر أرض للمستوطنين، رغم وجود أصحابها الأصليين فيها".
من جانب آخر، أكد نادي الأسير الفلسطيني، في بيان له، اليوم الأربعاء، أنّ قرار محكمة الاحتلال الإفراج عن المستوطن المتهم بقتل الشهيد عودة الهذالين من مسافر يطا "يُعدّ دليلاً إضافياً، وليس الأخير، على الدور الوظيفي الذي تؤديه المنظومة القضائية الإسرائيلية، بكونها أحد الأذرع الأساسية في ترسيخ منظومة التوحش الإسرائيلية". وأوضح النادي أنّ هذا القرار "يكرّس سياسة الإفلات من العقاب ويوفّر مظلة حماية قانونية لمرتكبي الجرائم بحق الشعب الفلسطيني".
وبيّن النادي أنّ الجهاز القضائي للاحتلال، بما في ذلك المحاكم العسكرية، "شكّل ولا يزال إحدى أبرز الأدوات التي يوظفها الاحتلال لشرعنة جرائمه، وتكريس سيطرته على الأرض والإنسان الفلسطيني، واستهداف وجوده وحقوقه الأساسية عبر إجراءات قضائية ظاهرها "قانوني" وجوهرها تمييزي وقمعي وعنصري".
وأكد نادي الأسير أنّ الإفراج عن القاتل، والمشهد الذي ظهر فيه المستوطن أمام المحكمة، "يمثّلان رسالة تحريض علنية للمستوطنين لقتل المزيد من الفلسطينيين". وأشار النادي إلى أنّ القرار "لم يكن مفاجئاً في ضوء عشرات ومئات حالات الإعدام الميداني والقتل المتعمّد التي نفذها جنود الاحتلال والمستوطنون دون أي مساءلة، الأمر الذي يعزّز سياسة الإفلات من العقاب ويوفّر بيئة حاضنة لارتكاب المزيد من الجرائم".
وبيّن النادي أنّه "لو كان الأمر يتعلق بفلسطيني، لأصدرت المحكمة حكماً بالسجن المؤبد بحقه، وأقدمت على هدم منزله ومعاقبة عائلته بشكل جماعي". وفي المقابل، وضمن سياسة التمييز المنهجي ونظام الفصل العنصري، أقدمت قوات الاحتلال صباح اليوم على اعتقال عدد من أفراد عائلة الشهيد الهذالين في خربة أم الخير بمسافر يطا.
## زعيم مجموعة يمين متطرف يغادر بريطانيا بعد تحقيق للشرطة بحادثة اعتداء
30 July 2025 11:37 AM UTC+00
غادر تومي روبنسون زعيم مؤسس لمجموعة يمينية متطرفة في بريطانيا، البلاد بعد حادثة اعتداء على مواطن بريطاني وقعت في محطة قطار سانت بانكراس في لندن يوم الاثنين، يُعتقد أنّ الناشط اليميني كان وراءها. وتناقل العديد من رواد منصات التواصل الاجتماعي فيديو لحادثة الاعتداء حيث تُرك رجل فاقد للوعي على أرضية محطة القطار، ويظهر في الفيديو الناشط البالغ من العمر 42 عاماً، واسمه الحقيقي ستيفن كريستوفر ياكسلي-لينون، وهو يتنقل مذعوراً في المكان ذهاباً وإياباً، بينما الرجل المصاب مستلقٍ بلا حراك في ردهة المحطة.
وأكدت الشرطة التي بدأت تحقيقاً في الحادثة، اليوم الأربعاء، أنّ المشتبه به في الاعتداء، استقل طائرة متجهة إلى خارج البلاد في الساعات الأولى من الصباح. وصرّح متحدث باسم شرطة النقل البريطانية بأنه "عقب بلاغ عن اعتداء في محطة سانت بانكراس (28 يوليو/ تموز)، أكد الضباط أن المشتبه به، وهو رجل يبلغ من العمر 42 عاماً من بيدفوردشير، قد استقل طائرة متجهة إلى خارج البلاد في الساعات الأولى من صباح اليوم". وأضاف: "يواصل المحققون العمل عن كثب لإحراز تقدم في التحقيق واحتجازه للاستجواب".
⚠️ WARNING: This post contains graphic descriptions of violence.
Tommy Robinson, 42, is at the center of a police manhunt after allegedly punching an older man unconscious at St Pancras station in central London on Monday night, July 28, before fleeing Britain.
A witness… pic.twitter.com/pPSpm1gZK7
— True Crime Updates (@TrueCrimeUpdat) July 30, 2025
ولا يُظهر المقطع المُصور كيف أُصيب الرجل. ومع ذلك، يبدو أنّ روبنسون المعروف بخطابه المعادي للإسلام والمهاجرين، يقول: "لقد هاجمني يا أخي"، قبل أن ينزل الدرج. وظهر روبنسون، وهو يسير في الخلفية بينما كان رجال الأمن يستدعون الرجل فاقد الوعي.
ونشر مؤسس رابطة الدفاع الإنكليزية اليمينية التي لم تعد موجودة، فيديوهات لنفسه يوم الثلاثاء عبر صفحته في منصة إكس يروّج لاحتجاج الشهر المقبل، فيما نشر فيديو آخر قال بما معناه فيه إنه كان يدافع عن نفسه فيما يتعلق بالحادثة. وجاء في تدوينة أعاد روبنسون نشرها وكتبه حساب باسم مايك هاكس: "الضربة الاستباقية قانونية تماماً. بالنسبة لي، يبدو الأمر واضحاً تماماً. تومي روبنسون، سواء كان مثيراً للجدل أم لا، كان يُمارس عمله. حاول أحدهم الاعتداء عليه، وساءت حالته. آمل أن يكونوا بخير وأن يتعافوا تماماً، ولكن إذا بدأتَ شجاراً جسدياً مع شخص ما، وخاصةً شخص لا يتردد في حماية نفسه، فعليك أن تكون مستعداً للخسارة".
Tommy Robinson fled to Spain without his kids. pic.twitter.com/F4vqXLcxdO
— Mukhtar (@I_amMukhtar) July 30, 2025
ولربوبنسون سجل جنائي سابق، ففي مايو/ أيار الماضي، أُطلق سراحه من السجن بعد أن قضى سبعة أشهر بتهمة ازدراء المحكمة. وسُجن في أكتوبر/ تشرين الأول لانتهاكه المتكرر لأمر قضائي صدر عام 2021 يمنعه من تكرار ادعاءات كاذبة ضد لاجئ سوري رفع عليه دعوى قضائية ناجحة بتهمة التشهير. وفي عام 2018، سُجن بتهمة ازدراء المحكمة بعد بث مباشر لفيديو على "فيسبوك" خارج محكمة ليدز كراون، حيث كان يجري تحقيق في قضية عصابة اغتصاب، في انتهاك لحظر النشر المفروض من المحكمة.
واشتهر روبنسون بتأسيسه لرابطة الدفاع الإنكليزية في عام 2009، وهي منظمة يمينية متطرفة ومناهضة للإسلام نظمت العديد من المسيرات والاحتجاجات في المملكة المتحدة، والتي غالباً ما كانت تتسم بالعنف. قاد الرابطة حتى عام 2013، ثم انفصل عنها معلناً أنه يريد محاربة التطرف عبر الحوار، لكنه عاد لاحقاً للانخراط في أنشطة مماثلة مع مجموعات أخرى مثل "بيغيدا المملكة المتحدة".
وكان لروبنسون وزملاء له دور في نشر معلومات كاذبة في أعقاب حادثة الطعن في ساوث بورت الصيف الماضي، التي أدت إلى موجة أعمال شغب كبيرة لعدة أيام في بريطانيا. وانتشرت مزاعم كاذبة في حينه على وسائل التواصل الاجتماعي، روجت لها جماعات اليمين المتطرف، بأن منفذ الهجوم مسلم وطالب لجوء، الأمر الذي ثبت عدم صحته. ورغم عدم وجوده في بريطانيا خلال أعمال الشغب، إلا أنه واصل نشر المزاعم التي وصفها البعض على كونها تحريضاً للعنف.
## نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى: استشهاد أسير فلسطيني من قطاع غزة بسجون إسرائيل يرفع العدد إلى 75 منذ بدء الإبادة
30 July 2025 11:45 AM UTC+00
## مراسل "العربي الجديد": قافلة للهلال الأحمر السوري تستعد لدخول مدينة السويداء لإجلاء عائلات ترغب بمغادرتها
30 July 2025 11:46 AM UTC+00
## مراسل "العربي الجديد": بين من سيتم إجلاؤهم من السويداء حاملون للجنسية الأردنية والأميركية وسيُؤمَّن وصولهم إلى معبر نصيب
30 July 2025 11:47 AM UTC+00
## "رويترز" عن مصدر: وزير الخارجية السوري يتوجه إلى روسيا غداً الخميس
30 July 2025 11:55 AM UTC+00
## أبوخلال وعبقار من تولوز وألافيس إلى تورينو وخيتافي
30 July 2025 11:58 AM UTC+00
اكتملت صفقتا جناح منتخب المغرب، زكريا أبوخلال (25 سنة)، والمدافع المغربي، عبد الكبير عبقار (26 سنة)، بالانتقال إلى كل من تورينو الإيطالي وخيتافي الإسباني، قادمين من ناديي تولوز الفرنسي وديبورتيفو ألافيس الإسباني على التوالي، ليبدأ الثنائي رحلة جديدة في مسيرتهما الكروية لموسم 2025-2026. 
وأعلن نادي تورينو الإيطالي التعاقد رسمياً مع النجم المغربي، زكريا أبوخلال، قادماً من نادي تولوز الفرنسي، وذكر النادي الإيطالي في بيان رسمي، اليوم الأربعاء: "يسعد نادي تورينو أن يُعلن حصوله بشكل دائم على حقوق لاعب كرة القدم زكريا أبوخلال من نادي تولوز لكرة القدم والذي وقع عقداً حتى 30 يونيو/ حزيران عام 2029. يُرحب نادي تورينو بأكمله بزكريا أبوخلال بحرارة: حظاً سعيداً، وفورزا تورو".
من جهته، ذكر نادي تولوز الفرنسي في بيان عبر موقعه الرسمي: "يُسافر زاك عبر جبال الألب ليخوض مغامرة جديدة في تورينو، مع نادي تورينو لكرة القدم. بعد الدوري الهولندي والدوري الفرنسي، يستعد الآن لاكتشاف بطولة ثالثة، وهي الدوري الإيطالي التنافسي. يرغب النادي في أن يشكر زكريا على مواسمه الثلاثة مع تولوز ويتمنى له التوفيق في بقية مسيرته. ثلاثة مواسم، 128 مباراة، 25 هدفاً، وهذه هي الأرقام التي تلخص أداء زكريا أبوخلال مع نادي تولوز لكرة القدم". 
أما النجم المغربي الأخير، عبد الكبير عبقار، فانتقل إلى صفوف نادي خيتافي الإسباني قادماً من نادي ديبورتيفو ألافيس الإسباني، وذكر النادي المدريدي في بيان رسمي: "توصل خيتافي إلى اتفاق مع المدافع المغربي عبد الكبير عبقار للانضمام إلى النادي لثلاثة مواسم مقبلة حتى 30 يونيو/ حزيران في عام 2028، مرحباً بك في منزلك الجديد. عبقار (26 عاماً و12 مباراة دولية) يصل إلى خيتافي في صفقة انتقال مجانية بعد أن أمضى المواسم الخمسة الماضية مع ديبورتيفو ألافيس الذي صعد معه إلى الدرجة الأولى عام 2022".
## التدريب الموسيقي: كيف تبقي النغمات الدماغ شاباً؟
30 July 2025 12:01 PM UTC+00
في خضم إيقاع الحياة اليومية المتسارع، ومع التقدم في العمر، تبدأ قدرات الدماغ في التراجع تدريجياً، لاسيما على صعيد الإدراك الحسي والسمعي. إلا أن دراسة علمية حديثة تقترح مساراً مختلفاً لمقاومة هذا التدهور: الموسيقى. ليست مجرد فنّ، بل قد تكون وسيلة فعّالة لحماية الدماغ من آثار الشيخوخة.
الدراسة، التي نُشرت في 15 يوليو/تموز الحالي في مجلة PLOS Biology، أظهرت أن التدريب الموسيقي الطويل يساهم في تعزيز ما يُعرف بـ"الاحتياطي المعرفي"، وهو مصطلح يشير إلى قدرة الدماغ على مواجهة مظاهر التقدم في السنّ. ووجد الباحثون أنّ الموسيقيين المسنّين يتمتعون بقدرة أعلى على تمييز الكلام في البيئات الصاخبة مقارنة بغير الموسيقيين من الفئة العمرية ذاتها، وذلك بفضل مرونة أعلى في الشبكات العصبية لديهم.
الدماغ أقل إجهاداً
أنجز الدراسة فريق بحث كندي صيني متعدد التخصصات، سعى إلى فهم تأثير سنوات التدريب الموسيقي على أداء الدماغ في سن الشيخوخة، خصوصاً في مواقف حياتية شائعة، مثل محاولة تمييز الكلام في أماكن تعجّ بالضجيج. تقول أستاذة العلوم الطبية في الأكاديمية الصينية للعلوم وأحد أعضاء الفريق البحثي، يي دو، إنهم استعانوا بتقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لمراقبة نشاط الدماغ لدى ثلاث مجموعات مختلفة: 25 موسيقياً مسناً، و25 مسناً غير موسيقي، و24 شاباً لا يملك أي تدريب موسيقي.
وطُلِب من المشاركين الثلاثة تمييز مقاطع صوتية قصيرة خافية وسط ضوضاء مزعجة. ركّز الفريق على النشاط في "المسار السمعي الظهري" في الدماغ، وهو القسم المسؤول عن ربط الصوت بالحركة وتحليل الكلام. اللافت أن أدمغة المسنين الموسيقيين أظهرت أنماطاً عصبية قريبة جداً مما لوحظ لدى الشباب، فيما احتاج غير الموسيقيين من كبار السن إلى تنشيط شبكات إضافية لتعويض الفجوات المرتبطة بالعمر. وفي تصريحها لـ"العربي الجديد"، أوضحت يي دو أنّ أدمغة الموسيقيين بَدَت "أقل إجهاداً" خلال معالجة الأصوات المعقدة، إذ حافظت على نمط الاتصالات بين المناطق الدماغية بطريقة تشبه تلك التي لدى الشباب، مما ساعدهم على فهم الكلام بشكل أفضل حتى في البيئات المليئة بالضجيج.
الموسيقى أداةً وقائية
تعزز هذه النتائج ما يُعرف بفرضية "كبح الإفراط"، التي تشير إلى أن الأشخاص ذوي الاحتياطي المعرفي العالي، سواء من خلال الموسيقى أو التعليم أو التعدد اللغوي، لا يضطرون لتفعيل موارد دماغية إضافية لمجرد التكيّف، بل يحافظون على عمل الشبكات العصبية بكفاءة واستقرار. وتُشبّه الباحثة ذلك بالموسيقي نفسه، إذ لا يحتاج لرفع صوت آلته ليسمع، تماماً كما أن دماغه لا يحتاج لبذل جهد إضافي لفهم الكلام. فسنوات التدريب تصقل هذه المرونة العصبية وتبني احتياطياً معرفياً يحمي الدماغ من الاستنزاف الطبيعي الذي يصاحب الشيخوخة. وترى يي دو أن نمط الحياة الإيجابي، وتحديداً تعلّم العزف على آلة موسيقية، يمكن أن يشكّل وسيلة ممتعة ومفيدة في آن، للمحافظة على الأداء المعرفي، مشددةً على أن "الوقت لم يفُت أبداً لاكتساب مهارات جديدة. العقل، مهما بلغ من العمر، يظل قادراً على الاستجابة للتحديات".
بداية لتدخلات وقائية أوسع
رغم أن الدراسة لا تقدّم دليلاً مباشراً على علاقة سببية بين التدريب الموسيقي وتحسن الأداء العقلي، إلا أنها تفتح الباب أمام تدخلات عملية تهدف لحماية الدماغ مع التقدم في العمر. فالموسيقى، كما تقول الباحثة، ليست فقط وسيلة للتعبير الفني، بل قد تكون أيضاً أداة وقائية فعّالة في مواجهة التدهور العقلي. ويدعو فريق الدراسة إلى توسيع البحوث في المستقبل لتشمل مهارات معرفية أخرى مثل الذاكرة والانتباه، إلى جانب اختبار أثر أنماط حياة إيجابية متنوعة، كالتعدد اللغوي أو ممارسة الرياضة، في دعم الاحتياطي المعرفي وتعزيز مرونة الدماغ. وتختم يي دو بالقول: "في ظل تسارع معدلات الشيخوخة حول العالم، تكتسب هذه النتائج أهمية غير مسبوقة. فقد تساعد على صياغة سياسات صحية عامة تشجّع على تعلّم الموسيقى في وقت مبكر من الحياة، وربما أيضاً في مراحل لاحقة، باعتبارها أداة غير مكلفة وفعّالة لتحسين جودة الحياة والحفاظ على الدماغ شاباً".
## السلاح والاندماج.. ملفان يهددان بنسف اتفاق "قسد" ودمشق
30 July 2025 12:03 PM UTC+00
تتباين تصريحات قياديي "قوات سوريا الديمقراطية"، (قسد) والإدارة الذاتية التابعة لها، حول إلقاء السلاح والاندماج في الجيش السوري الجديد، إلى حد التناقض، وهو ما عُدّ محاولة لكسب الوقت، ورهاناً على تبدلات في المشهد السوري ربما تعزز فرص هذه القوات في الحصول على مكاسب سياسية أكبر.
وانشغل الشارع السوري الثلاثاء بتصريحات قائد المليشيا الكردية مظلوم عبدي، في لقاء تلفزيوني، قال فيها إن قنوات الاتصال مع الحكومة السورية "مفتوحة بشكل يومي"، مشيراً إلى أن الإدارة تقدمت بطلب رسمي إلى دمشق لعودة المؤسسات الحكومية إلى الرقة والحسكة ودير الزور (المناطق التي تسيطر عليها هذه القوات). ولكن عبدي لا يزال يصر على مبدأ "اللامركزية"، في الدولة السورية، مشيراً إلى أن دمج 100 ألف مسلح (قوام قواته)، في وزارة الدفاع السورية "عملية كبيرة"، غير أنه شدد قائلاً "سيكون لسورية جيش واحد لا جيشان، في إطار مركزية عسكرية".
وكانت انخفضت الآمال في الآونة الأخيرة بسرعة تطبيق اتفاق العاشر من مارس/آذار الذي وُقع في دمشق بين الرئيس أحمد الشرع وعبدي، ونص على دمج "قسد"، في الجيش السوري، وذلك بسبب تواتر تصريحات قياديين في هذه القوات تجزم بأن "سلاح (قسد) هو سلاح سوري وتسليمه خط أحمر لا يمكن التنازل عنه"، كما صرح فرهاد شامي مدير المركز الإعلامي في هذه القوات. وفي السياق، قالت إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، في تصريحات تلفزيونية إن تسليم السلاح "ليس في أجنداتنا"، مضيفة أن الحل الشامل للأزمة السورية يتطلب حوارًا يحدد دور "قسد" في بناء سورية المستقبلية.
ولا تزال هذه القوات المدعومة من الجانبين الأميركي والفرنسي عند موقفها الرافض لحل نفسها والاندماج في الجيش السوري أفراداً، كما تطالب دمشق، وتصر على الدخول كتلة واحدة بكامل سلاحها مع بقائها الجهة المسيطرة على الشمال الشرقي من البلاد. ويصطدم هذا الموقف بقوة مع موقف دمشق المضاد، والذي يؤكد أن مبدأ عدم تسليم السلاح للدولة "مرفوض جملةً وتفصيلاً ويتناقض مع أسس بناء جيش وطني موحد ومع أسس الاتفاق الموقع بين رئيس الجمهورية ومظلوم عبدي في مارس الماضي". وقال مصدر حكومي مسؤول لوسائل إعلام محلية قبل أيام إن "الدولة السورية لم ولن تقبل بأي خطاب يقوم على التهديد أو فرض شروط مسبقة تتعارض مع مبدأ وحدة الدولة ومؤسساتها السيادية". كما يصطدم توجه المليشيا بموقف تركي متصلب حيال الإبقاء على قوات "قسد" كتلة واحدة بكامل سلاحها في شمال شرقي سورية، فأنقرة لا تزال ترى في المسلحين الكرد في منطقة "شرق الفرات"، خطراً على أمنها القومي.
وقال رزكار قاسم، ممثل مجلس سوريا الديمقراطية (الجناح السياسي لقسد)، في ألمانيا، ورئيس حركة التجديد الكردستاني، إن "مسألة سلاح قوات سوريا الديمقراطية مهمة للغاية كونها شريكاً أساسياً للتحالف الدولي بمقارعتها لإرهاب داعش". وأشار في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنها "قوات مكونة من كافة المكونات الموجودة في شمال شرقي سورية"، مضيفاً: "وضع السلاح ليس كما تروج له وسائل الإعلام التابعة لتركيا ولسلطة دمشق فالأمر متعلق باتفاق العاشر من آذار بين عبدي والشرع بتشكيل جيش وطني سوري من قسد والسلطة في دمشق". وتابع: "اندماج قسد في الجيش السوري سيكون ككتلة وبالتناغم مع وضع دستور للبلاد ما يلائم وينسجم مع حقوق كافة المكونات السورية. عدا ذلك لا نقاش على سلاح قسد".
وشدد على أن "قسد لن تضع سلاحها بل ستكون القوة التشاركية في الجيش السوري للدفاع عن الوطن وحماية الشعب ككتلة". وحول تضارب تصريحات قياديين في قوات "قسد"، والإدارة الذاتية ولا سيما حول مسألتي السلاح والاندماج في وزارة الدفاع السورية، رأى الباحث السياسي المواكب للمشهد في شمال شرقي سورية سامر الأحمد أن الهدف هو "إطالة أمد التفاوض مع الحكومة السورية لا أكثر"، مضيفاً: "كل يوم تأخير في تطبيق الاتفاق يعني الحصول على أرباح مالية كبيرة من عائدات النفط والضرائب".
وأعرب الأحمد في حديث لـ"العربي الجديد" عن اعتقاده بأن قادة قوات "قسد" والإدارة الذاتية يراهنون على إسقاط الحكومة السورية نتيجة الأزمات التي تمر بها البلاد، مضيفاً: "لذا يحاولون إطالة عمر التفاوض لكسب الوقت". واستبعد الأحمد وجود خلافات داخل "قسد" والإدارة حول التفاوض مع دمشق والاندماج في الدولة، مضيفاً: "يصدرون صورة عبر مظلوم عبدي عن حرصهم على إيجاد حلول سياسية مع دمشق، وبذات الوقت خطابهم للداخل متصلب. لا أعتقد أن هناك خلافاً بينهم بل تناقض مدروس".
## إسرائيل تمضي في تجويع غزة: 7 وفيات بسوء التغذية خلال 24 ساعة
30 July 2025 12:07 PM UTC+00
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة تسجيل سبع وفيات إضافية بسوء التغذية في خلال 24 ساعة، من بينهم طفل أنهكه الجوع، وفقاً لما أفادت به مستشفيات غزة اليوم الأربعاء. ويأتي ذلك على خلفية التجويع المتعمّد الذي يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي بحقّ الفلسطينيين في القطاع المحاصر وسوء التغذية الناجم عنه.
وأوضحت الوزارة، في بيان أصدرته اليوم، أنّ العدد الإجمالي للوفيات من جرّاء التجويع وسوء التغذية في قطاع غزة ارتفع إلى 154 وفاة، علماً أنّ من بين الضحايا 89 طفلاً. وطالبت بإنقاذ القطاع ووقف تجويع أهله لتفادي تسجيل مزيد من الوفيات. يُذكر أنّ الفسطينيين مستهدفون منذ أكثر من 21 شهراً بحرب إبادة إسرائيلية، لم تتمكّن حتى أعلى السلطات القضائية في العالم على وضع حدّ لها.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قد أفادت، أمس الثلاثاء، بأنّ انتشار التجويع على نطاق واسع وكذلك سوء التغذية والأمراض تسبّب كلّها في ارتفاع معدّلات الوفيات المرتبطة بالجوع. أضافت أنّ التنوّع الغذائي انخفض إلى أدنى مستوياته، وهي الأسوأ، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
In #Gaza:
Widespread starvation, malnutrition and disease are driving a rise in hunger-related deaths.
Food diversity has collapsed to its worst level since the start of the conflict.
Nearly 9 out of 10 households resorted to extremely severe coping mechanisms to feed… pic.twitter.com/e07tczh68A
— UNRWA (@UNRWA) July 29, 2025
وإذ أشارت وكالة أونروا إلى أنّ نحو تسع أسر من أصل عشر لجأت إلى آليات تكيّف قاسية جداً لإطعام أفراد، شدّدت على أن الحاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار وعلى الوصول الإنساني واسع النطاق للإمدادات من دون عوائق من أجل منع مزيد من الخسائر في الأرواح. وطالبت العالم بـ"التحرّك فوراً"، محذّرةً من أنّ أطفال غزة يتضوّرون جوعاً، فيما تتشتّت العائلات، وتكافح الوكالة للبقاء على قيد الحياة.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد شدّد على حصاره على قطاع غزة في الثاني من مارس/ آذار 2025، قبل أن يستأنف عدوانه على القطاع في 18 من هذا الشهر، وذلك بعد أقلّ من شهرَين على دخول الهدنة الهشّة حيّز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025.
في الإطار نفسه، حذّر برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، من أنّ ثلث فلسطينيّي قطاع غزة لم يتناولوا الطعام منذ أيام عدّة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمرّ. وأكد مدير الاستعداد للطوارئ والاستجابة لدى البرنامج روس سميث أنّ "أزمة الجوع في قطاع غزة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من اليأس، إذ لا يأكل ثلث السكان لأيام متتالية عديدة". ووفقاً لتقديرات برنامج الأغذية العالمي، يواجه ربع الفلسطينيين في قطاع غزة ظروفاً أشبه بالمجاعة، ولا سيّما مع معاناة 100 ألف امرأة وطفل سوء التغذية الحاد.
في سياق متصل، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، في بيان أصدره أمس الثلاثاء، بأنّ "109 شاحنات مساعدات" دخلت إلى القطاع أمس، وقد "تعرّضت غالبيتها لعمليات نهب وسرقة نتيجة الفوضى الأمنية التي يُكرّسها الاحتلال الإسرائيلي بشكل منهجي ومتعمّد بهدف إفشال توزيع المساعدات وحرمان المدنيين منها، في إطار هندسة الفوضى والتجويع".
أضاف المكتب أنّ "ستّ عمليات إنزال جوي جرت اليوم (أمس) في قطاع غزة، سقطت أربع منها في مناطق خاضعة لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي أو في أحياء سبق أن أُمر المواطنون بإخلائها"، الأمر الذي "يُعرّض من يوجد فيها للاستهداف والقتل المباشر". وتابع أنّ ذلك "يجعل هذه الإنزالات عديمة الجدوى، بل خطرة على حياة المواطنين المُجوَّعين". وشرح المكتب الإعلامي الحكومي أنّ "قطاع غزة يحتاج يومياً إلى 600 شاحنة مساعدات ووقود"، مشدّداً على أنّ هذا هو "الحدّ الأدنى من الاحتياجات الفعلية لأهمّ القطاعات الحيوية".
## الضغط النفسي: التوتر وأعراضه وكيفية التعامل معه
30 July 2025 12:17 PM UTC+00
يُعرَّف التوتر بأنه الشعور بالإرهاق أو عدم القدرة على التعامل مع الضغط النفسي أو العاطفي، وقد يكون له عواقب نفسية وجسدية. ووجدت الأبحاث أن التوتر مشكلة شائعة جداً، إذ يعاني 59 في المائة من البالغين من مستويات عالية منه. وفي ما يلي نعرض أهم أعراضه وخيارات التعامل معه:
انخفاض الطاقة والأرق
يمكن أن يُسبب التوتر المُطوّل إرهاقاً مزمناً واضطرابات في النوم، ما قد يُؤدي إلى انخفاض مستويات الطاقة. وجدت دراسة أُجريت على أكثر من سبعة آلاف عامل من البالغين أن التعب مرتبط بالتوتر المرافق للعمل، ووجدت دراسة نُشرت في مجلة أبحاث النوم أن التوتّر يُمكن أن يُؤدي إلى اضطراب النوم والإصابة بالأرق.
تغيّر في الرغبة الجنسية
يعاني كثير من الناس من تغيرات في الرغبة الجنسية خلال فترات التوتر. ووجدت دراسة نُشرت حول تأثير جائحة كوفيد-19 بالصحة الإنجابية للمرأة أن 45 في المائة من النساء المشاركات أبلغن عن انخفاض في الرغبة الجنسية بسبب التوتّر.
التوتر قد يرتبط بالاكتئاب
يشير بعض الدراسات إلى أن التوتر المزمن قد يرتبط بالاكتئاب، فقد وجدت دراسة أجريت على 816 امرأة أن الاكتئاب يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتوتر الحاد والمزمن، ووجدت دراسة أخرى أن ارتفاع مستوياته يرتبط بظهور الاكتئاب الشديد لدى المراهقين.
وقد يسبب التوتر بعض الآثار الجسدية، ومن أهمها:
حب الشباب
وجد بعض الدراسات أن ارتفاع مستويات التوتر يرتبط بزيادة ظهور حب الشباب، وقد يكون أحد أسباب ذلك، أن بعض الأشخاص يميلون إلى لمس وجوههم بتكرار عندما يشعرون بالتوتر، الذي يؤدي إلى نشر البكتيريا ويساهم في ظهور حب الشباب.
الصداع
وجدت دراسات عدة أن التوتر يمكن أن يُسهم في الإصابة بالصداع، وأظهرت دراسة أن زيادة شدة التوتر ارتبطت بزيادة عدد أيام الصداع التي يُعاني منها الشخص شهرياً. ووجدت دراسة أخرى أجريت على 172 شخصاً في عيادة لعلاج الصداع، أنه كان سبب إصابة 67 في المائة منهم بالصداع.
الألم المزمن
الآلام والأوجاع شكوى شائعة قد تنتج عن ارتفاع مستويات التوتر. ووجد بعض الدراسات أن الألم المزمن قد يرتبط بارتفاع مستويات التوتر، إضافة إلى ارتفاع مستويات هرمون التوتر (الكورتيزول).
المرض المتكرّر
قد يُؤثر التوتر سلباً بالجهاز المناعي، إذ تُظهر الدراسات أن ارتفاع مستوياته يرتبط بزيادة قابلية الإصابة بالعدوى مثل الإصابة المتكررة بنزلات البرد. في إحدى الدراسات، أُعطي 116 شخصاً مُسناً لقاح الإنفلونزا، ووُجد أن من يُعانون من توتر مُزمن لديهم استجابة مناعية ضعيفة تجاه اللقاح.
مشاكل الجهاز الهضمي
وجد بعض الدراسات أن التوتّر قد يرتبط بمشاكل هضمية، مثل الإمساك وحرقة المعدة والإسهال، فقد وجدت دراسة ركزت على 2699 طفلاً، أن التعرض لأحداث مرهقة ارتبط بزيادة معدلات الإمساك. وقد يؤثر توتر المصابين على اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل مرض التهاب الأمعاء، ومتلازمة القولون العصبي، إذ ارتبطت زيادة أعراض عسر الهضم بارتفاع المستويات اليومية للتوتر لدى 181 امرأة مصابة بمتلازمة القولون العصبي.
تغيرات الشهية وزيادة الوزن
تغيرات الشهية شائعة خلال فترات التوتر، فبعض الأشخاص يفقدون شهيتهم، وآخرون قد يتناولون طعاماً مفرطاً، ما يسبب تقلبات في الوزن. ووجدت دراسة شملت 1355 شخصاً أن التوتّر مرتبط بزيادة الوزن لدى البالغين الذين يعانون بالفعل من زيادة الوزن.
تسارع ضربات القلب
أظهرت دراسات عدة أن ارتفاع مستويات التوتر يمكن أن يسبّب تسارعاً في ضربات القلب. ووفقاً لجمعية القلب الأميركية، فإن التعرّض لحدث مُرهق قد يُحفز الجسم على إفراز الأدرينالين، وهو هرمون يُسبب تسارع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم مؤقتاً.
خيارات العلاج
وفقاً للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، يُمكن أن تُساعد تغييرات في نمط الحياة في إدارة التوتّر مثل:
أخذ فترات راحة من الأخبار ومن استخدام الأجهزة الإلكترونية (الكمبيوتر، الهاتف، التلفزيون).
ممارسة الرياضة بانتظام.
أخذ قسط كافٍ من النوم.
الاعتماد على نظام صحي غني بالعناصر الغذائية من فيتامينات وأملاح.
ممارسة تمارين التنفس العميق والتأمل.
القيام بالأنشطة الممتعة.
التحدث مع الأصدقاء أو مع معالج نفسي.
## سموتريتش لفرنسا وبريطانيا: سنهتم بألا يكون هناك ما قد تعترفون فيه
30 July 2025 12:18 PM UTC+00
كرر وزير الماليّة، بتسلئيل سموتريتش، تعهدات حكومته بالاستثمار في الاستيطان في الشمال، خلال مشاركته، اليوم الأربعاء، في مؤتمر "نعزز الشمال- الصهيونية 2025"، الذي انعقد في مستوطنة كريات شمونة بمشاركة "أنوية طلائعية تصعد للاستيطان في المستوطنات الملاصقة للجدار في شمال البلاد".
وعاد الوزير لتعهدات الدولة بالاستثمار في الأراضي بالشمال بأثمان منخفضة، متطرقاً إلى ما أسماه "التسونامي السياسي"، على خلفية إعلان بريطانيا وفرنسا نيّتهما الاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبراً أنه "ببساطة علينا أن نهتم بألا يكون هناك ما يمكن الاعتراف به"، في إشارة صريحة منه إلى منع قيام أي كيان فلسطيني.
واعتبر الوزير أن خطة تطوير الشمال هي "خطة صهيونية تاريخية تعيد محوريّة شمال البلاد. فتجمعنا هنا في الشمال هو أكثر من مجرد حدث، بل إعلان أن الحكومة تقترح عليكم اقتراحاً لا يمكن رفضه كعقد حقيقي بين الدولة وطلائعها: أرض مطوّرة صالحة للبناء في شمال البلاد من شأنها أن توفر المساكن للعائلات بـ100 ألف شيكل فقط، ولجنود الاحتياط بـ50 ألف شيكل فقط. هذه ليست منّة بل اعتراف، إنها رسالة حازمة: الدولة في حاجة إليكم – ونحن نعرف كيف نُقدّركم. وهذا ليس مجرد حل اقتصادي، بل استراتيجية وطنية"، على حد تعبيره.
رغم تفاخر سموتريتش بالإعلان، يدور الحديث عن خطة صدّقت عليها الحكومة الإسرائيلية بالفعل الأسبوع الماضي، وبموجبها سيوسع نطاق دعم تطوير الأراضي للبناء. وفي المجمل، ستُخصَّص حوالي 247.5 مليون شيكل لدعم هذه الخطة لأول ألف وحدة سكنية.
وفي السياق، ذكر موقع "واينت" أن الخطة، التي توفر حلّاً جزئياً فقط للتجمعات السكنية في مستوطنات مثل كريات شمونة والمطلة وشلومي، ستخصص لها أكثر من 150 مليون شيكل للتخطيط الحضري وتطوير المباني العامة، بهدف "تغيير وجه المدينة" وتوسيع الإطار المجتمعي لسكانها.
وأتى المؤتمر غداة الكشف عن اعتزام الحكومة تقليص نصف مليار شيكل من ميزانية إعادة تأهيل الشمال. فخلال ما يقارب السنتين، خاض المستوطنون هناك صراعاً من أجل خطط لإعادة التأهيل والتطوير، ولكن الآن، وبعد أن تعهدت الحكومة بميزانية قدرها 12 مليار شيكل لصالح بلدات خط المواجهة على الحدود اللبنانية – من دون أن تصدر قرارات حكومية مفصلة لتنفيذ كامل المبالغ – فإنها تنوي تقليص مئات الملايين منها، وفقاً للموقع.
على هذه الخلفية، عبر رئيس منتدى مستوطنات خط المواجهة ورئيس المجلس الإقليمي "ماتيه آشر"، موشيه دافيدوفيتش، عن غضبه من التقليص المرتقب، وقال إن "سكان الشمال لن يسمحوا للوزير سموتريتش ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بالتراجع عن التزامات الحكومة". ورأى أنه "كالمعتاد، يضحكون علينا ويدوسون علينا في إطار الترتيبات والمناورات، لأننا طيبون أكثر من اللازم"، على حد قوله. وأضاف: "في الجنوب لن يُخفَّض شيكل واحد، أما نحن فنتعرض للتمييز مجدداً".
## منتخب الأردن لكرة السلة يواصل مرحلة البناء وكأس آسيا اختبار للتطوير
30 July 2025 12:28 PM UTC+00
لم تكن مشاركة منتخب الأردن لـكرة السلة في بطولة بيروت الدولية، قبل أسبوعين من الآن، على قدر التطلعات قبل المشاركة في بطولة كأس آسيا 2025، التي ستُقام في السعودية مطلع الأسبوع المقبل، وهو الأمر الذي أكد أنّ منتخب "النشامى" في مرحلة بناء من جديد، لا سيما مع ما ذكره المدرب حول عملية التجديد والتطوير في هذه الفترة، مما يجعل البطولة الآسيوية اختباراً جديداً لقدرة الأردن على التطور والتقدم. 
وخسر منتخب الأردن في بطولة كأس بيروت الدولية الودية في ثلاث مباريات متتالية، أمام منتخب لبنان (79-89)، ثم أمام منتخب مصر (60-70) وبعدها أمام منتخب إيران (61-70). وأقيمت منافسات هذه البطولة لبعض المنتخبات العربية والآسيوية للتحضير للمشاركة في بطولة كأس آسيا لكرة السلة 2025، والتي ستستضيفها السعودية في الفترة بين الخامس و17 من شهر أغسطس/ آب المقبل. 
وفي هذا الإطار، أكد مدرب منتخب الأردن لكرة السلة، الكندي، روي رانا، في تصريحات لوكالة فرانس برس، قبل نحو أسبوع من انطلاق مشوار "النشامى" في البطولة الآسيوية، أنّ المنتخب شهد عملية تجديد وهو في مرحلة البناء حالياً، وذكر قائلاً: "يمر الأردن بمرحلة بناء. نعمل على تعزيز قاعدة المواهب ونظام التطوير لكل من الرجال والنساء. وكوننا دولة صغيرة، من المهم أن نستغل كل فرصة ممكنة لتنمية برنامج منتخبنا الوطني ونشر اللعبة في البلاد". 
وتابع رانا حديثه قائلاً: "طموحنا هو تعظيم إمكاناتنا وأن نصبح من بين أفضل دول كرة السلة جودة للجنسين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". وعن تجربة المشاركة في بطولة كأس بيروت الدولية، أوضح رانا في حديثه: "ضممنا خمسة لاعبين جدد إلى صفوف المنتخب الأول، وشاركنا بأصغر تشكيلة عمرية في البطولة. نحن لا نلعب وفقاً لقواعد أي شخص آخر سوى أنفسنا. ستبقى تقييماتنا للمنتخب والأداء دائماً مركزة على الداخل. لا نهتم بالضوضاء الخارجية. التحدي هو ما يحفزنا".
وكان الاتحاد الأردني لكرة السلة، قد أعلن، مطلع شهر يونيو/ حزيران الماضي، تسمية رانا في منصب المدير العام لعمليات كرة السلة والمدير الفني للمنتخب الوطني للرجال ليبدأ "عملية إعادة هيكلة شاملة لمنظومة كرة السلة الأردنية بأكملها". وقبل ذلك، ساعد رانا منتخب مصر على التأهل إلى كأس العالم 2023، والتصفيات الأولمبية 2024، كما شغل منصب المدرب المساعد للمنتخب الألماني خلال أولمبياد طوكيو صيف 2021. 
ويُشارك منتخب الأردن في المجموعة الثالثة في بطولة كأس آسيا لكرة السلة 2025، إلى جانب منتخبات الصين والهند والسعودية صاحبة الأرض والجمهور. وكان منتخب "النشامى" من المشاركين بانتظام في البطولة الآسيوية منذ عام 2003، وحقق أفضل نتائجه عام 2011 عندما حل وصيفاً بفارق نقطة واحدة (69-70)، خلف منتخب الصين الفائزة باللقب 16 مرة قياسية.
## مديونية الأفراد في الأردن تقترب من 20 مليار دولار
30 July 2025 12:32 PM UTC+00
ارتفعت مديونية الأفراد في الأردن مع نهاية العام الماضي لتبلغ نحو 14 مليار دينار (19.74 مليار دولار)، مقارنة بـ13.3 مليار (حوالي 18.75) في نهاية عام 2023. ووفق النشرة الشهرية الصادرة عن جمعية البنوك للنصف الأول من العام الحالي (شهر يونيو/حزيران)، فقد بلغ حجم القروض الشخصية للأفراد بنهاية العام الماضي نحو 4.4 مليارات دينار مقارنة بـ4.5 مليارات في نهاية عام 2023.
وبلغ حجم القروض السكنية المقدمة من البنوك للأفراد في نهاية العام الماضي نحو 5.7 مليارات دينار مقارنة بـ4.9 مليارات دينار بنهاية عام 2023. وبلغ حجم قروض السيارات المقدمة من البنوك للأفراد في نهاية العام الماضي نحو 1.8 مليار دينار مقارنة بـ1.7 مليار دينار لعام 2023. وارتفع حجم القروض الاستهلاكية المقدمة من البنوك للأفراد في نهاية عام 2024 لتبلغ نحو 1.3 مليار دينار مقارنة بـ1.2 مليار دينار.
وبلغ إجمالي التسهيلات الائتمانية حتى نهاية مايو/أيار من العام الحالي نحو 35.3 مليار دينار، بارتفاع بلغت نسبته 1.6%. وبلغ إجمالي موجودات البنوك إلى الناتج المحلي الإجمالي نحو 187.6% حتى نهاية مايو/ أيار الماضي، في حين ارتفع إجمالي الودائع لدى البنوك إلى الناتج المحلي الإجمالي نحو 125.9% وإجمالي التسهيلات الائتمانية الممنوحة من البنوك إلى الناتج المحلي الإجمالي نحو 93.3%.
وبلغ حجم التسهيلات الائتمانية الممنوحة من البنوك حتى نهاية مايو/ أيار الماضي لقطاع الزراعة بنسبة 1.7% بنحو 584.7 مليون دينار، وقطاع الصناعة بنسبة 11.4% بمبلغ 4.02 مليارات دينار، وقطاع التجارة العامة بنسبة 16.3% بملبغ 5.7 مليارات دينار، وقطاع الإنشاءات بنسبة 22.1% بمبلغ 7.8 مليارات دينار، وقطاع الخدمات والمرافق العامة بنسبة 18.0% بمبلغ 6.3 مليارات دينار، والسياحة والفنادق والمطاعم بنسبة 1.8% بمبلغ 652 مليون دينار، والقطاعات الأخرى بنسبة 24.4% بملبغ نحو 8.6 مليارات دينار.
(الدينار الأردني = 1.41 دولار)
## أستراليا تعتزم حظر "يوتيوب" لمن هم دون سن 16 عاماً
30 July 2025 12:33 PM UTC+00
أعلنت السلطات الأسترالية، اليوم الأربعاء، أنّها ستقرّ قانوناً يمنع الأطفال دون سن السادسة عشرة من استخدام منصة يوتيوب لحمايتهم من "الخوارزميات المفترسة". وقالت وزيرة الاتصالات أنيكا ويلز في بيان: "هناك مكان لوسائل التواصل الاجتماعي، لكن ليس هناك مكان للخوارزميات المفترسة التي تستهدف الأطفال".
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 أقرّ البرلمان الأسترالي مشروع قانون رائداً لتنظيم الإنترنت حظر بموجبه على من هم دون 16 عاماً استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك"، و"إكس"، و"فيسبوك"، و"إنستغرام". وحظي نصّ القانون يومها بدعم نواب من كلا الحزبين (الحكومة والمعارضة)، لكنّه لم يشمل "يوتيوب". وفي حينه أعلنت الحكومة أنّ المنصة، المستخدمة على نطاق واسع في الدروس المدرسية، لن تتأثر بقرار الحظر.
"يوتيوب" تردّ
تضرّر سمعة مواقع التواصل الاجتماعية خلال السنوات الأخيرة بسبب حالات التحرش عبر الإنترنت، والاستغلال الجنسي للقاصرين، ونشر محتوى غير قانوني أو خطر للأطفال. وتعهّدت شركات كبرى بتنفيذ القانون الأسترالي، لكن أعرب عدد من المحللين عن شكوكهم بشأن الجدوى التقنية لفرض حظر صارم استناداً إلى عمر المستخدم.
وتعليقاً على قرار السلطات الأسترالية الأربعاء، قال متحدث باسم "يوتيوب" إنّ المنصّة "ليست شبكة تواصل اجتماعي". وأضاف أن "موقفنا واضح: يوتيوب منصة لمشاركة الفيديو تضم مكتبة من المحتوى المجاني العالي الجودة، وتزداد مشاهدته على شاشات التلفزيون". كذلك سبق وصرّحت كاتي ماسكييل من منظمة يونيسف بأن القانون لن يكون بمثابة "علاج سحري" لحماية الأطفال، مبدية خشيتها من أن يتسبب بدفع الشباب إلى "منصات غير منظمة على الإنترنت".
(فرانس برس، العربي الجديد)
## "أكسيوس" نقلاً عن ترامب: المبعوث ويتكوف يتوجه إلى إسرائيل لبحث أزمة غزة
30 July 2025 12:36 PM UTC+00
## المحكمة العليا في بريطانيا تسمح لـ"بالستاين أكشن" بالطعن ضدّ حظرها
30 July 2025 12:45 PM UTC+00
قضت المحكمة العليا في لندن بأن المؤسسة المشاركة لمنظمة "بالستاين أكشن" هدى العموري يمكنها الطعن قانونياً في قرار وزيرة الداخلية إيفيت كوبر بحظر الحركة بموجب قوانين مكافحة الإرهاب. وجادل محامو هدى عموري في جلسة استماع عُقدت في لندن الأسبوع الماضي بأن حظر منظمة "فلسطين أكشن"، ووضعها على قدم المساواة مع جماعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وبوكو حرام، أمر "مُقزز" و"إساءة استخدام سافرة للسلطة".
 وحذر المحامون من أن الحظر يُؤثر بالفعل سلباً على حرية التعبير والاحتجاج، مُسلطين الضوء على عشرات الاعتقالات، فيما جادل السير جيمس إيدي، ممثل وزارة الداخلية، بأن المراجعة القضائية ليست السبيل الأمثل للطعن في الحظر، نظراً إلى أن البرلمان قد عيّن لجنة استئناف المنظمات المحظورة خصيصاً لهذا الغرض.
وقضت المحكمة العليا اليوم الأربعاء بتأييد العديد من الحجج التي قدمتها المنظمة للمحكمة لتبرير عدم معقولية تصرفات الحكومة. هذا القرار يعني فتح مسار قضائي أمام الحركة للطعن بقرار وزيرة الداخلية بحظر الحركة، وهو ما سيأخذ أشهراً عديدة مستقبلاً حتى تقر المحكمة لاحقاً قرارها حول إلغاء القانون أم الإبقاء عليه.
وجعل التعديل القانوني للحكومة العضوية في منظمة بالستاين أكشن، أو دعمها، جريمة جنائية يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 14 عاماً. حتى ارتداء قميص أو شارة تحمل اسم المجموعة يُعرّض صاحبها لعقوبة بالسجن تصل إلى ستة أشهر.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، طلب محامو الناشطة البريطانية الفلسطينية عموري من القاضي السماح لها بتقديم طعن أمام المحكمة العليا على الحظر، واصفين إياه بأنه "تدخل غير قانوني" في حرية التعبير. يأتي هذا الطلب للطعن الكامل أمام المحكمة العليا بعد فشل عموري في محاولة سابقة لمنع سريان الحظر مؤقتاً، ورفضت محكمة الاستئناف طعناً على هذا القرار قبل أقل من ساعتين من دخول الحظر حيز التنفيذ في 5 يوليو/تموز.
وحظرت الحكومة البريطانية بموجب قانون الإرهاب الحركة المعروفة باستهدافها مصانع السلاح وشركاته في المملكة المتحدة المرتبطة مع الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد استهداف ناشطين من الحركة طائرتين من طراز فوييجر في قاعدة بريز نورتون الجوية الملكية في 20 يونيو/ حزيران، ورشهما بالطلاء الأحمر؛ الأمر الذي "تسبب في أضرار تُقدر بنحو 7 ملايين جنيه إسترليني" بحسب وزيرة الداخلية.
وجاء القرار وسط تصاعد حراك تحدي حظر الحركة الأسابيع الماضية، من خلال رفع لافتات من قبل ناشطين ومواطنين بريطانيين كُتب عليها "لا للإبادة الجماعية، أنا أدعم بالستاين أكشن"، الأمر الذي دفع الشرطة البريطانية إلى اعتقال أكثر من 200 شخص حتى الآن.
وصرّح رضا حسين، ممثل هدى عموري، للمحكمة في جلسة الاستماع المنعقدة في 21 يوليو/ تموز بأن الحظر جعل المملكة المتحدة "دولة شاذة" و"مثيرة للاشمئزاز". وأضاف حسين: "إن قرار حظر منظمة فلسطين أكشن يحمل سمات الاستبداد وإساءة استخدام السلطة بشكل صارخ".
الآلاف يتظاهرون في #لندن رفضًا لتصنيف "بالستاين أكشن" منظمةً إرهابية pic.twitter.com/z4TzuVrpuU
— العربي الجديد (@alaraby_ar) July 4, 2025
وقال المفوّض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك إنّ حظر الحكومة البريطانية لمنظمة "بالستاين أكشن" يحدُّ من حقوق وحريات الأفراد في المملكة المتحدة، ويتعارض مع القانون الدولي، فيما تدافع وزارة الداخلية البريطانية عن هذا الإجراء القانوني. ووصف تورك، يوم الجمعة الماضي، قرار الوزراء بتصنيف "بالستاين أكشن" منظمة إرهابية بأنه "غير متناسب وغير ضروري"، ودعاهم إلى إلغائه. وذكر أن الحظر يرقى إلى "تقييد غير مقبول" لحقوق الأفراد في حرية التعبير والتجمع، ويتعارض مع التزامات المملكة المتحدة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنساني.
ونشر موقع "ديكلاسفايد" البريطاني تقريراً استقصائياً، الأسبوع الماضي، بناءً على وثائق عديدة، كشف فيه تفاصيل حصرية حول كيفية تصنيف الحركة بموجب قانون الإرهاب. ففي الوقت الذي يرى نشطاء "بالستاين أكشن" أن أفعالهم هي احتجاجات مباشرة وغير عنيفة تستهدف الشركات المتورطة في إمداد إسرائيل بالأسلحة المستخدمة ضد الفلسطينيين، فإن الشرطة البريطانية، بتوجيه من الحكومة، بدأت في تصنيفها "منظمة إجرامية رئيسية". هذا التصنيف، الذي يُطبق عادة على عصابات الجريمة المنظمة مثل تجار المخدرات، سمح بتطبيق صلاحيات استثنائية لملاحقة النشطاء وتجميد أصولهم.
يُظهر التحقيق أن وزير الداخلية السابق، روبرت جينريك، لعب دوراً حاسماً في الضغط على الشرطة لتشديد الخناق على الحركة، وكشف عن نفوذ كبير للوبي المؤيد لإسرائيل، بما في ذلك منظمة أصدقاء إسرائيل في حزب المحافظين. وتطرّق التحقيق إلى التغطية الإعلامية السلبية والمنحازة التي ساهمت في تشويه صورة الحركة، ووصمها بالعنف والتطرف، منها ما اتّهم الحركة بتلقيها تمويلاً من إيران. وأشار أيضاً إلى دور جماعات الضغط في التأثير على وزيرة الداخلية.
وقال الكاتب جورج مونبيوت في مقال له نُشر اليوم في صحيفة ذا غارديان أن الحكومة البريطانية تُطبق قوانين جديدة "متشددة" بشكل متزايد لتكميم أفواه الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، مستهدفًة بشكل خاص حركة بالستاين أكشن. وقال صاحب كتاب "العقيدة الخفية: التاريخ السري للنيوليبرالية" إن هذه الإجراءات ليست فقط بهدف إيقاف التخريب الذي تقوم به الحركة بنشاطها السلمي، بل ردع التظاهرات واسعة النطاق وتقويض حرية التعبير بشأن القضية الفلسطينية، الأمر الذي يُمثّل على حد قوله "تهديداً خطيراً للديمقراطية وحق الاحتجاج في المملكة المتحدة".
وفي سياق الجدل الداخلي الواسع حول القانون والانقسام في الآراء، خالف مجلس في أيرلندا الشمالية توصيته القانونية، وصوّت لصالح إسقاط التهم عن الأشخاص الذين اعتُقلوا لدعمهم "بالستاين أكشن" المحظورة. ويُعتقد أن مجلس مدينة ديري ومنطقة سترابان من أوائل السلطات المحلية في المملكة المتحدة التي أيدت مثل هذا الاقتراح، الأربعاء الماضي.
وصرّح رويري ماكهيو، عمدة حزب شين فين، بأنه سيوافق على الاقتراح برمته (إسقاط التهم)، وقد تم إقراره بدعم من حزبه، والحزب الديمقراطي الاشتراكي العمالي، ومنظمة "الشعب قبل الربح"، وبعض المستقلين، فيما صوّت حزب أولستر الوحدوي والحزب الديمقراطي الوحدوي ضد الاقتراح. ودعا الاقتراح أيضاً إلى رفع الحظر، ولكن بما أنّ برلمان وستمنستر قد سنّه، فيجب إلغاؤه من قبله. وقال شون هاركين، عضو مجلس منظمة "الشعب قبل الربح"، ومقدّم الاقتراح، إن عشرات الآلاف من الناس "قُتلوا وذُبحوا" في غزة، وإن الأطفال الفلسطينيين "يُجوّعون حتى الموت"، مضيفاً أن الحكومة "متواطئة في هذا" وستجني "العواقب الوخيمة". ومن اللافت أن عدداً كبيراً من المعتقلين على يد الشرطة الذين تضامنوا مع الحركة بعد حظرها، كانوا مواطنين متقدمين في العمر ومسنين، من بينهم قسيسة وقاضٍ سابق يبلغ من العمر 81 عاماً.
## مزاعم متضاربة بين الحكومة وفاعليات المحافظة حول محاصرة السويداء
30 July 2025 12:46 PM UTC+00
نفت الحكومة السورية مجدداً المزاعم حول الحصار المفروض على محافظة السويداء، واعتبرتها "محض كذب وتضليل"، فيما يؤكد ناشطون ومسؤولون محليون في المحافظة أن الحصار قائم بالفعل، وأن كميات المساعدات الضئيلة التي وصلت لا تسدّ سوى جزء بسيط من احتياجات السكان.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا إن "مزاعم حصار محافظة السويداء من قِبل الحكومة السورية محض كذب وتضليل"، مشيراً إلى أن الحكومة فتحت ممرات إنسانية لإدخال المساعدات "لأهلنا المدنيين داخل المحافظة، بالتعاون مع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية". وأوضح البابا أن الممرات فُتحت لـ"تسهيل الخروج المؤقت لمن شاء منهم خارج مناطق سيطرة المجموعات الخارجة عن القانون".
واعتبر أن "مزاعم الحصار دعاية أطلقتها المجموعات الخارجة عن القانون، لتسويق فتح معابر غير نظامية مع محيط السويداء داخل الجمهورية وخارجها، لإنعاش تجارة السلاح والكبتاغون، التي تشكل مصدر تمويل أساسي لهذه المجموعات"، مضيفاً أن "عودة المؤسسات الحكومية لعملها في فرض سيادة القانون داخل محافظة السويداء يهدد بقاء العصابات الخارجة عن القانون فيها، ويؤثر على تمويلها غير الشرعي".
من جانبه، قال رئيس غرفة تجارة وصناعة السويداء أبو عدي نبيه بكري إن المحافظة "محاصرة بكل شيء بعد المجازر والكارثة الإنسانية". وأضاف في تصريح لشبكات محلية أن ما يدخل من مساعدات "ضئيل جداً، وتجار السويداء لا يمكنهم الخروج من المحافظة في الظروف الراهنة". وقالت المحامية ديانا مقلد الموجودة في مدينة السويداء، لـ"العربي الجديد"، إن الوضع الأمني مستقر في المدينة، حيث لم تعد تُسمع أصوات إطلاق نار، على الرغم من تواصل الحذر من جانب المدنيين.
أما في الريفين الغربي والشمالي من المحافظة، فما زالت تنتشر مجموعات من قوات العشائر، ربما تتحين الفرصة للدخول إلى المحافظة مجدداً، كما حصل يوم أمس الثلاثاء، حين شنت تلك المجموعات هجوماً من ناحية بلدة الثعلة، لكن المقاتلين المحليين تمكنوا من صدهم. وقالت إنها تعمل في هيئة الإغاثة، وما زالت العديد من العائلات تقيم في المدارس بسبب عدم الأمان، ووجود قناصين في المناطق الغربية.
وفي الوضع الأمني أيضاً، لفتت مقلد إلى أن منطقة ريمة حازم التي تبعد 6 كيلومترات عن مدينة السويداء، وتقع في المنطقة الغربية، شهدت معارك عديدة وتعرض الكثير من بيوتها للحرق، ولا تزال هناك جثث فيها لم تتمكن فرق الهلال الأحمر من الوصول إليها، بسبب انتشار القناصين على أسطح المنازل في تلك المنطقة، مشيرة إلى أن الهلال الأحمر ربما يحاول اليوم الوصول إلى المنطقة.
وحول الوضع الإنساني والمعيشي، قالت مقلد إن المدينة تخضع للحصار، حيث لا يوجد بنزين ولا أدوية ولا أي نوع من الخدمات، على الرغم من دخول بعض قوافل المساعدات حتى الآن، لكن ما تحمله تلك القوافل لا يكفي أبداً، ويحاول المجتمع المحلي التعاضد لتأمين الطعام للمحتاجين، وسط درجات حرارة مرتفعة، مع تعطل ضخ المياه في غالبية أحياء المدينة بسبب الأعطال الفنية. ولفتت إلى اعتماد معظم الناس على الصهاريج للحصول على مياه الشرب. كما أشارت إلى عدم تمكن الأهالي من دفن العديد من الجثث، بسبب ندرة البنزين المطلوب للسيارات التي تحمل تلك الجثث، بينما رائحة النفايات تزكم الأنوف، وسط مخاوف من انتشار الأوبئة بين الناس بسبب قلة المياه.
ولخّصت المشهد بالقول: "الحياة معدومة تماماً. شلل كامل في كل الأعمال الإدارية لأن الموظفين غير قادرين على الالتحاق بوظائفهم". من جانبه، قال الناشط وضاح عزام لـ"العربي الجديد"، إن المساعدات التي دخلت تقتصر تقريباً على الطحين، حيث دخلت خلال القوافل الأربعة كمية 200 طن فقط، إضافة إلى المازوت بما يكفي فقط لتشغيل المشافي والأفران بالحد الأدنى. وأضاف أن القوات الموجودة في ريف السويداء تقطع الطريق، باستثناء قوافل الهلال الأحمر، مشيراً إلى أن قوات العشائر بقيادة سامي الهفل هي من تقطع الطريق، وأن قوات الأمن ليست لها سيطرة عليها، وقد جرى اشتباك بين الجانبين بسبب الخلافات بينهما على قطع الطريق، وفق قوله.
وأكد عزام أن طريق بصر الحرير مقطوع، وتمر المساعدات عبر طريق بصرى الشام، مشيراً الى التواصل مع تجار من درعا لجلب بضائع إلى السويداء، لكن جرى منع سيارات التجار من الوصول إلى المدينة، موضحاً أن تدخّل بعض عائلات حوران هو ما سمح بدخول بعض قوافل المساعدات. ولفت إلى أنه دخل قبل يومين صهريج بنزين أفرغ حمولته في كازية كنج عند بلدة ولغا، وأبلغ الناس بإمكانية الحضور إلى الكازية لأخذ احتياجاتهم، لكن قنص شخصان من جانب القناصين الموجودين في البلدة التي تبعد نحو 3 كيلومترات فقط عن مدينة السويداء.
إلى ذلك، أفاد مراسل "العربي الجديد" بأن قافلة للهلال الأحمر السوري تستعد لدخول مدينة السويداء لإجلاء عائلات ترغب بمغادرتها، ومن بينها أشخاص يحملون الجنسية الأردنية والأميركية، وسيُؤمَّن وصولهم إلى معبر نصيب الحدودي تمهيداً لمغادرتهم البلاد.
## "رويترز": وزير الخارجية السوري يتوجه إلى موسكو الخميس
30 July 2025 12:46 PM UTC+00
نقلت "رويترز" عن مصدر، قوله إنّ وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني سيتوجه إلى روسيا غداً الخميس. وبذلك سيكون الشيباني أبرز مسؤول سوري يزور موسكو منذ إطاحة حليف موسكو بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول وتعيين حكومة جديدة في دمشق. وتجري روسيا والحكومة السورية الجديدة محادثات بشأن آمال موسكو في مواصلة تشغيل قاعدتيها، البحرية والجوية، في شمال غرب سورية.
وفي 20 يوليو/ تموز الجاري، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن بلاده تواصل اتصالاتها مع الحكومة السورية بشأن مستقبل القواعد العسكرية الروسية في البلاد، معرباً عن أمله في التوصل إلى تفاهم يحفظ مصالح الطرفين. وأضاف بوغدانوف، في تصريح له خلال مشاركته في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي: "نحن على تواصل بالطبع، وكل شيء يسير جيداً حتى الآن، وآمل أن نتوصل إلى تفاهم مع السلطات الجديدة. لقد جرت فعلياً محادثات بهذا الشأن".
وأشار بوغدانوف حينها إلى أن الخارجية الروسية وجّهت دعوة رسمية إلى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لزيارة موسكو، متوقعاً تلبية هذه الدعوة في وقت قريب. وأوضح أن الزيارة المرتقبة تهدف إلى مناقشة العلاقات بين البلدين، بما في ذلك التعاون العسكري والسياسي والاقتصادي، مؤكداً أن بلاده ترى أهمية كبرى في الحفاظ على علاقات وثيقة ومستقرة مع سورية في المرحلة المقبلة. ولفت المسؤول الروسي إلى أن الحوار مع الجانب السوري بشأن مستقبل القواعد الروسية في سورية، أي قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية وقاعدة طرطوس البحرية، مستمرة، وأن الحوار يجري "بروح من التفاهم المتبادل".
وتحتفظ روسيا بقاعدتين عسكريتين في سورية: الأولى هي المركز اللوجستي للبحرية في مدينة طرطوس، الذي أُنشئ عام 1971 بموجب اتفاقية ثنائية، والثانية قاعدة حميميم الجوية، التي أُنشئت بالقرب من مدينة جبلة في سبتمبر/ أيلول 2015 لدعم النظام السوري السابق. وتعكس التصريحات الرسمية الصادرة عن موسكو رغبة روسية في تثبيت الحضور العسكري والاستراتيجي في سورية ضمن تفاهمات جديدة مع القيادة السورية الحالية. وفي وقت سابق، وصف الرئيس السوري أحمد الشرع العلاقة بين دمشق وموسكو بأنها "استراتيجية وطويلة الأمد"، مشيراً إلى أن إنهاءها لا يمكن أن يحصل بسرعة، رغم الضغوط التي تمارسها بعض الأطراف الدولية والإقليمية.
(رويترز، العربي الجديد)
## وزراء إسرائيليون يطالبون بإتاحة دخولهم إلى غزة تمهيداً للاستيطان
30 July 2025 12:49 PM UTC+00
طالب وزراء ونوّاب كنيست، وزير الأمن، يسرائيل كاتس، بالسماح لهم بالدخول إلى قطاع غزة من أجل التحضير لإقامة المستوطنات على أنقاضها، طبقاً لما أفادت به "القناة 12" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء.
وذكرت القناة أن "22 وزيراً وعضواً في الائتلاف الحاكم يتقدمهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير قد تقدموا بطلب لوزير الأمن كي يسمح لهم بالقيام بجولة في شمال قطاع غزة للتمهيد للاستيطان في القطاع".
وفي السياق ذاته، ذكر موقع "كيباه" العبري أن مجموعة من الوزراء وأعضاء الكنيست من الائتلاف توجهوا إلى كاتس برسالة طالبوه بأن يسمح لهم بالدخول إلى غزة والقيام بجولة ميدانية في المنطقة الشمالية في قطاع غزة، وذلك ضمن مبادرة من "أنوية الاستيطان" التابعة لحركة "نحالا"، بهدف فحص إمكانيات إعادة الاستيطان في المكان، مشيرين إلى أنه "في نهاية الجولة، من المقرر إقامة مسيرة جماهيرية واسعة تدعو إلى إعادة الاستيطان في قطاع غزة".
وجاء في نص الرسالة التي أبرقوا بها إلى وزير الأمن أن "قطاع غزة لم يعد مجرد منطقة جغرافية – بل هو قلب نابض من أرض إسرائيل، منطقة ذات جذور توراتية وتاريخية وقومية عميقة. عودة الشعب اليهودي إلى هذه المناطق ليست مجرد خطوة استراتيجية – بل هي عودة صهيون بمعناها العميق والعملي. الخطوة الفورية والصحيحة هي استيطان المنطقة الشمالية – وهي منطقة خاضعة حالياً لسيطرة كاملة من الجيش الإسرائيلي، وخالية من السكان الغزيين، ومن دون قيود أمنية استثنائية"، وفق ما ورد في المبررات المرفقة بالرسالة.
"المنع قد يُعتبر محاولة لإسكات اليمين"
واعتبر أعضاء الكنيست والوزراء في رسالتهم أنه: "في غياب موانع أمنية لهذه الخطوة، فإن منع الجولة قد يُفسر على أنه تبنٍّ لموقف سياسي ومحاولة لإسكات أصوات اليمين، الذي يطالب الحكومة بالتحرك نحو إعادة الاستيطان في غزة"؛ حيث إن سبب مطالبتهم بإجراء الجولة المذكورة بحسب "كيباه" هو من أجل الاطلاع من كثب على الواقع وتعزيز التنظيم استعداداً لخطوات استيطانية في القطاع.
إلى ذلك، وقع على الرسالة وزراء وأعضاء كنيست من حزبي "الليكود" و"عوتسما يهوديت"، وكذلك أعضاء كنيست من "الصهيونية الدينية". ومن جانبها لفتت الوزيرة أوريت ستروك (الصهيونية الدينية)، إلى أنها "ملتزمة فقط بأهداف الحرب، والتي على أساسها أُرسل الجنود إلى المعركة. وهي لا تحيد عن تلك الأهداف"، بحسب بيان لمكتبها.
## أحمد الجوادي يمنح تونس ميدالية ذهبية في مونديال السباحة 2025
30 July 2025 12:54 PM UTC+00
منح السباح التونسي، أحمد الجوادي (20 سنة)، بلده ميدالية ذهبية في منافسات مونديال السباحة 2025، المقام حالياً في سنغافورة، اليوم الأربعاء، مُسجلاً توقيتاً مُميزاً في سباق 800 متر، ليؤكد أنه يملك كل المقومات الفنية والجسدية من أجل تقديم مستوى قوي ولافت في البطولة العالمية ومنافسة أفضل سباحي العالم. 
وحصد الجوادي الميدالية الذهبية في سباق 800 متر، في مونديال السباحة والألعاب المائية 2025، مُسجلاً توقيتاً بلغ 7,36,88 دقائق، وهو ثالث أفضل توقيت في تاريخ منافسات فئة 800 متر، ليُحقق السباح التونسي الذي حل في المركز الرابع في أولمبياد باريس 2024، أول لقب عالمي في مسيرته الاحترافية، متقدماً على الألمانيين سفن شفارتس صاحب الميدالية الفضية بزمن 7:39.96 دقائق، ولوكاس مايرتنز الذي نال الميدالية البرونزية بزمن 7:40.19 دقائق. 
وفرض الجوادي أفضليته في السباق، إذ انطلق من خط البداية حتى النهاية بكل ثبات أمام منافسيه شفارتس ومايرتنز (الذي كان حصد الميدالية الذهبية في سباق 400 متر سباحة حُرة يوم الأحد الماضي). وبعد نهاية السباق بتتويجه بالميدالية الذهبية قال الجوادي لوسائل الإعلام: "لم أفكر في الاستراتيجية، كنت أحاول فقط السيطرة على السباق ورؤية ما سيحدث. في مرحلة ما، لاحظت أن الإيقاع ليس سريعاً، فقررت أن أتحرك".
وأهدى الجوادي فوزه إلى مواطنه أحمد الحفناوي، بطل الأولمبياد والعالم السابق الذي أُوقف لمدة 21 شهراً في إبريل/ نيسان الماضي بسبب إخفاقه ثلاث مرات في الكشف عن مكان سفره في اختبارات الكشف عن المنشطات، وأضاف الجوادي ذاكراً في رسالة دعمه: "هذه المرة للحفناوي، إنه يمر بأوقات عصيبة الآن".
## الإعصار كو ماي يسبّب إجلاء 283 ألف شخص في شنغهاي
30 July 2025 01:04 PM UTC+00
أجلت سلطات شنغهاي شرقي الصين، نحو 283 ألف شخص من المناطق الساحلية والمنخفضة الأكثر عرضة للخطر مع وصول الإعصار كو ماي الذي تصاحبه أمطار غزيرة ورياح عاتية إلى البر في المدينة الصينية التي تعد مركزاً مالياً، مساء الأربعاء. كما أُلغيت حوالي ثلث الرحلات الجوية (نحو 640 رحلة) من مطاري شنغهاي الدوليين الرئيسيين، بحسب خدمة المدينة الإخبارية. ورفع مرصد شنغهاي المركزي لأحوال الطقس مستوى التحذير من العواصف المطرية من الأصفر إلى البرتقالي (ثاني أعلى مستوى)، بعد ظهر الأربعاء. 
وضرب الإعصار كو ماي البر أول مرة في مقاطعة شيجيانغ الشرقية حوالي الساعة 04,30 صباحاً، الأربعاء (20,30 توقيت غرينتش الثلاثاء)، فيما بلغت سرعة الرياح قرب مركزه 83 كيلومتراً في الساعة. وقالت شبكة "سي سي تي في" الرسمية "منذ الليلة الماضية حتى العاشرة من صباح اليوم، تم إجلاء 282,800 شخص ونقلهم، ما يعني تحقيق هدف إجلاء جميع الذين تعيّن إجلاؤهم". وأكدت السلطات إقامة أكثر من 1900 مأوى مؤقت في أنحاء المدينة.
ورأى مراسلو "فرانس برس" مأوى من هذا النوع في قرية على أطراف شنغهاي الأربعاء كان عبارة عن صالة كبيرة مليئة بعشرات الأسرّة الحديدية التي شغل مسنّون القسم الأكبر منها. وجلس نحو 20 شخصاً على أسرّة أو تجمّعوا حول طاولات لتناول الطعام إلى جانب موظفين محليين.
وأغرقت الأمطار المدينة من دون توقف، الأربعاء، وأُلغيت خدمات العبّارات فيما فُرضت قيود إضافية على السرعة في الطرقات السريعة، بينما شهدت خدمات المترو والقطارات بعض الاضطرابات. لكن مدينتي ملاهي "ليغولاند" و"ديزنيلاند" شنغهاي بقيتا مفتوحتين صباح الأربعاء.
إعصار كو ماي وتحذيرات تسونامي
ومع توجّه الإعصار نحو شمال غرب المدينة بعدما ضرب البر صباحاً، أظهرت لقطات مباشرة من الساحل الشرقي للصين الأمواج تغرق الأرصفة عند البحر، بينما أظهرت لقطات تم بثها من مدينة نينغبو السكان يسيرون في مياه وصل ارتفاعها إلى مستوى الكاحل. في الأثناء، أصدرت الصين تحذيراً من تسونامي لأجزاء من الساحل الشرقي بعدما ضرب زلزال بقوة 8,8 درجات قبالة شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية. لكن تم إلغاء التحذير لاحقاً، بحسب قناة التلفزيون "سي سي تي في".
وتم خفض مستوى كو ماي إلى عاصفة مدارية قبل أن يغادر الفيليبين ليشتد مرة أخرى فوق بحر الصين الجنوبي. وارتبط مروره بشكل غير مباشر بأحوال الطقس الشديدة في شمال الصين، بحسب ما قال كبير خبراء الأرصاد لدى المركز الوطني للأرصاد، تشين تاو، لصحيفة "تشاينا ديلي" الرسمية. وذكرت وسائل إعلام رسمية الثلاثاء بأن الأمطار الغزيرة هناك أودت بحياة أكثر من 30 شخصاً وأجبرت السلطات على إجلاء عشرات الآلاف. وقال تشين إن "نشاط الإعصار قد يؤثر على نظام الدوران الجوي أو حركة الهواء في الغلاف الجوي .. وينقل الرطوبة شمالاً".
وتكثر الكوارث الطبيعية في الصين، خصوصاً خلال الصيف عندما تشهد بعض المناطق أمطاراً غزيرة بينما تعاني أخرى الحر الشديد. وتعد الصين أكبر مصدر لانبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة التي تعد محركاً لتغير المناخ وتساهم في جعل أحوال الطقس الحادة أكثر تكراراً وشدة. لكنها أيضاً قوة عالمية للطاقة المتجددة تهدف إلى أن ينتقل اقتصادها نحو الحياد الكربوني بحلول العام 2060.
(فرانس برس)
## تشاكا يعود إلى الدوري الإنكليزي من بوابة الصاعد الجديد
30 July 2025 01:15 PM UTC+00
يعود النجم السويسري غرانيت تشاكا (32 سنة) إلى منافسات الدوري الإنكليزي من جديد، بعد غيابه لثماني سنوات منذ أن كان نجماً في نادي أرسنال الإنكليزي، إذ يبدأ رحلة جديدة في الملاعب الإنكليزية مع فريق جديد، مغادراً نادي باير ليفركوزن بطل الدوري الألماني في عام 2024. 
وأعلن نادي سندرلاند العائد إلى مصاف أندية البريمييرليغ في موسم 2025-2026 الأربعاء، التعاقد رسمياً مع نجم خط الوسط السويسري، غرانيت تشاكا، قادماً من نادي باير ليفركوزن الألماني في صفقة قُدرت بحوالى 17,3 مليون جنيه إسترليني، ليعود نجم نادي أرسنال السابق بين سنتي 2016 و2023 (كان قائداً له) إلى بطولة الدوري الإنكليزي، لمساعدة الفريق العائد إلى الأضواء على الظهور بصورة مُميزة، ومحاولة البقاء ضمن الأندية الممتازة لموسم آخر، وتفادي الهبوط إلى الدرجة الأولى "تشامبيونشيب".
ونشر نادي سندرلاند الإنكليزي تصريحات للنجم تشاكا بعد توقيع العقد، الأربعاء وقال فيها: "فخور جداً بوجودي هنا. عندما تحدثت إلى النادي، كنت متحمساً وشعرت بالطاقة والذهنية التي يتمتع بها الجميع. هذا بالضبط ما أردته". ومن المتوقع أن يُشارك تشاكا في أول مباراة لفريق سندرلاند في الدوري الإنكليزي لموسم 2025-2026، يوم 16 أغسطس/ آب المقبل أمام نادي ويستهام يونايتد.
يُذكر أن نادي سندرلاند هبط من البريمييرليغ في عام 2017 قبل أن يدخل نفقاً مظلماً شهد هبوطه حتى المستوى الثالث، وعاد فريق شمال شرق إنكلترا إلى دوري الأضواء برفقة ليدز وبيرنلي، وسيكون الفريق الخامس الذي يدافع عنه تشاكا (137 مباراة دولية و14 هدفاً)، بعد بازل السويسري (2010-2012) وبوروسيا مونشنغلادباخ الألماني (2012-2016)، وأرسنال الإنكليزي، وباير ليفركوزن الألماني، الذي التحق به في تموز/ يوليو 2023 بعقد يمتد لخمسة أعوام مقابل 25 مليون يورو.
## صحة غزة: وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 104 شهيد و399 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية
30 July 2025 01:20 PM UTC+00
## صحة غزة: ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 60,138 شهيدًا و146,269 إصابة منذ 7 أكتوبر 2023
30 July 2025 01:20 PM UTC+00
## صحة غزة: بلغ عدد ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية من شهداء المساعدات 60 شهيدًا وأكثر من 195 إصابة
30 July 2025 01:21 PM UTC+00
## صحة غزة: ارتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 1,239 شهيدًا وأكثر من 8,152 إصابة
30 July 2025 01:21 PM UTC+00
## صحة غزة: سجّلت مستشفيات قطاع غزة 7 حالات وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية
30 July 2025 01:21 PM UTC+00
## صحة غزة: العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية 154 حالة وفاة من بينهم 89 طفلًا
30 July 2025 01:22 PM UTC+00
## "أكسيوس": ويتكوف إلى إسرائيل لمناقشة الأزمة الإنسانية في غزة
30 July 2025 01:26 PM UTC+00
ذكر موقع أكسيوس الأميركي، اليوم الأربعاء، نقلاً عن مسؤولَين أميركيَّين مطلعين، أن من المتوقع أن يسافر المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى إسرائيل اليوم، لمناقشة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة. وستكون هذه أول زيارة لويتكوف إلى إسرائيل منذ ما يقرب من 3 أشهر، وتأتي في ظل جمود في محادثات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، والأزمة الإنسانية الكارثية في القطاع.
وتحدث مسؤول أميركي عن أن ويتكوف قد يسافر أيضاً إلى غزة، ويزور مراكز توزيع المساعدات التابعة لما يُسمّى مؤسسة غزة الإنسانية. وقال مسؤول آخر: "يريد الرئيس (الأميركي دونالد ترامب) معرفة المزيد عن الوضع الإنساني في غزة لمعرفة كيفية تقديم المزيد من المساعدة للمدنيين في غزة". وتأتي زيارة ويتكوف لإسرائيل، في وقت تتزايد فيه الضغوط على دولة الاحتلال في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وتزايد أعداد الشهداء نتيجة المجاعة وسوء التغذية، وفي وقت تعثرت فيه مفاوضات وقف إطلاق النار أخيراً.
وفي أحدث تصريحاته حول الأزمة المتفاقمة بالقطاع المحاصر من جراء حرب الإبادة الإسرائيلية التي تواصل واشنطن دعمها بالأسلحة والقنابل، قال ترامب للصحافيين بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في منتجعه للغولف في اسكتلندا: "سننشئ مراكز طعام"، من دون أسوار أو حواجز لتسهيل الوصول، مضيفاً أن الولايات المتحدة قدّمت الكثير من المال لغزة، داعياً دولاً أخرى إلى "تقديم المزيد". وأكد ترامب أن "هناك مجاعة حقيقية، وهذا أمر لا يمكن التشكيك فيه"، لافتاً إلى أن إسرائيل تتحمل مسؤولية كبيرة عن تدفق المساعدات وأنها قادرة على فعل الكثير في ما يتعلق بإيصال الطعام.
وأعلنت واشنطن سحب وفدها من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة قبل أيام، متهمة حركة حماس بعدم التصرف "بحسن نية"، وهو ما نفته الحركة التي أكدت أنها أبدت مرونة كبيرة بهدف وقف حرب الإبادة الإسرائيلية. وأعلن ويتكوف الخميس الماضي، أن واشنطن حذت حذو إسرائيل في سحب مفاوضيها من المحادثات حول وقف إطلاق النار بالعاصمة القطرية الدوحة. وقال في بيان نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "قرّرنا إعادة فريقنا من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الردّ الأخير من حماس الذي يظهر بوضوح عدم رغبتها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة"، مضيفاً: "فيما بذل الوسطاء جهوداً كبيرة، لا تبدي حماس مرونة أو تعمل بحسن نية".
من جانبه، قال القيادي في "حماس" غازي حمد، إن الحركة "قدّمت رؤية عقلانية وموضوعية قاربت كثيراً مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف"، مؤكداً أن "الوسطاء أقرّوا بأنّ حماس كانت أقرب ما يكون إلى اتفاق نهائي يُنهي الحرب ويؤسّس لوضع جديد في غزة".
## ترامب يدفع باتجاه خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع البنك المركزي
30 July 2025 01:47 PM UTC+00
دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجددا اليوم الأربعاء مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) إلى خفض أسعار الفائدة القياسية، بعدما أظهرت بيانات انتعاش النمو الاقتصادي الأميركي بأكثر من المتوقع في الربع الثاني. وكتب ترامب على منصة (تروث سوشال) بينما يستعد البنك المركزي لإصدار قراره بشأن السياسة النقدية: "الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني صدر للتو: ثلاثة بالمائة، وهو أفضل بكثير من المتوقع!... بعد فوات الأوان، يجب الآن خفض سعر الفائدة. لا تضخم! دعوا الناس يشترون منازلهم ويسددون ثمنها!". 
كان ترامب قد دعا أول من أمس الاثنين البنك المركزي قبل اجتماع لجنة السياسة النقدية بيوم، إلى خفض أسعار الفائدة، قائلا إن ذلك سيساعد على تحفيز الاقتصاد. وقال ترامب متحدثا إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عقب لقائهما في اسكتلندا عن رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول: "أعتقد أنه يجب عليه ذلك"، في إشارة إلى خفض أسعار الفائدة.
ويوم الجمعة الماضي، قال ترامب إنه عقد اجتماعا جيدا مع جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي وإنه حصل على انطباع بأن باول قد يكون مستعدا لخفض أسعار الفائدة. والتقى الرجلان، الخميس الماضي، خلال زيارة نادرة الحدوث قام بها ترامب إلى البنك المركزي لتفقد أعمال التجديد الجارية لمبنيين في مقره الرئيسي في واشنطن، والتي انتقدها البيت الأبيض بسبب تكلفتها الباهظة.
وتبادل ترامب وباول وجهات النظر المتباينة حول تكلفة المشروع خلال الزيارة. وانتهز ترامب الفرصة أيضا ليدعو باول علنا مرة أخرى إلى خفض أسعار الفائدة فورا. وقال ترامب للصحافيين اليوم الجمعة: "عقدنا اجتماعا جيدا جدا... أعتقد أننا عقدنا اجتماعا جيدا للغاية بشأن أسعار الفائدة".
وقبل لقائهما بأيام، وصف ترامب باول "بالأحمق" لعدم استجابته لمطلب البيت الأبيض بخفض كبير في تكاليف الاقتراض. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يُبقي البنك المركزي سعر الفائدة القياسي عند نطاق 4.25 - 4.50% في اختتام اجتماع السياسة النقدية الذي استمر أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء. وقال باول إنه ينبغي على الاحتياطي الاتحادي انتظار المزيد من البيانات قبل تعديل أسعار الفائدة. 
(رويترز، العربي الجديد)
## "تيك توك" توظف جندية إسرائيلية لمراجعة المحتوى
30 July 2025 01:47 PM UTC+00
أكدت شركة تيك توك لموقع جويش إنسايدر أن الموظفة الجديدة التي وظفتها الشركة للإشراف على سياسات مراجعة المحتوى لمكافحة خطاب الكراهية في التطبيق لها علاقات طويلة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي. وأعلنت منصة التواصل الاجتماعي أن إيريكا ميندل، وهي متعاقدة سابقة مع وزارة الخارجية الأميركية عملت مع السفيرة ديبورا ليبستادت، المبعوثة الخاصة لإدارة بايدن لمراقبة ومكافحة معاداة السامية، ستنضمّ إلى فريق السياسة العامة ومكافحة خطاب الكراهية في "تيك توك" في الولايات المتحدة.
من جيش الاحتلال إلى "تيك توك"
وفقاً للوصف الوظيفي الرسمي الذي نشرته "تيك توك"، سوف تعمل ميندل على "تطوير ودفع مواقف الشركة بشأن خطاب الكراهية"، بهدف "التأثير على الأطر التشريعية والتنظيمية"، و"تحليل اتجاهات خطاب الكراهية" مع التركيز بشكل خاص على المحتوى المعادي للسامية. وذكرت ميندل في صفحتها على "تيك توك" أن دورها الجديد في الشركة هو "مديرة السياسة العامة، خطاب الكراهية، في تيك توك".
وقبل عملها في وزارة الخارجية الأميركية، كانت ميندل مدربة في سلاح المدرعات في وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، وفقاً للمعلومات التي قدّمتها عندما ظهرت في بودكاست مع اللجنة اليهودية الأميركية. وقالت حينها إنها تطوعت والتحقت بالجيش الإسرائيلي وخدمت لمدة عامين.
هل نجحت المنظمة الصهيونية؟
أُنشئ هذا المنصب بعد اجتماع رفيع المستوى ساعدت في تنسيقه رابطة مكافحة التشهير الصهيونية العام الماضي، وفقاً للمدير الوطني لسياسة مكافحة معاداة السامية في الرابطة، دان غرانوت. وفي بيان لـ"جويش إنسايدر"، قال غرانوت إن هذا المنصب ظهر بوصفه "توصية رئيسية لجميع منصات التواصل الاجتماعي" خلال ذلك الاجتماع.
وفي العام الماضي، صوّت محرّرو "ويكيبيديا" على إعلان الرابطة "غير موثوقة بشكل عام" في ما يتعلق بالمعلومات حول إسرائيل وفلسطين وكذلك قضية معاداة السامية، مضيفين المنظمة إلى قائمة المصادر المحظورة. ولدى الرابطة تاريخ طويل في مهاجمة حركات حقوق الفلسطينيين بوصفها معادية للسامية، وعملت سابقاً مع الشرطة الأميركية للتجسس على المنظمات العربية الأميركية. كما سهلت ومولت رحلات تدريب للشرطة الأميركية إلى إسرائيل.
وبينما نشرت الرابطة تغريدة احتفالية على "إكس"، تشير إلى أنها ترحب بقرار "تيك توك"، انتقده الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي، متهمين المنصة بالسعي نحو إسكات الأصوات المؤيدة لفلسطين، والاستسلام للضغوط، ملمحين إلى احتمال أن المنصة استجابت لمطالب الرقابة هذه في محاولة لتجنب الحظر في الولايات المتحدة. وفي 2024 أقر الكونغرس الأميركي بأغلبية ساحقة مشروع قانون يهدف إلى حظر التطبيق أو بيعه لشركة أميركية، وقد ربطت أدلة عدة حينها بين قرار الحظر وسماح التطبيق الصيني للمحتوى المتضامن مع فلسطين بالانتشار، عكس تطبيقات شركة ميتا التي ضيقت على كل تضامن. فهل تنضم "تيك توك" الآن إلى جوقة المضيّقين؟
## الأردن: دعوة إلى إجراءات لحماية الأكثر هشاشة من الاتّجار بالبشر
30 July 2025 02:02 PM UTC+00
دعت جمعية "تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان" إلى اتّخاذ إجراءات شاملة لمكافحة الاتّجار بالبشر في الأردن، مع التركيز على حماية الفئات الأكثر هشاشة، في مقدّمتها العاملات المنزليات واللاجئون والعمّال غير النظاميين. يأتي ذلك فيما تفيد بيانات ذات صلة بأنّ ثمّة زيادة بنسبة 25% في عدد ضحايا الاتّجار بالبشر الذين رُصدوا عالمياً في السنوات الأخيرة.
وأوصت "تمكين"، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة الاتّجار بالأشخاص الذي يحلّ في 30 يوليو/ تموز من كلّ عام، بضرورة إنشاء مرصد وطني متخصّص في عمليات رصد حالات الاتّجار بالبشر وتحليلها، يكون أداة داعمة لتوجيه السياسات الوطنية وتطويرها. كذلك شدّدت الجمعية، في بيان أصدرته اليوم الأربعاء، على أهمية إطلاق حملات توعية بلغات عدّة تستهدف العمّال والعاملات الأجانب، لتعريفهم بحقوقهم وآليات الإبلاغ الآمن عن الانتهاكات، إلى جانب الخدمات القانونية والمأوى والرعاية الصحية الجسدية والنفسية.
في اليوم العالمي لمناهضة الاتجار بالأشخاص الذي يُصادف 30 تموز من كل عام، تجدد "تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان" التزامها بالتصدي لهذه الجريمة الخطيرة التي تنتهك الكرامة الإنسانية وتستهدف الفئات الأكثر هشاشة، من عاملات المنازل، إلى العمال المهاجرين واللاجئين الذين يُستغلّون… pic.twitter.com/CPtkfKIx8r
— تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الانسان (@TamkeenOrg) July 30, 2025
وأوضحت "تمكين"، أحد الأطراف الفاعلة في المجتمع المدني بالأردن، أنّ ضعف الوعي بمفهوم الاتّجار بالبشر يمثّل عائقاً أمام إنصاف الضحايا، إذ لا يدرك كثيرون منهم أنّ ما يختبرونه يُعَدّ جريمة بموجب القانون، الأمر الذي يؤدّي تالياً إلى تردّدهم في اتّخاذ إجراءات قانونية أو تقديم شكاوى للحصول على حقوقهم.
وحذّرت الجمعية الأردنية من أنّ عدم شمول العمّال المهاجرين في الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي يعزّز هشاشتهم، ويزيد من احتمال تعرّضهم للاستغلال. وشدّدت على أهمية التنسيق بين الجهات الأمنية والقضائية والصحية والاجتماعية، وكذلك ضمان إصدار تصاريح إقامة مؤقتة للضحايا في خلال التحقيقات، ومنع ترحيلهم قبل استكمال الإجراءات.
وعلى الرغم من التقدّم التشريعي، رصدت "تمكين" عوائق عدّة تحدّ من فعالية جهود مكافحة الاتّجار بالبشر، أبرزها حصر الجريمة في مجالات ضيّقة مثل العمل الجبري أو الدعارة أو التسوّل، من دون الاعتراف بأنماط أخرى مثل الزواج القسري. وبيّنت كذلك وجود ثغرات قانونية في قوانين العمل والعقوبات والإقامة والأجانب، بالإضافة إلى افتقار قانون منع الاتّجار بالبشر إلى تعريفات أساسية مثل العمل الجبري والسخرة والتسوّل المنظم، بحسب بيان الجمعية الصادر اليوم.
ولفتت جمعية "تمكين" إلى أنّ ثمّة حالات من الاتّجار بالبشر تتجاوز الحدود الوطنية، الأمر الذي يستدعي تعاوناً دولياً فعالاً بين بلدان المنشأ والعبور والمقصد، على الرغم ممّا تتطلّبه هذه العملية من وقت وموارد وتنسيق معقّد، الأمر الذي يعوق أحياناً الملاحقات القضائية الناجحة. وشدّدت "تمكين" على أنّ العاملات في المنازل هنّ من بين أكثر الفئات عرضة للاتّجار بالبشر في الأردن، نتيجة بيئة العمل المعزولة، والتبعية للكفيل، وغياب آليات تفتيش فعّالة، الأمر الذي يفتح الباب أمام انتهاكات لا تُرصَد إلا في مراحل متأخّرة.
في الإطار نفسه، أشارت جمعية "تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان" إلى أنّ النساء والفتيات في المناطق المهمّشة والمخيمات يتعرّضنَ لأشكال متعدّدة من الهشاشة، حيث يتقاطع الفقر مع تدنّي التعليم، وغياب الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي، الأمر الذي يجعلهنّ أكثر عرضة للزواج القسري والتسوّل والاستغلال، وهي أنماط تُصنّف اتّجاراً بالبشر بموجب القانون الدولي.
وكشفت "تمكين"، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة الاتّجار بالأشخاص، أنّها تلقّت 34 شكوى من ضحايا محتملين للاتّجار بالبشر في خلال الفترة الممتدّة ما بين يناير/ كانون الثاني 2024 ونهاية يونيو/ حزيران 2025، من بينها 27 شكوى في عام 2024، وسبع شكاوى أخرى في النصف الأول من عام 2025، الأمر الذي يعكس استمرار هذه الممارسات، على الرغم من التحرّكات الرسمية في هذا السياق.
وراوحت الشكاوى ما بين حالات احتجاز الحرية ومصادرة الجوازات (20 شكوى)، وتأخير أو عدم دفع الأجور (18)، وحرمان الغذاء أو العلاج (14)، وحرمان الاتصال بالعائلة (9)، والاعتداء الجسدي أو اللفظي (13)، والعمل القسري من دون إجازات ولساعات طويلة (16)، والعمل في أكثر من موقع خلافاً للعقد المبرم (6).
وأفادت الجمعية الأردنية بأنّ خطورة هذه الانتهاكات لا تكمن في عددها فحسب، بل في تشابكها في إطار كلّ واحدة من الحالات، الأمر الذي يدلّ على بيئات تُتيح تعدّد أنماط الاستغلال من دون رقابة كافية، خصوصاً في القطاعات المغلقة. وأكدت أنّ النساء يمثّلنَ النسبة الكبرى من ضحايا الاتّجار، خصوصاً العاملات المنزليات، إذ يتعرّضنَ لممارسات تمسّ كرامتهن الإنسانية مثل حجز وثائقهنّ الرسمية وحرمانهنّ الأجور وعزلهنّ عن العائلة وعملهنّ لساعات طويلة مرهقة، مبيّنةً أنّ هذه الممارسات تُصنَّف من ضمن جرائم الاتّجار بالبشر بحسب القانون.
ورأت جمعية "تمكين" أنّ انخفاض عدد الشكاوى لا يعكس بالضرورة الحجم الفعلي للانتهاكات، إذ ثمّة عوامل عديدة تحول دون تقديم الشكاوى، من بينها الخوف من التسفير والإبعاد. بالإضافة إلى ذلك، يواجه الضحايا عقبات أخرى مثل ضعف المعرفة القانونية، وصعوبة الوصول إلى الخدمات اللازمة، والحواجز اللغوية التي تعوق قدرتهم على التعبير عن معاناتهم أو المطالبة بحقوقهم بصورة فعّالة. وشدّدت على أنّ التحدي الحقيقي لا يكمن فقط في تزايد الحالات، بل في الطبيعة المعقّدة لهذه الانتهاكات التي تتداخل فيها أنماط متعدّدة من الاستغلال في كلّ حالة على حدة. وهذا الأمر يعكس وجود بيئات عمل تفتقر إلى الرقابة الفعّالة والإجراءات الرادعة، خصوصاً في القطاعات المغلقة التي تُعَدّ أكثر عرضة لهذه الممارسات.
## مصر: انقضاء فترة الدعاية قبيل انتخابات مجلس الشيوخ
30 July 2025 02:05 PM UTC+00
تنتهي، اليوم الأربعاء، فترة الدعاية للمرشحين في انتخابات مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية للبرلمان)، تمهيداً لإجراء الانتخابات خارج مصر خلال يومي 1 و2 أغسطس/آب المقبل، و4 و5 أغسطس داخل البلاد. ويبدأ الصمت الانتخابي، الذي يحظر فيه ممارسة أي شكل من أشكال الدعاية لمنع التأثير بالناخبين، في الساعة الثانية عشرة من ظهر غد الخميس، بحسب توقيت كل دولة في الخارج.
وفرض قانون مباشرة الحقوق السياسية المصري غرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه، ولا تزيد على 100 ألف جنيه، في حالة مخالفة أحد المرشحين قرارات الهيئة الوطنية بشأن فترة الصمت الانتخابي. ويبدأ الاقتراع بالخارج من الساعة التاسعة صباحاً حتى التاسعة مساءً، وفق توقيت كل دولة، على أن تتخللها ساعة راحة يحددها رئيس كل لجنة، بما لا يخل بسير العملية الانتخابية.
وتكشفت معالم أزمة سياسية عميقة في مصر، مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، بعدما ترشحت "القائمة الوطنية من أجل مصر" منفردة على نصف مقاعد مجلس الشيوخ، المخصصة لنظام القائمة المغلقة المطلقة، إثر عزوف الأحزاب والمستقلين عن تشكيل قوائم منافسة لها، باعتبار أن الانتخابات محسومة سلفاً لصالحها.
وتحظى القائمة الوطنية بدعم واسع من جميع أجهزة الدولة في مصر، بما في ذلك الهيئة الوطنية للانتخابات. وهي قائمة شكلت وتدار بمعرفة الأجهزة السيادية (الأمنية)، وتضم 12 حزباً موالياً للسلطة الحاكمة، أبرزهم مستقبل وطن وحماة الوطن والجبهة الوطنية والشعب الجمهوري، بالإضافة إلى الكيان المعروف باسم "تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين".
تحظى القائمة الوطنية بدعم واسع من جميع أجهزة الدولة في مصر، بما في ذلك الهيئة الوطنية للانتخابات
وبدأت أجواء الاحتفال بالفوز داخل معسكر القائمة، بعد تأكد فوز 100 مرشح بمقاعد القائمة في مجلس الشيوخ قبل إجراء الانتخابات، إذ تنص المادة الـ24 من قانون المجلس على أنه "إذا لم يترشح في دائرة مخصصة لنظام القوائم إلا قائمة واحدة، يعلن فوزها كاملة بشرط حصولها على 5% من إجمالي عدد الناخبين المقيدين في الدائرة".
كذلك، دفعت أحزاب القائمة الوطنية الأربعة الرئيسية بـ94 مرشحاً على النظام الفردي، المخصص له 100 مقعد، أغلبهم من رجال المال والأعمال البارزين، مثل أحمد صبور وجمال أبو الفتوح ومحمد مظلوم ومحمود مرجان وفتحي دسوقي وأحمد الباز ومحمد عريبي، وهو ما يعكس سعي القائمة نحو الفوز بأغلبية كاسحة في مجلس الشيوخ الجديد.
ومساء أمس الثلاثاء، نظم حزب مستقبل وطن مؤتمراً ختامياً للمرشحين عن القائمة والمقاعد الفردية في استاد القاهرة الرياضي، وسط حضور لافت من قيادات الحزب وأعضائه. وتولى إدارة المؤتمر الضابط السابق في جهاز الأمن الوطني بوزارة الداخلية، الأمين العام للحزب أحمد عبد الجواد.
وعبد الجواد ليس له أي تاريخ سياسي أو حزبي قبل عام 2020، حين استقال برتبة عقيد من جهاز الأمن الوطني، وعُين نائباً لرئيس قناة "المحور" الفضائية، التابعة لجهاز الأمن الوطني. وفاز بعضوية مجلس الشيوخ في العام نفسه، على القائمة المدعومة من النظام الحاكم، وبعدها بثلاث سنوات اختير أميناً للتنظيم في حزب مستقبل وطن، ونائباً لرئيس الحزب.
وفي سبتمبر/أيلول 2023، ألقي القبض على الباحث السياسي د. هيثم خليفة، واتُّهم بـ"الانضمام إلى جماعة إرهابية"، و"نشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة للإضرار بالأمن والنظام العام"، على خلفية نشره فيديو بقناته عبر موقع "يوتيوب"، سلط فيه الضوء على ثراء عبد الجواد السريع، وتحوله في غضون أعوام قليلة إلى أحد أهم رجال الأعمال في مصر، ودخوله في شراكة مع مستثمرين إماراتيين في مشاريع مرتبطة بتجارة الذهب.
وتضم القائمة الوطنية عن دائرة قطاع القاهرة عدداً من الأعضاء الحاليين في مجلس الشيوخ، مثل محمد حلاوة ومحمد منظور ومحمد المرشدي وأكمل فاروق وحسام الخولي عن حزب مستقبل وطن، وهيثم العوضي وياسر عبد المقصود وعادل مأمون عن حزب الجبهة الوطنية، وولاء هرماس عن حزب الشعب الجمهوري. كذلك ضمت نائب محافظ الدقهلية السابق هيثم الشيخ عن حزب حماة الوطن، زوج النائبة في مجلس النواب مي جبر، ابنة رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام سابقاً، كرم جبر.
وضمت القائمة عن دائرة قطاع الجيزة مجموعة واسعة من رجال الأعمال، منهم أحمد دياب وعصام هلال وعبد القادر الجارحي عن حزب مستقبل وطن، وأحمد أبو هشيمة عن حزب الشعب الجمهوري، وفايز أبو حرب ومحمد صلاح البدري عن حزب الجبهة الوطنية، وأحمد عبيد وصالح محمود عن حزب حماة الوطن.
وقاطعت الحركة المدنية الديمقراطية، وهي تكتل يضم مجموعة من الأحزاب الليبرالية واليسارية المصرية، انتخابات مجلس الشيوخ بسبب غياب ضمانات نزاهة الانتخابات مع إلغاء الإشراف القضائي الكامل، فضلاً عن اعتماد نظام القائمة المغلقة الذي يهدر أصوات 49% من الناخبين، ويسمح بفوز القائمة الحاصلة على (50% + 1) من الأصوات كاملة.
وعاد مجلس الشيوخ إلى الحياة النيابية بديلاً من مجلس الشورى السابق، بموجب التعديلات التي أدخلها مجلس النواب في عام 2019 على الدستور، بهدف تمديد فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي حتى عام 2030 بدلاً من 2022.
وفض المجلس فصله التشريعي الأول في 23 يونيو/حزيران الماضي، بعد نحو خمس سنوات من إبداء الرأي غير الملزم في مشاريع القوانين المُحالة عليه فقط، من رئيس الجمهورية أو مجلس النواب.
## أسطول الحرية: واشنطن فشلت بحماية أميركيين اختطفوا من على متن "حنظلة"
30 July 2025 02:06 PM UTC+00
قال تحالف أسطول الحرية، اليوم الأربعاء، إن حكومة الولايات المتحدة لم تقدم حتى الآن أي خدمات قنصلية لثلاثة من مواطنيها الذين احتجزتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد أن كانوا على متن السفينة "حنظلة" لكسر الحصار عن غزة، بالرغم من مرور أربعة أيام على احتجازهم، مؤكداً في بيان أن "هذا الفشل في توفير حتى أبسط الحماية أو الإشراف هو وصمة عار ويعكس التواطؤ الأوسع لحكومة الولايات المتحدة في تمكين انتهاكات إسرائيل المتكررة للقانون الدولي والجرائم ضد الإنسانية".
وأضاف التحالف أن المحتجزين الأميركيين هم "كريستيان دانيال سمولز، المؤسس المشارك لاتحاد عمال أمازون، وبريدون جيمس بيلوسو، وفرانك جوزيف رومانو، الناشط ورجل الإطفاء المتطوع والمحامي الدولي في مجال حقوق الإنسان". وقال التحالف إن بيلوسو أرسل رسالة لمشاركتها علناً، وجاء فيها: "لم يقم أي من مسؤولي السفارة الأميركية بزيارتنا أو الاستفسار عن حالتنا، على الرغم من مناشداتنا المتكررة".
وأعلن فرانك رومانو، الذي بدأ إضراباً عن الطعام والماء لمدة ثلاثة أيام، أنه سيستأنف شرب الماء اعتباراً من الساعة 18:00 اليوم، لكنه سيواصل إضرابه عن الطعام حتى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. وشارك هو الآخر الرسالة التالية من الاحتجاز:
"بعد إكمال ثلاثة أيام من الإضراب عن الطعام والماء، سأبدأ بشرب الماء في الساعة 18:00 اليوم. ومن الآن فصاعداً، سأواصل الإضراب عن الطعام حتى تتم الموافقة على وقف إطلاق النار من قبل الجانبين.. لقد أمضيت بالفعل ثلاثة أيام من دون طعام أو ماء. والآن سأواصل الإضراب عن الطعام حتى وقف إطلاق النار"، مضيفاً: "ومن الملح أن يجتمع العالم لإنهاء الاحتلال في غزة والضفة الغربية وكل فلسطين. هذه أوقات يائسة، وعلينا أن نتخذ إجراءات يائسة. حياتي ليست سوى مركبة، وهذا لا يتعلق بي، بل يتعلق بتسليط الضوء على غزة". وشدد رومانو على أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية التحرك ضد الحصار الإسرائيلي غير القانوني والإبادة الجماعية المستمرة للفلسطينيين في غزة.
وأدان تحالف أسطول الحرية صمت الحكومة الأميركية وفشلها في حماية مواطنيها الذين تم اختطافهم قسراً أثناء قيامهم بمهمة سلمية وإنسانية لتحدي الحصار الإسرائيلي غير القانوني على الفلسطينيين في غزة، داعياً المواطنين الأميركيين إلى الاتصال بالسفارات ومطالبة الولايات المتحدة بحماية مواطنيها وإنهاء الإبادة الجماعية في غزة.
وأمس الثلاثاء، أعلن تحالف أسطول الحرية تعرض الناشط الأميركي كريستيان سمولز لعنف جسدي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء احتجازه. وأفاد التحالف، في بيان، أنّ الناشط الأميركي سمولز تعرّض للعنف على يد 7 جنود إسرائيليين يرتدون الزي العسكري. وأضاف أنّ سمولز تعرّض لمحاولة خنق وركل من الجنود الإسرائيليين وظهرت علامات العنف بوضوح على رقبته وظهره. وذكر أنّ 6 من عناصر الشرطة الإسرائيلية حاصروا سمولز خلال لقائه بمحاميه. وأدان تحالف أسطول الحرية العنف الذي مورس ضد الناشط، وطالب بمحاسبة المسؤولين عن الاعتداء والمعاملة التمييزية التي تعرّض لها.
والسبت، اقتحمت قوات من البحرية الإسرائيلية، سفينة "حنظلة" التي تقلّ متضامنين دوليين في أثناء توجهها إلى قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع الفلسطيني، وسيطرت عليها بالكامل واقتادتها إلى ميناء أسدود. وكانت "سفينة حنظلة" وصلت إلى حدود 70 ميلاً من غزة، إذ تجاوزت المسافات التي قطعتها سفن سابقة مثل "مرمرة الزرقاء" التي كانت على بعد 72 ميلاً قبل اعتراضها من إسرائيل عام 2010، وسفينة "مادلين" التي وصلت مسافة 110 أميال، وسفينة "الضمير" التي كانت على بُعد 1050 ميلاً، وفق اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة.
وفي 13 يوليو/ تموز الجاري، أبحرت السفينة من ميناء سيراكوزا الإيطالي، قبل أن ترسو في ميناء غاليبولي في 15 من الشهر نفسه، لتجاوز بعض المشكلات التقنية، لتعاود الإبحار مجدداً في 20 يوليو باتجاه غزة. وليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، إذ استولى جيش الاحتلال الإسرائيلي في 9 يونيو/ حزيران الماضي، على سفينة "مادلين" ضمن أسطول الحرية من المياه الدولية، بينما كانت في طريقها إلى قطاع غزة المحاصر لنقل مساعدات إنسانية، واعتقل 12 ناشطاً دولياً كانوا على متنها، ولاحقاً رحّلت إسرائيل الناشطين شرط التعهد بعدم العودة إليها.
ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنّها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ومع الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء منذ 2 مارس/ آذار الماضي، تفشت المجاعة في أنحاء القطاع، وظهرت أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى.
## فوزي البنزرتي والأفريقي: قصة طويلة تصل إلى فصلها السابع
30 July 2025 02:12 PM UTC+00
باشر المدرب، فوزي البنزرتي (75 سنة)، مهامه مساء يوم الثلاثاء، مع فريقه الجديد، النادي الأفريقي، وتسلّم قيادته رسمياً، تحضيراً للموسم المقبل الذي سيشهد انطلاقة الدوري التونسي الممتاز لكرة القدم في التاسع من شهر أغسطس/آب القادم. 
ودخل البنزرتي تاريخ الأفريقي عندما أصبح أكثر مدرب يقود هذا النادي العريق، وذلك للمرّة السابعة في مسيرته الطويلة، وهو رقم غير مسبوق في كل الأندية التونسية، ما يترجم تفوّقه على باقي زملائه، ويؤكد بالفعل أنه يستحق لقب شيخ المدربين التونسيين، الذي اشتهر به منذ سنوات طويلة. 
وبدأت قصة البنزرتي مع النادي الأفريقي، خلال الفترة الممتدة بين سنتي 1989 و1991، حيث توّج في ذلك الوقت بلقب الدوري التونسي. أمّا المحطة الثانية، فكانت في موسم 1999-2000، والتجربة الثالثة في موسم 2011-2012، التي شهدت بلوغه الدور النهائي لبطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، رغم تواضع الرصيد البشري للفريق في ذلك الموسم. وكانت بقية الفترات التي قاد فيها البنزرتي، النادي الأفريقي، سريعة، تحديداً سنوات 2013 و2018 والعام الماضي 2024، حيث تسلّم الفريق في آخر الموسم، وقاده إلى تحسين مستواه ونتائجه، قبل أن يغادر سريعاً إلى تدريب منتخب بلاده، واستجاب بذلك لمطالب رسمية من الحكومة التونسية بقيادة "نسور قرطاج"، في الوقت الذي تشهد فيه الكرة المحلية فترة انتقالية تحت قيادة هيئة التسوية التي كلّفها "فيفا" خلافة الرئيس السابق للاتحاد، وديع الجريء، مؤقتاً.
وعاش الأفريقي حتى الآن، صيفاً صعباً، بسبب الخلاف الذي وقع بين الإدارة والمدرب الساحلي، الذي أقيل من مهامه سريعاً، ليقف النادي أمام حتمية التعاقد مع مدرب جديد، قبل أيام قليلة من بداية الدوري، لكن كل الأسماء التي رُشحت لم تنل الإجماع في صفوف المسؤولين والجماهير، وفي الأثناء برز اسم البنزرتي بوصفه المدرب الوحيد القادر على إنقاذ الأفريقي من وضعه الحالي، والمساهمة في عودة الإشعاع للفريق الذي يبحث عن لقب الدوري الغائب عن خزائنه منذ سنة 2015. 
ويشتهر البنزرتي في تونس بأنه صاحب العصا السحرية التي تغيّر من الواقع الفني للفرق في ظرف قصير، وهو ما ظهر في أغلب تجاربه السابقة، آخرها مع الاتحاد المنستيري في الموسم الماضي، عندما تسلّم الفريق في النصف الثاني من الموسم، وقاده إلى مركز الوصافة في الدوري، بعد منافسة قوية مع الترجي، وكذلك إلى نصف نهائي الكأس. ومن الصدف أن البنزرتي خلف في ذلك الوقت، محمد الساحلي، ليعيد التاريخ نفسه من جديد، ويتكرر الأمر في النادي الأفريقي.
## أزنو إلى البريمييرليغ: هل يطوي منتخب المغرب أزمة الظهير الأيسر؟
30 July 2025 02:20 PM UTC+00
تنفس النجم المغربي الواعد آدم أزنو (19 عاماً)، الصعداء بتعاقده رسمياً، أمس الثلاثاء، مع نادي إيفرتون الإنكليزي، بموجب عقد يمتد لأربع سنوات، قادماً إليه من نادي بايرن ميونخ الألماني، دون الكشف عن القيمة المالية للصفقة، بينما أشارت بعض التقارير إلى أنها بلغت تسعة ملايين يورو، بالإضافة إلى ثلاثة ملايين يورو متغيرات.
وجاءت هذه الخطوة لتعيد البسمة إلى الموهبة المغربية الواعدة، آدم أزنو، بعد معاناة مع ناديه السابق، بايرن ميونخ الألماني، إثر خروجه كلياً من حسابات مدربه البلجيكي، فينسيت كومباني (39 عاماً)، إذ من المرجح أن تفتح أمامه آفاقاً واسعة لإثبات مهاراته في أحد أكثر الدوريات الأوروبية تشويقاً وإثارة، خصوصاً بعد تجربة ناجحة خاضها معاراً في صفوف نادي بلد الوليد الإسباني الموسم الماضي، تاركاً بصمته في 13 مباراة بـ "الليغا"، قدم خلالها أداءً باهراً.
وأعرب آدم أزنو، في تصريح لقناة نادي إيفرتون الإنكليزي، أمس الثلاثاء، عن فرحته العارمة بالانضمام إلى "البريمييرليغ"، باعتباره الدوري الأفضل في العالم، وتابع قائلاً: "المشروع الذي قُدم لي كان جيداً، بالإضافة إلى حديث المدرب ديفيد مويس معي، لقد منحني الثقة، لهذا جاء قراري سريعاً".
وستمثل هذه التجربة بارقة أمل للاعب آدم أزنو، الذي يطمح في خوض دقائق لعب أكثر مع إيفرتون الإنكليري، كما يأمل من خلالها المدير الفني لمنتخب المغرب، وليد الركراكي (49 عاماً)، إنهاء أزمة الظهير الأيسر، الذي ظل يشكّل حجر عثرة في تشكيلة القائد أشرف حكيمي (26 عاماً) منذ سنوات، ولعلها من بين الأسباب، التي فرضت توظيف نصير مزراوي (27 عاماً) في غير مركزه المعتاد، وهو الظهير الأيمن، لكن مهمة اللاعب الشاب أزنو لن تكون سهلة بكل تأكيد، في ظل المنافسة القوية على هذا المركز، بعد بروز بعض الأسماء مثل موهبة نادي جينك البلجيكي، زكريا الوحدي (23 عاماً)، ونجم نادي الرجاء الرياضي، يوسف بلعمري (26 عاماً)، وعليه أصبح أزنو مطالباً بإثبات علو كعبه بسرعة مع نادي إيفرتون الإنكليزي في "البريمييرليغ"، حتى يضمن مكانه ضمن القائمة النهائية، التي سيعتمد عليها المدرب وليد الركراكي، في بطولة كأس أمم أفريقيا، المقرر إقامتها في المغرب، خلال الفترة ما بين 21 ديسمبر/ كانون الأول و18 يناير/ كانون الثاني المقبلين.
وجدير بالذكر أن آدم أزنو صاحب الـ 19 عاماً يعد من المواهب النادرة التي تخرجت في أكاديمية "لاماسيا"، التابعة لنادي برشلونة الإسباني، إذ قضى بها ثلاث سنوات، قبل الانضمام إلى بايرن ميونخ الألماني صيف 2023، ومنه إلى الدوري الإنكليزي الممتاز عبر بوابة فريق إيفرتون.
## "غوغل" ستوقّع على مدونة قواعد السلوك الأوروبية للذكاء الاصطناعي
30 July 2025 02:27 PM UTC+00
أعلنت "غوغل"، اليوم الأربعاء، أنها ستوقّع على مدونة قواعد السلوك الخاصة بنماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بالاتحاد الأوروبي، على عكس "ميتا". وقال رئيس الشؤون العالمية في "غوغل"، كينت ووكر: "سننضم إلى الكثير من الشركات الأخرى (...) في التوقيع على مدونة قواعد السلوك الخاصة بالاتحاد الأوروبي للذكاء الاصطناعي المخصص للاستخدام العام".
وسبق لشركة أوبن إيه آي، مبتكرة "تشات جي بي تي"، ولشركة "ميسترال" الفرنسية الناشئة، أن أعلنتا عن توقيعهما على مدونة السلوك هذه، بينما صرّحت "ميتا" ("فيسبوك"، "إنستغرام" وسواهما)، وهي من أشد منتقدي القواعد الرقمية الأوروبية، بأنها لن تفعل ذلك.
ونُشرت هذه التوصيات الأوروبية في 10 يوليو/ تموز، وهي تتناول أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي، مثل "تشات جي بي تي"، وتركز خاصة على قضايا حقوق النشر. ويدعو الاتحاد الأوروبي إلى استبعاد المواقع المعروفة بأعمال القرصنة المتكررة من الذكاء الاصطناعي، ويطلب من الموقعين الالتزام بالتحقق من أن نماذجهم لا تحتوي على مضامين مسيئة أو عنيفة. وصُممت هذه التوصيات لنماذج الذكاء الاصطناعي المخصصة للاستخدام العام، مثل "تشات جي بي تي" و"غروك" من منصة "إكس"، و"جيميناي" من "غوغل".
واستحوذت "غروك" على اهتمام إعلامي واسع أخيراً لنشرها مواقف متطرفة ومسيئة. واعتذرت شركة إكس إيه آي الناشئة المملوكة لإيلون ماسك والمسؤولة عن "غروك" عن "السلوك الفظيع" لبرنامجها المخصص للدردشة.
"غوغل" تنتقد رغم التوقيع
رغم كون هذه "المدونة" غير مُلزمة، ستستفيد الشركات الموقعة عليها من "عبء إداري مُخفّف" عند إثبات امتثالها للتشريعات الأوروبية للذكاء الاصطناعي، وفقاً لما وعدت به المفوضية الأوروبية. وأثار هذا التشريع الذي سمّيَ "قانون الذكاء الاصطناعي"، غضب شركات التكنولوجيا العملاقة، التي دعت مراراً وتكراراً إلى تأجيل تنفيذه. وكرّرت "غوغل" الأربعاء أن القواعد الأوروبية "قد تؤدي إلى إبطاء تطوير الذكاء الاصطناعي في أوروبا".
لكنّ المفوضية أبقت على جدولها الزمني، إذ يبدأ التنفيذ في 2 أغسطس/ آب، ويدخل معظم المتطلبات حيز التنفيذ بعد عام. وأكدت المفوضية أنها تسعى إلى الحدّ من تجاوزات الذكاء الاصطناعي مع تجنّب خنق الابتكار. ولهذا السبب، تُصنّف الأنظمة وفقاً لمستوى خطورتها، مع فرض قيود تتناسب مع مستوى الخطورة. وستخضع التطبيقات العالية المخاطر، المستخدمة على سبيل المثال في البنية التحتية الحيوية، والتعليم، والموارد البشرية، وإنفاذ القانون، لمتطلبات أكثر صرامة بحلول سنة 2026 قبل أي ترخيص تسويق في أوروبا.
(فرانس برس)
## كاميرات مثبتة على أجساد الحكام في البطولات قريباً.. ما القصة؟
30 July 2025 02:46 PM UTC+00
أعلن المجلس الدولي لكرة القدم، وهو الجهة المسؤولة عن سنّ قوانين اللعبة، منحه الضوء الأخضر لاستخدام كاميرات مثبتة على أجساد الحكم في جميع البطولات المحلية والعالمية في كرة القدم، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته هذه التقنية الجديدة في بطولة مونديال الأندية 2025. 
واستُخدمت تقنية الكاميرات المثبتة على أجساد الحكم خلال مباريات بطولة كأس العالم للأندية 2025، التي أقيمت بين شهري يونيو/حزيران الماضي ويوليو/تموز الحالي، في أميركا، وشهدت تتويج نادي تشلسي الإنكليزي باللقب العالمي إثر التفوق على نادي باريس سان جيرمان الفرنسي في المباراة النهائية بثلاثية نظيفة، في المواجهة التي أقيمت في ملعب ميتلايف استاديوم الكبير. 
وأوضحت اللجنة التنفيذية في المجلس الدولي لكرة القدم في بيان رسمي، الأربعاء، أن القرار يأتي بعد النجاح الذي حققته التجربة في بطولة كأس العالم للأندية الأخيرة، حيث استُخدمت الكاميرات لتوفير زاوية جديدة في البث التلفزيوني تُظهر ما يراه الحكم مباشرة في أثناء المباريات. وكانت الجمعية العمومية السنوية للمجلس، التي انعقدت في شهر مارس/آذار الماضي، قد وافقت على إطلاق تجربة الكاميرات الجسدية، لكنها كانت مقتصرة في البداية على بطولات فيفا فقط. أما الآن، فأصبحت جميع البطولات الأخرى مؤهلة للمشاركة في هذه الاختبارات، مع إمكانية تقديم ملاحظات وبيانات مفيدة من أجل تطوير استخدام هذه التكنولوجيا في المستقبل. 
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا قد أكد في وقت سابق أن استخدام كاميرات مثبتة على جسد الحكم الرئيسي الذي يقود المباراة على أرض الملعب، يمنح المشجعين تجربة مشاهدة مُميزة وأكثر واقعية وتفاعلية من خلال إظهار وجهة نظر الحكم في لحظات مختلفة من المباراة، وهو الأمر الذي اختُبر أخيراً بشكل واضح في بطولة كأس العالم للأندية، بغية رصد مدى فاعلية هذه الزاوية في تحسين جودة النقل والبث المباشر.
## الأميركيون يدفعون فاتورة رسوم ترامب الجمركية
30 July 2025 02:58 PM UTC+00
لا يفوّت الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مناسبة دون الترويج لرسومه الجمركية التي فرضها عالمياً فأصبحت الأعلى في التاريخ الأميركي منذ عام 1930، حين مرر الكونغرس في ظل الكساد العالمي الكبير قانون سمووت-هاولي، الذي رفع بعض الرسوم إلى 60%. في وعود الرئيس وأنصار سياسته، ستتبدى الرسوم الجمركية في صورة أموال تساهم في خفض الضرائب أو حتى مدفوعات نقدية للمواطنين، كذلك فإنها ستؤدي إلى إحياء الصناعات الأميركية وإعادة الروح إلى "حزام المدن الصدئة" بإجبار الشركات التجارية على نقل مصانع إنتاجها إلى الولايات المتحدة لتجنب "تسونامي" التعريفات، فهل تعكس تلك المواقف حقيقة الرسوم ومن يتحمل فاتورتها؟
تقول مجلة "إيكونوميست" البريطانية إن معظم الاقتصاديين من ذوي الخبرة، يرون أن الأميركيين العاديين هم من سيدفعون قيمة كل أو بعض تلك الرسوم، لأن الأسعار في المتاجر سترتفع. أما ترامب ودائرته المقربة، فيصرّون بلا مبالاة على أن بقية العالم ستتحمل العبء من خلال خفض أسعار البيع لديهم. لكن لا توجد حتى الآن أدلة تدعم رواية الرئيس ومؤيديه.
كذلك تُظهر الدراسات والأبحاث الاقتصادية أنه عندما تفرض دولة رسوماً جمركية على وارداتها، فغالباً ما يحتفظ المورّدون الأجانب بأسعارهم كما هي تقريباً، لتضاف إليها الرسوم الجمركية الجديدة وتمرر الفاتورة إلى المستهلك. هذا ما حدث تماماً في فترة إدارة ترامب الأولى، حين فرض رسوماً على الصين وغيرها. ووجدت دراسة من عام 2019 أن الرسوم مُررت بالكامل إلى الأسعار المحلية للسلع المستوردة.
وتكشف "إيكونوميست" عن أن بعض الشركات الأجنبية تتخذ موقفاً مشابهاً في الرد على الرسوم الجديدة التي فرضها ترامب أخيراً. ففي إبريل، زادت "فيراري" حوالى 10% على أسعار سياراتها. وأعلنت شركة "إينيوس" البريطانية أنها سترفع أسعار مركبتها "غرينادير" المخصصة للطرق الوعرة. أما "كانون" اليابانية لصناعة الكاميرات، فقد حذّرت الوكلاء من ضرورة الاستعداد لزيادات في الأسعار.
كما أعلنت عملاق الأحذية الرياضية الألمانية "اديداس" يوم الأربعاء انها بصدد زيادة أسعار منتجاتها للمستهلكين الأمريكيين بعدما ارتفع نفقات التصنيع عليها بـ 200 مليون دولار بسبب الرسوم الجمركية الأميركية. 
وتنقل وكالة أنباء أسوشييتد برس عن تحليل اقتصادي صدر الثلاثاء أن رسوم ترامب ستؤدي إلى ارتفاع نفقات المصانع بنسبة تراوح بين 2% و4.5% تقريباً. ويقول التحليل الصادر عن مركز واشنطن للنمو العادل إن "العديد من الشركات ستتعرض لضائقة مالية"، مضيفاً أن هذه التغييرات التي تبدو طفيفة في المصانع ذات هوامش الربح الضئيلة "قد تؤدي إلى ثبات الأجور، إن لم يكن إلى تسريح العمال وإغلاق المصانع" إذا أصبحت التكاليف غير محتملة.
النمط العام لا يوحي بأن تداعيات الرسوم قد انعكست أو انحسرت كاملة في السوق الأميركية. فقراءة معدل التضخم لشهر يونيو مثلاً، أشارت إلى ارتفاع أسعار المستهلك الأساسية (باستثناء الغذاء والطاقة) بنسبة 0.2% مقارنة بالشهر السابق، وهو أقل من التقدير المتوقع البالغ 0.3%. ووجد بعض المحللين أدلة على زيادات ناتجة من الرسوم الجمركية في قطع غيار السيارات على سبيل المثال. رغم ذلك، يتبنى مجلس الاحتياط الفيدرالي موقفا حذراً منذ شهور تجاه خفض أسعار الفائدة، وهو الأمر الذي يلحّ عليه الرئيس الأميركي كثيراً، تحسباً من ارتدادات الرسوم الجمركية في صورة مزيد من التضخم محلياً. ومن المستبعد أن يخفض المجلس معدلات الفائدة بربع نقطة عن مستواها الحالي 4.3% في مايو، مفضلاً إرجاء الأمر إلى سبتمبر، أملاً في أن تصبح الصورة أكثر وضوحاً.
من يدفع الثمن؟
ويكشف تحليل لوكالة بلومبيرغ عن أن المناخ العام في قطاع الأعمال الأميركي لا يزال متسماً بالتوجس رغم التحسن الذي يسجله أداء الأسواق المالية. وتقول الوكالة إن "الرسوم الجمركية بدأت بالفعل تؤثر سلباً في أرباح عمالقة الأعمال في الولايات المتحدة مثل جنرال موتورز وداو إنك وتسلا. وعلى الرغم من أنها لم تتسبب حتى الآن في صدمة تضخمية كبيرة، فإن المستهلكين الأميركيين، المحرك الرئيسي للاقتصاد، ما زالوا صامدين، وإن كانوا يُظهرون بعض علامات الضغط".
الأمر نفسه تؤكده "مؤسسة جي بي مورغان" الأميركية في تحليل حديث لها بأن الرسوم الجمركية لا تزال عاملاً مقلقاً في ما يتعلق بالتضخم، رغم ذلك تشير إلى أن الشركات الأميركية قادرة في الوقت الراهن على استيعاب جزء من التكلفة بدلاً من تحميلها كاملة على كاهل المستهلك. وحسب "جي بي مورغان" فإن المستهلكين الأميركيين، والشركات الأميركية، والمصدرين الأجانب جميعهم يساهمون في تحمل تكاليف الرسوم الجمركية. وتقول المؤسسة: "تقديراتنا تشير إلى أن المستهلكين الأميركيين يدفعون نحو ثلث الرسوم حتى الآن، بينما يتقاسم المصدّرون الأجانب والشركات الأميركية نسبة الـ 66% المتبقية، وذلك استناداً إلى تحليلنا لأسعار السلع وإيرادات الرسوم حتى شهر يونيو".
وتشكك دوائر كثيرة في شرعية الاتفاقات التجارية التي يبرمها ترامب بمصافحة أو تصريح رئاسي دون العودة إلى الكونغرس، لكن ما يزيد الشكوك بالنسبة إلى الاقتصاد، سعي هذه الإعلانات للأرقام الضخمة التي يبدو أنها مصممة عمداً لإبهار أنصار ترامب والداخل الأميركي دون وجود حقيقي لها. (على سبيل المثال، إعلان تعهد اليابان باستثمار 550 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي، وتعهد الاتحاد الأوروبي بـ 600 مليار، لا يوجد ما يثبت ذلك).
ورغم إلحاح إدارة ترامب على تصوير الاتفاقات التجارية التي توصلت إليها مع الشركاء التجاريين بالنصر المطلق (الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي نموذجاً)، فإن خبراء كثيرين يرون صعوبة في استمرارية نجاح ذلك النموذج القائم على فرض الإرادة لا التفاوض.
وترى صحيفة "وول ستريت جورنال" أن أساس الاتفاقات حتى الآن هو العقلية "الترامبية" التي تراهن على أن خسائر الآخرين ستكون أكبر من خسائر الولايات المتحدة في حال اندلاع حرب تجارية. هكذا فضل الشركاء التجاريون من الاتحاد الأوروبي وحتى اليابان وكوريا الجنوبية، ومن المتوقع أن تلحق بالركب كندا والمكسيك، فضلوا تجنب الحرب التجارية مع الاقتصاد الأكبر عالمياً، لكن ذلك لا يعني أن "الترامبية" قد حققت السلام التجاري العالمي.
## قافلة إلى السويداء لإجلاء سكان من بينهم أردنيون وأميركيون
30 July 2025 03:18 PM UTC+00
أفادت مصادر مطّلعة "العربي الجديد" بأنّ قافلة تابعة لجمعية الهلال الأحمر العربي السوري تستعدّ لدخول مدينة السويداء جنوبي البلاد، اليوم الأربعاء، لإجلاء عدد من العائلات التي أعربت عن رغبتها في مغادرة المدينة، في ظلّ التوتّرات الأمنية التي تشهدها محافظة السويداء منذ أسابيع، من ضمنها الحوادث الدامية الأخيرة.
وأشارت المصادر لـ"العربي الجديد" إلى أنّ من بين الذين سوف يجري إجلاؤهم أشخاصاً يحملون الجنسية الأردنية وآخرين الجنسية الأميركية، علماً أنّ وصولهم سوف يُؤمَّن إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن تمهيداً لمغادرتهم الأراضي السورية.
وقد خرجت بالفعل دفعة من الحافلات التي أقلّت عدداً من العائلات والأفراد من مدينة السويداء عبر ممرّ بصرى الشام الإنساني، عصر اليوم الأربعاء، ترافقها فرق للهلال الأحمر العربي السوري. وبيّنت المصادر نفسها أنّ هذه الدفعة تأتي في سياق المرحلة الأولى من عملية الإجلاء، في حين يُتوقَّع أن تخرج دفعة ثانية في وقت لاحق من مساء اليوم.
وتُعَدّ هذه القافلة الإنسانية السابعة التي تغادر مدينة السويداء منذ الحوادث الدامية الأخيرة، إذ سبقتها قوافل مماثلة ضمّت عائلات من عشائر البدو إلى جانب عائلات أخرى من أبناء المدينة نفسها، بالإضافة إلى موظفين لدى وكالات تابعة للأمم المتحدة. كذلك سبق أن خرجت عائلة يحمل أفرادها الجنسية الأردنية وتوجّهت إلى معبر نصيب الحدودي، بإشراف مباشر من السلطات السورية.
في سياق متصل، نقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لدى سورية ستيفان ساكاليان، اليوم الأربعاء، أنّ التنسيق مستمرّ مع السلطات السورية في دمشق وكلّ الجهات الفاعلة على الأرض في محافظة السويداء لدعم الاستجابة الإنسانية فيها. وأكد أنّ اللجنة مستعدّة كلياً لمواصلة العمل من أجل التخفيف من تبعات الحوادث الأخيرة في المحافظة على المجتمعات المتأثّرة بها.
وأوضح ساكاليان أنّ فريقاً من اللجنة الدولية للصليب الأحمر انضمّ إلى القوافل الإنسانية التابعة لجمعية الهلال الأحمر العربي السوري التي دخلت إلى السويداء أخيراً، من ضمن الجهود المتواصلة لتعزيز الاستجابة الإغاثية للأسر المتضرّرة وتلبية احتياجاتها الأساسية. أضاف أنّ زيارة الفريق، الذي ضمّ متخصّصين في مجالات متعدّدة، مثّلت فرصة لفهم الوضع بطريقة أفضل وتوسيع نطاق الاستجابة لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً بالتعاون الوثيق مع الهلال الأحمر العربي السوري. وتابع ساكاليان أنّ الفريق أجرى لقاءات مع عدد من العائلات وفعاليات مجتمعية وعاملين في المجال الصحي، بهدف تحديد أكثر الاحتياجات أهمية وضرورة في الوقت الراهن.
## إسرائيل تهدد بوقف إلقاء المساعدات إذا صوّر الإعلام غزة من الجو
30 July 2025 03:27 PM UTC+00
هدّدت إسرائيل بمنع إلقاء المساعدات على غزة من الجو إذا استخدمت وسائل الإعلام الدولية الطائرات لتصوير المنطقة التي شهدت تدميراً إسرائيلياً وقتلاً في حرب إبادة خلّفت 60 ألفاً و138 شهيداً، و146 ألفاً و269 مصاباً. ويأتي ذلك بينما يمنع الاحتلال الإسرائيلي أي وسيلة إعلامية دولية من دخول القطاع مخافة افتضاح جرائمه أكثر أمام الرأي العام العالمي، بينما قتل 232 صحافياً في القطاع.
تصوير غزة من الجو ممنوع
كانت قناة سكاي نيوز البريطانية قد انضمت إلى عملية إلقاء المساعدات التي قادها الجيش الأردني، لكنها أُبلغت بأنها غير مسموح لها بتصوير غزة من الجو. وقالت القناة إن "رحلة يوم الاثنين جاءت بشروط صارمة على وسائل الإعلام. قيل لنا إن الجانب الإسرائيلي حذّر من أن أي لقطات لغزة تُصوَّر من الجو قد تؤدي إلى إلغاء رحلات الإغاثة هذه".
وترسل الحكومة البريطانية طائرات تجسّس باستمرار فوق غزة منذ بدء حرب الإبادة، لكنها رفضت نشر أي صور التقطتها، حتى في الأيام التي قُتل فيها عمّال إغاثة بريطانيون في غارات إسرائيلية. والاثنين الماضي، نشرت منظمتان إسرائيليتان بارزتان لحقوق الإنسان استنتاجات تفيد بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين. أضافت "سكاي نيوز": "لكن القبضة الحديدية لإسرائيل لم تمنع صور غزة من الخروج، ما أرعب الناس في جميع أنحاء العالم. والسؤال الآن هو: ما الذي سيفعله المجتمع الدولي حيال ذلك".
غزة من الجو دمار
لو صوّرت الكاميرات غزة من الجو، فستوثّق الدمار والباحثين عن الطعام والمهجّرين. دمرت الهجمات الإسرائيلية مناطق شاسعة من غزة، وشرّدت حوالى 90 في المائة من السكان، وتسبّبت في أزمة إنسانية كارثية. وفيما تحذّر المنظمات الدولية من "أسوأ سيناريو للمجاعة"، واصلت إسرائيل قصف قطاع غزة. ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، متهم بارتكاب جريمة إبادة جماعية، وصدرت فيه حقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية.
ويحتاج قطاع غزة إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة يومياً لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية والصحية، إلا أن إسرائيل لم تسمح خلال الشهور الماضية إلا بإدخال ما لا يتجاوز 5 في المائة من هذه الاحتياجات. وأعلن "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، وهو المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم، أن "أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن" في قطاع غزة المحاصر والمدمّر بفعل حرب الإبادة المستمرة منذ 21 شهراً.
## القائمة الطويلة لجائزة بوكر للرواية.. عن الهوية الفردية والجماعية
30 July 2025 03:53 PM UTC+00
بحسب إعلان لجنة تحكيم جائزة البوكر للرواية في لندن، مساء أمس الثلاثاء، تدور جميع الأعمال المتنافسة هذا العام حول الهوية؛ ببعديها الفردي والجمعي، وفي جغرافيا وثقافات متداخلة، عن القائمة الطويلة التي ضمّت ثلاثة عشر كاتباً، سبق لأربعة منهم الترشح على قوائم الجائزة.
تتنافس رواية "وحدة سونيا وصني" للكاتبة الهندية كيران ديساي، على الجائزة التي لغير البريطانيين الترشح إليها منذ عام 2014، وهذه هي المرة الثانية التي تترشح بها للقائمة الطويلة بعد وصول روايتها "ميراث الخسارة" إلى الجائزة سنة 2006.
وتتناول ديساي في روايتها الجديدة التي استغرقت كتابتها ما يقرب من 20 عامًا، لتمتدّ على 667 صفحة، قصة شاب وشابة من الهند يعيشان عزلة مركبة في الولايات المتحدة، لينفتح الحب الذي يجمعهما على ذاكرة بلديهما الذي تفرّقه الطبقات والأعراق والأديان رغم تاريخها الطويل المشترك.
تضمّ القائمة الطويلة 13 كاتباً نشروا رواياتهم حديثاً في المملكة المتحدة وأيرلندا
أما الكاتب الماليزي، الذي وُلد في تايوان ويقيم في بريطانيا، فتتافس روايته "الجنوب" التي تكون ثالث عمل ترشّح على القائمة الطويلة، وتقع أحداثها في مزرعة بجنوب ماليزيا يتعارف فيها شابان من خلفيات اجتماعية وتعليمية متباينة، فيشعران بالاختلاف الذي يحيل إلى قضايا وتغيرات أكبر تهمّ العالم كله.
في جغرافيا أخرى، تسرد الكاتبة الأوكرانية ماريا ريفا في روايتها "إندلينغ" حكاية ثلاث نساء؛ إحداهن عالمة بيئة تعيش في مختبر متنقل وتجمع أنواعا من الحلزون مهددة بالانقراض حتى تلتقي عاملتين في شركة رحلات، وهما ابنتا ناشطة نسوية، ومن خلال الأحداث تنكشف وقائع الحرب في أوكرانيا وما أحدثته من خراب بيئي وتجارة غير مشروعة.
تضمّ القائمة الطويلة 13 كاتباً نشروا رواياتهم حديثاً في المملكة المتحدة وأيرلندا وفق شروط الجائزة، وهم كلير آدم من ترينيداد وتوباغو عن روايتها "أشكال الحب"، وناتاشا براون وجوناثان باكلي وبنيامين وود وأندرو ميلر من بريطانيا عن رواياتهم على التوالي "العالمية" و"قارب واحد" و"ناطحة سحاب" و"الأرض في الشتاء"، وسوزان تشوي وبن ماركوفيتس من الولايات المتحدة عن روايتهما "المصباح الأميركي" و"بقية حياتنا"، وكاتي كيتامورا، الأميركية من أصل ياباني، عن "روايتها "تجربة أداء"، وليديا زوغا من ألبانيا عن روايتها "سوء تفاهم، وديفيد سالاي من كندا عن روايته "الجسد".
الجائزة التي تبلغ قيمتها 50 ألف جنيه إسترليني، ظلّت تمنح منذ تأسيسها لروائيين من دول الكومنولث قبل أن تستقبل ترشيحاتها من مختلف بلدان العالم عن روايات مكتوبة بالإنكليزية منشورة في المملكة المتحدة وأيرلندا، ونالتها العام الماضي الروائية الإنكليزية سمانثا هارفي عن روايتها "المداري". وستعلن القائمة القصيرة للجائزة في 23 سبتمبر/ أيلول المقبل، بينما يتسلم الفائز الجائزة في حفل يقام في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025.
## وفاة البطلة الأولمبية لورا دالماير في حادث تسلّق مروّع بباكستان
30 July 2025 03:59 PM UTC+00
فُجعت الساحة الرياضية العالمية بخبر وفاة البطلة الألمانية، لورا دالماير، عن عمر يناهز 31 عاماً، إثر حادث تسلّق جبلي مروّع في باكستان. وتُعد دالماير إحدى أعظم نجمات البياثلون في التاريخ، إذ توّجت بميداليتين ذهبيتين أولمبيتين وسبع بطولات عالمية خلال مسيرتها الزاخرة، وكانت قد فُقدت منذ يومين أثناء مغامرة تسلّق على ارتفاع شاهق، قبل أن يُعثر على جثتها اليوم على ارتفاع يُقدّر بنحو 5700 متر، في منطقة بالغة الوعورة وتحت ظروف مناخية قاسية.
وذكرت صحيفة "سبورت" الإسبانية، اليوم الأربعاء، نقلاً عن وكالة الأنباء الألمانية وقناة "ZDF"، أن دالماير كانت تخوض مغامرة تسلّق بأسلوب "الألبيني" رفقة أحد شركائها، قبل أن تتعرض لسقوط صخور مفاجئ أدى إلى وفاتها في مكان الحادث. ورغم إطلاق مرافقها نداء استغاثة فور وقوع الحادث، حالت التضاريس الوعرة وظروف الظلام دون وصول فرق الإنقاذ في الوقت المناسب، إذ لم تتمكن مروحية الإنقاذ من بلوغ الموقع سوى صباح يوم 29 يوليو/تموز.
وكانت دالماير قد اعتزلت الرياضة الاحترافية عام 2019، بعد مسيرة استثنائية جعلتها واحدة من أكثر الرياضيين تتويجاً في تاريخ البياثلون، بسجل مذهل يتضمن ميداليتين ذهبيتين وبرونزية في أولمبياد بيونغ تشانغ 2018، إضافة إلى سبع ميداليات ذهبية عالمية، منها خمس خلال بطولة العالم 2017 وحدها، ما جعلها تدخل التاريخ بوصفها أول سيدة تفوز بهذا العدد من الألقاب في نسخة واحدة.
في بيان رسمي، أكدت وكالة تمثيلها تفاصيل الحادث، مشيرة إلى أن "الواقعة حدثت ظهر يوم 28 يوليو/تموز، حين كانت لورا تتسلق برفقة شريكها قبل أن تتعرض لضربات مباشرة من الصخور المتساقطة"، كما أشار البيان إلى أن جهود الإنقاذ شارك فيها فريق دولي من المتسلقين المحترفين العاملين في المنطقة.
وصدم خبر وفاة دالماير المجتمع الرياضي في ألمانيا والعالم، إذ عُرفت بشجاعتها وتفانيها في الرياضة وخارجها، فبعد اعتزالها، كرّست حياتها لحماية البيئة والمغامرات الجبلية، وكانت تملك شعبية جارفة في الوسط الرياضي والبيئي على حد سواء. وكانت دالماير قد مكثت في منطقة الحادث منذ أواخر يونيو/تموز، حيث نجحت في تسلّق "برج ترانغو العظيم"، قبل أن تتدهور الأحوال الجوية بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، بفعل الأمطار الموسمية الغزيرة والرياح العاتية، كما تمكنت من تسلق قمة "أما دابلام" في الهيمالايا النيبالية، محققة رقماً قياسياً في السرعة، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد حصولها على شهادة دليل جبلي ودليل تزلج رسمية.
## صورة الطفل محمد المطوق في "نيويورك تايمز" تُفجّر حملة إسرائيلية ضدها
30 July 2025 04:01 PM UTC+00
في لقطة تلخّص وحشية سياسة التجويع الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، ظهر الطفل محمد زكريا المطوق، ابن العام ونصف، بجسد هزيل تبرز عظامه تحت جلد رقيق وعينين غائرتين. هذه الصورة التي تصدّرت الصفحة الأولى لـ"نيويورك تايمز"، الأسبوع الماضي، أحدثت ضجة عالمية، ثم تحوّلت إلى محور تهجّم إسرائيلي منظّم على الصحيفة الأميركية.
الصحافي البريطاني المعروف بدعمه للاحتلال، ديفيد كولير، انتقد "نيويورك تايمز" ووسائل إعلام غربية أخرى نشرت الصورة، متهماً إياها بعدم المهنية واستغلال حالة الطفل وتجاهل مشكلاته الصحية السابقة، وقال إن "حالة الطفل استغلت لإثارة مشاعر التضامن والصدمة، ولكن من دون التزام معايير التحقق الأساسية في الصحافة". وسبقته منظمة أونست ريبورتينغ الصهيونية التي شنت حملة تحريض، وطالبت "كل وسيلة إعلامية روجت لهذه الرواية الخاطئة بأن تحدّث تغطيتها لتعكس الحقيقة كاملة: محمد يعاني من حالة طبية. هو ليس مجرد ضحية مجاعة، والصورة قُدمت بطريقة مضللة وغير مكتملة". وانضمت إلى الحملة حسابات إسرائيلية رسمية وأخرى مؤيدة استخدمت الحادثة لترويج وسوم وانتقادات للصحافة الغربية، متهمة إياها بنشر "أخبار كاذبة" و"صور مفبركة" تستهدف صورة إسرائيل الدولية.
تحت وطأة هذه الحملة، عدّلت "نيويورك تايمز" تقريرها، لتضيف أن محمد المطوق "يعاني من حالة طبية تؤثر في مظهره"، مستندةً إلى ما قالت إنه "معلومات جديدة من المستشفى وسجلات طبية". لم تتراجع الصحيفة الأميركية عن مضمون التقرير، لكنها أرفقته بسياق بدا أشبه باعتذار غير معلن لإسرائيل، وتخفيف من وقع الصورة.
We have appended an Editors' Note to a story about Mohammed Zakaria al-Mutawaq, a child in Gaza who was diagnosed with severe malnutrition. After publication, The Times learned that he also had pre-existing health problems. Read more below. pic.twitter.com/KGxP3b3Q2B
— NYTimes Communications (@NYTimesPR) July 29, 2025
ومع ذلك، تواصل الهجوم، واتهم رئيس حكومة الاحتلال السابق نفتالي بينيت الصحيفة بـ"الترويج لتشويه دموي"، زاعماً أن الطفل يعاني "حالة صحية سابقة"، وليست صورته دليلاً على المجاعة. ووصف التقرير بأنه "افتراء دموي عصري".
لكن الحقيقة، كما وثّقتها وكالة الأناضول وشهادات طبية مباشرة، تنسف هذا التلاعب. الطفل محمد كان يعاني من ارتخاء عضلي ومشكلات عصبية طفيفة بعد ولادته، لكنه استعاد قدرته على الوقوف والمشي بفضل برنامج تغذية وعلاج طبيعي منتظم. وبعد أن منعت إسرائيل دخول المكملات الغذائية إلى القطاع، انتكست حالته مجدداً، وفقد 3 كيلوغرامات من وزنه، وتحوّل جسده إلى هيكل عظمي. وقالت والدته إنه "انهار صحياً من جديد بسبب الجوع، وفقد القدرة على الحركة. أحاول إسكات جوعه بالماء فقط". وأضافت أن إغلاق إسرائيل للمعابر قطع آخر سبل النجاة، وأن التكايا الخيرية توقفت عن العمل، ولم يتبقَّ لهم سوى الانتظار على حافة الموت.
اختصاصية التغذية العلاجية سوزان معروف، التي تابعت حالة الطفل، أكدت أنه يعاني من سوء تغذية حاد أدى إلى ضمور عضلي ومشكلات في الدماغ، وهي مضاعفات مباشرة لنقص الغذاء، خصوصاً المكملات التي كانت تمنع وفاته. وقالت: "في يناير/كانون الثاني، كان في حالة مستقرة مع حصوله على المكملات، لكن مع إغلاق المعابر، تدهورت حالته تدريجياً، حتى وصلت إلى مرحلة خطرة". هذا التشخيص الطبي المباشر ينقض الرواية الإسرائيلية التي استندت إلى تلاعب انتقائي بحالة صحية سابقة، لتبرير استمرار الحصار والتجويع الجماعي للأطفال.
تشير تقديرات برنامج الأغذية العالمي إلى أن ربع سكان غزة يعيشون ظروفاً تشبه المجاعة، فيما أكدت وزارة الصحة وفاة 147 فلسطينياً، بينهم 88 طفلاً، بسبب الجوع وسوء التغذية حتى نهاية يوليو/تموز الحالي.
## جدل في الجزائر بعد محاولة تخريب تمثال المرأة العارية
30 July 2025 04:01 PM UTC+00
يتجدد الجدل حول تغلغل الفكر المتشدد ودوره بعد كل حادثة اعتداء تستهدف تماثيل أو معالم ثقافية في الجزائر، آخرها محاولة تخريب تمثال المرأة العارية في مدينة سطيف شرقي البلاد، الأربعاء. في المقابل، تتكرر الدعوات إلى نقل هذه التماثيل من الفضاء العام إلى المتاحف، حمايةً لها من التخريب، أو استجابةً لدعوات محلية ووطنية تطالب بذلك.
بعد أن سارع عدد كبير من التقدميين إلى ربط حادثة تخريب تمثال المرأة العارية بدوافع التشدد، فاجأ مدير الثقافة في ولاية سطيف، هاشمي عامر، الرأي العام بالكشف عن أن الفاعل كان في حالة سكر متقدمة. بالتالي، لم يكن وراء الحادث أي دافع ديني هذه المرة، على خلاف المرات السابقة.
وقد دفع ذلك النقاش إلى البحث في احتمال وجود دوافع مجتمعية ترتبط برفض شريحة من المجتمع المحلي لبقاء تمثال المرأة العارية في فضاء عام. كذلك برزت ردود ومواقف من كتاب ونخب بارزة في الجزائر حول هذه المسألة.
ورأى الكاتب المتخصص في التاريخ الثقافي للجزائر، محمد أرزقي فراد، أن تمثال عين الفوارة يرتبط بسياق تاريخي يعود إلى الحقبة الاستعمارية، مقترحاً نقله من الفضاء العام إلى المتحف. وأوضح في منشور له على "فيسبوك" أن "التمثال أُنجز في سياق تاريخي لم يعد قائماً، وكان يعبّر عن ثقافة المحتل المناقضة لثقافتنا في الشكل والمضمون، وعليه فقد صار مصدر إزعاج". كذلك اعتبر أن نقل التمثال إلى المتحف سيتيح وضعه في سياقه التاريخي باعتباره جزءاً من الحقب التي مرت بها البلاد. وهو موقف أيّده الكاتب مصطفى خواص، معتبراً أن "إزالة التماثيل والأصنام تندرج ضمن تفكيك الاستعمار الرمزي، وهي حركة متصاعدة تحظى بالترحيب في عدة دول عبر العالم".
في المقابل، تعترض نخب أخرى على فكرة نقل التمثال، معتبرةً ذلك أمراً مشيناً، ومعبّرة عن قلقها إزاء تكرار هذه الحوادث وتأثيرها في الأمن الثقافي والاجتماعي. وكتب مدير دار "هومة" للنشر، فيصل هومة، في مسألة نقل تمثال المرأة العارية، قائلاً: "طلب نقل التمثال إلى المتحف، اعتراف بأن النفوس المريضة انتصرت على الناس العاديين... من دون مزايدات حول العفة، فقد دخل عمر بن الخطاب في عهده مصر وأفغانستان ولم نقرأ في سيرتهم أنهم هدموا تماثيل فنية، سواء لنساء أو رجال".
من جانب آخر، طرحت نخب فنية وثقافية رؤية مختلفة للحفاظ على جمالية المكان، من خلال تعويض التمثال بمنحوتة محلية تعبّر عن القيم المجتمعية الجزائرية.
وفي هذا الإطار، رأى الفنان إياد زيروني أن الحادث الأخير يفرض "مراجعة أصل المشكلة والتحدث بوضوح وباحترام عما يزعج الناس فعلياً. أنا باعتباري فناناً جزائرياً، لا أرى في التكسير حلاً، ولا أقبل أن يُهدم الفن بهذه الطريقة. لكنني أيضاً لا أرى في بقاء هذا التمثال في مكانه الحالي احتراماً لمشاعر الناس. أقترح نقل التمثال إلى المتحف، مع الحفاظ عليه جزءاً من تاريخ المدينة، بعيداً عن أنظار العائلات والأطفال، وتعويضه بمنحوتة تمثّل التراث المحلي أو الرموز الوطنية، بتصميم فنانين جزائريين يعكسون هويتنا وقيمنا. الفن يجب أن يجمّل المكان، لا أن يقسم الناس. والتاريخ يجب أن يُصان، لكن لا يُفرض على الناس".
من جهته، اقترح الكاتب المتخصص في الثقافة والإعلام، عبد العالي زواغي، استبدال تمثال عين الفوارة بتمثال امرأة سطايفية ترتدي الملاية التقليدية، أو بتمثال لبطلة جزائرية من بين بطلات الوطن، باعتباره "حلاً جذرياً" لمشكلة التخريب المتكرر الذي يتعرض له التمثال الحالي.
ولا تقتصر مسألة معالجة وضع التماثيل العارية التي تثير حرجاً اجتماعياً على الجزائر فقط. ففي هذا السياق، أشار يوسف زواوي، إلى أن دولة غربية ومنفتحة مثل ألمانيا واجهت قضية مماثلة، وكتب: "في عام 2025، استجابت الإدارة الألمانية لمطلب إزالة تمثال العارية فينوس دي ميديتشي بتهمة التمييز الجنسي، ونُقل التمثال البرونزي إلى المتحف. وأثارت القضية مسؤولة مكتب تكافؤ الفرص في المكتب الفيدرالي، مشيرةً إلى أن تمثيل امرأة عارية، رغم كونه تقليداً فنياً كلاسيكياً مرتبطاً بقواعد جمالية تاريخية، قد يُعتبر إشكالياً في ما يتعلق باحترام أحكام القانون الفيدرالي الخاص بتكافؤ الفرص".
## الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم: نعمل على مسارين متوازيين المقاومة لتحرير الأرض والثاني العمل السياسي لبناء الدولة
30 July 2025 04:04 PM UTC+00
## قاسم: اتفاق وقف إطلاق النار حصراً مرتبط بجنوب نهر الليطاني والسلاح شأن داخلي
30 July 2025 04:06 PM UTC+00
## قاسم: وظيفة المندوب الأميركي أن يصنع مشكلة للبنان ويقلب الحقائق فأميركا لا تساعدنا بل تدمّر بلدنا
30 July 2025 04:09 PM UTC+00
## قاسم: بدل أن تكون المشكلة إسرائيل أرادوا أن يقولوا إن المشكلة حزب الله والمقاومة ولبنان
30 July 2025 04:10 PM UTC+00
## قاسم: برّاك فوجئ أن الموقف الرسمي والوطني والمقاوم كان موقفاً موحداً فليتوقف العدوان وبعد ذلك نناقش كل ذلك
30 July 2025 04:12 PM UTC+00
## قاسم: الإسرائيلي يريد النقاط الخمسة في الجنوب كمقدمة للتوسّع
30 July 2025 04:18 PM UTC+00
## الشيباني يلتقي ديرمر مجدداً في باكو الخميس في ثاني لقاء بينهما
30 July 2025 04:19 PM UTC+00
يعقد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر اجتماعاً جديداً، غداً الخميس، في باكو، وفق ما أفاد مصدر دبلوماسي وكالة فرانس برس اليوم الأربعاء. وقال المصدر إن اللقاء سيتمحور حول "الوضع الأمني، خصوصاً في جنوب سورية". وسيعقب زيارة يجريها الشيباني لموسكو الخميس أيضاً، هي الأولى لمسؤول سوري في السلطة الانتقالية منذ إطاحة نظام بشار الأسد الذي كانت روسيا أبرز داعميه.
والاجتماع المقرر في باكو هو الثاني بين الشيباني وديرمر، بعد لقاء مماثل استضافته باريس برعاية أميركية الأسبوع الماضي. وتمحور لقاء باريس الذي عُقد الجمعة حول "التطورات الأمنية الأخيرة ومحاولات احتواء التصعيد في الجنوب السوري"، إضافة إلى "إمكان إعادة تفعيل اتفاق فضّ الاشتباك" لعام 1974، بحسب ما نقل التلفزيون الرسمي السوري.
وعُقد اجتماع باريس في أعقاب أعمال عنف شهدتها محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، اندلعت في 13 يوليو وأسفرت عن مقتل أكثر من 1400 شخص، الجزء الأكبر منهم دروز، وفق آخر حصيلة نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبدأت أعمال العنف في السويداء باشتباكات بين مسلحين محليين وآخرين من البدو، ثم تطورت إلى مواجهات دامية بعدما تدخلت فيها القوات الحكومية. وشنت خلالها اسرائيل ضربات قرب القصر الرئاسي، وعلى مقر هيئة الأركان العامة في دمشق.
ووفق موقع "أكسيوس" الأميركي، فإن الاجتماع استمر 4 ساعات، ويُعدّ أرفع لقاء رسمي بين سورية وإسرائيل منذ أكثر من 25 عاماً، حين التقى وزير الخارجية السوري الأسبق فاروق الشرع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك، في العام 2000 في الولايات المتحدة، ضمن محادثات السلام بين الجانبين آنذاك. وكتب المبعوث الأميركي إلى سورية توماس برّاك الذي رعى اللقاء، في تغريدة على حسابه بمنصة إكس الخميس: "التقيت هذا المساء السوريين والإسرائيليين في باريس. كان هدفنا الحوار وتخفيف التوتر، وهذا بالضبط ما حققناه. جميع الأطراف جددت التزامها بمواصلة هذه الجهود".
ولم تدلِ الأطراف المشاركة في الاجتماع بأية تعليقات حول نتائجه. وكانت جرت اتصالات غير مباشرة بين الجانبين برعاية أطراف عدة، وفق ما صرح بذلك الرئيس السوري أحمد الشرع، فيما تحدثت مصادر إسرائيلية عن لقاءات مباشرة، كان آخرها الذي عقد في باكو خلال زيارة الشرع للعاصمة الآذرية في الـ12 من الشهر الحالي، وجمعت مسؤولين سوريين وإسرائيليين، وفق مصادر إعلامية، حيث حدثت، وفق المصادر، خلافات بين الجانبين حول إعادة إحياء اتفاق فك الاشتباك لعام 1974 الذي رفضته إسرائيل، وطالبت بوجود عسكري إسرائيلي خارج حدود الجولان فترة انتقالية خمس سنوات، إضافة إلى "تطبيع دافئ" يشمل فتح سفارات وروابط تجارية، وهو ما رفضه الجانب السوري.
وعلى ما قالت مصادر، لم تتأكّد موثوقيتها، طالب الجانب السوري، في الاجتماع، إسرائيل بأن تعطي الضوء الأخضر لدمشق لدمج السويداء بالكامل ضمن هياكل الدولة السورية، ويبدو أن الوفد السوري فهم أن إسرائيل وافقت على ذلك، وتحرّكت دمشق بناء على هذا الفهم مستغلة التوترات بين الدروز والبدو، وهو ما عبّر عنه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بقوله إن ما حدث في السويداء نتج من "سوء فهم خطير" بين الجانبين السوري والإسرائيلي.
وأعلنت واشنطن ليل 18- 19 يوليو اتفاق سورية واسرائيل على وقف إطلاق نار بينهما. ومنذ وصولها إلى السلطة في ديسمبر/ كانون الأول، أقرّت السلطات الانتقالية بحصول مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، تقول إن هدفها احتواء التصعيد، بعدما شنّت الدولة العبرية مئات الغارات على الترسانة العسكرية السورية، وتوغلت قواتها في جنوب البلاد عقب إطاحة بشار الأسد من الرئاسة.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## س/ج | ما نعرفه عن إعلان ستارمر حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية
30 July 2025 04:19 PM UTC+00
أعلنت بريطانيا على لسان رئيس حكومتها كير ستارمر، أمس الثلاثاء، أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر/ أيلول المقبل، لكنّها جعلت هذا الاعتراف مشروطاً بخطوات ينبغي على إسرائيل تنفيذها، بمعنى أن تنفيذ الحكومة الإسرائيلية للخطوات المطلوبة بريطانياً يجعل الإعلان في حكم الملغي.
س: ما الذي أعلنه ستارمر؟
ج: قال ستارمر إن بريطانيا ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر "ما لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع في غزة، والموافقة على وقف إطلاق النار والالتزام بسلام طويل الأمد ومستدام، وإحياء احتمالات حل الدولتين". وأضاف أن ذلك يشمل "السماح للأمم المتحدة باستئناف تقديم المساعدات، والتوضيح أنه لن تكون هناك عمليات ضم في الضفة الغربية". وقال ستارمر أيضاً إن على حركة حماس "إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين في غزة، والموافقة على وقف إطلاق النار، ونزع سلاحها و"قبول أنهم لن يلعبوا أي دور في حكومة غزة"، لكنها لم تجعل ذلك شرطاً للاعتراف، عازية السبب إلى أن حماس ليس لها دور في حل الدولتين.
س: ما سبب التحوّل الآن؟
ج: تؤيد بريطانيا منذ عقود إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، لكنها تصرّ على أن الاعتراف يجب أن يأتي كجزء من خطة سلام لتحقيق حل الدولتين. ويشعر المسؤولون البريطانيون بالقلق على نحو متزايد من أن مثل هذا الحل قد أصبح شبه مستحيل، ليس فقط بسبب تدمير غزة وتهجير أغلب سكانها خلال 22 شهراً من الحرب، بل وأيضاً لأن الحكومة الإسرائيلية تعمل بقوة على توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وهي الأراضي التي يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقبلية. ويعتبر جزء كبير من العالم أن احتلال إسرائيل للضفة الغربية غير قانوني. وقالت وزيرة النقل البريطانية هايدي ألكسندر لراديو تايمز: "حان وقت التحرك"، مضيفة: "هناك ضم فعلي يحدث للضفة الغربية".
س: هل جاء الموقف بعد ضغوط داخلية؟
ج: نعم، يتعرض ستارمر لضغوط داخلية متزايدة للقيام بشيء ما مع انتشار الرعب في مشاهد الجوع في غزة. ووقع أكثر من 250 من أصل 650 مشرعاً في مجلس العموم رسالة في الأيام الأخيرة تحث الحكومة البريطانية على الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن عدد البريطانيين الذين يؤيدون الاعتراف أكبر بكثير من عدد المعارضين له، على الرغم من أن عدداً كبيراً منهم لم يقرروا بعد.
س: ما موقف تل أبيب ورام الله من الإعلان؟
ج: سرعان ما أدانت إسرائيل الخطوة البريطانية. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يرفض حل الدولتين لأسباب قومية وأمنية، إن إعلان ستارمر "يكافئ إرهاب حماس الوحشي ويعاقب ضحاياه". بدوره، قال منتدى أسر الرهائن، الذي يمثل العديد من أقارب المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس: "إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية بينما لا يزال 50 رهينة محاصرين في أنفاق حماس هو بمثابة مكافأة للإرهاب". ووصفت إميلي داماري، وهي مواطنة بريطانية إسرائيلية تم احتجازها لأكثر من عام، موقف ستارمر بأنه "فشل أخلاقي".
في السياق، لقي البيان البريطاني ترحيباً من السلطة الفلسطينية التي تعتبرها لندن ممثلاً شرعياً للفلسطينيين، وهي تتمتع بحكم ذاتي محدود في جيوب بالضفة الغربية المحتلة.
وقال حسام زملط، السفير البريطاني في لندن، إن البيان "هو تصحيح لأكثر من قرن من السلب، حرم خلاله الشعب الفلسطيني من أرضه وحريته وحياته".
س: هل لبريطانيا تأثير على إسرائيل؟
ج: من الناحية العملية، فإن تأثير بريطانيا على إسرائيل محدود. وقد علقت حكومة المملكة المتحدة محادثات التجارة الحرة وأوقفت بعض شحنات الأسلحة إلى إسرائيل بسبب سلوكها في الحرب على غزة، لكنها ليست شريكاً اقتصادياً أو عسكرياً رئيسياً. ومع ذلك، فقد أعطى التاريخ لبريطانيا اهتماماً ودوراً خاصين في الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن بلاده تتحمل "عبء مسؤولية خاصاً" باعتبارها القوة الحاكمة السابقة لما كان يعرف آنذاك بفلسطين وصاحبة وعد بلفور عام 1917، الذي دعم إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، لكنه تعهد أيضاً بحماية حقوق السكان الفلسطينيين. وقال لامي في الأمم المتحدة أمس الثلاثاء: "لم يتم تأييد هذا الأمر، وهو ظلم تاريخي لا يزال يتكشف".
س: ما موقف الأحزاب البريطانية من الإعلان؟
ج: تؤيد معظم الأحزاب السياسية الرئيسية في بريطانيا حل الدولتين. لكن حزب المحافظين المعارض من يمين الوسط قال إن إعلان ستارمر سابق لأوانه. وقالت بريتي باتيل، المتحدثة باسم الحزب للشؤون الخارجية: "إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لن يكون له معنى إلا إذا كان جزءاً من عملية سلام رسمية ولا يمكن أن يحدث بينما لا يزال الرهائن محتجزين في أسر الإرهابيين وبينما يستمر حكم حماس الإرهابي"، على حد وصفها. ورحب إد ديفي، زعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين الوسطي، ببيان ستارمر باعتباره خطوة إلى الأمام، لكنه قال إن رئيس الوزراء يجب ألا يستخدم الدولة الفلسطينية "كورقة مساومة".
س: هل تسير دول أخرى في الاتجاه البريطاني؟
ج: نعم، فبريطانيا حذت حذو فرنسا، التي أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل. وقد اتخذت أكثر من 140 دولة هذه الخطوة بالفعل، لكن فرنسا وبريطانيا لهما أهمية كبيرة كعضوين في مجموعة السبع ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ويأمل البلدان أن تساعد خطواتهما الدبلوماسية الجريئة - وإن كانت رمزية إلى حد كبير - في زيادة الضغط على إسرائيل لتخفيف الأزمة الإنسانية الكارثية في غزة وبث الحياة في عملية السلام المحتضرة.
وقالت مالطا العضو في الاتحاد الأوروبي، يوم الثلاثاء، إنها ستعترف أيضاً بالدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل. ولا تزال ألمانيا، وهي قوة أوروبية كبرى وحليف قوي لإسرائيل، صامدة. وكرر المستشار فريدريش ميرز موقف بلاده بأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "يمكن أن يكون إحدى الخطوات الأخيرة على طريق تحقيق حل الدولتين"، لكن برلين ليست لديها خطط للاعتراف "على المدى القصير".
س: ما موقف واشنطن من الإعلان البريطاني؟
ج: مما هو معروف بالضرورة أن النفوذ الحقيقي يقع على عاتق الولايات المتحدة، وقد يكون النهج الحذر الذي يتبعه ستارمر مصمماً لإقناع الرئيس دونالد ترامب باتخاذ موقف أكثر صرامة مع حليفه نتنياهو. ورداً على سؤال حول موقف بريطانيا، قال ترامب أمس الثلاثاء: "ليس لدينا رأي في ذلك".
س: ما الرسالة التي تحاول بريطانيا إيصالها؟
ج: ثمة رسالة في اتجاهين، داخلي وخارجي. فعلى الصعيد الخارجي، تحاول لندن كسر الجمود في عملية السلام وإعادة طرح حل الدولتين باعتباره الطريق الوحيد نحو الاستقرار. أما داخلياً، فإن ستارمر يحاول تهدئة الضغوط السياسية والشعبية في ظل مشاهد الجوع والدمار في غزة. وبين الرمزية والضغط، تأمل بريطانيا أن يبدأ الاعتراف الدولي بدولة فلسطين بالتدحرج.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## قاسم: من الآخر لن نقبل أن يكون لبنان ملحقاً بإسرائيل ولو اجتمعت الدنيا كلها ولو نُقتل ولا يبقى أحداً فينا
30 July 2025 04:21 PM UTC+00
## قاسم: السلاح معنا لمقاومة إسرائيل ولا علاقة له بالداخل اللبناني وهو قوة للبنان
30 July 2025 04:22 PM UTC+00
## مبيعات قمصان غيوكيرس تحطم الأرقام القياسية وتعطّل موقع أرسنال
30 July 2025 04:23 PM UTC+00
أثار تعاقد نادي أرسنال الإنكليزي مع المهاجم السويدي، فيكتور غيوكيرس (27 عاماً)، قادماً من فريق سبورتينغ لشبونة البرتغالي، حالة من الحماس الشديد بين جماهير "المدفعجية"، وصلت حد الهوس، فبمجرد الإعلان عن الصفقة، اندفعت الجماهير إلى شراء قميصه الجديد بأعداد ضخمة، ما تسبب في تعطل مؤقت للموقع الرسمي للفريق اللندني، وتُوّج هذا الإقبال بتحطيم الرقم القياسي في تاريخ النادي من حيث مبيعات قمصان اللاعبين الجدد.
وكشفت صحيفة ذا أتلتيك البريطانية، أمس الثلاثاء، أن مبيعات قميص غيوكيرس الذي يحمل الرقم 14، وهو الرقم نفسه الذي ارتداه الأسطورة الفرنسي تيري هنري خلال آخر تتويجين لأرسنال بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز عامي 2002 و2004، حطّمت الرقم القياسي السابق في تاريخ النادي، ورغم أن الأرقام النهائية لا تزال قيد الجمع والتحليل من مختلف المتاجر والموزعين، فإن المؤشرات الأولية تشير إلى أن الطلب على قميص غيوكيرس فاق بكثير جميع التعاقدات السابقة خلال السنوات الأخيرة.
وأضافت الصحيفة أن نادي أرسنال قدّم عرضاً خاصاً لجماهيره بطباعة اسم غيوكيرس ورقمه 14 مجاناً على قمصان الفريق للموسم الجديد، وهي خدمة تُكلف عادة 16 جنيهاً إسترلينياً (ما يعادل نحو 18.50 يورو)، وقد شهدت هذه المبادرة إقبالاً غير مسبوق أدى إلى توقف عمل موقع أرسنال الإلكتروني لفترة زمنية، ومع ذلك، لم يُلغ العرض، بل يستمر حتى يوم الخميس المقبل. ويتوقع أن يدفع هذا الزخم التجاري مبيعات القمصان إلى مستويات قياسية جديدة، خاصة أن الإحصاءات النهائية ستشمل المبيعات من كافة القنوات، حتى تلك التي لا تخضع للعرض الترويجي.
وقبل وصول غيوكيرس، كانت قمصان بوكايو ساكا، وديكلان رايس، ومارتن أوديغارد من بين الأكثر رواجاً بين مشجعي فريق الغنرز، إلى جانب قميص اللاعب الشاب مايلز لويس سكالي، الذي حظي باهتمام خاص بسبب ارتدائه الرقم 49، في إشارة رمزية إلى عدد المباريات التي خاضها الفريق المتُوّج بلقب البريمييرليغ الذهبي تحت قيادة المدرب الفرنسي أرسين فينغر، ومع ذلك، لم يحتج المهاجم السويدي إلى وقت طويل لتجاوز جميع هؤلاء في سلم المبيعات، في دلالة واضحة على حجم الترقب الجماهيري لأدائه المرتقب.
ويجدر الذكر أن غيوكيرس أكمل انتقاله إلى صفوف نادي أرسنال في 26 يوليو/تموز مقابل 63.5 مليون يورو (54.8 مليون جنيه إسترليني)، قبل أن يتوجّه مباشرة إلى آسيا للمشاركة في الجولة التحضيرية للفريق، التي شملت كلاً من سنغافورة وهونغ كونغ، وقد قُدّم رسمياً للجماهير من ملعب سنغافورة الوطني، قبل انطلاق المباراة الودية أمام نيوكاسل يونايتد، حيث حظي بترحيب حار من المشجعين الحاضرين في المدرجات.
## قاسم: نحن لا نهدد ونحن في موقع دفاعي وهذا الدفاع لا حدود له عندنا حتى لو أدى إلى الشهادة ومهما كلفت
30 July 2025 04:24 PM UTC+00
## قاسم: السلاح ليس أولوية بل إعادة الاعمار وإنهاء العدوان
30 July 2025 04:25 PM UTC+00
## قاسم: كل من يطالب بتسليم السلاح داخلياً أو خارجياً أو دولياً أو عربياً هو يخدم المشروع الإسرائيلي
30 July 2025 04:26 PM UTC+00
## قاسم: ندعو الدولة أن تحزم وضعها أكثر في مواجهة العدوان وإعادة الإعمار
30 July 2025 04:27 PM UTC+00
## مقتل قيادي في تنظيم القاعدة خلال اشتباكات مع القوات الحكومية باليمن
30 July 2025 04:33 PM UTC+00
أعلنت حسابات تابعة لتنظيم القاعدة في اليمن عن مقتل القيادي البارز وأمير التنظيم في منطقة المصينعة بمحافظة شبوة جنوبي اليمن، أبو عواد صالح الطوسلي، خلال اشتباكات مع القوات الحكومية. وقُتل القيادي في التنظيم خلال اشتباكات عنيفة اندلعت مع وحدات من القوات الحكومية، الجمعة، في منطقة "أرض آل غسيل" بمديرية حطيب الواقعة في حدود محافظة أبين.
وذكرت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" أن القيادي الطوسلي قُتل في عملية أمنية للقوات الحكومية، بعد عملية رصد لتحركات مشبوهة لعناصر إرهابية حاولت التسلل إلى مواقع عسكرية تابعة للقوات الحكومية، التي شنت عملية أمنية أسفرت عن مقتل القيادي في التنظيم الإرهابي. وأضافت المصادر أن مقاتلي التنظيم حاولوا تنفيذ عمليات انتقامية، حيث قاموا بزرع عبوات ناسفة في محيط مديرية الصعيد، لكن القوات الحكومية أحبطت ذلك.
وقد نعت حسابات في مواقع التواصل على ارتباط بالتنظيم مقتل القيادي الطوسلي، واصفة إياه بـ"أمير المصينعة"، حيث يُعد من أبرز قيادات التنظيم الذي يتخذ من محافظات أبين وشبوة والبيضاء ومأرب مركزًا لتحركاته. وتأتي هذه العملية الأمنية للقوات الحكومية بالتزامن مع استمرار العملية العسكرية التي أطلقها المجلس الانتقالي الجنوبي ضد التنظيم في محافظة أبين نهاية العام 2022، تحت اسم "سهام الشرق"، والتي تتمركز معظم عملياتها في وادي عومران بمديرية مودية، محافظة أبين جنوبي البلاد.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، عبر برنامج "مكافآت من أجل العدالة"، عن رفع قيمة المكافأة المالية إلى 10 ملايين دولار مقابل تقديم معلومات تؤدي إلى تحديد هوية أو مكان سعد بن عاطف العولقي، أمير تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، وذلك بعد أن كانت المكافأة السابقة 6 ملايين دولار. وأفاد بيان للوزارة بأن العولقي، الذي تولى قيادة التنظيم عام 2024، يُعد من أبرز القيادات المرتبطة بالتنظيم في اليمن، وقد دعا علنًا إلى تنفيذ هجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها، كما يُعتقد أنه قاد عمليات استهدفت مصالح أميركية، من بينها اختطاف مواطنين أميركيين داخل الأراضي اليمنية.
ويواصل البرنامج تقديم مكافآت مالية إضافية، تشمل: 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى تحديد مكان إبراهيم البنا، أحد القياديين البارزين في التنظيم، و4 ملايين دولار مقابل معلومات عن إبراهيم أحمد محمود القوصي، المشتبه بقيادته لعمليات داخل التنظيم. ويتركز وجود التنظيم في محافظات أبين وشبوة ومأرب والبيضاء، وهي محافظات واقعة في جنوب ووسط البلاد، وتمتاز بتضاريس متنوعة بين الجبال الوعرة والصحاري الفسيحة، ووجود بعض الحاضن الشعبي الذي يوفر لأعضاء التنظيم سهولة التحرك.
## الجوادي.. مشجّع الأفريقي الذي أحرج الملولي
30 July 2025 04:34 PM UTC+00
دخل النجم التونسي، أحمد الجوادي (20 سنة)، تاريخ السباحة العالمية من أوسع أبوابها، بحصده رقماً قياسياً جديداً، يترجم سيطرة بلاده على سباق الـ800 متر، في منافسات بطولة العالم، على مرّ التاريخ، عقب تألقه في النسخة المقامة في دولة سنغافورة. 
ولم يتوقّع الجوادي أن تتويجه بالميدالية الذهبية في مونديال السباحة، اليوم الأربعاء، سيمكّنه من كتابة اسمه بأحرف من ذهب في سجلات سباق الـ800 متر، إذ إنّ وصوله إلى المركز الأول في توقيت 7,36,88 دقائق، قاده إلى تحطيم رقم مواطنه، أيوب الحفناوي، ليفتك منه المركز الثالث في ترتيب أفضل الأوقات التاريخية لهذا السباق.
وأحرج الجوادي بذلك أسطورة السباحة التونسية والعربية، النجم السابق، أسامة الملولي، الذي لا يزال محافظًا على المركز الثاني، لكن بفارق لا يتجاوز الثانية الواحدة، فيما يعتلي الصيني لي زهانغ، المركز الأول، بوصفه صاحب الرقم القياسي في تاريخ السباق، بتوقيت قدره 7.32.12 دقائق، وهو ما سيسعى الجوادي إلى تحطيمه في باقي مسيرته.
وفور تحقيقه هذا الإنجاز التاريخي، نشر النادي الأفريقي التونسي، صورة للجوادي وهو يرفع قميص الفريق، قبل إحدى مباريات كرة القدم، معلّقاً: "العالم يشهد، وتونس تفتخر. في سباق الأبطال، لا مكان للصدفة، أحمد الجوادي يعتلي منصة التتويج في بطولة العالم لسباق 800 متر سباحة حرة، ويُهدي تونس الذهب، الأفريقي يدعم كل من يرفع راية الوطن عالياً".
ونال الجوادي التهاني من أغلب الأندية التونسية، رغم أنّه صرّح في وقت سابق بحبه لفريق النادي الأفريقي، الذي بدأ فيه مسيرته، قبل أن يحترف في فرنسا، حيث يمارس السباحة ويواصل دراسته هناك، وهو ما مكّنه من التطور سريعاً في مستواه خلال السنوات القليلة الماضية، وخصوصاً أنه يتدرب تحت قيادة النجم الفرنسي السابق، فيليب لوكاس (62 سنة).
وبعد التشاور مع مدربه الفرنسي، قرر الجوادي، عدم المشاركة في سباق الـ400 متر، حتى يحافظ على جهوزيته البدنية والنفسية، من أجل سباق الـ800 متر، الذي أصبح اختصاصه المفضّل، بعدما احتل المركز الرابع في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، باريس 2024، رغم أنه يشارك في المنافسات للمرة الأولى في مسيرته. 
ويملك البطل التونسي، فرصة الحصول على ميدالية جديدة، بما أنه سيخوض يوم السبت، منافسات سباق الـ1500 متر، ولديه ذكرى جميلة في هذا الاختصاص، حيث توج بالذهبية في بطولة العالم للمسابح الصغيرة (25 متراً)، التي أقيمت في العاصمة المجرية بودابست، في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتمثّل نجاحات الجوادي ردّ اعتبار للسباحة التونسية، التي تلقّت صدمة قوية في الفترة الأخيرة، بعد إيقاف صاحب الميدالية الذهبية في أولمبياد طوكيو 2020، أيوب الحفناوي، 21 شهراً، بسبب مخالفته لوائح تعاطي المنشطات، والقوانين التي تفرضها الوكالة العالمية، لتنظيم اختباراتها المستمرة للرياضيين.
## جفاف قياسي يضرب أوروبا وحوض المتوسط منذ نحو شهر
30 July 2025 04:41 PM UTC+00
طاول الجفاف أكثر من نصف أراضي أوروبا ومناطق حوض البحر الأبيض المتوسط (ما نسبته 52% من الأراضي) منذ مطلع يوليو/ تموز الجاري، وسط الأزمات التي يتسبّب فيها تغيّر المناخ، وذلك وفقاً لتحليل أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى أحدث بيانات المرصد الأوروبي للجفاف. وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت من أنّ موجات الجفاف القياسية التي يشهدها كوكب الأرض تحوّلت إلى "قاعدة جديدة"، الأمر الذي يُلزِم المسؤولين "إعادة النظر جذرياً" في طريقة إدارتها، علماً أنّ ذلك أتى في خلال الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحّر (كوب 16) التي عُقدت في السعودية في ديسمبر/ كانون الأول 2024.
وهذه النسبة المسجَّلة في الفترة الممتدّة من الأول من يوليو 2025 إلى الـ10 منه تُعَدّ العليا منذ بدء رصد البيانات في عام 2012، إذ تزيد بنسبة 21% عن متوسط الفترة نفسها بين عامَي 2012 و2024. ومع ذلك، شهد مستوى الجفاف تراجعاً طفيفاً مقارنة بالأيام العشرة الأخيرة من يونيو/ حزيران الماضي، التي شهدت تسجيل النسبة العليا على الإطلاق، مع تأثّر 55.5% من أراضي أوروبا وسواحل البحر الأبيض المتوسط بالجفاف.
تحوّلت موجات الجفاف القياسية التي يشهدها كوكب الأرض إلى "قاعدة جديدة"، الأمر الذي يُلزِم المسؤولين "إعادة النظر جذرياً" في طريقة إدارتها، بحسب ما جاء في تحذير أطلقته الأمم المتحدة من خلال نشرها أطلساً عالمياً لهذه الظاهرة، في اليوم الأوّل من الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) في الرياض.
ويستند مؤشّر الجفاف الصادر عن مرصد "كوبرنيكوس" لتغيّر المناخ إلى ملاحظات الأقمار الصناعية، ويجمع بين ثلاثة معايير رئيسية هي هطول الأمطار ورطوبة التربة وحالة الغطاء النباتي. وينقسم المؤشّر إلى ثلاث درجات للجفاف هي "الرصد" و"التحذير" و"الإنذار".
وتُعَدّ أوروبا الشرقية الأكثر تضرّراً، إذ تأثّر القسم الأكبر من الأراضي في كوسوفو وصربيا وبلغاريا بالجفاف، وأكثر من ثلث هذه الأراضي في حالة "إنذار". كذلك أدّى انقطاع المياه في بلغاريا في منتصف يوليو الجاري إلى تأثّر أكثر من 156 ألف شخص، مع تزايد ندرة الموارد سنوياً. وفي المجر، وصلت نسبة الأراضي المصنّفة من ضمن مستوى "التحذير" أو "الإنذار" إلى 47% في مطلع يوليو الجاري مقارنة بـ21% في نهاية يونيو/ حزيران الذي سبق، الأمر الذي يعكس تدهوراً واضحاً.
أمّا في شرق البحر الأبيض المتوسط، فقد شهدت أرمينيا وتركيا جفافاً حاداً، تأثّرت في خلالها 95% من الأراضي الأرمينية و77% من الأراضي التركية، الأمر الذي تسبّب في اندلاع مئات الحرائق بفعل الرياح العنيفة. وفي سورية، تأثّرت نصف الأراضي بالجفاف، الأمر يهدّد موسم حصاد القمح ويعرّض أكثر من 16 مليون نسمة لخطر انعدام الأمن الغذائي هذا العام، وفقاً لتحذيرات الأمم المتحدة.
وبشأن غرب أوروبا، يبدو الوضع أكثر تفاوتاً. في المملكة المتحدة على سبيل المثال، بلغت نسبة الأراضي المصنّفة في حالة "إنذار" 18%، بزيادة نسبتها أكثر من 6% مقارنة بنهاية يونيو الماضي. وفي فرنسا، تأثّرت 12% من الأراضي، خصوصاً في المناطق الغربية من البلاد، مع العلم أنّ الجفاف يؤثّر عموماً على ثلثَي الأراضي في فرنسا.
تجدر الإشارة إلى أنّ إسبانيا والبرتغال تظلان الأقلّ تأثّراً بالجفاف مع معدّلات منخفضة جداً بلغت نسبتها 6% و1% على التوالي.
يُذكر أنّ الأمم المتحدة كانت قد حذّرت، في آخر بياناتها حول هذه المسألة، من أنّ الجفاف الذي يدفع به "التدمير البشري للبيئة" قد يؤثّر على 75% من سكان العالم بحلول عام 2050، مبيّنةً أنّ تكلفة الأزمة تجاوزت 307 مليارات دولار سنوياً في كلّ أنحاء العالم.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## س/ج| أهمية المقترح الأوروبي لوقف تمويل البحث والابتكار في إسرائيل
30 July 2025 04:56 PM UTC+00
يدرس الاتحاد الأوروبي تعليق التمويل لإسرائيل جزئياً في إطار برنامجه البحثي الرائد "أفق أوروبا"، في ما قد يكون أول إجراء يتخذه الاتحاد ضدّ إسرائيل في ردّ فعل على جرائمها في غزة. وأجرى سفراء دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي محادثات أولية حول المقترح أمس الثلاثاء.
في ما يأتي لمحة عامة عن المقترح وأهميته واحتمالات إقراره:
ما المُقترَح؟
يوفر برنامج أفق أوروبا، الذي تبلغ قيمته 100 مليار دولار، تمويلاً للبحث والابتكار للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول الشريكة. واقترحت المفوضية الأوروبية يوم الاثنين أن الشركات التي يقع مقرها في إسرائيل لم تعد مؤهلة للحصول على تمويل البرنامج للشركات الناشئة والشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم "لتطوير وتوسيع نطاق الابتكارات التي من شأنها خلق (أسواق جديدة) أو خلخلة الأسواق".
وقال مسؤولون من المفوضية إنه منذ إطلاق البرنامج عام 2021، تلقت شركات مقرها إسرائيل نحو 200 مليون يورو في شكل منح واستثمارات أسهم بموجب هذا البرنامج، الذي يعرف باسم "مسرع مجلس الابتكار الأوروبي".
لماذا قدمت المفوضية هذا الاقتراح؟
تقول المفوضية إن "مقتل الآلاف من المدنيين وسوء التغذية الحاد بين الفلسطينيين، وبخاصة الأطفال، جراء أفعال إسرائيل في غزة يعد انتهاكاً لبند حقوق الإنسان في اتفاقية تحكم علاقاتها مع التكتل". وتقترح المفوضية، وهي الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي، منع إسرائيل من المشاركة في أحد البرامج التي تستند إلى تلك الاتفاقية.
لماذا هذا الاقتراح وكيف يمكن إقراره؟
رغم عدم وجود صلة وثيقة بين الأزمة الإنسانية في غزة وتمويل الشركات الناشئة الإسرائيلية، فإن اقتراح المفوضية محاولة لإرسال إشارة سياسية: سيكون هذا أول إجراء ملموس للتكتل رداً على سلوك إسرائيل في الحرب. وعارضت بعض الدول، مثل ألمانيا والمجر وجمهورية التشيك، اتخاذ الاتحاد الأوروبي أي إجراء ضد إسرائيل، الحليف التقليدي الوثيق. بينما انتقدت دول أعضاء أخرى، مثل أيرلندا وإسبانيا، إسرائيل بشدة ودعت التكتل إلى اتخاذ رد صارم.
وتتطلب معظم إجراءات السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي دعم جميع الأعضاء. لكن مقترح يوم الاثنين يتطلب أغلبية مؤهلة فقط، 15 دولة على الأقل من أصل 27 دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي، تمثل ما لا يقل عن 65 بالمئة من أعضائه.
ماذا قالت إسرائيل عن الاقتراح؟
نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية منشوراً على منصة إكس يوم الاثنين وصفت فيه الاقتراح بأنه "خاطئ ومؤسف وغير مبرر". وقالت الوزارة إنها ستعمل على "ضمان عدم اعتماد الدول الأعضاء لهذا الاقتراح"، وأعلنت أن "إسرائيل لن ترضخ للضغوط عندما يتعلق الأمر بمصالحها الوطنية".
ما ردود الفعل الأخرى؟
قالت إيف جيدي، مديرة مكتب المؤسسات الأوروبية في منظمة العفو الدولية، إن مثل هذا الاقتراح "متأخر للغاية ومحدود النطاق وغير مناسب على الإطلاق بالنظر إلى حجم الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة للقانون الدولي".
ماذا سيحدث بعد ذلك؟
قال دبلوماسيون إن المقترح لم يحظَ بدعم كافٍ بعد لإقراره، لكن عدة دول، منها ألمانيا، لم تتخذ موقفاً نهائياً بعد، في إشارة إلى اجتماع سفراء الاتحاد الأوروبي أمس الثلاثاء. وأضاف الدبلوماسيون أن الموقف النهائي لألمانيا قد يحدد ما إذا كان سيُبَت في الإجراء أو لا. ومن المقرر أن يواصل الدبلوماسيون مناقشة الاقتراح، لكن لم يُحدَّد موعد لاتخاذ القرار بعد.
(رويترز)
## ترامب والحرب التجارية.. هل اقترب موعد ترويض الصين؟
30 July 2025 05:10 PM UTC+00
لا أحد يجزم أو يدعي أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خرج صفر اليدين أو خالي الوفاض من الحرب التجارية الشرسة التي يشنها ضد معظم دول العالم، منذ توليه منصبه نهاية شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، حيث سارعت دول ذات اقتصادات كبرى إلى الخضوع لابتزازه وتهديداته الجمركية بإبرام اتفاقات لطي النزاع التجاري مع واشنطن مثل الاتحاد الأوروبي واليابان وبريطانيا.
صحيح أن ترامب لم يحقق المكاسب الضخمة التي كان يحلم بها عندما خاض تلك الحرب حتى ضد أقرب حلفائه وشركائه التجاريين، حيث كان يحلم بتدفق تريليونات الدولارات على الخزانة الأميركية من حصيلة رسوم جمركية عالية على واردات الدول الأجنبية للأسواق الأميركية بشكل يساهم في تقليص الدين العام وعجز الموازنة وزيادة الدخل الفيدرالي، لكنه حصل في المقابل على مزايا مالية تمثلت في فرض رسوم عالية على تلك الواردات، حدها الأدنى 15% كما في حال الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي واليابان. كما حصل على صفقات استثمارية ونفطية وسلعية ضخمة، مع فتح العديد من دول العالم أسواقها أمام السلع الأميركية.
ترامب لم يحقق المكاسب الضخمة التي كان يحلم بها عندما خاض تلك الحرب حتى ضد أقرب حلفائه وشركائه التجاريين، حيث كان يحلم بتدفق تريليونات الدولارات على الخزانة الأميركية
كما أرضى ترامب غروره وغرور ناخبيه حينما راح يصف الاتفاقات التي تم إبرامها بأنها الأكبر والأضخم وغير المسبوقة ولصالح المواطن والاقتصاد الأميركي، مثلاً مع اليابان أعلن عن إبرام "أكبر صفقة تجارية في التاريخ، وربما تكون أكبر صفقة على الإطلاق"، حيث ستؤدي إلى استثمار طوكيو 550 مليار دولار في الولايات المتحدة، ودفع تعرفة جمركية متبادلة بنسبة 15%. كما ستفتح اقتصادها أمام السلع الأميركية، بما في ذلك السيارات والشاحنات والأرز وبعض المنتجات الزراعية الأخرى.
وكرر ترامب استخدام نفس اللفظ مع أوروبا حينما قال، الأحد الماضي: "توصلنا إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي هو الأكبر على الإطلاق"، حيث ستضخ دول الاتحاد 600 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي في صورة استثمارات مباشرة، وتشتري غازاً أميركياً بقيمة 750 مليار دولار وعلى مدى ثلاث سنوات، ولم يكشف الاتفاق بعد عن قيمة صفقات السلاح والنفط، وغيرها من السلع التي تعهدت دول القارة بشرائها من الولايات المتحدة خلال فترة ولايته.
وتوصلت أميركا وبريطانيا إلى اتفاق تجاري وصفه ترامب بالعظيم والشامل والكامل، وأنه سيرسخ العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لسنوات عديدة مقبلة، وينهى المواجهة التجارية بين أهم الشركاء الاقتصاديين في العالم، وبموجب الاتفاق ستظل التعريفة الجمركية الأميركية البالغة 10%، التي تنطبق على معظم السلع المستوردة من بريطانيا قائمة، لكن تم تخفيض الرسوم على الواردات من الصلب والألومنيوم البريطاني من مستوى 25% حاليا إلى مستوى الصفر. كما حصلت بريطانيا على حصة تصديرية بقيمة 100 ألف سيارة للسوق الأميركية عند رسوم جمركية بنسبة 10%.
لكن في المقابل فشل ترامب في ترويض الصين، صاحبة ثاني أقوى اقتصاد في العالم، حتى الآن، رغم خروجه قبل أيام بتصريح متفائل قال فيه إن إدارته تقترب بشدة من التوصل إلى اتفاق تجاري مع بكين. كما عُقدت محادثات تجارية صريحة وبناءة بين البلدين في استوكهولم قبل انتهاء مهلة الهدنة الجمركية المؤقتة في 12 أغسطس/آب المقبل وفق كبار المسؤولين.
فشل ترامب في ترويض الصين، صاحبة ثاني أقوى اقتصاد في العالم، حتى الآن، رغم خروجه بتصريح متفائل قال فيه إن إدارته تقترب بشدة من التوصل إلى اتفاق
ورغم ذلك لا توجد دلائل قوية أو مؤشرات على قرب التوصل إلى اتفاق مرضي للطرفين الأميركي والصيني، وهو ما قد يعيد شبح اندلاع الحرب التجارية مرة أخرى بين أكبر اقتصادين في العالم، وهذا يعني خضوع الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة لرسوم تصل إلى 125%. كما يفتح البواب أمام اندلاع حروب اقتصادية عدة خاصة على مستوى العملات والرقائق وتكنولوجيا المعلومات وأشباه الموصلات والمعادن النادرة.
كما فشل ترامب في ترويض دول أخرى ذات اقتصادات قوية مثل الهند وكندا ودول كبرى بأميركا اللاتينية منها المكسيك، رغم مواصلة الضغوط الاقتصادية الشديدة عليها، وهو ما شاهدناه، اليوم، حيث أعلن ترامب أنه سيفرض رسوماً جمركية بنسبة 25% على السلع المستوردة من الهند، اعتباراً من الأول من أغسطس المقبل، وهو موعد انتهاء مهلته لكل دول العالم بإبرام اتفاق تجاري مع واشنطن، أو الخضوع لرسوم جمركية عالية.
## أحمد الجوّادي.. زحف على الذهب صباحاً وأيقظ العالم على مجد تونسي جديد
30 July 2025 05:43 PM UTC+00
صباح غير عادي استيقظت فيه تونس على إنجاز رياضي عالمي: السبّاح الشاب أحمد الجوّادي يُهدي الوطن ذهبية تاريخية في سباق 800 متر حرة، خلال نهائي بطولة العالم المقامة في سنغافورة، بتوقيت خارق جعله أحد أسرع السباحين في التاريخ.
الجوّادي سباق من نار.. وخاتمة من ذهب
وسط منافسة شرسة مع نجوم عالميين، قدّم الجوّادي أداءً تكتيكياً من الطراز الرفيع. تحكّم في إيقاع السباق منذ البداية، حافظ على توازنه، ثم فجّر سرعته في الأمتار الأخيرة، منهياً السباق بزمن قدره 7:36.88 دقائق وهو ثالث أسرع توقيت في تاريخ السباق.
"اليوم تونس في القمّة… والراية في السماء!"
أحمد الجوّادي، بعد التتويج مباشرة
تونس تواصل الهيمنة على المسافات الطويلة
لم تكن هذه الذهبية حدثاً معزولاً، بل حلقة جديدة في سلسلة الهيمنة التونسية على سباقات المسافات الطويلة. من أسامة الملولي إلى أحمد الحفناوي، وها هو الجوّادي اليوم يثبت أن المدرسة التونسية في السباحة لا تزال الأقوى عالمياً.
"عندما يدخل تونسي نهائي 800 متر… العالم يحبس أنفاسه"
Swimming World Magazine
"تونس لم تعد تصنع أبطالاً فقط… بل تصنع أساطير في الماء"
Swimming World Magazine (30 يوليو 2025)
تكريم خاص: الذهبية مهداة إلى الغائب الحاضر
في لفتة إنسانية مؤثرة، أهدى الجوّادي تتويجه إلى مواطنه أحمد الحفناوي، الموقوف بسبب خروقات إدارية تتعلق بالـ"whereabouts"، قائلاً: "هو يمر بفترة صعبة… وأنا سبحت اليوم من أجله. هو من ألهمني العودة، وكان أول من بارك لي بعد التتويج عبر رسالة خاصة".
أصداء عالمية… وبطل يرفع السقف
ردود الأفعال لم تتأخر: وسائل الإعلام العالمية وصفت الجوّادي بأنه "الوجه الجديد للسيادة في أحواض السباحة"، ومحللو السباقات أشادوا بذكائه في التوزيع وبجرأته في الحسم. الأهم أن الجماهير التونسية استقبلت الذهبية بفخر ودموع فرح… صباحاً، مع انتشار وسم #الجوّادي_ذهب على منصات التواصل.
روح رياضية ورسالة أمل
في كلماته بعد الفوز، وجّه الجوّادي تحية إلى كل من آمن به، وشكر الشعب التونسي على دعمه، واعداً بمزيد من التألق في السباقات القادمة.
"هذه البداية فقط.. والقادم أعظم لتونس"
ختاماً، في صباح صيفي تونسي، ومن حوض سباحة في سنغافورة، أُعلن عن عهد جديد في السباحة العالمية.
اسمه: أحمد الجوّادي
لونه: الذهب
موطنه: تونس، بلد الأبطال.
## زروقي يعود إلى ماضيه: خطوة جريئة لإنقاذ مسيرته مع منتخب الجزائر
30 July 2025 05:44 PM UTC+00
حسم النجم الجزائري، رامز زروقي (27 عاماً)، مستقبله الاحترافي في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، عبر عودته إلى ناديه السابق تفينتي آنشخيدة الهولندي، قادماً من فاينورد روتردام على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد، في صفقة يُراهن من خلالها على استعادة بريقه المفقود، واسترجاع مكانته في صفوف منتخب الجزائر، الذي ينتظره العديد من الاستحقاقات في المرحلة المقبلة.
وأعلن نادي تفينتي آنشخيدة، اليوم الأربعاء، عودة رامز زروقي بعدما كان قد عاش معه فترة تألق بين عامي 2019 و2023، وهو الفريق الذي فتح له أبواب المنتخب الجزائري لأول مرة في مارس/آذار 2021، حين خاض مواجهة زامبيا في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2021. وعلى الرغم من امتلاكه في رصيده 42 مباراة دولية وثلاثة أهداف، إلا أن لاعب الوسط الدفاعي لم ينجح حتى الآن في تثبيت نفسه عنصراً لا غنى عنه في تشكيلة "الخُضر"، إذ واجه في السنوات الأخيرة موجة انتقادات متواصلة من الجماهير والنقاد، زاد من حدّتها تراجع مستواه منذ انتقاله إلى فاينورد روتردام صيف 2023 مقابل نحو سبعة ملايين يورو.
وعانى رامز زروقي من عدة مشكلات في فاينورد روتردام، بين الإصابات، وضعف الانسجام، وشراسة المنافسة، فخاض 65 مباراة رسمية فقط خلال موسمين، وسجّل هدفين مع تمريرة حاسمة، دون أن يفرض نفسه أساسياً دائماً. هذه الوضعية أجبرت فاينورد على البحث عن حل "لإعادة الروح" إلى هذا اللاعب، فاختار إعارته إلى تفينتي لموسم جديد، على أمل أن يستعيد قيمته السوقية ويجد لنفسه مخرجاً أفضل في صيف 2026، للإشارة إلى أن عقده مع فاينورد يمتد إلى غاية صيف عام 2027.
وفي تصريحاته بعد عودته إلى تفينتي، كشف زروقي لموقع ناديه الرسمي على شبكة الإنترنت، أنه لم يتوقع هذا السيناريو، لكنه شعر منذ اللحظة الأولى بالإحساس المألوف، على حد تعبيره، وهو ما حفّزه لاتخاذ القرار سريعاً. بدوره، اعتبر المدير الرياضي، يان ستروير، أن الصفقة تصبّ في مصلحة الطرفين، مؤكداً أن زروقي يمنح الفريق توازناً فنياً مميزاً وأنه يعرف جيداً ما يمكن للاعب تقديمه داخل الملعب.
والأكيد أن عودة زروقي لا ترتبط فقط بتحدياته على مستوى الأندية، بل تتعداها إلى مستقبله مع منتخب الجزائر، الذي يعيش مرحلة مهمة تحت قيادة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش (61 عاماً)، الذي يواصل الاعتماد عليه، لكن بدرجة أقل مقارنة بالمرحلة السابقة، وهذا في ظل ظهور عدد من الأسماء التي تضيف الحيوية والديناميكية إلى وسط الميدان، مثل لاعب ليل الفرنسي، نبيل بن طالب (30 عاماً)، ووسط ميدان نيس الفرنسي، هشام بوداوي (25 عاماً)، والمحترف الجديد بفريق سانت غيلواز البلجيكي، آدم زرقان (25 عاماً)، وحتى الوجه الصاعد مع شارلوروا البلجيكي، ياسين تيطراوي (22 عاماً)، إضافة إلى إمكانية عودة أحمد قندوسي (25 عاماً)، بعد شفائه من الإصابة من بوابة ناديه الجديد لوغانو السويسري، في وقت يلفّ الغموض مستقبل إسماعيل بن ناصر (27 عاماً) في نادي ميلان الإيطالي، الذي يرغب في التخلي عن خدماته خلال الميركاتو الحالي.
## هارفارد تتراجع عن تحدّي ترامب وتسعى إلى تسوية بـ500 مليون دولار
30 July 2025 05:56 PM UTC+00
في قرار مفاجئ، بدأت جامعة هارفارد الأميركية تتفاوض مع إدارة الرئيس دونالد ترامب لتسوية نزاعها معها، على أن تدفع مبلغاً يقارب نصف مليار دولار لذلك، بحسب ما كشفته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية نقلاً عن أشخاص مطّلعين على ملفّ الجامعة.
وكان ترامب قد شنّ حملة على جامعة هارفارد وجامعات أخرى بعد وصوله إلى البيت الأبيض وتولّيه ولايته الرئاسية الثانية في 20 يناير/ كانون الثاني 2025، وذلك على خلفيّة "تساهلها" مع "معادة السامية" خلال الحراك الطالبي الذي قام في الولايات المتحدة الأميركية على مدى أشهر تنديداً بالحرب التي راحت تشنّها إسرائيل على الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وادّعى ترامب وإدارته أنّ التظاهرات السلميّة التي قامت دعماً للفلسطينيين ونصرةً لغزة في الجامعات الأميركية منذ مايو/ أيار 2024، علماً أنّ الحرك امتدّ إلى أنحاء أخرى من العالم، أعمال معادية للسامية، على الرغم من مشاركة طلاب يهود في قيادتها. وراحا بالتالي يضيّقان الخناق على تلك الجامعات، وقرّرا وقف التمويل الحكومي، داعيَين إلى فرض عقوبات على الطلاب المعنيين. وفي هذا الإطار، أمر ترامب بإلقاء القبض على طلاب وباحثين أجانب في جامعات الولايات المتحدة الأميركية، من أمثال محمود خليل ومحسن مهداوى وبدر خان سوري وآخرين، وسعت إلى ترحيلهم.
وهكذا، استهدف ترامب جامعات النخبة مثل جامعتَي هارفارد وكولومبيا، منذ الأيام الأولى من ولايته الرئاسية الثانية، واتّهمها بتجاهل مكافحة معاداة السامية. وفرض شروطاً خضعت لها جامعة كولومبيا، لعلّ من أبرزها إخضاع أقسام ومناهج الشرق الأوسط للإشراف وفصل طلاب تظاهروا من أجل غزة، الأمر الذي استجابت له الجامعة بالفعل. وعلى الرغم من ذلك، فرضت عليها إدارة ترامب غرامة بقيمة 200 مليار دولار.
ووفقاً لما جاء في صحيفة نيويورك تايمز أخيراً، فقد طلب ترامب سراً من إدارة جامعة هارفرد دفع مبلغ أكبر بكثير من ذلك الذي فُرض على جامعة كولومبيا من أجل التسوية. وأتى ذلك فيما تمضي المفاوضات حول ما اشترطته إدارة ترامب بخصوص الموافقة على مراقبة المناهج وتنفيذ الاتفاق، إذ إنّ القائمين على جامعة هارفارد يرون أنّ مثل هذا الشرط للتسوية قد يمثّل "خطاً أحمر" و"انتهاكاً محتملاً للحريات الأكاديمية".
وعلى الرغم من أنّ الاحتمالات كبيرة لانتصار جامعة هارفارد في معركتها القضائية ضدّ الإدارة الأميركية، في ما يتعلّق بالتمويل الحكومي، فإنّ الاتّفاق بحسب ما رأى مسؤولو الجامعة قد يساعدهم في تجنّب مزيد من المشكلات خلال ولاية ترامب التي لم تمضِ سوى بضعة أشهر منها فقط.
وذكر ترامب، في تصريحات له أدلى بها في الشهر الماضي، أنّ إدارته قد تتوصّل إلى اتفاق مع جامعة هارفارد، فيما قال متحدّث باسم البيت الأبيض، يوم الاثنين الماضي، إنّ "مطلب الإدارة (الأميركية) منطقيّ وهو لا تسمحوا بمعاداة السامية والتمييز العنصري ولا تخالفوا القانون واحموا الحريات الأكاديمية". أضاف: "واثق من أنّ هارفارد سوف تتّفق في النهاية مع رؤية الرئيس (ترامب)"، لافتاً إلى أنّ "التوصّل إلى اتفاق جيّد أمر ممكن جداً".
وقاومت جامعة هارفارد، في إبريل/ نيسان الماضي، الشروط التي حاولت إدارة ترامب فرضها عليها. وكتب رئيس الجامعة آلان غاربر آنذاك أنّه "لا يجب على أيّ حكومة أن تملي على الجامعات الخاصة ما يمكن تدريسه ومن يمكنها قبوله وتوظيفه". وحرّكت الجامعة دعوى قضائية ضدّ الحكومة التي بدأت بسحب ملايين الدولارات من أموال الأبحاث الفيدرالية، ولم يصدر القضاء الفيدرالي حكماً بعد في القضية.
## نعيم قاسم: السلاح ليس أولوية الآن ونرفض تسليمه لإسرائيل
30 July 2025 05:57 PM UTC+00
أكد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أن الأولوية في المرحلة الحالية ليست السلاح، بل إعادة الإعمار ووقف العدوان على لبنان، مشدداً على أن السلاح الذي تمتلكه المقاومة مخصص حصراً لمواجهة إسرائيل، ويُعدّ شأناً داخلياً يشكّل جزءاً من قوة لبنان، ولن يُسلَّم للعدو. وفي كلمة ألقاها مساء الأربعاء، في الذكرى السنوية لاستشهاد القيادي فؤاد شكر الذي اغتالته إسرائيل خلال الحرب الأخيرة، أوضح قاسم أن الحزب يعمل على مسارين متوازيين: الأول هو مسار المقاومة، بأدواتها وأساليبها الخاصة، والموجهة حصرياً ضد الاحتلال الإسرائيلي؛ والثاني هو المسار السياسي الهادف إلى بناء الدولة، من خلال تمثيل الناس ومتابعة قضاياهم والمشاركة في الحياة السياسية. وأكد قاسم أن كلا المسارين متكاملان، ولكل منهما خصوصيته ومتطلباته وأهدافه.
وأشار قاسم إلى أن إسرائيل لم تنفذ اتفاق وقف إطلاق النار، موضحاً أن الاتفاق محصور في جنوب نهر الليطاني، وأضاف: "أما إذا ربط البعض بين السلاح والاتفاق، فأقول له: السلاح شأن لبناني داخلي لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالعدو الإسرائيلي، هذا شأن داخلي". وتابع: "بعد معركة أولي البأس، استمر العدوان الإسرائيلي لكن بوتيرة منخفضة، من أجل الضغط علينا وعلى لبنان، وبدأوا يروّجون بأن الحزب أصبح ضعيفاً على قاعدة أنه لا يرد على هذه الاعتداءات. نحن قلنا وعبّرنا بشكل واضح: عندما أصبحت الدولة مسؤولة وتعهدت بمتابعة الأمر، لم نعد نحن مسؤولين عن التصدي نيابة عن الجميع".
وأضاف: "الدولة كلها مسؤولة، ما يعني أن الشعب كله مسؤول، يعني القوى السياسية كلها مسؤولة، ليس فقط نحن وحدنا. هذه مرحلة جديدة. اعتقدوا أن حزب الله أصبح ضعيفاً، لكنهم فوجئوا بحضوره السياسي في تركيبة الدولة، وبحضوره الشعبي، وبالانتخابات البلدية، وحجم الحضور الموجود لحزب الله وحركة أمل، أي للمقاومة، في هذه الانتخابات، وفي النتائج التي حصلوا عليها". وتابع قاسم: "خرق الإسرائيلي الاتفاق، وهدد بتهديدات مستمرة، وهذا كله في رأينا مسؤولية إسرائيل وأميركا معاً، لأنهما متواطئتان. كل المطالبات التي حصلت خلال الفترة الماضية بتنفيذ إسرائيل للاتفاق فضحت إسرائيل وفضحت أميركا".
وأشار إلى أن "وظيفة المندوب الأميركي أن يصنع مشكلة للبنان، وأن يقلب الحقائق. أميركا لا تساعدنا، بل تدمر بلدنا من أجل أن تساعد إسرائيل. بدل أن تكون المشكلة هي إسرائيل، أرادوا أن يقولوا إن المشكلة هي حزب الله والمقاومة ولبنان. مع العلم أن المطلوب هو إيقاف العدوان وتنفيذ الاتفاق. لكنهم أرادوا أن يُحدثوا مشكلة لنا في داخل لبنان. جاء برّاك (الموفد الأميركي توماس برّاك) بالتهويل والتهديد بضم لبنان إلى سورية، وبالتهديد بأن لبنان لن يبقى على الخريطة، وأنه لن يكون محل اهتمام العالم، مستخدماً في الوقت نفسه العدوان والتهديد بتوسعة العدوان. فوجئ بأن الموقف اللبناني الرسمي الوطني المقاوم، الحريص على مصلحة لبنان، كان موقفاً موحداً: فليتوقف العدوان، وبعد ذلك نناقش كل الأمور".
وأردف: "هو فوجئ لأنه يعتبر أنه إذا ضغط على الرؤساء فسيُحدث مشكلة وفتنة ويُدخل اللبنانيين ضد بعضهم، لكنه لا يعرف أن هؤلاء الرؤساء يعرفون وضع لبنان، خصوصية لبنان، وتركيبته. ثم هم جاؤوا ليعمروا بلداً، لا يستطيعون أن يعمروا بلداً والعدوان مستمر، ولا يستطيعون أن يعمروا بلداً ويأتي أحد يطلب منهم أن يعطوه قوة البلد وقدرته، ولا أن يفرض الأميركي وصايته التي يريدها من أجل أن يُعدم لبنان قوته وقدرته".
وتابع: "من يريد مساعدة لبنان، فليدفع أموالاً، ويساهم عبر القوانين، وليسعَ إلى دعم الإعمار، ويُسانده اقتصادياً. أما الأميركي، فهو لا يأتي لمساعدة لبنان، بل ليستنزفه لصالح إسرائيل، وهذا أمر مرفوض. اليوم، ومن جانب لبنان، أُنفذ الاتفاق وحقق استقراراً في شمال فلسطين، فالإسرائيلي يدّعي وجود مشكلة في الشمال، لكن الواقع أن الهدوء مستمر منذ ثمانية أشهر، فلماذا لا يُترجم ذلك بأمن مماثل في لبنان؟ فليُثبتوا أنهم تجاوزوا أطماعهم في بلدنا، وهو ما لم يحدث حتى الآن".
وأضاف: "العدوان الإسرائيلي مستمر ولم يتوقف. بل ذهب أبعد من ذلك: هل يعتقد أحد أن الإسرائيليين متمركزون عند النقاط الخمس الحدودية فقط للضغط السياسي؟ في الحقيقة، هم يستفيدون من الدعم الأميركي للضغط على اللبنانيين من أجل نزع سلاح المقاومة، وبالتالي إضعاف لبنان. هذه النقاط الخمس ما هي إلا بوابة للتوسع نحو قرى أخرى، تمهيداً لتحويلها إلى مستوطنات لاحقاً، وتالياً التسلل إلى المشهد السياسي اللبناني بهدف فرض أجندتهم. هذا هو جوهر المشروع الإسرائيلي"، مشدداً على أن بقاءهم في تلك النقاط يأتي في إطار خطة توسعية مدروسة.
وأشار قاسم إلى أن "لبنان معرض لخطر وجودي: من إسرائيل، ومن الدواعش، ومن الأميركيين الذين يرعون أن يكون لبنان أداة طيعة ليندمج في مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يريدونه". وأضاف: "لن نقبل أن يكون لبنان ملحقاً بإسرائيل، والله لو اجتمعت الدنيا كلها، ولو ذهبنا جميعاً، ولو قُتلنا ولم يبقَ منا أحد، لن تستطيع إسرائيل أن تهزمنا، ولن تستطيع أن تأخذ لبنان رهينة ما دام فينا نفس حي"، مشدداً على أن "السلاح الذي معنا هو لمقاومة إسرائيل، لا علاقة له بالداخل اللبناني، بل هو قوة للبنان. ونحن نقول: نحن مستعدون لنناقش كيف يكون هذا السلاح جزءاً من قوة لبنان. لكن، لن نقبل أن يُسلَّم السلاح لإسرائيل".
واعتبر قاسم أن "كل من يطالب بتسليم السلاح، يطالب عملياً بتسليمه لإسرائيل"، مشدداً على أن برّاك يريد السلاح من أجل إسرائيل، لا من أجل ضبط الوضع الأمني في لبنان، مؤكداً: "لا يطلب أحد منا اعترافاً، ولا أحد يطلب منا صلحاً، ولا استسلاماً". وتابع: "الخطر الداهم هو العدوان الإسرائيلي، فلا تناقشوا ماذا نملك أو لا نملك، ناقشوا العدوان. هذا العدوان يجب أن يتوقف. كل الخطاب السياسي في البلد يجب أن يكون لإيقاف العدوان، وليس لتسليم السلاح لإسرائيل. في هذه المرحلة، وحتى أوضح لكم أكثر: كل دعوة لتسليم السلاح والعدوان مستمر، هي دعوة لإعطاء إسرائيل سلاح قوة لبنان. لا يلعب أحد معنا هذه اللعبة، لأننا لن نكون من يعطون السلاح لإسرائيل".
وأضاف: "السلاح، أقول الآن، ليس أولوية. الأولوية هي الإعمار، وإلغاء العدوان"، مشدداً على أن "على الدولة أن تقوم بواجبين أساسيين: أولًا: إيقاف العدوان بكل السُبل والطرق، دبلوماسية أو عسكرية، والثاني: إعادة الإعمار"، مؤكداً أن "كل من يطالب اليوم بتسليم السلاح، داخلياً أو خارجياً أو عربياً أو دولياً، هو يخدم المشروع الإسرائيلي، مهما كان اسمه، أو صفته، أو عنوانه، أو ادعاؤه، لأن الوقائع تشرح ذلك".
وأردف: "أنتم أوقفوا العدوان، امنعوا الطيران من الجو، أعيدوا الأسرى، فلتنسحب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها. دعونا نرى إن كان هذا المشهد سيستقر. بعد ذلك، خذوا منّا أفضل نقاش، وتجاوباً على أعلى مستوى. لا تقولوا لنا الآن: نريد أن نعرف. لا، لا أستطيع أن أقدّم لك كل شيء الآن، لأنك تريد أن تأخذ بعد الكرامة الباقية، ولا نقدر على ذلك".
وختم قاسم كلمته بتأكيد أن لبنان اليوم أمام مفترق طرق بين خيارين واضحين: خيار السيادة الذي يعني حماية الوطن، وخيار الاستقلال الذي يرفض أي شكل من أشكال الوصاية، إلى جانب خيار ثالث لا يقل أهمية، هو التحرير ورفض الاحتلال. وقال: "هذا هو خيارنا الحقيقي: السيادة، الاستقلال، والتحرير. فلنُجمع عليه ونرفعه شعاراً موحّداً: أن نُخرج إسرائيل من أرضنا بوحدتنا، وأن نُعيد إعمار بلدنا بتكاتفنا". وأضاف: "إذا تمكنّا من تحقيق ذلك، نكون قد أنجزنا المهمة. ولْنُوجّه رسالة واضحة إلى العرب والعالم: مرحباً بكل من يقدّم دعماً لإخراج الاحتلال ويساهم في إعمار لبنان، فهذا يخدم مصلحتهم كما يخدم مصلحة بلدنا. أما من يسعى لخدمة إسرائيل ومشروعها، فليس له مكان بيننا".
## الشرطة الصينية فككت عصابة تبيع دمى "لابوبو" مزيّفة
30 July 2025 06:00 PM UTC+00
فكّكت شرطة شنغهاي الصينية في يوليو/تموز عصابة إجرامية تُصنّع دمى "لابوبو" مقلّدة وتبيعها، واعتقلت ثمانية أشخاص. واجتاحت المنتجات المقلدة التي يُصنّع الكثير منها أيضاً في الصين، منصات الإنترنت، ويطلق عليها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي تسمية "لافوفوس". وأفادت صحيفة شنغهاي ديلي الرسمية، مساء أمس الثلاثاء، بأن عمليات المصادرة قد أسفرت عن ضبط ألعاب مقلدة بقيمة 12 مليون يوان (1,7 مليون دولار).
وأبلغت "بوب مارت" الشرطة بعد أن أعلمها أحد الزبائن بأنّ دمية اشتُريت عبر الإنترنت مزيفة. وأسفر تحقيق السلطات الصينية عن العثور على متجر إلكتروني يبيع مراوح ومكبرات صوت وأجهزة ألعاب، ولكنه كان أيضاً بمثابة واجهة لبيع منتجات مقلدة. ودهمت الشرطة مستودعاً وأوقفت ثمانية أشخاص وصادرت خمسة آلاف لعبة تحمل علامات تجارية مزيفة وملصقات لمكافحة التزوير، بحسب "شنغهاي ديلي".
نجاح "لابوبو" العالمي
"لابوبو" ألعاب تُشبه أرنباً ممزوجاً بوحش ابتكرها الرسام كاسينغ لونغ عام 2015، حيث ظهرت لأول مرة في ثلاثة كتب مصورة مستوحاة من الأساطير الاسكندنافية بشخصية تجمع بين الغرابة والبراءة. وفي عام 2019 وقّع الرسام اتفاقاً مع شركة بوب مارت لتصنيع تماثيل "لابوبو" لكنها لم تحقق رواجاً واسعاً إلا عام 2023، عندما طرحت الشركة نسخة محشوة من الدمية على شكل ميداليات مفاتيح. وتجاوز عدد المنشورات عن "لابوبو" على "تيك توك" مليوناً وأربعمائة ألف. 
و"لابوبو" جزء من موجة متنامية من المنتجات الثقافية الصينية التي تكتسب زخماً في الخارج، إذ يزيّن مشاهير، منهم ريهانا ودوا ليبا، حقائبهم بهذه الدمية. وتُنتَج هذه اللعبة التي تصنّعها شركة "بوب مارت" في بكين وتُباع عادة بنحو 40 دولاراً، بكميات محدودة، وقد لاقت رواجاً كبيراً في المتاجر حول العالم.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## جيش الاحتلال الإسرائيلي: سلاح الجو اعترض قبل قليل مسيّرة أطلقت من اليمن
30 July 2025 06:09 PM UTC+00
## البنك المركزي الأميركي يثبت الفائدة وسط انقسام داخلي وضغوط ترامب
30 July 2025 06:14 PM UTC+00
في يوم حافل بالقرارات الاقتصادية وردات الفعل السياسية، أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) على أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الخامسة على التوالي، متمسكًا بالنطاق الحالي لسعر الفائدة الرئيسي لليلة واحدة في نطاق بين 4.25% و4.50%، قائلًا إن حالة عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية لا تزال مرتفعة، وذلك رغم تنامي الضغوط السياسية والجدل الداخلي داخل لجنة السوق المفتوحة. وبينما رأى محللو "بلومبيرغ إيكونوميكس" أن القرار يعكس استمرار الانقسام بين أعضاء اللجنة، خصوصًا مع ترجيح الحاكم كريس والر والحاكمة ميشيل بومان عدم خفض الفائدة، فإن الأسواق لم تُفاجأ بالنتيجة. فقد أظهرت بيانات النمو الأميركي انتعاشًا غير متوقّع، مع ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3% خلال الربع الثاني، ما قوّى موقف المتشددين في الفيدرالي.
ولم يفوّت الرئيس الأميركي دونالد ترامب المناسبة، فاستبق قرار المركزي بمنشور على منصة "تروث سوشال" قائلًا: "الناتج المحلي صدر للتو: 3%، أفضل بكثير من المتوقع!... بعد فوات الأوان، يجب الآن خفض سعر الفائدة. لا تضخم! دعوا الناس يشترون منازلهم ويسددون ثمنها!".
ويأتي تصريح ترامب في وقت تتزايد المطالب من البيت الأبيض باعتماد سياسة نقدية أكثر مرونة، وهو ما عبّر عنه أيضًا وزير الخزانة سكوت بيسنت الذي دعا الفيدرالي إلى مزيد من "الخيال والانفتاح"، منتقدًا في الوقت نفسه افتراضات سابقة تربط بين الرسوم الجمركية وارتفاع التضخم. ولاحقًا، قال ترامب إنه ينبغي لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) خفض أسعار الفائدة، لأن إبقاءها مرتفعة يضر بالناس. وأضاف للصحافيين: "نحن نبقي أسعار الفائدة مرتفعة، وهذا يمنع الناس من شراء المنازل. كل هذا بفضل الاحتياطي الاتحادي".
الأسواق المالية تتفاعل مع الفائدة الأميركية
أما الأسواق فكانت تترقب بحذر. وقد سجلت الأسهم الأميركية ارتفاعًا طفيفًا خلال جلسة متذبذبة يوم الأربعاء، وذلك عقب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تثبيت أسعار الفائدة، كما كان متوقعًا على نطاق واسع، فيما يترقّب المستثمرون تصريحات رئيس المجلس جيروم باول للحصول على مؤشرات بشأن توقيت خفض تكاليف الاقتراض. وسجل مؤشر داو جونز الصناعي ارتفاعًا بنسبة 0.03% ليغلق عند 44647.92 نقطة، فيما زاد مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 0.21% إلى 6384.14 نقطة، وارتفع مؤشر ناسداك المركب 0.41% إلى 21184.57 نقطة.
وقبيل صدور قرار المركزي الأميركي، تراجع سعر أونصة الذهب 1% إلى 3292.77 دولارًا، على خلفية البيانات الاقتصادية القوية، مما زاد من احتمالات تأجيل أي خفض محتمل للفائدة إلى وقت لاحق من هذا العام. وفي هذا الصدد، نقلت رويترز عن محلل استراتيجية السلع في "ويزدوم تري"، نيتيش شاه، قوله إن بيانات الناتج المحلي وتقرير الوظائف عززت الاعتقاد بأن الفيدرالي قد يُواصل التريث، وهو ما انعكس على توقعات المتداولين، حيث تراجعت احتمالات خفض الفائدة في سبتمبر من 66% إلى 60%.
في غضون ذلك، استقر سعر برميل النفط مع بعض التراجع الطفيف، حيث هبط خام برنت إلى 69.98 دولارًا، متأثرًا بحالة عدم اليقين حول مستقبل التجارة العالمية ونتائج اتفاق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي فرض رسومًا نسبتها 15% على معظم السلع الأوروبية، مقابل تعهد الاتحاد بشراء طاقة أميركية بـ750 مليار دولار. وفي مؤشر إيجابي للأسواق، تم تمديد الهدنة الجمركية بين واشنطن وبكين 90 يومًا بعد محادثات وصفت بالبناءة في استوكهولم، لتخفّف بذلك من مخاوف تصاعد التوتر التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
على صعيد الخليج، تفاعلت بورصات المنطقة بإيجابية، حيث ارتفع المؤشر السعودي 0.8% مدعومًا بآمال إعلان أرباح أرامكو وسابك الأسبوع المقبل. وواصل مؤشر دبي الرئيسي صعوده للجلسة السادسة ليصل إلى أعلى مستوياته منذ أكثر من 17 عامًا، فيما ارتفعت مؤشرات أبوظبي وقطر والبحرين والكويت، مع تباين في نتائج أرباح الشركات المحلية.
تونس تُثبّت الفائدة رغم تحسن التضخم
إقليميًا، أبقى البنك المركزي التونسي على سعر الفائدة الرئيسي عند 7.5%، رغم تراجع معدل التضخم في يونيو/حزيران إلى 5.4%، وهو أدنى مستوى له منذ خمس سنوات. وارتفع العجز التجاري للنصف الأول من 2025 إلى 3.46 مليارات دولار، ما ساهم في زيادة عجز الحساب الجاري إلى 1.9% من الناتج المحلي الإجمالي.
## حكومة الوحدة الوطنية الليبية تعتزم شن ضربات ضد "خارجين عن القانون"
30 July 2025 06:22 PM UTC+00
أعلنت وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية، مساء الأربعاء، عزمها تنفيذ "ضربات جوية دقيقة" تستهدف "أوكار الجماعات الخارجة عن القانون" في مناطق محددة لم تسمّها، كما لم تحدد موعد تنفيذ هذه الضربات. وحذّرت الوزارة، في بيانها، الأهالي من الاقتراب من "تمركزات تلك العناصر المتورطة في تهريب البشر والاتجار بالمخدرات"، داعيةً إياهم إلى الابتعاد الفوري عن المواقع التي يُشتبه في استخدامها كملاذات أو مخازن أو نقاط تمركز. وأكدت الوزارة أن "سلامة المواطنين أولوية، وأن التعاون مع الجهات الأمنية والعسكرية واجب وطني".
ولم توضح الوزارة ما إذا كانت المواقع المستهدفة داخل طرابلس أو خارجها، خاصة في ظل التوتر القائم منذ منتصف مايو/ أيار الماضي، حين شهدت العاصمة مواجهة مسلّحة عنيفة بين قوات وزارتي الداخلية والدفاع وجهاز قوة الردع الخاصة التابع للمجلس الرئاسي، عقب إطاحة قوات الحكومة جهاز دعم الاستقرار. وكان رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة قد وجّه، في مناسبات عدة، اتهامات مباشرة لجهاز الردع بالتورط في ارتكاب الجرائم والانتهاكات داخل السجون التي يسيطر عليها، واصفاً الجهاز بأنه "مجموعة مسلّحة خارجة عن القانون".
ولم تنفّذ الحكومة أي عمليات جوية منذ ذلك الحين، باستثناء تلك التي نفذها طيرانها المسيّر منتصف عام 2023، ضد نقاط تهريب الوقود والمهاجرين غير النظاميين وأوكار الجريمة في نطاق غرب طرابلس، الممتد من مدينة الزاوية (نحو 30 كلم غرباً)، حتى مدينة زوارة (نحو 120 كلم غرباً)، في خطوة هدفت إلى ضرب شبكات التهريب وإظهار قدرة الدولة على استخدام القوة الجوية ضد أهداف محددة.
كما نفذت الحكومة، مطلع العام الجاري، عملية برية واسعة بقيادة المنطقة العسكرية بالساحل الغربي، في الزاوية ومدن الساحل، تحت شعار "فرض الأمن والقضاء على الجريمة"، حيث شددت على "حرصها الكامل على سلامة المدنيين وحماية الممتلكات العامة والخاصة"، معلنةً انتشار وحداتها ضمن خطة لتأمين الأحياء والمناطق، وإزالة عدد من الأوكار، وملاحقة المطلوبين.
## سورية تعود إلى خريطة الاتصالات العالمية بعد عقد من الغياب
30 July 2025 06:22 PM UTC+00
في خطوة تعبّر عن بداية انفتاح رقمي بعد سنوات من العزلة، أعلنت وزارة الاتصالات والتقانة في سورية عن عودة البلاد للمشاركة في فعاليات رابطة مشغلي الهواتف النقالة العالمية (GSMA)، وذلك بعد انقطاع دام أكثر من عقد من الزمن. وتأتي هذه العودة ضمن جهود رسمية لإعادة ربط قطاع الاتصالات السوري بالمنظومة الدولية، وسط تطلعات لتعويض الفجوة التقنية التي خلّفتها الحرب، وما رافقها من انهيار في البنية التحتية وانقطاع عن شبكات التعاون الإقليمي والدولي في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وجاء الإعلان عن الخطوة، بحسب بيان صادر عن الوزارة، على هامش زيارة وفد سوري إلى المملكة الأردنية الهاشمية، ناقش خلالها الطرفان سبل تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجال التحول الرقمي. وبحسب مصادر مطلعة في وزارة الاتصالات السورية تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن استعادة عضوية GSMA ستُتيح لسورية إعادة الاندماج في البيئة العالمية للاتصالات، والاستفادة من خدمات الرابطة، بما يشمل برامج بناء القدرات الفنية وتنظيم المؤتمرات والمعارض الدولية. كما أوضحت الوزارة أن هذه الخطوة ستفتح المجال أمام الشركات السورية العاملة في قطاع الاتصالات، لا سيما شركات الخلوي والمزودين المحليين، للانخراط مجددًا في شبكة GSMA، بما يعزز فرص التحديث التقني والانفتاح على الأسواق الإقليمية والعالمية.
ويرى مهندس الاتصالات محمد العلوش أن عودة سورية إلى GSMA "تشكل نقطة تحوّل في سياسة الانفتاح الرقمي، التي كانت شبه مجمدة نتيجة العقوبات الدولية وظروف الحرب"، مشيرًا إلى أن الخطوة تعكس رغبة رسمية في إعادة وصل ما انقطع مع المؤسسات التقنية العالمية، خاصة مع ظهور مؤشرات على انفتاح جزئي في عدد من القطاعات. وأضاف العلوش في حديثه لـ"العربي الجديد" أن العودة إلى GSMA "تفتح الباب أمام دخول تقنيات جديدة إلى السوق السورية، وخصوصًا الجيل الخامس (5G) وتطبيقات إنترنت الأشياء، التي أصبحت حجر الزاوية في البنية التحتية الرقمية على مستوى العالم".
وأشار إلى أن سورية كانت خلال السنوات الماضية "خارج خريطة التطور العالمي في قطاع الاتصالات، بسبب غياب الشراكات الدولية والتحديثات التقنية"، معتبرًا أن العودة إلى GSMA "تمنح فرصة لتحديث المعايير الفنية، والاقتراب أكثر من الأنظمة العالمية المعتمدة، سواء في ما يتعلق بأمان الشبكات أو التشغيل البيني بين مختلف الأنظمة". وحذّر العلوش من أن "الاستفادة الفعلية من هذه الخطوة تبقى مرهونة بقدرة الدولة على تهيئة بيئة تنظيمية وتشريعية مرنة، تتيح جذب الاستثمارات التقنية وتخفيف القيود"، مشيرًا إلى أن الشركات السورية في القطاعين العام والخاص بحاجة إلى "برامج تدريب وتأهيل للكوادر، بالإضافة إلى تحديث التجهيزات والبنية التقنية".
وأكد أن التحدي الأكبر "لا يتمثل في مجرد استعادة العضوية، بل في تحويل هذا الانفتاح إلى نتائج ملموسة للمواطن السوري، من خلال تحسين جودة الخدمة، وخفض التكاليف، وتعزيز الشفافية في إدارة القطاع". وفي السياق نفسه، أعلنت وزارة الاتصالات عن تلقيها دعوة رسمية للمشاركة في مؤتمر الاتصالات العالمي (Mobile World Congress – Doha)، الذي تستضيفه العاصمة القطرية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، واعتبرته "محطة مهمة لتعزيز التعاون الثنائي والإقليمي وتبادل الخبرات في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات".
يُذكر أن سورية فقدت عضويتها في رابطة GSMA منذ اندلاع الحرب عام 2011، وتوقفت منذ ذلك الحين عن المشاركة في مؤتمرات الرابطة وبرامجها التدريبية، ما انعكس سلبًا على مستوى البنية التحتية الرقمية في البلاد. وتُعد GSMA جمعية تجارية عالمية غير ربحية، تضم أكثر من 750 مشغلًا للهواتف المحمولة أعضاء دائمين، إضافة إلى أكثر من 400 شركة في القطاع الأوسع للاتصالات المتنقلة أعضاء منتسبين. تأسست عام 1995 لدعم وتعزيز مشغلي شبكات الهاتف المحمول التي تعتمد معيار GSM (النظام العالمي للاتصالات المتنقلة)، وتعمل كصوت موحد لهؤلاء المشغلين حول العالم، مدافعة عن مصالحهم التنظيمية والتجارية، كما تدعم تطوير التقنيات الحديثة مثل 5G وإنترنت الأشياء.
## اقتصاد منطقة اليورو يسجل نمواً غير متوقع في الربع الثاني من العام
30 July 2025 06:22 PM UTC+00
سجّل اقتصاد منطقة اليورو نمواً غير متوقع في الربع الثاني من العام الجاري، بحسب ما أظهرت بيانات رسمية يوم الأربعاء، رغم التوترات التجارية التي تخيّم على التوقعات العالمية. وأفادت وكالة الاتحاد الأوروبي الرسمية للبيانات (يوروستات) بأن منطقة العملة الموحدة التي تضم 20 بلداً قد سجّلت نمواً نسبته 0.1% في الفترة من إبريل/ نيسان إلى يونيو/ حزيران الماضيين، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وتوصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة نهاية الأسبوع الماضي، من شأنه أن يضع حداً للمخاوف التجارية لدول الاتحاد وتجنب حرب تجارية متصاعدة مع أكبر شركائه الاقتصاديين. ويأمل مسؤولو الاتحاد الأوروبي أن يساعد الاتفاق الشركات على تجنّب مزيد من الصعوبات الاقتصادية، لكن محللين حذّروا من أن الناتج الأوروبي سيتأثر سلباً بالاتفاق الذي ينصّ على رسوم جمركية نسبتها 15% على معظم الصادرات.
وأظهرت بيانات "يوروستات" الأربعاء أن فرنسا، ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا، تجاوزت التوقعات، لتسجّل نمواً بنسبة 0.3% في الربع الثاني من العام. إلا أن الأداء الأفضل كان لإسبانيا التي سجّلت نمواً نسبته 0.7% في الفترة نفسها. وسجّلت ألمانيا، القوة الاقتصادية الكبرى في الاتحاد، انكماشاً غير متوقع بنسبة 0.1% مقارنة بالفصل السابق. كما سجّل الاقتصاد الإيطالي انكماشاً بنسبة 0.1% خلال الفترة ذاتها.
وجاء أداء منطقة اليورو أفضل من نسبة صفر في المئة التي توقعها محللون في استطلاعات "بلومبيرغ" و"فاكت سيت"، ويأتي بعدما سجّل اقتصاد منطقة اليورو نمواً بنسبة 0.6% في الربع الأول. لكن خبراء اقتصاد حذّروا من المبالغة في اعتبار تلك البيانات مؤشراً مهماً، نظراً إلى التغير الكبير في بيانات أيرلندا.
وبينما يفتقر اتفاق الأحد إلى التفاصيل في وقت ما زالت المفاوضات جارية على مسائل كثيرة، أكد الجانبان أن معظم منتجات الاتحاد الأوروبي ستخضع لرسوم جمركية نسبتها 15 في المئة، بما في ذلك الأدوية وأشباه الموصلات. وحذّر خبراء اقتصاد من أن الاتفاق قد يؤثر سلباً نوعاً ما على اقتصاد منطقة اليورو. وسارعت الشركات الأوروبية في النصف الأول من العام لشحن مزيد من المنتجات لتجنّب رسوم ترامب الإضافية. ويقول مسؤولون أوروبيون إن الاتفاق يتضمّن إعفاءات ثنائية من الرسوم الجمركية بالنسبة لسلع معيّنة لم يتم تحديدها بعد.
## المستهلكون البريطانيون متشائمون من مستويات أداء اقتصادهم
30 July 2025 06:22 PM UTC+00
ظلّ المتسوقون في المملكة المتحدة صامدين رغم تعثّر الاقتصاد، لكن أي بائع تجزئة سيؤكد أن نجاح العام سيتوقف على نتائج "الربع الذهبي" أي الشهور الثلاثة الأخيرة من العام. وحتى مع توجّه البريطانيين إلى عطلاتهم الصيفية، فإن المؤشرات لما قبل الشتاء تثير القلق، وهو خبر غير سار بالنسبة لوزيرة الخزانة راتشيل ريفز، لأن المستهلكين يساهمون بنحو ثلاثة أخماس الناتج المحلي الإجمالي.
ويشير تقرير لوكالة بلومبيرغ يوم الأربعاء إلى أن مؤشر ثقة المستهلكين GFK (النمو من خلال الثقة)، قد سجل تدهوراً ملحوظاً خلال الشهور الاثني عشر المنصرمة. لكن أحد المؤشرات الفرعية ضمنه يكشف عن معلومات دالة، إذ قفز مؤشر الادخار إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2007. وأوضحت شركة GfK التي تصدر المؤشر أن الأسر تقوم بتأجيل الإنفاق وتكوين "صناديق طوارئ" تحسّباً لزيادات ضريبية محتملة في الخريف.
وتحذّر وحدة بلومبيرغ إيكونوميكس من احتمال وجود عجز في الميزانية يصل إلى 30 مليار جنيه إسترليني (40 مليار دولار) هذا العام، مما سيفرض على الحكومة مهمة البحث عن طرق لسدّه. وهو ما يمثل أخبارا غير سارة بالنسبة لثقة المستهلك، خصوصاً مع بقاء معدلات التضخم مرتفعة بشكل مزمن، ما يؤدي إلى تآكل القدرة الشرائية.
وتُظهر بيانات متابعة الدخل الصادرة عن سلسلة المتاجر الكبرى ASDA لشهر يونيو/حزيران، أنه على الرغم من ارتفاع متوسط الدخل المتاح للأسر بنسبة 3.8% مقارنة بالعام الماضي، فإن "القدرة الشرائية قد تراجعت لدى 40% من الأسر البريطانية، مع وصول التضخم إلى أعلى مستوى له منذ 18 شهراً."
ويتوقع التقرير ألا يتجاوز معدل النمو 0.1%  في الربع الثاني من العام، مع أداء لا يختلف كثيرًا في بقية الربعين التاليين، بعدما ارتفع معدل البطالة في مايو إلى 4.7%، وهو الأعلى منذ أربع سنوات. ورغم صعوبة قياس تدهور فرص العمل بدقة، فإن هذا المعدل يترك أثرًا سلبيًا خطيرًا؛ إذ إن الناس يغيرون سلوكهم الاستهلاكي بشكل جذري عندما يفقدون وظائفهم أو يشهدون أقاربهم وأصدقاءهم يتعرضون للتسريح.
وينسحب التدهور إلى قطاع المنازل حيث يشهد سوق الإسكان ركودًا منذ ارتفاع ضريبة شراء العقارات في إبريل/نيسان الماضي. ومن المتوقع أن يخفض بنك إنكلترا (المركزي البريطاني) سعر الفائدة الرسمي إلى 4%  في اجتماعه المقبل في السابع من أغسطس/آب، لكنه لا يزال يتبع وتيرة بطيئة جدًا في خفض سعر الفائدة الأساسي. وهو أمر مفهوم في ظل القلق من استمرار التضخم المرتفع في يونيو/حزيران والذي بلغ 3.6%، رغم أن المخاوف بدأت تتحول أكثر نحو تدهور سوق العمل. وجاءت مبيعات التجزئة في يونيو/حزيران مخيبة للآمال، حيث ارتفعت بنسبة 0.9% فقط بعد انخفاض حاد بنسبة 2.8% في مايو/أيار، وفقًا لمكتب الإحصاءات الوطنية.
## الجفاف ونقص الغذاء يدفعان أكثر من 100 ألف أسرة للنزوح في أرض الصومال
30 July 2025 06:23 PM UTC+00
حذّر رئيس أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله (عُرّو)، من تفاقم أزمة الجفاف التي تضرب أجزاء واسعة من البلاد، مؤكدًا أن تداعياتها باتت تُشكّل تهديدًا مباشرًا لحياة أكثر من 100 ألف أسرة في إقليم أودل، شمال غربي البلاد، نتيجة انعدام الأمن الغذائي، ونفوق أعداد كبيرة من المواشي، إضافة إلى تسجيل وفيات بشرية ناجمة عن الجوع وسوء التغذية.
وجاء تحذير الرئيس في كلمة ألقاها أمام عدد من رجال الأعمال المحليين في العاصمة هرجيسا، حيث دعا إلى تعبئة الجهود المحلية والدولية لتفادي كارثة إنسانية وشيكة. وأوضح أن الجفاف لا يقتصر على إقليم أودل فقط، بل يمتد بدرجات متفاوتة إلى سائر الأقاليم الستة في صوماليلاند، مشيرًا إلى أن أكثر من 600 ألف شخص تأثروا بشكل مباشر بموجة الجفاف الحالية.
وأشار عُرّو إلى أن تكرار موجات الجفاف يعود في الأساس إلى تأخر مواسم الأمطار واختلال أنماط المناخ، لافتًا إلى أن التوقعات المناخية تُنذر باستمرار حالة الجفاف خلال الأشهر المقبلة، ما يستدعي استجابة عاجلة ومنسقة من كافة الجهات المعنية. وفي لفتة تقديرية، عبّر رئيس أرض الصومال عن شكره لحكومة جيبوتي على المساعدات العاجلة التي قدمتها للمتضررين في المناطق الشمالية الغربية، مثمنًا دعمها الإنساني في وقت الحاجة.
وتُعد أزمة الجفاف من أبرز التحديات البيئية والاقتصادية التي تواجه أرض الصومال في العقود الأخيرة، إذ تتكرر هذه الظاهرة بوتيرة متسارعة نتيجة التغير المناخي، وسط غياب بنية تحتية كافية لإدارة الموارد المائية. ويعتمد جزء كبير من السكان على الرعي والزراعة التقليدية مصدرا أساسيا للعيش، ما يجعلهم أكثر عرضة لتقلبات المناخ.
كما تُقدّر الثروة الحيوانية في أرض الصومال بملايين رؤوس الإبل والأغنام والماعز، وتشكل المصدر الرئيسي للصادرات الوطنية، لا سيما إلى أسواق الخليج العربي. غير أن موجات الجفاف المتلاحقة أدت إلى نفوق أعداد هائلة من المواشي، ما انعكس سلبًا على دخل الأسر الريفية، وأضعف قدرة المجتمعات المحلية على الصمود، ودفع بالعديد من العائلات إلى النزوح الداخلي بحثًا عن المياه والكلأ.
وبحسب تقارير صادرة عن منظمات دولية، فإن تراجع الإنتاج الحيواني يُشكّل خطرًا مباشرًا على الاقتصاد المحلي، حيث يعتمد نحو 60% من سكان أرض الصومال على الماشية لتأمين سبل العيش، سواء من خلال التصدير أو الاستهلاك المحلي. وتحذر التقديرات من أن استمرار الجفاف دون استجابة فاعلة قد يؤدي إلى أزمة غذائية شاملة، في ظل تراجع المخزون الغذائي، وارتفاع أسعار الحبوب والأعلاف، فضلًا عن ضعف البنية الصحية وخدمات الإغاثة، خصوصًا في المناطق الريفية والنائية.
## نيسار... قمر اصطناعي أميركي هندي لمراقبة الأرض
30 July 2025 06:28 PM UTC+00
أُطلق اليوم الأربعاء قمر اصطناعي راداري جديد طوّرته الهند والولايات المتحدة بشكل مشترك، تتمثّل مهمّته بمراقبة أي تغيّرات طفيفة في اليابسة أو الأسطح الجليدية على الأرض، والمساعدة في التنبؤ بالمخاطر الطبيعية وتلك الناتجة من الأنشطة البشرية. وانطلق القمر الاصطناعي المسمى "نيسار"، الذي يعادل حجمه حجم شاحنة صغيرة، حوالى الساعة الثانية عشرة وعشر دقائق بتوقيت غرينيتش من مركز ساتيش داوان للفضاء على الساحل الجنوبي الشرقي للهند، على متن صاروخ من مركبة لإطلاق الأقمار الاصطناعية المتزامنة مع الأرض تتبع للمنظمة الهندية لأبحاث الفضاء.
واعتُبرت عملية الإطلاق التي ترقّبها العلماء وأشاد بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، خطوة مهمة في إطار التعاون بين البلدين. وقال وزير العلوم والتكنولوجيا الهندي، جيتندرا سينغ، على منصة إكس: "تهانينا للهند!"، مشيراً إلى أن الخطوة تعد "نقطة تحوّل". وقالت مديرة قسم علوم الأرض لدى "ناسا"، كارين سان جرمان، للصحافيين قبل عملية الإطلاق إن "سطح كوكبنا يشهد تغيّرات دائمة ومهمة". وأضافت: "تحصل بعض التغيّرات ببطء وتتم أخرى فجأة. بعضها كبير بينما البعض الآخر دقيق".
ومن خلال ملاحظة التغيرات الدقيقة للغاية في الحركة الرأسية لسطح الأرض (إلى حد قدره سنتيمتر واحد)، سيكون بإمكان العلماء رصد بوادر أي كوارث طبيعية وتلك الناتجة من الأنشطة البشرية، انطلاقاً من الزلازل وانزلاقات التربة والبراكين، وصولاً إلى البنى التحتية المتهالكة مثل السدود والجسور. وقالت سان جرمان: "سيكون بإمكاننا ملاحظة مواد الأرض وأي انتفاخ أو حركة أو تشوّه وذوبان الأنهار الجليدية الجبلية والطبقات الجليدية التي تغطي كلاً من غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية، وبالطبع، سنرى حرائق الغابات"، واصفةً "نيسار" بأنه "الرادار الأكثر تطوّرا الذي بنيناه على الإطلاق".
وتهتم الهند تحديداً بدراسة مناطقها الساحلية والمحيطات القريبة عبر تتبّع التغيّرات السنوية في قاع البحر قرب دلتا الأنهار وكيفية نمو أو انكماش حجم الشواطئ. وستستخدم البيانات أيضاً للمساعدة في توجيه السياسة الزراعية عبر وضع خرائط لنمو المحاصيل وتعقّب صحة النباتات ومراقبة رطوبة التربة. وسيسجّل "نيسار"، المزوّد بصحن يبلغ قطره 12 متراً، كل المساحات البرية والجليدية في الأرض مرّتين كل 12 يوماً من على ارتفاع 747 كيلومتراً.
ترددات "نيسار" الدقيقة
لدى دورانه، سيبثّ القمر الاصطناعي بشكل متواصل موجات دقيقة ويستقبل أصداء من سطح الأرض. ونظراً إلى أنه متحرّك، ستكون الإشارات الواصلة إليه مشوّهة، لكن سيعاد تجميعها عبر المعالجة الحاسوبية لإنتاج صور مفصّلة عالية الدقة. ويتطلب التوصل إلى نتائج مشابهة بواسطة رادار تقليدي صحناً كبيراً جداً يصل قطره إلى 19 كيلومتراً، وهو أمر غير عملي إطلاقاً.
وبلغت مساهمة "ناسا" في المشروع أقل بقليل من 1,2 مليار دولار، بينما بلغت تكاليف المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء حوالى 90 مليون دولار. وقطع برنامج الهند الفضائي أشواطاً كبيرة في السنوات الأخيرة، إذ وضعت الدولة الآسيوية العملاقة مسباراً في مدار المريخ عام 2014، وأنزلت روبوتاً وعربة متجولة موجّهة من بعد على القمر في 2023.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## مصر: إخلاء سبيل عشرات السجناء السياسيين
30 July 2025 06:39 PM UTC+00
أعلنت السلطات القضائية المصرية عن قرارات بإخلاء سبيل عشرات من السجناء السياسيين المحتجزين احتياطياً على ذمة قضايا ذات طابع سياسي. وأعادت هذه الخطوة، وإن بدت محدودة، إحياء آمال منظمات المجتمع المدني في إمكانية فتح ملف السجناء السياسيين في مصر، في ظل استمرار الانتقادات الموجهة إلى السلطات بشأن أوضاع حقوق الإنسان.
وأصدرت نيابة أمن الدولة العليا قرارات بإخلاء سبيل 37 محتجزاً كانوا رهن الحبس الاحتياطي في ثماني قضايا مختلفة. وتأتي هذه القرارات ضمن إطار المراجعة الدورية لملفات المحبوسين احتياطيًا، في ما اعتبره مراقبون مؤشراً على مرونة نسبية في التعامل مع بعض الملفات الحقوقية الشائكة.
وتوزعت أسماء المفرج عنهم على عدد من القضايا، من أبرزها القضية رقم 2135 لسنة 2022، التي شمل قرار الإفراج فيها 16 شخصاً، من بينهم أحمد جمال السيد شحاتة، وأشرف القط إبراهيم عوف، وصابر حسين محمد عبد الحليم، وغيرهم. كما شملت الإفراجات معتقلين من القضايا أرقام 325 لسنة 2023، و585 لسنة 2023، و2064 لسنة 2023، و281 لسنة 2024، و655 لسنة 2024، و1282 لسنة 2024، و2810 لسنة 2024.
من جانبها، رحبت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" بالقرار، واصفة إياه بأنه "خطوة إيجابية نحو الحد من التوسع في استخدام الحبس الاحتياطي". ودعت الشبكة النائب العام، المستشار محمد شوقي، إلى مواصلة مراجعة ملفات المحتجزين وإصدار قرارات مماثلة تتسق مع الدستور المصري والالتزامات الدولية للبلاد، كما طالبت وزارة الداخلية بوقف الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري للمواطنين.
وفي تطور متصل، أعلنت "منظمة سيناء لحقوق الإنسان" أن السلطات أفرجت، اليوم الأربعاء، عن تسعة من سكان حي الميناء في مدينة العريش، بعد اعتقالهم مساء الاثنين الفائت، خلال مشاركتهم في احتجاج سلمي رفضاً لقرارات إزالة منازلهم لمصلحة مشروع توسعة ميناء العريش. ووفقاً لمصادر للمنظمة، إن عدد المعتقلين بلغ 14 شخصاً، لا يزال خمسة منهم قيد الاحتجاز في قسم شرطة العريش ثانٍ، وسط غياب التوضيح الرسمي لأسباب استمرار احتجازهم أو توجيه اتهامات إليهم.
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الاهتمام الدولي والمحلي بالمشهد الحقوقي المصري، حيث تتقاطع مبادرات الإفراج المحدودة مع مطالبات متواصلة بالإفراج عن جميع سجناء الرأي، ووقف الانتهاكات، والكشف عن مصير المختفين قسرياً، ومحاسبة المسؤولين عن التعذيب وسوء المعاملة في أماكن الاحتجاز.
ورغم الأثر الإيجابي المرحلي لقرارات الإفراج الأخيرة، يرى حقوقيون أن التحدي الأكبر لا يزال متمثلاً في معالجة البنية القانونية والمؤسسية التي تسمح بالحبس الاحتياطي المطوّل، وفي غياب ضمانات المحاكمة العادلة، بما يفرض الحاجة إلى مراجعة شاملة للسياسات الأمنية والقضائية، من أجل ضمان احترام الحقوق والحريات المكفولة دستورياً ودولياً.
## ترامب يفتح جبهة تجارية جديدة ضد الهند والبرازيل.. والنحاس في المعركة
30 July 2025 06:51 PM UTC+00
في خطوة مثيرة للجدل أعادت التوترات التجارية إلى الواجهة، وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأربعاء، سلسلة من القرارات التي تفرض رسوماً جمركية جديدة على واردات من البرازيل والهند، إلى جانب فرض رسوم ثقيلة على منتجات النحاس، مبرراً هذه الإجراءات بـ"اعتبارات الأمن القومي". فقد أعلن البيت الأبيض أن ترامب وقّع أمراً تنفيذياً يفرض رسوماً بنسبة 50% على واردات النحاس شبه المُصنّع ومشتقاته عالية التركيز، على أن تدخل حيّز التنفيذ اعتباراً من الأول من أغسطس/آب. ويعد هذا القرار تصعيداً إضافياً بعدما كانت الرسوم المفروضة سابقاً على النحاس من البرازيل تبلغ 10% فقط.
وما لبثت أسعار النحاس أن انخفضت بنسبة وصلت إلى 18% قبل أن تقلّص جزءاً من خسائرها، لتتداول عند 5.1310 دولارات للرطل بحلول الساعة 2:11 بعد الظهر بتوقيت نيويورك، علماً أن الرطل (Pound) يساوي حوالي 0.4536 كيلوغرام، فعندما يُقال مثلاً 5.1310 دولارات للرطل، فهذا يعني السعر لكل 0.4536 كيلوغرام من النحاس. وبحسب بلومبيرغ، من المقرّر أن ترتفع نسبة بعض المواد الخام من النحاس المطلوب تخصيصها للبيع داخل الولايات المتحدة إلى 30% في عام 2028، ثم إلى 40% في عام 2029. وقال البيت الأبيض إن هذه الخطوة ضرورية لـ"تعزيز قدرات التكرير الأميركية من خلال ضمان توفير مدخلات منخفضة التكلفة بينما توسّع المصافي المحلية عملياتها".
وفي إجراء آخر، فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 25% على واردات السلع الهندية، مرفقة بـ"غرامة غير محددة" تعود إلى شراء نيودلهي للنفط والأسلحة من روسيا. وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال" أن هذه الإجراءات ستُفعّل أيضاً في الأول من أغسطس، مؤكدًا أن المهلة القصوى "ثابتة ولن تُمدّد". وأشار الرئيس الأميركي إلى أن الهند "رغم كونها دولة صديقة"، إلا أن تجارتها مع الولايات المتحدة كانت دائماً محدودة بسبب ما وصفه بـ"أعلى رسوم جمركية في العالم، وحواجز غير نقدية معقدة ومزعجة".
واتهم ترامب نيودلهي بمواصلة التعاون العسكري والاقتصادي مع موسكو، رغم دعوات المجتمع الدولي للحدّ من مصادر تمويل الحرب الروسية في أوكرانيا، مشيراً إلى أن الهند وروسيا من كبار شركاء الطاقة. في المقابل، أكدت الحكومة الهندية التزامها بحماية "مصالحها الوطنية" وازدهار الشركات الصغيرة والمتوسطة، مشيرة إلى أنها تقيّم تداعيات الرسوم الجديدة، مع الاستمرار في التفاوض على "اتفاق تجاري منصف ومتوازن". ووفق ما نقلته صحيفة "هندوستان تايمز"، فإن الحكومة الهندية عبّرت عن استعدادها لاتخاذ جميع الخطوات اللازمة للدفاع عن اقتصادها، مشددة على أن هذه الإجراءات الأميركية "تعرقل مسار التعاون الثنائي".
البرازيل تحت ضغط ترامب بسبب بولسونارو
ترامب لم يكتفِ بالهند، بل صعّد ضد البرازيل أيضاً، ملوّحاً بتطبيق رسوم تصل إلى 50% على واردات محددة من البلاد، في محاولة للضغط على سلطاتها لوقف محاكمة الرئيس السابق جايير بولسونارو المتهم بمحاولة انقلاب. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن هذه الرسوم تشمل قطاعات حيوية مثل الفولاذ، النحاس، والسيارات، ما قد يؤثر سلباً على العلاقات التجارية بين البلدين وعلى الاقتصاد البرازيلي المتعافي ببطء.
وفي سياق أوسع، تواصلت المحادثات بين واشنطن وبكين هذا الأسبوع في استوكهولم، لتمديد هدنة تجارية مؤقتة تنتهي في 12 أغسطس. ولمّح ترامب إلى احتمال فرض "رسوم ثانوية" على شركاء روسيا مثل الصين والهند في حال لم تغيّر موسكو مسارها في أوكرانيا خلال عشرة أيام. بالتوازي، أعلن ترامب أنه بصدد إبرام اتفاقات تجارية مع خمس دول، منها بريطانيا واليابان وفيتنام، في إطار سياسة تجارية يرى فيها "تعزيزاً للقوة الأميركية وسحقاً للمنافسين الاقتصاديين".
## فيراتي يكشف عن كواليس انضمام ميسي إلى الباريسي
30 July 2025 06:57 PM UTC+00
كشفت تصريحات حديثة لوسط ميدان نادي الدحيل القطري، الإيطالي ماركو فيراتي (32 عاماً)، تفاصيل مثيرة من كواليس واحدة من أكبر صفقات كرة القدم في العقد الأخير، حين وقّع النجم الأرجنتيني، ليونيل ميسي (38 عاماً)، لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي في صيف 2021.
وفي مقابلة مع صحيفة لاغازيتا ديلو سبور الإيطالية، الأربعاء، روى فيراتي كيف كانت البداية خلال سهرة صيفية في إيبيزا جمعت عدداً من نجوم باريس سان جيرمان، على رأسهم  البرازيلي نيمار دا سيلفا (33 عاماً)، والأرجنتينيان أنخيل دي ماريا (37 عاماً) ولياندرو باريديس (31 عاماً). وقال فيراتي: "أتذكر ليلة ساحرة بكل معنى الكلمة. كنا في إيبيزا حين أتى نيمار وقال لي: الليلة سنتعشى مع ميسي. جلسنا جميعاً على الطاولة وتحدثنا كثيراً، كانت الأجواء رائعة". وأضاف فيراتي بابتسامة: "حاولنا إقناعه بطريقة غير مباشرة بالقدوم إلى باريس. وفي اليوم التالي، بدأت الأخبار تتحدث عن خلافات بينه وبين برشلونة. ثم تلقّيت اتصالاً من نيمار قال فيه: ماركو، ليو قادم إلينا!". 
وأبرزت تصريحات فيراتي، كيف تحولت لحظات ودّية عابرة إلى نقطة انطلاق واحدة من أكبر صفقات باريس سان جيرمان في العصر الحديث. لكن كما يبدو، فإن تلك الليلة السعيدة لم تنعكس على التجربة بكاملها، إذ لم يكن ميسي راضياً تماماً عن مغادرته المفاجئة من برشلونة، النادي الذي نشأ فيه وتربى على قيمه لعقود، ففي تصريحات سابقة عام 2023، وبعد انتقاله إلى إنتر ميامي، صرح ميسي: "قلت ذلك من قبل، لم أرغب في الرحيل إلى باريس. لم يكن شيئاً مخططاً له، حدث كل شيء فجأة. كنت مضطراً للتأقلم مع بيئة مختلفة تماماً، على مستوى المدينة وحتى على الصعيد الرياضي". 
من جهته، عبّر فيراتي عن إعجابه بنيمار، واصفاً إياه بالشخص الطيب والمتواضع، مشيراً إلى استمرار العلاقة الجيدة بينهما حتى بعد مغادرته النادي. كما أثنى على زميله السابق، الفرنسي كيليان مبابي (26 عاماً)، قائلاً: "مبابي تنافسي بطبعه، جائع للنجاح، وأنا مقتنع بأنه سيفوز بالكرة الذهبية يوماً ما".
## جيش الاحتلال يتحدث عن اعتراض طائرة مسيّرة أطلقت من اليمن
30 July 2025 07:28 PM UTC+00
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، اعتراض طائرة مسيّرة أُطلقت من اليمن باتجاه الأراضي المحتلة. وقال الجيش في بيان مقتضب: "اعترض سلاح الجو قبل وقت قصير طائرة مسيّرة أُطلقت من اليمن، وتم تفعيل الإنذارات وفقاً للسياسة المتبعة". من جانبها، أفادت صحيفة "معاريف" العبرية بأن الطائرة المسيّرة جرى اعتراضها فوق منطقة المجلس الإقليمي "أشكول" شمال غربي النقب، جنوبي البلاد.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن، الثلاثاء، اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن، تسبب في دوي صفارات الإنذار في منطقة تل أبيب الكبرى والقدس، ما دفع الملايين إلى دخول الملاجئ. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية حينها: "تمكن الحوثيون مجدداً من إدخال ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ".
وحتى الساعة 06:35 بتوقيت غرينتش، لم تتبنَّ جماعة الحوثي اليمنية إطلاق الطائرة المسيّرة الأخيرة، لكنها كانت قد أعلنت، الثلاثاء، قصف مطار بن غوريون قرب تل أبيب بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع "فلسطين 2"، مؤكدة أن العملية "حققت هدفها بنجاح".
وتشنّ جماعة الحوثيين، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، هجمات منتظمة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة والزوارق البحرية ضد سفن إسرائيلية وأخرى مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، كما تستهدف مواقع إسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، في إطار ما تصفه بـ"الرد على حرب الإبادة المستمرة ضد غزة".
وتتعرّض مواقع في اليمن بين الحين والآخر لغارات إسرائيلية، كان آخرها الأسبوع الماضي، حين شنّ جيش الاحتلال غارات على ميناء الحُديدة، بزعم استهداف مواقع تابعة لجماعة الحوثيين، وذكرت قناة "المسيرة" في خبر مقتضب حينها عبر "تليغرام"، أن سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت ميناء الحُديدة.
(الأناضول، العربي الجديد)
## سورية: ضبط أكثر من مليون حبة "كبتاغون" بعملية أمنية مشتركة مع العراق
30 July 2025 07:28 PM UTC+00
أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم الأربعاء، تنفيذ عملية أمنية نوعية أسفرت عن ضبط مليون وثلاثمئة وخمسين ألف حبّة مخدّرة من نوع "كبتاغون"، كانت معدّة للتهريب خارج البلاد، وذلك بالتعاون والتنسيق مع وزارة الداخلية العراقية. وقال مدير إدارة مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية السورية، العميد خالد عيد، إنّ هذه العملية جاءت "في إطار العلاقات العربية القائمة على التعاون والتنسيق المشترك، وضمن الجهود المستمرة في ملاحقة تجّار ومروّجي المواد المخدّرة".
وأضاف عيد أنّ العملية "ثمرة لتبادل استخباراتي دقيق بين إدارة مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية السورية والمديرية العامة لمكافحة المخدرات في وزارة الداخلية العراقية"، مشيراً إلى أنّ "العملية نُفّذت بعد دراسة دقيقة، وأسفرت عن توقيف عدد من المتورطين، حيث أُحيلوا إلى القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم". وأكدت وزارة الداخلية أنّ هذه الضربة الأمنية تأتي ضمن سلسلة من العمليات التي تنفذها إدارة مكافحة المخدرات "في إطار سعيها الحثيث للقضاء على هذه الآفة الخطيرة التي تهدد أمن المجتمع وسلامته".
وكانت الوزارة قد أعلنت في 25 يونيو/ حزيران الفائت عن إحباط عملية تهريب جديدة، بالتنسيق مع وزارة الداخلية السعودية، حيث تمكّنت إدارة مكافحة المخدرات من ضبط نحو 200 ألف حبة مخدّرة، كانت مخبأة داخل معدّات صناعية في محافظتَي إدلب وحلب، تمهيدًا لتهريبها عبر الحدود. وأشارت الوزارة حينها إلى تحويل الأشخاص المتورّطين إلى القضاء المختص.
وتشهد سورية، منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول 2024، تصعيداً لافتاً في الحملات الأمنية التي تستهدف تجّار ومروّجي المخدرات، لا سيّما على الحدود مع لبنان والعراق والأردن. ووفق بيانات وزارة الداخلية، نجحت هذه الحملات في تقليص حجم عمليات التهريب على نحوٍ ملموس خلال الأشهر الماضية.
## أبناء نجوم كرة القدم… عناوين قصص مختلفة في رحلة كتابة النجاح
30 July 2025 07:35 PM UTC+00
أثار عدد من أبناء نجوم كرة القدم في العالم، خلال الأيام القليلة الماضية، جدلاً واسعاً في مختلف الدوريات بقصص اختلفت نهايتها، ولكن القاسم المشترك بينها أن كل لاعب يريد كتابة صفحة نجاح بعيداً عن والده، ولكن كل قصة كانت لها نقاط اختلاف عن الأخرى، ومن الواضح أن كل لاعب تأثر بإرث والده في الملاعب، بعد سنوات من المجد والتألق.
وخلال الساعات الماضية، أعلن نجل أسطورة نادي روما، الإيطالي، فرانشيسكو توتي (48 عاماً)، اعتزال اللعب في سن 19 عاماً، ورفض كريستيان تفسير قراره مكتفياً بالقول إنه قرّر الاعتزال، وهو قرار نهائي، وأوضحت مصادر إعلامية إيطالية أن كريستيان لم يستطع تحمل الضغط نتيجة كونه ابن فرانشيسكو توتي، أحد أفضل نجوم كرة القدم الإيطالية، وأن الضغط القوي الذي يُمارس عليه دفعه إلى اتخاذ هذه الخطوة، والتخلي عن حلمه بأن يُصبح لاعباً محترفاً مثل والده، وهو أمر أكده حارس مرمى روما سابقاً، ماركو إميليا، ومدرب كريستيان في فريق أولبيا، مضيفاً أن الثقل كان صعباً على اللاعب السابق، وقال: "أعتقد أن كريستيان كان بإمكانه أن يحظى بمسيرة رائعة بوصفه لاعباً في دوري الدرجة الثالثة أو الثانية، لقد أثر كونه ابن توتي على مسيرته".
ومن جهة أخرى، أثار نجل نجم برشلونة وأرسنال السابق، الكاميروني ألكسندر سونغ (37 عاماً)، جدلاً واسعاً، بعدما أكد أنه لن يلعب لمنتخب الكاميرون، بسبب الصعوبات التي واجهت والده، الذي تلقى تهديدات بالقتل عندما كان لاعباً دولياً، ومِن ثمّ أظهر نولان سونغ عدم تحمّسه ليمثل "الأسود غير المروّضة" رغم أنه ما زال صغير السن (14 عاماً)، وقد دافع ألكسندر عن قرار نجله في خطوة لم تكن متوقعة منه، ولكنه اعتبر أن ما تعرض له من أزمات لا يحفز أي لاعب على تمثيل منتخب الكاميرون.
وفي الأثناء، كشفت صحيفة لاغازيتا ديلو سبورت الإيطالية، أن نجل نادي ميلان السابق، كاخابر كالادزي (47 عاماً)، اختار بدوره أن يحمل الرقم أربعة، الذي كان يحمله والده مع ميلان، خلال مسيرة تواصلت 10 سنوات، وذلك خلال بداية تجربته الاحترافية، انطلاقاً من فريق سامتريدا الجورجي، فبعد 12 يوماً من احتفاله بمرور 16 عاماً على مولده، استهل ليفان التجربة من مسابقة كأس جورجيا مع الفريق، الذي شهد انطلاقة والده، وكذلك عدد من أفراد عائلته، بما أن جده كان لاعباً ورئيساً لهذا النادي في وقت سابق، والطريق ليكون نجماً لن يكون سهلاً بلا شك. وأهم ما يميّز مسيرة هذا اللاعب، أن والده اختار تسميته ليفان، مثل عمّه الذي اختُطف ثم قُتل في عام 2001، حسب رواية الصحيفة الإيطالية.
## قبل لويس دياز... نجومٌ من أميركا الجنوبية حملوا ألوان بايرن ميونخ
30 July 2025 07:39 PM UTC+00
انضمّ اللاعب الكولومبي لويس دياز إلى نادي بايرن ميونخ الألماني قادماً من ليفربول الإنكليزي، بعد مسيرة مميزة في ملعب أنفيلد، ليقرر خوض تجربة جديدة في أجواء مختلفة مع فريق عظيم، يُعتبر من الأكبر عالمياً، وبذلك سيسجل اسمه ضمن مجموعة من النجوم القادمين من أميركا الجنوبية لتمثيل النادي البافاري.
ويُعتبر البرازيلي جيوفاني إلبر واحداً من أشهر اللاعبين الذين ارتدوا قميص بايرن ميونخ تاريخياً، إذ التحق به عام 1997 واستمرّ هناك حتى عام 2003، وسجل خلال تلك الفترة 139 هدفاً في 266 مباراة بمختلف المسابقات، وحقق بصحبته لقب البونديسليغا في أربع مناسبات، والكأس ثلاث مرات، ودوري أبطال أوروبا في موسم 2000-2001 على حساب فالنسيا الإسباني وبنفس العام لقب الإنتركونتينونتال.
ومرّ على تاريخ بايرن العديد من اللاعبين المميزين، أمثال البيروفي كلاوديو بيتزارو، الذي مثّل الفريق الأحمر من عام 2001 حتى 2007 وسجل خلال تلك الحقبة 100 هدفٍ في 256 مباراة، ليغادر بعدها لتشلسي وفيردر بريمن، ثم بايرن مجدداً من 2012 حتى 2015، فخاض 51 مواجهة أحرز خلالها 17 هدفاً، وحقق ألقاباً بالجملة منها الدوري ست مرات وخمس مرات في الكأس ودوري الأبطال في 2012-2013 والسوبر وكأس العالم للأندية في 2013 وقبلها الإنتركونتينونتال في 2001.
وتطول قائمة اللاعبين اللاتينيين الذين سبق أن لعبوا مع بايرن ميونخ، إذ يبرز اسم البرازيلي زي روبرتو، الذي لعب مع الفريق من 2002 حتى 2006 وسجل خلال تلك الفترة ثمانية أهداف في 157 مباراة ثم رحل عن فريق سانتوس ليعود بعد فترة قصيرة من 2007 حتى 2009، مع العلم أنّه توج بأربعة ألقاب في الدوري ومثلها في الكأس.
ومن الأسماء البارزة التي لعبت مع بايرن من قارة أميركا الجنوبية، تذكر الجماهير اللاعب البرازيلي لوسيو صخرة الدفاع، وكذلك الأرجنتيني مارتين ديميكيليس، وباولو سيرجيو، وكذلك الكولومبي خاميس رودريغز، إضافة للمخضرم خوليو سانتا كروز، الذي لعب هناك من 1999 حتى 2007، وهو ما زال مستمراً في الملاعب حتى الآن مع فريق ليبرتاد.
## مراسل "العربي الجديد": غارة جوية تستهدف مقراً عسكرياً للجيش السوري في اللاذقية
30 July 2025 07:45 PM UTC+00
## مصر: مصرع سجين سياسي ودفنه تحت حراسة مشددة في ثالث وفاة خلال 48 ساعة
30 July 2025 07:46 PM UTC+00
أعلنت منظمات حقوقية مصرية، اليوم الأربعاء، وفاة سجين سياسي داخل مقر أمني في محافظة كفر الشيخ، شمالي البلاد، في ثالث حالة وفاة لمحتجز خلال 48 ساعة، ما يرفع عدد المتوفين في السجون ومقار الاحتجاز المصرية إلى نحو 24 حالة منذ مطلع العام الجاري، وفقاً لتقديرات منظمات حقوقية مستقلة.
وقالت منظمة "هيومن رايتس إيجيبت" إن السجين فريد محمد شلبي، في العقد السادس من العمر، توفي داخل مقر جهاز الأمن الوطني في المحافظة، بعد نحو ثلاثة أسابيع من تعرّضه للإخفاء القسري عقب اعتقاله، مشيرة إلى أنه دُفن يوم الثلاثاء، 29 يوليو/ تموز، في جنازة سرية وسط حراسة أمنية مشددة ضمت خمس سيارات شرطة.
وأكدت مؤسسة "عدالة لحقوق الإنسان" أن شلبي، المنتمي إلى عزبة الإغربة التابعة لمحافظة كفر الشيخ، كان مطارَداً أمنياً لعدة سنوات، قبل أن يُعتقل مؤخراً ويُنقل مباشرة إلى أحد مقار الأمن الوطني، حيث تعرّض لتعذيب ممنهج أدى إلى وفاته. وأشارت المؤسسة إلى أن أسرته أُبلغت بوفاته من دون توضيح الأسباب أو الكشف عن الملابسات، وتم تسليم الجثمان في ظروف توحي بمحاولة لطمس الحقيقة. وأضافت المؤسسة أن الواقعة "تعكس استمرار الانتهاكات الجسيمة بحق المحتجزين في مصر، بما في ذلك الإخفاء القسري والتعذيب وسوء المعاملة وغياب الرعاية الطبية"، داعية إلى تحقيق دولي مستقل في القضية، ومحاسبة المسؤولين عنها أمام القضاء الدولي.
من جهتها، وصفت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" الحادث بأنه "حلقة جديدة في سلسلة الانتهاكات الممنهجة التي يتعرض لها السجناء السياسيون في مصر، لا سيما داخل مقار الاحتجاز السرية والرسمية التابعة لوزارة الداخلية، وعلى رأسها جهاز الأمن الوطني". وأشارت الشبكة إلى أن استمرار الإفلات من العقاب، وتواطؤ بعض الأجهزة القضائية، يُشجّع على تكرار مثل هذه الجرائم، ويُظهر غياب أي ضمانات حقيقية للمحاكمة العادلة أو احترام حقوق الإنسان. وطالبت بفتح تحقيق دولي عاجل في وقائع الوفاة داخل السجون المصرية، تمهيداً لتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.
وتواجه المنظمات الحقوقية تحديات بالغة في توثيق أعداد السجناء السياسيين أو الوفيات داخل أماكن الاحتجاز المصرية بدقة، نتيجة غياب الشفافية، ومنع الزيارات المستقلة، ورفض السلطات الإفصاح عن البيانات المتعلقة بالمحتجزين. لكن بحسب ما وثقته تلك المنظمات منذ بداية عام 2025، فإن عدد الوفيات بين السجناء السياسيين بسبب التعذيب أو الإهمال الطبي المتعمد ارتفع إلى 24 حالة على الأقل، رغم الإنكار الرسمي المتكرر لوجود معتقلين سياسيين في مصر، حيث تعتبر السلطات جميع المحتجزين متهمين في قضايا جنائية أو بموجب أحكام قضائية.
وتُعرّف المنظمات الحقوقية "السجين السياسي" بأنه كل من احتُجز بسبب انتماء سياسي، أو نشاط معارض، أو تعبير سلمي عن الرأي، وهو ما ينطبق على آلاف الحالات، بحسب تقارير سابقة تشير إلى أن عدد السجناء السياسيين في مصر بلغ نحو 60 ألفاً خلال السنوات الماضية، من دون وجود إحصاءات رسمية حديثة حتى الآن.
## مدبولي: مصر تكبدت خسائر كبيرة جداً بسبب "أحداث غزة"
30 July 2025 07:46 PM UTC+00
قال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الأربعاء، إن "بلاده تكبدت خسائر كبيرة جداً بسبب الأحداث الجارية في قطاع غزة منذ نحو 22 شهراً، أبرزها تمثلت في انخفاض إيرادات قناة السويس بنسبة 60%"، مؤكداً أن "إحلال السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط يرتبط فقط بحل الدولتين، وهو موقف مصر الثابت الذي لن يتغير".
وأضاف مدبولي، في مؤتمر صحافي عقده بمدينة العلمين الجديدة، أن "تجويع الأهالي في فلسطين يمثل جريمة حرب، إذ إن مئات الشاحنات توقفت لأسابيع أمام معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة، من أجل السماح لها بالدخول من دون جدوى، بسبب تعنت الجانب الآخر من المعبر، وهو ما عرض جزءا كبيرا من محتوياتها للتلف". وتابع أن "عدد الشاحنات بلغ 1200، وهي كانت محملة بجميع البضائع. ودعم مصر لغزة سيظل مستمراً، رغم التحديات الميدانية والقيود المفروضة على المعابر"، مستطرداً "منفذ رفح مخصص في الأساس للأفراد، وله جانبان واحد مصري، والآخر يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي، كما أن هناك منطقة عازلة تحول دون دخول المدنيين الفلسطينيين بسهولة".
واستدرك مدبولي: "مصر لم تتوقف يوماً عن التنسيق مع الجانب الآخر (الإسرائيلي) لإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية، ولم تتقاعس عن مساندة الأهالي في غزة كما يروج البعض. وهناك حملة ممنهجة للإساءة إلى الدور المصري إزاء القضية الفلسطينية، رغم وقوف مصر مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وسعيها نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة".
وأكمل قائلاً: "أي مبادرات أو تسويات لا تستند إلى حل الدولتين لن تؤدي إلى سلام حقيقي، والحملة ضد مصر هدفها الترويج لمزاعم باطلة ومعلومات مغلوطة حول موقف القاهرة من الأوضاع في غزة، والتي تحركت منذ اللحظة الأولى على ثلاثة محاور متوازية، هي: الدفع نحو وقف العدوان، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والعمل على الإفراج عن الرهائن والمحتجزين".
وزاد مدبولي: "الموقف المصري واضح من رفض محاولات تصفية القضية الفلسطينية عبر مخطط التهجير القسري، الذي بدأت معالمه في الظهور بعد أيام قليلة من اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومصر دفعت أثماناً كبيرة نتيجة التزامها بالدور التاريخي والإنساني تجاه القضية الفلسطينية، وتمسكها بمبادئها القومية الثابتة من دون أن تتزحزح"، على حد تعبيره.
وعرج مدبولي على الشأن الداخلي، بالقول: "الدولة لن تتهاون مع أي ارتفاع غير مبرر في أسعار السلع الأساسية، خصوصاً مع تراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، وتوفير العملة الصعبة اللازمة لاستيراد مستلزمات الإنتاج. والحكومة تتابع تطورات الأسواق عن كثب، ولن تتوانى في اتخاذ أي إجراءات من شأنها ضبط الأسعار". وأضاف: "يجب أن يشهد المواطن المصري انخفاضاً في أسعار السلع مع تراجع الدولار، كما زادت الأسعار في فترات سابقة مع ارتفاع سعر صرفه مقابل الجنيه. والوقت حان لأن يشعر المواطنون بالجهد المبذول من أجهزة الدولة لضبط الأسعار، لا سيما مع نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي، وتوفير العملة الصعبة للمصنعين".
وعن أزمة انقطاع الكهرباء ومياه الشرب عن بعض مناطق محافظة الجيزة لمدة أربعة أيام متواصلة، قال مدبولي: "الحكومة تعتذر للمواطنين عن حادث محطة محولات جزيرة الذهب، الذي تسبب في انقطاع الكهرباء، والتأثير على خدمات وصول المياه، في بعض مناطق الجيزة. والعطل الذي أصاب المحطة كان استثنائياً، في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، وزيادة الأحمال المقدرة لهذه المحولات، وهو ما أدى إلى خروجها عن الخدمة".
وأردف: "وجهت الوزراء المعنيين بمشروعات ومحطات البنى الأساسية والشبكات الرئيسية، بالعمل على سيناريوهات بديلة في حالة ارتفاع الأحمال، حتى تكون هناك خطة للطوارئ تضمن عدم تكرار ما حدث في محطة المحولات الرئيسية بجزيرة الذهب. والحكومة لا تزال ملتزمة بتعهداتها بعدم تطبيق خطة تخفيف أحمال الكهرباء خلال فصل الصيف، لكنها سبق أن أفادت بإمكانية وقوع حوادث انقطاع الكهرباء في بعض المناطق لفترات معينة". وذكر مدبولي أن "موجة الحر الشديدة التي شهدتها البلاد في الأيام الأخيرة سجلت أرقاماً قياسية في استهلاك الكهرباء، تجاوزت 39 ألف ميغاوات في اليوم الواحد. وأقصى حمل للشبكة الكهربائية يكون وقت الغروب، مع عودة المواطنين من العمل إلى منازلهم، ولذلك نطالبهم بترشيد الاستهلاك من الكهرباء خلال هذه الفترة".
وعانت محافظة الجيزة من أزمة مركبة منذ يوم السبت الماضي، تمثلت في انقطاع متكرر وطويل للكهرباء، تزامن مع غياب مياه الشرب عن أغلب المناطق الحيوية، ما أدى إلى شلل واسع في الخدمات وتعطل الحياة اليومية لملايين المواطنين، وسط ارتفاع كبير في درجات الحرارة، وسخط متزايد من المواطنين تجاه تعامل الحكومة مع الأزمة.
وكانت محطة محولات جزيرة الذهب الرئيسية قد خرجت بالكامل عن الخدمة، بعد عطل أصاب كابل الجهد العالي الأساسي المغذي لها، بينما بقي الكابل الاحتياطي خارج الخدمة منذ أكثر من عام من دون صيانة. ومع غياب أي خط بديل للطوارئ، انقطعت الكهرباء بشكل شبه كامل عن مناطق عديدة، منها الهرم، وفيصل، والعمرانية، وأبو النمرس، ومنيل شيحة، والجيزة، وجنوب أكتوبر.
وكشفت الأزمة بوضوح عن هشاشة البنى التحتية لشبكتي الكهرباء ومياه الشرب، وغياب منظومة الصيانة، وضعف خطط الطوارئ والاستجابة السريعة. وقال حزب العدل المصري، في بيان، إن "تعطل محطة مياه مركزية جراء انقطاع الكهرباء يكشف قصوراً في تطبيق الإجراءات الاحترازية، وعجزاً عن ضمان الحد الأدنى من استمرارية المرافق الحيوية". وأضاف الحزب أن "كابلات التغذية في مناطق حيوية عدة تعاني من التقادم المفرط، من دون صيانة جادة. بينما التوسعات الجديدة والربط الشبكي استحوذت على معظم مخصصات الإنفاق السنوية، تاركة البنية القديمة من دون تأهيل". وأشار إلى أنه "لا يليق بمصر أن تدار المرافق الحيوية فيها بهذه الانتقائية، حيث إن الشبكة الموحدة للكهرباء تفتقر إلى نظام فعال لرصد النقاط الساخنة، وهو ما يفاقم من احتمالات الأعطال المفاجئة، ويهدد الاستقرار الخدمي، في ظل الارتفاع المتكرر للأحمال".
## مراسل "العربي الجديد": الغارة الجوية استهدفت "اللواء 107" التابع للجيش السوري في قرية زاما بريف جبلة
30 July 2025 07:48 PM UTC+00
## مصر تعلن رسمياً تنفيذ عمليات إسقاط جوي للمساعدات على غزة
30 July 2025 07:51 PM UTC+00
أعلنت القوات المسلحة المصرية، الأربعاء، عن تنفيذ عمليات إسقاط جوي للمساعدات الإنسانية على قطاع غزة، في أول بيان رسمي يؤكد لجوء مصر إلى هذه الآلية التي لجأت إليها لمواجهة التعقيدات الأمنية واللوجستية التي تعرقل وصول الشاحنات البرية إلى القطاع، في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية.
وجاء في البيان الصادر عن المتحدث العسكري أن "أربع طائرات نقل عسكرية أقلعت من جمهورية مصر العربية محمّلة بأطنان من المساعدات الغذائية، ونفّذت أعمال الإسقاط الجوي على المناطق التي يصعب الوصول إليها برّاً بقطاع غزة"، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقديم "كل أوجه الدعم للأشقاء الفلسطينيين لتجاوز محنتهم الراهنة".
ويمثل هذا الإعلان أول تأكيد رسمي لعمليات الإسقاط الجوي، بعدما كشف "العربي الجديد"، أمس واليوم، عن قيام طائرات مصرية -للمرة الأولى منذ ستة أشهر- بإلقاء المساعدات على وسط القطاع، لا سيما في مدينة دير البلح التي تضم عشرات آلاف النازحين. وأفاد شهود عيان "العربي الجديد" بأن الطائرات نفذت عمليات الإنزال من ارتفاعات منخفضة نسبيًا، بينما أشار آخرون إلى صعوبة وصول بعض الحمولات إلى المستهدفين نتيجة العشوائية التي تحكم هذه العمليات.
وأوضح المتحدث العسكري أن هذا الجهد يأتي بالتوازي مع استمرار تقديم المساعدات برًا، مشيرًا إلى أن مساهمة مصر في المساعدات التي دخلت القطاع منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023 بلغت ما يقرب من 80% من إجمالي المساعدات الدولية، بالتعاون مع دول صديقة وشقيقة.
ويأتي التحرك المصري في وقت تتزايد الانتقادات الدولية لعرقلة الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية، ووسط تحذيرات من انهيار شامل في غزة على المستويات الصحية والغذائية، وخصوصًا بعد تقارير أممية أكدت أن القطاع يحتاج إلى أكثر من 500 شاحنة يوميًا لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان.
29 July 2025 10:56 PM UTC+00
جدد مستوطنون إسرائيليون، مساء الثلاثاء، اعتداءاتهم على مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة، بينما واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماته في مناطق متفرقة من الضفة. وقالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) إن مستوطنين دمروا محمية طبيعية تبلغ مساحتها نحو 100 دونم في برية كيسان شرق مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة، واستولوا على خلايا شمسية ومولدات كهربائية، تعود ملكيتها للمواطن حسن الشعلان.
وفي الأغوار الشمالية، أفادت منظمة "البيدر للدفاع عن حقوق البدو" بأن مستوطنين اقتحموا منزلاً فلسطينياً في خِربة أبزيق، وقاموا بسرقة وتخريب محتوياته. كما أضرموا النيران في مسكن زراعي بسيط بمنطقة قاعون، يُستخدم كاستراحة للمزارعين والعمال خلال ساعات الظهيرة. وأضافت المنظمة أن المسكن المحترق "كان يشكل نقطة حماية حيوية للعاملين في الأراضي الزراعية، خاصة خلال الصيف الذي يشهد ارتفاعًا حادًا في درجات الحرارة".
كما اقتحم مستوطنون بأغنامهم تجمع شلال العوجا، في شرق الضفة الغربية  المحتلة، في تصرفات وصفتها المنظمة بـ"الاستفزازية التي تهدد حياة السكان وأمنهم". وفي شمال الضفة، ذكرت المنظمة أن مستوطنين، برفقة قوات من جيش الاحتلال، أحرقوا أرضاً زراعية في قرية بُرقة شمال غرب نابلس، بينما أطلق الجيش قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه منازل المواطنين، دون تسجيل إصابات. واعتبرت المنظمة الحقوقية أن "هذه الممارسات لا يمكن فصلها عن المخططات الاستيطانية الأوسع، التي تستهدف تفريغ المناطق الرعوية والزراعية من أصحابها الأصليين لصالح التوسع الاستيطاني"، وحذرت من أن "موجة متكررة من الانتهاكات تزيد من توتر الأوضاع وتهدد أمن واستقرار الأهالي".
ويقول رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية مؤيد شعبان، إن "29 فلسطينياً قُتلوا في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 برصاص المستوطنين المتطرفين بينهم سبعة منذ بداية العام الجاري". واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس الثلاثاء، أن عنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية هو "أعمال إرهابية" بعد جريمة قتل ارتكبها مستوطن إسرائيلي بحق ناشط فلسطيني بمدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية.
وفي سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت قرية دير ابزيع غرب رام الله وشارع سردا في مدينة البيرة. كما اقتحم الاحتلال قرية بيت فوريك شرق نابلس، شمالي الضفة، وبلدتي سبسطية وقصرة شمال وجنوب نابلس وأطلق الرصاص الحي في اتجاه منازل المواطنين، وأجبر المحال التجارية والسياحية على الإغلاق. كما داهم منازل وأغلق شوارع في بلدة الخضر جنوب بيت لحم. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت قرية دير ابزيع غرب رام الله
قوات الاحتلال تقتحم قرية بيت فوريك شرق نابلس pic.twitter.com/Lk8oIbRmxu
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 29, 2025
(الأناضول، العربي الجديد)
## مالطا تعلن أنها ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل
29 July 2025 11:20 PM UTC+00
أعلن رئيس وزراء مالطا روبرت أبيلا، أمس الثلاثاء، أن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل. وجاء إعلان أبيلا بعد ساعات من إعلان مماثل لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وبعد أيام من إعلان فرنسا عن خططها للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقال أبيلا في منشور على فيسبوك: "موقفنا يعبر عن التزامنا بالجهود الرامية إلى تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط".
وكانت حكومة مالطا تتعرض لضغوط متزايدة من داخل صفوفها للاعتراف بدولة فلسطينية، كما دعت المعارضة اليمينية في منتصف يوليو/تموز الجاري إلى الاعتراف الفوري. وأعلن أبيلا لأول مرة عن خطط الاعتراف بدولة فلسطينية في مايو/أيار الماضي، وقال وقتها إن ذلك سيتم في مؤتمر للأمم المتحدة في يونيو/حزيران، الذي تم تأجيله لاحقاً. و مالطا جزيرة عضو في الاتحاد الأوروبي ولها تاريخ طويل في دعم القضايا الفلسطينية ودعم جهود حل الدولتين. وكانت أيرلندا والنرويج وإسبانيا اعترفوا بفلسطين دولة مستقلة في مايو الماضي.
وقال ستارمر، الثلاثاء، إن المملكة المتحدة ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل، ما لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة وحل الدولتين، وقال إن "المملكة المتحدة ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع في غزة، والتوصل إلى وقف إطلاق النار، وتوضيح أنه لن يكون هناك ضمّ في الضفة الغربية، والالتزام بعملية سلام طويلة الأمد تؤدي إلى حل الدولتين"، مؤكداً أنه "لا يوجد أي تكافؤ بين إسرائيل وحماس وأن مطالبنا من حماس لا تزال قائمة، وهي ضرورة إطلاق سراح جميع الرهائن (المحتجزين) والموافقة على وقف إطلاق النار وقبول عدم لعب أي دور في حكومة غزة ونزع سلاحها".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال، يوم الخميس الماضي، إن باريس ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر. وقال ماكرون عبر منصتي "إكس" و"إنستغرام": "وفاءً بالتزامها التاريخي بسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررتُ أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين. سأُعلن ذلك رسمياً خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل".
(رويترز، العربي الجديد)
## المواطنة... من العصور القديمة إلى سورية الجديدة
29 July 2025 11:53 PM UTC+00
تتطلّب المواطنة، مفهوماً وتطبيقاً وممارسةً، استقرار الدولة والديمقراطية قبل كلّ شيء. وتعتبر أساسَ عملية الاندماج الوطني، وحجر الزاوية في بناء الدولة الوطنية الحديثة، ومدخلاً إلى إرساء أسس نظم حكم ديمقراطي فيها، وتحتاج المواطنة إلى إطار قانوني وسياسي مُحايد، وهي الدولة، التي يجب أن تساوي بين الجميع، من دون تمييز أو إقصاء. بل الدولة الحديثة والطبيعية هي التي تنقل جزءاً من صلاحياتها ومهامّها إلى مؤسّسات وطنية تحافظ على مبدأ المواطنة، وبذلك تتحوّل الدولة إلى الضامن الحقيقي للجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والسياسية لمبدأ المواطنة، وتحقيقاً للسلم والعدل الاجتماعي.
فالحقوق القانونية تحتاج ضمانات دستورية، تحقّق التقارب النسبي في الدخل والثروة والمكانة الاجتماعية والمستوى التعليمي، وتوفير فرص العمل والتعليم والرعاية الاجتماعية، ما يجعل من المواطنة عمليةَ مشاركةٍ ممكنة وفعّالة، وليست مجرّد ديكور للاستحواذ والإقصاء من السلطة باسم الديمقراطية، والأخيرة يجب أن تحقّق قدراً متزايداً من المساواة والعدل والإنصاف، أو ستبقى الديمقراطية والمواطنة شكلاً أجوف ينخر فيه الفساد، ولعبة بيد القوي ضدّ الضعيف.
وقد ارتبط مفهوم المواطنة عبر التاريخ بحقّ المشاركة في النشاط الاقتصادي، والتمتّع بثمراته، والمساواة في الحياة الاجتماعية، واتخاذ القرارات السياسية، وتولي المناصب العامّة. وتاريخياً نمت المواطنة عبر محطات حتّى وصل المفهوم إلى دلالاته المعاصرة.
قديماً وعند العرب والمسلمين الأوائل
تُعتبر دولة المدينة في العهد الإغريقي أقرب إلى معنى المواطنة المعاصر. ورغم أنه شمل فئاتٍ محدّدة ولم يُغطِّ جوانب المواطنة المعاصرة، لكنّه نجح في تحقيق المساواة بين المحكومين الأحرار. وشكّلت ممارسة أثينا الديمقراطية نموذجاً في المشاركة السياسية الفعّالة، وصولاً إلى تداول السلطة وتولّي المناصب العامّة. ولم تتوقّف مساعي البشرية منذ ذلك الحين لتعزيز مبدأ المواطنة الحقوقية، فاستمرّ الصراع من أجل تأكيد الإنسان ذاته، وللمطالبة بحقّ الشراكة في كُلّ شيء، وإعادة الاعتراف بكيانه وحقّه والمشاركة في اتخاذ القرارات. وخلال عصر الإغريق، استجابت الحكومات لمطالب بعض الفئات مثل النبلاء والكهنة والمحاربين، ومنحتهم درجاتٍ أعلى من غيرهم من السكّان. لكن استمرار تجاهل متطلّبات السلم الأهلي وإقصاء قطاعات مجتمعية عن المشاركة في اتخاذ القرارات، والاعتماد على شبكاتٍ من الحلفاء المُحدَّدين، انتهى بخلع الملوك وانهيار الإمبراطوريات. وهو ما حصل في العهدَين الإغريقي والروماني.
لا تزدهر المواطنة إلا في ظلّ دولة ديمقراطية محايدة، تساوي بين جميع مواطنيها وتكفل لهم الحقوق من دون تمييز
وأبرز وثيقتَين في الفكر الإسلامي حول المواطنة، أولاها في حلف الفضول في مكّة، حين أوشك الإسلام على البزوغ، والذي كان (الحلف) يتدخّل لنصرة المظلوم، سواء كان من أهل مكّة أو من زوّارها. وقيل فيه شعراً في ديوان العرب "إن الفضول تحالفوا وتعاقدوا/ ألا يغرّ ببطن مكة ظالم/ أمرٌ عليه تعاهدوا وتواثقوا/ فالجار والمعتزّ فيهم سالمُ". الثانية صحيفة النبي/ صحيفة المدينة، التي تحوّلت نظاماً سياسياً يحقّق المساواة والعدل والإنصاف بين الجميع، مسلمين وغير مسلمين.
كما دعت بعض الآيات القرآنية الكريمة إلى المساواة في الحقوق والواجبات: "يا أيها الناس، إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، وقوله سبحانه: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها وبث منها رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به الأرحام". لكن تسخير الحكّام للفكر السياسي في تبرير نظم حكمهم، أدّى إلى ارتدادات سالبة، سياسية وشعبية عميقة، ومُيّز المواطنون المسلمون من غيرهم.
إعادة اكتشاف المواطنة في أوروبا
اعتمد الفكر السياسي الأوروبي على المواطنة مرتكزاً لتأسيس نظم سياسية حيّة وفاعلة، وذات قبول فكري وتقبّل نفسي. وحقّقت قدراً متزايداً من الاندماج الوطني والمشاركة السياسية الفعّالة وحكم القانون، الذي شكّل حجر الزاوية للمذاهب الديمقراطية في أوروبا الغربية. ومرّت التغيّرات السياسية التي أسّست مبادئ المواطنة في الدول القومية الديمقراطية المعاصرة بتحوّلات كبرى، أولها تكوين الدولة القومية في دائرة الحضارة الغربية نتيجة سعي الملوك إلى نزع السيادة من الكنيسة. وشكلّ اختراع البارود عاملاً بارزاً في قيام الدولة القومية الحديثة، إذ استطاع الملوك فرض سيطرتهم على ممالكهم وإخضاع الأمراء لسلطتهم، وتحصيل الضرائب منهم ومن جميع السكّان مباشرة، وبواسطة المدافع تمكّن الملوك من دكّ قلاع الأمراء والقضاء على ازدواجية السلطة في ممالكهم. وبذلك تفوّقوا في القوة العسكرية، وفشل الأمراء من الاستمرار. ثانياً، سعت كلّ قومية في أوروبا إلى تكوين دولتها على أساس قومي تاريخي يسعى إلى قوة الأمّة ونجاحها، تعبيراً عن وعي السكّان بوحدتهم، والتعبير عنها في الدولة القومية. إيطاليا وألمانيا مثالان على العامل القومي في تكوين الدول. ثالثاً، بعد استحواذ الملوك على حقّ السيادة من الكنيسة والأمراء، تحولت المشاركة السياسية إلى الفعل الأبرز في تكوين الدولة الحديثة، فأصبحت علاقة الدولة/ المملكة مباشرة مع الشعب صاحب السيادة، إضافة إلى حاجة الملوك إلى إيرادات كافية تدفعهم إلى فرض الضرائب وتحصيلها، وهو ما يتطلّب وجود تمثيل لدافعي الضرائب لإقناعهم بدفعها ومراقبة سبل صرفها.
ويُشير التاريخ الاقتصادي لأوروبا ومستعمراتها إلى العلاقة بين الحاجة لجني الضرائب من السكّان، والمشاركة السياسية. كمثال، تمت المشاركة السياسية في دول الشمال الأوروبي (الدول الاسكندنافية وبريطانيا) بسبب حاجة الملوك للاعتماد على شعوبهم في تحصيل الضرائب، وتشجيعهم على الإنتاج وزيادة قدرتهم الضريبية، من خلال السماح بمزيد من المشاركة السياسية واستتباب الأمن الاجتماعي. في المقابل، تأخّرت المشاركة السياسية في دول أوروبا الجنوبية، وعلى الأخصّ إسبانيا والبرتغال، بسبب قدرة الملوك على الاستفادة من ذهب المستعمرات في أميركا (ريع الاستعمار). ومنذ ذلك الوقت، أخذ مبدأ التمثيل النيابي، وما صاحبه من حكم القانون، بالانتشار جغرافياً، والتحسنّ نوعياً في دائرة الحضارة الأوروبية، بفضل التجربة البريطانية، وبفضل فكر فلاسفة عصر التنوير، حتى أصبحت الشعوب تعتقد بحقّها في السيادة.
انتشرت سيادة القانون في دائرة الحضارة الأوروبية، واتسع نطاقها مع إصدار الدولة القومية في أوروبا القوانين العامّة، وأصبحت القيمة والأهمية لعملية تنظيم العلاقات والسياسة والاقتصاد أكثر من السيف. ونتجت من ذلك ولادة القانون في دائرة الحضارة الأوروبية الحديثة، لتتزايد معه المشاركة السياسية وتتسّع نطاقها، وأدت إلى تقاسم السلطة والفصل بين السلطات الثلاث، وتنظيم علاقات التعاون بينها وفق شرعية دستورية. وتحوّلت البلدان من الملكية إلى الجمهوريات، وأصبح الشعب مصدر السلطات. وبذلك نقلت دائرة الحضارة الأوروبية المفهوم التقليدي للمواطنة من الفكر السياسي الإغريقي والروماني إلى المفهوم المعاصر للمواطنة.
لم يعش السوريون تجربة المواطنة الحقوقية قط، بل كانت الهُويَّات تُستغلّ لتقسيمهم، لا لتوحيدهم
ملاحظات على المفهوم
تعرّف دائرة المعارف البريطانية المواطنة بأنها علاقة الفرد بالدولة وفقاً لقانون تلك الدولة، وبما تتضمّنه العلاقة من واجبات وحقوق في الدولة. في حين تدمج موسوعة كولير الأميركية بين مصطلحي المواطنة والجنسية، من دون تمييز، وتعرّفها بأنها أكثر أشكال العضوية في جماعة سياسية اكتمالاً. ويؤكّد التعريفان أنه في الدول الديمقراطية يتمتّع كلّ من يحمل جنسية الدولة من البالغين الراشدين بحقوق المواطنة فيها، في حين أنّه يختلف في الدول غير الديمقراطية، إذ تكون الجنسية مجرّد "تابعية"، ولا تتوافر لمن يحملها بالضرورة حقوق المواطنة السياسية، وهي غير متوافرة لغير الحكّام أو الحاكم الفرد المطلق.
ويمكن تقديم نموذج للعلاقة بين حقوق المواطنة وواجباتها وتفاعلاتها عبر تقسيم المواطنة لقسمين متداخلين: الأول، الوضع القانوني للمواطنة في بلدٍ ما، وتتفرّع منه الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية بشكل متساوٍ بين الجميع. الثاني، الاعتقاد، أي المشاعر والمواقف والسلوك، وتتفرع منه المناقب الحضارية والمواطن الصالح. ويشترك مع المبدأ الأول في قضية الجنسية والهويّة والانتماء. ويشترك المبدآن في الولاء والالتزامات المعنوية تجاه الدولة.
والمواطنة في الفكر السياسي المعاصر مفهوم تاريخي شامل ومعقّد. ونوعية المواطنة في أيّ دولة تتأثر بالنضج السياسي والرقي الحضاري، كما تأثّر مفهوم المواطنة عبر العصور بالتطوّر السياسي والاجتماعي، وبعقائد المجتمعات وبقيم الحضارات والمتغيّرات العالمية الكبرى. وشكلّ التوافق المجتمعي على عقد اجتماعي القاسمَ المشترك المُعبِّر عن قناعة فكرية وقبول نفسي والتزام سياسي بمبدأ المواطنة، وبمقتضاه تعتبر المواطنة مصدر الحقوق ومناط الواجبات بالنسبة إلى كلّ من يحمل جنسية الدولة من دون تمييز ديني أو عرقي، أو بسبب الذكورة والأنوثة.
وتشترط المواطنة الغربية توفر خمسة مبادئ ديمقراطية؛ لا سيادة لفرد ولا لفئة على أخرى، والشعب مصدر السلطات؛ سيطرة أحكام القانون والمساواة؛ عدم الجمع بين أيّ سلطة تشريعية وتنفيذية وقضائية في يد شخص أو قومية واحدة؛ ضمان الحقوق والحريات العامّة دستورياً وقانونياً وقضائياً ومجتمعياً من خلال تنمية قدرة الرأي العام ومنظّمات المجتمع المدني على الدفاع عن الحريات العامّة وحقوق الإنسان؛ تداول السلطة سلمياً دورياً وفق انتخابات عامّة حرّة ونزيهة، تحت إشراف قضائي مستقلّ، وشفافية عالية تحدّ من الفساد والإفساد والتضليل في العملية الانتخابية.
المواطنة في سورية
لم يعش السوريون تجربةَ المواطنة الحقوقية، ولم يرَ نظام "البعث" السوري في الهُويَّات الفرعية سوى أدوات لتعميق الانقسام المجتمعي، وزيادة منسوب الصراع والنزاع والكراهية بينها. ولعلّ النقل الشكلي للديمقراطية إلى سورية بمعزل عن المشاركة الفعّالة لمعظم أفراد المجتمع، وغياب المشاركة في الثروة والسلطة وصناعة القرار السياسي خلال العقود الماضية، وتوظيفها لتكريس مصالح النظام، وترسيخ التبعية بكلّ أبعادها، تُفسّر الإحباطات الكثيرة التي شهدتها سورية. لذا عاشت البلاد عقوداً من الممارسات المُبتسرة للديمقراطية، التي أُفرغت من مضمونها الوطني، وكانت كفيلةً بإعاقة الديمقراطية وخلق التناقض بين نتائج الممارسة الديمقراطية المزعومة، والأهداف الوطنية للمجتمع الذي تطبّق فيه.
ودمّرت الصراعات والحروب التي مارسها نظام الأسد ضدّ الشعب السوري كثيراً من هياكل الدولة والمجتمع المدني، وأصبح المواطن السوري يعاني من غياب مبدأ المساواة والمشاركة السياسية، يُضاف إليه تحدّي التنوّع الثقافي والعرقي واللغوي، الحامل القوي للمواطنة في حال الاحتواء الإيجابي، ويقود إلى التفكّك المجتمعي في حال تعرّضه للاستغلال السياسي، وهنا يُمكن الحديث عن المواطنة متعدّدة الهُويَّات، التي تعترف بالتنوع اللغوي والثقافي والهُويَّاتي، وتضمن المساواة في الحقوق والواجبات، وإلا فإن سؤال قدرة الدولة على توفير الإطار القانوي المحايد، وتوفير فرص متساوية للمواطنين خاصّة في ظلّ الانقسامات السياسية والعرقية سيبقى مُعلقاً من دون الحصول على انسجام مجتمعي.
ليست المواطنة صفة قانونية فقط، بل أيضاً ممارسة اجتماعية وثقافية وسياسية تُبنى على المساواة والعدالة والمشاركة
ولا يجوز أبداً إهمال العلاقة بين المواطنة والعدالة الاجتماعية، وتوفير فرص متساوية في التعليم والصحّة والرعاية الصحّية والعمل. المشكلة الأخرى للمواطنة في سورية أن الطبقات الاجتماعية متفاوتة من حيث النفوذ والموارد، لتكوّن الطبقات مؤثّرة بشكل مباشر في مستوى المواطنة، فالمواطن في الطبقات الأقلّ قيمةً، من حيث المال والسلطة والتعليم والنفوذ الحكومي، لا يملك الفرص نفسها التي يمتلكها المواطن من الطبقات العليا. والواضح غياب الأدوار الفاعلة للأحزاب السياسية والمجتمع المدني ضمن الدولة والسلطة، ودورها في مراقبة عملها، إضافة إلى أن القيود المفروضة على حرّية التعبير والرأي هي الأخرى تقيّد المواطنة. وتبدو تصوّرات المستقبل بالنسبة للمواطنة في سورية صعبة المنال والتوقّع، فالحديث عن دولة مدنية حديثة تحترم حقوق مواطنيها وتضمن المساواة والتعدّدية وبناء التوافق الاجتماعي بين مختلف الفئات المجتمعية داخل سورية يبدو صعباً في ظلّ ما أنجز حتى الآن من إعلان دستوري منحاز لفئة على حساب فئة أخرى، وغياب أيّ تصوّر للعدالة الانتقالية، واستمرار استخدام مفاهيم العنف عوضاً عن الحوار، وأساساً الديمقراطية مغيّبة مفردةً وتطبيقاً، عدا عن أن الحوادث في الساحل وجرمانا والسويداء أثبتت غياب عقل الدولة، وبقاء سورية حالياً ضمن دائرة ما دون الدولة.
تحتاج المواطنة في سورية إلى الديمقراطية، والأخيرة تحتاج إلى دولة حديثة، وهي الأخرى عليها أن تكون محايدةً، وبناء المواطن السوري ليس من طريق الامتثال للقوانين فقط، بل من خلال تعزيز قدرة الفرد على المشاركة الفعّالة في حياة مجتمعية عامّة من الجوانب كافّة، فهي ليست صفة قانونية فقط، بل واقع تربوي واجتماعي. لذا فإن الحدّ الأدنى لاعتبار سورية دولة مراعية لمبدأ المواطنة من عدمه يتمثّل في وجود شرطين جوهريين: أولهما زوال وجود مظاهر حكم الفرد أو القلّة من الناس وتحرير الدولة من التبعية للحكّام ومن خلال ضمان مبادئه ومؤسّساته وآلياته الديمقراطية على أرض الواقع، وثانيها، اعتبار جميع السكّان اللذين يتمتّعون بجنسية الدولة أو لا يحوزون عليها، والمقيمين على أرض الدولة منذ سنوات طويلة، متساوين في الحقوق والواجبات.
خاتمة
لا يُمكن للمواطنة أن تستقيم في مجتمعٍ مختلّ التوازنات طوال نصف قرن مضى كالمجتمع السوري، ففكرة المواطنة هي تضامن بين أناس متساويين في القرار والدور والمكانة، يرفضون التمييز بينهم في درجة مواطنيتهم وأهليتهم العميقة لممارسة حقوقهم، بصرف النظر عن درجة إيمانهم التي لا يمكن قياسها، وقدرتهم على استلهام المبادئ والتفسيرات الدينية، وكذلك ممارسة التفكير واتخاذ القرارات الفردية والجماعية لتوليد السياسة بمفهومها الجديد.
مصطلح المواطنة غريب عن السوريين، ولم يوفّر معناه خلال عمر الدولة السورية حديثة النشأة، ولم يعايشوا مبناه، ولم يُسمح حتى اليوم للسوريين بنيل حقوق مشتركة متساوية. لذلك، يشكّل الطرح بالشكل الحالي للمواطنة خطوةً متأخّرةً عن أطروحات الشرعية الدولية لحقوق الإنسان، التي ترفض اعتبار المواطنة حالةً خاصّة، ولا بدّ من الامتثال إلى المواطنة وعصر حقوق الإنسان في سورية، عندها يصبح كلّ شخص مواطناً دوماً، ويتمتّع الجميع بحقوق مدنية وسياسية واجتماعية، كما يطبّق الأفراد جميعهم واجبات متساوية من دون تمييز.
## رسالة إلى ولدي: "كيفك انتَ؟"
29 July 2025 11:53 PM UTC+00
ولدي الحبيب:
أكتب لك صباح يوم مولدك، اليوم الذي كان مميّزاً في حياتي، رغم أنني أصبحت فيه أمّاً للمرة الثالثة، وكان قرار إنجابك المحاولة الثالثة لتحقيق الحلم أو الحياة مع كذبة أن من الممكن أن أستمرّ في دور المرأة التقليدي في مجتمع لا تزال تحكمه الذكورية، وقوامه إعلاء شأن الرجل. ولذلك، كنتَ ذاك الكائن الصغير الذي يموء في جواري فوق سرير مهترئ في مستشفىً حكومي، محاولتي الثالثة لكي أجد لي موضع قدم وسط عالم يتكلّم لغةً لا أجيدها، ولكنّك حين جئت وكبرت، عرفتُ أنك كما أطلقت عليك لاحقاً "البطّة السوداء"، التي ستنقذ الأمّ وباقي البطّات البيضاء الصغيرات الضعيفات، رغم أنني لم أكن يوماً البطّة الأمّ التي ترى بطتها السوداء مختلفة، فرغم أنك جئت ببشرتك الغامقة المحبّبة إلى قلبي، وجعلتني بعد أن كبرت أهيم حبّاً بسواد القهوة والشوكولاتة المرّة، إلا أنني لم أحاول التفرقة بينك وبين إخوتك، بل كنتَ (ولا تزال) الأقرب والأغلى، حتى إذا ما باعَدت بيننا الغربة، وأصبح اللقاء صعباً، صرت بالفعل الأغلى، حسبما أجاب حكيم قديماً، حين سُئل عن أعزّ أولاده فقال: "وغائبهم حتى يعود".
تذكّر، يا ولدي، كيف عشنا في غزّة التي ضاقت بأهلها بفعل الحصار، وكيف صرتَ تحلم بأن تبقى البطة السوداء المنقذة، فحملتَ متاعك القليل، وسافرت بعيداً من قلبي، ولم تنسَ قبل سفرك أن تجدّد العهد معي ومع إخوتك بأننا إمّا نموت معاً وإمّا نعيش معاً، وذكّرتني وأنت تحمل حقيبتك على ظهرك بقولك ضاغطاً على أسنانك، محذّراً: "تذكّري أننا كنّا وسنبقى في سفينة واحدة، وعليك أن تحافظي على الجميع".
اعلم، يا ولدي الحبيب، أنني بقيت على العهد حتى دقّت طبول الحرب المجنونة قبل نحو عامَين، وأصبح هاجس الفقد يلاحقني، وكنتُ كلّ ليلة، وأنا أحاول النوم فوق حشيّة مهترئةٍ على الأرض، أتذكّر وعدي لك. ولذلك، حرصتُ على ألا نفترق حتى ونحن ننزح من مكان إلى آخر، فلم أستمع إلى أيّ نصيحة بأن نقسّم أنفسنا كما كانت كثير من العائلات تفعل، فلم تخطر ببالي هذه الفكرة، لأنني عشت بكم ومعكم، وقد اعتدنا وعاهدنا أنفسنا على ألا نفترق، وأن نحاول ونجاهد، حتى نرفع شارة النجاة الأخيرة. وكما قلتُ لكم دوماً: "سننجح ذات يوم، وسنرفع شارة النجاة فوق أرضٍ غير الأرض".
اليوم يا ولدي تلفّنا (أنا وإخوتك) الغربة، وأنت غريب وبعيد منّي، وكنتُ أحسب أن خروجي من غزّة (بعد جهد مستميت)، حيث كانت تستعر نار الحرب، سيكون إلى القرب منك، ولكن وجدت نفسي مرّة أخرى محاصرةً وعالقةً، واكتشفت أن العالم الواسع يضيق بالفلسطيني أينما حلّ، وإلى حيث لا يمكنني أن أغادر صوبك لأضمّك إلى صدري وأتحسّس خصلات شعركَ يا ابن العمر والشقاء والدمع!
هل تعلم، يا ولدي، أنني كنتُ (ولا أزال) أمّاً تخاف الفقد، وكنت أكرّر دعاء أمّي ألا يجعل الرب ابتلائي بفقد أحدكم، فكانت أمّي تردّد: "يا رب ما أشرب حسرة واحد من أولادي"، فرحلتْ قبل أن يحدث ذلك. ولذلك، فأنا أتعذّب، يا ولدي، كلّما رأيت مشاهد الفقد والوداع للأبناء من أمّهاتهم الثكالى في غزّة، وأشعر بشعور لا يمكن وصفه، لأن فقد الابن، ومهما بلغت الأم من العمر، هو أكبر مصيبة قد تحلّ بها، ولذلك أيضاً فقد تخيّلتُ "جارة القمر"، وهي تناهز 90 عاماً، حين علمت بموت ابنها زياد (69 عاماً)، غنّت له أجمل وأبدع أغانيها " كيفك انتَ"، التي كنت أستمع إليها في صباحاتي الغزّية بعد سفرك، قبل أن يحلّ الموت والخراب في بلادنا وتطوينا الغربة جميعاً، فتُطلَّ عبر الفضاء الإلكتروني لتسألني كلّ يوم: "أمي كيفك"، فأرد على سؤالك بسؤال: "كيفك انتَ".
## عن مخطّطات الاستيطان والضمّ المضمرة لغزّة
29 July 2025 11:54 PM UTC+00
تحذّر أصواتٌ مُعارِضة في إسرائيل، منذ أشهر، من أن حكومة نتنياهو تضمر مخطّطات ضمّ واستيطان تتعلّق بقطاع غزّة فور انتهاء الحرب. وكشفت صحيفة هآرتس (29/7/2025) أنه في إثر قرار نتنياهو زيادة المساعدات الإنسانية المقدّمة إلى القطاع، الذي عارضه حزب الصهيونية الدينية برئاسة الوزير بتسلئيل سموتريتش، تم التعهّد لهذا الأخير بضمّ مناطقَ من القطاع إلى إسرائيل من أجل إغرائه بالبقاء في صفوف "الائتلاف" الحاكم.
في واقع الأمر، يجري تطبيع فكرة الاستيطان الإسرائيلي في قطاع غزّة على قدم وساق منذ فترة طويلة، ولا تنحصر هُويَّة من يقود هذه الفكرة في تيّار الصهيونية الدينية، بل تتعدّاه إلى حزب ليكود الحاكم، وأحزاب يمينية إسرائيلية أخرى. وإذا كان مثل هذا الاستيطان في الخطاب الإسرائيلي محفوفاً بمخاطر قبل الحرب على غزّة، فقد بات اليوم "شرعياً"، ويمكن أن يصبح قابلاً للتنفيذ. وهذا يحدث أيضاً لفِكَر أخرى تخصّ غزّة، مثل إعادة الحكم العسكري الإسرائيلي، وتخصّ لبنان مثل إعادة احتلال "الحزام الأمني".
ويترافق ذلك كلّه مع ما يلي: يسوّغ قادة الحركة الاستيطانية سعيهم بذرائع أمنية، وسبق لسموتريتش أن قال إنه حيثما توجد مستوطنات سيكون هناك جنود "ولذا، الأمن سيسود هناك". ولكنّ المبرّر الأمني لا يعدو كونه آليةً من أجل تطبيع الفكرة. بالإضافة إلى ذلك، يوضّح هؤلاء أن الاستيطان مشروط بالترانسفير، أو ما يُطلق عليه بلغة مخفّفة "تشجيع الهجرة"، الذي يعتبره بعضهم بمثابة "الحلّ الأكثر أخلاقيةً". وسبق للوزيرة ماي غولان من حزب ليكود أن قالت إن "من حاول أن يتسبّب لنا بمحرقة ثانية يجب أن يُردّ عليه بنكبة جديدة"، ما استدعى بعضهم إلى استنتاج أن الهدف ليس مجرّد "تشجيع الهجرة"، بل أيضاً طرد ملايين الأشخاص.
ووفقاً لأدبيات متراكمة، تمثّل حركة الاستيطان الجديدة هذه فكرة "أرض إسرائيل خالية من العرب، من النهر إلى البحر". وبحسب ما نشر في الإعلام الإسرائيلي، يتطلّب الاستيطان في القطاع شرطاً أساسياً، حدّدته دانييلا فايس، التي توصف بأنها "كاهنة" الاستيطان في "أرض إسرائيل الكبرى"، هو "غزّة خالية من العرب". وسبق لسموتريتش نفسه أن قال: "إذا بقي مائتا ألف فلسطيني فقط في غزّة بدلاً من مليونَين، سيكون كلّ شيء أسهل".
لا يفوّت المعترضون على هذه التحرّكات كلّها التنويه بأن حلم "أرض إسرائيل خالية من العرب" لطالما رافق الحركة الصهيونية بكلّ أطيافها منذ نشأتها، وارتأى أحدهم التذكير بأن هذا بدأ بعبارة "شعب بلا أرض إلى أرض بلا شعب"، التي تصوّر أرضاً فارغةً تنتظر الطلائعيين اليهود لتعميرها واستصلاح الأراضي الجرداء وتجفيف المستنقعات. وجرى تنفيذ الحلم مع نكبة 1948، وعقب حرب 1967. وفي وقت لاحق، دعا حزب شرعي في الكنيست إلى ترانسفير، وكان في مقدّمته جنرال متقاعد يموّل إرثه بملايين الدولارات من حكومات إسرائيلية متعدّدة.
عند هذا الحدّ، من المهم الإشارة إلى مسألتَين. الأولى، أن الرؤية التي يعبّر عنها سموتريتش، وغيره من قادة اليمين الإسرائيلي المتطرّف، وتدعو إلى احتلال غزّة وتدميرها أكثر فأكثر وتهجير سكّانها، تحظى بدعم أكثر من نصف السكّان اليهود في إسرائيل، وفقاً لاستطلاع رأي عام أجرته جامعة تل أبيب، وهو ما يجعل الحرب في إسرائيل الحالية "مجرّد واقع حياة"، مثلما وصفها رئيس "برنامج سياسات الأمن القومي" في "معهد أبحاث الأمن القومي" عضو الكنيست السابق عوفر شيلح، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي يتحوّل، بشكل غير رسمي طبعاً، إلى نموذج "تجنيد إجباري مدفوع الأجر"، إذ لا يُسرَّح جنود الخدمة الإلزامية، بل يُنقلون مباشرةً إلى الخدمة النظامية، ويذهب إلى الاحتياط مَن يُعتبر مجدياً اقتصادياً، وتزداد ميزانية الأمن بقرار واحد بمقدار 42 مليار شيكل (أي ثلثَي ميزانية الأمن الأصلية لعام 2023، من دون احتساب المساعدات الأميركية).
المسألة الثانية، أن المعارضة في إسرائيل لا تعترض على هذه الرؤية من ناحية مبدئية، إنما فقط من منطلق أنها "ليست واقعيةً" (!).
## انتبهوا أيها السادة: النيل في خطر
29 July 2025 11:54 PM UTC+00
وسط غبار الشاحنات المنطلقة بسرعتها القصوى في وسائل التواصل الاجتماعي، وأزيز الطائرات التي تشارك في استعراضات المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزّة، ثمّة خطر مستطير يختبئ في سيناريوهات تتسرّب عبر الإعلام الصهيوني. أولها (وأخطرها) إعلان هيئة البثّ الصهيونية الرسمية، نقلاً عن بيان لجيش الاحتلال، أنه وافق، بتوجيهٍ من المستوى السياسي (الحكومة)، على مبادرة الإمارات لربط خطّ مياه من مصر إلى داخل قطاع غزّة.
في التفاصيل وبحسب البيان، سيصل الخطّ إلى منطقة المواصي الساحلية، التي تمتدّ من وسط القطاع إلى جنوبه، ومن المتوقّع أن يخدم نحو 600 ألف فلسطيني من سكّان المنطقة، وأن مندوبين إماراتيين بدأوا اليوم إدخال المعدّات الخاصّة بالمشروع، بطريقة خاضعة للرقابة وبعد فحص أمني دقيق، عبر معبر كرم أبو سالم (جنوب القطاع) وتبدأ أعمال إنشاء الخطّ خلال الأيام القليلة المقبلة، وتستمرّ أسابيع.
وكانت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام) قد أعلنت، في 15 يوليو/تموز الجاري، عبر عملية "الفارس الشهم 3"، بدء تنفيذ مشروع إنساني لإمداد المياه المحلّاة من الجانب المصري إلى جنوب قطاع غزّة. وأن المشروع يتضمّن خطّاً ناقلاً جديداً يُعدّ الأكبر من نوعه، ويمتدّ بقطر 315 ملم وطول 6.7 كيلومترات، يربط بين محطّة تحلية المياه التي أنشأتها الإمارات في الجانب المصري، ومنطقة النزوح الواقعة بين محافظتي خانيونس ورفح.
في الأثناء، بل في اللحظة ذاتها، تعلن إسرائيل خطّةً لضم مناطق من قطاع غزّة، تبدأ من الشمال، ثمّ تتوسّع في كامل مساحة القطاع، فتنقل صحيفة هآرتس عن مسؤولين أن بنيامين نتنياهو سيعرض على المجلس الوزاري المصغّر (الكابينت) خطّةً لضم مناطق بقطاع غزّة، في مسعى لإبقاء وزير المالية اليميني (المتطرّف) بتسلئيل سموتريتش في الحكومة. ووفقاً للصحيفة، حصلت الخطّة على ضوء أخضر من إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وأن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر عرضها على وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، وحظيت بدعم البيت الأبيض.
تهدف الخطّة التي يمكن تسميتها "مشروع سموتريتش" إلى زراعة غزّة بالمستوطنات والمستوطنين بعد إزاحة الشعب الفلسطيني، إمّا بتهجيرهم خارجها، أو بحبسهم فيما عرفت بـ"مدينة الخيام" في جنوب القطاع، وبالتحديد عند المناطق التي يشملها مشروع خطّ المياه الإماراتي .
لا تحتاج خطورة ما يجري التخطيط له على الشعب الفلسطيني، وقضيته، أدلة، لكن هذه الإنسانية الإماراتية الإسرائيلية المفرطة تحمل خطورةً أكبر على مصر ومياهها. خطّ مياه إماراتي من مصر إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، أليس ذلك هو حلم الصهاينة الأوائل، منذ ما قبل إنشاء الكيان وحتى الطبعة الأولى من الشرق الأوسط الجديد، كما رسمها وصاغها شمعون بيريس في تسعينيات القرن الماضي؟
سيقال إن المشروع يعتمد على تحلية مياه البحر، ونقلها من مصر إلى غزّة، التي تخطّط إسرائيل لإعادة احتلالها بالكامل، فإذا كان الأمر يعتمد على تحلية مياه البحر، فلماذا لا يذهب "الفارس الإماراتي الشهم" إلى قطاع غزّة مباشرةً وينفّذ مشروعه الإنساني من مياه بحر غزّة، مع الوضع في الاعتبار أن صلب المشروع المطروح "نقل المياه" من مصر إلى غزّة، فما الذي يضمن أن يقتصر الأمر على المياه المحلّاة فقط، ثمّ ما سرّ هذه الحفاوة الإسرائيلية بالفكرة وتبني جيش الاحتلال لها؟
هذه الأسئلة وغيرها ينبغي أن تكون الشغل الشاغل للشعب المصري، الذي يذرف الدمع على ما يدور في ملفّ مياه النيل من جهة إثيوبيا، والذي كان اسم الكيان الصهيوني يتردّد فيه عند استعراض الحلول المقترحة للنزاع على الحصص والكمّيات، وفي ذلك تعدّدت التحذيرات في مقالات ودراسات وندوات، من سيناريوهات شرّيرة، يكون المشهد الأخير فيها عبور النيل إلى الكيان الصهيوني، استجابةً لمشاريع صهيونية قديمة ترجع إلى ما قبل إنشاء الكيان الصهيوني في أرض فلسطين، ومن ذلك ما تناوله نقيب نقباء الصحافيين المصريين، الراحل كامل زهيري، في كتابه "النيل في خطر"، إذ يعود بالحكاية إلى العام 1903، ومشروع اتفاقية توطين اليهود في سيناء 99 عاماً، ويورد نصّ تقرير البعثة الصهيونية التي زارت سيناء أيام الاحتلال البريطاني واقترحت تحويل مياه النيل تحت قناة السويس، وحقيقة الاتصالات السرّية بين المليونير الصهيوني جاكوب روتشيلد وجوزيف تشمبرلين وتيودور هرتزل، وبين اللورد كرومر وبطرس باشا غالي.
في وثائقي مهم عرضته "بي بي سي" في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، أظهرت وثائق بريطانية أن إسرائيل وضعت خطّةً لنقل مياه النهر إلى قطاع غزّة قبل 35 عاماً، وفي 1987 أرسلت وزارة الخارجية البريطانية الدبلوماسي غريك شابلاند، ممثّلها في المباحثات المتعدّدة الأطراف بشأن المياه في عملية السلام، إلى كلّية الدراسات الشرقية والأفريقية (سواس) في جامعة لندن للتعمّق في دراسة الملفّ.
في مايو/ أيار عام 1988، نظم شابلاند ندوةً مغلقةً لبحث وضع المياه في الشرق الأوسط. وكُشف خلالها (صراحة للمرّة الأولى) خططاً إسرائيلية لحلّ مشكلة المياه، سواء في أراضيها أم في الضفة الغربية وقطاع غزّة.
في هذا السياق، تحدّثت الخطّة الإسرائيلية عن مياه النيل خياراً لحلّ مشكلة غزّة المائية، وتخفيف العبء عن شبكة المياه الإسرائيلية. وقالت "بسبب المشكلات الهيدرولكية الحادّة في غزّة، سوف يتم العثور على وسيلة لتوفير المياه من مصادر خارج قاعدة موار المياه الإسرائيلية، مثل نهر النيل من سيناء، أو تحلية مياه البحر"، وتتضمّن الخطّة ضرورة إبرام "معاهدة إقليمية شاملة تدعمها الدول المجاورة والقوى العظمى".
ليست مصادفةً أن يلتفت دونالد ترامب إلى ملفّ مياه النيل فجأةً في اللحظة التي يُعلِن فيها فكرة "مدينة الخيام" في جنوب قطاع غزّة، ثمّ يدخل "الفارس الشهم" القادم من الإمارات بمشروعه الذي احتضنه الاحتلال الصهيوني بكلّ الترحاب.
## مرّة أخرى: لن تحكموا سورية هكذا
29 July 2025 11:54 PM UTC+00
سبق أن استخدمت العنوان أعلاه في مقال سابق نشره "العربي الجديد" (19/3/2025). منذ ذلك الحين، جرت مياه كثيرة في النهر، وحصلت تطوّرات كبرى بعضها إيجابي والآخر سلبي. إيجابياً، رفعت الولايات المتحدة عن سورية جزءاً مهمّاً من العقوبات، التي لعبت الدور الأكبر في تدمير الطبقة الوسطى، التي تفتقدها البلاد اليوم في معركتها من أجل بناء دولة المواطنة والقانون، بعد أن حطّمت تلك العقوبات السوريين، وحوّلتهم جماعةً من الأشباح، همّهم الرئيس تأمين رغيف الخبز، أو أسطوانة غاز، أو ساعة من الكهرباء، أو قليل من الماء الصالح للاستخدام الآدمي. من الأحداث السلبية التي حصلتْ (منذ ذلك الوقت) انفلات الاحتقان الطائفي من عقاله، خصوصاً بعد أحداث السويداء الدامية، والانتهاكات التي ارتكبتها مختلف الأطراف بحقّ المدنيين في أثنائها، وعبّرت بالتوازي مع الخطاب الذي رافقها عن مخزون مخيف من العنف والكراهية. الأخطر من ذلك كلّه أن بعض السوريين بدأوا يتقبّلون فكرة أنهم غير قادرين على العيش المشترك في وطن واحد، ما يعني أن الدولة باتت مهدّدةً فعلياً بالتفكّك، في ظلّ دعمٍ إسرائيلي لهذا التوجه. ومن المظاهر السلبية التي تبلورت أيضاً خلال الشهور الأربعة الماضية، بين أحداث الساحل وأحداث السويداء، أن السلطة الجديدة بدأت تصبح أكثر انفتاحاً في التعبير عن نفسها باعتبارها حكومة بعض السوريين، وليس كلّهم، بعد أن كانت تنفي ذلك دائماً في خطابها السياسي، باعتراف أحد قياديّيها أخيراً، لدى تبريره ممارسات السلطة بأنه "حكم المنتصر" (يقصد هيئة تحرير الشام)، التي أصبحت تقدّم نفسها من دون مواربة الممثّل الحصري والوحيد للسُّنّة السوريين العرب، في أجواء طائفية مشحونة.
اللافت فوق ذلك أن السلطة الجديدة تمارس الحكم بثقة مفرطة، وبصلاحيات مطلقة، وليس على قاعدة أنها انتقالية، بل أبدية، تحكم مثل نظيرتها في العراق باسم الأغلبية الطائفية، ويتجلّى ذلك في تبنّيها سياساتٍ داخليةً وخارجيةً ذات طبيعة مصيرية، من دون أدنى اكتراثٍ بمواقف السوريين ورأيهم فيها، وتفويضهم لها، بدءاً بمفاوضات السلام مع إسرائيل، والتوجّه نحو قوننة الوجود العسكري الأجنبي في الأراضي السورية (قواعد تركية وأميركية، فضلا عن الروسية)، والقبول بمنطقة منزوعة السيادة في الجنوب، وصولاً إلى بيع أصول للدولة على شكل استثمارات أجنبية، مروراً بتصميم هويَّة بصرية جديدة للدولة السورية، تنسجم مع هويتها الطائفية، والعقيدة القتالية للجيش "الخاصّ" الذي تؤسّسه. تتأتى هذه الثقة من عاملين رئيسَين، يتمثّل الأول بالدعم والاحتضان الخارجي الذي تحظى به هذه السلطة (من بعض دول الخليج وتركيا وأوروبا والولايات المتحدة)، ولأسباب تخصّ مصالح الداعمين، بعد أن نجحت السلطة الجديدة بإقناعهم بقدرتها على تأدية بعض الأدوار الوظيفية المهمّة مثل محاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ومواجهة حزب الله وإيران، وتأمين حدود إسرائيل، وصولاً إلى تطمين الخائفين بأن لا تصدير للأيديولوجيا الإسلامية، من جهة، ولا ديمقراطية في سورية من جهة ثانية. العامل الثاني، يتجلّى في نجاح السلطة الجديدة في إقناع جزء معتبر من السُّنّة السوريين العرب بأنها تمثّلهم، تحمي مصالحهم، وتحكم الدولة باسمهم بعد إقصائهم عنها ستّة عقود.
خلال الأسابيع القليلة الماضية، تعرّضت السلطة الجديدة لهزّة عميقة، قد تكون أيقظتها على حقيقة أنها ربّما أفرطت الثقة في نفسها، كما أفرطت في الاتكال على جدار الدعم الخارجي والداخلي الذي حازته عقب نجاحها المشهود في إسقاط نظام الأسد البائد. تبيّن نتيجة أحداث السويداء أن الدعم الخارجي ليس غير مشروط، وأن الفوضى التي يخشاها العالم في سورية هي تماماً ما ستقود إليه سياسات العنف والطائفية والإقصاء والاستئثار. كما تبيّن، وللسبب نفسه، أن الدعم الداخلي ليس معطىً ثابتاً ومضموناً، بدوره، خصوصاً بعد أن وُضعت مكوّنات الشعب السوري (على خلفية أحداث السويداء) في مواجهة بعضها (العشائر ضدّ المليشيات المحلّية في السويداء) ما قد يفضي إلى حرب أهلية شاملة، وتدخّلات خارجية واسعة (إسرائيلية خصوصاً قد تجرّ تركيا وغيرها)، في وقتٍ باتت فيه طموحات توحيد البلاد أبعد من أيّ وقت مضى. لن تنجح حالة الإنكار التي تعيشها السلطة، ولا حملات التخوين، التي يقودها المخلصون من أتباعها في وسائل التواصل الاجتماعي، في حجب حقيقة التغيير الذي طرأ في الأسابيع الأخيرة على المزاجين السوري والدولي العام، وبداية تبلور إجماع وطني على ضرورة مراجعة المسار، ببساطة لأن سورية لن تُحكَم هكذا.
## توزيع مسؤوليات عن فاجعة زياد الرحباني
29 July 2025 11:54 PM UTC+00
ليس صحيحاً أن "الأسباب تعدّدت والموت واحد"، وإلا لكان المثل العربي أفتى بأن الحياة واحدة أيضاً كيفما عيشَت. فالموت، على حتميّته، أصناف، أكثرها تسبّباً بقهرٍ مجبول بحزن وغضب وشعور بالعجز، ذلك الذي يسهّله صاحبه أو يسرّعه نتيجة يأس وإحباط وقناعة بأنّه لم يعد من لزوم لتأخير الرحيل. بأنّه لم يعد من داعٍ للبقاء بضع سنوات إضافية مع أمراض الجسد والاكتئاب وفقدان الرغبة بفعل ما كان يحب فعله. بأنّ كل شيء ذهب سدى والعمر مرّ مزحةً كبيرة، وسط هؤلاء الناس الذين يسمّون جمهوراً ومريدين، في هذا البلد الذي قُدّر له قضاء العمر فيه بينما كانت عروض عمل مغرية تنتظره في ألمانيا وروسيا وغيرهما. هذا شيء مما يجعل من رحيل زياد الرحباني فاجعة لا موتاً ربما كان يتوقعه أن يأتي مبكراً شخصٌ مثله لا ينام أكثر من ساعتين في اليوم منذ تشكّل وعيه ولا يتّبع نمط حياة صحّياً. عقله يعمل حتى وهو نائم، ولا شيء عنده اسمه "صغّرها تصغر". يحمل رأساً مشغولاً بهموم شعوب وبلدان وعالم، مرهف المشاعر، فكيف لو أضيف إلى ما سبق أن السنوات الـ69 لهذا العبقري خلطة فواجع شخصية ــ عائلية ونضالات سياسية وحرب أهلية مديدة كان منخرطاً فيها حتى النخاع، وهزائم عالمية بما أن شواغل الرجل كانت أممية بالتعريف الشيوعي الحرفي الذي اعتنقه بعناد. ولمقتنع مع الفيلسوف الألماني شوبنهاور بكون الموسيقى "أرقى الفنون وجوهر الوجود" أن يردّ صمود زياد الرحباني كل هذه السنوات في هذا الدنيا إلى أنه كان موسيقياً، وأيّ موسيقي، أحد أعظم عظماء من ألّف ووزّع ولحّن في الشرقي والغربي.
إذاً، ليست المأساة موت زياد الرحباني، بل ملابسات الرحيل استسلاماً ويأساً وفقداناً لرغبة البقاء، بما جعله يقرّر التوقّف عن تناول الدواء، ويرفض زرع كبد. وحاملُ أملٍ بحجم كوكب مثله كان يُخشى عليه من يأس يأتي بوزن الخيبة أو مضاعفاً. سياسياً، وطنياً وعربياً وعالمياً، علامات "انتهاء كل شيء" بالنسبة إليه عبّر عنها في آخر مقابلات أجريت معه قبل انعزاله التام. الأقسى ربما كان سعيه إلى تعويض 15 سنة سُرقت منه ومن جيله، وهو عدد أعوام الحرب الأهلية اللبنانية، رغم أن السنوات تلك سجّلت أعظم أعماله في الموسيقى والمسرح والإذاعة والنقد الاجتماعي والسياسي، لكن ما تلاها كان من النوع الذي يطرح الشكوك بكل شيء، بالأفكار والقناعات والمشاريع الكبرى والطموحات.
في ظروف لبنانية وعربية وعالمية كالتي نعيش فيها وتابعها زياد الرحباني بتفاصيلها، كان بإمكان أمر واحد أن يُبقي أملاً عند شخص مثله مدمن على العمل: الإنتاج، وهنا تكمن المأساة ــ الفاجعة. فلمن لا يعرف، ما هو مطروح في "السوق" من أعمال زياد الرحباني، في الموسيقى أولاً ثم في المسرح، قد يكون أقل من إنتاجه الذي ظلّ ينتظر تمويلاً لطبعه في أسطوانات يشتريها البشر ليعتاش الموسيقي منها ويستمر في الإبداع. ورغم تعدّد أوجه إبداعه، ظلّ طموح زياد الرحباني أن يكون عازفاً ومؤلفاً موسيقياً في الكلاسيك الغربي والشرقي والجاز والبوسانوفا والبوب والتانغو وغيرها. أخذته السياسة إلى المسرح لأنه لم يُعثر على وسيلة تجعل الموسيقى تقول رسالة سياسية ـ اجتماعية، ولكن الرجل موسيقي أولاً وقبل أي شيء آخر، وموسيقي من جماعة "الموسيقى الصامتة"، الموسيقى لا الأغاني. وفي ذلك تقع مسؤولية عدم تقبّله كما أراد أن يكون من قبل جمهوره العريض، ذلك الذي كان زياد يشعر بقهر لا قاع له في كل مرة يصعد إلى الخشبة ليعزف رائعة من روائعه الموسيقية، فيلاحقه مريدون بطلب أغانٍ مثل عايشة وحدها بلاك وأنا مش كافر!
كثر يتحمّلون مسؤوليات عن استسلام زياد الرحباني ورحيله الانتحاري. حتى من يعتبرون أعماله مصدر الفرح الباقي في هذه الدنيا، وكاتب هذه السطور من بينهم، ربما لم يبذلوا جهداً كافياً لإقناعه بكم كان عظيماً. كثر منهم يأسهم وإحباطهم بحجم يأس زياد الرحباني وإحباطه، ولكن الشجاعة تنقصهم، شجاعة اتخاذ قرار كالذي مضى فيه وتركنا نثرثر عن الفاجعة.
## البعثيون رقم صعب في المعادلة العراقية
29 July 2025 11:54 PM UTC+00
في ظلّ حمّى الاستعداد للانتخابات البرلمانية التي باتت على الأبواب، تواترت تقارير عن اعتقال عشرات الناشطين المعارضين للسلطة في أنحاء مختلفة من البلاد، بدعوى أنهم "من فلول النظام السابق"، كما ورد أكثر من تحذير على لسان هذا المسؤول أو ذاك من أن البعثيين ينشطون سعياً إلى العودة إلى الحكم، وأن جهات أجنبية تساندهم.
ليس هذا النمط من الكلام المكرّر جديداً إذ اعتاد حكّام بغداد ترويج مثل هذه الادعاءات كلّما حاقت بهم الأزمات، أو واجهوا ما يشكّل تهديداً لوجودهم في السلطة، وقد يعمدون (في مثل هذه الحال)، إلى إلصاق تهمة "البعث" بكلّ مواطن يرفع صوته مطالباً بخدمة، أو شاكياً من مظلمة، أو متذمّراً من قصور.
المديح اللافت لتجربة "البعث" استفزّت الحكّام الحاليين، ودفعتهم إلى تنظيم حملة جديدة لقمع كلّ صوت معارض بذريعة أنه من فلول نظام حسين
وفي جديد الأمر الاجتماع الطارئ الذي ضمّ كبار رجال القضاء ومفوضية الانتخابات وهيئة المساءلة والعدالة لغرض اتخاذ الاجراءات اللازمة من أجل "منع وصول المرتبطين بحزب البعث المقبور إلى قبّة البرلمان" (وإذا كان البعث مقبوراً حقّاً كما في التوصيف الرسمي، فلماذا هذا الخوف منه، ولماذا هذا الوسواس الذي يعشّش في الرؤوس؟)، وقد استعاد المجتمعون حيثيات التشريع الصادر سابقاً، والهادف إلى اجتثاث "البعث"، وأعادوا إلى الأذهان ما نصّ عليه التشريع المذكور من العمل على "تطهير مؤسّسات الدولة من قيادات "البعث"، ومحاسبة المتورّطين منهم بانتهاكات، ومنع عودتهم إلى الوظائف".
وفي الجديد، أيضاً، دعوة برلمانيين إلى تطهير البعثات الدبلوماسية العراقية من العناصر الموالية للنظام السابق. وفي القديم المستعاد الحكم بالسجن على شخصين ألقيا أشعاراً في وقفة احتجاجاً على شحّ المياه في مدينة المشخاب (جنوب غربي العاصمة) اعتبرت "مديحاً لصدّام حسين"، وكذا صدور حكم غيابي من محكمة الجنايات بالسجن سبع سنوات لرغد صدّام حسين بتهمة "الترويج إعلامياً لحزب البعث"، وفي واقعة أخرى مطالبة حكومة بغداد الحكومة الأردنية بمحاسبة أردنيين هتفوا باسم صدّام حسين أثناء مباراة رياضية في عمّان.
المثير أزيد من ذلك، المديح اللافت لتجربة "البعث" الذي أفصح عنه سياسيون كانوا من أشرس معارضي النظام السابق، وقد تكون كلّ هذه الوقائع قد استفزّت الحكّام الحاليين، ودفعتهم إلى تنظيم حملة جديدة لقمع كلّ صوت معارض بذريعة أنه من فلول نظام حسين، والمضحك المبكي أن هذه الحملة تجيء بعد 23 عاماً من رحيل نظام "البعث"، وخلال تلك الفترة المديدة جرت المياه في أكثر من اتجاه، واستجدّت أمور جرفت كثيراً من "البعث" وبنيته التنظيمية، وساحاته التي اعتاد العمل فيها، لكنّه على ما يبدو ظلّ يمثّل هاجساً لدى الحاكمين اليوم، الذين لا يخفون قلقهم من ظهور صدّام حسين جديد يقطع عليهم أحلامهم.
حكم "البعث"، رغم مغامراته الحربية وطابعه الديكتاتوري والشمولي، قدّم تجربة ناجحة عصيّة على النسيان في ميادين كثيرة
والسرّ في بقاء حكم "البعث" ماثلاً في عقول المواطنين العراقيين، وفي ضمائرهم، إدراكهم أن الحكم السابق رغم مغامراته الحربية وطابعه الديكتاتوري والشمولي، قدّم تجربة ناجحة عصيّة على النسيان في ميادين كثيرة، إذ كانت هناك خدمات متطوّرة، وحركة صناعية وناتج زراعي، وخطط في مكافحة الأمية، والقضاء على آفة المخدّرات، ومكافحة الفساد، وبما يجعل المقارنة مع حصاد السنوات العشرين لحكومات ما بعد الغزو تميل لصالحه، فضلاً عن حقيقة لا يمكن تجاهلها أن وجود دولة فاشلة تقف فوق ركام مشكلات استعصت على الحلّ، ولم تحقّق ما طمح إليه العراقيون، يُزكّى الدولة التي سبقتها، ويجعل منها أمثولة يتمنّاها كثيرون.
قد تكون هذه الحقيقة هي التي قادت الحكّام الحاليين إلى خلاصة مفادها بأن عليهم أن يحتاطوا لما يمكن أن يحدث، وأن يعملوا على قطع كلّ خيط يمكن للبعثيين من خلاله العودة إلى السلطة، وهي أيضاً ما تجعل البعثيين يعتقدون أنهم قادرون على استغلال هذا الظرف، والقفز مرّة أخرى إلى الحكم، خصوصاً أن ثمّة ما يشير إلى تحوّلات عاصفة تنتظر المنطقة.
يُظهر هذا الإيجاز لنا أن البعثيين الذين تعرّضوا (على امتداد العقدَين الأخيرَين) إلى موجات قمع مستمرّة، طاولت الآلاف منهم، بخاصّة القيادات والكوادر الفاعلة، لا يزالون يمثّلون رقماً صعباً في المعادلة السياسية العراقية، وهذا هو ما يقلق حكّام بغداد اليوم، ويدفعهم إلى مزيد من التنكيل والقمع بمن أطلقوا عليهم تسمية "الفلول"، وحتى بآخرين لم يعرفوا "البعث"، ولا يتعاطفون معه.
## عن سورية... الحوار أولاً ودائماً
29 July 2025 11:54 PM UTC+00
تنتاب الحالة المتحرّكة في سورية منذ أشهر قليلة تجاذبات وتصادمات كثيرة تذهب، في بعض الأحيان، إلى ما هو دراماتيكي دموي غير مسبوق، ضمن عديد من أنساق المجتمع السوري، من تعدّيات وانتهاكات فاقعة لأرواح الناس، من دون الارتكان إلى أيّ مسارات في العقلانية السياسية، وهي التي لطالما حلم بها الشعب السوري على مدى حكم آل الأسد 54 عاماً، قبل أن يُكنَس وأدواته التشبيحية كلّها على أيدي السوريين المنتفضين والثائرين 14 عاماً.
ولعلّ الأوضاع في الجنوب السوري، وما جرى أخيراً من صدامات أودت بأرواح مئات من السوريين، لا تتحمّل مسؤوليتها حكومة دمشق وحدها، بل لعلّ المجموعات العسكرية التابعة للشيخ حكمت الهجري، وارتداداتها وعلاقاتها الإقليمية، ثمّ استدعاؤها الفاجر المحتلّ الإسرائيلي، ليكون شريكاً لها، وحامياً لتحرّكاتها، وهيمنتها على الجنوب السوري، وخصوصاً جبل العرب ومحافظة السويداء، ضدّ حكومة دمشق، وصولاً إلى إعلان "الحكم الذاتي" المرفوض شعبياً في السويداء... هو ما ساهم في تأجيج المسألة برمّتها، وأودى بها إلى مهاوٍ لا يريدها السوريون، لا في محافظة السويداء ولا خارجها، لأن انتماء جبل العرب (والسويداء) كان على الدوام وطنياً بامتياز، وكلّ منعرجات التاريخ تشهد بذلك.
لا حلّ في سورية بعد كلّ ما حصل وجرى إلا بالحوار الوطني الواسع، تحت راية مهمّة وضرورية، هي وحدة كلّ السوريين ديمغرافياً وسياسياً
لكنّ بعضهم أبى إلا أن يقوم بمواصلاته وتشبيكه النفعي البراغماتي مع الخارج، المتربّص بسورية والمنطقة العربية، فكانت إسرائيل الأكثر جاهزيةً واستعداداً على طول الخطّ، وعبر استراتيجياتها للمنطقة العربية، وسورية خصوصاً بعد فرار بشّار الأسد، لتلعب (كما دأبت مراتٍ) على الوتر الطائفي، ولتكون السويداء ورقةً مهمّةً كي تفاوض عليها السوريين، وهو ما لوحظ عبر اللقاء التفاوضي بين وزير الخارجية السوري ومسؤول إسرائيلي، واجتماعهما في باريس برعاية أميركية، وقبله كانت لقاءات تفاوضية أخرى في أذربيجان، وغير مكان آخر.
أمام هذا الواقع المتفجّر والتدخّل الدولي والإقليمي ضمن الحالة السورية وتفاعلاتها ومتغيراتها، كيف يمكن الخروج جدّياً من عنق الزجاجة؟ وبالتالي يمكن أن يمنع انقساماً في سورية، ويحدّ من قيام فيدراليات، أو ما يسمّيه بعضهم (اللامركزية السياسية) وليس (الإدارية)، وهي التي من الممكن أن تكون بوابة ولوج نحو الانقسام والتقسيم والتفتت للدولة السورية، أو ما يشبه ذلك، بينما تنتظر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الضفة الأخرى تهيئةً وتوطئةً نحو إنفاذ تلك الأحلام، في قيام كيانات انفصالية، واللعب على ذلك ضمن سياقات حالة الاستقواء بالخارج، التي يشتغل عليها بعضهم في الجنوب السوري أو في شمال شرقي سورية.
وفي أتون مسارات هذا الواقع المرّ والمنغّص في سورية، يتمظهر أمامنا، ولدى المتابع للشأن السوري والمشهد المتغيّر، المعطى التالي عقلانياً سياساً ووطنياً، أن لا حلّ في سورية بعد كلّ ما حصل وجرى إلا بالحوار الوطني الواسع، تحت راية مهمّة وضرورية، هي وحدة كلّ السوريين ديمغرافياً وسياسياً، لبناء الوطن الذي حلموا به، وعملوا من أجله عقوداً مضت، وإلا تذهب المآلات حتماً نحو مزيد من الانقسام والتشظّي، وهو ما تريده إسرائيل عيانياً، كي تكون سورية أكثر ضعفاً، ومن ثمّ تساهم في إراحة إسرائيل من القلق الإقليمي عقوداً طويلةً مقبلة، ويبقى ما يسمّى "الأمن القومي الإسرائيلي" الأهم والأجدر بالبقاء والاستدامة، ليس لدى الإسرائيليين فحسب، بل أيضاً لدى الإدارات الأميركية المتعاقبة، مهما اختلفت الإدارات من جمهورية إلى ديمقراطية.
لا مناص من العمل الفاعل من الجميع للمضي في مسارات عدالة انتقالية سورية تقطع مع الماضي
في سورية اليوم وبعد كلّ المياه التي جرت تحت الجسر، وكلّ الأحداث الدراماتيكية الحاصلة في السويداء وجبل العرب، وقبلها في الساحل السوري، لا يمكن أن تمرّ الأمور بالحلّ الأمني أو العسكري فقط، الحلّ لا بدّ أن يكون عقلانياً سياسياً واعياً ومدركاً طبيعة المسائل الحساسة في تلافيف وأنساق الوضع السوري ومتغيّراته التي لا تتوقّف عن الحدوث، عبر سياسات جديدة وعاقلة، تقوم على نهج المشاركة، أي مشاركة الجميع من كلّ الطوائف والإثنيات والأيديولوجيات السورية المتعددة والمتنوعة، في كامل الجغرافيا السورية، نحو سورية واحدة موحّدة لا تقبل القسمة أبداً، وهو ما ليس له من بدّ، أي تحريك عجلة الحوار السوري الجَدّي، الذي يمكن أن ينتج سلماً أهلياً سورياً، ويساهم فعلياً في عملية المشاركة السياسية والاجتماعية والمؤسّساتية، وعلى هذا الأساس يمكن أن تسير الأمور نحو صياغة متمكّنة ورصينة للعقد الاجتماعي الوطني الجامع الذي لا يستثني أحداً من السوريين، ويطمح إليه كلّ السوريين (وما زالوا)، رغم كلّ المنغّصات والمعوقات، وهم يصرّون على أن لا يتنازلوا عنه، وهو بالضرورة سوف يؤسّس واقعياً لقيام دولة المواطنة في سورية، بعد عقود خمسة من القحط، وغيابها كلّياً وليس جزئياً، دولة المواطنة الحقّة التي يكون فيها السوريون جميعاً سواسية أمام القانون وتحت سقفه، ومن ثمّ بناء الدستور الوطني الجامع والدائم والمعبّر عن كلّ أطياف الشعب السوري، المنهمك سابقاً ولاحقاً في سياقات بناء دولته التي يحلم بها على طول المدى، دولة المؤسّسات، وليس المحسوبيات، دولة العلم والمعرفة والديمقراطية، وليس دولة التشبيح والقمع وكم الأفواه، وكَنس (وإزاحة) كلّ سياسات النظام الأسدي الاستبدادي الكيماوي إلى غير رجعة.
ضمن هذه المعطيات، وفي أتون تلك المتغيرات والدماء التي سالت (ويمكن أن تسيل) خارج إطار العقلانية السياسية، ذلك كلّه، ومن خلاله، لا مناص من العمل الفاعل من الجميع، حكومة ومجموعات وأحزاباً وقوى فاعلة، للمضي في محدّدات ومسارات عدالة انتقالية سورية تقطع مع الماضي، لكنّها لا تتجاوز حقوق الناس، وتجبر الضرر لديهم، وبالتالي، تعمل على إعادة الحقوق إلى أهلها، ومن ثمّ تعيد إنتاج الواقع السوري على أسس جديدة لا تقبل إلا بالمحاسبة لكلّ من ارتكب فعلاً يعاقب عليه القانون، أو تعدّى فيه على الناس الأبرياء، وقبل ذلك كلّه (معه وبعده) يكون الحوار الوطني السوري سيّد المرحلة وحاميها بين ألوان الطيف كلّها.
## الوعود الاستثمارية أداة سياسية في سورية
29 July 2025 11:54 PM UTC+00
ليس جديداً أن تُستخدم لغة الاقتصاد لتصريف الأزمات السياسية. وليست هذه المرّة الأولى التي يُستدعى فيها المال، أو وعد المال، أداةً لإسناد هيكل سلطةٍ قيد التشكّل. ففي الحالة السورية الراهنة، يبدو أن طرح المبادرات الاستثمارية يأتي جزءاً من خطاب رمزي يُستخدَم لتعويض غياب الشرعية التمثيلية وآليات التفاوض الفعلي، وهو ما يجعل من الاقتصاد حقل شرعنة، وليس حقل إنتاج. في الفترات الانتقالية، يمكن أن يتحوّل الخطاب الاقتصادي أداةً تعويضية من أجل تثبيت صورة أولية عن الدولة في المجال العام. وهو ما يمكن فهمه في ضوء ما تُسمّى "الشرعية غير المؤسّسية"، إذ تسعى السلطة إلى بناء تمثيل مقبول خارج أدوات الحوكمة الفعلية. وبهذا المعنى، يُعاد إنتاج الاقتصاد في سورية خطاباً سياسياً يملأ فراغ الشرعية.
منتدى الاستثمار السوري السعودي، أخيراً في دمشق، لا يمكن عزله من هذا السياق، فتتقاطع فيه الاعتبارات الاقتصادية مع التحوّلات السياسية الجارية، فالمليارات التي أُعلن عنها، لا تبدو مستقلّةً بذاتها، وإنما تنتمي إلى منطقٍ أكثر تعقيداً، يوظّف فيه المال الرمزي لتثبيت صورة السلطة القائمة، وليس بالضرورة إعادة بناء مؤسّسات الدولة. ما يتكشّف في الحالة السورية الراهنة هو استخدام الاستثمار بوصفه آليةً سياسيةً غير مباشرة، تُستعمل لإنتاج رسائل موجّهة إلى الداخل والخارج. فعلى الصعيد الداخلي، يُقدّم "الاستثمار" بوصفه تعويضاً مؤقّتاً لغياب السياسات الاقتصادية الفعلية، ووسيلةً لإدارة التوقّعات في ظلّ ندرة الإنجاز التنموي القابل للقياس. أمّا خارجياً، فيُستخدم المال الموعود علامةً على أن ثمّة ثقة إقليمية ودولية بالمسار السياسي، ما يعزّز صورة السلطة أمام شركاء محتملين ومراقبين دوليين.
في أنماط الحكم التي تشكو من هشاشة التمثيل السياسي أو غياب آليات التفاوض العام، يُوظّف الخطاب الاقتصادي وسيلةً لتأجيل الاستحقاقات الجوهرية
لا يخرج هذا النمط من الإدارة عن نموذج يمكن تسميته "الشرعية المؤقّتة عبر المال الرمزي"، وفي هذا النموذج، لا يُنتظر من السلطة أن تقيم دورة اقتصادية مكتملة، بل إنتاج مشهد مالي تمثيلي يوحي بوجود دورة اقتصادية، رغم أنه غالباً ما يكون مؤجّلاً، أو مشروطاً، أو منعدماً في الواقع التنفيذي. مفهوم "الشرعية" المستخدم هنا لا يُحيل إلى شرعية مستندة إلى الإنجاز الفعلي أو التمثيل المؤسّسي، وإنما إلى ما وصفته حنة أرندت بـ"الطاقة الرمزية للسلطة"، التي تستمدّها من قبول الجمهور للصورة التي تُنتجها عن نفسها. كما يمكن أن نستعير من حقل الاقتصاد السياسي النقدي فهماً أعمق لكيف تُنتج الأنظمة شرعيتها عبر تمثيلات ظاهرية للبنى والمؤسّسات من دون الحاجة إلى بنائها فعلياً.
النموذج السياسي الاقتصادي الأقرب إلى فهم هذه البنية، يقارب ما وُصف في أدبيات الاقتصاد السياسي بـ"الدولة الريعية الرمزية" أو "الدولة المؤدّية للريع"، إذ لا تتوافر الموارد الطبيعية أو الإنتاجية بشكلٍ ثابت، ولكنه يُحاكى منطق الدولة الريعية عبر تسويق الوعود التمويلية بوصفها أداةً رمزية لبناء شرعية ما قبل مؤسّسية، ويُستعاض عن البنية الإنتاجية الفعلية بإنتاج رسائلَ اقتصادية تعزّز موقع السلطة في المجال العام. في هذا السياق، يُستخدم الخطاب الاقتصادي بوصفه مورّداً رمزياً بحدّ ذاته، ويُعاد إنتاج حضور الدولة من خلال الأرقام والتعهّدات، وليس من خلال بنية اقتصادية متماسكة أو دورة إنتاج حقيقية. وهو ما يجعل بنية الاقتصاد، في نهاية المطاف، تنمو من خطاب مؤجّل يحافظ على الهيكل السياسي أكثر ممّا يقدّم مشروعاً إنتاجياً قابلاً للتراكم.
ولكي نُدرك أبعاد ما يمكن وصفه بالريع المؤجّل في الحالة السورية، من المفيد التمييز بين شكلَين من الريعية: الريع الاقتصادي، الذي يُشير إلى مواردَ ثابتةٍ نسبياً، تُستخدم لتمويل الدولة من خارج دورة الإنتاج (مثل النفط أو الضرائب الجمركية). والريع السياسي، الذي تُعيد فيه السلطة إنتاج شرعيتها من خلال السيطرة على شبكات التوزيع، والوعود التمويلية، ودخول السوق عبر قنوات احتكارية أو مؤجّلة، من دون بنية إنتاجية مستدامة.
تتقدّم مؤتمرات الاستثمار في سورية بوصفها أداةً رمزيةً أكثر من أنها مدخلاً فعلياً لإطلاق دورة إنتاج أو إعادة بناء
وليس هذا النمط جديداً في التجارب الانتقالية العربية. في مصر ما بعد 2013 على سبيل المثال، أُعلنت تعهّدات استثمارية تتجاوز 130 مليار دولار في مؤتمر شرم الشيخ عام 2015، أغلبها من دول الخليج. لم تؤدِّ هذه المبالغ إلى تغيير بنيوي في هيكل الاقتصاد المصري، بل تحوّلت تدريجياً أداةً ماليةً لإدارة الاستقرار، تزامنت مع توسّع هيمنة المؤسّسة العسكرية على المجال الاقتصادي، واستمرار الفجوات التنموية على حالها. في العراق بعد 2003، رُصدت مليارات لإعادة الإعمار، خصوصاً في مؤتمر الكويت عام 2018، لكن غياب المؤسّسات الرقابية، وتداخل الصلاحيات السياسية الطائفية، أفرغ تلك المخصّصات من فاعليتها، كما تحوّلت مشاريع الإعمار واجهاتٍ لتغذية شبكات الزبائنية السياسية، من دون أثر حقيقي في جودة الحياة أو مؤشّرات التنمية. وفي لبنان، كان مؤتمر "سيدر" عام 2018 أبرز تمظهر لهذا النموذج، فقد قُدِّمت حزمة دعم تفوق 11 مليار دولار مشروطةً بإصلاحات هيكلية، لكن النُّخبة السياسية استثمرت الإعلان عنها لتثبيت موقعها في السلطة من دون أن تنفّذ ما يضمن الإفراج عن تلك الأموال. وكانت النتيجة انفجاراً مالياً اجتماعياً لاحقاً، كشف التناقض بين الخطاب الاقتصادي وممارسات الحكم الفعلية.
لا يُعاب على أيّ سلطة انتقالية أن تبحث عن دعم اقتصادي أو استثمار خارجي، فذلك جزء من أدوات الحكم المشروع. لكن يصبح من المشروع، في المقابل، أن تُطرح تساؤلات نقدية حين يُستخدم الخطاب الاقتصادي لتغليف فراغ سياسي لا يزال قائماً. خصوصاً حين تكون المؤسّسات في حالة تشكّل غير مستقر، والضمانات الوطنية للمحاسبة والرقابة لم تتبلور بعد.
وفي وقتٍ لم تتشكّل فيه مرتكزات واضحة لحوكمة اقتصادية مستقرّة في سورية الانتقالية، تتقدّم مؤتمرات الاستثمار بوصفها أداة رمزية أكثر من أنها مدخلاً فعلياً لإطلاق دورة إنتاج أو إعادة بناء. هذه المؤتمرات أو المنتديات الاستثمارية لا تعبّر عن تحول مؤسّسي جادّ، بل تُستخدَم لإظهار قدرة الدولة على البقاء ضمن منطق العلاقات الإقليمية والدولية، حتى في غياب البنية القانونية والتنفيذية اللازمة. ما يجري في سورية لا يُعبّر عن انخراط فعلي في دورة إنتاجية، بقدر ما يُعيدنا إلى ما يصفه منظّرو السياسة الاقتصادية بـ"الحكم الرمزي"، فتُنتج الدولة حضورها عبر التمثيل المالي المؤجّل، من دون أن تمتلك الأدوات البنيوية لبناء تراكم اقتصادي فعلي أو شبكة قرارات قابلة للمساءلة. كذلك تميل المنتديات أو المؤتمرات الاستثمارية (في مثل هذه الظروف والحالات) إلى أداء وظيفة مسرحية تنتمي إلى ما وصفها جيمس سكوت "الدولة الاستعراضية"، فلا تكون الغاية تحقيق نتائج مادّية أو إنتاجية مباشرة، وإنما إظهار شكل من أشكال الفاعلية الرمزية.
من المشروع طرح تساؤلات حين يُغلِّف الخطاب الاقتصادي فراغاً سياسياً، لم تتبلور معه ضمانات وطنية للمحاسبة والرقابة
في الحالة السورية الراهنة، لا يمكن فصل الخطاب الاستثماري عن طبيعة الهيكل السياسي الذي يقدّمه، فالاستثمار لا يُطرح هنا ضمن رؤية اقتصادية متكاملة أو مشروع إنتاجي فعلي، بل تُستعمل هذه الوعود الاستثمارية لتكريس نمط من الإدارة الاقتصادية يُتخذ فيه القرار في دوائر ضيقة، من دون إشراك مؤسّسات رقابية مستقلة أو فتح نقاش عام حول أولويات التنمية. وبهذا المعنى، لا تؤسّس السلطة لمسار اقتصادي تشاركي، وإنما تحتفظ بالاقتصاد أداةً للضبط السياسي.
في أنماط الحكم التي تشكو من هشاشة التمثيل السياسي أو غياب آليات التفاوض العام، غالباً ما يُوظّف الخطاب الاقتصادي وسيلةً لتأجيل الاستحقاقات الجوهرية. وما قد يظهر في الخطاب الرسمي ليس خطةً اقتصادية بمضامين واضحة، بقدر ما يكون رواية تُستخدم لملء الفراغ الناتج من غياب الإجماع الوطني حول شكل الحكم، وتوزيع السلطة، ودور المجتمع في تحديد الأولويات التنموية.
في نهاية المطاف، لا تُفهم أدواتٌ مثل "مذكّرات التفاهم" و"نيات الاستثمار" في السياق السوري الانتقالي بوصفها مؤشّرات مباشرة على انطلاق مشاريع إنتاجية، أو دخول البلاد في دورة اقتصادية فعلية، بل جزءاً من محاولة لترسيخ حضور رمزي في المجال الاقتصادي. وبهذا المعنى، تتحوّل اللغة الاقتصادية من أن تكون مدخلاً للتنمية إلى أداة تكميلية لبناء شرعية تمثيلية مؤقّتة، تؤدّي وظيفةً استعراضيةً أكثر منها بنيوية، في ظلّ استمرار الغموض حول آليات القرار ومحدّدات التوزيع والتنفيذ.
## وعد ماكرون
29 July 2025 11:55 PM UTC+00
على غير عادة السياسيين، الذين جعلوا (إلى وقت غير بعيد) من موسم الصيف، أو بعض فتراته، فسحةً لأخذ قسط من الراحة، وتجديد الطاقة وتأجيل القرارات الكبيرة إلى موسم العودة، وبعد أن غيّرت حرب غزّة إيقاع الحياة، وأربكت الأجندات، كما غيّرت الأمزجة في كلّ مكان، خرج الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عشية عطلة نهاية الأسبوع ليعلن عزم فرنسا الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل، وليفتح باباً لن يغلق سريعاً لردّات فعل وتعليقات رسمية وشعبية كاسحة، تراوحت بين الترحيب والتثمين والتشجيع والتقدير، وبين الاستنكار والرفض والتمييع والتشكيك والتهديد. وكان ماكرون يتوقّع ما ستثيره خطوته من زوابع أو ما ستحرّكه من نسمات صيف، حسب هوى أصحاب ردّات الفعل تلك. إعلان ماكرون أخيراً ليس مفاجئاً تماماً، فقد سبقته تصريحات مماثلة حدّدت شهر يونيو/ حزيران الماضي موعداً للاعتراف الفرنسي بالدولة الفلسطينة المأمولة، ولكن الخطوة تأخّرت لاعتبارات فرنسية داخلية وخارجية، وأثار تأخّرها شيئاً من الاستهجان والتحفّظ إزاء ما اعتبره كثيرون مناورةً سياسيةً ماكرونيةً خالصةً تستهدف أطرافاً تسعى إلى السيطرة على القرار الفرنسي وإضعاف فرنسا لاعباً أوروبياً ودولياً مهمّاً. ومن دون إنكار حجم الخطوة الفرنسية في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بل خطورتها بالحسابات السياسية الخالصة على ماكرون نفسه، لا يتلخّص الأمر في رغبة في الخروج من الصف الغربي المنسجم عادة، أو التبجّح وخطف الأضواء، إنما يتطلّب ذلك كثيرا من الرويّة والتنسيق المُحكَم لضمان أقصى فرص نجاحها وقابليّتها لتكون سابقةً ومثالاً يحذو الآخرون حذوه، بدل عزل فرنسا وإحداث أزمات داخلها، قد تذهب بمن أقدم على هذه الخطوة العملاقة (إن أنجزت). فهل تجاهل ماكرون هذه الاعتبارات كلّها وقرّر خوض مغامرة غير محسوبة؟
تقول الأحداث والسياقات والظروف، التي أحاطت بالإعلان الفرنسي، إن تحرّك ماكرون وحكومته، وفي مقدّمتها خصوصاً وزير خارجيته جون نويل بارو، يأتي ضمن رؤية ثلاثية الأبعاد تقريباً لدور فرنسا ومكانتها داخل الاتحاد الأوروبي، وفي العالم الذي تتغيّر معالمه، وفي علاقتها بالعالم العربي والشرق الأوسط بشكل خاص، وهو في مخاض عسير لا ينبئ بخير لساكنيه ولا للقوى الباحثة عن مساحات تضمن استمرار تأثيرها ومصالحها فيه، بما فيها فرنسا. ويمكن لفرنسا، وهي تتحرّك ضمن هذا المثلث حادّ الزوايا، أن تستنجد بشعارات جمهوريتها من دون أن تبدو متصنّعةً أو متقمّصة دوراً لا يناسبها، وأهمها شعار "الحرية". إن تزامن إعلان عزم فرنسا اعترافها بالدولة الفلسطينية مع الإفراج عن جورج إبراهيم عبد الله، أقدم سجين سياسي في فرنسا على خلفية انخراطه في النضال الفلسطيني، يشي بمعانٍ كثيرة في مقولة ربط الأقوال بالأفعال، رغم مأساة سجن استمرّت أربعة عقود، وقد وضع الإفراج عنه، ووصوله إلى بيروت، والتصريحات الأولى التي أدلى بها، ولم يتغيّر فيها شيء من التزامه بالقضية التي حُجب عنه النور بسببها 40 عاماً... وضع ذلك كلّه فرنسا تحت الضوء، تزامناً مع مواقف وتصريحات إسرائيلية وأميركية تنهش في الخطوة الفرنسية، وتحذّر من خطورتها وتتهمها بالتواطؤ والخروج عن الإجماع الغربي في وجه "الإرهاب".
تصريحات إسرائيلية وأميركية تحذّر من خطورة الخطوة الفرنسية، وتتهمها بالخروج عن الإجماع الغربي في وجه "الإرهاب"
من دون الانتقاص من أهمية ما بادرت إليه فرنسا/ ماكرون، ولو مبدئياً ورمزياً، لا يمكن للمتابع أن يغفل التوقيت؛ إيغال إسرائيل في تجويع غزّة إلى حدّ لم يعد الصمت إزاءه ممكناً، ولو بتعلّة الصدمة والعجز، وبشكل ضاعف المخاوف الفردية والجماعية من خطر التوحّش الإسرائيلي والاستقواء غير المسبوق على الجميع، حلفاءً وخصوماً، والصمم المتعمّد، بل "المُحتقِر" كلّ نداء بالتوقف عن الإبادة متعدّدة الأشكال والوسائل، "احتقار" وتجاهل يعلّق عليه رئيس الدولة الأقوى، والحليف الأقوى دونالد ترامب، بكلمات محسوبة لا تتعدّى "الشعور بخيبة الأمل"، والحقيقة أنه شعور أكثر مرارةً وغضباً ممّا يدلي به أمام الكاميرات. أمّا جماهيريا وشعبياً، فقد ألّبت أفعال إسرائيل اللاإنسانية بالغة الشرّ والقسوة ملايين الناس حول العالم. والمحصّلة، تحطّم الثقة في حكومات الغرب وسقوط النموذج المتحضّر، وحالة من الغليان المتراكم يومياً في شوارع العواصم والمدن الغربية وساحاتها، تترجَم خوفاً وازدراءً لخطابات وشعارات تعجز في أن توصل الطعام إلى طفل ورضيع وشيخ، وأمّ يبكي أبناؤها ويجافيهم النوم من شدّة الجوع. في هذا الوضع بالذات لم تتحرّك فرنسا في هذا الاتجاه بصفتها دولة اختارت منفردة أن تفعل الصواب فقط، بل أيضا عضواً في مجموعة السبع الكبار، الذين تعوّل عليهم إسرائيل في دعمها الأبدي اللامشروط واللامحدود، مجموعة تقودها أميركا في الاقتصاد والسياسة، وقد رأت فرنسا ماذا فعل ترامب بها (وبالأعضاء الآخرين) في حرب تعرفاته الجمركية غير المسبوقة، وهي بهذه الخطوة في توقيتها وزخمها، تقود تمرّداً ديبلوماسياً وسياسياً داخل المجموعة، سوف تنبئنا التطوّرات لاحقاً بمآلاته، إمّا التماهي مع باريس في هذا التماشي، أو تركها تسير وحدها في الطريق إلى سبتمبر المقبل. وارتباطاً بالمواقف العربية، وفي رأسها موقف السعودية، تحرص فرنسا على التذكير بما تسمّيه "تنسيقاً عالي المستوى" مع الرياض من أجل دعم قيام دولة فلسطينية وحشد المواقف والأصوات لتحقيق الهدف المشترك، بما يخفّف الضغوط التي تُمارَس على المملكة من أجل الانضمام في أقرب الآجال إلى الاتفاقات الإبراهيمية، وتجاهل شرط الرياض بأن ترتبط الخطوة أولاً بمنح الفلسطينيين دولتهم التي طال انتظارها.
في تفاصيل الأحداث وتسلسلها أيضاً، كان لافتاً بشدّة إعلان ماكرون الخطوة الفرنسية المنتظرة، في اليوم نفسه الذي تناثرت فيه تصريحات الأطراف المشاركة في مفاوضات غزّة في الدوحة، في اتجاهات متضاربة سبّبت الارتباك وأثارت الحيرة والشكّ، حتى بين من حضرها وكان له انطباع جيّد ومتفائل. في ذلك اليوم، أعلن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف فشل المفاوضات وهاجم حركة حماس، متّهما إياها بعدم المرونة والأنانية. وهو ما ردّت عليه الحركة لاحقاً بإبداء دهشتها من موقفه، قبل أن تفسّره بالرغبة في منح إسرائيل مزيداً من الوقت لتنفيذ مخطّطها، بكل بساطة. وفي باريس، وفي اليوم نفسه، جرى لقاء مثير للجدل بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مهّد له المبعوث الأميركي توماس برّاك الموجود في العاصمة الفرنسية، فيما بدا "عصا وجزرة" بيد فرنسا، عصا الدولة الفلسطينية التي نذر نتنياهو حياته السياسية لإجهاضها، وجزرة التقارب السوري الإسرائيلي الذي لا يزال من المحرّمات، لكن باريس ترعاه وتحتضنه، وفي ظرف بالغ الحرج في سورية الجديدة، التي تعنيها كثيراً أيضاً، وباريس هي أيضاً العاصمة التي تخرج منها مبادرات هامّة ومؤثّرة تتعلّق بالشرق الأوسط المأزوم دائماً.
لا يمرّ الحدث من دون أن يجد المتابع نفسه مضطراً حتى من دون قصد، لمقارنة الموقف الفرنسي بمواقف نظرائه الأوروبيين الأكثر أهميةً، وخصوصاً ألمانيا، التي تبدو كأنّ الزمن يعود بها عقودا إلى الوراء، فيترجم ذلك تصريحات صادمة من قبيل قول مستشارها العاشر، فريدريش ميرز، إن "علينا شكر إسرائيل لأنها تقوم بالعمل القذر نيابة عنّا جميعاً"، ويترجم أيضاً عنفاً شديداً غير معهود ضدّ المتظاهرين في ألمانيا من أجل غزّة، وتنغمس أكثر فأكثر في الصراع الروسي الأوكراني أولويةً قصوى، فيما تستمرّ بريطانيا في تبنّي أنصاف المواقف وإطلاق تصريحات لا تلزمها بشيء، ما دفع أكثر من مائة نائب في مجلس نوابها إلى توقيع لائحة تطالب رئيس الوزراء كير ستارمر بالاعتراف بدولة فلسطين، اقتداءً بخطوة فرنسا التي أحرجت أطرافاً عديدة، فيما ذهب الزعيم السابق لحزب العمّال البريطاني جيريمي كوربين، والمتهم بمعاداة السامية، إلى إعلان تأسيس حزب سياسي جديد مؤيّد لفلسطين.
يشي تزامن إعلان عزم فرنسا اعترافها بالدولة الفلسطينية مع الإفراج عن جورج عبد الله بربط الأقوال بالأفعال
رغم الهجوم الذي تعرّضت له باريس، دقائق فقط بعد إعلان عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد أقلّ من شهرين (ولا يزال مستمرّاً)، بالانتقاص من وزنه وتأثيره قولاً وفعلاً، وربطه بشخص ماكرون الذي ما فتئ يثير حفيظة الرئيس الأميركي، ورئيس حكومة التطرّف الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزرائه، ورغم ميل مراقبين كثر إلى تفسير القرار الفرنسي بحاجة ماكرون إلى الخروج من أزمات داخلية وأخرى خارجية، وتراجع نفوذ فرنسا التقليدي في أكثر من مكان في أفريقيا، وبحثها عن نفوذ جديد، إلا أن الصفحة ليست بيضاء تماماً ولا سوداء تماماً فيما يجمع أو يفرّق بين فرنسا ومن يناكفونها اليوم، فللون الرمادي مساحة تسمح بقراءات مختلفة لا تكاد تجزم بشيء، فما صدر عن المبعوث الأميركي ويتكوف من اتهام "حماس" بإفشال المفاوضات، وما صدر عن ترامب من تهديد للمقاومة بأنها "تريد أن تنتهي وتموت"، وما أعلنه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش من انتهاء "عرض التفاوض المهين مع الإرهابيين"... ذلك كلّه وجد صداه في تصريحات غريبة أطلقها وزير الخارجية الفرنسي، ملخّصها أنه "لطالما رفضت حماس حلّ الدولتين، وباعترافها بفلسطين، تقول فرنسا إن هذه الحركة الإرهابية على خطأ، ومعسكر السلام على صواب في وجه معسكر الحرب".
إذا كان قصد باريس من هذه التصريحات إمساك العصا من الوسط، وتبريد الأعصاب التي اشتعلت بعد إعلانها المشهود، فقد أفسدت الموقف بشدّة، خصوصاً أن "حماس" عبّرت عن موقف أكثر تفاؤلاً وإيجابيةً، وإذا كان الهدف محاصرة المقاومة وعزلها بإعلان "معسكر سلام" هي ليست من ضمنه، و"معسكر حرب" هي في قلبه، فيما الحقيقة أن إسرائيل ورعاتها هم من يصبّون الزيت على النار لتبقى الحرب البشعة مشتعلةً، فمن البديهي أن يُفهم الإعلان الفرنسي على صبغته الجريئة الداعمة والبنّاءة، على أنه عامل جديد يضاف إلى أدوات الضغط الشديد الأخرى التي تمارس على الطرف الفلسطيني المفاوض، تظهره في مظهر المتعنّت الرافض لتسهيل الوصول إلى ما ينتظره الفلسطينيون وأحرار العالم منذ عقود: قيام دولة فلسطينية معترف بها دولياً.
تقدّم فرنسا (تأخّرت، وسبقتها 147 دولة اعترفت بفلسطين دولةً دائمة العضوية في الأمم المتحدة) اليوم على خطوة تاريخية، ولكن التباس الوضع وضبابيّته، وتشابك المصالح أو تنافرها، وحالة عدم اليقين، تأبى كلّها أن تمنح فرنسا شهادةً شجاعةً وحسن نيات مكتوبة بحروف واضحة ناصعة إلى أن يحين اليوم الموعود.
## بغداد والاتصال الأميركي المزعج
29 July 2025 11:55 PM UTC+00
لم يكن الاتصال نادراً، ولا وحيداً، لكنّه جاء في سياق أكثر صراحةً وصرامةً ربّما، إنه هاتف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى رئيس الحكومة العراقية محمّد شيّاع السوداني، عقب منتصف ليل 22 يوليو/ تموز الجاري. الهاتف الذي أثار كثيراً من ردّات الفعل عراقياً، واعتُبر من عدّة جهات سياسية ومسلّحة تدخّلاً سافراً في الشؤون العراقية. نشر البيت الأبيض تفاصيل ذلك الاتصال الذي أزعج بغداد، تفاصيل تؤكّد أن واشنطن عازمة على ممارسة مزيد من الضغط على الحكومة العراقية من أجل حلّ المليشيات، عبر تعطيل ما يُعرَف بقانون الحشد الشعبي، إضافةً إلى مطالبتها بالكشف عن الجهات التي تقف وراء استهداف حقول الغاز ومعسكرات الجيش العراقي خلال الفترة الماضية، وكأنّ لدى واشنطن معرفةً دقيقةً بما يجري في دهاليز السلطة ببغداد.
أقال رئيس الحكومة لجنةً من كبار ضبّاط وزارة الدفاع العراقية، كانت مكلّفةً كشف الجهات المسؤولة عن استهداف منظومة الرادارات العراقية في 23 يونيو/ حزيران الماضي، بعد أن تبيّن للسوداني أن اللجنة حاولت إخفاء الحقيقة من خلال اتهام "إسرائيل" بالوقوف وراء تلك العمليات. أدرك السوداني أن هناك محاولة َخداعٍ وتضليلٍ تمارسها اللجنة، فأمر بإحالة ضبّاطها إلى آمرية المحاربين القدماء، وتشكيل لجنة جديدة من ضبّاط الدفاع الجوي، كشفت أن الهجمات نُفّذت بواسطة طائرات مسيّرة من نوع "شاهد" الإيرانية، وأن عملية الاستهداف انطلقت من الأراضي العراقية، لكن البيان الحكومي الصادر بهذا الخصوص لم يشر إلى الجهة الفاعلة بالاسم، على الرغم من أن الحكومة ورئيسها يمتلكان على ما يبدو تفاصيل أوسع، وهي المعلومات التي وصلت أيضاً إلى واشنطن.
أقال رئيس الحكومة لجنةً من وزارة الدفاع العراقية، حاولت إخفاء الحقيقة باتهام "إسرائيل" بالوقوف وراء هجمات بطائرات مسيّرة في العراق
تتمدّد سطوة المليشيات الموالية لإيران داخل العراق، وتسعى من خلال هذا التمدّد إلى تشكيل نموذج يُحاكي سيطرة الحرس الثوري الإيراني على مفاصل الدولة كافّة. هذا أمر تستشعر بخطورته واشنطن، كما ترفضه جهات عراقية مختلفة، لا تقتصر على الجهات السُّنّية أو الكردية، بل تشمل أيضاً قوىً سياسيةً شيعيةً فاعلةً، ترى أن النموذج الإيراني بات قاب قوسين أو أدنى من نهايته، ولا يُعقَل إعادة تكريسه في بلد كالعراق، المختلف كلّياً عن إيران. في الوقت ذاته، لا تجد بغداد الرسمية حرجاً في الحديث عن الضغوط الأميركية لمعالجة ملفّ السلاح المنفلت، وهي التي سعى رئيس حكومتها، منذ عامين، إلى إبعاد العراق عن شبح الحرب، بتفويض من قوى شيعية وجدت نفسها في مواجهة محتملة مع "أخطبوط القوة" المتمثّل بحكومة اليمين المتطرّف في تل أبيب، التي هدّدت مراراً باستهداف مليشيات عراقية تتهمها بأنها تقف وراء الهجمات، قبل أن تحرمها واشنطن من ذلك، متعهّدةً في أكثر من مناسبة بممارسة الضغط على بغداد لإنهاء هذا الملفّ.
تبرز هنا سطوة المليشيات مجدّداً؛ فعلى مدى الأيام الماضية، عادت نبرة التحدّي والتهديد التي اختفت منذ نحو عام، وبدأت حسابات "المجهولين" المنسوبين إلى تلك المليشيات في تهديد الوجود الأميركي في العراق، عقب الاتصال الهاتفي بين روبيو والسوداني. فقد كانت تلك القيادات الموالية للمليشيات تطمح إلى تمرير "قانون الحشد"، الذي يُحصِّن هذه الجماعات من أيّ تداعيات مستقبلية، كما تعتقد.
تتمدّد المليشيات الموالية لإيران في العراق لتشكيل نموذج يُحاكي الحرس الثوري
تريد أميركا العراق خالياً من النفوذ الإيراني "الخبيث"، على حدّ وصف بيان لوزارة الخارجية الأميركية عقب المكالمة. عبارة تحمل تهديداً واضحاً لتلك المليشيات العراقية، التي لا تُخفي ولاءها لولي الفقيه في إيران، على اعتبار أنها المعنيّة بذلك الوصف. لا يمكن قراءة تفاصيل المكالمة الهاتفية بين روبيو والسوداني بمعزل عن مجريات الواقع، والمتغيّرات الجارية في المنطقة، فهي تأتي في ظلّ سعي أميركي إسرائيلي محموم لتجريد المنطقة من أيّ سلاح خارج سيطرة الدولة. وهي الرسالة التي فهمها حزب العمّال الكردستاني (التركي)، وقرّر زعيمه عبد الله أوجلان إلقاء السلاح والانخراط في العمل السياسي، بعد أكثر من نصف قرن من القتال المسلّح. كما وصلت الرسالة بطرق شتى إلى حزب الله في لبنان، حيث تجري مفاوضات "شاقّة" لتحييد سلاح الحزب، تمهيداً لسحبه. والوضع نفسه ينطبق على العراق، الذي تبدو مهمّته أسهل من غيره، في ظلّ شعورٍ متنامٍ لدى مختلف أطراف السلطة بأن هذا القرار "شرّ لا بدّ منه".
تستعين بغداد بخبرات تفاوضية متفاوتة للتعامل مع المليشيات، وهي تدرك جيّداً أن بإمكانها تنفيذ عملية "إجبار" لسحب سلاح تلك الجماعات، لكنّها لا تريد حالياً أي صدام مباشر، خصوصاً في ظلّ هشاشة الوضع الأمني، بانتظار حكومة أكثر تمثيلاً وشرعية، قد تتمخّض منها انتخابات نوفمبر المقبل، لتنفيذ المهمة الأصعب.
هل سينتظر الراعي الأميركي العملية السياسية في العراق، وحتى موعد الانتخابات؟... بتقدير كاتب هذه السطور. نعم، هو مجبر على الانتظار إذا شعر بأن ذلك ممكن من خلال حكومة أكثر قدرة وتمثيلاً. أمّا بخلاف ذلك، فإن إطلاق يد الكيان الإسرائيلي للعمل في العراق قد ينذر بتعقيدات للمشهد السياسي، ويدفعه نحو فوضى وعدم استقرار، على أمل أن تعقبها نهاية لسلاحٍ منفلت ظلّ يهدّد العراقيين (قبل غيرهم) طوال عقدَين.
## نقاش في المغرب عن صحافة غير موجودة
29 July 2025 11:55 PM UTC+00
يحتدم النقاش في المغرب منذ أسابيع بشأن قانون مثير للجدل تقدّمت به الحكومة لإعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة، وهو هيئة يُفترض أن تقوم بالتنظيم الذاتي للقطاع. أدّى المشروع الذي تقدّمت به الحكومة على عجل، وحظي بمصادقة الغرفة الأولى داخل البرلمان المغربي في وقت قياسي، إلى تأجيج الغضب داخل أوساط الإعلاميين والمهتمّين، وأحدث اصطفافاً حادّاً بين مؤيّدين تمثّلهم الحكومة وناشرين مقرّبين من دوائر السلطة، إذ يعتبرون أن المشروع الجديد يهدف إلى إصلاح المشهد الإعلامي، وتعزيز مبادئ الحكامة والشفافية وضمان التنظيم الذاتي لمهنة الصحافة. لكنّ جبهة معارضي القانون، التي تضمّ بين صفوفها صحافيين وإعلاميين ومدافعين عن الحقوق والحريات، ونشطاء وهيئات مدنية وأحزاباً سياسية، يرون في القانون، الذي تسعى الحكومة إلى فرضه بقوّة أغلبيتها الشكلية داخل البرلمان، انتكاسةً كبيرة لحرية الصحافة في المغرب، ومنعطفاً خطيراً سيؤدّي إلى سيطرة السلطة على القطاع لفرض مزيد من التضييق على الهامش الصغير المتبقّي من حرية التعبير في البلاد.
يتعلق موضوع النقاش المحتدم بإعادة هيكلة مجلس الصحافة الذي أُنشئ عام 2018 بوصفه هيئةً مستقلّةً للتنظيم الذاتي لقطاع الصحافة، وأوكلت له مهمة إصدار بطاقات الصحافة، ومراقبة مدى التزام أخلاقيات المهنة واحترامها. لكنّه، منذ تنصيبه قبل سبع سنوات، ولد ميتاً، لأنه خرج إلى الوجود فاقداً للاستقلالية، بما أن تمويله من الدولة. وبالتالي، تحوّل الصحافيون والناشرون المُمثَّلون به موظّفين لدى الدولة، يأتمرون بأوامرها، ويخضعون لتوجيهاتها. وطوال سنوات عمله تحوّل مكتباً لإصدار البيانات ضدّ تقارير المنظّمات الدولية الحقوقية التي تنتقد أوضاع حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير في المغرب، أو التي تنتقد الاعتقالات التعسّفية التي تعرض لها صحافيون مغاربة، أو الاختلالات التي رافقت اعتقالهم، أو تلك التي شهدتها محاكماتهم.
وُلد مجلس الصحافة في المغرب ميتاً، لأنه خرج إلى الوجود فاقداً للاستقلالية
وفي حالات أخرى، تحوّل المجلس ملحقاً تابعاً لـ"النيابة العامة"، يبرّر اعتقال بعض الصحافيين، ويزكّي الأحكام القاسية التي صدرت ضدّ بعضهم، ويصمت (في المقابل) عن كلّ الانتهاكات التي تطاول المهنة يومياً من صحافة التشهير التي لا تحترم أدنى مبادئ أخلاقيات المهنة، لأنها محمية من جهات نافذة داخل الدولة، لاستهداف الصحافيين المستقلين والمدافعين عن الحقوق والحريات، والمعارضين لسياسات الدولة، من أجل هدف واحد، إخراس كلّ الأصوات المنتقدة، ودفعها إلى التزام الصمت، حتى يتسيّد الرأي الواحد في كلّ القضايا الحسّاسة، كما هو الواقع اليوم.
والواقع أن مجالس الصحافة في العالم، أو ما يسمّى التنظيم الذاتي للمهنة، وُجدت من أجل غايات محدّدة تتمثّل في حماية حرية الصحافة لتقوم بدورها سلطة رقابة مستقلّة، تضمن التزام الصحافيين بأخلاقيات مهنتهم، حفاظاً على مصداقيتها، وتراقب وسائل الإعلام، وتحاسبها أخلاقياً عندما تخطئ للحدّ من تطاولها على الحياة الخاصّة للأفراد والأمن العام للمجتمعات. وفي أغلب تجارب الدول الديمقراطية في أوروبا، خصوصاً في الدول الاسكندنافية، وفي هولندا وبلجيكا وبريطانيا وفرنسا وكندا، بل حتى في جنوب أفريقيا، تتميّز هذه المجالس بأنها مستقلة تماماً عن الدولة، تمويلها ذاتي من الصحافيين ومن المؤسّسات الإعلامية، والانتماء إليها، والعمل داخلها، يكون تطوّعياً، وتمثيليتها موزّعة ما بين ممثّلين عن الصحافيين المهنيين وعن الناشرين وعن الجمهور. وبما أنها تعتبر مرجعاً أخلاقياً، وليست محاكم قضائية، فإن قراراتها تكون ردعيةً ذات قوة رمزية وأخلاقية بالدرجة الأولى، وتأثيرها معنوي، لكنّه قوي، نظراً لما تحظى به من تقدير واحترام وثقة بين المهنيين والجمهور، ولدى باقي السلطات داخل البلد نفسه.
أمّا النموذج المغربي، في صيغته الحالية، وتلك التي يقترحها القانون الجديد، فهو شاذٌّ بكل معنى الكلمة، لا مثيل له بين تجارب الدول التي تعتبر رائدةً ومرجعيةً في هذا المجال، من حيث الاستقلالية والفعالية وحماية حرية التعبير واحترام أخلاقيات المهنة، فمجلس الصحافة المغربي في صيغته الحالية، وتلك المرتقبة، ليس مستقلّاً بالكامل، بما أن تمويله من الدولة، وثلث أعضائه يمثلون أجهزتها ويجري تعيينهم، والثلث المُعطِّل داخله (صاحب فيتو) يمثّله الناشرون الذين يُنتدبون حسب أرقام معاملات مؤسّساتهم الإعلامية، المدعومة أصلاً من المال العام، والثلث الباقي (الشكلي) المنتخب عبر اقتراع فردي مباشر، هو الذي يمثّل الصحافيين.
القانون الجديد عندما يُصبح نافذاً سيحوّل مجلس الصحافة هيئةً للضبط الذاتي وليس للتنظيم الذاتي، وسيحوّل الصحافيين والناشرين المُمثَّلين داخل أجهزته "دركيّين"، يحدّون من هامش حرية ممارسة باقي زملائهم، ومن هنا تأتي أهمية النقاش الدائر حالياً حول تغيير آلية انتخاب هذا المجلس ومراجعة صلاحياته، لكن حتى يكون هذا النقاش فعّالاً ومنتجاً يجب أن يركّز في الجوهر، أي توفير شروط استقلالية المهنة، ووجود ضمانات لممارسة حرية التعبير، من دون خوف أو رقابة ذاتية، وبعيداً عن كلّ تزلّف أو تملّق، ووجود صحافيين مهنيين ومستقلين واعين بمسؤولية الرسالة التي يحملونها، وجمهور متيقظ مستعدّ للدفاع عن حقّه في الإعلام والإِخبار كلّما تعرّض هذا الحقّ للمصادرة أو التلاعب أو التضييق.
قضت السلطة تدريجياً على الصحافة الحقيقية، وأفسحت المجال لصحافة علاقات عامّة لا تزعج ولا تؤثّر
فالحرية هي مكتسب للجميع، لكن ليست كلّ المكتسبات مضمونةً، حتى في الدول الديمقراطية، وأنجع طريقة لصيانة الحرية هي ممارستها. وقبل هذا كلّه، وذاك، لا داعي للتذكير بوجوب وجود صحافة حقيقية بمعايير مهنية وسلطة أخلاقية، وهذه (مع الأسف!) غير موجودة اليوم في المغرب، قضت عليها السلطة تدريجياً طيلة السنوات الماضية بالمحاكمات والقوانين الزجرية والتضييق على مصادر التمويل، وبالحدّ من هامش الحرية، بينما أفسحت المجال لنمو وترعرع صحافة علاقات عامّة لا تزعج ولا تؤثّر، و"صحافة" أخرى شاذّة متخصّصة في التشهير، مرتبطة بأجهزة أمنية، موجّهة ضدّ كلّ الأصوات الحرة والمستقلة، لفرض الرأي الواحد.
ترتبط حرية الصحافة في جلّ الدول بسلامة الممارسات الديمقراطية داخل هذه الدول، وفي المغرب حيث توجد ديمقراطية شكلية فما يوجد هو شبه صحافة. وفي السنوات الماضية، تأثّرت هذه الصحافة بالتغيّرات التي أحدثتها تقنيات التواصل الجديدة، وبقدر ما استفادت منها أضعفتها في الوقت نفسه، لأنها أفسحت المجال لهيمنة خطاب شعبوي سارعت الجهات المعادية للديمقراطية ولحرّية الرأي والتعبير إلى استغلاله، لضبط المجتمع وتوجيه الرأي العام، وفرض نوع من الرقابة الجماعية بطريقة ميسورة وبوسائل مالية وسياسية غير مكلفة، ما أدّى إلى تقوية بنية الاستبداد، وتفشّي الفساد داخل الدولة والمجتمع. وفي ضوء المخاطر القائمة، التي تهدّد ما تبقّى من هامش حرية الرأي والتعبير داخل البلد، تتطلّب الحلول المستعجلة والفعّالة تضافر جهود القوى الحيّة كلّها داخل المجتمع، لوقف زحف هيمنة الاستبداد والفساد على حرية التعبير، التي تعتبر آخر متراس للدفاع عن حرّية الصحافة قبل السقوط المدوّي إلى القاع.
## طفرة التجارة الإلكترونية في عُمان توفر فرص عمل للشباب
30 July 2025 12:31 AM UTC+00
شهدت سلطنة عُمان الشهر الجاري طفرة استثنائية في عدد رخص التجارة الرقمية، مسجلة أكثر من 10.500 رخصة، بزيادة سنوية بلغت 191% مقارنة بالعام السابق، ما سلط الضوء على تحولات عميقة في الاقتصاد العماني خلال الأشهر الماضية، مدفوعة بعدة عوامل محورية أسهمت في إحداث هذه النقلة النوعية الطامحة نحو اقتصاد رقمي متكامل. وتأتي هذه الطفرة نتيجة تلاقي متغيرات تقنية واجتماعية واقتصادية، فقد أسهم الانتشار الكاسح لمنصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وتيك توك وواتساب في فتح آفاق جديدة لتسويق المنتجات والخدمات، خصوصاً أمام المشروعات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال الشباب.
من ناحية أخرى، يمثل هذا التوسع دلالة واضحة على تغير نمط اتخاذ القرار الاقتصادي لدى الأجيال الشابة والنساء في سلطنة عمان، واللاتي يجدن في المشاريع الرقمية فرصة لتحقيق الاستقلال المالي والمشاركة في الحياة الاقتصادية، إذ يشير تقدير نشره موقع RSIS International للأبحاث إلى أن تمكين النساء رقمياً لم يقتصر على تحسين فرص العمل والتعليم، بل امتد ليشمل تأسيس مشاريعهن الخاصة عبر الإنترنت، خصوصاً في مجالات مثل العطور ومستحضرات التجميل والملابس الجاهزة.
وإزاء ذلك، انعكست هذه الطفرة الرقمية في خلق فرص عمل ذات طابع مرن وأكثر توافقاً مع احتياجات الشباب العماني، الذين يشكلون الشريحة الأكثر عدداً في المجتمع، ولم تقتصر المكاسب على زيادة الدخل الفردي، بل أسهمت أيضاً في نمو سوق التجارة الإلكترونية في عمان، وهو ما يعد جزءاً من استراتيجية أوسع لتحقيق التنويع الاقتصادي ضمن رؤية عمان 2040، مع الإبقاء على وتيرة عالية من الابتكار والتحول الرقمي وتهيئة بيئة تشريعية داعمة، بحسب تقرير نشره موقع شركة Research and Markets لأبحاث السوق العالمية. وبرغم التفاؤل، لا يخلو هذا القطاع من التحديات، إذ تواجه التجارة الرقمية في عمان قضايا مثل الاحتيال، وإلغاء الطلبات، والمخاوف المرتبطة بسياسات الإرجاع وجودة المنتجات وحماية البيانات الشخصية، ما يستدعي من الجهات المنظمة مزيداً من اليقظة والعمل الدؤوب لتعزيز الأمان الرقمي وبناء الثقة في منصات التجارة الإلكترونية، حسبما رصد تقرير SAMENA.
فرص وتحديات في عُمان
في هذا الإطار، يشير الخبير الاقتصادي، حسام عايش، لـ"العربي الجديد"، إلى أن الارتفاع الكبير في إصدار رخص التجارة الرقمية بسلطنة عمان يتماشى مع التوسع العالمي المتسارع في مجال التجارة الإلكترونية، وبخاصة على مستوى دول الخليج، مدفوعاً بتحولات رقمية عميقة، أبرزها الانتشار الواسع للإنترنت، الذي تجاوزت نسب استخدامه في الدول الخليجية، ومنها عمان، 90 إلى 95% من السكان.
كذلك فإن التحول في عادات التسوق، من البيئة التقليدية إلى البيئة الإلكترونية، أصبح واقعاً ملموساً، ما دفع الدول الخليجية، ومن بينها عمان، إلى تبني سياسات داعمة لنمو هذا القطاع، بحسب عايش، مشيراً إلى أن هذا التوجه يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للتجارة الإلكترونية في عُمان، التي تهدف إلى تحويل السلطنة إلى مركز إقليمي في هذا المجال. ويلفت عايش، في هذا السياق، إلى أن التجارة الإلكترونية أسهمت في خلق عادات استهلاكية جديدة، فضلاً عن فتح قنوات تسوق إضافية، وزادت من خيارات المستهلكين وحسّنت تجربة الشراء، كذلك فإن الثقة في منصات الدفع الإلكتروني ارتفعت مقارنة بالماضي، ما عزز من انتشار المعاملات الرقمية.
وتشير المبادرات الحكومية المتواصلة في عُمان إلى حزمة من السياسات والإجراءات التنظيمية التي تسهل بيئة الأعمال الرقمية، وتدعم إنشاء منصات محلية للتجارة الإلكترونية، إلى جانب جذب الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي. ويضيف عايش أن نمو التجارة الإلكترونية بالسلطنة من شأنه أن يعزز الاقتصاد المحلي من خلال دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وخلق فرص عمل في مجالات متعددة مثل التسويق الرقمي، والخدمات اللوجستية، وخدمات النقل والتوزيع، فضلاً عن تطوير التقنيات والأدوات المرتبطة بالتجارة الرقمية، ما يسهم في بناء سوق رقمية متكاملة، ويدفع نحو تحسين البنية التحتية وجذب استثمارات أجنبية كبيرة.
ومع ذلك، لا تخلو هذه العملية من تحديات، بحسب عايش، أبرزها تكاليف الشحن، وأحياناً حالات الغش أو ضعف جودة المنتجات، إلى جانب الحاجة إلى تسريع عمليات التسليم وتعزيز الأمن السيبراني لحماية بيانات المستهلكين، مشدداً على أن معالجة هذه التحديات ضرورية لضمان استدامة النمو في هذا القطاع. ويلفت عايش إلى أن التوقعات لحجم التجارة الإلكترونية في منطقة الخليج للعام الجاري تصل إلى نحو 50 مليار دولار، وفي سلطنة عمان إلى نحو 3 مليارات دولار.
آلية سلسة
يؤكد الخبير الاقتصادي العُماني، خلفان الطوقي، لـ"العربي الجديد"، أن التطور الملحوظ في منظومة التسجيل الإلكتروني بسلطنة عمان يعد مؤشراً قوياً على نجاح مسار التحول الرقمي، حيث أصبح بإمكان أي شخص إنشاء نشاط تجاري بشكل كامل عبر الإنترنت، دون الحاجة إلى زيارة أي جهة حكومية، موضحاً أن الآلية المعروفة بـ"القبول التلقائي" تبسط الإجراءات إلى حد كبير، وتجعل عملية التسجيل فورية وسلسة، ما يسهم في خفض الحواجز أمام رواد الأعمال، ويشجع على إقامة المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
ويشير الطوقي إلى أن هذا التسهيل أدى إلى تدفق استثمارات جديدة من دول متعددة، منها إيران، مصر وسورية والعراق، إضافة إلى الهند وباكستان، ما يعكس تنامي ثقة المستثمرين الإقليميين ببيئة الأعمال في السلطنة، مؤكداً أن هؤلاء المستثمرين غالباً ما ينتمون إلى الشريحة متوسطة الدخل، وهي الفئة التي ينبغي أن تكون هدفاً للسياسات التنموية، لأنها تمثل العمود الفقري للاقتصاد المحلي وتساهم في تنويع النشاط الاقتصادي وخلق فرص عمل مستدامة بعيداً عن الاعتماد الكلي على كبار المستثمرين أو المشاريع الضخمة.
وقد أحدث هذا التدفق نشاطاً اقتصادياً ملحوظاً، شكل زخماً في السوق، وساهم في تنشيط قطاعات متعددة، من الخدمات إلى التجارة والصناعة الصغيرة، وهو ما يعزو الطوقي جزءاً كبيراً منه إلى التطور الكبير في البنية التحتية الرقمية، حيث انتقلت الخدمات الحكومية من النمط التقليدي إلى النمط الإلكتروني بشكل متسارع، وأصبحت نحو 600 خدمة حكومية متاحة إلكترونياً، وهو رقم تجاوز المستهدفات المخطط لها، ما يدل على تقدم عمان في مسار التحول الرقمي، بل وضعها في مصاف الدول الرائدة إقليمياً في هذا المجال.
## الجزائر... باريس ضد روما
30 July 2025 01:00 AM UTC+00
مذ سافر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى إيطاليا، الأربعاء الماضي، لتوقيع حزمة اتفاقات اقتصادية، لم يهدأ الإعلام والمجتمع السياسي الفرنسي عن مناقشة الزيارة ومخرجاتها. يشعر الفرنسيون أنهم خرجوا تماماً من المجال الاقتصادي في الجزائر على وجه التحديد، لصالح إيطاليا. يرسم الإعلام الفرنسي صورة كأن الرئيس الجزائري ذهب متسللاً إلى روما، ويعكس ذلك خيبة فرنسية وصدمة من تحولات الموقف الجزائري.
في الواقع لم يكتشف الجزائريون إيطاليا لتوّهم، إذ يعود الرهان الجزائري على روما إلى عشية استقلال الجزائر، إذ ساهمت إيطاليا مبكراً في تكوين الكوادر الجزائرية للصناعة النفطية، وساعدت الجزائر في فترة الأزمة الأمنية مادياً. وفي عام 2003 وقعت معاهدة الصداقة والتعاون، ومنذ عام 2021، اتخذت الجزائر قراراً استراتيجياً بالاعتماد على إيطاليا شريكاً مركزياً في الضفة الشمالية للمتوسط، بديلاً لفرنسا. كان ذلك ذكاءً سياسياً لافتاً من صانع القرار الجزائري، يضع روما في موقع متقدم للدفاع عن وضع الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر.
يفهم الآن لماذا تعرقل باريس منذ فترة اجتماع مجلس الشراكة بين الاتحاد والجزائر (قالت وزارة الخارجية الجزائرية ذلك صراحة)، والمخول له مناقشة مراجعة اتفاق الشراكة لعام 2002، لأن مزيداً من المصالح الفرنسية في الجزائر سيتم تحييدها في الأفق، ذلك أن الجزائر مصرة على مراجعة علاقاتها مع أوروبا، ليس لتوزيع نقاط ارتكاز جديدة على صعيد الشراكات الاقتصادية والسياسية فحسب، ولكن أيضاً بالأساس لاستعادة الحد الضروري من التوازن الذي يضمن مصالحها، وبما ينهي "اتفاقاً ظالماً" عقد في فترة لعبت فيها الظروف الداخلية الصعبة وهشاشة الموقف السياسي والاقتصادي للجزائر، لصالح تغول الاتحاد الأوروبي وحصوله على حزمة امتيازات اقتصادية وتجارية وسياسية. ويعني هذا سياسياً أن الجزائر طوت نهائياً صفحة الأزمة الأمنية والسياسية التي شهدتها في التسعينيات، على الصعيد الخارجي، لجهة معالجة الآثار التي ترتبت عنها في العلاقة مع الدول والمجموعات الإقليمية السياسية والاقتصادية.
وما يعزز هذا التقدير السياسي أن أحد أبرز الدوافع التي تعلنها الجزائر لمراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي إلغاء الفصل السياسي من الاتفاق، الذي كان يتيح لمؤسسات الاتحاد مناقشة قضايا داخلية تخص الجزائر كمسألة سياسية مطروحة، وإدراج مراقبة الجزائر ببعض الالتزامات السياسية ذات الصلة بالحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية، من وجهة النظر الأوروبية.
لم تكن الجزائر تملك في خضم الآثار المدمرة للأزمة الأمنية الدامية في التسعينيات وإكراهات المديونية وصندوق النقد الدولي، والتي دمرت الاقتصاد الجزائري، هامش مناورة لرفض الشروط الأوروبية هذه، لكنها تملك في الوقت الحالي بعد التعافي السياسي والاقتصادي وترميم النسيج المجتمعي الداخلي، وضعاً أفضل واستقلالية قرارها السياسي والاقتصادي، ما يتيح لها رفض أي نقاش لمسائلها الداخلية التي تخص مجتمعها السياسي والمدني حصراً. وبينما تفعل الجزائر ذلك، وتلعب على توازنات القوة والمصالح، وتستفيد حتى من الفرص التي توفرها الخلافات بين الأطراف الأوروبية أحياناً، يتعين الانتباه إلى أن إيطاليا هي الأخرى دولة مصالح تبحث عن منافع وامتيازات، وليست جمعية خيرية توزع التكنولوجيا والاستثمارات، وهي كغيرها من المجتمع الأوروبي بحكومات تنحاز في الغالب إلى سياسات اليمين في قضايا الهجرة وإسرائيل والإسلاموفوبيا. 
## مصر قلقة من الحكومة الموازية في السودان
30 July 2025 01:00 AM UTC+00
تتابع القاهرة عن كثب إعلان قوات الدعم السريع وتحالفها السياسي، الأسبوع الماضي، تشكيل حكومة موازية في السودان، في خطوة اعتُبرت الأخطر منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع في 15 إبريل/ نيسان 2023. وكشفت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، أن خلية أزمة مصرية تضم ممثلين عن وزارة الخارجية وجهاز الاستخبارات العامة والقيادة العسكرية، بدأت اجتماعات مكثفة منذ الساعات الأولى بإعلان الحكومة الموازية في السودان من قبل قوات الدعم السريع، وتُجري تقييماً فورياً لتداعيات الخطوة على الأمن القومي المصري، وعلى مجمل الوضع الإقليمي.
وأوضحت المصادر أن خلية الأزمة "تعمل على مدار الساعة" وتُنسّق مواقفها مع بعثات مصرية دبلوماسية وأمنية في كل من بورتسودان وأديس أبابا وأبوظبي، وتتعامل مع تطورات إعلان الحكومة الموازية في السودان باعتبارها تحولاً مفصلياً في مستقبل هذا البلد والمنطقة، يتطلب تحركاً حكيماً ومتدرجاً. وأشارت إلى أن الخلية تعكف حالياً على صياغة تصور مصري متكامل للحل السياسي والأمني، يتضمن عدداً من السيناريوهات والمسارات المقترحة، تمهيداً لرفعه إلى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي لاتخاذ القرار المناسب بشأنه.
تتعامل مصر مع إعلان الحكومة الموازية باعتباره تحولاً مفصلياً في مستقبل السودان والمنطقة، يتطلب تحركاً حكيماً ومتدرجاً
خطط للتعامل مع إعلان الحكومة الموازية في السودان
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "العربي الجديد"، فإن التصور الذي تعمل عليه خلية الأزمة المصرية لا يقتصر على التعامل مع إعلان الحكومة الموازية من قبل "الدعم السريع" في السودان، بل يشمل هيكلة مسار جديد للتسوية السياسية في السودان بالتنسيق مع دول الرباعية (مصر، السعودية، الإمارات، الولايات المتحدة)، والاتحاد الأفريقي، وربما بالتوازي مع تحرك مصري منفصل لاحتواء الوضع ميدانياً في مناطق الحدود، وضمان عدم انزلاقها إلى فوضى إقليمية.
ويشمل التصور المصري، وفقاً للمصادر، خيارات متعددة تراوح بين تعزيز دعم الحكومة الشرعية في بورتسودان، وتوسيع دور مصر بوصفها وسيطاً إقليمياً، وفتح قناة خلفية مع بعض مكونات "تحالف الدعم السريع" لمحاولة إعادة إدماجهم في مفاوضات تسوية موسعة، شريطة وقف إطلاق النار، وعدم المساس بوحدة السودان.
وتزامن تشكيل الحكومة الموازية في السودان (برئاسة محمد حسن التعايشي) مع إعلان "الدعم السريع" وتحالفه تشكيل مجلس رئاسي بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) وشخصيات من الحركات المسلحة، يُفترض أن يدير مناطق واسعة من السودان، أبرزها دارفور (تسيطر مليشيات الدعم على معظمها) وجنوب كردفان ومناطق من شرق السودان. لكن إعلان هذه الحكومة، في مدينة نيالا الخاضعة لسيطرة "الدعم السريع"، أثار تحذيرات عميقة داخل الأوساط المصرية من أن البلاد تتجه فعلياً نحو الانقسام الجغرافي والسياسي على غرار النموذج الليبي، وهو ما تعتبره القاهرة خطراً مباشراً على أمنها القومي ووحدتها الإقليمية.
وترى أجهزة مصرية أمنية أن تمدد "الدعم السريع" في غرب وجنوب السودان، وطرحَ نفسها سلطةً بديلة في بعض الأقاليم، ينذر بتشكل كيان سياسي عسكري مستقل على غرار "دولة داخل الدولة"، وهو ما يقوض المساعي المصرية والأفريقية لإعادة توحيد المؤسسات السودانية. كما أن اقتراب نفوذ "الدعم السريع" من مثلث العوينات الحدودي شديد الحساسية بين مصر والسودان وليبيا، يفتح الباب أمام احتمالات خطرة، منها تهريب السلاح، وتدفق جماعات مسلحة عبر الحدود الجنوبية المصرية.
يشمل التصور المصري للحل خيارات عدة من بينها فتح قناة خلفية مع بعض مكونات تحالف الدعم السريع لمحاولة إعادة إدماجهم في مفاوضات تسوية موسعة
وفي هذا السياق، شدّد السفير حسام عيسى، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق والسفير السابق لدى السودان، في تصريح لـ"العربي الجديد"، على أن "تشكيل حكومة موازية هو أول مسمار في نعش الدولة السودانية"، مؤكداً أن مثل هذه الخطوة لا تملك أي مشروعية قانونية أو سياسية، كونها صادرة عن تحالف مع مليشيا خارجة عن مؤسسات الدولة، وليست ذات تمثيل شعبي أو دستوري. وأضاف عيسى: "السياسيون الذين تورطوا في هذه الخطوة فقدوا كل رصيدهم، ولا يمكن اعتبار هذه الحكومة حتى ورقة تفاوضية، لأنها مرفوضة دولياً ومحلياً، ولا تملك السيطرة الكاملة على الأرض ولا الشرعية".
ويمثل السودان طرفاً رئيسياً في معادلة سد النهضة الإثيوبي، وكان التنسيق مع الخرطوم عاملاً مهماً في بناء الموقف المصري خلال جولات التفاوض مع أديس أبابا. لكن انقسام السودان إلى حكومتين متناحرتين، إحداهما تقودها مليشيا غير معترف بها دولياً، يجعل من هذا التنسيق أكثر تعقيداً، بل قد يؤدي إلى تراجع الموقف التفاوضي المصري، أو ظهور مواقف متضاربة من داخل السودان نفسه، ما يضرّ بمصالح القاهرة المائية ويُربك استراتيجيتها الإقليمية في مواجهة المشروع الإثيوبي.
وتتحمل مصر اليوم أعباء إنسانية واقتصادية متزايدة بسبب الحرب في السودان، إذ تستضيف مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين، وسط أزمة اقتصادية خانقة، وتراجع الخدمات العامة، واحتقان اجتماعي. وأي انهيار إضافي في السودان، خصوصاً إذا اتسع نطاق العمليات العسكرية عقب تشكيل الحكومة الموازية، سيُنتج موجات جديدة من النزوح، قد تتجه مباشرة إلى الداخل المصري، ما يضع عبئاً إضافياً على الدولة ومؤسساتها.
## ما وراء قرار إدخال إسرائيل المساعدات إلى غزة
30 July 2025 01:00 AM UTC+00
بعد ضغوط دولية جدّية نتيجةً لمشاهد التجويع والمعاناة في قطاع غزة، بدأت الحكومة الإسرائيلية إجراء تغييرات في سياساتها المتعلقة بإدخال المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية إلى القطاع. لم يأتِ هذا القرار من فراغ، بل يعكس أولاً تعثّر الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة وعجز الجيش عن حسم المعركة أو القضاء الكامل على وجود حركة حماس. كما يُظهر فشل إسرائيل في فرض شروطها في المفاوضات غير المباشرة مع الحركة. والأهم من ذلك أن القرار يُشير إلى وجود قلق إسرائيلي حقيقي من تفاقم الأضرار على الساحة الدولية، واحتمال فرض عقوبات أو ممارسة ضغوط تُرغم إسرائيل على السماح بدخول المساعدات.
لا حسم عسكرياً في غزة
تعثّر الحرب والحملات العسكرية الإسرائيلية المتكررة في قطاع غزة، وتحولها إلى حملة قتل وتجويع وتهجير دون أهداف عسكرية واضحة، ليس جديداً، بل بدأت مؤشرات هذا الفشل بالظهور منذ أشهر عدة. على سبيل المثال، كرّر رئيس الأركان إيال زمير، في نقاشات داخلية داخل المجلس الوزاري المصغّر، بحسب الصحافي حاييم ليفنسون في صحيفة هآرتس (21 يوليو/ تموز الحالي)، أن عملية "مركبات جدعون" قد استُنفدت بالكامل، وأنه لا بد من التوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف لإطلاق النار.
عدم الحسم العسكري في قطاع غزة ترافق مع عدم قدرة إسرائيل فرض شروطها كافة على حركة حماس في المفاوضات، رغم ما اعتُبر مرونة وتنازلات قدّمتها "حماس". وقد وصف الصحافي عاموس هرئيل من "هآرتس" (25 يوليو) هذه الأجواء بالقول: "هذا المشهد الكئيب في المفاوضات تكرّر هذا الأسبوع أيضاً، كما في معظم الأسابيع خلال الشهرين الأخيرين. ومرة أخرى، وردت أنباء بدت مبشّرةً من واشنطن: البيت الأبيض أعلن أن ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي، سيتوجّه إلى المنطقة قريباً لدفع صفقة الأسرى إلى الأمام. لكن، بعد يومين فقط، خبت الآمال مجدداً. فبعد أسبوعين ونصف من تقدم طفيف جداً، أعلن ديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن سحب فريق المفاوضات من الدوحة، عاصمة قطر".
عدم الحسم العسكري في غزة، ترافق مع عدم قدرة إسرائيل على فرض شروطها كافة على حماس
فشل السيطرة على آلية المساعدات
عدم حسم المعركة وفشل المفاوضات ترافقا أيضاً مع فشل بناء آلية جديدة لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة. فقد أنشأت حكومة بنيامين نتنياهو في فبراير/ شباط 2024 ما يُعرف بـ"صندوق المساعدات الإنسانية لغزة"، بهدف تعزيز سيطرة إسرائيل على آليات توزيع المساعدات، ومنع وصولها إلى حركة حماس كما تدعي إسرائيل، وتقويض عمل منظومات الإغاثة التقليدية والفعّالة التي تقودها الأمم المتحدة، وفي مقدمتها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إلى جانب منظمات دولية أخرى.
في مطلع مارس/ آذار، خرقت الحكومة الإسرائيلية اتفاق وقف النار من خلال إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، ووقف إدخال المساعدات الإنسانية عبر المنظمات الدولية، وقطع إمدادات الكهرباء عن القطاع.
على الرغم من إنشاء الصندوق في فبراير، لم يبدأ توزيع المساعدات عبره فعلياً إلا في أواخر شهر مايو/ أيار الماضي، وسط انتقادات حادة واتهامات بفشل آليات التوزيع الجديدة وتسببها في تعميق الكارثة الإنسانية في غزة.
لم تقتصر الأضرار التي لحقت بعمل المنظمات الدولية على الحدّ الكبير من قدرتها على الوصول إلى قطاع غزة وسكّانه، بل تجسّدت أيضاً في تأخير أو منع إدخال سلع ومواد حيوية، بما في ذلك المعدّات الطبية والمواد الغذائية الأساسية. وفي الأسابيع الأخيرة، صعّدت إسرائيل من وتيرة عمليتها العسكرية الهادفة إلى تدمير قطاع غزة. قبل نحو عشرة أيام، بدأت المؤشرات تتجه نحو سيناريو كارثي طالما حذّر منه خبراء ومؤسسات دولية: الوصول إلى "نقطة اللاعودة"، حيث تصبح الوفيات الناتجة عن سوء التغذية منتشرة بشكل واسع، ويصعب تدارك آثارها، ما ينذر بكارثة إنسانية طويلة الأمد.
تغيير السياسات
نتيجة لتراكم الأحداث وتزايد الضغوط الدولية، ومع التحذيرات الصادرة عن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر والسفير الإسرائيلي في واشنطن يحييل ليتر، اللذين نبّها إلى احتمال حدوث انهيار دبلوماسي حاد وتبعات خطيرة في حال استمر الوضع على ما هو عليه، جاء التحوّل في موقف الحكومة الإسرائيلية، وفقاً للصحافي اليميني عميت سيغل، المعروف بقربه من دوائر صنع القرار (موقع ماكو - القناة 12، الأحد 27 يوليو).
في هذا السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة في 25 يوليو، عن بدء تنفيذ القرار الذي يشمل تحديد ممرات إنسانية تتيح حركة آمنة لقوافل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، بهدف إدخال الغذاء والدواء إلى قطاع غزة. كما أُعلن عن تنظيم "هدنات إنسانية" في المناطق ذات الكثافة السكّانية العالية، لتسهيل وصول المساعدات وتقليل الأضرار في صفوف المدنيين.
نبّه ساعر وليتر إلى احتمال حدوث انهيار دبلوماسي حاد وتبعات خطيرة في حال استمر الوضع على ما هو عليه
بهذا الإعلان، تُقرّ الحكومة الإسرائيلية والجيش، بشكل غير مباشر، بفشل محاولتهما فرض نظام بديل لإدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية في القطاع. فقد أدركت إسرائيل هذه المرة أنها لا تستطيع تجاهل الغضب العالمي المتزايد من سياسات التجويع والإبادة الجماعية في غزة، ومن استمرار منع دخول المساعدات الأساسية.
النتائج السياسية الداخلية
يرى عدد من المحللين والصحافيين الإسرائيليين أن ما جرى في الأيام الأخيرة، من تغيير في سياسات إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، يُعدّ اعترافاً صريحاً بفشل آخر لحكومة نتنياهو. في هذا السياق، كتب الصحافي ناحوم بارنياع في موقع "واينت" (الاثنين 28 يوليو) أنه "بعد مرور عام على الحرب، أو حتى قبل ذلك، كان على الحكومة والجيش أن يدركا أن الوضع في غزة قد انقلب رأساً على عقب: الفائدة المرجوة من قتال تخوضه خمس فرق عسكرية باتت ضئيلة إلى حدّ التلاشي، بينما الأضرار تتزايد بشكل خطير". وأضاف بارنياع، "بعد عامين، تلقّينا الضرب، وأكلنا السمك العفن، وها هم أصدقاؤنا في العالم يطالبون بطردنا من المدينة. الكارثة بلغت من الضخامة ما دفع بنتنياهو إلى إنزال الأعلام، وإيقاف العملية العسكرية، خلال ساعات النهار، والانصياع لمطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والبدء بإدخال المساعدات الغذائية. ومن شدة خوفه من ردّ فعل غاضب من (وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش و(وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير، استسلم نتنياهو في الخفاء، كآخر الجبناء".
الجنرال الاحتياط يسرائيل زيف كتب في موقع "ماكو – القناة 12" (28 يوليو): "بعد فشل جميع المناورات ومحاولات مطاردة المسلحين المتبقين وتحقيق الحسم المنشود، وما تسبب به ذلك من سقوط المزيد من القتلى في صفوف الجنود، جاء الفشل الكامل في ما بات يُعرف بـ"حرب الغذاء"، التي تورّطت فيها إسرائيل بسذاجة. وها هي الآن تركض مذعورة في محاولة يائسة لإصلاح ما يمكن إصلاحه بعد أن وقعت الأضرار الجسيمة... استمرار الحرب، التي تحوّلت مبرراتها من تحرير الأسرى إلى حرب تجويع، ومن حرب "مبرّرة" إلى حرب "ملعونة"، قد محا حتى آخر ذريعة كانت لدى إسرائيل لتمديدها، وهي إعادة الأسرى. قد يكون من الممكن تبرير حرب طويلة ضد مقاتلين، لكن لا يمكن تبرير موت الأطفال جوعاً".
لم يُشرك رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزيري اليمين المتطرف، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، في قراره إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وبحسب الصحافي عميت سيغل، فإن اتخاذ القرار من دون إشراك سموتريتش وبن غفير يكشف عن تصدّع حاد داخل الجناح اليميني في الائتلاف الحكومي.
في حال تم تجاوز الأزمة مع سموتريتش، فإن نتنياهو سيقدّم له تعويضاً استراتيجياً
فقد أقرّت مصادر في "الصهيونية الدينية" (حزب سموتريتش) وفي محيط رئيس الحكومة، وفقا لموقع "والا" الإخباري يوم الأحد 27 يوليو، بوجود أزمة بين وزير المالية ونتنياهو، على خلفية إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. ومع ذلك، يقدّر الجانبان أن الأزمة الحالية سيتم احتواؤها في نهاية المطاف. وفقاً لـ"والا"، إذا لم تُحلّ هذه الأزمة، فقد يصل الأمر إلى حدّ تفكيك الحكومة. وأشار مصدر من التيار ذاته إلى أنه في حال تم تجاوز الأزمة، فإن رئيس الحكومة سيقدّم "تعويضاً استراتيجياً" يتعلق بسير المعركة في غزة، من شأنه أن يقود إلى حسم المواجهة.
يذكر في هذا السياق، أنه بحسب ما نشرت صحيفة هآرتس ليل الاثنين – الثلاثاء، فإنه من المتوقع أن يقترح نتنياهو على المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (كابنيت) خطة لضم مناطق في قطاع غزة، في محاولة للإبقاء على سموتريتش ضمن حكومته. ووفقاً للخطة التي أشارت إليها الصحيفة، ستعلن إسرائيل أنها تمنح "حماس" أياماً عدة للموافقة على وقف النار، وإن لم يحدث ذلك، ستباشر بضمّ أراضي القطاع.
أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، فقد هاجم قرار الحكومة إدخال المساعدات بشكل علني ورأى فيه "خضوعاً لحملة الكذب التي تقودها حماس، وهو ما يعرّض جنود الجيش الإسرائيلي للخطر". وأضاف: "الطريقة الوحيدة للانتصار في هذه الحرب واستعادة الأسرى هي وقف كافة أشكال ما يُسمّى بالمساعدات الإنسانية، واحتلال كامل القطاع، وتشجيع الهجرة الطوعية".
على ما يبدو، فإن الأزمة بين نتنياهو وسموتريتش لم تتوسع لغاية الآن، بحيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية في 28 يوليو، أن وزير المالية أعلن لأعضاء "الصهيونية الدينية" أن الحزب سيبقى في الحكومة في هذه المرحلة. وقال سموتريتش: "في أوقات الحرب، لا يصح اتخاذ قرارات بدوافع سياسية"، مضيفاً أنه "سيكون تقييمنا بناءً على النتيجة، إخضاع حركة حماس. نحن نقود خطوة استراتيجية مهمة، ومن غير المناسب الإفصاح عن تفاصيلها في الوقت الراهن. خلال فترة وجيزة سيتضح ما إذا كانت هذه الخطوة ناجحة وإلى أين نتجه".
من غير المستبعد، استناداً إلى تصريحات بتسلئيل سموتريتش أن يكون قرار إدخال المساعدات إلى قطاع غزة بمثابة مناورة جديدة من قبل نتنياهو، تهدف إلى تخفيف الضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل، وكسب المزيد من الوقت، مع الاستمرار في الحرب وسياسة التجويع بوسائل وأدوات مختلفة. كما لا يُستبعد أن تكون التطمينات التي قدّمها نتنياهو لسموتريتش مجرد وسيلة لكسب الوقت ومنع تفكك الائتلاف الحكومي. الأيام المقبلة كفيلة بكشف السيناريو الأقرب إلى الواقع.
إلا أن ما بات واضحاً أن اضطرار إسرائيل إلى السماح بإدخال المساعدات يؤكد أنها ليست محصنة أمام الضغوط الدولية. فهناك حدود لجنون القوة والغطرسة، ويثبت ذلك أنه من الممكن إنهاء معاناة سكّان غزة ووقف حرب الإبادة، إذا توفرت الإرادة الإقليمية والدولية الجادة لذلك.
## ترامب يطمع بثروات ميانمار
30 July 2025 01:00 AM UTC+00
بعد أن تمكّن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حتى الآن من إبرام صفقتي معادن، الأولى مع أوكرانيا، والثانية مع الكونغو الديمقراطية، التي انتزع "سلاماً" بينها وبين رواندا الداعمة لمتمردي حركة 23 مارس شرق الكونغو، يبدو أن أنظاره تتجه إلى ميانمار طمعاً بثرواتها، وللتوصل إلى صفقة معها، مهما تطلب ذلك، بما في ذلك تعديل استراتيجية الولايات المتحدة في التعاطي مع عسكر ميانمار أو الحوار مباشرة مع المتمردين، في خطوة إن تحققت، تتيح للرئيس الأميركي تحقيق أهداف أخرى، أهمها تحويل الإمدادات الضخمة من المعادن النادرة في هذا البلد بعيداً عن الصين.
مفاوضات مقترحة مع "جيش استقلال كاشين"
وكشفت وكالة رويترز، أمس الثلاثاء، عن نقاشات أجرتها إدارة ترامب، مع مسؤولين ومستثمرين أميركيين، لدراسة خيارات عدة من أجل الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة في ميانمار، البلد الواقع في جنوب شرق آسيا، على الحدود مع الصين، والغارق منذ فبراير/ شباط 2021، في فوضى ما بعد الانقلاب العسكري ضد الحاكمة المدنية السابقة أونغ سان سو تشي، والتي تتمثل بحرب بين الجيش الحاكم والجماعات المتمردة المسلحة. أحد هذه الخيارات المقترحة على إدارة ترامب، محاولة إبرام صفقة مع جماعة مسلحة قوية، هي "جيش استقلال كاشين"، الناشطة في ولاية كاشين شمال شرقي البلاد. هذا "الجيش"، الذي اتخذ موقفاً حيادياً لوقت قصير جداً بعد الانقلاب، استعاد سريعاً معاركه مع الجيش، ومن بين أهدافه السيطرة على المناطق الحدودية في البلاد، المتاخمة للصين، والغنية بالمعادن الأرضية النادرة. وتمكن "جيش استقلال كاشين" من تحقيق تقدم ميداني كبير، ومنذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تدور معارك حامية بينه وبين الجيش للسيطرة على مدينة بامو، على بعد أقل من 100 كيلومتر من الحدود الصينية. وتعتبر بامو حقلاً غنياً واستراتيجياً بالمعادن الأرضية النادرة، وهدّدت الصين بوقف معالجة المعادن النادرة في الولاية، إذا ما سيطر هذا "الجيش" على بامو.
تهيمن الصين بنسبة 90% على قطاع معالجة المعادن بالعالم
ويستعر الصراع بين الولايات المتحدة والصين على المعادن الأرضية النادرة. حتى الآن، لا يبدو هذا الصراع متكافئاً، ويصبّ ميزان القوة فيه بفارق كبير لصالح بكين. هذه المعضلة الأميركية لاستمرار الهيمنة على قطاع الصناعات التكنولوجية تدفع ترامب لمحاولة اختراق ميانمار، ولو بتغيير جذري للسياسة الأميركية المعتمدة تجاه هذا البلد، لا سيما بعد الانقلاب، والقائمة على مقاطعته ومعاقبته.
وتعد ميانمار ثالث أكبر مصدّر للمعادن النادرة في العالم بعد الصين والولايات المتحدة، وبحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ، نشر في 17 يوليو/تموز الحالي، فإنه في العام الماضي، استأثرت ميانمار بما يقرب من نصف التعدين العالمي لعنصرين مهمين بشكل خاص: الديسبروسيوم والتيربيوم، وهما أساسيان للسيارات الكهربائية وتوربينات الرياح وبعض المعدات العسكرية. وبحسب التقرير، فإن "جيش استقلال كاشين" بات يبني "إمبراطورية معادن نادرة على تخوم الصين". وتشكّل المعادن الأرضية في ميانمار حوالي 57% من المعادن النادرة التي استوردتها الصين العام الماضي. وبحسب موقع "ماينينغ تكنولوجي" في 18 يناير/ كانون الثاني الماضي، فإن الصين تهيمن حالياً على إنتاج المعادن النادرة في العالم، وبلغت هذه الهيمنة 69% في 2023، تليها الولايات المتحدة بـ12%. أما معالجة المعادن، فتهيمن عليها الصين عالمياً بنسبة 90%.
تعديل محتمل للتعامل مع ميانمار
وقالت وكالة رويترز إن إدارة ترامب استمعت إلى اقتراحات عدة تتضمن تعديلاً كبيراً بالسياسة الأميركية المتبعة حيال ميانمار، وذلك بهدف تحويل الإمدادات الضخمة من المعادن النادرة في هذا البلد، بعيداً عن الصين، بحسب أربعة أشخاص مطلعين على النقاشات. وأوضحت المصادر أن لا شيء حُسم بعد، وأن الخبراء يعتقدون بوجود عراقيل كبيرة قد تحول دون تنفيذ مثل هذه الصفقة، ولكن "إذا ما جرى العمل بإحدى الأفكار، فإن واشنطن قد تحتاج إلى إبرام صفقة مع المتمردين الإثنيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة تضم احتياطات كبيرة من المعادن". وبحسب المصادر قدمّ الاقتراحات خبراء، ومستثمر أميركي يقود حملة ضغط في مجال الأعمال بالولايات المتحدة هو آدم كاستيلو، ومستشار سابق لأونغ سان سو تشي يدعى شون ترنيل، وهو اقتصادي أسترالي.
من الاقتراحات التي عرضت على ترامب، تخفيف نسبة الـ40% من الرسوم الجمركية التي هدّد بفرضها على ميانمار
ويتبنى أحد المقترحات إجراء مباحثات مع الطغمة العسكرية الحاكمة في ميانمار، ودفعها لإبرام اتفاق سلام مع متمردي كاشين، فيما يطرح اقتراح آخر قيام واشنطن بنفسها بمباحثات مباشرة مع "جيش استقلال كاشين". وكانت الولايات المتحدة قد تجنبت الحوار المباشر مع قادة ميانمار العسكريين بعد الانقلاب، وفرضت عقوبات عليهم، أيضاً بسبب قمعهم أقلية الروهينغا. والأسبوع الماضي، رفعت إدارة ترامب بعض العقوبات التي كانت مفروضة على عدد من حلفاء الطغمة العسكرية في ميانمار، لكن مسؤولين أميركيين أكدوا أن ذلك لا يعني تغييراً جوهرياً في سياسة واشنطن حيال هذا البلد.
ومن الاقتراحات التي عرضت على ترامب، تخفيف نسبة الـ40% من الرسوم الجمركية التي هدّد بفرضها على ميانمار، ورفع العقوبات، والعمل مع الهند لمعالجة بعض المعادن النادرة المستخرجة من ميانمار، وتعيين مبعوث خاص لتنفيذ هذه المهام، وفق مصادر الوكالة. وجرت مناقشة بعض هذه الاقتراحات مع آدم كاستيلو، الرئيس السابق لغرفة التجارة الأميركية في ميانمار، والذي يدير حالياً شركة أمنية هناك، وقد اقترح بحسب حديثه لرويترز، أن تؤدي واشنطن دور عاقد الصفقات لإبرام اتفاق سلام في ميانمار، وحثّ إدارة ترامب على سحب ورقة من يد الصين، عبر دفع جيش ميانمار لإبرام صفقة حكم ذاتي مع "جيش استقلال كاشين". ووصفت مصادر الوكالة مناقشات البيت الأبيض حول ذلك بـ"الاستكشافية وفي مراحلها الأولى"، ولفتت إلى أنها قد لا تفضي إلى أي تغيير بنهاية المطاف. وبحسب "رويترز"، فإن كاستيلو أخبر المسؤولين الأميركيين أن الجماعات الإثنية المتمردة في ميانمار، سئمت من كونها مستغلة من قبل الصين، وتريد العمل مع الولايات المتحدة.
وشرح كاستيلو أنه لطالما حثّ الولايات المتحدة على محاولة التوصل إلى صفقة مع "جيش استقلال كاشين"، تتضمن التعاون مع شركات واشنطن في تحالف سكواد، وتحديداً الهند (مع أستراليا واليابان)، لمعالجة المعادن وإيصالها إلى الولايات المتحدة. لكن مسؤولاً بالحكومة الهندية، أكد للوكالة أنه لا يعلم شيئاً عن تواصل بين إدارة ترامب ونيودلهي في هذا الشأن. أما شون ترنيل، وهو اقتصادي أسترالي ومستشار سابق لأونغ سان سو تشي، فقد اقترح مواصلة دعم ترامب للقوى الديمقراطية في ميانمار.
(العربي الجديد، رويترز)
## المغرب يترقب بقلق اتفاق الرسوم بين أميركا والاتحاد الأوروبي
30 July 2025 01:32 AM UTC+00
يتحسّب المغرب بكثير من القلق لتداعيات الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول الرسوم الجمركية، إذ إنّ الركود في أوروبا قد ينعكس سلباً على الطلب الموجه للمغرب. يأتي انشغال المغرب بقرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاصة بالرسوم الجمركية تجاه أوروبا، من كون الاتحاد الأوروبي يمثل أهم شريك تجاري للمملكة، حيث إن الظرفية الاقتصادية في ذلك الفضاء لها تأثيرات ملموسة على الميزان التجاري المغربي. ويذهب رئيس المعهد المغربي للعلاقات الدولية، جواد الكردودي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن الاتحاد الأوروبي اضطر إلى القبول بالاتفاق التجاري الأخير مع إدارة ترامب. ويشير الكردودي إلى أن الاتحاد الأوروبي كان يدرك أنّ الرئيس الأميركي ماضٍ في تنفيذ وعيده الذي كان سيفضي إلى تطبيق رسوم في حدود 30 في المائة. ويوضح أن صناعة السيارات الألمانية وصناعة السلع الفاخرة الفرنسية ستخففان من تداعيات الحمائية الأميركية عبر القبول برسوم في حدود 15 في المائة.
لكن كيف تلقى المغرب اتفاق الولايات المتحدة التجاري مع الاتحاد الأوروبي؟ يتجلى من بيانات مكتب الصرف التابع لوزارة الاقتصاد والمالية أن المغرب كان يترقب ما ستسفر عنه المفاوضات بين الجانبين الأميركي والأوروبي. فقد أكد المكتب في تقريره السنوي الذي تناول التجارة الخارجية في العام الماضي أنّ المبادلات التجارية مع أوروبا مثلت 62 في المائة، مقابل 63.2 في المائة في 2023. ويوضح المكتب أن 56.4 في المائة من مشتريات المغرب مصدرها أوروبا، بينما تستوعب أوروبا 71.4 في المائة الصادرات الإجمالية للمملكة. وقد سعى المغرب إلى التخفيف من تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية المطبقة عليه، غير أنه انشغل كثيراً بمآل المفاوضات بين المفوضية الأوروبية والولايات المتحدة.
وقد أكدت وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح، أنّ الرسوم الجمركية الأميركية التي ستخضع لها الصادرات المغربية والمحددة في 13.6 في المائة تبقى أقل من بعض الاقتصادات الأخرى. ويشير الكردودي إلى ارتفاع التضخّم الذي قد يتجلى أكثر في الولايات المتحدة نتيجة الرسوم الجمركية، ما قد يكون له تأثيرات على الاقتصاد الأميركي والاقتصاد العالمي، وتلك تأثيرات لن يسلم منها المغرب، وذلك عبر التضخم المستورد. ويذهب إلى أن تطبيق الرسوم التي لوح بها البيت الأبيض، ستؤثر على بعض الشركات الأوروبية التي قد تتراجع طلبياتها التي تعبر عنها نحو المغرب، ضارباً مثلاً بقطاع النسيج الذي ترتهن صادراته بالسوق الأوروبية.
ويتصور الكردودي أن صادرات مغربية أخرى مثل السيارات والأسمدة والسلع الفلاحية قد لا تتأثر كثيراً بالاتفاق التجاري الأخيرة، بالنظر لاتفاق الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وإن كان يشدد على أنّ الطلب الموجه للمغرب يبقى رهيناً بالظرفية الاقتصادية ومدى تخفيف حالة عدم اليقين الناجمة في جزء منها عن الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي. ويرى الكردودي أنه يفترض التخفف من الارتهان للسوق الأوروبية التي تستوعب حوالى 31 مليار دولار من مجمل مبيعات المملكة في الخارج، علماً أنّ المملكة تحرص في الأعوام الأخيرة على تنويع الأسواق نحو آسيا وأميركا وأفريقيا.
## فرانك فوريدي.. موت القراءة أم ولادة شكل جديد منها؟
30 July 2025 02:00 AM UTC+00
القراءة أم الكتابة؟ سؤال لطالما أثار جدلاً بين المفكّرين والقراء: هل تكمن القوة في فهم الكلمات أم في صياغتها؟ أسئلة يحاول أن يُجيب عنها كتاب "قوة القراءة: من سقراط إلى تويتر"، لعالم الاجتماع المجري الكندي فرانك فوريدي، ويُحاول إعادة النظر فيها من منظور تاريخي وثقافي. 
يستعرض الكتاب، الصادر حديثاً عن المركز الأكاديمي للأبحاث في بغداد بترجمة هاني حجاج، تطور مفهوم القراءة عبر العصور، ويركّز على التحولات التي شهدتها ثقافة القراءة في القرن الحادي والعشرين، حيث تتداخل الوسائط الرقمية وتزداد سرعة وكمية المعلومات. يجادل فوريدي بأهمية استعادة فن القراءة الذي لا يقل أهمية عن فن الكتابة، مؤكّداً أن القراءة ليست مجرد مهارة تقنية.
يحتوي الكتاب على مقدّمة تليها ثمانية فصول رئيسية تتناول موضوعات مختلفة، بدءاً من التناقضات الثقافية، مروراً ببحث القراءة عن المعنى، وديمقراطية القراءة وتزايد أعداد القرّاء، ثم ثورة القراءة في عصر التنوير، وتأثير "ويرثر" على القارئ المعرّض للخطر (مصطلح يستخدم لوصف كيف يمكن لتغطية إعلامية أو قصة ما أن تؤثر سلباً على سلوك الأشخاص)، والعلاقة المستمرة بين القراءة والصحة، وتعقيدات القراءة، وصولاً إلى التحول من التنوير إلى خيبة الأمل.
تحضر أدوات التحليل السوسيولوجي بوضوح في قراءة الباحث نظراً لخلفيته الأكاديمية، حيث يقف مطوّلاً عند كيفية تفاعل المجتمعات مع القراءة عبر التاريخ، مضيئاً التناقضات بين رغبة القرّاء في الوصول إلى الكتب التي تمثّل أفكارهم، وسعي الدولة للسيطرة على وصولهم إليها، خاصة الكتب التي تُعتبر "خطيرة" على القارئ أو المجتمع.
تناقض بين رغبة القرّاء وسيطرة الدولة على وصولهم إلى الكتب
كذلك يستعرض المؤلف، تاريخياً، أثر تلك الصراعات بدءاً من عصر الفيلسوف اليوناني سقراط، مروراً بعصر النهضة، وحتى عصر وسائل التواصل الاجتماعي المعاصر، مؤكّداً التشابه في محاولات التحكم بالقراءة عبر الزمن. ولا يخلو الكتاب من بعض الإشارات الطريفة، ففي الماضي مثلاً، كان يُعتقد أن الروايات تؤثّر سلباً على الصحة العقلية وتُضعف القدرات المعرفية، بينما في العصر الحالي تحوز وسائل الإعلام الرقمية بهذه السمعة، الأمر الذي يراه صاحب كتاب "ثقافة العلاج: تنمية الحساسية في عصر اللايقين" امتداداً لتناقض قديم بين التوق إلى حرية المعرفة والرقابة الاجتماعية والسياسية.
ينتقد الكتاب الفكرة القائلة بأن الإنسان العادي غير قادر على اختيار الكتب المناسبة بنفسه، ويشكك في تقسيم القرّاء إلى مستويات متفاوتة، كما يؤكّد المؤلف رفضه النخبوية في القراءة. ويختم بخلاصة مفادُها أنّ القراءة في فترات تاريخية معينة كانت تُعتبر مضرة بالصحة بسبب الإفراط فيها، فإنّ التحدي الأكبر في عصرنا الحالي يكمن في تراجع معدلات القراءة نتيجة الانتشار الواسع للتكنولوجيا الرقمية، التي تؤثر بشكل كبير على عادة القراءة وعمقها.
## لماذا تراجعت الليرة التركية رغم رفع تصنيف الاقتصاد؟
30 July 2025 02:00 AM UTC+00
حدثان متعاكسان مرّا على تركيا، الأسبوع الماضي، وازنا الأسواق وثبتا سعر الصرف، قبل أن تعاود الليرة التركية التراجع الثلاثاء، وكأن زيادة العرض النقدي بالسوق المحلية، بعد تخفيض سعر الفائدة، مشفوعاً بمخاوف الاستمرار بالتخفيض بجلسات لجنة السياسات النقدية المقبلة، غلب رفع وكالة "موديز" التصنيف الائتماني لتركيا وتعديل النظرة الإيجابية إلى مستقرة. فقد سجل سعر صرف الليرة التركية الثلاثاء، 41 ليرة مقابل الدولار ونحو 47 مقابل اليورو، متراجعة عن سعر يوم الاثنين، الذي لم يزد عن 40.585 مقابل الدولار، وسط ترقب وحذر يلف الأسواق، بعد عودة تركيا للتيسير النقدي وتحفيز النمو والنظرة الإيجابية للاقتصاد والائتمان المحلي.
يأتي ذلك بعدما كان البنك المركزي التركي قد خفض سعر الفائدة المصرفية الأسبوع الماضي، من 46% إلى 43% بعد جلستي تثبيت سابقتين، في مؤشر عزاه مراقبون ووزير المال محمد شيمشك إلى "قدرة الاقتصاد التركي على تحمل الصدمات"، وما قد ينتج بسبب هزة لسعر الصرف بالسوق، سرعان ما يعود السعر للاستقرار. وتلا تخفيض الفائدة الخميس، قرار وكالة "موديز" تصنيف تركيا الائتماني من "B1" إلى "Ba3" مع تعديل النظرة المستقبلية من "إيجابية" إلى "مستقرة"، مبررة القرار إلى تحسن الثقة في السياسة النقدية وانخفاض التضخم وتقلص عجز الحساب الجاري.
وقرأ الوزير شيمشك ارتفاع التصنيف الائتماني لتركيا، بأنه "إنجاز" يعكس نجاح السياسات الاقتصادية في تجاوز التحديات والبيئة المحلية والدولية المحفوفة بالشكوك. كما يؤكد الرفع على متانة الاقتصاد في تحمل الصدمات، مؤكداً في منشور قبل أيام، أن الحكومة التركية ماضية في تنفيذ برنامجها الاقتصادي بحزم، مع التركيز على خفض التضخم بشكل مستدام، والحفاظ على عجز الحساب الجاري عند مستويات يمكن تحملها، وتعزيز الانضباط المالي في الموازنة العامة باستثناء النفقات المتعلقة بإعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلازل.
كما اعتبر أن استمرار التنفيذ الدقيق لهذا البرنامج سيؤدي إلى تقليص مخاطر الائتمان، وتسهيل الوصول إلى التمويل الخارجي، وفتح الباب أمام المزيد من الارتفاعات في التصنيف الائتماني للبلاد. وفي هذا الصدد، يرى مدير مركز الفكر للدراسات، باكير أتاجان، أن الحديث عن سعر صرف الليرة التركية يرتبط بمسائل عديدة، منها السياحة التي لم تصل عائداتها، حتى الآن، لمستوى التوقع، مشيراً باستغراب إلى غياب بيانات السياحة الرسمية عن النصف الأول للعام الجاري حتى اليوم. وأشار لـ"العربي الجديد" إلى أن "السياحة من أهم روافد القطع الأجنبي، إلى جانب الصادرات التي توازن بين العرض والطلب بالسوق النقدية وبالتالي تثبت، إن لم نقل تحسن سعر الصرف".
ووصلت عائدات السياحة في تركيا إلى مستوى قياسي عام 2024، ببلوغها 61.1 مليار دولار، وبزيادة 8.3% مقارنة بالعام 2023، وأظهرت الأرقام الرسمية أن متوسط الإنفاق اليومي للسائح الواحد بلغ 97 دولاراً. ويضيف أتاجان أن لسعر الدولار، المتقلب أخيراً أمام بقية العملات الرئيسية، دوراً وإن محدوداً، فقد سجل اليورو مقابل الدولار 1.1615، فيما وصل الإسترليني إلى 1.3397، وسجّل الين 148.471.
وحول أثر توقيف رئيس بورصة العملات الرقمية ICRYPEX، غوكالب إيشر قبل يومين، على خلفية اتهامات جنائية (مواد مخدرة ومحاولة قتل)، يرى أتاجان أن ذلك لا يؤثر في سعر الصرف، بل يمكن أن يؤثر في سمعة السوق الرقمية، خصوصاً في ظل الجدل المتواصل حول التنظيم القانوني لهذه السوق، وحماية المستثمرين من المخاطر القانونية والمالية، متوقعاً في الوقت نفسه، أن يبقى سعر الليرة التركية يتذبذب مع تراجعات قليلة، بناء على نتائج التصدير والسياحة خلال الربع الثالث من هذا العام، وحسب تحسّن بيانات الاقتصاد التركي، من نمو وتضخم ومستوى معيشة.
ويرى مراقبون أن سعر الصرف، ورغم ما له من دلالات، إلا أنه لا يعكس حال الاقتصادي التركي الذي بدأ يتعافى، بدليل زيادة الصادرات خلال النصف الأول من العام الجاري بأكثر من 4% عن مثيلها العام الماضي، مسجلة 131 مليارا و440 مليون دولار، وعلى ما يرونه عدو اقتصادهم الأهم، وهو التضخم الذي تراجعت نسبته الشهر الماضي إلى 35.05 وهو أدنى مستوى منذ 43 شهراً.
## فرنسا تقدم "نداء نيويورك" بختام مؤتمر حل الدولتين وهذه أبرز نقاطه
30 July 2025 02:13 AM UTC+00
وزعت فرنسا، أمس الثلاثاء، مع نهاية اجتماعات اليوم الثاني من المؤتمر الدولي لحل الدولتين في نيويورك، الذي يُعقد بموجب قرار تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 3 ديسمبر/كانون الأول 2024 تحت عنوان "تسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية"، بياناً منفصلاً عن البيان الختامي للمؤتمر تحت عنوان "نداء نيويورك"، لم يوقع عليه إلا عدد من الدول الغربية، واللافت أن النداء أو البيان الفرنسي المنفصل لا يقدم أي جديد يُذكر عما جاء في البيان الختامي للمؤتمر إلا خلطه بين اللاسامية ومحاربة إسرائيل، حيث وصف عمليات السابع من أكتوبر بأنها "إرهابية ولاسامية".
وكان نحو 20 دولة وجهة تبنت البيان الختامي للمؤتمر، ومن المتوقع أن تنضم العديد من الدول للبيان الختامي خلال الأسابيع القادمة، ويحدد البيان الخطوط العريضة للمضي قدماً ودعوة الدول المعنية للانضمام إلى البيان، قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيعة المستوى، في سبتمبر/أيلول القادم، حيث سيُعقد القسم الثاني من المؤتمر على مستوى قادة الدول.
"نداء نيويورك"
وكان لافتاً أن فرنسا، التي تترأس المؤتمر مع السعودية، وزعت بياناً منفصلاً عن البيان الختامي للمؤتمر باسم "نداء نيويورك"، وقع عليه كل من وزراء خارجية: فرنسا وأندورا وأستراليا وكندا وفنلندا وآيسلاند وإيرلندا ولكسمبورغ ومالطا ونيوزيلاند والنرويج والبرتغال وسان مارينو وسلوفينيا وإسبانيا، ومن أهم ما جاء فيه: "إدانة الهجمات الشنيعة واللاسامية الإرهابية في السابع من أكتوبر 2023". بالإضافة لمطالبته بوقف إطلاق نار فوري، كما طالب حركة حماس بإطلاق سراح جميع المحتجزين بشكل فوري وغير مشروط، مع إعادة رفات المتوفين، بالإضافة إلى ضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط.
ونص "نداء نيويورك" على تأكيد التزام الدول الموقعة "الثابت لرؤية حل الدولتين، حيث تعيش دولتان ديمقراطيتان، إسرائيل وفلسطين، جنباً إلى جنب بسلام وحدود آمنة ومعترف بها بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وفي هذا السياق تؤكد على ضرورة توحيد غزة مع الضفة تحت حكم السلطة الفلسطينية". ومن اللافت أن بعض الدول الموقعة لم تعلن رسمياً نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
كما رحب البيان أو النداء "بالالتزام الذي قطعه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في العاشر من يونيو/ حزيران، والذي أدان فيه عمليات السابع من أكتوبر الإرهابية وطالب بإطلاق سراح الرهائن (المحتجزين) وتسليم حماس سلاحها، والتزم بوقف دفع التعويضات (لأهالي الشهداء والأسرى) وبتعديلات على الكتب المدرسية وعقد انتخابات تشريعية ورئاسية (فقط الأطراف الفلسطينية التي تلتزم بأوسلو بحسب الجانب الفرنسي خلال مؤتمر صحفي) وقبول مبدأ دولة فلسطينية منزوعة السلاح".
ودعا "نداء نيويورك" الدول التي لم تعترف أو تعبر بعد عن رغبتها بالاعتراف بالانضمام إلى النداء، كما ناشد الدول التي لم تطبع علاقتها بعد مع إسرائيل بأن تعبر عن رغبتها بالقيام بذلك وأن تعبر عن رغبتها بنقاش دمج إسرائيل في المنطقة. كما نص النداء على أن الدول الموقعة تعبر عن "تصميمها للعمل على بنية لليوم التالي في غزة تضمن إعادة إعمار غزة ونزع سلاح حماس واستثنائها من الحوكمة الفلسطينية".
اعتراف بريطاني محتمل بالدولة الفلسطينية
أما الحدث الآخر البارز، فهو إعلان وزير خارجية بريطانيا، ديفيد لامي، في مداخلته أمام الجمعية العامة، أمس الثلاثاء، عن نية بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيعة المستوى في سبتمبر القادم وسط حديثه عن شروط معينة. وقال لامي: "إن رفض حكومة (بنيامين) نتانياهو لحل الدولتين خطأ. وهو خطأ أخلاقي وخطأ استراتيجي. فهو يضر بمصالح الشعب الإسرائيلي، حيث يسد الطريق الوحيد نحو إحلال سلام عادل ودائم". وأوضح "ولهذا السبب نحن عاقدون العزم على حماية نجاح حل الدولتين. ومن ثم، وحيث أن يد التاريخ تقع على كتفنا، فإن حكومة صاحب الجلالة تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر هنا في نيويورك. سوف نفعل ذلك ما لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية الإجراءات اللازمة لإنهاء الوضع المروِّع في غزة، وتوقف حملتها العسكرية، وتلتزم بسلام طويل الأجل ومستدام قائم على حل الدولتين". وأضاف لامي: "كما تبقى مطالبنا لحماس قاطعة وراسخة. قبل أن تجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة، سوف نقيِّم ما سيُحرزه الطرفان من تقدم في اتخاذ هذه الخطوات. ولن يكون لأي جانب حق رفض هذا الاعتراف من خلال أفعاله أو تقاعسه عن الأفعال".
وتحدث الدبلوماسي البريطاني عن الدمار في غزة ووصفه بالمؤلم، وأضاف: "أطفال غزة في حالة مجاعة، والمساعدات الشحيحة التي تُدخلها إسرائيل روّعت العالم. إنها ازدراء بالقيم التي ينادي بها ميثاق الأمم المتحدة"، مطالباً بوقف إطلاق النار فوراً ووضع خطة لجعله يدوم.
من جهته تحدث وزير العلاقات الدولية والتعاون لجنوب أفريقيا، رولاند فيلامولا، في بداية مداخلته، الثلاثاء، عن المأساة التي تشهدها غزة والإبادة الجماعية التي تعيشها تحت أنظار العالم، مشدداً على ضرورة وقفها. كما أكد على ضرورة أن تكون هناك افعال ملموسة لتطبيق حل الدولتين، مشيراً إلى الرابط بين نضال شعب جنوب أفريقيا تحت نظام الفصل العنصري "الأبارتهايد" وبين النضال الفلسطيني، وفي حين نالت جنوب أفريقيا حريتها ما زالت فلسطين تحت الاحتلال. وأشار إلى اعتماد الكنيسيت الإسرائيلي لعريضة تدعو إلى تطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية مما يشير إلى نيتها ضم هذه الأراضي. وقال إن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى القضاء على حل الدولتين ويسمح باستمرار انتهاك القانون الدولي.
وركز الكثير من المتحدثين في اليوم الثاني، كما في اليوم الأول، بمن فيهم ممثلين عن روسيا والصين واليابان وتركيا وعشرات الدول الأخرى، على الانتهاكات الإسرائيلية مطالبين بوقف الحرب والتجويع. ووصفت تركيا إسرائيل بأنها "تصدر زعزعة الاستقرار من خلال حروب لا تنتهي"، كما وصفت الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة "بالوصمة على جبين النظام الدولي". وشددت العديد من الدول على أن الأولوية الملحة هي وقف إطلاق النار وعلى ضرورة الضغط على إسرائيل للقيام بذلك ومن بين الخطوات للضغط هو الاعتراف بدولة فلسطين وحظر الأسلحة والضغط تجارياً-.
## أسوشييتد برس: اليابان تعلن عن وقوع زلزال بقوة 8 درجات قرب شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية وتحذر من تسونامي
30 July 2025 02:33 AM UTC+00
## فرانس برس: الحكومة اليابانية تتوقع وصول التسونامي لارتفاع 3 أمتار في مناطق ساحلية على طول المحيط الهادي
30 July 2025 02:34 AM UTC+00
## هل الصين وأميركا أمام هدنة جمركية جديدة؟
30 July 2025 02:35 AM UTC+00
رغم الغموض المحيط بتفاصيل المحادثات التجارية في ستوكهولم بين العملاقين، الصين والولايات المتحدة، فإن وجود شخصيات بارزة على رأس الوفدين، والرسائل العلنية المتبادلة، يشيران إلى رغبة متبادلة في منع انهيار الهدنة الجمركية، مع أن أي اتفاق قادم سيبقى هشّاً ما لم يُرافقه تقدم ملموس في الملفات الجوهرية التي ما زالت موضع خلاف. فقد شهدت العاصمة السويدية ستوكهولم، على مدى اليومين الماضيين، محادثات تجارية بين كبار مسؤولي الصين وأميركا، في محاولة لتمديد الهدنة الجمركية المتفق عليها سابقاً، وسط أجواء من الترقب الدولي لتداعيات هذه المحادثات على خريطة التجارة العالمية والتوازنات السياسية.
وترأس الوفدان نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ ووزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، في ثالث لقاء رفيع المستوى بين الجانبين خلال أقل من ثلاثة أشهر. وقد شوهد الوفدان يدخلان مبنى "روزنباد" في وسط ستوكهولم الثلاثاء، من دون الإدلاء بأي تصريحات صحافية، فيما لم ترشح أي معلومات رسمية حول مضمون المفاوضات التي بدأت الاثنين. وعشية اللقاء، أعربت بكين عن أملها في أن تُجرى المحادثات بروح من "الاحترام المتبادل والمعاملة بالمثل"، على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية غوه جياكون، الذي دعا إلى تعزيز التفاهم والتواصل وتوسيع التعاون بين الطرفين، تمهيداً لعلاقات "مستقرة وسليمة ومستدامة" بين البلدين.
وتهدف المحادثات إلى تمديد الهدنة الجمركية المؤقتة التي دخلت حيّز التنفيذ في مايو/أيار الماضي، إثر اجتماع في جنيف، وأفضت إلى خفض كبير في الرسوم الجمركية بين الطرفين: من 125% إلى 10% على السلع الأميركية، ومن 145% إلى 30% على الواردات الصينية، وفقا لاتفاق غير نهائي قابل للتجديد. وتشمل أجندة المحادثات ملفات شديدة الحساسية تتعدى الرسوم الجمركية: الرقابة على الصادرات، خصوصا التكنولوجية منها، رسوم مرتبطة بملف الفنتانيل الذي تتهم واشنطن بكين بتقاعس في ضبط تصنيعه، واردات الصين من النفط الروسي والإيراني الخاضع لعقوبات، وأمن التجارة وتبادل التكنولوجيا في سياق التوتر المتصاعد حول التفوق الصناعي.
وقد صرّح بيسنت مؤخرا بأن الولايات المتحدة تسعى من خلال هذه الجولة إلى التوصل إلى ما وصفه بـ"تمديد مرجّح" للهدنة الحالية، مشيراً إلى أن "العلاقات التجارية مع الصين في وضع جيد". وتأتي هذه المفاوضات في وقت دقيق من سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية، إذ من المقرر أن تبدأ زيادات كبيرة على الرسوم الجمركية التي تطاول معظم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة اعتبارا من الأول من أغسطس/آب. وفي مسعى لتفادي موجة التصعيد، سارعت عدة دول في مقدمتها الاتحاد الأوروبي، إلى توقيع اتفاقيات منفصلة مع واشنطن. فقد أعلن ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين الأحد الماضي، عن اتفاق جمركي جديد خلال اجتماع في اسكتلندا، يقضي بفرض رسوم بنسبة 15% فقط على المنتجات الأوروبية المصدّرة إلى السوق الأميركية.
ورغم عدم إعلان أي نتائج رسمية حتى الآن، يرجّح مراقبون أن تشكل هذه الجولة تمهيدا لقمة محتملة بين الرئيسين ترامب وشي جين بينغ، ربما خلال قمة إقليمية في كوريا الجنوبية في وقت لاحق من العام الحالي. وقد كشفت مصادر أن الرئيس الصيني وجّه دعوة رسمية لترامب لزيارة بكين برفقة زوجته ميلانيا، لكن لم يُحدد موعد بعد. إلا أن ترامب كتب على وسائل التواصل الاجتماعي، مساء الاثنين، من اسكتلندا، أنه لا يسعى إلى قمة مع شي في الوقت الراهن، لكنه "ينظر بإيجابية إلى الدعوة".
## رويترز عن مسؤول روسي: تسجيل تسونامي بارتفاع أمواج يتراوح بين 3 و4 أمتار في أجزاء من منطقة كامتشاتكا بعد الزلزال
30 July 2025 02:35 AM UTC+00
## فرانس برس عن هيئة المسح الجيولوجي الأميركية: قوة الزلزال قبالة سواحل روسيا بلغت 8,7 درجات
30 July 2025 02:36 AM UTC+00
## رويترز عن هيئة الإذاعة اليابانية: التسونامي يصل إلى شمال هوكايدو في اليابان بعد زلزال قبالة شبه جزيرة كامتشاتكا
30 July 2025 02:37 AM UTC+00
## رويترز عن هيئة روسية: الزلزال الذي ضرب قبالة كامتشاتكا في روسيا هو الأقوى منذ عام 1952
30 July 2025 02:39 AM UTC+00
## رويترز عن هيئة روسية: من المتوقع استمرار الهزات الارتدادية الكبيرة والواضحة التي تصل قوتها إلى 7.5 درجة لمدة شهر على الأقل
30 July 2025 02:40 AM UTC+00
## رويترز: مسؤوا: وكالة الجيوفيزياء الإندونيسية تصدر تحذيرا من احتمال تسونامي في بعض أجزاء إندونيسيا عقب زلزال في روسيا
30 July 2025 02:40 AM UTC+00
## فرانس برس: أمواج تسونامي تغمر مدينة سيفيرو-كوليلسك في جزر الكوريل بأقصى الشرق الروسي
30 July 2025 02:41 AM UTC+00
## فرانس برس: إخلاء محطة فوكوشيما اليابانية من الموظفين إثر تحذير من تسونامي
30 July 2025 02:42 AM UTC+00
## فرانس برس: المكسيك تطلب من السكان الابتعاد عن المناطق الساحلية بسبب خطر تسونامي
30 July 2025 02:43 AM UTC+00
## شبكات تهريب الوقود الإيراني تتحكم بالسلطة والقانون في باكستان
30 July 2025 03:01 AM UTC+00
على امتداد الحدود الطويلة بين إيران وباكستان، تنشط واحدة من أكبر وأخطر شبكات تهريب الوقود الإيراني في جنوب آسيا، ما جعل السوق الباكستانية، بخاصة في مناطقها الجنوبية الغربية، مرتعاً خصباً للوقود الإيراني المهرّب. وتُعزى هذه الظاهرة إلى الفجوة الواسعة في أسعار الوقود بين البلدين، فضلاً عن تورط مسؤولين وقيادات قبلية على الجانب الباكستاني، ما خلق بيئة مثالية لازدهار تجارة غير شرعية تضرب بقوة اقتصاد بلد يرزح تحت أعباء الديون وعجز الميزانية وتفشي التضخم واضطراب أسواق الصرف وتراجع العملة المحلية. وعلى الرغم من تعاقب الحكومات الباكستانية، فإنها باتت عاجزة عن التصدي لتدفق الوقود الإيراني عبر الحدود، والذي يتم بوتيرة شبه يومية. ويستفيد من هذه التجارة المهربون وبعض التجار، بل وعامة المواطنين أيضا، فيما تبقى القوات المسلحة المنتشرة على الحدود عاجزة أو متورطة بحسب ما يشير إليه بعض المراقبين.
وعلى الرغم من استفادة فئة محددة من التجار من الوقود الإيراني المهرب، إلا أن معظمهم يدفعون الثمن غالياً. وفي هذا الصدد، يقول التاجر الباكستاني محمد قسيم خان كاكر لـ"العربي الجديد"، إن "المعضلة تكمن في أن جزءاً من السوق بات يعتمد كلياً على الوقود المهرب، حيث لا ضرائب تُدفع ولا التزامات قانونية تُحترم، ما يسمح لهؤلاء بعرض سلعهم بأسعار منخفضة للغاية، ويضر بالتجار الذين يلتزمون بالقانون". ويضيف كاكر أن "أصحاب محطات الوقود الرسمية يدفعون الرسوم والضرائب ويخضعون لرقابة مشددة، بينما المهربون يتصرفون بحرية تامة، ولا أحد يحاسبهم، بل إن لهم نفوذاً واسعاً داخل الأجهزة الرسمية، ويُعتقد أن لهم شركاء داخل الإدارات المحلية والأمنية".
حكومة موازية على الحدود
ويذهب كاكر إلى ما هو أبعد من ذلك، قائلاً إن "شبكة تهريب الوقود الإيراني أقوى من الحكومة ذاتها. لهم نفوذ داخل الوزارات ويعقدون لقاءات يومية مع كبار المسؤولين، وعند اعتقال أحدهم يتم إطلاق سراحه بعد ساعات"، كما يؤكد أن "القبائل المحلية أيضاً لها نصيب في هذه التجارة، من القيادات القبلية إلى السائقين والعمال، والجميع يستفيدون من مئات الشاحنات التي تعبر الحدود يومياً". ويضيف: "في الجنوب الغربي من باكستان، السلطة الحقيقية في ملف الوقود لم تعد بيد الحكومة بل بيد المهربين".
وفي 22 يوليو/ تموز الجاري، التقى وفد من التجار بقائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير، ورفعوا إليه شكاوى بشأن تأثير تهريب الوقود على أعمالهم، بخاصة في إقليم بلوشستان ومدينة كراتشي التي تُعد نقطة رئيسية في توزيع الوقود المهرب. ورداً على ذلك، أصدر الجنرال منير قراراً بمنع دخول الوقود المهرب إلى كراتشي، ووجّه القوات على الحدود بوقف هذا التدفق، وفق بيان صادر عن مكتب العلاقات العامة في الجيش.
لكن الخبير الاقتصادي نادر بلوش يقول لـ"العربي الجديد"، إن "هذه القرارات غير واقعية، فتهريب الوقود بات مصدر الدخل الوحيد لمعظم سكان بلوشستان، حيث دُمّرت القطاعات الأخرى بفعل النزاعات وتهميش الحكومات المتعاقبة. إذا قررت السلطات منع التهريب دون خطة بديلة، فإن الإقليم سينفجر غضباً". وبحسب بلوش، يمكن منع وصول الوقود إلى كراتشي من خلال تشديد الرقابة، لكن الوقود سيتدفق حينها إلى مدن أخرى مثل بيشاور ومناطق إقليم خيبر بختونخوا. ويضيف: "إذا تم حصر المنع في كراتشي فقط، فسيشعر تجار بلوشستان بأنهم يُعاقبون وحدهم، ما قد يؤدي إلى توتر كبير في الإقليم".
في أغسطس/ آب من العام الماضي، وفقاً لما صرّح به الناطق باسم الجيش الجنرال أحمد شريف سابقاً بأن "إغلاق الحدود بشكل تام سيُحدث كارثة اجتماعية واقتصادية في بلوشستان"، مشيراً إلى أن "الجيش خفّض حجم الوقود المهرب من 15-16 مليون ليتر يومياً إلى 5-6 ملايين ليتر، وأن القيام بأكثر من ذلك يتطلب حلولاً مدنية وتنموية طويلة الأمد".
الوقود الإيراني المهرّب "شرٌ لا بد منه"؟
لكن التاجر عبد الجبار ألوكوزاي، من مدينة كويتا، مركز إقليم بلوشستان، يشكك في هذه التصريحات قائلاً لـ"العربي الجديد"، إن "الكمية التي تدخل يوميا لا تقل عن عشرة ملايين ليتر من الديزل والبنزين. هناك أكثر من أربعة آلاف محطة بيع غير رسمية في الإقليم تعمل علناً وتبيع الوقود المهرب وكأنه مشروع قانوني. الحكومة المحلية سمحت رسمياً في بعض الأحيان بدخول الوقود أربعة أيام في الأسبوع، بينما في الواقع يدخل يومياً، وبإشراف من السلطات".
ويتابع أن "الجيش والحكومة غير جادين في وقف التهريب. لو كان الأمر يمس الأمن القومي كما هو الحال مع تهريب البضائع من أفغانستان، لقُضي عليه خلال أيام. لكن لأن جميع الأطراف مستفيدين، فلا أحد يريد إنهاء هذه الظاهرة، رغم آثارها المدمرة على الاقتصاد الوطني". ويُعد تهريب الوقود من إيران إلى باكستان أحد أبرز أسباب النزف المالي في الاقتصاد الباكستاني، حيث يحرم خزينة الدولة من إيرادات ضريبية وجمركية ضخمة كانت ستُحصّل من خلال القنوات الرسمية لبيع الوقود. ففي الوقت الذي تفرض فيه الدولة ضرائب متعددة على استيراد وتوزيع المشتقات النفطية، يتم تجاوز هذه الإجراءات بالكامل عبر شبكات التهريب التي تُدخل ملايين الليترات يومياً دون دفع فلس واحد. ويؤثر هذا الوضع بشكل مباشر على قدرة الحكومة على تمويل مشاريع البنى التحتية والخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والطاقة.
## لعبة التصنيف الائتماني ... تركيا أنموذجاً
30 July 2025 03:38 AM UTC+00
لتركيا حكاية طويلة مع وكالات التصنيف الائتماني الأميركية العالمية، فهي من اكتوت بنيران التصنيف غير مرة، ودفعت الثمن من تشويه سمعتها الاقتصادية واستقرار عملتها وهروب بعض الرساميل والاستثمارات، إن بعد الانقلاب الفاشل عام 2016 أو خلال الخلاف السياسي بين الرئيسين دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان عام 2018، على خلفية محاكمة أنقرة للقس الأميركي أندرو برونسون واتهامه بالتجسس ومساعدة منظمة إرهابية. ولما يغب عن بال الأتراك أيّما أثمان دفعوا وقتذاك، حين خفضت وكالتا "موديز" و"ستاندرد أند بورز" التصنيف الائتماني وغيرتا نظرتهما المستقبلية للاقتصاد التركي من مستقرة إلى سلبية. لتتراجع العملة التركية نحو 40% من قيمتها في العام 2018، ويقفز معدل التضخم إلى 15%، وتستمر معاناة تركيا مع التضخم والعملة الرخيصة حتى يومنا هذا.
وإن لم نقل على الأرجح، فإن تلك الأثمان دفعت تركيا للتحول، بسياساتها الاقتصادية، سواء ما يتعلق بموقفها من سعر الفائدة التي كانت تصفها بالربوية وتسعى لتصفيرها، لترفعها، كما تتطلب السياسة الجديدة وتقييم وكالات التصنيف، وترفع أسعار حوامل الطاقة مبتعدة، وإن نسبياً، عن الدعم بالداخل ونهجها السابق بالاستثمارات الحكومية، إلى جانب زيادة جرعات الاقتراض من البنك الدولي، لترتفع الديون الخارجية وتزيد أعباء التسديد والفوائد، ملبية بعض المطالب الغربية بهدف عدم التصادم وتحقيق طموحات برنامجها الاقتصادي التي أعلنه الوزير محمد شيمشك، صاحب الخبرة الدولية والتحول الليبرالي والذي بدأ مسيرته المهنية من "وول ستريت" لدى "يو بي إس للأوراق المالية" في نيويورك (1997-1998)، وكبير الاقتصاديين في السفارة الأميركية في أنقرة (1993-1997).
والوزير شيمشك ذاته من رأى، بعد إعلان وكالة موديز رفع التصنيف الائتماني لتركيا من مستوى B1 إلى Ba3، وإبقاء وكالة فيتش على تصنيفها دون تغيير، مع نظرة مستقبلية مستقرة، أن هذا التصنيف "إنجاز" يعكس نجاح السياسات الاقتصادية في تجاوز التحديات، ويؤكد متانة الاقتصاد التركي وقدرته على تحمل الصدمات. طبعاً، إلى جانب ما يجب أن يقال، بعد رفع التصنيف وعدم الإشارة إلى دور السياسة الذي تسبب بالتخفيض بالأمس وبالرفع اليوم، كمضي الحكومة التركية في تنفيذ برنامجها الاقتصادي بحزم، والتركيز على خفض التضخم بشكل مستدام، والحفاظ على عجز الحساب الجاري عند مستويات يمكن تحملها، وتعزيز الانضباط المالي في الموازنة العامة للوصول لمكاسب طويلة الأمد من خلال إصلاحات هيكلية وتقليص مخاطر الائتمان، وتسهيل الوصول إلى التمويل الخارجي، وفتح الباب أمام المزيد من الارتفاعات في التصنيف الائتماني للبلاد.
قصارى القول: يمكن تعريف التصنيف الائتماني بأنه قدرة الدولة، أو حتى المؤسسات، على الحصول على قروض، بالدرجة الأولى ومن ثم القدرة على تسديد الأقساط والفوائد، بالمواعيد المحددة، الأمر الذي يعكس، بالنسبة للدول خاصة، مدى قوة الاقتصاد والاستقرار السياسي وثقة المستثمرين والدول، بتوظيف الأموال أو إقامة الأعمال والتشارك والاتفاقات. أي، بمعنى آخر، يمكن اعتبار التصنيف الائتماني، للشركات والدول، بمثابة إثبات على القدرة على التسديد وقوة الاقتصاد وعدم وجود منازعات أو مخاطر، على أنواعها وبمقدمتها اقتصادية وسياسية. ما يعني ضرورة توفر تصنيف درجة أمان عالية، أو جدارة متوسطة أو على الأقل، مستقر ونظرة إيجابية، كي تتمكن الدول من الحصول على القروض، أو حتى تكسب ثقة من سيتعامل معها ويوظف أمواله داخلها. ليأتي السؤال المهم هنا: من هي شركات التصنيف، ولمن تتبع، وهل يمكن أن تتدخل السياسة وحسن العلاقات بمستوى التصنيف؟!
تحتكر الولايات المتحدة أكبر وأهم وكالات التصنيف الائتماني بالعالم (فيتش، موديز، ستاندرد أند بورز)، ونالت هذه الوكالات الثقة والمصداقية، داخل الولايات المتحدة، وربما فرضها بالخارج، بعد اعتمادها من هيئة الأوراق المالية الأميركية عام 1975. كما لم تنجح الدول الكبرى المنافسة اقتصادياً، سواء الصين التي حاولت منذ ثلاثين عاماً إنشاء وكالة "دادونغ" للتصنيف الائتماني في العام 1994، أو ألمانيا، منذ خمسة عشر عاماً، وقت شككت الدول الأوروبية بتقارير الوكالات بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008، لكنهما، الصين وألمانيا، لم تنجحا، أو لم تلق وكالاتهما الثقة والسمعة التي تتمتع بها وكالات الولايات المتحدة الثلاث. كما على الأرجح ستفشل محاولات دول أفريقية عدة، طرحت الشهر الماضي، دعوات لتأسيس وكالات تصنيف ائتماني إقليمية، إثر الشكوك والانتقادات المتزايدة للطريقة التي تتعامل بها الوكالات الثلاث الكبرى، والتي لا تعكس الظروف المحلية، وتؤثر سلباً على كلفة الاقتراض السيادي.
الأمر الذي زاد على قوة الولايات المتحدة، العسكرية والاقتصادية وحتى العلمية والفنية، مطرقة جديدة، يمكنها من خلالها التحكم، وإن نسبياً، بسمعة سيطرة الدول على الاقتصاد وقدراتها المالية واستقرارها السياسي، ما سيزيد أو يحجم من الاستثمارات الخارجية ويؤثر على سعر العملات، عبر التشكيك بعدم القدرة على السداد، أو القدرة وعدم وجود مخاطر.
نهاية القول: لا يمكن، وفق أحداث كثيرة، الحكم على تقارير وتصنيف الوكالات بأنها مؤسسات فنية مهنية مستقلة بالمطلق لا تتأثر بالدولة الحاضنة والمؤسسة على أرضها وبمالها ومحكومة بسياساتها الاستراتيجية، وربما بمثال تخفيض تصنيف تركيا، وقت تأثرت الوكالات بتوتر العلاقة الأميركية التركية عام 2008، وفي العبث بتصنيف الدول الأوروبية حالة أخرى، لتكون الحالة الأفقع حينما أمر الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما وكالة ستاندرد أند بورز بسحب تقريرها عن الاقتصاد الأميركي بعد تخفيض التصنيف وتعديله إلى "إيه إيه إيه"، لتسحب الوكالات التقرير بالفعل وتنصاع لأمر الرئيس. ولكن، وعلى حق التشكيك بحيادية الوكالات المطلقة، تبقى تقارير تصنيفها بمثابة صكوك إدانة أو غفران للدول، خاصة لدولة مثل تركيا تتطلع للخروج من فخ التضخم وأزمة الليرة وجذب الاستثمارات، ولو عبر تغيير وجه وهوية الاقتصاد والعودة للاستدانة، كما رأينا، ما يعني حاجتها الماسة للتصنيف ومبرر فرح وتفاخر وزير المال محمد شيمشك، كما رأينا بالأمس.
والفرح واعتبار تحسّن التصنيف إنجازاً للمشروع الاقتصادي التركي، رغم إمكانية رؤية ملمح مساومة بتقرير "موديز" برفع التصنيف الائتماني لتركيا من مستوى B1 إلى Ba3، والتعليل بتحسن الأداء في السياسات الاقتصادية، وخصوصاً في السياسة النقدية جراء رفع سعر الفائدة إلى 43%، لأن من يتفحّص تصنيف الوكالة، يوم الجمعة الماضي، يراه ومع رفع التصنيف والمديح "قوة التزام صانعي السياسات في تركيا، لا سيما البنك المركزي، بمواجهة الضغوط التضخمية، ومعالجة الاختلالات الاقتصادية، واستعادة الثقة تدريجياً بالليرة التركية من قبل المستثمرين المحليين والأجانب" يرى وعيداً، عبر "الترقية تعكس انخفاضاً في مخاطر العودة إلى سياسات اقتصادية غير تقليدية، رغم استمرار احتمال حدوث ذلك مستقبلاً"، ومحاولة تمرير الحيادية والاستقلالية، عبر ادعاء الموازنة بين المخاطر الصاعدة والهابطة المرتبطة بالتصنيف.. وكأن لا علاقة لحسن العلاقات التركية الأميركية بالأمر، ولا دخل لتبدل نهج تركيا الاقتصادي ومد يدها للمؤسسات المالية وقبول شروطها، بتصنيف "المستقرة".
## زلزال كامتشاتكا | تحذيرات من تسونامي يضرب سواحل المحيط الهادئ
30 July 2025 03:47 AM UTC+00
تشكلت موجات تسونامي في بعض سواحل المحيط الهادئ عقب زلزال، بقوة 8.8 درجة على مقياس ريختر، ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا قبالة الساحل الروسي، حيث ضربت أمواج مد عاتية (تسونامي) المناطق الساحلية في جزر الكوريل الروسية والجزيرة الشمالية الكبرى لليابان، هوكايدو، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية التي عدلت شدة زلزال كامتشاتكا بعد أن قالت أولاً إنها 8.7 درجة. وانطلقت صافرات التحذير من تسونامي في هونولولو، وطُلب من السكان التوجه إلى مناطق مرتفعة. كما حذرت إندونيسيا والمكسيك والاكوادور من تشكل موجات تسونامي وطلبت الابتعاد عن الشواطئ.
وقالت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية إن أول موجة تسونامي، بارتفاع نحو 30 سنتيمتراً، وصلت إلى مدينة نيمورو على الساحل الشرقي لجزيرة هوكايدو. وضربت أول موجة تسونامي المنطقة الساحلية في مدينة سيفيرو-كوريلسك، وهي المستوطنة الرئيسية في جزر الكوريل الروسية المطلة على المحيط الهادئ، وفقاً لما ذكره الحاكم المحلي فاليري ليمارينكو، الذي أشار إلى أن السكان في أمان وصعدوا إلى مناطق مرتفعة إلى أن يزول خطر حدوث موجة إضافية.
وأصدرت السلطات الأميركية تحذيراً من خطر حدوث تسونامي في المحيط الهادئ بعد زلزال بقوة ثماني درجات ضرب، قرابة الساعة 23,25 من ليل الثلاثاء، قبالة الساحل الروسي لشبه جزيرة كامتشاتكا، بحسب ما أعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية. وحدّدت الهيئة مركز الزلزال على عُمق 19.3 كم وعلى بُعد حوالي 136 كم من مدينة بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي، عاصمة منطقة كامتشاتكا. وتُعدّ شبه الجزيرة الروسية التي تفصل بحر أوخوتسك عن المحيط الهادئ "واحدة من أكثر المناطق عُرضةً للزلازل في العالم"، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
ويتابع "العربي الجديد" آثار زلزال كامتشاتكا وموجات تسونامي التي تسبب بها أولاً بأول.
## تجديد "علم الكلام" في سورية: عن بناء فقه سياسي ومواطني
30 July 2025 04:01 AM UTC+00
فرقٌ كبيرٌ بين التعبير عن الاستياء من العنف الطائفي الحاصل في سورية اليوم، وبين التحذير من اندلاع حرب أهلية، وبين دهشة بعضنا مما يفعله السوريون بأنفسهم وبلادهم، وعدم التصديق بأنّ هذا العنف هو من نتائج أسباب وعوامل رأيناها جميعًا تُزرع وتُغذّى يومًا بعد يوم، حتى نضجت وطرحت ثمارها الخبيثة.
بعد سنوات من "فوضى التديّن" في سورية، ومن تضارب التفسيرات الدينية، ومن رواج هذه التفسيرات في بلاد باتت منقسمة على ذاتها، مناطقَ وإداراتٍ ذاتية، قررت الدولة الجديدة، منذ نحو شهرين، الالتفات إلى مهمة إعادة ضبط الإيقاع وترتيب المشهد العقدي، بما يُشبه نمط القرنين الهجريين الثاني والثالث، لكن برؤية سياسية جديدة، لا تنتهج سياسات وطنية توحيدية واضحة، بل تضمر نوعاً من "التوحيد" غير المُعلن، من خلال إعادة تصنيف "أهل السنّة" السوريين، بدءًا من توجيه خطب الجُمع الأسبوعية.
وقد تجلّى ذلك بصدور تعميم وزارة الأوقاف السورية رقم 636، بتاريخ 25/5/2025، الذي تضمّن مجموعة من التوصيات الموجَّهة إلى الخطباء، في مقدّمتها الالتزام بالمراجع الفقهية الأربعة (الحنبلي، المالكي، الحنفي، الشافعي)، والمرجعيات العقدية "المعترف بها": الأشاعرة، والماتريدية، وأهل الحديث.
وللإنصاف، لا يجوز إنكار ما ورد في التعميم من توصيات إيجابية تهدف إلى تأسيس خطاب ديني يقوم على الاعتدال والتوازن ونبذ التعصّب والتحزّب، والالتزام بالضوابط العلمية. لكن، هل يشمل هذا الخطاب جميع السوريين؟
الواقع أنّ القرار لم يشمل كلّ طوائف السوريين ومذاهبهم، بل عكس رؤية دينية تتبع "الطائفة الغالبة"، وخلا من عناصر الخطاب الديني الوطني التعددي كالتسامح، وقبول الآخر، وتعزيز الحوار، والاعتراف بالاختلاف. وهذا يؤشر إلى أنّنا لا نزال بعيدين، زمنيًا وثقافيًا، عن بناء فقه سياسي ومواطنيّ ملائم لمجتمع تتجاور فيه منابر الجوامع مع مذابح الكنائس، وصُوّان الحسينيات، وغرف الخلوات الصوفية.
كان الأجدر أن تُسأل وزارة الأوقاف – وربما معها وزارة الثقافة المنشغلة عن المجتمع – ما الذي جعل الهوية الدينية للمجتمع السوري بحاجة إلى هذا الترسيم الحصري للمذهب السنّي؟ ولماذا وفق اعتبارات سياسية أكثر منها ثقافية؟ فالسوري العادي لم يكن معنيًا بهذه التفاصيل الدقيقة؛ بالكاد يعرف الفرق بين الأشعري والماتريدي، ويظن أنّ جميع المسلمين "أهل حديث".
تغرق البلاد في مرحلة جديدة من التصنيف الكلامي العقيم
وما يظهر من التعميم، أنّه لا يحتفي بتنوّع المجتمع الديني السوري، بل يكشف عن مدى تغلغل الأيديولوجيات الإسلامية المتعددة التي هيمنت على الذهنية العامة خلال العقد الأخير، بفعل تدخلات نعرفها جميعًا، وإن لم نبُح بها. فهل ما زالت هذه الذهنية تحكم الدولة نفسها؟ وهل يأتي هذا التعميم كمحاولة لتأطير تلك التدخلات ضمن إطار رسمي أكثر تنظيمًا؟ الجواب، ببساطة: نعم. إذ لا يمكن افتراض غير ذلك.
السوريون – بخاصة السنّة منهم – لا يرغبون في هذا المسار، سواء أدركوا طبيعة انتماءاتهم العقدية أو لم يدركوها. فبعد موجة من التصنيفات السياسية، والدينية، والطائفية، يُدفعون اليوم إلى تصنيفات أضيق داخل الطائفة ذاتها. لم يعد يكفي أن تكون مسلماً سنّياً، بل سيتحدد لاحقاً ما إذا كنت أشعريًا، أو ماتريديًا، أو سلفيًا. وكأن الهدف من هذه التصنيفات هو تهدئة الصراع الداخلي داخل الهوية الواحدة، بينما أدّت النتيجة إلى العكس: انقسامات جديدة لم يكن السوريون بحاجة إليها.
واللافت أن دولًا مثل السعودية وقطر والإمارات والأردن تسعى اليوم إلى تجاوز الجدل العقدي، والانتقال نحو خطاب ديني مبسّط وموحِّد، بينما تجد سورية نفسها تغرق في مرحلة جديدة من التصنيف الكلامي العقيم، لا لحاجتها إليه، بل خشية من إعادة رسم المشهد المذهبي بما يخدم الترتيب السياسي المستقبلي.
ختامًا: الإمام الغزالي، المحبوب لدى السوريين، هو من صاغ النسخة الأخيرة للفكر الأشعري، وهو نفسه من حذّر في كتابه "إلجام العوام عن علم الكلام" من فتح أبواب الجدل العقدي لعامة الناس، معتبرًا أنّ انشغال العوام بلذائذ الحياة أهون من انشغالهم بالكلام والجدل.
وقريبًا من رأيه، رأى ساسة كُثُر، في الماضي والحاضر، أنّ انشغال الشعوب بمتاع الحياة – أو حتى بصعوباتها – أهون من انشغالها بالسياسة. لكن إن كانت الغاية اليوم إبعاد السوريين عن السياسة، فهم بحاجة لمن يشغلهم عنها برفاه العيش في ظل دولة عادلة واقتصاد نامٍ، لا بالخوف والفقر والتفكك.
السوريون اليوم – مسلمين وغير مسلمين، سنّة وشيعةً وعلويين ودروزاً وإسماعيليين – في أمسّ الحاجة إلى خطاب وطني جامع، لا إلى مزيد من إحياء الهويات القديمة التي تهدد ما تبقى من الروابط الوطنية.
* كاتب سوري
## زلزال كامتشاتكا | تحذيرات من تسونامي يضرب عدة دول على المحيط الهادئ
30 July 2025 04:12 AM UTC+00
تشكلت موجات تسونامي في بعض سواحل المحيط الهادئ عقب زلزال بقوة 8.8 درجات على مقياس ريختر ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا قبالة الساحل الروسي، حيث ضربت أمواج مد عاتية (تسونامي) المناطق الساحلية في جزر الكوريل الروسية والجزيرة الشمالية الكبرى لليابان هوكايدو، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية التي عدلت شدة زلزال كامتشاتكا بعدما قالت أولاً إنها 8.7 درجات. وانطلقت صافرات التحذير من تسونامي في هونولولو، وطُلب من السكان التوجه إلى مناطق مرتفعة. كما حذرت إندونيسيا والمكسيك والإكوادور من تشكل موجات تسونامي وطلبت الابتعاد عن الشواطئ.
وقالت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية إن أول موجة تسونامي، بارتفاع نحو 30 سنتيمتراً، وصلت إلى مدينة نيمورو على الساحل الشرقي لجزيرة هوكايدو. وضربت أول موجة تسونامي المنطقة الساحلية في مدينة سيفيرو-كوريلسك، وهي المستوطنة الرئيسية في جزر الكوريل الروسية المطلة على المحيط الهادئ، وفقاً لما ذكره الحاكم المحلي فاليري ليمارينكو، الذي أشار إلى أن السكان في أمان وصعدوا إلى مناطق مرتفعة إلى أن يزول خطر حدوث موجة إضافية.
وأصدرت السلطات الأميركية تحذيراً من خطر حدوث تسونامي في المحيط الهادئ، بحسب ما أعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية. وحدّدت الهيئة مركز الزلزال على عُمق 19.3 كم وعلى بُعد حوالي 136 كم من مدينة بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي، عاصمة منطقة كامتشاتكا. وتُعدّ شبه الجزيرة الروسية التي تفصل بحر أوخوتسك عن المحيط الهادئ "واحدة من أكثر المناطق عُرضةً للزلازل في العالم"، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
وأعلنت هيئة روسية للمسح الجيولوجي، اليوم الأربعاء، أنّ الزلزال هو الأعنف في هذه المنطقة منذ عام 1952، محذّرة من خطر حدوث هزّات ارتدادية عنيفة للغاية. وقالت هيئة رصد الزلازل في كامتشاتكا في منشور على تطبيق تليغرام إنّ "أقوى زلزال منذ عام 1952 وقع لتوّه في منطقة كامتشاتكا الزلزالية. ونظراً لحجم الحدث، يُتوقّع حدوث هزات ارتدادية عنيفة يمكن أن تصل قوتها إلى 7.5 درجات".
ويتابع "العربي الجديد" آثار زلزال كامتشاتكا وموجات تسونامي التي تسبب بها أولاً بأول.
## "فرانس برس": السلطات الروسية تعلن حال الطوارئ في شمال جزر كوريل بعد التسونامي
30 July 2025 04:47 AM UTC+00
## الجزائر: محاولة جديدة لتحطيم تمثال "المرأة العارية" في مدينة سطيف
30 July 2025 04:59 AM UTC+00
تعرض تمثال "امرأة عين الفوارة" في وسط مدينة سطيف، شرقي الجزائر، الذي يضم منبعاً مائياً متدفقاً، لمحاولة تحطيم من قبل شاب في "حالة متقدمة من السكر"، ليل الثلاثاء الأربعاء. وتدخلت قوات الأمن لمنعه من تدمير التمثال وتم اعتقاله حيث يجري التحقيق معه لمعرفة دوافعه. وهذه المرة الرابعة التي يتعرض فيها التمثال لمحاولة تحطيم منذ 2017.
وتعرّض وجه التمثال لأضرار بالغة نتيجة محاولة تحطيمه، وقال مدير الثقافة لولاية سطيف هاشمي عامر، في تصريح للصحافيين، إنّ "الفاعل كان في حالة متقدمة من السكر، وقام بتخريب وجه التمثال. كان الضرر يمكن أن يكون أكبر لولا التدخل السريع لرجال الشرطة الذين يحرسون المعلم بشكل دائم منذ فترة". وكانت السلطات الجزائرية قد أنهت في يونيو/ حزيران 2023 عملية ترميم التمثال في أعقاب تعرّضه لعملية تخريب.
ويُطلق على التمثال اسم "عين الفوارة"، نسبة إلى ينبوع المياه الطبيعي المتدفق على مدار العام من الجهات الأربع للنصب الذي تعلوه منحوتة رخامية لامرأة عارية. وتبدو التفاصيل واضحة بفضل شدة إتقانها. وهناك شبه إجماع بين الباحثين على أنّ الحاكم الفرنسي للمدينة انزعج من المصلين الذين كانوا يتزاحمون على الوضوء من النبع الذي لا يبعد عن المسجد العتيق إلا مائة متر، فطلب من النحات فرانسيس دو سانت ـ فيدال نحت امرأة عارية علّه يخدش حياء المسلمين ويجعلهم ينفرون من المكان. وجُلبَ التمثال من فرنسا إلى ميناء سكيكدة، ومنه إلى مدينة سطيف في عربة تجرّها الخيول. ونصب في 26 فبراير/ شباط عام 1898، لكن خيبة الحاكم الفرنسي كانت كبيرة فجر اليوم التالي، حين رأى مرتادي المسجد العتيق يقبلون على الوضوء من النبع كعادتهم، من غير أن يمسّوا المنحوتة بسوء. وتحولت في نظرهم إلى ما يُشبه "الولية الصالحة" التي تزار للتبرك بالمياه المنسابة تحت قدميها.
وهذه هي المرة الرابعة التي يتعرض فيها التمثال لمحاولة تخريب، نتيجة بعض الآراء المتشددة لكون التمثال يجسد امرأة عارية، فمنذ عام 2017 تعرض لتخريب طفيف، وفي أغسطس/ آب 2018 عمد متشدد إلى تهشيم أجزاء من التمثال، وفي الثاني من ديسمبر/ كانون الأول 2023 تعرض لعملية تخريب على يد شاب استغل انشغال الناس بمباراة لكرة القدم حيث قفز إلى التمثال وهوى عليه بمطرقة في محاولة لتهشيمه، قبل أن يتم توقيفه من قبل الشرطة المحلية.
وسبقت ذلك ثلاث عمليات تخريب طاولت التمثال؛ الأولى في عام 1997 وكانت أول محاولة لتحطيمه وقد نفذتها مجموعة مسلحة فجّرت التمثال بقنبلة ما أدى إلى تخريب أجزاء منه، وجرت بعد ذلك محاولات تخريب أخرى للأسباب نفسها في عام 2006. وكان نواب في البرلمان قد طالبوا بنقل تمثال "المرأة العارية" من الفضاء العام إلى المتحف بحجة أنه "يخدش الحياء العام ولحمايته من المخرّبين".
## عون يدعو الجزائر إلى المساهمة في إعادة إعمار لبنان
30 July 2025 05:17 AM UTC+00
طلب الرئيس اللبناني جوزاف عون، مساء أمس الثلاثاء، دعماً من الجزائر للمساعدة في إعادة الإعمار وترميم البنية التحتية التي تضررت بفعل العدوان الإسرائيلي على لبنان. وقال عون، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، إنّ لبنان يتطلع إلى دعم "كل شقيق أو صديق قادر على المساعدة"، ويتطلع للجزائر "لمساعدتنا على إعادة إعمار ما خلفته الاعتداءات والحروب الأخيرة على مستوى المنشآت الحكومية والبنى التحتية"، وفق ما أوردته الرئاسة الجزائرية.
وأكد عون أنّ "مجالات التعاون بين الجزائر ولبنان كثيرة ومهمة في الاقتصاد والطاقة والزراعة والتجارة والتربية والتعليم والثقافة والصحة والسياحة والتكنولوجيا"، مشيداً بمواقف الجزائر المؤيدة لبلاده في مجلس الأمن والمحافل الدولية وتقديمها الدعم له في الأزمات. وعبّر عون عن "تقدير لبناني لافت للجزائر المعروفة بدورها التاريخي البارز ومواقفها الداعمة للبنان في عدة أزمات، وحضورها الدائم في المساعي العربية الحميدة لإخراجه من أزماته"، مشيراً في هذا السياق إلى مساهمة الجزائر في عمل اللجنة العربية العليا في إطار الجهود التي أدت إلى إقرار وثيقة الوفاق الوطني بمدينة الطائف، في نهاية الثمانينيات.
ودعا الرئيس اللبناني إلى "تعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي في العالم العربي، بما يحفظ للدول العربية مكانتها ويحقق الحلول العادلة لقضايانا الملحة، بدءاً بقضية الشعب الفلسطيني باعتبارها ممراً إلزامياً لسلام عادل ثابت وشامل". وكان عون قد وصل أمس الثلاثاء إلى الجزائر في زيارة رسمية تدوم يومين، وهي الأولى من نوعها لرئيس لبناني منذ 23 عاماً، استجابة لدعوة كان قد وجهها له الرئيس عبد المجيد تبون في التاسع من فبراير/ شباط الماضي. ويرافق الرئيس عون وزير الخارجية يوسف رجي، ووزير الإعلام بول مرقص، والمستشار المكلف بإعادة الإعمار علي حمية.
بدوره، أعلن تبون الاتفاق على"تفعيل آلية التشاور السياسي"، و"الإسراع بعقد الدورة الأولى للجنة المشتركة الجزائرية - اللبنانية لتكون منطلقاً جديداً وإطاراً دافعاً لتعاون مثمر ومستدام يندمج فيه رجال الأعمال والمتعاملون الاقتصاديون من خلال تفعيل مجلس رجال الأعمال المشترك". ووصف تبون زيارة الرئيس اللبناني بـ"الخطوة بالغة الأهمية في مسار العلاقات الأخوية القوية والمتجذرة بين البلدين وفرصة ثمينة لتعميق التعاون"، مشيراً إلى أنه بحث مع نظيره اللبناني ملفات عديدة ذات صلة بالتعاون القائم وما يستشرف من آفاق لتكثيفه وتوسيعه.
وجدد تبون "التزام الجزائر الدائم للتضامن مع الشعب اللبناني الشقيق في كل الظروف وحرصها على أمن لبنان واستقراره"، مشيراً إلى "المساعي التي تبذلها الجزائر على مستوى مجلس الأمن لوقف انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي للسيادة اللبنانية، والتزامها ببذل أقصى الجهود، بما في ذلك دعم قرار الأمم المتحدة لتجديد عهدة قوات حفظ السلام في جنوب لبنان".
وناقش الرئيسان تطورات القضية الفلسطينية وجهود وقف الإبادة وسياسة التجويع في غزة وإحباط خطط تهجير سكانها، إضافة إلى الوضع في سورية، حيث قال الرئيس الجزائري "لدينا انشغال عميق بالتطورات التي تشهدها سورية في الفترة الأخيرة والاعتداءات على هذا البلد الشقيق ومحاولة التدخل في شؤونه". كما دعا الطرفان إلى "جهد عربي لمرافقة دول ليبيا والسودان واليمن لتجاوز الأزمات المنهكة التي تعاني منها". وقلّد الرئيس الجزائري نظيره اللبناني وسام استحقاق وطني برتبة أثير، "إثباتاً لعلاقات الأخوة والتفاهم ولما بين الجزائر ولبنان الشقيقين من مواقف محفوظة في التاريخ".
## مسلسلات الأنمي: أفلام مُكمّلة على أمل إنقاذ الصناعة
30 July 2025 05:26 AM UTC+00
نشهد اليوم النجاح المتوقع للافتتاح الضخم لفيلم Demon Slayer: Kimetsu No Yaiba The Movie: Infinity Castle، المكمل لسلسة Demon Slayer، وقد حقق في الأيام الثلاثة الأولى ما بين 5.5 مليارات حتى 7.3 مليارات ين، أي ما يعادل من 37 إلى 49.6 مليون دولار أميركي تقريباً، متفوّقاً على الفيلم السابق من السلسلة نفسها Mugen Train الذي بلغت عائداته في أول ثلاثة أيام 44 مليون دولار.
حقق الفيلم في أول ثلاثة أيام فقط أكثر من 4.6 مليارات ين، متصدراً شباك التذاكر الياباني، ومرسّخاً مكانه ظاهرةً متميزة في عالم الأنمي. وعلى الجانب الآخر، ينتظر جمهور Chainsaw Man إصدار الفيلم المكمّل الذي يحمل عنوان Reze Arc خلال الأسابيع القادمة، وسط تساؤلات كثيرة حول ما إذا كان هذا العمل سينجح في تكرار تجربة Demon Slayer، أو على الأقل في تعويض استوديو MAPPA عن التكاليف الكبيرة التي تكبّدها نتيجة تمويله الذاتي المكلف للموسم الأول من السلسلة، في تجربة مالية لم تحقق العوائد المتوقعة. اليوم تُعرض أفلام سلاسل الأنمي مكملاً أساسياً للقصة، وليست حبكة جانبية كما في العقد الماضي، وDemon Slayer هو المثال الأبرز لهذه التجربة.
نشهد اليوم تحوّلاً كبيراً في آلية سرد الأنمي الياباني خلال السنوات الأخيرة، فبينما كانت استوديوهات التسعينيات والعقد الأول من الألفية تعتمد على عرض الحلقات أسبوعياً من دون توقف، أصبحت الصناعة الآن تعتمد المواسم القصيرة تتبعها أفلام سردية مركزية. هذا النمط لا يعكس تبدلاً في الذوق العام، إنما يعكس منطقاً اقتصادياً جديداً ينقذ الصناعة من الإفلاس والتكاليف الإنتاجية العالية التي لم تعد تحقق أرباحاً مناسبة خصوصاً مع انتشار التسريب.
وأظهرت التجارب الأخيرة أنه رغم الشهرة الكبيرة والشعبية العالية لبعض أعمال الأنمي، إلّا أنها قد لا تحقق النتائج الاقتصادية المتوقعة. فأنمي Attack on Titan: Final Season، واجه تراجعاً في مبيعات بلوراي مع تسريب الحلقات وتوفرها مجاناً على الإنترنت، إضافةً إلى ضعف الزخم بسبب طول مدة الإنتاج، ومشاكل داخلية في فرق العمل نفسها، وأيضاً تقسيمه لأقسام عدّة على نحوٍ يُفقد الجمهور صبره ويضطره لقراءة المانغا. ويُعتقد أن هذا التقسيم جاء تحت ضغط جدول إنتاج خانق داخل استوديو MAPPA، الذي كان يعمل في الوقت نفسه على Chainsaw Man وJujutsu Kaisen، الأمر الذي تسبب في استنزاف الفرق الفنية وتأخير التسليم.
وفي مثال آخر، أنمي Bleach الذي عاد بعد طول انتظار بموسم Thousand-Year Blood War. قدم الأخير جودة فنية رائعة أعادت إحياء شعبية الأنمي القديم، لكن عودة Bleach في الموسم المذكور، ورغم جودتها الفنية، اصطدمت بنموذج توزيع حصري مع "ديزني بلاس"، ما أدى إلى فقدان السوق اليابانية لفرصة شراء النسخ الفيزيائية (Blu‑ray/DVD). ويظهر ذلك في الأداء المتواضع لما بيع من النسخ: فقد باعت أول مجموعة Blu‑ray في اليابان 2586 نسخة فقط في الأسبوع الأول، وهو رقم قليل مقارنة بالترقب الكبير وعودة الأنمي إلى الواجهة الشعبية.
يُشار إلى أن المبيعات الفيزيائية (أي النسخ الملموسة مثل أقراص الـDVD والبلوراي التي تمثّل مؤشراً مباشراً على دعم الجمهور) هي مصدر للدخل المحلي في صناعة الأنمي.
ومع صعود المنصات العالمية مثل "كرانشي رول" و"نتفليكس"، لم يعد عرض الأنمي محصوراً بالسوق اليابانية، إنما يُعرض عالمياً في الوقت نفسه، ويُعرض لاحقاً عبر البثّ الرقمي، ما يضاعف من إمكانات الربح، ويوسّع القاعدة الجماهيرية. هذا التحول في التوزيع رافقته تغييرات في أدوات الترويج، إذ أصبحت بعض الحلقات الأولى من المواسم الجديدة تُعرض في صالات السينما، كما حدث في Demon Slayer الذي يكمل حلقاته بعد عرضها فيلماً في السينما أولاً، الأمر الذي يحقق عائدات اقتصادية مربحة يصبح إكمال العمل بعدها كحلقات أكثر أماناً ومع جمهور مضمون يمكن قياسه من شباك التذاكر.
تُظهر تجربة استوديو MAPPA مغامرة معقدة في إنتاجه لأنمي Chainsaw Man، فاختار الاستوديو طريق التمويل الذاتي الكامل، وهو خيار يمنحه حرية فنية مطلقة، لكنّه يحمّله عبء الخسائر بالكامل. هذه التجربة، رغم جرأتها، كشفت عن هشاشة هذا النموذج في حال غابت الضمانات التجارية، أو لم ترتقِ النتائج إلى مستوى التوقعات. لذلك؛ يتحوّل الفيلم المكمل للأنمي Reze Arc من مشروع سردي بسيط إلى رهان وجودي للاستوديو، واختبار ما إذا كان الجمع بين الجودة السينمائية والطابع التسويقي العالمي قادراً فعلاً على إنقاذ العمل من الانهيار المالي.
تُظهر الأرقام الفجوة الكبيرة بين نماذج الإنتاج المختلفة. فقد بلغت الميزانية التقديرية لفيلم Demon Slayer: Mugen Train قرابة 15.75 مليون دولار، وحقق إيرادات تجاوزت 507 ملايين دولار عالمياً، ما يعني أنه حقق أكثر من 32 ضعفاً لتكلفته، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ أفلام الأنمي. أما فيلم Jujutsu Kaisen 0، الذي بلغت ميزانيته نحو 15 مليون دولار أيضاً، فقد وصلت إيراداته إلى ما يقارب 196 مليون دولار، أي بعائد مضاعف مماثل، وإن كان أقل ضخامة من Mugen Train. في المقابل، جاء أداء مسلسل Chainsaw Man أقل من التوقعات مالياً، رغم أنه حظي بثناء نقدي كبير وجماهيرية واسعة، فقدّرت تكلفة إنتاجه بين 1.8 و2.4 مليون دولار، إلّا أن غياب لجنة إنتاج وتحمّل استوديو MAPPA للتمويل كاملاً، جعل تحقيق الأرباح أمراً أصعب.
هذا ما دفع الاستوديو لاحقاً إلى تحويل التكملة إلى فيلم سينمائي، على أمل أن يحقق عوائد مضاعفة تغطي تكاليف الإنتاج السابقة، رغم أن ميزانيته الدقيقة لم تُعلن بعد، لكنّها تتراوح بحسب التقديرات بين 10 و20 مليون دولار. وبالطبع، يترافق هذا الخيار مع إمكانية تحويل هذا العمل إلى فيلم سينمائي مكثف، وهي حالة لا يمكن أن تكون مناسبة لكل أعمال الأنمي.
ما يحدث اليوم ليس مجرد تغيّر في أدوات السرد، بل إعادة رسم كاملة لخريطة الصناعة؛ فالأفلام التي كانت تُنتج بين المواسم بوصفها ملحقاً ترفيهياً، أصبحت اليوم الحلقة الأساسية في السلسلة، بل إنّ بعض القصص، كما هو الحال مع Made in Abyss، لا تُروى إلّا من خلال أفلام متتالية، تجعل من متابعة الحلقات وحدها تجربة غير مكتملة.
## قائمتا إبستين وباف ديدي والبحث عن اسم ترامب
30 July 2025 05:31 AM UTC+00
ضجّت وسائل الإعلام الأميركية منذ فترة بقائمتين شهيرتين؛ الأولى هي قائمة مُرتادي جزيرة جيفري إبستين، الذي تحوم حوله شبهات الاتجار بالبشر، وانتهى الأمر بـ"انتحاره" في زنزانته. قائمة إبستين التي هُدّد بها كثير من الشخصيات السياسية في العالم، ودارت حولها العديد من التكهنات، فجأة، أُعلن أنها غير موجودة، وكأنها اختفت، علماً أن حليف دونالد ترامب والمحامي سيئ السمعة آلان ديرشوفتز سبق أن قال إنه رآها واطّلع على محتواها. يُضاف إلى ذلك بعض الوقائع الجديدة التي تثبت علاقة ترامب بإبستين، إذ كشفت "سي أن أن" أخيراً أن إبستين كان حاضراً في حفل زفاف ترامب، على عكس ما يزعمه الأخير بأنهما لم يكونا صديقين.
القائمة الثانية، هي قائمة مرتادي حفلات باف ديدي، مغني الراب الشهير والمنتج المتهم بالعمل بإدارة شبكة دعارة، بعد إسقاط العديد من التهم عنه. يُقال إن هذه القائمة تحتوي على أسماء كثير من المشاهير الذين تورطوا في جرائم وأفعال مشينة، أشرف عليها ديدي بنفسه. هذه القائمة أيضاً اختفت، أو على الأقل لم تُعلَن للعامة.
أزمة هاتين القائمتين أنهما حركتا الرأي العام العالمي، خصوصاً في الولايات المتحدة. والسبب هو التدخل السياسي في العملية القضائية؛ إذ يُتَّهم دونالد ترامب، الذي لطالما تغنى بقائمة إبستين وتعهّد بنشرها، بأنه مسؤول عن إخفائها. التهمة يوجّهها إليه أشد مناصريه، ونقصد جماعة Maga؛ إذ نُظر إلى إخفاء القائمة بوصفه نوعاً من التهرب من الوعود الانتخابية التي قدمها ترامب لناخبيه، وعلى ابتذال المفارقة، لكنها محقة.
هذا الوعد بكشف الجماعات السرية في المجتمع الأميركي السياسي والفني، لطالما حامت حوله الشبهات، وبُنيت عليه نظريات مؤامرة ساهم ترامب نفسه بالترويج لها. لكن، ما إن كتب إيلون ماسك عبر "إكس" أن ترامب على قائمة إبستين، حتى تغيرت قواعد اللعبة، وفجأة، اختفت القائمة، وأكّد ترامب نفسه أنها غير موجودة ولا داعي للحديث عنها بعد الآن، وكأن شيئاً لم يكن.
في الوقت نفسه، تدور سجالات حول قائمة ضيوف حفلات ديدي، الموجود حالياً في السجن. يُقال إن هذه القائمة ستفضح عالم الترفيه والموسيقى في الولايات المتحدة، بصورة تقارب ما حصل في فضيحة واينستين وانطلاق حركة مي تو. لكن حتى الآن، لم تظهر القائمة، وبدأت الشكوك تدور حول مجموعة من المشاهير الذين ساهموا بعدم خروجها إلى العلن، خوفاً على مستقبلهم المهني.
هنا نحن أمام سؤال مريب: هل من المعقول أن يكون النظام السياسي الأميركي، ومؤسسات صناعة الموسيقى، وهوليوود كلها، مرتبطة بقائمتين فقط؟ قوائم قادرة على إعادة تشكيل وجه الخريطة السياسية والثقافية؟ خصوصاً أن التهم هذه المرة لا تتعلق بالفساد، مثل فضيحة السرقة التي أطاحت بمارين لوبان، زعيمة اليمين الفرنسي، بل تهم من نوع مشين كالاتجار بالبشر والعنف الجنسي وغيرها.
نطرح هذا السؤال لأننا أمام شبهات تدخل قضائي وسياسي لإخفاء هذه القوائم، أو تفادي الحديث عنها. لكن، وإن أردنا تذليل نظرية المؤامرة، نحن أمام طبقة اجتماعية-اقتصادية ترى نفسها فوق القانون، إلى درجة أن ينكر رئيس الولايات المتحدة الأميركية وجود قائمة يعلم الجميع بأنّها هناك. بالتالي، ربما نحن أمام عالم سري من الصفقات أو الملذات التي تصل إلى حد الجريمة، وتتمتع بها طبقة محددة فقط.
أي محاولة للاستطراد في المقاربة السابقة تدخل بنا إلى حواف نظرية المؤامرة، وهنا بالضبط تكمن المشكلة؛ إذ إن محاولة التفكير العقلاني في الموضوع تهددها حشود الذباب الإلكتروني والمبالغات والأطماع السياسية. وربما هذا ما تحوّل لاحقاً إلى سلاح خطابي-سياسي: اتهام أي محاولة لفهم خفايا السلطة/الصناعة بالتآمر أو المبالغة أو الغرق في التفاصيل غير المفيدة.
الاتهام السابق حوّل كثيرين إلى "محققين رقميين"، مثل محاولة بعضهم رصد ردات فعل جاي زي وبيونسيه، اللذين يُقال إن اسمهما على قائمة ديدي، أو تحليل لغة جسد ترامب عند سؤاله عن إبستين.
هذه الظاهرة سببها تعطيل القضاء التقليدي، ونبذ الصحافة الجادة هذه الحكايات، خوفاً من تهمة دعم نظريات المؤامرة، ليُترك الأمر برسم هواة صناع المحتوى وأصحاب نظريات المؤامرة الذين ينتهي غالباً كل نقاش معهم إلى أن الكائنات الفضائية هي مَن بنت الأهرامات، ما يترك هذه القوائم سلاحاً يمكن التلويح به بأي لحظة من دون أن نكتشف "الحقيقة".
## "الأناضول": ترامب يحذّر سكان هاواي من احتمال وقوع تسونامي بسبب الزلزال القوي شرق روسيا
30 July 2025 05:43 AM UTC+00
## ترامب يستبعد حضور قمة مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا لرفضه سياساتها
30 July 2025 05:51 AM UTC+00
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، إنه ربما لا يحضر قمة قادة مجموعة العشرين المقبلة في جنوب أفريقيا في نوفمبر/ تشرين الثاني ويرسل ممثلاً آخر عن الولايات المتحدة، عازياً ذلك إلى رفضه سياسات جنوب أفريقيا. وقال الرئيس الأميركي لصحافيين على متن الطائرة الرئاسية العائدة من اسكتلندا إلى الولايات المتحدة: "أعتقد أنني سأرسل ممثلاً آخر لأنني واجهت الكثير من المشاكل مع جنوب أفريقيا. لديهم سياسات سيئة للغاية". وانتقد ترامب سياسات جنوب أفريقيا الداخلية والخارجية، بدءاً من سياستها المتعلقة بالأراضي ووصولاً إلى رفعها دعوى على إسرائيل بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في غزة.
ووقع ترامب أمراً تنفيذياً في فبراير/ شباط لخفض المساعدات المالية الأميركية لجنوب أفريقيا. وفي مايو/ أيار، واجه ترامب رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا بمزاعم كاذبة عن إبادة جماعية للبيض ومصادرة أراض خلال اجتماع في البيت الأبيض.
وفي وقت سابق من العام، قاطع وزير الخارجية ماركو روبيو اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا التي تتولى رئاسة المجموعة من ديسمبر/ كانون الأول 2024 إلى نوفمبر/ تشرين الثاني 2025. وتتذمر واشنطن، سواء في عهد ترامب أو الرئيس السابق جو بايدن، من القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، والتي اتهمت فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة.
وأسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة عن استشهاد أكثر من 60 ألف فلسطيني وسط أزمة جوع ونزوح طاولت جميع سكان القطاع المحاصر. وأدت الإبادة إلى اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب في المحكمة الجنائية الدولية. كما توترت العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا في عهد ترامب بسبب سياسات جنوب أفريقيا المتعلقة بالتمكين الاقتصادي للسود لمعالجة إرث قرون من عدم المساواة العرقية.
(رويترز، العربي الجديد)
## عبد الهادي الجزار.. مئوية رسّام الأساطير اليومية
30 July 2025 06:00 AM UTC+00
في لوحته "المجنون الأخضر" (1951)، يرسم الفنان المصري عبد الهادي الجزار وجهاً لا يُنسى: رأس أصلع مصبوغ بالأخضر، وقرط غريب يتدلّى من الأذن، ويدان مرفوعتان كقرنين يخرجان من خلف الرأس، كأنهما علامتان سحريّتان أو إشارتان من عالمٍ خفي. العينان غائرتان، لا تنظران إلى الخارج، بل إلى ما وراء الحُجب، في هيئةٍ تجمع بين السكون والتأمل والرؤيا. هذه اللوحة لا تقف وحدها، بل تختصر جانباً عميقاً من رؤية الجزار الفنية: حداثة مسكونة بالأساطير، لا تتوسّل العلم بقدر ما تنقّب في اللاوعي الشعبي، وتحفر في الطبقات المجهولة من المخيّلة الجمعية.
تحلّ الذكرى المئوية لميلاده (1925–1966)، لتعيد إلى الواجهة تجربة فنية لم تندرج بسهولة تحت أي مدرسة أو تيار، وظلّت تطرح من الأسئلة أكثر مما تقدّم من أجوبة. في زمنٍ كانت فيه الحداثة تُروَّج بوصفها مشروعاً قومياً للتنمية، اختار الجزار طريقاً آخر؛ طريقاً تتجاور فيه التروس مع الطلاسم، وتتشابك فيه الآلة مع جسد المجذوب، فما الحداثة التي حلم بها الجزار؟ أهي مشروع تقني؟ أم لغة رمزية تحاول فهم العالم لا تغييره؟
تجربة لا تستعير التراث بل تعيد توليده في حقل بصري جديد
منذ لوحاته الأولى في أربعينيات القرن العشرين، بدا الجزار مشغولاً بعوالم لا تنتمي تماماً إلى الحاضر، ولا تستكين للماضي. هو رسّام الأساطير اليومية، ذلك النسيج الشعبي المركّب من السحر والدين والطب الشعبي والفقر والنبوءة، ولم يكن الجزار فناناً فولكلورياً كما حاولت بعض القراءات تأطيره؛ ففي لوحاته توترٌ خفي بين الآلة والروح، بين الحداثة كما فرضها الواقع السياسي، والحداثة كما تخيّلها هو: رمزية، غامضة، مشوّشة، وربما مأساوية.
لم يرَ الجزار في الآلة مجرد أداة للتقدّم، بل منحها وظيفة أسطورية، فالعملاق في لوحة "السد العالي" لا يبدو ابن المصنع أو الورشة، بل أقرب إلى كائن خرافي، جسده مؤلف من شرائح معدنية، وأنفاسه مشبعة بالضوء والصوت. وفي لوحة "الميثاق"، تتحوّل المرأة إلى شجرة أو كاهنة، يحتشد عند قدميها فلاحون وعمال ورجال دين، وكأننا أمام طقس تأسيسي لعقيدة جديدة؛ عقيدة الدولة التي تبتلع البشر في جسدٍ واحد. في كل ذلك، لا نجد احتفاءً مباشراً بالتكنولوجيا، بقدر ما نجد الرغبة في أسطرتها، وخلق طقس بصري مشحون بالرمز والمفارقة.
وفي لوحات مثل "القدر والمقسوم" و"فرح زليخة"، يعود الجزار إلى الشارع المصري، لا بوصفه مشهداً، بل كونه منجماً للرموز القديمة: كالعرّافة، والمجذوب، والساحر، والمريض النفسي، والفقير الحالم. لكنها ليست عودة نوستالجية، بل قراءة ميتافيزيقية للواقع، تدفعنا للتساؤل: ما السرّ في إيمان الناس بالسحر رغم غزو التكنولوجيا؟ ولماذا نلجأ للأولياء؟ ولماذا نؤمن بالأسطورة؟ هنا يتقاطع الشعبي مع السياسي، والأسطوري مع الاجتماعي، وهذا ما يجعل تجربة الجزار عصيّة على التصنيف، ولا تصلح لاختزالها في خطاب يساري، أو قومي، أو حتى سريالي بالمعنى الأوروبي.
ربما كان عبد الهادي الجزار أول من صاغ، دون أن يدري، ما يمكن تسميته بـ"الواقعية الشعبية الميتافيزيقية"، إذ أنجز تجربة لا تستعير رموز التراث، بل تعيد توليدها داخل حقل بصري جديد، مشبع بالقلق والخرافة والتأمل، وبعيد عن أي سذاجة احتفائية. فحتى في أكثر لحظاته انخراطاً في المشروع القومي، ظل يرسم شكّه وهواجسه: الوجوه المتجهمة، والأجساد الخضراء، والأذرع الممدودة نحو لا شيء.
في لوحاته المرتبطة بالمشروع القومي، تتكرر الآلة ككائن يكاد ينطق، ويتجلى ذلك بوضوح في "السد العالي"، حيث يتحوّل الرأس الإنساني إلى وجه معدني، مغطى بما يشبه قناع الفرسان، نصف شفاف ونصف صلب، فيه ملامح من المقاتل القديم ورائد الفضاء في آنٍ واحد. ذلك القناع المعدني لم يكن تفصيلة تشكيلية عابرة، بل علامة طقسية مشحونة بالدلالة؛ وجهٌ محجوب، كأننا أمام قديس تكنولوجي، يتجسّد فيه طموح الإنسان في السيطرة على مصيره، بقدر ما يتجسّد فيه قلقه من انفلات هذه السيطرة.
الجسد المتشابك مع الأسلاك، والعينان المعلّقتان في الأفق، لا ترسمان صورة بطولية بقدر ما تستدعيان مشهداً شبه طقسي، لكائن على حافة التقديس أو الذوبان. من حوله، رموز الحياة اليومية المصرية، لا لتعارضه، بل لتُكمل هالته؛ كأننا أمام طقس ديني، أو تتويج غير معلن، حيث يُرفَع المشروع القومي إلى مصاف المقدّس، وتتحوّل الآلة إلى إله صاعد.
هنا، يبدو الجزار وكأنه يرسم ليس فقط حلماً للتقدّم، بل أيضاً أسطورة للسلطة الحديثة. مشهدٌ يحمل في عمقه ارتباكاً حقيقياً: فهل هو نشيد للنهضة؟ أم معبد جديد يُشيَّد على أنقاض الإنسان؟
بدا المواطن في اللوحة أشبه بأجساد بشرية تسكنها الطلاسم
في "الميثاق"، تأخذ هذه النزعة الدينية بُعداً آخر. فالمرأة الواقفة في قلب التكوين، بوجهها الحجري الأخضر، وتاجها المزيّن بنسر الجمهورية، تبدو أقرب إلى كاهنة منها إلى رمز وطني. يحيط بها الفلاح والعامل ورجل الدين في وضعية أقرب إلى السجود أو القسم، بينما هي ترفع "الميثاق" بيد، وتمنح بركة غامضة بالأخرى.
هنا لا يتم تمجيد الآلة فقط، بل تحويل المشروع السياسي إلى طقس ديني جماعي، ويصبح "الميثاق" كتاباً مقدساً، ويصير الجسد الإنساني، كما في رسم الكاهنة، أداة لتجسيد الروح القومية. لكن، كما في لوحات الجزار دائماً، الحضور المقدّس لا يخلو من قلق؛ فلون البشرة الأخضر، والعيون الجامدة، والتضخيم المتعمّد لليدين والقدمين، كلها تفاصيل تنزع عن اللوحة طابعها الاحتفائي، وتمنحها رهبةً غامضة.
في كلتا اللوحتين، "السد العالي" و"الميثاق"، تتجاور عناصر التقنية مع إشارات الطقس الديني والأسطورة. لا تفصل بين المقدّس والدنيوي، بل تدمجهما. الجزار لا يقدم هنا يوتوبيا براقة، بل أيقونات للقلق الحديث؛ مخلوقات نصف بشرية، نصف آلية، معلقة بين الحلم الجماعي والموت الرمزي، بين المجد الظاهري والانكسار الباطني. ربما التقط الجزار، بحسّه البصري الحاد، تلك اللحظة التي تحوّلت فيها الدولة الحديثة إلى دين جديد، والمثقف إلى كاهن، والمشروع الصناعي إلى سردية خلاص جماعية. لكنه لم يبتلع هذه السردية، بل شكّك فيها من الداخل، عبر التكوين، واللون، والرمز.
كان الجزار قارئاً للقرآن، دارساً للهيروغليفية، مهتماً بالخيال العلمي والرياضيات والتكنولوجيا. فلا عجب أن تظهر في بعض لوحاته مخلوقات هجينة، تجمع بين ملامح البشر والآلة، بين الواقع والأسطورة. إنها ليست أشكالاً غريبة من فراغ، بل صدى لمخيلة تقرأ العالم كشبكة من الرموز؛ حيث المجذوب شبيه برائد الفضاء، والطاحونة اليدوية شبيهة بالكواكب الدوارة، والميثاق السياسي مرآة لكتاب مقدّس غامض. في هذا المعنى، يبدو الجزار وكأنه فنان صوفي للحداثة؛ لا يُنكرها، ولا يُمجّدها، بل يخترقها عبر رموزه وأقنعته ومجاذيبه، ليرى هشاشتها، وسحرها، وقلقها، ووعدها الزائف أحياناً.
في زمنٍ كانت فيه الدولة المصرية ترسم ملامح المواطن الجديد، قدّم الجزار بورتريهات مقلقة لهذا المواطن، الذي بدا أشبه بآلة بروح منهكة، أو بأجساد بشرية تسكنها الطلاسم. لا يحتفي الجزار هنا بالمشروع القومي، بل يسكنه؛ يراقبه من الداخل، ويعيد رسمه كأيقونة باهرة ومخيفة في آنٍ.
 
## "رويترز" عن مركز جيولوجي: مركز: وصول أمواج تسونامي إلى ولاية هاواي ويجب اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأرواح والممتلكات
30 July 2025 06:10 AM UTC+00
## بن رحمة بين خُطى محرز وسيناريو بودبوز في الدوري السعودي
30 July 2025 06:32 AM UTC+00
يخوض نادي نيوم موسمه الأول تحت أضواء الدوري السعودي لكرة القدم بعدما نجح في حجز بطاقة الصعود، لينضم إلى الكبار في المسابقة المحلية ابتداءً من الموسم المقبل. وتُعد هذه المشاركة تجربة مثيرة لفريق حديث العهد يسعى لإثبات نفسه سريعاً في ساحة المنافسة وترسيخ حضوره بين الكبار. ويأمل النادي الطامح بترك بصمة مفاجئة خلال موسمه الأول، عبر مشروع رياضي متكامل يهدف إلى بناء فريق قادر على مواجهة التحديات وصناعة المفاجآت في دوري يُعد من بين الأسرع نمواً على المستوى القاري.
ويُسجّل الوافد الجديد إلى الدوري السعودي حضوراً فرنسياً لافتاً في مكوّناته الفنية هذا الموسم، بدءاً من تعيين المدرب الفرنسي كريستوف غالتييه (58 عاماً)، على رأس العارضة الفنية، وصولاً إلى تعاقداته، التي تصدّرها انضمام هدّاف نادي ليون السابق ألكسندر لاكازيت (34 عاماً). كما يبرز ضمن التشكيلة اسم الدولي الجزائري سعيد بن رحمة (29 عاماً)، الذي يملك تجربة طويلة في الدوريين الفرنسي والإنكليزي مع عدة أندية، ويُعد من العناصر الأساسية التي ساهمت في صعود الفريق، بعدما انضم إليه خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية، وكان جزءاً من التركيبة التي صنعت الإنجاز التاريخي ببلوغ دوري النخبة في السعودية.
وسيكون بن رحمة أمام أحد سيناريوهين عاشهما زميلاه في منتخب الجزائر بالدوري السعودي من بوابة نادٍ واحد. والحديث هنا عن نجم الأهلي الحالي رياض محرز (34 عاماً)، الذي يُعد من أنجح اللاعبين الجزائريين في دوري روشن، لا سيّما بعد الطفرة الكبيرة التي شهدها الدوري السعودي من خلال استقطاب عدد من نجوم الدوريات الأوروبية الكبرى. وقد قاد محرز فريقه الأهلي لتحقيق لقب دوري أبطال آسيا للنخبة، وهو التتويج القاري الذي تألق فيه بشكل لافت وكان أحد أبرز مفاتيح الفوز، ما جعله يُبدّد الشكوك التي رافقته في موسمه الأول حين واجه انتقادات الجماهير. وها هو اليوم يستعد لخوض موسمه الثالث مع "الراقي"، واضعاً نصب عينيه تحقيق لقب الدوري السعودي الذي وعد به الجماهير ليُكرّس مكانته واحداً من أعمدة الفريق.
أما اللاعب الثاني فهو الجزائري رياض بودبوز (35 عاماً)، الذي سبق له أن كان من الركائز الأساسية لفريق الأهلي خلال موسم العودة إلى دوري روشن للمحترفين. وقد لعب بودبوز دوراً محورياً في ذلك الإنجاز من خلال أهدافه الحاسمة وتمريراته الدقيقة وصناعته المتقنة للفرص. وبينما كان الجميع، بمن فيهم اللاعب ومحيطه، ينتظرون مكافأته على ذلك الموسم المميز، فوجئ بقرار فسخ عقده وعرضه للبيع، وهو ما شكّل صدمة غير متوقعة. وإثر ذلك، انتقل إلى نادي أُحد، قبل أن يعود لاحقاً إلى الدوري الجزائري عبر بوابة شبيبة القبائل.
ويُثير هذا السيناريو تحديداً مخاوف سعيد بن رحمة، الذي قرّر التضحية بمشواره في الدوريات الأوروبية من أجل الانخراط في المشروع الجديد لنادي نيوم، آملاً في العثور على بيئة مستقرة تُنصف طموحاته، لا أن تعيد تكرار سيناريو بودبوز المرير.
## "ورقة الدفاع" في برشلونة تثير قلق فليك
30 July 2025 06:32 AM UTC+00
تبعثرت حسابات المدير الفني لفريق برشلونة الإسباني هانسي فليك (60 عاماً)، قبل بداية الموسم، بعدما طفا على السطح ملف جديد بعنوان "ورقة الدفاع"، إذ يعيش لاعبو الخط الخلفي حالة من عدم الاستقرار بين التهديد بالرحيل لغياب فرص اللعب، وتلقي العروض المغرية من أندية أخرى، ما يثير قلق المدرب الألماني، خاصة أن فريقه لم يخض سوى مباراة تحضيرية واحدة، وكانت أمام نادي فيسيل كوبي الياباني.
ويعد ملف المدافع الأوروغواياني رونالد آراوخو (26 عاماً)، الأكثر حساسية في النادي الكتالوني، وفقاً لما نشرته صحيفة لافانغوارديا الإسبانية، أمس الثلاثاء، إذ يتجه نحو منعطف حاسم في برشلونة، رغم تجديد عقده حتى 2031 بشرط جزائي فلكي يبلغ مليار يورو. إذ تضمّن العقد بنداً خاصاً يسمح للاعب بالرحيل مقابل 65 مليون يورو خلال أول أسبوعين من صيف 2025. آراوخو، العائد بكامل الجاهزية لخوض أول فترة تحضيرية تحت قيادة فليك، لا يبدو مستعداً للقبول بدور ثانوي. وإذا شعر بتراجع مكانته خلف الثنائي الإسباني: إينيغو مارتينيز (34 عاماً)، وباو كوبارسي (18 عاماً)، قد يفتح الباب أمام رحيله، في وقت لا يُمانع فيه النادي مناقشة العروض.
إصابات أندرياس كريستنسن تربك فليك
يواجه المدافع الدنماركي أندرياس كريستنسن (29 عاماً)، مستقبلاً غامضاً مع برشلونة بعدما قرّر النادي عدم تجديد عقده الذي ينتهي في 2026، في ظل راتبه المرتفع (12 مليون يورو) وسجلّه المتكرر مع الإصابات، أبرزها إصابة في وتر العرقوب أبعدته لفترة طويلة الموسم الماضي. وعلى الرغم من عودته القوية في نهاية الموسم، وتقدير الفريق الكتالوني لمستواه الفني، فإنه يُنظر إليه باعتباره لاعباً هشاً بدنياً. ورغم كل ذلك، يؤكد المقربون منه عزمه على استكمال العام الأخير في عقده.
إريك غارسيا
ويُعدّ الإسباني إريك غارسيا (24 عاماً)، من الأسماء التي تنال ثقة المدرب  فليك، الذي يرى فيه خياراً مثالياً لشغل مركز الظهير الأيمن بديلاً للفرنسي جول كوندي، متقدّماً في التفضيلات على الشاب الإسباني هيكتور فورت (18 عاماً). وبعد موسم ناجح على سبيل الإعارة مع جيرونا واستعادته مستواه، دخل غارسيا في محادثات متقدّمة لتجديد عقده الذي ينتهي في يونيو/ حزيران 2026، رغم أنه كان قد عبّر في يناير/ كانون الثاني الماضي عن رغبته في الرحيل، قبل أن يُقنعه فليك بالبقاء.
جول كوندي
يحظى الفرنسي جول كوندي (26 عاماً)، بثقة مطلقة داخل نادي برشلونة، الذي بات يعتبره ظهيراً أيمن أساسياً وليس قلب دفاع، كما في السابق. وبعدما أثبت جدارته في هذا المركز، سواء مع النادي أو المنتخب، يستعد النادي لتمديد عقده حتى 2030، مع تحسين راتبه تقديراً لدوره الحيوي في منظومة المدرب فليك، خاصة أنه من بين اللاعبين الذين نادراً ما يحصلون على راحة، وهذا وسط تهديد الاهتمامات التي وصلته من نادي مانشستر سيتي الإنكليزي.
وفي ظل غياب الاستقرار داخل الخط الخلفي وتعدد الملفات المفتوحة بين احتمالات الرحيل والتجديد، يجد فليك نفسه أمام تحدٍّ حقيقي لبناء منظومة دفاعية متماسكة قبل انطلاق الموسم الجديد. ومع تعقّد وضع آراوخو وتراجع مستقبل كريستنسن، قد يلجأ المدرب الألماني للاعتماد على الأسماء الأكثر جاهزية وثباتاً، مثل كوندي، كوبارسي، مارتينيز وأليخاندور بالدي، سعياً لتأمين الانسجام وضمان بداية قوية في موسم تتزايد فيه الضغوط والتوقعات.
## الانتقالات المجانية.. مفتاح ريال مدريد الذهبي وكابوس الأندية
30 July 2025 06:44 AM UTC+00
تشهد سوق الانتقالات الصيفية الحالية حركة نشطة ومكثّفة، في ظل سعي العديد من الأندية إلى تعزيز صفوفها استعداداً للموسم الجديد، خصوصاً تلك التي عانت في الموسم الماضي وتأمل في تصحيح المسار والعودة بقوة إلى دائرة المنافسة. وبينما تنشط بعض الأندية في استقطاب أسماء جديدة تدعّم بها خطوطها، تواجه أخرى صعوبات متزايدة بسبب رحيل لاعبيها بشكل مجاني مستفيدين من قانون "بوسمان"، الذي يتيح للاعبين الانتقال دون مقابل داخل الاتحاد الأوروبي عند نهاية عقودهم، ما يفرض تحديات إضافية أمام إدارات الأندية في الحفاظ على نجومها أو تعويضهم بالشكل المناسب.
ويُعد نادي ريال مدريد الإسباني، بقيادة رئيسه فلورنتينو بيريز (78 عاماً)، من أبرز الأندية التي أحسنت استغلال قانون "بوسمان"، وذلك بعدما غيّر النادي الملكي نهجه في سوق الانتقالات الشتوية والصيفية، منتقلاً من سياسة "غلاكتيكوس"، التي عُرف بها في بدايات الألفية، عندما ضمّ النجم البرتغالي السابق لويس فيغو، ثم الفرنسي زين الدين زيدان، في صفقات قياسية، إلى استراتيجية أكثر هدوءاً ودهاءً، تقوم على استهداف النجوم الذين شارفوا على نهاية عقودهم وعقد اتفاقات مسبقة معهم تضمن انتقالهم المجاني إلى قلعة "سانتياغو برنابيو".
وجسّد النادي الملكي هذه السياسة الجديدة بنجاح من خلال التعاقد مع أربعة نجوم بارزين، دون دفع قيمة انتقال تقليدية. وكانت البداية في صيف 2021 مع المدافع النمساوي ديفيد ألابا (33 عاماً)، الذي وصل مجاناً من بايرن ميونخ الألماني، تلاه الألماني أنطونيو روديغر (32 عاماً)، القادم من تشلسي الإكليزي في صيف 2022، ثم الصفقة الأهم بضم الفرنسي كيليان مبابي (26 عاماً)، في صيف 2024، بعد مفاوضات شاقة مع باريس سان جيرمان الفرنسي، انتهت بانضمامه دون مقابل. آخر هذه الصفقات كان الإنكليزي ترينت ألكسندر أرنولد (26 عاماً)، الذي انضم بدوره في صفقة مجانية بعد نهاية عقده مع ليفربول الإنكليزي، غير أنّ ريال مدريد دفع مبلغاً رمزياً قُدّر بعشرة ملايين يورو فقط من أجل السماح للاعب بالمشاركة مع الفريق في بطولة كأس العالم للأندية، وهو مبلغ لا يُقارن بقيمة اللاعب السوقية ولا بمكانته حيث يعتبر أحد أفضل الأظهرة في العالم.
وتسعى أندية عديدة في الآونة الأخيرة إلى تحصين نجومها وتمديد عقودهم، وعلى رأسها ليفربول الإنكليزي، الذي لا يرغب في تكرار سيناريو رحيل ترينت ألكسندر-أرنولد، وهذه المرة مع المدافع الفرنسي إبراهيما كوناتي (26 عاماً)، الذي يُعد أحد أبرز عناصر الخط الخلفي في "الريدز"، غير أن مفاوضات التجديد تعثرت أخيراً بسبب عدم رضا كوناتي عن المقابل المالي المعروض، خاصة عند مقارنته بما يتقاضاه زميله الهولندي فيرجيل فان دايك (33 عاماً).
وتشير تقارير صحافية إلى أن المدافع الفرنسي يرفض حتى الآن تجديد عقده مع بطل الدوري الإنكليزي الممتاز بسبب الحوافز المالية الضعيفة، في وقت يحلم فيه بارتداء قميص ريال مدريد، وهو ما يُقلق إدارة ليفربول التي بدأت تبحث عن حلول تجنبها فقدان أحد أعمدتها الدفاعية دون مقابل الصيف المقبل. ويبرز خياران أمام إدارة "الريدز": إما قبول صفقة تبادلية مع ريال مدريد تتضمن انتقال كوناتي مقابل حصول النادي على خدمات البرازيلي رودريغو، أو الاستجابة لمطالب اللاعب المالية من أجل تمديد عقده. وفي حال لم يتم التوصل إلى اتفاق قريب، فإنّ النادي الإنكليزي قد يجد نفسه مكرهاً على مشاهدة سيناريو ألكسندرـ أرنولد يتكرر مع انتقال كوناتي إلى "الميرينغي" في صفقة مجانية خلال الصيف المقبل.
ويشهد بطل دوري أبطال أوروبا، نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، حالة من القلق المتزايد بشأن مستقبل حارسه الإيطالي جيانلويجي دوناروما (26 عاماً)، في ظل تبقّي موسم واحد فقط في عقده الحالي دون التوصل لاتفاق نهائي بشأن التجديد. وتسعى إدارة النادي الباريسي جاهدة إلى تفادي تكرار سيناريو رحيل كيليان مبابي المجاني، الذي شكّل ضربة قوية من الناحية المالية والرمزية في سوق الانتقالات الصيفية الماضية.
ويُعد دوناروما من أبرز ركائز الفريق، بعد مساهمته الكبيرة في معظم التتويجات المحلية والقارية للنادي خلال المواسم الماضية، غير أن تعنّت الحارس الإيطالي في مفاوضات التمديد يُنذر بمصير مشابه لما حدث مع مبابي. وفي حال استمرّ الرفض من جانب اللاعب، فقد يجد النادي نفسه مضطراً لفتح باب الرحيل في سوق الانتقالات الصيفية الحالية، لتجنّب خسارته مجاناً الصيف المقبل، خاصة أن حارس ميلان الإيطالي السابق يحظى باهتمام عدد من الأندية الأوروبية الطامحة لتدعيم مركز الحراسة، على رأسها بطل كأس العالم للأندية، نادي تشلسي الإنكليزي، الذي يخطط لتعزيز صفوفه استعداداً للموسم الجديد، بالإضافة إلى نادي غلطة سراي التركي، الذي يسعى هو الآخر لاستقدام حارس مرمى بمواصفات دولية وخبرة عالية.
## زياد الرحباني والسينما: ابتعادٌ عن التمثيل ومشاركة في الموسيقى
30 July 2025 06:45 AM UTC+00
 
لم يكن زياد الرحباني (1956 ـ 2025) ممثلاً تنجذب الكاميرا، السينمائية والتلفزيونية، إليه، بينما تأديته الأدوار الأولى في مسرحياته السبع (1973 ـ 1994) منبثقٌة من أنّ الشخصيات تلك تُشبهه تماماً صوتاً ونبرة وحركة، وسخرية أيضاً، كما يفعل في حياته اليومية. قول هذا لا ينتقص من أي قيمة فنية له في الموسيقى والأغنية وكتابة نصوصها، وفي مسرحياته، خاصة تلك المُنجزة في أعوام الحرب الأهلية اللبنانية (1975 ـ 1990). فالقول واقعٌ معروفٌ، وسبب قلّة تمثيله السينمائي غير واضح نقدياً تماماً، فلعلّ عزوفه عنه منبثقٌ من عدم انجذابه هو إلى الشاشة الكبيرة.
أمّا "الاستماع" إلى تلك المسرحيات، عبر أشرطة "كاسيت" تُباع في أمكنةٍ، أو يتمّ الحصول عليها للتمتّع بها في المناطق الشرقية في تلك الفترة، فيؤكّد أنّ هناك إمكانية كبيرة للتفاعل معه باعتباره فناناً له موقف واضح في السياسة والاجتماع والثقافة والمسرح والفن، وشخصاً يُجيد نقل لغة الشارع، أي لغة الناس العاديين، إلى نصوص بالعاميّة تُصبح لازماتٍ أساسية في كلّ حوار بين لبنانيين ولبنانيات، وربما غيرهم أيضاً. والتفاعل المذكور غير مُحتاج إلى براعة تمثيل غير مُشاهَد غالباً، لذا، يغيب أيّ اكتراثٍ بالتمثيل كفنّ، فزياد الرحباني وحده كافٍ لإثارة متعةٍ وضحكٍ غير حاجِبَين تنبّهاً إلى شقاء اليومي، وبؤس العيش في بلدٍ ممزّق، زمن الحرب أولاً، وفترة السلم الأهلي الهشّ والناقص.
رغم ذلك، يتوق كثيرون وكثيرات إليه، في أي شكلٍ من أشكال الفنون التي يُتقنها بحِرفية وبراعة وجمال وسحرٍ يصنع (السحر) شغفاً به وبها. يُدرك هؤلاء أنّ الأهم في الرحباني كامنٌ في شخصه ونبرة صوته والكلام الذي يلتقطه من الناس أنفسهم، مُطوّراً لغة الشارع إلى نصٍّ حقيقي وصادق وشفّاف، وأقدر على قراءة راهنٍ، وانتقاد حالة، وتنبيهٍ إلى مسألة. لذا، يغيب التمثيل بصفته فنّاً، لأنّ الرحباني نفسه غير مكترثٍ بفنّ التمثيل، فشخصياته ـ التي يكتبها ثم يؤدّيها بعفوية تمنحها مصداقية أكبر، وواقعيّة أعمق، ونظرة أقدر على رؤية بعض المقبل قبل حدوثه ـ غير مُحتاجة إلى ذاك الفنّ كي تؤرّخ لحظة، وتوثّق انفعالاً، وتكتب، أو ربما تشارك في كتابة فصلٍ أساسي من تاريخ بلد ومجتمع وثقافة وحياة.
 
 
لعلّ ذلك يتأكّد أكثر في غيابه شبه التام عن السينما، التي تشهد، في زمني الحرب المعطّلة والسلم المرتبك، إنتاجاً وفيراً يصبّ في النوعين التجاري وغير التجاري. ابتعاد السينما عنه (أمْ أنّه هو المبتعد عنها؟) ربما يكون دليلاً على فقدان الجاذبية بين الفنان والكاميرا. أو ربما زياد نفسه غير راغبٍ في تمثيل أدوار وشخصيات يكتبها آخرون وأخريات، باستثناء فيلمي "نهلة" (1979) للجزائري فاروق بلوفة، و"طيّارة من ورق" (2003) للّبنانية رندة الشهّال، إضافة إلى تأديته دور طبيبٍ نفسيّ يُعالِج صحافية "تُعتَقل" في مشفى للاضطرابات النفسية، في "مجنون يحكي" (2013) للّبنانية لينا خوري. لكنّ مشاركته في "نهلة" تقتصر على ظهور قصير، مؤدّياً دور مؤلّف موسيقيّ يُشبهه كثيراً، بينما يمثّل في الثاني دور ضابطٍ إسرائيلي مُكلّف بمراقبة منطقة عبور بين إسرئيل ولبنان، ينتبه إلى هيام جنديّ في فرقته بصبيّة درزية، يُفرض عليها الزواج من قريب لها في الجانب المحتلّ من القرية الدرزية اللبنانية.
يصعب التوقّف طويلاً عند دوره في "نهلة"، إذْ يؤدّي شخصيته الحقيقية، أي فنان موسيقيّ، يُمرِّن نهلة (ياسمين خلاط) على أغنية جديدة. لكنّ فيلم بلوفة هذا مُثير للاهتمام بقراءته وقائع من الحرب الأهلية اللبنانية، بعينيّ صحافي جزائري (يوسف السايح) يأتي إلى بيروت ويُراقب أحوالها وأحوال ناسها بعد أعوام قليلة على اندلاع حربها. أهمية "نهلة" تُقابلها أهمية "طيّارة من ورق" في معاينة بصرية لأحوال أناسٍ يعانون احتلالاً وأهواله، ويلتزمون تقاليد متشدّدة في اجتماعهم وعلاقاتهم، من خلال المُراهِقة لميا (فلافيا بشارة). وزياد، بتأديته دور الضابط الإسرائيلي، غير فاقدٍ كلّياً سخريته المعتادة، لكنّ شخصيته تفرض حالات وتفكيراً ومشاعر أخرى. تمثيله هذا كأنّه تمرينٌ على ابتكار شخصية تختلف تماماً عن كلّ شخصياته المسرحية والإذاعية، ما يعني أنّ هناك فسحة له لتغيير مؤقّت.
لكنّ هذا غير مانعٍ زياد الرحباني من العمل للسينما، عبر تأليفه الموسيقى التصويرية لـ"نهلة" و"طيّارة من ورق"، كما لـ"عائدٌ إلى حيفا" (1982) للعراقي قاسم حَول، و"وقائع العام المقبل" (1985) للسوري سمير ذكرى، و"بيروت، الفيلم المنزلي الأخير" (1987، مع الموسيقيّ الأميركي ليني مايرز) للأميركية جينيفر فوكس، و"متحضرات" (1989) للشهّال، و"ظلال الصمت" (2006) للسعودي عبد الله المحسن، الذي يبتعد مع حَول وذكرى عن الحرب الأهلية اللبنانية، الحاضرة في الأفلام الأخرى. كأنّ الرحباني الموسيقيّ يختبر سينمائياً كيفية منح كلّ فيلمٍ ما يرغب في إضافته إليه، أي أنْ تكون موسيقاه مرآة أخرى عن تلك الحرب، العاجزة عن دفعه إلى الهجرة، فالحاصل أنّها (الحرب) تجعله يُصرّ على البقاء في بيروت الغربية، مراقباً تدهور أحوالها وأحوال البلد لاحقاً.
في موسيقاه التصويرية انعكاس طبيعي لرهافة اشتغاله، المتناقضة مع قسوة العنف البيروتي، والارتباك الفردي للتائه فيها، والخلل الانفعاليّ لذوات وتفكير. كأنّه، بقلّة الأفلام التي يؤلّف موسيقاها، يُشير إلى حيرة له أمام هذا الفن: ابتعادٌ عن التمثيل، ومشاركته في التأليف الموسيقي نوعٌ من تمرين إبداعي آخر.
## "مواجهة الحرب": داخل "الناتو" في عهد ستولتنبرغ
30 July 2025 06:47 AM UTC+00
 
موجز تاريخي: عام 1945، هزمَ الحلفاء ألمانيا النازية. لم يكن هناك وقت للاحتفال، إذْ كان الصراع التالي وشيكاً. كانت القوّتان العظميان آنذاك، الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفييتي، تتعارض إحداهما مع الأخرى تماماً، ومجالات نفوذهما كذلك. لأسبابٍ أيديولوجية وجيوستراتيجية، حاولت كلّ دولة منهما التفوّق على الأخرى، فبدأت الحرب الباردة. اندلع هذا الصراع الطويل والمرير، بشكلٍ مختلف، في العالم كلّه، وشهدت أفريقيا وآسيا موجة إنهاء الاستعمار، وقادت الصين "حركة عدم الانحياز"، وانقسمت القارة الأوروبية إلى اثنتين بفعل "الستار الحديدي".
خرجت أوروبا الغربية ضعيفة من حربٍ عالمية ثانية مُدمِّرة. لذا، كان التعاونُ الرسالةَ. عام 1949، تأسّست منظمة حلف شمالي الأطلسي (الناتو). انطلاقاً من مبدأ أنّ إعلان الحرب على أحد أعضائها يعني حرباً على الجميع، أصبح الناتو أكبر التحالفات العسكرية، ورادعاً قوياً. وقع العبء الثقيل، المتمثّل في الحفاظ على تماسك هذا الطاقم المتنوّع، على عاتق الأمين العام. منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2014، تولّى الهولندي مارك روته هذا المنصب، خلفاً للنرويجي ينس ستولتنبرغ، الذي أدّى هذا الدور عشر سنوات. الفيلم الوثائقي "مواجهة الحرب" (2025) للنرويجي تومي غوليكسن، الذي افتتح الدورة 22 (19 ـ 30 مارس/آذار 2025) لـ"مهرجان كوبنهاغن الدولي للأفلام الوثائقية (CPH:DOX)"، يتناول آخر سنةٍ له أميناً عاماً للحلف.
في وقتِ تراكمِ الأزمات السياسية العالمية الجديدة، يتفكّك فيه تحالف الدفاع في العالم الغربي، يُعتبر ستولتنبرغ أحد أبرز الشخصيات الديبلوماسية. بداية، كان مُقرّراً أنْ يتنحّى عن منصبه في نهاية ولايته. لكنْ، مع اندلاع حرب في أوروبا، واحتمال تزايد الانقسامات بين الدول الأعضاء في الحلف، أقنع الرئيس الأميركي آنذاك كبير الديبلوماسيين النرويجيين بالبقاء فيه.
يُقدّم "مواجهة الحرب"، قدر الإمكان، لمحة عمّا يجري في كواليس حلف الناتو، وستولتنبرغ. قائدٌ نشط، ذو نهج ديناميكي، عليه إعادة النظام إلى هذه الفوضى. عبءٌ ثقيل يقع على عاتق سياسي متمرّس، متحدّر من عائلة سياسية (والده وزير دفاع سابق). دخل معترك السياسة، وشغل منصب رئيس وزراء النرويج (2000 ـ 2001، 2005 ـ 2013). بعد سنة، أصبح أميناً عاماً للحلف. استمرت ولايته تسع سنوات، بعد ثلاثة تمديدات، والرابعة مدّدها الرئيس الأميركي جو بايدن مطلع عام 2023، الذي كان عاماً مليئاً بالعقبات والتحديات، كعرقلة تركيا لانضمام السويد إلى الحلف، وبشكل رئيسي الغزو الروسي لأوكرانيا بدءاً من 24 فبراير/شباط 2022، ووُعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنّ الحلف سيقف إلى جانب أوكرانيا، طالما كان ذلك ضرورياً.
مع هذا، زادت المخاوف من امتداد الحرب في أوكرانيا إلى بقية أوروبا من التوترات بين الدول الحليفة (32 دولة)، ووجب على ستولتنبرغ الاعتماد على مهاراته الديبلوماسية للحفاظ على وحدة الحلف. لحسن الحظ، يتقن السياسي النرويجي فنّ التنازلات الدقيق، ويدرك أهمية الدعم في الوقت المناسب. عند التفاوض مع شخصيات، كالتركي رجب طيب أردوغان والهنغاري فكتور أوربان، تُحدث التفاصيل الصغيرة فرقاً كبيراً.
 
 
في 100 دقيقة، يُصوَّر الوثائقي مهام مزدحمة، بجوانبها المتعدّدة، بشكلٍ مثير للإعجاب، بدءاً من الاجتماعات اليومية والسفر مسافات طويلة، إلى الحفاظ على تماسك قادة العالم. تتمثّل المهمة الأساسية للأمين العام في الحفاظ على تماسك الحلف، واحترام التوازن الدقيق للنظام الدولي.
كالعمل الدقيق لستولتنبرغ، يتميّز الوثائقي بالتوازن: يُقدّم نظرة متعمّقة على بطل القصة، ولا يتضمّن أي معلومات سطحية عنه. يُمنح المتفرّج لمحة صادقة عن حياته وأسلوب قيادته وتاريخه. وعبر صور جميلة، وزوايا تصوير لافتة للانتباه ومونتاج جيّد، يشبه "مواجهة الحرب" فيلماً وثائقياً عن الطبيعة. لحظة مرور أردوغان برئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في قمة الناتو تُذكّر، إلى حدّ ما، بمفترسٍ يحوم حول فريسته. لا يسع المرء إلا متابعة المشهد بحذر وترقّب.
في أوقات عصيبة كهذه، تشهد تشكيكات في وجود الحلف وتكوينه، يُعدّ الوثائقي بلا شكّ أهمّ من أي وقت مضى. يبدو قطعة أرشيفية من حقبة سابقة، رغم حداثته. بهذا المعنى، يختزن "مواجهة الحرب" هدفاً آخر: التحذير. بشكلٍ مباشر وغير مباشر، عبر تعليق صوتي قصير، يُخيّم شبح رجل واحد على الناتو في عمل غوليكسن: دونالد ترامب. شخصٌ تُعيد عودته، بخطابه السام وتقلّباته العديدة، إلى التفكير ملياً في عنوان الوثائقي ذي الطبقات المتعددة.
"مواجهة الحرب" ذكي وفريد من نوعه من نواحٍ عدّة: في لحظة خاصة، يُشكّك ستولتنبرغ في وعوده لأوكرانيا. يقول إنّ مسلسله المفضّل "آل سوبرانو"، وإنّه يرى نفسه في زعيم المافيا توني سوبرانو. هذا لا يرغب منطقياً في كشفه للعلن. كما يعرض مقتطفات من الدوائر الداخلية لحلف الناتو. أحد مستشاري ستولتنبرغ يواجهه بواقع مرير، متمثل في أنّ الجبهة الأوكرانية ستنهار عام 2023.
لكنّ الفيلم يتميّز بموقفه الديمقراطي الدقيق الذي يسمح بانتقاد الناتو. "مواجهة الحرب" إيجابي بشكل واضح بشأن الحلف، لكنّه لا يعرض جانباً واحداً من القصة. قصة يُجسّدها ينس ستولتنبرغ، الرجل الطموح والمتحمّس، والمقتنع ببناء عالم أفضل وأكثر أماناً.
نظرة واحدة إلى الصراعات في العالم تكفي لإدراك الحاجة إلى الدبلوماسية، ربما أكثر من أي وقت مضى. فبينما تتصاعد حرب روسيا على أوكرانيا، تبدأ حربٌ أخرى بين إيران إسرائيل، يُرجّح أنْ تشغلنا لفترة. تكمن المشكلة هنا في الفكرة التي يتبّناها حكّام مستبدّون عديدون، كترامب وفلاديمير بوتين: الديبلوماسية علامة ضعف، والصرامة اللغة الوحيدة المفهومة. تقويض الإنجازات الديمقراطية، التي ناضل من أجلها كثيرون، بل وسقط من أجلها كثيرون، أو حتى إلغاؤها، ليسا مجرّد علامة على العصر، بل يجب أنْ يكونا مُدعاة للقلق.
هذا الفيلم تذكيرٌ بأهمية الديبلوماسية في أوقات الصراع.
## الكرملين يرفض التعليق على تقليص ترامب المهلة لموسكو في أوكرانيا
30 July 2025 06:51 AM UTC+00
رفض الكرملين التعليق على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتقليص المهلة المحددة لموسكو للموافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا من 50 يوماً إلى 10-12 يوماً، واكتفى متحدث باسمه، أمس الثلاثاء، بالقول إن موسكو على علم بهذه الخطوة. ونقلت وكالة أنباء تاس الروسية الرسمية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله: "لقد علمنا ببيان الرئيس ترامب".
وقال ترامب، أمس الثلاثاء، إن المهلة المحددة البالغة عشرة أيام كي توافق موسكو على وقف إطلاق النار في أوكرانيا دخلت حيز التنفيذ، فيما بدا الكرملين غير مبال بالتهديدات بفرض رسوم جمركية كبيرة على شركاء روسيا التجاريين. وصرّح ترامب للصحافيين على متن طائرته العائدة من اسكتلندا إلى الولايات المتحدة بأنه: "بعد عشرة أيام اعتباراً من اليوم. سنفرض رسوماً جمركية وأموراً أخرى".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية "صارمة" على الشركاء التجاريين لروسيا إذا لم توافق موسكو على وقف إطلاق النار في غضون 50 يوماً، مانحاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهلة حتى الثاني من سبتمبر/ أيلول المقبل. لكن خلال اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الاثنين، قال ترامب إنه سيخفض المهلة التي منحها لبوتين من 50 يوماً "إلى عدد أقل"، قائلاً إن هذا قد يكون "10 أو 12 يوماً". وبرر ترامب هذه الخطوة بالقول إنه شعر بخيبة أمل من بوتين، الذي لم يظهر أي استعداد للتسوية.
وقد أكد الكرملين مراراً أنه لن يرضخ للضغوط لإبرام صفقة. ومضى بيسكوف يقول إن عملية تطبيع العلاقات المستمرة بين روسيا والولايات المتحدة قد تباطأت. وأضاف أن موسكو لا تزال مهتمة بالحفاظ على العلاقات وتأمل أن تكتسب العملية زخماً كبيراً.
وكان الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف ونائب رئيس مجلس الأمن القومي انتقد الرئيس ترامب، الاثنين، لتقصير المهلة. وكتب ميدفيديف على "إكس": "كل إنذار نهائي جديد هو تهديد وخطوة نحو الحرب. ليس بين روسيا وأوكرانيا، بل مع بلاده".
مقتل 3 جنود بقصف على موقع تدريب في أوكرانيا
في أوكرانيا، قتل ما لا يقل عن ثلاثة جنود وأصيب 18 آخرون عندما أصاب صاروخ روسي وحدة تدريب تابعة للجيش الأوكراني، وفقاً لما أفاد به مسؤولون. وقالت القوات المسلحة الأوكرانية في منشور على فيسبوك في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء: "رغم الإجراءات الأمنية، لم يكن من الممكن منع وقوع خسائر بشرية بالكامل بين الأفراد". وأضاف الجيش أنه سيتم إجراء مراجعة شاملة للحادث، وأنه في حال ثبت وجود إهمال من قبل أي جهة، فستُتخذ الإجراءات العقابية اللازمة. ولم يوضح المنشور أي وحدة تحديداً تعرضت للهجوم.
وهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها مراكز تدريب عسكرية أوكرانية في المناطق الداخلية بصواريخ روسية. ففي يونيو/ حزيران الماضي، قُتل 12 مجنداً وأُصيب العشرات في هجوم روسي على موقع تدريب عسكري في منطقة دنيبروبتروفسك الأوكرانية. واستقال قائد الجيش آنذاك ميخايلو دراباتيي عقب الهجوم.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## "فرانس برس": الاتحاد الأفريقي يدعو إلى "عدم الاعتراف" بحكومة موازية أعلنتها قوات الدعم السريع في السودان
30 July 2025 07:00 AM UTC+00
## ألبانيز عن العقوبات الأميركية عليها لانتقادها إسرائيل: سياسية وخطيرة
30 July 2025 07:06 AM UTC+00
عبّرت المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز عن استيائها من العقوبات الأميركية المفروضة عليها لسياساتها ضد الإبادة في غزة، مشيرة إلى أن العقوبات لها تأثيرات "خطيرة" على حياتها وعملها. وقالت ألبانيز لوكالة أسوشييتد برس، في روما أمس الثلاثاء، "إنه أمر خطير للغاية أن أكون على قائمة الأشخاص الذين يخضعون لعقوبات من قبل الولايات المتحدة".
وأضافت المسؤولة الأممية أنّ الأفراد الذين فرضت عليهم الولايات المتحدة عقوبات لا يمكنهم إجراء تعاملات مالية أو الحصول على بطاقات ائتمان مع أي بنك أميركي. وتابعت "عندما يتم استخدام العقوبات "بطريقة سياسية، تكون ضارة وخطيرة". وفرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الضفة الغربية وغزة، هي عضو في مجموعة من الخبراء اختارهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمكون من 47 عضواً في جنيف. وهي مكلفة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية وكانت صريحة بشأن ما وصفته بأنه "إبادة جماعية" من قبل إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة.
ومنذ اندلاع الحرب على غزة، برزت ألبانيز صوتاً أممياً مؤثراً في مواجهة الإبادة الجماعية التي مارستها ولا تزال إسرائيل في القطاع المحاصر والمنكوب. وكثيراً ما انتقدت، بلا تحفظ، الجرائم والمجازر الوحشية التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة. وتزعم الإدارة الأميركية، أنّ صوتها "يمثل معاداة للسامية ودعماً لحركة حماس".
وشجبت واشنطن ما وصفته بأنه "حملة من الحرب السياسية والاقتصادية" ضد الولايات المتحدة وإسرائيل وفي وقت سابق من هذا الشهر، فرضت عقوبات على ألبانيز، في أعقاب حملة ضغط أميركية فاشلة لإجبار الهيئة الدولية على إقالتها من منصبها. وألبانيز محامية وأكاديمية إيطالية مولودة عام 1977، وانتخبت في مايو/ أيار 2022 مقررةً خاصةً للأمم المتحدة بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد مدة ثلاث سنوات أخرى.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## "رويترز" عن حاكم هاواي الأميركية: لم نرصد علامات على أمواج عالية بعد تحذير تسونامي
30 July 2025 07:13 AM UTC+00
## إضراب شامل لقطاع النقل البري في تونس
30 July 2025 07:34 AM UTC+00
أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل تنفيذ إضراب شامل في قطاع النقل البري لمدة ثلاثة أيام، يبدأ اليوم الأربعاء، بعد فشل مفاوضات مع الحكومة بشأن مطالب نقابية. وأكدت الجامعة العامة للنقل التابعة للاتحاد في بيان، أمس الثلاثاء، تمسّكها بتنفيذ الإضراب أيام 30 و31 يوليو/ تموز و1 أغسطس/ آب 2025، عقب فشل جلسة التفاوض التي عقدت مع الجانب الحكومي صباح الثلاثاء، وأوضحت أنّ قرار الإضراب جاء بعد "رفض الطرف الحكومي جميع المطالب النقابية"، مؤكدة "استمراره في التعنت وغياب الجدية في التعاطي مع مطالب عمّال قطاع النقل البري للمسافرين". ويحتج عمال النقل البري على "تدهور ظروف العمل وغياب أدنى معايير السلامة المهنية"، وفق البيان. 
من جانبه، قال المكتب التنفيذي للجامعة العامة للنقل، في بيان، إنّ "قواعدنا في كامل تراب الجمهورية خاضت إضراباً قطاعياً ناجحاً بنسبة 100%، عبّرت من خلاله عن وعيها العميق بحجم التحديات، وتمسّكها بخيار النضال من أجل إنقاذ القطاع". وحمّل البيان "الطرف الحكومي كامل المسؤولية عن تعطيل المفاوضات وضرب المرفق العمومي"، مؤكداً في الوقت ذاته أنّ يد الجامعة العامة للنقل "ما زالت ممدودة للحوار الجاد والمسؤول، ولكنها لن تتردّد في الدفاع عن حقوق العاملات والعمال بكل الوسائل المشروعة".
ويعاني آلاف العمال التونسيين في القطاعين الحكومي والخاص من هشاشة العمل نتيجة اعتماد عقود عمل لا تمكنهم من تحصيل حقوقهم المادية والمهنية، فضلاً عن تصاعد نسبة البطالة. وحالياً، يمنح قانون الشغل إمكانات واسعة للمشغلين باستعمال آليات للتشغيل الهش التي لا تحمي حقوق العمال بالقدر الكافي في القطاعين الحكومي والخاص.
رد حكومي على دعوات إضراب النقل البري
في المقابل، أكدت وزارة النقل التونسية أنها اتخذت جملة من الإجراءات الاستثنائية لضمان حق المواطنين في التنقل، وذلك تبعاً للاضطرابات المنتظر أن تطرأ على حركة النقل العمومي في تونس الكبرى ومختلف الجهات نتيجة الإضراب، وأشارت إلى أنه تم منح ترخيص استثنائي لسيارات الأجرة والنقل الريفي للعمل في مختلف مناطق الجمهورية دون التقيد بالنطاق الجغرافي المحدد، ولفتت إلى أنه "تم تسخير عدد من الأعوان (العمال) لتأمين الحد الأدنى من تنقل المواطنين".
وأكدت الوزارة أنّ "هدفها الأساسي مصلحة المواطنين والمصلحة العامة للبلاد المتمثلة في تنفيذ الاستثمارات المتعلقة بتعزيز الأسطول باقتناء وسائل نقل جديدة لتحسين ظروف تنقل المواطن وحفظ كرامته وتسهيل حياته اليومية"، كما قالت إنها تعمل على "تطوير البنية التحتية وبناء الورشات وتهيئتها بما يوفر ظروف عمل مريحة يكون لها الأثر الإيجابي على مردودية وأداء موظفيها". وأشارت الوزارة إلى أن بوادر الانفراج في قطاع النقل العمومي جاءت نتيجة جهود الدولة للحفاظ على استمرارية المرفق العام، مؤكدة أن المطالب الاجتماعية، وخاصة المادية منها، تظل مرتبطة بتحسّن مداخيل شركات النقل وتحقيق توازنها المالي.
ويعاني قطاع النقل البري في تونس منذ سنوات من تراجع كبير في مستوى الخدمات، بسبب تراكم الديون وتقادم الأسطول، إلى جانب ارتفاع كلفة الأجور، في ظل أزمة اقتصادية حادة صعّبت جهود إنعاش هذا القطاع الحيوي، ودفعته نحو شبح الإفلاس. ووفقاً لتقرير المرصد الاجتماعي التونسي التابع للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، فإنّ النصف الأول من العام 2025، سجل 2387 تحركاً احتجاجياً مقابل 1161 تحركاً خلال الفترة نفسها من السنة الماضية؛ أي بزيادة بنسبة 105.6%، وتوزعت بين 1132 تحركاً خلال الثلث الأول، و1254 تحرّكاً خلال الثلث الثاني. 
وأضاف المرصد، في تقريره الصادر في وقت سابق من الشهر الجاري، أنّ التحركات العمالية والمهنية ومطالب تسوية الوضعيات الشغلية والحق في الانتداب وحالات التسريح والملفات المهنية العالقة بقطاع التربية والتشغيل الهش، كانت وراء الجزء الأكبر من التحركات المسجلة، حيث شكلت الاحتجاجات العمالية والنقابية المنظمة المرتبطة بتطبيق الاتفاقيات العالقة وتحسين ظروف العمل وتسوية الوضعيات المهنية وصرف المستحقات المالية من أجور وحوافز أكثر من نصف التحركات الاجتماعية المرصودة على امتداد السداسي الأول لسنة 2025.
(الأناضول، العربي الجديد)
## المغرب يطلب السماح بإنزال مساعدات إلى غزة في مطار بن غوريون
30 July 2025 07:58 AM UTC+00
أفادت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، اليوم الأربعاء، بأنّ العاهل المغربي، الملك محمد السادس، توجّه إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بطلب للسماح بإرسال مساعدات إنسانية من المغرب إلى غزة عبر مطار اللد، أو ما يُعرف إسرائيلياً باسم "بن غوريون" قرب تل أبيب. ويطلب المغرب إنزال طائرات تحمل مساعدات إنسانية (في الأساس مواد غذائية) في مطار بن غوريون، ونقلها من هناك بواسطة شاحنات إلى معبر كرم أبو سالم ومنه إلى قطاع غزة.
وناقش مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الموضوع، بينما تفحص الوزارات المعنية في هذه المرحلة، إمكانية تنفيذ العملية، والتي من المتوقّع أن تشمل استخدام ثماني طائرات شحن من نوع "هيركوليس".
ولفتت الصحيفة، إلى أن المملكة المغربية، قدّمت قبل أكثر من عام مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة بالطريقة نفسها. وقال ممثل المغرب في تل أبيب، إبراهيم بيود، في مقابلة مع الصحيفة نفسها في حينه، إن المساعدات التي أرسلتها حكومته "تهدف إلى تحقيق السلام في المنطقة"، وإنّ "الحمولة كانت تتكون بشكل أساسي من مواد غذائية، خاصة للأطفال، وبلغ وزنها الإجمالي حوالي 41 طناً. وتم نقل المساعدات بواسطة أربع طائرات وصلت في رحلة مباشرة من المغرب إلى مطار بن غوريون، ومن هناك نُقلت بواسطة شاحنات إلى معبر كرم أبو سالم، ومن ثم أُدخلت إلى القطاع".
ومذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة قبل نحو عامين، سادت في إسرائيل مخاوف كبيرة من تصاعد ما تسميه "الخطاب المعادي للسامية" في المغرب. وذكرت الصحيفة العبرية، أنه منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يهاجم سياسيون وصحافيون مغاربة إسرائيل بشدة، كما زعمت وجود مضايقات بحق الجالية اليهودية في المغرب. وادّعت بأن الشخصية البارزة في هذا السياق هي رئيس وزراء المغرب السابق، عبد الإله بن كيران، الذي ترأس حزب العدالة والتنمية.
## كتائب القسام: تمكنا الاثنين من تفجير 3 عبوات برميلية داخل أحد محاضن آليات العدو جنوب منطقة البطن السمين جنوب مدينة خانيونس
30 July 2025 08:21 AM UTC+00
## سراب الطعام في غزة
30 July 2025 08:31 AM UTC+00
## الاتحاد الأفريقي يدعو لعدم الاعتراف بحكومة "الدعم السريع" في السودان
30 July 2025 08:33 AM UTC+00
دعا الاتحاد الأفريقي إلى "عدم الاعتراف" بالحكومة الموازية التي شكلتها قوات الدعم السريع في السودان الذي يشهد حربا أهلية ضارية منذ إبريل/نيسان 2023، وذلك بعد تعيين رئيس للوزراء السبت.
ودعا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي "جميع الدول الأعضاء في الاتحاد والمجتمع الدولي إلى رفض تقسيم السودان وإلى عدم الاعتراف بما يُسمى الحكومة الموازية التي تم تشكيلها، لما لذلك من عواقب وخيمة على جهود السلام ومستقبل السودان"، بحسب بيان صدر مساء الثلاثاء.
وفي تطور يعد من الأكثر خطورة في مسار الحرب السودانية، أعلن "تحالف السودان التأسيسي" الذي تقوده قوات الدعم السريع، السبت الماضي، عن تشكيل حكومة موازية وتضم مجموعات وأحزاباً سياسية وحركات مسلحة، لتكون موازية للحكومة المركزية التي يقودها الجيش (برئاسة كامل إدريس ولا تزال غير مكتملة). وقد أثار الإعلان تحذيرات ومخاوف من غد غير مبشّر، ربما يشبه السيناريو الليبي لجهة التقسيم الفعلي لهذا البلد وسيطرة مليشيات عليه واتساع نفوذ دول أجنبية على قرارها وزيادة التصعيد العسكري، وإجهاض مساعي الحلول بين الطرفين المتقاتلين، الجيش و"الدعم السريع"، في ظل تدهور مريع للأوضاع الإنسانية جرّاء استمرار الحرب.
وكشفت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، الاثنين، أن خلية أزمة مصرية تضم ممثلين عن وزارة الخارجية وجهاز الاستخبارات العامة والقيادة العسكرية، بدأت اجتماعات مكثفة منذ الساعات الأولى لإعلان الحكومة الموازية في السودان.
وأوضحت المصادر أن خلية الأزمة "تعمل على مدار الساعة" وتُنسّق مواقفها مع بعثات مصرية دبلوماسية وأمنية في كل من بورتسودان وأديس أبابا وأبوظبي، وتتعامل مع تطورات إعلان الحكومة الموازية في السودان باعتبارها تحولاً مفصلياً في مستقبل هذا البلد والمنطقة، يتطلب تحركاً حكيماً ومتدرجاً. وأشارت إلى أن الخلية تعكف على صياغة تصور مصري متكامل للحل السياسي والأمني، يتضمن عدداً من السيناريوهات والمسارات المقترحة، تمهيداً لرفعه إلى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي لاتخاذ القرار المناسب بشأنه.
( فرانس برس، العربي الجديد)
## "فرانس برس": كولومبيا تأمر بعمليات إجلاء على ساحلها المطل على المحيط الهادئ بعد تحذير من تسونامي جراء زلزال روسيا
30 July 2025 08:35 AM UTC+00
## لاس فيغاس مرشحة لاستضافة قرعة كأس العالم 2026
30 July 2025 08:37 AM UTC+00
ستحتضن مدينة لاس فيغاس الأميركية قرعة كأس العالم 2026، التي ستستضيفها ثلاث دول هي الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك، وهي النسخة التي ستشهد مشاركة 48 منتخباً لأول مرة في تاريخ البطولة، بعد أن أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عن زيادة عدد المنتخبات بعد نسخة مونديال 2022 في قطر.
وكشفت شبكتا "إي إس بي أن" الأميركية و"تي يو دي أن" المكسيكية أنّ الاتحاد الدولي لكرة القدم اختار مدينة لاس فيغاس الأميركية لاحتضان قرعة نهائيات بطولة كأس العالم 2026، حيثُ ستتوزع المنتخبات الـ48 على 12 مجموعة (أربعة منتخبات في كل مجموعة). وهذه المرة الثانية التي ستحتضن فيها مدينة لاس فيغاس قرعة المونديال، بعد حفل قرعة مونديال 1994، الذي شهد تتويج منتخب البرازيل باللقب وحلول إيطاليا وصيفة آنذاك. 
ووفقاً للمعلومات التي نشرتها "إي إس بي أن"، اليوم الأربعاء، فإنّ القرعة ستُقام في مجمع "السفير" الذي يتسع لقرابة 17500 شخص، والذي افتُتح في عام 2023، وهو المكان المرجح لاستضافة هذا الحدث الرياضي الكبير، مع العلم أنّ معلومات نشرتها وكالة فرانس برس، اليوم الأربعاء، أيضاً، أشارت إلى أنّ المجمع الشهير "كروي الشكل"، المخصص للترفيه والحفلات الموسيقية في بارادايس شرق فندق ذا فينيشيان في لاس فيغاس في ولاية نيفادا، لن يحتضن القرعة وليس هناك أي موافقة رسمية على هذا القرار. 
واللافت أنه لو تأكدت استضافة مدينة لاس فيغاس لقرعة مونديال 2026، فإنها ستكون المرة الثانية التي تستضيف فيها مدينة القرعة من دون أن تكون مستضيفة للمباريات خلال البطولة، إذ حصل ذلك في مونديال 1994، عندما احتضنت القرعة من دون أن تستضيف أي مباراة في بطولة كأس العالم آنذاك.
## خاص | نقل ضباط بنظام الأسد إلى معسكر إقامة شمالي بغداد
30 July 2025 08:42 AM UTC+00
قالت مصادر سياسية وأمنية مطلعة في العاصمة العراقية بغداد، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إنّ العشرات من كبار الضباط السوريين الذين لجأوا إلى العراق في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، مع سقوط نظام بشار الأسد، تم نقلهم إلى مقر إقامة دائم في مدرسة للتدريب العسكري تقع شمالي بغداد، مع فرض إجراءات مشددة حيال خروجهم أو تنقلهم. وفي ليلة السابع وفجر الثامن من ديسمبر العام الماضي، لجأ المئات من أفراد جيش النظام السوري المخلوع إلى العراق، حيث وافقت بغداد على دخولهم من معبر البوكمال الحدودي بعد نزع أسلحتهم. وقالت وزارة الدفاع العراقية في حينها إنها لدواع إنسانية استقبلت المئات من العسكريين السوريين، وتم تشييد مخيم مؤقت لهم على الحدود في بلدة القائم، غربي الأنبار.
وعاد من هؤلاء الضباط إلى سورية بعد تسوية أوضاعهم أكثر من 1900 عسكري، غالبيتهم من مراتب جيش النظام العادية بين ملازم ومقدم، لكن العشرات من الضباط برتب عميد ولواء وقادة وحدات وألوية رفضوا العودة، ما دفع الحكومة العراقية إلى نقلهم مؤقتاً في التاسع عشر من ديسمبر إلى مجمع خاص في بغداد مع فرض حماية وإجراءات أمنية خاصة بهم. ويُعتقد أنّ قسماً منهم مقرّبون من أسرة الأسد، وآخرون مطلوبون بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال سنوات الثورة السورية من 2011 ولغاية 2024.
وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية، حصل "العربي الجديد" على معلومات تؤكد أن السلطات العراقية نقلت الضباط أخيراً إلى مدرسة للتدريب العسكري تابعة للجيش العراقي تقع شمالي بغداد، حيث سيبقون هناك، ولن يُسمح لهؤلاء الضباط بالانتقال للعيش أو الإقامة بمناطق سكنية. ويتولى ملف هؤلاء الضباط، وفقاً لثلاثة مصادر متطابقة تحدث معهم "العربي الجديد"، جهاز المخابرات الوطني العراقي، إلى جانب مديرية الاستخبارات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع العراقية.
وجرى نقل نحو 130 ضابطاً وعسكرياً ومسؤولاً أمنياً من قوات نظام الأسد إلى مدرسة التدريب العسكري في معسكر التاجي الواقع شمالي العاصمة بغداد، على بعد 25 كيلومتراً، وفقاً للمصادر ذاتها، في نهاية الأسبوع الماضي. وبحسب المصادر، فإنّ الموقع الجديد الذي تم نقل الضباط إليه عبارة عن مدرسة للتدريب العسكري تقع جنوبي معسكر التاجي، وهي تتألف من ثلاثة مبانٍ متجاورة، أحدها مخصص مهاجع لمبيت الجنود العراقيين المتدربين، وتم تخصيص أربعة مليارات دينار (نحو 2.8 مليون دولار) قبل عدة سنوات لتأهيلها لغرض مبيت الجنود، وجرى إخلاء المدرسة هذه من أجل نقل ضباط الأسد إليها.
وقال أحد المصادر، وهو عضو في البرلمان طلب عدم الكشف عن هويته، إن الضباط البالغ عددهم ما بين 120 و130 شخصاً، "لن يسمح لهم بالخروج من الموقع الجديد إلا للضرورة وبموافقة ومرافقة أمنية، وهناك خدمات تقدم لهم صحية وعلاجية"، مؤكداً أنّ حكومة بلاده "ليست بوارد منحهم إقامة دائمة في البلاد، لكنها تتعامل معهم بصيغة واقع حال تم فرضه".
وكشف المصدر عن معلومات قال إنها توفرت من عدة مصادر بأنّ "طلبات اللجوء التي قدّمها عدد من كبار الضباط للمّ شملهم مع أسرهم في دولة ثالثة لم تحصل بشأنها أي استجابة لغاية الآن من تلك الدول مثل روسيا، وبيلاروسيا، والجزائر، واليونان، وهو ما يجعل وجودهم في العراق أمراً يفرضه الواقع والجغرافيا بعد محاصرتهم وعدم وجود منفذ آخر يدخلون إليه سوى العراق"، وفقاً لقوله.
وفي نهاية فبراير/ شباط الماضي، أقرّ وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي بوجود 130 عسكرياً سورياً من نظام الأسد داخل الأراضي العراقية، مؤكداً في تصريحات من بغداد أنّ "ما تبقى في العراق من ضباط الجيش السوري السابق هم 130 شخصاً، وهؤلاء يرفضون العودة لسورية وموجودون في أحد المواقع الأمنية". وأكد وزير الدفاع العراقي أنّ "العراق خيّر هذه العناصر بين العودة أو البقاء، وهم يرفضون العودة حالياً، ونحن نسعى لإيجاد وضع قانوني لعناصر الجيش السوري الموجودين بالعراق، كما أنه حتى الآن ليس هناك تواصل بين وزارة الدفاع العراقية ووزارة الدفاع السورية".
الخبير بالشأن الأمني العراقي أحمد النعيمي اعتبر أن وجود الضباط "ملف لم يطلبه العراق، إنما وجده ملقى عليه، بفعل لجوء هؤلاء إلى العراق براً عشية سقوط النظام". وأضاف، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ العراق "ليس بوارد تسليم هؤلاء للسلطة السورية الحالية، وقد يحصل هذا بعد حصول انتخابات وتشكيل حكومة دائمة في سورية، وضمن قوانين وأطر المحاكمات التي يخضع لها المتهمون منهم بارتكاب جرائم".
واعتبر النعيمي أنّ "مشكلة عدم قبول لجوء هؤلاء إلى دولة أخرى غير العراق تعني أنهم سيبقون في البلاد، وهو ما يجعل وجودهم ورقة تفاوض أو ملفاً عالقاً بين العراق وسورية، لكن بالمجمل، لا يتوقع أن يقبل العراق خروجهم من المعسكر أو منحهم إقامة دائمة مع أسرهم، كون الموضوع سيعتبر رسالة سياسية سلبية للإدارة السورية الجديدة".
## واشنطن ألغت اجتماعاً مع تايوان قبيل محادثات التجارة مع الصين
30 July 2025 08:44 AM UTC+00
ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز في تقرير اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة ألغت اجتماعا مع وزير الدفاع التايواني في يونيو/ حزيران، مما يسلط الضوء على أن الرئيس دونالد ترامب يخشى دعم الجزيرة بطرق ربما تضر بالعلاقات الأميركية مع الصين. ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن ولنغتون كو وزير الدفاع التايواني كان يخطط لزيارة واشنطن لإجراء محادثات دفاعية مع إلبريدج كولبي وكيل وزارة الدفاع الأميركية لشؤون السياسات، لكن الولايات المتحدة ألغت الاجتماع في اللحظة الأخيرة. 
ولم يرد البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وسفارة تايوان في واشنطن بعد على طلبات للحصول على تعليق. واختتمت الولايات المتحدة والصين، الثلاثاء، جولة جديدة من المحادثات التجارية في العاصمة السويدية استوكهولم، وسط أجواء وصفتها واشنطن بأنها "بناءة"، لكنها لم تفض إلى اتفاق نهائي بشأن تمديد هدنة الرسوم الجمركية، التي تنتهي في 12 أغسطس/آب.
ونفت تايوان الثلاثاء أن يكون رئيسها لاي تشينغ-تي قد مُنع من زيارة الولايات المتّحدة، مؤكّدة أنّه لا يعتزم القيام بأيّ رحلة إلى الخارج "في المستقبل القريب". وأتى هذا النفي عقب تقارير إعلامية أميركية مفادها أنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب رفضت السماح للرئيس لاي بالتوقّف في نيويورك في إطار رحلة رسمية إلى أميركا اللاتينية الشهر المقبل. ولم يؤكّد مكتب لاي رحلته تلك، لكنّ الباراغواي، الحليف الدبلوماسي الوحيد لتايوان في أميركا الجنوبية، أعلنت في منتصف يوليو/ تموز أنّها ستستضيف الرئيس التايواني في غضون 30 يوما. وكان مرجّحا أن تشمل هذه الزيارة توقفا في الولايات المتّحدة. لكنّ المتحدّث باسم وزارة الخارجية التايوانية هسياو كوانغ-وي قال للصحافيين في تايبيه "لم يكن هناك من الجانب الأميركي تأجيل أو إلغاء أو رفض للسماح بالتوقّف".
بدورها، أكّدت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس للصحافيين في واشنطن أنّه "لم يتمّ إلغاء أيّ شيء". وأضافت أنّه "في الوقت الحالي، لا توجد خطط سفر للرئيس. لذلك، لم يُلغَ أيّ شيء". غير أنّ بروس جدّدت في الوقت نفسه التأكيد على سياسة واشنطن القائمة على أنّ "مرور كبار المسؤولين التايوانيين، بمن فيهم الرؤساء، يتوافق تماما مع سياستنا وممارساتنا الراسخة. هذا لم يتغيّر".
وكانت صحيفة "فاينانشال تايمز" نقلت الثلاثاء عن مصادر لم تُسمّها، أنّ إدارة ترامب رفضت السماح للرئيس التايواني بالتوقّف في نيويورك بعد اعتراض بكين على زيارته. وأضافت الصحيفة أنّ لاي قرّر إلغاء رحلته بعد تبلّغه بأنّه لن يتمكن من التوقف في نيويورك.
وتعليقا على ما أوردته "فاينانشال تايمز"، قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي إنّ "هذا القرار يُرسل إشارة خطرة". وكتبت الزعيمة الديمقراطية على فيسبوك "مرة أخرى، حقّق الرئيس (الصيني) شي جين بينغ انتصارا على القيم الأميركية والأمن والاقتصاد من خلال منع إدارة ترامب رئيس تايوان المنتخب ديمقراطيا من القيام برحلة دبلوماسية عبر نيويورك".
وأضافت "فلنأمل أن لا يكون رفض الرئيس ترامب لهذه المحطة في نيويورك مؤشرا إلى تحوّل خطر في السياسة الأميركية تجاه تايوان". وعلى الرّغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين الولايات المتّحدة وتايوان فإنّ واشنطن تسمح للقادة التايوانيين بالقيام بتوقّفات خاصة على الأراضي الأميركية.
وجميع الرؤساء التايوانيين الذين انتُخبوا منذ أول انتخابات جرت بالاقتراع العام في 1996 توقّفوا في الولايات المتحدة. وفي نهاية العام الماضي أجرى لاي تشينغ تي زيارة إلى هاواي وغوام، الإقليمين التابعين للولايات المتحدة.
وفي بكين، رفض متحدّث باسم وزارة الخارجية الصينية تأكيد صحّة التقارير التي تحدّثت عن تدخّل صيني في هذه المسألة أو نفيها. وقال المتحدث باسم الوزارة غيو جياكون إنّ موقف الصين لا يزال "معارضا بشدّة" لمثل هكذا زيارة "بغضّ النظر عن الذريعة أو المبرّرات". وتوكّد الصين أنّ تايوان جزء من أراضيها وهي تمارس على الجزيرة ضغوطا عسكرية واقتصادية ودبلوماسية متزايدة.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## الانبعاثات السامة في العراق: سحب الكبريت تهدد أجواء بغداد مجدداً
30 July 2025 08:54 AM UTC+00
تشهد العاصمة العراقية بغداد موجة جديدة من التلوث الهوائي، إثر رصد سحب محملة بغازات كبريتية سامة تتكثّف في سمائها، في مشهد بات متكررا في العاصمة التي تغص بالمصانع والمنشآت الكهربائية والنفطية التي تخنق أجواءها، فضلا عن ملوثات أخرى، ما أعاد القلق البيئي والصحي الى الواجهة، وسط تحذيرات من غياب المعالجات.
وكانت العاصمة العراقية قد سجلت في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إدخال أكثر من 300 شخص إلى العناية المركزة في المستشفيات نتيجة أزمات تنفسية خلفتها السحابة الكبريتية التي غطت سماء بغداد لأيام عدة، وسط تأكيدات أن مصدرها معامل تدوير أسلاك الكهرباء والبلاستيك التي تحيط ببغداد، وكذلك مطامر النفايات.
ووفقا لبيان لمرصد "العراق الأخضر"، وهو مرصد مستقل متخصص بالشؤون البيئة، "هناك عودة لرائحة الكبريت للانتشار في أجواء العاصمة بغداد اعتباراً من الشهر المقبل، نتيجة ارتفاع نسب الملوّثات الهوائية، وسط مؤشرات بيئية مقلقة"، مؤكدا أن "الرائحة التي يشكو منها السكان وتُعرف شعبياً بالكبريت، تعود في الحقيقة إلى مزيج من نحو 20 نوعاً من الغازات الملوثة، بعضها قد يؤثر بشكل مباشر على الجهازين العصبي والتنفسي لسكان بغداد". وأضاف أن "تلوث هواء العاصمة يعود سببه إلى الاكتظاظ السكاني الكبير، والارتفاع الحاد في أعداد السيارات والمولدات، فضلاً عن الأنشطة الصناعية والخدمية غير المنظمة، وغياب منظومة متكاملة لإدارة المخلفات الصلبة"، مشيرا إلى أن "قلة مشاريع معالجة مياه الصرف الصحي، وتراجع المساحات الخضراء داخل المدينة، تُساهم في رفع مستويات التلوث مقارنةً بمدن أخرى". وأكد المرصد أن "وزارة البيئة والجهات الرقابية أجرت زيارات ميدانية لبعض المعامل وأغلقت المخالفة منها، لكن لا يزال عدد منها يمارس نشاطه دون اتخاذ أي إجراء فعلي بحقه، وهو ما يفاقم الأزمة البيئية".
ويؤكد مسؤولون في وزارة الصحة العراقية أن حالات الاختناق وأزمات الجهاز التنفسي الناتجة عن التلوث البيئي، لم تنقطع عن المستشفيات في البلاد، وقال مسؤول في ردهة طوارئ أحد مستشفيات بغداد، لـ"العربي الجديد"، مشترطا عدم ذكر اسمه، أن "جميع مستشفيات بغداد تستقبل بشكل مستمر حالات صحية خطيرة ناجمة عن التلوث البيئي. الحديث عن زوال السحب الكبريتية في الأشهر السابقة لم يجعل من أجواء البلاد، وخاصة بغداد، نقية، بل يتم تسجيل حالات أمراض صدرية، وتنتج عنها لاحقا أمراض السرطان على اعتبار أنها مواد سامة مسرطنة"، وشدد على أن "الأجواء في بغداد خطيرة بكل الأوقات، فكيف إذا عاودت السحب الكبريتية مجددا"، مشيرا إلى أن "الملف بحاجة الى معالجات حكومية، لأن الواقع الصحي في خطر".
ويؤكد خبراء في شؤون البيئة أن الإجراءات الحكومية نحو بيئة آمنة، "معدومة بالكامل"، وقال الخبير البيئي حمزة الشمري "إننا أمام مخاطر صحية كبيرة، تحتم على الحكومة إعلان حالة تأهب وقائي لتخليص العاصمة من الملوثات"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "الأجواء في بغداد غير صالحة للعيش، في ظل عدم وضع حد لانتشار المصانع ومحطات الكهرباء والنفط، ومطامر النفايات المنتشرة داخل المناطق السكنية، وإحراقها بشكل مستمر، فضلا عن زحام السيارات وعوادمها"، وشدد على "ضرورة العمل فورا على تحجيم تلك الملوثات، ووضع خطط لنقل المصانع والمحطات خارج المدن المأهولة، وإطلاق حملات تشجير"، داعيا المواطنين إلى ارتداء كمامات واقية قدر المستطاع، ومراجعة الأطباء المختصين عند الشعور بأي أعراض غير معتادة".
وكانت الجهات الحكومية قد نفذت في الأشهر الأخيرة حملات ملاحقة لإغلاق بعض المولدات الكهربائية الأهلية المخالفة، وبعض المصانع، إلا أن تلك الحملات لم تستمر، كما أنها لم تحقق أي نتائج تذكر.  
## عاهل المغرب في خطاب عيد العرش: نحو إصلاحات جديدة للمساواة في التنمية
30 July 2025 08:55 AM UTC+00
حث العاهل المغربي الملك محمد السادس الحكومة على "اعتماد جيل جديد" من الإصلاحات لضمان تساوي جميع مناطق المغرب في نيل الحظوظ من التنمية. وقال في الخطاب الملكي لعيد العرش يوم الثلاثاء، بمناسبة مرور 26 عاماً على حكمه "لا مكان اليوم ولا غداً لمغرب يسير بسرعتين".
وقال الملك "ما تزال هناك بعض المناطق، لا سيما بالعالم القروي، تعاني من مظاهر الفقر والهشاشة، بسبب النقص في البنيات التحتية والمرافق الأساسية". وأشار إلى أن الإصلاحات الجديدة يجب أن تهدف إلى "تقوية الخدمات الاجتماعية الأساسية، خاصة في مجالي التربية والتعليم، والرعاية الصحية... واعتماد تدبیر استباقي ومستدام للموارد المائية... وإطلاق مشاريع التأهيل الترابي المندمج".
وانخفض مستوى الفقر في المغرب من 11.9 % في 2014 إلى 6.8 % في 2024، لكن جهاز الإحصاء الحكومي، أشار إلى مستويات فقر أعلى من المتوسط في بعض المناطق الداخلية. وتعول الدولة على الاستثمارات العمومية لتنفيذ الاستراتيجيات القطاعية والمشاريع الكبرى للبنية التحتية، وهو ما يشكل فرصة للقطاع الخاص الذي يستفيد من الصفقات التي تطلقها الدولة لتنفيذ هذه المشاريع. وكان محافظ البنك المركزي قد نبّه، في العديد من المناسبات خلال السنوات الأخيرة، إلى الثغرات التي تعتري المنظومة الاستثمارية في البلاد. واستقطب المغرب استثمارات صناعية في قطاعات مثل الطيران والسيارات، والتي تتصدر الآن صادراته. غير أن معظم الناتج المحلي الإجمالي والصناعة والبنية التحتية الحيوية في البلاد تتركز في المناطق الشمالية الغربية، فيما تعتمد بقية مناطق المغرب على الزراعة وصيد الأسماك والسياحة.
وأوجد المغرب 82 ألف وظيفة فقط في العام الماضي، وهو ما لم يكف لتقليص معدل البطالة المرتفع في البلاد الذي يبلغ 13.3 %، بحسب البنك المركزي. وصرحت 94.2% من الأسر المغربية بأن أسعار السلع الغذائية قد عرفت ارتفاعاً خلال 12 شهراً الأخيرة. ووفقاً لتقرير المندوبية السامية للتخطيط الشهري الذي يتناول مؤشر ثقة الأسر والصادر في وقت سابق من الشهر الجاري، فإن الأسر غير مطمئنة لإمكانية تراجع أسعار السلع الغذائية، إذ يتوقع حوالي 79% من الأسر المستطلعة آراؤهم استمرار ارتفاع الأسعار في الاثني عشر شهراً المقبلة.
وتشتكي الأسر المغربية من ارتفاع أسعار السلع الغذائية، في وقت تصرّح فيه 76% منها بتدهور مستوى المعيشة في الاثني عشر شهراً الماضية، وتتراجع هذه النسبة إلى 45% عند سؤال الأسر عن توقعها لتطور مستوى معيشتها خلال 12 شهراً المقبلة. وتوقعت وزارة الاقتصاد والمالية، أن يظل نمو الاقتصاد مستقراً عند 4.5 % في 2026 من دون تغيير عن العام الجاري. وقالت الوزيرة نادية فتاح العلوي أمام أعضاء البرلمان الخميس الماضي، إن " العجز المالي سيتقلص إلى 3 % من الناتج المحلي الإجمالي من 3.8 % المتوقعة هذا العام. وتابعت إن التضخم سيرتفع إلى 2 % في 2026 من 1.9 % متوقعة هذا العام". 
كما يهدد الجفاف المغرب للسنة السابعة على التوالي، وهو ما انعكس بتداعيات سلبية على اقتصاد المغرب، ولا سيّما قطاع الزراعة، الذي يُشكل العمود الفقري للناتج المحلي، ويوفر مصدر دخل لنحو 40% من الأيدي العاملة، وفق بيانات وزارة الفلاحة. وبمواجهة أزمة الجفاف المتصاعدة، أعلن وزير المياه نزار بركة في يونيو/ حزيران الماضي إطلاق مشاريع جديدة لمواجهة تحديات ندرة المياه، من بينها بناء 16 سداً قيد الإنجاز حالياً ستوفر قدرة تخزين تصل إلى 20 مليار متر مكعب، إلى جانب الإعداد لإطلاق 3 سدود جديدة.
(رويترز، العربي الجديد)
## فورمولا 1.. صراعات خلف الخوذات بين الفريق الواحد
30 July 2025 09:03 AM UTC+00
دفعت الرغبة في تحقيق الانتصارات عدداً من السائقين في منافسات بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 إلى التمرّد على فرقهم، خلال المواسم الأخيرة، عبر التواصل المباشر بينهم أثناء السباق، ذلك أنّ كل سيارة تُجهز بوسائل تواصل لاسلكي يتم تثبيتها تحت الخوذات، لتسمح للسائق بالتواصل مع فريقه أساساً، وتلقي بعض التعليمات بحسب تطور السباق، خاصة منها طلب الدخول إلى منصة الصيانة، من خلال العبارة الشهيرة "بوكس بوكس"، أو تقديم معطيات عن حالة الأمطار، وكذلك العقوبات التي يتعرض لها السائقون خلال المرحلة.
واشتعلت بعض السباقات، بسبب عبارات قوية من السائقين تجاه المهندس المكلف بإدارة السباق، وكان سائق "فيراري"، الفرنسي شارل لوكلير (27 عاماً)، بطل آخر هذه الأحداث، بعد أن طالب فريقه بـ"الصمت وتركه يتصرّف"، وذلك خلال جائزة بلجيكا يوم الأحد الماضي، إذ اعتبر أن تدخل الفريق باستمرار يُفقده التركيز في صراعه مع الهولندي ماكس فيرستابن (27 عاماً)، من أجل المركز الثالث. وقد تمّ تداول عبارات لوكلير بشكل واسع، بعدما كشفت عن التوتر داخل الفريق الواحد، وصعوبة التواصل في ظل الأزمة، التي تضرب أفراده.
Leclerc's radio: "Leave me alone please" #BelgianGP #F1 pic.twitter.com/xYhoV3BGfX
— Radio Messages (@radiomessages) July 27, 2025
كما أنّ فيرستابن يُعتبر من السائقين، الذين يملكون شخصية قوية، وقد تمرّد بطل العالم أربع مرات توالياً في فورمولا 1 خلال المواسم الأخيرة، على "ريد بول" بشكل مستمرّ، بعبارات قوية للغاية، ولا سيما عندما لا يختار الفريق التوقيت المناسب من أجل تغيير الإطارات، ما يكلفه العودة خلف الكثير من السائقين. ولجوء فيرستابن إلى عبارات حادّة عرّضه لعقوبات من قِبل الاتحاد الدولي، الذي زاد بنوداً في سلّم العقوبات قبل الموسم الجديد، ليجبر السائقين على عدم قول ألفاظ غير أخلاقية، بما أن المحادثة بين السائق وفريقه تُنقل مباشرة في بعض المرات.
Verstappen's engineer radio : "That's the rules" #SpanishGP #F1 pic.twitter.com/w5X5cdVgfF
— Radio Messages (@radiomessages) June 1, 2025
GP: "Sorry Max, your radio is not clear.."
Max: "Yeah, luckily it isn't."pic.twitter.com/dB9EG0yNyz
— Verstappen News (@verstappenews) July 4, 2025
وخلال الموسم الماضي، كان التنافس قوياً بين ثنائي فريق مكلارين؛ الأسترالي أوسكار بياستري (24 عاماً) والبريطاني لاندو نوريس (25 عاماً)، من أجل مركز الوصافة، وهو ما أشعل العديد من السباقات. وكان بياستري يتواصل مع فريقه مرات عديدة، عندما لا يمنحه زميله الأولوية، أو يُعيد إليه المركز في حال سمح له بتجاوزه قبل ذلك. وقد ظهر الأسترالي غاضباً من فريقه في مناسبات عديدة، مثلما حصل مع الإسباني كارلوس ساينز (30 عاماً)، عندما كان مع فريق فيراري في الموسم الماضي، حيث عارض بقوة سياسة فريقه، خاصة عندما يُطلب منه ترك الأولوية إلى لوكلير، الذي لا يكون أسرع منه، وقد دخل الثنائي في مشادات قوية، وتبادلا الانتقادات بشكل مستمر.
ويُعرف الإسباني فرناندو ألونسو (44 عاماً) بمواقفه القوية، وهو من بين أقدم السائقين، وله تاريخ كبير في فورمولا 1 يتيح له توجيه الانتقادات بشكل مستمر، ذلك أنه هاجم فريقه، الموسم الماضي، عندما تمّ تغيير إطاراته، وقال: "نحن الفريق الوحيد الذي يخسر مراتب، هل فازوا لأنهم لديهم إطارات أفضل، سيارتنا هي الوحيدة التي تعاني، هل نخسر المراتب من أجل الجماهير فقط؟". وخلال سباق قطر في عام 2024، ثار الإسباني على فريقه، وقال: "هذا لا يُصدق.. نعاني منذ عامين المشكلة نفسها".
Fernando Alonso team radio: "Yeah, it is going to be torture, it is a wreck, I am the UNLUCKIEST driver in the ***** world" pic.twitter.com/PyiWB74JPr
— Aston Martin F1 updates (@startonpole) May 18, 2025
## السيسي يعتمد 85 مليار جنيه إضافية في موازنة مصر لسداد فوائد الدين
30 July 2025 09:08 AM UTC+00
أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القانون رقم 158 لسنة 2025 بفتح اعتماد إضافي قيمته 85 مليار جنيه (1.745 مليار دولار)، في الموازنة العامة للدولة عن السنة المالية 2024-2025، من أجل تغطية الزيادة في فوائد الدين في الموازنة المنقضية، على خلفية تراجع سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، وارتفاع سعر الفائدة. وتبدأ السنة المالية في أول يوليو/تموز من كل عام وتنتهي في 30 يونيو/حزيران من العام التالي.
ونص القانون الذي أصدره السيسي أمس، على تعديل موازنة الخزانة العامة والجداول المرافقة لقانون ربط موازنة الدولة للسنة 2024-2025، بالآثار المترتبة على الاعتماد الإضافي، والذي جاء نتيجة ارتفاع متوسط سعر صرف الدولار مقابل الجنيه من 45 جنيهاً إلى 49.65 جنيهاً، في 30 يونيو/حزيران الماضي، واستمرار أسعار الفائدة في مستوياتها المرتفعة. وأدى تراجع الجنيه وارتفاع الفائدة إلى زيادة كلفة أدوات الدين الحكومية، وارتفاع أعباء خدمة الدين على حساب الخزانة الموحد، وخزانة الوثائق. وشهد العام المالي الماضي ارتفاعاً في متوسط أسعار الفائدة على أذون وسندات الخزانة انعكس على زيادة كلفة الاقتراض، مقارنة بالتقديرات الأصلية في مشروع ربط الموازنة، فضلاً عن التغير في استراتيجية التمويل. 
وقضت المادة 124 من الدستور المصري بأن "تشمل موازنة الدولة كافة إيراداتها ومصروفاتها دون استثناء، ويُعرض مشروعها على مجلس النواب قبل تسعين يوماً على الأقل من بدء السنة المالية، ولا تكون نافذة إلا بموافقته عليها. وتجب موافقة المجلس (البرلمان) على نقل أي مبلغ من باب إلى آخر من أبواب الموازنة، وعلى كل مصروف غير وارد بها، أو زائد على تقديراتها، وتصدر الموافقة بقانون". 
وفي 17 يونيو/حزيران الماضي، وافق مجلس النواب على قانون الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2025-2026، بعجز متوقع بلغ 1.454 تريليون جنيه (29.8 مليار دولار تقريباً)، بخلاف أقساط الديون. وسجلت فوائد الدين في الموازنة الجارية نحو تريليونين و298 مليار جنيه، بما يعادل نسبة 50.2% من جملة المصروفات. وتتوقع الحكومة ارتفاع الفجوة التمويلية في موازنة 2025-2026 بأكثر من 25%، بحيث تصل إلى 3.6 تريليونات جنيه، وهو ما يعادل نحو 70 مليار دولار وفقاً لتوقعات سعر الدولار في الموازنة. 
وتجهز وزارة المالية لإصدار صكوك إسلامية على عدة شرائح، يجري تنفيذها على مستوى مرحلي حتى نهاية 2025، بقيمة إجمالية تصل إلى نحو ملياري دولار، وذلك بالتوازي مع الدخول في سوق السندات الدولية "يورو بوندز"، و"الجرين بوندز"، في حدود ملياري دولار. وتستهدف الوزارة استخدام النسبة الغالبة من عوائد السندات الأجنبية في مواجهة شح العملة، وسداد الديون المتراكمة على البلاد من جراء التوسع في تنفيذ ما يعرف بـ"المشاريع القومية"، على غرار العاصمة الإدارية ومدينة العلمين الجديدة، وإعادة تدوير الديون قصيرة الأجل بتحويلها إلى ديون متوسطة وطويلة الأجل.
(الدولار = 48.71 جنيها مصريا تقريبا)
## بايرن ميونخ يعلن التوقيع مع الجناح الكولومبي لويس دياز رسمياً
30 July 2025 09:25 AM UTC+00
أعلن نادي بايرن ميونخ الألماني التوقيع رسمياً مع الجناح الأيسر الكولومبي، لويس دياز (28 سنة)، قادماً من بطل البريمييرليغ نادي ليفربول الإنكليزي، وذلك بعد مفاوضات استمرت لأسابيع حتى التوصل إلى اتفاق رسمي لانتقال اللاعب إلى صفوف بطل البوندسليغا. ونشر نادي بايرن ميونخ الألماني بياناً رسمياً، اليوم الأربعاء، أفاد فيه باكتمال صفقة دياز.
وجاء في البيان الرسمي: "يُعلن نادي بايرن ميونخ التوقيع مع اللاعب الدولي لويس دياز قادماً من نادي ليفربول، وحصل المهاجم على عقد مع النادي البافاري حتى 30 يونيو/ حزيران عام 2029، وسيرتدي القميص رقم 14 مع بطل ألمانيا، ليكون واحداً من أهم المهاجمين مع النادي الألماني في موسم 2025-2026". 
وقال دياز في أولى تصريحاته بعد توقيع العقد رسمياً مع النادي البافاري: "أنا سعيد جداً، الانضمام إلى نادي بايرن ميونخ يعني لي الكثير، هو من بين أكبر أندية كرة القدم في العالم. سأحاول مساعدة الفريق بطريقة لعبي وشخصيتي في الملعب. هدفي أن أحاول الفوز بكل لقب مُمكن، وهذا ما سنعمل عليه في كل يوم مع النادي في الموسم الكروي الجديد".
وذكر البيان الرسمي لنادي بايرن ميونخ معلومات عن لاعبه الجديد لويس دياز، إذ جاء فيه: "انضم دياز إلى نادي ليفربول في شتاء عام 2022، وشارك في 148 مباراة مع فريق الريدز وسجل 41 هدفاً وصنع 22 تمريرة حاسمة، وتُوج بألقاب الدوري الإنكليزي وكأس الاتحاد الإنكليزي وكأس الدرع الخيرية وكأس الرابطة الإنكليزية (مرتين)، كما يُمثل دياز منتخب كولومبيا منذ عام 2018، وسجل 19 هدفاً في 64 مباراة دولية خاضها، وكان هداف بطولة كوبا أميركا في عام 2021".
## سورية تتلقى 3.4 ملايين متر مكعب غاز من أذربيجان عبر تركيا
30 July 2025 09:41 AM UTC+00
أعلن وزير الطاقة السوري محمد البشير اليوم الأربعاء، أن سورية ستبدأ اعتباراً من الثاني من أغسطس/ آب المقبل تلقي 3.4 ملايين متر مكعب من الغاز القادم من أذربيجان إلى محافظة حلب عبر الأراضي التركية. ونقلت وكالة "سانا" الرسمية عن البشير قوله إن هذه الكميات من الغاز ستتيح توليد نحو 900 ميغاواط من الكهرباء، وذلك ضمن تعاون مشترك يهدف إلى دعم قطاع الطاقة في سورية.
وأوضح البشير أن هذه الخطوة ستسهم في تعزيز استقرار الشبكة الكهربائية، مشيراً إلى أن الحكومة السورية تتابع تنفيذ هذه الإجراءات ضمن خطة وطنية لتأمين احتياجات الطاقة وتخفيف الأعباء عن المواطنين. كان الجانبان السوري والأذري قد وقعا في 12 الشهر الجاري مذكرة تفاهم في العاصمة الأذرية باكو تتضمن التعاون والتنسيق في مجالات الطاقة وتوريد الغاز الطبيعي إلى سورية من خلال تركيا، والتعاون والتنسيق في استكشاف النفط.
ومن المقرر أن يتدفق الغاز الأذري إلى سورية عبر خط كيليس في تركيا، ما يُعَدّ بنظر مراقبين بداية فعلية لتفعيل شبكة إقليمية جديدة للطاقة، تعكس تحولات مهمة في علاقات الطاقة والسياسة في الشرق الأوسط. وقال الصحافي الاقتصادي محمد عيد لـ"العربي الجديد" إن مثل هذه الخطوة إذا قيض لها النجاح، ستعتبر نجاحاً للسياسة التركية، وما كانت لتتم لولا وجود علاقات دافئة بين أذربيجان وإسرائيل التي ربما تطلعت في النهاية إلى أن يصل الغاز الأذري إليها. ورأى أن نجاح هذه الخطوة سيسهم ولا شك في تحسين واقع الكهرباء في سورية وكثير من الخدمات عموماً.
الغاز الأذربيجاني إلى حلب عبر كليس في تركيا
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، قال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار اليوم الأربعاء إن بلاده ستصدّر الغاز الطبيعي القادم من أذربيجان إلى محافظة حلب شمالي سورية عبر ولاية كليس التركية، مضيفاً لوكالة أنباء "الأناضول" أن عمليات التصدير ستبدأ يوم 2 أغسطس/آب المقبل. وأعلن الوزير اكتشاف احتياطيات نفط تبلغ 57 مليون برميل في البلاد خلال العام الجاري تقدر قيمتها بـ4 مليارات دولار.
وتطرق بيرقدار إلى اكتشاف 75 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في مايو/ أيار الماضي، في بئر "غوك تبه-3" عبر أعمال تنقيب في البحر الأسود، مبيناً أنها تكفي لتلبية احتياجات تركيا من الغاز لمدة عام ونصف العام. وأوضح أنه بهذه الكمية المكتشفة في مايو يمكن تلبية احتياجات المنازل من الغاز لمدة 4.5 سنوات، مضيفاً: "هذا يعادل أيضاً حجماً اقتصادياً بقيمة 30 مليار دولار في الوقت الراهن". وأردف: "نتيجة لأعمالنا في مناطق ديار بكر وغابار وباطمان، حددنا احتياطيات تبلغ 57 مليون برميل في مواقع مختلفة حتى اليوم". وأشار الوزير التركي إلى أن أعمال التنقيب عن النفط في اليابسة مستمرة باكتشافات جديدة، وأن هذه الأرقام سترتفع مع نهاية العام.
وأشار الوزير التركي في التصريحات ذاتها، إلى أن مشروع "آق قويو" للطاقة النووية الذي شيدته شركة روساتوم الروسية واجه تأجيلات استمرت عاما ونصف العام بسبب مشاكل مالية والعقوبات، وتناقش تركيا إقامة مشاريع إضافية لإقامة محطات طاقة نووية مع الصين وكندا وكوريا الجنوبية. ويعمل المسؤولون على خطة لإقامة مفاعلات معيارية صغيرة التي سوف تشمل على قانون جديد ومتطلبات للانتاج داخل تركيا، بحسب ما نقلته وكالة بلومبيرغ للأنباء.
الغاز يعزز أمن الطاقة في سورية
كان بيرقدار قد قال خلال زيارة لدمشق في مايو/ أيار إن تركيا ستزود سورية بملياري متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً، بالإضافة إلى ألف ميغاواط من الكهرباء. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت أذربيجان إطلاق مشروع استراتيجي لتصدير الغاز إلى سورية عبر الأراضي التركية، وشكلت الزيارة الرسمية التي أجراها الرئيس السوري أحمد الشرع لباكو، ولقاؤه نظيره الأذربيجاني إلهام علييف، منعطفًا في العلاقات الثنائية، خصوصًا في ظل جهود إعادة الإعمار والطموحات السورية في تحقيق أمن طاقي مستدام. 
وأعلنت الرئاسة الأذربيجانية أن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف عقد اجتماعًا في باكو مع نظيره السوري أحمد الشرع، وأوضح البيان أن اللقاء عُقد بمشاركة وزراء ومسؤولين آخرين من الجانبين، وتركّز على بحث آفاق التعاون الثنائي التي اتسعت بعد سقوط نظام بشار الأسد. وشدد الطرفان على أهمية تعزيز الشراكة بين البلدين، ولا سيما في قطاع الطاقة.
وأعلنت باكو قرب تنفيذ مشروع لتصدير الغاز الأذربيجاني إلى سورية عبر الأراضي التركية، في خطوة قالت إنها "ستُسهم كثيراً في تعزيز أمن الطاقة في سورية، في ظل الجهود المبذولة لإعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة". وأشار البيان إلى تأكيد الجانب الأذربيجاني "القدرة على الإسهام الفعلي في إعادة بناء البنية التحتية للطاقة في سورية"، وذلك في إطار الدعم الموجّه إلى دمشق خلال المرحلة الانتقالية. 
وفي السياق نفسه، قال وزير الطاقة السوري محمد البشير، في منشور على منصة "إكس"وقتها، إنه رافق الرئيس الشرع في الزيارة الرسمية لأذربيجان، وناقش مع المسؤولين هناك سبل تعزيز التعاون في مجال الغاز الطبيعي لتأمين مستقبل الطاقة في سورية. وأضاف البشير أن الجانبين وقّعا اتفاقًا مع شركة "سوكار" الأذربيجانية بشأن توريد الغاز الطبيعي إلى سورية، معتبرًا أن الاتفاقية خطوة نحو الاستقلال في مجال الطاقة وبناء شراكات استراتيجية تخدم الوطن والمواطن.
## 15 دولة غربية تدعو دولاً أخرى إلى إعلان عزمها الاعتراف بدولة فلسطين
30 July 2025 09:43 AM UTC+00
دعت فرنسا و14 دولة أخرى من بينها كندا وأستراليا، البلدان الأخرى إلى إعلان عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، على ما قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم الأربعاء. وكتب بارو عبر "إكس": "في نيويورك، مع 14 دولة أخرى، توجه فرنسا نداءً جماعياً: نعرب عن عزمنا الاعتراف بدولة فلسطين، وندعو الذين لم يفعلوا ذلك حتى الآن إلى الانضمام إلينا"، غداة "نداء نيويورك" الذي أطلق في ختام مؤتمر وزاري في الأمم المتحدة حول حل الدولتين في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.
A New York avec 14 autres pays, la France lance un appel collectif : nous exprimons notre volonté de reconnaître l'Etat de Palestine et invitons ceux qui ne l'ont pas encore fait à nous rejoindre. pic.twitter.com/faCYTYwmES
— Jean-Noël Barrot (@jnbarrot) July 30, 2025
والى جانب فرنسا، انضمت كندا وأستراليا، العضوان في مجموعة العشرين، إلى النداء. ووقعت دول أخرى الدعوة، وهي أندورا، وفنلندا، وآيسلندا، وأيرلندا، ولوكسمبورغ، ومالطا، ونيوزيلندا، والنرويج، والبرتغال، وسان مارينو، وسلوفينيا، وإسبانيا. وأعربت تسع دول منها لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية عن "استعداد بلادها أو اهتمامها الإيجابي" بالاعتراف بها، وهي أندورا، وأستراليا، وكندا، وفنلندا، ولوكسمبورغ، ومالطا، ونيوزيلندا، والبرتغال، وسان مارينو.
والثلاثاء، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن بلاده ستعترف رسمياً بدولة فلسطين، إلا إذا اتّخذت إسرائيل إجراءات معينة. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأسبوع الماضي، أن فرنسا ستعترف رسمياً بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر/ أيلول. وصدرت الدعوة من الدول الخمس عشرة في ختام مؤتمر وزاري عُقد يومي الاثنين والثلاثاء في نيويورك، برعاية فرنسا والسعودية، بهدف إحياء حل الدولتين لتسوية النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، وهو فرضية تقوضها الحرب الدائرة في غزة والاستيطان في الضفة الغربية.
ونصّ "نداء نيويورك" على تأكيد التزام الدول الموقعة "الثابت لرؤية حل الدولتين، حيث تعيش دولتان ديمقراطيتان، إسرائيل وفلسطين، جنباً إلى جنب بسلام وحدود آمنة ومعترف بها بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وفي هذا السياق، تؤكد ضرورة توحيد غزة مع الضفة تحت حكم السلطة الفلسطينية". ومن اللافت أن بعض الدول الموقعة لم تعلن رسمياً نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ودعا "نداء نيويورك" الدول التي لم تعترف أو تعبّر بعد عن رغبتها في الاعتراف، إلى الانضمام للنداء، كذلك ناشد الدول التي لم تطبع علاقتها بعد مع إسرائيل أن تعبّر عن رغبتها في القيام بذلك، وبنقاش دمج إسرائيل في المنطقة. كذلك نص النداء على أن الدول الموقعة تعبّر عن "تصميمها للعمل على بنية لليوم التالي في غزة تضمن إعادة إعمار غزة ونزع سلاح حماس واستثناءها من الحوكمة الفلسطينية".
ترحيب فلسطيني بـ"نداء نيويورك"
إلى ذلك، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الأربعاء، عن تقديره العالي وترحيبه بما جاء في "نداء نيويورك"، الذي أكد اعتراف الدول الموقعة عليه بدولة فلسطين، وعن رغبة الدول التي لم تعترف منها بالاعتراف بدولة فلسطين. وثمّن عباس، في تصريحات له نشرتها وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا)، المواقف الشجاعة لهذه الدول الصديقة التي أكدت التزامها رؤية حل الدولتين، والسلام القائم على القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، مجدداً التزامه ما تعهد به من اجل تنفيذ ذلك.
وأكد عباس أن اعتراف هذه الدول بدولة فلسطين، أو إعلانها استعدادها الإيجابي للاعتراف بدولة فلسطين، يمثل خطوة تاريخية نحو تحقيق السلام العادل والشامل، ويعزز الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. ودعا عباس الدول الأخرى إلى الانضمام إلى هذا النداء، والإسهام في دفع العملية السياسية على أساس حل الدولتين، بما يضمن الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.
من جانب آخر، رحب نائب رئيس دولة فلسطين، نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، بإعلان مؤتمر نيويورك، الذي صدر عن مجموعة الدول المشاركة، والذي دعا إلى الاعتراف بدولة فلسطين، وإحياء المسار السياسي القائم على حل الدولتين، وإعادة الاعتبار للشرعية الدولية، ووقف الحرب في قطاع غزة وإدخال المساعدات فوراً دون أي عوائق. وأكد الشيخ التزام ما ورد في رسالة الرئيس محمود عباس، إلى كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وولي العهد محمد بن سلمان آل سعود.
ورحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بدورها، في بيان لها، بـ"نداء نيويورك"، مشيرة إلى أنه يشكّل لحظة تاريخية فارقة للاعتراف بدولة فلسطين واحترام حقوق الشعب الفلسطيني، وصولاً إلى السلام والأمن والاستقرار، وإنهاء عدوان الاحتلال الإسرائيلي. وثمنت الخارجية التزام الدول اتخاذ خطوات ملموسة ومحددة زمنياً، ولا رجعة فيها، وفي أسرع وقت ممكن، لتجسيد دولة فلسطين المستقلة، ذات السيادة، والقابلة للحياة، وتقديم الدعم السياسي والاقتصادي لها، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومرجعيات مدريد، بما في ذلك مبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية، والقائم على إنهاء الاحتلال، وحل جميع القضايا العالقة وقضايا الوضع النهائي، وإنهاء جميع المطالبات، وتحقيق سلام عادل ودائم، وضمان الأمن والسيادة لجميع دول المنطقة.
وأكدت الخارجية أن هذا النداء، وما يرافقه من مخرجات لعمل لجان العمل الثماني، يشكل خطة عملية فعالة على المستوى السياسي، والاقتصادي، والقانوني، والأمني، وتنفيذها الجدي ضمن جدول زمني واضح سيدعم أسس السلام، والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## إيران تسحب مشروع قانون "مكافحة المحتوى الكاذب" بعد انتقادات
30 July 2025 09:44 AM UTC+00
بعد موجة انتقادات واسعة واجهتها اللائحة الحكومية المتعلقة بمكافحة المحتوى الكاذب التي أقرّها البرلمان في إيران الأحد الماضي، أعلنت الحكومة، الأربعاء، سحب المشروع والتراجع عن تنفيذه.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، إن الحكومة قررت خلال اجتماعها اليوم سحب لائحة مكافحة المحتوى الكاذب، وذلك بناءً على تأكيدات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وحفاظاً على الانسجام الوطني. علماً أن المشروع أثار خلال الآونة الأخيرة انتقادات واسعة في إيران، واعتبره المنتقدون مقيداً لحرية التعبير ولعمل الصحافيين والناشطين الإعلاميين.
وكان نواب مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في إيران، قد أقروا في جلسته العلنية الأحد بصفة عاجلة مشروع قانون مكافحة المحتوى الكاذب على شبكات التواصل الاجتماعي. وقد حظي المشروع بدعم 205 نواب مقابل 42 معترضاً، فيما امتنع ثلاثة عن التصويت، من أصل 260 نائباً حضروا الجلسة.
وجاء في نص المشروع أنه إذا نشر أي مستخدم أو منصة إلكترونية محتوى خبرياً مخالفاً للواقع عبر الفضاء الافتراضي، فإن المخالف يُلزم بتعويض الأضرار الناتجة، ويعاقب بالسجن من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات، إضافة إلى غرامة مالية من الدرجة الرابعة تراوح بين 2000 و4000 دولار، فضلاً عن منعه من ممارسة أي نشاط افتراضي لمدة تراوح بين ثلاثة أشهر وسنتين.
واعتبر المحلل السياسي الإيراني أحمد زید آبادي، في حديث مع "العربي الجديد"، قرار الحكومة الإيرانية بسحب مشروع قانون "مكافحة المحتوى المخالف للواقع في الفضاء الافتراضي" قراراً قيماً وإيجابياً، وقال إن "التراجع عن القرار الخاطئ أثمن حتى من اتخاذ القرار الصحيح".
وفي الأيام الأخيرة، انتقد بعض مسؤولي الحكومة المشروع أيضاً، ومن بينهم مدير الاتصالات في مكتب الرئيس الإيراني، محمد مهدي طباطبائي، الذي قال إن بزشكيان لم يكن على علم بتفاصيل المشروع الذي أثار الجدل، وهو تصريح واجه انتقادات واسعة، خصوصاً أن المشروع المرسل إلى البرلمان كان يحمل توقيع الرئيس.
ورأى ناشطون إيرانيون أن مشروع القانون يتعارض مع وعود الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بشأن رفع الحجب عن منصات التواصل الاجتماعي، بل ويتسبب بالمزيد من القيود عليها.
وكان الرئيس الإصلاحي الحالي قد وجه خلال حملته الانتخابية في يوليو/ تموز 2024، انتقادات شديدة لسياسة حظر منصات التواصل الاجتماعي الأجنبية وتقييد الإنترنت في البلاد، قائلاً إن تشديد هذه السياسة خلال العامين الماضيين بعد احتجاجات مهسا أميني أواخر عام 2022، أدى إلى خسارة العديد من فرص العمل، وأدى إلى بطالة كثير من العاملين في المجال الرقمي.
ووفقاً لتقرير أصدره مركز إيسبا الإيراني لقياس الأفكار والاستطلاعات في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يستخدم 82.2% من سكان إيران البالغ عددهم 85 مليون نسمة منصات التواصل الاجتماعي. وبيّن أن تطبيق تليغرام هو الأكثر شعبية في إيران، حيث يستعمله 89.5% من مستخدمي الشبكات الاجتماعية، يليه "إنستغرام" بنسبة 85.7%، ثم "واتساب" بنسبة 66.7%.
ويلجأ الإيرانيون إلى برامج فك الحجب والتشفير للوصول إلى جميع منصات التواصل الاجتماعي المحظورة، مثل "إنستغرام" و"واتساب" و"تويتر" و"فيسبوك" و"يوتيوب"، وهو ما يزيد من تكاليف استخدام الإنترنت. اللافت أنه رغم حظر مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، يواصل كبار المسؤولين الإيرانيين استخدامها لمخاطبة الجمهور في الداخل والخارج.
## وفاة الممثل لطفي لبيب بعد صراع طويل مع المرض
30 July 2025 09:44 AM UTC+00
توفي الممثل المصري لطفي لبيب صباح اليوم الأربعاء عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد رحلة فنية امتدت لعقود، ترك خلالها بصمته في التلفزيون والسينما، وذلك إثر تدهور شديد في حالته الصحية، وفقاً لما أكده نقيب المهن التمثيلية، أشرف زكي.
وُلد لطفي لبيب في 18 أغسطس/آب 1947 في محافظة بني سويف، وحصل على بكالوريوس في الآداب، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج فيه عام 1970. غير أن بداياته الفنية تأخرت بسبب أدائه الخدمة العسكرية التي امتدت لست سنوات، شارك خلالها في حرب أكتوبر 1973، وهو ما انعكس لاحقاً على بعض أعماله ذات الطابع الوطني، مثل مشاركته في كتابة فيلم "الكتيبة 26" المستلهم من تجربته. السيناريو نشر كتاباً يحمل العنوان نفسه، من دون أن يُحوّل إلى فيلم على الشاشة أو العرض السينمائي.
بدأت مسيرته الفنية الفعلية في أوائل الثمانينيات، حين تولى أدواراً ثانوية محورية جمع فيها بين الكوميديا والرصانة، وأجاد تجسيد شخصيات المسؤولين والدبلوماسيين والأب المصري التقليدي، ومن بين أبرز أدواره شخصية "السفير الإسرائيلي" في فيلم "السفارة في العمارة" (2005) أمام عادل إمام، وشارك في عدد كبير من الأفلام والمسلسلات، منها فيلم "كده رضا" (2007)، ومسلسل "صاحب السعادة" (2014)، وفيلم "اللمبي" (2002)، ومسلسل "عفاريت عدلي علام" (2017)، وفيلم "أمير البحار" (2009)، إلى جانب حضوره المميز في المسرح والتلفزيون.
ورغم أنه لم يحظَ بلقب "النجم الأول"، بلغ رصيده الفني أكثر من 200 عمل بين السينما والمسرح والتلفزيون.
في السنوات الأخيرة، عانى لطفي لبيب مشكلات صحية متتالية، بدأت بإصابته بجلطة دماغية عام 2017، أدت إلى شلل نصفي مؤقت، ثم خضع لعملية دقيقة في الحنجرة أثّرت على قدرته على الكلام، ما جعله يبتعد تدريجياً عن الساحة الفنية، مكتفيًا بظهورات متقطعة، كان آخرها في فيلم "أنا وابن خالتي" الذي صوّره عام 2024.
وجاءت وفاته بعد أيام من دخوله المستشفى متأثراً بمضاعفات شديدة في الجهاز التنفسي، إثر إصابته بالتهاب رئوي حاد سبَّب نزيفاً رئوياً، استدعى وضعه على أجهزة تنفس صناعي، وتقرّر حينها منع الزيارة عنه حفاظاً على حالته، قبل أن يعلن الأطباء صباح اليوم وفاته رسمياً. ومن المنتظر أن يُشيّع جثمانه في جنازة تقام في القاهرة، على أن تُعلَن لاحقاً مراسمُ العزاء.
## تسونامي موجات مدمرة تبحر آلاف الكيلومترات.. كيف تتكون؟
30 July 2025 09:46 AM UTC+00
سبّبت زلازل مركزها قاع المحيط الهادي تشكل تسونامي ضربت موجاته، اليوم الأربعاء، سواحل مطلة على المحيط الهادئ بعد زلزال يعتبر من الأقوى في العالم بلغت قوته 8.8 وضرب ليلاً قبالة أرخبيل كامتشاتكا أقصى الشرق الروسي، بحسب معهد الجيوفيزياء الأميركي.
وقالت السلطات الروسية إن موجات تسونامي ضربت توسناميسيفيرو-كورليسك في شمال أرخبيل كوريل الروسي وغمرت المياه الشوارع. وذكرت وسيلة إعلام محلية أن موجة عاتية تراوح ارتفاعها بين ثلاثة وأربعة أمتار سجلت في إليزوفسكي في منطقة كامتشاتكا.
تسونامي موجات محملة بالدمار
وتزداد قوة موجات التسونامي الناجمة عن صدمة الزلزال كلما اصطدمت بقعر البحار، ولا يولد التسونامي عند نقطة انطلاقه سوى موجات صغيرة متباعدة جداً لأن كميات المياه الهائلة التي يحركها الزلزال تجتاح العمق على امتداد تضاريس قعر البحر بخلاف الموجات العادية التي تبقى عند سطح المياه. لكن مع تتالي هذه الموجات وتقدمها باتجاه السواحل بسرعة حوالي 800 كيلومتر في الساعة يرتفع مستوى قعر المحيط ويقوم بتركيز الطاقة التي ينقلها التسونامي. فتتباطأ عندها الموجات وتتقارب ويزيد ارتفاعها بشدة ليصل أحياناً إلى أكثر من 20 متراً. وعلى غرار انتشارها في البحر، لا تفقد الموجة الكثير من طاقتها ويمكنها أن تقطع مسافات واسعة لتضرب سواحل واقعة على بعد آلاف الكيلومترات.
وفي العام 1960، سبّب زلزال بقوة 9.5 درجات في تشيلي تسونامي مدمراً بلغ سواحل اليابان. وتنسق الدول المطلة على المحيط الهادئ عمليات الرصد للوقاية من مخاطر هذه الموجات. وفي حين أن غالبية التسونامي تتشكل جراء زلازل، ثمة مسببات أخرى ممكنة منها انهيارات بحرية تسببها أحياناً زلازل كما حصل في بابوا غينيا الجديدة في 1998 (أكثر من ألفي قتيل) وثوران بركان جزيرة كراكاتوا الصغيرة بين جاوا وسومطرة (36400 قتيل في أغسطس/آب1883) وسقوط كويكب في المياه. وقد تحصل موجات مد صغيرة جراء ظواهر جوية، ولا سيما تبدل حراري كبير ما يؤدي إلى منخفضات ناجمة عن رياح عاتية. 
وفي 26 ديسمبر/كانون الأول 2004 اجتاح تسونامي عنيف سواحل حوالي عشرة بلدان في جنوب شرق آسيا حاصداً 220 ألف قتيل. وكانت قوة الزلزال في الأصل موازية لحوالي 23 ألف قنبلة ذرية كتلك التي ألقيت على هيروشيما، وفق معهد الجيوفيزياء الأميركي.
وفي مارس/آذار2011، ضرب زلزال بقوة 9 درجات اليابان تلاه تسونامي ضخم اجتاح سواحل البلاد الشمالية الشرقية مخلفاً كارثة حصدت 20 ألف قتيل وجريح. ولا تقتصر هذه الظاهرة على المحيط الهادئ. فقد سبق أن طاولت المحيط الأطلسي والبحر المتوسط بحسب المؤرخ الروماني أميانوس مارسيلوس الذي شهد تسونامي الإسكندرية في مصر في العام 365.
(فرانس برس)
## وزير إسرائيلي تباهى بمحو غزة يثير الجدل بتصريحات حول المحتجزين
30 July 2025 09:51 AM UTC+00
أثار وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو (الصهيونية الدينية)، جدلاً واسعاً في إسرائيل، اليوم الأربعاء، بدعوته لاعتبار المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة "أسرى حرب"، وتسميتهم كذلك، ومن ثم إرجاء التعامل مع قضيتهم حتى نهاية حرب الإبادة الإسرائيلية، بعد تحقيق دولة الاحتلال "النصر"، مضيفاً أنهم ليسوا أولوية في اعتقاده. وقال إلياهو في مقابلة مع إذاعة "كول حاي"، "يجب تعريف المختطفين على أنهم أسرى حرب. والتعامل مع الأسرى يتم فقط بعد تحقيق النصر. أولاً يجب حسم المعركة ضد حماس. أعتقد أن المهمة ليست المختطفين أولاً، وهذا التردد (الإسرائيلي) هو ما يجعلهم عالقين هناك".
وأردف الوزير: "الكثيرون يضعون قضية المختطفين فوق النصر، وهذا خطأ. أنا أدعو لإطلاق سراح الأسرى فقط بعد الحسم، وليس قبله. نتنياهو طرح بالأمس فكرة فرض السيادة (الإسرائيلية في القطاع) أو الضم، وهذه خطوة إيجابية". وزعم إلياهو أنه "في اللحظة التي تفرض فيها إسرائيل السيادة على قطاع غزة، سيكون ذلك جيداً لليهود وللعرب أيضاً، وسنكسب الأمن والهدوء. في الأماكن التي يوجد فيها استيطان يهودي، يكون هناك أمن. علاوة على ذلك، غزة هي جزء من أرض إسرائيل، ويوجد فيها كنيس قديم". وأضاف: "أنا لا أقول أن نقيم في غزة مستوطنات محاطة بالسياج، بل مدينة كبيرة. يجب أن تكون غزة يهودية، وعندها سيكون الوضع أفضل أيضاً للعرب".
وأضاف الوزير المتطرف أنه "في غزة هناك تردد أخلاقي. عندما اقترحوا على (ونستون) تشرشل إدخال الطعام إلى الجائعين في ألمانيا، قال إنه سيترك للنازي التعامل مع الضغط والجوع من الداخل". ودعا إلياهو في الأسبوع الماضي إلى "محو غزة"، وتباهى بأن "الحكومة مندفعة بسرعة نحو محو غزة". وتبرأ رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو من تصريحات الوزير، معتبراً أنه "يمثّل نفسه فقط، ولا يتحدث باسم الحكومة"، لاعتبار أن كلامه يسيء "إلى سمعة إسرائيل وصورتها"، وبسبب ما أعقب ذلك من ردات فعل غاضبة على الساحة الدولية، خاصة مع تعميق حرب الإبادة والتجويع.
من جانبها، انتقدت المحتجزة التي أُفرج عنها في إطار الصفقة الأولى، غابرييلا لايمبرغ، والتي تنشط مذ ذلك الحين من أجل إعادة باقي المحتجزين، تصريحات الوزير إلياهو حول المحتجزين. وقالت في مقابلة مع إذاعة "كان ريشيت ب" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، إن "من يقول مثل هذه الأمور، قلبه ليس في المكان الصحيح".
وأضافت: "كيف يمكن لشخص أن يقول مثل هذا الكلام؟ من الصعب عليّ أن أصدق أن شخصاً لديه قلب يمكنه أن يقول شيئاً كهذا. أنا أضع المدنيين والجنود معاً. الجميع يجب أن يعودوا. لا يوجد فرق هنا، نحن نتحدث عن بشر. علينا أن ننقذ من يحتاج إلى الإنقاذ ... نحن نستيقظ كل يوم وننتظر صفقة... الصفقة هي الطريق الوحيدة لإعادة الجميع ولا يوجد طريق آخر. نحن نتمسك بالأمل".
## إرجاء اجتماع رباعي حول السودان على وقع خلاف مصري إماراتي
30 July 2025 09:59 AM UTC+00
أُرجئ الثلاثاء اجتماع وزاري حول الحرب في السودان كان مقرراً عقده في واشنطن بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، بعد خلاف بين القاهرة وأبوظبي حول البيان الختامي المشترك، على ما أفاد مصدران دبلوماسيان وكالة فرانس برس. واختلفت مصر والإمارات حول دور الطرفين المتحاربين، الجيش وقوات الدعم السريع، في عملية سلام محتملة بالمستقبل.
وقال دبلوماسي عربي لوكالة فرانس برس، طالباً عدم الكشف عن هويته، إنّ الاجتماع أرجئ بسبب "خلافات لم يتمّ حلّها" حول البيان الختامي. وأوضح أنّ "الإمارات أدخلت تعديلاً في اللحظة الأخيرة ينصّ على عدم وجود أيّ حضور للجيش وقوات الدعم السريع في العملية الانتقالية المستقبلية"، وهو أمر اعتبرته القاهرة "غير مقبول"، على حد قوله.
ولطالما أكّدت مصر، الحليف الأقرب للجيش السوداني، "أهمية الحفاظ على المؤسسات الوطنية السودانية"، في إشارة خصوصاً إلى المؤسسة العسكرية في السودان. وقال مصدر آخر مطّلع على المفاوضات لـ"فرانس برس"، إنّ "الولايات المتحدة وزّعت مسودة وافق عليها الجميع، بما في ذلك الإمارات، لكنّ مصر لم تقبل الجزء الذي ينصّ على عدم سيطرة أيّ من الأطراف المتحاربة على الفترة الانتقالية".
وأضاف المصدر طالباً بدوره عدم الكشف عن هويته أنّ الولايات المتّحدة "قرّرت تأجيل الاجتماع إلى موعد لاحق". وسبق أن رعت الولايات المتّحدة في عهد رئيسها السابق جو بايدن، والسعودية جولات تفاوضية عدّة في جدّة لإنهاء النزاع في السودان، لكنّ كل هذه الجهود فشلت في وضع حدّ لحرب يقول خبراء إنّها امتدّت إقليمياً.
والإمارات متّهمة على نطاق واسع بتسليح قوات الدعم السريع في انتهاك لحظر تصدير الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إقليم دارفور، لكنّ أبوظبي تنفي باستمرار ذلك رغم تقارير دبلوماسية وسياسية غربية ودولية تدعم هذه الاتهامات. وتتابع القاهرة من كثب إعلان قوات الدعم السريع وتحالفها السياسي، الأسبوع الماضي، تشكيل حكومة موازية في السودان، في خطوة اعتُبرت الأخطر منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع في 15 إبريل/ نيسان 2023.
ويخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع"، منذ منتصف إبريل/ نيسان 2023، حرباً أدت إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونًا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً. وبدأت مساحات سيطرة قوات الدعم السريع تتقلص بشكل متسارع في مختلف ولايات السودان لصالح الجيش الذي وسّع نطاق انتصاراته لتشمل الخرطوم وولاية النيل الأبيض.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## مراسل "العربي الجديد": طائرات عسكرية مصرية تلقي مساعدات فوق وسط قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي
30 July 2025 10:01 AM UTC+00
## عبد العاطي في واشنطن: الحرب على غزة وسد النهضة والأمن الإقليمي
30 July 2025 10:06 AM UTC+00
أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في واشنطن، سلسلة من اللقاءات مع كبار قيادات الكونغرس الأميركي، تناولت ملفات التعاون الثنائي، والأوضاع الإقليمية، وعلى رأسها الحرب في غزة، وقضية سد النهضة، وتحديات الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط وأفريقيا. واستهل عبد العاطي زيارته بلقاء السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام، رئيس اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية في مجلس الشيوخ.
وخلال اللقاء، أشاد عبد العاطي بـ"متانة الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن"، وفق بيان للخارجية المصرية، مؤكداً "أهمية استمرار التعاون في مجالات السياسة والدفاع والاقتصاد، بما يخدم مصالح البلدين ويعزز الاستقرار في المنطقة". وتطرق اللقاء إلى تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث "عرض الوزير المصري الجهود المتواصلة التي تبذلها بلاده، بالتنسيق مع الولايات المتحدة وقطر، للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، وتأمين تدفق المساعدات الإنسانية، وبدء مسار التعافي وإعادة الإعمار"، مؤكداً التزام مصر الثابت بحل الدولتين، وإنهاء المعاناة الإنسانية في القطاع.
كما ناقش الطرفان ملف سد النهضة، حيث جدد عبد العاطي "موقف مصر الرافض للإجراءات الأحادية من قبل الجانب الإثيوبي"، مؤكداً أنّ مصر "ستتخذ كافة التدابير المشروعة بموجب القانون الدولي لحماية أمنها المائي"، وداعياً إلى "التعاون القائم على التوافق والمنفعة المشتركة بين دول حوض النيل". وفي لقاء منفصل، اجتمع عبد العاطي مع رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور روجر ويكر، حيث ناقش الجانبان "سبل دعم التعاون العسكري القائم، في ضوء التحديات الأمنية المتعددة التي تواجهها مصر من مختلف الاتجاهات"، بحسب البيان.
وأكد عبد العاطي أّنّ مصر تتحمل عبئاً متزايداً في حفظ الأمن الإقليمي والدولي، مستعرضاً جهودها في "مكافحة الإرهاب، وتأمين الملاحة، واحتواء الأزمات في جوارها المباشر". كما شدد على أهمية الشراكة المصرية - الأميركية "كركيزة أساسية للأمن في الشرق الأوسط وأفريقيا". وفي اجتماع مع السيناتور ديفيد ماكورميك، رئيس اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط وآسيا ومكافحة الإرهاب، تناول اللقاء العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والنتائج الإيجابية لمنتدى الأعمال المصري-الأميركي الذي استضافته القاهرة بمشاركة أكثر من 50 شركة أميركية.
وأعرب الوزير المصري عن "تطلع القاهرة لتعميق الشراكة الاقتصادية والتجارية، وتعزيز حضور الشركات الأميركية في السوق المصرية، خاصة في قطاعات الطاقة والدواء والتحول الرقمي". وفي الشق السياسي، ركز اللقاء على تطورات الوضع في غزة، والجهود المصرية الرامية إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بالإضافة إلى النقاش حول الأوضاع في ليبيا وسورية وأمن البحر الأحمر.
كما التقى عبد العاطي السيناتور الديمقراطي برايان شاتز، زعيم الأقلية في اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية، حيث أكد خصوصية العلاقات مع الولايات المتحدة، ودور الكونغرس في دعم مسارات التعاون المشترك. وعرض الوزير خلال اللقاء نتائج جولته الأخيرة في غرب أفريقيا، التي شملت ست دول، مشيراً إلى أنّ استقرار منطقة الساحل، "يمثل أولوية استراتيجية لمصر في ظل تصاعد التهديدات الإرهابية والجماعات المسلحة، ما يستدعي تنسيقاً دولياً أكبر".
## وزارة الصحة في غزة: 7 حالات وفاة في مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية
30 July 2025 10:11 AM UTC+00
## وزارة الصحة في غزة: ارتفاع عدد ضحايا المجاعة إلى 154 شهيداً منهم 89 طفلاً
30 July 2025 10:12 AM UTC+00
## "فرانس برس": اليابان تخفض التحذير من تسونامي في مناطق عدة
30 July 2025 10:26 AM UTC+00
## لاعبو بوكا جونيورز تحت التهديد: الفوز أو الموت
30 July 2025 10:29 AM UTC+00
تتواصل الأزمات داخل نادي بوكا جونيورز أحد أعرق الأندية في الأرجنتين، بعد سقوطه أمام هوراكان 0-1 في الجولة الثالثة من مرحلة الإياب في الدوري المحلي، وهي الهزيمة التي مددت سلسلة المباريات من دون فوز إلى 11 لقاءً، في أسوأ سجل في تاريخ الفريق. ومع تصاعد الغضب الجماهيري، انتقلت الانتقادات من المدرجات إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وشملت الجميع من الجهاز الفني إلى اللاعبين والإدارة.
وفي خضم هذا الغليان، ظهر صوت راج في الأوساط الأرجنتينية، لكنه ليس من الفنيين أو المسؤولين، بل من زعيم "لوس بوراكاس"، أو رابطة المشجعين المتعصبين المعروفة بـ"لا 12"، رافاييل دي زيو، الذي وجه عبر حسابه على "إنستغرام"، تهديداً مبطناً إلى اللاعبين، جاء فيه: "اسمعوا جيداً أيها اللاعبون، بقميص بوكا إما الفوز أو الموت"، في رسالة تعكس حالة الاحتقان والتصعيد التي يعيشها أنصار الفريق.
ويمتلك دي زيو تاريخاً أسود، فقد سبق أن تعرّض لعقوبات تمنعه من دخول الملاعب، بسبب إدانته السابقة بحيازة سلاح ناري، إلا أنه تمكن من الحضور في ملعب لا بومبونيرا، أثناء تقديم الوافد الجديد، الأرجنتيني لياندرو باريديس (31 عاماً)، مستغلاً الحدث غير الرسمي، الذي لا يتطلب وجوداً أمنياً مشدداً.
ولم يتوقف الجدل عند دي زيو، إذ دخل الحارس السابق، بابلو ميليوري (43 عاماً) على الخط بمنشور انتقد فيه الرئيس الحالي للنادي. وقال: "بوكا أكبر منك، ومن أخيك، ومن كل من يحاول إيهامك بعكس ذلك"، مضيفاً أن "اللافتات التي تظهر في الملعب والتي تمجد الجماهير، ليست عفوية، بل ممولة من إدارة النادي"، مطالباً المسؤولين بقراءتها جيداً واستيعاب رسالتها.
وأعادت القضية إلى الواجهة ملف العلاقة المعقدة بين روابط المشجعين المتطرفة وإدارات الأندية في أميركا الجنوبية، إذ تملك هذه الروابط نفوذاً يتجاوز حدود التشجيع، إلى حد ممارسة الضغط والتهديد العلني في أوقات الأزمات. وفي ظل الظروف الراهنة، يواجه بوكا جونيورز ليس فقط أزمة نتائج، بل أزمة قيادة وأمن داخلية تُهدد استقراره الفني والمؤسسي.
## تسونامي زلزال كامتشاتكا الروسية يمتد عالمياً: إغلاق الموانئ في هاواي
30 July 2025 10:44 AM UTC+00
امتدت التوابع الاقتصادية لزالزال شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية في المحيط الهادئ الذي تحول إلى تسونامي، إلى عدد من الدول بعيداً عن روسيا، حيث تم إغلاق الموانئ في أنحاء ولاية هاواي الأميركية، بينما أُغلقت مصانع في اليابان.
وفي أعقاب وقوع زلزال بقوة 8.8 درجات على مقياس ريختر في المحيط الهادئ قبالة شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية في وقت سابق من اليوم الأربعاء، أصدر خفر السواحل أوامره للسفن التجارية التي كانت في طريقها إلى الموانئ في هاواي بالبقاء في البحر خلال الوقت الحالي. وقد صدر تحذير من موجات مد عاتية "تسونامي"، حيث أذاع التلفزيون المحلي صوراً لكاميرات مثبتة عند الشواطئ لمراقبة الساحل. ولاحقاً خفف مستوى الإنذار من تسونامي. وكان رئيس بلدية هونولولو ريك بلانغياردي دعا في وقت سابق السكان وآلاف الزوار إلى الاحتماء في الطوابق العليا للمباني أو على المرتفعات.
وهذا أقوى زلزال يسجل منذ العام 1952 في منطقة كامتشاتكا على ما أفادت أجهزة رصد الزلازل المحلية التي حذرت من هزات ارتدادية قد تصل قوتها إلى 7,5 درجات. وأصدرت دول لها مطلة على المحيط الهادئ في شمال القارة الأميركية وجنوبها تحذيرات للابتعاد عن الشواطئ، ومنها الولايات المتحدة والمكسيك والإكوادور.
تعليق العمل في مصانع باليابان خشية من تسونامي
وفي اليابان أعلنت شركة نيسان للسيارات اليوم الأربعاء، تعليق عملياتها في بعض مصانعها المحلية في كيودو بسبب التحذير من تسونامي. كما قالت الشركة المشغلة لمحطة فوكوشيما النووية في شمال اليابان إنها أجلت موظفيها. وكان زلزال قوي تبعه تسونامي عنيف اجتاح المحطة في مارس/آذار/ 2011. ولم يسجل وقوع إصابات او أضرار في اليابان حتى منتصف يوم الأربعاء.
وتم وقف بعض خطوط السكك الحديد. وأكد الناطق باسم الحكومة اليابانية يوشيماسا هاياشي "يجب على سكان بعض المناطق حيث صدرت تحذيرات مغادرتها فوراً إلى مناطق أكثر أماناً وإلى مرتفعات أو أبنية إجلاء". ويشمل التحذير الياباني ساحل البلاد الشرقي والشمالي برمته وصولاً إلى جنوب أوساكا، فضلاً عن جزر صغيرة مجاورة.
وقالت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية إن موجة تسونامي ارتفاعها 1,30 متر ضربت مرفأ في إقليم مياغي في شمال البلاد عند الساعة 13,52 بالتوقيت المحلي (الساعة 04,52 ت غ). وقرب شاطئ إيناغه في منطقة تشيبا القريبة من طوكيو فرض طوق أمني في المكان وقال مسعف لصحافيي وكالة فرانس برس الموجودين إنه يحظر الوصول إلى الشاطئ حتى إشعار آخر.
وضرب الزلزال بقوة 8.8 درجات هو من بين الأقوى في العالم مركزه قبالة شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية مساء الثلاثاء، متسبباً بموجات تسونامي في روسيا واليابان وبتحذيرات من احتمال انتقالها إلى دول مطلة على المحيط الهادئ. وقالت وزارة حالات الطوارئ الروسية إن موجات تسونامي متتالية ضربت توسناميسيفيرو-كورليسك في شمال أرخبيل كوريل الروسي وغمرت المياه الشوارع. وأعلنت السلطات حالة الطوارئ في المنطقة. وذكرت وسيلة إعلام محلية أن موجة عاتية ارتفاعها ما بين ثلاثة وأربعة أمتار سجلت في إليزوفسكي في منطقة كامتشاتكا.
في 20 تمّوز/يوليو، وقع في المنطقة الروسية نفسها زلزال بقوة 7,4 درجات، تلته هزّات ارتدادية عدة، من دون أن يسبّب أضراراً جسيمة. وتُعدّ شبه الجزيرة الروسية التي تفصل بحر أوخوتسك عن المحيط الهادئ "واحدة من أكثر المناطق عُرضة للزلازل في العالم"، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
(أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)
## "حصر السلاح" على طاولة الحكومة اللبنانية: محاولات لحسم الجدول الزمني
30 July 2025 10:58 AM UTC+00
أعلن رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام انعقاد جلسة حكومية يوم الثلاثاء المقبل، أبرز بنودها البحث في موضوع حصر السلاح بيد الدولة، وذلك بعد اتصالات ومشاورات مكثفة جرت بين المسؤولين اللبنانيين في الأيام الماضية آلت إلى الاتفاق على تحديد الموعد المرتقب. وقال سلام في بيان له مساء أمس الثلاثاء إنه "بسبب الدعوة إلى جلسة تشريعية نهار الخميس تزامناً مع الموعد الأسبوعي لجلسة مجلس الوزراء ومشاركة الحكومة فيها، قرّر تأجيل جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقرّرة إلى يوم الثلاثاء القادم".
وأضاف: "مجلس الوزراء سيعقد جلستين في الأسبوع المقبل، وسيكون على جدول أعمال الجلسة الأولى موضوع استكمال البحث في تنفيذ البيان الوزاري في شقه المتعلق ببسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصراً، والذي بدأ النقاش بشأنه في جلسة 17 إبريل الماضي، إضافةً إلى البحث في الترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية لشهر نوفمبر 2024، والتي تضمنت ورقة السفير توماس برّاك أفكاراً بشأن تطبيقها".
ويأتي إدراج بند السلاح على جدول أعمال الجلسة الحكومية على وقع ضغوط خارجية كما داخلية وتحذيرات من انعكاسات التأخر في البتّ الملف، مع تلويح مستمرّ بعودة الحرب الإسرائيلية على لبنان، وبالتزامن أيضاً مع الحديث عن رفض إسرائيل وواشنطن مقترح رئيس البرلمان نبيه بري الذي قدّمه إلى الموفد الأميركي توماس برّاك في زيارته الأخيرة لبيروت، خصوصاً حيال ضمان وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، مطالبين الدولة اللبنانية بالقيام بالخطوة الأولى.
خلافات داخلية
في الإطار، تقول مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة سبق أن بدأت النقاش بموضوع حصرية السلاح، والبيان الوزاري واضح بهذا الشأن أيضاً، والرئيسان جوزاف عون ونواف سلام، أكدا التمسّك بتطبيق هذا البند، وعدم التراجع عنه"، مشيرة إلى أن "هناك خلافات داخلية طبعاً بهذا الملف، وهو ما يعقّد البتّ به، ويحتّم الحوار بشأنه، وسيكون هناك نقاش به انطلاقاً من البيان الوزاري على الطاولة الحكومية".
وتشير المصادر، التي فضّلت عدم ذكر اسمها، إلى أن "الاتصالات قائمة بين المسؤولين اللبنانيين خصوصاً على صعيد الرؤساء الثلاثة كما مع حزب الله ومع القوى السياسية، فهذا الموضوع يجب مقاربته بالتوافق، لا بالصراع، والرئيس عون حريص على الحوار، والتلاقي، والعمل بما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا".
وتلفت إلى أن "الجلسة ستكون تحت سقف البيان الوزاري وخطاب قسم الرئيس عون، ونأمل أن يشارك بها جميع الوزراء وأن تكون هادئة، ولا يحصل أي تشنج أو إشكالات كلامية، في ظل الاختلاف الداخلي بين الأحزاب السياسية، ومنها ممثلة بالحكومة".
وتشدد المصادر نفسها على أن "لبنان ماضٍ في الملف حتى النهاية، لكن في الوقت نفسه هو أعلن مراراً ضرورة الحصول على ضمانات بوقف الاعتداءات الإسرائيلية، وهو يواصل الضغط بهذا الاتجاه، واتصالاته مستمرة كذلك لإعطائه مهلة من أجل البت بالموضوع".
لتحديد جدول زمني
في المقابل، تتحضّر الأحزاب المعارضة لحزب الله، والمشاركة في الحكومة، خصوصاً "القوات اللبنانية" (برئاسة سمير جعجع)، و"الكتائب اللبنانية" (برئاسة النائب سامي الجميّل)، لطرح ملف السلاح بقوة في الجلسة المنتظرة، مع التشديد خلالها على ضرورة تحديد جدول زمني وآليات تنفيذية، محذرة من انعكاسات التأخير.
وعلم "العربي الجديد" أن اتصالات مكثفة يقوم بها حزب القوات اللبنانية على خطّي "الكتائب" كما الحزب التقدمي الاشتراكي، بالدرجة الأولى، من أجل تجميع عدد أكبر من الأصوات المعارضة للسلاح داخل الجلسة الوزارية، وطرح ملف احتكار السلاح على الطاولة، وتوحيد الموقف حول ضرورة اتخاذ خطوات جدية بهذا الإطار، لا الاكتفاء بترداد الخطابات نفسها.
وحذّر رئيس حزب القوات اللبنانية في تصريح صحافي له من أنّنا "إذا بقينا هكذا سنكون أمام صيف سيّئ"، معارضاً بشدّة "المنطق القائل بأن الذهاب نحو نزع سلاح الحزب من دون موافقته يؤدي إلى خطر الحرب الأهلية"، معتبراً أن على السلطات أن ترى ما يجب فعله، لا أن تتذرع بأمور مثل هذه.
من جانبه، دعا حزب الكتائب اللبنانية في بيان له أمس الثلاثاء الدولة إلى دعم الجيش والبدء بخطوات تنفيذية لتطبيق القانون في كلّ لبنان، قبل فوات الأوان.
وحمّل حزب الكتائب حزب الله كامل المسؤولية عن أي تدهور أمني أو سياسي قد يصيب لبنان نتيجة هذا التمادي، في ظل تزايد التحذيرات الدولية من مغبة التلكؤ في تنفيذ القرارات الدولية، وفي طليعتها القرار 1701، وما قد يترتب على لبنان من تداعيات خطيرة وعزلة متزايدة.
وفي 17 إبريل الماضي، ناقش مجلس الوزراء في جلسة عقدها برئاسة الرئيس جوزاف عون في قصر بعبدا، ملف سلاح حزب الله، البند الأول على جدول الأعمال، إلى جانب بنود أخرى، ووافق على تمديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل).
قائد الجيش: لن نتهاون في إحباط أي محاولة للمساس بالأمن
في سياق ثانٍ، قال قائد الجيش اللبناني في أمر اليوم لمناسبة العيد الثمانين للجيش إنه "في ظل الأحداث الخطيرة التي تعصف بالمنطقة، يواجه لبنان مجموعة من التحديات المتداخلة، على رأسها تهديدات العدو الإسرائيلي واعتداءاته على بلدنا وعلى شعوب المنطقة، ويمعن في انتهاكاته للقرارات الدولية، ويعمل على اختراق نسيجنا الاجتماعي. يليه الإرهاب الذي يسعى للنيل من وحدة الوطن وسلامة أبنائه. يُضاف إلى ذلك ما تتركه الأحداث الإقليمية من تداعيات على ساحتنا الداخلية، ما يستوجب تضافر الجهود للحفاظ على الوحدة الوطنية وتحلي الأطراف كافة بالوعي والمسؤولية، بهدف تجاوز هذه المرحلة الدقيقة".
وأضاف: "وسط تلك الظروف، يواصل الجيش تنفيذ مهماته رغم الإمكانات المحدودة، بما في ذلك استكمال بسط سلطة الدولة وفرض سيطرتها على جميع أراضيها وفق قرار السلطة السياسية، وتطبيق القرارات الدولية، ولا سيما القرار 1701 بالتعاون والتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، إضافة إلى تنفيذ مهمات حفظ الأمن، وضبط الحدود الشمالية والشرقية وحمايتها، ومراقبة الحدود البحرية والمياه الإقليمية، ومكافحة الجريمة المنظمة، والوقوف إلى جانب اللبنانيين من طريق المهمات الإنمائية والإغاثية". وأردف هيكل: "كل ذلك يستوجب تعزيز قدرات الجيش لمواجهة التحديات، وإننا نتطلع إلى التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة من أجل تحقيق هذا الهدف".
## المخيم الأزرق شماليّ سورية: ذاكرة نزوح وندبة على جسد الوطن
30 July 2025 11:00 AM UTC+00
على الطريق الواصل بين إدلب ومعرة مصرين شمال غربيّ سورية، يمتد شريط من أشجار الزيتون يرافق المسافر من بدايته حتى نهايته. وعلى جانب هذا الطريق، قرب مدينة معرة مصرين، كانت تنتشر مئات الخيام في ما كان يُعرف بـ"المخيم الأزرق". لكن معظم قاطنيه عادوا إلى مدنهم وقراهم، تاركين وراءهم مشهداً مغايراً؛ تراباً أحمر تتوزع فوقه مستطيلات إسمنتية وبقايا طوب وخيام، كأنها ندبة على جسد الوطن خلّفتها الحرب.
في داخل هذا المكان، ما زالت بضع خيام متلاصقة قائمة، تتكئ على جدران من الطوب وبعض القماش المهترئ. في واحدة منها يعيش الشاب أحمد عبد الرزاق المحمد (25 عاماً) مع عائلته، الذي فقد بصره بسبب غارة جوية روسية.
ينحدر أحمد من قرية اللطامنة في ريف حماة الشمالي، ووفق ما أوضح لـ"العربي الجديد"، فقد بدأ حياة النزوح والتهجير مع عائلته مع بداية الثورة السورية، وتوزعت تنقلاتهم بين مراكز إيواء ومخيمات ومنازل بالأجرة، حسب الظروف المتوفرة آنذاك، حتى استقرت بهم الحياة في المخيم الأزرق منذ ست سنوات، وهي أطول فترة استقروا فيها في مكان واحد.
كان أحمد معافى تماماً حتى فجر 25 سبتمبر/أيلول 2017، حين تعرضت عائلته لغارة جوية في الساعة الثالثة فجراً شنها سلاح الجو الروسي على مدينة خان شيخون جنوبي إدلب، ففقد بصره، وقُتل صهره، وبُترت إحدى قدمي شقيقته، التي تعيش حالياً مع أحمد ووالديهما.
غادر معظم سكان المخيم، وبات المكان أشبه بخرابة موحشة، وانقطعت المساعدات تقريباً، واقتصرت على ربطة خبز يومياً لكل عائلة تقدمها إحدى المنظمات العاملة في المنطقة. لكن أحمد وعائلته لم يقرروا العودة حتى الآن، لأن منزلهم في قرية اللطامنة سُوِّي بالأرض بفعل قصف قوات الأسد خلال الحرب السورية. يقول أحمد: "آمل أن تتكفل أية منظمة بإعادة إعمار منزل القرية، ولكن إن لم يحصل هذا، فسنضطر إلى نقل هذه الخيام إلى مكان منزلنا المهدم في القرية، فقد أصبحت الحياة هنا أقسى من الأيام السابقة". مضيفاً: "فقدت بصري بسبب إجرام بشار الأسد وروسيا، لكنني سعيد جداً بالنصر وتحرير سورية، وخلال فترة النصر رُزقت أول طفلة، أطلقت عليها اسم شام".
رغم عودة الكثير من العائلات النازحة إلى مدنها وقراها خلال الأشهر القليلة الماضية، تعذرت مغادرة آلاف العائلات لمخيماتها، ليس فقط بسبب دمار منازلها، بل أيضاً بسبب استمرار مخاطر المخلفات الحربية، وغياب البنى التحتية والخدمات الأساسية، وارتفاع تكاليف البناء أو الترميم أو الاستئجار.
من ناحية أخرى، ضم شمال غربي سورية أعداداً كبيرة من النازحين في مخيماته المنظمة والعشوائية، التي وصل عددها إلى قرابة ألفي مخيم، تركز معظمها في المناطق الأكثر أمناً قرب الشريط الحدودي بين سورية وتركيا. وسكن في هذه المخيمات، وفق الإحصائيات الصادرة عن الفرق الإنسانية، ومنها فريق "منسقو استجابة سورية"، قرابة مليوني شخص، غادرت أعداد منهم عائدة إلى مدنها وبلداتها، بينما بقيت أعداد أخرى، لكنها تواجه شحاً في المساعدات الإنسانية وظروفاً معيشية صعبة.
## الاعتقالات تطاول محتجين على توسعة ميناء العريش المصري
30 July 2025 11:04 AM UTC+00
نفّذت الأجهزة الأمنية المصرية حملة اعتقالات طاولت عدداً من سكان حي ميناء العريش في شمال سيناء، على خلفية احتجاجات سلمية نظّمها الأهالي اعتراضاً على توسعة الميناء على حساب منازلهم، من دون حصولهم على تعويضات مناسبة، وفق ما أفادت به مصادر محلية لـ"العربي الجديد".
وأكّد أحد السكان أن الاعتقالات جرت مساء أمس الثلاثاء خلال تظاهرة شعبية خرجت رفضاً لإزالة المنازل، مشيراً إلى أن القوات أفرجت لاحقاً عن بعض كبار السن، بينما لا يزال عدد من الشبان رهن الاحتجاز. وأضاف أن الاحتجاجات جاءت بعد شعور السكان بالتراجع عن وعود سابقة قطعها مسؤولون، على رأسهم نائب رئيس الحكومة ووزير النقل كامل الوزير، بشأن تعويض "كامل وحقيقي" لكل من تُنتزع ملكيته لصالح مشروع التوسعة.
وتحوّل ميناء العريش، الذي أُنشئ عام 1996 مرفأً تجارياً صغيراً، إلى منطقة ذات نفع عام بقرار حكومي، تبعته قرارات رئاسية بنزع ملكيات واسعة ونقل تبعية الميناء إلى وزارة الدفاع، مع استبعاد الهيئة الاقتصادية لقناة السويس من إدارته. ووفق تقديرات محلية، أدّت أعمال التوسعة إلى إزالة ما لا يقل عن 1108 مبانٍ سكنية، و32 مبنىً تجارياً، بالإضافة إلى 23 منشأة حكومية ومرافق عامة، وسط اتهامات بتقديم "تعويضات هزيلة" لا تعكس حجم الخسائر التي تكبدتها الأسر.
وعلى الرغم من حملات المناشدة التي أطلقها الأهالي، ومن بينهم أطفال بثّوا رسائل مصوّرة طالبوا فيها بعدم طردهم من منازلهم، فإن الحكومة واصلت تنفيذ قرارات الإزالة. ويشير مراقبون إلى أن مشروع تطوير الميناء يستهدف تحويله إلى بوابة رئيسية لتصدير الخامات التعدينية من سيناء، لكنه يُنفَّذ على حساب آخر منطقة سكنية على الساحل، رغم وجود بدائل في مواقع مثل "الكيلو 17".
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد علّق على عمليات الإزالة، قائلاً: "نحن لا نعمل ضدكم، ولكن لأجلكم ولأجل بلدنا"، متعهداً بتوفير تعويضات عادلة وفرص عمل ضمن مشروع ميناء الصيد، إلا أنّ السكان يؤكدون غياب أي خطوات ملموسة لتنفيذ هذه الوعود.
## الإفراج عن الصحافية السورية نور سليمان بعد توقيفها في دمشق
30 July 2025 11:09 AM UTC+00
أفرج عن الصحافية السورية نور سليمان في دمشق، مساء الثلاثاء، وذلك إثر توقيفها من قبل فرع الأمن السياسي، السبت الماضي، على "خلفية مسائل لا تتعلق بالعمل الصحافي"، بحسب ما أعلنه وزير الإعلام حمزة المصطفى.
وتابع المصطفى في منشور على "إكس"، فجر الأربعاء، أنه تواصل مع وزير الداخلية أنس خطاب حول قضية توقيف الصحافية، لافتاً إلى أن الأخير استجاب "لتوصياتنا بالإفراج عنها وبكفالة الوزارة على أن يتم المتابعة وإغلاق الملف في الأيام القادمة".
تواصلت مع معالي وزير الداخلية المهندس أنس خطاب بشأن الصحفية 'نور سليمان' التي جرى توقيفها، بحسب ما اطلعنا، على خلفية مسائل لا تتعلق بالعمل الصحفي. وقد استجاب معالي الوزير مشكورا لتوصياتنا بالإفراج عنها وبكفالة الوزارة على أن يتم المتابعة وإغلاق الملف في الأيام القادمة.
نؤكد في…
— Hamzah Almustafa (@HmzhMo) July 29, 2025
وجاء تحرك وزير الإعلام بعد أن طالبه ناشطون سوريون على منصات التواصل الاجتماعي بالتدخل في القضية، خصوصاً أن الصحافية والناشطة في الاتحاد السوري الديمقراطي أوقفت من دون توجيه أي اتهامات رسمية لها كما منع الزيارات عنها.
وكانت نور سليمان قد أوقفت في السابق وأفرج عنها، ثم عادت واستدعتها دورية من جهاز الأمن السياسي في منطقة المزة، وأبلغت عائلتها بضرورة مراجعة الفرع الأمني، بسبب نشرها تسجيلاً يوثق مداهمة منزلها خلال اعتقالها الأول. لكن عند ذهابها برفقة والدتها إلى المركز الأمني، السبت الماضي أُوقِفَت من جديد.
وفيما لم يصدر إعلان رسمي حول أسباب توقيف الصحافية، ذهب بعض الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي إلى الربط بين توقيف نور سليمان ومنشور سابق لها على "فيسبوك" وردت فيه تعابير طائفية.
وأشار وزير الإعلام السوري إلى أن السلطات حريصة على ضمان الحريات الصحافية وحقوق الصحافيين، داعياً إلى "الابتعاد عن خطاب الكراهية، الشعبوية والتحريض الطائفي". ولاحقاً، قال المصطفى في تدوينة أخرى على "إكس": "الدعوة إلى الإفراج عن الصحافيين وعدم احتجازهم لا يسقط المسار القضائي، بل يفتح له طرقاً مختلفة، ولكن بأساليب مغايرة، وهذا النهج الذي ينبغي أن يسود في دولة العدل والكرامة".
## فضائح السفير الإسرائيلي في الإمارات قد تعيده إلى تل أبيب
30 July 2025 11:17 AM UTC+00
أفادت وسائل إعلام عبرية، بأن السفير الإسرائيلي في الإمارات يوسي شيلي، قد يُعاد قريباً إلى إسرائيل، بسبب سلوكات غير لائقة، فيما نفى ديوان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أنه اتخذ قراراً بذلك. وذكرت القناة 12 العبرية، مساء أمس الثلاثاء، بأن دولة الإمارات، لا ترغب في بقائه، وبناءً على ذلك، بدأ المقربون من نتنياهو بالبحث عن منصب جديد له.
ويأتي ذلك على خلفية سلسلة أفعال مثيرة للجدل ارتكبها السفير، منها مشاهدته في مساء يوم جمعة، قبل عدة أشهر في إحدى الحانات، "وهو يتصرف بطريقة غير لائقة ولا تتماشى مع المعايير المتوقعة من سفير"، وفق أقوال القناة. ونقلت عن عدّة مصادر مطّلعة على تفاصيل الحادثة، لم تسمّها، أنه كان برفقة مجموعة من الإسرائيليين والإسرائيليات، في حدث وُصف بأنه يمس بالقيم الأخلاقية والشخصية.
وكانت القناة 11 التابعة لهيئة البث الإسرائيلي، قد أشارت الأسبوع الماضي، إلى توتر بين شيلي والسلطات الإماراتية، فيما أفادت القناة 12 أمس، بأن حراسه الشخصيين لاحظوا ما حدث وأبلغوا الجهات الأمنية الإسرائيلية لاحقاً بما رأوه. وأوضح الإماراتيون عبر قنوات غير رسمية، أن "تصرفات شيلي غير مقبولة وتمس بكرامتنا". ولا يُعرف ما إذا كان لديهم توثيق للحدث، الذي وقع قبل عدة أشهر وظل طي الكتمان.
ونقلت القناة نفسها عن مصدر إماراتي مقرّب من السلطات الإماراتية، لم تسمّه، قوله إن "الحدث لا يمثل السلوك المتوقّع من شخص يُفترض أن يُجسد العلاقات المتنامية بين الدولتين، ولا من شخص يُفترض أن يمثل مصالحهما المشتركة. لو كان شخصاً آخر، لما قبلنا عودته". وذكر موقع "واينت" العبري، اليوم الأربعاء، أن الإمارات قدّمت شكاوى إلى إسرائيل بشأن ثلاث حوادث مختلفة على الأقل تتعلق بالسفير يوسي شيلي.
وذكرت إذاعة "كان ريشت بيت" التابعة لهيئة البث الإسرائيلي، أنه في إحدى المرات، غضب شيلي على حراس أمن إماراتيين، طلبوا منه ضبط تحركاته في ساعات المساء، ليصرخ في وجوههم: "ماذا، هل أنا في سجن؟". وفي حادثة أخرى، ورد أنه سمح لأشخاص بالصعود إلى السيارة الدبلوماسية من دون أن يتم التعرف عليهم مسبقاً من قبل رجال الأمن. وفي واقعة ثالثة، قدّم نفسه على أنه السفير الإسرائيلي في مواقف لم يكن مطلوباً منه ذلك، رغم الحساسية الأمنية. من جانبه، نفى شيلي، الادعاءات الموجّهة ضده.
## مراسلة "العربي الجديد": قصف إسرائيلي يستهدف أطراف بلدة عيترون جنوبي لبنان
30 July 2025 11:17 AM UTC+00
## هل تنجح التجربة البرازيلية الجديدة في الدوري المصري؟
30 July 2025 11:21 AM UTC+00
عادت التجربة البرازيلية لتسجل حضورها مجدداً في كرة القدم المصرية، وذلك قبل أيام من انطلاق موسم 2025-2026، عبر صفقة من العيار الثقيل، تأخرت لنحو عام، بعدما تعثر النادي الأهلي في ضم نجم أوسترافا التشيكي في صيف العام الماضي، البرازيلي إيفرتون دا سيلفا (28 عاماً)، لأسباب مالية، إلا أن نادي بيراميدز، بطل دوري أبطال أفريقيا، نجح في ضمه من خلال صفقة كبيرة، تخطت تكلفتها مليوني دولار أميركي (100 مليون جنيه)، وأعلن رسمياً استقدام اللاعب إلى صفوفه.
ويستعد المحترف البرازيلي للعودة بقوة إلى الكرة المصرية وخوض التجربة في الدوري المصري، عبر صفقة إيفرتون دا سيلفا، الذي سينضم إلى بيراميدز في الموسم المقبل، على أمل عودة التجربة البرازيلية مرة أخرى إلى المشهد، بعد سنوات شهدت تنوعاً بين تعاقدات لافتة وأخرى محدودة التأثير من أبناء "السامبا". ويعتبر حامل لقب بطل الدوري المصري، النادي الأهلي، من الأندية التي اعتمدت في الماضي على تجارب برازيلية، مثل التعاقد مع المهاجم جيلبرسون بينيو في عام 2004 لمدة ستة أشهر، ولكن تجربته لم تنجح ورحل، كذلك ضم الفريق الأحمر في عام 2011، الجناح الأيسر، فابيو جونيور، الذي لم يقدم الإضافة المطلوبة على مدار موسم، وكبد الفريق الأحمر 400 ألف دولار لشرائه قبل رحيله.
كذلك تعاقد الأهلي المصري في عام 2015 مع لاعب الوسط برازيلي الأصل وألماني الجنسية، هندريك هلمة، ولكن تجربته لم تستمر سوى أشهر قليلة، ونال مليون دولار، تعويضاً عن فسخ عقده بعد اللجوء إلى الاتحاد الدولي "فيفا". ومن الصفقات البرازيلية، التي لم تنجح في الأهلي المصري، اللاعب برونو سافيو، الذي تعاقد معه بطل القرن في أفريقيا في صيف عام 2022، وكلف النادي مليوناً و500 ألف دولار، ولم يستمر سوى أشهر قليلة، وفُسخ عقده بناءً على طلب مدرب الفريق السابق، السويسري مارسيل كولر (64 عاماً).
وشهدت الألفية الثالثة صفقة برازيلية شهيرة في نادي الزمالك، بطلها ريكاردو دا سيلفا المنضم في عام 2008، وكان بطلاً لأزمة شهيرة مع نجم الفريق الأبيض حينها، جمال حمزة، ولم يستمر طويلاً، ورحل بعد أشهر قليلة، ونال تعويضاً مالياً نظير فسخ العقد من طرف واحد، ولم تنجح تجربته بالصورة المطلوبة. وضم نادي بيراميدز صفقة برازيلية في عام 2018، حينما كان يبدأ مشواره في عالم الاحتراف، وضم الرباعي رودريجينيو من نادي كورينثيانز، وكينو من بالميراس، وكارلوس أدواردو من صفوف غوياس، ولوكاس ريبامار من فري أتلتيكو باراناينسي، وهي صفقات كلفت بيراميدز أكثر من 20 مليون دولار، وكان أشهرهم وأبرزهم على الإطلاق كينو، الذي يعتبر أفضل محترف برازيلي عرفه الدوري المصري، بفضل مستواه المميز في موسم 2018-2019، ولكنه رحل بعد موسم واحد فقط.
وضم الإسماعيلي المصري المهاجم البرازيلي، ألكسندر لوبيز، عام 2014، وكذلك الثلاثي: مرا وكلين ولوكاس مع الاتحاد السكندري في عام 2010، ولم تنجح التجربة، ورحل الثلاثي سريعاً، بجانب صفقة لاعب نادي الداخلية، جون لينون، التي تمت قبل سنوات، ولم يُكتب لها النجاح.
## بايرن ميونخ يعزز مداخيله بعقد رعاية ضخم بشروط غير معتادة
30 July 2025 11:21 AM UTC+00
كشفت تقارير إعلامية ألمانية أنّ نادي بايرن ميونخ الألماني، في تطور لافت ضمن استراتيجيته لتعزيز موارده المالية وتوسيع حضوره العالمي، توصّل إلى اتفاق رعاية جديد مع شريك دولي بارز. ورغم أهمية هذا الاتفاق من الناحية الاقتصادية، فإنّ الشروط المصاحبة له جاءت غير معتادة، إذ لن يظهر شعار الراعي الجديد على قميص الفريق، في سابقة نادرة على مستوى صفقات الرعاية بهذا الحجم.
ووفقاً للتفاصيل، التي نشرتها صحيفة سبورت بيلد الألمانية، أمس الثلاثاء، فإن بايرن ميونخ توصل إلى اتفاق نهائي مع شركة طيران الإمارات، لتكون شريكاً تجارياً رئيساً للنادي البافاري، بموجب عقد طويل الأمد يمتد لسبع سنوات مقابل 35 مليون يورو. وستستثمر الشركة خمسة ملايين يورو سنوياً، في خطوة تُعد خروجاً عن القاعدة بالنسبة إليها، إذ لم تطلب وضع شعارها على القميص، وتسعى من خلال هذه الشراكة لتأمين حضور قوي في السوق الألمانية، عبر أكثر الأندية تتويجاً في تاريخ البوندسليغا (34 لقباً).
وأضافت الصحيفة أنّ هذه الخطوة جاءت تتويجاً لمفاوضات استمرت لأشهر، شهدت نقاشات مطولة بين مختلف الأطراف، قبل أن يحسم بايرن ميونخ موقفه بتجديد تعاقده مع الراعي الرئيس الحالي "تيليكوم"، الذي سيواصل الظهور على صدر القميص حتى عام 2032. وبهذا القرار، أصبح واضحاً أن الشراكة مع "طيران الإمارات" لن تشمل الظهور على القميص، ما يجعلها صفقة استثنائية من حيث الشكل والمضمون، لكنها رغم ذلك تحمل طابعاً استراتيجياً مهماً للنادي على الصعيدين، المالي والتسويقي.
وتعززت أهمية هذه الصفقة أيضاً خصوصاً أن عقد الرعاية الجديد مع "تيليكوم" قد تصل قيمته إلى نحو 65 مليون يورو سنوياً، فيما تراهن شركة طيران الإمارات على الشراكة مع النادي البافاري، لتعزيز وجودها الرمزي في السوق الألمانية والأوروبية، رغم القيود المفروضة على تشغيل رحلاتها داخل ألمانيا، إذ تسعى لتحقيق انتشار غير مباشر من خلال ارتباطها بأحد أقوى الأسماء في كرة القدم العالمية، خصوصاً في أسواق استراتيجية، مثل الشرق الأوسط وآسيا.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن الإعلان الرسمي لهذه الصفقة متوقع في أقرب وقت، لتُضاف إلى قائمة الشراكات الكبرى لشركة طيران الإمارات، التي ترعى منذ سنوات أندية أوروبية عريقة، مثل ريال مدريد الإسباني (منذ 2013)، وأرسنال الإنكليزي (منذ 2006)، وميلان الإيطالي (منذ 2010)، وبنفيكا البرتغالي (منذ 2015)، ومن المرتقب الكشف عن الاتفاق بالتزامن مع توقيع عقد الرعاية الجديد مع الشريك الرئيس "تيليكوم"، لمدة خمس سنوات، ليُمدَّد بذلك العقدان حتى عام 2032.
## عودة الهذالين شهيد الدفاع عن أم الخير.. والاحتلال يفرج عن القاتل
30 July 2025 11:35 AM UTC+00
يمعن الاحتلال الإسرائيلي في تمرير رسالة قاسية إلى سكان تجمّع أم الخير في مسافر يطا جنوبي الخليل، جنوبي الضفة الغربية، مفادها "أن لا مكان لهم على أرضهم في قادم الأيام"، كما يقول لهم المستوطن المتطرف يانون ليفي، الذي هدّدهم بأن البقاء هنا يقابله "القتل والتهجير"، وهو ما جرى مع الشهيد عودة الهذالين (31 عاماً)، الذي قُتل بدم بارد أول من أمس الاثنين، على يد ليفي الذي أطلق رصاصة على صدر الشاب الفلسطيني خلال اقتحام المستوطنين لأراضي السكّان الخاصّة.
وفيما قُتل الهذالين على أرضه، مدافعاً عنها بالصمود والوقوف فيها أمام حفريات جرّافات الاحتلال، ويُحتجز جثمانه ويُعتقل 13 شخصاً من أقاربه، من بينهم أربعة أشقاء له، أحدهم مصاب برصاصة في قدمه، تطلق محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس المحتلة سراح المستوطن القاتل بدعوى "الدفاع عن النفس"، رغم أنّ كاميرات النشطاء، والمقاطع المصوّرة المتداولة، وشهادات الموجودين في المكان، تظهر أنّ المستوطن قتل عودة متعمّداً، ولم يكن الأخير يلقي عليه الحجارة كما ادعى في المحكمة، وفق ما يقول خليل الهذالين، رئيس مجلس تجمّع أم الخير، وشقيق الشهيد، في حديث مع "العربي الجديد".
ويتابع الهذالين: "دائماً يلعبون دور الضحية، لكن رواية الاحتلال مفنّدة تماماً، لأنّ عودة، لحظة استشهاده، كان بعيداً عن المستوطن، وكان يحمل هاتفه لتوثيق الاعتداء والهجوم، ولا صحة على الإطلاق لادعاء الاحتلال أنه كان يرشق الحجارة، لأنه لم يقترب أحد من المستوطن، بل هو من هاجم أرضهم". ويُضيف شقيق الشهيد: "لدينا محامٍ من الداخل ويحمل الجنسية الإسرائيلية لسهولة وصوله إلى الأدلة من الإسرائيليين، ولدينا فيديوهات موثّقة، وسنسلك المسار القانوني لمحاولة إنصاف الشهيد، وتحرير جثمانه، ودفنه كما يليق به في أرضه. لكننا نعرفهم جيداً، فهم دائماً يحاولون تبرئة المستوطنين، ويلعبون لعبة التضليل بادعاء أنّ المعتدي هو الضحية".
ويتابع مستنكراً: "المستوطن هو من اقتحم الأرض، وخرّب أشجار الزيتون، وبدأ بتجريفها، فلماذا لم تمنعه شرطة الاحتلال؟ ولماذا سُمح له بدخول أراضٍ خاصة؟ الناس هنا كانوا فقط يدافعون عن أرضهم، ووقفوا بأجسادهم أمام جرافة المستوطنين التي تنفّذ حفريات تخريبية. المستوطن، الذي كان يقود الجرافة، اعتدى على شقيقي الآخر أحمد، وضربه على رأسه باستخدام حفّار الجرافة، ما تسبب له بإصابة مباشرة، وكل من كان في المكان أعزل تماماً، بلا أي شيء".
وحول الإجراءات القانونية، يوضح الهذالين: "نتابع موضوع تسليم الجثمان مع محامٍ من الداخل يحمل الجنسية الإسرائيلية، وطبيبة عربية أيضاً، لكن الشرطة الإسرائيلية تُماطل وتؤخر الإجراءات عمداً. وفوق ذلك، اقتحموا بيت العزاء أمس، وأغلقوه بالقوة، واعتقلوا ناشطين أجنبيين، وأعلنوا أم الخير منطقة عسكرية مغلقة. صحيح أن الإعلان انتهى صباح اليوم، لكن خطورته أنه يمكن تجديده في أي لحظة، كما حدث مع خربة خلة الضبع قبل شهرين التي هُجِّر سكّانها، ما يجعل أم الخير مهددة بالتهجير في أي وقت".
ورغم كل ذلك، الناس صامدون على أرضهم وفق الهذالين، قائلاً: "سنستمر في متابعة القضية بكل السبل. الشهيد عودة لم يكن عادياً، بل كان ناشط سلام معروفاً في المنطقة، وله حضور واسع بين الصحافيين والنشطاء الدوليين. شارك في إنجاح فيلم "لا أرض أخرى" الذي فاز بجائزة أوسكار، وربما كان هذا أحد الأسباب التي دفعت المستوطن إلى استهدافه تحديداً، لأنه كان ينزعج من نشاط عودة وعلاقاته مع النشطاء الأجانب".
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت، فجر اليوم الأربعاء، ثمانية شبان من أم الخير، جميعهم من أقارب الشهيد، واعتُقل أمس الثلاثاء، خمسة آخرون، بالإضافة إلى اثنين من النشطاء الأجانب. ومن بين المعتقلين شقيق الشهيد الهذالين، وهو مصاب برصاصة في قدمه، ولا تعلم عائلته عن وضعه الصحي أي شيء.
ويقول رئيس مجلس أم الخير: "الاحتلال يمارس دور الحاكم والجلاد: يقتل ثم يعتقل أشقاء الشهيد، بينما يُطلق سراح القاتل فوراً (...) نحن الآن محاصرون، ولم يزرنا أحد من الجهات الرسمية أو الحقوقية الفلسطينية. يجب أن يكون هناك تحرّك عاجل وحضور فوري في أم الخير، قبل فوات الأوان".
وكان الشهيد عودة الهذالين معلم لغة إنكليزية في المدارس الحكومية، وناشطاً رياضياً في نادي سوسيا المحلي، ومناصراً قوياً للسلام، وله علاقات متينة بالنشطاء الأجانب. وهو أب لثلاثة أطفال، أكبرهم يبلغ خمس سنوات، وأصغرهم لا يتجاوز ثمانية أشهر، فيما يُعتبر قاتله المستوطن يانون ليفي من الأكثر تطرفاً بين المستوطنين، إذ يسكن في مستوطنة ميترِيم، وهي بؤرة استيطانية غير قانونية أنشأها بنفسه في جنوب الخليل عام 2021، وقد فرضت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي عقوبات عليه في وقت سابق، لكنّ القضاء الإسرائيلي لم يتعامل معه بناءً على ذلك، بل سارعت منظمة "حونينو" اليمينية المتطرفة إلى الدفاع عنه أمام القضاء.
ولم يكن قرار سلطات الاحتلال بالإفراج عن ليفي مفاجئاً، بحسب الناشط ضد الاستيطان من مسافر يطا، أسامة مخامرة، الذي يؤكد في حديث مع "العربي الجديد" أنّ "المشهد مألوف لدينا في مسافر يطا، فمن يقتل الفلسطيني يُكافأ، ومن يُعتَدَ عليه يُلاحق ويُزج في السجون". ويتابع مخامرة: "هذه ليست الحادثة الأولى، ولن تكون الأخيرة. قبل سنوات، أُحرقت عائلة دوابشة وهم نيام داخل منزلهم، كذلك فإن إطلاق النار على المواطنين العُزّل يتكرر يومياً في وقائع متعددة، وفي كل مرة يُطلق سراح القتلة دون محاسبة. إسرائيل لا تحاكم المستوطنين، بل تحميهم".
ويُشير مخامرة إلى حادثة إطلاق النار على الشيخ سعيد العمور منتصف إبريل/ نيسان الماضي، حين أُصيب بطلق ناري في قدمه، وأُجريت له عملية بتر، ورغم توثيق الجريمة بالصوت والصورة، "لم يبقَ المستوطن الجاني في الاحتجاز سوى ساعات معدودة قبل أن يُفرج عنه، وكأن شيئاً لم يكن"، على حد تعبيره.
ويحذر مخامرة من أن ما تتعرض له مسافر يطا "حرب استيطانية مكتملة الأركان، تُنفّذها المؤسسة الإسرائيلية بكل أذرعها"، موضحاً أن "الهدف تفريغ الأرض من سكانها الأصليين، من خلال الهدم والترهيب والاعتقالات، لزرع البؤر الاستيطانية مكانهم، بدعم علني من الحكومة، ومن الواضح أن الدور الآن وصل عند تجمع أم الخير لإيصال رسالة مفادها أنه لن يُترك الفلسطيني في أرضه، ولأن الاحتلال لا يمارس عدالة، بل وقاحة استعمارية تُكرّس واقع الفصل العنصري (الأبارتهايد)".
ويقول مخامرة: "اعتداءات المستوطنين يقودها الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، ومعه الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش، وذلك يحصل بلا أقنعة، ويمنحان المستوطنين الغطاء الكامل للجرائم. وما يجري ليس مجرد تمييز، بل تطهير عرقي لإيصال رسالة بأن منطقة مسافر أرض للمستوطنين، رغم وجود أصحابها الأصليين فيها".
من جانب آخر، أكد نادي الأسير الفلسطيني، في بيان له، اليوم الأربعاء، أنّ قرار محكمة الاحتلال الإفراج عن المستوطن المتهم بقتل الشهيد عودة الهذالين من مسافر يطا "يُعدّ دليلاً إضافياً، وليس الأخير، على الدور الوظيفي الذي تؤديه المنظومة القضائية الإسرائيلية، بكونها أحد الأذرع الأساسية في ترسيخ منظومة التوحش الإسرائيلية". وأوضح النادي أنّ هذا القرار "يكرّس سياسة الإفلات من العقاب ويوفّر مظلة حماية قانونية لمرتكبي الجرائم بحق الشعب الفلسطيني".
وبيّن النادي أنّ الجهاز القضائي للاحتلال، بما في ذلك المحاكم العسكرية، "شكّل ولا يزال إحدى أبرز الأدوات التي يوظفها الاحتلال لشرعنة جرائمه، وتكريس سيطرته على الأرض والإنسان الفلسطيني، واستهداف وجوده وحقوقه الأساسية عبر إجراءات قضائية ظاهرها "قانوني" وجوهرها تمييزي وقمعي وعنصري".
وأكد نادي الأسير أنّ الإفراج عن القاتل، والمشهد الذي ظهر فيه المستوطن أمام المحكمة، "يمثّلان رسالة تحريض علنية للمستوطنين لقتل المزيد من الفلسطينيين". وأشار النادي إلى أنّ القرار "لم يكن مفاجئاً في ضوء عشرات ومئات حالات الإعدام الميداني والقتل المتعمّد التي نفذها جنود الاحتلال والمستوطنون دون أي مساءلة، الأمر الذي يعزّز سياسة الإفلات من العقاب ويوفّر بيئة حاضنة لارتكاب المزيد من الجرائم".
وبيّن النادي أنّه "لو كان الأمر يتعلق بفلسطيني، لأصدرت المحكمة حكماً بالسجن المؤبد بحقه، وأقدمت على هدم منزله ومعاقبة عائلته بشكل جماعي". وفي المقابل، وضمن سياسة التمييز المنهجي ونظام الفصل العنصري، أقدمت قوات الاحتلال صباح اليوم على اعتقال عدد من أفراد عائلة الشهيد الهذالين في خربة أم الخير بمسافر يطا.
## زعيم مجموعة يمين متطرف يغادر بريطانيا بعد تحقيق للشرطة بحادثة اعتداء
30 July 2025 11:37 AM UTC+00
غادر تومي روبنسون زعيم مؤسس لمجموعة يمينية متطرفة في بريطانيا، البلاد بعد حادثة اعتداء على مواطن بريطاني وقعت في محطة قطار سانت بانكراس في لندن يوم الاثنين، يُعتقد أنّ الناشط اليميني كان وراءها. وتناقل العديد من رواد منصات التواصل الاجتماعي فيديو لحادثة الاعتداء حيث تُرك رجل فاقد للوعي على أرضية محطة القطار، ويظهر في الفيديو الناشط البالغ من العمر 42 عاماً، واسمه الحقيقي ستيفن كريستوفر ياكسلي-لينون، وهو يتنقل مذعوراً في المكان ذهاباً وإياباً، بينما الرجل المصاب مستلقٍ بلا حراك في ردهة المحطة.
وأكدت الشرطة التي بدأت تحقيقاً في الحادثة، اليوم الأربعاء، أنّ المشتبه به في الاعتداء، استقل طائرة متجهة إلى خارج البلاد في الساعات الأولى من الصباح. وصرّح متحدث باسم شرطة النقل البريطانية بأنه "عقب بلاغ عن اعتداء في محطة سانت بانكراس (28 يوليو/ تموز)، أكد الضباط أن المشتبه به، وهو رجل يبلغ من العمر 42 عاماً من بيدفوردشير، قد استقل طائرة متجهة إلى خارج البلاد في الساعات الأولى من صباح اليوم". وأضاف: "يواصل المحققون العمل عن كثب لإحراز تقدم في التحقيق واحتجازه للاستجواب".
⚠️ WARNING: This post contains graphic descriptions of violence.
Tommy Robinson, 42, is at the center of a police manhunt after allegedly punching an older man unconscious at St Pancras station in central London on Monday night, July 28, before fleeing Britain.
A witness… pic.twitter.com/pPSpm1gZK7
— True Crime Updates (@TrueCrimeUpdat) July 30, 2025
ولا يُظهر المقطع المُصور كيف أُصيب الرجل. ومع ذلك، يبدو أنّ روبنسون المعروف بخطابه المعادي للإسلام والمهاجرين، يقول: "لقد هاجمني يا أخي"، قبل أن ينزل الدرج. وظهر روبنسون، وهو يسير في الخلفية بينما كان رجال الأمن يستدعون الرجل فاقد الوعي.
ونشر مؤسس رابطة الدفاع الإنكليزية اليمينية التي لم تعد موجودة، فيديوهات لنفسه يوم الثلاثاء عبر صفحته في منصة إكس يروّج لاحتجاج الشهر المقبل، فيما نشر فيديو آخر قال بما معناه فيه إنه كان يدافع عن نفسه فيما يتعلق بالحادثة. وجاء في تدوينة أعاد روبنسون نشرها وكتبه حساب باسم مايك هاكس: "الضربة الاستباقية قانونية تماماً. بالنسبة لي، يبدو الأمر واضحاً تماماً. تومي روبنسون، سواء كان مثيراً للجدل أم لا، كان يُمارس عمله. حاول أحدهم الاعتداء عليه، وساءت حالته. آمل أن يكونوا بخير وأن يتعافوا تماماً، ولكن إذا بدأتَ شجاراً جسدياً مع شخص ما، وخاصةً شخص لا يتردد في حماية نفسه، فعليك أن تكون مستعداً للخسارة".
Tommy Robinson fled to Spain without his kids. pic.twitter.com/F4vqXLcxdO
— Mukhtar (@I_amMukhtar) July 30, 2025
ولربوبنسون سجل جنائي سابق، ففي مايو/ أيار الماضي، أُطلق سراحه من السجن بعد أن قضى سبعة أشهر بتهمة ازدراء المحكمة. وسُجن في أكتوبر/ تشرين الأول لانتهاكه المتكرر لأمر قضائي صدر عام 2021 يمنعه من تكرار ادعاءات كاذبة ضد لاجئ سوري رفع عليه دعوى قضائية ناجحة بتهمة التشهير. وفي عام 2018، سُجن بتهمة ازدراء المحكمة بعد بث مباشر لفيديو على "فيسبوك" خارج محكمة ليدز كراون، حيث كان يجري تحقيق في قضية عصابة اغتصاب، في انتهاك لحظر النشر المفروض من المحكمة.
واشتهر روبنسون بتأسيسه لرابطة الدفاع الإنكليزية في عام 2009، وهي منظمة يمينية متطرفة ومناهضة للإسلام نظمت العديد من المسيرات والاحتجاجات في المملكة المتحدة، والتي غالباً ما كانت تتسم بالعنف. قاد الرابطة حتى عام 2013، ثم انفصل عنها معلناً أنه يريد محاربة التطرف عبر الحوار، لكنه عاد لاحقاً للانخراط في أنشطة مماثلة مع مجموعات أخرى مثل "بيغيدا المملكة المتحدة".
وكان لروبنسون وزملاء له دور في نشر معلومات كاذبة في أعقاب حادثة الطعن في ساوث بورت الصيف الماضي، التي أدت إلى موجة أعمال شغب كبيرة لعدة أيام في بريطانيا. وانتشرت مزاعم كاذبة في حينه على وسائل التواصل الاجتماعي، روجت لها جماعات اليمين المتطرف، بأن منفذ الهجوم مسلم وطالب لجوء، الأمر الذي ثبت عدم صحته. ورغم عدم وجوده في بريطانيا خلال أعمال الشغب، إلا أنه واصل نشر المزاعم التي وصفها البعض على كونها تحريضاً للعنف.
## نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى: استشهاد أسير فلسطيني من قطاع غزة بسجون إسرائيل يرفع العدد إلى 75 منذ بدء الإبادة
30 July 2025 11:45 AM UTC+00
## مراسل "العربي الجديد": قافلة للهلال الأحمر السوري تستعد لدخول مدينة السويداء لإجلاء عائلات ترغب بمغادرتها
30 July 2025 11:46 AM UTC+00
## مراسل "العربي الجديد": بين من سيتم إجلاؤهم من السويداء حاملون للجنسية الأردنية والأميركية وسيُؤمَّن وصولهم إلى معبر نصيب
30 July 2025 11:47 AM UTC+00
## "رويترز" عن مصدر: وزير الخارجية السوري يتوجه إلى روسيا غداً الخميس
30 July 2025 11:55 AM UTC+00
## أبوخلال وعبقار من تولوز وألافيس إلى تورينو وخيتافي
30 July 2025 11:58 AM UTC+00
اكتملت صفقتا جناح منتخب المغرب، زكريا أبوخلال (25 سنة)، والمدافع المغربي، عبد الكبير عبقار (26 سنة)، بالانتقال إلى كل من تورينو الإيطالي وخيتافي الإسباني، قادمين من ناديي تولوز الفرنسي وديبورتيفو ألافيس الإسباني على التوالي، ليبدأ الثنائي رحلة جديدة في مسيرتهما الكروية لموسم 2025-2026. 
وأعلن نادي تورينو الإيطالي التعاقد رسمياً مع النجم المغربي، زكريا أبوخلال، قادماً من نادي تولوز الفرنسي، وذكر النادي الإيطالي في بيان رسمي، اليوم الأربعاء: "يسعد نادي تورينو أن يُعلن حصوله بشكل دائم على حقوق لاعب كرة القدم زكريا أبوخلال من نادي تولوز لكرة القدم والذي وقع عقداً حتى 30 يونيو/ حزيران عام 2029. يُرحب نادي تورينو بأكمله بزكريا أبوخلال بحرارة: حظاً سعيداً، وفورزا تورو".
من جهته، ذكر نادي تولوز الفرنسي في بيان عبر موقعه الرسمي: "يُسافر زاك عبر جبال الألب ليخوض مغامرة جديدة في تورينو، مع نادي تورينو لكرة القدم. بعد الدوري الهولندي والدوري الفرنسي، يستعد الآن لاكتشاف بطولة ثالثة، وهي الدوري الإيطالي التنافسي. يرغب النادي في أن يشكر زكريا على مواسمه الثلاثة مع تولوز ويتمنى له التوفيق في بقية مسيرته. ثلاثة مواسم، 128 مباراة، 25 هدفاً، وهذه هي الأرقام التي تلخص أداء زكريا أبوخلال مع نادي تولوز لكرة القدم". 
أما النجم المغربي الأخير، عبد الكبير عبقار، فانتقل إلى صفوف نادي خيتافي الإسباني قادماً من نادي ديبورتيفو ألافيس الإسباني، وذكر النادي المدريدي في بيان رسمي: "توصل خيتافي إلى اتفاق مع المدافع المغربي عبد الكبير عبقار للانضمام إلى النادي لثلاثة مواسم مقبلة حتى 30 يونيو/ حزيران في عام 2028، مرحباً بك في منزلك الجديد. عبقار (26 عاماً و12 مباراة دولية) يصل إلى خيتافي في صفقة انتقال مجانية بعد أن أمضى المواسم الخمسة الماضية مع ديبورتيفو ألافيس الذي صعد معه إلى الدرجة الأولى عام 2022".
## التدريب الموسيقي: كيف تبقي النغمات الدماغ شاباً؟
30 July 2025 12:01 PM UTC+00
في خضم إيقاع الحياة اليومية المتسارع، ومع التقدم في العمر، تبدأ قدرات الدماغ في التراجع تدريجياً، لاسيما على صعيد الإدراك الحسي والسمعي. إلا أن دراسة علمية حديثة تقترح مساراً مختلفاً لمقاومة هذا التدهور: الموسيقى. ليست مجرد فنّ، بل قد تكون وسيلة فعّالة لحماية الدماغ من آثار الشيخوخة.
الدراسة، التي نُشرت في 15 يوليو/تموز الحالي في مجلة PLOS Biology، أظهرت أن التدريب الموسيقي الطويل يساهم في تعزيز ما يُعرف بـ"الاحتياطي المعرفي"، وهو مصطلح يشير إلى قدرة الدماغ على مواجهة مظاهر التقدم في السنّ. ووجد الباحثون أنّ الموسيقيين المسنّين يتمتعون بقدرة أعلى على تمييز الكلام في البيئات الصاخبة مقارنة بغير الموسيقيين من الفئة العمرية ذاتها، وذلك بفضل مرونة أعلى في الشبكات العصبية لديهم.
الدماغ أقل إجهاداً
أنجز الدراسة فريق بحث كندي صيني متعدد التخصصات، سعى إلى فهم تأثير سنوات التدريب الموسيقي على أداء الدماغ في سن الشيخوخة، خصوصاً في مواقف حياتية شائعة، مثل محاولة تمييز الكلام في أماكن تعجّ بالضجيج. تقول أستاذة العلوم الطبية في الأكاديمية الصينية للعلوم وأحد أعضاء الفريق البحثي، يي دو، إنهم استعانوا بتقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لمراقبة نشاط الدماغ لدى ثلاث مجموعات مختلفة: 25 موسيقياً مسناً، و25 مسناً غير موسيقي، و24 شاباً لا يملك أي تدريب موسيقي.
وطُلِب من المشاركين الثلاثة تمييز مقاطع صوتية قصيرة خافية وسط ضوضاء مزعجة. ركّز الفريق على النشاط في "المسار السمعي الظهري" في الدماغ، وهو القسم المسؤول عن ربط الصوت بالحركة وتحليل الكلام. اللافت أن أدمغة المسنين الموسيقيين أظهرت أنماطاً عصبية قريبة جداً مما لوحظ لدى الشباب، فيما احتاج غير الموسيقيين من كبار السن إلى تنشيط شبكات إضافية لتعويض الفجوات المرتبطة بالعمر. وفي تصريحها لـ"العربي الجديد"، أوضحت يي دو أنّ أدمغة الموسيقيين بَدَت "أقل إجهاداً" خلال معالجة الأصوات المعقدة، إذ حافظت على نمط الاتصالات بين المناطق الدماغية بطريقة تشبه تلك التي لدى الشباب، مما ساعدهم على فهم الكلام بشكل أفضل حتى في البيئات المليئة بالضجيج.
الموسيقى أداةً وقائية
تعزز هذه النتائج ما يُعرف بفرضية "كبح الإفراط"، التي تشير إلى أن الأشخاص ذوي الاحتياطي المعرفي العالي، سواء من خلال الموسيقى أو التعليم أو التعدد اللغوي، لا يضطرون لتفعيل موارد دماغية إضافية لمجرد التكيّف، بل يحافظون على عمل الشبكات العصبية بكفاءة واستقرار. وتُشبّه الباحثة ذلك بالموسيقي نفسه، إذ لا يحتاج لرفع صوت آلته ليسمع، تماماً كما أن دماغه لا يحتاج لبذل جهد إضافي لفهم الكلام. فسنوات التدريب تصقل هذه المرونة العصبية وتبني احتياطياً معرفياً يحمي الدماغ من الاستنزاف الطبيعي الذي يصاحب الشيخوخة. وترى يي دو أن نمط الحياة الإيجابي، وتحديداً تعلّم العزف على آلة موسيقية، يمكن أن يشكّل وسيلة ممتعة ومفيدة في آن، للمحافظة على الأداء المعرفي، مشددةً على أن "الوقت لم يفُت أبداً لاكتساب مهارات جديدة. العقل، مهما بلغ من العمر، يظل قادراً على الاستجابة للتحديات".
بداية لتدخلات وقائية أوسع
رغم أن الدراسة لا تقدّم دليلاً مباشراً على علاقة سببية بين التدريب الموسيقي وتحسن الأداء العقلي، إلا أنها تفتح الباب أمام تدخلات عملية تهدف لحماية الدماغ مع التقدم في العمر. فالموسيقى، كما تقول الباحثة، ليست فقط وسيلة للتعبير الفني، بل قد تكون أيضاً أداة وقائية فعّالة في مواجهة التدهور العقلي. ويدعو فريق الدراسة إلى توسيع البحوث في المستقبل لتشمل مهارات معرفية أخرى مثل الذاكرة والانتباه، إلى جانب اختبار أثر أنماط حياة إيجابية متنوعة، كالتعدد اللغوي أو ممارسة الرياضة، في دعم الاحتياطي المعرفي وتعزيز مرونة الدماغ. وتختم يي دو بالقول: "في ظل تسارع معدلات الشيخوخة حول العالم، تكتسب هذه النتائج أهمية غير مسبوقة. فقد تساعد على صياغة سياسات صحية عامة تشجّع على تعلّم الموسيقى في وقت مبكر من الحياة، وربما أيضاً في مراحل لاحقة، باعتبارها أداة غير مكلفة وفعّالة لتحسين جودة الحياة والحفاظ على الدماغ شاباً".
## السلاح والاندماج.. ملفان يهددان بنسف اتفاق "قسد" ودمشق
30 July 2025 12:03 PM UTC+00
تتباين تصريحات قياديي "قوات سوريا الديمقراطية"، (قسد) والإدارة الذاتية التابعة لها، حول إلقاء السلاح والاندماج في الجيش السوري الجديد، إلى حد التناقض، وهو ما عُدّ محاولة لكسب الوقت، ورهاناً على تبدلات في المشهد السوري ربما تعزز فرص هذه القوات في الحصول على مكاسب سياسية أكبر.
وانشغل الشارع السوري الثلاثاء بتصريحات قائد المليشيا الكردية مظلوم عبدي، في لقاء تلفزيوني، قال فيها إن قنوات الاتصال مع الحكومة السورية "مفتوحة بشكل يومي"، مشيراً إلى أن الإدارة تقدمت بطلب رسمي إلى دمشق لعودة المؤسسات الحكومية إلى الرقة والحسكة ودير الزور (المناطق التي تسيطر عليها هذه القوات). ولكن عبدي لا يزال يصر على مبدأ "اللامركزية"، في الدولة السورية، مشيراً إلى أن دمج 100 ألف مسلح (قوام قواته)، في وزارة الدفاع السورية "عملية كبيرة"، غير أنه شدد قائلاً "سيكون لسورية جيش واحد لا جيشان، في إطار مركزية عسكرية".
وكانت انخفضت الآمال في الآونة الأخيرة بسرعة تطبيق اتفاق العاشر من مارس/آذار الذي وُقع في دمشق بين الرئيس أحمد الشرع وعبدي، ونص على دمج "قسد"، في الجيش السوري، وذلك بسبب تواتر تصريحات قياديين في هذه القوات تجزم بأن "سلاح (قسد) هو سلاح سوري وتسليمه خط أحمر لا يمكن التنازل عنه"، كما صرح فرهاد شامي مدير المركز الإعلامي في هذه القوات. وفي السياق، قالت إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، في تصريحات تلفزيونية إن تسليم السلاح "ليس في أجنداتنا"، مضيفة أن الحل الشامل للأزمة السورية يتطلب حوارًا يحدد دور "قسد" في بناء سورية المستقبلية.
ولا تزال هذه القوات المدعومة من الجانبين الأميركي والفرنسي عند موقفها الرافض لحل نفسها والاندماج في الجيش السوري أفراداً، كما تطالب دمشق، وتصر على الدخول كتلة واحدة بكامل سلاحها مع بقائها الجهة المسيطرة على الشمال الشرقي من البلاد. ويصطدم هذا الموقف بقوة مع موقف دمشق المضاد، والذي يؤكد أن مبدأ عدم تسليم السلاح للدولة "مرفوض جملةً وتفصيلاً ويتناقض مع أسس بناء جيش وطني موحد ومع أسس الاتفاق الموقع بين رئيس الجمهورية ومظلوم عبدي في مارس الماضي". وقال مصدر حكومي مسؤول لوسائل إعلام محلية قبل أيام إن "الدولة السورية لم ولن تقبل بأي خطاب يقوم على التهديد أو فرض شروط مسبقة تتعارض مع مبدأ وحدة الدولة ومؤسساتها السيادية". كما يصطدم توجه المليشيا بموقف تركي متصلب حيال الإبقاء على قوات "قسد" كتلة واحدة بكامل سلاحها في شمال شرقي سورية، فأنقرة لا تزال ترى في المسلحين الكرد في منطقة "شرق الفرات"، خطراً على أمنها القومي.
وقال رزكار قاسم، ممثل مجلس سوريا الديمقراطية (الجناح السياسي لقسد)، في ألمانيا، ورئيس حركة التجديد الكردستاني، إن "مسألة سلاح قوات سوريا الديمقراطية مهمة للغاية كونها شريكاً أساسياً للتحالف الدولي بمقارعتها لإرهاب داعش". وأشار في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنها "قوات مكونة من كافة المكونات الموجودة في شمال شرقي سورية"، مضيفاً: "وضع السلاح ليس كما تروج له وسائل الإعلام التابعة لتركيا ولسلطة دمشق فالأمر متعلق باتفاق العاشر من آذار بين عبدي والشرع بتشكيل جيش وطني سوري من قسد والسلطة في دمشق". وتابع: "اندماج قسد في الجيش السوري سيكون ككتلة وبالتناغم مع وضع دستور للبلاد ما يلائم وينسجم مع حقوق كافة المكونات السورية. عدا ذلك لا نقاش على سلاح قسد".
وشدد على أن "قسد لن تضع سلاحها بل ستكون القوة التشاركية في الجيش السوري للدفاع عن الوطن وحماية الشعب ككتلة". وحول تضارب تصريحات قياديين في قوات "قسد"، والإدارة الذاتية ولا سيما حول مسألتي السلاح والاندماج في وزارة الدفاع السورية، رأى الباحث السياسي المواكب للمشهد في شمال شرقي سورية سامر الأحمد أن الهدف هو "إطالة أمد التفاوض مع الحكومة السورية لا أكثر"، مضيفاً: "كل يوم تأخير في تطبيق الاتفاق يعني الحصول على أرباح مالية كبيرة من عائدات النفط والضرائب".
وأعرب الأحمد في حديث لـ"العربي الجديد" عن اعتقاده بأن قادة قوات "قسد" والإدارة الذاتية يراهنون على إسقاط الحكومة السورية نتيجة الأزمات التي تمر بها البلاد، مضيفاً: "لذا يحاولون إطالة عمر التفاوض لكسب الوقت". واستبعد الأحمد وجود خلافات داخل "قسد" والإدارة حول التفاوض مع دمشق والاندماج في الدولة، مضيفاً: "يصدرون صورة عبر مظلوم عبدي عن حرصهم على إيجاد حلول سياسية مع دمشق، وبذات الوقت خطابهم للداخل متصلب. لا أعتقد أن هناك خلافاً بينهم بل تناقض مدروس".
## إسرائيل تمضي في تجويع غزة: 7 وفيات بسوء التغذية خلال 24 ساعة
30 July 2025 12:07 PM UTC+00
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة تسجيل سبع وفيات إضافية بسوء التغذية في خلال 24 ساعة، من بينهم طفل أنهكه الجوع، وفقاً لما أفادت به مستشفيات غزة اليوم الأربعاء. ويأتي ذلك على خلفية التجويع المتعمّد الذي يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي بحقّ الفلسطينيين في القطاع المحاصر وسوء التغذية الناجم عنه.
وأوضحت الوزارة، في بيان أصدرته اليوم، أنّ العدد الإجمالي للوفيات من جرّاء التجويع وسوء التغذية في قطاع غزة ارتفع إلى 154 وفاة، علماً أنّ من بين الضحايا 89 طفلاً. وطالبت بإنقاذ القطاع ووقف تجويع أهله لتفادي تسجيل مزيد من الوفيات. يُذكر أنّ الفسطينيين مستهدفون منذ أكثر من 21 شهراً بحرب إبادة إسرائيلية، لم تتمكّن حتى أعلى السلطات القضائية في العالم على وضع حدّ لها.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قد أفادت، أمس الثلاثاء، بأنّ انتشار التجويع على نطاق واسع وكذلك سوء التغذية والأمراض تسبّب كلّها في ارتفاع معدّلات الوفيات المرتبطة بالجوع. أضافت أنّ التنوّع الغذائي انخفض إلى أدنى مستوياته، وهي الأسوأ، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
In #Gaza:
Widespread starvation, malnutrition and disease are driving a rise in hunger-related deaths.
Food diversity has collapsed to its worst level since the start of the conflict.
Nearly 9 out of 10 households resorted to extremely severe coping mechanisms to feed… pic.twitter.com/e07tczh68A
— UNRWA (@UNRWA) July 29, 2025
وإذ أشارت وكالة أونروا إلى أنّ نحو تسع أسر من أصل عشر لجأت إلى آليات تكيّف قاسية جداً لإطعام أفراد، شدّدت على أن الحاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار وعلى الوصول الإنساني واسع النطاق للإمدادات من دون عوائق من أجل منع مزيد من الخسائر في الأرواح. وطالبت العالم بـ"التحرّك فوراً"، محذّرةً من أنّ أطفال غزة يتضوّرون جوعاً، فيما تتشتّت العائلات، وتكافح الوكالة للبقاء على قيد الحياة.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد شدّد على حصاره على قطاع غزة في الثاني من مارس/ آذار 2025، قبل أن يستأنف عدوانه على القطاع في 18 من هذا الشهر، وذلك بعد أقلّ من شهرَين على دخول الهدنة الهشّة حيّز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025.
في الإطار نفسه، حذّر برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، من أنّ ثلث فلسطينيّي قطاع غزة لم يتناولوا الطعام منذ أيام عدّة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمرّ. وأكد مدير الاستعداد للطوارئ والاستجابة لدى البرنامج روس سميث أنّ "أزمة الجوع في قطاع غزة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من اليأس، إذ لا يأكل ثلث السكان لأيام متتالية عديدة". ووفقاً لتقديرات برنامج الأغذية العالمي، يواجه ربع الفلسطينيين في قطاع غزة ظروفاً أشبه بالمجاعة، ولا سيّما مع معاناة 100 ألف امرأة وطفل سوء التغذية الحاد.
في سياق متصل، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، في بيان أصدره أمس الثلاثاء، بأنّ "109 شاحنات مساعدات" دخلت إلى القطاع أمس، وقد "تعرّضت غالبيتها لعمليات نهب وسرقة نتيجة الفوضى الأمنية التي يُكرّسها الاحتلال الإسرائيلي بشكل منهجي ومتعمّد بهدف إفشال توزيع المساعدات وحرمان المدنيين منها، في إطار هندسة الفوضى والتجويع".
أضاف المكتب أنّ "ستّ عمليات إنزال جوي جرت اليوم (أمس) في قطاع غزة، سقطت أربع منها في مناطق خاضعة لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي أو في أحياء سبق أن أُمر المواطنون بإخلائها"، الأمر الذي "يُعرّض من يوجد فيها للاستهداف والقتل المباشر". وتابع أنّ ذلك "يجعل هذه الإنزالات عديمة الجدوى، بل خطرة على حياة المواطنين المُجوَّعين". وشرح المكتب الإعلامي الحكومي أنّ "قطاع غزة يحتاج يومياً إلى 600 شاحنة مساعدات ووقود"، مشدّداً على أنّ هذا هو "الحدّ الأدنى من الاحتياجات الفعلية لأهمّ القطاعات الحيوية".
## الضغط النفسي: التوتر وأعراضه وكيفية التعامل معه
30 July 2025 12:17 PM UTC+00
يُعرَّف التوتر بأنه الشعور بالإرهاق أو عدم القدرة على التعامل مع الضغط النفسي أو العاطفي، وقد يكون له عواقب نفسية وجسدية. ووجدت الأبحاث أن التوتر مشكلة شائعة جداً، إذ يعاني 59 في المائة من البالغين من مستويات عالية منه. وفي ما يلي نعرض أهم أعراضه وخيارات التعامل معه:
انخفاض الطاقة والأرق
يمكن أن يُسبب التوتر المُطوّل إرهاقاً مزمناً واضطرابات في النوم، ما قد يُؤدي إلى انخفاض مستويات الطاقة. وجدت دراسة أُجريت على أكثر من سبعة آلاف عامل من البالغين أن التعب مرتبط بالتوتر المرافق للعمل، ووجدت دراسة نُشرت في مجلة أبحاث النوم أن التوتّر يُمكن أن يُؤدي إلى اضطراب النوم والإصابة بالأرق.
تغيّر في الرغبة الجنسية
يعاني كثير من الناس من تغيرات في الرغبة الجنسية خلال فترات التوتر. ووجدت دراسة نُشرت حول تأثير جائحة كوفيد-19 بالصحة الإنجابية للمرأة أن 45 في المائة من النساء المشاركات أبلغن عن انخفاض في الرغبة الجنسية بسبب التوتّر.
التوتر قد يرتبط بالاكتئاب
يشير بعض الدراسات إلى أن التوتر المزمن قد يرتبط بالاكتئاب، فقد وجدت دراسة أجريت على 816 امرأة أن الاكتئاب يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتوتر الحاد والمزمن، ووجدت دراسة أخرى أن ارتفاع مستوياته يرتبط بظهور الاكتئاب الشديد لدى المراهقين.
وقد يسبب التوتر بعض الآثار الجسدية، ومن أهمها:
حب الشباب
وجد بعض الدراسات أن ارتفاع مستويات التوتر يرتبط بزيادة ظهور حب الشباب، وقد يكون أحد أسباب ذلك، أن بعض الأشخاص يميلون إلى لمس وجوههم بتكرار عندما يشعرون بالتوتر، الذي يؤدي إلى نشر البكتيريا ويساهم في ظهور حب الشباب.
الصداع
وجدت دراسات عدة أن التوتر يمكن أن يُسهم في الإصابة بالصداع، وأظهرت دراسة أن زيادة شدة التوتر ارتبطت بزيادة عدد أيام الصداع التي يُعاني منها الشخص شهرياً. ووجدت دراسة أخرى أجريت على 172 شخصاً في عيادة لعلاج الصداع، أنه كان سبب إصابة 67 في المائة منهم بالصداع.
الألم المزمن
الآلام والأوجاع شكوى شائعة قد تنتج عن ارتفاع مستويات التوتر. ووجد بعض الدراسات أن الألم المزمن قد يرتبط بارتفاع مستويات التوتر، إضافة إلى ارتفاع مستويات هرمون التوتر (الكورتيزول).
المرض المتكرّر
قد يُؤثر التوتر سلباً بالجهاز المناعي، إذ تُظهر الدراسات أن ارتفاع مستوياته يرتبط بزيادة قابلية الإصابة بالعدوى مثل الإصابة المتكررة بنزلات البرد. في إحدى الدراسات، أُعطي 116 شخصاً مُسناً لقاح الإنفلونزا، ووُجد أن من يُعانون من توتر مُزمن لديهم استجابة مناعية ضعيفة تجاه اللقاح.
مشاكل الجهاز الهضمي
وجد بعض الدراسات أن التوتّر قد يرتبط بمشاكل هضمية، مثل الإمساك وحرقة المعدة والإسهال، فقد وجدت دراسة ركزت على 2699 طفلاً، أن التعرض لأحداث مرهقة ارتبط بزيادة معدلات الإمساك. وقد يؤثر توتر المصابين على اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل مرض التهاب الأمعاء، ومتلازمة القولون العصبي، إذ ارتبطت زيادة أعراض عسر الهضم بارتفاع المستويات اليومية للتوتر لدى 181 امرأة مصابة بمتلازمة القولون العصبي.
تغيرات الشهية وزيادة الوزن
تغيرات الشهية شائعة خلال فترات التوتر، فبعض الأشخاص يفقدون شهيتهم، وآخرون قد يتناولون طعاماً مفرطاً، ما يسبب تقلبات في الوزن. ووجدت دراسة شملت 1355 شخصاً أن التوتّر مرتبط بزيادة الوزن لدى البالغين الذين يعانون بالفعل من زيادة الوزن.
تسارع ضربات القلب
أظهرت دراسات عدة أن ارتفاع مستويات التوتر يمكن أن يسبّب تسارعاً في ضربات القلب. ووفقاً لجمعية القلب الأميركية، فإن التعرّض لحدث مُرهق قد يُحفز الجسم على إفراز الأدرينالين، وهو هرمون يُسبب تسارع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم مؤقتاً.
خيارات العلاج
وفقاً للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، يُمكن أن تُساعد تغييرات في نمط الحياة في إدارة التوتّر مثل:
أخذ فترات راحة من الأخبار ومن استخدام الأجهزة الإلكترونية (الكمبيوتر، الهاتف، التلفزيون).
ممارسة الرياضة بانتظام.
أخذ قسط كافٍ من النوم.
الاعتماد على نظام صحي غني بالعناصر الغذائية من فيتامينات وأملاح.
ممارسة تمارين التنفس العميق والتأمل.
القيام بالأنشطة الممتعة.
التحدث مع الأصدقاء أو مع معالج نفسي.
## سموتريتش لفرنسا وبريطانيا: سنهتم بألا يكون هناك ما قد تعترفون فيه
30 July 2025 12:18 PM UTC+00
كرر وزير الماليّة، بتسلئيل سموتريتش، تعهدات حكومته بالاستثمار في الاستيطان في الشمال، خلال مشاركته، اليوم الأربعاء، في مؤتمر "نعزز الشمال- الصهيونية 2025"، الذي انعقد في مستوطنة كريات شمونة بمشاركة "أنوية طلائعية تصعد للاستيطان في المستوطنات الملاصقة للجدار في شمال البلاد".
وعاد الوزير لتعهدات الدولة بالاستثمار في الأراضي بالشمال بأثمان منخفضة، متطرقاً إلى ما أسماه "التسونامي السياسي"، على خلفية إعلان بريطانيا وفرنسا نيّتهما الاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبراً أنه "ببساطة علينا أن نهتم بألا يكون هناك ما يمكن الاعتراف به"، في إشارة صريحة منه إلى منع قيام أي كيان فلسطيني.
واعتبر الوزير أن خطة تطوير الشمال هي "خطة صهيونية تاريخية تعيد محوريّة شمال البلاد. فتجمعنا هنا في الشمال هو أكثر من مجرد حدث، بل إعلان أن الحكومة تقترح عليكم اقتراحاً لا يمكن رفضه كعقد حقيقي بين الدولة وطلائعها: أرض مطوّرة صالحة للبناء في شمال البلاد من شأنها أن توفر المساكن للعائلات بـ100 ألف شيكل فقط، ولجنود الاحتياط بـ50 ألف شيكل فقط. هذه ليست منّة بل اعتراف، إنها رسالة حازمة: الدولة في حاجة إليكم – ونحن نعرف كيف نُقدّركم. وهذا ليس مجرد حل اقتصادي، بل استراتيجية وطنية"، على حد تعبيره.
رغم تفاخر سموتريتش بالإعلان، يدور الحديث عن خطة صدّقت عليها الحكومة الإسرائيلية بالفعل الأسبوع الماضي، وبموجبها سيوسع نطاق دعم تطوير الأراضي للبناء. وفي المجمل، ستُخصَّص حوالي 247.5 مليون شيكل لدعم هذه الخطة لأول ألف وحدة سكنية.
وفي السياق، ذكر موقع "واينت" أن الخطة، التي توفر حلّاً جزئياً فقط للتجمعات السكنية في مستوطنات مثل كريات شمونة والمطلة وشلومي، ستخصص لها أكثر من 150 مليون شيكل للتخطيط الحضري وتطوير المباني العامة، بهدف "تغيير وجه المدينة" وتوسيع الإطار المجتمعي لسكانها.
وأتى المؤتمر غداة الكشف عن اعتزام الحكومة تقليص نصف مليار شيكل من ميزانية إعادة تأهيل الشمال. فخلال ما يقارب السنتين، خاض المستوطنون هناك صراعاً من أجل خطط لإعادة التأهيل والتطوير، ولكن الآن، وبعد أن تعهدت الحكومة بميزانية قدرها 12 مليار شيكل لصالح بلدات خط المواجهة على الحدود اللبنانية – من دون أن تصدر قرارات حكومية مفصلة لتنفيذ كامل المبالغ – فإنها تنوي تقليص مئات الملايين منها، وفقاً للموقع.
على هذه الخلفية، عبر رئيس منتدى مستوطنات خط المواجهة ورئيس المجلس الإقليمي "ماتيه آشر"، موشيه دافيدوفيتش، عن غضبه من التقليص المرتقب، وقال إن "سكان الشمال لن يسمحوا للوزير سموتريتش ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بالتراجع عن التزامات الحكومة". ورأى أنه "كالمعتاد، يضحكون علينا ويدوسون علينا في إطار الترتيبات والمناورات، لأننا طيبون أكثر من اللازم"، على حد قوله. وأضاف: "في الجنوب لن يُخفَّض شيكل واحد، أما نحن فنتعرض للتمييز مجدداً".
## منتخب الأردن لكرة السلة يواصل مرحلة البناء وكأس آسيا اختبار للتطوير
30 July 2025 12:28 PM UTC+00
لم تكن مشاركة منتخب الأردن لـكرة السلة في بطولة بيروت الدولية، قبل أسبوعين من الآن، على قدر التطلعات قبل المشاركة في بطولة كأس آسيا 2025، التي ستُقام في السعودية مطلع الأسبوع المقبل، وهو الأمر الذي أكد أنّ منتخب "النشامى" في مرحلة بناء من جديد، لا سيما مع ما ذكره المدرب حول عملية التجديد والتطوير في هذه الفترة، مما يجعل البطولة الآسيوية اختباراً جديداً لقدرة الأردن على التطور والتقدم. 
وخسر منتخب الأردن في بطولة كأس بيروت الدولية الودية في ثلاث مباريات متتالية، أمام منتخب لبنان (79-89)، ثم أمام منتخب مصر (60-70) وبعدها أمام منتخب إيران (61-70). وأقيمت منافسات هذه البطولة لبعض المنتخبات العربية والآسيوية للتحضير للمشاركة في بطولة كأس آسيا لكرة السلة 2025، والتي ستستضيفها السعودية في الفترة بين الخامس و17 من شهر أغسطس/ آب المقبل. 
وفي هذا الإطار، أكد مدرب منتخب الأردن لكرة السلة، الكندي، روي رانا، في تصريحات لوكالة فرانس برس، قبل نحو أسبوع من انطلاق مشوار "النشامى" في البطولة الآسيوية، أنّ المنتخب شهد عملية تجديد وهو في مرحلة البناء حالياً، وذكر قائلاً: "يمر الأردن بمرحلة بناء. نعمل على تعزيز قاعدة المواهب ونظام التطوير لكل من الرجال والنساء. وكوننا دولة صغيرة، من المهم أن نستغل كل فرصة ممكنة لتنمية برنامج منتخبنا الوطني ونشر اللعبة في البلاد". 
وتابع رانا حديثه قائلاً: "طموحنا هو تعظيم إمكاناتنا وأن نصبح من بين أفضل دول كرة السلة جودة للجنسين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". وعن تجربة المشاركة في بطولة كأس بيروت الدولية، أوضح رانا في حديثه: "ضممنا خمسة لاعبين جدد إلى صفوف المنتخب الأول، وشاركنا بأصغر تشكيلة عمرية في البطولة. نحن لا نلعب وفقاً لقواعد أي شخص آخر سوى أنفسنا. ستبقى تقييماتنا للمنتخب والأداء دائماً مركزة على الداخل. لا نهتم بالضوضاء الخارجية. التحدي هو ما يحفزنا".
وكان الاتحاد الأردني لكرة السلة، قد أعلن، مطلع شهر يونيو/ حزيران الماضي، تسمية رانا في منصب المدير العام لعمليات كرة السلة والمدير الفني للمنتخب الوطني للرجال ليبدأ "عملية إعادة هيكلة شاملة لمنظومة كرة السلة الأردنية بأكملها". وقبل ذلك، ساعد رانا منتخب مصر على التأهل إلى كأس العالم 2023، والتصفيات الأولمبية 2024، كما شغل منصب المدرب المساعد للمنتخب الألماني خلال أولمبياد طوكيو صيف 2021. 
ويُشارك منتخب الأردن في المجموعة الثالثة في بطولة كأس آسيا لكرة السلة 2025، إلى جانب منتخبات الصين والهند والسعودية صاحبة الأرض والجمهور. وكان منتخب "النشامى" من المشاركين بانتظام في البطولة الآسيوية منذ عام 2003، وحقق أفضل نتائجه عام 2011 عندما حل وصيفاً بفارق نقطة واحدة (69-70)، خلف منتخب الصين الفائزة باللقب 16 مرة قياسية.
## مديونية الأفراد في الأردن تقترب من 20 مليار دولار
30 July 2025 12:32 PM UTC+00
ارتفعت مديونية الأفراد في الأردن مع نهاية العام الماضي لتبلغ نحو 14 مليار دينار (19.74 مليار دولار)، مقارنة بـ13.3 مليار (حوالي 18.75) في نهاية عام 2023. ووفق النشرة الشهرية الصادرة عن جمعية البنوك للنصف الأول من العام الحالي (شهر يونيو/حزيران)، فقد بلغ حجم القروض الشخصية للأفراد بنهاية العام الماضي نحو 4.4 مليارات دينار مقارنة بـ4.5 مليارات في نهاية عام 2023.
وبلغ حجم القروض السكنية المقدمة من البنوك للأفراد في نهاية العام الماضي نحو 5.7 مليارات دينار مقارنة بـ4.9 مليارات دينار بنهاية عام 2023. وبلغ حجم قروض السيارات المقدمة من البنوك للأفراد في نهاية العام الماضي نحو 1.8 مليار دينار مقارنة بـ1.7 مليار دينار لعام 2023. وارتفع حجم القروض الاستهلاكية المقدمة من البنوك للأفراد في نهاية عام 2024 لتبلغ نحو 1.3 مليار دينار مقارنة بـ1.2 مليار دينار.
وبلغ إجمالي التسهيلات الائتمانية حتى نهاية مايو/أيار من العام الحالي نحو 35.3 مليار دينار، بارتفاع بلغت نسبته 1.6%. وبلغ إجمالي موجودات البنوك إلى الناتج المحلي الإجمالي نحو 187.6% حتى نهاية مايو/ أيار الماضي، في حين ارتفع إجمالي الودائع لدى البنوك إلى الناتج المحلي الإجمالي نحو 125.9% وإجمالي التسهيلات الائتمانية الممنوحة من البنوك إلى الناتج المحلي الإجمالي نحو 93.3%.
وبلغ حجم التسهيلات الائتمانية الممنوحة من البنوك حتى نهاية مايو/ أيار الماضي لقطاع الزراعة بنسبة 1.7% بنحو 584.7 مليون دينار، وقطاع الصناعة بنسبة 11.4% بمبلغ 4.02 مليارات دينار، وقطاع التجارة العامة بنسبة 16.3% بملبغ 5.7 مليارات دينار، وقطاع الإنشاءات بنسبة 22.1% بمبلغ 7.8 مليارات دينار، وقطاع الخدمات والمرافق العامة بنسبة 18.0% بمبلغ 6.3 مليارات دينار، والسياحة والفنادق والمطاعم بنسبة 1.8% بمبلغ 652 مليون دينار، والقطاعات الأخرى بنسبة 24.4% بملبغ نحو 8.6 مليارات دينار.
(الدينار الأردني = 1.41 دولار)
## أستراليا تعتزم حظر "يوتيوب" لمن هم دون سن 16 عاماً
30 July 2025 12:33 PM UTC+00
أعلنت السلطات الأسترالية، اليوم الأربعاء، أنّها ستقرّ قانوناً يمنع الأطفال دون سن السادسة عشرة من استخدام منصة يوتيوب لحمايتهم من "الخوارزميات المفترسة". وقالت وزيرة الاتصالات أنيكا ويلز في بيان: "هناك مكان لوسائل التواصل الاجتماعي، لكن ليس هناك مكان للخوارزميات المفترسة التي تستهدف الأطفال".
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 أقرّ البرلمان الأسترالي مشروع قانون رائداً لتنظيم الإنترنت حظر بموجبه على من هم دون 16 عاماً استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك"، و"إكس"، و"فيسبوك"، و"إنستغرام". وحظي نصّ القانون يومها بدعم نواب من كلا الحزبين (الحكومة والمعارضة)، لكنّه لم يشمل "يوتيوب". وفي حينه أعلنت الحكومة أنّ المنصة، المستخدمة على نطاق واسع في الدروس المدرسية، لن تتأثر بقرار الحظر.
"يوتيوب" تردّ
تضرّر سمعة مواقع التواصل الاجتماعية خلال السنوات الأخيرة بسبب حالات التحرش عبر الإنترنت، والاستغلال الجنسي للقاصرين، ونشر محتوى غير قانوني أو خطر للأطفال. وتعهّدت شركات كبرى بتنفيذ القانون الأسترالي، لكن أعرب عدد من المحللين عن شكوكهم بشأن الجدوى التقنية لفرض حظر صارم استناداً إلى عمر المستخدم.
وتعليقاً على قرار السلطات الأسترالية الأربعاء، قال متحدث باسم "يوتيوب" إنّ المنصّة "ليست شبكة تواصل اجتماعي". وأضاف أن "موقفنا واضح: يوتيوب منصة لمشاركة الفيديو تضم مكتبة من المحتوى المجاني العالي الجودة، وتزداد مشاهدته على شاشات التلفزيون". كذلك سبق وصرّحت كاتي ماسكييل من منظمة يونيسف بأن القانون لن يكون بمثابة "علاج سحري" لحماية الأطفال، مبدية خشيتها من أن يتسبب بدفع الشباب إلى "منصات غير منظمة على الإنترنت".
(فرانس برس، العربي الجديد)
## "أكسيوس" نقلاً عن ترامب: المبعوث ويتكوف يتوجه إلى إسرائيل لبحث أزمة غزة
30 July 2025 12:36 PM UTC+00
## المحكمة العليا في بريطانيا تسمح لـ"بالستاين أكشن" بالطعن ضدّ حظرها
30 July 2025 12:45 PM UTC+00
قضت المحكمة العليا في لندن بأن المؤسسة المشاركة لمنظمة "بالستاين أكشن" هدى العموري يمكنها الطعن قانونياً في قرار وزيرة الداخلية إيفيت كوبر بحظر الحركة بموجب قوانين مكافحة الإرهاب. وجادل محامو هدى عموري في جلسة استماع عُقدت في لندن الأسبوع الماضي بأن حظر منظمة "فلسطين أكشن"، ووضعها على قدم المساواة مع جماعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وبوكو حرام، أمر "مُقزز" و"إساءة استخدام سافرة للسلطة".
 وحذر المحامون من أن الحظر يُؤثر بالفعل سلباً على حرية التعبير والاحتجاج، مُسلطين الضوء على عشرات الاعتقالات، فيما جادل السير جيمس إيدي، ممثل وزارة الداخلية، بأن المراجعة القضائية ليست السبيل الأمثل للطعن في الحظر، نظراً إلى أن البرلمان قد عيّن لجنة استئناف المنظمات المحظورة خصيصاً لهذا الغرض.
وقضت المحكمة العليا اليوم الأربعاء بتأييد العديد من الحجج التي قدمتها المنظمة للمحكمة لتبرير عدم معقولية تصرفات الحكومة. هذا القرار يعني فتح مسار قضائي أمام الحركة للطعن بقرار وزيرة الداخلية بحظر الحركة، وهو ما سيأخذ أشهراً عديدة مستقبلاً حتى تقر المحكمة لاحقاً قرارها حول إلغاء القانون أم الإبقاء عليه.
وجعل التعديل القانوني للحكومة العضوية في منظمة بالستاين أكشن، أو دعمها، جريمة جنائية يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 14 عاماً. حتى ارتداء قميص أو شارة تحمل اسم المجموعة يُعرّض صاحبها لعقوبة بالسجن تصل إلى ستة أشهر.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، طلب محامو الناشطة البريطانية الفلسطينية عموري من القاضي السماح لها بتقديم طعن أمام المحكمة العليا على الحظر، واصفين إياه بأنه "تدخل غير قانوني" في حرية التعبير. يأتي هذا الطلب للطعن الكامل أمام المحكمة العليا بعد فشل عموري في محاولة سابقة لمنع سريان الحظر مؤقتاً، ورفضت محكمة الاستئناف طعناً على هذا القرار قبل أقل من ساعتين من دخول الحظر حيز التنفيذ في 5 يوليو/تموز.
وحظرت الحكومة البريطانية بموجب قانون الإرهاب الحركة المعروفة باستهدافها مصانع السلاح وشركاته في المملكة المتحدة المرتبطة مع الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد استهداف ناشطين من الحركة طائرتين من طراز فوييجر في قاعدة بريز نورتون الجوية الملكية في 20 يونيو/ حزيران، ورشهما بالطلاء الأحمر؛ الأمر الذي "تسبب في أضرار تُقدر بنحو 7 ملايين جنيه إسترليني" بحسب وزيرة الداخلية.
وجاء القرار وسط تصاعد حراك تحدي حظر الحركة الأسابيع الماضية، من خلال رفع لافتات من قبل ناشطين ومواطنين بريطانيين كُتب عليها "لا للإبادة الجماعية، أنا أدعم بالستاين أكشن"، الأمر الذي دفع الشرطة البريطانية إلى اعتقال أكثر من 200 شخص حتى الآن.
وصرّح رضا حسين، ممثل هدى عموري، للمحكمة في جلسة الاستماع المنعقدة في 21 يوليو/ تموز بأن الحظر جعل المملكة المتحدة "دولة شاذة" و"مثيرة للاشمئزاز". وأضاف حسين: "إن قرار حظر منظمة فلسطين أكشن يحمل سمات الاستبداد وإساءة استخدام السلطة بشكل صارخ".
الآلاف يتظاهرون في #لندن رفضًا لتصنيف "بالستاين أكشن" منظمةً إرهابية pic.twitter.com/z4TzuVrpuU
— العربي الجديد (@alaraby_ar) July 4, 2025
وقال المفوّض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك إنّ حظر الحكومة البريطانية لمنظمة "بالستاين أكشن" يحدُّ من حقوق وحريات الأفراد في المملكة المتحدة، ويتعارض مع القانون الدولي، فيما تدافع وزارة الداخلية البريطانية عن هذا الإجراء القانوني. ووصف تورك، يوم الجمعة الماضي، قرار الوزراء بتصنيف "بالستاين أكشن" منظمة إرهابية بأنه "غير متناسب وغير ضروري"، ودعاهم إلى إلغائه. وذكر أن الحظر يرقى إلى "تقييد غير مقبول" لحقوق الأفراد في حرية التعبير والتجمع، ويتعارض مع التزامات المملكة المتحدة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنساني.
ونشر موقع "ديكلاسفايد" البريطاني تقريراً استقصائياً، الأسبوع الماضي، بناءً على وثائق عديدة، كشف فيه تفاصيل حصرية حول كيفية تصنيف الحركة بموجب قانون الإرهاب. ففي الوقت الذي يرى نشطاء "بالستاين أكشن" أن أفعالهم هي احتجاجات مباشرة وغير عنيفة تستهدف الشركات المتورطة في إمداد إسرائيل بالأسلحة المستخدمة ضد الفلسطينيين، فإن الشرطة البريطانية، بتوجيه من الحكومة، بدأت في تصنيفها "منظمة إجرامية رئيسية". هذا التصنيف، الذي يُطبق عادة على عصابات الجريمة المنظمة مثل تجار المخدرات، سمح بتطبيق صلاحيات استثنائية لملاحقة النشطاء وتجميد أصولهم.
يُظهر التحقيق أن وزير الداخلية السابق، روبرت جينريك، لعب دوراً حاسماً في الضغط على الشرطة لتشديد الخناق على الحركة، وكشف عن نفوذ كبير للوبي المؤيد لإسرائيل، بما في ذلك منظمة أصدقاء إسرائيل في حزب المحافظين. وتطرّق التحقيق إلى التغطية الإعلامية السلبية والمنحازة التي ساهمت في تشويه صورة الحركة، ووصمها بالعنف والتطرف، منها ما اتّهم الحركة بتلقيها تمويلاً من إيران. وأشار أيضاً إلى دور جماعات الضغط في التأثير على وزيرة الداخلية.
وقال الكاتب جورج مونبيوت في مقال له نُشر اليوم في صحيفة ذا غارديان أن الحكومة البريطانية تُطبق قوانين جديدة "متشددة" بشكل متزايد لتكميم أفواه الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، مستهدفًة بشكل خاص حركة بالستاين أكشن. وقال صاحب كتاب "العقيدة الخفية: التاريخ السري للنيوليبرالية" إن هذه الإجراءات ليست فقط بهدف إيقاف التخريب الذي تقوم به الحركة بنشاطها السلمي، بل ردع التظاهرات واسعة النطاق وتقويض حرية التعبير بشأن القضية الفلسطينية، الأمر الذي يُمثّل على حد قوله "تهديداً خطيراً للديمقراطية وحق الاحتجاج في المملكة المتحدة".
وفي سياق الجدل الداخلي الواسع حول القانون والانقسام في الآراء، خالف مجلس في أيرلندا الشمالية توصيته القانونية، وصوّت لصالح إسقاط التهم عن الأشخاص الذين اعتُقلوا لدعمهم "بالستاين أكشن" المحظورة. ويُعتقد أن مجلس مدينة ديري ومنطقة سترابان من أوائل السلطات المحلية في المملكة المتحدة التي أيدت مثل هذا الاقتراح، الأربعاء الماضي.
وصرّح رويري ماكهيو، عمدة حزب شين فين، بأنه سيوافق على الاقتراح برمته (إسقاط التهم)، وقد تم إقراره بدعم من حزبه، والحزب الديمقراطي الاشتراكي العمالي، ومنظمة "الشعب قبل الربح"، وبعض المستقلين، فيما صوّت حزب أولستر الوحدوي والحزب الديمقراطي الوحدوي ضد الاقتراح. ودعا الاقتراح أيضاً إلى رفع الحظر، ولكن بما أنّ برلمان وستمنستر قد سنّه، فيجب إلغاؤه من قبله. وقال شون هاركين، عضو مجلس منظمة "الشعب قبل الربح"، ومقدّم الاقتراح، إن عشرات الآلاف من الناس "قُتلوا وذُبحوا" في غزة، وإن الأطفال الفلسطينيين "يُجوّعون حتى الموت"، مضيفاً أن الحكومة "متواطئة في هذا" وستجني "العواقب الوخيمة". ومن اللافت أن عدداً كبيراً من المعتقلين على يد الشرطة الذين تضامنوا مع الحركة بعد حظرها، كانوا مواطنين متقدمين في العمر ومسنين، من بينهم قسيسة وقاضٍ سابق يبلغ من العمر 81 عاماً.
## مزاعم متضاربة بين الحكومة وفاعليات المحافظة حول محاصرة السويداء
30 July 2025 12:46 PM UTC+00
نفت الحكومة السورية مجدداً المزاعم حول الحصار المفروض على محافظة السويداء، واعتبرتها "محض كذب وتضليل"، فيما يؤكد ناشطون ومسؤولون محليون في المحافظة أن الحصار قائم بالفعل، وأن كميات المساعدات الضئيلة التي وصلت لا تسدّ سوى جزء بسيط من احتياجات السكان.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا إن "مزاعم حصار محافظة السويداء من قِبل الحكومة السورية محض كذب وتضليل"، مشيراً إلى أن الحكومة فتحت ممرات إنسانية لإدخال المساعدات "لأهلنا المدنيين داخل المحافظة، بالتعاون مع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية". وأوضح البابا أن الممرات فُتحت لـ"تسهيل الخروج المؤقت لمن شاء منهم خارج مناطق سيطرة المجموعات الخارجة عن القانون".
واعتبر أن "مزاعم الحصار دعاية أطلقتها المجموعات الخارجة عن القانون، لتسويق فتح معابر غير نظامية مع محيط السويداء داخل الجمهورية وخارجها، لإنعاش تجارة السلاح والكبتاغون، التي تشكل مصدر تمويل أساسي لهذه المجموعات"، مضيفاً أن "عودة المؤسسات الحكومية لعملها في فرض سيادة القانون داخل محافظة السويداء يهدد بقاء العصابات الخارجة عن القانون فيها، ويؤثر على تمويلها غير الشرعي".
من جانبه، قال رئيس غرفة تجارة وصناعة السويداء أبو عدي نبيه بكري إن المحافظة "محاصرة بكل شيء بعد المجازر والكارثة الإنسانية". وأضاف في تصريح لشبكات محلية أن ما يدخل من مساعدات "ضئيل جداً، وتجار السويداء لا يمكنهم الخروج من المحافظة في الظروف الراهنة". وقالت المحامية ديانا مقلد الموجودة في مدينة السويداء، لـ"العربي الجديد"، إن الوضع الأمني مستقر في المدينة، حيث لم تعد تُسمع أصوات إطلاق نار، على الرغم من تواصل الحذر من جانب المدنيين.
أما في الريفين الغربي والشمالي من المحافظة، فما زالت تنتشر مجموعات من قوات العشائر، ربما تتحين الفرصة للدخول إلى المحافظة مجدداً، كما حصل يوم أمس الثلاثاء، حين شنت تلك المجموعات هجوماً من ناحية بلدة الثعلة، لكن المقاتلين المحليين تمكنوا من صدهم. وقالت إنها تعمل في هيئة الإغاثة، وما زالت العديد من العائلات تقيم في المدارس بسبب عدم الأمان، ووجود قناصين في المناطق الغربية.
وفي الوضع الأمني أيضاً، لفتت مقلد إلى أن منطقة ريمة حازم التي تبعد 6 كيلومترات عن مدينة السويداء، وتقع في المنطقة الغربية، شهدت معارك عديدة وتعرض الكثير من بيوتها للحرق، ولا تزال هناك جثث فيها لم تتمكن فرق الهلال الأحمر من الوصول إليها، بسبب انتشار القناصين على أسطح المنازل في تلك المنطقة، مشيرة إلى أن الهلال الأحمر ربما يحاول اليوم الوصول إلى المنطقة.
وحول الوضع الإنساني والمعيشي، قالت مقلد إن المدينة تخضع للحصار، حيث لا يوجد بنزين ولا أدوية ولا أي نوع من الخدمات، على الرغم من دخول بعض قوافل المساعدات حتى الآن، لكن ما تحمله تلك القوافل لا يكفي أبداً، ويحاول المجتمع المحلي التعاضد لتأمين الطعام للمحتاجين، وسط درجات حرارة مرتفعة، مع تعطل ضخ المياه في غالبية أحياء المدينة بسبب الأعطال الفنية. ولفتت إلى اعتماد معظم الناس على الصهاريج للحصول على مياه الشرب. كما أشارت إلى عدم تمكن الأهالي من دفن العديد من الجثث، بسبب ندرة البنزين المطلوب للسيارات التي تحمل تلك الجثث، بينما رائحة النفايات تزكم الأنوف، وسط مخاوف من انتشار الأوبئة بين الناس بسبب قلة المياه.
ولخّصت المشهد بالقول: "الحياة معدومة تماماً. شلل كامل في كل الأعمال الإدارية لأن الموظفين غير قادرين على الالتحاق بوظائفهم". من جانبه، قال الناشط وضاح عزام لـ"العربي الجديد"، إن المساعدات التي دخلت تقتصر تقريباً على الطحين، حيث دخلت خلال القوافل الأربعة كمية 200 طن فقط، إضافة إلى المازوت بما يكفي فقط لتشغيل المشافي والأفران بالحد الأدنى. وأضاف أن القوات الموجودة في ريف السويداء تقطع الطريق، باستثناء قوافل الهلال الأحمر، مشيراً إلى أن قوات العشائر بقيادة سامي الهفل هي من تقطع الطريق، وأن قوات الأمن ليست لها سيطرة عليها، وقد جرى اشتباك بين الجانبين بسبب الخلافات بينهما على قطع الطريق، وفق قوله.
وأكد عزام أن طريق بصر الحرير مقطوع، وتمر المساعدات عبر طريق بصرى الشام، مشيراً الى التواصل مع تجار من درعا لجلب بضائع إلى السويداء، لكن جرى منع سيارات التجار من الوصول إلى المدينة، موضحاً أن تدخّل بعض عائلات حوران هو ما سمح بدخول بعض قوافل المساعدات. ولفت إلى أنه دخل قبل يومين صهريج بنزين أفرغ حمولته في كازية كنج عند بلدة ولغا، وأبلغ الناس بإمكانية الحضور إلى الكازية لأخذ احتياجاتهم، لكن قنص شخصان من جانب القناصين الموجودين في البلدة التي تبعد نحو 3 كيلومترات فقط عن مدينة السويداء.
إلى ذلك، أفاد مراسل "العربي الجديد" بأن قافلة للهلال الأحمر السوري تستعد لدخول مدينة السويداء لإجلاء عائلات ترغب بمغادرتها، ومن بينها أشخاص يحملون الجنسية الأردنية والأميركية، وسيُؤمَّن وصولهم إلى معبر نصيب الحدودي تمهيداً لمغادرتهم البلاد.
## "رويترز": وزير الخارجية السوري يتوجه إلى موسكو الخميس
30 July 2025 12:46 PM UTC+00
نقلت "رويترز" عن مصدر، قوله إنّ وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني سيتوجه إلى روسيا غداً الخميس. وبذلك سيكون الشيباني أبرز مسؤول سوري يزور موسكو منذ إطاحة حليف موسكو بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول وتعيين حكومة جديدة في دمشق. وتجري روسيا والحكومة السورية الجديدة محادثات بشأن آمال موسكو في مواصلة تشغيل قاعدتيها، البحرية والجوية، في شمال غرب سورية.
وفي 20 يوليو/ تموز الجاري، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن بلاده تواصل اتصالاتها مع الحكومة السورية بشأن مستقبل القواعد العسكرية الروسية في البلاد، معرباً عن أمله في التوصل إلى تفاهم يحفظ مصالح الطرفين. وأضاف بوغدانوف، في تصريح له خلال مشاركته في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي: "نحن على تواصل بالطبع، وكل شيء يسير جيداً حتى الآن، وآمل أن نتوصل إلى تفاهم مع السلطات الجديدة. لقد جرت فعلياً محادثات بهذا الشأن".
وأشار بوغدانوف حينها إلى أن الخارجية الروسية وجّهت دعوة رسمية إلى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لزيارة موسكو، متوقعاً تلبية هذه الدعوة في وقت قريب. وأوضح أن الزيارة المرتقبة تهدف إلى مناقشة العلاقات بين البلدين، بما في ذلك التعاون العسكري والسياسي والاقتصادي، مؤكداً أن بلاده ترى أهمية كبرى في الحفاظ على علاقات وثيقة ومستقرة مع سورية في المرحلة المقبلة. ولفت المسؤول الروسي إلى أن الحوار مع الجانب السوري بشأن مستقبل القواعد الروسية في سورية، أي قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية وقاعدة طرطوس البحرية، مستمرة، وأن الحوار يجري "بروح من التفاهم المتبادل".
وتحتفظ روسيا بقاعدتين عسكريتين في سورية: الأولى هي المركز اللوجستي للبحرية في مدينة طرطوس، الذي أُنشئ عام 1971 بموجب اتفاقية ثنائية، والثانية قاعدة حميميم الجوية، التي أُنشئت بالقرب من مدينة جبلة في سبتمبر/ أيلول 2015 لدعم النظام السوري السابق. وتعكس التصريحات الرسمية الصادرة عن موسكو رغبة روسية في تثبيت الحضور العسكري والاستراتيجي في سورية ضمن تفاهمات جديدة مع القيادة السورية الحالية. وفي وقت سابق، وصف الرئيس السوري أحمد الشرع العلاقة بين دمشق وموسكو بأنها "استراتيجية وطويلة الأمد"، مشيراً إلى أن إنهاءها لا يمكن أن يحصل بسرعة، رغم الضغوط التي تمارسها بعض الأطراف الدولية والإقليمية.
(رويترز، العربي الجديد)
## وزراء إسرائيليون يطالبون بإتاحة دخولهم إلى غزة تمهيداً للاستيطان
30 July 2025 12:49 PM UTC+00
طالب وزراء ونوّاب كنيست، وزير الأمن، يسرائيل كاتس، بالسماح لهم بالدخول إلى قطاع غزة من أجل التحضير لإقامة المستوطنات على أنقاضها، طبقاً لما أفادت به "القناة 12" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء.
وذكرت القناة أن "22 وزيراً وعضواً في الائتلاف الحاكم يتقدمهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير قد تقدموا بطلب لوزير الأمن كي يسمح لهم بالقيام بجولة في شمال قطاع غزة للتمهيد للاستيطان في القطاع".
وفي السياق ذاته، ذكر موقع "كيباه" العبري أن مجموعة من الوزراء وأعضاء الكنيست من الائتلاف توجهوا إلى كاتس برسالة طالبوه بأن يسمح لهم بالدخول إلى غزة والقيام بجولة ميدانية في المنطقة الشمالية في قطاع غزة، وذلك ضمن مبادرة من "أنوية الاستيطان" التابعة لحركة "نحالا"، بهدف فحص إمكانيات إعادة الاستيطان في المكان، مشيرين إلى أنه "في نهاية الجولة، من المقرر إقامة مسيرة جماهيرية واسعة تدعو إلى إعادة الاستيطان في قطاع غزة".
وجاء في نص الرسالة التي أبرقوا بها إلى وزير الأمن أن "قطاع غزة لم يعد مجرد منطقة جغرافية – بل هو قلب نابض من أرض إسرائيل، منطقة ذات جذور توراتية وتاريخية وقومية عميقة. عودة الشعب اليهودي إلى هذه المناطق ليست مجرد خطوة استراتيجية – بل هي عودة صهيون بمعناها العميق والعملي. الخطوة الفورية والصحيحة هي استيطان المنطقة الشمالية – وهي منطقة خاضعة حالياً لسيطرة كاملة من الجيش الإسرائيلي، وخالية من السكان الغزيين، ومن دون قيود أمنية استثنائية"، وفق ما ورد في المبررات المرفقة بالرسالة.
"المنع قد يُعتبر محاولة لإسكات اليمين"
واعتبر أعضاء الكنيست والوزراء في رسالتهم أنه: "في غياب موانع أمنية لهذه الخطوة، فإن منع الجولة قد يُفسر على أنه تبنٍّ لموقف سياسي ومحاولة لإسكات أصوات اليمين، الذي يطالب الحكومة بالتحرك نحو إعادة الاستيطان في غزة"؛ حيث إن سبب مطالبتهم بإجراء الجولة المذكورة بحسب "كيباه" هو من أجل الاطلاع من كثب على الواقع وتعزيز التنظيم استعداداً لخطوات استيطانية في القطاع.
إلى ذلك، وقع على الرسالة وزراء وأعضاء كنيست من حزبي "الليكود" و"عوتسما يهوديت"، وكذلك أعضاء كنيست من "الصهيونية الدينية". ومن جانبها لفتت الوزيرة أوريت ستروك (الصهيونية الدينية)، إلى أنها "ملتزمة فقط بأهداف الحرب، والتي على أساسها أُرسل الجنود إلى المعركة. وهي لا تحيد عن تلك الأهداف"، بحسب بيان لمكتبها.
## أحمد الجوادي يمنح تونس ميدالية ذهبية في مونديال السباحة 2025
30 July 2025 12:54 PM UTC+00
منح السباح التونسي، أحمد الجوادي (20 سنة)، بلده ميدالية ذهبية في منافسات مونديال السباحة 2025، المقام حالياً في سنغافورة، اليوم الأربعاء، مُسجلاً توقيتاً مُميزاً في سباق 800 متر، ليؤكد أنه يملك كل المقومات الفنية والجسدية من أجل تقديم مستوى قوي ولافت في البطولة العالمية ومنافسة أفضل سباحي العالم. 
وحصد الجوادي الميدالية الذهبية في سباق 800 متر، في مونديال السباحة والألعاب المائية 2025، مُسجلاً توقيتاً بلغ 7,36,88 دقائق، وهو ثالث أفضل توقيت في تاريخ منافسات فئة 800 متر، ليُحقق السباح التونسي الذي حل في المركز الرابع في أولمبياد باريس 2024، أول لقب عالمي في مسيرته الاحترافية، متقدماً على الألمانيين سفن شفارتس صاحب الميدالية الفضية بزمن 7:39.96 دقائق، ولوكاس مايرتنز الذي نال الميدالية البرونزية بزمن 7:40.19 دقائق. 
وفرض الجوادي أفضليته في السباق، إذ انطلق من خط البداية حتى النهاية بكل ثبات أمام منافسيه شفارتس ومايرتنز (الذي كان حصد الميدالية الذهبية في سباق 400 متر سباحة حُرة يوم الأحد الماضي). وبعد نهاية السباق بتتويجه بالميدالية الذهبية قال الجوادي لوسائل الإعلام: "لم أفكر في الاستراتيجية، كنت أحاول فقط السيطرة على السباق ورؤية ما سيحدث. في مرحلة ما، لاحظت أن الإيقاع ليس سريعاً، فقررت أن أتحرك".
وأهدى الجوادي فوزه إلى مواطنه أحمد الحفناوي، بطل الأولمبياد والعالم السابق الذي أُوقف لمدة 21 شهراً في إبريل/ نيسان الماضي بسبب إخفاقه ثلاث مرات في الكشف عن مكان سفره في اختبارات الكشف عن المنشطات، وأضاف الجوادي ذاكراً في رسالة دعمه: "هذه المرة للحفناوي، إنه يمر بأوقات عصيبة الآن".
## الإعصار كو ماي يسبّب إجلاء 283 ألف شخص في شنغهاي
30 July 2025 01:04 PM UTC+00
أجلت سلطات شنغهاي شرقي الصين، نحو 283 ألف شخص من المناطق الساحلية والمنخفضة الأكثر عرضة للخطر مع وصول الإعصار كو ماي الذي تصاحبه أمطار غزيرة ورياح عاتية إلى البر في المدينة الصينية التي تعد مركزاً مالياً، مساء الأربعاء. كما أُلغيت حوالي ثلث الرحلات الجوية (نحو 640 رحلة) من مطاري شنغهاي الدوليين الرئيسيين، بحسب خدمة المدينة الإخبارية. ورفع مرصد شنغهاي المركزي لأحوال الطقس مستوى التحذير من العواصف المطرية من الأصفر إلى البرتقالي (ثاني أعلى مستوى)، بعد ظهر الأربعاء. 
وضرب الإعصار كو ماي البر أول مرة في مقاطعة شيجيانغ الشرقية حوالي الساعة 04,30 صباحاً، الأربعاء (20,30 توقيت غرينتش الثلاثاء)، فيما بلغت سرعة الرياح قرب مركزه 83 كيلومتراً في الساعة. وقالت شبكة "سي سي تي في" الرسمية "منذ الليلة الماضية حتى العاشرة من صباح اليوم، تم إجلاء 282,800 شخص ونقلهم، ما يعني تحقيق هدف إجلاء جميع الذين تعيّن إجلاؤهم". وأكدت السلطات إقامة أكثر من 1900 مأوى مؤقت في أنحاء المدينة.
ورأى مراسلو "فرانس برس" مأوى من هذا النوع في قرية على أطراف شنغهاي الأربعاء كان عبارة عن صالة كبيرة مليئة بعشرات الأسرّة الحديدية التي شغل مسنّون القسم الأكبر منها. وجلس نحو 20 شخصاً على أسرّة أو تجمّعوا حول طاولات لتناول الطعام إلى جانب موظفين محليين.
وأغرقت الأمطار المدينة من دون توقف، الأربعاء، وأُلغيت خدمات العبّارات فيما فُرضت قيود إضافية على السرعة في الطرقات السريعة، بينما شهدت خدمات المترو والقطارات بعض الاضطرابات. لكن مدينتي ملاهي "ليغولاند" و"ديزنيلاند" شنغهاي بقيتا مفتوحتين صباح الأربعاء.
إعصار كو ماي وتحذيرات تسونامي
ومع توجّه الإعصار نحو شمال غرب المدينة بعدما ضرب البر صباحاً، أظهرت لقطات مباشرة من الساحل الشرقي للصين الأمواج تغرق الأرصفة عند البحر، بينما أظهرت لقطات تم بثها من مدينة نينغبو السكان يسيرون في مياه وصل ارتفاعها إلى مستوى الكاحل. في الأثناء، أصدرت الصين تحذيراً من تسونامي لأجزاء من الساحل الشرقي بعدما ضرب زلزال بقوة 8,8 درجات قبالة شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية. لكن تم إلغاء التحذير لاحقاً، بحسب قناة التلفزيون "سي سي تي في".
وتم خفض مستوى كو ماي إلى عاصفة مدارية قبل أن يغادر الفيليبين ليشتد مرة أخرى فوق بحر الصين الجنوبي. وارتبط مروره بشكل غير مباشر بأحوال الطقس الشديدة في شمال الصين، بحسب ما قال كبير خبراء الأرصاد لدى المركز الوطني للأرصاد، تشين تاو، لصحيفة "تشاينا ديلي" الرسمية. وذكرت وسائل إعلام رسمية الثلاثاء بأن الأمطار الغزيرة هناك أودت بحياة أكثر من 30 شخصاً وأجبرت السلطات على إجلاء عشرات الآلاف. وقال تشين إن "نشاط الإعصار قد يؤثر على نظام الدوران الجوي أو حركة الهواء في الغلاف الجوي .. وينقل الرطوبة شمالاً".
وتكثر الكوارث الطبيعية في الصين، خصوصاً خلال الصيف عندما تشهد بعض المناطق أمطاراً غزيرة بينما تعاني أخرى الحر الشديد. وتعد الصين أكبر مصدر لانبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة التي تعد محركاً لتغير المناخ وتساهم في جعل أحوال الطقس الحادة أكثر تكراراً وشدة. لكنها أيضاً قوة عالمية للطاقة المتجددة تهدف إلى أن ينتقل اقتصادها نحو الحياد الكربوني بحلول العام 2060.
(فرانس برس)
## تشاكا يعود إلى الدوري الإنكليزي من بوابة الصاعد الجديد
30 July 2025 01:15 PM UTC+00
يعود النجم السويسري غرانيت تشاكا (32 سنة) إلى منافسات الدوري الإنكليزي من جديد، بعد غيابه لثماني سنوات منذ أن كان نجماً في نادي أرسنال الإنكليزي، إذ يبدأ رحلة جديدة في الملاعب الإنكليزية مع فريق جديد، مغادراً نادي باير ليفركوزن بطل الدوري الألماني في عام 2024. 
وأعلن نادي سندرلاند العائد إلى مصاف أندية البريمييرليغ في موسم 2025-2026 الأربعاء، التعاقد رسمياً مع نجم خط الوسط السويسري، غرانيت تشاكا، قادماً من نادي باير ليفركوزن الألماني في صفقة قُدرت بحوالى 17,3 مليون جنيه إسترليني، ليعود نجم نادي أرسنال السابق بين سنتي 2016 و2023 (كان قائداً له) إلى بطولة الدوري الإنكليزي، لمساعدة الفريق العائد إلى الأضواء على الظهور بصورة مُميزة، ومحاولة البقاء ضمن الأندية الممتازة لموسم آخر، وتفادي الهبوط إلى الدرجة الأولى "تشامبيونشيب".
ونشر نادي سندرلاند الإنكليزي تصريحات للنجم تشاكا بعد توقيع العقد، الأربعاء وقال فيها: "فخور جداً بوجودي هنا. عندما تحدثت إلى النادي، كنت متحمساً وشعرت بالطاقة والذهنية التي يتمتع بها الجميع. هذا بالضبط ما أردته". ومن المتوقع أن يُشارك تشاكا في أول مباراة لفريق سندرلاند في الدوري الإنكليزي لموسم 2025-2026، يوم 16 أغسطس/ آب المقبل أمام نادي ويستهام يونايتد.
يُذكر أن نادي سندرلاند هبط من البريمييرليغ في عام 2017 قبل أن يدخل نفقاً مظلماً شهد هبوطه حتى المستوى الثالث، وعاد فريق شمال شرق إنكلترا إلى دوري الأضواء برفقة ليدز وبيرنلي، وسيكون الفريق الخامس الذي يدافع عنه تشاكا (137 مباراة دولية و14 هدفاً)، بعد بازل السويسري (2010-2012) وبوروسيا مونشنغلادباخ الألماني (2012-2016)، وأرسنال الإنكليزي، وباير ليفركوزن الألماني، الذي التحق به في تموز/ يوليو 2023 بعقد يمتد لخمسة أعوام مقابل 25 مليون يورو.
## صحة غزة: وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 104 شهيد و399 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية
30 July 2025 01:20 PM UTC+00
## صحة غزة: ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 60,138 شهيدًا و146,269 إصابة منذ 7 أكتوبر 2023
30 July 2025 01:20 PM UTC+00
## صحة غزة: بلغ عدد ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية من شهداء المساعدات 60 شهيدًا وأكثر من 195 إصابة
30 July 2025 01:21 PM UTC+00
## صحة غزة: ارتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 1,239 شهيدًا وأكثر من 8,152 إصابة
30 July 2025 01:21 PM UTC+00
## صحة غزة: سجّلت مستشفيات قطاع غزة 7 حالات وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية
30 July 2025 01:21 PM UTC+00
## صحة غزة: العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية 154 حالة وفاة من بينهم 89 طفلًا
30 July 2025 01:22 PM UTC+00
## "أكسيوس": ويتكوف إلى إسرائيل لمناقشة الأزمة الإنسانية في غزة
30 July 2025 01:26 PM UTC+00
ذكر موقع أكسيوس الأميركي، اليوم الأربعاء، نقلاً عن مسؤولَين أميركيَّين مطلعين، أن من المتوقع أن يسافر المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى إسرائيل اليوم، لمناقشة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة. وستكون هذه أول زيارة لويتكوف إلى إسرائيل منذ ما يقرب من 3 أشهر، وتأتي في ظل جمود في محادثات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، والأزمة الإنسانية الكارثية في القطاع.
وتحدث مسؤول أميركي عن أن ويتكوف قد يسافر أيضاً إلى غزة، ويزور مراكز توزيع المساعدات التابعة لما يُسمّى مؤسسة غزة الإنسانية. وقال مسؤول آخر: "يريد الرئيس (الأميركي دونالد ترامب) معرفة المزيد عن الوضع الإنساني في غزة لمعرفة كيفية تقديم المزيد من المساعدة للمدنيين في غزة". وتأتي زيارة ويتكوف لإسرائيل، في وقت تتزايد فيه الضغوط على دولة الاحتلال في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وتزايد أعداد الشهداء نتيجة المجاعة وسوء التغذية، وفي وقت تعثرت فيه مفاوضات وقف إطلاق النار أخيراً.
وفي أحدث تصريحاته حول الأزمة المتفاقمة بالقطاع المحاصر من جراء حرب الإبادة الإسرائيلية التي تواصل واشنطن دعمها بالأسلحة والقنابل، قال ترامب للصحافيين بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في منتجعه للغولف في اسكتلندا: "سننشئ مراكز طعام"، من دون أسوار أو حواجز لتسهيل الوصول، مضيفاً أن الولايات المتحدة قدّمت الكثير من المال لغزة، داعياً دولاً أخرى إلى "تقديم المزيد". وأكد ترامب أن "هناك مجاعة حقيقية، وهذا أمر لا يمكن التشكيك فيه"، لافتاً إلى أن إسرائيل تتحمل مسؤولية كبيرة عن تدفق المساعدات وأنها قادرة على فعل الكثير في ما يتعلق بإيصال الطعام.
وأعلنت واشنطن سحب وفدها من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة قبل أيام، متهمة حركة حماس بعدم التصرف "بحسن نية"، وهو ما نفته الحركة التي أكدت أنها أبدت مرونة كبيرة بهدف وقف حرب الإبادة الإسرائيلية. وأعلن ويتكوف الخميس الماضي، أن واشنطن حذت حذو إسرائيل في سحب مفاوضيها من المحادثات حول وقف إطلاق النار بالعاصمة القطرية الدوحة. وقال في بيان نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "قرّرنا إعادة فريقنا من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الردّ الأخير من حماس الذي يظهر بوضوح عدم رغبتها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة"، مضيفاً: "فيما بذل الوسطاء جهوداً كبيرة، لا تبدي حماس مرونة أو تعمل بحسن نية".
من جانبه، قال القيادي في "حماس" غازي حمد، إن الحركة "قدّمت رؤية عقلانية وموضوعية قاربت كثيراً مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف"، مؤكداً أن "الوسطاء أقرّوا بأنّ حماس كانت أقرب ما يكون إلى اتفاق نهائي يُنهي الحرب ويؤسّس لوضع جديد في غزة".
## ترامب يدفع باتجاه خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع البنك المركزي
30 July 2025 01:47 PM UTC+00
دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجددا اليوم الأربعاء مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) إلى خفض أسعار الفائدة القياسية، بعدما أظهرت بيانات انتعاش النمو الاقتصادي الأميركي بأكثر من المتوقع في الربع الثاني. وكتب ترامب على منصة (تروث سوشال) بينما يستعد البنك المركزي لإصدار قراره بشأن السياسة النقدية: "الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني صدر للتو: ثلاثة بالمائة، وهو أفضل بكثير من المتوقع!... بعد فوات الأوان، يجب الآن خفض سعر الفائدة. لا تضخم! دعوا الناس يشترون منازلهم ويسددون ثمنها!". 
كان ترامب قد دعا أول من أمس الاثنين البنك المركزي قبل اجتماع لجنة السياسة النقدية بيوم، إلى خفض أسعار الفائدة، قائلا إن ذلك سيساعد على تحفيز الاقتصاد. وقال ترامب متحدثا إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عقب لقائهما في اسكتلندا عن رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول: "أعتقد أنه يجب عليه ذلك"، في إشارة إلى خفض أسعار الفائدة.
ويوم الجمعة الماضي، قال ترامب إنه عقد اجتماعا جيدا مع جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي وإنه حصل على انطباع بأن باول قد يكون مستعدا لخفض أسعار الفائدة. والتقى الرجلان، الخميس الماضي، خلال زيارة نادرة الحدوث قام بها ترامب إلى البنك المركزي لتفقد أعمال التجديد الجارية لمبنيين في مقره الرئيسي في واشنطن، والتي انتقدها البيت الأبيض بسبب تكلفتها الباهظة.
وتبادل ترامب وباول وجهات النظر المتباينة حول تكلفة المشروع خلال الزيارة. وانتهز ترامب الفرصة أيضا ليدعو باول علنا مرة أخرى إلى خفض أسعار الفائدة فورا. وقال ترامب للصحافيين اليوم الجمعة: "عقدنا اجتماعا جيدا جدا... أعتقد أننا عقدنا اجتماعا جيدا للغاية بشأن أسعار الفائدة".
وقبل لقائهما بأيام، وصف ترامب باول "بالأحمق" لعدم استجابته لمطلب البيت الأبيض بخفض كبير في تكاليف الاقتراض. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يُبقي البنك المركزي سعر الفائدة القياسي عند نطاق 4.25 - 4.50% في اختتام اجتماع السياسة النقدية الذي استمر أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء. وقال باول إنه ينبغي على الاحتياطي الاتحادي انتظار المزيد من البيانات قبل تعديل أسعار الفائدة. 
(رويترز، العربي الجديد)
## "تيك توك" توظف جندية إسرائيلية لمراجعة المحتوى
30 July 2025 01:47 PM UTC+00
أكدت شركة تيك توك لموقع جويش إنسايدر أن الموظفة الجديدة التي وظفتها الشركة للإشراف على سياسات مراجعة المحتوى لمكافحة خطاب الكراهية في التطبيق لها علاقات طويلة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي. وأعلنت منصة التواصل الاجتماعي أن إيريكا ميندل، وهي متعاقدة سابقة مع وزارة الخارجية الأميركية عملت مع السفيرة ديبورا ليبستادت، المبعوثة الخاصة لإدارة بايدن لمراقبة ومكافحة معاداة السامية، ستنضمّ إلى فريق السياسة العامة ومكافحة خطاب الكراهية في "تيك توك" في الولايات المتحدة.
من جيش الاحتلال إلى "تيك توك"
وفقاً للوصف الوظيفي الرسمي الذي نشرته "تيك توك"، سوف تعمل ميندل على "تطوير ودفع مواقف الشركة بشأن خطاب الكراهية"، بهدف "التأثير على الأطر التشريعية والتنظيمية"، و"تحليل اتجاهات خطاب الكراهية" مع التركيز بشكل خاص على المحتوى المعادي للسامية. وذكرت ميندل في صفحتها على "تيك توك" أن دورها الجديد في الشركة هو "مديرة السياسة العامة، خطاب الكراهية، في تيك توك".
وقبل عملها في وزارة الخارجية الأميركية، كانت ميندل مدربة في سلاح المدرعات في وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، وفقاً للمعلومات التي قدّمتها عندما ظهرت في بودكاست مع اللجنة اليهودية الأميركية. وقالت حينها إنها تطوعت والتحقت بالجيش الإسرائيلي وخدمت لمدة عامين.
هل نجحت المنظمة الصهيونية؟
أُنشئ هذا المنصب بعد اجتماع رفيع المستوى ساعدت في تنسيقه رابطة مكافحة التشهير الصهيونية العام الماضي، وفقاً للمدير الوطني لسياسة مكافحة معاداة السامية في الرابطة، دان غرانوت. وفي بيان لـ"جويش إنسايدر"، قال غرانوت إن هذا المنصب ظهر بوصفه "توصية رئيسية لجميع منصات التواصل الاجتماعي" خلال ذلك الاجتماع.
وفي العام الماضي، صوّت محرّرو "ويكيبيديا" على إعلان الرابطة "غير موثوقة بشكل عام" في ما يتعلق بالمعلومات حول إسرائيل وفلسطين وكذلك قضية معاداة السامية، مضيفين المنظمة إلى قائمة المصادر المحظورة. ولدى الرابطة تاريخ طويل في مهاجمة حركات حقوق الفلسطينيين بوصفها معادية للسامية، وعملت سابقاً مع الشرطة الأميركية للتجسس على المنظمات العربية الأميركية. كما سهلت ومولت رحلات تدريب للشرطة الأميركية إلى إسرائيل.
وبينما نشرت الرابطة تغريدة احتفالية على "إكس"، تشير إلى أنها ترحب بقرار "تيك توك"، انتقده الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي، متهمين المنصة بالسعي نحو إسكات الأصوات المؤيدة لفلسطين، والاستسلام للضغوط، ملمحين إلى احتمال أن المنصة استجابت لمطالب الرقابة هذه في محاولة لتجنب الحظر في الولايات المتحدة. وفي 2024 أقر الكونغرس الأميركي بأغلبية ساحقة مشروع قانون يهدف إلى حظر التطبيق أو بيعه لشركة أميركية، وقد ربطت أدلة عدة حينها بين قرار الحظر وسماح التطبيق الصيني للمحتوى المتضامن مع فلسطين بالانتشار، عكس تطبيقات شركة ميتا التي ضيقت على كل تضامن. فهل تنضم "تيك توك" الآن إلى جوقة المضيّقين؟
## الأردن: دعوة إلى إجراءات لحماية الأكثر هشاشة من الاتّجار بالبشر
30 July 2025 02:02 PM UTC+00
دعت جمعية "تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان" إلى اتّخاذ إجراءات شاملة لمكافحة الاتّجار بالبشر في الأردن، مع التركيز على حماية الفئات الأكثر هشاشة، في مقدّمتها العاملات المنزليات واللاجئون والعمّال غير النظاميين. يأتي ذلك فيما تفيد بيانات ذات صلة بأنّ ثمّة زيادة بنسبة 25% في عدد ضحايا الاتّجار بالبشر الذين رُصدوا عالمياً في السنوات الأخيرة.
وأوصت "تمكين"، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة الاتّجار بالأشخاص الذي يحلّ في 30 يوليو/ تموز من كلّ عام، بضرورة إنشاء مرصد وطني متخصّص في عمليات رصد حالات الاتّجار بالبشر وتحليلها، يكون أداة داعمة لتوجيه السياسات الوطنية وتطويرها. كذلك شدّدت الجمعية، في بيان أصدرته اليوم الأربعاء، على أهمية إطلاق حملات توعية بلغات عدّة تستهدف العمّال والعاملات الأجانب، لتعريفهم بحقوقهم وآليات الإبلاغ الآمن عن الانتهاكات، إلى جانب الخدمات القانونية والمأوى والرعاية الصحية الجسدية والنفسية.
في اليوم العالمي لمناهضة الاتجار بالأشخاص الذي يُصادف 30 تموز من كل عام، تجدد "تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان" التزامها بالتصدي لهذه الجريمة الخطيرة التي تنتهك الكرامة الإنسانية وتستهدف الفئات الأكثر هشاشة، من عاملات المنازل، إلى العمال المهاجرين واللاجئين الذين يُستغلّون… pic.twitter.com/CPtkfKIx8r
— تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الانسان (@TamkeenOrg) July 30, 2025
وأوضحت "تمكين"، أحد الأطراف الفاعلة في المجتمع المدني بالأردن، أنّ ضعف الوعي بمفهوم الاتّجار بالبشر يمثّل عائقاً أمام إنصاف الضحايا، إذ لا يدرك كثيرون منهم أنّ ما يختبرونه يُعَدّ جريمة بموجب القانون، الأمر الذي يؤدّي تالياً إلى تردّدهم في اتّخاذ إجراءات قانونية أو تقديم شكاوى للحصول على حقوقهم.
وحذّرت الجمعية الأردنية من أنّ عدم شمول العمّال المهاجرين في الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي يعزّز هشاشتهم، ويزيد من احتمال تعرّضهم للاستغلال. وشدّدت على أهمية التنسيق بين الجهات الأمنية والقضائية والصحية والاجتماعية، وكذلك ضمان إصدار تصاريح إقامة مؤقتة للضحايا في خلال التحقيقات، ومنع ترحيلهم قبل استكمال الإجراءات.
وعلى الرغم من التقدّم التشريعي، رصدت "تمكين" عوائق عدّة تحدّ من فعالية جهود مكافحة الاتّجار بالبشر، أبرزها حصر الجريمة في مجالات ضيّقة مثل العمل الجبري أو الدعارة أو التسوّل، من دون الاعتراف بأنماط أخرى مثل الزواج القسري. وبيّنت كذلك وجود ثغرات قانونية في قوانين العمل والعقوبات والإقامة والأجانب، بالإضافة إلى افتقار قانون منع الاتّجار بالبشر إلى تعريفات أساسية مثل العمل الجبري والسخرة والتسوّل المنظم، بحسب بيان الجمعية الصادر اليوم.
ولفتت جمعية "تمكين" إلى أنّ ثمّة حالات من الاتّجار بالبشر تتجاوز الحدود الوطنية، الأمر الذي يستدعي تعاوناً دولياً فعالاً بين بلدان المنشأ والعبور والمقصد، على الرغم ممّا تتطلّبه هذه العملية من وقت وموارد وتنسيق معقّد، الأمر الذي يعوق أحياناً الملاحقات القضائية الناجحة. وشدّدت "تمكين" على أنّ العاملات في المنازل هنّ من بين أكثر الفئات عرضة للاتّجار بالبشر في الأردن، نتيجة بيئة العمل المعزولة، والتبعية للكفيل، وغياب آليات تفتيش فعّالة، الأمر الذي يفتح الباب أمام انتهاكات لا تُرصَد إلا في مراحل متأخّرة.
في الإطار نفسه، أشارت جمعية "تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان" إلى أنّ النساء والفتيات في المناطق المهمّشة والمخيمات يتعرّضنَ لأشكال متعدّدة من الهشاشة، حيث يتقاطع الفقر مع تدنّي التعليم، وغياب الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي، الأمر الذي يجعلهنّ أكثر عرضة للزواج القسري والتسوّل والاستغلال، وهي أنماط تُصنّف اتّجاراً بالبشر بموجب القانون الدولي.
وكشفت "تمكين"، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة الاتّجار بالأشخاص، أنّها تلقّت 34 شكوى من ضحايا محتملين للاتّجار بالبشر في خلال الفترة الممتدّة ما بين يناير/ كانون الثاني 2024 ونهاية يونيو/ حزيران 2025، من بينها 27 شكوى في عام 2024، وسبع شكاوى أخرى في النصف الأول من عام 2025، الأمر الذي يعكس استمرار هذه الممارسات، على الرغم من التحرّكات الرسمية في هذا السياق.
وراوحت الشكاوى ما بين حالات احتجاز الحرية ومصادرة الجوازات (20 شكوى)، وتأخير أو عدم دفع الأجور (18)، وحرمان الغذاء أو العلاج (14)، وحرمان الاتصال بالعائلة (9)، والاعتداء الجسدي أو اللفظي (13)، والعمل القسري من دون إجازات ولساعات طويلة (16)، والعمل في أكثر من موقع خلافاً للعقد المبرم (6).
وأفادت الجمعية الأردنية بأنّ خطورة هذه الانتهاكات لا تكمن في عددها فحسب، بل في تشابكها في إطار كلّ واحدة من الحالات، الأمر الذي يدلّ على بيئات تُتيح تعدّد أنماط الاستغلال من دون رقابة كافية، خصوصاً في القطاعات المغلقة. وأكدت أنّ النساء يمثّلنَ النسبة الكبرى من ضحايا الاتّجار، خصوصاً العاملات المنزليات، إذ يتعرّضنَ لممارسات تمسّ كرامتهن الإنسانية مثل حجز وثائقهنّ الرسمية وحرمانهنّ الأجور وعزلهنّ عن العائلة وعملهنّ لساعات طويلة مرهقة، مبيّنةً أنّ هذه الممارسات تُصنَّف من ضمن جرائم الاتّجار بالبشر بحسب القانون.
ورأت جمعية "تمكين" أنّ انخفاض عدد الشكاوى لا يعكس بالضرورة الحجم الفعلي للانتهاكات، إذ ثمّة عوامل عديدة تحول دون تقديم الشكاوى، من بينها الخوف من التسفير والإبعاد. بالإضافة إلى ذلك، يواجه الضحايا عقبات أخرى مثل ضعف المعرفة القانونية، وصعوبة الوصول إلى الخدمات اللازمة، والحواجز اللغوية التي تعوق قدرتهم على التعبير عن معاناتهم أو المطالبة بحقوقهم بصورة فعّالة. وشدّدت على أنّ التحدي الحقيقي لا يكمن فقط في تزايد الحالات، بل في الطبيعة المعقّدة لهذه الانتهاكات التي تتداخل فيها أنماط متعدّدة من الاستغلال في كلّ حالة على حدة. وهذا الأمر يعكس وجود بيئات عمل تفتقر إلى الرقابة الفعّالة والإجراءات الرادعة، خصوصاً في القطاعات المغلقة التي تُعَدّ أكثر عرضة لهذه الممارسات.
## مصر: انقضاء فترة الدعاية قبيل انتخابات مجلس الشيوخ
30 July 2025 02:05 PM UTC+00
تنتهي، اليوم الأربعاء، فترة الدعاية للمرشحين في انتخابات مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية للبرلمان)، تمهيداً لإجراء الانتخابات خارج مصر خلال يومي 1 و2 أغسطس/آب المقبل، و4 و5 أغسطس داخل البلاد. ويبدأ الصمت الانتخابي، الذي يحظر فيه ممارسة أي شكل من أشكال الدعاية لمنع التأثير بالناخبين، في الساعة الثانية عشرة من ظهر غد الخميس، بحسب توقيت كل دولة في الخارج.
وفرض قانون مباشرة الحقوق السياسية المصري غرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه، ولا تزيد على 100 ألف جنيه، في حالة مخالفة أحد المرشحين قرارات الهيئة الوطنية بشأن فترة الصمت الانتخابي. ويبدأ الاقتراع بالخارج من الساعة التاسعة صباحاً حتى التاسعة مساءً، وفق توقيت كل دولة، على أن تتخللها ساعة راحة يحددها رئيس كل لجنة، بما لا يخل بسير العملية الانتخابية.
وتكشفت معالم أزمة سياسية عميقة في مصر، مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، بعدما ترشحت "القائمة الوطنية من أجل مصر" منفردة على نصف مقاعد مجلس الشيوخ، المخصصة لنظام القائمة المغلقة المطلقة، إثر عزوف الأحزاب والمستقلين عن تشكيل قوائم منافسة لها، باعتبار أن الانتخابات محسومة سلفاً لصالحها.
وتحظى القائمة الوطنية بدعم واسع من جميع أجهزة الدولة في مصر، بما في ذلك الهيئة الوطنية للانتخابات. وهي قائمة شكلت وتدار بمعرفة الأجهزة السيادية (الأمنية)، وتضم 12 حزباً موالياً للسلطة الحاكمة، أبرزهم مستقبل وطن وحماة الوطن والجبهة الوطنية والشعب الجمهوري، بالإضافة إلى الكيان المعروف باسم "تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين".
تحظى القائمة الوطنية بدعم واسع من جميع أجهزة الدولة في مصر، بما في ذلك الهيئة الوطنية للانتخابات
وبدأت أجواء الاحتفال بالفوز داخل معسكر القائمة، بعد تأكد فوز 100 مرشح بمقاعد القائمة في مجلس الشيوخ قبل إجراء الانتخابات، إذ تنص المادة الـ24 من قانون المجلس على أنه "إذا لم يترشح في دائرة مخصصة لنظام القوائم إلا قائمة واحدة، يعلن فوزها كاملة بشرط حصولها على 5% من إجمالي عدد الناخبين المقيدين في الدائرة".
كذلك، دفعت أحزاب القائمة الوطنية الأربعة الرئيسية بـ94 مرشحاً على النظام الفردي، المخصص له 100 مقعد، أغلبهم من رجال المال والأعمال البارزين، مثل أحمد صبور وجمال أبو الفتوح ومحمد مظلوم ومحمود مرجان وفتحي دسوقي وأحمد الباز ومحمد عريبي، وهو ما يعكس سعي القائمة نحو الفوز بأغلبية كاسحة في مجلس الشيوخ الجديد.
ومساء أمس الثلاثاء، نظم حزب مستقبل وطن مؤتمراً ختامياً للمرشحين عن القائمة والمقاعد الفردية في استاد القاهرة الرياضي، وسط حضور لافت من قيادات الحزب وأعضائه. وتولى إدارة المؤتمر الضابط السابق في جهاز الأمن الوطني بوزارة الداخلية، الأمين العام للحزب أحمد عبد الجواد.
وعبد الجواد ليس له أي تاريخ سياسي أو حزبي قبل عام 2020، حين استقال برتبة عقيد من جهاز الأمن الوطني، وعُين نائباً لرئيس قناة "المحور" الفضائية، التابعة لجهاز الأمن الوطني. وفاز بعضوية مجلس الشيوخ في العام نفسه، على القائمة المدعومة من النظام الحاكم، وبعدها بثلاث سنوات اختير أميناً للتنظيم في حزب مستقبل وطن، ونائباً لرئيس الحزب.
وفي سبتمبر/أيلول 2023، ألقي القبض على الباحث السياسي د. هيثم خليفة، واتُّهم بـ"الانضمام إلى جماعة إرهابية"، و"نشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة للإضرار بالأمن والنظام العام"، على خلفية نشره فيديو بقناته عبر موقع "يوتيوب"، سلط فيه الضوء على ثراء عبد الجواد السريع، وتحوله في غضون أعوام قليلة إلى أحد أهم رجال الأعمال في مصر، ودخوله في شراكة مع مستثمرين إماراتيين في مشاريع مرتبطة بتجارة الذهب.
وتضم القائمة الوطنية عن دائرة قطاع القاهرة عدداً من الأعضاء الحاليين في مجلس الشيوخ، مثل محمد حلاوة ومحمد منظور ومحمد المرشدي وأكمل فاروق وحسام الخولي عن حزب مستقبل وطن، وهيثم العوضي وياسر عبد المقصود وعادل مأمون عن حزب الجبهة الوطنية، وولاء هرماس عن حزب الشعب الجمهوري. كذلك ضمت نائب محافظ الدقهلية السابق هيثم الشيخ عن حزب حماة الوطن، زوج النائبة في مجلس النواب مي جبر، ابنة رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام سابقاً، كرم جبر.
وضمت القائمة عن دائرة قطاع الجيزة مجموعة واسعة من رجال الأعمال، منهم أحمد دياب وعصام هلال وعبد القادر الجارحي عن حزب مستقبل وطن، وأحمد أبو هشيمة عن حزب الشعب الجمهوري، وفايز أبو حرب ومحمد صلاح البدري عن حزب الجبهة الوطنية، وأحمد عبيد وصالح محمود عن حزب حماة الوطن.
وقاطعت الحركة المدنية الديمقراطية، وهي تكتل يضم مجموعة من الأحزاب الليبرالية واليسارية المصرية، انتخابات مجلس الشيوخ بسبب غياب ضمانات نزاهة الانتخابات مع إلغاء الإشراف القضائي الكامل، فضلاً عن اعتماد نظام القائمة المغلقة الذي يهدر أصوات 49% من الناخبين، ويسمح بفوز القائمة الحاصلة على (50% + 1) من الأصوات كاملة.
وعاد مجلس الشيوخ إلى الحياة النيابية بديلاً من مجلس الشورى السابق، بموجب التعديلات التي أدخلها مجلس النواب في عام 2019 على الدستور، بهدف تمديد فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي حتى عام 2030 بدلاً من 2022.
وفض المجلس فصله التشريعي الأول في 23 يونيو/حزيران الماضي، بعد نحو خمس سنوات من إبداء الرأي غير الملزم في مشاريع القوانين المُحالة عليه فقط، من رئيس الجمهورية أو مجلس النواب.
## أسطول الحرية: واشنطن فشلت بحماية أميركيين اختطفوا من على متن "حنظلة"
30 July 2025 02:06 PM UTC+00
قال تحالف أسطول الحرية، اليوم الأربعاء، إن حكومة الولايات المتحدة لم تقدم حتى الآن أي خدمات قنصلية لثلاثة من مواطنيها الذين احتجزتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد أن كانوا على متن السفينة "حنظلة" لكسر الحصار عن غزة، بالرغم من مرور أربعة أيام على احتجازهم، مؤكداً في بيان أن "هذا الفشل في توفير حتى أبسط الحماية أو الإشراف هو وصمة عار ويعكس التواطؤ الأوسع لحكومة الولايات المتحدة في تمكين انتهاكات إسرائيل المتكررة للقانون الدولي والجرائم ضد الإنسانية".
وأضاف التحالف أن المحتجزين الأميركيين هم "كريستيان دانيال سمولز، المؤسس المشارك لاتحاد عمال أمازون، وبريدون جيمس بيلوسو، وفرانك جوزيف رومانو، الناشط ورجل الإطفاء المتطوع والمحامي الدولي في مجال حقوق الإنسان". وقال التحالف إن بيلوسو أرسل رسالة لمشاركتها علناً، وجاء فيها: "لم يقم أي من مسؤولي السفارة الأميركية بزيارتنا أو الاستفسار عن حالتنا، على الرغم من مناشداتنا المتكررة".
وأعلن فرانك رومانو، الذي بدأ إضراباً عن الطعام والماء لمدة ثلاثة أيام، أنه سيستأنف شرب الماء اعتباراً من الساعة 18:00 اليوم، لكنه سيواصل إضرابه عن الطعام حتى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. وشارك هو الآخر الرسالة التالية من الاحتجاز:
"بعد إكمال ثلاثة أيام من الإضراب عن الطعام والماء، سأبدأ بشرب الماء في الساعة 18:00 اليوم. ومن الآن فصاعداً، سأواصل الإضراب عن الطعام حتى تتم الموافقة على وقف إطلاق النار من قبل الجانبين.. لقد أمضيت بالفعل ثلاثة أيام من دون طعام أو ماء. والآن سأواصل الإضراب عن الطعام حتى وقف إطلاق النار"، مضيفاً: "ومن الملح أن يجتمع العالم لإنهاء الاحتلال في غزة والضفة الغربية وكل فلسطين. هذه أوقات يائسة، وعلينا أن نتخذ إجراءات يائسة. حياتي ليست سوى مركبة، وهذا لا يتعلق بي، بل يتعلق بتسليط الضوء على غزة". وشدد رومانو على أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية التحرك ضد الحصار الإسرائيلي غير القانوني والإبادة الجماعية المستمرة للفلسطينيين في غزة.
وأدان تحالف أسطول الحرية صمت الحكومة الأميركية وفشلها في حماية مواطنيها الذين تم اختطافهم قسراً أثناء قيامهم بمهمة سلمية وإنسانية لتحدي الحصار الإسرائيلي غير القانوني على الفلسطينيين في غزة، داعياً المواطنين الأميركيين إلى الاتصال بالسفارات ومطالبة الولايات المتحدة بحماية مواطنيها وإنهاء الإبادة الجماعية في غزة.
وأمس الثلاثاء، أعلن تحالف أسطول الحرية تعرض الناشط الأميركي كريستيان سمولز لعنف جسدي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء احتجازه. وأفاد التحالف، في بيان، أنّ الناشط الأميركي سمولز تعرّض للعنف على يد 7 جنود إسرائيليين يرتدون الزي العسكري. وأضاف أنّ سمولز تعرّض لمحاولة خنق وركل من الجنود الإسرائيليين وظهرت علامات العنف بوضوح على رقبته وظهره. وذكر أنّ 6 من عناصر الشرطة الإسرائيلية حاصروا سمولز خلال لقائه بمحاميه. وأدان تحالف أسطول الحرية العنف الذي مورس ضد الناشط، وطالب بمحاسبة المسؤولين عن الاعتداء والمعاملة التمييزية التي تعرّض لها.
والسبت، اقتحمت قوات من البحرية الإسرائيلية، سفينة "حنظلة" التي تقلّ متضامنين دوليين في أثناء توجهها إلى قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع الفلسطيني، وسيطرت عليها بالكامل واقتادتها إلى ميناء أسدود. وكانت "سفينة حنظلة" وصلت إلى حدود 70 ميلاً من غزة، إذ تجاوزت المسافات التي قطعتها سفن سابقة مثل "مرمرة الزرقاء" التي كانت على بعد 72 ميلاً قبل اعتراضها من إسرائيل عام 2010، وسفينة "مادلين" التي وصلت مسافة 110 أميال، وسفينة "الضمير" التي كانت على بُعد 1050 ميلاً، وفق اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة.
وفي 13 يوليو/ تموز الجاري، أبحرت السفينة من ميناء سيراكوزا الإيطالي، قبل أن ترسو في ميناء غاليبولي في 15 من الشهر نفسه، لتجاوز بعض المشكلات التقنية، لتعاود الإبحار مجدداً في 20 يوليو باتجاه غزة. وليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، إذ استولى جيش الاحتلال الإسرائيلي في 9 يونيو/ حزيران الماضي، على سفينة "مادلين" ضمن أسطول الحرية من المياه الدولية، بينما كانت في طريقها إلى قطاع غزة المحاصر لنقل مساعدات إنسانية، واعتقل 12 ناشطاً دولياً كانوا على متنها، ولاحقاً رحّلت إسرائيل الناشطين شرط التعهد بعدم العودة إليها.
ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنّها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ومع الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء منذ 2 مارس/ آذار الماضي، تفشت المجاعة في أنحاء القطاع، وظهرت أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى.
## فوزي البنزرتي والأفريقي: قصة طويلة تصل إلى فصلها السابع
30 July 2025 02:12 PM UTC+00
باشر المدرب، فوزي البنزرتي (75 سنة)، مهامه مساء يوم الثلاثاء، مع فريقه الجديد، النادي الأفريقي، وتسلّم قيادته رسمياً، تحضيراً للموسم المقبل الذي سيشهد انطلاقة الدوري التونسي الممتاز لكرة القدم في التاسع من شهر أغسطس/آب القادم. 
ودخل البنزرتي تاريخ الأفريقي عندما أصبح أكثر مدرب يقود هذا النادي العريق، وذلك للمرّة السابعة في مسيرته الطويلة، وهو رقم غير مسبوق في كل الأندية التونسية، ما يترجم تفوّقه على باقي زملائه، ويؤكد بالفعل أنه يستحق لقب شيخ المدربين التونسيين، الذي اشتهر به منذ سنوات طويلة. 
وبدأت قصة البنزرتي مع النادي الأفريقي، خلال الفترة الممتدة بين سنتي 1989 و1991، حيث توّج في ذلك الوقت بلقب الدوري التونسي. أمّا المحطة الثانية، فكانت في موسم 1999-2000، والتجربة الثالثة في موسم 2011-2012، التي شهدت بلوغه الدور النهائي لبطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، رغم تواضع الرصيد البشري للفريق في ذلك الموسم. وكانت بقية الفترات التي قاد فيها البنزرتي، النادي الأفريقي، سريعة، تحديداً سنوات 2013 و2018 والعام الماضي 2024، حيث تسلّم الفريق في آخر الموسم، وقاده إلى تحسين مستواه ونتائجه، قبل أن يغادر سريعاً إلى تدريب منتخب بلاده، واستجاب بذلك لمطالب رسمية من الحكومة التونسية بقيادة "نسور قرطاج"، في الوقت الذي تشهد فيه الكرة المحلية فترة انتقالية تحت قيادة هيئة التسوية التي كلّفها "فيفا" خلافة الرئيس السابق للاتحاد، وديع الجريء، مؤقتاً.
وعاش الأفريقي حتى الآن، صيفاً صعباً، بسبب الخلاف الذي وقع بين الإدارة والمدرب الساحلي، الذي أقيل من مهامه سريعاً، ليقف النادي أمام حتمية التعاقد مع مدرب جديد، قبل أيام قليلة من بداية الدوري، لكن كل الأسماء التي رُشحت لم تنل الإجماع في صفوف المسؤولين والجماهير، وفي الأثناء برز اسم البنزرتي بوصفه المدرب الوحيد القادر على إنقاذ الأفريقي من وضعه الحالي، والمساهمة في عودة الإشعاع للفريق الذي يبحث عن لقب الدوري الغائب عن خزائنه منذ سنة 2015. 
ويشتهر البنزرتي في تونس بأنه صاحب العصا السحرية التي تغيّر من الواقع الفني للفرق في ظرف قصير، وهو ما ظهر في أغلب تجاربه السابقة، آخرها مع الاتحاد المنستيري في الموسم الماضي، عندما تسلّم الفريق في النصف الثاني من الموسم، وقاده إلى مركز الوصافة في الدوري، بعد منافسة قوية مع الترجي، وكذلك إلى نصف نهائي الكأس. ومن الصدف أن البنزرتي خلف في ذلك الوقت، محمد الساحلي، ليعيد التاريخ نفسه من جديد، ويتكرر الأمر في النادي الأفريقي.
## أزنو إلى البريمييرليغ: هل يطوي منتخب المغرب أزمة الظهير الأيسر؟
30 July 2025 02:20 PM UTC+00
تنفس النجم المغربي الواعد آدم أزنو (19 عاماً)، الصعداء بتعاقده رسمياً، أمس الثلاثاء، مع نادي إيفرتون الإنكليزي، بموجب عقد يمتد لأربع سنوات، قادماً إليه من نادي بايرن ميونخ الألماني، دون الكشف عن القيمة المالية للصفقة، بينما أشارت بعض التقارير إلى أنها بلغت تسعة ملايين يورو، بالإضافة إلى ثلاثة ملايين يورو متغيرات.
وجاءت هذه الخطوة لتعيد البسمة إلى الموهبة المغربية الواعدة، آدم أزنو، بعد معاناة مع ناديه السابق، بايرن ميونخ الألماني، إثر خروجه كلياً من حسابات مدربه البلجيكي، فينسيت كومباني (39 عاماً)، إذ من المرجح أن تفتح أمامه آفاقاً واسعة لإثبات مهاراته في أحد أكثر الدوريات الأوروبية تشويقاً وإثارة، خصوصاً بعد تجربة ناجحة خاضها معاراً في صفوف نادي بلد الوليد الإسباني الموسم الماضي، تاركاً بصمته في 13 مباراة بـ "الليغا"، قدم خلالها أداءً باهراً.
وأعرب آدم أزنو، في تصريح لقناة نادي إيفرتون الإنكليزي، أمس الثلاثاء، عن فرحته العارمة بالانضمام إلى "البريمييرليغ"، باعتباره الدوري الأفضل في العالم، وتابع قائلاً: "المشروع الذي قُدم لي كان جيداً، بالإضافة إلى حديث المدرب ديفيد مويس معي، لقد منحني الثقة، لهذا جاء قراري سريعاً".
وستمثل هذه التجربة بارقة أمل للاعب آدم أزنو، الذي يطمح في خوض دقائق لعب أكثر مع إيفرتون الإنكليري، كما يأمل من خلالها المدير الفني لمنتخب المغرب، وليد الركراكي (49 عاماً)، إنهاء أزمة الظهير الأيسر، الذي ظل يشكّل حجر عثرة في تشكيلة القائد أشرف حكيمي (26 عاماً) منذ سنوات، ولعلها من بين الأسباب، التي فرضت توظيف نصير مزراوي (27 عاماً) في غير مركزه المعتاد، وهو الظهير الأيمن، لكن مهمة اللاعب الشاب أزنو لن تكون سهلة بكل تأكيد، في ظل المنافسة القوية على هذا المركز، بعد بروز بعض الأسماء مثل موهبة نادي جينك البلجيكي، زكريا الوحدي (23 عاماً)، ونجم نادي الرجاء الرياضي، يوسف بلعمري (26 عاماً)، وعليه أصبح أزنو مطالباً بإثبات علو كعبه بسرعة مع نادي إيفرتون الإنكليزي في "البريمييرليغ"، حتى يضمن مكانه ضمن القائمة النهائية، التي سيعتمد عليها المدرب وليد الركراكي، في بطولة كأس أمم أفريقيا، المقرر إقامتها في المغرب، خلال الفترة ما بين 21 ديسمبر/ كانون الأول و18 يناير/ كانون الثاني المقبلين.
وجدير بالذكر أن آدم أزنو صاحب الـ 19 عاماً يعد من المواهب النادرة التي تخرجت في أكاديمية "لاماسيا"، التابعة لنادي برشلونة الإسباني، إذ قضى بها ثلاث سنوات، قبل الانضمام إلى بايرن ميونخ الألماني صيف 2023، ومنه إلى الدوري الإنكليزي الممتاز عبر بوابة فريق إيفرتون.
## "غوغل" ستوقّع على مدونة قواعد السلوك الأوروبية للذكاء الاصطناعي
30 July 2025 02:27 PM UTC+00
أعلنت "غوغل"، اليوم الأربعاء، أنها ستوقّع على مدونة قواعد السلوك الخاصة بنماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بالاتحاد الأوروبي، على عكس "ميتا". وقال رئيس الشؤون العالمية في "غوغل"، كينت ووكر: "سننضم إلى الكثير من الشركات الأخرى (...) في التوقيع على مدونة قواعد السلوك الخاصة بالاتحاد الأوروبي للذكاء الاصطناعي المخصص للاستخدام العام".
وسبق لشركة أوبن إيه آي، مبتكرة "تشات جي بي تي"، ولشركة "ميسترال" الفرنسية الناشئة، أن أعلنتا عن توقيعهما على مدونة السلوك هذه، بينما صرّحت "ميتا" ("فيسبوك"، "إنستغرام" وسواهما)، وهي من أشد منتقدي القواعد الرقمية الأوروبية، بأنها لن تفعل ذلك.
ونُشرت هذه التوصيات الأوروبية في 10 يوليو/ تموز، وهي تتناول أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي، مثل "تشات جي بي تي"، وتركز خاصة على قضايا حقوق النشر. ويدعو الاتحاد الأوروبي إلى استبعاد المواقع المعروفة بأعمال القرصنة المتكررة من الذكاء الاصطناعي، ويطلب من الموقعين الالتزام بالتحقق من أن نماذجهم لا تحتوي على مضامين مسيئة أو عنيفة. وصُممت هذه التوصيات لنماذج الذكاء الاصطناعي المخصصة للاستخدام العام، مثل "تشات جي بي تي" و"غروك" من منصة "إكس"، و"جيميناي" من "غوغل".
واستحوذت "غروك" على اهتمام إعلامي واسع أخيراً لنشرها مواقف متطرفة ومسيئة. واعتذرت شركة إكس إيه آي الناشئة المملوكة لإيلون ماسك والمسؤولة عن "غروك" عن "السلوك الفظيع" لبرنامجها المخصص للدردشة.
"غوغل" تنتقد رغم التوقيع
رغم كون هذه "المدونة" غير مُلزمة، ستستفيد الشركات الموقعة عليها من "عبء إداري مُخفّف" عند إثبات امتثالها للتشريعات الأوروبية للذكاء الاصطناعي، وفقاً لما وعدت به المفوضية الأوروبية. وأثار هذا التشريع الذي سمّيَ "قانون الذكاء الاصطناعي"، غضب شركات التكنولوجيا العملاقة، التي دعت مراراً وتكراراً إلى تأجيل تنفيذه. وكرّرت "غوغل" الأربعاء أن القواعد الأوروبية "قد تؤدي إلى إبطاء تطوير الذكاء الاصطناعي في أوروبا".
لكنّ المفوضية أبقت على جدولها الزمني، إذ يبدأ التنفيذ في 2 أغسطس/ آب، ويدخل معظم المتطلبات حيز التنفيذ بعد عام. وأكدت المفوضية أنها تسعى إلى الحدّ من تجاوزات الذكاء الاصطناعي مع تجنّب خنق الابتكار. ولهذا السبب، تُصنّف الأنظمة وفقاً لمستوى خطورتها، مع فرض قيود تتناسب مع مستوى الخطورة. وستخضع التطبيقات العالية المخاطر، المستخدمة على سبيل المثال في البنية التحتية الحيوية، والتعليم، والموارد البشرية، وإنفاذ القانون، لمتطلبات أكثر صرامة بحلول سنة 2026 قبل أي ترخيص تسويق في أوروبا.
(فرانس برس)
## كاميرات مثبتة على أجساد الحكام في البطولات قريباً.. ما القصة؟
30 July 2025 02:46 PM UTC+00
أعلن المجلس الدولي لكرة القدم، وهو الجهة المسؤولة عن سنّ قوانين اللعبة، منحه الضوء الأخضر لاستخدام كاميرات مثبتة على أجساد الحكم في جميع البطولات المحلية والعالمية في كرة القدم، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته هذه التقنية الجديدة في بطولة مونديال الأندية 2025. 
واستُخدمت تقنية الكاميرات المثبتة على أجساد الحكم خلال مباريات بطولة كأس العالم للأندية 2025، التي أقيمت بين شهري يونيو/حزيران الماضي ويوليو/تموز الحالي، في أميركا، وشهدت تتويج نادي تشلسي الإنكليزي باللقب العالمي إثر التفوق على نادي باريس سان جيرمان الفرنسي في المباراة النهائية بثلاثية نظيفة، في المواجهة التي أقيمت في ملعب ميتلايف استاديوم الكبير. 
وأوضحت اللجنة التنفيذية في المجلس الدولي لكرة القدم في بيان رسمي، الأربعاء، أن القرار يأتي بعد النجاح الذي حققته التجربة في بطولة كأس العالم للأندية الأخيرة، حيث استُخدمت الكاميرات لتوفير زاوية جديدة في البث التلفزيوني تُظهر ما يراه الحكم مباشرة في أثناء المباريات. وكانت الجمعية العمومية السنوية للمجلس، التي انعقدت في شهر مارس/آذار الماضي، قد وافقت على إطلاق تجربة الكاميرات الجسدية، لكنها كانت مقتصرة في البداية على بطولات فيفا فقط. أما الآن، فأصبحت جميع البطولات الأخرى مؤهلة للمشاركة في هذه الاختبارات، مع إمكانية تقديم ملاحظات وبيانات مفيدة من أجل تطوير استخدام هذه التكنولوجيا في المستقبل. 
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا قد أكد في وقت سابق أن استخدام كاميرات مثبتة على جسد الحكم الرئيسي الذي يقود المباراة على أرض الملعب، يمنح المشجعين تجربة مشاهدة مُميزة وأكثر واقعية وتفاعلية من خلال إظهار وجهة نظر الحكم في لحظات مختلفة من المباراة، وهو الأمر الذي اختُبر أخيراً بشكل واضح في بطولة كأس العالم للأندية، بغية رصد مدى فاعلية هذه الزاوية في تحسين جودة النقل والبث المباشر.
## الأميركيون يدفعون فاتورة رسوم ترامب الجمركية
30 July 2025 02:58 PM UTC+00
لا يفوّت الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مناسبة دون الترويج لرسومه الجمركية التي فرضها عالمياً فأصبحت الأعلى في التاريخ الأميركي منذ عام 1930، حين مرر الكونغرس في ظل الكساد العالمي الكبير قانون سمووت-هاولي، الذي رفع بعض الرسوم إلى 60%. في وعود الرئيس وأنصار سياسته، ستتبدى الرسوم الجمركية في صورة أموال تساهم في خفض الضرائب أو حتى مدفوعات نقدية للمواطنين، كذلك فإنها ستؤدي إلى إحياء الصناعات الأميركية وإعادة الروح إلى "حزام المدن الصدئة" بإجبار الشركات التجارية على نقل مصانع إنتاجها إلى الولايات المتحدة لتجنب "تسونامي" التعريفات، فهل تعكس تلك المواقف حقيقة الرسوم ومن يتحمل فاتورتها؟
تقول مجلة "إيكونوميست" البريطانية إن معظم الاقتصاديين من ذوي الخبرة، يرون أن الأميركيين العاديين هم من سيدفعون قيمة كل أو بعض تلك الرسوم، لأن الأسعار في المتاجر سترتفع. أما ترامب ودائرته المقربة، فيصرّون بلا مبالاة على أن بقية العالم ستتحمل العبء من خلال خفض أسعار البيع لديهم. لكن لا توجد حتى الآن أدلة تدعم رواية الرئيس ومؤيديه.
كذلك تُظهر الدراسات والأبحاث الاقتصادية أنه عندما تفرض دولة رسوماً جمركية على وارداتها، فغالباً ما يحتفظ المورّدون الأجانب بأسعارهم كما هي تقريباً، لتضاف إليها الرسوم الجمركية الجديدة وتمرر الفاتورة إلى المستهلك. هذا ما حدث تماماً في فترة إدارة ترامب الأولى، حين فرض رسوماً على الصين وغيرها. ووجدت دراسة من عام 2019 أن الرسوم مُررت بالكامل إلى الأسعار المحلية للسلع المستوردة.
وتكشف "إيكونوميست" عن أن بعض الشركات الأجنبية تتخذ موقفاً مشابهاً في الرد على الرسوم الجديدة التي فرضها ترامب أخيراً. ففي إبريل، زادت "فيراري" حوالى 10% على أسعار سياراتها. وأعلنت شركة "إينيوس" البريطانية أنها سترفع أسعار مركبتها "غرينادير" المخصصة للطرق الوعرة. أما "كانون" اليابانية لصناعة الكاميرات، فقد حذّرت الوكلاء من ضرورة الاستعداد لزيادات في الأسعار.
كما أعلنت عملاق الأحذية الرياضية الألمانية "اديداس" يوم الأربعاء انها بصدد زيادة أسعار منتجاتها للمستهلكين الأمريكيين بعدما ارتفع نفقات التصنيع عليها بـ 200 مليون دولار بسبب الرسوم الجمركية الأميركية. 
وتنقل وكالة أنباء أسوشييتد برس عن تحليل اقتصادي صدر الثلاثاء أن رسوم ترامب ستؤدي إلى ارتفاع نفقات المصانع بنسبة تراوح بين 2% و4.5% تقريباً. ويقول التحليل الصادر عن مركز واشنطن للنمو العادل إن "العديد من الشركات ستتعرض لضائقة مالية"، مضيفاً أن هذه التغييرات التي تبدو طفيفة في المصانع ذات هوامش الربح الضئيلة "قد تؤدي إلى ثبات الأجور، إن لم يكن إلى تسريح العمال وإغلاق المصانع" إذا أصبحت التكاليف غير محتملة.
النمط العام لا يوحي بأن تداعيات الرسوم قد انعكست أو انحسرت كاملة في السوق الأميركية. فقراءة معدل التضخم لشهر يونيو مثلاً، أشارت إلى ارتفاع أسعار المستهلك الأساسية (باستثناء الغذاء والطاقة) بنسبة 0.2% مقارنة بالشهر السابق، وهو أقل من التقدير المتوقع البالغ 0.3%. ووجد بعض المحللين أدلة على زيادات ناتجة من الرسوم الجمركية في قطع غيار السيارات على سبيل المثال. رغم ذلك، يتبنى مجلس الاحتياط الفيدرالي موقفا حذراً منذ شهور تجاه خفض أسعار الفائدة، وهو الأمر الذي يلحّ عليه الرئيس الأميركي كثيراً، تحسباً من ارتدادات الرسوم الجمركية في صورة مزيد من التضخم محلياً. ومن المستبعد أن يخفض المجلس معدلات الفائدة بربع نقطة عن مستواها الحالي 4.3% في مايو، مفضلاً إرجاء الأمر إلى سبتمبر، أملاً في أن تصبح الصورة أكثر وضوحاً.
من يدفع الثمن؟
ويكشف تحليل لوكالة بلومبيرغ عن أن المناخ العام في قطاع الأعمال الأميركي لا يزال متسماً بالتوجس رغم التحسن الذي يسجله أداء الأسواق المالية. وتقول الوكالة إن "الرسوم الجمركية بدأت بالفعل تؤثر سلباً في أرباح عمالقة الأعمال في الولايات المتحدة مثل جنرال موتورز وداو إنك وتسلا. وعلى الرغم من أنها لم تتسبب حتى الآن في صدمة تضخمية كبيرة، فإن المستهلكين الأميركيين، المحرك الرئيسي للاقتصاد، ما زالوا صامدين، وإن كانوا يُظهرون بعض علامات الضغط".
الأمر نفسه تؤكده "مؤسسة جي بي مورغان" الأميركية في تحليل حديث لها بأن الرسوم الجمركية لا تزال عاملاً مقلقاً في ما يتعلق بالتضخم، رغم ذلك تشير إلى أن الشركات الأميركية قادرة في الوقت الراهن على استيعاب جزء من التكلفة بدلاً من تحميلها كاملة على كاهل المستهلك. وحسب "جي بي مورغان" فإن المستهلكين الأميركيين، والشركات الأميركية، والمصدرين الأجانب جميعهم يساهمون في تحمل تكاليف الرسوم الجمركية. وتقول المؤسسة: "تقديراتنا تشير إلى أن المستهلكين الأميركيين يدفعون نحو ثلث الرسوم حتى الآن، بينما يتقاسم المصدّرون الأجانب والشركات الأميركية نسبة الـ 66% المتبقية، وذلك استناداً إلى تحليلنا لأسعار السلع وإيرادات الرسوم حتى شهر يونيو".
وتشكك دوائر كثيرة في شرعية الاتفاقات التجارية التي يبرمها ترامب بمصافحة أو تصريح رئاسي دون العودة إلى الكونغرس، لكن ما يزيد الشكوك بالنسبة إلى الاقتصاد، سعي هذه الإعلانات للأرقام الضخمة التي يبدو أنها مصممة عمداً لإبهار أنصار ترامب والداخل الأميركي دون وجود حقيقي لها. (على سبيل المثال، إعلان تعهد اليابان باستثمار 550 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي، وتعهد الاتحاد الأوروبي بـ 600 مليار، لا يوجد ما يثبت ذلك).
ورغم إلحاح إدارة ترامب على تصوير الاتفاقات التجارية التي توصلت إليها مع الشركاء التجاريين بالنصر المطلق (الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي نموذجاً)، فإن خبراء كثيرين يرون صعوبة في استمرارية نجاح ذلك النموذج القائم على فرض الإرادة لا التفاوض.
وترى صحيفة "وول ستريت جورنال" أن أساس الاتفاقات حتى الآن هو العقلية "الترامبية" التي تراهن على أن خسائر الآخرين ستكون أكبر من خسائر الولايات المتحدة في حال اندلاع حرب تجارية. هكذا فضل الشركاء التجاريون من الاتحاد الأوروبي وحتى اليابان وكوريا الجنوبية، ومن المتوقع أن تلحق بالركب كندا والمكسيك، فضلوا تجنب الحرب التجارية مع الاقتصاد الأكبر عالمياً، لكن ذلك لا يعني أن "الترامبية" قد حققت السلام التجاري العالمي.
## قافلة إلى السويداء لإجلاء سكان من بينهم أردنيون وأميركيون
30 July 2025 03:18 PM UTC+00
أفادت مصادر مطّلعة "العربي الجديد" بأنّ قافلة تابعة لجمعية الهلال الأحمر العربي السوري تستعدّ لدخول مدينة السويداء جنوبي البلاد، اليوم الأربعاء، لإجلاء عدد من العائلات التي أعربت عن رغبتها في مغادرة المدينة، في ظلّ التوتّرات الأمنية التي تشهدها محافظة السويداء منذ أسابيع، من ضمنها الحوادث الدامية الأخيرة.
وأشارت المصادر لـ"العربي الجديد" إلى أنّ من بين الذين سوف يجري إجلاؤهم أشخاصاً يحملون الجنسية الأردنية وآخرين الجنسية الأميركية، علماً أنّ وصولهم سوف يُؤمَّن إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن تمهيداً لمغادرتهم الأراضي السورية.
وقد خرجت بالفعل دفعة من الحافلات التي أقلّت عدداً من العائلات والأفراد من مدينة السويداء عبر ممرّ بصرى الشام الإنساني، عصر اليوم الأربعاء، ترافقها فرق للهلال الأحمر العربي السوري. وبيّنت المصادر نفسها أنّ هذه الدفعة تأتي في سياق المرحلة الأولى من عملية الإجلاء، في حين يُتوقَّع أن تخرج دفعة ثانية في وقت لاحق من مساء اليوم.
وتُعَدّ هذه القافلة الإنسانية السابعة التي تغادر مدينة السويداء منذ الحوادث الدامية الأخيرة، إذ سبقتها قوافل مماثلة ضمّت عائلات من عشائر البدو إلى جانب عائلات أخرى من أبناء المدينة نفسها، بالإضافة إلى موظفين لدى وكالات تابعة للأمم المتحدة. كذلك سبق أن خرجت عائلة يحمل أفرادها الجنسية الأردنية وتوجّهت إلى معبر نصيب الحدودي، بإشراف مباشر من السلطات السورية.
في سياق متصل، نقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لدى سورية ستيفان ساكاليان، اليوم الأربعاء، أنّ التنسيق مستمرّ مع السلطات السورية في دمشق وكلّ الجهات الفاعلة على الأرض في محافظة السويداء لدعم الاستجابة الإنسانية فيها. وأكد أنّ اللجنة مستعدّة كلياً لمواصلة العمل من أجل التخفيف من تبعات الحوادث الأخيرة في المحافظة على المجتمعات المتأثّرة بها.
وأوضح ساكاليان أنّ فريقاً من اللجنة الدولية للصليب الأحمر انضمّ إلى القوافل الإنسانية التابعة لجمعية الهلال الأحمر العربي السوري التي دخلت إلى السويداء أخيراً، من ضمن الجهود المتواصلة لتعزيز الاستجابة الإغاثية للأسر المتضرّرة وتلبية احتياجاتها الأساسية. أضاف أنّ زيارة الفريق، الذي ضمّ متخصّصين في مجالات متعدّدة، مثّلت فرصة لفهم الوضع بطريقة أفضل وتوسيع نطاق الاستجابة لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً بالتعاون الوثيق مع الهلال الأحمر العربي السوري. وتابع ساكاليان أنّ الفريق أجرى لقاءات مع عدد من العائلات وفعاليات مجتمعية وعاملين في المجال الصحي، بهدف تحديد أكثر الاحتياجات أهمية وضرورة في الوقت الراهن.
## إسرائيل تهدد بوقف إلقاء المساعدات إذا صوّر الإعلام غزة من الجو
30 July 2025 03:27 PM UTC+00
هدّدت إسرائيل بمنع إلقاء المساعدات على غزة من الجو إذا استخدمت وسائل الإعلام الدولية الطائرات لتصوير المنطقة التي شهدت تدميراً إسرائيلياً وقتلاً في حرب إبادة خلّفت 60 ألفاً و138 شهيداً، و146 ألفاً و269 مصاباً. ويأتي ذلك بينما يمنع الاحتلال الإسرائيلي أي وسيلة إعلامية دولية من دخول القطاع مخافة افتضاح جرائمه أكثر أمام الرأي العام العالمي، بينما قتل 232 صحافياً في القطاع.
تصوير غزة من الجو ممنوع
كانت قناة سكاي نيوز البريطانية قد انضمت إلى عملية إلقاء المساعدات التي قادها الجيش الأردني، لكنها أُبلغت بأنها غير مسموح لها بتصوير غزة من الجو. وقالت القناة إن "رحلة يوم الاثنين جاءت بشروط صارمة على وسائل الإعلام. قيل لنا إن الجانب الإسرائيلي حذّر من أن أي لقطات لغزة تُصوَّر من الجو قد تؤدي إلى إلغاء رحلات الإغاثة هذه".
وترسل الحكومة البريطانية طائرات تجسّس باستمرار فوق غزة منذ بدء حرب الإبادة، لكنها رفضت نشر أي صور التقطتها، حتى في الأيام التي قُتل فيها عمّال إغاثة بريطانيون في غارات إسرائيلية. والاثنين الماضي، نشرت منظمتان إسرائيليتان بارزتان لحقوق الإنسان استنتاجات تفيد بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين. أضافت "سكاي نيوز": "لكن القبضة الحديدية لإسرائيل لم تمنع صور غزة من الخروج، ما أرعب الناس في جميع أنحاء العالم. والسؤال الآن هو: ما الذي سيفعله المجتمع الدولي حيال ذلك".
غزة من الجو دمار
لو صوّرت الكاميرات غزة من الجو، فستوثّق الدمار والباحثين عن الطعام والمهجّرين. دمرت الهجمات الإسرائيلية مناطق شاسعة من غزة، وشرّدت حوالى 90 في المائة من السكان، وتسبّبت في أزمة إنسانية كارثية. وفيما تحذّر المنظمات الدولية من "أسوأ سيناريو للمجاعة"، واصلت إسرائيل قصف قطاع غزة. ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، متهم بارتكاب جريمة إبادة جماعية، وصدرت فيه حقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية.
ويحتاج قطاع غزة إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة يومياً لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية والصحية، إلا أن إسرائيل لم تسمح خلال الشهور الماضية إلا بإدخال ما لا يتجاوز 5 في المائة من هذه الاحتياجات. وأعلن "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، وهو المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم، أن "أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن" في قطاع غزة المحاصر والمدمّر بفعل حرب الإبادة المستمرة منذ 21 شهراً.
## القائمة الطويلة لجائزة بوكر للرواية.. عن الهوية الفردية والجماعية
30 July 2025 03:53 PM UTC+00
بحسب إعلان لجنة تحكيم جائزة البوكر للرواية في لندن، مساء أمس الثلاثاء، تدور جميع الأعمال المتنافسة هذا العام حول الهوية؛ ببعديها الفردي والجمعي، وفي جغرافيا وثقافات متداخلة، عن القائمة الطويلة التي ضمّت ثلاثة عشر كاتباً، سبق لأربعة منهم الترشح على قوائم الجائزة.
تتنافس رواية "وحدة سونيا وصني" للكاتبة الهندية كيران ديساي، على الجائزة التي لغير البريطانيين الترشح إليها منذ عام 2014، وهذه هي المرة الثانية التي تترشح بها للقائمة الطويلة بعد وصول روايتها "ميراث الخسارة" إلى الجائزة سنة 2006.
وتتناول ديساي في روايتها الجديدة التي استغرقت كتابتها ما يقرب من 20 عامًا، لتمتدّ على 667 صفحة، قصة شاب وشابة من الهند يعيشان عزلة مركبة في الولايات المتحدة، لينفتح الحب الذي يجمعهما على ذاكرة بلديهما الذي تفرّقه الطبقات والأعراق والأديان رغم تاريخها الطويل المشترك.
تضمّ القائمة الطويلة 13 كاتباً نشروا رواياتهم حديثاً في المملكة المتحدة وأيرلندا
أما الكاتب الماليزي، الذي وُلد في تايوان ويقيم في بريطانيا، فتتافس روايته "الجنوب" التي تكون ثالث عمل ترشّح على القائمة الطويلة، وتقع أحداثها في مزرعة بجنوب ماليزيا يتعارف فيها شابان من خلفيات اجتماعية وتعليمية متباينة، فيشعران بالاختلاف الذي يحيل إلى قضايا وتغيرات أكبر تهمّ العالم كله.
في جغرافيا أخرى، تسرد الكاتبة الأوكرانية ماريا ريفا في روايتها "إندلينغ" حكاية ثلاث نساء؛ إحداهن عالمة بيئة تعيش في مختبر متنقل وتجمع أنواعا من الحلزون مهددة بالانقراض حتى تلتقي عاملتين في شركة رحلات، وهما ابنتا ناشطة نسوية، ومن خلال الأحداث تنكشف وقائع الحرب في أوكرانيا وما أحدثته من خراب بيئي وتجارة غير مشروعة.
تضمّ القائمة الطويلة 13 كاتباً نشروا رواياتهم حديثاً في المملكة المتحدة وأيرلندا وفق شروط الجائزة، وهم كلير آدم من ترينيداد وتوباغو عن روايتها "أشكال الحب"، وناتاشا براون وجوناثان باكلي وبنيامين وود وأندرو ميلر من بريطانيا عن رواياتهم على التوالي "العالمية" و"قارب واحد" و"ناطحة سحاب" و"الأرض في الشتاء"، وسوزان تشوي وبن ماركوفيتس من الولايات المتحدة عن روايتهما "المصباح الأميركي" و"بقية حياتنا"، وكاتي كيتامورا، الأميركية من أصل ياباني، عن "روايتها "تجربة أداء"، وليديا زوغا من ألبانيا عن روايتها "سوء تفاهم، وديفيد سالاي من كندا عن روايته "الجسد".
الجائزة التي تبلغ قيمتها 50 ألف جنيه إسترليني، ظلّت تمنح منذ تأسيسها لروائيين من دول الكومنولث قبل أن تستقبل ترشيحاتها من مختلف بلدان العالم عن روايات مكتوبة بالإنكليزية منشورة في المملكة المتحدة وأيرلندا، ونالتها العام الماضي الروائية الإنكليزية سمانثا هارفي عن روايتها "المداري". وستعلن القائمة القصيرة للجائزة في 23 سبتمبر/ أيلول المقبل، بينما يتسلم الفائز الجائزة في حفل يقام في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025.
## وفاة البطلة الأولمبية لورا دالماير في حادث تسلّق مروّع بباكستان
30 July 2025 03:59 PM UTC+00
فُجعت الساحة الرياضية العالمية بخبر وفاة البطلة الألمانية، لورا دالماير، عن عمر يناهز 31 عاماً، إثر حادث تسلّق جبلي مروّع في باكستان. وتُعد دالماير إحدى أعظم نجمات البياثلون في التاريخ، إذ توّجت بميداليتين ذهبيتين أولمبيتين وسبع بطولات عالمية خلال مسيرتها الزاخرة، وكانت قد فُقدت منذ يومين أثناء مغامرة تسلّق على ارتفاع شاهق، قبل أن يُعثر على جثتها اليوم على ارتفاع يُقدّر بنحو 5700 متر، في منطقة بالغة الوعورة وتحت ظروف مناخية قاسية.
وذكرت صحيفة "سبورت" الإسبانية، اليوم الأربعاء، نقلاً عن وكالة الأنباء الألمانية وقناة "ZDF"، أن دالماير كانت تخوض مغامرة تسلّق بأسلوب "الألبيني" رفقة أحد شركائها، قبل أن تتعرض لسقوط صخور مفاجئ أدى إلى وفاتها في مكان الحادث. ورغم إطلاق مرافقها نداء استغاثة فور وقوع الحادث، حالت التضاريس الوعرة وظروف الظلام دون وصول فرق الإنقاذ في الوقت المناسب، إذ لم تتمكن مروحية الإنقاذ من بلوغ الموقع سوى صباح يوم 29 يوليو/تموز.
وكانت دالماير قد اعتزلت الرياضة الاحترافية عام 2019، بعد مسيرة استثنائية جعلتها واحدة من أكثر الرياضيين تتويجاً في تاريخ البياثلون، بسجل مذهل يتضمن ميداليتين ذهبيتين وبرونزية في أولمبياد بيونغ تشانغ 2018، إضافة إلى سبع ميداليات ذهبية عالمية، منها خمس خلال بطولة العالم 2017 وحدها، ما جعلها تدخل التاريخ بوصفها أول سيدة تفوز بهذا العدد من الألقاب في نسخة واحدة.
في بيان رسمي، أكدت وكالة تمثيلها تفاصيل الحادث، مشيرة إلى أن "الواقعة حدثت ظهر يوم 28 يوليو/تموز، حين كانت لورا تتسلق برفقة شريكها قبل أن تتعرض لضربات مباشرة من الصخور المتساقطة"، كما أشار البيان إلى أن جهود الإنقاذ شارك فيها فريق دولي من المتسلقين المحترفين العاملين في المنطقة.
وصدم خبر وفاة دالماير المجتمع الرياضي في ألمانيا والعالم، إذ عُرفت بشجاعتها وتفانيها في الرياضة وخارجها، فبعد اعتزالها، كرّست حياتها لحماية البيئة والمغامرات الجبلية، وكانت تملك شعبية جارفة في الوسط الرياضي والبيئي على حد سواء. وكانت دالماير قد مكثت في منطقة الحادث منذ أواخر يونيو/تموز، حيث نجحت في تسلّق "برج ترانغو العظيم"، قبل أن تتدهور الأحوال الجوية بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، بفعل الأمطار الموسمية الغزيرة والرياح العاتية، كما تمكنت من تسلق قمة "أما دابلام" في الهيمالايا النيبالية، محققة رقماً قياسياً في السرعة، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد حصولها على شهادة دليل جبلي ودليل تزلج رسمية.
## صورة الطفل محمد المطوق في "نيويورك تايمز" تُفجّر حملة إسرائيلية ضدها
30 July 2025 04:01 PM UTC+00
في لقطة تلخّص وحشية سياسة التجويع الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، ظهر الطفل محمد زكريا المطوق، ابن العام ونصف، بجسد هزيل تبرز عظامه تحت جلد رقيق وعينين غائرتين. هذه الصورة التي تصدّرت الصفحة الأولى لـ"نيويورك تايمز"، الأسبوع الماضي، أحدثت ضجة عالمية، ثم تحوّلت إلى محور تهجّم إسرائيلي منظّم على الصحيفة الأميركية.
الصحافي البريطاني المعروف بدعمه للاحتلال، ديفيد كولير، انتقد "نيويورك تايمز" ووسائل إعلام غربية أخرى نشرت الصورة، متهماً إياها بعدم المهنية واستغلال حالة الطفل وتجاهل مشكلاته الصحية السابقة، وقال إن "حالة الطفل استغلت لإثارة مشاعر التضامن والصدمة، ولكن من دون التزام معايير التحقق الأساسية في الصحافة". وسبقته منظمة أونست ريبورتينغ الصهيونية التي شنت حملة تحريض، وطالبت "كل وسيلة إعلامية روجت لهذه الرواية الخاطئة بأن تحدّث تغطيتها لتعكس الحقيقة كاملة: محمد يعاني من حالة طبية. هو ليس مجرد ضحية مجاعة، والصورة قُدمت بطريقة مضللة وغير مكتملة". وانضمت إلى الحملة حسابات إسرائيلية رسمية وأخرى مؤيدة استخدمت الحادثة لترويج وسوم وانتقادات للصحافة الغربية، متهمة إياها بنشر "أخبار كاذبة" و"صور مفبركة" تستهدف صورة إسرائيل الدولية.
تحت وطأة هذه الحملة، عدّلت "نيويورك تايمز" تقريرها، لتضيف أن محمد المطوق "يعاني من حالة طبية تؤثر في مظهره"، مستندةً إلى ما قالت إنه "معلومات جديدة من المستشفى وسجلات طبية". لم تتراجع الصحيفة الأميركية عن مضمون التقرير، لكنها أرفقته بسياق بدا أشبه باعتذار غير معلن لإسرائيل، وتخفيف من وقع الصورة.
We have appended an Editors' Note to a story about Mohammed Zakaria al-Mutawaq, a child in Gaza who was diagnosed with severe malnutrition. After publication, The Times learned that he also had pre-existing health problems. Read more below. pic.twitter.com/KGxP3b3Q2B
— NYTimes Communications (@NYTimesPR) July 29, 2025
ومع ذلك، تواصل الهجوم، واتهم رئيس حكومة الاحتلال السابق نفتالي بينيت الصحيفة بـ"الترويج لتشويه دموي"، زاعماً أن الطفل يعاني "حالة صحية سابقة"، وليست صورته دليلاً على المجاعة. ووصف التقرير بأنه "افتراء دموي عصري".
لكن الحقيقة، كما وثّقتها وكالة الأناضول وشهادات طبية مباشرة، تنسف هذا التلاعب. الطفل محمد كان يعاني من ارتخاء عضلي ومشكلات عصبية طفيفة بعد ولادته، لكنه استعاد قدرته على الوقوف والمشي بفضل برنامج تغذية وعلاج طبيعي منتظم. وبعد أن منعت إسرائيل دخول المكملات الغذائية إلى القطاع، انتكست حالته مجدداً، وفقد 3 كيلوغرامات من وزنه، وتحوّل جسده إلى هيكل عظمي. وقالت والدته إنه "انهار صحياً من جديد بسبب الجوع، وفقد القدرة على الحركة. أحاول إسكات جوعه بالماء فقط". وأضافت أن إغلاق إسرائيل للمعابر قطع آخر سبل النجاة، وأن التكايا الخيرية توقفت عن العمل، ولم يتبقَّ لهم سوى الانتظار على حافة الموت.
اختصاصية التغذية العلاجية سوزان معروف، التي تابعت حالة الطفل، أكدت أنه يعاني من سوء تغذية حاد أدى إلى ضمور عضلي ومشكلات في الدماغ، وهي مضاعفات مباشرة لنقص الغذاء، خصوصاً المكملات التي كانت تمنع وفاته. وقالت: "في يناير/كانون الثاني، كان في حالة مستقرة مع حصوله على المكملات، لكن مع إغلاق المعابر، تدهورت حالته تدريجياً، حتى وصلت إلى مرحلة خطرة". هذا التشخيص الطبي المباشر ينقض الرواية الإسرائيلية التي استندت إلى تلاعب انتقائي بحالة صحية سابقة، لتبرير استمرار الحصار والتجويع الجماعي للأطفال.
تشير تقديرات برنامج الأغذية العالمي إلى أن ربع سكان غزة يعيشون ظروفاً تشبه المجاعة، فيما أكدت وزارة الصحة وفاة 147 فلسطينياً، بينهم 88 طفلاً، بسبب الجوع وسوء التغذية حتى نهاية يوليو/تموز الحالي.
## جدل في الجزائر بعد محاولة تخريب تمثال المرأة العارية
30 July 2025 04:01 PM UTC+00
يتجدد الجدل حول تغلغل الفكر المتشدد ودوره بعد كل حادثة اعتداء تستهدف تماثيل أو معالم ثقافية في الجزائر، آخرها محاولة تخريب تمثال المرأة العارية في مدينة سطيف شرقي البلاد، الأربعاء. في المقابل، تتكرر الدعوات إلى نقل هذه التماثيل من الفضاء العام إلى المتاحف، حمايةً لها من التخريب، أو استجابةً لدعوات محلية ووطنية تطالب بذلك.
بعد أن سارع عدد كبير من التقدميين إلى ربط حادثة تخريب تمثال المرأة العارية بدوافع التشدد، فاجأ مدير الثقافة في ولاية سطيف، هاشمي عامر، الرأي العام بالكشف عن أن الفاعل كان في حالة سكر متقدمة. بالتالي، لم يكن وراء الحادث أي دافع ديني هذه المرة، على خلاف المرات السابقة.
وقد دفع ذلك النقاش إلى البحث في احتمال وجود دوافع مجتمعية ترتبط برفض شريحة من المجتمع المحلي لبقاء تمثال المرأة العارية في فضاء عام. كذلك برزت ردود ومواقف من كتاب ونخب بارزة في الجزائر حول هذه المسألة.
ورأى الكاتب المتخصص في التاريخ الثقافي للجزائر، محمد أرزقي فراد، أن تمثال عين الفوارة يرتبط بسياق تاريخي يعود إلى الحقبة الاستعمارية، مقترحاً نقله من الفضاء العام إلى المتحف. وأوضح في منشور له على "فيسبوك" أن "التمثال أُنجز في سياق تاريخي لم يعد قائماً، وكان يعبّر عن ثقافة المحتل المناقضة لثقافتنا في الشكل والمضمون، وعليه فقد صار مصدر إزعاج". كذلك اعتبر أن نقل التمثال إلى المتحف سيتيح وضعه في سياقه التاريخي باعتباره جزءاً من الحقب التي مرت بها البلاد. وهو موقف أيّده الكاتب مصطفى خواص، معتبراً أن "إزالة التماثيل والأصنام تندرج ضمن تفكيك الاستعمار الرمزي، وهي حركة متصاعدة تحظى بالترحيب في عدة دول عبر العالم".
في المقابل، تعترض نخب أخرى على فكرة نقل التمثال، معتبرةً ذلك أمراً مشيناً، ومعبّرة عن قلقها إزاء تكرار هذه الحوادث وتأثيرها في الأمن الثقافي والاجتماعي. وكتب مدير دار "هومة" للنشر، فيصل هومة، في مسألة نقل تمثال المرأة العارية، قائلاً: "طلب نقل التمثال إلى المتحف، اعتراف بأن النفوس المريضة انتصرت على الناس العاديين... من دون مزايدات حول العفة، فقد دخل عمر بن الخطاب في عهده مصر وأفغانستان ولم نقرأ في سيرتهم أنهم هدموا تماثيل فنية، سواء لنساء أو رجال".
من جانب آخر، طرحت نخب فنية وثقافية رؤية مختلفة للحفاظ على جمالية المكان، من خلال تعويض التمثال بمنحوتة محلية تعبّر عن القيم المجتمعية الجزائرية.
وفي هذا الإطار، رأى الفنان إياد زيروني أن الحادث الأخير يفرض "مراجعة أصل المشكلة والتحدث بوضوح وباحترام عما يزعج الناس فعلياً. أنا باعتباري فناناً جزائرياً، لا أرى في التكسير حلاً، ولا أقبل أن يُهدم الفن بهذه الطريقة. لكنني أيضاً لا أرى في بقاء هذا التمثال في مكانه الحالي احتراماً لمشاعر الناس. أقترح نقل التمثال إلى المتحف، مع الحفاظ عليه جزءاً من تاريخ المدينة، بعيداً عن أنظار العائلات والأطفال، وتعويضه بمنحوتة تمثّل التراث المحلي أو الرموز الوطنية، بتصميم فنانين جزائريين يعكسون هويتنا وقيمنا. الفن يجب أن يجمّل المكان، لا أن يقسم الناس. والتاريخ يجب أن يُصان، لكن لا يُفرض على الناس".
من جهته، اقترح الكاتب المتخصص في الثقافة والإعلام، عبد العالي زواغي، استبدال تمثال عين الفوارة بتمثال امرأة سطايفية ترتدي الملاية التقليدية، أو بتمثال لبطلة جزائرية من بين بطلات الوطن، باعتباره "حلاً جذرياً" لمشكلة التخريب المتكرر الذي يتعرض له التمثال الحالي.
ولا تقتصر مسألة معالجة وضع التماثيل العارية التي تثير حرجاً اجتماعياً على الجزائر فقط. ففي هذا السياق، أشار يوسف زواوي، إلى أن دولة غربية ومنفتحة مثل ألمانيا واجهت قضية مماثلة، وكتب: "في عام 2025، استجابت الإدارة الألمانية لمطلب إزالة تمثال العارية فينوس دي ميديتشي بتهمة التمييز الجنسي، ونُقل التمثال البرونزي إلى المتحف. وأثارت القضية مسؤولة مكتب تكافؤ الفرص في المكتب الفيدرالي، مشيرةً إلى أن تمثيل امرأة عارية، رغم كونه تقليداً فنياً كلاسيكياً مرتبطاً بقواعد جمالية تاريخية، قد يُعتبر إشكالياً في ما يتعلق باحترام أحكام القانون الفيدرالي الخاص بتكافؤ الفرص".
## الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم: نعمل على مسارين متوازيين المقاومة لتحرير الأرض والثاني العمل السياسي لبناء الدولة
30 July 2025 04:04 PM UTC+00
## قاسم: اتفاق وقف إطلاق النار حصراً مرتبط بجنوب نهر الليطاني والسلاح شأن داخلي
30 July 2025 04:06 PM UTC+00
## قاسم: وظيفة المندوب الأميركي أن يصنع مشكلة للبنان ويقلب الحقائق فأميركا لا تساعدنا بل تدمّر بلدنا
30 July 2025 04:09 PM UTC+00
## قاسم: بدل أن تكون المشكلة إسرائيل أرادوا أن يقولوا إن المشكلة حزب الله والمقاومة ولبنان
30 July 2025 04:10 PM UTC+00
## قاسم: برّاك فوجئ أن الموقف الرسمي والوطني والمقاوم كان موقفاً موحداً فليتوقف العدوان وبعد ذلك نناقش كل ذلك
30 July 2025 04:12 PM UTC+00
## قاسم: الإسرائيلي يريد النقاط الخمسة في الجنوب كمقدمة للتوسّع
30 July 2025 04:18 PM UTC+00
## الشيباني يلتقي ديرمر مجدداً في باكو الخميس في ثاني لقاء بينهما
30 July 2025 04:19 PM UTC+00
يعقد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر اجتماعاً جديداً، غداً الخميس، في باكو، وفق ما أفاد مصدر دبلوماسي وكالة فرانس برس اليوم الأربعاء. وقال المصدر إن اللقاء سيتمحور حول "الوضع الأمني، خصوصاً في جنوب سورية". وسيعقب زيارة يجريها الشيباني لموسكو الخميس أيضاً، هي الأولى لمسؤول سوري في السلطة الانتقالية منذ إطاحة نظام بشار الأسد الذي كانت روسيا أبرز داعميه.
والاجتماع المقرر في باكو هو الثاني بين الشيباني وديرمر، بعد لقاء مماثل استضافته باريس برعاية أميركية الأسبوع الماضي. وتمحور لقاء باريس الذي عُقد الجمعة حول "التطورات الأمنية الأخيرة ومحاولات احتواء التصعيد في الجنوب السوري"، إضافة إلى "إمكان إعادة تفعيل اتفاق فضّ الاشتباك" لعام 1974، بحسب ما نقل التلفزيون الرسمي السوري.
وعُقد اجتماع باريس في أعقاب أعمال عنف شهدتها محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، اندلعت في 13 يوليو وأسفرت عن مقتل أكثر من 1400 شخص، الجزء الأكبر منهم دروز، وفق آخر حصيلة نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبدأت أعمال العنف في السويداء باشتباكات بين مسلحين محليين وآخرين من البدو، ثم تطورت إلى مواجهات دامية بعدما تدخلت فيها القوات الحكومية. وشنت خلالها اسرائيل ضربات قرب القصر الرئاسي، وعلى مقر هيئة الأركان العامة في دمشق.
ووفق موقع "أكسيوس" الأميركي، فإن الاجتماع استمر 4 ساعات، ويُعدّ أرفع لقاء رسمي بين سورية وإسرائيل منذ أكثر من 25 عاماً، حين التقى وزير الخارجية السوري الأسبق فاروق الشرع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك، في العام 2000 في الولايات المتحدة، ضمن محادثات السلام بين الجانبين آنذاك. وكتب المبعوث الأميركي إلى سورية توماس برّاك الذي رعى اللقاء، في تغريدة على حسابه بمنصة إكس الخميس: "التقيت هذا المساء السوريين والإسرائيليين في باريس. كان هدفنا الحوار وتخفيف التوتر، وهذا بالضبط ما حققناه. جميع الأطراف جددت التزامها بمواصلة هذه الجهود".
ولم تدلِ الأطراف المشاركة في الاجتماع بأية تعليقات حول نتائجه. وكانت جرت اتصالات غير مباشرة بين الجانبين برعاية أطراف عدة، وفق ما صرح بذلك الرئيس السوري أحمد الشرع، فيما تحدثت مصادر إسرائيلية عن لقاءات مباشرة، كان آخرها الذي عقد في باكو خلال زيارة الشرع للعاصمة الآذرية في الـ12 من الشهر الحالي، وجمعت مسؤولين سوريين وإسرائيليين، وفق مصادر إعلامية، حيث حدثت، وفق المصادر، خلافات بين الجانبين حول إعادة إحياء اتفاق فك الاشتباك لعام 1974 الذي رفضته إسرائيل، وطالبت بوجود عسكري إسرائيلي خارج حدود الجولان فترة انتقالية خمس سنوات، إضافة إلى "تطبيع دافئ" يشمل فتح سفارات وروابط تجارية، وهو ما رفضه الجانب السوري.
وعلى ما قالت مصادر، لم تتأكّد موثوقيتها، طالب الجانب السوري، في الاجتماع، إسرائيل بأن تعطي الضوء الأخضر لدمشق لدمج السويداء بالكامل ضمن هياكل الدولة السورية، ويبدو أن الوفد السوري فهم أن إسرائيل وافقت على ذلك، وتحرّكت دمشق بناء على هذا الفهم مستغلة التوترات بين الدروز والبدو، وهو ما عبّر عنه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بقوله إن ما حدث في السويداء نتج من "سوء فهم خطير" بين الجانبين السوري والإسرائيلي.
وأعلنت واشنطن ليل 18- 19 يوليو اتفاق سورية واسرائيل على وقف إطلاق نار بينهما. ومنذ وصولها إلى السلطة في ديسمبر/ كانون الأول، أقرّت السلطات الانتقالية بحصول مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، تقول إن هدفها احتواء التصعيد، بعدما شنّت الدولة العبرية مئات الغارات على الترسانة العسكرية السورية، وتوغلت قواتها في جنوب البلاد عقب إطاحة بشار الأسد من الرئاسة.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## س/ج | ما نعرفه عن إعلان ستارمر حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية
30 July 2025 04:19 PM UTC+00
أعلنت بريطانيا على لسان رئيس حكومتها كير ستارمر، أمس الثلاثاء، أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر/ أيلول المقبل، لكنّها جعلت هذا الاعتراف مشروطاً بخطوات ينبغي على إسرائيل تنفيذها، بمعنى أن تنفيذ الحكومة الإسرائيلية للخطوات المطلوبة بريطانياً يجعل الإعلان في حكم الملغي.
س: ما الذي أعلنه ستارمر؟
ج: قال ستارمر إن بريطانيا ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر "ما لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع في غزة، والموافقة على وقف إطلاق النار والالتزام بسلام طويل الأمد ومستدام، وإحياء احتمالات حل الدولتين". وأضاف أن ذلك يشمل "السماح للأمم المتحدة باستئناف تقديم المساعدات، والتوضيح أنه لن تكون هناك عمليات ضم في الضفة الغربية". وقال ستارمر أيضاً إن على حركة حماس "إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين في غزة، والموافقة على وقف إطلاق النار، ونزع سلاحها و"قبول أنهم لن يلعبوا أي دور في حكومة غزة"، لكنها لم تجعل ذلك شرطاً للاعتراف، عازية السبب إلى أن حماس ليس لها دور في حل الدولتين.
س: ما سبب التحوّل الآن؟
ج: تؤيد بريطانيا منذ عقود إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، لكنها تصرّ على أن الاعتراف يجب أن يأتي كجزء من خطة سلام لتحقيق حل الدولتين. ويشعر المسؤولون البريطانيون بالقلق على نحو متزايد من أن مثل هذا الحل قد أصبح شبه مستحيل، ليس فقط بسبب تدمير غزة وتهجير أغلب سكانها خلال 22 شهراً من الحرب، بل وأيضاً لأن الحكومة الإسرائيلية تعمل بقوة على توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وهي الأراضي التي يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقبلية. ويعتبر جزء كبير من العالم أن احتلال إسرائيل للضفة الغربية غير قانوني. وقالت وزيرة النقل البريطانية هايدي ألكسندر لراديو تايمز: "حان وقت التحرك"، مضيفة: "هناك ضم فعلي يحدث للضفة الغربية".
س: هل جاء الموقف بعد ضغوط داخلية؟
ج: نعم، يتعرض ستارمر لضغوط داخلية متزايدة للقيام بشيء ما مع انتشار الرعب في مشاهد الجوع في غزة. ووقع أكثر من 250 من أصل 650 مشرعاً في مجلس العموم رسالة في الأيام الأخيرة تحث الحكومة البريطانية على الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن عدد البريطانيين الذين يؤيدون الاعتراف أكبر بكثير من عدد المعارضين له، على الرغم من أن عدداً كبيراً منهم لم يقرروا بعد.
س: ما موقف تل أبيب ورام الله من الإعلان؟
ج: سرعان ما أدانت إسرائيل الخطوة البريطانية. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يرفض حل الدولتين لأسباب قومية وأمنية، إن إعلان ستارمر "يكافئ إرهاب حماس الوحشي ويعاقب ضحاياه". بدوره، قال منتدى أسر الرهائن، الذي يمثل العديد من أقارب المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس: "إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية بينما لا يزال 50 رهينة محاصرين في أنفاق حماس هو بمثابة مكافأة للإرهاب". ووصفت إميلي داماري، وهي مواطنة بريطانية إسرائيلية تم احتجازها لأكثر من عام، موقف ستارمر بأنه "فشل أخلاقي".
في السياق، لقي البيان البريطاني ترحيباً من السلطة الفلسطينية التي تعتبرها لندن ممثلاً شرعياً للفلسطينيين، وهي تتمتع بحكم ذاتي محدود في جيوب بالضفة الغربية المحتلة.
وقال حسام زملط، السفير البريطاني في لندن، إن البيان "هو تصحيح لأكثر من قرن من السلب، حرم خلاله الشعب الفلسطيني من أرضه وحريته وحياته".
س: هل لبريطانيا تأثير على إسرائيل؟
ج: من الناحية العملية، فإن تأثير بريطانيا على إسرائيل محدود. وقد علقت حكومة المملكة المتحدة محادثات التجارة الحرة وأوقفت بعض شحنات الأسلحة إلى إسرائيل بسبب سلوكها في الحرب على غزة، لكنها ليست شريكاً اقتصادياً أو عسكرياً رئيسياً. ومع ذلك، فقد أعطى التاريخ لبريطانيا اهتماماً ودوراً خاصين في الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن بلاده تتحمل "عبء مسؤولية خاصاً" باعتبارها القوة الحاكمة السابقة لما كان يعرف آنذاك بفلسطين وصاحبة وعد بلفور عام 1917، الذي دعم إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، لكنه تعهد أيضاً بحماية حقوق السكان الفلسطينيين. وقال لامي في الأمم المتحدة أمس الثلاثاء: "لم يتم تأييد هذا الأمر، وهو ظلم تاريخي لا يزال يتكشف".
س: ما موقف الأحزاب البريطانية من الإعلان؟
ج: تؤيد معظم الأحزاب السياسية الرئيسية في بريطانيا حل الدولتين. لكن حزب المحافظين المعارض من يمين الوسط قال إن إعلان ستارمر سابق لأوانه. وقالت بريتي باتيل، المتحدثة باسم الحزب للشؤون الخارجية: "إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لن يكون له معنى إلا إذا كان جزءاً من عملية سلام رسمية ولا يمكن أن يحدث بينما لا يزال الرهائن محتجزين في أسر الإرهابيين وبينما يستمر حكم حماس الإرهابي"، على حد وصفها. ورحب إد ديفي، زعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين الوسطي، ببيان ستارمر باعتباره خطوة إلى الأمام، لكنه قال إن رئيس الوزراء يجب ألا يستخدم الدولة الفلسطينية "كورقة مساومة".
س: هل تسير دول أخرى في الاتجاه البريطاني؟
ج: نعم، فبريطانيا حذت حذو فرنسا، التي أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل. وقد اتخذت أكثر من 140 دولة هذه الخطوة بالفعل، لكن فرنسا وبريطانيا لهما أهمية كبيرة كعضوين في مجموعة السبع ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ويأمل البلدان أن تساعد خطواتهما الدبلوماسية الجريئة - وإن كانت رمزية إلى حد كبير - في زيادة الضغط على إسرائيل لتخفيف الأزمة الإنسانية الكارثية في غزة وبث الحياة في عملية السلام المحتضرة.
وقالت مالطا العضو في الاتحاد الأوروبي، يوم الثلاثاء، إنها ستعترف أيضاً بالدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل. ولا تزال ألمانيا، وهي قوة أوروبية كبرى وحليف قوي لإسرائيل، صامدة. وكرر المستشار فريدريش ميرز موقف بلاده بأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "يمكن أن يكون إحدى الخطوات الأخيرة على طريق تحقيق حل الدولتين"، لكن برلين ليست لديها خطط للاعتراف "على المدى القصير".
س: ما موقف واشنطن من الإعلان البريطاني؟
ج: مما هو معروف بالضرورة أن النفوذ الحقيقي يقع على عاتق الولايات المتحدة، وقد يكون النهج الحذر الذي يتبعه ستارمر مصمماً لإقناع الرئيس دونالد ترامب باتخاذ موقف أكثر صرامة مع حليفه نتنياهو. ورداً على سؤال حول موقف بريطانيا، قال ترامب أمس الثلاثاء: "ليس لدينا رأي في ذلك".
س: ما الرسالة التي تحاول بريطانيا إيصالها؟
ج: ثمة رسالة في اتجاهين، داخلي وخارجي. فعلى الصعيد الخارجي، تحاول لندن كسر الجمود في عملية السلام وإعادة طرح حل الدولتين باعتباره الطريق الوحيد نحو الاستقرار. أما داخلياً، فإن ستارمر يحاول تهدئة الضغوط السياسية والشعبية في ظل مشاهد الجوع والدمار في غزة. وبين الرمزية والضغط، تأمل بريطانيا أن يبدأ الاعتراف الدولي بدولة فلسطين بالتدحرج.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## قاسم: من الآخر لن نقبل أن يكون لبنان ملحقاً بإسرائيل ولو اجتمعت الدنيا كلها ولو نُقتل ولا يبقى أحداً فينا
30 July 2025 04:21 PM UTC+00
## قاسم: السلاح معنا لمقاومة إسرائيل ولا علاقة له بالداخل اللبناني وهو قوة للبنان
30 July 2025 04:22 PM UTC+00
## مبيعات قمصان غيوكيرس تحطم الأرقام القياسية وتعطّل موقع أرسنال
30 July 2025 04:23 PM UTC+00
أثار تعاقد نادي أرسنال الإنكليزي مع المهاجم السويدي، فيكتور غيوكيرس (27 عاماً)، قادماً من فريق سبورتينغ لشبونة البرتغالي، حالة من الحماس الشديد بين جماهير "المدفعجية"، وصلت حد الهوس، فبمجرد الإعلان عن الصفقة، اندفعت الجماهير إلى شراء قميصه الجديد بأعداد ضخمة، ما تسبب في تعطل مؤقت للموقع الرسمي للفريق اللندني، وتُوّج هذا الإقبال بتحطيم الرقم القياسي في تاريخ النادي من حيث مبيعات قمصان اللاعبين الجدد.
وكشفت صحيفة ذا أتلتيك البريطانية، أمس الثلاثاء، أن مبيعات قميص غيوكيرس الذي يحمل الرقم 14، وهو الرقم نفسه الذي ارتداه الأسطورة الفرنسي تيري هنري خلال آخر تتويجين لأرسنال بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز عامي 2002 و2004، حطّمت الرقم القياسي السابق في تاريخ النادي، ورغم أن الأرقام النهائية لا تزال قيد الجمع والتحليل من مختلف المتاجر والموزعين، فإن المؤشرات الأولية تشير إلى أن الطلب على قميص غيوكيرس فاق بكثير جميع التعاقدات السابقة خلال السنوات الأخيرة.
وأضافت الصحيفة أن نادي أرسنال قدّم عرضاً خاصاً لجماهيره بطباعة اسم غيوكيرس ورقمه 14 مجاناً على قمصان الفريق للموسم الجديد، وهي خدمة تُكلف عادة 16 جنيهاً إسترلينياً (ما يعادل نحو 18.50 يورو)، وقد شهدت هذه المبادرة إقبالاً غير مسبوق أدى إلى توقف عمل موقع أرسنال الإلكتروني لفترة زمنية، ومع ذلك، لم يُلغ العرض، بل يستمر حتى يوم الخميس المقبل. ويتوقع أن يدفع هذا الزخم التجاري مبيعات القمصان إلى مستويات قياسية جديدة، خاصة أن الإحصاءات النهائية ستشمل المبيعات من كافة القنوات، حتى تلك التي لا تخضع للعرض الترويجي.
وقبل وصول غيوكيرس، كانت قمصان بوكايو ساكا، وديكلان رايس، ومارتن أوديغارد من بين الأكثر رواجاً بين مشجعي فريق الغنرز، إلى جانب قميص اللاعب الشاب مايلز لويس سكالي، الذي حظي باهتمام خاص بسبب ارتدائه الرقم 49، في إشارة رمزية إلى عدد المباريات التي خاضها الفريق المتُوّج بلقب البريمييرليغ الذهبي تحت قيادة المدرب الفرنسي أرسين فينغر، ومع ذلك، لم يحتج المهاجم السويدي إلى وقت طويل لتجاوز جميع هؤلاء في سلم المبيعات، في دلالة واضحة على حجم الترقب الجماهيري لأدائه المرتقب.
ويجدر الذكر أن غيوكيرس أكمل انتقاله إلى صفوف نادي أرسنال في 26 يوليو/تموز مقابل 63.5 مليون يورو (54.8 مليون جنيه إسترليني)، قبل أن يتوجّه مباشرة إلى آسيا للمشاركة في الجولة التحضيرية للفريق، التي شملت كلاً من سنغافورة وهونغ كونغ، وقد قُدّم رسمياً للجماهير من ملعب سنغافورة الوطني، قبل انطلاق المباراة الودية أمام نيوكاسل يونايتد، حيث حظي بترحيب حار من المشجعين الحاضرين في المدرجات.
## قاسم: نحن لا نهدد ونحن في موقع دفاعي وهذا الدفاع لا حدود له عندنا حتى لو أدى إلى الشهادة ومهما كلفت
30 July 2025 04:24 PM UTC+00
## قاسم: السلاح ليس أولوية بل إعادة الاعمار وإنهاء العدوان
30 July 2025 04:25 PM UTC+00
## قاسم: كل من يطالب بتسليم السلاح داخلياً أو خارجياً أو دولياً أو عربياً هو يخدم المشروع الإسرائيلي
30 July 2025 04:26 PM UTC+00
## قاسم: ندعو الدولة أن تحزم وضعها أكثر في مواجهة العدوان وإعادة الإعمار
30 July 2025 04:27 PM UTC+00
## مقتل قيادي في تنظيم القاعدة خلال اشتباكات مع القوات الحكومية باليمن
30 July 2025 04:33 PM UTC+00
أعلنت حسابات تابعة لتنظيم القاعدة في اليمن عن مقتل القيادي البارز وأمير التنظيم في منطقة المصينعة بمحافظة شبوة جنوبي اليمن، أبو عواد صالح الطوسلي، خلال اشتباكات مع القوات الحكومية. وقُتل القيادي في التنظيم خلال اشتباكات عنيفة اندلعت مع وحدات من القوات الحكومية، الجمعة، في منطقة "أرض آل غسيل" بمديرية حطيب الواقعة في حدود محافظة أبين.
وذكرت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" أن القيادي الطوسلي قُتل في عملية أمنية للقوات الحكومية، بعد عملية رصد لتحركات مشبوهة لعناصر إرهابية حاولت التسلل إلى مواقع عسكرية تابعة للقوات الحكومية، التي شنت عملية أمنية أسفرت عن مقتل القيادي في التنظيم الإرهابي. وأضافت المصادر أن مقاتلي التنظيم حاولوا تنفيذ عمليات انتقامية، حيث قاموا بزرع عبوات ناسفة في محيط مديرية الصعيد، لكن القوات الحكومية أحبطت ذلك.
وقد نعت حسابات في مواقع التواصل على ارتباط بالتنظيم مقتل القيادي الطوسلي، واصفة إياه بـ"أمير المصينعة"، حيث يُعد من أبرز قيادات التنظيم الذي يتخذ من محافظات أبين وشبوة والبيضاء ومأرب مركزًا لتحركاته. وتأتي هذه العملية الأمنية للقوات الحكومية بالتزامن مع استمرار العملية العسكرية التي أطلقها المجلس الانتقالي الجنوبي ضد التنظيم في محافظة أبين نهاية العام 2022، تحت اسم "سهام الشرق"، والتي تتمركز معظم عملياتها في وادي عومران بمديرية مودية، محافظة أبين جنوبي البلاد.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، عبر برنامج "مكافآت من أجل العدالة"، عن رفع قيمة المكافأة المالية إلى 10 ملايين دولار مقابل تقديم معلومات تؤدي إلى تحديد هوية أو مكان سعد بن عاطف العولقي، أمير تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، وذلك بعد أن كانت المكافأة السابقة 6 ملايين دولار. وأفاد بيان للوزارة بأن العولقي، الذي تولى قيادة التنظيم عام 2024، يُعد من أبرز القيادات المرتبطة بالتنظيم في اليمن، وقد دعا علنًا إلى تنفيذ هجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها، كما يُعتقد أنه قاد عمليات استهدفت مصالح أميركية، من بينها اختطاف مواطنين أميركيين داخل الأراضي اليمنية.
ويواصل البرنامج تقديم مكافآت مالية إضافية، تشمل: 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى تحديد مكان إبراهيم البنا، أحد القياديين البارزين في التنظيم، و4 ملايين دولار مقابل معلومات عن إبراهيم أحمد محمود القوصي، المشتبه بقيادته لعمليات داخل التنظيم. ويتركز وجود التنظيم في محافظات أبين وشبوة ومأرب والبيضاء، وهي محافظات واقعة في جنوب ووسط البلاد، وتمتاز بتضاريس متنوعة بين الجبال الوعرة والصحاري الفسيحة، ووجود بعض الحاضن الشعبي الذي يوفر لأعضاء التنظيم سهولة التحرك.
## الجوادي.. مشجّع الأفريقي الذي أحرج الملولي
30 July 2025 04:34 PM UTC+00
دخل النجم التونسي، أحمد الجوادي (20 سنة)، تاريخ السباحة العالمية من أوسع أبوابها، بحصده رقماً قياسياً جديداً، يترجم سيطرة بلاده على سباق الـ800 متر، في منافسات بطولة العالم، على مرّ التاريخ، عقب تألقه في النسخة المقامة في دولة سنغافورة. 
ولم يتوقّع الجوادي أن تتويجه بالميدالية الذهبية في مونديال السباحة، اليوم الأربعاء، سيمكّنه من كتابة اسمه بأحرف من ذهب في سجلات سباق الـ800 متر، إذ إنّ وصوله إلى المركز الأول في توقيت 7,36,88 دقائق، قاده إلى تحطيم رقم مواطنه، أيوب الحفناوي، ليفتك منه المركز الثالث في ترتيب أفضل الأوقات التاريخية لهذا السباق.
وأحرج الجوادي بذلك أسطورة السباحة التونسية والعربية، النجم السابق، أسامة الملولي، الذي لا يزال محافظًا على المركز الثاني، لكن بفارق لا يتجاوز الثانية الواحدة، فيما يعتلي الصيني لي زهانغ، المركز الأول، بوصفه صاحب الرقم القياسي في تاريخ السباق، بتوقيت قدره 7.32.12 دقائق، وهو ما سيسعى الجوادي إلى تحطيمه في باقي مسيرته.
وفور تحقيقه هذا الإنجاز التاريخي، نشر النادي الأفريقي التونسي، صورة للجوادي وهو يرفع قميص الفريق، قبل إحدى مباريات كرة القدم، معلّقاً: "العالم يشهد، وتونس تفتخر. في سباق الأبطال، لا مكان للصدفة، أحمد الجوادي يعتلي منصة التتويج في بطولة العالم لسباق 800 متر سباحة حرة، ويُهدي تونس الذهب، الأفريقي يدعم كل من يرفع راية الوطن عالياً".
ونال الجوادي التهاني من أغلب الأندية التونسية، رغم أنّه صرّح في وقت سابق بحبه لفريق النادي الأفريقي، الذي بدأ فيه مسيرته، قبل أن يحترف في فرنسا، حيث يمارس السباحة ويواصل دراسته هناك، وهو ما مكّنه من التطور سريعاً في مستواه خلال السنوات القليلة الماضية، وخصوصاً أنه يتدرب تحت قيادة النجم الفرنسي السابق، فيليب لوكاس (62 سنة).
وبعد التشاور مع مدربه الفرنسي، قرر الجوادي، عدم المشاركة في سباق الـ400 متر، حتى يحافظ على جهوزيته البدنية والنفسية، من أجل سباق الـ800 متر، الذي أصبح اختصاصه المفضّل، بعدما احتل المركز الرابع في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، باريس 2024، رغم أنه يشارك في المنافسات للمرة الأولى في مسيرته. 
ويملك البطل التونسي، فرصة الحصول على ميدالية جديدة، بما أنه سيخوض يوم السبت، منافسات سباق الـ1500 متر، ولديه ذكرى جميلة في هذا الاختصاص، حيث توج بالذهبية في بطولة العالم للمسابح الصغيرة (25 متراً)، التي أقيمت في العاصمة المجرية بودابست، في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتمثّل نجاحات الجوادي ردّ اعتبار للسباحة التونسية، التي تلقّت صدمة قوية في الفترة الأخيرة، بعد إيقاف صاحب الميدالية الذهبية في أولمبياد طوكيو 2020، أيوب الحفناوي، 21 شهراً، بسبب مخالفته لوائح تعاطي المنشطات، والقوانين التي تفرضها الوكالة العالمية، لتنظيم اختباراتها المستمرة للرياضيين.
## جفاف قياسي يضرب أوروبا وحوض المتوسط منذ نحو شهر
30 July 2025 04:41 PM UTC+00
طاول الجفاف أكثر من نصف أراضي أوروبا ومناطق حوض البحر الأبيض المتوسط (ما نسبته 52% من الأراضي) منذ مطلع يوليو/ تموز الجاري، وسط الأزمات التي يتسبّب فيها تغيّر المناخ، وذلك وفقاً لتحليل أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى أحدث بيانات المرصد الأوروبي للجفاف. وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت من أنّ موجات الجفاف القياسية التي يشهدها كوكب الأرض تحوّلت إلى "قاعدة جديدة"، الأمر الذي يُلزِم المسؤولين "إعادة النظر جذرياً" في طريقة إدارتها، علماً أنّ ذلك أتى في خلال الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحّر (كوب 16) التي عُقدت في السعودية في ديسمبر/ كانون الأول 2024.
وهذه النسبة المسجَّلة في الفترة الممتدّة من الأول من يوليو 2025 إلى الـ10 منه تُعَدّ العليا منذ بدء رصد البيانات في عام 2012، إذ تزيد بنسبة 21% عن متوسط الفترة نفسها بين عامَي 2012 و2024. ومع ذلك، شهد مستوى الجفاف تراجعاً طفيفاً مقارنة بالأيام العشرة الأخيرة من يونيو/ حزيران الماضي، التي شهدت تسجيل النسبة العليا على الإطلاق، مع تأثّر 55.5% من أراضي أوروبا وسواحل البحر الأبيض المتوسط بالجفاف.
تحوّلت موجات الجفاف القياسية التي يشهدها كوكب الأرض إلى "قاعدة جديدة"، الأمر الذي يُلزِم المسؤولين "إعادة النظر جذرياً" في طريقة إدارتها، بحسب ما جاء في تحذير أطلقته الأمم المتحدة من خلال نشرها أطلساً عالمياً لهذه الظاهرة، في اليوم الأوّل من الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) في الرياض.
ويستند مؤشّر الجفاف الصادر عن مرصد "كوبرنيكوس" لتغيّر المناخ إلى ملاحظات الأقمار الصناعية، ويجمع بين ثلاثة معايير رئيسية هي هطول الأمطار ورطوبة التربة وحالة الغطاء النباتي. وينقسم المؤشّر إلى ثلاث درجات للجفاف هي "الرصد" و"التحذير" و"الإنذار".
وتُعَدّ أوروبا الشرقية الأكثر تضرّراً، إذ تأثّر القسم الأكبر من الأراضي في كوسوفو وصربيا وبلغاريا بالجفاف، وأكثر من ثلث هذه الأراضي في حالة "إنذار". كذلك أدّى انقطاع المياه في بلغاريا في منتصف يوليو الجاري إلى تأثّر أكثر من 156 ألف شخص، مع تزايد ندرة الموارد سنوياً. وفي المجر، وصلت نسبة الأراضي المصنّفة من ضمن مستوى "التحذير" أو "الإنذار" إلى 47% في مطلع يوليو الجاري مقارنة بـ21% في نهاية يونيو/ حزيران الذي سبق، الأمر الذي يعكس تدهوراً واضحاً.
أمّا في شرق البحر الأبيض المتوسط، فقد شهدت أرمينيا وتركيا جفافاً حاداً، تأثّرت في خلالها 95% من الأراضي الأرمينية و77% من الأراضي التركية، الأمر الذي تسبّب في اندلاع مئات الحرائق بفعل الرياح العنيفة. وفي سورية، تأثّرت نصف الأراضي بالجفاف، الأمر يهدّد موسم حصاد القمح ويعرّض أكثر من 16 مليون نسمة لخطر انعدام الأمن الغذائي هذا العام، وفقاً لتحذيرات الأمم المتحدة.
وبشأن غرب أوروبا، يبدو الوضع أكثر تفاوتاً. في المملكة المتحدة على سبيل المثال، بلغت نسبة الأراضي المصنّفة في حالة "إنذار" 18%، بزيادة نسبتها أكثر من 6% مقارنة بنهاية يونيو الماضي. وفي فرنسا، تأثّرت 12% من الأراضي، خصوصاً في المناطق الغربية من البلاد، مع العلم أنّ الجفاف يؤثّر عموماً على ثلثَي الأراضي في فرنسا.
تجدر الإشارة إلى أنّ إسبانيا والبرتغال تظلان الأقلّ تأثّراً بالجفاف مع معدّلات منخفضة جداً بلغت نسبتها 6% و1% على التوالي.
يُذكر أنّ الأمم المتحدة كانت قد حذّرت، في آخر بياناتها حول هذه المسألة، من أنّ الجفاف الذي يدفع به "التدمير البشري للبيئة" قد يؤثّر على 75% من سكان العالم بحلول عام 2050، مبيّنةً أنّ تكلفة الأزمة تجاوزت 307 مليارات دولار سنوياً في كلّ أنحاء العالم.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## س/ج| أهمية المقترح الأوروبي لوقف تمويل البحث والابتكار في إسرائيل
30 July 2025 04:56 PM UTC+00
يدرس الاتحاد الأوروبي تعليق التمويل لإسرائيل جزئياً في إطار برنامجه البحثي الرائد "أفق أوروبا"، في ما قد يكون أول إجراء يتخذه الاتحاد ضدّ إسرائيل في ردّ فعل على جرائمها في غزة. وأجرى سفراء دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي محادثات أولية حول المقترح أمس الثلاثاء.
في ما يأتي لمحة عامة عن المقترح وأهميته واحتمالات إقراره:
ما المُقترَح؟
يوفر برنامج أفق أوروبا، الذي تبلغ قيمته 100 مليار دولار، تمويلاً للبحث والابتكار للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول الشريكة. واقترحت المفوضية الأوروبية يوم الاثنين أن الشركات التي يقع مقرها في إسرائيل لم تعد مؤهلة للحصول على تمويل البرنامج للشركات الناشئة والشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم "لتطوير وتوسيع نطاق الابتكارات التي من شأنها خلق (أسواق جديدة) أو خلخلة الأسواق".
وقال مسؤولون من المفوضية إنه منذ إطلاق البرنامج عام 2021، تلقت شركات مقرها إسرائيل نحو 200 مليون يورو في شكل منح واستثمارات أسهم بموجب هذا البرنامج، الذي يعرف باسم "مسرع مجلس الابتكار الأوروبي".
لماذا قدمت المفوضية هذا الاقتراح؟
تقول المفوضية إن "مقتل الآلاف من المدنيين وسوء التغذية الحاد بين الفلسطينيين، وبخاصة الأطفال، جراء أفعال إسرائيل في غزة يعد انتهاكاً لبند حقوق الإنسان في اتفاقية تحكم علاقاتها مع التكتل". وتقترح المفوضية، وهي الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي، منع إسرائيل من المشاركة في أحد البرامج التي تستند إلى تلك الاتفاقية.
لماذا هذا الاقتراح وكيف يمكن إقراره؟
رغم عدم وجود صلة وثيقة بين الأزمة الإنسانية في غزة وتمويل الشركات الناشئة الإسرائيلية، فإن اقتراح المفوضية محاولة لإرسال إشارة سياسية: سيكون هذا أول إجراء ملموس للتكتل رداً على سلوك إسرائيل في الحرب. وعارضت بعض الدول، مثل ألمانيا والمجر وجمهورية التشيك، اتخاذ الاتحاد الأوروبي أي إجراء ضد إسرائيل، الحليف التقليدي الوثيق. بينما انتقدت دول أعضاء أخرى، مثل أيرلندا وإسبانيا، إسرائيل بشدة ودعت التكتل إلى اتخاذ رد صارم.
وتتطلب معظم إجراءات السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي دعم جميع الأعضاء. لكن مقترح يوم الاثنين يتطلب أغلبية مؤهلة فقط، 15 دولة على الأقل من أصل 27 دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي، تمثل ما لا يقل عن 65 بالمئة من أعضائه.
ماذا قالت إسرائيل عن الاقتراح؟
نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية منشوراً على منصة إكس يوم الاثنين وصفت فيه الاقتراح بأنه "خاطئ ومؤسف وغير مبرر". وقالت الوزارة إنها ستعمل على "ضمان عدم اعتماد الدول الأعضاء لهذا الاقتراح"، وأعلنت أن "إسرائيل لن ترضخ للضغوط عندما يتعلق الأمر بمصالحها الوطنية".
ما ردود الفعل الأخرى؟
قالت إيف جيدي، مديرة مكتب المؤسسات الأوروبية في منظمة العفو الدولية، إن مثل هذا الاقتراح "متأخر للغاية ومحدود النطاق وغير مناسب على الإطلاق بالنظر إلى حجم الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة للقانون الدولي".
ماذا سيحدث بعد ذلك؟
قال دبلوماسيون إن المقترح لم يحظَ بدعم كافٍ بعد لإقراره، لكن عدة دول، منها ألمانيا، لم تتخذ موقفاً نهائياً بعد، في إشارة إلى اجتماع سفراء الاتحاد الأوروبي أمس الثلاثاء. وأضاف الدبلوماسيون أن الموقف النهائي لألمانيا قد يحدد ما إذا كان سيُبَت في الإجراء أو لا. ومن المقرر أن يواصل الدبلوماسيون مناقشة الاقتراح، لكن لم يُحدَّد موعد لاتخاذ القرار بعد.
(رويترز)
## ترامب والحرب التجارية.. هل اقترب موعد ترويض الصين؟
30 July 2025 05:10 PM UTC+00
لا أحد يجزم أو يدعي أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خرج صفر اليدين أو خالي الوفاض من الحرب التجارية الشرسة التي يشنها ضد معظم دول العالم، منذ توليه منصبه نهاية شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، حيث سارعت دول ذات اقتصادات كبرى إلى الخضوع لابتزازه وتهديداته الجمركية بإبرام اتفاقات لطي النزاع التجاري مع واشنطن مثل الاتحاد الأوروبي واليابان وبريطانيا.
صحيح أن ترامب لم يحقق المكاسب الضخمة التي كان يحلم بها عندما خاض تلك الحرب حتى ضد أقرب حلفائه وشركائه التجاريين، حيث كان يحلم بتدفق تريليونات الدولارات على الخزانة الأميركية من حصيلة رسوم جمركية عالية على واردات الدول الأجنبية للأسواق الأميركية بشكل يساهم في تقليص الدين العام وعجز الموازنة وزيادة الدخل الفيدرالي، لكنه حصل في المقابل على مزايا مالية تمثلت في فرض رسوم عالية على تلك الواردات، حدها الأدنى 15% كما في حال الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي واليابان. كما حصل على صفقات استثمارية ونفطية وسلعية ضخمة، مع فتح العديد من دول العالم أسواقها أمام السلع الأميركية.
ترامب لم يحقق المكاسب الضخمة التي كان يحلم بها عندما خاض تلك الحرب حتى ضد أقرب حلفائه وشركائه التجاريين، حيث كان يحلم بتدفق تريليونات الدولارات على الخزانة الأميركية
كما أرضى ترامب غروره وغرور ناخبيه حينما راح يصف الاتفاقات التي تم إبرامها بأنها الأكبر والأضخم وغير المسبوقة ولصالح المواطن والاقتصاد الأميركي، مثلاً مع اليابان أعلن عن إبرام "أكبر صفقة تجارية في التاريخ، وربما تكون أكبر صفقة على الإطلاق"، حيث ستؤدي إلى استثمار طوكيو 550 مليار دولار في الولايات المتحدة، ودفع تعرفة جمركية متبادلة بنسبة 15%. كما ستفتح اقتصادها أمام السلع الأميركية، بما في ذلك السيارات والشاحنات والأرز وبعض المنتجات الزراعية الأخرى.
وكرر ترامب استخدام نفس اللفظ مع أوروبا حينما قال، الأحد الماضي: "توصلنا إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي هو الأكبر على الإطلاق"، حيث ستضخ دول الاتحاد 600 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي في صورة استثمارات مباشرة، وتشتري غازاً أميركياً بقيمة 750 مليار دولار وعلى مدى ثلاث سنوات، ولم يكشف الاتفاق بعد عن قيمة صفقات السلاح والنفط، وغيرها من السلع التي تعهدت دول القارة بشرائها من الولايات المتحدة خلال فترة ولايته.
وتوصلت أميركا وبريطانيا إلى اتفاق تجاري وصفه ترامب بالعظيم والشامل والكامل، وأنه سيرسخ العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لسنوات عديدة مقبلة، وينهى المواجهة التجارية بين أهم الشركاء الاقتصاديين في العالم، وبموجب الاتفاق ستظل التعريفة الجمركية الأميركية البالغة 10%، التي تنطبق على معظم السلع المستوردة من بريطانيا قائمة، لكن تم تخفيض الرسوم على الواردات من الصلب والألومنيوم البريطاني من مستوى 25% حاليا إلى مستوى الصفر. كما حصلت بريطانيا على حصة تصديرية بقيمة 100 ألف سيارة للسوق الأميركية عند رسوم جمركية بنسبة 10%.
لكن في المقابل فشل ترامب في ترويض الصين، صاحبة ثاني أقوى اقتصاد في العالم، حتى الآن، رغم خروجه قبل أيام بتصريح متفائل قال فيه إن إدارته تقترب بشدة من التوصل إلى اتفاق تجاري مع بكين. كما عُقدت محادثات تجارية صريحة وبناءة بين البلدين في استوكهولم قبل انتهاء مهلة الهدنة الجمركية المؤقتة في 12 أغسطس/آب المقبل وفق كبار المسؤولين.
فشل ترامب في ترويض الصين، صاحبة ثاني أقوى اقتصاد في العالم، حتى الآن، رغم خروجه بتصريح متفائل قال فيه إن إدارته تقترب بشدة من التوصل إلى اتفاق
ورغم ذلك لا توجد دلائل قوية أو مؤشرات على قرب التوصل إلى اتفاق مرضي للطرفين الأميركي والصيني، وهو ما قد يعيد شبح اندلاع الحرب التجارية مرة أخرى بين أكبر اقتصادين في العالم، وهذا يعني خضوع الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة لرسوم تصل إلى 125%. كما يفتح البواب أمام اندلاع حروب اقتصادية عدة خاصة على مستوى العملات والرقائق وتكنولوجيا المعلومات وأشباه الموصلات والمعادن النادرة.
كما فشل ترامب في ترويض دول أخرى ذات اقتصادات قوية مثل الهند وكندا ودول كبرى بأميركا اللاتينية منها المكسيك، رغم مواصلة الضغوط الاقتصادية الشديدة عليها، وهو ما شاهدناه، اليوم، حيث أعلن ترامب أنه سيفرض رسوماً جمركية بنسبة 25% على السلع المستوردة من الهند، اعتباراً من الأول من أغسطس المقبل، وهو موعد انتهاء مهلته لكل دول العالم بإبرام اتفاق تجاري مع واشنطن، أو الخضوع لرسوم جمركية عالية.
## أحمد الجوّادي.. زحف على الذهب صباحاً وأيقظ العالم على مجد تونسي جديد
30 July 2025 05:43 PM UTC+00
صباح غير عادي استيقظت فيه تونس على إنجاز رياضي عالمي: السبّاح الشاب أحمد الجوّادي يُهدي الوطن ذهبية تاريخية في سباق 800 متر حرة، خلال نهائي بطولة العالم المقامة في سنغافورة، بتوقيت خارق جعله أحد أسرع السباحين في التاريخ.
الجوّادي سباق من نار.. وخاتمة من ذهب
وسط منافسة شرسة مع نجوم عالميين، قدّم الجوّادي أداءً تكتيكياً من الطراز الرفيع. تحكّم في إيقاع السباق منذ البداية، حافظ على توازنه، ثم فجّر سرعته في الأمتار الأخيرة، منهياً السباق بزمن قدره 7:36.88 دقائق وهو ثالث أسرع توقيت في تاريخ السباق.
"اليوم تونس في القمّة… والراية في السماء!"
أحمد الجوّادي، بعد التتويج مباشرة
تونس تواصل الهيمنة على المسافات الطويلة
لم تكن هذه الذهبية حدثاً معزولاً، بل حلقة جديدة في سلسلة الهيمنة التونسية على سباقات المسافات الطويلة. من أسامة الملولي إلى أحمد الحفناوي، وها هو الجوّادي اليوم يثبت أن المدرسة التونسية في السباحة لا تزال الأقوى عالمياً.
"عندما يدخل تونسي نهائي 800 متر… العالم يحبس أنفاسه"
Swimming World Magazine
"تونس لم تعد تصنع أبطالاً فقط… بل تصنع أساطير في الماء"
Swimming World Magazine (30 يوليو 2025)
تكريم خاص: الذهبية مهداة إلى الغائب الحاضر
في لفتة إنسانية مؤثرة، أهدى الجوّادي تتويجه إلى مواطنه أحمد الحفناوي، الموقوف بسبب خروقات إدارية تتعلق بالـ"whereabouts"، قائلاً: "هو يمر بفترة صعبة… وأنا سبحت اليوم من أجله. هو من ألهمني العودة، وكان أول من بارك لي بعد التتويج عبر رسالة خاصة".
أصداء عالمية… وبطل يرفع السقف
ردود الأفعال لم تتأخر: وسائل الإعلام العالمية وصفت الجوّادي بأنه "الوجه الجديد للسيادة في أحواض السباحة"، ومحللو السباقات أشادوا بذكائه في التوزيع وبجرأته في الحسم. الأهم أن الجماهير التونسية استقبلت الذهبية بفخر ودموع فرح… صباحاً، مع انتشار وسم #الجوّادي_ذهب على منصات التواصل.
روح رياضية ورسالة أمل
في كلماته بعد الفوز، وجّه الجوّادي تحية إلى كل من آمن به، وشكر الشعب التونسي على دعمه، واعداً بمزيد من التألق في السباقات القادمة.
"هذه البداية فقط.. والقادم أعظم لتونس"
ختاماً، في صباح صيفي تونسي، ومن حوض سباحة في سنغافورة، أُعلن عن عهد جديد في السباحة العالمية.
اسمه: أحمد الجوّادي
لونه: الذهب
موطنه: تونس، بلد الأبطال.
## زروقي يعود إلى ماضيه: خطوة جريئة لإنقاذ مسيرته مع منتخب الجزائر
30 July 2025 05:44 PM UTC+00
حسم النجم الجزائري، رامز زروقي (27 عاماً)، مستقبله الاحترافي في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، عبر عودته إلى ناديه السابق تفينتي آنشخيدة الهولندي، قادماً من فاينورد روتردام على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد، في صفقة يُراهن من خلالها على استعادة بريقه المفقود، واسترجاع مكانته في صفوف منتخب الجزائر، الذي ينتظره العديد من الاستحقاقات في المرحلة المقبلة.
وأعلن نادي تفينتي آنشخيدة، اليوم الأربعاء، عودة رامز زروقي بعدما كان قد عاش معه فترة تألق بين عامي 2019 و2023، وهو الفريق الذي فتح له أبواب المنتخب الجزائري لأول مرة في مارس/آذار 2021، حين خاض مواجهة زامبيا في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2021. وعلى الرغم من امتلاكه في رصيده 42 مباراة دولية وثلاثة أهداف، إلا أن لاعب الوسط الدفاعي لم ينجح حتى الآن في تثبيت نفسه عنصراً لا غنى عنه في تشكيلة "الخُضر"، إذ واجه في السنوات الأخيرة موجة انتقادات متواصلة من الجماهير والنقاد، زاد من حدّتها تراجع مستواه منذ انتقاله إلى فاينورد روتردام صيف 2023 مقابل نحو سبعة ملايين يورو.
وعانى رامز زروقي من عدة مشكلات في فاينورد روتردام، بين الإصابات، وضعف الانسجام، وشراسة المنافسة، فخاض 65 مباراة رسمية فقط خلال موسمين، وسجّل هدفين مع تمريرة حاسمة، دون أن يفرض نفسه أساسياً دائماً. هذه الوضعية أجبرت فاينورد على البحث عن حل "لإعادة الروح" إلى هذا اللاعب، فاختار إعارته إلى تفينتي لموسم جديد، على أمل أن يستعيد قيمته السوقية ويجد لنفسه مخرجاً أفضل في صيف 2026، للإشارة إلى أن عقده مع فاينورد يمتد إلى غاية صيف عام 2027.
وفي تصريحاته بعد عودته إلى تفينتي، كشف زروقي لموقع ناديه الرسمي على شبكة الإنترنت، أنه لم يتوقع هذا السيناريو، لكنه شعر منذ اللحظة الأولى بالإحساس المألوف، على حد تعبيره، وهو ما حفّزه لاتخاذ القرار سريعاً. بدوره، اعتبر المدير الرياضي، يان ستروير، أن الصفقة تصبّ في مصلحة الطرفين، مؤكداً أن زروقي يمنح الفريق توازناً فنياً مميزاً وأنه يعرف جيداً ما يمكن للاعب تقديمه داخل الملعب.
والأكيد أن عودة زروقي لا ترتبط فقط بتحدياته على مستوى الأندية، بل تتعداها إلى مستقبله مع منتخب الجزائر، الذي يعيش مرحلة مهمة تحت قيادة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش (61 عاماً)، الذي يواصل الاعتماد عليه، لكن بدرجة أقل مقارنة بالمرحلة السابقة، وهذا في ظل ظهور عدد من الأسماء التي تضيف الحيوية والديناميكية إلى وسط الميدان، مثل لاعب ليل الفرنسي، نبيل بن طالب (30 عاماً)، ووسط ميدان نيس الفرنسي، هشام بوداوي (25 عاماً)، والمحترف الجديد بفريق سانت غيلواز البلجيكي، آدم زرقان (25 عاماً)، وحتى الوجه الصاعد مع شارلوروا البلجيكي، ياسين تيطراوي (22 عاماً)، إضافة إلى إمكانية عودة أحمد قندوسي (25 عاماً)، بعد شفائه من الإصابة من بوابة ناديه الجديد لوغانو السويسري، في وقت يلفّ الغموض مستقبل إسماعيل بن ناصر (27 عاماً) في نادي ميلان الإيطالي، الذي يرغب في التخلي عن خدماته خلال الميركاتو الحالي.
## هارفارد تتراجع عن تحدّي ترامب وتسعى إلى تسوية بـ500 مليون دولار
30 July 2025 05:56 PM UTC+00
في قرار مفاجئ، بدأت جامعة هارفارد الأميركية تتفاوض مع إدارة الرئيس دونالد ترامب لتسوية نزاعها معها، على أن تدفع مبلغاً يقارب نصف مليار دولار لذلك، بحسب ما كشفته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية نقلاً عن أشخاص مطّلعين على ملفّ الجامعة.
وكان ترامب قد شنّ حملة على جامعة هارفارد وجامعات أخرى بعد وصوله إلى البيت الأبيض وتولّيه ولايته الرئاسية الثانية في 20 يناير/ كانون الثاني 2025، وذلك على خلفيّة "تساهلها" مع "معادة السامية" خلال الحراك الطالبي الذي قام في الولايات المتحدة الأميركية على مدى أشهر تنديداً بالحرب التي راحت تشنّها إسرائيل على الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وادّعى ترامب وإدارته أنّ التظاهرات السلميّة التي قامت دعماً للفلسطينيين ونصرةً لغزة في الجامعات الأميركية منذ مايو/ أيار 2024، علماً أنّ الحرك امتدّ إلى أنحاء أخرى من العالم، أعمال معادية للسامية، على الرغم من مشاركة طلاب يهود في قيادتها. وراحا بالتالي يضيّقان الخناق على تلك الجامعات، وقرّرا وقف التمويل الحكومي، داعيَين إلى فرض عقوبات على الطلاب المعنيين. وفي هذا الإطار، أمر ترامب بإلقاء القبض على طلاب وباحثين أجانب في جامعات الولايات المتحدة الأميركية، من أمثال محمود خليل ومحسن مهداوى وبدر خان سوري وآخرين، وسعت إلى ترحيلهم.
وهكذا، استهدف ترامب جامعات النخبة مثل جامعتَي هارفارد وكولومبيا، منذ الأيام الأولى من ولايته الرئاسية الثانية، واتّهمها بتجاهل مكافحة معاداة السامية. وفرض شروطاً خضعت لها جامعة كولومبيا، لعلّ من أبرزها إخضاع أقسام ومناهج الشرق الأوسط للإشراف وفصل طلاب تظاهروا من أجل غزة، الأمر الذي استجابت له الجامعة بالفعل. وعلى الرغم من ذلك، فرضت عليها إدارة ترامب غرامة بقيمة 200 مليار دولار.
ووفقاً لما جاء في صحيفة نيويورك تايمز أخيراً، فقد طلب ترامب سراً من إدارة جامعة هارفرد دفع مبلغ أكبر بكثير من ذلك الذي فُرض على جامعة كولومبيا من أجل التسوية. وأتى ذلك فيما تمضي المفاوضات حول ما اشترطته إدارة ترامب بخصوص الموافقة على مراقبة المناهج وتنفيذ الاتفاق، إذ إنّ القائمين على جامعة هارفارد يرون أنّ مثل هذا الشرط للتسوية قد يمثّل "خطاً أحمر" و"انتهاكاً محتملاً للحريات الأكاديمية".
وعلى الرغم من أنّ الاحتمالات كبيرة لانتصار جامعة هارفارد في معركتها القضائية ضدّ الإدارة الأميركية، في ما يتعلّق بالتمويل الحكومي، فإنّ الاتّفاق بحسب ما رأى مسؤولو الجامعة قد يساعدهم في تجنّب مزيد من المشكلات خلال ولاية ترامب التي لم تمضِ سوى بضعة أشهر منها فقط.
وذكر ترامب، في تصريحات له أدلى بها في الشهر الماضي، أنّ إدارته قد تتوصّل إلى اتفاق مع جامعة هارفارد، فيما قال متحدّث باسم البيت الأبيض، يوم الاثنين الماضي، إنّ "مطلب الإدارة (الأميركية) منطقيّ وهو لا تسمحوا بمعاداة السامية والتمييز العنصري ولا تخالفوا القانون واحموا الحريات الأكاديمية". أضاف: "واثق من أنّ هارفارد سوف تتّفق في النهاية مع رؤية الرئيس (ترامب)"، لافتاً إلى أنّ "التوصّل إلى اتفاق جيّد أمر ممكن جداً".
وقاومت جامعة هارفارد، في إبريل/ نيسان الماضي، الشروط التي حاولت إدارة ترامب فرضها عليها. وكتب رئيس الجامعة آلان غاربر آنذاك أنّه "لا يجب على أيّ حكومة أن تملي على الجامعات الخاصة ما يمكن تدريسه ومن يمكنها قبوله وتوظيفه". وحرّكت الجامعة دعوى قضائية ضدّ الحكومة التي بدأت بسحب ملايين الدولارات من أموال الأبحاث الفيدرالية، ولم يصدر القضاء الفيدرالي حكماً بعد في القضية.
## نعيم قاسم: السلاح ليس أولوية الآن ونرفض تسليمه لإسرائيل
30 July 2025 05:57 PM UTC+00
أكد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أن الأولوية في المرحلة الحالية ليست السلاح، بل إعادة الإعمار ووقف العدوان على لبنان، مشدداً على أن السلاح الذي تمتلكه المقاومة مخصص حصراً لمواجهة إسرائيل، ويُعدّ شأناً داخلياً يشكّل جزءاً من قوة لبنان، ولن يُسلَّم للعدو. وفي كلمة ألقاها مساء الأربعاء، في الذكرى السنوية لاستشهاد القيادي فؤاد شكر الذي اغتالته إسرائيل خلال الحرب الأخيرة، أوضح قاسم أن الحزب يعمل على مسارين متوازيين: الأول هو مسار المقاومة، بأدواتها وأساليبها الخاصة، والموجهة حصرياً ضد الاحتلال الإسرائيلي؛ والثاني هو المسار السياسي الهادف إلى بناء الدولة، من خلال تمثيل الناس ومتابعة قضاياهم والمشاركة في الحياة السياسية. وأكد قاسم أن كلا المسارين متكاملان، ولكل منهما خصوصيته ومتطلباته وأهدافه.
وأشار قاسم إلى أن إسرائيل لم تنفذ اتفاق وقف إطلاق النار، موضحاً أن الاتفاق محصور في جنوب نهر الليطاني، وأضاف: "أما إذا ربط البعض بين السلاح والاتفاق، فأقول له: السلاح شأن لبناني داخلي لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالعدو الإسرائيلي، هذا شأن داخلي". وتابع: "بعد معركة أولي البأس، استمر العدوان الإسرائيلي لكن بوتيرة منخفضة، من أجل الضغط علينا وعلى لبنان، وبدأوا يروّجون بأن الحزب أصبح ضعيفاً على قاعدة أنه لا يرد على هذه الاعتداءات. نحن قلنا وعبّرنا بشكل واضح: عندما أصبحت الدولة مسؤولة وتعهدت بمتابعة الأمر، لم نعد نحن مسؤولين عن التصدي نيابة عن الجميع".
وأضاف: "الدولة كلها مسؤولة، ما يعني أن الشعب كله مسؤول، يعني القوى السياسية كلها مسؤولة، ليس فقط نحن وحدنا. هذه مرحلة جديدة. اعتقدوا أن حزب الله أصبح ضعيفاً، لكنهم فوجئوا بحضوره السياسي في تركيبة الدولة، وبحضوره الشعبي، وبالانتخابات البلدية، وحجم الحضور الموجود لحزب الله وحركة أمل، أي للمقاومة، في هذه الانتخابات، وفي النتائج التي حصلوا عليها". وتابع قاسم: "خرق الإسرائيلي الاتفاق، وهدد بتهديدات مستمرة، وهذا كله في رأينا مسؤولية إسرائيل وأميركا معاً، لأنهما متواطئتان. كل المطالبات التي حصلت خلال الفترة الماضية بتنفيذ إسرائيل للاتفاق فضحت إسرائيل وفضحت أميركا".
وأشار إلى أن "وظيفة المندوب الأميركي أن يصنع مشكلة للبنان، وأن يقلب الحقائق. أميركا لا تساعدنا، بل تدمر بلدنا من أجل أن تساعد إسرائيل. بدل أن تكون المشكلة هي إسرائيل، أرادوا أن يقولوا إن المشكلة هي حزب الله والمقاومة ولبنان. مع العلم أن المطلوب هو إيقاف العدوان وتنفيذ الاتفاق. لكنهم أرادوا أن يُحدثوا مشكلة لنا في داخل لبنان. جاء برّاك (الموفد الأميركي توماس برّاك) بالتهويل والتهديد بضم لبنان إلى سورية، وبالتهديد بأن لبنان لن يبقى على الخريطة، وأنه لن يكون محل اهتمام العالم، مستخدماً في الوقت نفسه العدوان والتهديد بتوسعة العدوان. فوجئ بأن الموقف اللبناني الرسمي الوطني المقاوم، الحريص على مصلحة لبنان، كان موقفاً موحداً: فليتوقف العدوان، وبعد ذلك نناقش كل الأمور".
وأردف: "هو فوجئ لأنه يعتبر أنه إذا ضغط على الرؤساء فسيُحدث مشكلة وفتنة ويُدخل اللبنانيين ضد بعضهم، لكنه لا يعرف أن هؤلاء الرؤساء يعرفون وضع لبنان، خصوصية لبنان، وتركيبته. ثم هم جاؤوا ليعمروا بلداً، لا يستطيعون أن يعمروا بلداً والعدوان مستمر، ولا يستطيعون أن يعمروا بلداً ويأتي أحد يطلب منهم أن يعطوه قوة البلد وقدرته، ولا أن يفرض الأميركي وصايته التي يريدها من أجل أن يُعدم لبنان قوته وقدرته".
وتابع: "من يريد مساعدة لبنان، فليدفع أموالاً، ويساهم عبر القوانين، وليسعَ إلى دعم الإعمار، ويُسانده اقتصادياً. أما الأميركي، فهو لا يأتي لمساعدة لبنان، بل ليستنزفه لصالح إسرائيل، وهذا أمر مرفوض. اليوم، ومن جانب لبنان، أُنفذ الاتفاق وحقق استقراراً في شمال فلسطين، فالإسرائيلي يدّعي وجود مشكلة في الشمال، لكن الواقع أن الهدوء مستمر منذ ثمانية أشهر، فلماذا لا يُترجم ذلك بأمن مماثل في لبنان؟ فليُثبتوا أنهم تجاوزوا أطماعهم في بلدنا، وهو ما لم يحدث حتى الآن".
وأضاف: "العدوان الإسرائيلي مستمر ولم يتوقف. بل ذهب أبعد من ذلك: هل يعتقد أحد أن الإسرائيليين متمركزون عند النقاط الخمس الحدودية فقط للضغط السياسي؟ في الحقيقة، هم يستفيدون من الدعم الأميركي للضغط على اللبنانيين من أجل نزع سلاح المقاومة، وبالتالي إضعاف لبنان. هذه النقاط الخمس ما هي إلا بوابة للتوسع نحو قرى أخرى، تمهيداً لتحويلها إلى مستوطنات لاحقاً، وتالياً التسلل إلى المشهد السياسي اللبناني بهدف فرض أجندتهم. هذا هو جوهر المشروع الإسرائيلي"، مشدداً على أن بقاءهم في تلك النقاط يأتي في إطار خطة توسعية مدروسة.
وأشار قاسم إلى أن "لبنان معرض لخطر وجودي: من إسرائيل، ومن الدواعش، ومن الأميركيين الذين يرعون أن يكون لبنان أداة طيعة ليندمج في مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يريدونه". وأضاف: "لن نقبل أن يكون لبنان ملحقاً بإسرائيل، والله لو اجتمعت الدنيا كلها، ولو ذهبنا جميعاً، ولو قُتلنا ولم يبقَ منا أحد، لن تستطيع إسرائيل أن تهزمنا، ولن تستطيع أن تأخذ لبنان رهينة ما دام فينا نفس حي"، مشدداً على أن "السلاح الذي معنا هو لمقاومة إسرائيل، لا علاقة له بالداخل اللبناني، بل هو قوة للبنان. ونحن نقول: نحن مستعدون لنناقش كيف يكون هذا السلاح جزءاً من قوة لبنان. لكن، لن نقبل أن يُسلَّم السلاح لإسرائيل".
واعتبر قاسم أن "كل من يطالب بتسليم السلاح، يطالب عملياً بتسليمه لإسرائيل"، مشدداً على أن برّاك يريد السلاح من أجل إسرائيل، لا من أجل ضبط الوضع الأمني في لبنان، مؤكداً: "لا يطلب أحد منا اعترافاً، ولا أحد يطلب منا صلحاً، ولا استسلاماً". وتابع: "الخطر الداهم هو العدوان الإسرائيلي، فلا تناقشوا ماذا نملك أو لا نملك، ناقشوا العدوان. هذا العدوان يجب أن يتوقف. كل الخطاب السياسي في البلد يجب أن يكون لإيقاف العدوان، وليس لتسليم السلاح لإسرائيل. في هذه المرحلة، وحتى أوضح لكم أكثر: كل دعوة لتسليم السلاح والعدوان مستمر، هي دعوة لإعطاء إسرائيل سلاح قوة لبنان. لا يلعب أحد معنا هذه اللعبة، لأننا لن نكون من يعطون السلاح لإسرائيل".
وأضاف: "السلاح، أقول الآن، ليس أولوية. الأولوية هي الإعمار، وإلغاء العدوان"، مشدداً على أن "على الدولة أن تقوم بواجبين أساسيين: أولًا: إيقاف العدوان بكل السُبل والطرق، دبلوماسية أو عسكرية، والثاني: إعادة الإعمار"، مؤكداً أن "كل من يطالب اليوم بتسليم السلاح، داخلياً أو خارجياً أو عربياً أو دولياً، هو يخدم المشروع الإسرائيلي، مهما كان اسمه، أو صفته، أو عنوانه، أو ادعاؤه، لأن الوقائع تشرح ذلك".
وأردف: "أنتم أوقفوا العدوان، امنعوا الطيران من الجو، أعيدوا الأسرى، فلتنسحب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها. دعونا نرى إن كان هذا المشهد سيستقر. بعد ذلك، خذوا منّا أفضل نقاش، وتجاوباً على أعلى مستوى. لا تقولوا لنا الآن: نريد أن نعرف. لا، لا أستطيع أن أقدّم لك كل شيء الآن، لأنك تريد أن تأخذ بعد الكرامة الباقية، ولا نقدر على ذلك".
وختم قاسم كلمته بتأكيد أن لبنان اليوم أمام مفترق طرق بين خيارين واضحين: خيار السيادة الذي يعني حماية الوطن، وخيار الاستقلال الذي يرفض أي شكل من أشكال الوصاية، إلى جانب خيار ثالث لا يقل أهمية، هو التحرير ورفض الاحتلال. وقال: "هذا هو خيارنا الحقيقي: السيادة، الاستقلال، والتحرير. فلنُجمع عليه ونرفعه شعاراً موحّداً: أن نُخرج إسرائيل من أرضنا بوحدتنا، وأن نُعيد إعمار بلدنا بتكاتفنا". وأضاف: "إذا تمكنّا من تحقيق ذلك، نكون قد أنجزنا المهمة. ولْنُوجّه رسالة واضحة إلى العرب والعالم: مرحباً بكل من يقدّم دعماً لإخراج الاحتلال ويساهم في إعمار لبنان، فهذا يخدم مصلحتهم كما يخدم مصلحة بلدنا. أما من يسعى لخدمة إسرائيل ومشروعها، فليس له مكان بيننا".
## الشرطة الصينية فككت عصابة تبيع دمى "لابوبو" مزيّفة
30 July 2025 06:00 PM UTC+00
فكّكت شرطة شنغهاي الصينية في يوليو/تموز عصابة إجرامية تُصنّع دمى "لابوبو" مقلّدة وتبيعها، واعتقلت ثمانية أشخاص. واجتاحت المنتجات المقلدة التي يُصنّع الكثير منها أيضاً في الصين، منصات الإنترنت، ويطلق عليها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي تسمية "لافوفوس". وأفادت صحيفة شنغهاي ديلي الرسمية، مساء أمس الثلاثاء، بأن عمليات المصادرة قد أسفرت عن ضبط ألعاب مقلدة بقيمة 12 مليون يوان (1,7 مليون دولار).
وأبلغت "بوب مارت" الشرطة بعد أن أعلمها أحد الزبائن بأنّ دمية اشتُريت عبر الإنترنت مزيفة. وأسفر تحقيق السلطات الصينية عن العثور على متجر إلكتروني يبيع مراوح ومكبرات صوت وأجهزة ألعاب، ولكنه كان أيضاً بمثابة واجهة لبيع منتجات مقلدة. ودهمت الشرطة مستودعاً وأوقفت ثمانية أشخاص وصادرت خمسة آلاف لعبة تحمل علامات تجارية مزيفة وملصقات لمكافحة التزوير، بحسب "شنغهاي ديلي".
نجاح "لابوبو" العالمي
"لابوبو" ألعاب تُشبه أرنباً ممزوجاً بوحش ابتكرها الرسام كاسينغ لونغ عام 2015، حيث ظهرت لأول مرة في ثلاثة كتب مصورة مستوحاة من الأساطير الاسكندنافية بشخصية تجمع بين الغرابة والبراءة. وفي عام 2019 وقّع الرسام اتفاقاً مع شركة بوب مارت لتصنيع تماثيل "لابوبو" لكنها لم تحقق رواجاً واسعاً إلا عام 2023، عندما طرحت الشركة نسخة محشوة من الدمية على شكل ميداليات مفاتيح. وتجاوز عدد المنشورات عن "لابوبو" على "تيك توك" مليوناً وأربعمائة ألف. 
و"لابوبو" جزء من موجة متنامية من المنتجات الثقافية الصينية التي تكتسب زخماً في الخارج، إذ يزيّن مشاهير، منهم ريهانا ودوا ليبا، حقائبهم بهذه الدمية. وتُنتَج هذه اللعبة التي تصنّعها شركة "بوب مارت" في بكين وتُباع عادة بنحو 40 دولاراً، بكميات محدودة، وقد لاقت رواجاً كبيراً في المتاجر حول العالم.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## جيش الاحتلال الإسرائيلي: سلاح الجو اعترض قبل قليل مسيّرة أطلقت من اليمن
30 July 2025 06:09 PM UTC+00
## البنك المركزي الأميركي يثبت الفائدة وسط انقسام داخلي وضغوط ترامب
30 July 2025 06:14 PM UTC+00
في يوم حافل بالقرارات الاقتصادية وردات الفعل السياسية، أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) على أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الخامسة على التوالي، متمسكًا بالنطاق الحالي لسعر الفائدة الرئيسي لليلة واحدة في نطاق بين 4.25% و4.50%، قائلًا إن حالة عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية لا تزال مرتفعة، وذلك رغم تنامي الضغوط السياسية والجدل الداخلي داخل لجنة السوق المفتوحة. وبينما رأى محللو "بلومبيرغ إيكونوميكس" أن القرار يعكس استمرار الانقسام بين أعضاء اللجنة، خصوصًا مع ترجيح الحاكم كريس والر والحاكمة ميشيل بومان عدم خفض الفائدة، فإن الأسواق لم تُفاجأ بالنتيجة. فقد أظهرت بيانات النمو الأميركي انتعاشًا غير متوقّع، مع ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3% خلال الربع الثاني، ما قوّى موقف المتشددين في الفيدرالي.
ولم يفوّت الرئيس الأميركي دونالد ترامب المناسبة، فاستبق قرار المركزي بمنشور على منصة "تروث سوشال" قائلًا: "الناتج المحلي صدر للتو: 3%، أفضل بكثير من المتوقع!... بعد فوات الأوان، يجب الآن خفض سعر الفائدة. لا تضخم! دعوا الناس يشترون منازلهم ويسددون ثمنها!".
ويأتي تصريح ترامب في وقت تتزايد المطالب من البيت الأبيض باعتماد سياسة نقدية أكثر مرونة، وهو ما عبّر عنه أيضًا وزير الخزانة سكوت بيسنت الذي دعا الفيدرالي إلى مزيد من "الخيال والانفتاح"، منتقدًا في الوقت نفسه افتراضات سابقة تربط بين الرسوم الجمركية وارتفاع التضخم. ولاحقًا، قال ترامب إنه ينبغي لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) خفض أسعار الفائدة، لأن إبقاءها مرتفعة يضر بالناس. وأضاف للصحافيين: "نحن نبقي أسعار الفائدة مرتفعة، وهذا يمنع الناس من شراء المنازل. كل هذا بفضل الاحتياطي الاتحادي".
الأسواق المالية تتفاعل مع الفائدة الأميركية
أما الأسواق فكانت تترقب بحذر. وقد سجلت الأسهم الأميركية ارتفاعًا طفيفًا خلال جلسة متذبذبة يوم الأربعاء، وذلك عقب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تثبيت أسعار الفائدة، كما كان متوقعًا على نطاق واسع، فيما يترقّب المستثمرون تصريحات رئيس المجلس جيروم باول للحصول على مؤشرات بشأن توقيت خفض تكاليف الاقتراض. وسجل مؤشر داو جونز الصناعي ارتفاعًا بنسبة 0.03% ليغلق عند 44647.92 نقطة، فيما زاد مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 0.21% إلى 6384.14 نقطة، وارتفع مؤشر ناسداك المركب 0.41% إلى 21184.57 نقطة.
وقبيل صدور قرار المركزي الأميركي، تراجع سعر أونصة الذهب 1% إلى 3292.77 دولارًا، على خلفية البيانات الاقتصادية القوية، مما زاد من احتمالات تأجيل أي خفض محتمل للفائدة إلى وقت لاحق من هذا العام. وفي هذا الصدد، نقلت رويترز عن محلل استراتيجية السلع في "ويزدوم تري"، نيتيش شاه، قوله إن بيانات الناتج المحلي وتقرير الوظائف عززت الاعتقاد بأن الفيدرالي قد يُواصل التريث، وهو ما انعكس على توقعات المتداولين، حيث تراجعت احتمالات خفض الفائدة في سبتمبر من 66% إلى 60%.
في غضون ذلك، استقر سعر برميل النفط مع بعض التراجع الطفيف، حيث هبط خام برنت إلى 69.98 دولارًا، متأثرًا بحالة عدم اليقين حول مستقبل التجارة العالمية ونتائج اتفاق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي فرض رسومًا نسبتها 15% على معظم السلع الأوروبية، مقابل تعهد الاتحاد بشراء طاقة أميركية بـ750 مليار دولار. وفي مؤشر إيجابي للأسواق، تم تمديد الهدنة الجمركية بين واشنطن وبكين 90 يومًا بعد محادثات وصفت بالبناءة في استوكهولم، لتخفّف بذلك من مخاوف تصاعد التوتر التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
على صعيد الخليج، تفاعلت بورصات المنطقة بإيجابية، حيث ارتفع المؤشر السعودي 0.8% مدعومًا بآمال إعلان أرباح أرامكو وسابك الأسبوع المقبل. وواصل مؤشر دبي الرئيسي صعوده للجلسة السادسة ليصل إلى أعلى مستوياته منذ أكثر من 17 عامًا، فيما ارتفعت مؤشرات أبوظبي وقطر والبحرين والكويت، مع تباين في نتائج أرباح الشركات المحلية.
تونس تُثبّت الفائدة رغم تحسن التضخم
إقليميًا، أبقى البنك المركزي التونسي على سعر الفائدة الرئيسي عند 7.5%، رغم تراجع معدل التضخم في يونيو/حزيران إلى 5.4%، وهو أدنى مستوى له منذ خمس سنوات. وارتفع العجز التجاري للنصف الأول من 2025 إلى 3.46 مليارات دولار، ما ساهم في زيادة عجز الحساب الجاري إلى 1.9% من الناتج المحلي الإجمالي.
## حكومة الوحدة الوطنية الليبية تعتزم شن ضربات ضد "خارجين عن القانون"
30 July 2025 06:22 PM UTC+00
أعلنت وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية، مساء الأربعاء، عزمها تنفيذ "ضربات جوية دقيقة" تستهدف "أوكار الجماعات الخارجة عن القانون" في مناطق محددة لم تسمّها، كما لم تحدد موعد تنفيذ هذه الضربات. وحذّرت الوزارة، في بيانها، الأهالي من الاقتراب من "تمركزات تلك العناصر المتورطة في تهريب البشر والاتجار بالمخدرات"، داعيةً إياهم إلى الابتعاد الفوري عن المواقع التي يُشتبه في استخدامها كملاذات أو مخازن أو نقاط تمركز. وأكدت الوزارة أن "سلامة المواطنين أولوية، وأن التعاون مع الجهات الأمنية والعسكرية واجب وطني".
ولم توضح الوزارة ما إذا كانت المواقع المستهدفة داخل طرابلس أو خارجها، خاصة في ظل التوتر القائم منذ منتصف مايو/ أيار الماضي، حين شهدت العاصمة مواجهة مسلّحة عنيفة بين قوات وزارتي الداخلية والدفاع وجهاز قوة الردع الخاصة التابع للمجلس الرئاسي، عقب إطاحة قوات الحكومة جهاز دعم الاستقرار. وكان رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة قد وجّه، في مناسبات عدة، اتهامات مباشرة لجهاز الردع بالتورط في ارتكاب الجرائم والانتهاكات داخل السجون التي يسيطر عليها، واصفاً الجهاز بأنه "مجموعة مسلّحة خارجة عن القانون".
ولم تنفّذ الحكومة أي عمليات جوية منذ ذلك الحين، باستثناء تلك التي نفذها طيرانها المسيّر منتصف عام 2023، ضد نقاط تهريب الوقود والمهاجرين غير النظاميين وأوكار الجريمة في نطاق غرب طرابلس، الممتد من مدينة الزاوية (نحو 30 كلم غرباً)، حتى مدينة زوارة (نحو 120 كلم غرباً)، في خطوة هدفت إلى ضرب شبكات التهريب وإظهار قدرة الدولة على استخدام القوة الجوية ضد أهداف محددة.
كما نفذت الحكومة، مطلع العام الجاري، عملية برية واسعة بقيادة المنطقة العسكرية بالساحل الغربي، في الزاوية ومدن الساحل، تحت شعار "فرض الأمن والقضاء على الجريمة"، حيث شددت على "حرصها الكامل على سلامة المدنيين وحماية الممتلكات العامة والخاصة"، معلنةً انتشار وحداتها ضمن خطة لتأمين الأحياء والمناطق، وإزالة عدد من الأوكار، وملاحقة المطلوبين.
## سورية تعود إلى خريطة الاتصالات العالمية بعد عقد من الغياب
30 July 2025 06:22 PM UTC+00
في خطوة تعبّر عن بداية انفتاح رقمي بعد سنوات من العزلة، أعلنت وزارة الاتصالات والتقانة في سورية عن عودة البلاد للمشاركة في فعاليات رابطة مشغلي الهواتف النقالة العالمية (GSMA)، وذلك بعد انقطاع دام أكثر من عقد من الزمن. وتأتي هذه العودة ضمن جهود رسمية لإعادة ربط قطاع الاتصالات السوري بالمنظومة الدولية، وسط تطلعات لتعويض الفجوة التقنية التي خلّفتها الحرب، وما رافقها من انهيار في البنية التحتية وانقطاع عن شبكات التعاون الإقليمي والدولي في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وجاء الإعلان عن الخطوة، بحسب بيان صادر عن الوزارة، على هامش زيارة وفد سوري إلى المملكة الأردنية الهاشمية، ناقش خلالها الطرفان سبل تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجال التحول الرقمي. وبحسب مصادر مطلعة في وزارة الاتصالات السورية تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن استعادة عضوية GSMA ستُتيح لسورية إعادة الاندماج في البيئة العالمية للاتصالات، والاستفادة من خدمات الرابطة، بما يشمل برامج بناء القدرات الفنية وتنظيم المؤتمرات والمعارض الدولية. كما أوضحت الوزارة أن هذه الخطوة ستفتح المجال أمام الشركات السورية العاملة في قطاع الاتصالات، لا سيما شركات الخلوي والمزودين المحليين، للانخراط مجددًا في شبكة GSMA، بما يعزز فرص التحديث التقني والانفتاح على الأسواق الإقليمية والعالمية.
ويرى مهندس الاتصالات محمد العلوش أن عودة سورية إلى GSMA "تشكل نقطة تحوّل في سياسة الانفتاح الرقمي، التي كانت شبه مجمدة نتيجة العقوبات الدولية وظروف الحرب"، مشيرًا إلى أن الخطوة تعكس رغبة رسمية في إعادة وصل ما انقطع مع المؤسسات التقنية العالمية، خاصة مع ظهور مؤشرات على انفتاح جزئي في عدد من القطاعات. وأضاف العلوش في حديثه لـ"العربي الجديد" أن العودة إلى GSMA "تفتح الباب أمام دخول تقنيات جديدة إلى السوق السورية، وخصوصًا الجيل الخامس (5G) وتطبيقات إنترنت الأشياء، التي أصبحت حجر الزاوية في البنية التحتية الرقمية على مستوى العالم".
وأشار إلى أن سورية كانت خلال السنوات الماضية "خارج خريطة التطور العالمي في قطاع الاتصالات، بسبب غياب الشراكات الدولية والتحديثات التقنية"، معتبرًا أن العودة إلى GSMA "تمنح فرصة لتحديث المعايير الفنية، والاقتراب أكثر من الأنظمة العالمية المعتمدة، سواء في ما يتعلق بأمان الشبكات أو التشغيل البيني بين مختلف الأنظمة". وحذّر العلوش من أن "الاستفادة الفعلية من هذه الخطوة تبقى مرهونة بقدرة الدولة على تهيئة بيئة تنظيمية وتشريعية مرنة، تتيح جذب الاستثمارات التقنية وتخفيف القيود"، مشيرًا إلى أن الشركات السورية في القطاعين العام والخاص بحاجة إلى "برامج تدريب وتأهيل للكوادر، بالإضافة إلى تحديث التجهيزات والبنية التقنية".
وأكد أن التحدي الأكبر "لا يتمثل في مجرد استعادة العضوية، بل في تحويل هذا الانفتاح إلى نتائج ملموسة للمواطن السوري، من خلال تحسين جودة الخدمة، وخفض التكاليف، وتعزيز الشفافية في إدارة القطاع". وفي السياق نفسه، أعلنت وزارة الاتصالات عن تلقيها دعوة رسمية للمشاركة في مؤتمر الاتصالات العالمي (Mobile World Congress – Doha)، الذي تستضيفه العاصمة القطرية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، واعتبرته "محطة مهمة لتعزيز التعاون الثنائي والإقليمي وتبادل الخبرات في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات".
يُذكر أن سورية فقدت عضويتها في رابطة GSMA منذ اندلاع الحرب عام 2011، وتوقفت منذ ذلك الحين عن المشاركة في مؤتمرات الرابطة وبرامجها التدريبية، ما انعكس سلبًا على مستوى البنية التحتية الرقمية في البلاد. وتُعد GSMA جمعية تجارية عالمية غير ربحية، تضم أكثر من 750 مشغلًا للهواتف المحمولة أعضاء دائمين، إضافة إلى أكثر من 400 شركة في القطاع الأوسع للاتصالات المتنقلة أعضاء منتسبين. تأسست عام 1995 لدعم وتعزيز مشغلي شبكات الهاتف المحمول التي تعتمد معيار GSM (النظام العالمي للاتصالات المتنقلة)، وتعمل كصوت موحد لهؤلاء المشغلين حول العالم، مدافعة عن مصالحهم التنظيمية والتجارية، كما تدعم تطوير التقنيات الحديثة مثل 5G وإنترنت الأشياء.
## اقتصاد منطقة اليورو يسجل نمواً غير متوقع في الربع الثاني من العام
30 July 2025 06:22 PM UTC+00
سجّل اقتصاد منطقة اليورو نمواً غير متوقع في الربع الثاني من العام الجاري، بحسب ما أظهرت بيانات رسمية يوم الأربعاء، رغم التوترات التجارية التي تخيّم على التوقعات العالمية. وأفادت وكالة الاتحاد الأوروبي الرسمية للبيانات (يوروستات) بأن منطقة العملة الموحدة التي تضم 20 بلداً قد سجّلت نمواً نسبته 0.1% في الفترة من إبريل/ نيسان إلى يونيو/ حزيران الماضيين، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وتوصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة نهاية الأسبوع الماضي، من شأنه أن يضع حداً للمخاوف التجارية لدول الاتحاد وتجنب حرب تجارية متصاعدة مع أكبر شركائه الاقتصاديين. ويأمل مسؤولو الاتحاد الأوروبي أن يساعد الاتفاق الشركات على تجنّب مزيد من الصعوبات الاقتصادية، لكن محللين حذّروا من أن الناتج الأوروبي سيتأثر سلباً بالاتفاق الذي ينصّ على رسوم جمركية نسبتها 15% على معظم الصادرات.
وأظهرت بيانات "يوروستات" الأربعاء أن فرنسا، ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا، تجاوزت التوقعات، لتسجّل نمواً بنسبة 0.3% في الربع الثاني من العام. إلا أن الأداء الأفضل كان لإسبانيا التي سجّلت نمواً نسبته 0.7% في الفترة نفسها. وسجّلت ألمانيا، القوة الاقتصادية الكبرى في الاتحاد، انكماشاً غير متوقع بنسبة 0.1% مقارنة بالفصل السابق. كما سجّل الاقتصاد الإيطالي انكماشاً بنسبة 0.1% خلال الفترة ذاتها.
وجاء أداء منطقة اليورو أفضل من نسبة صفر في المئة التي توقعها محللون في استطلاعات "بلومبيرغ" و"فاكت سيت"، ويأتي بعدما سجّل اقتصاد منطقة اليورو نمواً بنسبة 0.6% في الربع الأول. لكن خبراء اقتصاد حذّروا من المبالغة في اعتبار تلك البيانات مؤشراً مهماً، نظراً إلى التغير الكبير في بيانات أيرلندا.
وبينما يفتقر اتفاق الأحد إلى التفاصيل في وقت ما زالت المفاوضات جارية على مسائل كثيرة، أكد الجانبان أن معظم منتجات الاتحاد الأوروبي ستخضع لرسوم جمركية نسبتها 15 في المئة، بما في ذلك الأدوية وأشباه الموصلات. وحذّر خبراء اقتصاد من أن الاتفاق قد يؤثر سلباً نوعاً ما على اقتصاد منطقة اليورو. وسارعت الشركات الأوروبية في النصف الأول من العام لشحن مزيد من المنتجات لتجنّب رسوم ترامب الإضافية. ويقول مسؤولون أوروبيون إن الاتفاق يتضمّن إعفاءات ثنائية من الرسوم الجمركية بالنسبة لسلع معيّنة لم يتم تحديدها بعد.
## المستهلكون البريطانيون متشائمون من مستويات أداء اقتصادهم
30 July 2025 06:22 PM UTC+00
ظلّ المتسوقون في المملكة المتحدة صامدين رغم تعثّر الاقتصاد، لكن أي بائع تجزئة سيؤكد أن نجاح العام سيتوقف على نتائج "الربع الذهبي" أي الشهور الثلاثة الأخيرة من العام. وحتى مع توجّه البريطانيين إلى عطلاتهم الصيفية، فإن المؤشرات لما قبل الشتاء تثير القلق، وهو خبر غير سار بالنسبة لوزيرة الخزانة راتشيل ريفز، لأن المستهلكين يساهمون بنحو ثلاثة أخماس الناتج المحلي الإجمالي.
ويشير تقرير لوكالة بلومبيرغ يوم الأربعاء إلى أن مؤشر ثقة المستهلكين GFK (النمو من خلال الثقة)، قد سجل تدهوراً ملحوظاً خلال الشهور الاثني عشر المنصرمة. لكن أحد المؤشرات الفرعية ضمنه يكشف عن معلومات دالة، إذ قفز مؤشر الادخار إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2007. وأوضحت شركة GfK التي تصدر المؤشر أن الأسر تقوم بتأجيل الإنفاق وتكوين "صناديق طوارئ" تحسّباً لزيادات ضريبية محتملة في الخريف.
وتحذّر وحدة بلومبيرغ إيكونوميكس من احتمال وجود عجز في الميزانية يصل إلى 30 مليار جنيه إسترليني (40 مليار دولار) هذا العام، مما سيفرض على الحكومة مهمة البحث عن طرق لسدّه. وهو ما يمثل أخبارا غير سارة بالنسبة لثقة المستهلك، خصوصاً مع بقاء معدلات التضخم مرتفعة بشكل مزمن، ما يؤدي إلى تآكل القدرة الشرائية.
وتُظهر بيانات متابعة الدخل الصادرة عن سلسلة المتاجر الكبرى ASDA لشهر يونيو/حزيران، أنه على الرغم من ارتفاع متوسط الدخل المتاح للأسر بنسبة 3.8% مقارنة بالعام الماضي، فإن "القدرة الشرائية قد تراجعت لدى 40% من الأسر البريطانية، مع وصول التضخم إلى أعلى مستوى له منذ 18 شهراً."
ويتوقع التقرير ألا يتجاوز معدل النمو 0.1%  في الربع الثاني من العام، مع أداء لا يختلف كثيرًا في بقية الربعين التاليين، بعدما ارتفع معدل البطالة في مايو إلى 4.7%، وهو الأعلى منذ أربع سنوات. ورغم صعوبة قياس تدهور فرص العمل بدقة، فإن هذا المعدل يترك أثرًا سلبيًا خطيرًا؛ إذ إن الناس يغيرون سلوكهم الاستهلاكي بشكل جذري عندما يفقدون وظائفهم أو يشهدون أقاربهم وأصدقاءهم يتعرضون للتسريح.
وينسحب التدهور إلى قطاع المنازل حيث يشهد سوق الإسكان ركودًا منذ ارتفاع ضريبة شراء العقارات في إبريل/نيسان الماضي. ومن المتوقع أن يخفض بنك إنكلترا (المركزي البريطاني) سعر الفائدة الرسمي إلى 4%  في اجتماعه المقبل في السابع من أغسطس/آب، لكنه لا يزال يتبع وتيرة بطيئة جدًا في خفض سعر الفائدة الأساسي. وهو أمر مفهوم في ظل القلق من استمرار التضخم المرتفع في يونيو/حزيران والذي بلغ 3.6%، رغم أن المخاوف بدأت تتحول أكثر نحو تدهور سوق العمل. وجاءت مبيعات التجزئة في يونيو/حزيران مخيبة للآمال، حيث ارتفعت بنسبة 0.9% فقط بعد انخفاض حاد بنسبة 2.8% في مايو/أيار، وفقًا لمكتب الإحصاءات الوطنية.
## الجفاف ونقص الغذاء يدفعان أكثر من 100 ألف أسرة للنزوح في أرض الصومال
30 July 2025 06:23 PM UTC+00
حذّر رئيس أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله (عُرّو)، من تفاقم أزمة الجفاف التي تضرب أجزاء واسعة من البلاد، مؤكدًا أن تداعياتها باتت تُشكّل تهديدًا مباشرًا لحياة أكثر من 100 ألف أسرة في إقليم أودل، شمال غربي البلاد، نتيجة انعدام الأمن الغذائي، ونفوق أعداد كبيرة من المواشي، إضافة إلى تسجيل وفيات بشرية ناجمة عن الجوع وسوء التغذية.
وجاء تحذير الرئيس في كلمة ألقاها أمام عدد من رجال الأعمال المحليين في العاصمة هرجيسا، حيث دعا إلى تعبئة الجهود المحلية والدولية لتفادي كارثة إنسانية وشيكة. وأوضح أن الجفاف لا يقتصر على إقليم أودل فقط، بل يمتد بدرجات متفاوتة إلى سائر الأقاليم الستة في صوماليلاند، مشيرًا إلى أن أكثر من 600 ألف شخص تأثروا بشكل مباشر بموجة الجفاف الحالية.
وأشار عُرّو إلى أن تكرار موجات الجفاف يعود في الأساس إلى تأخر مواسم الأمطار واختلال أنماط المناخ، لافتًا إلى أن التوقعات المناخية تُنذر باستمرار حالة الجفاف خلال الأشهر المقبلة، ما يستدعي استجابة عاجلة ومنسقة من كافة الجهات المعنية. وفي لفتة تقديرية، عبّر رئيس أرض الصومال عن شكره لحكومة جيبوتي على المساعدات العاجلة التي قدمتها للمتضررين في المناطق الشمالية الغربية، مثمنًا دعمها الإنساني في وقت الحاجة.
وتُعد أزمة الجفاف من أبرز التحديات البيئية والاقتصادية التي تواجه أرض الصومال في العقود الأخيرة، إذ تتكرر هذه الظاهرة بوتيرة متسارعة نتيجة التغير المناخي، وسط غياب بنية تحتية كافية لإدارة الموارد المائية. ويعتمد جزء كبير من السكان على الرعي والزراعة التقليدية مصدرا أساسيا للعيش، ما يجعلهم أكثر عرضة لتقلبات المناخ.
كما تُقدّر الثروة الحيوانية في أرض الصومال بملايين رؤوس الإبل والأغنام والماعز، وتشكل المصدر الرئيسي للصادرات الوطنية، لا سيما إلى أسواق الخليج العربي. غير أن موجات الجفاف المتلاحقة أدت إلى نفوق أعداد هائلة من المواشي، ما انعكس سلبًا على دخل الأسر الريفية، وأضعف قدرة المجتمعات المحلية على الصمود، ودفع بالعديد من العائلات إلى النزوح الداخلي بحثًا عن المياه والكلأ.
وبحسب تقارير صادرة عن منظمات دولية، فإن تراجع الإنتاج الحيواني يُشكّل خطرًا مباشرًا على الاقتصاد المحلي، حيث يعتمد نحو 60% من سكان أرض الصومال على الماشية لتأمين سبل العيش، سواء من خلال التصدير أو الاستهلاك المحلي. وتحذر التقديرات من أن استمرار الجفاف دون استجابة فاعلة قد يؤدي إلى أزمة غذائية شاملة، في ظل تراجع المخزون الغذائي، وارتفاع أسعار الحبوب والأعلاف، فضلًا عن ضعف البنية الصحية وخدمات الإغاثة، خصوصًا في المناطق الريفية والنائية.
## نيسار... قمر اصطناعي أميركي هندي لمراقبة الأرض
30 July 2025 06:28 PM UTC+00
أُطلق اليوم الأربعاء قمر اصطناعي راداري جديد طوّرته الهند والولايات المتحدة بشكل مشترك، تتمثّل مهمّته بمراقبة أي تغيّرات طفيفة في اليابسة أو الأسطح الجليدية على الأرض، والمساعدة في التنبؤ بالمخاطر الطبيعية وتلك الناتجة من الأنشطة البشرية. وانطلق القمر الاصطناعي المسمى "نيسار"، الذي يعادل حجمه حجم شاحنة صغيرة، حوالى الساعة الثانية عشرة وعشر دقائق بتوقيت غرينيتش من مركز ساتيش داوان للفضاء على الساحل الجنوبي الشرقي للهند، على متن صاروخ من مركبة لإطلاق الأقمار الاصطناعية المتزامنة مع الأرض تتبع للمنظمة الهندية لأبحاث الفضاء.
واعتُبرت عملية الإطلاق التي ترقّبها العلماء وأشاد بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، خطوة مهمة في إطار التعاون بين البلدين. وقال وزير العلوم والتكنولوجيا الهندي، جيتندرا سينغ، على منصة إكس: "تهانينا للهند!"، مشيراً إلى أن الخطوة تعد "نقطة تحوّل". وقالت مديرة قسم علوم الأرض لدى "ناسا"، كارين سان جرمان، للصحافيين قبل عملية الإطلاق إن "سطح كوكبنا يشهد تغيّرات دائمة ومهمة". وأضافت: "تحصل بعض التغيّرات ببطء وتتم أخرى فجأة. بعضها كبير بينما البعض الآخر دقيق".
ومن خلال ملاحظة التغيرات الدقيقة للغاية في الحركة الرأسية لسطح الأرض (إلى حد قدره سنتيمتر واحد)، سيكون بإمكان العلماء رصد بوادر أي كوارث طبيعية وتلك الناتجة من الأنشطة البشرية، انطلاقاً من الزلازل وانزلاقات التربة والبراكين، وصولاً إلى البنى التحتية المتهالكة مثل السدود والجسور. وقالت سان جرمان: "سيكون بإمكاننا ملاحظة مواد الأرض وأي انتفاخ أو حركة أو تشوّه وذوبان الأنهار الجليدية الجبلية والطبقات الجليدية التي تغطي كلاً من غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية، وبالطبع، سنرى حرائق الغابات"، واصفةً "نيسار" بأنه "الرادار الأكثر تطوّرا الذي بنيناه على الإطلاق".
وتهتم الهند تحديداً بدراسة مناطقها الساحلية والمحيطات القريبة عبر تتبّع التغيّرات السنوية في قاع البحر قرب دلتا الأنهار وكيفية نمو أو انكماش حجم الشواطئ. وستستخدم البيانات أيضاً للمساعدة في توجيه السياسة الزراعية عبر وضع خرائط لنمو المحاصيل وتعقّب صحة النباتات ومراقبة رطوبة التربة. وسيسجّل "نيسار"، المزوّد بصحن يبلغ قطره 12 متراً، كل المساحات البرية والجليدية في الأرض مرّتين كل 12 يوماً من على ارتفاع 747 كيلومتراً.
ترددات "نيسار" الدقيقة
لدى دورانه، سيبثّ القمر الاصطناعي بشكل متواصل موجات دقيقة ويستقبل أصداء من سطح الأرض. ونظراً إلى أنه متحرّك، ستكون الإشارات الواصلة إليه مشوّهة، لكن سيعاد تجميعها عبر المعالجة الحاسوبية لإنتاج صور مفصّلة عالية الدقة. ويتطلب التوصل إلى نتائج مشابهة بواسطة رادار تقليدي صحناً كبيراً جداً يصل قطره إلى 19 كيلومتراً، وهو أمر غير عملي إطلاقاً.
وبلغت مساهمة "ناسا" في المشروع أقل بقليل من 1,2 مليار دولار، بينما بلغت تكاليف المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء حوالى 90 مليون دولار. وقطع برنامج الهند الفضائي أشواطاً كبيرة في السنوات الأخيرة، إذ وضعت الدولة الآسيوية العملاقة مسباراً في مدار المريخ عام 2014، وأنزلت روبوتاً وعربة متجولة موجّهة من بعد على القمر في 2023.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## مصر: إخلاء سبيل عشرات السجناء السياسيين
30 July 2025 06:39 PM UTC+00
أعلنت السلطات القضائية المصرية عن قرارات بإخلاء سبيل عشرات من السجناء السياسيين المحتجزين احتياطياً على ذمة قضايا ذات طابع سياسي. وأعادت هذه الخطوة، وإن بدت محدودة، إحياء آمال منظمات المجتمع المدني في إمكانية فتح ملف السجناء السياسيين في مصر، في ظل استمرار الانتقادات الموجهة إلى السلطات بشأن أوضاع حقوق الإنسان.
وأصدرت نيابة أمن الدولة العليا قرارات بإخلاء سبيل 37 محتجزاً كانوا رهن الحبس الاحتياطي في ثماني قضايا مختلفة. وتأتي هذه القرارات ضمن إطار المراجعة الدورية لملفات المحبوسين احتياطيًا، في ما اعتبره مراقبون مؤشراً على مرونة نسبية في التعامل مع بعض الملفات الحقوقية الشائكة.
وتوزعت أسماء المفرج عنهم على عدد من القضايا، من أبرزها القضية رقم 2135 لسنة 2022، التي شمل قرار الإفراج فيها 16 شخصاً، من بينهم أحمد جمال السيد شحاتة، وأشرف القط إبراهيم عوف، وصابر حسين محمد عبد الحليم، وغيرهم. كما شملت الإفراجات معتقلين من القضايا أرقام 325 لسنة 2023، و585 لسنة 2023، و2064 لسنة 2023، و281 لسنة 2024، و655 لسنة 2024، و1282 لسنة 2024، و2810 لسنة 2024.
من جانبها، رحبت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" بالقرار، واصفة إياه بأنه "خطوة إيجابية نحو الحد من التوسع في استخدام الحبس الاحتياطي". ودعت الشبكة النائب العام، المستشار محمد شوقي، إلى مواصلة مراجعة ملفات المحتجزين وإصدار قرارات مماثلة تتسق مع الدستور المصري والالتزامات الدولية للبلاد، كما طالبت وزارة الداخلية بوقف الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري للمواطنين.
وفي تطور متصل، أعلنت "منظمة سيناء لحقوق الإنسان" أن السلطات أفرجت، اليوم الأربعاء، عن تسعة من سكان حي الميناء في مدينة العريش، بعد اعتقالهم مساء الاثنين الفائت، خلال مشاركتهم في احتجاج سلمي رفضاً لقرارات إزالة منازلهم لمصلحة مشروع توسعة ميناء العريش. ووفقاً لمصادر للمنظمة، إن عدد المعتقلين بلغ 14 شخصاً، لا يزال خمسة منهم قيد الاحتجاز في قسم شرطة العريش ثانٍ، وسط غياب التوضيح الرسمي لأسباب استمرار احتجازهم أو توجيه اتهامات إليهم.
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الاهتمام الدولي والمحلي بالمشهد الحقوقي المصري، حيث تتقاطع مبادرات الإفراج المحدودة مع مطالبات متواصلة بالإفراج عن جميع سجناء الرأي، ووقف الانتهاكات، والكشف عن مصير المختفين قسرياً، ومحاسبة المسؤولين عن التعذيب وسوء المعاملة في أماكن الاحتجاز.
ورغم الأثر الإيجابي المرحلي لقرارات الإفراج الأخيرة، يرى حقوقيون أن التحدي الأكبر لا يزال متمثلاً في معالجة البنية القانونية والمؤسسية التي تسمح بالحبس الاحتياطي المطوّل، وفي غياب ضمانات المحاكمة العادلة، بما يفرض الحاجة إلى مراجعة شاملة للسياسات الأمنية والقضائية، من أجل ضمان احترام الحقوق والحريات المكفولة دستورياً ودولياً.
## ترامب يفتح جبهة تجارية جديدة ضد الهند والبرازيل.. والنحاس في المعركة
30 July 2025 06:51 PM UTC+00
في خطوة مثيرة للجدل أعادت التوترات التجارية إلى الواجهة، وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأربعاء، سلسلة من القرارات التي تفرض رسوماً جمركية جديدة على واردات من البرازيل والهند، إلى جانب فرض رسوم ثقيلة على منتجات النحاس، مبرراً هذه الإجراءات بـ"اعتبارات الأمن القومي". فقد أعلن البيت الأبيض أن ترامب وقّع أمراً تنفيذياً يفرض رسوماً بنسبة 50% على واردات النحاس شبه المُصنّع ومشتقاته عالية التركيز، على أن تدخل حيّز التنفيذ اعتباراً من الأول من أغسطس/آب. ويعد هذا القرار تصعيداً إضافياً بعدما كانت الرسوم المفروضة سابقاً على النحاس من البرازيل تبلغ 10% فقط.
وما لبثت أسعار النحاس أن انخفضت بنسبة وصلت إلى 18% قبل أن تقلّص جزءاً من خسائرها، لتتداول عند 5.1310 دولارات للرطل بحلول الساعة 2:11 بعد الظهر بتوقيت نيويورك، علماً أن الرطل (Pound) يساوي حوالي 0.4536 كيلوغرام، فعندما يُقال مثلاً 5.1310 دولارات للرطل، فهذا يعني السعر لكل 0.4536 كيلوغرام من النحاس. وبحسب بلومبيرغ، من المقرّر أن ترتفع نسبة بعض المواد الخام من النحاس المطلوب تخصيصها للبيع داخل الولايات المتحدة إلى 30% في عام 2028، ثم إلى 40% في عام 2029. وقال البيت الأبيض إن هذه الخطوة ضرورية لـ"تعزيز قدرات التكرير الأميركية من خلال ضمان توفير مدخلات منخفضة التكلفة بينما توسّع المصافي المحلية عملياتها".
وفي إجراء آخر، فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 25% على واردات السلع الهندية، مرفقة بـ"غرامة غير محددة" تعود إلى شراء نيودلهي للنفط والأسلحة من روسيا. وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال" أن هذه الإجراءات ستُفعّل أيضاً في الأول من أغسطس، مؤكدًا أن المهلة القصوى "ثابتة ولن تُمدّد". وأشار الرئيس الأميركي إلى أن الهند "رغم كونها دولة صديقة"، إلا أن تجارتها مع الولايات المتحدة كانت دائماً محدودة بسبب ما وصفه بـ"أعلى رسوم جمركية في العالم، وحواجز غير نقدية معقدة ومزعجة".
واتهم ترامب نيودلهي بمواصلة التعاون العسكري والاقتصادي مع موسكو، رغم دعوات المجتمع الدولي للحدّ من مصادر تمويل الحرب الروسية في أوكرانيا، مشيراً إلى أن الهند وروسيا من كبار شركاء الطاقة. في المقابل، أكدت الحكومة الهندية التزامها بحماية "مصالحها الوطنية" وازدهار الشركات الصغيرة والمتوسطة، مشيرة إلى أنها تقيّم تداعيات الرسوم الجديدة، مع الاستمرار في التفاوض على "اتفاق تجاري منصف ومتوازن". ووفق ما نقلته صحيفة "هندوستان تايمز"، فإن الحكومة الهندية عبّرت عن استعدادها لاتخاذ جميع الخطوات اللازمة للدفاع عن اقتصادها، مشددة على أن هذه الإجراءات الأميركية "تعرقل مسار التعاون الثنائي".
البرازيل تحت ضغط ترامب بسبب بولسونارو
ترامب لم يكتفِ بالهند، بل صعّد ضد البرازيل أيضاً، ملوّحاً بتطبيق رسوم تصل إلى 50% على واردات محددة من البلاد، في محاولة للضغط على سلطاتها لوقف محاكمة الرئيس السابق جايير بولسونارو المتهم بمحاولة انقلاب. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن هذه الرسوم تشمل قطاعات حيوية مثل الفولاذ، النحاس، والسيارات، ما قد يؤثر سلباً على العلاقات التجارية بين البلدين وعلى الاقتصاد البرازيلي المتعافي ببطء.
وفي سياق أوسع، تواصلت المحادثات بين واشنطن وبكين هذا الأسبوع في استوكهولم، لتمديد هدنة تجارية مؤقتة تنتهي في 12 أغسطس. ولمّح ترامب إلى احتمال فرض "رسوم ثانوية" على شركاء روسيا مثل الصين والهند في حال لم تغيّر موسكو مسارها في أوكرانيا خلال عشرة أيام. بالتوازي، أعلن ترامب أنه بصدد إبرام اتفاقات تجارية مع خمس دول، منها بريطانيا واليابان وفيتنام، في إطار سياسة تجارية يرى فيها "تعزيزاً للقوة الأميركية وسحقاً للمنافسين الاقتصاديين".
## فيراتي يكشف عن كواليس انضمام ميسي إلى الباريسي
30 July 2025 06:57 PM UTC+00
كشفت تصريحات حديثة لوسط ميدان نادي الدحيل القطري، الإيطالي ماركو فيراتي (32 عاماً)، تفاصيل مثيرة من كواليس واحدة من أكبر صفقات كرة القدم في العقد الأخير، حين وقّع النجم الأرجنتيني، ليونيل ميسي (38 عاماً)، لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي في صيف 2021.
وفي مقابلة مع صحيفة لاغازيتا ديلو سبور الإيطالية، الأربعاء، روى فيراتي كيف كانت البداية خلال سهرة صيفية في إيبيزا جمعت عدداً من نجوم باريس سان جيرمان، على رأسهم  البرازيلي نيمار دا سيلفا (33 عاماً)، والأرجنتينيان أنخيل دي ماريا (37 عاماً) ولياندرو باريديس (31 عاماً). وقال فيراتي: "أتذكر ليلة ساحرة بكل معنى الكلمة. كنا في إيبيزا حين أتى نيمار وقال لي: الليلة سنتعشى مع ميسي. جلسنا جميعاً على الطاولة وتحدثنا كثيراً، كانت الأجواء رائعة". وأضاف فيراتي بابتسامة: "حاولنا إقناعه بطريقة غير مباشرة بالقدوم إلى باريس. وفي اليوم التالي، بدأت الأخبار تتحدث عن خلافات بينه وبين برشلونة. ثم تلقّيت اتصالاً من نيمار قال فيه: ماركو، ليو قادم إلينا!". 
وأبرزت تصريحات فيراتي، كيف تحولت لحظات ودّية عابرة إلى نقطة انطلاق واحدة من أكبر صفقات باريس سان جيرمان في العصر الحديث. لكن كما يبدو، فإن تلك الليلة السعيدة لم تنعكس على التجربة بكاملها، إذ لم يكن ميسي راضياً تماماً عن مغادرته المفاجئة من برشلونة، النادي الذي نشأ فيه وتربى على قيمه لعقود، ففي تصريحات سابقة عام 2023، وبعد انتقاله إلى إنتر ميامي، صرح ميسي: "قلت ذلك من قبل، لم أرغب في الرحيل إلى باريس. لم يكن شيئاً مخططاً له، حدث كل شيء فجأة. كنت مضطراً للتأقلم مع بيئة مختلفة تماماً، على مستوى المدينة وحتى على الصعيد الرياضي". 
من جهته، عبّر فيراتي عن إعجابه بنيمار، واصفاً إياه بالشخص الطيب والمتواضع، مشيراً إلى استمرار العلاقة الجيدة بينهما حتى بعد مغادرته النادي. كما أثنى على زميله السابق، الفرنسي كيليان مبابي (26 عاماً)، قائلاً: "مبابي تنافسي بطبعه، جائع للنجاح، وأنا مقتنع بأنه سيفوز بالكرة الذهبية يوماً ما".
## جيش الاحتلال يتحدث عن اعتراض طائرة مسيّرة أطلقت من اليمن
30 July 2025 07:28 PM UTC+00
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، اعتراض طائرة مسيّرة أُطلقت من اليمن باتجاه الأراضي المحتلة. وقال الجيش في بيان مقتضب: "اعترض سلاح الجو قبل وقت قصير طائرة مسيّرة أُطلقت من اليمن، وتم تفعيل الإنذارات وفقاً للسياسة المتبعة". من جانبها، أفادت صحيفة "معاريف" العبرية بأن الطائرة المسيّرة جرى اعتراضها فوق منطقة المجلس الإقليمي "أشكول" شمال غربي النقب، جنوبي البلاد.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن، الثلاثاء، اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن، تسبب في دوي صفارات الإنذار في منطقة تل أبيب الكبرى والقدس، ما دفع الملايين إلى دخول الملاجئ. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية حينها: "تمكن الحوثيون مجدداً من إدخال ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ".
وحتى الساعة 06:35 بتوقيت غرينتش، لم تتبنَّ جماعة الحوثي اليمنية إطلاق الطائرة المسيّرة الأخيرة، لكنها كانت قد أعلنت، الثلاثاء، قصف مطار بن غوريون قرب تل أبيب بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع "فلسطين 2"، مؤكدة أن العملية "حققت هدفها بنجاح".
وتشنّ جماعة الحوثيين، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، هجمات منتظمة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة والزوارق البحرية ضد سفن إسرائيلية وأخرى مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، كما تستهدف مواقع إسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، في إطار ما تصفه بـ"الرد على حرب الإبادة المستمرة ضد غزة".
وتتعرّض مواقع في اليمن بين الحين والآخر لغارات إسرائيلية، كان آخرها الأسبوع الماضي، حين شنّ جيش الاحتلال غارات على ميناء الحُديدة، بزعم استهداف مواقع تابعة لجماعة الحوثيين، وذكرت قناة "المسيرة" في خبر مقتضب حينها عبر "تليغرام"، أن سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت ميناء الحُديدة.
(الأناضول، العربي الجديد)
## سورية: ضبط أكثر من مليون حبة "كبتاغون" بعملية أمنية مشتركة مع العراق
30 July 2025 07:28 PM UTC+00
أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم الأربعاء، تنفيذ عملية أمنية نوعية أسفرت عن ضبط مليون وثلاثمئة وخمسين ألف حبّة مخدّرة من نوع "كبتاغون"، كانت معدّة للتهريب خارج البلاد، وذلك بالتعاون والتنسيق مع وزارة الداخلية العراقية. وقال مدير إدارة مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية السورية، العميد خالد عيد، إنّ هذه العملية جاءت "في إطار العلاقات العربية القائمة على التعاون والتنسيق المشترك، وضمن الجهود المستمرة في ملاحقة تجّار ومروّجي المواد المخدّرة".
وأضاف عيد أنّ العملية "ثمرة لتبادل استخباراتي دقيق بين إدارة مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية السورية والمديرية العامة لمكافحة المخدرات في وزارة الداخلية العراقية"، مشيراً إلى أنّ "العملية نُفّذت بعد دراسة دقيقة، وأسفرت عن توقيف عدد من المتورطين، حيث أُحيلوا إلى القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم". وأكدت وزارة الداخلية أنّ هذه الضربة الأمنية تأتي ضمن سلسلة من العمليات التي تنفذها إدارة مكافحة المخدرات "في إطار سعيها الحثيث للقضاء على هذه الآفة الخطيرة التي تهدد أمن المجتمع وسلامته".
وكانت الوزارة قد أعلنت في 25 يونيو/ حزيران الفائت عن إحباط عملية تهريب جديدة، بالتنسيق مع وزارة الداخلية السعودية، حيث تمكّنت إدارة مكافحة المخدرات من ضبط نحو 200 ألف حبة مخدّرة، كانت مخبأة داخل معدّات صناعية في محافظتَي إدلب وحلب، تمهيدًا لتهريبها عبر الحدود. وأشارت الوزارة حينها إلى تحويل الأشخاص المتورّطين إلى القضاء المختص.
وتشهد سورية، منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول 2024، تصعيداً لافتاً في الحملات الأمنية التي تستهدف تجّار ومروّجي المخدرات، لا سيّما على الحدود مع لبنان والعراق والأردن. ووفق بيانات وزارة الداخلية، نجحت هذه الحملات في تقليص حجم عمليات التهريب على نحوٍ ملموس خلال الأشهر الماضية.
## أبناء نجوم كرة القدم… عناوين قصص مختلفة في رحلة كتابة النجاح
30 July 2025 07:35 PM UTC+00
أثار عدد من أبناء نجوم كرة القدم في العالم، خلال الأيام القليلة الماضية، جدلاً واسعاً في مختلف الدوريات بقصص اختلفت نهايتها، ولكن القاسم المشترك بينها أن كل لاعب يريد كتابة صفحة نجاح بعيداً عن والده، ولكن كل قصة كانت لها نقاط اختلاف عن الأخرى، ومن الواضح أن كل لاعب تأثر بإرث والده في الملاعب، بعد سنوات من المجد والتألق.
وخلال الساعات الماضية، أعلن نجل أسطورة نادي روما، الإيطالي، فرانشيسكو توتي (48 عاماً)، اعتزال اللعب في سن 19 عاماً، ورفض كريستيان تفسير قراره مكتفياً بالقول إنه قرّر الاعتزال، وهو قرار نهائي، وأوضحت مصادر إعلامية إيطالية أن كريستيان لم يستطع تحمل الضغط نتيجة كونه ابن فرانشيسكو توتي، أحد أفضل نجوم كرة القدم الإيطالية، وأن الضغط القوي الذي يُمارس عليه دفعه إلى اتخاذ هذه الخطوة، والتخلي عن حلمه بأن يُصبح لاعباً محترفاً مثل والده، وهو أمر أكده حارس مرمى روما سابقاً، ماركو إميليا، ومدرب كريستيان في فريق أولبيا، مضيفاً أن الثقل كان صعباً على اللاعب السابق، وقال: "أعتقد أن كريستيان كان بإمكانه أن يحظى بمسيرة رائعة بوصفه لاعباً في دوري الدرجة الثالثة أو الثانية، لقد أثر كونه ابن توتي على مسيرته".
ومن جهة أخرى، أثار نجل نجم برشلونة وأرسنال السابق، الكاميروني ألكسندر سونغ (37 عاماً)، جدلاً واسعاً، بعدما أكد أنه لن يلعب لمنتخب الكاميرون، بسبب الصعوبات التي واجهت والده، الذي تلقى تهديدات بالقتل عندما كان لاعباً دولياً، ومِن ثمّ أظهر نولان سونغ عدم تحمّسه ليمثل "الأسود غير المروّضة" رغم أنه ما زال صغير السن (14 عاماً)، وقد دافع ألكسندر عن قرار نجله في خطوة لم تكن متوقعة منه، ولكنه اعتبر أن ما تعرض له من أزمات لا يحفز أي لاعب على تمثيل منتخب الكاميرون.
وفي الأثناء، كشفت صحيفة لاغازيتا ديلو سبورت الإيطالية، أن نجل نادي ميلان السابق، كاخابر كالادزي (47 عاماً)، اختار بدوره أن يحمل الرقم أربعة، الذي كان يحمله والده مع ميلان، خلال مسيرة تواصلت 10 سنوات، وذلك خلال بداية تجربته الاحترافية، انطلاقاً من فريق سامتريدا الجورجي، فبعد 12 يوماً من احتفاله بمرور 16 عاماً على مولده، استهل ليفان التجربة من مسابقة كأس جورجيا مع الفريق، الذي شهد انطلاقة والده، وكذلك عدد من أفراد عائلته، بما أن جده كان لاعباً ورئيساً لهذا النادي في وقت سابق، والطريق ليكون نجماً لن يكون سهلاً بلا شك. وأهم ما يميّز مسيرة هذا اللاعب، أن والده اختار تسميته ليفان، مثل عمّه الذي اختُطف ثم قُتل في عام 2001، حسب رواية الصحيفة الإيطالية.
## قبل لويس دياز... نجومٌ من أميركا الجنوبية حملوا ألوان بايرن ميونخ
30 July 2025 07:39 PM UTC+00
انضمّ اللاعب الكولومبي لويس دياز إلى نادي بايرن ميونخ الألماني قادماً من ليفربول الإنكليزي، بعد مسيرة مميزة في ملعب أنفيلد، ليقرر خوض تجربة جديدة في أجواء مختلفة مع فريق عظيم، يُعتبر من الأكبر عالمياً، وبذلك سيسجل اسمه ضمن مجموعة من النجوم القادمين من أميركا الجنوبية لتمثيل النادي البافاري.
ويُعتبر البرازيلي جيوفاني إلبر واحداً من أشهر اللاعبين الذين ارتدوا قميص بايرن ميونخ تاريخياً، إذ التحق به عام 1997 واستمرّ هناك حتى عام 2003، وسجل خلال تلك الفترة 139 هدفاً في 266 مباراة بمختلف المسابقات، وحقق بصحبته لقب البونديسليغا في أربع مناسبات، والكأس ثلاث مرات، ودوري أبطال أوروبا في موسم 2000-2001 على حساب فالنسيا الإسباني وبنفس العام لقب الإنتركونتينونتال.
ومرّ على تاريخ بايرن العديد من اللاعبين المميزين، أمثال البيروفي كلاوديو بيتزارو، الذي مثّل الفريق الأحمر من عام 2001 حتى 2007 وسجل خلال تلك الحقبة 100 هدفٍ في 256 مباراة، ليغادر بعدها لتشلسي وفيردر بريمن، ثم بايرن مجدداً من 2012 حتى 2015، فخاض 51 مواجهة أحرز خلالها 17 هدفاً، وحقق ألقاباً بالجملة منها الدوري ست مرات وخمس مرات في الكأس ودوري الأبطال في 2012-2013 والسوبر وكأس العالم للأندية في 2013 وقبلها الإنتركونتينونتال في 2001.
وتطول قائمة اللاعبين اللاتينيين الذين سبق أن لعبوا مع بايرن ميونخ، إذ يبرز اسم البرازيلي زي روبرتو، الذي لعب مع الفريق من 2002 حتى 2006 وسجل خلال تلك الفترة ثمانية أهداف في 157 مباراة ثم رحل عن فريق سانتوس ليعود بعد فترة قصيرة من 2007 حتى 2009، مع العلم أنّه توج بأربعة ألقاب في الدوري ومثلها في الكأس.
ومن الأسماء البارزة التي لعبت مع بايرن من قارة أميركا الجنوبية، تذكر الجماهير اللاعب البرازيلي لوسيو صخرة الدفاع، وكذلك الأرجنتيني مارتين ديميكيليس، وباولو سيرجيو، وكذلك الكولومبي خاميس رودريغز، إضافة للمخضرم خوليو سانتا كروز، الذي لعب هناك من 1999 حتى 2007، وهو ما زال مستمراً في الملاعب حتى الآن مع فريق ليبرتاد.
## مراسل "العربي الجديد": غارة جوية تستهدف مقراً عسكرياً للجيش السوري في اللاذقية
30 July 2025 07:45 PM UTC+00
## مصر: مصرع سجين سياسي ودفنه تحت حراسة مشددة في ثالث وفاة خلال 48 ساعة
30 July 2025 07:46 PM UTC+00
أعلنت منظمات حقوقية مصرية، اليوم الأربعاء، وفاة سجين سياسي داخل مقر أمني في محافظة كفر الشيخ، شمالي البلاد، في ثالث حالة وفاة لمحتجز خلال 48 ساعة، ما يرفع عدد المتوفين في السجون ومقار الاحتجاز المصرية إلى نحو 24 حالة منذ مطلع العام الجاري، وفقاً لتقديرات منظمات حقوقية مستقلة.
وقالت منظمة "هيومن رايتس إيجيبت" إن السجين فريد محمد شلبي، في العقد السادس من العمر، توفي داخل مقر جهاز الأمن الوطني في المحافظة، بعد نحو ثلاثة أسابيع من تعرّضه للإخفاء القسري عقب اعتقاله، مشيرة إلى أنه دُفن يوم الثلاثاء، 29 يوليو/ تموز، في جنازة سرية وسط حراسة أمنية مشددة ضمت خمس سيارات شرطة.
وأكدت مؤسسة "عدالة لحقوق الإنسان" أن شلبي، المنتمي إلى عزبة الإغربة التابعة لمحافظة كفر الشيخ، كان مطارَداً أمنياً لعدة سنوات، قبل أن يُعتقل مؤخراً ويُنقل مباشرة إلى أحد مقار الأمن الوطني، حيث تعرّض لتعذيب ممنهج أدى إلى وفاته. وأشارت المؤسسة إلى أن أسرته أُبلغت بوفاته من دون توضيح الأسباب أو الكشف عن الملابسات، وتم تسليم الجثمان في ظروف توحي بمحاولة لطمس الحقيقة. وأضافت المؤسسة أن الواقعة "تعكس استمرار الانتهاكات الجسيمة بحق المحتجزين في مصر، بما في ذلك الإخفاء القسري والتعذيب وسوء المعاملة وغياب الرعاية الطبية"، داعية إلى تحقيق دولي مستقل في القضية، ومحاسبة المسؤولين عنها أمام القضاء الدولي.
من جهتها، وصفت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" الحادث بأنه "حلقة جديدة في سلسلة الانتهاكات الممنهجة التي يتعرض لها السجناء السياسيون في مصر، لا سيما داخل مقار الاحتجاز السرية والرسمية التابعة لوزارة الداخلية، وعلى رأسها جهاز الأمن الوطني". وأشارت الشبكة إلى أن استمرار الإفلات من العقاب، وتواطؤ بعض الأجهزة القضائية، يُشجّع على تكرار مثل هذه الجرائم، ويُظهر غياب أي ضمانات حقيقية للمحاكمة العادلة أو احترام حقوق الإنسان. وطالبت بفتح تحقيق دولي عاجل في وقائع الوفاة داخل السجون المصرية، تمهيداً لتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.
وتواجه المنظمات الحقوقية تحديات بالغة في توثيق أعداد السجناء السياسيين أو الوفيات داخل أماكن الاحتجاز المصرية بدقة، نتيجة غياب الشفافية، ومنع الزيارات المستقلة، ورفض السلطات الإفصاح عن البيانات المتعلقة بالمحتجزين. لكن بحسب ما وثقته تلك المنظمات منذ بداية عام 2025، فإن عدد الوفيات بين السجناء السياسيين بسبب التعذيب أو الإهمال الطبي المتعمد ارتفع إلى 24 حالة على الأقل، رغم الإنكار الرسمي المتكرر لوجود معتقلين سياسيين في مصر، حيث تعتبر السلطات جميع المحتجزين متهمين في قضايا جنائية أو بموجب أحكام قضائية.
وتُعرّف المنظمات الحقوقية "السجين السياسي" بأنه كل من احتُجز بسبب انتماء سياسي، أو نشاط معارض، أو تعبير سلمي عن الرأي، وهو ما ينطبق على آلاف الحالات، بحسب تقارير سابقة تشير إلى أن عدد السجناء السياسيين في مصر بلغ نحو 60 ألفاً خلال السنوات الماضية، من دون وجود إحصاءات رسمية حديثة حتى الآن.
## مدبولي: مصر تكبدت خسائر كبيرة جداً بسبب "أحداث غزة"
30 July 2025 07:46 PM UTC+00
قال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الأربعاء، إن "بلاده تكبدت خسائر كبيرة جداً بسبب الأحداث الجارية في قطاع غزة منذ نحو 22 شهراً، أبرزها تمثلت في انخفاض إيرادات قناة السويس بنسبة 60%"، مؤكداً أن "إحلال السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط يرتبط فقط بحل الدولتين، وهو موقف مصر الثابت الذي لن يتغير".
وأضاف مدبولي، في مؤتمر صحافي عقده بمدينة العلمين الجديدة، أن "تجويع الأهالي في فلسطين يمثل جريمة حرب، إذ إن مئات الشاحنات توقفت لأسابيع أمام معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة، من أجل السماح لها بالدخول من دون جدوى، بسبب تعنت الجانب الآخر من المعبر، وهو ما عرض جزءا كبيرا من محتوياتها للتلف". وتابع أن "عدد الشاحنات بلغ 1200، وهي كانت محملة بجميع البضائع. ودعم مصر لغزة سيظل مستمراً، رغم التحديات الميدانية والقيود المفروضة على المعابر"، مستطرداً "منفذ رفح مخصص في الأساس للأفراد، وله جانبان واحد مصري، والآخر يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي، كما أن هناك منطقة عازلة تحول دون دخول المدنيين الفلسطينيين بسهولة".
واستدرك مدبولي: "مصر لم تتوقف يوماً عن التنسيق مع الجانب الآخر (الإسرائيلي) لإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية، ولم تتقاعس عن مساندة الأهالي في غزة كما يروج البعض. وهناك حملة ممنهجة للإساءة إلى الدور المصري إزاء القضية الفلسطينية، رغم وقوف مصر مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وسعيها نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة".
وأكمل قائلاً: "أي مبادرات أو تسويات لا تستند إلى حل الدولتين لن تؤدي إلى سلام حقيقي، والحملة ضد مصر هدفها الترويج لمزاعم باطلة ومعلومات مغلوطة حول موقف القاهرة من الأوضاع في غزة، والتي تحركت منذ اللحظة الأولى على ثلاثة محاور متوازية، هي: الدفع نحو وقف العدوان، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والعمل على الإفراج عن الرهائن والمحتجزين".
وزاد مدبولي: "الموقف المصري واضح من رفض محاولات تصفية القضية الفلسطينية عبر مخطط التهجير القسري، الذي بدأت معالمه في الظهور بعد أيام قليلة من اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومصر دفعت أثماناً كبيرة نتيجة التزامها بالدور التاريخي والإنساني تجاه القضية الفلسطينية، وتمسكها بمبادئها القومية الثابتة من دون أن تتزحزح"، على حد تعبيره.
وعرج مدبولي على الشأن الداخلي، بالقول: "الدولة لن تتهاون مع أي ارتفاع غير مبرر في أسعار السلع الأساسية، خصوصاً مع تراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، وتوفير العملة الصعبة اللازمة لاستيراد مستلزمات الإنتاج. والحكومة تتابع تطورات الأسواق عن كثب، ولن تتوانى في اتخاذ أي إجراءات من شأنها ضبط الأسعار". وأضاف: "يجب أن يشهد المواطن المصري انخفاضاً في أسعار السلع مع تراجع الدولار، كما زادت الأسعار في فترات سابقة مع ارتفاع سعر صرفه مقابل الجنيه. والوقت حان لأن يشعر المواطنون بالجهد المبذول من أجهزة الدولة لضبط الأسعار، لا سيما مع نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي، وتوفير العملة الصعبة للمصنعين".
وعن أزمة انقطاع الكهرباء ومياه الشرب عن بعض مناطق محافظة الجيزة لمدة أربعة أيام متواصلة، قال مدبولي: "الحكومة تعتذر للمواطنين عن حادث محطة محولات جزيرة الذهب، الذي تسبب في انقطاع الكهرباء، والتأثير على خدمات وصول المياه، في بعض مناطق الجيزة. والعطل الذي أصاب المحطة كان استثنائياً، في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، وزيادة الأحمال المقدرة لهذه المحولات، وهو ما أدى إلى خروجها عن الخدمة".
وأردف: "وجهت الوزراء المعنيين بمشروعات ومحطات البنى الأساسية والشبكات الرئيسية، بالعمل على سيناريوهات بديلة في حالة ارتفاع الأحمال، حتى تكون هناك خطة للطوارئ تضمن عدم تكرار ما حدث في محطة المحولات الرئيسية بجزيرة الذهب. والحكومة لا تزال ملتزمة بتعهداتها بعدم تطبيق خطة تخفيف أحمال الكهرباء خلال فصل الصيف، لكنها سبق أن أفادت بإمكانية وقوع حوادث انقطاع الكهرباء في بعض المناطق لفترات معينة". وذكر مدبولي أن "موجة الحر الشديدة التي شهدتها البلاد في الأيام الأخيرة سجلت أرقاماً قياسية في استهلاك الكهرباء، تجاوزت 39 ألف ميغاوات في اليوم الواحد. وأقصى حمل للشبكة الكهربائية يكون وقت الغروب، مع عودة المواطنين من العمل إلى منازلهم، ولذلك نطالبهم بترشيد الاستهلاك من الكهرباء خلال هذه الفترة".
وعانت محافظة الجيزة من أزمة مركبة منذ يوم السبت الماضي، تمثلت في انقطاع متكرر وطويل للكهرباء، تزامن مع غياب مياه الشرب عن أغلب المناطق الحيوية، ما أدى إلى شلل واسع في الخدمات وتعطل الحياة اليومية لملايين المواطنين، وسط ارتفاع كبير في درجات الحرارة، وسخط متزايد من المواطنين تجاه تعامل الحكومة مع الأزمة.
وكانت محطة محولات جزيرة الذهب الرئيسية قد خرجت بالكامل عن الخدمة، بعد عطل أصاب كابل الجهد العالي الأساسي المغذي لها، بينما بقي الكابل الاحتياطي خارج الخدمة منذ أكثر من عام من دون صيانة. ومع غياب أي خط بديل للطوارئ، انقطعت الكهرباء بشكل شبه كامل عن مناطق عديدة، منها الهرم، وفيصل، والعمرانية، وأبو النمرس، ومنيل شيحة، والجيزة، وجنوب أكتوبر.
وكشفت الأزمة بوضوح عن هشاشة البنى التحتية لشبكتي الكهرباء ومياه الشرب، وغياب منظومة الصيانة، وضعف خطط الطوارئ والاستجابة السريعة. وقال حزب العدل المصري، في بيان، إن "تعطل محطة مياه مركزية جراء انقطاع الكهرباء يكشف قصوراً في تطبيق الإجراءات الاحترازية، وعجزاً عن ضمان الحد الأدنى من استمرارية المرافق الحيوية". وأضاف الحزب أن "كابلات التغذية في مناطق حيوية عدة تعاني من التقادم المفرط، من دون صيانة جادة. بينما التوسعات الجديدة والربط الشبكي استحوذت على معظم مخصصات الإنفاق السنوية، تاركة البنية القديمة من دون تأهيل". وأشار إلى أنه "لا يليق بمصر أن تدار المرافق الحيوية فيها بهذه الانتقائية، حيث إن الشبكة الموحدة للكهرباء تفتقر إلى نظام فعال لرصد النقاط الساخنة، وهو ما يفاقم من احتمالات الأعطال المفاجئة، ويهدد الاستقرار الخدمي، في ظل الارتفاع المتكرر للأحمال".
## مراسل "العربي الجديد": الغارة الجوية استهدفت "اللواء 107" التابع للجيش السوري في قرية زاما بريف جبلة
30 July 2025 07:48 PM UTC+00
## مصر تعلن رسمياً تنفيذ عمليات إسقاط جوي للمساعدات على غزة
30 July 2025 07:51 PM UTC+00
أعلنت القوات المسلحة المصرية، الأربعاء، عن تنفيذ عمليات إسقاط جوي للمساعدات الإنسانية على قطاع غزة، في أول بيان رسمي يؤكد لجوء مصر إلى هذه الآلية التي لجأت إليها لمواجهة التعقيدات الأمنية واللوجستية التي تعرقل وصول الشاحنات البرية إلى القطاع، في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية.
وجاء في البيان الصادر عن المتحدث العسكري أن "أربع طائرات نقل عسكرية أقلعت من جمهورية مصر العربية محمّلة بأطنان من المساعدات الغذائية، ونفّذت أعمال الإسقاط الجوي على المناطق التي يصعب الوصول إليها برّاً بقطاع غزة"، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقديم "كل أوجه الدعم للأشقاء الفلسطينيين لتجاوز محنتهم الراهنة".
ويمثل هذا الإعلان أول تأكيد رسمي لعمليات الإسقاط الجوي، بعدما كشف "العربي الجديد"، أمس واليوم، عن قيام طائرات مصرية -للمرة الأولى منذ ستة أشهر- بإلقاء المساعدات على وسط القطاع، لا سيما في مدينة دير البلح التي تضم عشرات آلاف النازحين. وأفاد شهود عيان "العربي الجديد" بأن الطائرات نفذت عمليات الإنزال من ارتفاعات منخفضة نسبيًا، بينما أشار آخرون إلى صعوبة وصول بعض الحمولات إلى المستهدفين نتيجة العشوائية التي تحكم هذه العمليات.
وأوضح المتحدث العسكري أن هذا الجهد يأتي بالتوازي مع استمرار تقديم المساعدات برًا، مشيرًا إلى أن مساهمة مصر في المساعدات التي دخلت القطاع منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023 بلغت ما يقرب من 80% من إجمالي المساعدات الدولية، بالتعاون مع دول صديقة وشقيقة.
ويأتي التحرك المصري في وقت تتزايد الانتقادات الدولية لعرقلة الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية، ووسط تحذيرات من انهيار شامل في غزة على المستويات الصحية والغذائية، وخصوصًا بعد تقارير أممية أكدت أن القطاع يحتاج إلى أكثر من 500 شاحنة يوميًا لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان.
تعليقات
إرسال تعليق