## استراتيجية التجويع في غزّة
31 July 2025 11:52 PM UTC+00
الأزمة الإنسانية الراهنة في غزّة هي بمثابة اختبار حاسم لفعّالية القانون الدولي الإنساني، وكذلك حدودِه. تثير الممارسات أخيراً، من الحصار الكامل وتدمير البنية التحتية التغذوية، إلى استدخال آلية التوزيع المخصخصة عبر مؤسّسة غزّة الإنسانية، مخاوف جدّية حول تقويض الضمانات القانونية المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني. فرضت إسرائيل بعد "7 أكتوبر" (2023) حصاراً تاماً على الغذاء والوقود والإمدادات إلى غزّة استمرّ عدّة أشهر. صرّحت الأمم المتحدة وغيرها من المنظّمات الدولية بأن إسرائيل "تحاول استخدام الغذاء سلاحاً"، وأن استخدام العقاب الجماعي والتجويع سلاح حرب جعل غزّة "عمليّاً غير صالحة للسكن". بحسب تقييمات "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، فإن ما يقارب ربع سكّان غزّة يواجهون "جوعاً كارثياً"، ما يؤشّر إلى مجاعة متفشّية، بينما يعاني السكّان كافّة من انعدام حادّ في الأمن الغذائي. ثمّ في 23 يوليو/ تموز 2025، حذّرت أكثر من مائة منظّمة غير حكومية من "مجاعة جماعية" في غزّة، متهمة الحكومة الإسرائيلية بالمسؤولية. أيضاً، فإن صفوة من فقهاء القانون الدولي وصفوا حصار غزّة، بأنه "مثال نموذجي على الإبادة الجماعية".
التجويع سلاحَ حرب
تبعاً للقلق العالمي الذي رافق الآثار المدمّرة للحروب، يحظر القانون الدولي الإنساني حظراً باتاً استخدام التجويع أداةً في الحروب، ويشترط حماية وصول المدنيين إلى الغذاء والماء والمساعدات الإنسانية. تصبح هذه الواجبات القانونية أشدّ صرامةً في حالات الاحتلال أو الحصار، حين يكون المدنيون على نحو خاصّ أكثر عرضة للحرمان.
يجبر المدنيون للوصول إلى مواقع توزيع الغذاء لمؤسسة غزّة الإنسانية على دخول مناطق طُلب منهم سابقاً إخلاؤها 
في أوقات الصراعات المسلّحة، يستدعي القانون الدولي الإنساني حماية المدنيين وتوفير الإغاثة. ثمّة أحكامٌ رئيسةٌ فيه كذلك تضمن ألا يُحرَم المدنيون من الغذاء أو الوصول إليه. على سبيل المثال، تحظر المادة 53 استخدام التجويع أداة حرب، إذ يستتيع ذلك التعمّد. حجب الغذاء والماء في أثناء فترات الحصار، تدمير المواد الغذائية والإمدادات، وتعطيل إنتاج وتوزيع الغذاء عمداً... كلّها تقع تحت نطاق التعمّد. المادّة 54 أيضاً، تحمي الأصول الضرورية من أجل البقاء، بما في ذلك المزارع، والمياه، والبنى التحتية، ومرافق الغذاء. المادة 55، زيادة على ذلك، تفرض على الأطراف المنخرطة في الحرب تسهيل الوصول السريع إلى المساعدات الإنسانية للمدنيين، ومن دون عوائق. تلك القواعد، المعترف بها من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تنطبق على جميع النزاعات المسلّحة، بما في ذلك غير الدولية منها، وهي ملزمة لجميع الأطراف. وإسرائيل، بصفتها طرفاً في اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، مُلزمة بهذه القواعد. وبموجب اتفاقية جنيف الرابعة، تُلزم إسرائيل كذلك بضمان توفير الإمدادات الأساسية للسكّان المدنيين الخاضعين لسيطرتها أو احتلالها. كما تُلزمها تلك الاتفاقية بضمان توفير الإمدادات الغذائية والطبّية للسكّان، وتوريد المواد الضرورية في حال عدم كفاية المصادر المحلّية. وفي حال نقص الإمدادات الكافية لسكّان الأراضي المحتلة، فلِزامٌ على إسرائيل، بوصفها قوة احتلال، الموافقة على برامج الإغاثة الإنسانية وتسهيلها بجميع الوسائل المتاحة.
بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من أن إسرائيل ليست طرفاً في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، تظلّ لهذه المحكمة ولاية قضائية على قطاع غزّة والضفة الغربية والقدس بعد انضمام فلسطين إليها في عام 2015. وبموجب المادة 8 من نظام روما الأساسي، فإن استخدام تجويع المدنيين عمداً أسلوباً من أساليب الحرب، بما في ذلك حرمانهم من الأشياء التي لا غنى عنها لبقائهم، أو عرقلة إمدادات الإغاثة عمداً، يُعرّف صراحةً على أنه جريمة حرب. يجرّم نظام روما أيضاً ممارسات عديدة، بما في ذلك القتل العمد، والقتل العمد الذي يتسبّب في معاناة شديدة أو إصابة خطيرة للجسم أو الصحّة، واستغلال المدنيين لتحصين مناطق معيّنة محصّنة من العمليات العسكرية (دروعاً بشريةً مثلاً). من هنا، فإن الطبيعة المُتعمَّدة والمنهجية للأفعال التي ترتكبها إسرائيل قد تدعم تصنيفها جرائم ضدّ الإنسانية بموجب المادة 7 من نظام روما، بما في ذلك الإبادة، والاضطهاد، وسواها من الأعمال اللاإنسانية التي تسبّب معاناة شديدة أو إصابات جسيمة. يتأسّس نظام روما الأساسي (ويتفرّع من) على نظام "الانتهاكات الجسيمة" لاتفاقيات جنيف، كما هو موضّح في المادة 147 من اتفاقيته الرابعة. وبالإضافة إلى ما ينتج من ذلك من مسؤولية جنائية، فإن هذه الانتهاكات تُفعّل أيضاً مبدأ الولاية القضائية العالمية، والذي يُلزم أيّ دولة طرف في اتفاقيات جنيف بالبحث عن (وملاحقة)، أو تسليم الأفراد المشتبه في ارتكابهم لهذه الجرائم، بغضّ النظر عن جنسيتهم أو مكان وقوع الجريمة.
في ديسمبر/ كانون الأول 2019، فتح مكتب المدّعي العام للمحكمة الجنائيّة، رسميّاً، تحقيقاً رسميّاً بخصوص جرائم حرب مدّعاة أو جرائم ضدّ الإنسانية اقترفت في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ وفي نوفمبر/ كانون الثاني 2024، أصدرت مذكّرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت، بتهم استخدام المجاعة أداة في الحرب، والقتل العمد للمدنيين. بحلول فبراير/ شباط 2025، أكّدت التحقيقات في شأن فلسطين تتواصل على وجه السرعة، وأن مذكّرات الاعتقال لا تزال سارية. أخذاً بمبدأ الولاية القضائية العالمية، كلّ الدول الأعضاء، بما في ذلك معظم الدول الأوروبية، ملزمة قانوناً بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية. يشمل هذا تنفيذ أوامر اعتقال، وضمان ألا يجد الأفراد المشتبه بهم في ارتكاب جرائم دولية منتجعاً آمناً أو حصانة.
أثارت عمليات مؤسّسة غزّة الإنسانية مخاوف جدية، وتتهمها أكثر من 170 منظّمة غير حكومية بأنها تعمل بما يخالف القانون الدولي الإنساني
خصخصة الإغاثة: أزمة في حيادية العمل الإنساني
في مايو/ أيار الماضي (2025)، وفي ظلّ حصار كامل على دخول المساعدات إلى غزّة، جرى إطلاق "مؤسّسة غزّة الإنسانية" بديلاً من جهود الإغاثة الإنسانية التقليدية، وبمزاعم أنها تقدّم الغذاء "بأمان وبشكل مباشر". يقع المقرّ الرئيس للمؤسّسة في ولاية ديلاوير الأميركية، وكان لها فرع في سويسرا حُلَّ لاحقاً لأسباب إدارية، منها الفشل في الامتثال لمعايير الشفافية وعدم الالتزام باللوائح التنظيمية السويسرية. يتولّى إدارة المؤسّسة حالياً المدير التنفيذي المؤقّت جون أكري، خلفاً لجيك وود الذي استقال من منصبه، بسبب ما وصفه بعدم قدرة المؤسّسة على الالتزام بمبادئ القانون الدولي الإنساني، متمثّلة في الحياد، وعدم التحيّز، والاستقلالية. بموجب القانون الدولي الإنساني، يجب أن يلتزم العمل الإنساني التزاماً صارماً بهذه المبادئ كما صكّت في المادة 60 من الاتفاقية الرابعة من اتفاقيات جنيف، التي تنصّ على ضرورة استخدام الإغاثة لأغراض إنسانية خالصة، وتحظر استخدامها لأيّ أهداف سياسية أو عسكرية أو تجارية. كذلك، تفترض المادة المشتركة الثالثة، والبروتوكول الإضافي الأول - المادة 70، وكلاهما يمثّل القانون الدولي العرفي، أن تُقدَّم الإغاثة الإنسانية من جهات محايدة ومستقلة، تحظى بقبول جميع أطراف النزاع.
أثارت عمليات مؤسّسة غزّة الإنسانية تلك مخاوف جدية، إذ تتهمها أكثر من 170 منظّمة غير حكومية بأنها تعمل بما يخالف القانون الدولي الإنساني، وتطالب بإغلاقها. اليوم، وبدلاً من 400 نقطة توزيع مساعدات غير عسكرية كانت تشرف عليها الأمم المتحدة، تشغّل مؤسّسة غزّة الإنسانية أربع نقاط توزيع محصّنة، مزوّدة بنقاط تفتيش بيومترية، تقع في مناطق نزاع نشطة، وتخدم نحو مليوني فلسطيني في جنوب غزّة، بعيداً عن أماكن وجود نازحين عديدين. هذا النقاط، الموصوفة بأنها "مصائد موت"، مؤمّنة بقوات مسلّحة تفيد تقارير عن استخدامها الرصاص، والقنابل الصوتية، ورذاذ الفلفل. تقع مواقع توزيع الغذاء التابعة للمؤسّسة في مناطق الإخلاء، ما يعني أن المدنيين الباحثين عن الطعام يُجبرون على الدخول إلى مناطق طُلب منهم سابقاً مغادرتها. بوصفها أُنشئت لتجاوز قنوات الأمم المتحدة الإنسانية المستقلة وخبرائها، تعمد تلك المؤسّسة إلى إجبار المدنيين على قطع مسافات طويلة من أجل الوصول إلى المساعدات، غالباً عبر مناطق خطرة، ما يُقصي الفئات الضعيفة من استحقاق الإغاثة. وبين نهاية مايو/ أيار حتى أواخر يوليو/ تموز، قُتل أكثر من ألف فلسطيني على يد قوات الأمن الإسرائيلية، كما تفيد تقارير، في أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع توزيع الغذاء التابعة للمؤسسة، وكثيرون آخرون أصيبوا. هذا القتل وقع أيضاً داخل مواقع تخضع لحراسة أمنية من قِبل المؤسّسة نفسها، إلا أن المؤسّسة تصرّ على أنها غير مسؤولة عن أي حالات وفاة تقع خارج حدود منشآتها.
يشغّل مؤسّسة غزّة الإنسانية، خارج آليات التنسيق الإنساني المقرّرة، التقاء الخدمات اللوجستية العسكرية والتمويل الخاصّ بدلاً من المبادئ الإنسانية
بدعم وترويج من إسرائيل والولايات المتحدة، تعتمد مؤسّسة غزّة الإنسانية على شركات أمنية ولوجستية خاصّة لإيصال المساعدات إلى داخل قطاع غزّة. تفيد التقارير بأن من بين هذه الشركات UG Solutions وSafe Reach Solutions، وقد تأسّست الأخيرة على يد فيليب ف. رايلي، وهو ضابط سابق في الوحدات شبه العسكرية التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وقد عمل أيضاً في شركة Constellis - الشركة الأمّ لشركة بلاك ووتر العسكرية الخاصة. حتى الآن، لم تكشف مؤسّسة غزّة الإنسانية قائمة الجهات المانحة لها، ولم تفصح عن تقاريرها المالية، كما رفضت الإفصاح عن الحكومة التي قدّمت لها مائة مليون دولار تمويلاً أساسيّاً، رغم أن تقارير تفيد بأن التمويل مصدره الحكومة الإسرائيلية نفسها. أعلنت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في شهر يوليو الماضي، بعد وقوع مئات القتلى المبلّغ عنهم، أنها ستتبرّع بمبلغ 30 مليون دولار للمؤسّسة، وقد أُصدر هذا الدعم من دون مراجعات محاسبية معتادة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) أو التحقّق من الجهات المرتبطة بالإرهاب. وبالإضافة إلى توزيع الغذاء، تعمل المؤسّسة على مشروع بمليارات الدولارات لإنشاء "مخيّمات عبور" داخل غزّة وخارجها، تسوّقها تحت مسمّى "مناطق عبور إنسانية". وتشير تقارير إلى أن ثمّة مصالح استثمارية من القطاع الخاص متورّطة مالياً في عمليات المؤسّسة، ما يثير تساؤلاتٍ جدّية بشأن الدوافع التجارية الكامنة وراء عملية إيصال المساعدات. تمثّل هذه المحاذير تهديداً بتحويل الإغاثة الإنسانية إلى خدمة انتقائية مسيّسة بدلاً من أن تكون التزاماً قانونياً عالمياً قائماً على المبادئ الإنسانية؛ وكما أشارت المقرّرة الخاصّة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في فلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، فإن "الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل مستمرّة... لأنها تدرّ الأرباح لكثيرين".
على ذلك، مؤسّسة غزّة الإنسانية كيان خاص مُسجَّل محلّياً، لا يتمتّع بأيّ صفة قانونية دولية، ولا يخضع لأيّ تفويض بموجب أيّ معاهدة. وعلى عكس الجهات الفاعلة الإنسانية التقليدية، كاللجنة الدولية للصليب الأحمر، تعمل هذه المؤسّسة خارج آليات التنسيق الإنساني المقرّرة، ويشغّلها التقاء الخدمات اللوجستية العسكرية والتمويل الخاصّ، بدلاً من المبادئ الإنسانية. هذا الحضور لشركات الأمن والخدمات اللوجستية الخاصّة، بما فيها تلك التي ترتبط ارتباطاً مباشراً بالأجهزة العسكرية والاستخباراتية، يُرسي "منطقاً ربحياً يُعطي الأولوية للأمن" في بيئة يقتضيها القانون الدولي الإنساني غير معسكرة ومستقلّةً.
ومع هذا، ليست "مؤسّسة غزّة الإنسانية" محصّنة عن القانون؛ إذ يفيد مبدأ التواطؤ المؤسّسي بأن الشركات قد تُعتبر مساهمة أو متواطئة في انتهاكات ترتكبها الدول. كذلك، ينصّ القانون الجنائي الدولي على أن التواطؤ المباشر يتطلّب مشاركة متعمدة، وهو أيضاً لا يشترط وجود نيّة لإلحاق الضرر، بل يكفي العلم بالآثار الضارة المتوقّعة. ومن الممكن القول إن الآثار الضارّة التي تلحق بالسكّان الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع كانت متوقّعةً نتيجةً لطبيعة تصميم مؤسّسة غزّة الإنسانية وطريقة عملها. تبعاً لذلك، فإن أيّ كيان تجاري أو رجل أعمال يقدّم دعماً متعمّداً لدولة تنتهك القانون الدولي العرفي من شأنه أن يكون متواطئاً في هذا الانتهاك. ولا يُشترط أن يكون لدى الشريك المؤسّسي رغبة في ارتكاب الجريمة الأصلية حتى يُعد مسؤولاً، ومن ثمّ فإن الشركة أو المسؤول التنفيذي فيها قد يُعتبر متواطئاً في ارتكاب جرائم دولية إذا قرّر المشاركة من خلال تقديم المساعدة في تنفيذ الأفعال التي ترتكبها دولة إسرائيل؛ وكانت هذه المساعدة مساهمة في ارتكاب تلك الجرائم. ويُعد الدعم المباشر، سواء عبر المشاركة الفعلية أو توفير الوسائل الأساسية لتنفيذ الجريمة، أساساً لتحميل الأفراد المعنيين المسؤولية الجنائية الدولية. من هنا، فقد تضع طريقة تصميم مؤسّسة غزّة الإنسانية القائمين عليها وعملها تحت طائلة التواطؤ في جرائم دولية ترتكبها القوات الإسرائيلية.
قُتل أكثر من ألف فلسطيني على يد القوات الإسرائيلية محاولين الوصول إلى مواقع التوزيع التابعة للمؤسّسة
خاتمة
قد يكون الوضع الراهن في غزّة بمثابة نقطة تحوّل للقانون الدولي الإنساني. الفشل في احترامه وفرض أحكامه قد يجرّ بنتائج ممتدّة الأثر في ما يتّصل بمستقبل الصراعات العسكرية. الحصار المتواصل، والمنع المتعمّد للغذاء، والوقود، والغوث الإنساني، تظهر قلّة اعتبار للقانون الدولي الإنساني منذرةً بالخطر. هي تكشف أيضاً أزمةً بنيويةً أعمق: انهيار الحياد في توفير الغوث الإنساني لمصلحة النموذج المخصخص والمُعسكر، ممثّلاً في حالة مؤسّسة غزّة الإنسانية؛ وهو ما من شأنه أن يقضم الحاجز الفاصل ما بين المساعدة الإنسانية والاستراتيجيا العسكرية. منع الإمدادات الغذائية التجارية، تدمير المرافق الزراعية، استبدال شبكات الغوث المحايد بالمبادرات الخاصّة المسيّسة، ذلك كلّه ينتهك الالتزامات الإنسانية، وكذلك يفكّك بشكل فعّال الدور الحمائيّ للقانون الدولي الإنساني. استخدام التجويع سلاحاً، وتعطيل المساعدات، واستهداف المدنيين في النقاط التي يتوفّر فيها الغذاء، ليست محضَ خيارات سياسية؛ بل جرائم حرب تقع تحت طائلة الملاحقة القضائية. زيادة على ذلك، فإن عمليات "مؤسّسة غزّة الإنسانية"، واستخدام متعاقدين أميركيين من القطاع الخاصّ وقوات أمن بصلات وثيقة مع الجيش الإسرائيلي، قد ترقى إلى التواطؤ في جرائم حرب وانتهاك القانون الدولي الإنساني. اليوم، تجري المساءلة القانونية على عدّة جبهات، من التحقيقات الجارية في المحكمة الجنائية الدولية بخصوص جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية المحتملة، إلى محاضر قضية الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية؛ وهذا يؤكّد وجود توافق متنامٍ على أن المعايير الدولية الجوهرية يجري انتهاكها على نطاق ممنهج.
أبعد من المساءلة، تعرّي غزّة هشاشة عملية إنفاذ القانون على المستوى الدولي في الصراعات الحديثة. هي تثير تساؤلاً أساسيّاً حول ما إذا كانت المعايير الدولية، مهما بلغت من الرسوخ، قابلة للإفراغ من مضمونها عبر الوقائيّة السياسية، والتطبيق الانتقائي، والتنصّل من المسؤولية عبر إحالتها إلى طرف آخر. ضمن هذه السياق، فإن الأمر لا يتّصل باحترام وتطبيق الالتزامات الإنسانية فقط، بل مصداقية القانون الدولي نفسه وشرعيته. حينما يجري بشكل منهجي، وعواقب محدودة، انتهاك المعايير التأسيسية التي تحظر التجويع، العقاب الجماعي، واستهداف المدنيين، فإن ذلك يقوّض الادّعاء بأن القانون الدولي يعمل بوصفه تقنيناً عالميّاً لإعمال القوّة. حتى يظلّ القانون الدولي الإنساني إطاراً ذا معنى، فإن ذلك لا يعتمد على التناسق الفقهي فقط، في مضامينه، ولكن أيضاً على الرغبة السياسية والنزاهة المؤسّسية في إنفاذه بشكل متناسق، وبحيادية، ومن دون استثناء.
## غاب وترك لنا المرآة
31 July 2025 11:53 PM UTC+00
كان يمكن لأيّ أحد أن يراه في شارع الحمرا في بيروت ماشياً وحده، برأسه المائل إلى الأسفل قليلاً وبخطواته الهادئة، أو جالساً في أيٍّ من حانات الشارع يأكل شيئاً ما أو يشرب كأس خمر، وحيداً أو بصحبة صديق أو صديقَين، بينما الحانة ممتلئة بالناس من دون أن يخطر لأحد أن يطلب التقاط صورة معه. ليس لأن زياد الرحباني كان مجهولاً للآخرين، بل لأنه كان معروفاً أكثر ممّا ينبغي لفنّان مثله، كان قريباً من الجميع أو صديقهم، هذا الصديق الذي لا يخطر لك أن تلتقط صورة تذكارية معه، ذلك أنك تراه في كلّ لحظة وفي كلّ وقت. هو قريبٌ إلى هذا الحدّ، إلى حدّ أن جلوسه إلى طاولة بقربك لا يثير لديك الدهشة. ليس لأن زياد كان موجوداً دائماً في هذه الأماكن، بل لأنه موجوداً دائماً في الوعيين، الجمعي والفردي، لأكثر من جيل لبناني وعربي، إلى حدّ أننا (نحن أبناء هذه الأجيال) نردّد كلامه ونتقمّص طريقته في السخرية من كلّ شيء، ونغضب مثلما يغضب، ونحفظ ألحانه وأغنياته كما لو أننا نحن من صنعها لا هو.
لم يكن زياد نجماً على طريقة نجوم الفنّ المعتادين، لكنّه كان نجماً على طريقته الخاصّة: حضور متفرّد وقوي وواضح وصادق وعفوي وجارح، لا يسعى إلى أن يحبّه أحد، لكنّ الملايين أحبّوه من دون سطوة الإعلام وسطوة شركات الإنتاج وسطوة الفضائيات، كان لديه هذا الحضور الغامض الذي يملكه عباقرة قليلون، غموض متحرّر من الصورة النمطية للنجم، ويقف على الحافّة، يراقب سقوط الجميع في فخّ الصورة نفسها بينما هو الناجي الوحيد.
لم يأتِ زياد من الهامش نهائياً على طريقة أساطين الفنّ العربي التقليدي، بل جاء من متن هذا الفنّ، لم يكن مقطوعاً من شجرة كما يقال، هو فرعٌ أصيل لشجرة فنّية بالغة الثراء، هو ابن العائلة الرحبانية التي غيّرت في مفهوم الأغنية العربية والموسيقى العربية، وأخذتها نحو تجاربَ مختلفةٍ في الإيقاعات مدمجة بين التقليدي والحديث، وهو ابن العائلة التي جعلت من لبنان حالةً فريدةً ومتميّزةً في المشرق العربي، هو ابن فيروز، الأيقونة التي يتبارك صباحاً بصوتها ملايين من العرب. لكن زياد استطاع ببراعة فريدة تحويل هذا المتن العظيم إلى هامش لا يقلّ عظمة، لكن عظمته ترابية، من بؤرة الواقع الأسود، من كلّ فجاجة هذا الواقع: الطائفية والمذهبية والمناطقية والنخبوية والفقر والحرب الأهلية والانقسام والقتل على الهُويَّة. هذه الفجاجة التي بدت في أعمال الرحابنة وفيروز هامشية كشفتها أعمال زياد على حقيقتها، وأعادتها إلى مكانها الطبيعي: المتن.
هذا الاستبدال لم يكن عفوياً، كان نتيجة فهم زياد الفطري للواقع، وفهمه المعرفي لحقيقة هذا الواقع، نتيجة رؤيته الوجه الآخر للصورة التي أرادت عائلته الفنّية إظهارها: ما يحدث في لبنان هو بسبب الآخرين؛ لكن زياداً رأى الحقيقة الأخرى، وجه الصورة المظلم: ما يحدث في لبنان هو أولاً بسبب أن اللبنانيين ليسوا شعباً، بل مجموعة طوائف متصارعة. هكذا استطاع أن يكسر الرومانسية الرحبانية التي تتناسب مع خيبة أجيال النكبة والنكسة المأخوذة بالبعد القومي للقضايا الوطنية، ليظهر القصّة على حقيقتها الفجّة، لكنّها الحقيقة البسيطة: "نحن سبب هزائمنا، العطب فينا والخراب فينا.
قدّم زياد لأبناء جيله هُويَّةً جديدةً للبنان وللعرب، هُويَّة حقيقية مغمّسة بوسخ الواقع العربي، رافضاً الهُويَّة الرومانسية المتخيّلة التي اقترحتها عائلته الفنّية. لم يقتل زياد أبيه (عائلته) على طريقة فرويد، لكنه كسر الصورة التي أرادتها العائلة للبنان والعالم العربي، ثمّ أعاد تجميعها على طريقته التي وجد فيها الجيل العربي المعاصر لزياد الرحباني صورته الحقيقية، فتبنّاها، وجعل من صاحبها نجماً بمواصفات شديدة الخصوصية. النجم الذي يراه كلّ شخص في ذاته، وكأنّ زياداً استطاع أن يحوّلنا جميعاً (نحن أبناء جيله الذين عاصرناه وسمعناه وحفظناه وتشبّهنا به) زياداً آخر، فجّاً ووقحاً وساخراً وعبقرياً ومبدعاً وحسّاساً وعاشقاً ومخذولاً وخائباً وطيّباً وساذجاً وخبيثاً وشكّاكاً وصافياً وأيديولوجياً ومتناقضاً. نحن جميعاً هذا الزياد الذي غاب قبل أيام قليلة، مغيّباً معه أحلامنا المُجهَضة، وتاركا لنا (نحن نجوم ذواتنا) المرآة التي تعكس خرابنا الكبير.
## ما لم يفعله زياد الرحباني
31 July 2025 11:53 PM UTC+00
لو علم زياد بما كان ينتظره في وداعه، من حزنٍ لفّهُ به عدد لا حدّ له من الناس، ربّما كان ليسخر من الأمر، ويغيّر الموضوع مفضّلاً الحديث عن شيء آخر. لكنّه في العمق سيكون ممتنّاً، وسيجد أن احترافه في معظم حياته الموسيقية لم يذهب هدراً، وأن الفنّان يعيش بجمهوره، ولا عزاء لحياته سوى نجاح إنتاجه في تلمّس الناس.
خصوصية زياد أنه كان مثيراً للجدل، وناقداً مبدعاً للواقع، ولم يكن فنّاناً مهادناً للسياق، ولا مراعياً للصورة الرحبانية الرومانسية. وما ناله من نقد وهجوم، وهو لا بد توقّعه بالنظر إلى جرأته وحساسية بعض مواقفه، تهاوى الآن بعد وفاته. فصحيح أنه عاش على أكثر من مستوى، لكنّه مات فنّاناً فقط. لكن بماذا ينفع الميت هذا الحبّ؟ أن يحبّ الناس شخصياتٍ بعد موتها، أكثر من حياتها؟
في المقابل، تعرف فيروز قدر الحبّ الذي يسكن الناس تجاهها، وهي حيّة ترزق في الأرض، ولن يصعب عليها تصوّر ردّة الفعل على وفاتها. ما الفرق بين فيروز وزياد؟ المسار والشهرة والتقدير كلّها موازين تميل إلى صالح الأم، لكن هذا ليس وحده الفارق، بل أيضاً الصمت عن مواضيع الخلاف، ومراعاة الواقع. لو تكلّمت فيروز في كلّ الأزمات التي مرّت منها بلادها، والمنطقة، هل كانت لتحتفظ بهذا القدر كلّه من الحبّ؟
لعلّ محمود درويش أكثر من أحبّه الناس حيّاً وميتاً، رغم أنه كتب أنهم يحبّونه ميتاً. غير أن معظم من لم يحبّوه لم يكونوا من الجمهور أو القرّاء، بل بعض الزملاء الذين كانوا يرون فيه الشجرة التي أخفت الغابة. الموقف من زياد يتساءل عن الفارق بين أن تقول رأيك في الأزمات الشائكة، التي تفرّق الناس إلى طوائف وفئات، أو أن تحتفظ به، وتظلّ على الحياد حبيباً للجميع.
الفرق بين فيروز وزياد، في طبيعة إبداع كلّ منهما، فيروز صوت الآخرين، وهم الشاعر والملحّن والموسيقي والكاتب، وزياد هو كلّ هذا. عمله يفترض وجود قدر هائل من حرّية وطلاقة التعبير، ليُبدع ويخلق الجمال من لا شيء. وشخص له هذه المهمة، لا يمكن أن يحرس فمه وعقله، لأنه لولا ذلك لما بلغ مناطق غير مطروقة في الأدب والفنّ. فالحرية والجنون، والخروج من المألوف والسيطرة والسياق العام والتفكير الشائع... هي ما تجعله مبدعاً خلّاقاً.
هذا الطبع يضعه في موقف حرج حين ينطق بما ليس على الهوى العام. وما من شيء على الهوى العام حقيقةً، فهو هوىً مُتذبذب غير مستقرّ على يمين أو يسار. والحديث هنا ليس عن مواجهة سلطة أو حكومة، بل عن مواجهة سلطة الحشود، أن يكون للمرء رأي مخالف، يخسر بسببه جزءاً من الحشود. مع أن الحشود نفسها تطالب باتخاذ موقف، وهو الموقف الموافق لها لا الموقف المعارض. وفيروز رأت بلادها وهي تمرّ بسلسلة من الحروب والنزاعات داخلها وحولها، ولم تقل كلمة، واحتفظت بالحبّ كاملاً.
لهذا سيكون الرّاثون في عزاء فيروز (مثلاً) بحجم أمّة من العاشقين الذين لم تخدش لهم فيروز خاطراً، رغم أنّهم تمنّوا لو أنها طلّقت الصمت، لصالح قضية أو أخرى. فيروز صمتت عن جميع القضايا، حتى لا تتكلّم في القضية الخطأ، وربّما لأنّ الصمت يجنّبها كلّياً حرج الاختيارات. فالتعوُّد على التصريح عن المواقف، قد يدفع لسانها لأن يتمرّد، وينطق بما لا يجب، فاللسان المُنطلق تصعب السيطرة عليه.
أخذ زياد على عاتقه إعادة رسم صورة لبنان بشكل واقعي يتمعّن في الفوارق أكثر ممّا يحتفي بالمشتركات، وفيروز ظلّت محافظةً على صورة لبنان المسالم البسيط، في صورة ضيعة تضمّ جيراناً طيبين. أمّا زياد فرأى بوادر الحرب الأهلية في وقت كان فيه الرحابنة يروجون صورة لبنان المثالي. زياد اعتنق حداثة شاملة وحقيقية ومتعدّدة، بدلاً من الرحابنة الذين خرجوا بالكاد من عباءة الرؤية التقليدية، والمحافظة على التراث مع تطويره. بينما الحداثة تتطلّب من صاحبها أن يكون شائكاً ناقداً ناقماً، وإلا فهي مجرّد شعار، يغطّي تفكيراً محافظاً تقليدياً، مستكين إلى الواقع، وهذا ما لم يفعله زياد.
## جريمة خليل الحيّة ونصوص نيويورك المقدّسة
31 July 2025 11:54 PM UTC+00
ما هي الجريمة التي ارتكبها رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خليل الحيّة، حتى يتحوّل في نظر إعلام سفيه ومنحطّ إلى عدوّ حاقد على مصر ومصدر تهديد لأمنها القومي؟ ما هو وجه الإجرام في زفرة ألم مصحوبة بعتاب هادئ خرجت من شقيق يتساقط أهله موتاً بالجوع والعطش والقتل اليومي، فراح يستصرخ أكثر أشقائه قربى بالمصير والجوار والهُويَّة والنسيج الاجتماعي؟ ما هي الجناية في المناداة على الشقيقة الكبرى أن تفعل شيئاً لحماية أصغر شقيقاتها وأكثرهن احتياجاً للغوث من الهلاك؟
أحسب أن النداء على مصر، بشكل خاص، دون غيرها، ينبغي أن يُفهم في إطار الإكبار والعرفان والاعتراف بمكانتها وأهميتها، في لحظة تصل فيها حرب الإبادة الصهيونية للشعب الفلسطيني إلى أكثر مراحلها إجراماً ووحشيةً، إذ تتحوّل ما تسمّى "مساعدات إنسانية" مصائدِ للموت وكمائنَ للقتل الجماعي. وبالتالي كان المتصوّر منطقاً أن يكون هذا النداء ممّا يُشعر المصريين بالقيمة والحجم، وليس بالخطر والخوف على وطنٍ كبيرٍ من استغاثة جريح يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة.
هل أخطأ خليل الحيّة حين توجّه إلى مصر، شعباً وجيشاً وحكماً باعتبارها الملاذ والحصن الأخير للشعب الفلسطيني، حتى تنهال عليه هذه الشتائم والسخائم كلّها، تعيّره بأنه خارج غزّة يعيش ويدير العملية السياسية من الدوحة، حيث منها يستطيع الحركة وتلبية دعوات الوسيط المصري للحضور إلى القاهرة للمشاركة في جلسات تفاوض يحرص الوسطاء على انعقادها واستمرارها، حتى صارت غاية في ذاتها، وليست مجرّد وسيلة؟
يُلام الرجل على أنه لا يزال حيّاً يرزق بعد أن استشهد نحو 20 من أبنائه وأحفاده وأشقائه في معركة الصمود الفلسطيني، فهل صارت النظرة إلى الأمور في مصر تتطابق مع مثيلتها في الكيان الصهيوني، لتصبح قاعدة "الفلسطيني الجيّد هو الفلسطيني الميت" القاسم المشترك بين إعلام بذيء هنا وسياسة نازية هناك؟
تخيّل لو أن الحيّة كان قد توجّه بندائه إلى حكومات وشعوب عربية أخرى طالباً النجدة، مسقطاً مصر من حساباته، ماذا كان يمكن أن يكون موقف مضخّات البذاءة من الرجل؟ أغلب الظنّ أنه كان سيُتّهم بالجحود ونكران الجميل والإساءة إلى الدولة المصرية بتجاهل دورها ومكانتها، وربّما وجدّتَ من يطالب بمنعه من دخول مصر ووضعه في قوائم الإرهاب.
السؤال الأهم في هذه المسألة: هل تجد فرقاً كبيراً بين نداء خليل الحيّة وبيان شيخ الأزهر المحذوف قسراً، بعد ساعات من صدوره، محمّلاً بعبارات غير مسبوقة من الانتقاد لمواقف الدول العربية والإسلامية التي لا ترقى لمستوى الكارثة الإنسانية والحضارية في غزّة؟  
الشاهد أن نداء الحيّة على الأمّة، ومن قبله صرخة أبو عبيدة الناطق باسم المقاومة الفلسطينية، على الأمّة شعوباً وحكاماً، قد استبقا تلك اللحظة التاريخية البائسة التي وقعت فيها دول عربية وإسلامية على وثيقة صادرة عما اشتهر باسم "مؤتمر حلّ الدولتين" في نيويورك، تنظر إلى المقاومة الفلسطينية باعتبارها عملاً مجرماً، وإلى امتلاكها السلاح بوصفه جريمةً، وإلى استخدام هذا السلاح في عملية بطولية في 7 أكتوبر (2023) جريمةً تستوجب الإدانة، ثمّ تطلب من المقاومة، تلك المقاومة التي نهضت في أرض غزّة نباتاً أصلياً فلسطيني الخصائص والملامح، ولم تهبط عليها من الفضاء أو تستورد من الخارج، أن تسلّم سلاحها وتترك غزّة لسلطة فلسطينية يرضى عنها نتنياهو، ويريدها، فتصبح غزّة نسخةً من رام الله، لا تقاوم ولا تساعد على المقاومة، وتتعيّش على الفتات المتساقط من مائدة التنسيق الأمني مع العدو ضدّ من يفكّر في مقاومته.
هذه الوثيقة التي لا تكتفي بالمساواة بين الشقيق والعدو فتذهب إلى منح العدو أكثر ممّا يحلم به من مطالب في غزّة، أغلب الظنّ أن نتنياهو لو عكف على صياغتها بنفسه لما توصّل إلى نصّ بهذا السفور في مناصبة المقاومة، فكرة ومبدأ ومشروعاً، العداء بالنحو الذي يضع قضية الشعب الفلسطيني في لحظة أشدّ سواداً من كلّ لحظات التفريط بفلسطين، من نكبة 1948 إلى كامب ديفيد الأولى، ثمّ "أوسلو" بجزئيها، وصولاً إلى كامب ديفيد الثانية وصفقة ترامب وشرق أوسطه الإسرائيلي الكبير.
أكثر ما يلفت النظر بشأن هذه الوثيقة أن الفضائيات العربية، التي تمدّ موائد التحليل العميق إذا عطس جندي صهيوني في غزّة، أو ابتسم وزير من وزراء العدو في لقطة، لم تقترب من بنود هذه الوثيقة بالنقاش والتحليل بين معارضين لها ومتفقين معها، وكأنّها نصوص مقدّسة نزلت من السماء من يجادل فيها فقد صبأ، على الرغم من أنها ومثلها ألف وثيقة لا تستطيع أن تستأصل من الإنسان الفلسطيني حلمه المشروع بالتحرير، وحقّه الأصيل في المقاومة. 
## سورية: في ضرورة المحاسبة والإصلاح
31 July 2025 11:55 PM UTC+00
لم يكن ينقص الظرف السوري الهش إلا واقعة قتل تحت التعذيب في أحد الفروع الأمنية للدلالة على خطورة المرحلة التي تمرّ بها سورية، والتي تحتاج تحرّكات سريعة وحاسمة من القيادة الجديدة، واعترافٍ بأن هناك عواراً جسيماً في تركيبة الأجهزة الأمنية التي جمعت كيفما اتفق من فصائل، كانت إلى الأمس متنازعة، ومتطوّعين لم يجرَ تأهيلهم كفاية للعمل في الميدان الأمني أو العسكري.
والتأهيل هنا ليس في ما يتعلق بالتدريبات العسكرية والانضباط السلوكي داخل المؤسّسة الأمنية، بل باستراتيجية التعامل مع المجتمع في المرحلة الجديدة. وللمناسبة، لم تصدُر هذه الاستراتيجية واضحة، فالحديث عن الانقلاب على ممارسات النظام السابق، وإعلاء حقوق المواطنين، تنقضه السلوكيات التي يقوم بها كثيرون من أفراد الأمن. والكلام هنا ليس عما شهده الساحل أو السويداء، بل عن وقائع حدثت في دمشق وريفها وبعض المدن السورية الأخرى، وكان جديدها أخيراً قضية مقتل الشاب يوسف لباد تحت التعذيب.
ثلاث روايات متناقضة صدرت عن "مصادر مسؤولة" في وزارة الداخلية السورية: الأولى تحدثت عن معاناة الشاب مرضاً نفسياً وانتحاره في الزنزانة بعدما أذى نفسه. والثانية عن وفاته إثر جرعة زائدة من المخدّرات. والثالثة أبقت الأمر في إطار "الظروف الغامضة". الروايات الثلاث تدحضها الأيام الأخيرة التي عاشها الشاب منذ عودته من ألمانيا للاستقرار في بلاده "المحرّرة"، وهو ما دفع وزيري الداخلية والعدل إلى التعهد بالتحقيق في الواقعة ومحاسبة الفاعلين.
ولعل الأزمة الكبرى في كل الأحداث في سورية غياب هذه المحاسبة، وتحديداً العلنية. فرغم كل الصور والفيديوهات التي انتشرت للانتهاكات في الساحل والسويداء، وظهر فيها مسلحون تابعون لوزارة الدفاع يقتلون وينكلون بمواطنين، فإن أياً من هؤلاء لم يظهر معتقلاً، ولم تعلن وزارة الدفاع أو الداخلية أنها أوقفت جنوداً أو قادة فصائل كانوا مشاركين في هذه الانتهاكات. بعض المسؤولين في الوزارتين يتحدّثون "خارج الهواء" عن توقيف عدة عناصر أمنية، لكن ذلك لم يصدر رسمياً في إعلان أو بيان، على الرغم من أهميته، لذا تبقى حقيقته في دائرة الشك.
لا نريد أن نشك في أن القيادة السورية الجديدة لا ترغب في تحقيق هذه المحاسبة، لذا من المفترض أن تبدأ بخطوات فعلية لتطبيقها، وخطوات أخرى لضمان عدم تكرار الانتهاكات والاعتداءات الطائفية وغيرها. لتكن قضية ضحية التعذيب اليوم الخطوة الأولى، ولتخرُج نتائج التحقيق علناً، ولتسمَّ الأمور بمسمّياتها، وليحاسب الفاعلون وفق مسار قانوني شفاف وعلني. على أن تتبع هذه الخطوة محاسبات أخرى، خصوصاً أن لجنة تقصّي الحقائق في مجازر الساحل سلمت تقريرها إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، وإن كانت لم تدرج بالنسخة المخصصة للإعلام أسماء مرتكبي المجازر، إلا أن ما تسلّمه الشرع تضمن أسماء أكثر من 350 شخصاً ضالعين في الجرائم التي ارتُكبت في الساحل، بانتظار مساءلتهم ومحاسبتهم.
الخطوة التالية المنتظرة من السلطات الجديدة هي الإقرار بأن هناك أزمة في تركيبة الأجهزة الأمنية وأن سلسلة القيادة والأوامر غير واضحة، وأن تحويل عناصر مليشيات إلى جنود نظاميين في جيش دولة ليس ناجحاً، وأن هناك حاجة إلى حلٍّ جذري لإعادة بناء قوى أمنية نظامية، تتبع لهيكلية وتراتبية واضحة، والبدء بالقيام بذلك، قبل أن تصبح الجرائم والانتهاكات الطائفية سمة موصومة بالأجهزة الرسمية.
من الواضح أن اهتمام القيادة السورية الجديدة منصبٌّ على الخارج وإصلاح العلاقات مع الغرب في مسعى إلى رفع العقوبات والدخول في انتعاش اقتصادي. لكن هذا لن يكون مفيداً في غياب هيكل الدولة ومؤسّساتها والأمن والعدالة والشفافية، فالاقتصاد لا يمنع الحروب الأهلية، بل ربما يكون سبباً فيها.
## الجزائر والمغرب مجدّداً
31 July 2025 11:56 PM UTC+00
قد يُرى تقليديّاً، وربما نافلاً، قولُ ملك المغرب، محمد السادس، الثلاثاء الماضي، إن بلادَه مستعدّة لـ"حوار صريح ومسؤول، أخوي وصادق" مع الجزائر، من فرط تكراره من الملك نفسه، منذ الأزمة الحادّة بين البلديْن وقطع العلاقات في أغسطس/ آب 2021. بل صار من لوازم خطابات العاهل المغربي في مناسبة عيد العرش سنوياً أن يأتي فيها على هذا الشأن، وهذا هو لا يضيف جديداً عندما يطرح أن الحوار الذي استرسل في وصفه، ويُبدي استعداد المملكة له، "حول مختلف القضايا العالقة"، وعندما يتحدّث عن "علاقاتٍ إنسانيةٍ وتاريخيةٍ عريقة" تربط بين الشعبين، المغربي والجزائري، لكنه يؤكّد المؤكّد... والسؤال هنا إنْ نُشيح النظر عن هذه الدعوة الملكية، المتجدّدة، بالنظر إلى رتابتها، أم نلتفت إليها، ونذكّر أنفسنا، نحن العرب، بأن بلديْن عربيَّيْن جارَيْن، كبيرَيْن، في قطيعةٍ مزمنة، وفي حربٍ سياسيةٍ وإعلاميةٍ ودبلوماسيةٍ، وبأن هذا الحال يجب أن يتوقّف، أو أقلُّه يحسُن أن تتجدّد جهودٌ من أجل انتهائه، ففي الأمّة فائضٌ من النوازل والتعاسات، ما يجعلها في غير حاجةٍ إلى شقاقٍ فادحٍ كالذي بين الرباط والجزائر، ولا تُرى له نهاية. ولأنَّ بؤسَ العلاقات بينهما عتيقٌ ومستدامٌ (إلا من فتراتٍ قصيرةٍ سيطر فيها الجانبان على خلافاتهما)، فإن الشروع في أي جهدٍ يتجّه إلى "تخفيض التصعيد" قد يبدو بلا طائل. ولكن، ما من أزمةٍ سياسيةٍ في الدنيا، مهما بلغت من توتّر، بل أياً كان مدى العنف الذي وصلت إليه، إلا وعرفت حلولاً أو أنصاف حلول. ولذلك، لا يحسُن النظر إلى الذي بين الجزائر والمغرب قضاءً وقدراً لا رادّ لهما. وفي الوُسع مغادرة اليأس إلى محاولاتٍ شاقّة، مدفوعةٍ بالمثابرة والأمل، للمضي إلى خلاص الجزائريين والمغاربة من هذا المرض السقيم.
لا ينفع التذكير هنا بأن الجزائر هي التي أقدمت على قطع العلاقات، ولا بأن الرباط نادت غير مرّة، بلسان الملك، إلى الحوار الثنائي. لا ضرورة لهذا الكلام، ولا لتعيين المسؤوليات في إيصال الأزمة إلى القطيعة الصعبة. وإنما هو الوقتُ لأن يتداعى حكماءُ من الأمة، في مواقع رسميةٍ وأهلية، أو ذوو مكانة وخبرة، بدفعٍ من منظمّة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية، من أجل بناء خريطة طريقٍ تأخُذ البلدين إلى الحوار باعتباره السبيل الوحيد لحل كل القضايا بينهما، مع ترتيب الأولويات وتنظيم الخلافات، بالتوازي مع تعظيم مبادراتٍ شعبيةٍ وأهليةٍ، وإلزام الإعلام بالابتعاد عن كل ما يضاعف التأزيم، وإرجاء القضية العويصة (الصحراء الغربية) إلى منصّة حوارٍ خاصة. وإذا قال قائل إن هذا كله لن يستقيم شيءٌ منه في غياب إرادة سياسية في كل من المستويين الرسميين في البلدين، فهذا صحيحٌ. لكن الأصح منه أن يدرك هؤلاء وأولئك حزمة المنافع الاقتصادية والتجارية والإنمائية التي ستتحقق لشعبيهما، المرتبطيْن بعلاقات نضال وتاريخ مضيء، إذا ما اهتدى صنّاع القرار في العاصمتين إلى نقاط البداية لحوارٍ متخففٍ من الضغائن وسوء الظن، إلى أن أفقاً من المصالح المشتركة يمكن المضي فيه، تحت سقف خلافاتٍ سياسيةٍ تحت السيطرة، تنظّم التداول بشأنها مواثيقُ متفاهمٌ عليها.
أما إذا رمى بعضٌ هنا وبعضٌ هناك هذا الكلام بالإنشائيّة والرغائبيّة، فليكن، فليس الحديث هنا إلا عن رغباتٍ وأمنياتٍ يلزم للتعبير عنهما شيءٌ من الوجدانيٍّ والعاطفي، ذلك أن الإقامة في مواضع التلاوم والاشتباك اللفظي تسدُّ أي منفذٍ لضوْءٍ بعيدٍ أو قريب. ومع التسليم بأن الدنيا الآن غيرُها في خمسينيات القرن الماضي وستينيّاته، عندما كانت زعاماتٌ مغاربيةٌ تجتمع على أفكار وحدوية، وتصوغ تصوراتٍ مشتركة للخلاص من المستعمر الفرنسي، وتبني رؤىً من أجل أوثق علاقات التعاون والتكامل، ومع التسليم بأن في المياه التي جرت، وما زالت تجري، منذ ذلك الزمن، حصىً وصخوراً كثيرة، وأنّ لحساسيات النخب الراهنة ورهاناتها وأمزجتها إيقاعاتٌ أخرى، وأسئلة مغايرةٌ تطرحها تحدّياتٌ وإكراهاتٌ شديدة الاختلاف، فذلك كله، وكثيرٌ غيره، لا يجوز أن يعني الإقامة في المستحيل، وإنما يعني حافزاً إلى ابتكار كل ما من شأنه أن يهزم الإحباط واليأس والمستحيل.
طبيعيٌّ أن أهل مكّة أدرى بشعابها، وأن المغاربة والجزائريين أعلمُ من غيرهم بما يمكن فعلُه من أجل أن يتحرّر أهل القرار في بلديهما من المكابرة والعناد، لكن من لزوم ما يلزم أن يتنادى بعضٌ من نخبة مشارق الأمة ومغاربها من أجل أن يصنعوا شيئاً في ملفٍّ مهملٍ ومتروكٍ ومنسي... ورتيبٍ ومضجرٍ من قبل ومن بعد.
## المرحلة الانتقالية والسوريون المسيحيون
31 July 2025 11:56 PM UTC+00
يتوزع المسيحيون في مختلف المدن السورية، ويشكّلون طوائف دينية متعدّدة، وتميل الأكثرية فيها إلى تحييد هويتها الدينية عن الشأن السياسي، وتتبنّى التيارات العابرة للأديان بالشأن السياسي، القومية، اليسارية، الوطنية، الليبرالية، وبما يعزّز مساواتها مع أبناء الأكثرية الدينية. شكّل الاستبداد الأسدي بداية العودة إلى الهوية الدينية عند المسيحيين بالمعنى السياسي، ولكن الهوية لم تتأسّس في أحزاب سياسية.
شكلت مأساة السوريين منذ 2011 محنة لهم كافة، ولكن تحولها من ثورة شعبية وسلمية إلى مسلحة وفصائل متصارعة وطغيان الشكل الطائفي للحرب، كانت سبباً لصمت أغلبيتهم، وتحييد أنفسهم عن الحرب. أنتج التدخل الروسي بعض الظواهر العسكرية في الوسط المسيحي، فتشكلت بعض الفصائل ولكن ظلّت هامشية، وحتى الفصيل المسيحي التابع لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) هامشيٌّ كذلك. لم تُسجل انتهاكات واسعة بحق هذه الفصائل، وبالعموم، كان قادتها دون شعبية في الوسط المسيحي، ومن ثم، كان الميل السائد لدى المسيحيين الوقوف على الحياد، ولم تشكل مواقف غالبية رجال الدين المسيحي، كما من بقية الطوائف، إلى جانب بشّار الأسد سبباً في تغيير موقف الحيادة بعامة. يشبه موقفهم هذا موقف سنة المدن من الطبقات المتوسطة.
شكّل توزّع المسيحيين، في كل المدن السورية وتعدديتهم المذهبية وقلة أعدادهم، مانعاً لعدم بروز تيارات بينهم معادية للسلطة
أحدث وصول هيئة تحرير الشام إلى السلطة في دمشق إشكالية كبيرة، فهي تنظيم سلفي جهادي، وغادر المسيحيون محافظة إدلب حين سيطرته عليها منذ 2015، ولكن زعيم الهيئة أحمد الشرع حاول إعادتهم، ولم يحرز تقدّماً بالأمر، وبالتالي، هناك كثير من القلق من هذا التنظيم. وشكّل وصول الهيئة إلى دمشق تغييراً هائلاً في علاقة الأديان والطوائف بعضها ببعض. أدّت سلفية الهيئة إلى غلبة السنة على بقية الطوائف، وإن لم تكن الهيئة معبّرة بالفعل عن السنة، والتي يغلب عليها التيار الأشعري، وبالتالي، هناك خلافات عميقة بين التيارين؛ حاولت السلطة إيجاد بعض التوافقات بينهما من خلال المؤسّسات الدينية الجديدة، كمجلس الإفتاء الأعلى ووزارة الأوقاف ومفتي الجمهورية وسواها، ولكن ذلك لم يجد تهدئة ضمن المساجد (ومجتمعياً)، التي تشهد خلافات مستمرّة بين التيارين، وأحياناً يتصاعد، ولكنه يعود إلى الهدوء، ولكن هذه الإشكالية قابلة للتفجر الفجائي.
شكّل توزّع المسيحيين، في كل المدن السورية وتعدديتهم المذهبية وقلة أعدادهم، مانعاً لعدم بروز تيارات معادية للسلطة، وكذلك رغبتهم في تحييد أنفسهم عن صراعات سرعان ما اشتعلت ضد السوريين العلويين مثلاً، كما برزت السلفية مرجعية لعمليات القتل الطائفي بين 6 و9 آذار ضد العلويين. جاءت مجزرة كنيسة مار إلياس في دمشق لتشكل ما يشبه القطيعة مع السلطة، ولا سيما بعد كلمة بطرك الروم الأرثوذكس في أثناء تشييع ضحايا المجزرة، والتي كانت نقدية لطبيعة السلطة، واستئثاريتها، وطالبها بالانتقال إلى الديمقراطية والمواطنة والتعدّدية السياسية، وكانت كلمته هذه بتأثير الوسط المسيحي، المستاء أصلاً من سياسات السلطة السلفية في المجال الديني، وكذلك بسبب إخفاقها في حماية الكنائس من المجموعات الأكثر تطرفاً.
يشعر السوريون المسيحيون بالقلق الشديد من جرّاء تعقيدات المرحلة الانتقالية وقابليتها للانتكاس والفوضى، ويزيد الأمر تعقيداً ترهّل بنى الدولة منذ 2011، وغياب الفصل بين السلطات ما بعد 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، ومحاولة هيئة تحرير الشام الهيمنة على المناصب الأساسية في الدولة. وجاءت مجازر الساحل وما تلاها في جرمانا وأشرفية صحنايا، ومجزرة كنيسة في دمشق وأخيراً السويداء لتزيد الابتعاد أكثر عن السلطة، وعاد التفكير في الهجرة كذلك. والأسوأ هنا أن أوساط السلطة والموالين يؤكدون أن من لا تعجبه البلاد فليغادرها، فقد هُجرنا من قبل، وليجرّب الآخرون.
هناك ميل، وغير القلق، إلى الانعزال عن كل ما يجري في البلاد، ولا سيما أن البلاد صار الحكم فيها بيد فئة توصف بأنها متشدّدة طائفياً. عزّزت حالة الانعزال الممارسات الأكثر طائفية والدعوات إلى التشدّد، والاستهزاء ببقية الأديان أو المذاهب. وقد أعطى إيقاع المجازر بالعلويين أو الدروز رسالة في منتهى السلبية إلى الأقليات الدينية والقومية، وضمناً إلى المسيحيين، وبالتالي، الميل نحو الانعزال سمة أساسية للأغلبية المسيحية ما بعد 8 ديسمبر.
ليس وجود شخصيات سياسية من المسيحيين ظاهرة معبّرة عن انخراط المسيحيين في الشأن العام، سواء كانوا معارضين للسلطة أم مؤيدين لها، وعاملين معها. الحديث أن المسيحيين، بخلاف العلويين والدروز وسواهم، منخرطون في السياسة أو مؤيدون للسلطة يتناقض مع الواقع، بل شكلت كلمة البطريرك في تشييع ضحايا تفجير الكنيسة دلالة كاملة الوضوح على التذمر من سياسات السلطة، السلفية. طبيعة السلطة الدينية والسياسية هي التي تضع العقبات أمام دخول كل السوريين في الشأن العام، والأمر لا يخصّ المسيحيين فقط، بل حتى أغلبية السنة.
تخطئ السلطة بسياساتها الاستئثارية، فهي تدير مرحلة انتقالية، وتتطلب إجماعاً وطنياً، ولا سيما بعد مآسي سورية من 2011. تتطلب طبيعة المرحلة الانتقالية إشراكاً عاماً لكل النخب، والانفتاح على الشعب، والبحث عن أشكالٍ لتمثيله في مؤسسات الدولة. هناك إشكالية كبرى؛ ففي وقتٍ تتكرّس فيه الشخصيات الأساسية في السلطة، وتضع كل السلطات بين أيديها، تتهمش مؤسسات الدولة ذاتها؛ فلم يشهد السوريون تغيّراً يُذكر فيها، وتميل السلطة الجديدة إلى التزاوج مع الخبرات القديمة الفاسدة، وتستبعد الخبرات الوطنية من وضع الخطط الاستراتيجية لتغيير التوجّه العام لمؤسسات الدولة، وهناك رأي يؤكد أن السلطة الجديدة تستهدف حل كثير من تلك المؤسسات وأن تُعطى للقطاع الخاص الدور المركزي. أين الخطأ. إنه في وجود ملايين العاطلين عن العمل، وملايين المهجّرين، ويحتاجون إلى السكن والعمل والحريات العامة، وينعكس هذا الواقع سلباً على المسيحيين وعامة السوريين.
سيميل المسيحيون السوريون إلى الابتعاد عن السلطة طالما لم تغيّر سياساتها، والتغيير هذا مطلب عام، لسوريين كثيرين
تعلق طبيعة السلطة، السلفية من ناحية الأيديولوجيا، والاستئثار من ناحية السياسة، إمكانية التعاون معها، وفي كل الأحوال حلَّ الرئيس أحمد الشرع القوى السياسية بحجة البدء بالنهوض بالدولة. سيعزّز الاستمرار بالسياسات ذاتها من عزلة كل السوريين. سيميل المسيحيون إلى الابتعاد عن السلطة طالما لم تغيّر سياساتها، والتغيير هذا مطلب عام، لسوريين كثيرين. سيعطي حدوث التغيير مؤشرات "ليبرالية" نحو الانفتاح المجتمعي، وكذلك إن أرسيت أسس دستورية وقانونية للتعدّدية السياسية والحرّيات العامة والشخصية، وضمن ذلك إنهاء ظواهر الدعوة الدينية في الشوارع أو أية أشكال من الضغوط، والتي تمارسها فئاتٌ من السلطة، والتخفيف من غلبة التطييف السني بعامة على بقية الطوائف والأديان.
يتحدّد منظور السلطة إلى المجتمع على أرضية الطوائف أو القوميات، ومن الادّعاء أنّها تمثل السنة، وانطلاقاً من ذلك تهيمن على الدولة باسم الأكثرية الدينية، وبذلك تستخدمها سياسياً من أجل هيمنة تيارها السلفي في السلطة والدولة الناشئة. وسيدفع سيادة نمط كهذا من السياسات الطوائف والمذاهب نحو مزيد من العزلة وربما التمرّد، وأكثر ما تتضح هذه السياسات في إطار الجيش والأمن أو الاستخبارات. تمارس السلطة سياساتها وكأنّها منتخبة ودستورية، وليست انتقالية، وهذا يتعارض مع مصالح كل السوريين، ومن كل الطوائف والقوميات.
## ضعيفٌ غير قوي مَن يجوِّع شعباً
31 July 2025 11:57 PM UTC+00
يريد نتنياهو وعصابة الاحتلال "نصراً" بالتجويع والمجازر اليومية في غزّة المأساة والألم والمعاناة. هم يفتقرون إلى قوة المحارب المقتحم الشجاع، فيعتمدون أساليب الإبادة خسّةً وجبناً ووحشيّةً، لأنّهم أعجز من خوض حربٍ قتالية وجهاً لوجه، وجنودهم وضبّاطهم أجبن من أن يواجهوا مقاومين فلسطينيين شاهد العالم كلّه بسالتهم وشجاعتهم وصعودهم إلى أبراج آليات العدوّ المحصّنة بالحديد والنار. معركة غير متكافئة فعلاً لأنّ ثمّة جندياً إسرائيلياً مدجّجاً، جباناً غير مقاتل، ومقاتلاً فلسطينياً بأبسط أدوات المقاومة، مقداماً غير هيّاب. وفي ظلّ عدم التكافؤ بين الإسرائيلي الصهيوني المذعور، وبسالة الفلسطيني المتصدّي، لم يبقَ لقيادتَي العدو السياسية والعسكرية سوى اللجوء إلى المجازر اليومية الفظيعة، والتجويع، سلاحَي ضعفاء لا أقوياء، مهزومين لا منتصرين، رغم هول القتل والدمار.
تدلّ نظرةٌ هادئةٌ وموضوعية لواقع الكيان الصهيوني الحالي على حقيقة ضعف لا واقع قوة
ضعيفٌ نتنياهو وعصابته طوال 22 شهراً في أرض غزّة المحاصرة والمذبوحة والمجوّعة والمنكّل بها، ولا حسم ولا انتصار لجيشه المهزوم على الأرض، وقوة العالم الباغي كلّها مسخّرة له عسكرياً وتكنولوجياً، برّاً وجوّاً وبحراً. ضعيفٌ نتنياهو وعصابته في معركته بالأمس القريب مع إيران، شافياً غليل عقود ثلاثة من الهياج الكلامي ضدّها، تهديداً يومياً بضربها، وإذ يفعل لا تفلح ضرباته البعيدة في تدمير ما كان مُستنفِراً لتدميره، سواء المفاعلات النووية أو الصواريخ الباليستية. بل ارتّدت عليه ضرباته وبالاً صاروخياً فرط صوتي، أحدث في كيانه دماراً لم يختبره من قبل، عدا الذعر الذي أصاب ملايين الإسرائيليين الهارعين إلى الملاجئ ليل نهار، طوال 22 يوماً من الردّ الإيراني القوي، المرعب والمدمّر.
ضعيفٌ نتنياهو وعصابته في حرب الستّين يوماً مع لبنان، حيث هُزم "الجيش الذي لا يُهزم" أمام حفنة من المقاتلين الأشدّاء من المقاومة اللبنانية، عند قلعة الشريط الحدودي الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلّة، ولم يستطع جيش الحديد والنار والتكنولوجيا والطيران المتفوّق التقدّم أمتاراً معدودةً داخل أراضي الجنوب اللبناني، ولم ينجح إلّا في تدمير القرى الجنوبية وأنحاء من ضاحية بيروت ومن البقاع اللبناني، وبات معروفاً منذ عقود طويلة أنّ الطيران الإسرائيلي هو سلاح الجبناء، لأنه لا يواجه أحداً، ولا أحد قادر على مواجهته، فيدمّر من علٍ كأنّ في الأمر بطولةً أو نصراً وإنجازاً. ضعيفٌ نتنياهو وعصابته وسط العجز عن فكّ الحصار البحري الذي يفرضه الحوثيون على سفنه أو السفن المتوجّهة إلى كيان الاحتلال من باب المندب، فضلاً عن إغلاق مرفأ إيلات، واقتراب الخطر من مرفأ حيفا، وتوقيف رحلات مطار بن غوريون بين يوم وآخر وساعة وأخرى.
ضعيفٌ نتنياهو وعصابته وسط العجز عن فكّ الحصار البحري الذي يفرضه الحوثيون على سفنه
ضعيفٌ نتنياهو وعصابته حيال سورية، وما التدمير للبنى العسكرية والمدنية، واجتياحات مناطق في الجنوب السوري وجبل الشيخ، إلّا نتيجة الخوف من إمكان نشوء حركة وطنية مقاومة، إسلامية تحديداً، في البلد الذي لطالما كان قلعة العروبة والحرب ضدّ الاستعمار. عدا خوف الصهاينة من إثارة موضوع الجولان من جديد. وبالخسّة الصهيونية المعهودة، تجري محاولة تقسيم سورية عبر استمالة مذاهب وإثنيات بحجّة الحماية، ومن المرجّح أن تفشل هذه المحاولات التقسيمية اليائسة، وهذا ما يخيف نتنياهو وعصابته.
تدلّ نظرةٌ هادئةٌ وموضوعية لواقع الكيان الصهيوني الحالي على حقيقة ضعف لا واقع قوة، فالمهزوم في أرض غزّة، وفي معركته القصيرة مع إيران، والمتوسّطة الطول مع لبنان، والقَلِق من الوضع السوري المُستجِدّ، يفرغ هزائمه المتوالية وشعوره بالوهن حيال أكثر من خطر يهدّده، فلم يبقَ له سوى تفريغ حقده وخوفه وفشله وهزيمته وضعفه ضدّ شعب غزّة المنكوب والمذبوح والمتألّم، تجويعاً وقهراً وإذلالاً، فالتجويع، تأكيداً وتكراراً، "سلاح" الضعفاء.
## ترامب وسدّ النهضة... وساطة مشروطة بالتبعية
31 July 2025 11:57 PM UTC+00
مع إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد اكتمال بناء سدّ النهضة، وحفل افتتاحه رسمياً، تدخل الأزمة الممتدّة بين القاهرة وأديس أبابا مرحلةً جديدةً من الصراع، تتصل بتشغيل السدّ من دون اتفاق ملزم بشأن كمية المياه الواجب تمريرها إلى دولتَي المصبّ، وكذلك تُكتب نهايةُ مرحلة من الرهانات، سادت فيها أحاديث عن احتمال توقّف المشروع، أو انهيار السدّ، أو تفكّك نظام أديس أبابا، نتيجة صراعات سياسية في دول متعدّدة الأعراق. موادّ إعلامية روّجت تلك الفرضيات، ومارست دعاية تستّرت على عجز السلطة عن التوصّل إلى اتفاق قانوني ملزم منذ توقيع إعلان المبادئ قبل عقد، وكان هذا التضليل استخفافاً بحقّ المصريين في المعرفة بقضية وطنية لا تقبل المزايدة، ولا تُخفى تداعياتها أو تحتمل خداعاً. اليوم تختبر تلك الرهانات، وأخرى تتعلّق بالوساطة ومواقف الأطراف الدولية والإقليمية، وتتكشّف النتائج أمام الرأي العام.
صحيحٌ أن القاهرة نجحت في إدارة الأزمة بما حال دون أن تتمدّد إثيوبيا في سلوكها وتسبب ضرراً بالغاً، لكن مع غياب اتفاق ملزم، تبقى مراقبة الوعود وحسن النيات معياراً وحيداً لئلا تنخفض حصّة مصر المائية، وما زالت جذور المشكلة لم تُنتزَع، ولم تحسم القاهرة تسويةً للمشكلة، عبر الردع أو الاستمالة، ولا مسارات دبلوماسية سعت إلى جذب الأطراف إلى مربّعها. أمّا إجراءات التكيّف (مع أهميتها)، كما محطّات التحلية ومعالجة الصرف وترشيد الاستهلاك، فإن كلفتها باهظة، مليارات الدولارات، وليست بديلاً من اتفاق قانوني يضمن الحقوق المائية، ويمنع تداعيات خطرة حال حدوث جفاف وإصرار إثيوبيا على التخزين، وحالياً تعلن افتتاح السدّ رسمياً، وتدعو مصر والسودان إلى الحضور، ومعاودة التفاوض، ما يمثّل مناورةً جديدة غرضها فرض الأمر الواقع.
يستهدف تدخّل ترامب في ملفّ سدّ النهضة مرونةً وتعاوناً مصرياً أكبر في ملفّ غزّة 
بينما أعاد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، طرح دوره وسيطاً، عقد صفقةً جديدةً تقدّمه من جديد منقذاً، فتناول الأزمة ثلاث مرّات خلال أسبوع، بداية من اجتماع مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في البيت الأبيض (15 يوليو/ تموز الماضي) معلناً رغبته في تدخّل سريع لحلّ النزاع، لأن النيل مصدر للدخل والحياة، ومستغرباً من بقاء المشكلة من دون حلّ، وكرّر الموقف أمام قيادات من الحزب الجمهوري، مستثمراً المناسبة لمهاجمة إدارة سلفه جو بايدن، ومرجّحاً مشاركتها في تمويل المشروع، وهو ما يتّصل بنهج انتقاد سلوك خصومه أداةً للمقارنة تعلي من تقدير الذات، وثالثاً حين خصّص منشوراً في منصّة تروث سوشيال ليذكّر جمهوره (والعالم) بوساطاته صانع سلام، ومستحقّاً جائزة نوبل، وضمّ في سرده "الاتفاق الإبراهيمي" وسدّ النهضة. ولم يكن حديثه في اجتماع "ناتو" خالياً من إشارة حول ما قد يسبّبه السدّ من صدام يستدعي تدخّله الحاسم من أجل الاستقرار.
ورغم الطابع الشخصي والاستعراضي، فإن تكرار إثارته للملفّ، بعد نصف عام من رئاسته، ومع هذا التوقيت الضاغط، يستهدف دفع القاهرة إلى تلبية مطالب في ملفّ غزّة، في إطار صفقة محتملة تقوم على المقايضة، لمحت إليها مصادر مصرية لـ"العربي الجديد"، وترتّب على التدخّل حالياً (طالبت به القاهرة منذ ولاية ترامب الأولى) تنشيط آليات الاتصال الدبلوماسي، وإعلان الرئيس عبد الفتّاح السيسي تقديره حرص ترامب على التوصّل إلى "اتفاق عادل يحفظ مصالح الجميع"، ومعلناً ثقته في قدرته على إحلال السلام في أوكرانيا والأراضي الفلسطينية المحتلة. كما أعاد، في لقائه قائد القيادة المركزية الأميركية وبحضور وزير الدفاع والسفيرة الأميركية، التأكيد على مركزية قضية نهر النيل أولويةً للأمن القومي، ولاحقاً، جاء اتصال وزير الخارجية الأميركي مع أبي أحمد، من دون أن تتضمّن البيانات إشارةً صريحةً إلى السدّ.
ويظلّ تدخّل ترامب في ملفّ السدّ يستهدف مرونة وتعاوناً مصرياً أكبر في ملفّ غزّة، وهذا ينسجم مع رؤية للعلاقات الدولية بوصفها صفقات، يرجّح استجابة الأطراف فيها لإرادته طالما يقعون تحت ضغط، وربّما من دون بذل جهد حقيقي من جانبه، فيبقى الرهان على الوعود والتهديدات هو المُحدِّد.
لم يبذل ترامب جهداً حقيقياً لحلّ أزمة السدّ، وتعامل معها أداةَ مساومة
وخلال ولايته الأولى، تدخّل في الأزمة، ولم ينفصل الملفّ عن رؤية للتهدئة والاستقرار في الشرق الأوسط وترابط ملفّات الصراع، ومن خصائص السياسة الخارجية الأميركية، ضمان أمن إسرائيل. وأعلن ترامب من البيت الأبيض، وبحضور نتنياهو، في 28 يناير/ كانون الثاني 2020 "صفقة القرن"، ورحّبت مصر بها سريعاً في بيان لخارجيتها، ودعت إلى دراسة خطّة السلام من منظور تحقيق تسوية عادلة وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه وإقامة دولته المستقلّة. هذا المسار الذي اتخذه ترامب تزامن مع معالجة أزمة السدّ، إذ دفع الخزانة الأميركية إلى رعاية مفاوضات امتدّت من نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 حتى فبراير/ شباط 2020، وأعلنت في بيان مشترك، عن توافق حول جدول زمني لملء السدّ على مراحل، مع آلية تخفيف للملء والتشغيل في حالات الجفاف. جاء هذا التطوّر الإيجابي، بعد يومين من إعلان "صفقة القرن". كان ترحيب مصر بدور ترامب واضحاً، لكنّ مسار وساطته في أزمة السدّ انتهى بالفشل، بعدما رفضت أديس أبابا المشاركة في الجولة الأخيرة من التفاوض في فبراير 2020، واعتبرت مقترح الاتفاق انحيازاً للقاهرة. حينها لم يتخذ السيسي موقفاً جادّاً يدفع إثيوبيا للامتثال لنتائج التفاوض، واكتفى في أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه بتصريح حول احتمال أن تهاجم مصر المشروع، وهو ما اعتبرته أديس أبابا تحريضاً مرفوضاً واستدعت السفير الأميركي لديها، بينما استهدف الرئيس الأميركي استخدام التهديد آليةً لردع إثيوبيا تدفعها إلى العودة إلى التفاوض، وأن يحافظ في الوقت نفسه على استمالة لمسار التطبيع بموجب اتفاقات إبراهيم، التي وقّعتها الإمارات (أغسطس/ آب 2020)، وتبعتها البحرين والسودان والمغرب.
إجمالاً، لم يبذل ترامب جهداً حقيقياً لحلّ أزمة السدّ، وتعامل معها أداةَ مساومة. واليوم يُعاد تدوير الملفّ نفسه، ولا تعكس التصريحات أخيراً حول وساطة محتملة تحوّلاً حقيقياً في الموقف الأميركي، بل تُوظّف ضمن سياق يرتبط بمقايضات محتملة، تهدف إلى دفع القاهرة إلى القيام بأدوار أمنية مباشرة في قطاع غزّة، واستقبال أو تسهيل نقل كتلة من سكّانه، وتمرير إقامة "المدينة الإنسانية" في رفح لمن تبقى من السكّان، وكلّها خيارات تتعارض مع اعتبارات سياسية وأمنية يصعب تجاوزها، وتتعارض مع خطاب يكرّره النظام حول رفض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.
كما أن تقديم القاهرة أيّ تنازلات في ملفّ غزّة لا يخدم موقف القاهرة التفاوضي مع إثيوبيا، بل قد يُضعف صورتها طرفاً قادراً على مقاومة الضغوط الخارجية، ويعزّز انطباع التبعية لواشنطن، والرضوخ لسياسة الأمر الواقع التي تفرضها إسرائيل على الأطراف العربية، وأصبحت تكرّر طلبها من القاهرة بتسهيل نقل السكّان وفرض وصاية على القطاع، تُخلي ساحتها وتحلّ معضلة "اليوم التالي"، ولا تزيد تكلفتها عسكرياً واقتصادياً إذا استمرت في احتلال غزّة. كما لا تنفصل تصريحات ترامب عن نهجه في استثمار الملفّات الدولية لتصفية خلافات مع أسلافه، والظهور صانعَ سلام محقّق للإنجازات. ومع ذلك، فإن تدخّله حالياً في ملفّ السدّ محكوم بمحدّدات، بينها العلاقة مع القاهرة، التي تراها واشنطن شريكاً معاوناً في الملفّ الفلسطيني، وأمن الشرق الأوسط، ومنطقة البحر الأحمر، من دون أن يعني ذلك بالضرورة التزاماً بتحقيق مصالح القاهرة في مواجهة إثيوبيا، التي سبق وانسحبت من مفاوضات الخزانة، ولم تمارس واشنطن ضغطاً عليها، وحافظت على توازن بين طرفَين "صديقين"، لا يوزن مواقفهما في وساطة بعدالة مطالبهما، بل وفق معادلات تحكم وضع الشرق الأوسط والقرن الأفريقي، والأخير يشهد صراع نفوذ من قوى عدة، ما يجعل الاحتفاظ بالعلاقة مع الطرفَين مرجّحة، وحتى إدارة بايدن، حين خفّضت المساعدات لإثيوبيا (2021)، ربطت القرار بانتهاكات حقوق الإنسان، لا بأزمة السدّ، وكانت تتخذ دور المراقب لمفاوضات قادها الاتحاد الأفريقي بعد أن أحال مجلس الأمن الملفّ إليه.
بقاء أزمة السدّ من دون تسوية، يعني سدوداً إثيوبية جديدة، ما يشجّع دول حوض النيل على انتهاج السلوك نفسه
لذا، يدفع الرهان على دعم أميركي حاسم أديس أبابا لتوقيع اتفاق مُلزم، يبدو استمرار لمراهنات كلّفت كثيراً من الوقت والمال ولم تثبت نجاحها، وعلى القاهرة مواجهة الحقائق، ومراجعة طريقة إدارة الأزمة، وتصوّراتها حول القوى الدولية، وتحالفاتها أفريقياً وعربياً. وفي كلّ الأحوال، لا يمكن الرهان على أطراف أو مؤسّسات دولية، من دون النظر إلى عوامل الإخفاق، والأدوار الذاتية، وتالياً امتلاك أوراق ضغط، وبناء تحالفات صلبة، تزيل آثار الإخفاق سابقاً، ومن دون ذلك، ستتهرب إثيوبيا من التفاوض، استناداً إلى خطاب يدّعي أن النيل الأزرق ينبع من أراضيها، وهو ملك لشعبها، وأن مصر استفادت من مياهه من دون وجه حقّ. وهو الخطاب الذي يُروَّج داخلياً، ويُفسِّر سلوكها خارجياً في التفاوض، وغياب نيّة للوصول إلى اتفاق، والاتكاء على عدم وجود نيّة بإلحاق ضرر من عمليات التخزين، إذ ظلّ تدفّق المياه مستمرّاً، لكنّها لا تحوّل النيات إلى التزام قانوني، ويترك الأمر لمرونة إثيوبيا في التصرّف مستقبلاً.
وأخيرا، إذ ظلّت الأزمة من دون تسوية، ستُبنى سدودٌ جديدةٌ. لم يعد ذلك توقّعاً، فقد أعلن رئيس مكتب تنسيق سدّ النهضة توجهاً لاستغلال الموارد المائية، قائلاً: "مشروع السدّ خطوة أولى ضمن مسار طويل في قطاع المياه والطاقة، ولا يمكن الاكتفاء بسدّ واحد". وهذا يشجّع دول حوض النيل على انتهاج السلوك نفسه، خاصّة أن إثيوبيا تعمل في جذبهم لساحتها، وتعرض الاستفادة من تجربتها، وتدعو رؤساء أجهزة المخابرات ووزراء المياه لزيارة السدّ، الذي تصوّره نموذجاً تنموياً يجسّد الفخر والاستقلال، ما يخفّف الانتقادات بوصفه يثير نزاعاً في القارة. وهذا كلّه ينذر بتزايد تحدّيات تواجهها القاهرة.
## "شعبي بدأ يكره إسرائيل"... ماذا يعني اكتشاف ترامب؟
31 July 2025 11:58 PM UTC+00
ظلّت استطلاعات الرأي في أميركا تتحرّك بشكل نامٍ وبطيء لصالح القضية الفلسطينية حتى عملية 7 أكتوبر (2023)، التي أحدثت تغيّراً تاريخياً، بدأت تظهر إرهاصاته، فتعدّت هذه القاعدة الديمقراطية الشبابية ليصل هذا النمو إلى قلب اليمين؛ قاعدة ترامب "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" (ماغا). تساءلت صحيفة فايننشال تايمز أخيراً: "هل اختبرت غزّة حدود دعم دونالد ترامب بنيامين نتنياهو؟". تستشهد الصحيفة بما قاله ترامب عن نتنياهو في اسكتلندا يوم الاثنين: "هناك مجاعة حقيقية جارية في غزّة"، وذلك بعد يوم من وصف نتنياهو التقارير عن المجاعة بأنها "كذبة صارخة". قال إنه شاهد صور الفلسطينيين الجياع على شاشة التلفزيون، ويوم الثلاثاء صرّح بأن الشخص لا بدّ أن يكون "بارد القلب جدّاً" أو "مجنوناً"، حتى لا يجد هذه الصور مروّعة. كان هذا توبيخاً نادراً من رئيس أميركي لم يفرض سوى قيود قليلة على سلوك أكبر مستفيد من المساعدات الخارجية لواشنطن، الذي امتدحه نتنياهو بوصفه "أعظم صديق عرفته إسرائيل على الإطلاق".
تفكّك الإجماع التاريخي على دعم إسرائيل بين الحزبين، وحتى داخل الحزب الجمهوري نفسه
ولكن تعليقات ترامب، في خضمّ تصاعد الإدانة الدولية لإسرائيل، لمّحت إلى وجود حدودٍ غير مُعلَنة لتلك العلاقة، وفقاً لما يقوله محلّلون وأشخاص مقرّبون من الإدارة، بحسب الصحيفة. واللافت ليس التوبيخ العلني لنتنياهو، الذي يمكن أن يلحسه الرئيس المزاجي، بل في التغيّر في قاعدة ترامب اليمينية، بمن في ذلك جمهوريون شباب (ومقدّمو) بودكاست من أقصى اليمين، أكثر تشكّكاً في علاقة واشنطن بإسرائيل. قالت كانديس أوينز (بودكاستر شهيرة ومروّجة متكرّرة لنظريات المؤامرة المعادية للسامية)، في برنامجها الأسبوع الماضي: "ما هذه العلاقة الفريدة، الغريبة، المقزّزة، المنحرفة التي يبدو أن لدينا مع إسرائيل؟". كما وصفت النائبة النارية المؤيّدة لترامب، مارغوري تايلور غرين، يوم الاثنين، الأزمة في غزّة بأنها "إبادة جماعية"، واقترحت تشريعاً لحظر المساعدات لإسرائيل. رفض الكونغرس ذلك، لكن استطلاعات الرأي تفيد بأن لدى شباب جمهوريين الآن نظرة سلبية تجاه نتنياهو. قال ترامب أخيراً لأحد كبار المانحين اليهود، وفقاً لخبير في شؤون الشرق الأوسط يتواصل بانتظام مع الإدارة: "شعبي بدأ يكره إسرائيل".
تنقل الصحيفة عن جون هوفمان (محلّل شؤون الشرق الأوسط في معهد كاتو الليبرالي بواشنطن) أن المسؤولين الإسرائيليين "يدركون ما هو قادم"، ويعرفون أن الشيك المفتوح الذي منحته لهم هذه الإدارة قد لا يستمرّ، لا في الإدارة المقبلة، ولا بعد انتخابات منتصف المدّة الأميركية عام 2026. لكن عندما قصفت إسرائيل الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزّة، في وقت سابق من الشهر الماضي (يوليو/ تموز) ، ما أثار شكاوى من قادة مسيحيين في العالم، اتصل ترامب بغضب بنتنياهو، بحسب ما أفاد به مسؤولون. وعندما نفّذت إسرائيل في اليوم نفسه غارات على دمشق، حيث رفعت الإدارة الأميركية العقوبات القديمة لإعطاء القيادة الجديدة هناك "فرصة للعظمة"، تدخّل ترامب سريعاً، ووجّه وزير خارجيته ماركو روبيو لاحتواء التوتّر.
58% من الشباب (تحت سن 30) يرون أن على واشنطن الضغط على إسرائيل لوقف الحرب، بينما يدعم 23% يدعمون إسرائيل بلا شروط.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، وبعد وساطته لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، شنّ ترامب هجوماً على نتنياهو لاستمراره في شنّ الهجمات. قالت كافاناه: "أعتقد أن هناك قيوداً على نتنياهو، وأن هناك خطوطاً حمراء. لكن من الصعب تحديدها بدقّة، لأنها تعتمد على كيف يعرّف ترامب المصالح الأميركية في اللحظة الراهنة". ولا يزال الجمهوريون يدعمون الحكومة الإسرائيلية بنسبة 71%، في المقابل الدعم بين الديمقراطيين انخفض إلى 8% فقط، وفقاً لاستطلاع جديد من "غالوب". في النتيجة، تفكك الإجماع التاريخي على دعم إسرائيل بين الحزبين، وحتى داخل الحزب الجمهوري نفسه. تبدو الأمور قد حُسمت داخل الحزب الديمقراطي، وهي تتطوّر لصالح فلسطين في الحزب الجمهوري، كما كشفت تصويت أكثرية أعضاء الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ، الذين صوّتوا للمرة الأولى لصالح قرارات تحظر بيع أسلحة هجومية لإسرائيل. القرارات التي قادها السيناتور بيرني ساندرز، وبدعم من جيف ميركلي وبيتر ولش، هدفت إلى منع صفقة بقيمة 675.7 مليون دولار تشمل آلاف القنابل الثقيلة وقطع التوجيه الذكي. أيضاً، صفقة بيع عشرات آلاف البنادق الآلية لقوات تشرف عليها شخصيات متطرّفة مثل إيتمار بن غفير.
قال ساندرز إن الأسلحة الأميركية تُستخدم في قتل المدنيين وانتهاك القانون الدولي، مضيفًا: "لدينا قانون يمنع تقديم مساعدات لمن يعرقل المساعدات الإنسانية أو ينتهك حقوق الإنسان، وإسرائيل تفعل الاثنين معاً". ورغم إسقاط المشروعَين بأغلبية 70 مقابل 27، إلا أن الرقم يحمل دلالة تاريخية: للمرّة الأولى يصوّت أكثر من نصف الديمقراطيين ضدّ تسليح إسرائيل. يعكس التصويت، بدرجةٍ ما، اتجاهات استطلاعات الرأي الأخيرة، ففي استطلاع غالوب (إبريل/ نيسان 2025)، دعم 36% من الأميركيين فقط إسرائيل في غزّة، ما يعني انخفاضاً من 54% في أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وهو يتوافق مع استطلاع بيو (يونيو 2025)، الذي بين أن 64% من الديمقراطيين يعتبرون أن إسرائيل "ذهبت بعيداً" في ردّها العسكري. و42% من الجمهوريين يوافقون الرأي، وهي أعلى نسبة منذ بدء تتبع هذا السؤال عام 2006. كما بين الاستطلاع أن 58% من الشباب (تحت سن 30) يرون أن على واشنطن الضغط على إسرائيل لوقف الحرب، بينما يدعم 23% يدعمون إسرائيل بلا شروط.
ماذا يعني ذلك استراتيجيا لإسرائيل؟... تفيد تحليلات مراكز بحثية مثل "Cato" و"Defense Priorities" بأن الحكومة الإسرائيلية تدرك أن بيئة الدعم الأميركي تمرّ بمرحلة انتقالية. يقول جون هوفمان من Cato إن إسرائيل "تقرأ الواقع جيداً"، وتسعى إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب الإقليمية في غزّة ولبنان وسورية، قبل أن تُفرض عليها قيود جديدة، سواء عبر انتخابات 2026 أو تغيّر محتمل في ميزان القوى داخل الحزبَين. في المقابل، يرى محلّلون أن ترامب نفسه بدأ يرسم خطوطاً حمراء لنتنياهو، خصوصاً حين اتصل به غاضباً بعد قصف الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزّة، أو حين بعث وزير خارجيته ماركو روبيو إلى دمشق للتهدئة بعد الغارات الإسرائيلية على مواقع سورية.
ما أكّدته الحرب المدمّرة بعد "7 أكتوبر" أن العدو الصهيوني لا يستطيع الاستمرار في الحرب من دون دعم أميركي كامل
لكن موقف ترامب يبقى غامضاً، كما يقول السيناتور الديمقراطي كريس مورفي: "ترامب يقول كلّ شيء ونقيضه… من الصعب بناء سياسة على هذا الأساس". لا توجد لدى ترامب أيّ قيم أخلاقية، ولا دوافع إنسانية، وهو يشاهد المجاعة في غزّة، تحرّكه غريزة حيوان سياسي يقرأ المزاج العام بذكاء تاجر. عندما يقول إن شعبه "بدأ يكره إسرائيل" فهو سيتبع مزاج شعبه؟
ما أكّدته الحرب المدمّرة بعد "7 أكتوبر"، أن العدو الصهيوني لا يستطيع الاستمرار في الحرب يوماً من دون دعم أميركا الكامل، في المقابل تواصل غزّة الصمود من دون دعم حتى برغيف خبز. والحرب كما قال علي عزّت بيغوفيتش، في أوج المجازر في البوسنة، يكسبها "من يصبر أكثر لا من يقتُل أكثر". ولم يعرف تاريخ البشرية صبراً كصبر أهل غزّة ولا قتلاً كقتل نتنياهو.
## الوقاية من النزاعات المسلّحة في سورية
31 July 2025 11:58 PM UTC+00
انتهاء الحرب في سورية بعد 14 عاماً من القتل والدمار والتهجير، وسقوط النظام البائد، لا يعنيان بالضرورة انتهاء المشكلات، ولا أن سورية دخلت مرحلة الحياة الوردية، وعادت وطناً جاذباً للعيش فيه. قبل كلّ شيء، لا بدّ من تحقيق السلام، وسورية لم تدخل في هذه السكينة بعد، فمن أجل ضمان سلام مستدام بعد الحرب، من الضروري وضع حلول مستدامة تعالج الأسباب الجذرية للنزاعات وتعزّز الاستقرار على المدى الطويل. هذه الحلول المستدامة الضرورية متنوعة، ولكن يمكن القول إن أهمها (أو أكثرها إلحاحاً) التنمية الاقتصادية والمصالحة الوطنية المدعومة بالعدالة الانتقالية.
أوشكت المرحلة السورية الجديدة على إتمام ثمانية أشهر بعد سقوط نظام الطغيان، السقوط الذي دفع الشعب السوري أثماناً باهظة في انتظاره، واجتمع السوريون، بعد زمن لم يستطيعوا الاجتماع فيه على أمر، على الفرح بسقوطه، سواء الذين شاركوا في الثورة، أم الذين كانوا صامتين، وجرى تصنيفهم في خانات عديدة، منها أنهم رماديون، أو مؤيّدون للنظام، وغيرها من نعوتٍ لم تكن تُبنى على أسس علمية أو دراسة مستحقّة. لكن الشعب بغالبيته الساحقة كان مبتهجاً بخلاصه من كابوس جثم فوق صدره أكثر من ربع قرن.
أكثر الأمور أهميةً من أجل البناء، ابتداءً من الحياة الشخصية ولإعادة ترميم الواقع الشخصي للأفراد، هو الشعور بالأمان، هذا الأمان لم يتوافر إلى الآن
ثمانية أشهر والأوضاع تتفاقم على مستويات عدة، حتى الكوارث الطبيعية لم ترحم هذا الشعب المنكوب. لكن الأكثر جسامةً في هذه المشكلات الحرائق التي تشتعل بين مكوّنات الشعب السوري بنار الكراهية المنبثقة من رحم الطائفية البغيضة، والعنصرية القومية. في الواقع يحمل الشعب السوري إرثاً تاريخياً من الخلافات التي لم تعمل الأنظمة على معالجتها، وفشلت النُّخب الثقافية أيضاً في تناولها، فبقيت جمرةً تحت الرماد تحرق الصدور كلّما هبّت عليها نسائم التغيير، لأن التغيير كان (وما زال) أحد مواضيع الخلاف بين مكوّنات الشعب، وربّما من أكثرها خطورة.
معروف أن الاختلافات العرقية والثقافية يمكن أن تُحدِث انقسامات عميقة داخل المجتمع. هذا يساعد في نشوء التوتّرات، خاصّة في مجتمعات كالمجتمع السوري، ترى فيه بعض الجماعات العرقية أو الثقافية أنها متميّزة عن البقيّة، لكنّها لا تأخذ حقوقها كما تتصوّر، وبعضها يرى أن حقوقه من الأساس مستلبة وأنه جماعة مضطهدة، وفي كلا الحالتَين هناك مظلومية ضاغطة باستمرار تحرّك الشعور الجمعي، وأحياناً تكون الاختلافات بسبب التاريخ أو اللغة أو الدين أو الثقافة، وغالباً ما يجري استغلال هذه الانقسامات من الفاعلين السياسيين أو الجماعات المتطرّفة لإثارة النزاعات.
لن تتحقّق أيُّ أمكانية لحلول مستدامة في سورية ما لم تُحتوَ هذه الحروب الأيديولوجية، ويُقضى على مسبّباتها، وإلّا فإن شبح التقسيم (الحاضر بالفعل) يمكن أن يتحوّل كائناً حقيقياً يفرض وجوده ومزاجه السياسي. هي بالفعل حرب "أيديولوجية"، تُعدّ الأحدث والأشرس في المرحلة الحالية، في العالم كلّه. لقد شهد القرن الماضي حروباً من هذا القبيل، كما راوندا عام 1994، حيث وصلت التوتّرات بين جماعات الهوتو والتوتسي إلى ذروتها، ما أدّى إلى مقتل مئات الآلاف من الأشخاص في غضون بضعة أشهر، أو البوسنة والهرسك في التسعينيّات، حيث أدّت الخلافات العرقية، خاصّة بين البوشناق المسلمين والصرب الأرثوذكس والكروات الكاثوليك، إلى حرب وحشية كانت تزداد ضراوة باستغلال الهُويَّات العرقية لتبرير الفظائع والتطهير العرقي. لكن الحرب الأهلية في سورية لها جذور عميقة وضاربة في التاريخ لناحية الاختلافات العقائدية والأيديولوجية، بما في ذلك الدينية والسياسية. لذلك نرى أن الحرب التي استمرّت 14 عاماً كانت فائقة التعقيد والعنف، فهناك الحرب بين نظام الأسد والثوار المعتدلين، وبينه وبين الجماعات الإسلامية المتطرّفة والقوات الكردية والفصائل المدعومة من تركيا، مدفوعةً في الغالب برؤىً متباينةٍ لمستقبل سورية ومعتقدات دينية.
لا إمكانية لنهوض سورية إلّا بالبدء في تأسيس دولة المواطنة، فيشعر كلّ فرد بأن خصوصيته الثقافية والدينية والعرقية والحقوقية مصونة، وكرامته هي الأغلى
هذا ما نعيشه كلّ يوم منذ سقوط النظام، بدلاً من أن يشعر كلُّ سوري بأن مرحلة التعافي قد بدأت، وأن بناء حاضره ومستقبل أبنائه قد وُضعت مداميكه الأولى، وأنه مدعو (ويلبّي برغبة عارمة) إلى القيام بدوره في بناء وطنه. لكن أكثر الأمور أهميةً من أجل البناء، ابتداءً من الحياة الشخصية ولإعادة ترميم الواقع الشخصي للأفراد، هو الشعور بالأمان، هذا الأمان لم يتوافر إلى الآن، بل تفاقم في صورة موجات من العنف المادي، كالمجازر التي وقعت ضدّ بعض مكوّنات الشعب السوري، مجازر الساحل، التي ما زالت مستمرّةً في صورة استهدافات فردية، واختطاف نساء، وهي تعيد نفسها اليوم في محافظة السويداء، علاوة على تنامي العنف اللفظي بشكل يشعل نيران الكراهية والفتنة كلّما خبا وهجها، مدعوماً بالزوابع التي تندلع في المواقع الافتراضية، وحملات التجييش والتضليل، بينما لا يرقى خطاب الحكومة، وموقفها ممّا يحدث، إلى المستوى الذي يمكن أن يطفئ تلك الحرائق، أو يبثّ الطمأنينة في النفوس، وينعش الثقة بالدولة بعدما خبت لدى شرائح واسعة من الشعب.
ليس مطلوباً من كلّ مواطن أن يفهم السياسة، ويعرف أن الحرب في وقتنا الحالي هي منتج للعولمة وللنظام العالمي الذي يعيد ترتيب نفسه ومراكز قوته، وتوزيع هذه المراكز كلّما تعرض لأزمة، إذ تتنافس الأمم من أجل الوصول إلى الأسواق والموارد الطبيعية والمزايا التجارية، وامتلاك خامات صناعة العصر، ويمكن أن تتحوّل هذه المنافسة الشرسة صراعات مسلّحة، فتصبح القضايا الاقتصادية قضايا أمن قومي، وهذا الصراع تفاقم بالضبط وازداد وضوحاً بعد وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة للمرّة الثانية. لكن من المطلوب منه، والضروري من أجل أن يشارك في تعافي بلاده، أن يفهم طبيعة الصراع الذي دمّر بلاده على مدى عقد ونصف العقد، وأن الاختلافات العميقة المتعلّقة بالمعتقدات والقيم والرؤى للذات والعالم، لعبت دوراً حاسماً في النزاعات المسلّحة، مثلما كان شأنها عبر التاريخ، وأنها كانت أنجع وسيلة في يد القوى الخارجية في فرض أمر واقع من أجل تأمين مصالحها، وأن الشعب دائماً هو الوقود.
بقراءة تاريخ سورية والمنطقة، الصراعات الإثنية والهُويَّاتية من أكثر أشكال الصراعات ضرراً في تاريخها، وفي العالم المعاصر أيضاً. وهي بما أنها تتغذّى على اختلافات إثنية أو ثقافية أو دينية متجذّرة بعمق، فإن خطرها وتأثيرها المدمران والمعيق للبناء والتطوّر سيبقى ماثلاً ما لم تلتفت الحكومة الحالية إلى هذا الأمر، وتوليه الاهتمام الملائم من الدراسة والأولوية، وما لم تفهم دور هذه الاختلافات في النزاعات، وضرورة وضع استراتيجيات للحلّ السلمي والوقاية من اشتعال الصراعات التي تتغذّى منها باستمرار، ما دام أن مبرّراتها متوافرة، والأمثلة حيّة أمام أعين الجميع.
وإلّا، ستبقى الاختلافات الثقافية العميقة منبعاً يزداد غزارة للتوتّرات والعنف المدمّر، هذا ما نلمسه باطراد، أقلّه في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي التي صارت أحد الحقول المهمة للدراسة، فبإمكان المهتم بالشأن السوري، والمتابع له، أن يلحظ ردّات الفعل المباشرة تجاه أي حدث أو خبر، منها في الوقت الحالي إعلان تقرير لجنة التحقيق الوطنية حول مجازر الساحل، ومقارنتها بتقرير "رويترز"، والصراعات الحامية التي أحدثتها هذه المقارنة.
لن تتحقّق أيُّ أمكانية لحلول مستدامة في سورية ما لم تُحتوَ الحروب الأيديولوجية، ويُقضى على مسبّباتها
وتقرير الأمم المتحدة أخيراً عن اختفاء النساء في الساحل السوري، والتمسّك به حجّة مضافة إلى الحجج السابقة، أمام نفي المتحدّث باسم اللجنة، في مؤتمرها الصحافي، أن تكون هناك حالات من هذا النوع، كما أن التحقيق الذي نشرته "رويترز" أخيراً عن الاقتصاد السوري في الوقت الراهن أجّج السجال الحامي الذي يصل إلى مستوى الحرب بكلّ الأدوات الافتراضية المتاحة، بين من يؤيّد ما جاء فيه، ومن ينكر، ومن يسوّق الحجج والبراهين على فساد النظام الساقط وإجرامه بحقّ الوطن، وكأنّنا لم نغادر المربّع الأول. فهل يمكن القول إن هناك زاوية لم تكشف بالنسبة إلى فساد النظام الساقط وجرائمه؟ وهل من السليم المقارنة بين الماضي والحاضر؟ وإلا لماذا قام الشعب السوري بثورته ودفع كلَّ هذه الأثمان الباهظة، لو لم يكن الهدف الأسمى هو بناء وطن نقي من لوثات النظام البائد كلّها؟
لا يكفي خطابٌ موجّه إلى الخارج أكثر ممّا هو موجّه إلى الداخل حول أهداف وخطط الحكومة الحالية من أجل أن يخمد جذوة هذه الجمرات المطمورة تحت واقع مترمّد، بل لا بدّ من إجراءات ملموسة في الواقع، لا إمكانية لنهوض هذا البلد إلّا بالبدء في تأسيس دولة المواطنة، فيشعر كلّ فرد فيه بأن خصوصيّته الثقافية والدينية والعرقية والحقوقية وغيرها مصونة، وكرامته هي الأغلى، وفسح المجال لكلّ مكوّنات الشعب لأن تعبّر عن نفسها وتساهم في البناء، وأن يُفعَّل القانون ويستعيد سلطته المستقلّة. إن الوقاية من النزاعات المسلّحة أولوية كبيرة، ومهمّة في التأسيس لسورية الغد.
## الوطنيّة... جدل الانتماء لدى إسلاميين ويساريين عرب
01 August 2025 12:00 AM UTC+00
ملاحظة لافتة في بعض أوساط الإسلاميين واليساريين المعارضين في العالم العربي، ممّن يختارون لاحقاً أن يتخلوا عن المعارضة والانتقال إلى صفوف الأنظمة، تتعلّق بمقاربتهم المسألة الوطنية. كثيرون بين هؤلاء يبدون كأنّهم يحاولون تعويض ما يرونه نقصاً سابقاً في وطنيتهم وانتمائهم إلى أوطانهم، بل حتى استدراك ما يروْن أنه قد يكون فاتهم من امتيازات شخصيَّةٍ يعتقدون أنهم مستحقّون لها. ومن ثم، تراهم يبالغون في تقمّص ما يعدّونه وطنية، بل حتى المزاودة على من كانوا يعيرونهم بها. غير أنَّ مقاربتهم الوطنية هنا تكون معطوبة، إن لم تكن أقرب إلى الشوفينية الشرسة، ذلك إمّا أنها تنطلق من حسابات مصلحية ذاتية، وإما من ردّة فعل متطرّف، قائم على مركّب نقص وشعور بضرورة التكفير عن "أخطاء الماضي".
تقوم مقاربة الإسلاميين واليساريين (عموماً) على رفض فكرة الوطنية التقليدية، إذ يؤمن الإسلاميون بمفهوم الأمَّة الإسلامية الواحدة، والذي يعلو على أيّ انتماء آخر، في حين يطرح اليساريون الأممية البروليتارية والوطنية الاشتراكية الثورية التي تربط سكّان البلاد الاشتراكية بعضهم ببعض، ولا يعتدّون بالقومية. وفي حين تعتبر الأدبيات الإسلامية الكلاسيكية الدولة القُطرية الحديثة ومفهومها للوطنية مشروعاً تجزيئياً في جسد الأمَّة الواحدة، يهدف إلى تشظيتها وإبقائها ضعيفةً ومقسَّمة، نجد أن الوطنية الاشتراكية ترى أن الوطنية التقليدية في الدولة الحديثة أداةٌ لقمع الشعوب وترسيخ الهيمنة البرجوازية والاستعمار الأجنبي.
نجد تنقيحيّين جدداً كثيرين في صفوف الإسلاميين واليساريين يقاربون الوطنية في إطار شوفيني عنصري فجٍّ وبغيض
ما سبق هي المفاهيم الكلاسيكية، وشهدت تطوّرات وتعديلات ومواءمات لتكون أكثر ملاءمة لتعقيدات الواقع، خصوصاً أن الإسلاميين والاشتراكيين وصلوا إلى الحكم في دول عدّة، إلا أنهم فشلوا في تحويل أيٍّ منها "دولةَ الأمَّة" أو "الدولة الأممية"، أو حتى الوحدة رغبة لا قسراً (الاتحاد السوفييتي مثلاً)، وانتهى بهم الحال أسارى لبِنى الدولة القُطرية الحديثة، ولإكراهات الوطنية التقليدية، حتى وهم يزعمون رفضهم لها.
نعود إلى محاولات بعض الإسلاميين واليساريين "التنقيحيّين" (revisionists) إعادة مقاربة مفهوم الوطنية التقليدية. ليس تلك المحاولات كلّها منحرفة، بل إن كثيراً منها كانت جهوداً فكريةً جادّةً تهدف إلى المصالحة بين الأمّة / الأممية والوطنية، كما نجد في أعمال راشد الغنّوشي وطارق البشري ومحمّد عمارة في الصفّ الإسلامي، وفي أعمال مهدي عامل وإلياس مرقص ونور الدين العلوي في الصفّ اليساري. لا مشكلة في إعادة قراءة الوطنية في هذا السياق، بل هي إثراء وفي مصلحة الشعوب العربية/ الأمَّة العربية/ الأمَّة الإسلامية. لكن الإشكال الحقيقي هنا هو مع الذين ينطلقون في مقارباتهم من منطلقات تسطيحية تتعلّق بشعورهم بالنقص جرّاء هزائمَ فكريةٍ وسياسيةٍ منيت بها تيّاراتهم، أو لإدراكهم المتأخّر أن الأيديولوجيات التي يتبنّونها تحوّلت معتقلاتٍ لمصالحهم الذاتية. هنا مكمن المشكلة والخطر في آن. ومن يمعن النظر في بعض نماذج هذا التيّار يرى حجم التشوّه الذي يعانيه، وحجم التشويه الذي يمارسه، لمفهوم الوطنية، بل إنهم قد يصلون حدّ الخيانة لمصالح أوطانهم وشعوبهم، وليس أيديولوجياتهم السابقة فقط، في سبيل تحقيق مصالح ومنافع ذاتية وشخصية.
أصبح التنقيحيّون المنفعيّون الجدد، في صفوف الإسلاميين واليساريين العرب ظاهرةً
لا أريد الاستطراد كثيراً هنا، لكن الوطنية الحقيقية لا تعني أبداً التماهي الدائم مع السلطة، نزيهةً وعادلةً كانت أم فاسدةً وظالمةً. وهي قطعاً لا تعني تبرير خطايا الأنظمة وجرائمها، وفسادها، وقمعها، وتزييفها، وكذبها. الوطنية الحقيقية والولاء للأوطان قد يكونان في شكل معارضة وطنية تتوسّل مصالح الدولة والشعب، لا مصالح النظام، التي لا تكون متماهية ومتطابقة في الغالب. والوطنية الحقيقية قد تعني التصدّي للأنظمة عندما ينحرف مسارها وتخون أوطانها ومصالحها وتساوم على سيادتها. إلا أننا نجد تنقيحيّين جدداً كثيرين في صفوف الإسلاميين واليساريين يقاربون الوطنية في إطار شوفيني عنصري فجٍّ وبغيض، ويتحوّلون اعتذاريّين عن قمع الأنظمة وفسادها، وحتى خياناتها، ليس خوفاً من صولجان السلطان فقط، بل طمعاً في أعطياته. ومن مفارقات ساخرة هنا أن تجد أن بعض إسلاميين ويساريين، مناضلين سابقين، تحوّلوا هم أنفسهم أدواتِ قمع، فكرية أو مادّية، في ترسانة السلطة، وغرباناً ناعقةً ضدّ كلّ من يجرؤ على كشف فساد نظام أو تزييفه أو خيانته، وهم كثيراً ما يفعلون ذلك باسم الوطنية وحبّ الأوطان، لكنهم يخونونها في سبيل تحقيق مصالحهم هم.
علينا الاعتراف أن التنقيحيّين المنفعيّين الجدد في صفوف الإسلاميين واليساريين العرب أصبحوا تيّاراً، بل ظاهرةً، وليسوا نماذج معزولة فقط. كما ينبغي لنا الاعتراف أنهم ليسوا كلّهم ضحايا ما يشعرونه من هزيمة فكرية أو سياسية، بل إن كثيرين بينهم اختاروا أن يدوسوا جثث أوطانهم وشعوبهم في سبيل تحقيق غايات شخصية دنيئة ونيل مناصبَ، في حالاتٍ كثيرة، لا يستحقونها، ولكنْ أهلتهم إلى ذلك خيانات فكرية وسياسية اقترفوها.
## جهاز MUSAS: استلهام سمك الريمورا لحلول علاجية
01 August 2025 01:00 AM UTC+00
طوّر باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، بالتعاون مع مؤسّسات علمية أخرى، جهازاً ميكانيكياً بالغ الدقّة، قادراً على الالتصاق بأسطح ناعمة داخل الجسم البشري أو تحت الماء، مستوحى من واحدة من أذكى الكائنات البحرية: سمكة الريمورا أو كما تُعرف شعبياً بـ"سمكة اللزّاقة". تشتهر الريمورا بقدرتها الفريدة على التعلّق بأسماك القرش والحيتان والسلاحف، لتتجوّل معها في المحيطات من دون بذل جهد يُذكَر.
هذه السمكة الصغيرة أثارت فضول العلماء لعقود، لكن الفريق البحثي قرّر الذهاب إلى ما هو أبعد من مجرّد الإعجاب، إذ عمل على محاكاة آلية التصاقها لتصميم جهاز صناعي يستطيع الالتصاق تلقائياً، من دون استخدام أيّ محركات، بأسطح حيوية رخوة مثل بطانة الجهاز الهضمي أو جلود الكائنات البحرية الحية. النتيجة؟ جهاز جديد يحمل اسم MUSAS، اختصاراً لـ"نظام الالتصاق الميكانيكي الناعم تحت الماء" (Mechanical Underwater Soft Adhesion System)، يمزج بين البراعة البيولوجية والذكاء الهندسي، ويَعِد بفتح آفاق غير مسبوقة في مجالات مثل توصيل الأدوية، والمراقبة البيئية، وأجهزة الاستشعار الذكية، وذلك بحسب دراسة نُشرت في 23 يوليو/تموز الحالي في مجلة Nature.
أوضح الباحث المشارك في الدراسة، جيوفاني ترافيرسو (Giovanni Traverso)، أستاذ الهندسة الميكانيكية المشارك في MIT: "عندما تأمّلنا كيف تلتصق سمكة الريمورا بكائنات ضخمة وسريعة في بيئات بحرية ديناميكية، أدركنا أن علينا تقليد هذه العبقرية الطبيعية. استلهمنا البنية الدقيقة لقرص الشفط الذي تمتلكه، بما في ذلك تقسيمه إلى حجرات مرنة مغطاة بأنسجة ناعمة، واستخدمنا تلك الفكرة في تصميم جهاز يمكنه الالتصاق بمرونة بأسطح غير متجانسة".
لم يكتفِ الفريق بذلك، بل درس أيضاً الصفائح الدقيقة التي تمتلكها الريمورا المعروفة باسم "اللاميلا" (lamellae)، والتي تختلف بين الأنواع. فبعض الأنواع تمتلك صفائح مائلة تسمح لها بالثبات داخل تجاويف الأسماك الكبيرة مثل سمكة الشفنين، في حين تستخدم أنواع أخرى صفائح موازية لمقاومة السحب في التيارات السريعة. هذا التنوع ألهم الباحثين لتجريب أنماط متعدّدة حتّى توصّلوا إلى التصميم الأمثل للجهاز الجديد.
شرح ترافيرسو في تصريحات لـ"العربي الجديد" أنّ الجهاز المقترح يتكوّن من قرص مرن مصنوع من السيليكون وموادّ ذكية قادرة على التفاعل مع الحرارة. بداخل الجهاز، صفوف دقيقة من الإبر الصغيرة المصنوعة من سبائك ذاكرة الشكل (Shape-Memory Alloys)، تتنشّط تلقائياً عند ملامستها لحرارة الجسم، فتلتصق بلطف بالأنسجة الرخوة من دون أن تُحدث ضرراً.
أظهرت التجارب أنّ الجهاز قادر على الالتصاق بنجاح ببطانة معدة خنزير، وعلى قفازات صناعية، بل وحتى بجسم سمكة بلطي حية تسبح في الماء، من دون أن تتأثر حركتها أو تتعرض لأي أذى. ليس ذلك فحسب، بل استطاع الجهاز أن يقيس بدقّة درجة حرارة المياه أثناء سباحة السمكة، ما يفتح الباب أمام استخدامه في مراقبة البيئات البحرية.
واحدة من أكثر التطبيقات الطبية إثارة في هذا الابتكار تتمثّل في استخدامه لتشخيص مرض الارتجاع المعدي المريئي، وهي حالة شائعة تسبّب انزعاجاً يومياً لملايين الأشخاص، بحسب الفريق. ففي التجارب، ثُبّت الجهاز على جدار المريء لدى حيوان تجريبي، واستطاع قياس مؤشرات الارتجاع من دون الحاجة إلى الأنابيب المزعجة المستخدمة حالياً، ليعمل كأنه "عيادة لاصقة" صغيرة الحجم، ذكية ومريحة.
أما التطبيق الأبرز فيكمن في قدرته على توصيل الأدوية والجزيئات البيولوجية مباشرة إلى الأنسجة. ففي إحدى التجارب، دمج الباحثون دواء كابوتغرافير (Cabotegravir)، المُستخدم في الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، ضمن مكوّنات الجهاز، ليُطلِقه تدريجياً داخل الجسم على مدى أسبوع كامل. كما صمّم الفريق نسخة من الجهاز لتوصيل جزيئات الحمض النووي الريبوزي (RNA) العلاجية، وبتثبيت جين ينتج بروتيناً مضيئاً داخل هذه الجزيئات، تمكّن الباحثون من رصد الضوء المنبعث من خلايا الحيوان التجريبي، ما أكّد نجاح التوصيل الجيني بدقّة غير مسبوقة. يضيف ترافيرسو: "لا تقتصر أهمية الجهاز على إيصال الأدوية فحسب، بل نعمل حالياً على تطويره لتحفيز إفراز هرمونات الشبع، ما قد يُسهم في علاج السمنة والاضطرابات الغذائية".
ورغم أن الجهاز لا يزال في مرحلة التطوير، إلّا أن قدرته على العمل من دون محركات أو مصادر طاقة، في بيئات معقّدة كالجهاز الهضمي أو أعماق البحر، تجعله مرشحاً بارزاً ليكون من بين أبرز الابتكارات الطبية والبيئية في العقد القادم. يأمل الفريق البحثي في تطوير نسخ متعدّدة من الجهاز تناسب أنواعاً مختلفة من الأدوية، وربما استخدامه مستقبلاً في تحفيز الإشارات العصبية أو الكهربائية داخل الجسم لمعالجة أمراض مزمنة، أو حتى في متابعة سلوك الحيوانات البحرية في موائلها الطبيعية بدقة غير مسبوقة.
## فضل شاكر: الغناء من خلف جدران العزلة
01 August 2025 01:00 AM UTC+00
تبدو مسيرة الفنان اللبناني فضل شاكر أقرب إلى حكاية متشابكة بين الفن والحياة، بين النجم المحبوب والإنسان المتألم، في سياق لبناني مأزوم، لا ينفصل فيه الشخصي عن العام. ليست قصته مجرد رحلة فنية، بل تداخل حاد بين مراحل من الشهرة، والاختفاء، والعودة المشروطة بالشكوك والحنين في آن.
في الأعوام الأخيرة، عاد شاكر تدريجياً إلى الغناء بعد سنوات من العزلة، وهو يقيم حالياً في مخيم عين الحلوة، جنوبي لبنان، وتحديداً في منطقة المنشية، القريبة من مكان ولادته في التعمير التحتاني. من هناك، وبأدوات بسيطة تتمثّل في كمبيوتر، وميكروفون، وآلات موسيقية محدودة، يحاول استعادة مكانته التي فقدها منذ إعلانه اعتزال الفن في عام 2012، ثم انخراطه في توجّهات دينية وسياسية أثارت سجالات كثيرة من حوله. ورغم الظروف، فقد حقق في العام الحالي نجاحاً لافتاً بأغنيته "كيفك ع فراقي"، التي حصدت أكثر من 36 مليون مشاهدة على "يوتيوب" في أقل من شهر. هذه الأغنية، من كلمات سمر الهنيدي وألحان وائل الشرقاوي، تنتمي إلى مقام النهاوند، وتحمل في توزيعها البسيط لمسة شرقية واضحة. ورغم غياب أسماء كبيرة عن عملية إنتاجها، إلا أن فضل شاكر تمكن من إبراز صوته عنصراً أساسياً فيها. صوت يتميز بطبقة منخفضة ونبرة دافئة، تبرز في أداء القرارات، وتُكسب الأغنية بعداً عاطفياً عميقاً، من دون مبالغة في الزخرفة الصوتية. حتى في مشاركته الغنائية مع نجله محمد، يحافظ شاكر على تلك السمة التي جعلت من إحساسه نجماً محبوباً.
ما يلفت في أغانيه الأخيرة هو بساطة الألحان والتوزيعات، ما يعكس إلى حد كبير ظروفه الإنتاجية المحدودة، لكنه أيضاً يستفيد من هذه البساطة، ليقدم أداءً صادقاً، يخاطب مشاعر الجمهور مباشرة. في أغنية "أحلى رسمة"، من كلمات وألحان جمانة جمال، يمنح شاكر مطلع الأغنية طابعاً حنوناً، ثم يدمج فيها إيقاعاً خفيفاً يعطيها مسحة راقصة، من دون أن يبتعد عن أسلوبه العاطفي المعتاد.
هذا الأسلوب ينسجم مع ملامح شخصيته التي كانت دائماً قريبة من الناس؛ فحتى في ذروة نجوميته، اشتهر بعلاقته البسيطة مع جمهوره، وتواضعه في التعامل مع الإعلام والجمهور على حد سواء. وربما ساهمت نشأته المتواضعة في صيدا في ترسيخ تلك الصورة. وُلد فضل شاكر عبد الرحمن شمندر عام 1969، لأسرة بسيطة، وكان اسم عائلته الأصلي شمندر، قبل أن يعتمد شاكر اسماً فنياً. وعندما كان في الخامسة، وُضع في دار أيتام، في ظروف غامضة، الأمر الذي ترك أثراً عميقاً في شخصيته، ورسّخ شعوراً مبكراً بالنبذ والعزلة والفقد، وهي مشاعر رافقته لاحقاً في محطات حياته المختلفة.
بدأ فضل شاكر مشواره الفني في أواخر الثمانينيات، عبر إحياء الحفلات والأعراس في الجنوب اللبناني، حتى التقى بصاحب شركة الخيول، الذي أنتج له أول ألبوماته عام 1998. لاحقاً، انتقلت حقوق إنتاج أعماله إلى شركة روتانا بعد شرائها "الخيول"، وهناك بلغ ذروة شهرته، بألبومات وأغان أصبحت من علامات الغناء العاطفي في العالم العربي، مثل "يا غايب"، و"لو على قلبي"، و"يا حياة الروح".
لكن، في منعطف حاد عام 2012، فاجأ الجمهور بإعلان اعتزاله، وظهر لاحقاً بلحية وسلاح، مؤيداً لجماعة الشيخ أحمد الأسير، التي خاضت مواجهات مسلحة ضد الجيش اللبناني في عبرا، وكان ذلك عام 2013. صدر بحقه حكم غيابي بالسجن 22 عاماً، بتهم عدة منها "المشاركة في أعمال إرهابية". لاحقاً، نفى شاكر تورطه في القتال، واعتبر ظهوره المسلح "غلطة عمره"، مشيراً إلى أنه لم يحمل السلاح في وجه الجيش اللبناني، بل انجر إلى خيارات خاطئة تحت تأثير انفعالات دينية وسياسية. هذا التناقض بين الفنان الرقيق والموقف المتشدد، أثار تساؤلات كثيرة حول أسبابه. هل هو نتيجة خيبة شخصية؟ أم هروب من شعور داخلي بالذنب أو الاغتراب؟ بعض المقربين منه تحدثوا عن شخصية خجولة، لم تحتمل الضغط، وانجرفت نحو خيار وجد فيه نوعاً من "التكفير" عن ماضٍ غنائي، سرعان ما عاد ليعتبره جزءاً من ذاته.
عاد شاكر إلى الغناء بعد سنوات من الغياب، لكن من دون القدرة على العودة الكاملة إلى الساحة الفنية التقليدية. لا حفلات، ولا لقاءات تلفزيونية مباشرة، ولا مشاركة في مهرجانات كبرى. ومع ذلك، فإن أعماله المسجلة تحقق نجاحاً لافتاً، وهذا ما يؤكد أن علاقته بالجمهور ما زالت قائمة، على الرغم من كل الجدل حول مواقفه الماضية.
في خلفية هذه العودة تبرز معادلة دقيقة: فنان ينجح في أن يستعيد حضوره الغنائي من داخل منطقة معزولة، ومطاردة قانونية، ومن دون إمكانيات إنتاجية كبيرة. وهو في ذلك يقدم نموذجاً خاصاً: حتى في وضعه الصعب، لا يزال قادراً على التأثير في المستمعين، وإيصال مشاعره بأقل الوسائل من قلب مخيم عين الحلوة.
فضل شاكر، اليوم، هو نتاج مسيرة مليئة بالتحولات: من نجم محبوب إلى معتزل، ثم متهم، فمُطارَد، ثم مغنٍ يحاول استعادة صوته في مواجهة الصمت الذي فرضه عليه خطأه السابق. ومهما كانت المواقف حوله، فإن حضوره الفني لا يزال حاضراً بقوة، مدعوماً بإحساسه الصادق، وصوته الذي يرفض أن يصمت. في نهاية المطاف، تبدو قصة فضل شاكر شاهداً على هشاشة الشهرة، وقوة الانتماء إلى الفن. هي أيضاً صورة من صور لبنان المتقلب، الذي يسكنه التوتر والحرمان، مثلما يسكنه الأمل، حتى من خلف الحواجز والجدران. وفي هذه القصة، لا ينتصر فضل شاكر على ماضيه، لكنه يتعايش معه، عبر ما يعرف فعله جيداً: الغناء.
## لغز كليوباترا... الجمال والسياسة والأسطورة
01 August 2025 01:00 AM UTC+00
لا تزال كليوباترا، آخر ملكات الأسرة البطلمية، شخصية تتقاطع عندها الخرافة بالتاريخ، والجمال بالقوة السياسية. وفي معرض لغز كليوباترا الذي يحتضنه معهد العالم العربي في باريس، تُقدَّم الملكة المصرية في سردية جديدة تجمع بين الدقة الأثرية وحس الحكاية، لتفكك الصورة النمطية التي كرستها الكتابات الرومانية القديمة والسينما الهوليوودية على حد سواء. المعرض، الذي يتواصل حتى 11 يناير/كانون الثاني 2026، يدعو الزائر إلى رحلة بصرية وذهنية تُبرز كيف تحولت سيرة الملكة من أسطورة إلى أيقونة نسوية وثقافية عابرة للحدود.
يقسم القيمون العرض إلى أربعة محاور كبرى، تبدأ بتسليط الضوء على الاكتشافات الأثرية المتعلقة بالحقبة البطلمية، من عملات ذهبية تحمل ملامح كليوباترا، وبرديات موقعة بخط يدها كما يُعتقد، وغير ذلك من لقى تكشف سياسات الإصلاح التي تبنتها لتحيي اقتصاد مصر وتثبت شرعيتها في مدينة الإسكندرية، أضخم حواضر العالم الهلنستي آنذاك. هذا الاستهلال العلمي يهدف إلى تثبيت وجه تاريخي صلب قبل الانزلاق الاختياري إلى عالم الأسطورة.
ينتقل الزائر بعد ذلك إلى محور الأسطورة، إذ تُستعرض تفاصيل الدعاية الرومانية ضد الملكة، فكُتاب روما، بطلب من أوكتافيوس، صاغوا صورة المرأة الطاغية والمُفسِدة، لتبرير ضم مصر إلى الإمبراطورية. يجمع "لغز كيلوبترا" لوحات تعود إلى عصر النهضة ترسم ملامح الشر الأنثوي كما صوّرته الكتابات الرومانية القديمة. بينما يكمل القسم الثالث، وهو بعنوان "الميثولوجيا" مسار التحولات البصرية عبر القرون وصولاً إلى السينما. يتتبع العرض صورة كليوباترا في السينما الهوليوودية، من فيلم كليوباترا (1917) لنجمة السينما الصامتة ثيدا بارا، إلى إليزابيث تايلور في فيلمها الشهير الذي أنتج عام 1963، الذي كان له دور رئيسي في جعل كليوباترا أيقونة ثقافية عالمية. يرسم لنا المحور الرابع للمعرض هذا الجانب الأيقوني لتلك الشخصية التاريخية؛ فيتتبع إعادة توظيف شخصية الملكة المصرية في خطابات التحرر القومي والنسوي. هنا، نجد ملصقات سياسية من مصر القرن الماضي تُمجدها رمزاً لمقاومة الاستعمار، إلى جانب أعمال لفنانات معاصرات من أوروبا يوظفن وجه كليوباترا لتفكيك الصور النمطية حول الهوية والجندر.
يضم المعرض أكثر من 250 قطعة جاءت من متاحف شهيرة، بينها تماثيل رخامية من اللوفر، ومخطوطات نادرة من المكتبة الوطنية الفرنسية، ولوحات استشراقية من مجموعات سويسرية وأميركية. هذا التنوع يتيح قراءة شاملة لكيفية تلقي الغرب لكليوباترا، ليس فقط بوصفها رمزاً شرقياً مثيراً، بل أيقونة ثقافية وسياسية.
على هامش المعرض، تُنظم أربع ندوات عامة تجمع مؤرخين وأثريين وفنانين وكُتاباً، ما يُعزز مهمة التظاهرة في نقل صورة كليوباترا من حيز الفرجة إلى فضاء النقاش النقدي. الباحث الفرنسي جورج شفونتسل، أحد القيّمين المشاركين في المعرض، يؤكد أن الهدف الرئيسي من هذه النقاشات هو كسر الصورة النمطية حول كليوباترا بوصفها امرأة لا تتقن شيئاً سوى الغواية. فالمصادر الأثرية، مهما كانت شحيحة، تبين أن كليوباترا كانت إصلاحية، ومدافعة شرسة عن سيادة مصر حتى لحظة انتحارها عقب هزيمة أكتيوم سنة 31 ق.م، ما يتناقض مع سردية الجمال المدمر التي كرست لها المرويات الرومانية والسينما الهوليوودية.
لا يقتصر اهتمام معهد العالم العربي في معرض "لغز كليوباترا" على استحضار لحظة تاريخية بارزة، بل يتجاوز ذلك نحو مساءلة أعمق لتاريخ التمثيل الثقافي. فالتساؤل عن الكيفية التي شُوّهت بها صورة ملكة مصرية في السرديات الغربية يلتقي مع نقاشات معاصرة حول تمثيل المرأة والشرق في الثقافة الشعبية.
يشير التعاون مع متاحف مصرية في إعارة قطع أثرية إلى رغبة واضحة في بناء سردية مشتركة، تُعيد كليوباترا إلى سياقها التاريخي والجغرافي، ليس كونها رمزاً غريباً مفصولاً عن جذوره، بل جزءا من البنية الثقافية للشرق. بذلك، يتحول المعرض إلى مساحة نقدية تطرح أسئلة تتجاوز الماضي، حول حدود العلاقة بين التأريخ والتخييل، وكيف تُستثمر الشخصيات التاريخية في الخطابات السياسية والتجارية؟ وكيف يمكن للمؤسسات المتحفية أن توازن بين سحر الأسطورة وصرامة الوقائع؟
## "ساوث بارك" يفتتح موسمه بحرب على ترامب
01 August 2025 01:00 AM UTC+00
بُثت أخيراً الحلقة الأولى من الموسم الـ27 لمسلسل الكرتون الساخر "ساوث بارك" (South Park)، المعروف بانتقاده الشديد للحالة السياسية في الولايات المتحدة من دون التمسك بأي قيود رقابية، ما أدخل صنّاعه في كثير من المشاكل مع المؤسسات الدينية والسياسية. الحلقة الأولى هذه أشبه بإعلان حرب على ترامب الذي يظهر بصورة شنيعة، شديدة البذاءة، يخوض حرباً ضد الصوابية السياسية ويقاضي كل من يسخر منه. في هذه الحلقة، يقرر ترامب مقاضاة المدينة الصغيرة "ٍساوث بارك" ليسكت سكّانها، ما يشابه ما يحصل في الواقع، إذ يقاضي الرئيس الأميركي كل من يقف في وجهه وينهكه بالدعاوى القضائية، كما فعل مع "وول ستريت جورنال" وروبرت مردوخ.
انتقاد أساليب ترامب القضائية واضح في المسلسل، بعد أن ألغت "سي بي إس"، ولـ"أسباب مالية"، برنامج ستيفن كولبير المسائي، إثر دعوى رفعها الرئيس الجمهوري على الشبكة، ما أثار حنقاً واسعاً في الولايات المتحدة، حيث تضامن جون ستيورات مع زميله السابق وصديقه. تسخر الحلقة من الجهة المنتجة للمسلسل نفسها التي تعود ملكيتها إلى "باراماونت"، الشركة الأم لشبكة "سي بي إس". بصورة ما، "ساوث بارك" يعلن حرباً من الداخل، لفتح "جبهة" جديدة ضد عجرفة ترامب واستخدامه للمال والسطوة لإسكات الأصوات المنتقدة له.
حضور ترامب في المسلسل مختلف عن المرات السابقة، إذ سبق أن ظهر في موسم كامل، يؤدي دوره أستاذ المدرسة السيد غاريسون، عبر تنكر بسيط، يتبنى فيه صورة مبالغة عن ترامب. لكن الآن، يستخدم صناع المسلسل صورة ترامب الحقيقية، بل يظهر أيضاً في مقطع إعلاني وهو عار تماماً، في شكل من اِشكال السخرية السياسية التي لا نعلم إلى الآن كيف سيُردّ عليها. المفارقة، أن ترامب يظهر في المسلسل بوصفه عشيق الشيطان، بل ويتنمر عليه، ما يُذكر الشيطان بعشيق سابق له، نراه في فيلم "ساوث بارك" عام 1999، ذاك العشيق ليس سوى صدام حسين، الذي يظهر بوصفه قاسياً لا يفهم إلا لغة العنف، والمثير أن كلاً من ترامب وصدام يتحدثان بالصوت نفسه، في تأكيد من صناع المسلسل أننا أمام طاغية جديد.
لا تكتفي الحلقة بالسخريّة الفجة، بل هناك جانب نقديّ يتجلى في الأزمة التي تمر بها شخصية "إيرك كارتمان"، فالحرب التي شنها ترامب على "ثقافة الصحوة " و"الصوابية السياسيّة" أتاحت للجميع أن يقولوا كل ما يريدون من إساءات عنصرية وإهانات جنسية، ما هدد "كارتمان" نفسه، الذي عادة ما يُمثل هذا الصوت الخارج عن كل الأعراف، ما أدخله في أزمة وجودية، وربما هي الأزمة نفسها التي يواجهها صناع المسلسل، وتتلخص بسؤال: إن كان رأس السلطة في البلاد يتفوه بأشياء مريعة، ما الذي يمكن أن يقوله مسلسل ساتيري؟
الحرب التي أعلنها المسلسل على ترامب مختلفة عن سابقاتها، سواء كنا نتحدث عن السخرية الشديدة من "كنيسة العلمولوجيا" أو "منصات البث الرقمي"، فهذه المرة صناع المسلسل أمام خصم لا يستهان به، وتسبب بإلغاء واحد من أشهر البرامج الساخرة في الولايات، إذ يوظف ترامب القضاء ورأس المال لإجبار الأفراد والشركات الكبرى للانصياع إلى رغباته وأهوائه، حتى لو كانوا مقربين منه، إذ سبق له أن قاضى "فيسبوك"، و"تويتر"، وغيرهما من المؤسسات.
بصورة ما، يحاول صناع "ساوث بارك" الوقوف بوجه ترامب، عبر النكتة والسخرية البذيئة، داعين إلى ثقافة الصوابية السياسية، لأن غيابها فتح باباً من العنصرية في الولايات المتحدة، لا نعلم إلى الآن أثره طويل الأمد.
## روسيا تترقب بهدوء عقوبات ترامب ولا تنوي إنهاء حرب أوكرانيا
01 August 2025 01:00 AM UTC+00
مع استمرار العد التنازلي لانقضاء المهلة البالغة عشرة أيام والتي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا وتُحسب اعتبارا من تاريخ 29 يوليو/تموز الماضي، لا تبدو روسيا متخوفة من تحقيق سيد البيت الأبيض وعيده بفرض رسوم تصل إلى 100% على مشتري موارد الطاقة الروسية، وفي مقدمتهم الصين والهند اللتان تعتمد عليهما موسكو ملاذاً بديلاً لصادراتها النفطية بعد إغلاق السوق الأوروبية.
كما لم يُفضِ بدء العد التنازلي لفرض رسوم ترامب إلى تبلور أي بوادر لإنهاء حرب أوكرانيا أو تجميد النزاع على الأقل، إذ تواصل روسيا تقدمها على الأرض، معلنة أمس الخميس، عن إحكام السيطرة على مدينة تشاسيف يار الواقعة في مقاطعة دونيتسك التي ضمت روسيا في عام 2022 تحت مسمى "جمهورية دونيتسك الشعبية"، رغم نفي المتحدث باسم "مجموعة القوات الاستراتيجية العملياتية خورتيستيا" فيكتور تريغوبوف في حديثٍ لوكالة فرانس برس ذلك أمس الخميس، مشيراً إلى أنه ينصح دائماً "بعدم اعتبار وزارة الدفاع الروسية مصدراً للمعلومات. إنهم ببساطة يكذبون بشكل ممنهج، وجعلنا نعلق على أكاذيبهم الأخيرة في كل مرة أمر خاطئ". وتقع مدينة تشاسيف يار على بعد نحو عشرة كيلومترات غربي مدينة باخموت التي ذاع صيتها عالميا في مايو/أيار 2023 بعد سيطرة القوات الروسية عليها مدعومة بعناصر شركة فاغنر العسكرية الخاصة. وتكمن الأهمية الاستراتيجية لتشاسيف يار في أنها تفتح أمام القوات الروسية الطريق نحو مدينة كراماتورسك وغيرها من المدن الهامة في مقاطعة دونيتسك.
كيريل كوتيش: لا يجوز استبعاد احتمال أن ترامب يناور لتبرئة نفسه من اتهامات تخليه عن أوكرانيا
روسيا ومهلة ترامب بشأن حرب أوكرانيا
قبل إعلان ترامب عن تاريخ بدء احتساب المهلة بساعات عدة، أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أول من أمس الأربعاء، أن الكرملين "أخذ علماً" بتصريح ترامب بأنه يقلّص المهلة لإنهاء حرب أوكرانيا من 50 يوماً إلى عشرة أيام، مضيفاً في تصريحات صحافية أن روسيا لا تزال منحازة لـ"العملية السلمية لتسوية النزاع حول أوكرانيا وضمان مصالحنا في إطار هذه التسوية". وفي اليوم التالي لإعلان ترامب، جدد بيسكوف التأكيد أن روسيا ترصد تصريحاته، مشيراً إلى أن موسكو اكتسبت مناعة في وجه العقوبات. وقال: "نعيش منذ فترة طويلة تحت مفعول عدد هائل من العقوبات، ويعمل اقتصادنا تحت وطأة كم هائل من القيود. لذلك قد اكتسبنا، بالطبع، نوعا من المناعة. نواصل رصد التصريحات الصادرة عن الرئيس ترامب وغيره من الممثلين الدوليين بهذا الخصوص".
وتعليقاً على وعيد ترامب بتفعيل الرسوم الجمركية على شركاء روسيا، شكك الأستاذ المساعد في قسم النظرية السياسية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، كيريل كوكتيش، في قدرته على تنفيذ تهديداته على أرض الواقع نظراً لعدم واقعية فرض الاستغناء عن النفط الروسي على دولة كبرى مثل الصين، معتبراً أن التصريحات شديدة اللهجة حيال روسيا موجهة بالدرجة الأولى إلى الجمهور في الداخل الأميركي. وقال كوكتيش في حديث لـ"العربي الجديد": "لا ينبع تقليص ترامب المهلة لإنهاء حرب أوكرانيا بالضرورة من دوافع التصعيد مع روسيا، بل قد يشكل أيضاً محاولة لاستثمار ضعف موقف (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي بعد الاحتجاجات الأخيرة الرافضة للحد من صلاحيات جهات مكافحة الفساد (يومي 24 و25 يوليو الماضي)، وذلك لفرض التسوية بشروط مُرضية للجميع. كذلك لا يجوز استبعاد الاحتمال أن ترامب يجري مناورة كلامية لتبرئة نفسه من الاتهامات بأنه تخلى عن أوكرانيا". وشكك كوكتيش في فاعلية الرسوم الجمركية المرتفعة على مشتري النفط الروسي، مضيفاً: "من الواضح أن الولايات المتحدة غير مستعدة لفرض عقوبات جدية على الصين نظراً للترابط الوثيق بين الاقتصادين الأميركي والصيني. فرض الرسوم أو العقوبات على الهند وحدها لن يبدو منطقياً، بل سيعزز التكامل داخل مجموعة بريكس. أما روسيا، فلن تتضرر من العقوبات بأي شكل من الأشكال في ظل تراجع حجم تجارتها البينية مع الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى".
من جهته، قلل مدير مكتب التحليل بمشروع "سونار 2050" المعني بعمليات التكامل في فضاء الاتحاد السوفييتي السابق، إيفان ليزان، هو الآخر من أهمية تقليص ترامب المهلة لإنهاء حرب أوكرانيا من 50 يوماً إلى عشرة أيام، قائلاً في حديث لـ"العربي الجديد": "تصريحات ترامب وأعماله لا معنى لها، لأنه غير قابل للتنبؤ. قد تم استنفاد الأدوات ذات المفعول الحقيقي على روسيا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في عهد الرئيس السابق، جو بايدن، بينما يستبدل ترامب العقوبات بالرسوم الجمركية، ولكن لها نفس المفعول، ومدة المهلة لا معنى لها، لأن الإنذارات لن تثني روسيا عن مواصلة العملية العسكرية في أوكرانيا". وجزم ليزان أن إنذارات ترامب لا تستهدف روسيا في حد ذاتها، مضيفاً أن "الإنذار ليس موجهاً إلى روسيا والصين بقدر ما هو موجه إلى الهند التي ستخضع مرة أخرى لاختبار لقدرتها على انتهاج سياسات مستقلة". وذكر أن نيودلهي اجتازت في المرات السابقة مثل هذا الاختبار وواصلت شراء النفط الروسي.
بدورها، اعتبرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية أن تزامن تغيير ترامب من لهجته حيال روسيا مع الانفراجة في الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يعكس ترسخ قناعته بأن رفع التعريفات الجمركية هو "سلاح يمكن بواسطته تحقيق أي نتيجة مرجوة". ومنذ إعلان ترامب عن مهلة الـ50 يوماً لإنهاء حرب أوكرانيا هيمنت تقديرات متفائلة على قراءات الخبراء والمحللين السياسيين الروس الذين رأوا في المهلة أداة للتهديد أكثر منها نيات حقيقية، إذ نقلت صحيفة "إر بي كا" الروسية عن كبير الباحثين بمعهد البحوث الدولية بمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، نيكولاي سيلايف، قوله: "لا يمكن القول إننا على عتبة تصعيد جديد، إذ لم يعرب ترامب عن دعمه لمشروع قانون العقوبات الجارية مناقشته في الكونغرس، بل يتحدث عن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% بموجب مرسوم رئاسي كما هو الحال حالياً. وبذلك يسعى للنأي بنفسه عن مشروع القانون". وأضاف سيلايف أن ترامب "من جهة لا يريد العودة إلى المواجهة مع روسيا على غرار عهد بايدن، ولكنه لا يتمنى من جهة أخرى هزيمة أوكرانيا أو القبول بالشروط الروسية لوقف إطلاق النار، لأن ذلك قد يُفسّر على أنه هزيمة الولايات المتحدة وهزيمته هو بشخصه. يردد ترامب في كل مرة أن هذه حرب بايدن، ولكن مع مرور الزمن تصبح هي حربه هو أيضاً".
نيكولاي سيلايف: لا يتمنى ترامب هزيمة أوكرانيا أو القبول بالشروط الروسية لوقف إطلاق النار
ترامب لن يعاكس التيار
من جهته، ذكّر رئيس تحرير مجلة "روسيا في السياسة العالمية"، فيودور لوكيانوف، أن ترامب يردد منذ عدة أشهر عبارات من قبيل "هذه ليست حربي، وإنما حرب بايدن، وإذا كنت في موقعه لما اندلعت من أساسها". وفي مقال له بصحيفة "روسيسكايا غازيتا" الرسمية الروسية، لفت لوكيانوف إلى أن "سمعة ترامب كأول رئيس منذ فترة طويلة دخل إلى البيت الأبيض ولم يبدأ أي حروب لا تنبع من حبه الفطري للسلام، وإنما انطلاقاً من رؤيته للمصالح الوطنية والدبلوماسية أو فن الصفقات وفق مصطلحاته، النابعة من مسيرته في قطاع الأعمال". وأضاف لوكيانوف أن "ترامب أحدث خلال نصف عام حالة من البلبلة في الأجواء الدولية رغم التقدم المتواضع في تحقيق الأهداف، ولكن الرئيس يلتزم بالدرس الذي استخلصه أيام شبابه، ومفاده (مهما حدث أشهرْ نجاحاً كبيراً ولا تعترف بالهزيمة أبداً)". وتساءل ما إذا كان ترامب الذي أثار رعب الإستبلشمنت في ولايتيه الأولى (2017 ـ 2012) والثانية (بدأت في 20 يناير/كانون الثاني الحالي)، سياسياً "غير نظامي" حقاً وقادراً على تغيير مجرى التطورات السياسية. وتابع أن "ترامب لن يسير عكس التيار الرئيسي"، وخلص إلى أن المرحلة الأولى من التفاعل بين ترامب وروسيا التي استمرت لنصف عام "انتهت بلا نتيجة".
بذلك تتجنب روسيا توجيه انتقادات لاذعة صريحة إلى ترامب سواء على لسان المسؤولين أو المحللين السياسيين المقربين من الكرملين، حتى بعد وعيده بفرض عقوبات ورسوم جمركية، مع الاكتفاء بتسويق أفكار من قبيل أن "ترامب يريد إنهاء حرب أوكرانيا ولكن الدولة العميقة الأميركية لا تسمح له بذلك". وفي مؤشر آخر لترك روسيا الباب موارباً أمام الحوار مع ترامب، لم يستبعد بيسكوف في وقت سابق احتمال لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين وترامب في الصين، في حال تزامن توقيت زيارتيهما لحضور الاحتفالات بذكرى مرور 80 عاما على استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية (1939-1945) في بداية سبتمبر/أيلول المقبل. وفي حال صدقت التوقعات بانعقاد لقاء بوتين وترامب، فهذا سيكون أول لقاء من نوعه منذ قمة بوتين وبايدن في جنيف في منتصف عام 2021.
## اشتباك العريش... مطالبات بالأمن ورفع الغطاء القبلي عن الجناة
01 August 2025 01:00 AM UTC+00
شهد شارع الخزان، أحد الشوارع الحيوية في مدينة العريش في شمال شرقي سيناء في مصر، الثلاثاء الماضي، تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار بين مسلحين يستقلون سيارات دفع رباعي، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين، واختطاف آخر، وسط غياب أمني لافت، وانسحاب الجناة من المدينة من دون اعتراض. وأثار هذا الحادث غير المسبوق منذ سنوات حالة من الذعر في أوساط الأهالي، وطرح تساؤلات ملحة حول قدرة الأجهزة الأمنية على الحفاظ على الاستقرار الذي تحقق بصعوبة بالغة في محافظة دفعت ثمناً باهظاً لمواجهة الإرهاب تحديداً تنظيم داعش، سواء من المدنيين أو من القوات المسلحة والشرطة؟
زهدي جواد: بعض المسلحين هم ضمن "اتحاد قبائل سيناء" الذي يقوده العرجاني
اشتباك العريش
في السياق، وصف الناشط السياسي زهدي جواد في حديث لـ"العربي الجديد"، هذه التطورات بأنها "مروعة"، قائلاً إن المشاهد التي شهدتها مدينة العريش أخيراً "أفزعت أهالي المدينة كافة"، مضيفاً: "أن تعود السيارات المحمّلة بالمسلحين، الذين يطلقون النار بشكل عشوائي في كل مكان ويصيبون ويختطفون المواطنين في وضح النهار، فهذا أمر لم نكد ننساه بعد، حتى يعود مجدداً إلى أرض سيناء. لقد دفع الشعب هنا ثمناً باهظاً للفلتان الأمني والإرهاب على مدار أكثر من عشر سنوات". وأضاف جواد أن هذه التطورات الخطيرة دفعت المواطنين إلى الخروج في تظاهرات ووقفات احتجاجية بمناطق مختلفة من العريش للمطالبة بفرض الأمن، ومعاقبة كل من يحمل السلاح خارج إطار الدولة، ورفع الغطاء القبلي عنهم. وأشار إلى أن المركبات التي استُخدمت في الحادثة "ليست من النوع الذي يسمح للمواطنين العاديين باستخدامه"، بل غالباً ما تُستخدم من جانب أفراد ينتمون إلى قبائل وعائلات لها علاقات وثيقة بقوات الجيش والأمن، لافتاً إلى أن بعض هؤلاء الأفراد هم ضمن "اتحاد قبائل سيناء" الذي يقوده رجل الأعمال إبراهيم العرجاني.
من جانبه، شدد أبو سلمان السواركة، أحد كبار شيوخ شمال سيناء، على خطورة ما جرى، قائلاً لـ"العربي الجديد" إن حالة الأمن والاستقرار التي تعيشها سيناء "دُفع ثمنها الباهظ من دماء المصريين، سواء من أبناء المحافظة أو من أفراد الجيش والشرطة الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن هذه الأرض". وشدد على أنه "من غير المقبول إطلاقاً أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، بظهور مشاهد السلاح والترهيب وإطلاق النار وعمليات الاختطاف في وضح النهار، كما حدث أخيراً في العريش".
وأكد السواركة أن الحفاظ على ما تحقق من أمن يتطلب "ردعاً حاسماً لمرتكبي حادثة العريش، ورفع الغطاء القبلي عنهم من العائلات التي ينتمون إليها، وجعلهم عبرة لكل من تسوّل له نفسه استخدام السلاح لبث الرعب في نفوس المواطنين الآمنين في منازلهم وأرزاقهم". ولفت إلى أن سيناء عانت طويلاً من ويلات الإرهاب، وأن كل بيت في المحافظة دفع ثمناً مؤلماً في تلك الحرب "ولن يقبل أحد بعودة هذا الكابوس من جديد".
بدوره، اعتبر الخبير الأمني حاتم صابر في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن الأجهزة الأمنية المصرية أكدت أن الحادث الفردي الذي شهدته مدينة العريش لا يُمثل تهديداً للحالة الأمنية المستقرة في شمال سيناء، التي تشهد منذ سنوات حالة من السيطرة الكاملة، ونجاحات متتالية في مكافحة الإرهاب وضبط السلاح غير المرخص. وأضاف أن الأجهزة المعنية تعاملت بشكل فوري وحاسم مع الموقف، ويجري حالياً استكمال الإجراءات الأمنية والقانونية لضبط المتورطين، وذلك بالتنسيق الكامل بين مختلف جهات الدولة. وشدّد صابر على أن الدولة المصرية تعتبر أمن سيناء خطاً أحمر، ولن تسمح بأي محاولة للعبث بالسلاح أو زعزعة الاستقرار، مؤكداً أن أي تجاوز سيُواجه بقوة القانون، وبحزم لا يعرف التهاون. ودعا المواطنين إلى مواصلة التعاون مع الأجهزة الأمنية، عبر الإبلاغ الفوري عن أي عناصر مشبوهة، مشيراً إلى أن الدولة تطمئنهم بأن الوضع تحت السيطرة الكاملة، وأن التنمية والأمن يسيران جنباً إلى جنب، ولا تراجع عن هذا المسار.
حاتم صابر: حادث مدينة العريش لا يُمثل تهديداً للحالة الأمنية المستقرة في شمال سيناء
منظومة أمنية حاضرة
وأوضح صابر أن الأجهزة الأمنية تتعامل مع مثل هذه الحوادث والظواهر الأمنية وفق منظومة متكاملة تشمل عدة إجراءات رئيسية. أولها الرصد الاستخباراتي المبكر، بالتنسيق بين الأمن الوطني والمخابرات العامة والمخابرات الحربية، وفحص دقيق لبلاغات المواطنين. ثانياً، تنفيذ ضربات استباقية لأي عناصر أو خلايا مشتبه بها قبل تحركها على الأرض. وثالثًا، تنفيذ حملات يومية لضبط السلاح غير المرخص عبر مداهمة أوكار التخزين والتهريب، خصوصاً في المناطق الحدودية والظهير الصحراوي. رابعاً، توجد سيطرة ميدانية كاملة، من خلال انتشار نقاط تفتيش ثابتة، ودوريات راجلة ومتحركة، إلى جانب استخدام طائرات استطلاع من دون طيار في المناطق المفتوحة، مع إمكانية دعم قوات الشرطة بوحدات قتالية من الجيش عند الضرورة. أما الإجراء الخامس، فيتعلق بالرد الفوري على أي محاولة عنف أو اشتباك، حيث يتم التعامل مع الموقف بالقوة اللازمة، وفتح تحقيقات قانونية مباشرة، ومحاسبة المتورطين دون أي تهاون في تنفيذ القانون. وختم صابر بالقول إن "التعامل مع أي تهديد أمني في سيناء يتم بمنتهى الجدية والسرعة، بما يحفظ أمن المواطنين ويمنع تكرار سيناريو الفوضى الذي طوته سيناء خلفها ولن تسمح بعودته".
ورغم ما أُثير حول دور بعض أفراد اتحاد قبائل سيناء في الحادثة، فإن الاتهامات لا تزال في إطار الشبهات والتحليلات الشعبية، من دون أدلة رسمية واضحة. ويُعرف الاتحاد الذي يقوده رجل الأعمال إبراهيم العرجاني بأنه كيان قبلي موالٍ للدولة، وشارك خلال السنوات الماضية في دعم القوات المسلحة في الحرب ضد تنظيم داعش وتوفير الغطاء الاجتماعي للعمليات الأمنية. غير أن مراقبين يرون أن التوازن بين الدعم القبلي للدولة وضبط انتشار السلاح في أيدي بعض العناصر غير المنضبطة داخل هذا التحالف، أصبح ضرورياً، لا سيما في ظل تصاعد مظاهر التسلح الفردي والاحتكاك بين العائلات على خلفيات ثأرية أو اقتصادية.
## أبوكاليبتو صهيوني
01 August 2025 01:00 AM UTC+00
ما يحدث في غزة ليس انزلاقاً سياسياً ولا "ردّ فعل" على ما جرى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بل انكشافٌ فجّ لـ"أبوكاليبتو" صهيوني، تتغذى فيه دولة الاحتلال على إبادة الآخر وتجريده من إنسانيته. كأننا أمام "حضارة" لا تعرف البقاء إلا عبر الدم والقتل والطرد والحرق. فيلم "أبوكاليبتو" الذي صوّره ميل غيبسون عن زوال حضارة المايا عبر طقوس القتل والمذابح، لم يكن خيالاً بعيداً عن واقع "مملكة إسرائيل" التي يحلم بتاجها إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وغيرهما، منذ تربيتهما على فتاوى تُبيد ولا تميّز، تُحرق ولا تتردد، تُقصي القانون وتؤله "شعباً مختاراً" لا تطاوله قواعد البشر.
ما بعد السابع من أكتوبر لم يُنتج هذا الشر، بل حرّره من أقنعته القديمة. بن غفير ليس استثناءً، بل خلاصة. ففي مقابلة مع الصحافي يوسي غورفيتز (صيف 2004)، عبّر مبكراً عن رغبته في قتل الجميع وعن طموحه بترحيل كل الفلسطينيين، وصولاً إلى تسمية الشوارع والأحياء بأسماء الإرهابيين الإسرائيليين، تماماً كما يمجّد اليوم باروخ غولدشتاين، مرتكب مذبحة الحرم الإبراهيمي (1994). الأخطر من القصف هو إيمان عقائدي، يدرَّس في الكتب ويُفتى به علناً، بأن الفلسطيني "حيوان مفترس" لا يستحق شفقة، وأن قوانين الحرب الدولية ليست سوى "قوانين مسيحية" لا تلزم اليهود.
في سبتمبر/ أيلول 2004 نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت فتوى لحاخامات كبار أمثال دوف ليئور تدعو لقتل الفلسطينيين من دون تمييز. وفي كتاب الدين للصف الرابع، نقرأ:"ثم أضرم المشاعل ناراً وأطلقها على زروع الفلسطينيين... فأحرق الأكداس والزرع وكروم الزيتون"، أليس هذا تطبيقاً حرفياً في الضفة الغربية؟ هذا ليس انحرافاً عن الصهيونية، بل تجسيدها. فاشية معلنة، تُنتج أدوات الإبادة بلا حاجة إلى أعذار. لا يغيّر من جوهرها ارتداء ربطة عنق، أو التستر خلف بروباغندا الغضب من "الصورة المشوهة". أن نسمي هذا الشر بما هو عليه، ليس انفعالاً بل ضرورة أخلاقية وسياسية. نحن أمام منظومة قامت على نزع إنسانية الفلسطيني، وإنتاج جيش بلا قلب، وكيان بلا ضمير، ومجتمع تُخدَّر حواسه عبر أناشيد وأسفار التحريض.
مايك هاكابي، سفير الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخلاصي في تل أبيب، ليس نشازاً عن معسكر إنجيلي ـ صهيوني بات يبتلع كل فظاعة، ويبرر تجويع الفلسطينيين وإبادتهم بـ"الحق التوراتي"، بينما تثور "إنسانيته" إن اقتبس وزير عربي آية قرآنية في خطابه. نحن أمام تجلٍ فجّ لعقيدة تربّي جيلاً يرى في القتل والتجويع انتصاراً للنور على "ظلام العرب". من لا يرى "الأبوكاليبتو" الصهيوني في غزة، لا يرى نفسه، ولا حجم التوحش الذي يُسقط كل أخلاقيات العصر الحديث.
## دمشق وموسكو... لغة المصالح تغلب بمرحلة ما بعد الأسد
01 August 2025 01:00 AM UTC+00
تشير زيارة وزيري الخارجية والدفاع السوريين إلى روسيا، أمس الخميس، إلى أن أفقاً فُتح أمام علاقات جديدة ومختلفة بين دمشق وموسكو.  تحاول دمشق الحصول على دعم روسي بالمجالات كافة، مقابل تأمين مصالح روسيا في شرقي المتوسط، لا سيما أن موسكو ما تزال تملك أوراق ضغط وتأثير في ملفات هي في صلب التحديات التي تواجهها الإدارة السورية الحالية.
وفي أول زيارة لمسؤول سوري رفيع منذ إسقاط بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تباحث وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في قصر الضيافة بموسكو، حول العديد من القضايا التي تهم الجانبين. وفي مؤشر واضح على حرص استمرار العلاقة بين دمشق وموسكو وتطويرها، أعرب لافروف عن أمل بلاده في حضور الرئيس السوري أحمد الشرع القمة الروسية العربية الأولى المقررة في موسكو في 15 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. وتمنى لافروف أن يتجاوز الشعب السوري "التحديات"، مشيراً إلى تطلع بلاده لزيارة الشرع إلى روسيا. وأضاف أن بلاده "تأمل في عودة الوضع في سورية إلى طبيعته بالكامل". أما الشيباني فقال خلال الاجتماع إن "هناك بعض الحكومات التي تفسد العلاقة بين سورية الجديدة وروسيا ونحن هنا لنمثل سورية الجديدة، ونرغب في فتح علاقة سليمة وصحيحة بين بلدينا ونطمح أن تكون روسيا إلى جانبنا في مسارنا".
وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقب المباحثات، أكد الوزيران الحرص على تطوير العلاقات بين دمشق وموسكو. وجه لافروف الشكر للسلطات السورية على ضمان أمن قاعدتين روسيتين في البلاد (القاعدة البحرية في طرطوس والقاعدة الجوية في حميميم)، مضيفاً أن موسكو مهتمة بـ"التعاون مع سورية"، وأن بلاده تدعم وحدة سورية وسيادتها، وتعارض أن تتحول "إلى ساحة للمنافسات الجيوسياسية للدول الكبرى". واعتبر أن الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية "تنتهك القانون الدولي ومن الضروري وقفها". كما أشار إلى أنه كان هناك "تنسيق معنا بشأن نشر قوات تابعة للأمم المتحدة للفصل في هضبة الجولان. وهو قرار يتم انتهاكه من قبل إسرائيل"، مشيراً إلى أنه "لا بد من تمديد قرار عمل هذه القوات". مع العلم أن الملف السوري كان حاضراً في اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين الماضي، إذ ذكر الكرملين أنه "نوقشت جوانب مختلفة من الوضع المتوتر في الشرق الأوسط. وأكد الجانب الروسي موقفه الثابت المؤيد لحل سلمي حصري للمشاكل والصراعات القائمة في المنطقة".
وأضاف الكرملين أن بوتين أكد خلال المكالمة على أهمية الحفاظ على سيادة سورية وتعزيز "الاستقرار السياسي الداخلي" فيها. من جهة ثانية، أعرب لافروف عن أمله في أن تكون الانتخابات المقبلة في سورية (برلمانية، بين 15 و20 سبتمبر/أيلول المقبل)، "شاملة لكل الطوائف"، مبدياً اهتمام بلاده بأن "يبقى الأكراد ضمن الدولة السورية ويحصلوا على كامل حقوقهم" في إشارة إلى الملفات بين دمشق وقوات سورية الديمقراطية (قسد)، شمال شرقي البلاد. وشدد لافروف على أن تسوية الأوضاع في سورية ستكون من خلال حماية حقوق المجتمع السوري متعدد الطوائف والقوميات.
أما الشيباني فقال إن بلاده تتطلع إلى "تعاون كامل وصادق في دعم العدالة الانتقالية في سورية"، مشيراً إلى أنه وجد التزاماً من روسيا برفض الاعتداءات المتكررة من إسرائيل على سورية "التي تعطل مسار إعادة الإعمار". واعتبر أن "موسكو يمكن أن تسهم في مسار التعافي في سورية والاستقرار الإقليمي ومصالح الشعب السوري". وكشف أنه جرى الاتفاق "على تشكيل لجنة وزارية سورية روسية مشتركة للنظر في الاتفاقيات السابقة" بين البلدين، مضيفاً: "لقينا انفتاحاً كبيراً من روسيا، ونعتقد أن العلاقة بين البلدين ستكون في سياق استراتيجي متميز في أقرب فرصة". وفي ما يتعلق بالأحداث الأخيرة في السويداء، اعتبر الشيباني في رد على أحد الأسئلة، أنه "ليس هناك خطة أو نية من الحكومة السورية لإبادة الدروز أو الهجوم على الدروز، فالدروز هم أهلنا، وهم موجودون في جميع أنحاء سورية"، مشدداً على أن "حمايتهم هي مسؤولية الدولة السورية". وقال "هناك استغلال لمسمى هذه الطائفة للتدخل في شؤون سورية من قبل إسرائيل خصوصاً، وهناك مجموعات مسلحة تنتمي إلى السويداء تريد أن تثبت أن الحكومة لا تستطيع ضبط الأمن". وتحدث عما سماه مشاكل في وجود السلاح خارج سيطرة الدولة، قائلاً إن الدولة لديها توجيهات واضحة بعدم الإساءة لأي مدني وحماية جميع طوائف الشعب السوري، والتدخل الإسرائيلي هو ما يعيق ذلك.
وفي مؤشر لافت في إطار العلاقات والزيارات بين دمشق وموسكو أوردت وكالة الأنباء السورية (سانا) أمس، أن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة وصل إلى موسكو في زيارة رسمية، و"يلتقي نظيره الروسي أندريه بيلوسوف لبحث العديد من القضايا المشتركة". من جهتها ذكرت وزارة الدفاع الروسية، في بيان على منصة تليغرام، أن بيلوسوف عقد لقاء مع أبو قصرة "تناول آفاق التعاون بين وزارتي الدفاع والوضع في الشرق الأوسط". وأرفقت الوزارة إلى البيان صوراً تظهر جانباً من محادثات بيلوسوف مع أبو قصرة وإلى جواره الشيباني بمقر وزارة الدفاع الروسية. ولا يستبعد أن تحمل زيارة أبو قصرة طلباً إلى الجانب الروسي بتقديم أسلحة للجيش السوري الذي يعتمد على السلاح الروسي منذ ستينيات القرن الماضي. كما تؤكد زيارة الشيباني وأبو قصرة أن دمشق وموسكو بصدد التأسيس لعلاقة جديدة ومختلفة، يبدو الهدف منها بالنسبة للجانب السوري تحقيق توازن في العلاقات الخارجية ما بين الغرب والشرق. 
علاقة لم تنقطع بين دمشق وموسكو
لم تنقطع العلاقة بين دمشق وموسكو بعد إسقاط نظام الأسد، فالإدارة التي تسلمت البلاد، أبدت انفتاحاً على علاقات وفق تفاهمات مختلفة مع الجانب الروسي، تعزز الاستقرار، لا سيما أن موسكو التي كانت أبرز الداعمين لنظام الأسد، لديها أدوات ضغط وأوراق نفوذ في ملفات محلية سورية وإقليمية. وبعد سقوط الأسد مباشرة أبدت الإدارة السورية تعاوناً مع الجانب الروسي لجهة تأمين انسحاب نقاط مراقبة كانت منتشرة في العديد من المناطق السورية إلى قاعدة حميميم، أكبر القواعد الروسية في شرقي المتوسط التي لم تتعرض لأي مضايقات أو تهديد مباشر من العهد الجديد، في مؤشر واضح على رغبته باستمرار العلاقة مع موسكو وتطويرها. 
من جانبها أبدت موسكو الرغبة نفسها، والتي انعكست بزيارة ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي دمشق مطلع العام الحالي، حين أجرى مباحثات مع الرئيس السوري تركزت حينها على وضع القاعدتين الروسيتين في اللاذقية (حميميم) وطرطوس. وجرى في فبراير/ شباط الماضي، أول اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والشرع، وصفها بيان للكرملين (الرئاسة الروسية) حينها بأنها كانت "بناءة". وبحسب البيان، أكد بوتين عزمه تقديم المساعدة لتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سورية، بما في ذلك توفير المساعدات الإنسانية. كما بحث الرئيسان يومها التعاون في مجالات التجارة والاقتصاد والتعليم. وكان بشار الأسد وعائلته، وعدد كبير من أركان حكمه البائد لجأوا إلى روسيا التي رفضت تسليمهم إلى الجانب السوري وفق ما أكد الشرع في مقابلة صحافية في إبريل/ نيسان الماضي. وتعزو موسكو موقفها إلى أن التسليم يخالف شروط اللجوء الإنساني الذي حصلت عليه عائلة الأسد بناء على أوامر مباشرة من بوتين. لكن دمشق كما يبدو لم تربط استمرار العلاقات مع الجانب الروسي بهذا الملف، سيما وأن سورية اليوم بحاجة الى دعم سياسي وعسكري واقتصادي من الجانب الروسي ربما لا يتحقق في حال الإصرار على تسلّم الأسد وأركان نظامه.
دلالات زيارة الشيباني إلى موسكو
تعليقاً على زيارة الشيباني إلى روسيا ومعانيها السياسية في ملف العلاقة بين دمشق وموسكو مستقبلاً، رأى الباحث السياسي المختص بالشأن الروسي، طه عبد الواحد، في حديث مع "العربي الجديد"، أن الزيارة تعني "أن الظروف قد نضجت وتهيأت الأجواء للقيام بهذه الخطوة من جانب دمشق"، مضيفاً أن "موسكو لطالما انتظرتها ودفعت نحوها". وفي اعتقاده "تراكمت خلال الفترة الماضية الكثير من الملفات المتصلة بالعلاقات الثنائية التي يفترض أن يبحثها الجانبان للتوصل إلى تفاهمات بشأن كيفية التعاطي معها والمضي قدماً في تطوير العلاقات وفق الصيغة التي سيتم الاتفاق عليها وبما يتناسب مع سورية الجديدة بعد النظام البائد".
 طه عبد الواحد: الزيارة ربما تمهد الطريق أمام تفاهمات تخص الوجود العسكري الروسي في سورية
وأشار في هذا السياق إلى وجود ملفات وصفها بـ"الحساسة" كان "من المفيد التباحث حولها بين موسكو ودمشق، لا سيما في ما يتعلق بالوضع في أقصى شمال شرق سورية وفي جنوبها". ويمكن وفق عبد الواحد، للجانب الروسي "لعب دور معين إن رغبت دمشق بذلك. وهذا يشمل بالطبع الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية". وفي رأي عبد الواحد، الزيارة "ربما تمهد الطريق أمام تفاهمات تخص الوجود العسكري الروسي في سورية"، مرجحاً أن تتطرق المباحثات إلى "الخطوط العريضة دون الدخول في التفاصيل، ليتم وضع النقاط على الحروف في قائمة المهام ذات الأولوية، بغية تهيئة الأجواء لعقد لقاء سوري-روسي على أعلى مستوى، أي يجمع الشرع وبوتين". ولفت إلى أن "من وجّه الدعوة للشيباني لزيارة موسكو هو بوتين نفسه خلال مكالمته الهاتفية مع الرئيس السوري. لم يوجه الدعوة حينها للشرع"، مضيفاً أنه "كان واضحاً أن الغرض عقد اجتماع بين وزيري خارجية البلدين يناقشان خلاله جميع الملفات، لتعرض النتائج على الرئيسين لتنظيم أول لقاء بينهما".
أحمد المسالمة: الدعوة الروسية إلى تسوية سياسية لا تتضمن بالضرورة تغييراً جوهرياً في بنية السلطة
وفي قراءة لتصريحات لافروف والشيباني، رأى المحلل السياسي أحمد المسالمة، في حديث مع "العربي الجديد"، أن زيارة الشيباني تؤكد أن سورية "لا تريد فقدان الغطاء الروسي حتى في مرحلة ما بعد الحرب"، مستدركاً أن "دمشق تريد تعاوناً يقوم على الاحترام المتبادل، وصياغة شروط جديدة للعلاقات مع روسيا". ووفق المسالمة، فإن الدعوة الروسية إلى تسوية سياسية "لا تتضمن بالضرورة تغييراً جوهرياً في بنية السلطة"، موضحاً أن "موسكو ترفض الحلول الغربية القائمة على الانتقال الكامل، وتروج لفكرة التوافق الداخلي، وفق نموذج موجه". وأشار إلى أن تأكيد لافروف على دعم الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها "يعكس رفض موسكو لأي نزعات انفصالية من قبل فاعلين محليين سواء في السويداء أو في شمال شرقي سورية".
وفي اعتقاده "تسعى روسيا لتسوية تحفظ لها مكاسبها في سورية، دون الدخول في صدام مع الأطراف الأخرى"، مضيفا أنه "من الواضح أن هناك سعياً من الطرفين لإعادة ترتيب أوراق العلاقة الثنائية بما يراعي المتغيرات الإقليمية والداخلية". دمشق، بحسب المسالمة، ربما ترغب في توسيع خياراتها على الساحة الدولية "بحيث لا تضع كل البيض في سلة واحدة". وعزا ذلك إلى أن "الموقف الأميركي على أهميته، لا يمكن الركون إليه، خصوصاً أنه كثيراً ما يتأثر بالمواقف الإسرائيلية". لكن في الوقت نفسه، أضاف المسالمة، فإن عودة روسيا إلى الساحة السورية "قد لا تريح كثيراً واشنطن وأوروبا، خلافاً لإسرائيل التي تريد هذه العودة لموازنة الدور التركي في سورية".
## مؤتمر حل الدولتين: شيطان التفاصيل وآليات التنفيذ واللغة الفضفاضة
01 August 2025 01:00 AM UTC+00
انتهى في نيويورك الجزء الأول من أعمال المؤتمر الدولي لحل الدولتين، والذي عقد يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، وتتجه الأنظار إلى الجزء الثاني والذي سيعقد على مستوى قادة الدول أثناء اجتماعات الجمعية العامة رفيعة المستوى في الأسبوع الأخير من سبتمبر/أيلول، ولعل السؤال الرئيسي يتعلق بما تمكن أو أخفق مؤتمر حل الدولتين في تحقيقه؟
للوهلة الأولى يمكن القول إن مؤتمر حل الدولتين تمكن، نظرياً، من تحقيق جزء كبير من المرحلة الأولى مما سعى إليه: حضور رفيع على مستوى وزراء الخارجية (رغم التأجيل وعقده على قسمين بسبب الحرب الإسرائيلية على إيران)، حشد زخم دولي، والخروج بوثيقة وملحق وهي عبارة عن "مخرجات تعكس مقترحات تغطي أبعاداً سياسية وأمنية وإنسانية واقتصادية وقانونية واستراتيجية تشكل إطاراً شاملاً وقابلاً للتنفيذ من أجل تطبيق حل الدولتين وتحقيق السلام والأمن للجميع" والناجمة عن مقترحات من فرق العمل الثماني التي شكلت قبل أشهر (تغطي الأبعاد المختلفة المذكورة أعلاه وعملت عليها أكثر من عشر دول). وبذلك طبق المرحلة الأولى مما نص عليه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 81/79 الذي اعتمدته في ديسمبر/كانون الأول 2024 وكان قد أسس لعقد المؤتمر الذي يهدف إلى "التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين". لكن الشيطان يكمن في التفاصيل كما يقول الإنكليز، وخاصة فيما يتعلق بوثيقة مؤتمر حل الدولتين وما سيتمخض عنها.
كان لافتاً أن فرنسا وزعت بياناً منفصلاً عن البيان الختامي للمؤتمر باسم "نداء نيويورك"
وكان لافتاً أن فرنسا، التي تترأس مؤتمر حل الدولتين مع السعودية، وزعت بياناً منفصلاً عن البيان الختامي للمؤتمر باسم "نداء نيويورك"، وقع عليه كل من وزراء خارجية فرنسا وأندورا وأستراليا وكندا وفنلندا وآيسلندا وأيرلندا ولكسمبورغ ومالطا ونيوزيلندا والنرويج والبرتغال وسان مارينو وسلوفينيا وإسبانيا. ومن أهم ما جاء فيه: "إدانة الهجمات الشنيعة واللاسامية الإرهابية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023"، بالإضافة لمطالبته بوقف إطلاق نار فوري في غزة. كما طالب حركة حماس بإطلاق سراح جميع المحتجزين بشكل فوري وغير مشروط، مع إعادة رفات المتوفين، بالإضافة إلى ضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط.
أبرز ما جاء في الوثيقة والملحق في مؤتمر حل الدولتين
تترأس كل من السعودية وفرنسا مؤتمر حل الدولتين وتؤديان دور الميسر، ومن المتوقع أن يترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان الجزء الثاني الذي سيعقد على مستوى رئاسي في سبتمبر المقبل غالباً في نيويورك أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيعة المستوى أو قبل ذلك في باريس (لم يحدد ذلك بعد). وتبنى البلدان الوثيقة والملحق الخاصين بالمؤتمر، اللذين جاءا في قرابة ثلاثين صفحة، ومعهما كذلك جميع الدول والأطراف التي شكلت فرق العمل الثمانية وترأستها (بالإضافة إلى فرنسا والسعودية) وهي: البرازيل، كندا، مصر، إندونيسيا، أيرلندا، إيطاليا، اليابان، الأردن، المكسيك، النرويج، قطر، السنغال، إسبانيا، تركيا، المملكة المتحدة، الاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية. ودعا رئيسا المؤتمر الدول الأعضاء للانضمام للوثيقة بحلول نهاية الدورة الحالية للجمعية العامة، أي بحلول الأسبوع الأول من سبتمبر المقبل.
ولعل أبرز ما جاء في وثيقة المؤتمر من ناحية "حل الدولتين" هو إعادة التأكيد والالتزام على "دعمنا الثابت، وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة لتنفيذ حل الدولتين حيث تعيش دولتان ديمقراطيتان ذاتا سيادة، فلسطين وإسرائيل، جنباً إلى جنب في سلام وأمن داخل حدودهما الآمنة والمعترف بها على أساس خطوط عام 1967، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس". وفي فقرة أخرى تؤكد الوثيقة على أن يتم في إطار "عملية محددة زمنياً، إبرام وتنفيذ اتفاقية سلام عادلة وشاملة بين إسرائيل وفلسطين، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومرجعيات مدريد، بما في ذلك مبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية، وإنهاء الاحتلال، وحل جميع القضايا العالقة وقضايا الوضع النهائي، وإنهاء جميع المطالبات، وتحقيق السلام العادل والدائم، وضمان الأمن للجميع، وتمكين التكامل الإقليمي الكامل والاعتراف المتبادل في الشرق الأوسط، مع الاحترام الكامل لسيادة جميع الدول".
ودانت الوثيقة "الهجمات التي شنتها حماس على المدنيين في السابع من أكتوبر. كما ندين الهجمات التي شنتها إسرائيل على المدنيين في غزة والبنية التحتية المدنية، والحصار، والتجويع، والتي أدت إلى كارثة إنسانية مدمرة وأزمة حماية". وهذه هي المرة الأولى التي تدين فيها دول عربية الهجمات (في وثيقة دولية وتسمي حماس بالاسم).
لكن الإشكالية عموماً هي أن في اللغة المستخدمة الكثير من العموميات. فالحديث عن "قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة" لا يأتي على ذكر أرقام تلك القرارات، ويطرح السؤال حول عدد من القضايا المغيبة أو المذكورة بشكل ضبابي ويفتح باب التفسير بحيث يمكن لكل طرف الادعاء أن الوثيقة شملت أو غيبت هذا البند أو ذاك. ناهيك عن غياب الحديث عن تعويضات، أو طرحها بوصفها قضية للنقاش، والحديث عن المحاسبة على الجرائم التي ارتكبت وترتكب الآن، بما فيها الإبادة، أو الحديث عن حقوق الإنسان بشكل أعمق من ذكر سريع.
ولعل العامل الأبرز والأهم هو استخدام لغة تساوي وتتعامل مع الوضع في فلسطين "كصراع" بين عدوين، وفي أحسن الأحوال "احتلال" وليس استعماراً استيطانياً إحلالياً وهو لب القضية الفلسطينية. ولكن نحمّل مؤتمر حل الدولتين الكثير إذا ربطنا هذه القضية الأخيرة به فقط، لأن إطار الأمم المتحدة في حد ذاته هو الذي أدى دوراً سلبياً في إيقاع الظلم بالفلسطينيين، ورسخ له منذ لحظة قرار التقسيم والاعتراف بـ"إسرائيل" دولةً على أرض مسروقة لتبقى محاولات تصحيح هذا الظلم في الإطار الدولي الممثل في الأمم المتحدة دائماً فعلاً ناقصاً. إلا أنه لا بد من الإشارة لها في ظل الحديث عن هذا الإطار، وإن كان بشكل عابر لوضع الأمور في سياقها الأوسع والأعمق ولفت الانتباه للشوائب في نظام الأمم المتحدة وربط النضال الفلسطيني وعملية التحرر به بشكل حصري عموماً.
ترسيخ حكم السلطة الفلسطينية
بالعودة إلى الوثيقة ومخرجاتها فإنها تطرقت كذلك لقضية الاستيطان وعدم قانونيته ووقفه، كما وقف عنف المستوطنين، وإلى ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من غزة ووقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية وفتح جميع المعابر ومنع التهجير القسري، وغيرها مما نصت عليه قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بالإضافة إلى عدم استخدام التجويع سلاحاً. ولعل أحد الأمور الأخرى التي ترسخها الوثيقة هو حكم السلطة الفلسطينية بحيث يتم إخراج الفصائل، التي لا توافق على حل الدولتين على حدود الـ1967، من "لعبة" الانتخابات. كما تشترط أن تسلم حركة حماس سلاحها، وأن تسلم الحكم في غزة للسلطة، وهي بنهاية المطاف إملاءات خارجية على الشعب الفلسطيني ولا يترك له حق تقرير مصيره الفعلي بل الرمزي، فتفرض عليه القيادة التي فُصِلت بحكم "المعايير الدولية" ببدلة "الانتخابات" المشروطة ليلبسها الشعب الفلسطيني، حيث تنص الوثيقة على ترحيب الدول "بالتزام الرئيس (محمود) عباس بإجراء انتخابات عامة ورئاسية ديمقراطية وشفافة في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، خلال عام، برعاية دولية، مما يتيح التنافس الديمقراطي بين الأطراف الفلسطينية الملتزمة باحترام البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، والتزاماتها الدولية، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
اشترطت الوثيقة أن تسلم حركة حماس سلاحها، وأن تسلم الحكم في غزة للسلطة
وتدعو الوثيقة في الوقت نفسه "القيادة الإسرائيلية إلى إصدار التزام علني واضح بحل الدولتين، بما في ذلك دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة، وإنهاء العنف والتحريض ضد الفلسطينيين فوراً، والوقف الفوري لجميع أنشطة الاستيطان والاستيلاء على الأراضي والضم في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، والتخلي علناً عن أي مشروع ضم أو سياسة استيطانية، ووضع حد لعنف المستوطنين، بما في ذلك من خلال تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 904 وسن تشريع لمعاقبة وردع المستوطنين العنيفين وأعمالهم غير القانونية"، وهذه نقاط مهمة للغاية. لكن اللافت للانتباه هنا عدم وجود حديث عن تفكيك المستوطنات، وماذا عن أكثر من 750 ألف مستوطن في الضفة والقدس، ناهيك عن القوانين والتسهيلات الضريبية وغيرها التي يحصل عليها المستوطنون. وتشير الوثيقة كذلك إلى دعوة "كلا الجانبين إلى مواصلة الجهود من أجل أن تلتزم أحزابهما السياسية بمبادئ اللاعنف والاعتراف المتبادل وحل الدولتين". لكن السؤال الأهم هنا ماذا عن عنف الدولة الذي تمارسه إسرائيل؟
أما فيما يخص الحديث عن بعثة دولية فتدعم الوثيقة "نشر بعثة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار، بناءً على دعوة من السلطة الفلسطينية، وتحت رعاية الأمم المتحدة، وبما يتماشى مع مبادئها، وبالاستفادة من القدرات الحالية للأمم المتحدة، وبتكليف من مجلس الأمن الدولي، مع توفير الدعم الإقليمي والدولي المناسب. ورحبنا بالاستعداد الذي أعربت عنه بعض الدول الأعضاء للمساهمة بقوات". لكن اللغة هنا كذلك ضبابية وغير واضحة، فليس الحديث هنا بالضرورة عن قوة عسكرية دولية لحماية الفلسطينيين، والتجارب في المنطقة وفلسطين على وجه التحديد تظهر عدم جدوى بعثات مراقبة دون قوة. فعلى سبيل المثال لم يتمكن "الوجود الدولي المؤقت في الخليل"، وهي بعثة دولية للمراقبة أنشئت بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي في العام 1994، لكن أوقفتها إسرائيل قبل سنوات، من تقديم أي حماية أو ردع للانتهاكات الإسرائيلية وانتهاكات المستوطنين. بل إن تقارير البعثة بقيت "سرية" ولا تنشر وترفع للأطراف! وحتى تلك البعثة أوقفت إسرائيل عملها، ليبقى الحديث عن بعثة لتحقيق الاستقرار مجرد شعارات رنانة وفضفاضة لا أكثر.
يكرر الملحق في توصياته بعض الأمور الواردة في الوثيقة بما فيها حل الدولتين على حدود 1967 وقضية البعثة الدولية وتدريب قوات الشرطة الفلسطينية لضبط الأمن داخل الأراضي المحتلة عام 1967. ويكفي النظر إلى الواقع على الأرض لندرك أن القوة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية لا تعمل لحماية الشعب، بل تساعد على اضطهاده وواحدة من أهم مهامها التنسيق الأمني، لتصبح شعارات تستخدم في الوثيقة "كوحدة السلاح" عبثية في ظل اجتياحات يومية للجيش والمستوطنين وترهيب المزارعين الفلسطينيين وحرق بيوتهم وقتلهم وغيرها من الممارسات اليومية. فأين هي القوة الأمنية التابعة للسلطة للدفاع عن المدنيين العزل؟
قضية أونروا
كما تتطرق الوثيقة إلى قضية أونروا والضغط على إسرائيل للعدول عن قرارها بمنع عملها، وغيرها من الأمور المتعلقة بالعمل الإنساني، بما فيها إعادة الأعمار والتمويل وإعادة بناء البنية التحتية وقائمة طويلة من الأمور التنموية والإنسانية. كما تشير إلى قبول فلسطين دولةً كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وهو أمر لا يمكن أن يحدث إن لم توافق الولايات المتحدة عليه بسبب حق النقض (الفيتو) بمجلس الأمن، إذ إن الحصول على عضوية كاملة يتطلب توصية من المجلس وهو ما فشل العام الماضي بسبب الفيتو الأميركي. ويتوقف الملحق عند السيادة الفلسطينية وحق الفلسطينيين فيها في كل نواحيها. وينصح باتخاذ خطوات تمييز بين البضائع ومنتجات المستوطنات، كما أن تأخذ الاتفاقيات التجارية بعين الاعتبار الخروقات المختلفة للقانون الدولي وغيرها من الخطوات المهمة، كالأخذ بعين الاعتبار خروقات حقوق الإنسان. وفيما يخص منع توريد الأسلحة يدعو الملحق الدول "الأطراف في معاهدة تجارة الأسلحة إلى الالتزام الصارم بالخطوات التي اتخذتها لوقف توفير أو نقل الأسلحة والذخائر والمعدات ذات الصلة في جميع الحالات التي توجد فيها أسباب معقولة للاشتباه في إمكانية استخدامها في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وينص الملحق على ضرورة "عدم تجريم التضامن: إلغاء التشريعات والتخلي عن السياسات التي تجرم وتعاقب المناصرة لدعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والمعارضة السلمية للاحتلال الإسرائيلي". كما ينصح بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية ومحاكمة مرتكبي الجرائم حيثما أمكن والتعاون عبر الأطر الدولية في حال لم تكن المحاكمات المحلية ممكنة. كما يرصد عدداً من النصائح المتعلقة بالقانون الدولي والتنسيق وغيرها. وهذه نقاط من ضمن النقاط التي تحسب للوثيقة والملحق واللجان المختلفة التي عملت عليها. إلا أنها تبقى بمثابة توصيات، وحتى بالنسبة للدول التي أعلنت تبنيها الوثيقة، فكيف يمكن رصد ما إذا كانت ستطبق ذلك وما هي الآليات لمحاسبتها إن لم تفعل؟ ولعل الجزء الأهم هو الغائب الحاضر، أي إسرائيل وأميركا. فكيف يمكن أن ينفذ كل هذا من دونهما، حتى لو قمنا بغض النظر عن كل الإشكاليات في المؤتمر والوثيقة.
## ميسيتاس الكولومبية من ساحة حرب إلى جنة السياحة البيئية
01 August 2025 01:00 AM UTC+00
يحلم محبّو الطبيعة بالاستيقاظ على مشهد شروق الشمس المثالي الذي يطلي السماء بألوان دافئة، والاستمتاع بصوت تغريد الطيور معلنة بداية يوم جديد. إلّا أنّ مشهداً كهذا ليس خيالياً على الإطلاق، بل هو واقع يوميّ في منطقة ميسيتاس الكولومبية، حيث يمكن للسائح رؤية روعة بزوغ الفجر الأكثر جاذبية في العالم، وشحن بطارية طاقته الصباحية قبل الانطلاق للاستكشاف في منطقة سييرا دي لا ماكارينا التي تشكّل نقطة التقاء النُظم البيئية الأنديزية والأمازونية والغويانية، وهي أول محمية طبيعية وطنية أنشئت بموجب قانون من الجمهورية الكولومبية عام 1948، وأصبحت منتزهاً طبيعياً عام 1971.
على بعد 255 كيلومتراً جنوب العاصمة الكولومبية بوغوتا، أي ما يعادل قيادة لمدة ست ساعات، تقع منطقة ميسيتاس السياحية في مقاطعة ميتا. وتشتهر هذه الأخيرة عالمياً بسلسلة جبال ماكارينا عند سفوح جبال الأنديز في غابات الأمازون المطيرة، حيث ينساب أحد أجمل الأنهار في العالم: نهر كانيو كريستاليس، الملقّب بـ"نهر الآلهة" أو "نهر الألوان السبعة". تنمو في قاع هذا النهر نباتات "ماكارينا كلافيجيرا" المائية التي تتغيّر ألوانها مع تعرّضها لأشعة الشمس، فيجد السائح نفسه أمام تدرّج من الأحمر والأصفر والأخضر، بفضل هذه النباتات، والأسود نتيجة مياه الأدغال المتدفّقة، والأبيض بسبب الرغوة التي تشكّلها الشلالات، بالإضافة إلى تدرّجات من البرتقالي والزهري، ما يعطي المشهد تأثيراً بصرياً خلاباً. وعلى الرغم من إمكانية رؤية خمسة من هذه الألوان على مدار السنة، فإنّ الفترة الأنسب لاجتماع الألوان السبعة في الوقت نفسه هي خلال موسم الأمطار الذي يمتدّ بين سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني من كل عام.
إلّا أن هذه المنطقة السياحية الحالمة لم تستقطب عدد الزوّار الذي تستحقه قبل توقيع اتفاق السلام الكولومبي، الذي أبرمته حكومة كولومبيا بقيادة رئيسها آنذاك خوان مانويل سانتوس مع متمرّدي "القوات المسلّحة الثورية الكولومبية" (فارك) عام 2016، لإنهاء حرب أهلية استمرّت اثنتين وخمسين سنة بين الجيش الكولومبي وقوات شبه عسكرية يمينية متطرفة. فقبل هذا الاتفاق، كانت منطقة ميسيتاس مركزاً للصراعات المسلحة، إذ تنافست الأطراف على الأراضي والموارد الطبيعية والسيطرة على تجارة المخدرات في أنحاء المنطقة، ما صعّب على السيّاح زيارتها والاستمتاع بجمالها الطبيعي، وأثّر بشدة على الاقتصاد المحلي، ما أعاق تطوير السياحة والصناعات المحتملة الأخرى.
شكّلت اتفاقية السلام نقطة تحوّل في السياحة في ميسيتاس التابعة لإدارة ميتا، التي شهدت تحوّلاً كبيراً من منطقة متأثرة بالصراع إلى وجهة سياحية ناشئة، تميّزت بمشاركة مقاتلي "فارك" السابقين مرشدين سياحيين. وبعد تلقّيهم تدريباً في السياحة والضيافة، أنشأ العديد منهم وكالات سياحية، ما أتاح للزوار الاطّلاع على لمحة من حياتهم والاستفادة من خبرتهم في براري المنطقة. استفاد السكان المحليون من تنوّع منطقتهم البيولوجي الغني ومواردها الطبيعية، بما في ذلك وادي نهر غويخار، والشلالات، والغابات المطيرة، لتطوير قطاع سياحة بيئية مزدهر. وأصبحت أنشطة مثل التجديف، والهبوط بالحبال، والمشي لمسافات طويلة، ومشاهدة الحياة البرية، من أبرز عوامل الجذب للزوار الراغبين في استكشاف هذه المناطق التي كانت سابقاً صعبة المنال.
وفي حديث مع "العربي الجديد"، قال منسق السياحة في بلدية ميسيتاس، إدوين رونكانسيو بوناري، إنّ البلدية أحرزت تقدّماً في عملية التخطيط لتعزيز السياحة، وإنّ التنسيق مع الجهات المعنية من القطاعين العام والخاص والمجتمع المحلي قد مكّن من ذلك. وشرح بوناري أن "إنشاء مجلس سياحي محلي، يضم مكتب رئيس البلدية، ومقدمي الخدمات السياحية، والجهات المعنية بالبيئة وإنفاذ القانون، ووكالات الإغاثة، وممثلي رابطة مجالس السياحة (ASOJUNTAS)، يتيح تعزيز إجراءات مختلفة لمراقبة التخطيط السياحي للبلدية"، وأضاف: "يجري حالياً تطوير مشاريع متنوعة تُركز على تعزيز قطاع السياحة، منها اعتماد استراتيجية الترويج السياحي التي ساعدتنا في عرض مختلف السيناريوهات السياحية التي ننفّذها في البلدية، ما ساهم في تعريفنا بها على الصعيدين الوطني والدولي. تزداد قوة سياحة المغامرات والطبيعة، وشاركنا في معارض مثل معرض ANATO، ونشرنا موادّ سمعية وبصرية على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، كما اجتمعنا مع جهات معنية مختلفة بهدف تعزيز كفاءات مقدّمي الخدمات السياحية عن طريق تزويدهم بمعرفة متعمقة بالسياحة، والاقتصادات الرائجة، وخدمة العملاء، والمعايير الفنية الكولومبية، وإضفاء الطابع الرسمي على الأعمال، والتكاليف، وإنشاء مخطط أعمال".
ولم يقتصر العمل على استغلال الموارد الطبيعية والبشرية في المنطقة، بل سعى المسؤولون أيضاً إلى استقطاب التمويلات الخارجية لإنشاء مشاريع تُغني النظام البيئي وتُسهم في النهوض بالسياحة البيئية. ومن أبرز هذه المشاريع: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لإعادة التحريج بالتعاون مع مؤسّسة كاماكساغوا للشباب، وهي منظمة كولومبية تُركّز على السياحة المستدامة وتنمية الشباب في منطقة ميسيتاس، بالإضافة إلى متطوّعين من السكان المحليين. وساهم هذا المشروع في تراجع ملحوظ في زوال الغابات، إذ شهدت ميسيتاس أدنى نسبة زوال للغابات عامَي 2019 و2023، وخصوصاً في الحديقة الطبيعية الوطنية "سييرا دي لا ماكارينا"، بحسب تقارير "مراقبة الغابات العالمية". ومن المشاريع اللافتة أيضاً، مشروع رسم خريطة لأماكن انتشار الطيور في المنطقة، بحيث بات بين يدي السائح دليل يتضمّن معلومات عن 800 صنف من الطيور، وملاحظات حول ما إذا كانت عرضة للخطر أو للانقراض. وبحسب بوناري، فإنّ تمويل المشاريع الحالية يأتي من الصندوق الوطني للسياحة (FONTUR)، والرابطة الوطنية لوكالات السياحة (ANATO)، ووكالة وزارة السياحة، ومكتب رئيس بلدية ميسيتاس.
وعلى الرغم من الازدهار الذي شهدته ميسيتاس خلال العقد الأخير، إلّا أن خطر القوات المسلّحة الثورية الكولومبية (فارك) عاد إلى الواجهة، فقد أبلغ عدد من السكان المحليين عن تلقيهم اتصالات تهديد من سجناء حاليين ينتمون إلى "فارك"، يهددون فيها بزعزعة الأمن وعودة الصراع المسلّح إلى المنطقة. ومن جهته، أصدر مكتب أمين المظالم تنبيهاً بشأن المخاطر الجسيمة التي يواجهها السكان المدنيون في العديد من مقاطعات جنوب كولومبيا، خاصة في ميسيتاس، وبويرتو ليجويزامو (بوتومايو)، حيث أُبلغ بالفعل عن وقوع اشتباكات مباشرة بين الجماعات المنشقّة. ونظراً إلى أن عدداً كبيراً من السكان المحليين يعتمدون كلياً على السياحة في ميسيتاس مصدراً للرزق، فإنّ الحفاظ على البيئة ومحاولة إنعاش السياحة أصبحا مصدر خطر على حياتهم وسبل عيشهم.
## مقتل عناصر أمن في هجوم مسلح بإقليم البنجاب وسط باكستان
01 August 2025 01:33 AM UTC+00
قتل ما لا يقل عن خمسة عناصر من قوات الأمن وأصيب آخرون بجراح جراء هجوم مسلحين على مركز أمني في مدينة رحيميار خان بإقليم البنجاب، وسط باكستان، في وقت يواصل فيه الجيش عملياته في مقاطعة باجور القبلية، إلى الشمال الغربي، بالتزامن مع احتجاج القبائل على عمليات الجيش وفرض حظر التجول.
وقالت شرطة مدينة رحيميار خان إن عشرات المسلحين مدججين بأسلحة مختلفة هاجموا، مساء أمس الخميس، مركزًا أمنيًا في منطقة كتشه، وسط المدينة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين المهاجمين وقوات الأمن، أسفرت عن مقتل خمسة عناصر من القوات الخاصة، وإصابة آخرين. وجاء في بيان للشرطة أن "تعزيزات جديدة وصلت إلى المنطقة التي وقع فيها الهجوم، وشنت عملية تعقب في المنطقة بحثا عن المهاجمين". ولم تتبن أي جهة مسؤولية الهجوم حتى اللحظة.
يذكر أن عصابات سرقة تنشط في مدينة رحيميار خان، تحديدا في منطقة كتشه التي وقع فيها الهجوم، إلا أنه سبق أن أعلنت الحكومة الباكستانية أكثر من مرة في الآونة الأخيرة عن شن عمليات في المنطقة ضد مسلحي حركة طالبان. كما يأتي ذلك فيما كانت حركة طالبان الباكستانية قد أعلنت، الشهر الماضي، عن مرحلة جديدة من العمليات، من أهم نقاطها توسيع العمليات المسلحة لتشمل كل الأقاليم الباكستانية، وتحديدا إقليم البنجاب.
بالتزامن مع هذا الهجوم، تستمر عمليات الجيش الباكستاني في مختلف مناطق الشمال الغربي والمنطقة القبلية، والتي تركزت في مقاطعة باجور القبلية، حيث أعلن الجيش فرض حظر التجول في الكثير من المناطق في هذه المقاطعة، إلى جانب شن سلاح الجو عمليات قصف في عدة مناطق، وسط تكتم رسمي. 
وأكدت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد"، مقتل أكثر من ستة باكستانيين خلال اليومين الماضيين، إضافة إلى إصابة العشرات جراء سقوط الصواريخ والقنابل على المنازل، مشيرة إلى تكرار سماع أصوات إطلاق نار مكثف في معظم مناطق باجور، علاوة على سامع دوي تفجيرات ناجمة عن غارات جوية لسلاح الجو.
من جانبها، أعلنت حركة طالبان الباكستانية، في بيان، مقتل سبعة من جنود الجيش في كمين لمسلحيها في ضواحي منطقة ماموند بمقاطعة باجور القبلية، في حين تستمر القبائل في المسيرات والاحتجاجات على عمليات الجيش، ودخلت بعض القبائل إلى المناطق التي بدأت قوات الجيش فيها العملية المسلحة ضد طالبان بمقاطعة باجور، معلنة مرة أخرى عدم الانصياع لأوامر الجيش بفرض حظر التجول.
## لماذا تكرهني؟
01 August 2025 02:06 AM UTC+00
اللافت في المؤلفات المكتوبة عن الحرب الأهلية أنّ جميع الباحثين يجمعون على أن آليات هذه الحرب هي واحدة في جميع الأوقات. نحن نشهد حروباً أهلية منذ أقدم العصور، وفي جميع الأمكنة، وجميع شعوب الأرض، وهي حروب تُنفّذ في تفاصيلها بالطريقة والنهج ذاته، كأنّ البشر أنفسهم، وهم وقود الحروب كلها، آلات عمياء مسيرة بيد شيطان بائس شرير اسمه إله الحرب الأهلية.
وفي خضم كل حرب من آلاف الحروب التي خاضها البشر بعضهم ضد بعض، كان مشعلو الحرائق يتكلمون ويصدرون التصريحات والأقوال ذاتها، بلا تغيير أو زخرفات بلاغية، وإنهم كلهم كانوا يتنصلون سريعاً من الدماء التي تسيل في الحرب، بسكاكين كلماتهم المحرّضة. وثمة من بين هؤلاء من يتعمدون إشعال الحرائق مرة أخرى كلما بدا لهم الأمر مناسباً.
ومع ذلك، فإن العبقرية البشرية، في سياق تلك الحروب التي تتكرر متشابهة بلا توقّف، تبدع ما يطلق عليه فردريك معتوق، صاحب كتاب "جذور الحرب الأهلية"، عبارة: "النكهة الخاصة".
إذا كان النظام البائد قد زرع الفتن، فإن النظام الحالي قد استثمرها
النكهة الخاصة بالحرب التي شهدها الجنوب السوري اليوم لا علاقة لها مثلاً بالمصالح الاقتصادية التي ساعدت في نشوب الحرب الأهلية الأميركية، أو الحرب الأهلية الإسبانية، أو حتى الحرب الأهلية اللبنانية، وإنما هي حرب تقوم فقط على أساس طائفي يسكن في الأعماق الرهيبة لكتل هائلة من أبناء سورية، الذين كانوا حتى انفجار القتال قبل عشرة أيام يهدهدون حقدهم الغامض بكلمات شاعرية عن الحب والإعمار والعدالة.
وفي كل الأشهر السابقة كنت أقول لمن ألتقي بهم من ناشطات السلم الأهلي والناشطين، وفي حلقات النقاش التي لم تتوقف في السويداء حول البحث عن حلول للخروج من مأزق الوضع السوري، إن السؤال المهم الذي نهرب منه جميعاً، وننكره في حملة حمقاء من المشاعر العاطفية الكاذبة التي تزعم أن السوريين يحبون بعضهم بعضاً، هو أن نسأل عن حالة الكراهية التي بدأت تظهر بوضوح في الفضاء السوري، منذ مذابح الساحل، إلى جرمانا والأشرفية وصحنايا، وظهرت أكثر وضوحاً في مذابح السويداء وريفها.
المطلوب أن تُجرى حوارات شفافة، ومحروسة بالعقل، على مساحة الجغرافية السورية كلها: لماذا تكرهني؟
لم يستجب إلا قليل، وبدل ذلك كان هناك من يكذب على نفسه وعلى الآخرين بالقول إن ثقافة الكراهية لا محل لها بيننا، وإن سورية بلد المحبة. وهذا تزوير محض، لأن السوريين ظهروا معبأين بالأحقاد التي تراكمت طوال سبعة عقود عمل فيها نظام البعث على بث الكراهية بينهم جميعاً كي يظل حاكماً.
لماذا تكرهني؟ سيكون لها الكثير من الأجوبة لو أن السلطة الحاكمة كانت مخلصة في مبدأ الحوار، أي أن تفسح للسوري أن يقول رأيه، وللسوري الآخر أن يجيب ويوضح أن تلك هي الأسباب.
فالهجمات الوحشية الأخيرة التي حدثت في الأيام الماضية إنما كانت النزعة التدميرية البشعة لأحقاد غامضة عششت كالدود في أرواح السوريين. وإذا كان النظام البائد قد تمكن من زرع تلك الفتن والأحقاد، فإن النظام الحالي قد استثمرها كما لو كان هو من زرعها. ولنلاحظ اليوم أن أي واحد من السوريين لم يعد يغني: "بالحب بدنا نعمرها".
## ترامب: نريد التأكد من حصول الناس على الطعام في غزة
01 August 2025 02:24 AM UTC+00
## أسواق غزة في زمن المجاعة... الشراء بالغرام
01 August 2025 02:26 AM UTC+00
 بات من الطبيعي في أسواق قطاع غزة أن يطلب المستهلكون شراء عشرة غرامات من خميرة الخبز أو 20 غراماً من السكر أو الكاكاو أو أوقية (200 غرام) من أي منتج آخر، فهذا المشهد يتكرر يومياً في الأسواق الشعبية ويعكس تحولاً لافتاً في نمط الشراء الاستهلاكي داخل القطاع المحاصر، نتيجة حرب الإبادة الجماعية وأوضاع اقتصادية خانقة ألقت بظلالها على تفاصيل الحياة اليومية.
وتشير هذه الظاهرة إلى واقع اقتصادي مأزوم تعيشه غزة في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وتداعيات الحرب المستمرة منذ قرابة العامين، حيث لم تعد القدرة الشرائية تسمح بشراء الكيلوغرامات أو الكميات المعتادة من السلع، ما دفع المواطنين للجوء إلى شراء أقل الكميات لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وتجدر الإشارة إلى أن التحول لا يقتصر على السلوك الاستهلاكي فحسب، بل شمل أيضاً أساليب البيع والتسعير لدى الباعة والتجار، الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على التكيّف مع ضعف السيولة المالية لدى الغزيين، فعمدوا إلى تقسيم بضائعهم إلى وحدات صغيرة للغاية لتسهيل تصريفها في ظل شح السيولة.
تأقلم مع الأزمة
عن تلك الظاهرة المتصاعدة يقول الفلسطيني عماد العطار، من سكان مدينة دير البلح، إن الظروف الاقتصادية المتدهورة أجبرته على شراء العديد من السلع بالغرامات أو بالأوقية، بعدما كانت تُشترى بالكيلوغرام والرطل (453 غراماً) في السابق.
وأضاف العطار في حديث لـ"العربي الجديد": "بات من الطبيعي أن أطلب 20 غراماً من الكاكاو أو عشرة غرامات من الخميرة. حتى السكر الذي يعتبر سلعة أساسية، أصبح من الصعب شراؤه بالكيلوغرام بسبب سعره المرتفع بشكل جنوني".
وأوضح أن الباعة بدورهم غيروا آلية التسعير لتتناسب مع الواقع الاقتصادي الصعب، فبعد أن كانت الأسعار تُحدد بالكيلوغرام، باتت تعرض بالأوقية والغرام، في انعكاس مباشر لتراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين، متابعاً: "السعر الذي كنا نشتري به الرطل قبل الحرب لا يكاد يكفي اليوم لشراء أوقية واحدة، وهو ما يوضح حجم التدهور الاقتصادي الذي نعيشه في غزة".
يذكر بائع السكر في سوق الأقصى في خانيونس أسامة أبو جلال أن سعر كيلوغرام السكر قفز من ثلاثة شواكل قبل الحرب إلى أكثر من 320 شيكلاً حالياً، ما جعل بيعه بالكيلوغرام أمراً مستحيلاً لغالبية الزبائن.
وأضاف: "حالياً نبيع السكر بالغرامات، حيث يطلب الزبائن 20 غراماً أو 40 غراماً بسعر عشرة شيكلات أو ما يعادل 20 شيكلاً، حسب قدرتهم، وقد أصبح سعر الأوقية 80 شيكلاً، وهو فوق قدرة أغلب المواطنين".
وذكر بائع الخميرة في سوق النصيرات فادي فايز أن البيع بالغرامات أضحى وسيلة ضرورية للتعامل مع المستهلكين، قائلاً: "سعر أوقية الخميرة تجاوز 150 شيكلاً، وهو مبلغ لا يستطيع دفعه معظم الزبائن، لذا نبيع عشرة غرامات بخمسة شواكل"، وأشار في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن البيع المجزأ أصبح أكثر ربحية وسرعة في التصريف، نظراً للطلب المتزايد على الكميات الصغيرة، حيث لا يمتلك الكثير من الزبائن القدرة على شراء الكمية الكاملة من السلع، حتى الأساسية منها.
انهيار اقتصادي
من جانبه، أعتبر المختص في الشأن الاقتصادي سمير أبو مدللة أن هذه الظاهرة مؤشر خطير إلى حالة الانهيار الاقتصادي التي يعيشها قطاع غزة المحاصر، قائلاً: "عندما يتحول شراء السلع الأساسية إلى عملية بالغرامات، فهذه دلالة واضحة على ضعف القدرة الشرائية بشكل حاد".
وأضاف أبو مدللة، في حديث لـ"العربي الجديد": "الأسعار ارتفعت بنسبة تصل إلى 7000% لبعض السلع مثل السكر، بينما يعاني المواطنون من نقص شديد في السيولة، وهو ما يجعلهم يتجهون لشراء الكميات القليلة فقط لتسيير حياتهم اليومية".
وتابع: "عندما تتحول وحدات البيع إلى الغرام والأوقية، فهذا يعني أننا أمام اقتصاد طارئ يعيش على حافة الانهيار، ما يتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً لإنقاذ السوق المحلي ومنع تفككه الكامل"، لافتاً إلى أن إنهاء هذه الظاهرة لن يتم إلا من خلال إدخال كميات كافية من السلع بأسعار مناسبة، بالإضافة إلى معالجة مشكلة شح السيولة النقدية في السوق المحلي.
وبيّن أن هذه الظاهرة لا تعكس ضعف السيولة لدى المواطنين فقط، بل تكشف عن خلل هيكلي في السوق الغزي، حيث غابت الأدوات الرقابية وتراجعت معايير العرض والطلب الطبيعية بسبب الحصار ومنع دخول السلع.
واعتبر المختص في الشأن الاقتصادي، نسيم أبو جامع، أن الشراء بالغرامات أحد تجليات "التشوه الاقتصادي" الناتج عن الحصار ومنع دخول الشاحنات التجارية والمساعدات، وقال: "منذ خمسة أشهر لم تدخل أي مساعدات أو بضائع تجارية إلى غزة، ما خلق ندرة كبيرة ورفع الأسعار بشكل جنوني، خصوصاً مع حالة المجاعة المتفاقمة".
وأشار أبو جامع في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن نحو 95% من سكان غزة باتوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية، ومع استمرار إغلاق المعابر ومنع الإمدادات لم يعد بإمكان المواطن شراء أبسط الكميات، بل بات يبحث عن الحد الأدنى من احتياجاته اليومية.
وأضاف: "البيع بالغرامات ليس مجرد سلوك استهلاكي مؤقت، بل أصبح يمثل نظاماً غير رسمي لتوزيع السلع في ظل غياب البدائل، حيث إن غياب التدفق الطبيعي للبضائع حوّل الأسواق إلى بيئة عشوائية تتحكم فيها الندرة بدلاً من المنافسة".
## ترامب يفرض رسوما جمركية مرتفعة على عشرات الدول
01 August 2025 02:28 AM UTC+00
فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوما جمركية مرتفعة على الواردات من العشرات من الشركاء التجاريين، بما في ذلك كندا والبرازيل والهند وتايوان، ليمضي بذلك قدما في خططه لإعادة ترتيب الاقتصاد العالمي قبل موعد نهائي سبق أن حدده لإبرام اتفاقات تجارية ويحل اليوم الجمعة. ووفقا لأمر تنفيذي رئاسي، فقد حدد ترامب رسوما تصل إلى 35 بالمئة على العديد من السلع من كندا، و50 بالمئة من البرازيل، و25 بالمئة للهند، و20 بالمئة لتايوان، و39 بالمئة لسويسرا.
ونص الأمر على فرض معدلات رسوم استيراد مرتفعة تتراوح بين 10 و41 بالمئة خلال سبعة أيام لإجمالي 69 شريكا تجاريا، وذلك مع اقتراب الموعد النهائي الذي يحل عند الساعة 12:01 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (0401 بتوقيت غرينتش). وتوصلت بعض هذه الدول إلى اتفاقيات لخفض الرسوم الجمركية؛ بينما لم تتَح الفرصة لآخرين للتفاوض مع إدارته. واستثنى ترامب بعض السلع التي سيتم شحنها خلال الأسبوع المقبل.
وستخضع السلع من جميع الدول الأخرى، غير المدرجة في قائمة الرسوم المعدلة، لضريبة استيراد أميركية عشرة في المئة. وكان ترامب قد صرح في وقت سابق بأن هذه النسبة قد تكون أعلى. وألمحت الإدارة إلى أنه يجري الإعداد للمزيد من الاتفاقات التجارية، في إطار سعيها لسد العجز التجاري وتعزيز التصنيع المحلي.
ومضى ترامب بذلك في سياسات تجارية أثارت موجة بيع في السوق عند الإعلان عنها لأول مرة في إبريل/ نيسان. إلا أن رد فعل الأسواق هذه المرة جاء أكثر هدوءا. وسجلت الأسهم والعقود الآجلة للأسهم تراجعا طفيفا في تداولات صباح اليوم الجمعة في آسيا.
وجاء في الأمر الذي أصدره ترامب أن بعض الشركاء التجاريين "ورغم مشاركتهم في مفاوضات، فقد عرضوا شروطا، في رأيي، لا تعالج بشكل كاف الاختلالات في علاقتنا التجارية، أو لم تتوافق بشكل كاف مع الولايات المتحدة في المسائل الاقتصادية ومسائل الأمن القومي". ومن المرتقب أن يتم الإعلان لاحقا عن تفاصيل أخرى، بما في ذلك المتعلقة "بقواعد المنشأ" التي ستحدد المنتجات التي قد تواجه رسوما جمركية أعلى.
(رويترز)
## رشيد الخالدي في قراءة تركيبية لتاريخ النكبة
01 August 2025 03:02 AM UTC+00
تغطي الترجمة الدنماركية لكتاب المؤرخ الفلسطيني الأميركي رشيد الخالدي "مائة عام من الحرب ضد فلسطين: تاريخ استعمار المستوطنين والمقاومة الفلسطينية"، أحداثاً حتى إبريل/ نيسان 2025. رغم أن الطبعة الأولى من الكتاب بالإنكليزية (2020) تقدّم سرداً تاريخياً موثقاً ينطلق من وعد بلفور عام 1917، مروراً بمرحلة الانتداب البريطاني، والنكبة، وصولاً إلى الحروب الإسرائيلية المتكررة على لبنان وغزة حتى 2017.
وتضمنّت الترجمة الصادرة حديثاً عن دار إنفورماسيون في كوبنهاغن مقدّمة للقارئ الإسكندنافي سرداً موثقاً يفضح الأسطورة الصهيونية حول "أرض بلا شعب"، التي لطالما استُخدمت لتبرير استعمار فلسطين، وتأتي بالتزامن مع تصاعد الاهتمام الشعبي بالقضية الفلسطينية في الدنمارك، لا سيّما بعد حرب الإبادة في غزة، التي كشفت تصدّع الرواية الصهيونية في الوعي العام، حتى داخل الأوساط المحافظة. هكذا، تعود فلسطين إلى النقاش الأوروبي عبر بوابة التاريخ الموثق، متجاوزة محظورات لطالما فرضتها الأساطير الدينية والسرديات السياسية التقليدية.
شهادة سياسية وفكرية تعيد تقديم التاريخ الفلسطيني في لحظة هامة
يقدّم الخالدي من خلاله قراءة تركيبية لتجربة فلسطين تحت الاستعمار الاستيطاني، رابطاً إياها بتجارب شعوب أخرى عانت من الاستعمار الغربي، مثل أيرلندا والهند ومصر، ما يمنح السرد طابعاً مقارناً يتجاوز المحلية إلى العالمية.
يتميّز العمل بمزج بين البُعد الشخصي والوطني؛ إذ يستند الخالدي إلى تاريخ أسرته الفلسطينية العريقة في القدس، من خلال شخصيات بارزة، مثل يوسف ديا الخالدي الذي أدرك مبكراً أخطار المشروع الصهيوني بعد قراءته لكتاب "الدولة اليهودية" لهرتزل، وحذّر من نتائجه الكارثية على الوجود العربي الفلسطيني. وقد لعب أفراد من عائلته أدواراً إدارية وثقافية مهمة في الإمبراطورية العثمانية، وشكّلوا نخبة فكرية ساهمت في الوعي السياسي المبكر للقضية الفلسطينية.
يطرح الخالدي الصهيونية كنسق استيطاني مدعوم من قوى إمبريالية غربية، راسماً خطًا واضحاً بين الدعم البريطاني في بدايات القرن العشرين، والحماية الأميركية منذ ليندون جونسون وحتى إدارة بايدن. وتُعدّ صفحات الهوامش والملاحظات التوثيقية (67 صفحة) جزءاً أساسياً من قوة الكتاب العلمية، التي تدحض السردية الصهيونية بنص موثّق ومحكم.
ومع أنّ الصورة التي يرسمها قاتمة من حيث الخسارات السياسية والانقسامات الداخلية وغياب الحلفاء، إلا أن الخالدي يُبرز تطور الوعي الوطني الفلسطيني رغم كل شيء، ويطرح أسئلة نقدية حول إمكانية أن يعيد الإسرائيليون النظر في منظومتهم الاستعمارية، وفي حق الفلسطينيين في تقرير المصير.
إصدار الترجمة في هذا التوقيت، وبعد تصاعد التعاطف الشعبي مع غزة في الأوساط الأوروبية، يجعل من الكتاب وثيقة ثقافية شديدة الأهمية. إنه ليس مجرد كتاب أكاديمي، بل شهادة سياسية وفكرية تعيد تقديم التاريخ الفلسطيني بلغة رصينة ووثائقية، وتفتح جبهة جديدة من السرد في فضاء ظلّ طويلاً محكوماً بالتواطؤ والصمت.
## خيارات ترامب لتجنب إلغاء القضاء الرسوم الجمركية
01 August 2025 03:22 AM UTC+00
مع تصاعد الجدل القانوني حول الصلاحيات التي استخدمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لفرض رسوم جمركية واسعة خلال ولايته الثانية، تواجه إدارته احتمالاً حقيقياً بإلغاء معظم الإجراءات التجارية التي اتخذت بموجب قانون الطوارئ الاقتصادية. فقد قضت محكمتان اتحاديتان، في مايو/أيار الماضي، بأن ترامب استخدم قانون الصلاحيات الاقتصادية الدولية (IEEPA) خارج سياقه القانوني لفرض رسوم "متبادلة" استهدفت الصين وكندا والمكسيك، إلى جانب عشرات الشركاء التجاريين.
ورغم استئناف الإدارة الأميركية لهذه الأحكام، فإن قانونيين حذروا من أن حكماً نهائياً ببطلان استخدام قانون الطوارئ سيؤدي إلى إلغاء الغالبية العظمى من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب منذ إبريل/نيسان الماضي. وبحسب محللين في "بلومبيرغ إيكونوميكس"، فإن هذه الرسوم باتت حجر الزاوية في استراتيجية ترامب التفاوضية، لإجبار الدول على توقيع اتفاقات ثنائية تراعي المصالح الأميركية التجارية والمالية، ما يجعل احتمال إلغائها خطراً استراتيجياً على كامل توجهه الاقتصادي في ولايته الثانية.
واستناداً إلى تقارير خدمة الأبحاث في الكونغرس، فإن الرئيس لا يزال يحتفظ بجملة من الأدوات التشريعية البديلة التي يمكنه تفعيلها لمواصلة فرض الرسوم، حتى إذا خسر المعركة القضائية بشأن قانون IEEPA. ووفق "بلومبيرغ"، أمام ترامب خمس آليات قانونية بديلة، وإن كانت أكثر تقييداً من حيث الإجراءات والسرعة والمجال الجغرافي.
فالمادة 232 من قانون توسيع التجارة الصادر عام 1962 تتيح للرئيس فرض رسوم جمركية على واردات يرى أنها تضر بالأمن القومي الأميركي. لكنها لا تمنح صلاحيات فورية، إذ تشترط إجراء تحقيق من وزارة التجارة يستغرق حتى 270 يوماً، ولا تطبق الرسوم عادة على دول بأكملها، بل على منتجات محددة. 
والمادة 201 تستخدم عندما يؤدي ارتفاع الواردات إلى ضرر جسيم للصناعة الوطنية. لكنها تتطلب تحقيقاً من لجنة التجارة الدولية الأميركية، يستمر لعدة أشهر، ويلزم بإجراء جلسات استماع عامة وتقديم تقارير شفافة. وتفرض الرسوم بموجبها لفترة لا تتجاوز أربع سنوات، مع سقف قدره 50%، ويتم تقليصها تدريجياً إذا استمرت أكثر من عام.
أما المادة 301 فتمنح ترامب الحق في استخدام مبرر التمييز التجاري أو انتهاك الاتفاقات الدولية. وتنص على ضرورة قيام مكتب الممثل التجاري الأميركي بفتح تحقيق، ومخاطبة الدولة المعنية رسمياً، وإتاحة فترة للتشاور العلني. والشهر الجاري، فتحت إدارة ترامب تحقيقاً جديداً بموجب هذه المادة ضد البرازيل، شمل انتقادات لسياسات حماية الغابات وسوق الإيثانول، ما مهد لإعلان رسوم تصل إلى 50% على واردات برازيلية بدءاً من 6 أغسطس/ آب الحالي.
وخلافاً للخيارات السابقة، تتيح المادة 122 من قانون التجارة لعام 1974 فرض رسوم بشكل مباشر دون حاجة إلى تحقيق من جهة فدرالية، إذا كان الهدف هو معالجة اختلال كبير وخطير في ميزان المدفوعات أو حماية الدولار من الانهيار السريع. لكن هذه الأداة تضع سقفاً لا يتجاوز 15%، ولمدة لا تتعدى 150 يوماً، ما لم يصدق الكونغرس على التمديد. وبحسب ما ورد في حكم محكمة التجارة الدولية ضد استخدام ترامب لقانون IEEPA، فإن هذه المادة كانت الخيار الأنسب لمعالجة العجز التجاري، لا اللجوء إلى الطوارئ الاقتصادية، وهو ما يضعف الموقف القانوني الحالي للإدارة الأميركية.
أما آخر الخيارات المطروحة فهي المادة 338 من قانون سموت-هولي الصادر عام 1930، والتي تسمح بفرض رسوم بنسبة تصل إلى 50% على الدول التي تفرض قيوداً غير منطقية أو تمييزية ضد التجارة الأميركية. ولم يسبق استخدام هذه المادة من قبل، وتعد قانوناً مثيراً للجدل، وقد بادر خمسة نواب ديمقراطيين في مارس/آذار الماضي إلى تقديم مشروع قانون لإلغائها، خوفاً من أن يفعلها ترامب، بحسب ما نقلته "بلومبيرغ" عن مصادر في الكونغرس.
وبينما يواجه ترامب احتمال خسارة الغطاء القانوني الرئيسي الذي اعتمد عليه في فرض رسوم واسعة خلال الأشهر الأخيرة، تؤكد خريطة التشريعات الأميركية أن الرئيس لا يزال يملك أدوات بديلة لإحياء سياساته الجمركية. لكنها أدوات بطيئة، وأكثر تقييداً، وتخضع لضغوط إعلامية ومؤسسية، ما يجعل استخدامها محفوفاً بتعقيدات قانونية وإجرائية قد تبطئ من حدة التصعيد، لكنها لن توقفه. وبحسب محللين في "بلومبيرغ إيكونوميكس"، فإن الحرب التجارية الأميركية دخلت مرحلة جديدة من التحصين التشريعي، حيث لم يعد السؤال: هل يفرض ترامب الرسوم؟ بل كيف، وبأي غطاء قانوني، وكم يستغرق ذلك من الوقت؟
## مهلة رسوم ترامب بين فوضى التجارة وجنون السياسة
01 August 2025 03:23 AM UTC+00
على عتبات الفوضى تقف تجارة العالم اعتبارا من الأول من أغسطس/ آب (اليوم)، الموعد النهائي لبدء الولايات المتحدة فرض رسومها التجارية "العقابية" على شركائها التجاريين الذين لم يهرعوا لإبرام اتفاقات ثنائية معها خضوعا لإملاءات دونالد ترامب في تجليه الثاني من البيت الأبيض. هذه الرسوم التي سوقها الرئيس الأميركي بوصفها أداة لبعث أميركا الصناعية وإجبار الشركات على تحويل مراكز إنتاجها إلى حزام "المدن الصدئة" داخل أميركا، سرعان ما تحولت بأيدي ترامب وفي أشهر قليلة، إلى أداة ابتزاز وانتقام سياسي من الدول والحكومات التي لا تخضع لآرائه المتقلبة، أو كخميرة للفوضى والغموض الاقتصادي للعواصم التي خضعت مرغمة لتجنب حرب تجارية مع أقوى اقتصاد في العالم.  
هكذا تبدو الصورة في الأول من أغسطس: دول سارعت لإبرام اتفاقات ثنائية، لا تزال معظم تفاصيلها مبهمة، كانت في مقدمتها المملكة المتحدة أول المستفيدين من فترة "الحسم"، بتعرفات تبلغ 10% على صادراتها، دول التحقت بالقطار تاليا عندما ارتفعت التعرفات إلى 15% (الاتحاد الأوروبي – اليابان – كوريا الجنوبية)، دول لم توقع اتفاقات مع الولايات المتحدة لأنها لا تعرف ماذا تريد إدارة ترامب وتخشى التوقيع على بياض، وهي الأغلبية وبينها الدول العربية، ودول أمطرها ترامب بلعناته السياسية لا لشيء سوى أن الهلع العالمي الذي نجم عن تصريحاته أثبت أن ذراع أميركا التجارية الطويلة لا يجب أن تتوقف عن الاقتصاد بل يجب أن تتعداه إلى السياسة، وفي القائمة تبدو البرازيل وكندا والهند أمثلة واضحة والصين في الانتظار.
بحلول الموعد النهائي وبعد 120 يوما من "يوم التحرير" لم تبرم إدارة ترامب سوى ثمانية اتفاقات مع شركاء تجاريين (تشمل الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي بدوله الـ 27) وهو عدد يتناقض كثيرا مع ما صرح به ترامب نفسه في إبريل/نيسان في مقابلة مع مجلة "تايم" من أن لديه 200 اتفاق في الأدراج جاهزة للتوقيع، وما كرره مستشاره التجاري بيتر نافارو من إمكانية توقيع 90 اتفاقا خلال ثلاثة أشهر، أي بمعدل اتفاق كل يوم!
وكان ترامب قد أعلن في الثاني من إبريل الماضي قائمة رسومه الجمركية على الصادرات إلى الولايات المتحدة بذريعة أن شركاء بلاده التجاريين لا يمارسون التجارة العادلة ويستغلون "الكرم" الأميركي. وطبقا لمفهوم ترامب وأركان إدارته عن التجارة العادلة، فإن الدول الصديقة سوف تتمتع برسوم لا تتجاوز 10% ، أما الدول التي لديها فائض كبير في ميزانها التجاري مع الولايات المتحدة فستواجه مزيدا من الرسوم حتى تخضع لإدارة البيت الأبيض. في حالة الصين مثلا هدد ترامب برسوم بلغت 145% على صادراتها، لكن بدء المحادثات وضعها عند مستوى 30% حتى إشعار آخر.
فوضى القرار  
لم تكمن المشكلة فقط في رسوم "يوم التحرير" كما أعلنها ترامب عند 10% على جميع الدول التي لا تتمتع بفائض تجاري مع الولايات المتحدة، لكنها تفاقمت مع مرور الوقت حين غير الرئيس الأميركي رأيه ليرفع الحد الأساسي للرسوم إلى 15% قد تصل إلى 20% على بعض الدول دون تفسير منطقي أو مبرر تجاري.
واللافت هنا إحجام غالبية دول العالم عن توقيع اتفاقات مع الولايات المتحدة قد تكون أكثر ضررا على صادراتها من تطبيق الحد الأساسي للرسوم حسب تحليل لوكالة بلومبيرغ. فتجارب من وقعوا حتى اللحظة تبدو مرتبكة وعشوائية بدءا من بريطانيا أول الموقعين، التي لا تزال حكومتها تجهل تفسير بعض بنود الاتفاق حتى هذه اللحظة لكنها لا تتجرأ على رفضه. تتأكد الحالة نفسها مع الاتحاد الأوروبي الذي لا يزال قادته ينعون حظهم العاثر في اتفاق أضاع هيبة أوروبا وكان صك "استسلام" لإرادة سيد البيت الأبيض من تكتل "ينشد الحرية ويدافع عنها" على حد وصف رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو. الغموض نفسه يتكرر مع اليابان وكوريا الجنوبية رغم معدل 15% الذي حصلتا عليه.
على المستوى التجاري لم تلق رسوم ترامب المديح الذي يصبو إليه الرئيس الأميركي، حتى من الدوائر الاقتصادية المحافظة، فصحيفة وول ستريت جورنال اعتبرتها الأسوأ في تاريخ التجارة العالمية والحمائية منذ وافق الكونغرس الأميركي على قانون سمووت-هاولي، في عام 1930 الذي رفع بعض الرسوم إلى 60%، مشعلا حربا تجارية في ظل الكساد العالمي وقتها. لكن يبدو أن ترامب لا يكترث كثيرا بمبادئ التجارة الحرة التي كرستها الولايات المتحدة نفسها وسيطرت من خلالها على أدوات السياسة العالمية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، قدر ما يكترث بصورة "الرجل القوي" الذي يخافه الجميع ولن يتردد في قطع الأرزاق لإثبات سطوته. إنها صورة الفتوة أو "القبضاي" كما توردها الحكايات الشعبية بتبسيط قد يبدو مخلا.
"لولا" رأس الذئب الطائر 
ربما تكشف مواجهة ترامب مع البرازيل هذا التوجه الترامبي الذي يطغى فيه السياسي/ الشخصي على التجاري، ولا يهم المنطق هنا. فالولايات المتحدة لديها فائض في ميزانها التجاري مع البرازيل يزيد عن 7 مليارات دولار، وحسب بيان "يوم التحرير" من المفترض أن تخضع لرسوم لا تزيد عن 10%، لكن ترامب قرر مساء الأربعاء معاقبة صادرات البرازيل للولايات المتحدة برسوم جمركية تبلغ 50%. قرر الرئيس الأميركي إخضاع نظيره البرازيلي لولا دي سيلفا وإهانته علنا، لإجباره على إسقاط التهم عن الرئيس السابق جايير بولسونارو وإطلاق سراحه فورا. تبدو المقارنة عفوية هنا، فترامب وبولسونارو صنوان، كلاهما حرض على العنف في رفضه الاعتراف بنتائج انتخابات شرعية أدت لهزيمته، والفارق أن أحدهما أصبح رئيسا من جديد والثاني دخل السجن. في السياق ذاته، يبدو ترامب ولولا نقيضين، بما يمثله الأخير من زعامة شعبية تنحاز للفقراء والضعفاء داخليا ومحليا.
لقد تحدث لولا بلسان الأغلبية الصامتة عالميا حين كشف زيف ادعاءات ترامب، رافضا إملاءاته ومعتبرا أن هذا التحدي "يوم مقدس" لسيادة البرازيل. وقال في مقابلة الأربعاء مع نيويورك تايمز: "لو كان ترامب يريد معركة سياسية فليعلن ذلك، ولو كان يريد الحديث عن التجارة فلنجلس معا لنتحدث، لكنه لا يستطيع خلط كل شيء". غير أن الرد الأميركي في اليوم نفسه تمثل في فرض العقوبات بسبب "ما تمثله البرازيل من تهديد استثنائي للأمن القومي والاقتصاد الأميركي".  
يتكرر استغلال التجاري لانتزاع تنازلات سياسية في موقف ترامب من كندا التي تمثل صادراتها إلى الولايات المتحدة 75% من تجارتها الخارجية، والتي لا يراها ترامب سوى "ولاية" محتملة تحت حكم البيت الأبيض. وتمثلت الذريعة الأخيرة لاستبعاد اتفاق معها في موقف أوتاوا المساند للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة في سبتمبر/أيلول المقبل، ومن ثم ستخضع لرسوم تبلغ 35%. وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على الهند التي حل عليها غضب ترامب بين عشية وضحاها، فتتحول من دولة مفضلة بسبب العلاقات الدافئة مع رئيس وزرائها اليميني ناريندرا مودي، إلى دولة معاقبة برسوم بلغت 25% بسبب مشترياتها من النفط والأسلحة الروسية.
هكذا تتجلى صورة رسوم ترامب كأوضح تطبيق لسياسة "ليّ الذراع" وهو ما ينذر بالأسوأ لحركة التجارة العالمية ولا يترك مجالا للضعفاء أو الفقراء في عالم تتحكم فيه أدوات القوة بالقوت والرزق، لكنه عالم ليس جديدا تماما، فالتاريخ مليء بالتجارب التي كانت فيها المدفعية والبارود مفتاحاً لنهب أسواق الفقراء وسلب مواردهم، لكن التاريخ لا يتكرر إلا في صورة ملهاة للأغبياء فقط كما قال كارل ماركس.
## المهرجانات الثقافية العربية.. هل الصمت تضامن أم انسحاب؟
01 August 2025 04:00 AM UTC+00
في خطوة لافتة حملت بُعداً أخلاقياً وسياسياً، أعلنت بلدية صيدا في جنوب لبنان إلغاء مهرجانها السياحي السنوي في صيف 2025، تضامناً مع غزة التي تتعرض لإبادة مستمرة. القرار لم يكن مجرد رد فعل عاطفي، بل تعبيراً واضحاً عن رفض الفرح العام في وقت تتساقط فيه البيوت على رؤوس ساكنيها. المدينة التي شكّلت ذاكرتها من الميناء والملح والحروب، قررت أن تصمت. لا انسحاباً من الحياة، بل احتراماً لحياة تُباد على مرأى من العالم.
في المقابل، قررت لجنة "مهرجانات صيدا الدولية" الاستمرار في برنامجها الفني تحت شعار "راجعين بلحن كبير"، مؤكدة أن الفعاليات ليست للاحتفال، بل لتكريس الصمود والتذكير بما يحدث، ولكن بلغة الفن لا الرصاص. وقد أتى الموقف المحلي متعدد الاتجاهات؛ إذ عبّر "منتدى سبعين" الثقافي في صيدا عن رؤية مختلفة، معترضاً على الصمت بوصفه خياراً، معتبراً إلغاء الفعاليات انسحاباً أكثر منه تضامناً، وداعياً إلى تحويل أدوات الحياة نفسها، كالموسيقى والمسرح، إلى مساحات للموقف والرفض.
الأسئلة الكبرى التي فرضها هذا المشهد لم تكن تقنية ولا تنظيمية، بل أخلاقية وثقافية: ما دور الفن حين يكون العالم في حالة حداد؟ هل يسكت الفنان؟ أم يغنّي ليُذكّر؟ وهل يصبح الأدب أو الموسيقى خيانة حين لا يكون الحزن علنيا؟
من بيروت إلى غزة
في مقابل ذلك، اختارت مهرجانات كبرى مثل "بيت الدين" و"بعلبك" أن تستمر، لكنها غيّرت خطابها. حفلاتٌ افتُتحت برسائل مهداة إلى الشهداء، وأغانٍ مزجت التراث اللبناني بصور نكبة غزة. في نسخة 2021، مثلاً، افتُتح العرض بموال وديع الصافي مرفقاً بصور الدمار، في تأكيد على أن الفرح قد يكون وسيلة تذكير لا أداة نسيان.
في خلفية هذه الحوارات، برز الأدب مجالا لا يقل أهمية عن المسرح والغناء. في زمن الأزمات، تتحول القصائد والروايات واليوميات إلى شكل من أشكال النجاة. غسان كنفاني، تمثيلاً لا حصراً، لم يرَ في الرواية ترفاً نخبوياً، بل أداة مقاومة. والكاتب الفلسطيني الأسير باسم خندقجي كتب روايته "قناع بلون السماء" من داخل زنزانته، وفاز بها بجائزة البوكر العربي لعام 2024. الأدب هنا ليس فعلاً جمالياً، بل سياسيّ بالمعنى العميق: أن تقول "أنا هنا" في وجه الإبادة.
تحويل أدوات الحياة، كالموسيقى والمسرح، إلى مساحات للموقف
من غزة إلى بيروت وتونس، يتعدد شكل التضامن الثقافي. في غزة، تُكتب النصوص تحت الأنقاض. في بيروت، تُقام أمسيات شعرية فوق أطلال الأبنية. وفي تونس، ينظّم الطلاب جلسات قراءة جماعية لكتب فلسطينية في المقاهي، في محاولة لإحياء ذاكرة تُحاصَر كل يوم.
ثقافة لا تصمت
المشهد العربي يقدّم بدوره مؤشرات واضحة على أن الفعل الثقافي ليس على الهامش. في الجزائر، أُلغيت المهرجانات الصيفية عام 2024، وتم تحويل ميزانياتها لدعم القطاع الطبي في فلسطين. 
وفي تونس، طالب محتجون بإلغاء مهرجان قرطاج، رافضين ما وصفوه بـ"خشونة الفرح". مغني الراب Balti عبّر عن ذلك بقوله: "مش لازم نغني والدم ما نشفش. مش لازم نرقص والشعب في كفن".
المشهد الدولي ليس مختلفاً، فقد ارتفعت أصوات تطالب بعزل إسرائيل ثقافياً. أكثر من 70 فناناً من مشاركي Eurovision السابقين طالبوا بمنع إسرائيل من المشاركة في المسابقة، متهمين الحدث بـ"غسل سياسي للإبادة". من بين هؤلاء، الفنان الأيرلندي Charlie McGettigan، الفائز عام 1994، الذي قال بوضوح: "أعتقد أن إسرائيل ترتكب إبادة ضد الفلسطينيين، ولهذا يجب منعها من المشاركة".
كل هذه المواقف، رغم اختلاف أشكالها، تتقاطع عند فكرة واحدة: الثقافة ليست محايدة، بل في قلب الصراع. حين تتراخى السياسة، تبقى الموسيقى صادقة، والكلمة قادرة على النجاة. ليس المهم أن نغني أو نصمت، بل أن نعرف لماذا نفعل أيّاً منهما. أن نلغي لأننا نرفض النسيان، أو نغني لنُذكّر. كلاهما خيار أخلاقي إذا اقترن بالوعي.
## رسوم ترامب تدخل حيّز التنفيذ... واتفاقات قليلة باللحظات الأخيرة
01 August 2025 04:02 AM UTC+00
دخلت الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة حيّز التنفيذ رسميا فجر اليوم الجمعة، 1 أغسطس/آب 2025، مع انتهاء المهلة التي حددها الرئيس دونالد ترامب للدول الشريكة تجاريا من أجل توقيع اتفاقيات ثنائية جديدة مع الولايات المتحدة، أو مواجهة رسوم تصاعدية تصل إلى 50% على صادراتها. وأعلن ترامب عبر منصته "تروث سوشال" أن المهلة لن تمدد تحت أي ظرف، قائلا: "المهلة ثابتة ولن تمدد، إنه يوم عظيم لأميركا"، في إشارة إلى بدء تنفيذ الرسوم الجديدة على الدول التي لم تبرم اتفاقات في الوقت المحدد. وأسفرت الساعات الأخيرة قبل انقضاء المهلة عن توقيع أربع دول فقط على اتفاقيات نهائية ملزمة، ضمنت لها تخفيضات جمركية مقابل التزامات مالية وتجارية ضخمة، فيما توصلت دول أخرى إلى تفاهمات أولية لا تزال بانتظار التصديق الأميركي الرسمي.
أما خمس دول كبرى، من بينها شركاء تقليديون للولايات المتحدة، فخرجت من المهلة دون غطاء تفاوضي، لتجد نفسها تلقائيا في مرمى الرسوم الجديدة مع أول دقيقة من اليوم التالي، وفق ما أكده مسؤولون أميركيون لوسائل الإعلام. وقالت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، إن مهلة ترامب التي حددها في 2 إبريل/نيسان 2025 وانتهت اليوم الجمعة، وضعت أكثر من عشرين دولة في سباق محموم مع الزمن على مدار 90 يوما، دفعت بعضها إلى إرسال وفود تفاوضية عاجلة إلى واشنطن، بينما اضطرت أخرى إلى القبول باتفاقات وصفت بأنها غير متكافئة، فقط لتجنب الدخول في مواجهة تجارية مكلفة مع واشنطن. ورغم هذا السباق، فإن النتيجة النهائية كانت مخيبة لأمال إدارة ترامب في ظل رفض العديد من الدول ذات الاقتصادات القوية توقيع اتفاق تجاري مع واشنطن مثل الهند وسنغافورة والمكسيك رغم الضغوط الاقتصادية الضخمة من البيت الأبيض.
صفقات اللحظات الأخيرة
في الساعات الأخيرة التي سبقت انقضاء المهلة الأميركية، تمكنت أربع دول من التوصل إلى اتفاقيات نهائية وملزمة مع إدارة ترامب، مكنتها من تجنب الرسوم الجمركية. وكانت كوريا الجنوبية من أوائل الدول التي حسمت موقفها بتوقيع اتفاق يقضي بخفض الرسوم الأميركية على صادراتها إلى 15% بدلا من 25%، مقابل التزامها بضخ استثمارات داخل الولايات المتحدة تصل إلى 350 مليار دولار، وشراء منتجات طاقة أميركية بقيمة 100 مليار دولار، وفتح أسواقها بالكامل أمام السيارات والشاحنات والمنتجات الزراعية الأميركية.
وأعلنت باكستان، أمس الخميس، عن توقيع اتفاق تجاري جديد مع واشنطن يتضمن خفض الرسوم الجمركية المفروضة على صادراتها، وتعزيز التعاون في مجالات النفط والبنية التحتية. وبحسب بيان لوزارة المالية، فإن الاتفاق يشمل شراكة مباشرة لتطوير احتياطيات النفط الباكستانية، واستثمارات أميركية جديدة في مشروعات كبرى. إضافة إلى ذلك، قدمت باكستان التزامات بزيادة وارداتها من القطن وفول الصويا الأميركيين، ومحاولة تنظيم قطاع العملات المشفرة بما يتماشى مع التوجهات الأميركية الجديدة، بحسب "بلومبيرغ".
وفي جنوب شرق آسيا، نجحت تايلاند وكمبوديا في توقيع اتفاقين متوازيين بعد وساطة أميركية أنهت نزاعا حدوديا محتدما بين البلدين. وقد استخدمت واشنطن ضغوطها التجارية لحمل الطرفين على إبرام تفاهمات عاجلة تشمل تخفيض الرسوم الجمركية إلى ما بين 18% و20% بدلا من النسبة الأصلية البالغة 36%. وقد تعهدت تايلاند، تحديدا، بتخفيض فائضها التجاري مع الولايات المتحدة بنسبة 70% خلال ثلاث سنوات، وفتح 90% من سلعها أمام الصادرات الأميركية دون حواجز.
تفاهمات أولية 
في مقابل الدول التي تمكنت من توقيع اتفاقات نهائية وحاسمة مع واشنطن، برزت مجموعة أخرى تمكنت من تجميد التصعيد، ولو مؤقتا، عبر التوصل إلى تفاهمات أولية خلال اللحظات الأخيرة من المهلة. هذه التفاهمات لم تترجم حتى كتابة هذا التقرير إلى اتفاقات رسمية موقعة. تايوان كانت من أبرز هذه الحالات. فقد أعلنت المتحدثة باسم الحكومة التايوانية ميشيل لي، في مؤتمر صحافي أمس الخميس، أن المفاوضين الأميركيين والتايوانيين توصلوا إلى درجة من التوافق حول اتفاق يشمل الرسوم، الحواجز غير الجمركية، تسهيل التجارة، مرونة سلاسل التوريد، والأمن الاقتصادي، بحسب "بلومبيرغ". 
ورغم إتمام الجوانب الفنية، لم يعتمد الاتفاق رسميا بعد، إذ لا يزال بانتظار تصديق الإدارة الأميركية. وتواجه تايوان خطر فرض رسوم تصل إلى 32% إذا لم تفعل التفاهمات خلال أيام، ما يجعلها في وضع تفاوضي شديد الحساسية، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية مع الصين. ووصف مفاوض تايواني مطلع على الملف موقف بلاده بأنه "رهان وجودي" وفق "بوليتيكو". وفي وقت سابق، توصل كل من الاتحاد الأوروبي واليابان إلى تفاهمات أولية مع واشنطن قبل انتهاء المهلة، تضمن تثبيت الرسوم الجمركية على صادراتهما عند 15%، مقابل التزامات استثمارية وتجارية ضخمة.
5 دول عالقة 
ومع انقضاء مهلة ترامب ودخول الرسوم الجمركية حيّز التنفيذ، بقيت خمس دول رئيسية خارج دائرة التفاهمات النهائية أو الأولية، لتجد نفسها تلقائيا أمام موجة رسوم تصاعدية بدأت بالفعل في تطبيقها واشنطن منذ فجر الأول من أغسطس. ويعكس هذا الإخفاق في التوصل إلى اتفاق، بحسب وسائل إعلام أميركية إما تعثرا تفاوضيا لم يكتمل، أو رفضا سياسيا للشروط الأميركية، أو تأخرا في تقديم عروض مرضية للإدارة الأميركية خلال المهلة المحددة. وكانت الهند من أوائل الدول التي فرضت عليها رسوم بنسبة 25% على صادراتها، رغم ما أبدته من نيات تفاوضية في الأسابيع الأخيرة، وحصل قطاع الإلكترونيات الهندي على إعفاء مؤقت لمدة أسبوعين، ما يفتح بابا ضيقا لاستكمال التفاوض في هذا القطاع الحيوي. 
ووصلت المكسيك في مفاوضاتها مع واشنطن إلى اللحظة الحرجة دون أن تتوج باتفاق. ونالت البرازيل بدورها تأجيلا مؤقتا مدته سبعة أيام قبل تفعيل رسوم بنسبة 50% على صادراتها. وأخفقت كندا في الوصول إلى اتفاق نهائي رغم إرسال وفد رفيع إلى واشنطن خلال الأسبوع الأخير. كما وجدت سويسرا نفسها ضمن قائمة الدول المهددة برسوم تصل إلى 31%، رغم كونها من أكثر الشركاء التجاريين انفتاحا تجاه الولايات المتحدة.
إخفاق ترامب
رغم الزخم الإعلامي والضغوط المتواصلة التي مارستها إدارة ترامب خلال الأسابيع الأخيرة، إلا أن نتائج مهلة الرسوم لم تسفر عن نجاح كامل في استقطاب الكتل الاقتصادية الكبرى حول العالم. فحتى اللحظة، لم تتمكن الولايات المتحدة من توقيع اتفاقات نهائية مع دول تمثل ثقلا اقتصاديا عالميا مثل الهند وكندا وسويسرا، بل إن بعض هذه الدول لا تزال على لائحة الاستهداف الجمركي، أو حصلت على تأجيل مؤقت دون ضمانات نهائية. بحسب الصفقات المعلنة، فإن واشنطن أبرمت معظم اتفاقاتها مع دول متوسطة أو صغيرة من حيث حجم الناتج المحلي أو الوزن التجاري، بينما فشلت حتى الآن في فرض شروطها الكاملة على الدول الصناعية الكبرى.
وتشير حالة الهند إلى عمق التعقيدات في مفاوضات اللحظة الأخيرة، إذ انتهت المهلة دون التوصل إلى اتفاق شامل مع نيودلهي، رغم محاولات اللحظة الأخيرة، ليتم فرض رسوم بنسبة 25% على صادراتها اعتبارا من 1 أغسطس. وبالرغم من إعفاء مؤقت لقطاع الإلكترونيات لمدة أسبوعين، فإن الهند لا تزال في مرمى التصعيد، خاصة في ظل رفضها الرضوخ الكامل للمطالب الأميركية المتعلقة بتقليص الفجوة التجارية والحد من الاعتماد على الطاقة والمنتجات الروسية. وقد اعتبر محللون اقتصاديون هذا الإخفاق مؤشرا على محدودية أدوات الضغط الأميركي عندما يتعلق الأمر بدول تتمتع بهوامش استقلال تجاري واسعة، مثل الهند التي بلغ حجم تجارتها مع واشنطن نحو 128 مليار دولار في 2024.
وكانت تصريحات ترامب توحي بثقة مفرطة في قدرته على إعادة تشكيل النظام التجاري العالمي. ففي منشورات متكررة على منصته "تروث سوشيال"، قال ترامب إن 200 دولة جاهزة لتوقيع الاتفاق، معتبرا أن الجميع يريد الوصول إلى السوق الأميركية لكن بشروط أميركا فقط. إلا أن النتائج الفعلية للمفاوضات أظهرت خلاف ذلك، حيث لم توقع إلا أربع اتفاقيات نهائية، وتوصلت ثلاث دول فقط إلى تفاهمات أولية، بينما بقيت خمس دول كبرى، بينها الهند وكندا والبرازيل وسويسرا، خارج أي تفاهم ملزم. ووفقا لتحليل نشرته "بلومبرغ إيكونوميكس"، فإن الأرقام تظهر أن مهلة الرسوم كانت أقل تأثيرا مما روج له ترامب، خاصة في ظل تحفظ العواصم الكبرى على الالتحاق باتفاقات وصفت بأنها غير متوازنة وتخدم مصلحة واشنطن فقط.
## المستوطنون يسابقون جيش الاحتلال بقتل الفلسطينيين
01 August 2025 04:23 AM UTC+00
يختزل العنف الذي يتسابق المستوطنون مع جنود جيش على ممارسته بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، جزءاً رئيسياً من السياسات الإسرائيلية في الضفة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بهدف واضح يتمثل في فرض مخططات التهجير والضم التي يجاهر بها قادة الاحتلال منذ 7 أكتوبر ثم عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مطلع العام الحالي، والتي وصفها وزير القضاء الإسرائيلي ياريف ليفين، ووزير الأمن يسرائيل كاتس، أمس الخميس، بـ"الفرصة التي لا يجب تفويتها" لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة.
منذ السابع من أكتوبر 2023، استشهد 1011 فلسطينياً على الأقل في الضفة، وجُرح نحو سبعة آلاف آخرين، وفق بيانات السلطات الفلسطينية، فيما تشير تصريحات مسؤولين فلسطينيين إلى أن من بين الشهداء، 30 فلسطينياً سقطوا في هجمات المستوطنين منذ السابع من أكتوبر، سواء بأسلحتهم وهجماتهم، أو برصاص وقمع الجيش الذي يحميهم. هؤلاء استشهدوا خلال تصديهم لاعتداءات شنها المستوطنون الذين يكثفون هجماتهم في قرى الضفة والتجمعات البدوية، بهدف دفع المواطنين الفلسطينيين لترك أراضيهم وتوسيع البؤر الاستيطانية تحت وطأة الترهيب.
استشهاد خميس عبد اللطيف عياد جراء الاختناق بالدخان الناجم عن حرق المستوطنين منازل ومركبات فلسطينيين في سلواد
آخر الضحايا كان الناشط عودة الهذالين، الذي قتله المستوطن المتطرف، يانون ليفي (المدرج سابقاً ضمن القائمة السوداء الأميركية، بسبب تورطه في أحداث عنف ضد الفلسطينيين في الضفة، كما فرضت عليه دول أخرى عقوبات)، بدم بارد الثلاثاء الماضي، خلال التصدي للمستوطنين في قرية أم الخير، في مسافر يطا جنوبي الخليل. وقال عبد الله أبو رحمة، مدير دائرة العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية)، لشبكة بي بي سي البريطانية حينها، إن الهذالين واحد من 29 فلسطينياً استشهدوا خلال اعتداءات مستوطنين في الضفة الغربية، منذ أحداث السابع من أكتوبر، وذلك قبل أن تعلن وزارة الصحة الفلسطينية صباح أمس، استشهاد خميس عبد اللطيف عياد (40 عاماً) جراء الاختناق بالدخان الناجم عن حرق المستوطنين منازل ومركبات فلسطينيين، في بلدة سلواد، شرق رام الله، بالتزامن مع هجمات واسعة شنها المستوطنون فجر أمس.
المستوطنون يصعدون هجماتهم
وصعّد المستوطنون هجماتهم، فجر أمس، في القرى والبلدات الشرقية من رام الله ما أدى إلى استشهاد أحد الشبان، وحرق عدد من المركبات. وأكد رئيس بلدية سلواد، رائد حامد، في حديث لـ"العربي الجديد"، استشهاد الشاب الفلسطيني خميس عبد اللطيف عياد، فجر أمس، جراء اختناقه خلال محاولته إخماد حريق أضرمه مستوطنون في مركبات كانت مركونة أمام منازل المواطنين في بلدة سلواد. وبحسب حامد هاجمت مجموعة من المستوطنين المنطقة الغربية من بلدة سلواد، القريبة من الطريق الاستيطاني رقم 60، وأضرمت النيران في نحو سبع مركبات متوقفة أسفل المنازل. وأكد حامد أن الشبان كانوا مستيقظين حين وقوع الهجوم، فهبوا بسرعة لإخماد الحريق ومنع امتداده إلى المنازل التي كان أهلها نياماً، وكادت أن تحدث كارثة، فيما فرّ المستوطنون من المكان.
وفي اعتداءات متزامنة، أقدم مستوطنون، فجر أمس، على إحراق أربع مركبات في قرية رمون شرق رام الله، تبعها اقتحام من قوات الاحتلال، وفق ما أكدته مصادر محلية، ذكرت أيضاً أن مستوطنين أحرقوا مركبة أخرى في قرية أبو فلاح شرق رام الله، وخطوا شعارات عنصرية قبل فرارهم. من جانب آخر، شنت مجموعة من المستوطنين، صباح أمس، هجوماً على خربة مغاير العبيد في منطقة مسافر يطا جنوبي الضفة الغربية، وحاولوا سرقة قطيع من المواشي، وهددوا أصحابها بالترحيل القسري من أرضهم.
وزير القضاء ياريف ليفين، ووزير الأمن يسرائيل كاتس في بيان: كاتس قاد سلسلة قرارات غير مسبوقة لتعزيز الاستيطان
مع العلم أن حزم عقوبات أوروبية وأخرى أميركية فرضت على مستوطنين متورطين بأعمال عنف ضد فلسطينيين بالضفة خلال العامين الماضيين، وسط شجب أممي ودولي لتوسع الاستيطان وعنف المستوطنين. وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد اعتبرت، الثلاثاء الماضي، أن أعمال العنف التي يرتكبها مستوطنون هي "أعمال إرهابية"، في أعقاب استشهاد الهذالين، فيما أكدت الخارجية الألمانية، في بيان باليوم نفسه، على ضرورة "حماية الفلسطينيين من عنف المستوطنين، والتحقيق في الهجمات ومحاسبة المسؤولين عنها"، فيما علّق السفير الألماني لدى إسرائيل، شتيفن زايبرت، قبل أيام على هجوم المستوطنين على قرية الطيبة على منصة إكس بقوله: "سواء استهدفوا قرية مسيحية أو تجمعات مسلمين فلسطينيين بدوية، فإن هؤلاء المستوطنين المتطرفين يمكنهم الادعاء بأن الله منحهم هذه الأرض، لكنهم ليسوا سوى مجرمين مدانين من قبل جميع الديانات".
ضم الضفة الغربية
وكعادتها تتجاهل دولة الاحتلال كل الدعوات الدولية والأممية لوقف جرائمها، إذ دعا وزير القضاء ونائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، ياريف ليفين، ووزير الأمن، يسرائيل كاتس، أمس، إلى استغلال ما وصفاه بـ"الفرصة التي لا يجب تفويتها" لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية. وأضاف الوزيران في بيان مشترك، أن "ذلك يتجسد من بين أمور أخرى، في العمل التحضيري الذي قام به الوزير ليفين خلال الولاية الأولى للرئيس ترامب (2017-2021)، إذ أُعدّت كل المستلزمات اللازمة لهذه الخطوة المهمة، من مشروع قرار حكومي إلى خرائط تفصيلية". وأكد البيان أن كاتس "قاد سلسلة قرارات غير مسبوقة لتعزيز الاستيطان وتمهيد الطريق للسيادة الإسرائيلية في الضفة". مع العلم أن الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) كان قد صادق، الأسبوع الماضي قبل الدخول في عطلته الصيفية، على قرار تصريحي (بيان)، يدعو الحكومة إلى ضم الضفة، بما فيها غور الأردن، ما لاقى تنديداً عربياً واسعاً. ومنذ السابع من أكتوبر تصاعدت دعوات مسؤولين إسرائيليين إلى ضم الضفة، كان أبرزها في الثاني من يوليو/ تموز الماضي، حينما وجه وزراء حزب الليكود الـ14، الذي يقوده بنيامين نتنياهو، ورئيس الكنيست أمير أوحانا، رسالة إلى نتنياهو، دعوه فيها إلى المصادقة على ضم الضفة.
هذه البيانات والتصريحات يعكسها الواقع على الأرض. في السابع من يوليو الماضي، أظهر تقرير نصف سنوي لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، تصاعداً ملحوظاً في اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين خلال النصف الأول من العام الحالي، إذ سُجّل 11280 اعتداء، بينها 2153 نفذها المستوطنون مقارنة بـ7681 اعتداء خلال الفترة ذاتها من عام 2024، منها 1334 على يد المستوطنين. وبحسب التقرير، أقام المستوطنون 23 بؤرة استيطانية إضافية، خلال الستة أشهر الأولى من العام 2025، أدت مع إجراءات الاحتلال إلى تهجير ثلاثة تجمعات فلسطينية، تتكون من 533 شخصاً، ليضافوا إلى 29 تجمعاً بدوياً تشمل 1517 هجروا بعد السابع من أكتوبر 2023. كما وصلت أعداد إخطارات الهدم في الفترة نفسها 566 إخطاراً، فيما بلغ عدد عمليات الهدم 380 عملية تسببت بهدم 588 منشأة، فيما تضررت 12067 شجرة بفعل الاعتداءات منها 6144 شجرة زيتون.
كذلك بلغت مساحة الأراضي التي صودرت 618 دونماً، فيما بلغ عدد المخططات الهيكلية التي تمت دراستها 165 مخططاً هيكلياً (41 داخل حدود بلدية القدس المحتلة، و124 للضفة الغربية) من خلال مجلس التخطيط التابع للإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال وبلدية القدس. بالمقارنة، فإنه عام 2024، استولت سلطات الاحتلال على أكثر من 26 ألف دونم من أراضي المواطنين تحت مسميات مختلفة. وفي تقريره يوم 20 يوليو الماضي، وثق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) تهجير ما لا يقل عن 2895 فلسطينياً من 69 تجمعاً سكانياً في شتى أرجاء الضفة الغربية منذ بداية عام 2023 "بسبب البيئة القسرية الناجمة عن تصاعد عنف المستوطنين". كان ما نسبته 45% من الأسر المهجرة من محافظة رام الله تلتها محافظات الخليل وبيت لحم ونابلس وطوباس وسلفيت والقدس وأريحا، ومن بين 636 شخصاً هجروا في هذا السياق حتى الآن، كان ثلثهم من منطقة غور الأردن (215 من أصل 636 مهجراً).
 
## ردود انتقامية محتملة وتكتلات بديلة ضد واشنطن
01 August 2025 04:24 AM UTC+00
مع انتهاء المهلة التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للدول الشريكة تجارياً مع الولايات المتحدة لتوقيع اتفاقيات جديدة، دخلت الرسوم الجمركية حيز التنفيذ رسمياً فجر اليوم الجمعة. وباتت الرسوم الجديدة التي تراوحت بين 15% و50% سارية على صادرات الدول التي لم تبرم تفاهمات نهائية مع واشنطن، في أكبر تصعيد جمركي منذ عقود. وأمام هذا التصعيد، بدأت بعض الدول المتضررة بدراسة فرض إجراءات مضادة. فقد أشارت تقارير رسمية في نيودلهي إلى استعداد الهند لتفعيل رسوم انتقائية على المنتجات الزراعية الأميركية، وتقييد بعض أنشطة الشركات الأميركية العاملة في السوق الهندي، خصوصاً في قطاعات التكنولوجيا والحوسبة السحابية.
أما كندا، والتي ارتفعت عليها الرسوم رغم شمولها باتفاقية الشراكة الأميركية الشمالية، فقد حذر مسؤولون في وزارة التجارة من أنها ستدرس إجراءات انتقامية في حال لم تستأنف المفاوضات قريباً. وتشمل الإجراءات فرض رسوم على المنتجات الأميركية التي لا تشملها الاتفاقية، كالأخشاب وبعض المعادن. وبالنسبة لسويسرا، فإن محدودية حجمها التجاري يدفعها للتنسيق ضمن الاتحاد الأوروبي، الذي بدأ بدوره دراسة إجراءات جماعية لتقييد وصول المنتجات الأميركية إلى المناقصات العامة، حسبما أوردت مصادر أوروبية لصحيفة فايننشال تايمز.
من جانب آخر، بدأت بعض الدول بإعادة تفعيل انخراطها في تكتلات بديلة مثل اتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة (RCEP) الذي تقوده الصين، واتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA). ويشير تحليل صادر عن "معهد بيترسون للاقتصاد الدولي" إلى أن التكتلات الإقليمية قد تصبح البديل الأكثر جاذبية للدول المتضررة من السياسات الجمركية الأميركية الجديدة. وإلى جانب الردود التجارية، بدأت مسارات الطعن القانوني تتبلور في أكثر من اتجاه. فعدد من الدول، بينها كندا والهند وسويسرا، بدأت بالفعل تجهيز ملفات قانونية لتقديمها إلى منظمة التجارة العالمية، استناداً إلى مبدأ "عدم التمييز" وخرق مبدأ المعاملة التفضيلية، بحسب "بلومبيرغ".
ورغم أن فعالية منظمة التجارة تراجعت بعد تعطيل هيئة الاستئناف، إلا أن إصدار حكم ضد الولايات المتحدة سيشكل ضغطاً سياسياً دولياً، قد يستثمر في سياق مفاوضات مقبلة. كما أن عدداً من الشركات المستوردة في أميركا بدأت بدورها إجراءات طعن قانونية داخلية، خاصة في ظل القرارات القضائية التي صدرت في مايو/أيار الماضي باعتبار استخدام ترامب قانون الطوارئ الاقتصادية لتبرير فرض الرسوم غير قانوني.
وتوقعت تقارير قانونية أميركية أن تصل هذه الطعون إلى المحكمة العليا في الأشهر المقبلة، وأن تفتح المجال لمراجعة صلاحيات البيت الأبيض في فرض الرسوم دون موافقة الكونغرس، وهو ما قد يحد من قدرة الرئيس على توسيع التعرفات مستقبلاً. ورغم أن إدارة ترامب تمكنت من فرض واقع جمركي جديد، إلا أن ردود الفعل الدولية تكشف أن كثيراً من الدول لم تقبل بهذا الواقع دون مقاومة. وبينما تراهن واشنطن على تأثير الرسوم في تحصيل التزامات مالية واستثمارية سريعة، فإن الدول المتضررة تراهن على الوقت، والتحالفات، والمؤسسات القانونية، لتفكيك هذا الضغط وإعادة التوازن.
## نجيب أبو كيلة مرشحاً لرئاسة السلفادور مدى الحياة
01 August 2025 05:01 AM UTC+00
أقرّ البرلمان السلفادوري، الذي يتمتّع فيه أنصار الرئيس نجيب أبو كيلة بأغلبية ساحقة، أمس الخميس، تعديلا دستوريا يلغي العدد الأقصى للفترات الرئاسية المسموح بها، ويتيح تاليا لهذا الحليف للرئيس الأميركي دونالد ترامب الترشّح إلى ما لا نهاية. وبأغلبية 57 نائبا مقابل ثلاثة، صادق البرلمان على هذا التعديل الذي أقُر بموجب إجراء مُعجّل، والذي ينصّ أيضا على إلغاء الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية وتمديد ولاية الرئيس من خمس سنوات حاليا إلى ستّ سنوات.
ويتألف البرلمان من 60 نائبا هم 57 نائبا مواليا لأبو كيلة وقد صوّتوا جميعا لصالح التعديل، وثلاثة نواب معارضين، وقد صوّتوا ضد النصّ. وفي يونيو/ حزيران 2024 فاز أبو كيلة بولاية ثانية بعد نيله 85% من الأصوات في انتخابات لم يتمكّن من الترشح إليها إلا بعدما حصل على إذن خاص من المحكمة العليا التي يهيمن عليها قضاة مقربون من الحكومة، إذ إنّ الدستور يحظر على الرئيس إعادة الترشّح. وتنتهي ولاية أبو كيلة في 2029 لكنّ التعديل ينصّ على تقصيرها إلى 2027 والسماح له بعد ذلك بالترشح مجددا "دون أيّ تحفظات".
وقالت آنا فيغيروا، النائبة المؤيدة لأبو كيلة والتي قدّمت اقتراح التعديل الدستوري الأربعاء، إنّ إقراره خطوة "تاريخية"، لأنّ "الأمر في غاية البساطة: أيها السلفادوريون، أنتم وحدكم من يقرّر إلى متى ستدعمون رئيسكم". بالمقابل، قالت النائبة المعارضة مارسيلا فيلاتورو خلال جلسة مناقشة النصّ: "اليوم، ماتت الديمقراطية في السلفادور (...) لقد خلعوا أقنعتهم"، مندّدة بمشروع تعديل دستوري مفاجئ عُرض أمام النواب في مستهلّ عطلة صيفية تستمر أسبوعا في البلاد بأسرها.
ويتمتّع أبو كيلة (44 عاما)، بشعبية جارفة بفضل الحرب الشرسة التي شنّها على العصابات وأدّت إلى انخفاض العنف في البلاد إلى مستويات تاريخية، وتمكّن من قمع العصابات بفضل نظام استثنائي سمح بتنفيذ اعتقالات دون أوامر قضائية وأدّى إلى سجن عشرات آلاف الأشخاص. ويأتي هذا التعديل الدستوري بعد موجة قمع طاولت معارضين ومدافعين عن حقوق الإنسان وأجبرت عشرات الصحافيين والناشطين على الفرار من البلاد.
(فرانس برس)
## السجن 10 أعوام لشاب جزائري حاول تحطيم تمثال "المرأة العارية" في سطيف
01 August 2025 05:12 AM UTC+00
قضت محكمة سطيف في الجزائر، مساء أمس الخميس، بسجن شاب عشر سنوات بتهمة محاولة تحطيم تمثال "المرأة العارية" أو "امرأة عين الفوارة"، وسط مدينة سطيف، بعدما تبين وجود محاولة سابقة للمتهم لتحطيمه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، حيث أدين حينها بالسجن لمدة خمس سنوات.
ووجهت المحكمة إلى المتهم تهمة تخريب معلم ثقافي وملك عام، إضافة إلى تهمة الاعتداء على القوة العمومية، حيث كان الفاعل قد قام الليلة قبل الماضية، وهو في حالة سكر، بتخريب وجه التمثال الذي يضم منبعا مائيا متدفقا وسط مدينة سطيف، شرقي الجزائر، ما أدى إلى تعرض التمثال لأضرار بالغة على مستوى الوجه، قبل أن يتدخل أعوان الأمن لتوقيفه.
ويُطلق على التمثال اسم "عين الفوارة"، نسبة إلى ينبوع المياه الطبيعي المتدفق على مدار العام من الجهات الأربع للنصب الذي تعلوه منحوتة رخامية لامرأة عارية. وتبدو التفاصيل واضحة بفضل شدة إتقانها. وهناك شبه إجماع بين الباحثين على أنّ الحاكم الفرنسي للمدينة انزعج من المصلين الذين كانوا يتزاحمون على الوضوء من النبع الذي لا يبعد عن المسجد العتيق إلا مائة متر، فطلب من النحات فرانسيس دو سانت ـ فيدال نحت امرأة عارية علّه يخدش حياء المسلمين ويجعلهم ينفرون من المكان.
وجُلبَ التمثال من فرنسا إلى ميناء سكيكدة، ومنه إلى مدينة سطيف في عربة تجرّها الخيول. ونصب في 26 فبراير/ شباط عام 1898، لكن خيبة الحاكم الفرنسي كانت كبيرة في فجر اليوم التالي، حين رأى مرتادي المسجد العتيق يقبلون على الوضوء من النبع كعادتهم، من غير أن يمسّوا المنحوتة بسوء.
وكانت السلطات الجزائرية قد انتهت في يونيو/ حزيران 2023 من عملية ترميم التمثال في أعقاب تعرضه لعملية تخريب كان قد تعرض لها في نهاية عام 2018. وهذه هي المرة الرابعة التي يتعرض فيها هذا المعلم لمحاولة تخريب لدوافع متشددة ولمزاعم تخص شكل تمثال المرأة العارية، ويقصده السياح وزوار مدينة سطيف لالتقاط صور تذكارية والشرب من الماء المتدفِّق من المنبع المائي أسفله.
## أزمة مياه في المغرب... صيف حار وشكاوى بلا حلول
01 August 2025 05:23 AM UTC+00
تعيش قرى ومدن عديدة في المغرب أزمة مياه خانقة في ظلّ صيف حار، ما دفع مواطنين إلى تقديم شكاوى إلى السلطات، وتنظيم وقفات احتجاجية ونداءات استغاثة في عدد من المناطق، مطالبين بتدخل عاجل لتأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم من الماء.
ويُفاقم ارتفاع درجات الحرارة من حدّة هذه الأزمة، إذ يواجه المواطنون تحدّيات متزايدة لتوفير مياه الشرب ومياه الاستخدام اليومي، خصوصاً في القرى والمناطق النائية. وتُعزى أزمة المياه المتفاقمة حسب خبراء إلى توالي سنوات الجفاف، والاستغلال المفرط للموارد المائية، ما أدى إلى تراجع مستمر في المخزون المائي، واستنزاف الاحتياط الاستراتيجي للمياه. ونتيجة لذلك، بات الحصول على الماء رحلة شقاء يومية، خاصةً في المناطق القروية، إذ يضطر كثيرون إلى قطع مسافات طويلة لتأمين مياه الشرب.
في مناطق متفرقة من المغرب، تتخذ أزمة المياه أشكالاً متعدّدةً، باختلاف الخصوصيات الجغرافية والديمغرافية، لكن النتيجة واحدة: صعوبة الوصول إلى الماء، وآبار جافة، وانقطاعات متكرّرة للمياه، ومطالبات بحلول ناجعة تُخفف من معاناة السكان.
في الجنوب الشرقي، حيث تشتدّ أزمة التزود بالماء الصالح للشرب، يقول الناشط والإعلامي إسماعيل أيت حماد لـ"العربي الجديد": "تعاني أقاليم زاكورة، وتنغير، والراشيدية، وبعض مناطق ورزازات من أزمة حادة في التزود بالماء، بفعل المناخ شبه الصحراوي، وقلة التساقطات، والاعتماد شبه الكامل على مياه السدود، مثل سدّ المنصور الذهبي وسد أكدز وسد الحسن الداخل".
يوضح أيت حماد أن الأزمة تتركّز تحديداً في القرى الجبلية وشبه الصحراوية، خاصة لدى الرّحل، مضيفاً: "يضطر السكان إلى قطع مسافات طويلة بحثاً عن الماء، في ظل نضوب أغلب الآبار نتيجة تراجع الفرشة المائية (المخزون الجوفي للمياه)، التي تعرّضت للاستنزاف بسبب الزراعات الدخيلة مثل البطيخ الأحمر، وتوالي سنوات الجفاف. وكان الناس سابقاً يجدون الماء على عمق 10 إلى 25 متراً فقط، أما حالياً فتستعمل الضيعات الفلاحية تقنية الحفر بـ"الصوندا" إلى مئة متر تقريباً بحثاً عن الماء".
ويشير أيت حماد، وهو من أبناء مدينة زاكورة (جنوب شرق المغرب)، إلى أنّ العديد من القرى، خاصّة في جماعتَي ترناتة وكتاوة، تعاني من شحّ الماء يومياً، لافتاً إلى أن السلطات تبذل جهوداً لمواجهة هذه الوضعية، ويمكن تقسيمها إلى نوعين: "إجراءات آنية خلال فصل الصيف، من خلال توزيع المياه على السكان عبر صهاريج متنقلة أو توفير سقايات جماعية؛ وإجراءات بعيدة المدى ترتبط بمشاريع تزويد القرى بالماء الصالح للشرب، مثل المشروع الذي يشرف عليه المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بتنسيق مع الجمعيات المحلية، الذي انطلق بعد استكمال أشغال سد أكدز السنة الماضية، إذ شرعت السلطات في تزويد عدد من الدواوير المجاورة بالماء الصالح للشرب".
ورغم هذه الجهود، يرى المتحدث أن تحديات كبيرة ما تزال مطروحة أمام ضمان التزود المستدام بالماء، بسبب الاستنزاف المتواصل للفرشة المائية، قائلاً: "في كثير من الحالات، يجري حفر الآبار ثم تنضب خلال مدة قصيرة، ما يجعل السكان في مواجهة مباشرة مع العطش". ويختم أيت حماد بالتأكيد أن قضية الماء الصالح للشرب تحظى بأولوية في الخطابات الملكية وبرامج الحكومة والجماعات المحلية، مشيراً إلى أن هذه الأخيرة تخصّص ميزانيات مهمة لتعميق الآبار، ومدّ القنوات المائية في المناطق المتضرّرة، غير أن الظرفية المناخية واستنزاف الموارد تظل عوامل مقلقة تهدّد الأمن المائي.
وبعيداً عن الجنوب الشرقي، تعيش مدينة أكوراي والقرى المجاورة لها، التابعة لجهة فاس مكناس (وسط المغرب)، واقعاً مماثلاً، إذ تحوّلت أزمة العطش إلى معاناة تلازم السكان منذ سنوات، دون أن تجد وعودُ المسؤولين طريقها إلى التنفيذ وفق الناشط في المجتمع المدني في أكوراي، أيوب أوشريف. ورغم المصادقة في سنة 2024 على حفر ثلاثة آبار بوصفه حلّاً عاجلاً، ظلت هذه المشاريع حبيسة الرفوف، ما أجّج غضب السكان الذين يعتبرون استمرار انقطاع الماء شكلاً من أشكال التهميش وحرماناً من حق أساسي.
يضيف أوشريف أنّ الوضع بات كارثياً، مشدداً على أن "السكان يعيشون منذ سنوات أزمة خانقة في التزود بالماء الصالح للشرب، لكنها تتفاقم كثيراً خلال فصل الصيف بفعل ارتفاع الطلب وتراجع الموارد، حتى باتت تهدّد الاستقرار اليومي للأسر". ويضيف أوشريف في تصريح لـ"العربي الجديد" أن المشكلة ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى أكثر من ثماني سنوات، غير أن "السنتَين الأخيرتَين شهدتا تدهوراً مقلقاً في الوضع بسبب غياب أي حلول ملموسة، رغم الوعود المتكررة للمسؤولين والجهات المعنية"، مبرزاً أن "الأزمة تشمل مدينة أكوراي والقرى المجاورة وحتّى بعض البلديات القروية التي تتزود من خزان أكوراي بالماء الصالح للشرب".
ويوضح أوشريف أن السبب الرئيسي للأزمة يعود إلى "تملّص المسؤولين وتقاعسهم عن أداء مهامهم في إيجاد حلول واقعية، رغم أن المنطقة تزخر بفرشة مائية غنية تؤهلها لتجاوز الأزمة"، مضيفاً أن "المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، ومجلس الجماعة يتقاذفان المسؤولية ويبقى المواطن هو الضحية".
ويتابع: "بات مشهد النساء اللواتي يخرجن في ساعات مبكّرة من كل صباح لجلب المياه للشرب والاستعمال اليومي مألوفاً في أكوراي"، مشيراً إلى أن الأزمة تلقي بظلالها الثقيلة على الأسر، خاصّة الأطفال وكبار السن، فضلاً عن العمال المياومين، مثل عمال البناء "الذين يعودون منهكين بعد يوم شاق، دون أن يجدوا حتى ما يغتسلون به". ويلفت إلى أن السكان سبق أن رفعوا عرائض احتجاجية وشكايات متعدّدة للسلطات، كما نُظمت وقفات سلمية لإيصال الصوت، لكن من دون جدوى، مؤكداً أن "الاحتجاجات ستتواصل ما دامت الأزمة قائمة ولم يجرِ إيجاد حلول عاجلة ومنصفة".
ومن واقع المعاناة اليومية، سبق أن نظّم سكان جماعة قروية بإقليم الصويرة (وسط البلاد) وقفة احتجاجية أمام مقرّ العمالة، مطالبين بضمان الحق في الماء. وفي شمال المغرب، عاشت بعض مناطق إقليم تاونات على وقع الأزمة التي دفعت سكاناً إلى الاصطفاف في طوابير طويلة بحثاً عن الماء.
يذكر أن النائبة البرلمانية فاطمة الزهراء التامني سبق أن وجهت في يونيو/حزيران الماضي، سؤالاً كتابياً لوزيرَي التجهيز والماء نزار بركة، والفلاحة أحمد البواري مركزة على مفارقة بيئية واقتصادية، تتمثل في تصدير المغرب للأفوكادو إلى دول لا تعاني نقصاً مائياً، مثل كندا، معتبرةً أن هناك تناقضاً صارخاً بين أزمة المياه التي يواجهها المغرب وتوسع الزراعات التصديرية التي تستهلك كميات كبيرة من الماء، مشيرةً إلى أن ذلك يعد "تصديراً غير مباشر للماء".
## الحرّ يفاقم أزمة كهرباء ليبيا
01 August 2025 05:24 AM UTC+00
فاقمت موجة الحرّ التي ضربت ليبيا أخيراً، والتي وصلت الحرارة فيها إلى 47 درجة مئوية، أزمة الكهرباء المزمنة في البلاد. وتزامن ارتفاع درجات الحرارة مع تصاعد حاد في ساعات انقطاع التيار الكهربائي اليومية، لتزيد معاناة المواطن الليبي. وقد وصلت فترات انقطاع الكهرباء في مناطق عدّة، من بينها مصراتة وزليتن وبني وليد والخمس والزاوية وصبراته في الغرب، إلى ثماني ساعات يومياً. كذلك عانت مناطق الجنوب من انقطاع وصل إلى ستّ ساعات على الأقلّ. أمّا في الشرق، فسُجّل في مناطق عدّة انقطاع متواصل لأكثر من يوم، في مشهد أعاد إلى الأذهان محطات من الأزمة الطويلة التي عرفتها البلاد في عام 2014.
وانقطاع التيار الكهربائي لا تنحصر تبعاته بالعتمة وغياب التكييف وتلف مواد تتطلّب تبريداً، سواءً أكانت غذائية أم غير ذلك. فهو يؤثّر سلباً على حالات صحية، وقد يصل الأمر إلى حدّ تهديد الحياة. في هذا الإطار، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي خبر وفاة شابة ليبية في مدينة زوارة غربي البلاد، قبل أيام، وذلك على أثر تعرّضها لنوبة ضيق تنفّس حادة. جاء ذلك في سياق تدوينات ساخطة عبّر من خلال مواطنون عن استيائهم إزاء انقطاع الكهرباء في ليبيا لساعات طويلة يومياً.
وتفيد المعلومات التي جرى تداولها، نقلاً عن ذوي الشابة، بأنّها كانت تعتمد على جهاز لتنظيم ضربات القلب يعمل ببطارية قابلة للشحن، لكنّها واجهت صعوبة في تشغيل جهازها بسبب انقطاع الكهرباء المستمرّ، الأمر الذي تسبّب في تدهور في حالتها الصحية ووفاتها بعد وقت قصير من نقلها إلى المستشفى. وشدّد كثيرون، في سياق تعليقاتهم على الحادثة، على العلاقة ما بين أزمة الكهرباء المتفاقمة والتهديدات التي قد يتعرّض لها الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية حرجة.
إلى جانب ذلك، تسبّبت أزمة الكهرباء، ولا سيّما عدم استقرار التيار، في حوادث عدّة، من بينها حرائق. ففي العاصمة طرابلس، أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ الحكومي في ليبيا عن تدخّل فرقه لإنقاذ تسع حالات اختناق سُجّلت قبل أيام، على خلفية اندلاع حريق في منزل في منطقة الهضبة بطرابلس. وقد أشارت التقديرات إلى أنّ سبب الحريق الرئيسي يعود إلى تماس كهربائي نتيجة عدم استقرار الشبكة. في سياق متصل، نشر مركز طبّ الدعم والطوارئ الحكومي خبراً مفاده أنّ فرقه تمكّنت من إنقاذ خمسة أفراد من عائلة واحدة علقوا وسط حريق شبّ في منزلهم بحيّ دمشق في طرابلس، بسبب تماس كهربائي تسبّب فيه عدم استقرار شبكة الكهرباء كذلك.
وفي بنغازي شرقي ليبيا، نظّم سكان حيّ السلام أخيراً وقفة احتجاجية طالبوا فيها السلطات بالتدخّل العاجل لإنهاء معاناتهم من جرّاء انقطاع التيار الكهربائي عن الحيّ منذ ثلاثة أيام متواصلة. وفي أوباري جنوبي البلاد، أفاد عميد البلدية أحمد ماتكو بأنّ تراجع التغذية بالكهرباء إلى حدود ستّ ساعات فقط يومياً تسبّب في ازدحام غير مسبوق عند محطات الوقود وإلى ارتفاع جنوني في أسعار المحروقات في السوق السوداء. وقد وصل سعر 20 لتراً إلى 100 دينار لبيبي (نحو 19 دولاراً أميركياً)، وذلك في ارتفاع بنسبة 10 أضعاف مقارنة بالسعر الرسمي.
وبعدما تمكّنت الشركة العامة للكهرباء في ليبيا من تجاوز أزمتها في العامَين الأخيرَين، بعد نحو عقد من معاناة الشبكة من انهيارات متتابعة، يربط المهندس في الشركة موسى الكشر الأزمة المستجدّة بـ"أسباب عديدة"، بحسب ما يقول لـ"العربي الجديد". ويشرح أنّ "من تلك الأسباب ما يتعلّق بجانب البنية التحتية لمحطات التوليد"، مشيراً إلى ما أعلنته الشركة قبل أيام عن خروج 10 وحدات توليد عن الخدمة. يضيف الكشر أنّ "الانهيارات المتكررة في محطات التوليد، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة، لها أسباب فنية خطرة تتجاوز العمر الافتراضي أو الصيانة"، لافتاً إلى "أزمة التحميل الهائل وغير القانوني على المولّدات".
ويوضح الكشر أنّ "المولّدات في محطات كثيرة مصمّمة لأحمال محدودة، فيما يُصار إلى تحميلها أضعاف قدرتها، وذلك من خلال التوصيلات غير القانونية والخطوط العشوائية المرتبطة بالمصانع الكبيرة وبمشاريع غير مرخّصة، الأمر الذي يتسبّب في انهيارات متتالية عند ارتفاع حرارة المولدات نفسها بصورة يفوق طاقتها المحدّدة عند تصميمها".
لكنّ الأزمة لا تبدو مرتبطة بالأسباب الفنية فحسب، فالانقسام المسجَّل في ليبيا منذ سنوات طاول الشركة العامة للكهرباء. وبينما تقع الإدارة الرئيسية للشركة في العاصمة طرابلس، أنشأت حكومة مجلس النواب في الشرق المتمركزة في بنغازي إدارة مستقلة للكهرباء في مناطق سيطرتها، الأمر الذي ضاعف تعقيدات الأزمة وأفقد التخطيط الوطني الموحّد لقطاع الكهرباء.
وتنقل شهادات مواطنين معاناتهم وسط الأزمة. ويقول عادل المغيربي من حيّ فشلوم بالعاصمة طرابلس لـ"العربي الجديد"، بانزعاج واضح، إنّ "الكهرباء عادت إنّما ليس بصورة نهائية. فهي ما زالت تنقطع لبضع ساعات يومياً"، مضيفاً أنّ "المياه بالكاد تصل إلى خزّانات المبنى الذي يسكنه وسط حرارة مرتفعة". ويشير المغيربي إلى أنّه يلجأ، كما جيرانه، إلى محال بعيدة تعتمد على مولّدات صغيرة لتشغيل ثلاجاتها، من أجل شراء المياه الباردة.
من جهته، يشكو صالح حميدة، أحد سكان الهواري في بنغازي، من صعوبة الوصول إلى شقّته وسط انقطاع التيار الكهربائي، فهو يسكن في الطبقة السادسة. كذلك يشير لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "المولّدات الصغيرة التي يلجأ إليها جيران له غير قادرة على توصيل المياه إلى الخزانات على سطح المبنى".
## عائلات الساحل السوري النازحة تغادر قاعدة حميميم الروسية
01 August 2025 05:26 AM UTC+00
تراجعت أعداد النازحين في قاعدة حميميم العسكرية الروسية من قرى الساحل السوري، مع مغادرة مزيد من العائلات التي لجأت إلى القاعدة خلال شهر مارس/ آذار الماضي، بعد أحداث عنف طائفية واشتباكات.
ساهمت الأوضاع المستقرة نسبياً التي تعيشها مناطق الساحل السوري في عودة مزيد من العائلات النازحة إلى قراها، خصوصاً في ريف مدينة جبلة، لتنخفض أعداد النازحين في قاعدة حميميم العسكرية الروسية من نحو عشرة آلاف نازح إلى بضع مئات في الوقت الحالي. ويقول مدير منطقة جبلة أمجد سلطان، لـ"العربي الجديد": "بعد جهود الحكومة في فرض الاستقرار، خرج معظم النازحين في قاعدة حميميم، لكن خلال الأيام الأخيرة لم تخرج أي دفعات جديدة من النازحين إلى القاعدة. الأعداد الموجودة في القاعدة وفق الطرف الروسي باتت محدودة، وأرجح أن معظمهم مطلوبون شاركوا في القتال مع فلول النظام السابق، أو متورطون في جرائم قتل". يضيف سلطان: "ملف النازحين إلى قاعدة حميميم أغلق بالنسبة للحكومة السورية، ولم نعد نبذل أي جهد في هذا الملف. كل من يريد الخروج والعيش في مجتمعه مرحب به ما لم تتلطخ يداه بالدماء".
في سياق متصل، أكدت مصادر محلية متابعة لملف النازحين من جبلة، لـ"العربي الجديد"، أن جميع العائلات التي كانت تقيم في حرم المطار المدني تم إخراجها من القاعدة بالتنسيق بين الجانبين السوري والروسي، ونقل أفرادها إلى المجمع الحكومي في مدينة جبلة قبل نحو أسبوع لتسوية أوضاعهم، ومنحت هويات مدنية لمن فقدوها، ومن ثم نقلوا إلى منازلهم أو مناطقهم، بينما بقي أقل من 100 شخص في حرم المطار العسكري، معظمهم ضباط سابقون في جيش النظام السابق، وهؤلاء يتم نقلهم تدريجياً إلى روسيا مقابل دفعهم أموالاً تصل إلى 20 ألف دولار أميركي.
وأقرت وسائل إعلام روسية، قبل أشهر، بنقل الجيش الروسي نحو 50 سورياً من قاعدة حميميم إلى إقليم "بيرم" الروسي، حيث جرى تجهيز مركز إقامة مؤقت لاستقبالهم، وذلك عقب عملية إجلاء نُفذت من القاعدة، بناءً على طلب رسمي تقدم به هؤلاء للحصول على الحماية الروسية. ووفق وكالة نوفوستي، فإنهم من الضباط والأفراد في قوات النظام السوري السابق.
من قرية الرميلة القريبة من قاعدة حميميم، تقول روان محمد (35 سنة)، لـ"العربي الجديد": "جميع الخيام التي أقيمت في القاعدة أزيلت، وخرجت آخر العائلات في حافلات نقل مدنية. نزحت إلى القاعدة مع آخرين، وخرجت قبل نحو ثلاثة أشهر. ظروف النزوح في القاعدة كانت سيئة، وكنا نعيش في خيام قماشية بالكاد تتسع لشخصين، كما أن المساعدات كانت شحيحة، ما دفع كثيرين إلى المغادرة تباعاً". وحول وضع العائدين من القاعدة وهل تعرضوا لأي مضايقات أمنية بعد خروجهم، تؤكد محمد أنها وعائلتها لم يتعرضوا لأي مضايقات، لكنها لا تعرف أوضاع بقية العائلات، وتطالب بإعادة ترميم منزلها المدمر في الأحداث، والذي تعرض للحرق والنهب.
بعد نحو خمسة أشهر على مغادرة منزله في قرية حميميم المجاورة للقاعدة، وفقد شقيقه في الاشتباكات، عاد السوري حسن إلى منزله، ويقول لـ"العربي الجديد": "فضلت الخروج من القاعدة مع الكثير من العائلات بعدما تحسنت الأوضاع الأمنية. عشنا كابوساً طوال هذه الأشهر، وظروفاً صعبة نتمنى ألا تتكرر".
بدوره، يقول الناشط في مجال السلم الأهلي باللاذقية خلدون علي، لـ"العربي الجديد": "ملف النازحين إلى القاعدة أغلق بشكل شبه كامل بفضل الوساطات، وجرى تأمين وصول النازحين إلى قراهم من دون مشاكل أمنية، في حين بقي عدد محدود من الأشخاص يرفضون الخروج من القاعدة، وينتظرون فرصة السفر وتقديم اللجوء. ينبغي مساعدة النازحين العائدين نفسياً ومادياً لأن معظمهم خسروا ممتلكاتهم في الأحداث، مع ضرورة تعزيز السلم الأهلي في المحافظة التي شهدت أعمال عنف طائفية أودت بحياة العشرات".
ويؤكد المحامي عبد الله الرشيد، من اللاذقية، أنه "لا بد من اتخاذ خطوات جدية لمنع تكرار أحداث مارس/ آذار المؤسفة، وما تبعها من نزوح ولجوء إلى القاعدة العسكرية الروسية. من الضروري عدم زج المدنيين في أي صراع، أو الانتقام منهم، كما يجب تعزيز خطاب المصالحة، ومساعدة النازحين الذين خرجوا من القاعدة، وتعويضهم عن خسائرهم، وضمان عدم ملاحقتهم مستقبلاً".
وشهدت مناطق الساحل السوري في مارس الماضي اشتباكات دامية استمرت عدة أيام، على خلفية هجمات شنها مسلحون موالون للنظام السابق على القوات الأمنية، أوقعت العديد من القتلى في صفوفهم، لكنها انتهت باستعادة قوات الحكومة السيطرة على المنطقة بعد عملية أمنية موسعة شاركت فيها "فصائل مسلحة غير منضبطة"، وتخللتها انتهاكات مختلفة، وجرائم قتل، فضلاً عن وقائع سلب وحرق ممتلكات.
## مهرجان جرش وأسئلة غزة
01 August 2025 05:28 AM UTC+00
تأتي دورة هذا العام من مهرجان جرش في ظلّ تصعيد غير مسبوق في المنطقة، مع استمرار حرب الإبادة على غزّة ودخولها مرحلة جديدة من الوحشية الإسرائيلية. لكن، وعلى عكس العام الماضي الذي أُثيرت فيه تحفظات كثيرة على تنظيم المهرجان والمشاركة فيه، تمرّ هذه الدورة خارج هذا النقاش. ولأن المهرجان لا يوفّر الكثير من الفرص لتقديم أنشطة تتحدّث عن غزة، افتتح الشعراء قراءاتهم خلال الأمسيات الشعرية بالحديث عن القطاع، بل خصّص بعضهم قصائد كاملة له. 
ولعل الناس هنا لا يحتاجون إلى مظاهر خارجية للتضامن، كما حدث في أيرلندا، إذ لم تُحمَل الكوفيات بكثافة؛ ربّما لأن القضية جزء من الحياة اليومية للأردني. لكن في العمق، لا يخفى على زائر الأردن أنّ هناك شعوراً عاماً بأنّ كل شيء يبدو مرّاً، ما دام الجوع والقصف ما يزالان يحاصران الغزيين على بُعد كيلومترات معدودة. في المقابل، لم يجد الفنانون الكبار المشاركون في حفلات جرش، حتى الآن، الفرصة المناسبة لتحية غزة، إذ يصعب أن تذكر غزة ثم ترقص؛ والرقص هنا ليس رقص الطائر المذبوح، بل رقص الباحث عن النسيان ولو للحظة، لكنها محاولة لا يتفق عليها الجميع.
الثقافة أولاً
قال وزير الثقافة الأردني، مصطفى الرواشدة، في افتتاح المهرجان، إنّ هذه الدورة ركزت على توسيع المشاركة الأردنية، مشيراً إلى أنّها "تركّز على الفن الملتزم، والثقافة الجادّة التي تنسجم مع ثوابت الأردن ومواقفه العروبية". وبالفعل، فإنّ نسبة الشعراء والفنانين المحليين أكبر، سواء في سمبوزيوم الحروفية أو في مهرجان المونودراما المقام على هامش جرش لأول مرة، أو في الحفلات الفنية.
سؤال يتكرر في كل دورة: ألم الناس أم اكتفاء بجذب الزوار؟
الشاعرة مها العتوم، التي لم تعترض على تنظيم المهرجان في موعده العام الماضي - بخلاف شعراء آخرين - وشاركت هذا العام في إعداد برنامج المهرجان، تقول لـ"العربي الجديد": "مهرجان جرش هو مهرجان للثقافة أولاً، والثقافة - شعراً ونقداً وقصة ومسرحاً - هي الرافعة الحقيقية لقضايا الوطن. وبالتالي، فإن استمرار المهرجان هو دعم حقيقي لغزة ولصمود أهلها، كما هو صمود للأردن وأهله في وجه التحديات". وتضيف: "أما الفنون الترفيهية التي تُعدّ فائضاً عن أحزان هذه المرحلة، فهي عامل جذب سياحي، ولها دور في رفد الاقتصاد الوطني. ولذلك فإن إيقاف المهرجان ليس الخطوة المثالية لدعم غزة وفلسطين، بل استغلال المهرجان لإظهار هذا الدعم وتثبيته".
الإلغاء لا يغيّر الواقع
من جهته، قال الشاعر العراقي عبود الجابري: "تأجيل المهرجان لا يغيّر من الواقع شيئاً؛ فالقتل والموت مستمران. القراءات الشعرية فرصة للشعراء لأن يتمثّلوا الإبادة وفواجعها. غالبية الشعراء المشاركين في الدورة الحالية عبّروا عن وقوفهم مع الشعب الفلسطيني وما يحدث من مجازر في غزة".
ولم يقتصر التعبير عن التضامن مع غزة على الأمسيات الشعرية، بل امتد أيضاً إلى العروض المسرحية، كما في مسرحية 'النهر لن يفصلني عنكِ..."، التي عُرضت يومي الخميس والجمعة الماضيين، من بطولة أريج دبابنة، ونادين خوري، ومنذر خليل، ومن إخراج صالح الحوراني.
الجدل حول جرش قديم وتعقيده يتفاقم حين يلتقي الدم بالثقافة
المسرحية مقتبسة عن رواية الكاتب الأردني رمضان الرواشدة التي تحمل العنوان ذاته، وتتناول قصة حب تجمع شاباً أردنياً من شرق النهر بفتاة فلسطينية من غربه، يستعيدان خلالها تاريخ العلاقة الأردنية الفلسطينية، عبر إضاءة مجموعة من الشخصيات التي تشاركت المصير الواحد، وناضلت ضدّ الاحتلال الإسرائيلي. المخرج صالح الحوراني صرّح لـ"العربي الجديد" بأن "عرضنا المسرحي، وهو من إنتاج مهرجان جرش، خير مثال على ما يجب أن تكون عليه برامج المهرجان: "معزّزة للثقافة الوطنية الجادّة، وحاملة لخطاب الدولة الملتزم بقضية أشقاء الدم". وأضاف: "وعلى ضوء ذلك، يبرز هنا السؤال الأكبر: لمصلحة من تطالعنا أصوات تطالب بإلغاء مهرجان جرش للثقافة والفنون أو حتى تأجيله؟".
سجال قديم... وهموم متجدّدة
يعود السجال حول إقامة المهرجان إلى بداياته، وإن اختلفت حدّته بين عام وآخر؛ فقد ألغت إدارة "جرش" دورته الثانية عام 1982 بسبب الاجتياح الصهيوني للبنان، كما خُصصت دورة عام 2002 لفنانين عُرفوا بأغانيهم الوطنية تضامناً مع انتفاضة الأقصى. وربما خفّت هذا العام حدّة الاعتراضات مقارنة بالعام الماضي، لكن يبقى السؤال الملحّ حول ما إذا كان المهرجان قادراً على تطوير أدواته ومضمونه، في ظلّ تراجع جمهوره واهتمامه بالكمّ على حساب النوع.
ويعود عبود الجابري لطرح قضية أخرى واكبت الأيام الأولى للمهرجان، والتي اتّسمت ببرمجة مكثفة للأمسيات الشعرية، حيث تعدّدت الجهات المنظّمة، وقدّمت كلٌّ منها قائمةً مختلفة من الأسماء، مما سبّب تشتتاً في توقيت الأمسيات ومواقعها، فكان الحضور أقل من المنتظر. كما أنّ هناك تفاوتاً واضحاً في مستوى القصائد المقدّمة، ما يعيد طرح التساؤل حول آلية اختيار المشاركين أنفسهم.
## "راضية" لخولة أسباب بنعمر: طرحٌ نسوي في فضاءٍ سائل
01 August 2025 05:34 AM UTC+00
 
شغلت مكانة المرأة في المجتمع، ومعركة حصولها على حقوقها الأساسية، حيّزاً مهمّاً من اهتمام المخرجين المغاربة منذ سبعينيات القرن الماضي، قبل أنْ تحلّ موجة أفلام "قضية المرأة" في تسعينياته، مع تناول أعمال عدّة هذه الثيمة من باب السينما الاجتماعية ذات التوجّه الواقعي، كـ"نساء ونساء" (1998) لسعد الشرايبي، و"مصير امرأة" (1998) لحكيم النوري.
ينبري "راضية" (2024)، الروائي الطويل الثاني لخولة أسباب بنعمر بعد "نور في الظلام" (2017)، إلى الثيمة نفسها، لكنْ من منطلق مختلف، بزغ منذ مطلع الألفية الجديدة، لعلّ "براق" (2010) لمحمد مفتكر من أبرز ممثّليه: انزياح عن الواقعية لفائدة تموقع زمكاني غير مُحدّد المعالم، يرنو إلى رؤية العالم بعيني الشخصية النسائية، بتأثير شرط عيشها، مع تحمّل انعكاس ذلك في سرد مُبعثر.
لا يمنع هذا التقارب وجود اختلافات جوهرية بين المقاربتين، إذْ تجنح أسباب بنعمر إلى الصوت الداخلي وسيولة الفضاء، بينما يختار مفتكر الفانتازيا والثريلر السيكولوجي.
يُفتَتح "راضية" ـ المُشارك في "أسبوع المخرجين" بالدورة الـ45 (13 ـ 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2024) لـ"مهرجان القاهرة السينمائي"، والمعروض في الصالات التجارية المغربية منذ 16 يوليو/تموز 2025 ـ بمشهد تقديمي طويل نسبياً، ربما أثقل كاهل الفيلم، لأنّ إيقاعه لا يعكس كنه العمل برمّته، الغائص في أجواء ميلانكولية يُعزّزها اختيار الأبيض والأسود، يُستشعر من خلالها إحساس راضية (صونيا الملاح)، الكهلة القابعة وحيدةً في منزلها لاكتئاب أصابها بعد وفاة زوجها. الغموض الذي يلفّ زمنية الفيلم أهمّ نقاط قوّته، إذْ ما إنْ تستجمع راضية همّتها، وتجمع حقيبة سفرها، وتتوجّه إلى المطار، حتى تتحوّل قاعة الانتظار فيه إلى فضاء سائل، وفق قول مأثور لابن عربي: "الزمان مكانٌ سائل والمكان زمانٌ متجمّد"، تتحقّق فيه نسبية الزمن.
في تلك القاعة، تلتقي راضية بعائشة (حفصة الطيب)، شابّة في عشرينياتها، فتسترجع بمرآة نظرتها محطّات من حياتها، توردها المخرجة مبعثرةً (قرار جريء)، عساها تجد رابطاً أقوى من التراتبية الزمنية لاستشعار العلاقة بين ذكريات، تبدو لوهلة أولى مشتّتة، لكنّ سحر المونتاج (جوليان فوري) لا يفتأ يشتغل ليجد بينها تجاذبات غير اختيارية، نسجاً على عنوان الرواية الشهيرة لغوته.
هكذا يغدو اللباس الأبيض خيطاً جامعاً بين ذكرى الزفاف وجنازة الزوج، وشاهداً على وضع امرأة مسلوبة الإرادة في كليهما. يتجاور، في رأس راضية، مشهدٌ من طفولة، كان فيها والدها سنداً وحيداً لها في تحقيق ذاتها باللعب كما أخيها، وآخر يستشرف جلوسها عاجزة تتفرّج على أبنائها، وهم يتقاسمون الإرث بلا اكتراثٍ بوجودها، كأنّها لم تساهم في الإرث بشيء.
 
 
من جهة أخرى، يسعف الاشتغال على الشريط الصوتي المخرجة لتكثيف ألم الولادة، من دون حاجة إلى تكرار مشهد الوضع، فتصبح لحظة غلق باب المنزل، قبل التوجّه إلى المستشفى، مع قلق عدم رؤية البيت مرة أخرى، مطيةً للالتصاق بشعور المرأة في هذه اللحظة المفصلية، والمشاعر المختلطة التي تجتاحها، قبل هذا وفي الأثناء.
نودّ لو أن بعض الحوارات تفادى المباشرة، التي تعتريها بين فينة وأخرى، كما عندما تسطّر أم راضية على فكرة جليّة أصلاً بعدم السماح لطفلتها بالخروج، "لأنّها ليست كأخيها الولد". كلّ المشاهد، التي اكتفت بالتلميح بدل التصريح، قوية، كجمل تلامس موت القدرة على الحلم عند الأنثى، موازاة مع تقدّمها بالعمر، أو انتفاء إرادتها أمام ما يريده لها الآخرون.
الأشدّ تعبيراً، مشاهد تنطق بالمعنى من دون الحاجة إلى حوار. كمشهد راضية وهي تستشعر جثة زوجها عن قرب، من دون أنْ تلمسها، تعبيراً عن عبثية عادة تمنع المرأة من حضور غسل زوجها الميت ودفنه، خاصة أنّ إرداف هذا المشهد بلقطة علاقة شبقية تعبّر عن أوج التلاحم بين الجسدين. اختيار التوليف صائب (جوليان فُوْرِي). ملاحظة تنسحب على مشهد طويل ومهم، تورده خولة أسباب بنعمر بزمنه الحقيقي تقريباً، يظهر راضية وهي تشقى للخروج إلى العمل باكراً، موازاة مع تحضير الإفطار، والاعتناء برضيعيها التوأم وابنتها الصغيرة. تعطي جمالية الزمن الحقيقي انطباعاً خاطئاً بقرب وقوع أمر جلل، قبل أنْ تتفتّق ذهنية المشاهد على أنّ امرأة تشقى لتجهيز أطفالها للخروج، وحملهم تباعاً إلى السيارة، من دون أي مساعدة تُذكر من زوجها، وهذا أمرٌ جلل بحدّ ذاته.
تُشكّل أشغال المنزل، وسيزيفية القيام بها، باعثاً رئيسياً في "راضية" ـ الفائز بجائزة أفضل إخراج في الدورة الـ25 (21 ـ 27 يونيو/حزيران 2025) لـ"مهرجان السينما الأفريقية بخريبكة" ـ يتمثّل عبثية الحياة في ظلّ تكرار اليومي والمُملّ، وسعادة مُعطّلة يجسّدها الشغف المشترك لراضية وعائشة بقيادة الدراجات النارية. يعزّز هذا التخاطر بين المرأة الناضجة والفتاة المقبلة على الحياة رؤية، مفادها أنّنا لا نشاهد في نهاية المطاف سوى امرأة واحدة تعيد النظر في اختياراتها في مرحلتين مفصليتين من حياتها. تعزّز طبيعة قاعة الانتظار من هذه الفرضية باعتبارها فضاء سائلاً ومجازياً. ولعلّ الحركة المتكرّرة التي تُقدِم عليها راضية، بقلب الساعة الرملية، تدلّ على إمكانية عكس سير الزمن، وسلك مسار حياة مختلفة.
مجازية الفضاء تُحقّقها أيضاً لمسات من سينما التحريك، تختلط برهافة مع تفاصيل الواقع كلعبة "إكس ـ أو" المطبوعة فوق حقيبة السفر، ما يبدو إشارة إلى تأرجح اختيارات الحياة، أو فتيات يلتهين بحبل القفز الصيني، ودلالته على براءة طفولية مفتقدة، ودوران الخذروف الذي يحيل إلى حلقة العيش المفرغة من المعنى.
الثابت أنّنا إزاء تجربة فيلمية طموحة وشجاعة، كونها تأخذ مجازفات شكلية غير هيّنة، وتثق بقدرة المُشاهد على القيام بدوره في المعادلة الفنية للالتقاء بالمخرجة في منتصف الطريق. بوسع أسباب بنعمر، مع مزيد من التطلّب الجمالي والحزم في التفاصيل، أنْ تُغني الخزانة السينمائية المغربية بأفلام ذات قيمة فنية عالية في المستقبل.
## ويتكوف يزور مركز مساعدات في رفح وسط استمرار القصف والتجويع
01 August 2025 05:36 AM UTC+00
وصل المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف إلى مركز توزيع المساعدات في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، برفقة السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية. وتأتي هذه الزيارة التي قال البيت الأبيض إنها ستشمل تفقد مواقع توزيع الغذاء الحالية وتأمين خطة لزيادة وصول المساعدات الإنسانية، في وقت تتفاقم فيه أزمة الجوع في القطاع المحاصر، والذي يتعرّض للإبادة الجماعية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وعشية زيارة قطاع غزة، التقى ويتكوف وهاكابي برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين، أمس الخميس، لمناقشة تقديم المساعدات إلى قطاع غزة، "حيث أرسل الرئيس المبعوث الخاص لإنقاذ الأرواح وحل الأزمة"، بحسب المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، التي قالت إن ويتكوف وهاكابي "سيجتمعان مع سكان غزة للاستماع المباشر إلى الأوضاع على الأرض" التي وصفتها بـ"المزرية"، وسيطلعان ترامب على نتائج زيارتهما إلى غزة ويناقشان معه خطة نهائية لتوزيع المساعدات والأغذية في المنطقة.
وهذه ثاني زيارة معلنة لويتكوف إلى غزة، بحسب "فرانس برس"، بعدما زار القطاع في يناير/ كانون الثاني خلال وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حماس"، بقي سارياً حتى 18 مارس/ آذار حين استأنف الاحتلال حرب الإبادة على غزة.
تعليق من "حماس" على زيارة ويتكوف إلى غزة
من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، في منشور نقلته الصفحة الرسمية للحركة على تليغرام، إن "زيارة ويتكوف إلى غزة استعراضٌ دعائي لاحتواء الغضب المتصاعد إزاء الشراكة الأميركية (الإسرائيلية) في تجويع أهلنا في القطاع"، مضيفاً أن ويتكوف "لا يرى في غزة إلا ما يريد له الاحتلال أن يراه، وينظر إلى المأساة المستمرة بعيونٍ إسرائيليةٍ مضلِّلة". واعتبر الرشق أن "من المؤكّد أنه لن يطّلع على عمل مقصلة الجياع التي تُسمّى (مؤسسة غزة الإنسانية)، وكيف تُجهِّز مسرح القتل للآلة الحربية الصهيونية". وتابع أن "إقرار البيت الأبيض بـ"مجاعة غزة" بعد إنكارها، من دون إدانة الاحتلال المتسبّب بها، يعني تبرئة الجاني وتوفير الغطاء السياسي لاستمرار الجريمة الأفدح في التاريخ".
ووصل ويتكوف إلى إسرائيل أمس الخميس، في زيارة تأتي على خلفية تعثر المفاوضات الرامية إلى إبرام اتفاق لوقف الحرب على غزة وصفقة تبادل للمحتجزين والأسرى. ونشر نتنياهو صوراً على حسابه في منصة إكس لاستقباله ويتكوف في مكتبه بالقدس المحتلة. وقالت القناة "12" العبرية الخاصة إن "زيارة ويتكوف تأتي في وقت حرج، إذ يتعين على إسرائيل اتخاذ قرار بشأن كيفية مواصلة الحرب في غزة". وأضافت أن ويتكوف وصل إلى إسرائيل لبحث موضوعين رئيسيين هما "استمرار القتال في غزة، والوضع الإنساني في القطاع".
وتابعت القناة: "تزداد حدة المعضلة التي تواجهها القيادتان السياسية والأمنية في إسرائيل مع الصور الصعبة التي تخرج من غزة"، في إشارة إلى ضحايا سياسة التجويع الإسرائيلية الممنهجة. و"يتعين اتخاذ القرار بين التوجه نحو صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المختطفين (الأسرى) أو توسيع العمليات القتالية لتصل إلى احتلال وضم أجزاء من القطاع"، حسب القناة.
وفي أحدث تصريح له بشأن غزة، قال ترامب في مقابلة هاتفية مع شبكة "إن بي سي نيوز"، إنه يتطلع إلى التقرير الذي سيعدّه ويتكوف وهاكابي بعد زيارتهما قطاع غزة اليوم الجمعة، مشيراً إلى ضرورة "التأكد من حصول الناس على الطعام"، في ظل سوء التغذية الحاد والتجويع الذي يتعرض له سكان غزة جراء الحصار الإسرائيلي.
وكان مسؤول كبير في البيت الأبيض قد قال في وقت سابق من هذا الأسبوع للشبكة إن ترامب منزعج من صور الأطفال الذين يتضورون جوعاً في غزة. وخلال اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، يوم الاثنين، قال ترامب إن "بإمكاننا إنقاذ الكثير من الأطفال الذين يعانون (..) هذه مجاعة حقيقية، وهذا أمر لا يمكن تزييفه". وسئُل ترامب، بحسب الشبكة، عما إذا كان يثق في نتنياهو في الإشراف على توزيع المساعدات الأميركية في غزة، ليرد قائلاً "إنه شخص كفوء"، معبّراً عن قلقه من "سرقة حماس المساعدات"، بحسب زعمه.
ويتكوف إلى روسيا
في سياق آخر، من المتوقع أن يتوجه ويتكوف إلى روسيا بعد زيارته لإسرائيل، اليوم الجمعة، وفقاً لما قاله ترامب. وأضاف متحدثاً للصحافيين في البيت الأبيض، الخميس: أنه سيتوجه إلى روسيا، "صدقوا أو لا تصدقوا"، دون إعطاء مواعيد محددة أو تفاصيل إضافية عن الرحلة. وسبق أن التقى ويتكوف بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومسؤولين كبار آخرين خلال زياراته إلى موسكو. ويأتي الإعلان في الوقت الذي يزيد فيه ترامب الضغط على الكرملين. فقد انتقد بشدة تصرفات روسيا في أوكرانيا، واصفاً إياها بأنها "مقززة"، وأشار إلى العدد الكبير من الضحايا من الجانبين.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قلّص الرئيس الأميركي مدة إنذاره لبوتين لوقف إطلاق النار في أوكرانيا من 50 يوماً إلى عشرة أيام، وبعد ذلك تخطط الولايات المتحدة لفرض عقوبات تستهدف الشركاء التجاريين لروسيا. ومن بين المتأثرين ستكون دول مثل الهند والصين، التي تستورد النفط الروسي.
(العربي الجديد، أسوشييتد برس)
## "فرانس برس": إيران ترفض الاتهامات الغربية لها بالقيام بمحاولات اغتيال وخطف في الخارج
01 August 2025 05:52 AM UTC+00
## "الموجة" لسيباستيان ليليو: مجازفة فنية متوازنة
01 August 2025 05:55 AM UTC+00
 
مُجدّداً، يؤكّد التشيلي سيباستيان ليليو، في "الموجة"، أنّه مخرج قضايا المرأة بامتياز. فيلمه التاسع هذا لا يحيد عن الخط الفكري الذي انتهجه في مسيرته السينمائية، مُركّزاً فيه، بوعي وتصميم وصدق، على تناول تلك القضايا وتنوّعها، بأنواع سينمائية تختلف بين فيلم وآخر.
للتنوّع السينمائي أهميته في نتاجاته. فهو، بجرأة شديدة، يُقدّم للمرة الأولى دراما موسيقية غنائية استعراضية طويلة، اتّسمت بالفنيّة والحيوية والإمتاع، بشكل فريد في سينماه، وسينما أميركا اللاتينية، والسينما عامة، العازفة منذ عقود عن تقديم النوع الاستعراضي الغنائي، إلّا نادراً.
لا مبالغة في أنّ "الموجة" يكاد يكون الغنائي الموسيقي الاستعراضي الأكبر والأضخم والأهمّ منذ عقود، نظراً إلى طرحه قضايا حقيقية مُلحّة، عن الاغتصاب والعنف ضد المرأة، بصدق وعدم افتعال، وبقدر كبير من الإحكام والجدّة والتوازن بين عناصره. وأيضاً، لقدرته على تجاوز تقاليد هذا النوع السينمائي العريق وحدوده، وتقديم الجديد والفريد، مُتجنّباً الوقوع في صعوباته ومشكلاته المعهودة.
يسهل رصد الجهدين الفني والفكري، والتفاعل معهما، في "الموجة". ليس فقط لاستعانة ليليو، بتقديمه تابلوهات استعراضية مُدهشة، بـ17 موسيقيّة وموسيقيّ، وبالمُصمّم الاستعراضي المعروف ريان هيفينغتون، وتركهم بصمات واضحة، وأساساً لقدرته الساحرة على ضبط أغلب عناصره. تجلّى هذا في التناغم بين حركة المجاميع الضخمة والكاميرا وزوايا التصوير، خاصة في الأماكن المغلقة الضيقة، وفي الحرم الجامعي المفتوح، واعتماد لقطات علوية وتتبّع، وزوايا عريضة تُبرز جماليات الانسجام البشري الراقص، بألوانه المبهجة المتنوّعة، وأصواته الثائرة الصادحة، في ما يشبه حركة الموج، برقّتها وعنفوانها.
من الجماليات الفنية الأخرى في "الموجة"، اختراق ليليو عمداً الجدار الرابع، إذْ يوجّه انتقادات إلى نفسه ودوره. هناك شخصية تسأله عن سبب تصدّيه بوصفه مخرجاً ذكراً لإنجاز الفيلم. بعيداً عن طرافة الأمر، ومفاجأته وجرأته، هذا يطرح الكثير عن مدى المغالاة النسوية أحياناً، الضارّة بقضايا المرأة. كما عَمَد، في النصف الثاني مثلاً، إلى مزج ساحر بين الواقع والخيال والذكريات والأحلام، بتجلّ مُبتكر ومربك لتداخل الزمان والمكان وسيولتهما. مفارقة الواقع الصارم والسرد المنطقي ولّدا إيقاعات جمالية أنعشت الفيلم، وأكسبته غموضاً.
 
 
اللافت للانتباه أنّه ـ فكرياً مَصوغٌ بحرفية في صميم الدراما، ومن دون غرق في السياسة والمباشرة والتنفير من حركة "مي تو" وشاكلتها ـ يفتح آفاقاً جديدة لفضح مدى استغلال حركات المقاومة، وتقويضها من الداخل، ومحاولة تهدئتها بإصلاحات فارغة لا تُحدث تغييرات جوهرية. أيضاً، مهاجمة النظام البطريركي، والقوانين الذكورية، والتميّز الطبقي، إلى إدانة بالغة للدور الخاطئ للأم في تربية الذكور تحديداً، فضلاً عن نهج الشرطة غير الفعّال، الذي يلوم الضحايا، وكيف أنّ كلّ هذا يُقوّض أي جهد مبذول.
اللافت أكثر أنّ نوع الأفلام الموسيقية الاستعراضية يكون غالباً ذا طبيعة ومواضيع خاصة، بطبيعة ناعمة أو هادئة أو رومانسية أو استهلاكية. لكنّ ليليو يُسَخِّر الموسيقى والرقص الاستعراضي والغناء، إلى حركات المجاميع الهائلة، لخدمة حبكة قائمة أساساً على الاحتجاج والتمرّد والثورة والاعتصامات والعصيان المدني والخطابات التحريضية. لذا، تُلاحَظ النبرة الحماسية، الحادة أو العالية أو الزاعقة أو المزعجة، في الموسيقى والغناء والكلمات المستلْهَمَة من هتافات المظاهرات. هناك أيضاً العنفوان والخشونة والحدّة في تصميم الرقصات، والتوظيف المُكثّف والمُتعمّد للآلات الخشبية والنحاسية والإيقاعية الصادحة، ما أكسب "الموجة" فرادة لأنّه الأبرز، وربما الأوحد، في تطويع هذا النوع لخدمة دراما ثورية سياسية اجتماعية، نسائية الطابع.
درامياً، يُضيء "الموجة" على شجاعة النساء اللواتي حطّمن القيود التقليدية في أميركا اللاتينية، تشيلي تحديداً، وكيف قرّرن، بجرأة وشراسة، التمرّد وفضح المسكوت عنه في التحرّش والاستغلال الجنسي والاغتصاب والإساءة إلى النساء. يستلهم ليليو (كاتب السيناريو مع مانويلا إنفانتي وجوزفينا فرنانديز وبالوما سالاس) وقائع الاحتجاجات والتجمّعات الطالبية، التي اجتاحت الجامعات في ما يُعرف بـ"مايو النسوي" (2018)، وهذه محطة بارزة في التاريخ الحديث.
جوليا (دانييلا لوبيز) طالبة جامعية في قسم الموسيقى، تُدفَع إلى مشاركة زميلاتها الثائرات لتحديد هوية الطلاب الذكور الذين اغتصبوهن. تدريجياً، يُعرف أنّ جوليا كانت ضحية ماكس (نيستور كانتيانا)، المُدرّس الشاب الوسيم والثري، الذي لا يعتقد أنّه اغتصبها، لأنّها لم تكن ثملة للغاية حين جاءت إلى شقته، ونامت في فراشه بإرادتها. لكنّها فوجئت بالأمر صباحاً، وأدركت لاحقاً أنّ الأمر لم يَرُقْها. هنا، يغوص "الموجة" أكثر في طرح أسئلة شائكة ومُربكة عن ماهية التراضي، وعن أين تبدأ وتنتهي، وإلقاء اللوم على الضحية، والتشهير، وافتراض البراءة أو حسن النية، من بين أمور أخرى عدّة.
## 26 قتيلاً وعشرات المصابين في أحدث هجوم روسي على كييف
01 August 2025 06:03 AM UTC+00
ارتفعت حصيلة الضربات الروسية صباح أمس الخميس على كييف إلى 26 قتيلاً، بينهم ثلاثة أطفال، و156 جريحاً، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية اليوم الجمعة. وغداة إعلان السلطات الأوكرانية أنّ القصف أوقع 16 قتيلاً، بينهم طفلان، قالت وزارة الداخلية في منشور على "تليغرام" إنّه "خلال ليلة أمس وصباح اليوم، انتشلت فرق الإنقاذ عشر جثث من تحت أنقاض المبنى السكني في منطقة سفياتوشينسكي، بينها جثة طفل يبلغ من العمر عامين"، مشيرة إلى أنّ القصف أوقع أيضاً 159 جريحاً، بينهم 16 طفلاً.
واستُهدفت أوكرانيا مجدداً، ليل الخميس - الجمعة، بضربات روسية، وقُتل رجل عمره 63 عاماً جراء قذيفة طاولت مبنى سكنياً في بلدة فيسيليانكا في منطقة زابوريجيا (شرقا)، وفق ما أفاد رئيس الإدارة العسكرية المحلية إيفان فيدوروف على "تليغرام". وأعلنت كييف اليوم الحداد إثر عمليات القصف التي حصلت أمس الخميس وكانت الأكثر دموية في العاصمة منذ بدء الغزو الروسي في فبراير/ شباط 2022.
إلى ذلك، أعلنت خدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية، اليوم الجمعة، عن اندلاع حرائق واسعة النطاق في منشآت صناعية في بيلا تسيركفا، الواقعة بمنطقة كييف، جراء غارة روسية. وأفادت خدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية، بأن الجيش الروسي شنّ سلسلة من الضربات على منطقة بيلا تسيركفا خلال الليل، مما تسبب في اندلاع حرائق واسعة النطاق في مؤسسات مدنية ومنشآت صناعية بالمنطقة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية الأوكرانية (يوكرينفورم) اليوم.
وشارك أكثر من 100 من رجال الإنقاذ و34 وحدة من معدات خدمة الطوارئ الحكومية، بما في ذلك الروبوتات، في إزالة آثار الحريق. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، عن تدمير منظومات الدفاع الجوي التابعة لها، 60 طائرة أوكرانية مسيرة خلال الليل، فوق عدة مناطق. وقالت الوزارة في بيان لها: "خلال الليلة الماضية من الساعة 23:30 بتوقيت موسكو في 31 يوليو/ تموز، وحتى الساعة 04:10 في 1 أغسطس/ آب، اعترضت منظومات الدفاع الجوي العاملة ودمّرت 60 طائرة دون طيار أوكرانية"، وفقاً لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية.
وأضاف البيان، أنه تم تدمير "31 مسيّرة على أراضي مقاطعة بيلغورود، و12 على أراضي مقاطعة روستوف، و5 على أراضي إقليم كراسنودار، و4 فوق حوض البحر الأسود، و3 على أراضي مقاطعة فورونيج، واثنتين على أراضي مقاطعة ليبيتسك، واثنتين على أراضي مقاطعة تولا، وواحدة فوق مياه بحر آزوف".
وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"مشهد جديد" من القتل تسببت به موسكو، داعياً إلى "تغيير النظام" في روسيا. من جانبه، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضربات بأنّها "مثيرة للاشمئزاز"، مؤكداً عزمه على فرض عقوبات جديدة على روسيا. وقال ترامب للصحافيين إنّ "روسيا - أعتقد أنّ ما يفعلونه مثير للاشمئزاز. أعتقد أنّه مثير للاشمئزاز"، مضيفاً "سنفرض عقوبات. لا أعلم إن كانت العقوبات تزعجه (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) لكنّنا سنفرضها".
كما أعلن الرئيس الأميركي أنّ مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف الذي يزور إسرائيل حالياً، سيتوجّه إلى روسيا بعد انتهاء مهمّته في الشرق الأوسط. وسبق لويتكوف أن التقى مرات عدّة بالرئيس الروسي. وكان ترامب قد أمهل روسيا حتى نهاية الأسبوع المقبل لوقف القتال في أوكرانيا، وذلك تحت طائلة فرض عقوبات اقتصادية قاسية عليها. ويدرس الرئيس الأميركي حالياً فرض عقوبات "ثانوية" على روسيا، وهي عقوبات تستهدف عملياً الدول التي تشتري من موسكو النفط تحديداً، وذلك بهدف تجفيف هذا المصدر الأساسي لإيرادات آلة الحرب الروسية. وانتقد ترامب الهند تحديداً، بسبب وارداتها من الهيدروكربونات والأسلحة الروسية.
وإثر عودته إلى السلطة في يناير/ كانون الثاني، عبّر ترامب عن استعداده للتفاوض مع الرئيس الروسي، وحاول التقارب معه، وانتقد المساعدات الضخمة التي قدّمتها واشنطن إلى كييف في عهد سلفه جو بايدن. لكنّ ترامب أعرب منذ ذلك الحين عن "خيبة أمل" من بوتين الذي لم يوافق على وقف لإطلاق النار تطمح إليه كييف وواشنطن.
(فرانس برس، أسوشييتد برس)
## "رويترز" عن وزير الخارجية الفرنسي: ستكون هناك 4 رحلات جوية محملة بعشرة أطنان من المساعدات الإنسانية إلى غزة من الأردن
01 August 2025 06:40 AM UTC+00
## كيلور نافاس يواجه تهمة التكبر والجماهير تصفه بالمغرور
01 August 2025 06:49 AM UTC+00
 يواجه الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس (38 عاماً)، انتقادات لاذعة واتهامات بالكِبر على خلفية تصرّفه المثير للجدل مع ناديه الأرجنتيني السابق نيولز أولد بويز، الذي غادره بشكل مفاجئ للانضمام إلى بوماس المكسيكي. ووصفت جماهير الفريق الأرجنتيني قراره بالمغرور، معتبرة أنه لم يُظهر الاحترام اللازم لألوان نادٍ حملها نجوم كبار، في مقدّمتهم الأسطورة ليونيل ميسي (38 عاماً).
رحيل بطعم مر، هكذا وصفه موقع راديو "أر إم سي سبورت" الفرنسي، إذ غادر كيلور نافاس نادي نيولز أولد بويز الأسبوع الماضي، لينضم إلى بوماس المكسيكي، وذلك بعد مرور ستة أشهر فقط على وصوله في يناير/كانون الثاني 2025. وقد قوبلت رغبته في فسخ عقده، الذي كان من المفترض أن يستمر حتى ديسمبر/كانون الأول، باستياء كبير من إدارة النادي الأرجنتيني وجماهيره، الذين منحوه فرصة لإحياء مسيرته بعد ابتعاده عن اللعب لستة أشهر عقب رحيله عن باريس سان جيرمان (2019-2024).
وتعرّض الحارس الكوستاريكي المخضرم كيلور نافاس (120 مباراة دولية)، لهجوم علني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قادته زوجة مدرب نادي نيولز أولد بويز كريستيان غاستون فاببياني (41 عاماً)، وهي خيمينا فاسكون. وهاجمت فاسكون تصرّف نافاس، بعدما علّقت على منشور صحافي كشف عن حالة "الذهول" داخل النادي الأرجنتيني من قراره الرحيل في منتصف الموسم، على الرغم من أنه كان يحظى بكل أشكال الدعم والرعاية من الجهاز الفني، الذي وفر له الظروف المثالية لاستعادة مستواه بعد فترة من الغياب عن الملاعب.
وكتبت خيمينا فاسكون: "أحياناً ينسى البعض أنهم، إلى جانب فرديتهم، جزء من فريق. وقلة الاحترام تجاه زملائهم، والمؤسسة بأكملها، والجماهير، أمرٌ مؤسف، سواء كان الشخص بطلاً ثلاثياً أو خماسياً أو حتى ملك العالم. لا شيء أسوأ من أن يظن المرء نفسه أعلى من الآخرين".
وجاءت القطيعة بين كيلور نافاس ونادي نيولز أولد بويز بشكل مفاجئ ومؤلم، لا سيما في ظل المستويات المبهرة التي قدّمها الحارس الكوستاريكي خلال الأشهر الستة التي قضاها مع الفريق، إذ خاض 16 مباراة أعاد فيها اكتشاف نفسه وأعاد طرق أبواب المنتخب الوطني بعد عام من إعلان اعتزاله. غير أن الغموض بدأ يلف مستقبله بعدما غاب عن مواجهتين متتاليتين في ظروف وُصفت بالمريبة، ما فتح الباب أمام التكهنات بشأن نيّته الرحيل، وهو ما تأكد لاحقاً برحيله إلى المكسيك.
من جهته، علّق مدرب نادي نيولز أولد بويز كريستيان غاستون فابياني بغضب على طريقة رحيل كيلور نافاس، وكشف تفاصيل اللحظات التي سبقت الانفصال قائلاً "عندما طلب قبل ساعتين فقط من الاجتماع الفني عدم اللعب أمام بانفيلد، قلت في نفسي: انتهت قصة كيلور"، وأضاف: "اتصلت به وأبلغته بأننا سنتحدث بعد المباراة لتوضيح الأمور، لكن تصرّفه أزعجني بشدة، أهانني وأفسد مزاجي وآلمني"، وتابع قائلاً "استشرت بعض الخبراء، مثل خوستو فيار، وأخبرني بأن اللاعب الذي لا يريد البقاء لن يفيد الفريق، وأن الاحتفاظ به أسوأ من تركه يرحل".
وفي ظل هذه العاصفة من الانتقادات والتصريحات الغاضبة، يبدو أن كيلور نافاس طوى صفحة قصيرة لكنها صاخبة في الملاعب الأرجنتينية، فترك وراءه جدلاً واسعاً وانقساماً بين من يرى فيه نجماً لم يُحسن وداع الفريق، ومن يعتبره محترفاً اتخذ قراراً شخصياً لا يُلزمه بتبريره. وبين هذا وذاك، يبقى السؤال مطروحاً: هل سيُعيد نافاس كتابة نهايته مع بوماس، أم أن صورته ستظل محاطة بظلال التكبر وسوء التقدير؟
## مورينيو يخطط لانتشال دياز من كابوس ريال مدريد
01 August 2025 06:49 AM UTC+00
يعيش نجم منتخب المغرب إبراهيم دياز (25 عاماً)، وضعاً مقلقاً مع ناديه الحالي ريال مدريد الإسباني، بعد خروجه من حسابات المدرب تشابي ألونسو (44 عاماً)، ما يجعله مهددا بالاستبعاد من تشكيلة زملاء كليان مبابي (26 عاماً)، خلال مباريات الموسم المقبل، لذا أصبح لزاماً عليه البحث عن نادٍ آخر يضمن مشاركته أساسياً حتى يكون في قمة جهوزيته خلال بطولة أفريقيا للأمم، المقرر إقامتها في المملكة خلال الفترة ما بين 21 ديسمبر/ كانون الأول و18 يناير/ كانون الثاني المقبلين. وتلقى النجم المغربي إبراهيم دياز عروضاً احترافية عدة في الفترة الأخيرة، آخرها من نادي فنربخشة التركي، عقب دخول مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو (62 عاماً)، على خط الاستفادة من خدماته.
وفي هذا الإطار، أفادت صحيفة هيرييت التركية، أمس الخميس، بأن الـ"سبيشل وان" وضع اسم دياز في قمة أولوياته خلال مرحلة الانتقالات الصيفية الحالية، أملا في إنقاذه من الدكة داخل أسوار النادي الملكي، إذ يرى المدرب جوزيه مورينيو في اللاعب إبراهيم دياز الخيار المناسب لملء بعض النواقص التي يعانيها نادي فنربخشة التركي في خط الهجوم.
وحسب المصدر نفسه، فإن المدرب البرتغالي طلب من إدارة النادي التركي الإسراع في تقديم عرض مالي لنادي ريال مدريد من أجل ضم النجم المغربي في ميركاتو الصيف، بصرف النظر عن المطالب المالية الكبيرة التي حددتها إدارة الرئيس فلورنتينو بيريز. وأثار خبر إمكانية انضمام اللاعب إبراهيم دياز إلى فنربخشة ردات فعل إيجابية من قِبل جماهير النادي التركي، التي عبرت عن أملها في إتمام الصفقة بنجاح.
ومن شأن التحاق دياز (25 عاماً)، بالدوري التركي أن يخلصه من كابوس نادي ريال مدريد ومدربه تشابي ألونسو، الذي يبدو أنه خيّر إبراهيم دياز بين الرضا بدور ثانوي في تشكيلة "الميرينغي"، أو الرحيل لخوض تجربة أخرى قد تكون مفيدة بالنسبة إليه وأيضاً لمنتخب المغرب، الذي يراهن على جهوزيته الكاملة خلال الاستحقاقات المقبلة، من أبرزها بطولة كأس أمم أفريقيا 2025. وجدير بالذكر أن جوزيه مورينيو سبق أن كان وراء ضم الثنائي المغربي: يوسف النصيري (27 عاما)، وسفيان أمرابط (28 عاما)، إلى نادي فنربخشة التركي خلال الموسم الكروي الماضي.
## هكذا تفاعلت الأسواق مع زيادة ترامب الرسوم الجمركية على عشرات الدول
01 August 2025 07:01 AM UTC+00
لم يطرأ تغير يُذكر على أسعار النفط، اليوم الجمعة، بعد انخفاضها بأكثر من 1% في الجلسة السابقة، وسط تقييم المتداولين لتأثير الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة المرتفعة، والتي قد تُقوّض النشاط الاقتصادي وتُقلّل نمو الطلب العالمي على الوقود. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت أربعة سنتات، أو بنسبة 0.06%، لتصل إلى 71.74 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 12:01 بتوقيت غرينتش، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي سنتاً واحداً، أو 0.01%، إلى 69.27 دولاراً.
ومع ذلك، يتجه خام برنت لتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 4.9%، كما يتجه خام غرب تكساس الوسيط نحو الصعود بنسبة 6.4%، بعدما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع بفرض رسوم جمركية على مشتري الخام الروسي، خصوصاً الصين والهند، في محاولة للضغط على روسيا لوقف حربها ضد أوكرانيا. إلا أن المستثمرين يركزون، اليوم الجمعة، بشكل أكبر على قرار ترامب فرض معدلات رسوم جمركية جديدة وأعلى في معظم الحالات على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، والتي من المقرر أن تدخل حيّز التنفيذ اعتباراً من الأول من أغسطس/ آب.
وقد وقّع ترامب، أمس الخميس، أمراً تنفيذياً بفرض رسوم جمركية تراوح بين 10% و41% على الواردات الأميركية من عشرات الدول والمناطق، بما في ذلك كندا والهند وتايوان، بعد فشل التوصل إلى اتفاقات تجارية بحلول الأول من أغسطس/ آب، وهو الموعد النهائي الذي حدّده ترامب سابقاً.
ويحذر بعض المحللين من أن هذه الرسوم قد تضع ضغوطاً على النمو الاقتصادي من خلال رفع الأسعار، وهو ما سينعكس بدوره على استهلاك النفط. وظهرت مؤشرات، أمس الخميس، تُظهر أن الرسوم الجمركية القائمة تضغط بالفعل على الأسعار في الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد ومستهلك للنفط في العالم، حيث ارتفع معدل التضخم في يونيو/ حزيران نتيجة زيادة أسعار السلع المستوردة.
وتعزز هذه البيانات التوقعات بأن ضغوط الأسعار ستتزايد في النصف الثاني من العام، ما قد يُؤخّر اتخاذ مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) قرار خفض أسعار الفائدة حتى شهر أكتوبر/ تشرين الأول على أقل تقدير. وقد يؤثر الإبقاء على أسعار الفائدة المرتفعة أيضاً على سوق النفط، إذ إن ارتفاع تكاليف الاقتراض قد يُحدّ من النمو الاقتصادي. في غضون ذلك، تلقت الأسعار دعماً من تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100% على مشتري الخام الروسي، ما أثار مخاوف من اضطراب تدفقات النفط وخروج بعض الإمدادات من السوق.
وقال محللو "جيه.بي مورغان" في مذكرة، أمس الخميس، إن تحذيرات ترامب للصين والهند بفرض عقوبات على مشترياتهما من النفط الروسي قد تُعرّض نحو 2.75 مليون برميل يومياً من صادرات النفط الروسية المنقولة بحراً للخطر. وتُعدّ الصين والهند ثاني وثالث أكبر مستهلكين للنفط الخام في العالم، على التوالي.
أسعار الذهب والدولار
استقرت أسعار الذهب اليوم الجمعة، لكنها تتجه لتسجيل خسارة أسبوعية في ظل ارتفاع الدولار عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على عدد من الدول. واستقر الذهب في المعاملات الفورية عند 3289.79 دولاراً للأوقية (الأونصة)، متراجعاً بنسبة 1.4% منذ بداية الأسبوع حتى الآن. كما نزلت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.3% إلى 3340.20 دولاراً.
وارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.1%، ليُحوم بالقرب من أعلى مستوى له في شهرين، والذي سجله أمس الخميس، ما يجعل الذهب أكثر كلفة لحائزي العملات الأخرى. وفي ما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 37.10 دولاراً للأوقية، وانخفض البلاتين بنسبة 0.3% إلى 1308.85 دولارات، فيما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.9% إلى 1216.25 دولاراً.
أداء الدولار أمام العملات
يتجه الدولار لتحقيق أفضل أداء أسبوعي له في نحو ثلاث سنوات مقابل العملات الرئيسية، وحافظ على زخمه اليوم الجمعة، بعد إعلان ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على عشرات الشركاء التجاريين. وسجّل الين أدنى مستوى له في أربعة أشهر مقابل الدولار، مواصلاً انخفاضه الذي بدأه أمس الخميس، بعدما أشار بنك اليابان إلى أنه ليس في عجلة من أمره لاستئناف رفع أسعار الفائدة.
وعلى صعيد التحركات المرتبطة بالتجارة، ارتفعت العملة الأميركية أمام الفرنك السويسري بعدما حدد ترامب الرسوم الجمركية على الواردات السويسرية عند 39%، ارتفاعاً من 31% التي أُعلن عنها سابقاً. كما تراجع الدولار الكندي إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من شهرين بعدما فرض ترامب عليه ضريبة بنسبة 35% بدلاً من 25% التي سبق أن هدّد بها.
واستقر اليورو بالقرب من أدنى مستوياته في نحو شهرين، متأثراً بما تعتبره الأسواق اتفاقية تجارية غير متوازنة مع واشنطن. ورغم استمرار هجمات ترامب على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي وصفه بأنه "رئيس سيئ" للبنك المركزي، واعتبر تعيينه "خطأً"، فقد حافظ الدولار على قوته.
وصعد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، من بينها اليورو والين والفرنك السويسري، إلى 100.10 خلال الليل، متجاوزاً مستوى المئة للمرة الأولى منذ 29 مايو/ أيار. وسجّل سعر صرف الين 150.64 للدولار بعدما انخفض إلى 150.89 في وقت مبكر من اليوم الجمعة، وهو ما يُعد أضعف مستوى له منذ 28 مارس/ آذار. وحام اليورو حول 1.1420 دولار، وتراجع الفرنك بنسبة 0.26% إلى 0.8120 للدولار، بينما انخفض الدولار الكندي بنسبة 0.12% إلى أدنى مستوى له منذ 22 مايو عند 1.3872 دولار كندي مقابل الدولار الأميركي.
تأتي التحركات الحالية في الأسواق العالمية في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وعدد من شركائها التجاريين، مع تبني الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسة تجارية أكثر حمائية منذ عودته إلى البيت الأبيض في مطلع هذا العام. وقد سبق أن استخدم ترامب خلال ولايته الأولى سلاح الرسوم الجمركية للضغط على شركاء اقتصاديين كبار كالصين والاتحاد الأوروبي، ما تسبب حينها في اضطراب الأسواق وأثار مخاوف من اندلاع حروب تجارية.
ويبدو أن السياسة الاقتصادية الجديدة تسير على النهج ذاته، إذ تهدف الرسوم الأخيرة إلى حماية الصناعة الأميركية والضغط على بعض الدول لتقديم تنازلات تجارية أو سياسية، كما هو الحال مع محاولة التضييق على صادرات النفط الروسي. إلا أن هذه القرارات تُثير في الوقت نفسه مخاوف عالمية من آثار عكسية على النمو الاقتصادي العالمي وأسواق الطاقة والسلع، بسبب ارتفاع الأسعار وكبح الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري، لا سيما في الاقتصادات الناشئة.
(رويترز، قنا، العربي الجديد)
## وسائل إعلام إسرائيلية: المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف يصل إلى مركز لتوزيع المساعدات في رفح جنوبي قطاع غزة
01 August 2025 07:04 AM UTC+00
## ميلان يعرض بن ناصر على يوفنتوس في صفقة تبادلية
01 August 2025 07:13 AM UTC+00
قدم نادي ميلان الإيطالي عرضاً إلى مواطنه يوفنتوس، يقضي بانتقال لاعب الوسط الجزائري إسماعيل بن ناصر (27 عاماً)، إلى "بيانكونيري" مع مبلغ مالي قيمته 10 ملايين يورو، ويحصل "الروسونيري" على خدمات المهاجم الصربي، دوسان فلاهوفيتش (25 عاماً)، بما أن مدرب ميلان الجديد، ماسيميليانو أليغري (57 عاماً)، يعرف قدراته جيدًا، بعدما دربه سابقا في يوفنتوس، ومصرّ على التعاقد معه، وقد وضعه ضمن أهم خياراته بالنسبة إلى الموسم الجديد.
وأشارت صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية إلى أن خطة ميلان أصابها الفشل، بما أن يوفنتوس رفض الفكرة، ولا يبدو مستعدًا لقبول العرض، ولم تكشف الصحيفة عن أسباب الرفض، سواء لعدم اقتناع يوفنتوس بالمبلغ المالي المقترح، أو عدم رغبتهم في الحصول على خدمات بن ناصر بما أن الفريق يملك الكثير من الخيارات في وسط الملعب، ويبحث عن التخلص من بعض الأسماء خلال "الميركاتو" الصيفي الحالي. وخاصة البرازيلي دوغلاس لويز (27 عاماً)، الذي بات قريبًا من الرحيل.
وغاب بن ناصر عن معسكرات ميلان التي تسبق الموسم الجديد، بعدما  وضعه المدرب أليغري خارج الحسابات، وسط غموض بشأن مستقبله نظرًا لأن نادي مرسيليا لم يقدم بعد عرضاً إلى الفريق الإيطالي لتمديد تجربة المحارب الجزائري مع الفريق، كما أن الأخبار بشأن العروض العربية متضاربة بشكل كبير، بعد أن ساد الاعتقاد بأن بن ناصر سيرحل إلى نادي الاتحاد السعودي، الذي يرغب في دعم وسط ملعبه، ولكن لحدّ الان لم يحصل ميلان على عرض رسمي بشأن لاعبه الجزائري، الذي خاض النصف الثاني من الموسم الماضي معارًا إلى مرسيليا الفرنسي.
## فيراري يغلق الباب أمام هورنر بتمديد عقد مديره
01 August 2025 07:13 AM UTC+00
قرر فريق فيراري الإيطالي تمديد عقد مديره الفرنسي فريدريك فاسور (57 عاماً)، رغم التوقعات السابقة التي تحدثت عن إمكانية رحيله بنهاية الموسم الحالي في بطولة العالم لـ"فورمولا 1"، نظراً لأن نتائج الفريق منذ بداية الموسم لم تكن إيجابية، والفريق لم يحقق أي انتصار، واتسع الفارق عن "مكلارين"، وبدرجة أقل عن ريد بول ومرسيدس، وكل المؤشرات تؤكد أن الفريق لن يحصل على أي مكاسب من الموسم الحالي.
وجاء في بيان لفيراري: "انضم فاسور إلى الفريق في بداية عام 2023، حاملاً معه خبرة واسعة في مجال رياضة السيارات، وقدرة ثابتة على تطوير المواهب، وبناء فرق تنافسية على جميع مستويات السباقات". وأضاف البيان: "منذ ذلك الحين، أرسى أسسًا متينةً طموحةً لإعادة فيراري إلى صدارة فورمولا 1". ويعكس تجديد عقد المدير الفرنسي عزم فيراري على مواصلة البناء على هذه الأسس. وتتوافق قدرته على القيادة تحت الضغط، وتبني الابتكار، والسعي لتحقيق الأداء الأمثل، تماماً مع قيم "فيراري" وطموحاته طويلة الأمد. واتسم فريق فيراري، تحت قيادة فريد، بالتماسك والتركيز والالتزام بالتحسين المستمر. وتعكس الثقة الممنوحة له ثقة الفريق في توجهه الاستراتيجي، وتعزز عزمه المشترك على تحقيق النتائج التي يتوقعها ويستحقها مشجعو فيراري وسائقوه وأعضاؤه.
وبتمديد عقد فاسور، فإن "فيراري" يُغلق الباب أمام قدوم الإنكليزي كريستيان هورنر (51 عاماً)، الذي غادر فريق ريد بول منذ أيام قليلة، وسط توقعات بأن يكون معوضاً للفرنسي في الفريق الإيطالي، بما أنه حقق نجاحات تاريخية مع "ريد بول" خلال المواسم الماضية، ولكن استمرار فاسور سيجعله ينتظر فرصة أخرى مستقبلاً.
## جيش الاحتلال الإسرائيلي: صفارات الإنذار تدوي في البلدات القريبة من غزة
01 August 2025 07:29 AM UTC+00
## إسرائيل تجلي معظم دبلوماسييها من الإمارات وتنصح بعدم السفر إليها
01 August 2025 08:06 AM UTC+00
أوعزت وزارة الخارجية الإسرائيلية، مساء أمس الخميس، لمعظم المبعوثين الإسرائيليين وأفراد عائلاتهم بإخلاء مقرات البعثات الإسرائيلية في الإمارات بذرائع أمنية. وقد صدر الأمر لأعضاء السفارة في أبوظبي والقنصلية العامة في دبي ولأفراد عائلاتهم على أن يكون السفير يوسي شيلي آخر من يُخلي الموقع.
وقبل ذلك، أصدرت الخارجية الاسرائيلية تعليمات أمنية استثنائية وصارمة لموظفي البعثة الذين ما زالوا موجودين في الإمارات. وذكرت الوزارة لوسائل إعلام عبرية، أنها لا تُعلّق على موضوع التعليمات الأمنية الصادرة لموظفيها. وزعم مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، في بيان، أن تشديد الإجراءات جاء على خلفية الفهم الإسرائيلي بأن إيران، وحركة حماس، وحزب الله وحركة الجهاد الإسلامي، تنشط بشكل متزايد هذه الأيام في جهودها للإضرار بإسرائيل.
وتشير تقديرات دولة الاحتلال الإسرائيلي، إلى وجود دافع متزايد لتنفيذ عمليات انتقامية بعد العدوان على إيران، بالإضافة إلى "تصاعد التحريض المعادي لإسرائيل والمؤيد للفلسطينيين"، منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة، وخاصة إثر تجويع الاحتلال لقطاع غزة، فيما تزعم أوساط إسرائيلية منها رسمية، بأن "التجويع" هو حملة تقودها "حماس" حول العالم لتشويه صورة إسرائيل.
وجاء في بيان مجلس الأمن القومي الإسرائيلي: "تُظهر التجربة السابقة أن التنظيمات الإرهابية تركّز جهودها غالباً في الدول المجاورة لها. وفي ضوء ذلك، يقوم مجلس الأمن القومي بتشديد التحذير بشأن احتمال تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في الإمارات، مع التركيز على المناسبات اليهودية، الأعياد وأيام السبت. ويُذكّر أن الإمارات تخضع منذ فترة طويلة لتحذير سفر صادر عن مجلس الأمن القومي من المستوى 3، أي توصية بتجنّب السفر غير الضروري، ولذلك يُنصح بالنظر بجدية في مسألة السفر.
وشدد المجلس  على ضرورة تعزيز اليقظة والانتباه لما يجري في محيط الإسرائيليين في الإمارات. وأوصى بتجنّب إظهار أي رموز لهوية إسرائيلية أو يهودية في الأماكن العامة، بما في ذلك الامتناع عن ارتداء ملابس تحمل كتابات بالعبرية أو علامات تكشف الهوية والدين. كما نصح بتجنّب التجمعات واللقاءات العامة للإسرائيليين، بما في ذلك زيارة المؤسسات الإسرائيلية أو اليهودية. وجاء في البيان كذلك أن "المنظومة الأمنية الإسرائيلية، عبر الجهات المختصة، على اتصال وثيق مع السلطات وأجهزة الأمن في أنحاء العالم، لإحباط أي نيات إرهابية تستهدف إسرائيليين ويهود خارج البلاد".
## "فرانس برس": الصين تندد بحمائية تضر بكل الأطراف بعد إعلان ترامب رسوماً جمركية إضافية
01 August 2025 08:08 AM UTC+00
## هكذا ردت إيران على اتهامات غربية بتنفيذ اغتيالات وعمليات خطف بالخارج
01 August 2025 08:20 AM UTC+00
رفضت إيران، اليوم الجمعة، الاتهامات التي وجهتها إليها 14 دولة، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا، باعتماد سياسة "اغتيالات وعمليات خطف" في الخارج تستهدف معارضين وصحافيين ومسؤولين، معتبرة أنها "لا أساس لها". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي، في بيان، إن هذه الاتهامات هي "محاولة لتحويل انتباه الرأي العام عن القضية الأساسية المطروحة حالياً، وهي الإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة"، مضيفاً أن هذه الاتهامات "افتراءات سافرة... تأتي في إطار حملة خبيثة ضد إيران تهدف إلى ممارسة الضغط على الأمة الإيرانية العظيمة".
ونددت 14 دولة، أمس الخميس، بما وصفته بتصاعد مؤامرات الاغتيال والخطف والإيذاء التي تحاك من أجهزة المخابرات الإيرانية ضد أشخاص خارج إيران، وقالت الدول في بيان مشترك: "نحن متحدون في معارضتنا لمحاولات أجهزة المخابرات الإيرانية قتل وخطف وإيذاء أشخاص في أوروبا وأميركا الشمالية، في انتهاك واضح لسيادتنا"، وأضاف البيان: "تتعاون هذه الأجهزة على نحو متزايد مع منظمات إجرامية دولية لاستهداف صحافيين ومعارضين ومواطنين يهود ومسؤولين حاليين وسابقين في أوروبا وأميركا الشمالية. هذا الأمر غير مقبول". ودعت حكومات ألبانيا والنمسا وبلجيكا وكندا والتشيك والدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا والسويد والمملكة المتحدة والولايات المتحدة إيران إلى وقف مثل هذه الأنشطة غير القانونية على الفور.
وكانت لندن وواشنطن فرضتا، في يناير/كانون الثاني 2024، مجموعة من العقوبات على مسؤولين إيرانيين "متورطين في تهديدات بارتكاب جرائم قتل على أراضي المملكة المتحدة، فضلاً عن المنظمات الإجرامية التي تنفذ توجيهات النظام في الخارج"، وفق بيان للخارجية البريطانية وقتها. وشملت العقوبات تجميد الأصول وحظر عدد من الأفراد لـ"ضلوعهم بتهديد حياة صحافيين" من تلفزيون "إيران إنترناشيونال"، المعارض للنظام الحاكم في إيران، أثناء وجودهم على أراضي المملكة المتحدة.
كما واجهت إيران في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 أزمة دبلوماسية مع الدنمارك في أعقاب تسريب ما عُرف بـ"لائحة الاغتيالات" التي ضمت أسماء وصورا لمعارضين إيرانيين في أوروبا، وما زاد وقتها الطين بلة بالنسبة لطهران أن أحد الأسماء الواردة في القائمة جرى اغتياله فعلاً قبل تسرب الوثيقة بعام. ونشرت القائمة صحيفة "يولاندس بوستن" الدنماركية، التي قالت إنها تلقتها من "مصدر في سفارة إيران". وشكل نشر القائمة وقتها صدمة وسجالاً لم يستثن يميناً ولا يساراً بالدعوة لـ"البحث عن المتورطين في داخل السفارة، وطرد الدبلوماسيين المشتركين في مخطط القتل".
وكانت إيران أعلنت، في أكتوبر/تشرين الأول 2020، اعتقال قيادي معارض في "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز" الانفصالية، حبيب أسيود، وأشارت وقتها إلى أن عملية استدراج المعارض الأحوازي جرت في تركيا قبل نقله إلى طهران، وسبقت عملية استدراج أسيود عدة عمليات استدراج واعتقال أخرى لمعارضين في الخارج، مثل حادثة اعتقال روح الله زم، صاحب موقع "آمد نيوز" الشهير، الذي كان يقيم في فرنسا تحت حماية أمنية من الشرطة الفرنسية، وسط تكهنات بأنه تم استدراجه إلى العراق أو دولة جارة أخرى. وأيضاً حادثة اعتقال المعارض الإيراني جمشيد شارمهد، زعيم "جمعية مملكة إيران" المعارضة أو ما تُعرف باسم "تندر"، حيث أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية، مطلع أغسطس/آب 2020، اعتقاله بعد استدراجه من الولايات المتحدة الأميركية.
وكشف القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني، رفيق دوست، في مارس/آذار الماضي لموقع "ديده بان إيران" (المرصد الإيراني) أنه قاد عمليات اغتيال لعدد من معارضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية في خارج البلاد، متحدثاً أيضاً عن دور القائد العام الأسبق للحرس الجنرال محسن رضائي في ذلك، إلا أن المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، العميد علي محمد نائيني، نفى تصريحات دوست، وقتها، معتبراً أنها "غير صحيحة وغير واقعية"، وقال إن دوست "لم يكن له دور في القضايا الأمنية والاستخباراتية والعملياتية للحرس".
ويذكر أن العقود الثلاثة الأولى للثورة الإسلامية الإيرانية، شهدت اغتيالات عديدة لعدد من الرموز الإيرانية المعارضة في مدن أوروبية، مما تسبب بتوترات مستمرة في العلاقات الإيرانية الأوروبية خلال تلك الفترة وسط اتهامات لطهران ونفيها ذلك. ومن أشهر تلك العمليات، كانت عملية مطعم ميكونوس في مدينة برلين الألمانية في 17 سبتمبر/ أيلول 1992، حيث اغتيل فيها الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، صادق شرفكندي، وثلاثة من رفاقه. وتسببت العملية بتوتير العلاقات الإيرانية الألمانية فأصدرت محكمة ألمانية حكم جلب دولي لوزير الاستخبارات الإيراني آنذلك علي فلاحيان، بعد اتهامات وجهتها للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي والرئيس الإيراني آنذاك علي أكبر هاشمي رفسنجاني ووزير خارجيته علي أكبر ولايتي. وحينها وصف رفسنجاني الحكم بأنه "فضيحة تاريخية" لألمانيا وذلك بعد استدعاء البلدين سفيريهما.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## بوكا جونيورز يبعد 3 لاعبين: قصة 23 تمرداً في النادي الأرجنتيني
01 August 2025 08:21 AM UTC+00
قرّر نادي بوكا جونيورز الأرجنتيني إبعاد ثلاثة لاعبين، الثلاثاء، هم المدافع الدولي الأرجنتيني، ماركوس روخو (35 عاماً)، وزميله الأوروغوياني في الجهة اليسرى، مارسيلو ساراتشي (27 عاماً)، والمدافع المحوري الأرجنتيني كريستيان ليما (34 عاماً)، وذلك بعد خلاف مع المدرب ميغيل روسو (69 عاماً)، الذي أمر باستبعادهم. بهذا، يرتفع عدد حالات التمرد في النادي الأرجنتيني العريق إلى 23، في قصة تثير حيرة الجماهير، وتدفعها للتساؤل عن مدى الانضباط داخل الفريق. 
وكشف موقع "تي واي سي" الأرجنتيني في تقرير خاص أن قرار استبعاد ماركوس روخو، ومارسيلو ساراتشي، وكريستيان ليما من قائمة فريق بوكا جونيورز جاء بسبب استياء المدرب ميغيل روسو من تسريب تفاصيل اجتماع خاص عقده مع عدد من اللاعبين، لمناقشة ملف انتقال المهاجم ميغيل ميرينتيل (29 عاماً). ووفقاً للمصدر ذاته، فإن اللاعبين الثلاثة لم يُدعوا لحضور الاجتماع، وهو ما أثار التوتر داخل المجموعة، قبل أن يتخذ روسو قرار الإقصاء رداً على ما اعتبره خرقاً للثقة وتسريباً غير مقبول من داخل غرف الملابس. 
أليكسيس ماك أليستر 
انتقل أليكسيس ماك أليستر (26 عاماً) على سبيل الإعارة من برايتون بعد بيعه من أرجنتينوس جونيورز، لكن المشكلة ظهرت في يناير 2020، عندما أراد النادي الإنكليزي دفع نصف مليون دولار لإنهاء الإعارة مبكراً، بينما طالب النادي بمليون دولار. غادر لاعب وسط منتخب الأرجنتين حينها، متهماً إدارة "البوكا" بعدم الاستماع إليه أو تقديره، وأكد أنه كان يرغب في البقاء لستة أشهر إضافية، قبل حدوث المشكل. 
ناهويل مولينا 
وعاد ناهويل مولينا (27 عاماً) إلى صفوف بوكا جونيورز مطلع عام 2020 بعد نهاية فترة إعارته، لكن محادثات تجديد عقده لم تسر كما كان متوقعاً، إذ تعثّرت وسط تبادل الاتهامات بينه وبين إدارة النادي، ما أدى في النهاية إلى رحيله مجاناً نحو نادي أودينيزي الإيطالي. 
راموس مينغو سانتياغو 
يُعدّ راموس مينغو سانتياغو (23 عاماً)، أحد خريجي أكاديمية بوكا جونيورز، غادر النادي مجاناً عام 2020 دون أن يحصل الفريق على أي مقابل، بعد فشل الطرفين في التوصل لاتفاق بشأن أول عقد احترافي، وكان يبلغ من العمر 18 عاماً فقط حينها. حالياً، يلعب في صفوف نادي باهيا البرازيلي. 
سيباستيان فيا 
يُعدّ الكولومبي سيباستيان فيا (29 عاماً) من أكثر الحالات تعقيداً في بوكا جونيورز، إذ استبعد من الفريق بسبب اتهامات بالعنف الأسري أُدين بها لاحقاً، ورغم ذلك رفض النادي عروضاً عديدة لضمه. وفي النهاية، غادر مجاناً وسط نزاع قانوني، لينتقل إلى بلغاريا، ويواصل مسيرته حالياً مع إنديبندينتي ريفادافيا في مندوزا. 
كارلوس تيفيز 
عاش كارلوس تيفيز (41 عاماً) واحدة من أكثر القصص حساسية داخل بوكا جونيورز، بعدما توترت علاقته بمجلس كرة القدم، خاصة إثر وصفه بـ"اللاعب السابق" من بعض أعضائه. ورغم تجديد عقده، اختار الرحيل في إبريل/نيسان 2021، بعدما تآكلت العلاقة بينه وبين إدارة النادي، لتكون النهاية متأثرة بالخلافات رغم لحظة وداع ودّية مع ريكيلمي. 
بوكا وماورو زاراتي 
رحل ماورو زاراتي (38 عاماً) عن بوكا جونيورز في أجواء متوترة خلال فترة كورونا، رغم تمسك المدرب ميغيل أنخل روسو بخدماته. تعثرت مفاوضات التجديد بسبب اختلاف في وجهات النظر وتضارب الروايات، إذ لم تجد مطالبه آذاناً صاغية من الإدارة، لينتهي به الأمر بالرحيل مجاناً، وسط غموض كبير حول كواليس القرار. 
جونيور ألونسو 
شكّل رحيل جونيور ألونسو (32 عاماً) عن بوكا جونيورز واحدة من أبرز الحالات التي أثّرت فيها فترة تفشي فيروس كورونا بشكل مباشر، إذ وجد اللاعب الباراغوياني نفسه وحيداً في الأرجنتين، بعيداً عن عائلته. ورغم محاولات النادي لإقناعه بالبقاء وسعيه لشراء عقده من ليل الفرنسي، تمسك ألونسو بقراره في عدم العودة، ليلتحق لاحقاً بأتلتيكو مينيرو. 
جوليو بوفاريني 
أثار رحيل جوليو بوفاريني (36 عاماً) عن بوكا جونيورز جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية، بعدما فاجأ النادي الجميع ببيان رسمي أعلن فيه مغادرته، حتى أن اللاعب نفسه لم يكن على علم مسبق بذلك. ورغم أنه كان قد جدّد عقده، إلا أن الخلافات المتراكمة أدّت إلى نهاية متوترة، انتهت برحيله مجاناً وبشكل غير ودي. 
بول فرنانديز 
تُعدّ حالة بول فرنانديز (33 عاماً) من بين الحالات النادرة في بوكا جونيورز، إذ غادر النادي في مناسبتين، كانت الأخيرة في ديسمبر/كانون الأول الماضي. المرة الأولى حصلت أواخر عام 2020، عندما جدّد النادي إعارته إلى كروز أزول دون تعديل عقده أو تحسين شروطه. ورغم إبلاغه المسبق بعدم الرغبة في التجديد، ظل وفياً للميدان حتى آخر لحظة له مع الفريق. 
كريستيان بافون 
تكرّرت مع كريستيان بافون (29 عاماً) في بوكا جونيورز قصة باتت مألوفة: مفاوضات مطوّلة لم تصل إلى نتيجة، وعروض لم تُترجم إلى خطوات فعلية، لتنتهي العلاقة مع أحد أهم اللاعبين برحيل مجاني، بعد فشل الطرفين في تجديد عقد الإعارة. ورغم الانتظار، خرج بافون دون أن يحقق النادي أي مكسب مالي يُذكر.
إدواردو سالفيو 
كان إدواردو سالفيو (35 عاماً) أحد أبرز عناصر بوكا جونيورز، لكن تكرار الإصابات أثّر على استمراريته داخل الملعب. حاول النادي الحفاظ عليه بعرض تجديد تضمّن خفضاً كبيراً في راتبه، فردّ اللاعب باقتراح بديل يعكس رغبته في البقاء. ورغم ذلك، فشلت المفاوضات، ليغادر الفريق مجاناً في منتصف 2022. 
أوغستين روسي 
برز أوغستين روسي (29 عاماً) بوصفه أحد نجوم بوكا جونيورز، لكن حين حان وقت تجديد عقده، لم تلقَ مطالبه أي استجابة من الإدارة. بعد الإقصاء من كأس ليبرتادوريس 2022، تم تجميده خارج التشكيلة لأكثر من ستة أشهر. وقع لاحقاً على عقد مبدئي مع فلامنغو، وبعد فترة إعارة في النصر السعودي، غادر مجاناً إلى البرازيل في منتصف 2023. 
كارلوس إزكيردوس 
يُصنف كارلوس إزكيردوس (36 سنة) من بين اللاعبين البارزين في بوكا جونيورز، لكنه دخل في صدام مع الإدارة بسبب خلاف حول المكافآت، قبيل مواجهة كورينثيانز في كأس ليبرتادوريس 2022. استُبعد من الفريق إثر ذلك، قبل أن يُعار إلى سبورتينغ خيخون. وهو اليوم يعود إلى الدوري الأرجنتيني بقميص لانوس. 
أوغستين ألميندرا 
دخل أوغستين ألميندرا (25 سنة) في خلاف حاد مع المدرب سيباستيان باتاغليا مطلع عام 2022، ومنذ ذلك الحين لم يستعد مكانته في الفريق. وبين عروض رُفضت وموقف متأزم مع مجلس الإدارة، قرر الرحيل مجاناً في ديسمبر، وسط أجواء مشحونة، ثم بقي دون نادٍ حتى انضم إلى راسينغ في إبريل/نيسان 2023. 
مارسيلو وايغندت 
يُعدّ مارسيلو وايغندت (25 سنة) واحداً من أبناء النادي الذين واجهوا صعوبات كبيرة في مفاوضات تجديد العقد، حتى أن والده وجّه انتقادات علنية مباشرة لمجلس كرة القدم في بوكا جونيورز. وبعد شد وجذب، تم التوصل إلى اتفاق يمتد حتى عام 2027، قبل أن ينتقل على سبيل الإعارة إلى إنتر ميامي لمدة عامين. 
ماتيو ريتيغي 
أُعير ماتيو ريتيغي (26 سنة) إلى نادي تيغري وتألق بشكل لافت، لكن بوكا جونيورز لم يفعل خيار استعادته حين سنحت الفرصة. اللاعب لم يكن راضياً عن طريقة التعامل معه، فاختار الرحيل إلى بولونيا في صفقة تجاوزت قيمتها 20 مليون دولار. وأخيراً، بِيع إلى نادي القادسية السعودي. 
فالنتين باركو 
على غرار ويغاندت ومولينا، خاض فالنتين باركو (21 سنة) مفاوضات شاقة لتجديد عقده مع بوكا جونيورز، لكنها لم تثمر عن اتفاق نهائي. وفي ظل تعثّر المحادثات، قرر الرحيل عبر دفع الشرط الجزائي البالغ عشرة ملايين دولار، لينتقل رسمياً إلى نادي برايتون الإنكليزي. 
نيكولاس فالنتيني 
تُعدّ حالة المدافع نيكولاس فالنتيني (24 سنة) من الملفات التي لا تزال حاضرة في مكاتب بوكا جونيورز، بعدما استُبعد من الفريق الأول منذ إبريل دون تبرير واضح من النادي. وفي ديسمبر 2024، غادر مجاناً إلى فيورنتينا الإيطالي، تاركاً خلفه كثيراً من التساؤلات حول ظروف خروجه والطريقة التي أغلق بها الملف بهدوء. 
إزكييل فرنانديز 
تُعتبر حالة إزكييل فرنانديز (23 عاماً) من بين الأقل تعقيداً ضمن سلسلة المغادرين لنادي بوكا جونيورز، رغم أن خروجه لم يكن سلساً تماماً. واجه اللاعب بعض العراقيل في مفاوضات الرحيل، لكن بعد تعثّر الوصول إلى اتفاق مع الإدارة، قرر تفعيل بند الشرط الجزائي ليفسخ عقده. واليوم، يُواصل مسيرته الاحترافية مع نادي القادسية السعودي. 
كريستيان ميدينا 
تُعدّ حالة كريستيان ميدينا (23 عاماً) الأحدث في سلسلة المغادرين لبوكا جونيورز، بعدما اتخذ قراراً بالتوقف عن اللعب احتجاجاً على رفض النادي عرضاً مقدماً من فنربخشه التركي. لاحقاً، اعترف بأنه تصرّف بانفعال، لكن العلاقة كانت قد توترت بشكل كبير، ليدفع في يناير/كانون الثاني قيمة الشرط الجزائي وينتقل إلى إستوديانتس، منهياً مسيرة قصيرة طبعها التوتر والندم. 
مارسيلو ساراتشي 
انضم مارسيلو ساراتشي (27 سنة) إلى بوكا جونيورز لتدعيم الجهة اليسرى من الدفاع، ونجح في نيل فرصة اللعب أساسياً في بعض المباريات تحت قيادة فرناندو غاغو. لكن بعد الإقصاء أمام أليانزا ليما، أصبح خارج حسابات التشكيلة الأساسية. قلة مشاركاته أدّت إلى خلافات مع المدرب دييغو مارتينيز، ولم يكن يوماً خياراً مع ميغيل روسو. 
كريستيان ليما 
فرض كريستيان ليما (34 سنة) نفسه أساسياً تحت قيادة المدرب دييغو مارتينيز، لكن طرده في مباراة أمام إستوديانتس ضمن كأس الرابطة أنهى عملياً مشواره مع الفريق. مع غاغو، لم يلعب سوى لقاء واحد، فيما لم يكن ضمن حسابات ميغيل روسو إطلاقاً. حتى اللحظة، لم تُحسم مسألة رحيله بسبب خلافات مع الإدارة. 
ماركوس روخو 
كان ماركوس روخو (35 سنة) من أكثر الأسماء المدللة لدى خوان رومان ريكيلمي، الذي تعاقد معه في 2021 كأحد أبرز تدعيماته، لكن مشاكله الصحية المتكررة وسلوكياته خارج الملعب، إضافة إلى تصريحات غير موفقة، تسببت في تراجع الدعم الذي حظي به من مجلس الإدارة. وفي نهاية المطاف، وضع المدرب ميغيل روسو حداً لمسيرته مع بوكا جونيورز. 
وفي ظل هذا التراكم من الحالات الشائكة والرحيل المجاني للاعبين، يبدو أن بوكا جونيورز يواجه أزمة تتجاوز مجرد اختلافات فردية، لتلامس عمق العلاقة بين الإدارة واللاعبين. من نجمٍ يتألق ثم يرحل في صمت، إلى موهبة شابة تُهمّش، تتكرّر القصة بتفاصيل مختلفة، لكن النتيجة واحدة: خسائر فنية ومادية، وشكوك متزايدة حول القدرة على الحفاظ على الاستقرار داخل النادي. ومع تواصل هذه السلسلة من القطيعة، تزداد الضغوط على مجلس الإدارة للبحث عن مراجعة جذرية في أسلوب الإدارة والعلاقات الداخلية، قبل أن يفقد "البوكا" ما تبقّى من صورته نادياً جذاباً ومستقراً.
## بلان تحت ضغط جماهير الاتحاد بسبب المواجهات الودية
01 August 2025 08:21 AM UTC+00
تعرض مدرب نادي الاتحاد السعودي، الفرنسي لوران بلان (59 عاماً)، إلى ضغط كبير من قِبل جماهير "العميد"، التي عبّرت عن خشيتها بسبب عدم قدرة رفاق النجم كريم بنزيمة (37 عاماً) على إظهار قوتهم في المواجهات الودية، التي لعبها بطل الثنائية المحلية، قبل انطلاق موسم 2025-2026، الذي يُعد اختباراً حقيقياً، نتيجة كثرة المباريات التي تنتظر الفريق الثاني لمدينة جدة، خاصة في دوري أبطال آسيا للنخبة.
وبدأ نادي الاتحاد بقيادة مدربه الفرنسي، لوران بلان، معسكره التحضيري على فترتين في إسبانيا ثم البرتغال، لكن نتائج المواجهات الودية جعلت جماهير "العميد" تدق ناقوس الخطر، التي عبّرت عن خشيتها، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من عدم قدرة رفاق القائد كريم بنزيمة على تحقيق أي لقب في الموسم المقبل، الذي يريد فيه الفريق الثاني لمدينة جدة الدفاع عن لقبي الثنائية المحلية، ومحاولة العودة قارياً إلى منصة التتويج، من بوابة دوري أبطال آسيا للنخبة.
وتجرع الاتحاد مرارة الهزيمة أمام فنربخشة التركي بأربعة أهداف مقابل لا شيء، ثم عانى أمام فريق فيتوريا غيماريش البرتغالي، الذي خطف الانتصار بثلاثة أهداف مقابل هدف، قبل أن يتعرض بطل الدوري السعودي إلى خسارة على يد فولهام الإنكليزي بأربعة أهداف مقابل هدفين، الأمر الذي دفع الجماهير إلى التعبير عن خشيتها من هذه النتائج المتواضعة لفريق يملك جميع النجوم القادرين على صناعة الفارق، خاصة أن "العميد" يُعد مرشحاً لحصد لقب المسابقة القارية في الموسم المقبل.
وخلال المواجهات الثلاث، برزت أمام الجميع الأخطاء التي وقع فيها المدرب لوران بلان، إذ إنه اعتمد على 80% من عناصر التشكيلة الأساسية، التي لعبت أغلب مباريات الموسم الماضي، على رأسهم كريم بنزيمة، وستيفن بيرغوين وموسى ديابي، لكن رغم وجود الثلاثي الهجومي، فإنهم لم يتمكنوا من إظهار القوة اللازمة ضد فنربخشة على سبيل المثال، الذي عانى رفقة مديره الفني البرتغالي، جوزيه مورينيو (62 عاماً)، في الموسم الماضي، وخرج دون تحقيق أي لقب.
كما كشفت المواجهات الودية الثلاث عن عدم قدرة المدرب الفرنسي لوران بلان على إيجاد الحل المناسب لأزمة خط الدفاع في نادي الاتحاد السعودي، رغم أنه قال في تصريحاته الأخيرة، إن السبب الحقيقي يعود إلى افتقاده بعض العناصر المهمة، أبرزها السعودي حسن كادش، بالإضافة إلى غياب حارس المرمى الصربي بريدراغ رايكوفيتش، لكن ذلك لا يعني أنه يوجد خلل واضح فيما حدث خلال المعسكر التحضيري، إذ كان التراجع واضحاً في أداء المدافع البرتغالي، دانيلو بيريرا، وزميله سعد آل موسى، والتسبب في استقبال بطل الدوري السعودي 11 هدفاً خلال ثلاثة لقاءات فقط، وهو مؤشر خطير للغاية، قبل بداية موسم مليء بالتحديات والصعاب.
وصحيح أن إدارة نادي الاتحاد، عبر المدير الرياضي، رامون بلانيس، حاولت تهدئة قلق جماهير الفريق، من خلال تقديم وعود بأنهم يعملون على وضع عدة أسماء في القوائم، من أجل حسم الصفقات خلال سوق الانتقالات الصيفية الحالية، رغم أن المنافسين وعلى رأسهم النصر والهلال والأهلي، مازالوا يعلنون بشكل دوري عن النجوم، الذين تعاقدوا معهم. وقال بلانيس إن ملف الصفقات يجب ألا يثير القلق، فإدارة بطل الدوري السعودي تعرف ماذا تفعل، مثلما حدث في الموسم الماضي، حتى ولو حسمت الصفقات في اليوم الأخير، لكن هذا لا يعد ضمانة كافية للنجاح، فما حدث في الموسم الماضي لـ "العميد" لا يضمن الفريق تكراره في الموسم الجديد، سواء بسبب مستوى الفريق نفسه أو تطور منافسيه الساعين للتعويض، بعدما هيمن الفريق الثاني لمدينة جدة على لقب الثنائية المحلية.
## تسجيل 120 هزة ارتدادية في كامتشاتكا شرقي روسيا
01 August 2025 08:30 AM UTC+00
أعلنت وزارة الطوارئ الروسية عن تسجيل 120 هزة ارتدادية خلال الساعات الـ24 الماضية، أعقبت زلزال شبه جزيرة كامتشاتكا في الشرق الأقصى الروسي الأربعاء الماضي. وذكرت الوزارة في بيان لها، اليوم الجمعة، أن السكان شعروا ببعض هذه الهزات الأرضية بقوة تراوح بين 2 و5 درجات، وفقا لقناة أر تي الروسية.
وأضافت: "خلال 24 ساعة، تم تسجيل 120 هزة ارتدادية تراوحت قوتها بين 3.5 و6.7 درجات. وفي المراكز السكنية، سُجّلت بعضها بقوة تراوحت بين 2 و5 درجات". ونصحت الوزارة السائحين الذين يزورون المنطقة بالامتناع عن زيارة بركان أفاتشينسكي بسبب خطورة الهزات الأرضية، كما نصحت سكان كامتشاتكا وزوارها بعدم الاقتراب من البراكين النشطة: بيزيمياني، وشيفيلوتش، وكليوتشيفسكوي، وكاريمسكي. وتم تسجيل إحدى الهزات الارتدادية القوية يوم الجمعة في كامتشاتكا، على بعد 204 كيلومترات من بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي، وبلغت قوتها 5.6 درجات.
كانت كامتشاتكا قد شهدت، أول أمس الأربعاء، أقوى زلزال منذ عام 1952. ووفقا لفرع كامتشاتكا في المركز الفيدرالي للأبحاث الجيوفيزيائية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، بلغت قوته 8.8 درجات. وقد أدى الزلزال إلى إصدار تحذيرات من موجات مد عالية (تسونامي) لملايين السكان على طول المحيط الهادئ. لكن المخاوف من وقوع كارثة لم تتحقق، حيث رفعت الدول المعنية أو خفّضت مستوى التحذيرات، وأبلغت سكان المناطق الساحلية بإمكان العودة. وأمس الخميس بدأ ملايين من سكان سواحل المحيط الهادئ من اليابان إلى الإكوادور العودة إلى ديارهم.
وتعد منطقة كامتشاتكا ذات الكثافة السكانية المتدنية، واحدة من أنشط المناطق الزلزالية في العالم، إذ تقع عند نقطة التقاء الصفائح التكتونية للمحيط الهادئ وأميركا الشمالية.
## النقل يعيد شبح الإضرابات في تونس... ويعري واقع القطاع المتدهور
01 August 2025 08:32 AM UTC+00
بعد هدنة مطولة استمرت لأكثر من سنتين عاد شبح الإضرابات في القطاعات والأنشطة الحيوية إلى الظهور مجدداً في تونس، حيث مضى أعوان (عمال) قطاع النقل في تنفيذ اليوم الثاني من الإضراب وسط شلل تام لكل وسائل النقل الحكومي بعد تعطل العودة إلى طاولة المفاوضات، بينما أُجبر المواطنون على البحث عن حلول فردية لضمان التنقل خلال ثلاثة أيام. وبسبب توقف عمل الحافلات وشبكة المترو لجأ التونسيون إلى النقل الخاص على غرار التاكسي والنقل الجماعي الخاص إلى جانب تنسيق النقل المشترك عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
ووفق مصادر تونسية فإن محطات الحافلات والمترو في مختلف أنحاء البلاد شهدت "شللاً تاماً"، حيث أُغلقت شبابيك التذاكر، بعد أن بدأت نقابة النقل البري العمومي، الأربعاء الماضي، في تنفيذ إضراب عن العمل، لمدة ثلاثة أيام، احتجاجاً على رفض الاستجابة لمطالبه. وأعلنت النقابة الخصوصية للشركة الوطنية للسكك الحديدية، عن نيتها تنفيذ إضراب مماثل، احتجاجاً على ما وصفته بـ"مماطلة سلطة الإشراف ورئاسة الحكومة في تنفيذ الاتفاقيات المبرمة".
ويعد إضراب قطاع النقل الحيوي واحداً من أهم الإضرابات التي نفذتها النقابات منذ ما يزيد عن سنتين وجاء بعد الإضراب الشامل الذي نفذه الأطباء الشبان في المستشفيات الحكومية والذي دام لنحو أسبوع.
عودة صوت العمال
ومنذ توتر العلاقة بين السلطة الحاكمة والاتحاد العام التونسي للشغل خفت صوت النقابات وتراجع نسق الإضرابات، رغم تلويح الاتحاد في أكثر من مناسبة بإمكانية العودة إلى استعمال كل أشكال الاحتجاج القانونية للدفاع عن الحق النقابي وانتزاع مكاسب العمال.
وكان الاتحاد العام التونسي للشغل قد أعلن تنفيذ إضراب شامل في قطاع النقل البري لمدة ثلاثة أيام، بدأ الأربعاء، بعد فشل مفاوضات مع الحكومة بشأن مطالب نقابية. وأكدت الجامعة العامة للنقل التابعة للاتحاد في بيان، صدر الثلاثاء الماضي، تمسّكها بتنفيذ الإضراب أيام 30 و31 يوليو/ تموز و1 أغسطس/ آب 2025، عقب فشل جلسة التفاوض التي عقدت مع الجانب الحكومي.
وكانت النقابات تراهن على الضغط للعودة سريعاً إلى طاولة المفاوضات ورفع الإضراب، مؤكدة تمسكها بالحوار لحلّ الأزمة القائمة بين جامعة النقل والسلطة.
معاناة المواطنين
وقال مواطنون جمعت "العربي الجديد" شهاداتهم إنهم عانوا لإيجاد حلول للتنقل بسبب الاضراب، حيث اضطروا إلى تأجير سيارات خاصة أو اللجوء إلى النقل الجماعي الخاص، غير أن هذه الحلول لم تكن كافية وأُجبر آخرون على طلب إجازات إلى حين انقضاء فترة الإضراب.
وأشار هؤلاء إلى أنهم يعانون رداءة خدمات النقل حتى خارج فترات الإضراب بسبب طول فترات الانتظار واهتراء الأسطول وغياب شروط السلامة في الحافلات وعربات المترو ما يعرض بعضهم لحوادث السقوط أو السرقة لغياب الأمن.
وقالوا: "انسحب النقل العمومي "الجماهيري" الذي كان الأداة الأساسية لنقل مواطني الطبقات الضعيفة والمتوسطة ليترك الكثير من المساحات لفائدة خيارات أخرى، من ضمنها اللجوء إلى "التاكسي موتو و"التاكسي الفردي و"التاكسي الجماعي" وحتى النقل غير المنتظم عبر العربات الذي يعمل خارج دائرة القانون".
لكن وزارة النقل أشارت إلى أن وجود بوادر الانفراج في قطاع النقل العمومي جاءت نتيجة جهود الدولة للحفاظ على استمرارية المرفق العام، مؤكدة أن المطالب الاجتماعية، خاصة المادية منها، تظل مرتبطة بتحسّن مداخيل شركات النقل وتحقيق توازنها المالي.
وأكدت الوزارة في بلاغ لها نشرته على صفحتها الرسمية على "فيسبوك " غداة الإضراب "أن هدفها الأساسي مصلحة المواطنين والمصلحة العامة للبلاد المتمثلة في تنفيذ الاستثمارات المتعلقة بتعزيز الأسطول باقتناء وسائل نقل جديدة لتحسين ظروف تنقل المواطن وحفظ كرامته وتسهيل حياته اليومية"، وأكدت "أنها تعمل على "تطوير البنية التحتية وبناء الورشات وتهيئتها بما يوفر ظروف عمل مريحة يكون لها الأثر الإيجابي على مردودية وأداء موظفيها".
أول من قرع أجراس الخطر
وتعليقا على الاضراب الأخير قال الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل المكلف بالدواوين والمؤسسات العمومية صلاح الدين السالمي، إن نقابات النقل كانت أول من قرع أجراس الخطر بشأن انهيار قطاع النقل العمومي نتيجة تهالك الأسطول ما أدى إلى تراجع كبير في خدمة النقل الحيوية.
وقال السالمي في تصريح لـ"العربي الجديد" إن أعوان شركات النقل الحكومي وسواق الحافلات يتعرضون لجميع أشكال العنف اللفظي والمادي ويتم رشقهم بالحجارة بسبب غضب المواطنين من تأخير الحافلات أو أعطالها المتكررة.
وأضاف: "يتحمل هؤلاء العمال فشل السياسات الحكومية في إنقاذ قطاع النقل الذي دخل في مرحلة الاهتراء التام منذ سنوات".
وتحاول السلطة تفسير أزمات النقل العمومي بوصفها تركة لعشرية الانتقال الديمقراطي أو العقود التي سبقتها وبوصفها انعكاساً لانعدام الكفاءة في التسيير الإداري.
تدهور قطاع النقل
خلال حضوره جلسة استماع عقدتها لجنة برلمانية، منتصف فبراير /شباط الماضي أقرّ وزير النقل رشيد عامري بأن عدد حافلات شركة نقل تونس تراجع إلى حدود 400 حافلة، وأن عدد عربات المترو تراجع إلى حدود الـ40 عربة.
وقبل سنتين من هذه التصريحات بتاريخ 16 فبراير/شباط 2023، عَرضَت شركة نقل تونس بيانات أكثر تفصيليّة حول الوضع المُتردّي الذي يعيشه أسطولها، مؤكدة تراجع عدد الحافلات المتجولة إلى حدود 437 في سنة 2022، مقارنة بـ744 في سنة 2010، كما تراجع عدد عربات المترو إلى 57 عربة في سنة 2022، مقارنة بـ118 في سنة 2010. وتَراجع عدد قطارات خطّ تونس البحرية إلى 5 قطارات سنة 2022، مقارنة بـ11 قطاراً سنة 2010.
كما أشارت الشركة في البيانات نفسها إلى أن التأخير في إنجاز البرامج السنوية للتعويض أدّى إلى تراكم عدد الحافلات المستوفاة لمعايير التعويض في حدود 277 حافلة، في ديسمبر/ كانون الأول 2021، وذلك بعد إحالة 239 حافلة على عدم الاستغلال خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2022، وهو ما أدّى إلى اهتراء الحافلات الجديدة بسبب الاستغلال المكثّف لها.
## احتجاجات وعصيان في حضرموت... ما الأسباب؟
01 August 2025 08:32 AM UTC+00
 
تستمر الاحتجاجات والتوترات التي تشهدها محافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن منذ أيام بالتصاعد، مخلفةً تبعات واسعة بعد أن تسببت في إغلاق الأسواق وشلّ الحركة التجارية والمصرفية، وتوقف حركة السير والمواصلات داخل مدن المحافظة وبينها، وسط مساعٍ مجتمعية حثيثة لاحتواء الأزمة والحدّ من توسعها وتفاقمها إلى مستويات خطيرة.
وشهدت مدينة المكلا عاصمة المحافظة أحداثاً شديدة التوتر، بعد محاولة قوات الأمن فض الاعتصامات في شوارعها ومناطقها، بهدف فتح الطرق كما تقول هذه الجهات الأمنية، الأمر الذي أدى إلى إطلاق النار وحصول حالة من الفوضى، والتدافع بين المحتجين الذين يؤكدون أن قوات الأمن أطلقت النار مهددةً المعتصمين بفض اعتصامهم أو مواجهة ذلك بالقوة.
وتعيش مدينة الشحر في ساحل حضرموت هي الأخرى عصياناً مدنياً شاملاً لا يزال مستمراً تسبب في إغلاق المحلات التجارية ومنشآت الصرافة، والحركة العامة في المدينة بشكل عام.
ويقول مواطنون وناشطون إن احتجاجاتهم جاءت نتيجة انهيار منظومة الكهرباء، وانقطاع التيار لساعات طويلة تمتد لمعظم فترات اليوم، في ظل أجواء شديدة الحرارة، ما فاقم معاناتهم اليومية في ظل غياب أي حلول ملموسة من قبل الجهات المعنية، إضافة إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمية على المستويات كافة، حيث تركزت الشعارات واللافتات التي رفعها المحتجون في المطالبة بحلول جذرية وفورية لمعاناتهم، محملين السلطات المحلية والحكومة كامل المسؤولية عن الوضع المتدهور.
بالمقابل، يشكو القطاع التجاري الخاص في محافظة حضرموت أضراراً واسعة طاولته نتيجةً للأحداث الساخنة في المحافظة طوال الفترة الماضية، إضافة إلى تضرره من تفاقم أزمة الكهرباء والوقود، ومن تبعات الاحتجاجات المشتعلة منذ أيام.
وأكد مسؤول في غرفة حضرموت التجارية والصناعية، فضل عدم الإشارة إلى هويته، لـ"العربي الجديد"، أن القطاع التجاري الخاص يواجه صعوبات وتحديات جسيمة، في ظل تفاقم هذه الأزمات الاقتصادية التي تلحق به أضراراً بالغة وخسائر فادحة، حيث تؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج ومختلف أنشطة الأعمال الخاصة.
فتأثيرات ما يجري، وفق حديثه، تطاول القطاع التجاري من ناحية تدهور الخدمات العامة مثل الكهرباء والوقود، أو من ناحية الاحتجاجات والاحتقانات والتوترات والتجاذبات السياسية وغيرها، مشيراً إلى أن أسعار صرف العملة المحلية هي العامل الأهم في ارتفاع أسعار السلع.
في السياق، يقول أستاذ العلوم المالية والمصرفية بجامعة حضرموت وعميد كلية التعليم المفتوح، وليد العطاس، لـ"العربي الجديد"، إن ما حدث "نتيجة طبيعية لتفاقم تدهور الأوضاع واستمراره على جميع المستويات، وليس الكهرباء فقط".
وفي أول تحرك رسمي، قالت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً إنها ناقشت باستفاضة في اجتماعها الأسبوعي، 30 يوليو/ تموز الماضي، المطالب الشعبية والاحتجاجات في حضرموت، وأكدت تفهّمها الكامل لمعاناة المواطنين، لكنها بالمقابل عبرت عن رفضها محاولات توظيفها سياسياً.
وفي منشور له على حسابه في منصة إكس، قال رئيس الحكومة سالم بن بريك في هذا الخصوص: "نواجه مرحلة استثنائية تتطلب قرارات شجاعة وتكاتف الجميع. لن نتردد في اتخاذ ما يلزم لتصويب الأداء وإنفاذ القانون. فالتحديات ليست مبرراً للتنصل، بل دافع أقوى للعمل من أجل اليمن، شعباً ودولة".
وتسعى أكثر من مبادرة مجتمعية لاحتواء الأزمة في ظل تصاعدها وتمددها إلى مناطق أخرى في ساحل حضرموت، إذ اطلعت "العربي الجديد"، على أكثر من مبادرة، منها ما قامت به اللجنة المجتمعية التي تشكلت خلال اليومين الماضيين في ضوء هذه الاحتجاجات المتصاعدة والاضطرابات العارمة التي شهدتها مدينة المكلا.
وقد ركزت اللجنة في تحركاتها على المساعدة في حل الأزمة القائمة على الكهرباء بسبب عدم إيصال المحروقات إلى محطات التوليد في ساحل حضرموت، وبذل جهود كبيرة لدى الأطراف النافذة والمؤثرة للسماح بمرور كميات المحروقات "المعتادة" (الديزل 300 ألف لتر يومياً، والمازوت 450 ألف لتر يومياً) مع إمكانية رفع الكمية، بحسب طلب اللجنة المجتمعية المشرفة على تلك الكميات والاحتياجات الفعلية للمؤسسة من الوقود، وذلك بعد وضع آلية لمراقبة تلك الكميات من قبل اللجنة.
الناشط الاجتماعي وعضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحافيين والإعلاميين الجنوبيين، خالد الكثيري، يقول في هذا السياق لـ"العربي الجديد": "للوهلة الأولى، المتابع للوضع في حضرموت من قرب يعرف أن المشكلة هي تردي الوضع المعيشي والخدمي، غير أنها في الأساس عبارة عن صراع سياسي على المحافظة النفطية والديمغرافية المتميزة في المعادلة السياسية للبلاد ككل. وعليه، فحضرموت قاعدة لاحتدام الصراع بين القوى السياسية في الداخل، ويحرص كل طرف على أن يحوز الدعم والمساندة من قبل القوى الإقليمية في التحالف العربي وغيره".
ويقول: "المواطن في حضرموت مثله مثل المواطن في جميع المحافظات أُرهق من وقع المشكلات المعيشة والاقتصادية"، وعلى رأسها تردي الخدمات وانهيار العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها، وقابل للانفجار ليس ضد الأطراف السياسية والمحلية، بل في وجه السلطة المركزية والتحالف".
بدوره، يشير أستاذ الاقتصاد بجامعة حضرموت، محمد الكسادي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن هناك فرقاً في أزمة انقطاع الكهرباء بين حضرموت وعدن. ففي حضرموت تتمحور المشكلة في الصراع بين المكونات السياسية والعسكرية على المازوت والوقود المخصص لمحطات توليد الطاقة الكهربائية، إلى جانب أن هناك صراعاً خفياً على صفقات فساد مشبوهة بين بعض الأطراف والسلطة المحلية، وتقاسم عملية الإشراف والنقل للمازوت.
في الخصوص، وجّه عدد من الشخصيات المجتمعية والقبلية في محافظة حضرموت رسالة رسمية إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد محمد العليمي، عبر مرجعية قبائل حضرموت، طالبوا فيها بالتدخل العاجل لإنقاذ حضرموت من الانهيار الإداري والخدمي المتواصل.
ويرى الكسادي أن ضعف الدولة وتفشي الثقافة المناطقية خلال السنوات الماضية التي تلت الحرب في اليمن أسهما كثيراً في تغذية مثل هذه الصراعات التي تشهدها حضرموت وغيرها من المحافظات اليمنية.
## الموعد النهائي لرسوم ترامب.. بين فوضى التجارة وجنون السياسة
01 August 2025 08:33 AM UTC+00
على عتبات الفوضى تقف تجارة العالم اعتبارا من الأول من أغسطس/ آب، الموعد النهائي لبدء الولايات المتحدة فرض رسومها التجارية "العقابية" على شركائها التجاريين الذين لم يهرعوا لإبرام اتفاقات ثنائية معها خضوعا لإملاءات دونالد ترامب في تجليه الثاني من البيت الأبيض. هذه الرسوم التي سوقها الرئيس الأميركي بوصفها أداة لبعث أميركا الصناعية وإجبار الشركات على تحويل مراكز إنتاجها إلى حزام "المدن الصدئة" داخل أميركا، سرعان ما تحولت بأيدي ترامب وفي شهور قليلة، إلى أداة ابتزاز وانتقام سياسي من الدول والحكومات التي لا تخضع لآرائه المتقلبة، أو خميرة للفوضى والغموض الاقتصادي للعواصم التي خضعت مرغمة لتجنب حرب تجارية مع أقوى اقتصاد في العالم.
هكذا تبدو الصورة في الأول من آب، دول سارعت لإبرام اتفاقات ثنائية، لا تزال معظم تفاصيلها مبهمة، كان في مقدمتها المملكة المتحدة أول المستفيدين من فترة "الحسم"، بتعرفات تبلغ 10% على صادراتها، دول التحقت بالقطار تاليا عندما ارتفعت التعرفات إلى 15% (الاتحاد الأوروبي – اليابان – كوريا الجنوبية)، دول لم توقع اتفاقات مع الولايات المتحدة لأنها لا تعرف ماذا تريد إدارة ترامب وتخشى التوقيع على بياض، وهي الأغلبية وبينها الدول العربية، ودول أمطرها ترامب بلعناته السياسية لا لشيء سوى أن الهلع العالمي الذي نجم عن تصريحاته أثبت أن ذراع أميركا التجارية الطويلة يجب ألا تتوقف عند الاقتصاد بل يجب أن تتعداه إلى السياسة، وفي القائمة تبدو البرازيل وكندا والهند أمثلة واضحة بينما الصين تمارس لعبة الانتظار.
لو كان ترامب يريد معركة سياسية فليعلن ذلك، ولو كان يريد الحديث عن التجارة فلنجلس معا لنتحدث، لكنه لا يستطيع خلط كل شيء
بحلول الموعد النهائي وبعد 120 يوما من "يوم التحرير" لم تبرم إدارة ترامب سوى 8 اتفاقات مع شركاء تجاريين (تشمل الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي بدوله الـ 27) وهو عدد يتناقض كثيرا مع ما صرح به ترامب نفسه في إبريل في مقابلة مع مجلة "تايم" من أن لديه 200 اتفاق في الأدراج جاهزة للتوقيع، وما كرره مستشاره التجاري بيتر نافارو من إمكانية توقيع 90 اتفاق خلال ثلاثة شهور، أي بمعدل اتفاق كل يوم!
وكان ترامب قد أعلن في الثاني من إبريل الماضي قائمة رسومه الجمركية على الصادرات إلى الولايات المتحدة بذريعة أن شركاء بلاده التجاريين لا يمارسون التجارة العادلة ويستغلون "الكرم" الأميركي. وطبقا لمفهوم ترامب وأركان إدارته عن التجارة العادلة ، فإن الدول الصديقة سوف تتمتع برسوم لا تتجاوز 10% أما الدول التي لديها فائض كبير في ميزانها التجاري مع الولايات المتحدة فستواجه مزيدا من الرسوم حتى تخضع لإدارة البيت الأبيض. في حالة الصين مثلا هدد ترامب برسوم بلغت 145% على صادراتها، لكن بدء المحادثات وضعها عند مستوى 30% حتى إشعار آخر.
فوضى القرار
لم تكمن المشكلة فقط في رسوم "يوم التحرير" كما أعلنها ترامب عند 10% على جميع الدول التي لا تتمتع بفائض تجاري مع الولايات المتحدة، لكنها تفاقمت مع مرور الوقت حين غير الرئيس الأميركي رأيه ليرفع الحد الأساسي للرسوم إلى 15% قد تصل إلى 20 % على بعض الدول دون تفسير منطقي أو مبرر تجاري. واللافت للنظر هنا هو إحجام غالبية دول العالم عن توقيع اتفاقات مع الولايات المتحدة قد تكون أكثر ضررا على صادراتها من تطبيق الحد الأساسي للرسوم حسب تحليل لوكالة بلومبيرغ. فتجارب من وقعوا حتى اللحظة تبدو مرتبكة وعشوائية بدءا من بريطانيا أول الموقعين، التي لا تزال حكومتها تجهل تفسير بعض بنود الاتفاق حتى هذه اللحظة لكنها لا تجرأ على رفضه. تتأكد الحالة نفسها مع الاتحاد الأوروبي الذي لا يزال قادته ينعون حظهم العاثر في اتفاق أضاع هيبة أوروبا وكان صك "استسلام" لإرادة سيد البيت الأبيض من تكتل "ينشد الحرية ويدافع عنها" على حد وصف رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بيرو. نفس الغموض يتكرر مع اليابان وكوريا الجنوبية رغم معدل 15% الذي حصلتا عليه.
على المستوى التجاري لم تلق رسوم ترامب المديح الذي يصبو إليه الرئيس الأميركي، حتى من الدوائر الاقتصادية المحافظة، فصحيفة وول ستريت جورنال اعتبرتها الأسوأ في تاريخ التجارة العالمية والحمائية منذ وافق الكونغرس الأميركي على قانون قانون سمووت-هاولي، في عام 1930 الذي رفع بعض الرسوم إلى 60%. مشعلا حربا تجارية في ظل الكساد العالمي وقتها. لكن يبدو أن ترامب لا يكترث كثيرا بمبادئ التجارة الحرة التي كرستها الولايات المتحدة نفسها وسيطرت من خلالها على أدوات السياسة العالمية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، قدر ما يكترث بصورة "الرجل القوي" الذي يخافه الجميع ولن يتردد في قطع الأرزاق لإثبات سطوته. إنها صورة الفتوة أو "القبضاي" كما توردها الحكايات الشعبية بتبسيط قد يبدو مخلا.
"لولا" رأس الذئب الطائر
ربما تكشف مواجهة ترامب مع البرازيل هذا التوجه "الترمبي" الذي يطغى فيه السياسي/ الشخصي على التجاري، ولا يهم المنطق هنا. فالولايات المتحدة لديها فائض في ميزانها التجاري مع البرازيل يزيد عن 7 مليارات دولار، وحسب بيان "يوم التحرير" من المفترض أن تخضع لرسوم لا تزيد عن 10%، لكن ترامب قرر مساء الأربعاء معاقبة الصادرات البرازيل برسوم جمركية تبلغ 50%. لقد قرر الرئيس الأمريكي إخضاع نظيره البرازيلي لولا دي سيلفا، وإهانته علنا لإجباره على إسقاط التهم عن الرئيس السابق جايير بولسينارو وإطلاق سراحه فورا. تبدو المقارنة عفوية هنا فترامب وبولسينارو صنوان، كلاهما حرض على العنف في رفضه الاعتراف بنتائج انتخابات شرعية أدت لهزيمته، والفارق أن أحدهما أصبح رئيسا من جديد والثاني دخل السجن. في السياق ذاته يبدو ترامب ولولا نقيضان، بما يمثله الأخير من زعامة شعبية تنحاز للفقراء والضعفاء داخليا ومحليا.
لقد تحدث لولا بلسان الأغلبية الصامتة عالميا حين كشف زيف ادعاءات ترامب، رافضا إملاءاته ومعتبرا أن هذا التحدي "يوم مقدس" لسيادة البرازيل. وقال في مقابلة الأربعاء مع نيويورك تايمز " لو كان ترامب يريد معركة سياسية فليعلن ذلك، ولو كان يريد الحديث عن التجارة فلنجلس معا لنتحدث، لكنه لا يستطيع خلط كل شيء". غير أن الرد الأميركي في اليوم نفسه تمثل في فرض العقوبات بسبب "ما تمثله البرازيل من تهديد استثنائي للأمن القومي والاقتصاد الأميركي".
يتكرر استغلال التجاري لانتزاع تنازلات سياسية في موقف ترامب من كندا التي تمثل صادراتها إلى الولايات المتحدة 75% من تجارتها الخارجية، والتي لا يراها ترامب سوى" ولاية" محتملة تحت حكم البيت الأبيض. وتمثلت الذريعة الأخيرة لاستبعاد اتفاق معها في موقف أوتاوا المساند للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة في سبتمبر المقبل، ومن ثم ستخضع لرسوم تبلغ 35%. وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على الهند التي حل عليها غضب ترامب بين عشية وضحاها، فتتحول من دولة مفضلة بسبب العلاقات الدافئة مع رئيس وزرائها اليميني ناريندرا مودي، إلى دولة معاقبة برسوم بلغت 25% بسبب مشترياتها من النفط والأسلحة الروسية.
هكذا تتجلى صورة رسوم ترامب كأوضح تطبيق لسياسة "لي الذراع" وهو ما ينذر بالأسوأ لحركة التجارة العالمية ولا يترك مجالا للضعفاء أو الفقراء في عالم تتحكم فيه أدوات القوة بالقوت والرزق، لكنه عالم ليس جديدا تماما، فالتاريخ مليء بالتجارب التي كانت فيها المدفعية والبارود مفتاحا لنهب أسواق الفقراء وسلب مواردهم، لكن التاريخ لا يتكرر إلا في صورة ملهاة للأغبياء فقط كما قال كارل ماركس.
## الكويت... كيان ضخم لجذب الاستثمارات برأس مال 163 مليار دولار
01 August 2025 08:34 AM UTC+00
تسلط دراسة الكويت تأسيس كيان استثماري ضخم تحت مسمى "شركة الكويت الاستثمارية" برأس مال يبلغ نحو 163 مليار دولار، الضوء على اتجاه البلد الخليجي نحو دعم تنفيذ مشاريع عملاقة في مجالات الطاقة والبنية التحتية والنقل والمدن الذكية والمناطق الصناعية، وهو ما بلغ صدى الاهتمام به إلى تقارير أميركية وأوروبية حديثة، حيث اعتبرها عديد الخبراء تحولا نوعيا في المسار التنموي الكويتي، يحمل في طياته إمكانات استثنائية لمستقبل الاقتصاد الوطني والمنطقة ككل.
فإطلاق كيان بهذا الحجم من شأنه أن يقلص العبء المالي على الموازنة الحكومية بنسبة تصل إلى 30% بفضل استقطاب استثمارات خاصة وأجنبية تقدر قيمتها بنحو 33 مليار دولار خلال السنوات القليلة المقبلة، بحسب تقرير نشرته منصة GDN الإخبارية.
ومن المتوقع أن تحقق الشركة بحلول عام 2030 عوائد سنوية تتجاوز ثلاثة مليارات دولار، وفرص عمل تقدر بنحو 50 ألف فرصة مباشرة، بحسب التقرير ذاته، والذي عزا ذلك إلى تصاعد مكانة الكويت مركزاً إقليمياً للتجارة والاستثمار، لافتا إلى أن جزءا كبيرا من عائدات هذه الشركة ستنعكس مباشرة في تعزيز الاقتصاد الكويتي وترسيخ سياسة تنويع مصادر الدخل بعيدا عن الاعتماد التقليدي على النفط، وهي إحدى أبرز الأولويات الاقتصادية التي لطالما أوصت بها منظمات دولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
ويتكامل هذا التوجه مع الجهود الحكومية لإعادة هيكلة سوق العمل وتشجيع الكويتيين على الانخراط في القطاع الخاص والابتعاد عن التوظيف الحكومي التقليدي، حيث تشير خطة الشركة إلى أن معظم الفرص الجديدة ستكون في قطاعات ذات عائد وقيمة مضافة عالية مثل الطاقة المتجددة والصناعات التحويلية وتطوير البنية التحتية.
وإزاء ذلك، تتوقع تقارير البنك الدولي الخاصة المحدثة بشأن الكويت تعافي اقتصادها بنمو يصل إلى حوالي 2.2% عام 2025، مقارنة بانكماشات سابقة خلال 2023 و2024.
غياب المعايير القياسية
في هذا الإطار، يشير الخبير الاقتصادي محمد رمضان، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن المبادرة الحكومية الجديدة بإنشاء شركة برأس مال قدره 50 مليار دينار كويتي (الدينار = 3.268 دولارات)، ليست الأولى ضمن وعود بشأن مشاريع وطنية تهدف إلى خلق فرص عمل في القطاع الخاص وتحفيز التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية. ورغم التشابه الكبير في الخطاب مع خطط التنمية السابقة، فإن الشكل الجديد لهذه المبادرة يتمثل في تجميع هذه الأهداف تحت مظلة "شركة واحدة"، تُكلّف بتنفيذ مشاريع بنية تحتية متنوعة.
ويعتبر رمضان أن تحويل هذه المهام إلى كيان شركاتي قد يكون خطوة مختلفة من حيث الشكل، لكنه يبدي تشككه في مدى فعاليتها مقارنة بالأساليب التقليدية للإنفاق الحكومي، التي كانت تنفذ من خلال الوزارات والهيئات العامة، مشيرا إلى أن النجاح لا يقاس فقط بحجم رأس المال، بل يعتمد جوهريا على طبيعة المشاريع وآليات التنفيذ وشفافية الإجراءات، إضافة إلى مدى قدرة الشركة على جذب شركاء استراتيجيين من القطاع الخاص المحلي والأجنبي.
تحديات عديدة
مع عدم وضوح الرؤية حول الجدول الزمني المحدد لإنجاز المشاريع، أو المعايير التي سيقاس بها أداء الشركة المزمع تأسيسها، مثل حجم الاستثمارات الجاذبة أو مدى تخفيف العبء المالي عن الدولة، يرى رمضان أنه من الصعب جدا التنبؤ بنتائج تأسيس الشركة في المدى القريب، لافتا إلى أن غياب جدول زمني واضح على مدى السنوات الخمس المقبلة وعدم تحديد مؤشرات أداء قابلة للقياس يجعل من التقييم الموضوعي أمرا مستبعدا في هذه المرحلة.
ويُضيف رمضان أن تجارب سابقة للدولة في محاولات تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري إقليمي أو إطلاق مشاريع تنموية ضخمة لم تحقق النتائج المرجوة، سواء من حيث جذب الاستثمارات أو خلق فرص عمل مستدامة، وبناء على هذه التجارب يبدي تحفظا حول قدرة الشركة المزمع تأسيسها على تجاوز العقبات التي واجهت المشاريع المماثلة، خاصة في ظل بيئة تنظيمية معقدة، وغياب آليات تنفيذ فعالة، وتباطؤ في اتخاذ القرار.
ويرى رمضان أن نجاح مشروع كهذا يرتبط بقياس عدد الوظائف التي سيتم توفيرها في القطاع الخاص، ومدى تحقيقها بالكفاءة التي يُعلن عنها إعلاميا من عدمه، مشيرا إلى أن بعض القضايا المتعلقة بآلية تنفيذ المشروعات ودور وزارة المالية في الإشراف المالي ما زالت قيد الدراسة، ما يوحي بعدم اكتمال الصورة التشغيلية للشركة حتى الآن.
ويخلص رمضان إلى أن الحكم على نجاح أو فشل هذه المبادرة لا يزال مبكرا، خاصة في ظل غياب تفاصيل جوهرية حول الهيكل التنظيمي، وآليات الرقابة، ونظام الشراكة مع القطاع الخاص، مؤكدا أن بعض المشاريع قد يتم تنفيذها بنجاح وتشكل نقلة نوعية، لكن تحقيق الأهداف الكبرى، مثل تحويل الكويت إلى مركز اقتصادي إقليمي، أو خفض الاعتماد على النفط، يبقى أمرا معقدا يتطلب أكثر من مجرد تأسيس شركة كبيرة.
## رسوم ترامب تثير الانقسام في برلين وخضر ألمانيا يهاجمون ميرز
01 August 2025 08:38 AM UTC+00
تتفاقم الخلافات بين دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية في ظل سياسة تجارية أميركية أكثر تشددًا تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب. وفي خضم هذه الأزمة، وجّهت انتقادات لاذعة للمستشار الألماني فريدريش ميرز من قبل أطراف سياسية داخل بلاده، كان أبرزها حزب الخضر المعارض، الذي اعتبر أن أداء ميرز في المفاوضات أضعف موقف الاتحاد الأوروبي وأضر بمصالح الاقتصاد الألماني.
في السياق، حمَّلت زعيمة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر الألماني المعارض كاتارينا دروجه المستشار الألماني فريدريش ميرز مسؤولية ما اعتبرته ضعفًا في نتائج المفاوضات بشأن نزاع الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة. وقالت دروجه في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في برلين: "ميرز مسؤول عن ضعف نتائج مفاوضات الاتحاد الأوروبي، لأنه أراد اتفاقًا سريعًا، وبالتالي أضعف موقف الاتحاد الأوروبي التفاوضي... لقد أضر بذلك بالصناعة الألمانية".
وأضافت أن مؤشرات الاقتصاد الألماني تتدهور يوميًا، وتابعت أن هذا هو الثمن الذي يدفعه الاقتصاد الألماني لاتفاق ترامب الجمركي السيئ... إذا لم يُعِد ميرز النظر في الأمر الآن ويتصرف بطريقة أوروبية، فإن الوظائف ستكون في خطر، والاستثمارات في تقنيات المستقبل ستكون مهددة.
وأكدت دروجه الحاجة إلى سياسة تجارية تُنشئ تحالفًا بين جميع الدول التي تسعى إلى قواعد جيدة، وتجارة عادلة، وحماية المناخ، مشددة على أن على الساسة الألمان الالتزام بتعزيز السوق الداخلية الأوروبية بدلًا من الاعتماد على القرارات المنفردة على المستوى الوطني والعزلة. وفي ورقة مشتركة، دعت دروجه وثلاثة نواب برلمانيين آخرين من حزب الخضر إلى إجراء مفاوضات تجارية بين الاتحاد الأوروبي ودول من مختلف أنحاء العالم لعقد اتفاقية جديدة، إلى جانب تعزيز التجارة داخل الاتحاد الأوروبي.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين قد أعلنت قبل أيام قليلة توصلها إلى اتفاق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 15% على الواردات الأميركية من الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك واردات السيارات وأشباه الموصلات والأدوية. ويحدد الاتفاق إطارًا لتخفيض الرسوم الجمركية مستقبلًا على منتجات إضافية. وبحسب مسؤول في الاتحاد الأوروبي، من المقرر إعفاء واردات الاتحاد الأوروبي من السيارات الأميركية من الرسوم الجمركية. ويُذكر أن الاتحاد الأوروبي يفرض حاليًا رسومًا بنسبة 10% على هذه السيارات، ويعتزم خفضها إذا خفضت الولايات المتحدة رسومها على السيارات الأوروبية.
ويعمل الاتحاد الأوروبي على افتراض أن الولايات المتحدة ستبدأ بفرض رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم وارداتها من التكتل اعتبارًا من اليوم الجمعة، رغم عدم التوصل حتى الآن إلى وثيقة تحدد كيفية تطبيق هذا الاتفاق. وكان ترامب وفون ديرلاين قد توصلا، يوم الأحد الماضي، إلى اتفاق سياسي بشأن فرض رسوم بنسبة 15% على نحو ثلثي منتجات الاتحاد الأوروبي التي تُقدَّر قيمتها بنحو 380 مليار يورو (434 مليار دولار).
وقال أولاف جيل، المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لا يزالان يعملان على التوصل إلى بيان مشترك يرسي قواعد التفاهم بين الجانبين بشأن الرسوم الجمركية، مشيرًا إلى أن هذه الوثيقة لن تكون ملزمة قانونيًا. وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يفهم بوضوح أن الولايات المتحدة ستفرض الرسوم الجمركية المتفق عليها بنسبة 15%، مع استثناء بعض السلع "الاستراتيجية"، مثل الطائرات وقطع غيارها، وبعض الكيماويات، والأدوية الجنيسة، والموارد الطبيعية.
وأوضح أن المفوضية الأوروبية تتفاوض على الشروط التجارية للاتفاق نيابة عن الدول الأعضاء الـ27. واستطرد قائلًا: "نحن نفهم أيضًا بوضوح أن الولايات المتحدة ستُطبق الإعفاءات من نسبة الـ15%". وأضاف: "الولايات المتحدة قدّمت هذه الالتزامات، والآن عليها تنفيذها، فالكرة في ملعبها". وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد وقّع، أمس الخميس، أمرًا تنفيذيًا بفرض رسوم جمركية على مجموعة واسعة من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، لتصبح سارية المفعول خلال سبعة أيام. وتُعد هذه الخطوة مرحلة جديدة في أجندته التجارية، التي ستختبر متانة الاقتصاد العالمي وصلابة التحالفات الأميركية التي بُنيت على مدى عقود.
وقد صدر الأمر التنفيذي بعد الساعة السابعة مساءً بقليل من مساء الخميس، وذلك بعد سلسلة من التحركات المتعلقة بالرسوم الجمركية خلال الأيام القليلة الماضية، حيث أعلن البيت الأبيض عن اتفاقيات مع عدد من الدول والتكتلات قبل حلول الموعد النهائي الذي حدده الرئيس في الأول من أغسطس/آب الجاري. وبحسب مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية تحدث للصحافيين مشترطًا عدم كشف هويته، ستُنفذ الرسوم الجمركية في تاريخ لاحق لتنسيق جدول المعدلات.
يشهد العالم منذ أعوام توترًا تجاريًا متصاعدًا، خصوصًا بين الولايات المتحدة وشركائها التقليديين. وارتفعت حدة النزاع منذ عودة ترامب إلى الحكم، حيث أعاد فرض رسوم جمركية على مجموعة من الواردات من التكتلات الاقتصادية الكبرى، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي.
ومع اقتراب موعد سريان رسوم جمركية جديدة بنسبة 15% على ثلثي واردات الاتحاد الأوروبي إلى السوق الأميركية، تحاول بروكسل الحد من تداعيات هذا القرار عبر مفاوضات دقيقة ومعقدة، في وقت يشهد فيه الاقتصاد الأوروبي، وخصوصًا الألماني، تباطؤًا واضحًا. ورغم إعلان رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين التوصل إلى اتفاق سياسي مبدئي مع واشنطن، فإن الغموض لا يزال يكتنف تفاصيل هذا التفاهم، وسط غياب وثيقة قانونية ملزمة للطرفين، ما يثير قلق الأوساط السياسية والاقتصادية في القارة العجوز.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## هانسي فليك وفائض القوة في جميع المراكز.. لا حاجة لصفقات جديدة؟
01 August 2025 08:42 AM UTC+00
يستعد نادي برشلونة للدخول بقوة في الموسم الجديد 2025-2026، بقيادة المدرب الألماني هانسي فليك (60 سنة)، من أجل محاولة الحفاظ على لقبي الدوري والكأس والعودة إلى منصة التتويج في بطولة دوري أبطال أوروبا بعد غياب لسنوات، والمُلفت هو فائض القوة في التشكيلة وخصوصاً في عدد اللاعبين الجيدين الذين يشغلون مركزاً واحداً. 
وخلال تصريحات هانسي فليك، في مؤتمر صحافي خاص قبل مواجهة نادي سيول الكوري الجنوبي، في المباراة الودية الثانية تحضيراً للموسم الجديد 2025-2026، أكد المدرب الألماني الذي قاد النادي الكتالوني لتحقيق ثلاثة ألقاب محلية في الموسم الماضي (لقب الدوري والكأس والسوبر الإسباني)، أن تشكيلته فيها عدة عناصر في كل المراكز وهو أمر جيد جداً للمنافسة في الموسم الكروي الطويل. 
وقال فليك في المؤتمر الصحافي رداً على سؤال عن إمكانية مغادرة المدافع الأوروغواياني رونالد أراوخو: "ليست لدي أي أنباء في هذا الإطار. أراوخو؟ لماذا يجب أن يرحل؟ هناك شائعات كثيرة حول عدد من الأسماء. لدي فريق رائع، يتمتع بجودة عالية، ولدينا لاعبَين لشغل المركز ذاته، وفي بعض الحالات ثلاثة لاعبين. هناك أكثر من لاعب في كل مركز داخل الفريق وليس من السهل إدارة هذا الأمر، لكنني سعيد جداً. الأندية الأخرى بحجم برشلونة تسعى لحصد الألقاب، والأمر نفسه بالنسبة لنا. يجب أن نفوز بأكبر عدد ممكن من المباريات. سيكون موسماً صعباً". 
وربما تأتي تصريحات فليك تأكيداً على عدم حاجة برشلونة لصفقات جديدة في ميركاتو الصيف الحالي وسيكتفي بالتعاقدات التي أجراها حتى الآن، وهي حارس المرمى الإسباني خوان غارسيا، الجناح الأيمن السويدي روني بردغجي، المهاجم الإنكليزي ماركوس راشفورد، إذ إن هذه الصفقات الثلاث جعلت الفريق مُدججاً بالأسماء الجيدة مع فائض قوة في كل مركز من حراسة المرمى، مروراً بالدفاع وخط الوسط، ووصولاً إلى خط الهجوم. 
وفي قراءة سريعة لتشكيلة نادي برشلونة التي ستخوض منافسات موسم 2025-2026، يملك النادي الكتالوني حالياً ثلاثة حراس مرمى هم: خوان غارسيا، فويتشيك تشيزني وإنياكي بينيا، بالإضافة إلى أندريه تير شتيغن (مصاب وأجرى عملية جراحية وقريب من المغادرة)، وفي خط الدفاع هناك: باو كوبارسي وإينيغو مارتينيز وبديلاهما رونالد أراوخو وأندريس كريستينسين، بالإضافة إلى أليخاندرو بالدي وجول كوندي في مركزي الظهيرين الأيمن والأيسر وبديليهما جيرارد مارتين وهيكتور فورت. وفي خط الوسط يملك برشلونة الثلاثي القوي: بيدري وفرينكي دي يونغ وداني أولمو وبدلاؤهم غافي وفيرمين لوبيز ومارك كاسادو ومارك بيرنال، وفي خط الهجوم يضم كلاً من: روبرت ليفاندوفسكي ورافينا ولامين يامال وبدلائهم فيران توريس وماركوس راشفورد وروني بردغجي، مع الشابين توني فيرنانديز وداني رودريغيز، ما يجعل تشكيلة النادي الكتالوني قوية وتُسهل عملية المداورة خلال الموسم الطويل بالنسبة للمدرب الألماني هانسي فليك.
## بوتين يصدر قانوناً يشدد الرقابة على الإنترنت
01 August 2025 09:00 AM UTC+00
وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس قانوناً يُعاقب البحث الإلكتروني عن محتوى يُصنّف "متطرفاً"، ما أثار مخاوف حتى بين مؤيدي الكرملين، وزاد من حدة حملة القمع المستمرة. وأثار القانون معارضة نحو ستين برلمانياً في خطوة نادرة، وانتقادات عبرت عنها أوساط تدعم ملاحقة معارضي الحكومة في روسيا.
ينص القانون على غرامات تصل إلى خمسة آلاف روبل (نحو 60 دولار) لمن يبحث على الإنترنت عن محتوى "متطرف". ويُعرّف هذا المصطلح بشكل فضفاض في القانون الروسي، بحيث يمكن أن ينطبق على جماعات مصنّفة إرهابية أو قومية متطرفة، إضافة إلى معارضين سياسيين وحركات دينية. وتُصنّف منظمة زعيم المعارضة الراحل أليكسي نافالني "متطرفة" في روسيا، كما تصنّف "حركة المثليين العالمية" كذلك.
ويحظر القانون الترويج لشبكات "في بي إن" (VPN)، وهي أنظمة تتحايل على الرقابة وتُستخدم على نطاق واسع في روسيا. أقر البرلمان الروسي هذا التشريع في يوليو/تموز الماضي، رغم معارضة مجموعتين برلمانيتين.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، ندد المعارض بوريس ناديجدين بالقانون، ووصفه بأنه "سيُعاقب على جرائم الفكر، كما في رواية 1984 للكاتب البريطاني جورج أورويل".
تفرض روسيا قيوداً صارمة على حرية الصحافة وحرية التعبير على الإنترنت منذ بدء هجومها على أوكرانيا عام 2022، مع تركيز متزايد على منصات غربية مثل "غوغل" و"فيسبوك" و"يوتيوب" و"إكس".
(فرانس برس)
## وزارة الصحة اللبنانية: سلسلة الغارات التي شنها العدو الإسرائيلي مساء أمس الخميس أدت إلى سقوط أربعة شهداء
01 August 2025 09:05 AM UTC+00
## اتفاق روسي-أميركي على تمديد تشغيل محطة الفضاء الدولية حتى 2028
01 August 2025 09:11 AM UTC+00
قال المدير العام لوكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" دميتري باكانوف، الخميس، إنه اتفق مع المدير العام بالإنابة لوكالة "ناسا" شون دافي، خلال محادثات أجرياها في الولايات المتحدة، على تمديد تشغيل محطة الفضاء الدولية حتى عام 2028.
ويُعد الفضاء من المجالات القليلة التي لا يزال التعاون قائماً فيها بين روسيا والولايات المتحدة، رغم الانهيار شبه الكامل في العلاقات بين موسكو وواشنطن على خلفية الحرب في أوكرانيا.
أعلنت "روسكوزموس"، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن مديرها العام دميتري باكانوف وصل إلى الولايات المتحدة لعقد لقاء مع المدير العام بالإنابة لـ"ناسا" شون دافي، في أول اجتماع من نوعه بين الطرفين منذ عام 2018. ونقلت وكالة "تاس" للأنباء عن باكانوف قوله: "سارت المحادثات على نحو جيد. اتفقنا على الاستمرار في تشغيل محطة الفضاء الدولية حتى عام 2028... وسنعمل حتى عام 2030 على مسألة إخراجها من المدار".
ومن المقرّر أن يلتقي باكانوف أفراد طاقم مهمة "كرو-11" التابعة لـ"ناسا"، وبينهم رائد الفضاء الروسي أوليغ بلاتونوف، قبل انطلاقهم على متن المركبة الفضائية "دراغون".
تُعد محطة الفضاء الدولية ثمرة تعاون دولي بين روسيا والولايات المتحدة وأوروبا واليابان، وأُطلق أول أجزائها عام 1998. وكان من المقرر إبقاؤها في الخدمة حتى عام 2024، إلا أن "ناسا" أكدت سابقاً أن تشغيلها قد يمتد حتى عام 2030.
وفي ظل العقوبات الغربية المفروضة على روسيا منذ بدء هجومها على أوكرانيا، أوقفت عدة دول شراكاتها مع "روسكوزموس". ويعاني برنامج الفضاء الروسي، الذي كان يُعد لسنوات مفخرة وطنية، أزمات متلاحقة أبرزها نقص التمويل وفضائح الفساد.
(فرانس برس)
## العراق: دعوات للتظاهر احتجاجا على طرح قانون "حرية التعبير" بالبرلمان
01 August 2025 09:11 AM UTC+00
ما أن نشر مجلس النواب العراقي، أمس الخميس، جدول أعمال جلسته ليوم غد السبت، الذي تضمن تسع فقرات منها التصويت على مشروع قانون "حرية التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي" وقوانين أخرى، حتى توالت ردات الفعل من الصحافيين والمدونين والنشطاء في الحراكات المدنية والسياسية الناشئة معلنين عن تظاهرة رافضة لهذا القانون.
وأعلنت لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي أن جدول أعمال جلسة السبت يتضمن التصويت على قانون "التظاهر السلمي"، مؤكدة أن مشروع القانون خضع لتعديلات جوهرية استندت إلى ملاحظات المنظمات المدنية والإعلامية والحقوقية. وذكرت اللجنة، في بيان، أن "حرية التعبير عن الرأي مكفولة بموجب المادة 38 من الدستور العراقي، وأن القانون الجديد لا يقيّد هذا الحق، بل يعزز الضمانات القانونية لممارسة التظاهر السلمي".
وأوضح البيان أن "التعديلات شملت إلغاء شرط الحصول على إذن مسبق من الحكومة، والاكتفاء بإبلاغ رئيس الوحدة الإدارية فقط قبل تنظيم التظاهرة، كما تم إلغاء جميع العقوبات الجزائية التي كانت تطاول المتظاهرين السلميين، مثل السجن أو ما شابهه"، مضيفاً أن "اسم القانون تم تغييره ليصبح قانون التظاهر السلمي، بما ينسجم مع نصوص الدستور والتزامات العراق الحقوقية، ويمثل منطلقاً لمرحلة متقدمة في ضمان حرية التظاهر والتعبير عن الرأي بعيداً عن أي تدخلات حزبية أو أمنية أو سلطوية".
وقال رئيس اللجنة أرشد الصالحي في بيان إن "حرية التعبير عن الرأي مكفولة دستورياً، والقانون الذي سيتم التصويت عليه لا يحد من التظاهر السلمي، بل على العكس قامت اللجنة بأخذ ملاحظات جميع المنظمات والإعلام والصحافة"، معتبراً أنه "سيكون هذا القانون منطلقاً لمرحلة متقدمة في التظاهر والتعبير عن الرأي، لأن لجنة حقوق الإنسان حرصت على إبعاد أي تدخلات حكومية أو حزبية أو أمنية على حق الشعب في التعبير عن ممارساته بالشكل الذي يراه المتظاهر حقاً من حقوقه الدستورية".
ودعا معارضو القانون للنزول إلى الشوارع والميادين للاحتجاج على مشروع القانون. وجاء في بيان، صدر ليل أمس الخميس، تناقله عدد من الصحافيين والناشطين: "ندعو كافة المواطنين، الصحافيين، والناشطين، وأصحاب الرأي، وممثلي منظمات المجتمع المدني، وكل الحريصين على الدستور وحقوق الإنسان، إلى المشاركة الفاعلة في التظاهرة الشعبية التي ستُقام يوم السبت بالقرب من الجسر المعلق في العاصمة بغداد"، للتأكيد على رفض "محاولات تمرير قانون حرية التعبير بصيغته الحالية من قبل مجلس النواب، لما يتضمنه من خرق واضح للدستور، وتهديد مباشر لحرية الرأي والتعبير، وتقييد لحقوق المواطنين المكفولة دستورياً".
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، حاولت الكتل السياسية الكبيرة المتنفذة في العراق عبر مجلس النواب أن تُمرر مشروع قانون "حرية التعبير عن الرأي والاجتماع والتظاهر السلمي"، المعد من قبل لجنة حقوق الإنسان في البرلمان، لكن اعتراضات كثيرة تلاحق هذا المشروع، ما دعا نواباً ومنظمات إلى الدفع نحو التريث في إقراره أو تأجيله إلى الدورة البرلمانية اللاحقة لأجل التوصل إلى نسخة معدّلة وتليق بالطموح الديمقراطي. ويتضمن القانون أكثر من 20 مادة أدرجت تحتها فقرات عدّة، نصّت جميعها على عقوبات متفاوتة تصل إلى الحبس 30 عاماً، وغرامات مالية تصل إلى 100 مليون دينار عراقي. وركّزت تلك الفقرات على المعلومات الإلكترونية، وجعلتها في دائرة الخطر والمساس بأمن الدولة.
وتجد الجهات المعارضة لإقرار قانون حرية التعبير في العراق أن البلاد ليست بحاجة للقانون أصلاً، خصوصاً أن حرية التعبير هي حق دستوري كفله الدستور العراقي ضمن المادة 38، ولا توجد أي إشارة إلى أنه ينظم بقانون. بالإضافة إلى ذلك، حملت النسخة التي تتداولها الأحزاب العراقية المؤيدة للقانون بنوداً تتضمن عقوبات وفقرات جزائية كثيرة في موضوع حق التظاهر والاجتماع السلمي، وأخذ الإذن للتظاهر قبل فترة معينة. كما ينتقد الناشطون بعض المصطلحات والعبارات في نسخة المشروع.
وقال الباحث في الشأن السياسي علي الحبيب، لـ"العربي الجديد"، إن "قانون حرية التعبير الذي يسعى البرلمان لإقراره، يمثل محاولة قمعية تهدد الدستور وتستفز وجدان الشعب العراقي، وإن إبراز مشروع قانون حرية التعبير والتظاهر السلمي في هذا التوقيت من قبل البرلمان، الهدف منه هو التضييق على حرية التعبير والصحافة والتظاهر"، مبيناً أن "جميع اجتماعات المنظمات المدنية والنشطاء أكدت على عدم جواز تشريع قانون لحرية التعبير والتظاهر، لأن إقراره أو التصويت عليه يتضارب مع مواد دستورية، ويبدو أن هناك استراتيجية مُحكمة لتمرير تشريعات تكمم الأفواه وتُقيد الإرادة الشعبية".
وكتبت عضوة البرلمان السابقة شروق العبايجي على صفحتها في منصة فيسبوك: "يستمر هذا البرلمان بمحاولاته لتمرير قانون (حرية التعبير عن الرأي والاجتماع والتظاهر السلمي)، متجاهلاً كل الاعتراضات التي استمرت على مدى سنوات من قبل المجتمع والمنظمات والنخب الثقافية، التي حذرت ولا تزال من تشريع قانون يقمع حرية التعبير المحفوظة دستورياً في المادة 38، وكالعادة لا تبالي هذه الطبقة الحاكمة باي اعتبار وتمضي في رغبتها بتدمير كل ركائز الديمقراطية والاستقرار في العراق".
وسبق أن هاجمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، مشروع قانون حرية التعبير ومحاولات التصويت عليه في مجلس النواب العراقي، معتبرة أن هناك أجندة سياسية تقف خلفه، وأنه مخالف للدستور العراقي ولا يتماشى مع المعايير الدولية لحرية الرأي، كما أنه يشكل خيبة أمل كبيرة للمنظمات الدولية، و"يونسكو" تحديداً، باعتبارها الجهة المعنية بملف حرية التعبير عن الرأي وكل ما يتعلق به.
## مبتكر "بيكي بلايندرز" يكتب سيناريو الجزء المقبل من "جيمس بوند"
01 August 2025 09:14 AM UTC+00
سيتولى مبتكر مسلسل "بيكي بلايندرز" ستيفن نايت مهمة كتابة سيناريو الجزء الجديد من سلسلة أفلام "جيمس بوند"، وفق ما أعلنت استديوهات "أمازون إم جي إم" يوم الأربعاء.
وسيتعاون نايت في هذا الفيلم مع الكندي دوني فيلنوف، مخرج فيلم "دون"، الذي أعلن في يونيو/ حزيران الماضي عن اختياره لإخراج الجزء السادس والعشرين من السلسلة، والذي يُمثّل عودة "جيمس بوند" إلى الشاشة الكبيرة بعد غياب منذ عرض "نو تايم تو داي" عام 2021.
استحوذت "أمازون" عام 2022 على استديو "إم جي إم"، المالك التاريخي لحقوق أفلام "جيمس بوند"، في صفقة بلغت قيمتها نحو 8.45 مليارات دولار. لكن المجموعة واجهت مقاومة من منتجي السلسلة السابقين باربرا بروكلي ومايكل ويلسون اللذين حافظا على السيطرة الإبداعية على شخصية العميل 007 لعقود.
وفي فبراير/ شباط الماضي، توصل الطرفان إلى اتفاق مالي يمنح "أمازون" تحكماً إبداعياً في السلسلة، ما أتاح لها حرية تطوير الامتياز الذي يُعد من الأعلى إيراداً في تاريخ هوليوود، بمبلغ إجمالي تجاوز سبعة مليارات دولار منذ انطلاقها عام 1962.
وتعوّل "أمازون إم جي إم" على تجربة نايت في تقديم دراما مظلمة وعنيفة كما في "بيكي بلايندرز"، الذي تدور أحداثه في إنكلترا الصناعية في مطلع القرن العشرين، وحقق نجاحاً عالمياً. وسبق له أن شارك في ابتكار النسخة الأصلية من برنامج "من سيربح المليون؟"، وكتب أربع روايات، كما أخرج أعمالاً مثل "تابو" و"سي" و"ذيس تاون" و"أول ذي لايت وي كانّوت سي".
ولم يُعلن بعد عن عنوان الفيلم الجديد أو موعد طرحه، كما لم يُحدد اسم الممثل الذي سيخلف دانيال كريغ في دور الجاسوس البريطاني الشهير. وتداولت وسائل الإعلام أسماء مرشحة، منها: آرون تايلور جونسون، وتوم هولاند، وهاريس ديكنسون، وجيكوب إلوردي، وكينغسلي بن أدير. لكن "أمازون إم جي إم" لم تؤكد أياً منها.
(فرانس برس)
## "فرانس برس" عن الأمم المتحدة: 1373 فلسطينياً قتلوا أثناء انتظار المساعدات في غزة منذ أواخر مايو
01 August 2025 09:23 AM UTC+00
## يو زيدي "السباحة الحديدية".. بين جدل العمر والميدالية التاريخية
01 August 2025 09:56 AM UTC+00
خطفت السباحة الصينية يو زيدي الأضواء في بطولة العالم للسباحة المقامة في سنغافورة، بعدما باتت ابنة الـ12 عاماً، أصغر سباحة تحرز ميدالية عالمية، بعدما حصدت برونزية سباق التتابع أربع مرات في الـ200 متر حرّة أمس الخميس، فيما ذهب المركز الثاني لسباحات الولايات المتحدة، والذهبية لسيدات أستراليا.
وغابت يو زيدي عن النهائي، لكنها حصلت على ميدالية برونزية، لتصبح أصغر سباحة تحقق هذا الإنجاز في بطولة العالم، لتصرّح حول ذلك في وقتٍ لاحق بعد نهاية السباق: "تغمرني مشاعر عديدة، هو شعور جميل"، مع العلم أن الموهبة الصينية الملقبة بـ"الطفة الحديدية، بلغت نهائي سباق 200 متر متنوعة وحلّت رابعة على بعد ست أعشار من الثانية لحصد البرونزية، كما ستكون حاضرة في 400 متر متنوعة.
وأثارت يو زيدي بمشاركتها في بطولة الألعاب المائية للسباحة جدلاً كبيراً بحكم عمرها، وهذا الأمر ازدادت وتيرته في الأيام الأخيرة، خاصة أن القوانين تسمح للسباحات من 14 وما فوق بالحضور، لكن يو زيدي وبحكم موهبتها حصلت على استثناء لتكون إلى جانب زميلاتها الصينيات بفضل سرعتها الخارقة للعادة، إلا أنّ هذا الأمر لم يعجب العديد من القيّمين على اللعبة، ليس بسبب خوفهم من حصد الطفلة الصينية للميداليات، بل أنّ هذا الضغط قد تكون له آثارٌ سلبية على الذهن والجسد خاصة أنّها ما زالت في طور النمو.
وقورنت يو زيدي بالبطلة الدنماركية الشهيرة إنغه سورنسون، التي تعتبر أصغر فائزة على الإطلاق بميدالية برونزية في الألعاب الأولمبية على الإطلاق عام 1936 في برلين عاصمة ألمانيا، بعمر الـ12 عاماً، مع العلم أن السباحة الصينية اكتشفت هذه الرياضة بالصدفة حين كانت تسعى لتبريد نفسها من حرارة الصيف، وقد قالت في وقت سابقٍ لوكالة شينخوا الرسمية الصينية: "كان الصيف حاراً جداً في ذلك العام، فذهبت إلى حديقة الألعاب المائية برفقة والدي. كنت أذهب كثيراً للسباحة من أجل التبريد حتى اكتشفني أحد المدربين".
## العراق: مشاريع تحلية مياه الخليج العربي تُنعش آمال سكان البصرة
01 August 2025 10:10 AM UTC+00
مع انطلاق الأعمال التنفيذية لأول مشروع لتحلية مياه البحر في العراق، سادت أجواء من الأمل بين العراقيين، بعد سنوات من المعاناة مع شحّ المياه وتلوّثها، وسط دعوات من مختصين بيئيين إلى تسريع وتيرة تنفيذ هذا التوجّه الحكومي، باعتباره خطوة أساسية نحو حلّ جذري ومستدام لأزمة تهدّد حياة ملايين السكان.
وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد أطلق الأسبوع الماضي المشروع الأكبر من نوعه في تاريخ البلاد، بطاقة إنتاجية تبلغ مليون متر مكعب يوميا، وذلك ضمن محطة تحلية استراتيجية تُقام قرب ميناء الفاو الكبير في محافظة البصرة، على سواحل الخليج العربي جنوب البلاد.
ويضم المشروع بنية تحتية متكاملة تشمل خطوط توزيع وخزانات، إلى جانب محطة طاقة توليد كهرباء بطاقة 300 ميغاواط لتشغيل مختلف مرافق المشروع. وخلال زيارته إلى البصرة، أكد السوداني أن مشكلة شحّ المياه أصبحت متجذرة، والحل يكمن في التوجه الجاد إلى مشاريع التحلية، مشددا على أن هذا المشروع يعد من أولويات الحكومة كونه يمثل حلاً مستداماً وجذرياً لأزمة المياه.
ويعدّ التغيّر المناخي أحد أبرز التحديات التي تواجه العراق، إذ يسهم بشكل كبير في ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم الجفاف، نتيجة الانخفاض الحاد في منسوب المياه الواردة إلى نهري دجلة والفرات من تركيا وإيران المجاورتَين، اللتين تعانيان بدورهما من آثار التغيرات المناخية. ويفاقم هذا الوقع التحديات البيئية والصحية والإنسانية التي يواجهها العراق، ما ينذر بكوارث وشيكة تمس مختلف مناحي الحياة، لا سيما أن العام الحالي يُصنف الأكثر جفافاً منذ نحو ثمانية عقود، وفقاً لتقديرات خبراء.
نحو حل أزمة المياه في العراق
من جانبه، يرى المهندس البيئي علي الحلفي، أن المشروع يمثل لحظة مفصلية في مسار إدارة الموارد المائية في العراق، ويقول لـ"العربي الجديد": "وصلنا إلى عتبة العطش، حرفياً. الأهوار تجف، وشط العرب يتملح، والمياه الجوفية تُستنزف. نحن بحاجة إلى سياسة تحلية صارمة تُنقذ مناطق العراق خاصة الجنوب من المصير الأسود". ويشير الحلفي إلى أن العراق لم يعد يملك رفاهية الانتظار أو المساومة، مبيناً "بين تغير المناخ وشح الإطلاقات من دول المنبع، لم تعد الأنهار ضمانة كافية، ومشروع البصرة يمكن أن يشكل بداية تحول حقيقي إذا ما رُبط باستراتيجية وطنية شاملة".
أما الباحث في شؤون المياه، سيف الجبوري، فيربط بين الأمنين المائي والمجتمعي، قائلاً في حديث لـ"العربي الجديد": "حين يصبح الحصول على ماء نظيف تحدياً يومياً، فذلك يؤسس لأزمات اجتماعية واقتصادية خطيرة، ومشاريع التحلية ليست رفاهية، بل ضرورة وجودية". ويحذر الجبوري من أن البصرة، التي تطفو على بحر من المياه المالحة، كانت ولسنوات طويلة تعاني من تلوث المياه وارتفاع نسبة الملوحة، مما أسهم في تراجع الزراعة وهجرة سكان الريف إلى المدن.
وأشار المتحدث إلى أن مشاريع تحلية المياه "تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، شريطة أن تأخذ نصيباً كبيراً من الاهتمام بما يسمح لها أن تكون رافعة للتنمية، ومحركا للنهوض بالقطاع الزراعي، مع إمكانية الاستفادة من خبرات دول متقدمة في هذا المجال، كالسعودية".
بدوره، أكد الخبير البيئي، أحمد حسن، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن مشروع البصرة يأتي استجابة ضرورية للتغيرات المناخية الجذرية. وأضاف: "تفيد البيانات الرسمية بأن معدل إيرادات دجلة والفرات انخفض إلى 27% فقط مقارنة بالعام الماضي، وهذه أرقام كارثية، إلى جانب أن المخزون المائي في السدود لا يتجاوز 8% من طاقته القصوى".
وأوضح حسن أن استمرار انخفاض الإيرادات المائية وعدم تعاون دول المنبع "ينذر بمرحلة من الشح المائي الشديد، وقد يدفع العراق في مصاف الدول الأكثر عطشاً إذا لم تُسرّع المشاريع البديلة مثل التحلية وإعادة تدوير المياه". واعتبر المتحدث، أن "مشاريع التحلية، رغم كلفتها العالية، تتيح مرونة استراتيجية في إدارة الموارد، وتمنح الدولة القدرة على التكيف مع السيناريوهات المناخية الأكثر تطرفاً".
تحديات التنفيذ والتشغيل
يوفر المشروع مياها لأكثر من 4 ملايين نسمة ويخلق 3500 فرصة عمل، ويُعتبر ركيزة أساسية للبنية التحتية المستقبلية في جنوب العراق، لكن الخبير البيئي صالح الشمري يحذر في حديثه لـ"العربي الجديد" من تحديات تتعلق بالتنفيذ والتشغيل المستدام. ويشدد الشمري على أن "التحلية وحدها لا تكفي، ما لم تُرافقها خطة لترشيد الاستهلاك، ومعالجة الهدر، ورفع الوعي المجتمعي بأهمية المياه. ويضيف: "إذا أردنا النجاح، يجب أن نعمل على تكامل مصادر المياه، ونقل الخبرات الدولية، ووضع ضوابط صارمة لاستخدام المياه في الزراعة والصناعة".
تظهر مشكلة المياه في العراق جليةً في مياه الشرب، إذ بات كثيرون لا يثقون في شركات تعبئة المياه المعبأة، رغم أن هذه الشركات مرخصة رسميا من الجهات الحكومية المختصة. ويُعزى سبب عدم الثقة إلى أن بعض الأشخاص اكتشفوا عبر الفحص المختبري عدم نقاء هذه المياه، فيما أكد آخرون اطلاعهم على عمليات عدد من الشركات ووجود تقصير في الالتزام بالإجراءات المفروضة على إنتاج المياه، بحسب شهادات عدة، من بينها رائد خضير الذي صرح لـ"العربي الجديد" بأنه عمل لفترة في نقل وتوزيع المياه المعلبة وكان على اتصال مباشر بعمليات التعبئة.
يرى خضير أن مشروع تحلية المياه "سيكون بمثابة منقذ للمواطنين، يمكنهم من شرب مياه نقية على أقل تقدير". ويتفق معه المواطن أحمد عبود، الذي أكد لـ"العربي الجديد" أن "تحلية مياه البحر ستعيد التوازن لمنطقة جنوبي العراق بشكل خاص". وأضاف: "بصفتي من سكان البصرة، أعتقد أن هذا المشروع سيحظى بأهمية كبيرة، فهو ليس فقط لتزويد السكان بمياه نقية، بل هو مشروع تنموي واقتصادي".
 
 
## "رويترز" عن الرئاسة التركية: أردوغان سيعقد اجتماعات مع رئيسة وزراء إيطاليا ورئيس الحكومة الليبية في إسطنبول اليوم
01 August 2025 10:16 AM UTC+00
## خلاف الجيران: هل تنكسر الثقة بين واشنطن وأوتاوا؟
01 August 2025 10:24 AM UTC+00
أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوامره بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الأميركية من كندا من 25% إلى 35%، اعتبارًا من اليوم الجمعة، متذرعًا بنقص التعاون في وقف تهريب مادة مخدرة غير قانونية. وأعلن البيت الأبيض، في ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس، أن كندا أخفقت في بذل المزيد لاعتقال المهربين والمجرمين الهاربين، وضبط المواد المخدرة غير القانونية.
وكان ترامب قد هدد في وقت سابق بفرض رسوم جمركية أعلى على كندا، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الجانبين بحلول اليوم الجمعة، وهو الموعد النهائي الذي حدده لإبرام اتفاقيات تجارية مع عشرات الدول. وفي وقت مبكر من يوم أمس الخميس، قال الرئيس إن إعلان كندا نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية من شأنه أن "يجعل الأمور أصعب للغاية" على الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق تجاري مع جارتها الشمالية.
ولم يتم إدراج كندا ضمن قائمة الرسوم الجمركية المحدثة التي أعلنتها الولايات المتحدة في ساعة متأخرة أمس، والتي ستسري اعتبارًا من 7 أغسطس/آب الجاري. وكان رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، قد قلل من التوقعات بشأن فرض الرسوم، مشيرًا إلى أن أوتاوا لن توافق على أي اتفاق إلا إذا كان يخدم مصالح الكنديين على أفضل وجه. وفي بيان صدر صباح اليوم الجمعة، أعرب كارني عن خيبة أمله من تصرفات ترامب، مؤكدًا أن كندا تشكّل 1% فقط من واردات الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، وأنها تعمل بشكل مكثف على خفض تلك الكميات.
وأضاف كارني أن بعض الصناعات، بما في ذلك الأخشاب والفولاذ والألومنيوم والسيارات، ستتأثر بشدة من القرار، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الحكومة الكندية ستسعى للتقليل من أثره وحماية وظائف المواطنين. ولا تزال بعض الواردات من كندا محمية بموجب اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA) الموقعة عام 2020، والتي من المقرر إعادة التفاوض بشأنها العام المقبل. وجاء في بيان للبيت الأبيض أن السلع التي تُنقل عبر كندا، والتي لا تشملها الاتفاقية، ستكون عرضة لرسوم جمركية بنسبة 40%.
وفي منشور له على منصة "إكس"، عبّر رئيس الوزراء الكندي مارك كارني عن خيبة أمله بعد توقيع الرئيس ترامب أمرًا تنفيذيًا برفع الرسوم الجمركية على السلع الكندية من 25% إلى 35% على المنتجات الخارجة عن نطاق اتفاقية USMCA. ووصف كارني هذه الخطوة بأنها تصعيد جديد في حرب الرسوم الجمركية التي يشنها ترامب منذ توليه السلطة، مشيرًا إلى أن الرسوم الجديدة ستؤثر بشدة على قطاعات الأخشاب والصلب والألمنيوم والسيارات.
كما تعهّد باتخاذ إجراءات لحماية الوظائف الكندية، وتعزيز شراء السلع المحلية، والاستثمار في القدرة التنافسية الصناعية، وتنويع أسواق التصدير. وأضاف أن الولايات المتحدة تبرر قرارها بتدفق الفنتانيل عبر الحدود، على الرغم من أن كندا لا تمثل سوى 1% من تلك التدفقات، مؤكدًا أن بلاده تبذل جهودًا حثيثة لتقليل الكميات بشكل أكبر.
وتشكّل هذه الخطوة تصعيدًا جديدًا في سياسة الحمائية التجارية التي ينتهجها ترامب، والتي تهدد بزعزعة استقرار العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وأقرب حلفائها. وفيما تحاول أوتاوا احتواء التداعيات واتخاذ إجراءات لحماية اقتصادها، يبقى مصير الاتفاقات التجارية المقبلة معلقًا في ظل تصاعد التوترات السياسية والتجارية بين الجانبين
(أسوشييتد برس، رويترز، العربي الجديد) 
## أحمد عدوان... طفل جائع ومبتور اليد في مستشفى بلا أدوية في غزة
01 August 2025 10:42 AM UTC+00
على أحد أسرّة مستشفى الشفاء بمدينة غزة، يرقد الطفل الفلسطيني أحمد عدوان (4 أعوام)، مثقلا بوجعين لا يقوى جسده الصغير على تحملهما، بين ألم البتر ومرارة الجوع، وسط حرب إبادة جماعية تشنّها إسرائيل على القطاع بدعم أميركي. أحمد، الذي نزح إلى مدرسة "القاهرة" بمدينة غزة برفقة عائلته بعد تدمير منزلهم، استيقظ صباح 26 يوليو/ تموز المنصرم جائعاً، ولم تجد والدته ما تقدمه له من طعام، فنصحته باللعب مع أقرانه لينسى جوعه قليلاً.
لكن غارة جوية إسرائيلية مفاجئة استهدفت المدرسة التي تؤوي آلاف النازحين أنهت لحظة اللهو البريئة. فلم يكن الطفل ووالدته يعلمان أن لحظة لعب بريئة داخل المدرسة ستنتهي ببتر ذراعه. وخلال حرب الإبادة المستمرة، لجأ مئات آلاف الفلسطينيين إلى مدارس تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين "أونروا" أو وزارة التربية في غزة، بعدما دُمّرت منازلهم أو أُجبروا على مغادرتها إثر أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي.
وتحوّلت تلك المدارس إلى ملاجئ مزدحمة تفتقد أدنى مقومات الحياة، حيث لا تتوفّر المياه النظيفة، ولا الغذاء الكافي، ولا الرعاية الصحية، وسط ظروف معيشية مأساوية تتفاقم يوما بعد يوم. وعقب إصابته، خضع أحمد لعملية جراحية نُقل بعدها إلى قسم الجراحة في مستشفى الشفاء، حيث يرقد اليوم على سرير المرض، يغفو تارة على أنين الجرحى، ويصحو تارة أخرى على صرخات الألم.
ألم الجوع يلاحق أحمد عدوان
في هذا المشهد الثقيل على الطفولة تبدو ملامح المعاناة جلية، حيث ضماد أبيض يغطي كتفه المبتور، وأنبوب مغذٍّ يتدلى من ذراعه الأخرى، في محاولة طبية لتعويض ما فقده من غذاء ورعاية. واليوم، يخوض أحمد عدوان صراعا صامتا مع جراحه المفتوحة وحرمانه من الغذاء والرعاية، في وقت تقف مستشفيات غزة عاجزة عن توفير المستلزمات الطبية اللازمة لإنقاذه، بفعل الحصار الإسرائيلي الخانق.
ومع النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ومنع السفر للعلاج خارج القطاع، تقول عائلة أحمد إن ابنها يحتاج إلى تدخل جراحي وإعادة تأهيل لا يمكن توفيرهما في غزة حاليا.
والأسبوع الماضي، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن "ثلث فلسطينيي غزة لم يأكلوا منذ عدة أيام"، بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع. وقال مدير الاستعداد للطوارئ والاستجابة في البرنامج الأممي روس سميث، في بيان: "وصلت أزمة الجوع في غزة إلى مستويات غير مسبوقة من اليأس، حيث لا يأكل ثلث السكان لعدة أيام متتالية". وحسب أحدث معطيات وزارة الصحة في غزة، بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية حتى الخميس نحو 154 فلسطينيا، بينهم 89 طفلا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
 استهداف مباشر
والدة أحمد عدوان قالت لمراسل "الأناضول"، إن طفلها استيقظ من النوم وطلب أن يأكل، لكن لم يكن هناك طعام، فوجهته للعب مع أقرانه لينسى قليلا الجوع. وأوضحت أنه عندما كان يلهو مع الأطفال أمام أحد الفصول التي نزحوا إليها داخل المدرسة، تم استهدافهم بالصاروخ بشكل مباشر.
وذكرت أن الغبار كان كثيفا من جراء الصاروخ، فهرعت إلى مكان الاستهداف، ووجدت طفلها ويده مبتورة، وسرعان ما تم نقله إلى المستشفى. وأضافت: "نحن جالسون ولم نفعل شيئا، لكن لا يوجد أمن ولا أمان ولا طعام". وأشارت إلى أن طفلها يحتاج إلى طعام ودواء غير متوفرين، وأنها تعتمد على طعام التكيات من العدس والفاصولياء، وهو ليس متوفرا دائما. وتتمنى أم أحمد أن يعود طفلها كما كان سابقا، يلعب ويجري ويمرح.
ووفقا لتقديرات برنامج الأغذية العالمي، يواجه ربع الفلسطينيين في غزة ظروفا أشبه بالمجاعة، حيث إن 100 ألف سيدة وطفل يعانون من سوء التغذية الحاد.
حصار القطاع الصحي
قال أحد الأطباء المشرفين على علاج الطفل أحمد للأناضول: "أي مريض بحاجة إلى أدوية ومضادات حيوية ومحاليل وعناية وحفاضات ومستلزمات طبية"، مشيرا إلى شحّها في المستشفيات من جراء الحصار. وأضاف مفضلا عدم ذكر اسمه: "أحمد يعاني من بتر من كتف اليد، وحالته صعبة، ويحتاج إلى أدوية رئوية من جراء تعرضه لاستنشاق الغاز والغبار الناتج عن الصاروخ". ولمرات عديدة، حذرت الوزارة من خطورة الشح الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والمكملات الغذائية، مناشدة الجهات المعنية ضرورة إدخالها.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتدهور القطاع الصحي، وتفشي المجاعة، حيث وصلت مؤشراتها إلى مستويات "كارثية". ورغم "سماح" إسرائيل، منذ الأحد، بدخول عشرات الشاحنات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يحتاج إلى أكثر من 500 شاحنة يوميا باعتبارها حداً أدنى منقذاً للحياة، فإنها سهّلت عمليات سرقتها ووفرت الحماية لها، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
(الأناضول)
## التوسع ببيع أرقام المركبات المميزة لدعم التعليم
01 August 2025 10:55 AM UTC+00
في خطوة توصف بالاستثمارية، قررت الحكومة الأردنية التوسع في عمليات تحديد أسعار أرقام المركبات المتناسقة وذات الدلالات الخاصة والمميزة، والأقل تميزاً، وغير المميزة، وبيعها مقابل الثمن الذي تحدده لجنة تُشكّل لهذه الغاية، على ألا تقل الأثمان عن القيم المحددة. وبموجب التعديلات التي طرأت على نظام لوحات المركبات، فقد حدد مجلس الوزراء – حسبما نُشر في الجريدة الرسمية يوم أمس الخميس – قيمة لكل رقم مميز أو له دلالة خاصة، باستثناء الأرقام الأكثر تميزاً.
ووفقاً للتعديلات، فقد تم تحديد قيمة الأرقام الثلاثية المميزة بعشرة آلاف دينار ثمناً لكل رقم، والأرقام الرباعية المتناسقة وذات الدلالات الخاصة (المميزة) بستة آلاف دينار لكل رقم، فيما حُددت الأرقام الرباعية غير المميزة بألف دينار لكل رقم. أما الأرقام الخماسية المتناسقة وذات الدلالات الخاصة المميزة، فتبلغ قيمتها 5 آلاف دينار لكل رقم. وتُصرف الأرقام الخماسية الأقل تميزاً مجاناً أو مقابل الثمن الذي تحدده اللجنة المُشكلة لهذه الغاية، وكذلك الأرقام الخماسية غير المميزة تُصرف مجاناً أو مقابل ثمن تحدده اللجنة.
وفي هذا الصدد، قال الخبير الاقتصادي حسام عايش لـ"العربي الجديد" إن بيع أرقام لوحات المركبات بموجب مزادات علنية تقوم بها الجهات المختصة، ووفقاً لما هو موضح في النظام الخاص بذلك، يُعد خطوة إيجابية من حيث تحقيق إيرادات مالية تُوجه للإنفاق على مجال أساسي وهو التعليم الجامعي، الذي يشكل عبئاً كبيراً على كثير من الأسر الأردنية، حيث تقرر أن تُخصص العوائد لصندوق دعم الطالب. وأضاف أن ذلك يُحقق العدالة أيضاً بين المواطنين، بحيث لا تذهب الأرقام المميزة إلا لمن يرغب ومقابل الثمن المحدد، وهذا موجود في كثير من – إن لم يكن في جميع – البلدان.
وأشار إلى أن النظام المعدل للوحات المركبات اشتمل أيضاً على عدة بنود تنظيمية، خاصة ما يتعلق بتحديد الجهة التي تتبع إليها المركبة الحكومية، بعدما كانت عامة ولا يُعرف لمن تتبع هذه السيارة أو تلك، مشيراً إلى أن الترميز سيوضح ذلك. وبيّن أن هناك العديد من المصادر المالية التي يمكن توجيهها لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، وخاصة أعباء التعليم التي باتت مرتفعة جداً، وذلك بتخصيص العوائد المتحققة من بعض الرسوم والضرائب.
وبموجب تعديل النظام الذي أقرّه مجلس الوزراء قبل أيام، ستحمل لوحات المركبات الحكومية والإدخال المؤقت والدبلوماسية حروفاً واضحة تدل على الجهة التي تتبع لها المركبة، وذلك على النحو الآتي: رئيس الوزراء والوزراء: الرمز PM، مجلس الأعيان SN، مجلس النواب PR، المجلس القضائي JC، الجهات الحكومية GV، سلطة منطقة العقبة الاقتصادية AQ، الهيئات الدبلوماسية CD، والإدخال المؤقت TM.
كما ستُقرّر إدارة ترخيص السواقين والمركبات الإجراءات الخاصة بلوحات المركبات التي كانت تُستخدم من الجهات الحكومية، مع تأكيد عدم وجود تغيير في أرقام لوحات المركبات الخاصة والعمومية والشحن. وقرر مجلس الوزراء تخصيص عوائد جميع الأرقام المميزة – بغض النظر عن ترميزها – والتي تُباع في إدارة ترخيص السواقين والمركبات بالمزاد العلني، لدعم صندوق الطالب الجامعي، وذلك اعتباراً من الفصل الدراسي المقبل، إضافة إلى ما هو مخصص للصندوق في الموازنة أساساً، والتي قامت الحكومة بزيادتها بنسبة 50% في موازنة العام الجاري، لتصل إلى 30 مليون دينار.
وسيسمح قرار تخصيص عوائد الأرقام المميزة لمصلحة صندوق دعم الطالب الجامعي بتوسيع شريحة الطلبة الجامعيين المستفيدين من الصندوق. وقال مجلس الوزراء في بيان له إن استبدال الترميز الرقمي بالحروف يزيد من الوضوح والشفافية، ويُسهم في تعزيز الرقابة والتتبع على المركبات الحكومية، علماً بأن نظام الحروف معمول به في العديد من دول العالم، ويُعتبر من الممارسات الفضلى عالمياً. ويتيح النظام بيع وشراء اللوحات دون الحاجة إلى نقل ملكية المركبة من البائع إلى المشتري.
## لبنان | 4 شهداء بغارات الاحتلال وسلام يشدد على حصر السلاح بيد الجيش
01 August 2025 11:02 AM UTC+00
قالت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الجمعة، إن أربعة شهداء سقطوا في الغارات التي شنها الاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس، على مناطق في جنوب لبنان والبقاع، فيما أكد قائد الجيش اللبناني أن "الاحتلال الإسرائيلي هو العائق الوحيد أمام استكمال انتشار الوحدات العسكرية" في الجنوب، ويأتي ذلك مع تأكيد أوساط لبنانية لـ"العربي الجديد" أن جلسة الحكومة المنتظرة يوم الثلاثاء القادم، والتي سيتم فيها بحث بند حصرية السلاح بيد الدولة، ما زالت في موعدها.
وتستمر الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، المبرم في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، إذ شهد صباح اليوم الجمعة تحليقاً لطيران الاحتلال الإسرائيلي على علو منخفض في بعض مناطق جنوب لبنان، وكان الاحتلال صعّد من اعتداءاته أمس الخميس وشن سلسلة غارات على قرىً في الجنوب اللبناني والبقاع ما أسفر عن سقوط أربعة شهداء.
الاحتلال يعوق انتشار الجيش في جنوب لبنان
شدد قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل على أنّ "الجيش نفذ انتشاراً واسعاً ومهمّاً في منطقة جنوب الليطاني بالتنسيق والتعاون الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، فيما لا يزال العدو الإسرائيلي يحتل عدة نقاط عقب عدوانه الأخير على بلدنا". وأشار هيكل في اجتماع مع قيادات عسكرية اليوم الجمعة، بمناسبة العيد الثمانين للجيش اللبناني، إلى أن "استمرار الاحتلال الإسرائيلي هو العائق الوحيد أمام استكمال انتشار الوحدات العسكرية، وقد أبدى الأهالي في الجنوب تعاوناً كاملاً مع الجيش، وقيادة الجيش تتواصل باستمرار مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية".
بمناسبة العيد الثمانين للجيش، عقد قائد الجيش العماد رودولف هيكل في اليرزة اجتماعًا استثنائيًّا، حضره أركان القيادة وقادة الوحدات الكبرى والأفواج المستقلة، وعدد من الضباط، وتطرّق فيه إلى آخر التطورات على الصعيدين المحلي والإقليمي وشؤون المؤسسة العسكرية، وزودهم بالتوجيهات اللازمة… pic.twitter.com/DEbtbQ7fqw
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) August 1, 2025
وأكد قائد الجيش اللبناني أن "المؤسسة العسكرية تؤدي دورها بفاعلية في هذه المرحلة كما في كل المراحل السابقة، وهذا عائد إلى جميع عناصرها على اختلاف رتبهم ووظائفهم"، لافتاً إلى أن "الجيش مستعد دائماً للعطاء والتضحية وسط التحديات القائمة، بخاصة الانتهاكات والاعتداءات المتزايدة من جانب العدو الإسرائيلي ضد سيادة لبنان وأمنه، وما يَنتج عنها من سقوط شهداء وجرحى ودمار"، مشيراً إلى أن "جهود الجيش ترتكز حالياً على حفظ الاستقرار والسلم الأهلي، وتأمين الحدود الشمالية والشرقية وحمايتها ومنع أعمال التهريب، ومواجهة التهديدات الخارجية"، مضيفاً: "التواصل مستمر مع السلطات السورية في ما خص أمن الحدود، باعتبار أنه أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلى استقرار البلدَين"، وأكد أن "الجيش يتابع بدقة أي تحرك لمجموعات إرهابية، ويعمل على توقيف أعضاء هذه المجموعات".
من جهته، قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام بمناسبة عيد الجيش اللبناني: "جيش واحد لشعب واحد في وطن واحد"، مشدداً على أن "لا إنقاذ للبنان إلا بالعمل الجاد على حصر السلاح في يد جيشنا وحده، ولا استقرار إلا ببسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وفقاً لما نصّ عليه اتفاق الطائف والبيان الوزاري لحكومتنا".
وقالت السفارة الفرنسية في بيروت بمناسبة عيد الجيش اللبناني إننا "نقدّم للجيش كلّ الدعم في مهامه في سبيل حصر السلاح بشكل تام بيده، على كافة الأراضي اللبنانية، من أجل لبنان يسوده الاستقرار والأمان ويتمتّع بالسيادة".
الاتصالات مستمرة لتأمين جلسة الثلاثاء الوزارية
وفي إطار التحضيرات لعقد جلسة للحكومة اللبنانية، يوم الثلاثاء المقبل، وعلى جدول أعمالها بند "حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية"، قالت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد" إن "الجلسة قائمة في موعدها، ونأمل أن يحضرها جميع الوزراء بالنظر إلى أهميتها، بحيث سيتم مناقشة موضوع السلاح، والموقف اللبناني من المقترحات الأميركية وغيرها من النقاط الأساسية التي يجب مناقشتها على طاولة مجلس الوزراء، والتي قد يبت بها أو ترجأ لجلسة لاحقة، فالاحتمالات كلها مفتوحة"، ولفتت المصادر إلى أن "الاتصالات مستمرّة بين المسؤولين وعلى مستوى الرئاسات الثلاث ومع حزب الله أيضاً عبر النائب محمد رعد، وذلك من أجل تأمين المناخ المناسب للجلسة، خصوصاً أنّ هناك تعهدات اتُّفقَ عليها لناحية ضرورة حصر السلاح بيد الدولة".
وأطلق الرئيس اللبناني جوزاف عون، أمس الخميس مواقف اعتُبرت الأكثر صراحة ومباشرة بوجه حزب الله الذي سمّاه هذه المرّة بالاسم، خصوصاً بعدما بدأ يتلقى انتقادات داخلية من التأخر في بتّ ملف السلاح، عدا عن الضغوط الدبلوماسية التي يتعرّض لها لبنان بضرورة انجاز الموضوع سريعاً، مع تحذيرات من تداعيات المماطلة، وتزامن ذلك مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية.
عون الذي كشف أمس حقيقة المفاوضات التي باشرها مع الجانب الأميركي، مركزاً على أن ذلك جاء "بالاتفاق الكامل مع رئيس الوزراء نواف سلام وبالتنسيق الدائم مع رئيس البرلمان نبيه بري"، أكد أن مسودة الأفكار التي حصل عليها من الموفد الأميركي توماس برّاك، ستطرح على مجلس الوزراء وفق الأصول ولتحديد المراحل الزمنية لتنفيذها، ملوحاً كذلك في كلمته إلى دور سيلعب بهذا الإطار من قبل المجلس الأعلى للدفاع، والذي قد توكل إليه مهمة وضع خطة سحب السلاح.
السفير المصري يلتقي عون
وفي سياق متصل، قال السفير المصري لدى لبنان علاء موسى، بعد لقائه الرئيس عون اليوم الجمعة، إن اللقاء كان فرصة لتهنئة عون بعيد الجيش اللبناني و"على خطابه يوم أمس وما تضمنه من كشف حساب لأداء مؤسسة الرئاسة اللبنانية من 9 يناير/ كانون الثاني الماضي إلى الآن". وأضاف موسى: "تحدثنا أيضاً بالجهود التي تقوم بها الدولة اللبنانية للتوصل إلى مسار وخطة واضحة لحصر السلاح بيدها، والإصلاحات السياسية والاقتصادية والإجراءات الأمنية. وكان لدى عون تفاصيل كاملة ورؤية واضحة".
وحول جلسة مجلس الوزراء المرتقبة، الثلاثاء المقبل، وما إذا كانت ستتضمن جدولاً زمنياً وخطوات جدية لحصر السلاح، قال موسى في معرض ردّه على أسئلة الصحافيين: "الجميع في لبنان متفق على أنّ بسط الدولة اللبنانية لسيادتها على كلّ أراضيها، وحصر السلاح بيد الدولة هو أمرٌ حتمي ولا نقاش حوله من حيث المبدأ. ويتبقّى بعض التفاصيل وكيفية التطبيق"، مضيفاً "أتصور أن الجميع متفق على العناوين الرئيسية، ونرجو أن تتناول الجلسة هذا الأمر. حتماً سيكون فيها الكثير من النقاشات، وأرجو أن تخرج بشيء إيجابي يكون بمصلحة لبنان أولاً، ويلبي أيضاً الطموحات وما ينتظره العالم من لبنان في المرحلة القادمة".
وقال موسى: "لمست من عون أن رؤيته واضحة ومقاربته للملف مقاربة مبنية أولاً على خبرة، وثانياً على ما دار من مفاوضات ومحادثات خلال الأشهر الماضية، يتبقّى على الأطراف الأخرى، الممثلة في الحكومة ومؤسسات الدولة، أن تتفاعل مع هذه المقاربة. وأعتقد أن الجميع يرغب في الوصول إلى حل عادل لهذا الأمر يرسي القواعد الأساسية والصحيحة لدولة بحجم لبنان". ورداً على سؤال حول تداعيات عدم البتّ بالملف، وسط ضغوط عسكرية واقتصادية تمارس على لبنان، قال موسى: "لا بدّ من إرساء دعائم الدولة ولا بد من بسط سيادتها وحصر السلاح"، معتبراً أن بحث ملف السلاح لا يأتي نتيجة ضغوط خارجية بل هو شأن داخلي و"البداية كانت من لبنان، من خطاب القسم والبيان الوزاري، فهذه مبادرة من داخل لبنان تساعده فيها الأطراف الأخرى".
## راي باسيل الرامية اللبنانية تُقرر تمثيل قطر.. قصة القرار المفاجئ
01 August 2025 11:06 AM UTC+00
قررت الرامية اللبنانية وتحديداً في رياضة رماية التراب، راي باسيل (36 سنة)، تمثيل قطر بدلاً من لبنان، في قرار مفاجئ، لا سيما أنها تُعتبر من أنجح الرياضيات اللبنانيات في الألعاب الأولمبية والمسابقات الدولية، وتُشارك باستمرار في البطولات الآسيوية والعالمية. وأفاد مسؤول في اللجنة الأولمبية اللبنانية، حرص على عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، بأنّ قرار باسيل "شخصي جداً"، موضحاً أنه "حصل بالاتفاق والتراضي وليس على إكراه أو خصومة، إذ تبحث باسيل عن فرصة للتطور أكثر والمشاركة باسم قطر وتمثيل الدولة العربية في المحافل القارية والعالمية، وخصوصاً أولمبياد لوس أنجليس 2028".
وعن كيفية تغيير رياضي أولمبي البلد الذي يُمثله بشكل مفاجئ والإجراءات التي يجب أن تُتخذ، شرح المصدر تفاصيل الآلية، قائلاً إنّ "انتقال رياضي أولمبي من تمثيل بلد إلى تمثيل بلد آخر يحتاج إلى موافقة من الاتحاد اللبناني (الرماية) الذي تتبع له راي باسيل وفقاً للرياضة الأولمبية التي تُشارك فيها، وأيضاً موافقة من اللجنة الأولمبية اللبنانية. وفي قضية باسيل، يبدو أنها هي من تقدمت بطلب لدى اتحاد الرماية واللجنة الأولمبية اللبنانية لتمثيل دولة قطر بدلاً من لبنان من الآن وصاعداً، والتي بدورها منحت الموافقة للاتحاد القطري للعبة المذكورة واللجنة الأولمبية القطرية، تحت إشراف الاتحاد الدولي للعبة، الذي لا يُوافق على تغيير لاعبة للدولة التي تُمثلها من دون موافقة اللجنة الأولمبية التي كانت تلعب لها، وعليه فإن باسيل حصلت على الموافقة من اللجنة الأولمبية اللبنانية وتم الاتفاق مع اللجنة الأولمبية القطرية لإتمام عملية انتقال التمثيل بشكل رسمي".
وبحسب المصدر لـ"العربي الجديد" أيضاً، فإنّ راي باسيل "اتخذت هذه الخطوة من أجل التحضير الجيد للمشاركة في أولمبياد لوس أنجليس 2028، إذ تحتاج للتدرب والعمل في ظروف جيدة، من أجل الوصول بأفضل جهوزية ممكنة للمشاركة في الألعاب الأولمبية، وبطبيعة الحال التدرب في قطر أفضل بكثير منه في لبنان نظراً للظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية السيئة هنا، مع النقص الكبير في دعم الرياضيين وخصوصاً الرياضيين الأولمبيين الذين يمثلون بلاد الأرز في المنافسات القارية والعالمية مثل الألعاب الأولمبية في كل نسخة".
بدوره شرح رئيس اتحاد الرماية ورئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية، بيار جلخ، لـ"العربي الجديد"، تفاصيل قصة قرار تمثيل راي باسيل قطر بدلاً من لبنان، قائلاً: "بالتأكيد كان هناك تواصل بين الاتحاد اللبناني للرماية والاتحاد القطري للرماية، ولم تكتمل عملية انتقال تمثيل باسيل من لبنان إلى قطر من دون موافقة اللجنة الأولمبية اللبنانية، كل شيء كان قانونياً وصحيحاً، حتى إن اللجنة الأولمبية الدولية على علم بالقصة وحصلنا على الموافقة الرسمية منها".
وشدد جلخ على أنه "لن نكشف عن تفاصيل قرار باسيل باختيار تمثيل قطر الآن، فنحن سنُقيم لها حفلاً تكريمياً يوم الثلاثاء المقبل في 5 أغسطس/ آب، وعندها سنُشارك الجمهور كلّ التفاصيل والمعلومات، ولكن الأهم أنّ انتقال باسيل لتمثيل قطر كان قانونياً وسليماً وليس هناك أي مشاكل".
## "رايتس ووتش": عمليات توزيع المساعدات في غزة تحولت إلى حمامات دم
01 August 2025 11:11 AM UTC+00
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم الجمعة، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تكتفي باستخدام التجويع سلاحاً ضد المدنيين في قطاع غزة المحاصر، بل تطلق النار بشكل شبه يومي على حشود الفلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية. وأكدت المنظمة، في تقرير صدر اليوم، أن آليات توزيع المساعدات التي تعمل بإشراف مباشر من جيش الاحتلال الإسرائيلي وبمشاركة شركات أميركية خاصة – فشلت في حماية المدنيين، وحوّلت مواقع توزيع المساعدات إلى "حمامات دم متكررة".
وشددت المنظمة على أن الاستخدام المتكرر للقوة المميتة من القوات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ولحقوق الإنسان. وقالت المنظمة إنها لم تجد في الحالات التي وثّقتها أي أدلة تشير إلى أن الضحايا الفلسطينيين كانوا "يشكلون تهديداً وشيكاً للحياة عند مقتلهم". واعتبرت أن إطلاق النار المتعمد من عناصر تمارس صلاحيات الشرطة، دون وجود مبرر قانوني، يمثل خرقًا فادحًا للمعايير الدولية. ووفقًا لتقرير "هيومن رايتس ووتش"، فإن عمليات القتل المتكررة التي تنفذها القوات الإسرائيلية قرب مواقع مؤسسة غزة الإنسانية تُصنف جرائم حرب، بالنظر إلى أن جميع الأدلة تشير إلى أن هذه عمليات قتل متعمدة ومستهدفة لأشخاص تعلم السلطات الإسرائيلية أنهم مدنيون فلسطينيون.
وأكد التقرير أن القوات الإسرائيلية الموجودة في مواقع الآلية الجديدة المدعومة من الولايات المتحدة لتوزيع المساعدات في غزة "تطلق النار بشكل متكرر على المدنيين الفلسطينيين الجائعين في أعمال ترقى إلى انتهاكات جسيمة للقانون الدولي وجرائم حرب"، لافتا إلى أن حوادث تقع يوميا يسقط فيها عدد كبير من الضحايا داخل أربعة مواقع تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تعمل بالتنسيق مع جيش الاحتلال الإسرائيلي أو بالقرب منها. وأضاف التقرير أن "الأزمة الإنسانية الحادة هي نتيجة مباشرة لاستخدام إسرائيل التجويع سلاح حرب، وهو جريمة حرب، بالإضافة إلى حرمان إسرائيل المستمر والمتعمد للفلسطينيين من المساعدات والخدمات الأساسية، وهي أفعال مستمرة ترقى إلى الجريمة ضد الإنسانية المتمثلة في الإبادة، وأفعال الإبادة الجماعية". وأردف: "بدلا من توصيل الطعام إلى الناس في مئات المواقع التي يسهل الوصول إليها في جميع أنحاء غزة، تفرض الآلية الجديدة على الفلسطينيين السير عبر تضاريس خطرة ومدمرة".
إطلاق النار المتعمد بشكل يومي
وقالت المديرة المشاركة لقسم الأزمات والنزاعات في هيومن رايتس ووتش بلقيس والي: "لا تتعمد القوات الإسرائيلية تجويع المدنيين الفلسطينيين فحسب، بل إنها الآن تُطلق النار عليهم بشكل شبه يومي وهم يبحثون يائسين عن الطعام لأسرهم. وضعت القوات الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة والمتعاقدون الخاصون نظاما عسكريا معيبا لتوزيع المساعدات، حوّل عمليات توزيع المساعدات إلى حمامات دم متكررة".
وأردفت والي: "ليس هناك ما يبرر أن تقوم الولايات المتحدة، بدلا من أن تستخدم نفوذها الكبير للضغط على إسرائيل لوقف أعمال الإبادة الجماعية المستمرة، بدعم، بل وتمويل، آلية قاتلة ينتح عنها قتل القوات الإسرائيلية للمدنيين الفلسطينيين الجائعين كوسيلة للسيطرة على الحشود. على الدول أن تتحرك بسرعة لوقف إبادة الفلسطينيين".
شهادات عن عمليات إطلاق نار متعمدة على المدنيين
ونقلت عن أربعة شهود إضافة إلى أنتوني بيلي أغيلار، وهو مقدّم متقاعد في القوات الخاصة بالجيش الأميركي، عمل في غزة متعاقدا أمنيا لدى يو جي سيليوشنز، قولهم إن القوات الإسرائيلية تسيطر على حركة الفلسطينيين إلى المواقع باستخدام الذخيرة الحية. وبحسب وصف أغيلار، فإنه حتى داخل مواقع المساعدات، يكون توزيع المساعدات نفسه "فوضى عارمة" دون رقابة، بحسب وصف أغيلار، ما يترك الأشخاص الأكثر ضعفا وأكثرهم احتياجا غالبا دون شيء. وحللت هيومن رايتس ووتش الإعلانات المنشورة على صفحة مؤسسة غزة الإنسانية على "فيسبوك" عن 105 عمليات توزيع في المواقع الأربعة، ووجدت أن 54 فترة من فترات التوزيع استغرقت أقل من 20 دقيقة، وأن 20 عملية منها أُعلِن عن انتهائها قبل موعد بدئها الرسمي.
وقال فلسطيني لـ "هيومن رايتس ووتش" إنه بينما كان في الطريق إلى مركز مساعدات، أطلقت دبابة إسرائيلية النار عليه وعلى آخرين أثناء سيرهم نحو الموقع. وقال: "إذا توقفت عن المشي، أو فعلت أي شيء لا يريدونه، يطلقون النار عليك". وفي حادث منفصل، قال أغيلار إنه شاهد دبابة تطلق النار على مركبة مدنية خارج "الموقع رقم 4" مباشرة، مما أسفر حسبما يعتقد عن مقتل أربعة أشخاص بداخلها، وذلك في 8 يونيو/حزيران. وصف متعاقد آخر تحدث إلى قناة "آي تي في نيوز" الهجوم نفسه على السيارة.
وصف فلسطيني آخر ذهب إلى أحد مواقع التوزيع الرحلة الصعبة والمحفوفة بالمخاطر: "الكثير من الناس الذين يحتاجون إلى المساعدات لا يحصلون عليها لأنهم لا يستطيعون الوصول إلى هناك. أولئك الذين يذهبون يخاطرون بحياتهم، ومن المستغرب أن يعودوا أحياء". وفقا لسبعة شهود قابلتهم هيومن رايتس ووتش، أطلقت القوات الإسرائيلية بانتظام على المدنيين. وزعم ثلاثة شهود فلسطينيين وأغيلار أيضا أنهم شاهدوا حراسا مسلحين ضمن مواقع مؤسسة غزة الإنسانية يستخدمون الذخيرة الحية وأسلحة أخرى ضد المدنيين خلال عمليات التوزيع. 
ودعت "هيومن رايتس ووتش" المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل حتى تتوقف على الفور عن استخدام القوة المميتة كوسيلة للسيطرة على حشود المدنيين الفلسطينيين، وترفع القيود الشاملة وغير القانونية على دخول المساعدات، وتُعلق نظام التوزيع المعيب هذا. وأضافت: "عوضا عن ذلك، ينبغي السماح للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى باستئناف توزيع المساعدات في جميع أنحاء غزة على نطاق واسع ودون قيود، بما أنها أثبتت قدرتها على إطعام السكان وفقا للمعايير الإنسانية ووفقا لما تقتضيه الأوامر الملزمة الصادرة عن "محكمة العدل الدولية" في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل.
## بعد واقعة أنس حبيب… السيسي يطالب بحماية البعثات الأجنبية
01 August 2025 11:13 AM UTC+00
في أعقاب الحادثة التي أقدم فيها الناشط المصري أنس حبيب على إغلاق أبواب السفارة المصرية في مدينة لاهاي بهولندا، في 21 يوليو/تموز الجاري، احتجاجاً على استمرار إغلاق معبر رفح، تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف، اليوم الجمعة، ناقش خلاله الجانبان ملف تأمين البعثات الدبلوماسية والعلاقات الثنائية.
وأكد السيسي، بحسب بيان رسمي للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير محمد الشناوي، ضرورة احترام القانون الدولي والاتفاقيات الملزمة لحماية مقار البعثات الأجنبية وعدم المساس بها تحت أي ظرف، مشدداً على أن هذا الالتزام يمثل ركيزة أساسية في العلاقات بين الدول. وأشار المتحدث إلى أن رئيس الوزراء الهولندي شدد بدوره على حرص بلاده على تأمين كل البعثات الدبلوماسية المعتمدة في أراضيها.
وتأتي هذه التصريحات الرسمية بعد أيام من قيام أنس حبيب، وهو ناشط مصري يقيم في هولندا، بإغلاق أبواب السفارة المصرية في لاهاي بأقفال حديدية، بينما كان طاقم السفارة لا يزال داخل المبنى، في خطوة رمزية للاحتجاج على استمرار إغلاق معبر رفح البري أمام الفلسطينيين في قطاع غزة. وخلال بث مباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قال حبيب إن السفارة "مقفولة من عندهم مش من عندنا"، في إشارة إلى الرواية المصرية التي تلقي بالمسؤولية عن إغلاق المعبر على الجانب الإسرائيلي، معتبراً أن القاهرة تتحمل جزءًا من المسؤولية عن تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. ويُظهر البث محاولة أحد موظفي السفارة الاعتداء عليه في الشارع قبل أن يتراجع ويدخل مجدداً إلى المبنى.
وتناول الاتصال أيضاً مختلف مجالات التعاون بين مصر وهولندا، وأشاد رئيس الوزراء الهولندي بجهود مصر في مكافحة الهجرة غير الشرعية، والتنسيق المستمر بين البلدين في هذا المجال، كما أثنى على الدور المصري في محاربة الإرهاب والتطرف. وفي ما يخص القضايا الإقليمية، استعرض السيسي الجهود التي تبذلها مصر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وكاف. كما أكد السيسي ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأعرب رئيس الوزراء الهولندي عن دعم بلاده للجهود المصرية المكثفة لوقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الرهائن، مؤكدًا أهمية الدور المصري في تهدئة الصراع. وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس السيسي جدد خلال الاتصال رفض مصر القاطع لمحاولات تهجير الشعب الفلسطيني، داعيًا إلى الإسراع في إطلاق عملية إعادة إعمار قطاع غزة فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
## فعاليات شعبية وعشائرية في غزة تستنكر زيارة ويتكوف لـ"مصائد الموت"
01 August 2025 11:17 AM UTC+00
طالبت الفعاليات الشعبية والعشائرية والمجتمعية في قطاع غزة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بزيارة خيام النازحين ورؤية الواقع الإنساني الكارثي، بدلاً من زيارة مراكز المساعدات و"مصائد الموت" لتجميل صورتها أمام العالم. وجاء ذلك خلال مؤتمر صحافي نظمته الفعاليات الشعبية والعشائرية والمجتمعية في القطاع، اليوم الجمعة، بمناسبة زيارة ويتكوف لغزة، وتحدثت فيه عن تفاقم سوء الواقع المعيشي واستفحال المجاعة ونفاد مختلف المواد الغذائية والإمدادات الأساسية جراء الإغلاق الإسرائيلي للمعابر منذ الثاني من مارس/ آذار الماضي.
كما نُظمت وقفة شعبية أمام خيمة الصحافيين في ساحة مركز رشاد الشوا الثقافي، غربي مدينة غزة، رفع المشاركون فيها لافتات كُتب عليها "كفى للتجويع"، "لا لطريقة المساعدات الأميركية"، "أوقفوا الحرب على غزة يا أحرار العالم"، "Stop The War".
وشدد رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر في غزة أبو سلمان المغني على ضرورة "وقوف ويتكوف على الأوضاع الإنسانية التي حلّت بقطاع غزة جراء تواصل العدوان والحصار والتجويع والقتل واستمرار السياسة الإسرائيلية الرامية إلى نشر الفوضى" في القطاع المحاصر. وأوضح المغني، في كلمة له خلال الوقفة، أنّ اللجنة الأميركية الخاصة بتوزيع المواد الغذائية "توزع الكوبونات وهي مغمسة بالدم والذل، حيث يُقتل أو يستشهد قرابة 80 إلى 90 فلسطينياً يومياً، دفعتهم الحاجة إلى المجازفة والذهاب إلى مصائد الموت".
وشدد المغني على أنّ "مراكز المساعدات البعيدة لا تفي بالغرض، بفعل الخطورة العالية وشح المواد الغذائية، إلى جانب عدم قدرة كبار السن والأرامل والمعاقين على الوصول إليها، وهو ما يضاعف سوء واقعهم المعيشي في ظل تزايد حدة المجاعة"، مؤكداً أنّ آلية المساعدات الأميركية "لا توفر أدنى الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين، في ظل تغول ظاهرة السرقة والسطو من اللصوص المدعومين من الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى على مدار الوقت لبثّ الفوضى التي تخدم مصلحته بالدرجة الأولى". وجدد المغني رفض العشائر القاطع لهذه الطريقة الخطيرة وغير المناسبة في توزيع المساعدات، داعياً ويتكوف إلى "الدخول إلى قطاع غزة ومعاينة الدمار وخيام النزوح المكدسة، ورؤية الجوع والإنهاك الذي بات يفتك بأجساد الفلسطينيين المحاصرين والمجوعين".
بدوره، أوضح مختار بيت حانون أبو جهاد المصري أنّ الوقفة تأتي بالتزامن مع زيارة ويتكوف إلى مراكز المساعدات الأميركية في غزة، وذلك بعد فضيحة المجاعة التي تسبب بها الاحتلال الإسرائيلي وكان يرغب في أن تبقى في الظلام دون أن يعلم عنها أحرار العالم. وأضاف المصري، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "ويتكوف يأتي لتجميل وجه المجاعة ونفي وجود أزمة من خلال زيارة مراكز المساعدات وتصوير أنها تقدم الغذاء للفلسطينيين"، داعياً إلى "تشكيل لجنة تحقيق دولية بشأن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة من جرائم قتل وهدم وحصار وتجويع على مرأى العالم، ضارباً بالقوانين الدولية عرض الحائط".
من ناحيته، أوضح عضو لجنة شؤون العشائر خليل أبو حسنين (83 عاماً)، أن الشعب الفلسطيني يعاصر النكبة منذ عام 1948، في ظل محاولات الاحتلال المتواصلة لاقتلاع وتهجير الفلسطينيين من أرضهم، بينما يواصل الآن سياسته ذاتها عبر الحرب التي بدأت في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والحصار والتجويع والقتل المتواصل. وأشار أبو حسنين في حديث لـ"العربي الجديد" على هامش الوقفة، إلى أن زيارة المبعوث الأميركي تأتي في ظل اشتداد العدوان الإسرائيلي والقتل والتشريد والتجويع وسوء التغذية، داعياً إياه إلى "عدم الكيل بمكيالين والمساهمة في وقف القتل والتجويع والحصار وإدخال المساعدات وتوزيعها عبر المؤسسات الدولية".
وزار المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف مركز توزيع المساعدات في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، برفقة السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة. وتأتي هذه الزيارة التي قال البيت الأبيض إنها ستشمل تفقد مواقع توزيع الغذاء الحالية وتأمين خطة لزيادة وصول المساعدات الإنسانية، في وقت تتفاقم فيه أزمة الجوع في القطاع المحاصر، والذي يتعرّض للإبادة الجماعية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وهذه ثاني زيارة معلنة لويتكوف إلى غزة، بحسب "فرانس برس"، بعدما زار القطاع في يناير/ كانون الثاني خلال وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" بقي سارياً حتى 18 مارس/ آذار حين استأنف الاحتلال حرب الإبادة على غزة.
## عمّال يعثرون على مومياء عمرها أكثر من 1000 عام في البيرو
01 August 2025 11:18 AM UTC+00
عثر عمال في البيرو على مومياء يعود تاريخها إلى أكثر من 1000 عام، وذلك خلال حفرهم في أحد شوارع العاصمة ليما لتركيب أنابيب غاز، بحسب ما أعلنته الشركة المسؤولة عن الاكتشاف، الخميس.
واكتُشِفَت المومياء أثناء تنفيذ موظفي شركة كاليدا لتوزيع الغاز حفريات في أحد شوارع منطقة بوينتي بيدرا الشعبي شمال العاصمة البيروفية. وقال عالم الآثار خيسوس باهاموندي لوكالة فرانس برس: "عثرنا على كفن دفن لشخصية في مقبرة عمرها أكثر من 1000 عام". وكانت الجثة في وضعية الجلوس، وذراعاها وساقاها مطوية، ووجهها متجهاً نحو الشمال.
تعود المومياء التي اكتُشفت الأسبوع الماضي إلى جانب قطع فخارية إلى ثقافة تشانكاي في حقبة ما قبل الإنكا، والتي استوطنت معظم وديان ليما بين القرن 11 ومطلع القرن 15. وأوضح عالم الآثار، خوسيه بابلو ألياغا، أن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في كونه يُظهر أن للعاصمة ليما "تاريخاً أبعد" مما كان يُعتقد، ملاحظاً أنها "كانت أيضاً منطقةً مأهولة بثقافات ما قبل الحقبة الإسبانية، بثقافات تمتد آلاف السنين".
وأفاد باهاموندي بأن الاكتشاف حصل في "مقبرة كبيرة تعود إلى ما قبل الحقبة الإسبانية". ومن بين الأشياء التي وُضعت كقرابين في المقابر، عُثر على عدد من القطع الفخارية الحمراء والسوداء.
وتضمّ ليما التي يزيد عدد سكانها عن 10 ملايين نسمة أكثر من 500 موقع أثري، من بينها عشرات الـ"هواكاس" أي المقابر التي بناها سكان البيرو ما قبل الحقبة الإسبانية، ومعظمها من الطوب الطيني.
ومنذ أن بدأت شركة كاليدا عملياتها في ليما عام 2004، سجلت أكثر من 2200 اكتشاف أثري على نحو عرضي.
(فرانس برس)
## الطحين الطاحن !
01 August 2025 11:19 AM UTC+00
## إلزام "غوغل" بإصلاح متجر تطبيقاتها بعد خسارتها أمام "إبيك غايمز"
01 August 2025 11:37 AM UTC+00
خسرت "غوغل" استئنافها ضد "إبيك غايمز"، الخميس، وصار يتعين عليها السماح بتثبيت متاجر تطبيقات منافسة لمتجرها الخاص "غوغل بلاي"، ما يشكّل انتصاراً كبيراً للاستديو الناشر للعبة الفيديو فورتنايت بعد معركة قانونية استمرت خمس سنوات.
في عام 2023، أدانت هيئة محلفين المجموعة الأميركية العملاقة في مجال الإنترنت بتهمة احتكار سوق توزيع التطبيقات على نظامها التشغيلي للهواتف المحمولة أندرويد، وأصدرت حكماً لصالح الشركة المدّعية إبيك غايمز. وردّت محكمة الاستئناف في سان فرانسيسكو، الخميس، الاستئناف المقدّم من "غوغل".
وبالتالي صار الحكم على "غوغل" قابلاً للتنفيذ، وينبغي عليها السماح للمطورين بدمج أنظمة الدفع الخاصة بهم أو عرض تطبيقاتهم على منصات بديلة من "غوغل بلاي"، كمتجر إبيك غايمز ستور التابع لشركة إبيك.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة إبيك غايمز، تيم سويني، عبر منصة إكس، إنه "انتصار كامل في الاستئناف بقضية إبيك وغوغل. بفضل هذا الحكم، سيتمكن متجر إبيك غايمز من الوصول إلى غوغل بلاي".
أما نائبة رئيس الشؤون التنظيمية في "غوغل"، لي آن مولولاند، فرأت في بيانٍ تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه أن "هذا القرار سيُلحق ضرراً بالغاً بأمن المستخدمين، ويحدّ من الخيارات، ويُقوّض الابتكار الذي كان دائماً جوهر نظام أندرويد".
ويعتبر تيم سويني وناشرون آخرون أن "غوغل" و"آبل" تحتكران سوق تطبيقات الأجهزة المحمولة بنظامي آي أو إس وأندرويد، وتُسيئان استخدام هيمنتهما من خلال فرض منصات تنزيل ودفع خاصة بهما، وعمولات كبيرة على إنفاق المستخدمين. ودأبت المجموعتان الكاليفورنيتان على تسليط الضوء على المخاطر المحتملة على أمن المستخدمين وخصوصيتهم في حال عدم استخدام هذه التطبيقات لأنظمتهما. وأضافت لي آن مولولاند: "أولويتنا القصوى تبقى حماية مستخدمينا ومطورينا وشركائنا، بالإضافة إلى الحفاظ على منصة آمنة".
ولا تزال المواجهة بين "إبيك غايمز" و"آبل" من دون حلّ، مع أن محكمةً قضت في أواخر عام 2021 بأن "آبل" لم تعد تستطيع إجبار ناشري التطبيقات على استخدام متجرها ونظامها للدفع.
وفي إبريل/نيسان من هذا العام، اتهمت قاضية فيدرالية في أوكلاند بولاية كاليفورنيا المجموعة التي يقع مقرها في كوبرتينو، في سيليكون فالي، بعدم الامتثال لحكمها الصادر قبل أكثر من ثلاث سنوات، والذي يُلزمها نظرياً فتح هواتف "آيفون" أمام متاجر التطبيقات المنافسة.
وأعادت "آبل" لعبة فورتنايت إلى متجر التطبيقات في مايو/أيار الماضي، لكنها تواصل إجراءات الاستئناف. وكانت اللعبة قد حُذفت من المنصة عام 2020 عندما حاولت شركة إبيك غايمز التحايل على نظام الدفع من "آبل".
(فرانس برس)
## إسطنبول... انعقاد قمة التعاون بين تركيا وإيطاليا وليبيا
01 August 2025 11:39 AM UTC+00
عقدت اليوم في مدينة إسطنبول التركية قمة ثلاثية جمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة. وبحسب وسائل إعلام تركية، فإن القمة الثلاثية تتناول التعاون المشترك بين الدول الثلاث، وبحث مواضيع التعاون في قطاعات الطاقة والاقتصاد والبترول وتعزيز العلاقات المشتركة.
وأوضحت أن مسألة مكافحة الهجرة غير الشرعية والاستقرار في المنطقة، فضلاً عن مواضيع استراتيجية، أخرى والتطورات في سورية وأوكرانيا ستكون في صلب المحادثات. ولفتت إلى أن القمة تهدف إلى تحقيق مصالح شعوب الدول الثلاث والتعاون الاقتصادي، ومصادر الطاقة في البحر المتوسط.
ونقل المكتب الإعلامي للدبيبة تأكيده، في كلمة خلال القمة، أن "ليبيا حريصة على ترسيخ شراكات فعالة تقوم على التوازن والاحترام المتبادل"، مشيراً إلى أن بلاده "تعمل على استعادة دورها الإقليمي من موقع الشريك الفاعل والموثوق، بما يعكس تحسن الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد".
وبحسب بيان لمكتب الدبيبة، فإن القمة تناولت آفاق التعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث، حيث تم تأكيد "أهمية تعزيز الشراكة في مجالات الطاقة، والنفط والغاز، والبنية التحتية"، و"ربط ليبيا بمشاريع إقليمية في المتوسط، بما في ذلك الاستثمار في الموانئ، وتطوير الشبكات الكهربائية، ودعم المشاريع الاستراتيجية المشتركة، في إطار تكامل تنموي يخدم مصالح الشعوب ويوفر فرصًا جديدة للنمو".
وذكر البيان أن الدبيبة استعرض "الجهود الميدانية" التي تقودها حكومته "في مواجهة شبكات التهريب والأنشطة الخارجة عن القانون"، وقدم "تصوراً متكاملاً لتعزيز التنسيق الإقليمي في هذا الشأن". ودعا الدبيبة، في معرض كلمته، إلى عقد اجتماع وزاري رباعي يضم ليبيا، وتركيا، وإيطاليا، وقطر "بهدف البدء بتنفيذ مشاريع مشتركة، وتوحيد الجهود في الملفات ذات الأولوية"، مشيراً إلى أن "دولة قطر أبدت استعدادها العملي للمشاركة في مجالات الدعم اللوجستي والإنساني والتقني".
واختتم الدبيبة كلمته بالتأكيد أن حكومته "اليوم في وضع أقوى سياسياً وميدانياً"، وأنها "باتت قادرة على لعب دور إقليمي متوازن ومسؤول"، معتبراً أن القمة الثلاثية "تمثل دعماً سياسياً واضحاً للمسار السيادي الذي تنتهجه الدولة الليبية، وتعكس تصاعد الاعتراف الدولي بجهودها في ترسيخ الاستقرار والتعاون في حوض المتوسط".
وتأتي هذه القمة في وقت ينتظر فيه مجلس النواب الليبي رأي لجنة فنية شكلها للنظر في بنود الاتفاق البحرية الليبية التركية، الموقعة عام 2019م، بغرض إمكانية تصديقه عليها، وهي الخطوة التي لقيت ضغوطاً ومعارضة إقليمية واضحة من مصر واليونان.
ورغم ارتباط تركيا بالحكومة المعترف بها دولياً في طرابلس، لكنها انفتحت منذ العام الماضي على سلطات شرق ليبيا، وتحديداً مجلس النواب ومعسكر اللواء المتقاعد خليفة حفتر. ويعكس اهتمام الدبيبة بالمشاركة في هذه القمة على تمتين علاقاته مع تركيا، التي تعد حليفه التقليدي، خاصة أنه جدد التوقيع على الاتفاقية البحرية نهاية العام 2022م، وارتبط بتعاقدات واسعة مع الشركات التركية ضمن مشروعات إعادة الإعمار التي يقودها.
كما يعكس بيان الحكومة الأخير حول القمة الثلاثية، مساعي الدبيبة لاستعادة موقعه في التحالفات الإقليمية، ولا سيما مع تركيا، وأيضاً مع إيطاليا التي ارتبط معها بمشاريع في استثمارات الطاقة وتبادل معها الزيارات الرسمية في أكثر من مناسبة.
## كواليس الصفقة الضائعة: لماذا فشل برشلونة في ضم دومفريس؟
01 August 2025 11:40 AM UTC+00
كشفت تقارير إعلامية إسبانية عن كواليس فشل نادي برشلونة الإسباني في التعاقد مع الظهير الأيمن لنادي إنتر ميلانو الإيطالي، الهولندي دينزل دومفريس (29 عاماً)، خلال سوق الانتقالات الصيفية الجارية. ورغم أنّ إدارة النادي الكتالوني درست الصفقة بجدية، إلا أنها لم تتمكن من تفعيل بند الشرط الجزائي المدرج في عقد اللاعب، والبالغ 25 مليون يورو، والذي كان سارياً حتى نهاية يوليو/تموز الجاري.
ووفقاً للتفاصيل، التي نشرتها صحيفة سبورت الكتالونية، أمس الخميس، فإنّ نادي برشلونة لم ينجح في إتمام الصفقة مع دومفريس، الذي قرر قبل أشهر تغيير مسار مسيرته الاحترافية، حين أنهى علاقته بوكالة تمثيله السابقة، وأسند المهمة إلى الوكيل البرتغالي الشهير، خورخي مينديز، وقد بدأ الأخير العمل على الصفقة منذ أواخر إبريل/نيسان الماضي، ورأى في برشلونة الوجهة المثالية للاعب، خاصة بعد تألقه اللافت ضد تشكيلة "البلاوغرانا"، في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، خلال الموسم الماضي.
وأضافت الصحيفة أن جميع تفاصيل الصفقة كانت واضحة أمام إدارة برشلونة، إذ لم يشكل راتب دومفريس عائقاً، لكونه يندرج ضمن السقف المالي المسموح به وفقاً لقواعد اللعب المالي النظيف، كما أبدى نادي إنتر ميلانو مرونة في تسديد المبلغ على دفعات، وفي ظل ظروف اقتصادية أفضل، ربما لم تكن الإدارة الكتالونية لتتردد في حسم الصفقة. وقد عقد مينديز، خلال الأشهر الماضية، عدداً من الاجتماعات مع مسؤولي برشلونة، وكان اسم دومفريس دائماً على طاولة النقاش، خاصة أن خطة الإدارة الرياضية في البداية كانت تستهدف التعاقد مع ظهير أيمن جديد، إلا أن الأولويات تغيرت مع مرور الوقت، وزادت حدة الأزمة المالية، ما جعل التحرّك بحرّية في سوق الانتقالات مهمة شبه مستحيلة.
وبحسب "سبورت"، فإنّ المدير الرياضي للفريق الكتالوني، البرتغالي ديكو (47 عاماً)، كان يعتقد أن النادي سيكون قادراً على العودة للعمل بقاعدة (1:1)، التي تتيح تسجيل لاعب جديد مقابل بيع آخر بالقيمة نفسها، وهو ما كان سيوفر هامشاً لضم حارس مرمى وجناح وظهير، ولهذا، تعاقد النادي مبكراً مع الحارس الإسباني، جوان غارسيا، كما دخل بقوة في سباق التوقيع مع الكولومبي لويس دياز، رغم مطالب نادي ليفربول الإنكليزي المالية المرتفعة، وحتى عرض الإسباني نيكو ويليامز خضع للدراسة، لكن كل تلك المخططات انهارت أمام عجز النادي عن تسجيل لاعبين جدد.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن حالة دومفريس لم تكن استثناءً، فقد كان ضمن قائمة الأسماء المطلوبة لدعم تشكيلة المدرب الألماني، هانسي فليك (60 عاماً)، كما أن اللاعب نفسه أبدى استعداده للانتظار حتى اللحظة الأخيرة، وبدوره، عمل خورخي مينديز على تسهيل رحيل بعض لاعبي برشلونة خلال هذا الصيف، على أمل فتح الباب أمام قدوم الظهير الهولندي، إلا أنه مع حلول 31 يوليو الجاري لم يتمكن ديكو ولا إدارة النادي الكتالوني من اتخاذ الخطوة الحاسمة.
## رسوم جمركية أميركية تهدد صادرات جنوب أفريقيا ووظائف مواطنيها
01 August 2025 11:46 AM UTC+00
تواجه جنوب أفريقيا فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على صادراتها إلى الولايات المتحدة بدءًا من الأسبوع المقبل، في خطوة من المتوقع أن تتسبب بخسارة عشرات الآلاف من الوظائف، بعد فشل البلاد في التوصل إلى اتفاق تجاري قبل انتهاء المهلة التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي أمرٍ تنفيذي صدر، يوم الخميس، فرض ترامب معدلات رسوم جمركية جديدة تتراوح بين 10% و41% على عشرات الدول، في إطار مساعيه لإعادة تشكيل التجارة العالمية بشروط أكثر ملاءمة للولايات المتحدة. وجاء في الأمر أن هذه الرسوم الأعلى على الواردات ستدخل حيز التنفيذ خلال سبعة أيام.
وقد حاولت جنوب أفريقيا، على مدى أشهر، التفاوض مع واشنطن، وعرضت شراء الغاز الطبيعي المسال الأميركي، والاستثمار بقيمة 3.3 مليارات دولار في الصناعات الأميركية مقابل خفض الرسوم الجمركية. إلا أن هذه الجهود باءت بالفشل، رغم محاولة بريتوريا في اللحظة الأخيرة تحسين عرضها.
وفي السياق، قال وزير التجارة الجنوب أفريقي باركس تاو، إن الرسوم الجمركية المرتفعة تهدد القدرة التصديرية للبلاد، لا سيما في قطاعات رئيسية مثل السيارات، وتجهيز الأغذية الزراعية، والصلب، والكيماويات. وأضاف تاو في بيان صدر مساء الخميس: "نعمل بجدية وسرعة لتنفيذ تدخلات حقيقية وعملية للدفاع عن الوظائف وتعزيز موقع جنوب أفريقيا التنافسي في مشهد عالمي متغير".
تُعد الولايات المتحدة ثاني أكبر شريك تجاري ثنائي لجنوب أفريقيا بعد الصين. وتشمل أبرز صادرات جنوب أفريقيا إلى الولايات المتحدة: السيارات، ومنتجات الحديد والصلب، والحمضيات. وتسلط الزيادة في الرسوم الضوء على الكيفية التي بدأت بها العلاقات المتوترة بين جنوب أفريقيا وواشنطن تُترجم إلى عواقب اقتصادية ملموسة. وأشار مسؤولون جنوب أفريقيون إلى أن مفاوضاتهم التجارية مع الولايات المتحدة كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بقضايا جيوسياسية، وحتى بسياسات داخلية، من بينها قانون التمييز الإيجابي في جنوب أفريقيا، الذي يلقى رفضًا من ترامب.
كما أعربت الحكومة الأميركية عن استيائها من تقديم جنوب أفريقيا دعوى إبادة جماعية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، ومن سياسة إصلاح الأراضي التي تهدف إلى معالجة عدم المساواة العرقية في ملكية الأراضي، وهو إرث من نظام الفصل العنصري. وكان ترامب قد زعم، بشكل خاطئ، أن حكومة جنوب أفريقيا تستولي على أراضي المزارعين البيض.
تعيش العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا واحدة من أكثر مراحلها توترًا في السنوات الأخيرة، على خلفية تباين المواقف السياسية والجيوسياسية. لطالما اعتُبرت جنوب أفريقيا لاعبًا إقليميًا مهمًا في القارة الأفريقية، وواشنطن أحد أبرز شركائها التجاريين. إلا أن العلاقات بين الطرفين بدأت تتدهور تدريجيًا في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يتبنى سياسة "أميركا أولاً"، ويولي اهتمامًا كبيرًا لإعادة صياغة اتفاقيات التجارة الدولية بما يخدم المصالح الأميركية بشكل أحادي.
تجدر الإشارة إلى أن جنوب أفريقيا تستفيد منذ سنوات من اتفاقيات تجارية تفضيلية، مثل قانون النمو والفرص في أفريقيا (AGOA)، الذي يسمح لها بتصدير سلع إلى الولايات المتحدة بإعفاءات جمركية. غير أن التوترات السياسية – بدءًا من قضية الأرض المثيرة للجدل داخل جنوب أفريقيا، مرورًا بمواقفها من الصراع في الشرق الأوسط، وصولًا إلى انتقاداتها العلنية لبعض سياسات واشنطن – أسهمت في تأزيم العلاقة.
في هذا السياق، جاء إعلان ترامب الأخير بفرض رسوم جمركية على صادرات جنوب أفريقيا، ليشكّل ضربة قاسية لاقتصاد يعاني أصلًا من بطء النمو، وارتفاع معدلات البطالة، وضغوط اجتماعية متزايدة. ورغم محاولات بريتوريا تفادي التصعيد من خلال تقديم عروض استثمارية مغرية لواشنطن، لم تفلح تلك المساعي في تفادي العقوبات التجارية الجديدة.
(رويترز، العربي الجديد)
## سورية: تهجير قسري في الرقة وأكثر من 1000 قتيل في السويداء
01 August 2025 11:55 AM UTC+00
تواصل "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) عمليات التضييق على سكان مدينة الرقة شمالي سورية، مع استمرار حملات الاعتقال والمداهمات، حيث كثّفت هذه الحملات منذ سقوط نظام الأسد. وأطلق سكان حي البانوراما في المدينة، أمس الخميس، نداءات تطالب بإيقاف عمليات التهجير من الحي، إذ تسعى "قسد" لعزله بجدار إسمنتي.
وفي هذا السياق، قال الناشط المنحدر من مدينة الرقة محمد عثمان لـ"العربي الجديد"، إن مدرعات وعربات عسكرية مدعومة بقوات تابعة لـ"قسد"، بدأت عملية اقتحام موسعة للحي، وذلك يوم الأربعاء الماضي، واستهدفت العملية بشكل مباشر منطقة الأبنية الخاصة بالإسكان في الحي غربي مركز المدينة، وأُجبر سكانها على الإخلاء تحت تهديد السلاح، واصفاً العملية بأنها حدثت في أجواء من الرعب والترهيب.
وأكد العثمان أن عملية إخلاء السكان بالقوة رافقها رفع سواتر ترابية حول المنطقة القريبة من مقار عسكرية لـ"قسد"، لاسيما مقر الجمارك، بالإضافة إلى أبنية يتمركز فيها عناصر تابعون لها، وسط انتشار مكثف للمدرعات العسكرية في محيط دوار البانوراما. وأوضح العثمان أن إحاطة الحي بسور أسمنتي بدأت قبل عشرة أيام، حيث أجبرت "قسد" الأهالي في المناطق التي يمر فيها الجدار على مغادرة منازلهم تحت التهديد، وأبلغتهم أن المنطقة ستتحول إلى منطقة عسكرية مغلقة.
وأشار العثمان إلى أن الأهالي رفضوا هذا الإنذار الجائر، فحاولت "قسد" امتصاص الغضب بعرض شراء المنازل، لكن فقط ممن يحملون بيان ملكية نظامياً، رغم أن معظم أهالي الحي لا يملكون سوى عقود "شيوع" بحكم الواقع الراهن. وقال: "تواصل قسد عملية بناء الجدار، لكن أهالي الحي تصدوا لها وأوقفوها عن العمل، وتقدموا بشكوى رسمية إلى مجلس الحي (حسين النكزي) والمجلس العام، وقبل ظهر أمس الخميس، أرسلت "قسد" قوات كوماندوس مدعومة بعربات "هامر" مصفحة، وعشرات العناصر المسلحة، التي قامت بطرد اللجنة والأهالي بالقوة، وأكملت بناء السور رغماً عن الجميع".
أكثر من 1000 قتيل في أحداث السويداء
إلى ذلك، وفي السويداء، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير صدر عنها اليوم الجمعة، مقتل أكثر من 1000 شخص على خلفية الأحداث في السويداء السورية، وذكرت أن 89 مدنياً قُتلوا في يوليو/ تموز، بينهم 13 طفلاً، و10 سيدات، وشخص واحد تحت التعذيب. وأشار التقرير إلى "مقتل 89 مدنياً، بينهم 13 طفلاً و10 سيدات في تموز/يوليو 2025، منهم سبعة مدنيين قُتلوا على يد قوات الحكومة الانتقالية، بينهم شخص واحد تحت التعذيب. كما قُتل طفل على يد قوات نظام الأسد، وسُجل مقتل خمسة مدنيين، بينهم طفلان، على يد قوات سورية الديمقراطية، ووُثق مقتل ثلاثة مدنيين على يد القوات الإسرائيلية، بينهم سيدة واحدة. كما سجل التقرير مقتل 73 مدنياً، بينهم عشرة أطفال وتسعة سيدات، على يد جهات لم نتمكن من تحديدها".
ووفق التقرير، سجلت الشبكة "في يوليو مقتل ما لا يقل عن 1013 شخصاً في محافظة السويداء، وذلك خلال الفترة الممتدة من 13 يوليو 2025 وحتى تاريخ نشر هذا التقرير. من بين هؤلاء الضحايا، تم توثيق 26 طفلاً و47 سيدة، إضافة إلى ستة من الكوادر الطبية (بينهم ثلاث سيدات)، وثلاثة من الكوادر الإعلامية. كما أسفرت أعمال العنف عن إصابة ما لا يقل عن 986 شخصاً بجراح متفاوتة الخطورة من مختلف الأطراف".
## وزارة الصحة في غزة: وصول 83 شهيداً و554 مصاباً إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية
01 August 2025 12:05 PM UTC+00
## وزارة الصحة في غزة: 9,163 شهيداً و35,602 مصاب منذ 18 مارس الماضي
01 August 2025 12:07 PM UTC+00
## وزارة الصحة في غزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 60,332 شهيداً و147,643 مصاباً منذ السابع من أكتوبر 2023
01 August 2025 12:08 PM UTC+00
## بؤرة استيطانية في الطنطور لإطباق الحصار على قريوت الفلسطينية
01 August 2025 12:16 PM UTC+00
تشهد منطقة الطنطور، جنوبي قرية قريوت، الواقعة في جنوب شرقي نابلس، شمال الضفة الغربية، تسارعاً في وتيرة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي عبر إقامة بؤرة استيطانية جديدة ضمن خطة ممنهجة تهدف إلى تشديد الحصار على القرية وحرمان أهاليها من أراضيهم، ومحاولة دفعهم إلى الهجرة.
ويؤكد مسؤول ملف الاستيطان في المجلس القروي أدهم الجوهري، لـ"العربي الجديد"، أن "المستوطنين استغلوا انشغال العالم بالحرب على قطاع غزة لتنفيذ مخططات استيطانية باتت تلتهم ما تبقى من أراضي قرية قريوت. في بداية الحرب، سيطر المستوطنون على أراضي منطقة البطاين، ومساحتها نحو 300 دونم، وأقاموا فيها بؤرة استيطانية ربطوها بشبكات المياه والكهرباء والطرق، وربطوها مع مستوطنتي (شيلو) و(عيليه) المقامتين على أراضي قريوت وعدد من القرى المجاورة".
يضيف الجوهري: "الخطر الآن يتهدد منطقة الطنطور، التي لا تبعد كثيراً عن منطقة البطاين، وتمتد على مساحة تقارب 500 دونم، وهذه المنطقة تُعد من أبرز المواقع الاستراتيجية في قريوت، بسبب ارتفاعها وقربها من منازل الأهالي في الجهة الجنوبية من القرية. تشهد منطقة الطنطور منذ أيام أعمالاً حثيثة من قبل المستوطنين لتجهيز البنية التحتية لإقامة بؤرة استيطانية جديدة، إذ يتم شق طرق بواسطة الجرافات، وبدء وضع أعمدة الكهرباء، على غرار ما حدث سابقاً في البطاين".
ويوضح قائلاً: "يعمل المستوطنون وفق نمط واضح، إذ يبدأ العمل بشق الطرق، ثم تجهيز البنية التحتية، ثم نصب الخيام، ثم إدخال الكرفانات، وفي النهاية يصبح المكان بؤرة استيطانية كاملة، هذا تماماً ما فعلوه في البطاين، وهم الآن يكررونه في الطنطور، ورغم أنه لا توجد خيام أو كرفانات حتى الآن، إلا أن المرحلة الأولى من التهيئة جارية بالفعل".
وبحسب الجوهري، فإنه "بدأ منذ ثمانينيات القرن الماضي استهداف أراضي قريوت، إذ أُقيمت ثلاث مستوطنات رئيسية على أراضيها هي شيلو وراحيل وعيليه، وبعد توقيع اتفاقية أوسلو، تم إنشاء ثلاث بؤر استيطانية إضافية على أراضي القرية وأراضي القرى المحيطة، وهي (إيش كودش)، و(عميحاي)، و(أحياه)، وبعد اندلاع الحرب على غزة، أُضيفت ثلاث بؤر استيطانية جديدة، ليصبح مجموع المستوطنات والبؤر التي تحيط بالقرية عشر، ما يعني خنقاً كاملاً من جهاتها كافة، والسيطرة على غالبية أراضيها".
ويضيف: "ما يجري في قريوت ليس فقط سرقة للأرض، بل عملية ممنهجة لخنق السكان ودفعهم للهجرة، وكان عدد السكان في إحصاء عام 2007 نحو 2800 نسمة، ويتناقص العدد منذ ذلك الحين بسبب الهجرة الداخلية، كما سجلت حالات عدة للهجرة إلى خارج فلسطين نتيجة عدم وجود أراضٍ للبناء أو الزراعة بعدما صودرت معظم أراضي القرية. قريوت كانت تُعرف بخصوبة أراضيها واعتماد أهلها على الزراعة، لكنها لم تعد كما كانت، فالأراضي السهلية التي كان يعتمد عليها أهالي القرية زراعياً تمّت مصادرتها، والأخطر أن المستوطنين سيطروا خلال الحرب الحالية على آخر نبعي مياه في القرية، وبذلك فقدت قريوت جميع مصادر المياه الطبيعية".
يتابع: "لا تتوقف معاناة أهالي قرية قريوت عند سرقة الأراضي والمياه، بل تتعداها إلى الاعتداءات اليومية من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال، والذين لا يتوانون عن ترهيب الأهالي ومضايقتهم، ما يزيد الضغط النفسي والمعيشي عليهم، ويدفع الكثيرين للتفكير في ترك القرية. موقع قريوت الجغرافي يجعلها هدفاً دائماً للاحتلال والمستوطنين، إذ تقع بين عدة مستوطنات، ما يجعلها حلقة وصل مهمة في مخطط الاستيطان القائم على ربط المستوطنات بعضها ببعض من خلال الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية الواقعة بينها، كما أن خصوبة الأراضي ووجود ينابيع المياه يعززان أطماع المستوطنين".
بدوره، يؤكد مدير عام التوثيق والنشر في هيئة شؤون مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية أمير داود، لـ"العربي الجديد"، أن "الضفة الغربية شهدت منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إنشاء نحو 80 بؤرة استيطانية جديدة، ومصادرة نحو 55 ألف دونم تحت مسميات مختلفة، أبرزها (أراضي الدولة) و(المحميات الطبيعية)".
ويوضح داود أن "هذه البؤر الاستيطانية لا تقتصر خطورتها على الاستيلاء على الأراضي فقط، بل إنها تعمل على فرض وقائع جديدة على الأرض تعرقل وصول الفلسطينيين إلى أراضيهم، ما يشكل امتداداً عملياً لمخططات إسرائيلية رسمية ترمي إلى تقويض أي إمكانية مستقبلية لقيام دولة فلسطينية مستقلة".
## مفوضية اللاجئين: 1.2 مليون أفغاني عادوا من باكستان خلال 9 أشهر
01 August 2025 12:26 PM UTC+00
ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنّ حوالي 1.2 مليون أفغاني عادوا من باكستان منذ سبتمبر/ أيلول 2023، محذرة من أنّ الكثيرين يواجهون ظروفاً صعبة، وحثت على تقديم معونات عاجلة لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية. وطبقاً لتقرير صدر أمس الخميس، فقد حصل أكثر من 156 ألفاً من العائدين، من بينهم 98 ألف حامل بطاقة مسجلة على مساعدات إنسانية منذ عودتهم إلى أفغانستان، حسب وكالة خاما برس الأفغانية للأنباء، اليوم الجمعة.
وأضافت المفوضية، أنّ النساء والفتيات يشكلن حوالي نصف هؤلاء الذين حصلوا على معونات، بينما حوالي 2.2% من جميع العائدين، أشخاص من ذوي الإعاقات. وبحسب الوكالة، فإنّ أكثر من 315 ألف أفغاني عادوا في عام 2025 وحده، بما في ذلك 51 ألف شخص، تم ترحيلهم بشكل قسري من السلطات الباكستانية.
وتهدد الضغوط السياسية والأمنية المتزايدة في باكستان وضع أكثر من مليوني لاجئ أفغاني يعيشون هناك منذ عقود. ويواجه العائدون الأفغان وضعاً معيشياً سيئاً، لأنّ أفغانستان تعاني من صعوبات اقتصادية منذ وصول حركة طالبان إلى الحكم بعد انسحاب القوات الأميركية والدولية في أغسطس/ آب عام 2021. واضطر كثير من العائدين الأفغان إلى بلادهم إلى العيش المخيمات التي أنشأتها حكومة طالبان، التي تعمل على توفير الإيواء ولو بشكل مؤقت، وتأمين وسائل المواصلات داخل البلاد، في حال أراد البعض التوجه إلى الولايات.
وحذر برنامج الأغذية العالمي، أخيراً، من أنّ واحداً من كل خمسة أفغان يعاني من الجوع، داعياً إلى تقديم مساعدات عاجلة لمنع تفاقم انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء أفغانستان. وبحسب الأمم المتحدة، يعتمد 24.4 مليون شخص يمثلون نحو 60% من سكان أفغانستان على المساعدات الإنسانية للحصول على الاحتياجات الأساسية.
وكانت الداخلية الباكستانية، قد أعلنت في مارس/ آذار الماضي، أنها ستلغي تصاريح إقامة اللاجئين الأفغان في إطار المرحلة الثانية من خطة طردت في مرحلتها الأولى نحو 800 ألف من الأفغان غير النظاميين في البلاد. وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يبلغ عدد اللاجئين الأفغان المسجلين في باكستان 1.33 مليون لاجئ، إضافة إلى نحو 600 ألف آخرين لجؤوا إلى إسلام أباد بعد وصول حركة طالبان إلى الحكم في أغسطس/ آب 2021.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## قتيل ومصابون جراء انفجار خلال حفل محمد رمضان في الساحل الشمالي
01 August 2025 12:27 PM UTC+00
تحوّل حفل الفنان المصري محمد رمضان في الساحل الشمالي، فجر الجمعة، إلى مأساة بعد انفجار أسطوانة ألعاب نارية على المسرح، مما أودى بحياة شاب يبلغ من العمر 23 عاماً وأدى إلى إصابة آخرين، وسط تضارب حول أسباب الانفجار. ووقع الانفجار خلال الساعات الأولى من صباح الجمعة، وأدى إلى مقتل الشاب حسام حسن عبد القوي، بحسب ما أكدته الجهات الرسمية، فيما نُقل المصابون إلى مستشفى العلمين لتلقي العلاج، وسط حالة من الذعر بين الحضور. وقد أذنت النيابة العامة لاحقاً بدفن جثمان الشاب، بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية وتسليمه إلى ذويه.
ونشر رمضان الذي كان يحيي الحفل لحظة وقوع الانفجار، عبر خاصية "ستوري" في حسابه الرسمي على "فيسبوك"، منشوراً قال فيه إنّ ما حدث هو "محاولة اغتيال مكتملة الأركان"، نافياً أن يكون الصوت ناجماً عن عرض ألعاب نارية عادي. وكتب رمضان: "تم إنهاء الحفلة قبل منتصفها بسبب تفجير على المسرح بجواري بالضبط وأثره في أذني حتى الآن... صوت قنبلة مالوش علاقة بالفاير وركس (الألعاب النارية) والله، محاولة اغتيال مكتملة الأركان، ليه الغل يوصل للدرجة دي؟".
لحظه وفــ ــاة الشاب بسبب الالعاب النار يه في حفل محمد رمضان بالساحل الشمالي.. pic.twitter.com/Toqi0umWcu
— HoSsam El GaZzar (@HosElGaZzar) August 1, 2025
ولقيت تصريحات رمضان سخرية وهجوماً لاذعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثيرون أنها محاولة للتنصل من المسؤولية، وتجاهل لمشاعر الضحايا وأهاليهم، لا سيما وأنّ المنشور تضمّن تبرئة ضمنية للمنظمين وإلقاء اللوم على جهة مجهولة. وتحت وطأة الانتقادات، حذف رمضان المنشور لاحقاً، لكنه بقي متداولاً عبر صفحات ومواقع مختلفة.
من جانبه، قال منظم الحفل ياسر الحريري، الذي أوقفته الجهات الأمنية عقب الحادثة، إنّ "التنظيم ليس له علاقة بما جرى"، محمّلاً المسؤولية الكاملة لشركة الألعاب النارية التي جرى التعاقد معها لتقديم العرض، لافتاً إلى أنه بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية ضدها. وأعادت الواقعة فتح النقاش حول معايير السلامة في الحفلات الغنائية الكبرى في مصر، خاصةً تلك التي تستخدم المؤثرات البصرية والصوتية، وسط غياب واضح للرقابة الفنية والهندسية المسبقة، الأمر الذي قد يضع القائمين على هذه الفعاليات تحت طائلة المساءلة القانونية.
## الأمم المتحدة: مقتل 1373 فلسطينياً أثناء انتظار المساعدات في غزة
01 August 2025 12:32 PM UTC+00
أعلن مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الجمعة أن 1373 فلسطينياً استشهدوا منذ 27 مايو/ أيار بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء انتظارهم المساعدات في قطاع غزة المدمر والمهدد بالمجاعة. وأفاد مكتب المفوضية للأراضي الفلسطينية، في بيان "في المجمل، منذ 27 مايو/ أيار، قُتل ما لا يقل عن 1373 فلسطينياً أثناء محاولتهم الحصول على طعام، 859 منهم في محيط مواقع مؤسسة غزة الإنسانية (المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل) و514 على طول مسارات قوافل الغذاء".
وأضاف أن "معظم عمليات القتل هذه ارتكبها الجيش الإسرائيلي"، موضحاً "حتى لو أننا نعلم بوجود مسلحين آخرين في المناطق ذاتها، لا تتوافر لدينا أي معلومات تشير إلى ضلوعهم في عمليات القتل هذه". وتابع المكتب أنه خلال يومين "بين 30 و31 يوليو/تموز، تفيد التقارير عن مقتل 105 فلسطينيين وإصابة ما لا يقل عن 680 بجروح على طول طرق القوافل في منطقة زيكيم في شمال قطاع غزة، ومنطقة موراج جنوب خان يونس، وعلى مقربة من مواقع مؤسسة غزة الإنسانية في وسط غزة وفي رفح".
وذكر البيان أن "عمليات إطلاق النار والقصف على الفلسطينيين من قبل الجيش الإسرائيلي تواصلت على طول مسارات القوافل الغذائية وعلى مقربة من مواقع مؤسسة غزة الإنسانية بالرغم من إعلان الجيش في 27 تموز/ يوليو تعليق عملياته العسكرية... لساعات محددة 'لتحسين الاستجابة الإنسانية'". وتابع أن معظم الضحايا "يبدو أنهم شبان وفتية".
وشدد مكتب حقوق الإنسان في قطاع غزة أن "هذه ليست مجرد أرقام"، مشيراً إلى أنه "لم ترده أي معلومات" تشير إلى أن الضحايا "كانوا يشاركون مباشرة في الأعمال الحربية أو يشكلون تهديداً لقوات الأمن الإسرائيلية أو لأفراد آخرين".
إلى ذلك، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم الجمعة، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تكتفي باستخدام التجويع سلاحاً ضد المدنيين في قطاع غزة المحاصر، بل تطلق النار بشكل شبه يومي على حشود الفلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية. وأكدت المنظمة، في تقرير صدر اليوم، أن آليات توزيع المساعدات التي تعمل بإشراف مباشر من جيش الاحتلال الإسرائيلي وبمشاركة شركات أميركية خاصة – فشلت في حماية المدنيين، وحوّلت مواقع توزيع المساعدات إلى "حمامات دم متكررة".
(فرانس برس، العربي الجديد)
## آبل منفتحة على استحواذات كبرى لتسريع تطوير الذكاء الاصطناعي
01 August 2025 12:39 PM UTC+00
أعلنت شركة آبل، يوم أمس الخميس، عن استعدادها لتنفيذ عمليات استحواذ كبيرة في سبيل تسريع تقدمها في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك بعد قرارها تأجيل إطلاق النسخة المعدّلة من مساعدها الصوتي "سيري" المدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي إلى العام المقبل. وقال الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك، خلال مكالمة جماعية بشأن نتائج الأرباح: "نحن منفتحون جداً على الاندماج والاستحواذ الذي يسرّع وتيرة تنفيذ خريطة طريقنا"، موضحاً أنّ "آبل" غالباً ما تستحوذ على شركات صغيرة، لكنها ليست متمسكة بحجم معين للصفقات. وأضاف كوك أنه لا يوجد إعلان وشيك بهذا الصدد، إلا أنّ الشركة تزيد بشكل كبير استثماراتها في الذكاء الاصطناعي.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتسابق شركات منافسة مثل "غوغل" على دمج أنظمتها للذكاء الاصطناعي، مثل "جيميني"، داخل الهواتف الذكية التي تعمل بنظام أندرويد، بما في ذلك هواتف سامسونغ، المنافس الرئيسي لـ"آبل". وجاءت تصريحات كوك عقب إعلان نتائج "آبل" المالية للربع الثالث، والتي أظهرت زيادة حادة في الأرباح مدفوعة بمبيعات قوية لهواتف آيفون، ساعدت في تعويض جزء من عبء الرسوم الجمركية الأميركية.
وسجلت شركة آبل أرباحاً صافية بلغت 23.4 مليار دولار خلال الربع الثالث، مقارنة بـ21.4 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي. وكانت الشركة قد قدّرت في وقت سابق أنّ الرسوم الجمركية ستكلفها نحو 900 مليون دولار خلال الربع، إلا أن كوك أوضح أنّ العبء الفعلي كان أقل، وبلغ 800 مليون دولار. أما في ما يخص الربع الحالي، فتتوقع "آبل" أن ترتفع التكاليف المرتبطة بالرسوم الجمركية إلى نحو 1.1 مليار دولار.
وارتفعت إيرادات الشركة بنسبة 10% على أساس سنوي لتصل إلى نحو 94 مليار دولار، وأشار كوك، في مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي" الأميركية، إلى أن نحو 1% من هذه الزيادة تعود إلى مشتريات مسبقة أجراها المستهلكون قبل الزيادات المتوقعة في الرسوم الجمركية. ويستمر قطاع هواتف آيفون في لعب دور المحرك الرئيسي لنمو الشركة، إذ سجّل نمواً بنسبة 13% ليصل إلى نحو 44.6 مليار دولار، متجاوزاً بشكل كبير توقعات المحللين التي بلغت 40 مليار دولار. ويُعد آيفون المنتج الأهم لشركة آبل بفارق كبير عن باقي منتجاتها.
وتجدر الإشارة إلى أن أجهزة آبل تُصنَّع في الغالب في دول آسيوية مثل الصين والهند وفيتنام، وقد تم فرض رسوم جمركية متزايدة على واردات هذه البلدان. وكان كوك قد صرّح قبل ثلاثة أشهر بأن نحو نصف هواتف آيفون التي تُباع في الولايات المتحدة تُشحن الآن من الهند.
الذكاء الاصطناعي في قلب سباق عمالقة التكنولوجيا
في السنوات الأخيرة، بات الذكاء الاصطناعي محط تركيز رئيسي لعمالقة التكنولوجيا حول العالم، إذ تسعى الشركات الكبرى مثل آبل وغوغل ومايكروسوفت وأمازون إلى تعزيز مكانتها عبر دمج هذه التقنية في منتجاتها وخدماتها. وقد أصبح هذا السباق أكثر احتداماً منذ إطلاق نماذج لغوية متقدمة مثل تشات جي بي تي من شركة أوبن إيه آي، و"جيميني" من "غوغل"، الأمر الذي غيّر توقعات المستخدمين من أدوات المساعدة الذكية، وأعاد رسم خريطة الابتكار التكنولوجي.
وبالرغم من أنّ "آبل" كانت من أوائل الشركات التي قدمت مساعدًا صوتيًا ذكيًّا مع إطلاق "سيري" عام 2011، فإنها واجهت في السنوات الأخيرة انتقادات بشأن تخلفها عن المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، مقارنة بما حققته "مايكروسوفت" عبر شراكتها مع "أوبن إيه آي"، أو "غوغل" من خلال إدماج نماذجها في محرك البحث ونظام أندرويد.
ورغم هذا التأخر النسبي، فإنّ "آبل" معروفة بحرصها على التمهّل في تبنّي التقنيات الجديدة، مفضّلة الاعتماد على استراتيجيات قائمة على التكامل العميق بين العتاد والبرمجيات، مع التركيز على خصوصية المستخدم. ويعتقد مراقبون أن تأجيل إطلاق نسخة "سيري" المحسّنة المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى عام 2026 يعكس سعي الشركة لتقديم تجربة متكاملة وآمنة تتوافق مع معاييرها الصارمة.
في المقابل، بدأت "آبل"، منذ العام الماضي، بإرسال إشارات واضحة إلى نيتها دخول السباق بقوة. فقد استحوذت بهدوء على عدد من الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، وخصصت استثمارات متزايدة لدعم أبحاثها، كما أعلنت خلال مؤتمر المطورين في يونيو/ حزيران 2025 عن مبادرة "Apple Intelligence"، وهي حزمة من الميزات الذكية التي ستدمج في نظامي iOS وmacOS، على أن تصل بشكل تدريجي للمستخدمين.
هذه التحركات تشير إلى أنّ "آبل" لم تخرج من سباق الذكاء الاصطناعي، بل تستعد لدخوله بأسلوبها الخاص، مع احتمالات كبيرة لصفقات استحواذ استراتيجية قد تُحدث تغييرات جذرية في القطاع، خاصة إذا ما قررت الشركة دمج تقنية الذكاء الاصطناعي بعمق داخل أجهزة آيفون، ما يمنحها تفوقاً فريداً في تجربة المستخدم.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## "الأناضول" عن المفوض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني: إسقاط المساعدات جواً على غزة باهظ التكلفة وغير كاف ولا فعال
01 August 2025 12:43 PM UTC+00
## لازاريني: الإسقاط الجوي على غزة أكثر تكلفة بما لا يقل عن 100 مرة من إرسال المساعدات عبر الشاحنات
01 August 2025 12:45 PM UTC+00
## لازاريني: لدى أونروا نحو 6 آلاف شاحنة مساعدات تقف خارج قطاع غزة بانتظار سماح إسرائيل بدخولها
01 August 2025 12:45 PM UTC+00
## منزل هاري ريدناب يتعرّض للنهب... عصابة منظمة سرقت مقتنيات ثمينة
01 August 2025 01:04 PM UTC+00
تعرّض منزل المدرب الإنكليزي المخضرم، هاي ريدناب للسرقة، بعدما اقتحم لصوصٌ ملثمون قصره باستخدام المطارق، قبل أن يلوذوا بالفرار مع مجوهرات زوجته ساندرا، بينما كانا خارج المنزل الذي تبلغ قيمته خمسة ملايين جنيه إسترليني لحضور مناسبة اجتماعية خاصة، بالمطارق وسرقوا مجوهرات زوجته ساندرا.
وأكدت معلومات صحيفة "ذا صن" البريطانية أمس الخميس: "كان الأمر مُدبّراً بوضوح. لا بد أنّ اللصوص كانوا يعلمون أن المنزل خالٍ من أي أحد"، ولكن بحسب المصدر عينه، هناك خشية من أن تكون العصابة قد اطلعت على تصميم المنزل في إعلانٍ عقاري على أحد المواقع الإلكترونية المتخصصة في هذا المجال، بعدما أدرجه صاحب الـ73 عاماً في قائمة البيع، ومن بين النظريات الأكثر احتمالاً، فإن العصابة لاحظت تفاصيله على موقع "Rightmove"، مع العلم أنّ مجموعة من اللصوص حاولت اقتحام منزل مصصمة الديكور الداخلي الشهيرة، سيليا سوير في المنطقة نفسها تقريباً، والذي كان معروضاً للبيع في المكان نفسه.
وقال مصدر "ذا صن"، الذي لم يُكشف اسمه: "لم يكن على المجرمين سوى مراقبة العقار واقتحامه بمجرد أن يصبح الوضع آمنًا، مع علمهم بالتصميم الداخلي للمنزل مُسبقًا. استخدمت العصابة المُقنّعة مطارق ثقيلة لكسر الباب الأمامي لمنزل هاري المُحلّي، ووثقت كاميرات المراقبة لحظة الاقتحام وعملية بحثهم عن أشياء ثمينة، لقد كان من الواضح أنّهم يعرفون ما يفعلونه".
وذكر متحدث باسم هاري ريدناب للصحيفة: "هو لا يريد إثارة ضجة، لم يكن هناك أحد في المنزل وقتها، ولا نريد التعليق على ما سرق، الوضع متروكٌ للشرطة"، التي أكدت بدورها متابعة القضية وملاحقة اللصوص، رغم عدم إلقاء القبض على أي شخص حتى اللحظة.
## لجنة الإشراف على اتفاقية السلام بين الكونغو ورواندا تجتمع في واشنطن
01 August 2025 01:24 PM UTC+00
عقد ممثلون من جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية رواندا، إلى جانب مراقبين من الولايات المتحدة ودولة قطر وجمهورية توغو (بصفتها وسيط الاتحاد الأفريقي) ومفوضية الاتحاد الأفريقي، الخميس، الاجتماع الأول للجنة الإشراف المشتركة لاتفاقية السلام التي تم توقيعها في واشنطن في 27 يونيو/حزيران الماضي.
وخلال الاجتماع الأول، اختار الطرفان رؤساءهما للجنة، واعتمدا الإطار المرجعي لاجتماعاتها المستقبلية، وناقشا التقدم المحرز في تنفيذ الاتفاق، وأعدا للاجتماع الأول لآلية التنسيق الأمني المشتركة.
وشارك الاتحاد الأفريقي ودولة قطر والولايات المتحدة في هذه المناقشات لضمان التكامل والتوافق بين جهود التنفيذ والمبادرات الجارية الرامية إلى الحوار والسلام الدائم في المنطقة. وأعرب كل من جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا عن تقديرهما للمساهمات القيّمة والجهود المشتركة للاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة وقطر، كشركاء في الدفع نحو السلام.
البيان المشترك بشأن الاجتماع الأول للجنة الإشراف المشتركة لاتفاقية السلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية رواندا، مثل دولة قطر في الاجتماع سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية @Dr_Al_Khulaifi #الخارجية_القطرية pic.twitter.com/Zl2WbmHD34
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) August 1, 2025
من جانبها، قالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان أصدرته اليوم، إن لجنة الرقابة المشتركة ستكلف بالعمل كمنتدى لتنفيذ اتفاق السلام وتسوية المنازعات المتعلقة به، وستتولى اللجنة مسؤولية تلقي الشكاوى المتعلقة بانتهاكات الاتفاق، واتخاذ التدابير المناسبة لمعالجتها، وتسوية المنازعات وديًا.
ووقعت رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية اتفاق سلام بوساطة أميركية وقطرية أواخر يونيو/حزيران الماضي في واشنطن، لإنهاء القتال الذي استمر نحو 30 عاما بين البلدين، وأسفر عن مقتل الآلاف وتشريد مئات الآلاف.
## الأسواق العالمية تهتز بعد قرار ترامب فرض رسوم جمركية على 68 دولة
01 August 2025 01:27 PM UTC+00
شهدت البورصات العالمية، اليوم الجمعة، تراجعات حادة، عقب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على 68 دولة والاتحاد الأوروبي، في خطوة تهدد بإشعال أزمة تجارية عالمية جديدة. وتأتي هذه التطورات وسط حالة من عدم اليقين تسود الأسواق، بينما يسعى المستثمرون لفهم تداعيات هذا القرار على الاقتصاد الدولي.
وجاء هذا التراجع في أعقاب تقلبات حادة في بورصة وول ستريت، وسط مخاوف من تداعيات القرار على الاقتصاد العالمي. أعلن البيت الأبيض أن القرار سيدخل حيز التنفيذ بعد 7 أيام، إذ أجّل ترامب الموعد النهائي لتطبيق التعرفات من الأول من أغسطس/آب إلى تاريخ لاحق، في خطوة فاقمت حالة عدم اليقين السائدة في الأسواق الدولية.
وفي أوروبا، تراجع مؤشر داكس الألماني بنسبة 1.5% ليبلغ 23,697.31 نقطة، فيما خسر مؤشر فوتسي 100 البريطاني 0.7% مسجلًا  9,068.97 نقاط، وانخفض كاك 40 الفرنسي بنسبة 1.6% إلى 7,647.56 نقاط. وفي آسيا، أغلقت الأسواق على انخفاض أيضًا، حيث تراجع مؤشر نيكي الياباني بنسبة 0.7% إلى 40,799.60 نقطة، وهبط كوسبي الكوري الجنوبي بنسبة 3.9% إلى 3,119.41 نقاط. أما مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ فانخفض بنسبة 1.1%، بينما سجل شنغهاي المجمع تراجعًا بنسبة 0.4%.
أما في الأسواق الأميركية، فهبطت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.8%، وكذلك داو جونز الصناعي بالنسبة نفسها، مما يعكس القلق المتزايد في أوساط المستثمرين من تداعيات السياسة التجارية الجديدة. وفي تحليله للتطورات، قال الخبير الاقتصادي ستيفن إينيس من شركة SBI لإدارة الأصول: القرار التنفيذي الجديد لترامب يفرض حدًّا أدنى للرسوم الجمركية بنسبة 10% على معظم الشركاء التجاريين، مع نسب أعلى تصل إلى 15% على الدول ذات الفائض التجاري مع الولايات المتحدة، وهو ما يضع ضغوطًا إضافية على النظام التجاري العالمي، مع استهداف خاص لكندا".
تصعيد جديد في سياسة ترامب التجارية
منذ توليه الرئاسة، تبنّى دونالد ترامب سياسة تجارية حمائية تقوم على مبدأ "أميركا أولًا"، وركّز بشكل خاص على تقليص العجز التجاري مع الشركاء الاقتصاديين الرئيسيين. وقد شهدت ولايته الأولى نزاعات جمركية مع الصين وكندا والاتحاد الأوروبي، خلّفت آثارًا طويلة المدى على الأسواق وسلاسل التوريد العالمية.
القرار الجديد، الذي صدر في أمر تنفيذي وقع مساء أمس خلف أبواب مغلقة، يفرض تعرفات بنسبة 10% حدًّا أدنى على معظم الشركاء، ويرتفع إلى 15% أو أكثر بالنسبة للدول التي تحقق فائضًا تجاريًّا كبيرًا مع الولايات المتحدة. ويأتي ذلك بعد أن أجّل ترامب موعد بدء تنفيذ الرسوم إلى سبعة أيام لاحقة، أي بعد الأول من أغسطس/آب، في خطوة تشير إلى محاولة تنسيق جداول الرسوم مع بعض الشركاء الاستراتيجيين. وقد اعتُبرت كندا من بين الدول التي استُهدفت بشكل خاص، رغم كونها شريكًا اقتصاديًّا وجارًا جغرافيًّا، ما أثار تساؤلات حول مستقبل العلاقات التجارية في أميركا الشمالية.
يثير القرار الأميركي الجديد سلسلة من المخاوف تتعلق بتباطؤ النمو العالمي، وزيادة تكلفة السلع المستوردة، وتعقيد سلاسل التوريد الدولية التي لم تتعافَ بعد من آثار جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا. ومن المتوقع أن ترد بعض الدول المتضررة بإجراءات مضادة، سواء من خلال فرض تعرفات انتقامية أو عبر اللجوء إلى منظمة التجارة العالمية، ما ينذر بتصاعد نزاعات تجارية قد تؤثر على الاستثمارات والوظائف.
كما أن توقيت القرار – في ظل تباطؤ اقتصادي عالمي، وتراجع ثقة المستثمرين، وتضخم مرتفع في العديد من الدول – يضعف القدرة على امتصاص صدمات إضافية في الأسواق. وبينما يرى البيت الأبيض أن هذه الخطوة ضرورية لحماية الاقتصاد الأميركي، قد تكون كلفتها السياسية والاقتصادية باهظة، خاصة على صعيد علاقات واشنطن بحلفائها، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى تعاون دولي لمواجهة التحديات المشتركة. وفي انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، تترقب الأسواق من كثب تحركات الدول المتضررة، وتصريحات الإدارة الأميركية، وسط تساؤلات عن مدى استعداد العالم للدخول في فصل جديد من الحروب التجارية.
(أسوشييتد برس ، العربي الجديد)
## "أكسيوس" عن ترامب: أعمل على خطة لإطعام الناس في غزة
01 August 2025 01:28 PM UTC+00
## ترامب: نريد مساعدة الناس على العيش ونريد إطعامهم. كان يجب أن يحدث هذا منذ زمن طويل
01 August 2025 01:29 PM UTC+00
## محكمة العدل الأوروبية تطعن في قانونية خطة إيطاليا بشأن المهاجرين
01 August 2025 01:30 PM UTC+00
شكّكت محكمة العدل الأوروبية، اليوم الجمعة، في قانونية قائمة "البلدان الآمنة" التي ترسل إيطاليا بموجبها مهاجرين إلى ألبانيا وتسرّع البتّ في طلبات اللجوء الخاصة بهم، في ضربة جديدة لجزء رئيسي من سياسة الهجرة التي تتّبعها روما. ووصف مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، في بيان، قرار المحكمة بأنّه "مفاجئ"، مشيراً إلى أنّه "يضعف سياسات مكافحة الهجرة غير النظامية الجماعية وجهود الدفاع عن الحدود الوطنية".
#ECJ: A Member State may not plead an unforeseeable influx of applicants for international protection in order to evade its obligation to cover #asylum seekers' basic needs https://t.co/ATb3CgbPxg
— EU Court of Justice (@EUCourtPress) August 1, 2025
وذكر المحامي داريو بيلوتشيو، الذي يمثّل أحد طالبي اللجوء من بنغلادش في القضية المرفوعة أمام محكمة العدل الأوروبية، أنّ مخطط مخيمات المهاجرين في ألبانيا انتهى بذلك عملياً. وقال لوكالة رويترز: "من غير الممكن الاستمرار في ما خطّطت له الحكومة الإيطالية قبل هذا القرار"، مؤكداً أنّ "من الناحية الفنية، يبدو لي أنّ نهج الحكومة قد فُكّك كلياً".
وقدّمت ميلوني مسألة نقل المهاجرين إلى مركزَين أُنشئا في ألبانيا على أنّها حجر الزاوية في نهجها الصارم تجاه الهجرة، ونظرت إليها دول أوروبية أخرى بوصفها نموذجاً محتملاً. لكنّ الخطة تعثّرت بسبب معارضة قانونية بمجرّد إطلاقها تقريباً، في العام الماضي، إذ أمرت محاكم إيطالية بإعادة مهاجرين إلى إيطاليا بعد أن انتُشلوا من البحر ونُقلوا إلى ألبانيا، استناداً إلى مشكلات تتعلق بقانون الاتحاد الأوروبي.
وفي حكم طال انتظاره، أفادت محكمة العدل الأوروبية بأنّ إيطاليا مخوّلة بذلك بتسريع رفض طلبات اللجوء للوافدين من البلدان المدرجة في قائمة "البلدان الآمنة"، وهو مبدأ في صميم الخطة المتعلقة بألبانيا. وأوضحت أنّ إيطاليا حرّة في تحديد البلدان الآمنة، لكنّها حذرت كذلك من أنّ مثل هذا التصنيف يجب أن يفي بمعايير قانونية صارمة ويسمح لمقدّمي الطلبات والمحاكم بالوصول إلى الأدلة الداعمة والطعن عليها.
⚖️ Judgment in Joined Cases C-758/24 & C-759/24 Alace & Canpelli: who can decide if a third country is "safe" under EU law?
Judge Jürimäe explains with subtitles in all EU languages https://t.co/zFwcOnrpsG
PR https://t.co/1N9OffXoJX pic.twitter.com/Ok4VI59LKd
— EU Court of Justice (@EUCourtPress) August 1, 2025
وأشارت محكمة العدل الأوروبية، في بيانها نفسه اليوم، إلى أنّ محكمة في روما لجأت إلى قضاة الاتحاد الأوروبي بسبب عدم إمكانية الوصول إلى مثل تلك المعلومات، بما يمنعها بالتالي من إجراء "طعن ومراجعة لقانونية هذا التصنيف الآمن المفترض". أضافت أنّه لا يجوز تصنيف دولة ما "آمنة"، في حال لم تكن توفّر الحماية الكافية لجميع سكانها، متّفقة فعلياً مع القضاة الإيطاليين الذين أثاروا هذه المسألة في العام الماضي.
وشكا مكتب ميلوني من أنّ الحكم الصادر عن المحكمة الأوروبية يسمح عملياً للقضاة في إيطاليا بالتحكّم بسياسة الهجرة، "الأمر الذي يقلّل بصورة أكبر من قدرة البرلمان والحكومة المحدودة بالفعل على اتّخاذ قرارات بشأن هذه المسألة".
وتتعلّق القضية التي طُرحت أمام محكمة العدل الأوروبية بمواطنَين من بنغلادش أنقذتهما السلطات الإيطالية من البحر ونقلتهما إلى ألبانيا، ليُرفَض هناك طلباهما للجوء بناءً على تصنيف إيطاليا لبنغلادش "بلداً آمناً".
تجدر الإشارة إلى أنّ مركزَي الاحتجاز اللذَين أنشأتهما إيطاليا في ألبانيا فارغان حالياً، وذلك منذ أشهر، بسبب عقبات قانونية. وقد خلص تقرير الأسبوع الماضي إلى أنّ تكلفة تشييد تلك المراكز في ألبانيا فاقت ما قد تتكلّفه مراكز مماثلة في إيطاليا بسبعة أمثال.
وكان اتفاق قد أبصر النور بين إيطاليا وألبانيا، التي ليست عضواً بالاتحاد الأوروبي، في أعقاب اجتماع عُقد في روما في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بين رئيس الوزراء الألباني إيدي راما ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، التي فازت في انتخابات عام 2022 مستندةً إلى تعهّدها بوضع حدّ للهجرة غير النظامية إلى بلادها. ويقضي الاتفاق بتحويل إيطاليا عشرات آلاف المهاجرين الذين أُنقذوا في البحر الأبيض المتوسط إلى مركزَين في ألبانيا في حين تدرس روما طلبات اللجوء الخاصة بهم.
(رويترز، العربي الجديد)
## نجيب أبو كيلة السلفادور... "الرئيس الكول" والمتسلط بنسخة رقمية
01 August 2025 01:39 PM UTC+00
في واحدة من أبرز الانتكاسات الديمقراطية في أميركا (الوسطى) اللاتينية، تواصل السلفادور (نحو 6 ملايين نسمة) بقيادة رئيسها الشاب نجيب أبو كيلة الانزلاق نحو نظام سلطوي مغلف بعباءة "التجديد"، ومدعوم بشعبية صاعدة لدى أقصى اليمين في الغرب والقارة. أبو كيلة، الذي انتُخب في 2019، أعاد صياغة الحكم: لا سيادة قانون، لا تداول سلميا للسلطة، ولا مؤسسات مستقلة. ومع التعديلات الدستورية التي أقرّتها الجمعية التشريعية، اليوم الجمعة، بإلغاء الحد الأقصى للفترات الرئاسية، وتمديد الولاية من 5 إلى 6 سنوات، وإلغاء جولة الإعادة، بدأ تمهيد الطريق لتُسلِّم البلاد طواعية لرجل واحد، ضمن قائمة دول الجنوب التسلطية، حيث ديمومة المتسلط تُسوّق بوصفها "ضرورة قومية"، وعن قصد تخلط مفاهيم بقاء الدولة ببقاء "الرجل القوي"، أي نظام الحكم.
جاءت التعديلات، التي صوّت لها 57 نائباً مقابل 3 فقط، تتويجاً لتحركات بدأها نجيب أبو كيلة منذ 2021، حين أقال بعض القضاة في المحكمة الدستورية وعيّن موالين له، ودفع المحكمة العليا لتفسير الدستور بما يسمح بإعادة ترشحه، رغم وضوح النصوص الدستورية. المعارضة وصفت ما يجري بـ"التقويض الصريح للديمقراطية"، لكن أبو كيلة يرد بلغة واحدة: "الأمن أولاً".
تسلطية بنسخة رقمية
يصفه أنصاره بـ"الرئيس الكول": شاب، كاريزمي، يتحدث بلهجة الشارع، يرتدي الكاجوال، ويدير الدولة من هاتفه عبر منصة إكس (تويتر سابقاً). لكنه يمارس سلطة مطلقة. أطلق "الحرب على العصابات"، فاعتُقل أكثر من 80 ألف شخص؛ كثيرون منهم دون محاكمات، واحتُجزوا في سجون ضخمة تُدار بعقلية الإذلال الجماعي، وسط انتقادات منظمات حقوق الإنسان الدولية عن التعذيب والإخفاءات القسرية.
انخفاض معدلات الجريمة بشكل غير مسبوق استخدمه نجيب أبو كيلة لتبرير قمعه وتوسيع سلطته. شعاراته بسيطة وفعّالة: "الأمن أهم من الحرية"، "لن ننتظر العدالة البطيئة"، "لن نُحكم من نخب فاسدة". وفي جزء من بروباغندا القوة، نشر أبو كيلة في فبراير/ شباط 2023 فيديو يُظهر نقل نحو ألفي سجين إلى "مركز احتجاز الإرهاب" بملابسهم الداخلية، منكّسي الرؤوس، ما أظهره "رئيسا قويا"، وبصيغة مسرحية ديستوبية، حقق ملايين المشاهدات.
اللافت أن هذه الممارسات لم تُقابل بإدانة تُذكر من العواصم الغربية، بل تحوّل أبو كيلة إلى ملهم لدوائر اليمين الشعبوي في الغرب. في غواتيمالا وهندوراس، جارتي السلفادور، ترتفع شعبية الرجل بما يقلق ساسة البلدين، وهو ما ينسحب على الإعجاب المتنامي بأبو كيلة في أنحاء الجنوب الأميركي أيضاً حتى بات البعض يطلق على ذلك مسمى "تيار البوكيليز"، أو ما يسمى بالإسبانية النموذج البوكيلي إلموديلو بكيلي el modelo Bukele.
من السلفادور إلى الغرب: صدى الشعبوية
الكاتب والمستشار السياسي السابق للحكومة الإيطالية جوليانو دا إمبولي، رأى في كتابه زمن المفترسين (2024) (Le temps des prédateurs) ، أن نجيب أبو كيلة لم يعد ظاهرة محلية، بل نموذج الحاكم الشعبوي في عصر ما بعد الحقيقة. "كل شيء عرض. لا سياسة، بل استعراض دائم"، يقول إمبولي. الخطر، كما يشير، أن التأثير بات معكوساً: الأفكار الديمقراطية لم تعد تُصدّر من بروكسل ونيويورك، بل تُستورد من الهامش. أبو كيلة و(الرئيس الأرجنتيني خافيير) ميلي، و(الرئيس الأميركي دونالد) ترامب، و(الرئيس البرازيلي السابق جايير) بولسونارو يقدمون نموذجاً هجيناً للحكم: خلق الفوضى وإدارتها. في أوروبا، يُنظر إلى تجربة أبو كيلة حلّاً لأزمات الجنوب الإيطالي و"الغيتوهات" الفرنسية وغيرها.
حتى اليمين الصهيوني-الديني في دولة الاحتلال الإسرائيلي أظهر إشارات إعجاب بأبو كيلة (الذي لم يبد أي تعاطف مع القضايا العربية وقضية فلسطين تحديداً)، لأنّ سياساته الأمنية وترويجه للعقاب الجماعي على أنه وسيلة ردع تتقاطع مع خطاب حكومة الاحتلال الإسرائيلي تجاه فلسطينيي غزة والضفة الغربية. وفي أميركا، أصبح رمزاً جمهورياً في قضايا الأمن والهجرة، حتى وُصف بـ"ترامب أميركا الوسطى"، لكن بنجاعة أكبر. فالسياسي لم يعد موظفاً في نظام دستوري، بل مسوّقاً عبقرياً يدير السلطة كما يُدار منتج في حملة إعلانات. كما قال مهندسو "كامبريدج أناليتيكا": "لبيع الكوكاكولا في السينما، ارفع درجة الحرارة". أبو كيلة، بدوره، يرفع درجة الغضب ويُشعل المشاعر الجماعية، فيزداد ولاء الجمهور.
المفترسون الجدد
دا إمبولي يسمّي هؤلاء بـ"المفترسين": من خارج الطبقة السياسية التقليدية وبراغماتيين يستخدمون التكنولوجيا والهيمنة العاطفية لتغيير السياسة. لا يهتمون بالدستور، بل يخلقون الفوضى ليبقوا في السلطة، ويقدمون "القوة" على أنها حلّ سحري. السياسة تتحول إلى عرض حي على المنصات. المواطن يُحفَّز، يُغضب، يُقهر، ويُستثمر عاطفياً. مشاهد إذلال المعتقلين أو "منشار" ميلي في الأرجنتين ليست انزلاقات، بل أدوات حكم. وهنا يكمن الخطر: ما يُجرب في بلدان صغيرة لا يبقى هناك. إذا نجح أبو كيلة في فرض "الاستقرار بالقوة"، فإن النموذج يُستنسخ في مراكز القرار الغربي تحت شعارات براقة، وبقدرة محكمة على توليد الفوضى وإدارتها.
نجيب أبو كيلة.. الفلسطيني "الكول"
صعود أبو كيلة يحمل قصة فريدة. وُلد عام 1981 في سان سلفادور، لعائلة من أصول فلسطينية من بيت لحم جنوبي الضفة. بدأ مع اليسار، ثم انفصل وأسّس حزبه "الأفكار الجديدة". قدّم نفسه وجها جديدا: لا خطب، بل تغريدات؛ لا مؤتمرات، بل فيديوهات. لكن هذا التجديد سرعان ما تحوّل إلى حكم سلطوي يرفض الانتقاد ويقمع الصحافة. في 2022، أعلن حالة الطوارئ، واعتقل الآلاف، وجعل من بيتكوين عملة رسمية.
في فبراير/ شباط 2024، شارك  في مؤتمر المحافظين الأميركيين CPAC واستُقبل بوصفه بطلا. ترامب وصفه بـ"الملهم"، ودعاه إلى "تعليق القانون ليوم واحد". الصدمة لم تكن في الإعجاب الأميركي، بل في عجز الليبراليين عن تسميته باسمه: استبداد مغلف بشعبوية رقمية.
الخطر يتسلل
ما يُجرّب في بلد صغير يُستنسخ سريعاً. هذه هي القاعدة. أبو كيلة، مثل ميلي وترامب وبولسوونارو، لا يحكم بالمؤسسات بل بالمشاعر والصدمة. "المفترس" لا يحترم الفصل بين السلطات، بل يطحنها في ماكينة دعاية لا تتوقف. وإذا اعتقدت الديمقراطيات الغربية أنها محصنة، فإن نموذج أبو كيلة يثبت العكس: السلطة المطلقة لا تحتاج لانقلاب، بل لزعيم كاريزمي، منصة تواصل، وخوف من الجريمة. في السلفادور، كما في العالم، صار الخوف بوابة الاستبداد، والإعجاب بالديكتاتور "الفعّال" وقوداً لعودة الأنظمة الشمولية في وسط وجنوب أميركا اللاتينية، بحلّة كاجوال... و"كول".
## الضفة الغربية | تشييع شهيد في بلدة سلواد وهجمات متواصلة للمستوطنين
01 August 2025 01:39 PM UTC+00
شيّع الفلسطينيون، ظهر اليوم الجمعة، جثمان الشهيد خميس عبد اللطيف عياد (40 عاماً) في بلدة سلواد، شمال شرق رام الله وسط الضفة الغربية. وقامت مجموعة من المستوطنين، الجمعة، بإحراق عدة مساكن في منطقة المعرجات في أريحا شرق الضفة الغربية، كما قام مستوطنون باقتحام بلدة جالود جنوب نابلس وحاولوا حرق منازل للفلسطينيين.
وانطلق موكب تشييع الشهيد عياد من أمام مركز طوارئ سلواد باتجاه منزله، وبعد إلقاء عائلته نظرة الوداع الأخيرة عليه، نُقل جثمان الشهيد إلى مدرسة مغتربي سلواد حيث أُديت عليه صلاة الجنازة، ثم حمله المشيعون على الأكتاف وجابوا شوارع البلدة وصولاً إلى المقبرة حيث ووري جثمانه في الثرى. وكان عياد استشهد، أمس الخميس، جراء إصابته بالاختناق أثناء محاولته إخماد النيران التي أضرمها مستوطنون في مركبات خلال هجوم على بلدة سلواد.
#شاهد| نجل الشهــيد خميس عياد يُلقي نظرة الوداع الاخيرة على والده قبيل تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير في بلدة سلواد شمال شرق رام الله. pic.twitter.com/acyEEAcMlG
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) August 1, 2025
وفي استمرار لتصعيد المستوطنين في اعتداءاتهم، أقدمت مجموعة من المستوطنين، فجر الجمعة، على إحراق عدة مساكن تعود للعائدين من تجمع عرب المليحات البدوي في منطقة المعرجات في أريحا، شرقي الضفة الغربية المحتلة، بعد عودتهم أمس الخميس إلى مساكنهم التي هُجّروا منها بداية يوليو/تموز الماضي. وقال حسن مليحات، المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة في فلسطين، في تصريح صحافي: "إن المستوطنين حاصروا المواطنين في ساعات الفجر وأضرموا النيران في مساكن تعود لكل من: إبراهيم كعابنة، جمال مليحات، عطا الله مليحات، جبريل كعابنة، محمد سليمان. ما اضطر السكان إلى الهجرة مجدداً".
وأكد مليحات أن هذا الاعتداء جاء بعد ساعات فقط من عودة الأهالي إلى مساكنهم التي هُجّروا منها تحت ضغط الاعتداءات المنظمة، مشيراً إلى أن الاقتحام بدأ الساعة الواحدة فجراً، حيث هاجم عشرات المستوطنين المكان وأحرقوا "البركسات" التي كانت تؤوي العائلات ومواشيهم، ما أدى إلى تدمير الممتلكات بشكل كامل، وتعريض حياة السكان للخطر، وسط غياب أي تدخل من جيش الاحتلال الذي اكتفى بتوفير الحماية للمهاجمين. وأكد مليحات أن ما حدث يمثل حلقة جديدة من الجرائم المنظمة التي تستهدف الوجود الفلسطيني البدوي في منطقة الأغوار، ويجسد سياسة تطهير عرقي ممنهجة ترتكب تحت حماية رسمية ووسط صمت دولي.
وطالب مليحات بتحقيق دولي عاجل وشفاف، ومساءلة المسؤولين عن الجريمة، بمن فيهم عناصر الجيش الذين وفروا الحماية للمستوطنين، كما دعا إلى تدخل فوري من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومؤسسات حقوق الإنسان، لإرسال بعثات مراقبة إلى المنطقة، وتوفير الحماية الدولية العاجلة للتجمعات البدوية المهددة. مؤكداً أن المنظمة تتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لفتح ملف لملاحقة المتورطين في هذه الانتهاكات بصفتها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
مستوطوين يحرقون فجر اليوم مساكن الأهالي في تجمع عرب المليحات البدوي pic.twitter.com/nxdrxmuMvT
— العربي الجديد (@alaraby_ar) August 1, 2025
من جانب آخر، صادرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، مركبة تعود للمواطن زكريا كعابنة، كانت محمّلة بالأخشاب، أثناء عودة النازحين إلى تجمع عرب المليحات، في خطوة اعتبرها السكان اعتداءً سافراً يهدف إلى تعطيل عودة السكان إلى مساكنهم وترهيبهم، ومنعهم من الاستقرار في أرضهم.
وفي سياق منفصل، اقتحم مستوطنون، فجر الجمعة، بلدة جالود جنوب نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، وكان المهاجمون يحملون زجاجات بنزين ومواد حارقة في محاولة لإحراق المنازل، إلا أن محاولتهم باءت بالفشل. كما حاول مستوطنون مسلحون اقتحام منازل على شارع كوربات اللبان، شمال بلدة سنجل شمال رام الله، لكن يقظة الأهالي حالت دون ذلك. وتواصل قوات الاحتلال لليوم الثاني على التوالي احتلال أحد المنازل في بلدة سنجل، فيما تقيم حواجز تفتيش داخل البلدة، في وقت اقتحم فيه مستوطنون ظهر اليوم أطراف قرية برقا، شرق رام الله.
## غافي يُشعل الكلاسيكو أمام ريال مدريد قبل انطلاق الموسم
01 August 2025 01:49 PM UTC+00
أشعل نجم نادي برشلونة، الإسباني الشاب بابلو غافي (20 عاماً)، المنافسة التاريخية بين فريقه ونظيره ريال مدريد، قبل انطلاق الموسم الكروي الحالي، الذي يبدأ يوم 15 أغسطس/ آب الجاري، وسط ترقبٍ كبير لشكل المنافسة محلياً وأوروبياً، خاصة أن الفريقين دعما صفوفهما بلاعبين مميزين، ومثلهما فعل أتلتيكو مدريد تحت قيادة المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني الساعي إلى حصد لقب الليغا.
وحقق "البلاوغرانا" ثلاثية محلية تاريخية في موسم 2024-2025، بعدما حصد المدرب الألماني هانسي فليك ألقاب الدوري الإسباني وكأس الملك وكأس السوبر الإسباني في موسمه الأول، وتجلى النجاح بالتفوق الكبير في المواجهات المباشرة أمام ريال مدريد، الذي كان يقوده الإيطالي كارلو أنشيلوتي، لكن الأخير غادر إلى رحلة جديدة تتمثل بقيادة منتخب البرازيل، في حين حلّ بدلاً منه الإسباني تشابي ألونسو، المدير الفني السابق لباير ليفركوزن الألماني.
وأكد غافي الذي كان دائماً مصدر إزعاجٍ لريال مدريد، أنّ الحاجز النفسي كان عاملاً حاسماً في الموسم الماضي، وقال في هذا الصدد لصحيفة "دياريو آس" الإسبانية، اليوم الجمعة: "بالطبع كانوا قلقين. حققنا أربعة انتصارات من أصل أربع مباريات، وهذا أمرٌ لم يحدث من قبل، من المفهوم قلقهم. في النهاية، كنّا رائعين الموسم الماضي، بينما لم يفوزوا بأي شيء".
وتطرّق لاعب الوسط إلى تحرّك ريال مدريد في سوق الميركاتو الصيفي حالياً: "هذا العام، عززوا صفوفهم بلاعبين مميزين، بصراحة، لكننا سنرى ما سيفعلونه هذا الموسم، لديهم فريق رائع، لكن علينا أن نكون على طبيعتنا، وهذا كلّ شيء حين نواجههم". وينتقل برشلونة إلى ملعب سانتياغو برنابيو لخوض أول كلاسيكو في الموسم بتاريخ 26 أكتوبر/ تشرين الأول، على أن تُقام مباراة الإياب في 10 مايو/ أيار 2026 في كتالونيا، وهي التي ستلعب في الأسبوع الـ35 من الدوري، وقد تحدد حينها بالفعل اللقب بين الغريمين التقليديين.
## باريس وبرلين تسقطان أطناناً من المساعدات على غزة جواً رغم الانتقادات
01 August 2025 01:51 PM UTC+00
بدأت فرنسا وألمانيا، اليوم الجمعة، إسقاط مساعدات إنسانية جواً على قطاع غزة المحاصر، رغم انتقادات المنظمات الأممية التي أشارت إلى أنّ هذه الخطوة "غير فعّالة". وأسقطت فرنسا 40 طناً من المساعدات الإنسانية جواً على غزة، وحثت إسرائيل على السماح بالوصول الكامل إلى القطاع الذي قالت إنه على حافة مجاعة. وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على منصة إكس "في مواجهة الضرورة الملحة للغاية، نفذنا للتو عملية إسقاط جوي للمساعدات الغذائية في غزة. نشكر شركاءنا الأردنيين والإماراتيين والألمان على دعمهم، وأفراد جيشنا على التزامهم". وأضاف: "عمليات الإسقاط الجوي ليست كافية. يجب على إسرائيل أن تفتح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل للتصدي لتهديد المجاعة".
وقال مكتب ماكرون إن فرنسا شاركت ست مرات في الجسر الجوي الإنساني الأوروبي الذي أقامه الاتحاد الأوروبي في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2023 مع الأردن ومصر لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. ووفقاً لمكتب ماكرون، ساعد الجسر الجوي الأوروبي في تنظيم أكثر من 60 رحلة جوية حملت ما يزيد على 3350 طنا من الإمدادات الإنسانية، ودخلت معظم شحنات المساعدات عبر مصر والأردن. وذكر مكتب الرئيس الفرنسي أن جزءاً من هذه المساعدات لم يدخل غزة حتى الآن بسبب رفض السلطات الإسرائيلية.
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، اليوم الجمعة، إن باريس سترسل أربع رحلات جوية محملة بعشرة أطنان من المساعدات الإنسانية إلى غزة من الأردن. وقال بارو لشبكة فرانس إنفو: "هذه مساعدات طارئة، لكنها لا تزال غير كافية" في مواجهة هذا الوضع المروع.
الجيش الألماني يسيّر أولى طلعاته الإغاثية إلى غزة
في الشأن ذاته، بدأ الجيش الألماني أولى عملياته الإغاثية للمعوزين في قطاع غزة. وأعلنت وزارة الدفاع الألمانية، اليوم الجمعة، أن طائرات النقل الألمانية أسقطت أولى شحنات المواد الغذائية والطبية هناك. وذكرت الوزارة أن طائرات نقل ألمانية أسقطت 34 منصة نقالة تحتوي على ما يقرب من 14 طناً من المواد الغذائية والإمدادات الطبية فوق غزة.
ووفقاً للأمم المتحدة، فإنّ قطاع غزة على شفا مجاعة. وتسيطر إسرائيل على جميع المنافذ المؤدية إلى القطاع المطل على البحر المتوسط، ولم تسمح بوصول المساعدات، أو سمحت بدخول قليل منها فقط على مدار عدة أشهر. ووسعت ألمانيا نطاق مساعداتها لسكان قطاع غزة الذين يعانون من الجوع. وأعلن وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، اليوم الجمعة، خلال زيارته لإسرائيل عن تمويل إضافي بقيمة خمسة ملايين يورو لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وقال: "سيدعم هذا، من بين أمور أخرى، المخابز ومطابخ الحساء لتوفير الخبز والوجبات الساخنة لسكان غزة على المدى المتوسط". كما تُموّل الحكومة الألمانية مستشفى مالتيزر الميداني. وسيوفر هذا المستشفى، بحسب البيانات، الرعاية الصحية الأساسية التي تشتد الحاجة إليها في غزة.
وطالب فاديفول الحكومة الإسرائيلية بالعودة سريعاً إلى التعاون الوثيق مع الأمم المتحدة ومؤسساتها بشأن المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، مضيفاً أن موظفيها "أثبتوا بوضوح قدرتهم على توفير إمدادات كافية لجميع سكان غزة، إذا سُمح لهم بذلك، وإذا تمكنوا من العمل بأمان". ولم يستبعد وزير الخارجية الألماني "إمكانية تسرّب بعض المساعدات إلى حركة حماس"، ومع ذلك قال: "الكارثة الإنسانية في قطاع غزة باتت الآن جسيمة لدرجة أنه لا مبرر لإقامة المزيد من العراقيل هنا". علاوة على ذلك أشار الوزير إلى أن أفضل سبيل لمنع إساءة استخدام المساعدات هو السماح بدخول أكبر قدر ممكن من المواد الغذائية وبضائع الإغاثة إلى قطاع غزة.
ووفقاً لوزارة الخارجية الألمانية، تجاوزت قيمة المساعدات الإنسانية الألمانية للأراضي الفلسطينية 330 مليون يورو منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023. ويُخصص أكثر من 95% من هذه المساعدات لسكان قطاع غزة. وزادت المساعدات بمقدار نحو 31 مليون يورو في مايو/أيار الماضي.
سياسي ألماني يستبعد أن تفرض برلين عقوبات على إسرائيل بسبب غزة
إلى ذلك، استبعد الأمين العام للحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، مارتن هوبر، فرض الحكومة الألمانية عقوبات على إسرائيل بسبب حرب غزة. وقال هوبر في تصريحات لصحف شبكة "دويتشلاند" الألمانية الإعلامية: "من الوارد انتقاد الحكومة الإسرائيلية، لكن فرض عقوبات بين الأصدقاء غير وراد بالتأكيد". وكانت المفوضية الأوروبية أوصت بتعليق بعض جوانب مشاركة إسرائيل في برنامج تمويل الأبحاث "هورايزون أوروبا" على نحو فوري. وقد أبدت ألمانيا تحفظها حتى الآن بشأن هذه المسألة، لكن الحكومة الألمانية تُبقي هذا الخيار مفتوحاً.
كما استبعد هوبر حظر دخول وزيرين إسرائيليين من اليمين المتطرف إلى ألمانيا، على غرار ما فعلته عدة دول من بينها بريطانيا وكندا في منتصف يونيو/ حزيران الماضي، وقال: "لا أستطيع تصور أننا نفرض حظر دخول على حكومة إسرائيل الشرعية ديمقراطيا. بمثل هذه الإجراءات سنضر بشدة العلاقات الألمانية-الإسرائيلية".
في المقابل، دعا المدير التنفيذي لشؤون الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، ديرك فيزه، إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل، وذلك في ضوء زيارة وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول للشرق الأوسط. وقال فيزه في تصريحات لشبكة "دويتشلاند": "انتهى وقت المناشدة - هناك حاجة إلى ضغط سياسي وإحراز تقدم ملموس"، واصفاً الوضع الإنساني في قطاع غزة بأنه كارثة من صنع الإنسان، متهماً الحكومة الإسرائيلية بعدم الإيفاء بالتزاماتها التي ينص عليها القانون الدولي، وقال: "تجب إتاحة إيصال المساعدات دون عوائق وبشكل دائم عبر ممرات برية آمنة بتنسيق دولي".
واعتبر فيزه تصدير أسلحة ألمانية لإسرائيل أمراً جائزاً بغرض حماية الأخيرة، لكنه أضاف: "يجب ألا تُستخدَم هذه في عمليات تنتهك القانون الدولي". تجدر الإشارة إلى أن الائتلاف الحاكم في ألمانيا يضم التحالف المسيحي (المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشار فريدريش ميرز والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) والحزب الاشتراكي الديمقراطي.
لازاريني: إسقاط المساعدات فوق غزة غير كاف ومكلف
في المقابل، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، الجمعة، إن عمليات إسقاط المساعدات جوا لغزة "غير كافية" وتكلف ما لا يقل عن 100 ضعف مقارنة بالشحن البري. وفي منشور عبر منصة إكس، أوضح لازاريني أن "عمليات الإسقاط الجوي أكثر تكلفة بما لا يقل عن 100 مرة من إرسال المساعدات عبر الشاحنات، التي تحمل ضعف كمية الإمدادات التي تنقلها الطائرات".
وأضاف: "إذا توفرت الإرادة السياسية للسماح بإسقاط المساعدات جواً، رغم كلفتها الباهظة وعدم كفايتها وفعاليتها، فيجب أن تتوفر الإرادة ذاتها لفتح المعابر البرية". أكد المسؤول الأممي أن "الطريقة الوحيدة لمواجهة المجاعة في غزة هي إغراق القطاع بالمساعدات"، مشيراً إلى أن أونروا تملك نحو 6 آلاف شاحنة محملة بالمساعدات تقف خارج القطاع بانتظار السماح لها بالدخول.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل كل المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة عبور أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة، رغم تكدس شاحنات المساعدات على حدوده. وذكر لازاريني أنه خلال الهدنة السابقة (19 يناير/ كانون الثاني الماضي استمرت نحو 3 أشهر)، تمكنت الأمم المتحدة، بما في ذلك أونروا وشركاؤها، من إدخال ما بين 500 و600 شاحنة يومياً، وصلت إلى جميع المواطنين في غزة "بأمان وكرامة"، وساهمت في كبح تفاقم الجوع دون تسجيل أي حالات سرقة أو تحويل للمساعدات.
وشدد لازاريني على أن "التنسيق الذي تقوده الأمم المتحدة، وتكون فيه أونروا هي العمود الفقري، لا بديل له ولم تحقق أي آلية أخرى نتائج مماثلة". وقال: "دعونا نعود إلى ما نجح، دعونا نقوم بعملنا، هذا ما يحتاجه المواطن بغزة اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى جانب وقف إطلاق نار دائم".
(رويترز، أسوشييتد برس، الأناضول، العربي الجديد)
## دورية إسرائيلية تخطف 3 سوريين في ريف القنيطرة
01 August 2025 01:51 PM UTC+00
اختطفت دورية تابعة للاحتلال الإسرائيلي ثلاثة أشخاص في ريف محافظة القنيطرة جنوب غربي سورية، ظهر اليوم الجمعة، بالتزامن مع إطلاق نار على مزارعين فيها. وأوضح الإعلامي نور الحسن لـ"العربي الجديد" أنّ "دورية تابعة للاحتلال اعتقلت ثلاثة أشخاص وصادرت جراراً زراعياً كان بحوزتهم خلال نقلهم أشجاراً أزالتها قوات الاحتلال في القنيطرة المهدمة، واقتادتهم إلى القاعدة العسكرية التي أنشأتها حديثاً في محيط المنطقة".
وأوضح الحسن أنّ قوات تابعة لجيش الاحتلال الاسرائيلي متمركزة في قاعدة عسكرية لها ضمن محيط بلدة جباتا الخشب، أطلقت أعيرة نارية نحو مزارعين في البلدة خلال وجودهم في أراض قريبة منها. وذكر أنّ دورية تابعة للاحتلال الإسرائيلي تمركزت، أمس الخميس، على أطراف بلدة كودنة في ريف محافظة القنيطرة الجنوبي. 
وتوغلت، مساء أمس الخميس، دورية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة أم العظام بريف القنيطرة، حيث نصبت حاجزاً مؤقتاً واختطفت أربعة شبّان كانوا يمرّون عبر الطريق. كما أطلقت القوات الإسرائيلية قنابل ضوئية فوق منطقة حرش الجبيلية، الواقعة غربي مدينة نوى في ريف درعا الغربي، جنوبي البلاد.
وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أنّ الشبان الأربعة الذين اختُطفوا في أم العظام كانوا يقومون بصيد الطيور قرب سد المنطرة، وكانت بحوزتهم أسلحة صيد (كسريّات)، قبل أن تعمد الدورية الإسرائيلية، المؤلفة من سيارتين، إلى اختطافهم عند الحاجز المؤقت الذي نُصب عند مدخل القرية. وأشارت المصادر إلى أن جيش الاحتلال يعتبر المنطقة التي شهدت الحادثة "منطقة عسكرية مغلقة يُمنع الاقتراب منها"، وقد صادرت الدورية أسلحة الصيد، قبل أن يُفرج عن الشبان لاحقاً.
## شهر أغسطس.. عودة دوريات كرة القدم وللسلة مواعيد كبرى
01 August 2025 01:59 PM UTC+00
يشهد عالم الرياضة في شهر أغسطس/ آب الجاري مجموعة من الأحداث المهمة في مختلف الألعاب، حيث ستكون الأجواء مشتعلة على غرار درجات الحرارة المرتفعة في العديد من البلدان بمختلف أنحاء العالم، فما هي خريطة الفعاليات المهمة خلال الفترة المقبلة يا ترى؟
وتنطلق السبت بطولة أوروبا للسيدات بلعبة كرة السلة تحت 20 عاماً في البرتغال، والاثنين المقبل نشهد بداية بطولة العالم لكرة اليد للسيدات تحت 17 عاماً في كوسوفو، ومن ثم لدينا بطولة أوروبا للـ"بيسبول" تحت 23 عاماً يوم الخامس من أغسطس، لكن الحدث الأهم سيكون خلال اليوم عينه، كأس آسيا لكرة السلة للرجال، بمشاركة العديد من المنتخبات العربية الساعية للذهاب بعيداً، على غرار لبنان والأردن المرشّحان الأبرز للمنافسة على اللقب في نسخة مميزة ستقام في السعودية.
وبتاريخ 7 أغسطس ستقام الألعاب العالمية 2025 بنسختها الثانية عشرة في الصين، وهي التي تشمل الرياضات والتخصصات التي لم يُتنافس عليها في الألعاب الأولمبية الأخيرة في باريس 2024، وفي الثامن من الشهر عينه تنطلق منافسات "يوروباسكت تحت 16 عاماً" في جورجيا، ثم بطولة "يورو هوكي" للسيدات والرجال في ألمانيا، ليكون الحدث الأهم بعدها بطولة أفريقيا للسلة، مع وجود منتخبات تونس، ومصر، وليبيا، الساعية لحصد التاج القاري.
وتقام يوم 14 آب بطولة العالم للبيسبول في تشيكيا، ثم تنطلق رحلة بطولة العالم للرغبي يوم 16 الشهر عينه، بينما نشهد في اليوم الذي يلي ذلك إقامة سباق جائزة النمسا للموتو جي بي، وبعدها تبدأ منافسات بطولة العالم للجمباز الإيقاعي يوم 20 أغسطس في البرازيل، وتليه كأس العالم للسيدات في رياضة الرغبي بإنكلترا.
وسيكون عشاق كرة السلة بتاريخ 23 أغسطس على موعد مع افتتاح بطولة الأميركيتين، ومباشرة في اليوم التالي تقام جائزة المجر الكبرى للموتو جي بي، وبتاريخ 25 آب، تبدأ آخر دورات الغراند سلام في عالم التنس على ملاعب "فلاشينغ ميدوز" الأميركية، إلى مونديال الجودو في بلغاريا، ونتابع بعدها الرحلة مع تاريخ 27 الشهر، بإقامة منافسات "يورو باسكت" للرجال ومونديال الجودو في بلغاريا.
وعلى صعيد كرة القدم ستبدأ الأحداث المهمة بتاريخ 15 أغسطس، حين تُسدل ستارة الدوري الإنكليزي الممتاز، وكذلك الفرنسي والإسباني، لينطلق لاحقاً بتاريخ 22 آب الدوري الألماني ثم الإيطالي في 23، مع العلم أن بعض الدوريات المهمة تبدأ قبل ذلك وهنا أبرزها: الدوري البرتغالي والهولندي، والتركي (8 أغسطس)، أما في ما يخص البطولات العربية، فقد بدأت المنافسات في الأردن، بانتظار تحديد تاريخ مباريات الدوري السعودي، مع الإشارة إلى أن الدوري القطري يفتتح فعالياته يوم 14 أغسطس، والتونسي في التاسع من شهر آب، وكلّ من المغربي والجزائري في 23.
## ضرب وإذلال علني للمغني الشعبي عمر خيري في مدينة الباب السورية
01 August 2025 02:04 PM UTC+00
اعتدت مجموعة من الأشخاص، في مدينة الباب بريف حلب الشمالي، على المغني الشعبي عمر خيري، خلال عملية دهم لإحدى صالات الزفاف حيث كان يحيي حفلاً فنياً. وأظهرت مقاطع مصوّرة تعرّض خيري للإهانة الجسدية والنفسية، شملت حلق شعره، والكتابة على وجهه وصدره، وإجباره على ترديد شعارات مؤيدة للحكومة السورية، في مشهد أثار صدمة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بوقف الانتهاكات بحق المدنيين، وعدم استخدام الخلفيات السياسية ذريعة لتبرير العنف أو الإذلال.
وفي حين لم يصدر أي تعليق رسمي حول الاعتداء، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أن المجموعة التي نفذت الاعتداء تتبع لـ"الجيش الوطني"، بينما قالت الصحافية إيلاف محمد ياسين عبر "فيسبوك" إن المنفذين كانوا يرتدون زي "الأمن العام"، مشيرة إلى أن "الرواية أنهم وصفوا المطرب بالشبيح"، لكنها تساءلت إن كانت هذه الطريقة مناسبة للمحاسبة، وإن كان من المفترض محاسبته أصلاً. أما الناشط جمال الدين حمي، فأشار إلى أن "بعض المنتمين للفصائل المسلحة" اعتدوا على عمر خيري بالضرب، وأهانوه علناً، وصوّروا الواقعة بهدف التشهير به، مضيفاً: "من أين جاء السوريون بكل هذا التوحش واللاإنسانية؟ وهل هذه هي سنغافورة التي وعدتنا بها سلطة الأمر الواقع في دمشق؟".
ووفق ما وثقه "العربي الجديد"، فإن الأشخاص الذين نفّذوا الاعتداء اقتحموا الحفل الذي كان يحييه خيري، وانهالوا عليه بالضرب، وأجبروه على ترديد شعارات مؤيدة للحكومة السورية، ثم اقتادوه إلى مكان مجهول.
ولم ترد نقابة الفنانين السوريين - فرع حلب على تساؤلات "العربي الجديد" حول الاعتداء على عمر خيري في مدينة الباب، وما إذا كان عضواً فيها أم لا.
ويُعرف عمر خيري بتقديم الأغاني الشعبية والموشحات بأسلوب محلي في مدينة حلب وريفها، ويؤدي فنوناً تراثية عدّة من بينها القدود الحلبية والمواويل، وسبق أن غنّى في مدح نظام بشار الأسد قبل سقوطه.
## دالوت يروي مدى تأثره برحيل جوتا بكلمات حزينة
01 August 2025 02:07 PM UTC+00
تحدّث اللاعب البرتغالي، ديوغو دالوت (26 عاماً)، لأول مرة عن شعوره بالحزن الشديد لوفاة صديقه وزميله في المنتخب، ديوغو جوتا، بعدما فارق الأخير الحياة، جراء حادث سير أليم في إسبانيا إلى جانب شقيقه، أندريه سيلفا، وذلك أثناء عودتهما معاً إلى ميرسيسايد في إنكلترا، للالتحاق بتدريبات فريق ليفربول قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد 2025-2026.
ولعب دالوت وجوتا معاً في صفوف البرتغال عدة مرات، وفازا بدوري الأمم الأوروبية قبل أسابيع قليلة من الحادث، بعد التفوق على حساب إسبانيا في النهائي الذي أقيم في ألمانيا، مع العلم أنّ دالوت لم يفوّت فرصة زيارة النصب التذكاري لزميله الراحل في ملعب أنفيلد معقل ليفربول، بعد أيام من المأساة، يرافقه من مواطنيه، المدرب روبين أموريم، وقائد اليونايتد، برونو فيرنانديز.
وقال دالوت في وقتٍ متأخر من ليل الخميس بعد فوز يونايتد على بورنموث على ملعب سولجر فيلد بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية: "من الصعب التحدّث عن ذلك، لقد كان الأمر صعباً بالنسبة لي ولجميع زملائي في الفريق الذين لعبوا معه، لا أستطيع تخيل ما مرّت به العائلة، أتيحت لي الفرصة لرؤيتهم، ولا أعتقد أن هناك كلمات تصف مأساة كهذه".
وأكد دالوت أن رؤية اسم جوتا على القمصان خلال جولة يونايتد في شيكاغو، يُظهر أنه لن يُنسى أبداً من قِبل الجميع في عالم كرة القدم: "إنه لأمرٌ مؤثر، شعرتُ أن الجميع، بل العالم أجمع، شعروا به، حتى لو لم يعرفوه شخصياً، إنها ببساطة مأساة، رأيتُ قمصاناً تحمل اسمه، وأعتقد أنّه سيُخلّد للأبد، هو يستحق ذلك لأنه كان رجلاً عظيماً، وزميلاً رائعاً في الفريق؛ شخصٌ أقول إنه كان قدوة لي، لأنني أحب دائماً رؤية سلوك اللاعب في الملعب وخارجه، كان دائماً الرجل الذي يُفكّر ويضع مصلحة الفريق في المقام الأول".
وختم دالوت حديثه حول زميله جوتا (فارق الحياة عن عمر 28 عاماً): "سأتذكره دائماً بهذه الطريقة، وآمل أن يكون في سلام الآن ويرتاح حيث هو، كان بإمكانه اللعب لأي فريق، عندما نتحدث عن الجانب الشخصي، لا أنظر إلى القمصان التي يُمثلها، من الواضح أنني لعبت معه لسنوات طويلة في المنتخب الوطني، وقضيت معه بعض الوقت، بنينا رابطاً وصنعنا ذكريات جميلة، وأعتقد أن هذا ما أريد الاحتفاظ به، الذكريات الجميلة. أعتقد أن هذا ما أريد أن أتذكره".
## بوتين متمسك بشروطه للتسوية مع أوكرانيا وزيلينسكي مستعد للقائه
01 August 2025 02:16 PM UTC+00
جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، تمسّكه بالشروط الروسية للتسوية مع كييف في ما يتعلق بمطالبه بانسحاب القوات الأوكرانية من مناطق شرق أوكرانيا التي ضمّتها روسيا في عام 2022. وقال بوتين أثناء استقباله نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في جزيرة فالام شمالي روسيا: "بالطبع، لا تزال هذه الشروط كما هي. إنها أهداف وليست شروطاً، وقد قمت بصياغتها. حتى تلك اللحظة، كانوا يقولون إنه ليس من الواضح ماذا تريد روسيا، فقمنا بصياغتها في يونيو/ حزيران من العام الماضي، أثناء اللقاء مع قيادة وزارة الخارجية"، وأضاف أنّ الأهم هو إزالة "الأسباب الجذرية" للأزمة وتسوية المسائل الإنسانية. 
وكان بوتين حدد خلال لقاء مع قيادة وزارة الخارجية الروسية، في منتصف يونيو 2024، انسحاب القوات الأوكرانية من المقاطعات الأوكرانية الأربع دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، التي ضمتها روسيا بشكل أحادي الجانب في نهاية سبتمبر/ أيلول 2022، شرطاً لوقف إطلاق النار في أوكرانيا وبدء المفاوضات، من دون ذكر قضيتي "نزع النازية" و"تحييد سلاح أوكرانيا".
وفي سياق آخر، أقرّ بوتين بأنّ روسيا بدأت إنتاج صاروخ باليستي فرط صوتي من نوع أوريشنيك، الذي استخدمته موسكو للمرة الأولى والوحيدة في أوكرانيا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي رداً على السماح لكييف باستخدام الصواريخ الأميركية والبريطانية والفرنسية بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، وأضاف أنّ "أول صاروخ من الإنتاج المتسلسل قد تسلمته القوات، وانطلق الإنتاج". 
وكان بوتين ولوكاشينكو، الذي يعد أهم حليف لروسيا بين قادة الجمهوريات السوفييتية السابقة، قد وقّعا في 6 ديسمبر/ كانون الأول الماضي اتفاقية الضمانات الأمنية المتبادلة، التي تنظم كيفية التصرف في حال نشوب تهديد جدي لسيادة أحد البلدين أو كليهما، وكذلك المسائل المتعلقة بنشر الأسلحة النووية التكتيكية الروسية على الأراضي البيلاروسية. وحينها، طلب لوكاشينكو من بوتين نشر أحدث الأسلحة الروسية، بما فيها "أوريشنيك"، على الأراضي البيلاروسية. وبعد التوقيع على الاتفاقية بأيام عدة، أقرّ لوكاشينكو بوجود "عشرات" الرؤوس الحربية النووية الروسية على أراضي بلاده، موضحاً أن مينسك ستحدد عند الضرورة الأهداف لاستخدام السلاح النووي على أن يكون "الضغط على الزر" بالمشاركة مع موسكو.
زيلينسكي من جديد: مستعد للجلوس مع بوتين
من جهته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، مجدداً، استعداده للاجتماع مع بوتين، وقال إن كييف تريد "تجاوز" مرحلة التصريحات والاجتماعات على مستوى أدنى بشأن إنهاء الحرب. وكتب زيلينسكي على منصة إكس: "إذا كانت هذه إشارات إلى استعداد حقيقي لإنهاء الحرب بكرامة وإرساء سلام حقيقي دائم... فإن أوكرانيا تؤكد مرة أخرى استعدادها لعقد لقاء على مستوى القادة في أي وقت". وأضاف بحسب ما أوردته وكالة رويترز: "تدعو أوكرانيا إلى تجاوز مرحلة تبادل التصريحات وعقد اجتماعات على المستوى الفني والوصول إلى مرحلة المحادثات بين القادة".
وعلى الصعيد الميداني، عزز الجيش الروسي تقدمه في أوكرانيا للشهر الرابع على التوالي، محققاً في يوليو/ تموز الماضي أكبر مكاسب له منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، وفق تحليل أجرته وكالة فرانس برس لبيانات معهد دراسات الحرب الأميركي. وفي شهر واحد، سيطرت القوات الروسية على 713 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الأوكرانية، مقابل استعادة كييف 79 كيلومتراً مربعاً، ما يمثل زيادة صافية قدرها 634 كيلومتراً مربعاً.
وكانت القوات الروسية قد احتلت 588 كيلومتراً مربعاً في يونيو/ حزيران و507 كيلومترات مربعة في مايو/ أيار و379 كيلومتراً مربعاً في إبريل/ نيسان/، و240 كيلومتراً مربعاً في مارس/ آذار، بعد تباطؤ خلال فصل الشتاء. وتشمل هذه المكاسب الأراضي التي تسيطر عليها روسيا كلياً أو جزئياً، بالإضافة إلى الأراضي التي أعلنت ضمها منذ بدء الغزو. وارتفعت حصيلة الضربات الروسية ليل الأربعاء-الخميس على كييف إلى 31 قتيلاً، بينهم خمسة أطفال، و159 جريحاً، ويعتبر هذا الهجوم من الأكثر دموية في العاصمة الأوكرانية منذ بدء الغزو الروسي عام 2022. واستُهدفت أوكرانيا مجدداً، ليل الخميس - الجمعة، بضربات روسية. وأعلنت كييف اليوم الحداد إثر عمليات القصف التي حصلت أمس الخميس.
## "اختفاء" رصاصة... تبخّر دليل قتل مستوطن للفلسطيني عودة الهذالين
01 August 2025 02:20 PM UTC+00
رفضت محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس المحتلة، اليوم الجمعة، تمديد الاعتقال المنزلي لثمانية أيام بحق المستوطن، يانون ليفي، المشتبه به بإطلاق النار، يوم الاثنين الماضي، على الشاب الفلسطيني عودة الهذالين، من سكان تجمّع أم الخير جنوب الضفة الغربية، فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثمان الشهيد الهذالين في محاولة لفرض شروطه على الجنازة ومكان إقامتها.
وقالت القاضية حافي توكر، خلال الجلسة، إن الشبهات ضد يانون ليفي قد ضعفت، وزعمت أن الأدلة التي جُمعت من الجانب الفلسطيني تعزز ادعاءات محامي المستوطن، بأنه لا توجد "علاقة سببية بين إطلاق النار الذي أقدم عليه ليفي وبين وفاة عودة الهذالين"، وأن ليفي تصرف بدافع الدفاع عن النفس. كما زعمت في قرارها أن ليفي "منع وقوع حدث (اعتداء عليه...) بمشاركة عشرات الأشخاص الذين رشقوه بالحجارة". وبناء على طلب شرطة الاحتلال، ومن أجل تمكينها من "تقديم استئناف على قرار المحكمة"، قررت المحكمة تأجيل الإفراج عن ليفي من الإقامة الجبرية حتى يوم الاثنين ظهراً، بدلاً من ثمانية أيام، كما وافقت على طلب الشرطة بمنع ليفي من التواصل مع أي من الضالعين في القضية لمدة 30 يوماً لعدم التشويش على التحقيقات.
لكن الأمر برمته، يثير شكوكاً حول جدية جلسات المحكمة أصلاً، وما إذا كانت شكلية ومجرد "مسرحية" إسرائيلية، تلعب فيها أذرع الاحتلال لعبة "العدالة"، ذلك أن الشرطة زعمت عدم العثور على الرصاصة التي قتلت الهذالين. واعترف ممثل الشرطة، خلال الجلسة، بأنه عُثر على ثقوب دخول وخروج للرصاصة في جسد الهذالين، وهي التي أدت إلى وفاته. لكنه زعم في الوقت ذاته، في رده على سؤال فريق الدفاع عن المستوطن، بأن الرصاصة نفسها لم يتم العثور عليها. وركّز محامي ليفي، أفياحي حاجبي، خلال الجلسة على الخطر الذي كان يواجهه موكّله، وقال: "في لحظة تهديد للحياة (أي من الفلسطينيين ضد موكّله)، حتى لو تم إثبات صلة المشتبه (يانون ليفي) بواقعة إطلاق النار، فإن الخطورة واضحة هنا".
ومن المتوقّع أن تفرج سلطات الاحتلال يوم الاثنين المقبل، عن أربعة فلسطينيين اعتُقلوا بعد أحداث الاثنين الماضي، بشبهة رشق الحجارة باتجاه المستوطن يانون ليفي. وذكرت صحيفة هآرتس العبرية، أن عملية التعرّف عليهم تمت من ليفي نفسه. وكانت قاضية المحكمة العسكرية للاستئنافات، سيفان عومر، قالت إن عملية التعرّف "لا تخلو من صعوبات"، لكنها اعتبرتها كافية في هذه المرحلة لتمديد اعتقالهم حتى يوم الاثنين. من جهته، اعتبر محامي المعتقلين الفلسطينيين في القضية، ناصر عودة، أن اعتقال عدد كبير يدل على عدم وجود تعرّف مؤكد عليهم، مضيفاً أن لدى ليفي دافعاً لاتهامهم، لأنه هو نفسه مشتبه في واقعة إطلاق النار.
واستشهد الهذالين بعد أن توجه مستوطنون، من بينهم يانون ليفي المشتبه بإطلاق النار عليه، الاثنين الماضي بجرافة من أراضي قرب مستوطنة "كرمل" إلى أراضٍ خاصة تعود لسكان قرية أم الخير، الذين حاولوا منعهم من الدخول. وأصيب أحد السكان نتيجة استهدافه بالجرافة، ما أدى إلى تجمّع عدد من السكان الذين حاولوا طرد المستوطنين، وتم توثيق ليفي من خلال مقطع فيديو، وهو يطلق النار نحوهم. وفي اليوم التالي، فرض جيش الاحتلال الإسرائيلي إغلاقاً عسكرياً على تجمّع أم الخير، ومنع دخول أي شخص ليس من سكانه. ووصل جنود ملثمون إلى خيمة العزاء التي أُقيمت في القرية، وطردوا صحافيين منها ومعزين من خارج التجمّع. لكن جيش الاحتلال تراجع، أمس الخميس، عن قراره وسمح بالدخول الحر إلى المكان.
ولا تزال جثة عودة الهذالين محتجزة لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الراهن، رغم أن التشريح انتهى يوم الأربعاء، وذلك لرفض الشرطة والجيش تسليم الجثمان للعائلة، ويشترطان موافقتها على تعليمات خاصة تتعلق بمراسم الدفن. ومن بين هذه الشروط أن لا تُقام خيمة عزاء قرب منزل العائلة، وأن يُدفن الهذالين في مدينة يطا بدلاً من قريته الأصلية، بالإضافة إلى تحديد عدد المشاركين في الجنازة بـ15 شخصاً فقط. ورفضت العائلة هذه الشروط، وفي رد مباشر على قرار الجيش، أعلنت أكثر من 70 إمرأة من سكان القرية عن دخولهن فوراً في إضراب عن الطعام، حتى تسليم الجثمان، وإطلاق سراح جميع سكان القرية الذين اعتقلهم الجيش خلال الأيام الأخيرة.
## إضراب أسواق الحسكة احتجاجاً على رفع أسعار الكهرباء التجارية
01 August 2025 02:22 PM UTC+00
شهدت مدينة الحسكة، شمال شرقي سورية، مساء أمس الخميس، اعتصاماً شارك فيه العشرات من تجار المدينة وأصحاب المحال التجارية في حي المفتي، الذي يُعد مركزاً تجارياً رئيسياً، احتجاجاً على قرار لجنة المحروقات التابعة للإدارة الذاتية القاضي برفع تسعيرة "الأمبيرات" الكهربائية المخصصة للأسواق والمحال التجارية، ما دفعهم إلى إعلان الإضراب المفتوح وإغلاق محالهم رفضاً للقرار.
وقال تيسير محمد، تاجر أقمشة ومالك مجموعة من المحال التجارية في الحسكة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذه القرارات التعسفية وغير المدروسة والتي تؤثر على حياة شرائح مجتمعية واسعة لم تعد مقبولة، لذلك نظمنا هذا الاعتصام ودعونا إلى إضراب مفتوح وإغلاق للمحال التجارية في كل مناطق الإدارة الذاتية، وليس في الحسكة فقط". 
وأضاف محمد: "لم نعد، سواء أصحاب المحلال أو التجار، نمتلك القدرة والإمكانية على دفع كل هذه الضرائب التي نسميها إتاوات، فالضرائب عادة تكون مدروسة وتأخذ بعين الاعتبار نسبة الأرباح والخسائر المتوقعة، لكن هنا نحن أمام حالة استثنائية، فهذه الإدارة بمؤسساتها كافة تحرص على فرض إتاوات من دون مبرر، ومن دون أن تقدم للمواطن أي خدمة بالمقابل".
من جهته، قال آلند حسين، مالك متجر لألعاب الأطفال في الحسكة وأحد المشاركين في الاعتصام، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحكومات والدول المتقدمة تهيئ الظروف المناسبة للمواطنين وتقدم لهم الخدمات بشكل شبه مجاني، أما نحن، فكأن بين الحكومة والمواطن ثأراً قديماً وتريد أن تنتقم منه". محذراً من ارتفاع بقية أسعار السلع والخدمات إلى الضعف في حال تطبيق القرار. 
بدوره، قال معروف النجار، تاجر مواد غذائية في الحسكة، لـ"العربي الجديد": "أنا من مدينة الحسكة، وطبيعة عملي في مركز السوق، وعلى دراية بأن أغلبية أصحاب المحال في السوق يتكبدون خسائر يومية ولا يغطّون إيجار محالهم بسبب الجفاف وانهيار القطاع الزراعي (أيضاً الفضل يعود للإدارة)، والأحداث الجارية في سورية، والضغوطات التي تقوم بها الإدارة الموقرة من إتاوات وبذرائع وعناوين مختلفة".
وتابع النجار موجهاً كلامه إلى المسؤولين: "المنطقة على صفيح من نار، فبدلاً من تقوية الجبهة الداخلية والبتّ في طلبات الأهالي، تقومون بالضغط عليهم اقتصادياً وبمبالغ تفوق قدراتهم".
وأشار إلى أنّ "المنطقة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.. لا ماء، لا كهرباء، ولا بنية تحتية. الرواتب (الإدارة والحكومة) لا تغطي خمسة أيام من الشهر، ناهيك بالأمبيرات والخبز والمدارس... وباقي الأيام على رحمة رب العالمين. 90% من شوارع المدن والبلدات منهارة وغير صالحة لأن تُسمى شوارع".
وكانت لجنة المحروقات العامة في منطقة الجزيرة قد أصدرت، أمس الخميس، قراراً غير معلن بوقف تزويد المولدات الكهربائية الخاصة بالمحال والأسواق بمادة المازوت الخدمي المدعوم، والاعتماد بدلاً منه على مادة المازوت الممتاز (الحر). وقال مسؤول في لجنة مولدات الطاقة الكهربائية في الحسكة لـ"العربي الجديد"، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، إنّ "القرار الذي تلقيناه من لجنة المحروقات اليوم يُلزم أصحاب المولدات التجارية بشراء مادة المازوت بالسعر الحر والممتاز، البالغ 5 آلاف و800 ليرة سورية لليتر الواحد، بعد إلغاء المازوت المدعوم لهذه الفئة فقط".
وأوضح أنّ "المولدات التجارية كانت حتى الآن تستفيد من نسبة من المازوت الخدمي المدعوم الذي يباع بسعر 150 ليرة سورية، وكان سعر الأمبير التجاري للمحال يبلغ نحو ستة دولارات فقط، لكن بعد القرار الجديد، ستحرم هذه المولدات من أي كمية مدعومة، وستتحول كامل الحصة إلى السعر الحر، الأمر الذي سيضاعف تكاليف التشغيل بشكل كبير".
وأشار إلى أنّ هذا التغيير رفع سعر الأمبير الواحد (16 ساعة يومياً) إلى نحو 18-20 دولاراً أميركياً، مضيفاً أنّ القرار يشمل عموم مناطق شمال وشرق سورية، وليس الجزيرة فقط.
## ترامب: نعمل على خطة لإطعام الناس في غزة
01 August 2025 02:28 PM UTC+00
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب لموقع أكسيوس الإخباري في مكالمة هاتفية قصيرة، اليوم الجمعة، إنه يعمل على خطة "لإطعام الناس" في غزة. وأضاف ترامب أنه حتى صباح الجمعة لم يطلع على المعلومات من مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي زار مراكز المساعدات في القطاع المحاصر في وقت سابق اليوم، لكن الرئيس الأميركي قال إن مبعوثه "يقوم بعمل رائع".
وأوضح ترامب: "نريد مساعدة الناس. نريد مساعدتهم على العيش. نريد إطعامهم. إنه أمر كان يجب أن يحدث منذ وقت طويل"، رافضاً تقديم تفاصيل عن خطة المساعدة التي يعمل عليها. ومن غير الواضح ما إذا كان ذلك سيتضمن المزيد من الدعم لصندوق الإغاثة الإنسانية العالمي أو لآليات المساعدة الأخرى.
وقبل زيارة ويتكوف والسفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي إلى مراكز المساعدة في رفح جنوبي القطاع التي تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أميركياً وإسرائيلياً، التقى مبعوث ترامب أمس الخميس برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وناقشا الجمود في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، حسبما قال مسؤول إسرائيلي في مؤتمر صحافي. وقال المسؤول إن الاثنين ناقشا إمكانية الانتقال من اتفاق تدريجي بشأن غزة إلى اتفاق شامل. ورفض ترامب التعليق على هذا الاحتمال، قائلاً لـ"أكسيوس": "سترون قريباً".
وكتب ويتكوف على موقع إكس أنه وهاكابي التقيا بمسؤولين إسرائيليين يوم الخميس، ثم أمضيا خمس ساعات في غزة يوم الجمعة "لتقييم الأوضاع" والاجتماع مع وكالات الإغاثة. وأضاف: "الغرض من الزيارة هو إعطاء الرئيس الأميركي فهماً واضحاً للوضع الإنساني والمساعدة في صياغة خطة لتوصيل المساعدات الغذائية والطبية لشعب غزة".
وأمس الخميس، تجنب ترامب استخدام عبارة "إبادة جماعية" خلال حديثه عما يعانيه الفلسطينيون في قطاع غزة جراء الحرب التي ترتكبها إسرائيل في حقهم. واكتفى ترامب بالقول إن الفلسطينيين في قطاع غزة "جائعون للغاية"، ووصف ما ترتكبه إسرائيل في حقهم بأنه "أمر فظيع". وجاء ذلك في معرض رده بالبيت الأبيض، على سؤال صحافي عما إذا كان يتفق مع تصريحات عضوة الكونغرس الجمهورية مارجوري تايلور غرين بأن "هناك إبادة جماعية في غزة".
ترامب تجنب مصطلح "إبادة جماعية"، وقال إن "الناس في غزة يعانون جوعاً شديداً، ما يحدث أمر فظيع"، جراء حرب الإبادة والتجويع التي ترتكبها إسرائيل بدعم أميركي. وأضاف: "قدمنا 60 مليون دولار. أردتُ فقط إطعام الناس، وفي هذه الحالة نساعد مالياً. هذا وضع مأساوي". وتابع أن واشنطن تريد أن تكون المساعدات المالية والغذائية التي ترسلها إلى غزة خاضعة لرقابة إسرائيلية. واستدرك ترامب أن الولايات المتحدة لم تتمكن من رؤية المساعدات التي أرسلوها على أرض الواقع في قطاع غزة.
## المصرفي اللبناني أنطون صحناوي يمول عروض أوبرا أميركية إسرائيلية
01 August 2025 02:38 PM UTC+00
على الرغم من استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة والقصف اليومي على لبنان، اختار المصرفي اللبناني أنطون صحناوي أن يموّل مبادرة فنية أميركية إسرائيلية، تجمع بين فرقتي أوبرا من واشنطن وتل أبيب. واحتفت صحيفة واشنطن جويش ويك الصهيونية الأميركية، في تقرير نشر أول أمس الأربعاء ، بدور أنطون الصحناوي في إطلاق المبادرة مع السياسي والمحامي الأميركي المناصر لإسرائيل داني غلايزر. كما نشرت له صورة من العرض الافتتاحي الذي أقيم في مركز كينيدي للفنون بواشنطن في يونيو/ حزيران الماضي، وهو يرتدي الشريط الأصفر الذي يرمز للمحتجزين الإسرائيليين في غزة، برفقة الممثل الإسرائيلي أدي إزرا، وأخرى برفقة المبعوثة الأميركية السابقة إلى لبنان مورغان أورتاغوس والصحافية اللبنانية حنين غدار والكاتب حسين عبد الحسين.
وتناول العرض الذي جمع بين فرقة أوبرا إسرائيل وفرقة أوبرا واشنطن الوطنية، سيرة مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هيرتزل. ومن المقرّر أن تنظم عروضٌ أخرى مستقبلية في إسرائيل والولايات المتحدة. وأشادت الصحيفة الصهيونية بالمصرفي اللبناني ورئيس مجلس إدارة بنك سوسيتيه جنرال، كما لفت غلايزر إلى أن المشروع لم يكن ليكتمل "لولا الدعم المالي السخي من أنطون صحناوي".
كذلك، أجرت "واشنطن جويش ويك" مقابلةً مع هاجر شمالي، وهي مستشارة لصحناوي من أصول لبنانية، تحدّثت فيها عن أن الأخير "ولد لعائلة لبنانية شعرت دائمة بمشاعر قوية تجاه إسرائيل والصهيونية". كما نقلت عنه إيمانه بأن "الصهيونية ووجود إسرائيل ضروريان من استقرار لبنان والمنطقة".
ولفتت شمالي إلى أن الصحناوي "لطالما كان داعماً للفنون"، ويؤمن بدورها في "تعزيز الروابط الدولية ونقل رسائل جيوسياسية مهمة"، مضيفةً أنه "فخور بدعم قضية تعزز دور إسرائيل والعلاقة الأميركية الإسرائيلية، مع منح الفرصة لفنانين إسرائيليين موهوبين قد لا يحصلون على هذه الفرص لولا مثل هذه المبادرات".
وتعتبر مشاركة صحناوي في تمويل هذا التعاون كسراً لقوانين مقاطعة إسرائيل في لبنان، الذي يحظر أي تعاون ثقافي أو فني أو إعلامي مع جهات إسرائيلية أو على علاقة بإسرائيل. في الوقت نفسه، جاء هذا الدعم المالي في وقتٍ ما تزال فيه المصارف اللبنانية، ومن بينها "سوسيتيه جنرال" تمتنع عن دفع أموال المودعين فيها، منذ وقوع الأزمة الاقتصادية في لبنان عام 2019.
## هجوم للمستوطنين يرحّل أهالي تجمع المليحات بالضفة الغربية مجدداً
01 August 2025 02:54 PM UTC+00
لم يكن قرار محكمة الاحتلال الإسرائيلي العليا بالسماح بعودة أهالي تجمع عرب المليحات البدوي في منطقة المعرجات شمالي أريحا شرقي الضفة الغربية، سوى جزء من سلسلة إجراءات إسرائيلية تثبت واقع ترحيلهم مجددا تحت وطأة الهجمات العنيفة للمستوطنين، فعندما عادوا مساء أمس الخميس، تعرضوا لهجوم جديد من المستوطنين أدى لترحيلهم مرة أخرى.
وبحسب الأهالي، لا تريد مؤسسات الاحتلال ومنها القضائية أن تتبنى علنا تهجيرهم على يد المستوطنين. ويقول سليمان مليحات، من أهالي التجمع وناشطيه ضد الاستيطان، لـ"العربي الجديد"، "إن الأهالي توجهوا عبر محامين إلى محكمة الاحتلال العليا، وإن فريق الدفاع طالب بعودة الأهالي إلى تجمعهم الذي هجروا منه قسرا في الأسبوع الأول من يوليو/ تموز الماضي، كما طالب بتوفير الحماية للسكان من هجمات المستوطنين".
وبحسب مليحات، فإن محكمة الاحتلال أصدرت قرارا بالسماح للأهالي بالعودة، لكنها لم توافق أبدا على نص "ضرورة توفير الحماية للأهالي". وقرر الأهالي بدعم من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية ومحافظة أريحا ونشطاء ومتضامنين العودة أمس الخميس، بتنظيم مسيرة عودة مسائية، لكن الاحتلال هدد الأهالي وكذلك المؤسسات الرسمية الفلسطينية ومنعهم، كما يقول المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة في فلسطين المحامي حسن مليحات لـ"العربي الجديد"، من تنظيم فعاليات رسمية، كما منع وجود الإعلام والصحافة وممثلين عن المؤسسات الرسمية الفلسطينية. وتبين للأهالي أن الهدف هو الاستفراد بهم.
ويؤكد سليمان أن الاحتلال طلب منه شخصيا تزويده بعدد وأنواع المركبات التي ستتوجه إلى المكان، إلا أن شرطة الاحتلال احتجزت مركبة وصادرت أخرى كانت تحمل بعض الأخشاب لاستخدامها لتعليق إنارة في التجمع، مدعية أنها أدوات بناء بينما يمنع البناء لأن المنطقة مصنفة "ج". كذلك، لاحقت عددا من المركبات للأهالي بحجة أن ترخيصها منتهٍ أو غير قانوني، وهذا يعني أنهم لا يستطيعون إعادة مساكنهم إلى أماكنها، والتي فككوها حين رحلوا المرة الأولى.
وعاد، أمس الخميس، الرجال من قرابة 25 عائلة، بحسب منظمة البيدر، تمهيدا لعودة النساء والأطفال، ولكن المستوطنين حاصروهم أولا، ومن ثم هجموا عليهم وأحرقوا بعض البركسات المتبقية من عملية الترحيل، وقد بدأ الهجوم عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليلة الماضية، وهجر الأهالي مرة أخرى على وقع هذا الهجوم، الذي شارك فيه قرابة 50 مستوطنا.
ويقول المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة حسن مليحات: "إن القرار الإسرائيلي جاء مع رفض وجود كلمة حماية للأهالي، بما يؤكد وجود نية للاحتلال بإظهار نفسه بأنه يسمح بعودة السكان، ولكن مع بقائه قرارا شكليا، فقط أمام الإعلام والمنظمات الدولية".
ويقول الناشط سليمان مليحات: "هناك نية مبيتة من الاحتلال لإبقاء المكان فارغاً بأي طريقة، لكن دون أن يكون هناك قرار رسمي أو حكومي بذلك". وليس أمام العائلات، كما يقول مليحات، خيارات كثيرة، ولا تعرف ما الذي ستفعله، خاصة وأنها في ظروف صعبة في الأماكن التي هجرت إليها، فهي صحراء خالية من أي خدمات.
ويضيف مليحات: "ما يزيد من صعوبة الأوضاع أنهم لم يتمكنوا من تفكيك كل مساكنهم ومضاربهم، حيث كانت هجمات المستوطنين الشهر الماضي، مكثفة ومتسارعة، وقاموا بإخراج ما يستطيعونه من ممتلكات وبركسات وخيام، وليس كل شيء". وتابع: "كانت عودة الأهالي إلى تجمعهم هامة جدا لكل مجتمع البدو والتجمعات البدوية، ولو استطاعوا تثبيت أنفسهم بعد العودة، لكانت سابقة لكل التجمعات الأخرى التي هُجرت، وأمل لكل هؤلاء، حيث قرر الأهالي العودة، رغم معرفتهم المسبقة بالمخاطر التي قد يلاقونها".
وبحسب الأهالي، فإنهم يعانون كذلك من مشكلة تتعلق بالأراضي التي ذهب إليها عدد منهم، فهم قد تشتتوا ولم ينتقلوا جميعا إلى مكان واحد، لكن جزءا منهم ذهب إلى أراضٍ في أريحا، وأقاموا مضاربهم فيها، لكنهم واجهوا إشكالية أن المؤسسات الرسمية أخبرتهم بأن جزءا من الأراضي وقفي وجزءا آخر لإحدى الشركات، وهو ما يعني تخوفهم من إخلائهم من تلك الأراضي التي لجؤوا إليها مضطرين.
وكانت اضطرت أكثر من 85 عائلة الرحيل من تجمع عرب المليحات على مدار أشهر في ظل اعتداءات المستوطنين، وكانت آخر دفعة قد رحلت الشهر الفائت، وكان في وسط التجمع مدرسة من أهم مدارس التجمعات البدوية التي تسمى مدارس التحدي، وهي بمثابة مدرسة مركزية لعدد من التجمعات، لذا كانت هدفا كذلك للهجمات الاستيطانية وملاحقة الطلبة في محاولة للتأثير عليهم للرحيل، حيث إن المدارس إحدى وسائل تثبيت التجمعات البدوية وإحدى وسائل صمودها، ولا يعلم الأهالي أين سيدرس أبناؤهم، كما يقولون خلال الفترة القادمة خصوصا وأن السنة الدراسية الجديدة على الأبواب.
وكان رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية مؤيد شعبان أصدر تصريحا صحافيا قال فيه، "إن إجبار العائلات في تجمع عرب المليحات شمال غرب أريحا على النزوح قسرا عن مناطق سكناها للمرة الثانية خلال شهر، يأتي ضمن خطة استعمارية أوسع، تنفذها حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بتسلئيل سموتريتش (وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف) وإيتمار بن غفير(وزير الأمن القومي)، لتهويد منطقة المعرجات التي تعد منطقة استراتيجية، كونها الطريق الرئيسي بين أريحا والمحافظات الأخرى".
وأكد شعبان أن اضطرار العائلات إلى النزوح قسرا جاء تحت ضغط وإرهاب المستوطنين المسلحين وبحماية من جيش الاحتلال، خاصة أن الاعتداءات بحق التجمع تصاعدت بشكل كبير. وقال شعبان: "سبق أن حذرنا مرارا، ونؤكد اليوم أن على الجميع من فصائل ومؤسسات وعائلات، التحرك العاجل وعدم ترك التجمعات البدوية وحدها، وقد ارتفع منسوب الخطر على حياة المواطنين بفعل إطلاق النار والاعتداءات المتكررة".
## "العربي الجديد" يكشف حقيقة استعانة "كاف" بحكام من أوروبا في الكان
01 August 2025 02:59 PM UTC+00
ما زالت الصفارة الأفريقية تثير جدلاً واسعاً منذ الفترة الأخيرة، جراء تكرار أخطاء الحكام في منافسات قارية عدة، آخرها في بطولة كأس أمم أفريقيا للسيدات، خصوصاً في المباراة النهائية التي جمعت بين منتخب لبؤات الأطلس بمنتخب نيجيريا (2-3)، السبت الماضي على الملعب الأولمبي في الرباط، ما خلف ردّات أفعال قوية إلى حد المطالبة بالاستعانة بحكام من أوروبا وآسيا خلال بطولة كأس أمم أفريقيا المقررة إقامتها في المغرب ما بين 21 ديسمبر/كانون الأول و18 يناير/كانون الثاني المقبلين، فما هو موقف "كاف" يا ترى؟
وترددت أنباء عن احتمال أن يلجأ الاتحاد الأفريقي لكرة القدم برئاسة باتريس موتسيبي (63 عاماً) إلى الاعتماد على حكام من أوروبا في بطولة أمم أفريقيا بالمغرب، من أجل تحسين صورة التحكيم القاري، بعد الأخطاء التحكيمية المؤثرة والمثيرة للجدل، ولا سيما في ظل الضغوط المتزايدة على لجنة الحكام المشرفة على تعيين الحكام.
وفي هذا الإطار، توصل "العربي الجديد"، الجمعة، بمعلومات من مصدر بالاتحاد المغربي لكرة القدم، فضّل عدم كشف اسمه، َاستبعد فيها وجود توجه فعلي لدى "كاف" للاستعانة بحكام من أوروبا وآسيا، فهو لم يسبق له أن استنجد بأي صفارة خارج القارة الأفريقية خلال المنافسات القارية، وتابع قائلاً: "أظن أن الكونفيدرالية الأفريقية لكرة القدم حاسمة في مسألة الحفاظ على هوية التحكيم الأفريقي، بصرف النظر عن الأخطاء المرتكبة، والتي تبقى جزءاً من لعبة كرة القدم، ولو تعلق الأمر بمنافسات في كأس العالم".
واختتم المصدر نفسه حديثه بدعوة جميع الفاعلين إلى مساعدة الحكام الأفارقة على أداء مهامهم على النحو الأمثل، وعدم الضغط عليهم بالاحتياجات المتتالية، وسط جهودٍ مضنية تبذل على قدم وساق للرفع من جودة التحكيم الأفريقي، سواء على مستوى حكام الساحة والمساعدين، أو في ما يخص حسن استخدام تقنية الحكم المساعد (فار)، خصوصاً أن "كاف" يراهن على تنظيم نسخة استثنائية لبطولة كأس أمم أفريقيا في المغرب.
## المغرب: احتجاجات في 58 مدينة تنديداً بتجويع غزة
01 August 2025 03:03 PM UTC+00
للأسبوع الـ87 على التوالي، تظاهر آلاف المغاربة أمام المساجد، عقب صلاة الجمعة، تنديداً بسياسة التجويع والحصار المفروض على قطاع غزة وبحرب الإبادة التي يقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي وسط تواطؤ وصمت عالمي، ودعماً لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته. وينتظر أن تنظم وقفات مماثلة بعد صلاتي المغرب والعشاء، ووقفة مركزية أمام مقر البرلمان في العاصمة الرباط مساء الجمعة، فضلاً عن اعتصام أمام القنصلية الأميركية في الدار البيضاء مع دعوات للإضراب عن الطعام، يوم غد السبت.
وشهدت مدن كبرى وصغرى في المغرب من بينها فاس ومراكش وطنجة والدار البيضاء والرباط وتطوان وبركان والجديدة وأكادير وجرسيف وصفرو وخريبكة ووادي زم وبني ملال ومكناس وإنزكان وتازة وزايو والناظور وتارودانت والمحمدية والمضيق، وقفات، عقب صلاة الجمعة، بدعوة من الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (غير حكومية). وبحسب مصادر مسؤولة في الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن 58 مدينة مغربية أعلنت خروجها في 90 تظاهرة في جمعة طوفان الأقصى رقم 87.
وردّد المشاركون في الوقفات الاحتجاجية التي نظمت بعد صلاة الجمعة، شعارات تندد بالتجويع وحرب الإبادة وبالمجازر التي يقترفها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين في غزة، مطالِبين بوقف الإبادة والتجويع والحصار المضروب على القطاع. وعبّر المحتجون عن غضبهم من صمت الأنظمة والشعوب العربية على الإبادة، في الوقت الذي يستمر فيه دعم الولايات المتحدة لدولة الاحتلال عسكرياً واقتصادياً وسياسياً، معلنين عن تأييدهم للمقاومة الفلسطينية ولرموزها. كذلك عبّر المشاركون في الوقفات عن رفضهم القاطع لكل أشكال التطبيع المغربي مع دولة الاحتلال.
إلى ذلك، قال عضو المكتب المركزي للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، ومسؤول ملف مناهضة التطبيع، سعيد مولاي التاج، إن جمعة الغضب 87 "تكتسي أهمية خاصة جداً، فهي تأتي في سياق الذكرى الأولى لاستشهاد القائد إسماعيل هنية وقادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية رحمهم الله جميعاً، وتزامناً مع وصول سفينة أميركية محمّلة بالسلاح إلى ميناء طنجة المغربي، متوجهة إلى الكيان الصهيوني في جريمة تطبيعية أخرى، في وقت يتصاعد العدوان الصهيوني الممنهج على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حصاراً وقتلاً وتجويعاً".
وأضاف مولاي التاج، في حديث مع "العربي الجديد": "إذ نؤكد على دعمنا الكامل لصمود وثبات المقاومة الفلسطينية في مواجهة آلة الاحتلال الغاشمة، التي لا تزال ترتكب مجازر مروعة بحق المدنيين الأبرياء، وتعتمد سياسة تجويع ممنهجة، واعتداءات وحشية على عمليات توزيع المساعدات الإنسانية التي باتت تعرف بمصائد الموت، نعرب في الهيئة عن استنكارنا الشديد للصمت المطبق من قبل الحكومات العربية والإسلامية الرسمية تجاه هذه الجرائم النكراء، ونؤكد رفضنا القاطع لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي يشكّل خيانة للقضية الفلسطينية وتهديداً مباشراً لأمن واستقرار المغرب والمنطقة".
وقال إنه في هذا السياق دعت الهيئة كافة أبناء الشعب المغربي إلى المشاركة الواسعة والقوية في فعاليات جمعة طوفان الأقصى 87، المقررة اليوم الجمعة، كما ناشدت القوى الحية الانخراط الفاعل في فعاليات اليوم الوطني الاحتجاجي 26، الذي تنظمه الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع التي تعد الهيئة من مكوناتها، يوم غد السبت. وتابع: "نسعى من خلال التصعيد الاحتجاجي بالإضراب عن الطعام والصيام الجماعي والاعتصامات السلمية، التي عرفتها مجموعة من المدن المغربية، أمام السفارات والقنصليات إلى إيصال رسالة تضامن قوية مع الشعب الفلسطيني، ورفض مطلق لكل أشكال التطبيع، وإحراج الأنظمة في إطار حراك دولي عام لرفع حصار التجويع على أطفال غزة، والذي تحاول بعض الأنظمة العربية بضوء وتنسيق مع الكيان الصهيوني الالتفاف عليه بإسقاط المساعدات جواً أو إدخال شحنات محدودة براً".
وقال إن الهيئة "تجدد توجيه نداء عاجل إلى المجتمع الدولي، خاصة المنظمات الحقوقية والإنسانية، لإدانة هذه الجرائم ضد المدنيين، والضغط على الكيان الصهيوني لوقف عدوانه، ورفع الحصار الجائر عن قطاع غزة، والعمل على ضمان حماية المدنيين الفلسطينيين".
اعتصام أمام القنصلية الأميركية احتجاجاً على حرب غزة
ويأتي ذلك، في وقت يستعد فيه نشطاء مغاربة للاعتصام أمام القنصلية الأميركية في الدار البيضاء مع إضراب عن الطعام، يوم غد السبت، احتجاجاً على دعم الولايات المتحدة لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة، وتنديداً بسياسة تجويع الشعب الفلسطيني داخل القطاع المحاصر منذ أكثر من 18 سنة. ودعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، في بيان لها، إلى الاعتصام أمام القنصلية الأميركية يوم غد السبت، ابتداء من الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي، بالتزامن مع تنفيذ إضراب عن الطعام طيلة اليوم في مختلف مدن المغرب.
من جهة أخرى، ينتظر أن تنظم مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين (غير حكومية)، وقفة مركزية أمام مقرّ البرلمان في الرباط، مساء الجمعة، في سياق مواصلة فعاليات الحراك الشعبي المغربي تنديداً بالاحتلال وحرب الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج للشعب الفلسطيني، وإحياء للذكرى السنوية الأولى لاستشهاد رئيس حركة حماس إسماعيل هنية. كذلك، دعت مجموعة العمل الوطنية كل المكونات المدنية الشعبية المغربية إلى تنظيم اعتصامات وفعاليات ميدانية تحت شعار: "وصية الشهيد: لن نعترف بإسرائيل، والمقاومة مستمرة حتى التحرير وإسقاط التطبيع".
وتتواصل منذ 18 مارس/ آذار الماضي احتجاجات المغاربة تنديداً باستئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة المحاصر، إذ شهدت عشرات المدن في مختلف أنحاء البلاد وقفات ومسيرات غاضبة ومنددة بالعدوان. ومنذ اليوم الأول لحرب الإبادة، شهد المغرب العديد من مظاهر التضامن والتأييد للشعب الفلسطيني، من خلال وقفات ومسيرات نظمت على نحوٍ شبه يومي في مختلف أنحاء البلاد، كان عنوانها الرئيس دعم الفلسطينيين والمقاومة ومساندتهم ورفض التطبيع.
## استمرار احتجاز طالبَين من درعا لدى مجموعات مسلحة في السويداء
01 August 2025 03:05 PM UTC+00
ما زال طالبان جامعيان سوريان من محافظة درعا جنوبي البلاد محتجزَين في محافظة السويداء الجنوبية كذلك، لدى مجموعات مسلحة تابعة لأحد شيوخ عقل طائفة الموحّدين الدروز في سورية حكمت الهجري، وذلك منذ 16 يوليو/ تموز الماضي على خلفية الحوادث الدامية الأخيرة، وسط مناشدات تطلقها عائلتاهما للإفراج عنهما. وتشدّد العائلتان على أنّ ابنَيها مدنيان ولا ينتميان إلى أيّ جهة عسكرية، في حين تؤكد شهادات احتجازهما في بلدة قنوات بريف السويداء حتى اليوم الجمعة.
ويقول المسؤول في موقع "تجمع أحرار حوران" يوسف المصلح لـ"العربي الجديد" إنّ "الاتصال فُقد بالشابَّين خالد وليد الزعبي وشفيق طارق الوهدان بالتزامن مع محاولة قوات وزارتَي الدفاع والداخلية في حكومة دمشق السيطرة على مدينة السويداء"، وذلك "في سياق التوتّرات الأمنية التي شهدتها المدينة أخيراً".
ويوضح المصلح أنّ "الشابَّين كانا يسكنان في شقة بمدينة السويداء برفقة شابَّين آخرَين من محافظة حمص (وسط)، تحديداً بالقرب من مسجد الرحى، وقد استعانا بأحد الطلاب من أبناء السويداء لمساعدتهم في مغادرتها". لكنّ الأخير عمد، بحسب ما يفيد المصلح، إلى "تسليمهما" إلى مجموعات مسلحة اقتادتهم إلى بلدة قنوات. ويشير إلى أنّه "في آخر تواصل بين الشابَّين وذويهما، أبلغاهم أنّهما في قنوات وأنّ هاتفَيهما المحمولَين سوف يُستولى عليهما"، ومن ثم انقطع الاتصال بهما نهائياً منذ ذلك الوقت وسط مخاوف متزايدة على مصيرهما.
إجلاء طالبَين حمصيَّين من السويداء
في سياق متصل، تفيد معلومات حصل عليها "العربي الجديد" بأنّ جمعية الهلال الأحمر العربي السوري أخرجت الطالبَين الآخرَين زميلَي الزعبي والوهدان، وهما من أبناء محافظة حمص، من مكان احتجازهما في السويداء يوم السبت الماضي. وقد كشف هذان الطالبان، بحسب ما يقول المصلح، أنّهما كانا محتجزَين في مدرسة "الشهيد رائد العقلاني" ببلدة قنوات، علماً أنّ "المجموعات المسلحة كانت قد حوّلت هذه المدرسة إلى مركز احتجاز". أضافا أنّ حين خروجهما، كان "الطالبَين من درعا ما زالا هناك، إلى جانب أكثر من 20 شخصاً آخرين".
ويخبر والد الطالب خالد وليد الزعبي "العربي الجديد" أنّ ابنه كان يتابع دراسة الهندسة الميكانيكية في كلية الهندسة بمدينة السويداء، لافتاً إلى أنّه "منذ أسبوعَين، لا نعرف طعم النوم بسبب خوفنا على مصير ابننا". ويؤكد الوالد بدوره: "وصلَنا قبل أيام خبر مفاده أنّ ابني وصديقه حيّان، من خلال زميل لهما من حمص خرج يوم السبت الفائت"، مضيفاً أنّ زميلهما "أخبرنا بأنّهما ما زالا محتجزَين في مدرسة ببلدة قنوات".
طالب مفرج عنه: المحتجزون مدنيون بمعظمهم
وفي اتصال مع "العربي الجديد"، يقول طالب أُفرج عنه من مركز الاحتجاز في قنوات، رافضاً الكشف عن هويته لأسباب أمنية، إنّ "جمعية الهلال الأحمر العربي السوري صارت على علم بهويات جميع المحتجزين في داخل المدرسة، الذين يبلغ عددهم 25 شخصاً، من بينهم طفل وثلاثة مواطنين أشقاء من محافظة الرقة (شمال)، إلى جانب شاب مسيحي من حيّ الحضارة في حمص، وإمام مسجد وعائلته. ويلفت الطالب إلى أنّ "المحتجزين في المدرسة مدنيون بمعظمهم، لكنّ مجموعات مسلحة من السويداء احتجزتهم بهدف التفاوض"، الأمر الذي يثير مزيداً من التساؤلات حول طبيعة دور هذه المجموعات.
وتسلط قضية الطالبَين الزعبي والوهدان الضوء على عمليات الاعتقال والاحتجاز في سياق الواقع الأمني المعقّد في السويداء بعد الحوادث الدامية الأخيرة، خصوصاً في ظلّ غياب أيّ دور واضح للسلطات القضائية والأمنية في مثل هذه القضايا. ويواصل الأهالي مناشداتهم، على أمل أن تؤدّي جهود الهلال الأحمر العربي السوري والوساطات المحلية إلى الإفراج عن جميع المدنيين المحتجزين، خصوصاً الطلاب الذين لا تربطهم أيّ صلات بالحوادث الأمنية التي تشهدها المنطقة.
## ميسي يرفض العروض ويقرّر البقاء مع إنتر ميامي
01 August 2025 03:24 PM UTC+00
يرفض النجم الأرجنتيني، ليونيل ميسي (38 عاماً)، العروض المقدّمة من أندية أوروبية وسعودية، ويفضل البقاء مع نادي إنتر ميامي الأميركي، والمساهمة في مشروعه الرياضي. ومن المرتقب أن يعلن النادي قريباً تمديد عقده حتى عام 2028، وهو العام الذي سيبلغ فيه ميسي 41 عاماً، ليقترب بذلك من إسدال الستار على مسيرته الكروية.
وأفاد موقع راديو كتالونيا الإسباني، الخميس، بأن ليونيل ميسي، الذي ينتهي عقده مع إنتر ميامي في عام 2025، يرغب في تمديد مسيرته الكروية لثلاث سنوات إضافية. ووفقاً للمصدر، فإن وكيل أعمال النجم الأرجنتيني يعمل على التوصل إلى اتفاق مع إدارة النادي، برئاسة أسطورة الكرة الإنكليزية، ديفيد بيكهام (50 عاماً)، يقضي باستمرار "البولغا" في ميامي حتى 2028، وسط توقعات بأن يتضمّن العقد الجديد بنوداً خاصة ومميزة.
ومن بين البنود، التي يشترطها "ليو"، وفقاً لما أورده الموقع الإسباني، حصوله على حق إنهاء العقد مع نهاية عام 2026، في حال قرر اعتزال كرة القدم، عقب مشاركته في نهائيات كأس العالم، والتي ستُقام في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا. وبالمقابل، يحتفظ نادي إنتر ميامي بحق إنهاء العقد مع نهاية عام 2027، إذا ارتأى أن استمرار ميسي لم يعد ضرورياً ضمن مشروع الفريق.
وفي حال لم يُفعّل أي من الطرفين بند إنهاء العقد، سيتم تمديده تلقائياً حتى عام 2028، ما يعني أن ليونيل ميسي حسم بشكل غير مباشر مسألة مشاركته في كأس العالم 2026، في ظل عدم إعلانه الاعتزال الدولي حتى الآن. وكان النجم الأرجنتيني قد شدد في مناسبات سابقة على تفضيله تأجيل اتخاذ قرارات مصيرية كهذه، ورفض التسرع في إعلانها لتفادي إثارة الجدل أو تعرّضه لضغوط غير ضرورية.
وبهذا القرار، يُسدل الستار مؤقتاً على التكهنات التي أحاطت بمستقبل ميسي، لتبدأ فصول جديدة في مسيرته الأميركية، إذ يبدو "البرغوث" عازماً على ترسيخ مشروع فريق إنتر ميامي، وقيادته إلى طموحات أكبر، داخل الملعب وخارجه. فالبقاء حتى عام 2028 لا يعني مجرد تمديد عقد، بل التزام نادر من نجم استثنائي قرر أن يكتب الفصل الأخير من حكايته بأسلوبه الخاص.
## "القسام" تنشر فيديو لأسير إسرائيلي لديها تظهر عليه علامات التجويع الذي تمارسه تل أبيب ضد فلسطينيي غزة
01 August 2025 03:28 PM UTC+00
## "القسام" في مقطع الفيديو: حكومة إسرائيل قررت تجويع أسراها في غزة الذين يأكلون مما نأكل ويشربون مما نشرب
01 August 2025 03:30 PM UTC+00
## وزير الخارجية الألماني: اعتداءات المستوطنين في الضفة إرهاب منظم
01 August 2025 03:46 PM UTC+00
زار وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، الجمعة، بلدة الطيبة شرقي رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، واطلع على اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين بها، واصفاً الهجمات بأنها "بمثابة إرهاب منظم". وكان في استقبال الوزير رئيس بلدية الطيبة سليمان خورية، ورعاة الكنائس في البلدة، وبعض الأهالي.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن الوزير الألماني قوله إن "اعتداءات المستوطنين بحق بلدة الطيبة، وغيرها من المناطق، ليست أعمالاً أحادية، وهي بمثابة إرهاب منظم وجرائم بحق المواطنين، ويجب أن يتم متابعتها وإيقافها". وأضاف فاديفول أن هناك تقارير أفادت بأن الجيش الإسرائيلي لم يمنع تلك الاعتداءات أو ربما قد يكون شارك فيها، و"هذا ما يقلق الحكومة الألمانية".
ودعا إسرائيل إلى الالتزام بالقوانين الدولية، وملاحقة المستوطنين المعتدين، وتوفير الحماية للمواطنين الفلسطينيين. واعتبر فاديفول، التوسع الاستيطاني عقبة أمام حل الدولتين، ويحد من حركة الفلسطينيين، مؤكداً ضرورة سن قوانين رادعة للمستوطنين المعتدين. وقال إن برلين ستواصل الضغط على المستوى الأوروبي لفرض عقوبات على المستوطنين الذين ينفذون أعمال عنف.
وفي 28 يوليو/تموز الماضي تسلل مستوطنون إسرائيليون إلى بلدة الطيبة وهاجموا منازل المواطنين، وأضرموا النار في مركبتين، ما أدى إلى احتراقهما بالكامل. وأوضحت مصادر محلية في حينه أن "المستوطنين خطوا شعارات عنصرية وتهديدات على الجدار الخارجي لأحد المنازل". وفي 4 يونيو/ حزيران الماضي، أقام مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة على أنقاض بيوت عائلة فلسطينية جرى تهجيرها قبل نحو عام، بعد سلسلة هجمات عنيفة في بلدة الطيبة.
وفي 7 يوليو الماضي، أضرم مستوطنون النار قرب مقبرة وكنيسة القديس جاورجيوس (الخضر) التاريخية في البلدة، ما أثار ردات فعل كنسية ودولية واسعة، نددت باعتداءات المستوطنين على المقدسات ودور العبادة. وعقب الهجوم زار عدد من بطاركة الكنائس ورؤسائها في القدس، ودبلوماسيون من أكثر من 20 دولة عربية وأجنبية، بلدة الطيبة، في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين. والطيبة بلدة فلسطينية تقع على السفوح الشرقية للضفة الغربية، وسكانها من المسيحيين الفلسطينيين.
إلى ذلك، سعى وزير الخارجية الألماني إلى التخفيف من حدة تعليقاته السابقة حول موقف بلاده من الدولة الفلسطينية خلال رحلته إلى الضفة الغربية، قائلاً إن ألمانيا ليست لديها خطط فورية للاعتراف بدولة فلسطينية. ويأتي تعليق فاديفول في أعقاب انتقادات حادة من مسؤولين إسرائيليين بسبب مقترحه السابق، قبل مغادرته للزيارة، بأن ألمانيا قد ترد على أي إجراءات إسرائيلية أحادية الجانب بالاعتراف بدولة فلسطينية.
وكان إيتمار بن غفير الوزير المنتمي إلى تيار اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية كتب على منصة إكس "بعد 80 عاماً من المحرقة النازية (الهولوكوست)، تعود ألمانيا إلى دعم النازية". وبعد لقاء فاديفول مع وزير الخارجية الإسرائيلي ورئيس الوزراء والرئيس الإسرائيلي مساء أمس الخميس، أوضح اليوم أن ألمانيا لا تخطط للاعتراف بدولة فلسطينية بعد "لأن هذه إحدى الخطوات النهائية التي يجب اتخاذها" في إطار حل الدولتين.
وتسلط محاولة فاديفول لتوضيح تصريحاته الضوء على الصعوبة التي تواجهها ألمانيا منذ فترة طويلة في اتخاذ موقف واضح من هذه القضية لأنها عالقة بين الضغوط الدولية المتزايدة لمحاسبة إسرائيل على أفعالها والتزامها بعد المحرقة بضمان أمن إسرائيل. ودعا إسرائيل إلى ضمان تأمين وصول منظمات الأمم المتحدة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، قائلاً إن القيود الحالية تفاقم الأزمة.
وقال فاديفول "يجب أن تنتهي الكارثة الإنسانية في غزة الآن"، مشدداً على أن توزيع المساعدات من خلال الأمم المتحدة كان يجري بفاعلية لفترة طويلة ويجب استئنافه من دون عوائق. وذكر أن ألمانيا ستقدم خمسة ملايين يورو (5.7 ملايين دولار) إضافية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لدعم المخابز والمطابخ وتمويل مستشفى ميداني في مدينة غزة.
ورداً على سؤال بشأن مزاعم إسرائيل ومخاوفها إزاء إمكانية تحويل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مسار المساعدات، أقر فاديفول بأن إساءة استخدام المساعدات لا يمكن استبعادها بصورة كاملة، لكنه قال إن ذلك ليس سبباً لعرقلة جهود الإغاثة. وأضاف "أفضل طريقة لمنع حماس من إساءة استخدام الإمدادات هي تقديم مزيد من المساعدات وضمان تغطية السكان بالكامل".
في الإطار، بحث فاديفول مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الجمعة، مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، خصوصاً الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في الضفة الغربية. جاء ذلك خلال لقاء عقد في مقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله، وفقًا لما أفادت به "وفا".
وأطلع عباس الوزير الألماني على حجم المعاناة في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر، وما يرافقه من جريمة تجويع ممنهجة بحق السكان، مشيرًا أيضًا إلى تصاعد اعتداءات الجيش والمستوطنين في الضفة الغربية. وشدد على أن الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار يمثل أولوية قصوى، إلى جانب إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل لوقف المجاعة، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، وتمكين دولة فلسطين من تولي مسؤولياتها الكاملة في قطاع غزة، بدعم عربي ودولي، ضمن انسحاب إسرائيلي كامل من القطاع.
ودعا عباس إلى وقف الاستيطان ومحاولات الضم والإفراج عن أموال المقاصة المحتجزة، مؤكداً التزامه بحل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، كما جاء في مؤتمر السلام في نيويورك. وأبدى استعداد السلطة لإجراء انتخابات عامة، باستثناء القوى والأفراد "الذين لا يلتزمون ببرنامج والتزامات منظمة التحرير والشرعية الدولية، ومبدأ الدولة الواحدة، والقانون الواحد، والسلاح الشرعي الواحد".
وأكد الرئيس الفلسطيني: "نريد دولة فلسطينية غير مسلحة، بما في ذلك في قطاع غزة". وثمن عباس التصريحات التي أدلى بها الوزير الألماني، والتي أكد فيها دعم حل الدولتين وبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، بالإضافة إلى وحدة الأراضي الفلسطينية تحت إدارة السلطة الفلسطينية.
فيما، أكد الوزير الألماني أهمية تولي الحكومة الفلسطينية إدارة قطاع غزة، عقب نهاية الحرب "كونها الجهة الشرعية الوحيدة التي تمثل الفلسطينيين، ومن الضروري أن تساهم في إعادة إعمار القطاع"، بحسب المصدر ذاته. وأشار إلى استعداد بلاده لتقديم الدعم والمساهمة اللازمة للسلطة الوطنية في إعادة الإعمار.
ودعا إسرائيل إلى الإفراج عن الأموال الفلسطينية المحتجزة لديها، قائلاً إن "هذه الأموال حق للفلسطينيين، واستمرار احتجازها يشكل خطراً على الاستقرار". وتحتجز إسرائيل أموال المقاصة وهي ضرائب مفروضة على السلع المستوردة إلى الجانب الفلسطيني، سواء من إسرائيل أو من خلال المعابر الحدودية التي تسيطر عليها تل أبيب، وتجمعها الأخيرة لصالح السلطة الفلسطينية، لكن بدءاً من 2019 قررت إسرائيل اقتطاع مبالغ منها واحتجازها بذرائع مختلفة.
وتشهد الضفة الغربية منذ أسابيع تصاعداً في هجمات المستوطنين، ولا سيما شرقي رام الله، حيث أحرقت منازل ومركبات، وسجلت اعتداءات متكررة على الفلسطينيين. وبالتزامن مع الحرب في غزة، قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون ما لا يقل عن 1011 فلسطينياً في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وأصابوا نحو 7 آلاف آخرين، واعتقلوا أكثر من 18 ألفًا، بحسب بيانات رسمية. أما في قطاع غزة، فتواصل إسرائيل ارتكاب إبادة جماعية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أسفرت عن نحو 208 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين ومجاعة أودت بحياة كثيرين.
(الأناضول، رويترز، العربي الجديد)
## وزيرة الاقتصاد الألماني: صناعة السلاح ركيزة للنمو الاقتصادي
01 August 2025 03:50 PM UTC+00
وصفت وزيرة الاقتصاد الألماني كاترينا رايشه قطاع صناعة الأسلحة في البلاد بأنه "عنصر أساسي" للنمو الاقتصادي وضمان الأمن. وقالت رايشه اليوم الجمعة خلال زيارة لمصنع الأسلحة "كندز" في مدينة كاسل الألمانية، حيث تُنتَج دبابات "ليوبارد 2" القتالية: "ربما تمت الاستهانة بهذا القطاع في العقود الأخيرة، وتم تجاهله إلى حد كبير حتى بعد سقوط جدار برلين، لكن كان من الواضح حتى قبل الحرب في أوكرانيا أن بلادنا يجب أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها".
وأكدت رايشه أن السياسة الاقتصادية والأمنية مترابطتان ارتباطاً وثيقاً، مشيرة إلى أن قطاع الدفاع يُظهر نمواً وابتكاراً قويين. وفي ظل الركود الاقتصادي الحالي في ألمانيا، أشارت رايشه إلى أن هذا القطاع قد يُسهم في تعزيز الأداء الاقتصادي للبلاد.
ومع رفضها التعليق على إمكانية استحواذ الدولة على حصة في شركة "كندز"، أشارت رايشه إلى وزير الدفاع بوريس بيستوريوس، الذي أكد سابقاً أن الحكومة تدرس هذا الخيار، رغم عدم اتخاذ أي قرار بعد. وتأسست شركة "كندز"، التي يقع مقرها الرئيسي في أمستردام، نتيجة اندماج شركتي "كراوس-مافي فيجمان" الألمانية و"نيكستر" الفرنسية.
ووفقاً لصحيفة "بورزن تسايتونج" الألمانية، فإن عائلة فيجمان، وهي من كبار المساهمين في الشركة، تسعى إلى الخروج تدريجياً من الشركة وبيع أسهمها.
وتأتي مساعي الحكومة الألمانية نحو الاستحواذ في إطار خطط لتعزيز القوات المسلحة الألمانية وسط مخاوف متزايدة بشأن الحرب الروسية الدائرة في أوكرانيا. وتخطط الحكومة الألمانية لزيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير في السنوات القادمة، وذلك بعد تمهيد الطريق عبر تخفيف القواعد الدستورية المتعلقة بالاقتراض الحكومي. وفي الأسبوع الماضي، وافق مجلس الوزراء على تغييرات تشريعية تهدف إلى تسريع شراء الأسلحة.
وبينت تحليلات اقتصادية أن زيادة الإنفاق الدفاعي ستخلق المزيد من فرص العمل الجديدة، ما سيؤدي إلى تعزيز سوق العمل، بعد أن اضطرت شركات، مثل تلك العاملة في الصناعات الكيميائية والسيارات، إلى الاستغناء عن أعداد كبيرة من الموظفين نتيجة سياسة خفض الوظائف مع تراجع الطلبات لديها. وذكر معهد سوق العمل وأبحاث التوظيف (آي إيه بي) أنه من الممكن لألمانيا خلق 200 ألف فرصة عمل جديدة إذا ما زادت إنفاقها الدفاعي من 2% إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## الإعلان عن إصدار سادس أجزاء لعبة باتلفيلد في أكتوبر المقبل
01 August 2025 03:50 PM UTC+00
تعود لعبة الفيديو الحربية الشهيرة باتلفيلد في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل بجزء سادس يبدو أشبه بفيلم هوليوودي ضخم، يتضمن ساحات معارك وأحداثاً مثيرة، وتأمل من خلاله شركة إلكترونيك آرتس التفوّق على اللعبة المنافسة كول أوف ديوتي. وأعدّت الشركة الأميركية الناشرة للعبة مجموعة أنشطة في باريس ولندن ولوس أنجليس تُرافق الإعلان عن موعد طرح اللعبة في 10 أكتوبر وعرض أهم ميزاتها الجديدة.
وقال رئيس قسم تصميم الألعاب في الاستوديو السويدي "دايس" الذي ابتكر هذه السلسلة، داميان كيكين، لوكالة فرانس برس: "إنها نقطة انطلاق جديدة" للعبة التي وُلِدَت عام 2002. وتقوم "باتلفيلد" على محاكاة للمعارك العسكرية، واستقطبت أكثر من 100 مليون لاعب منذ إطلاقها، لكنها تراجعت على مر السنين أمام لعبة كول أوف ديوتي التي تصغرها بعام. وتفاقم هذا التراجع بفعل عدم تحقيق "باتلفيلد 2042" التي صدرت عام 2021 النجاح المتوقع وفقاً لشركة إلكترونيك آرتس التي لم تُفصح عن أرقام المبيعات.
بالتالي ثمة ضغط كبير يلقي بثقله على كاهل هذه اللعبة التي عمل عليها طوال أربع سنوات مئات المصممين التابعين لأربعة من استوديوهات الشركة الأميركية الناشرة من مختلف أنحاء العالم، وهي سابقة في سلسلة "باتلفيلد". وأوضح مدير التصميم في استوديو موتيف في مونتريال، رومان كامبوس-أوريولا، الذي كان مسؤولاً بشكل خاص عن الجزء الذي يمكن لعبه فردياً "كنا بحاجة إلى هذه القوة الضاربة لإعادة إحياء الشعور بالحرب الشاملة".
وتروي اللعبة قصة حرب حديثة تدور سنة 2027، تتواجه فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها مع مليشيا خاصة مدججة بالسلاح، تُدعى "باكس أرماتا"، مدعومة من دول أوروبية انسحبت من حلف شمال الأطلسي (ناتو). وقال داميان كيكن "لقد ابتكرنا كل هذا قبل بضع سنوات، لذا إن كانت هناك أشياء قريبة جداً (من الواقع) اليوم، فهي مجرد مصادفة". أضاف: "كنا نريد بيئة واقعية لانغماس أكبر في اللعبة". لكن أسلوب اللعب عبر الإنترنت ضد الخصوم هو ما حقق النجاح الكبير للسلسلة.
في باريس، أتيحت لأكثر من 30 وسيلة إعلامية فرصة تجربة لعبة باتلفيلد 6 في غرفة واسعة مليئة بأجهزة كمبيوتر أمامها مجسمات لجنود يرتدون بزات عسكرية، كما لو كانوا يتولون حراستها. وتتميز اللعبة المصممة لأجهزة الكمبيوتر وأجهزة إكس بوكس وبلاي ستيشن 5 برسوم غرافيكية فائقة الواقعية وديكورات قابلة للتدمير بالكامل، مما يتيح للاعبين هدم مبانٍ باستخدام قاذفات صاروخية.
ويستطيع عشرات اللاعبين أن يخوضوا معاً جولة لعب عبر الإنترنت، ويمكنهم قيادة الدبابات والطائرات المقاتلة للقضاء على أكبر عدد ممكن من الخصوم أو السيطرة على قاعدة العدو. وعند إطلاقها، ستضم هذه النسخة تسع بيئات قابلة للعب تُحاكي شوارع القاهرة وجبل طارق وبروكلين وجبال طاجيكستان. ووعد مصممو اللعبة بإضافة مواقع وأنماط لعب أخرى لاحقاً.
على عكس سلسلة "كول أوف ديوتي" التي تُركز بشكل أكبر على مواجهات متوسطة الحجم، تغمر "باتلفيلد" اللاعبين في بيئات شاسعة يتصادم فيها معسكران. شرح رومان كامبوس-أوريولا أن "هذا المزيج من المعارك الواسعة النطاق، والمركبات، وأسلوب اللعب القائم على الفِرَق" هو ما يميز السلسلة. وفيما ركزت "باتلفيلد" في أجزائها الأولى على إعادة تمثيل المعارك التاريخية من الحربين العالميتين وحرب فيتنام، تطورت لاحقاً إلى مناطق حرب من صنع الخيال.
وبالعودة إلى مجالات الحرب الحديثة التي ساهمت في نجاح الجزأين الثالث والرابع في مطلع العقد الثاني من القرن 21، تأمل الشركة الأميركية الناشرة في إعادة السلسلة التي تشهد تراجعاً في المبيعات، إلى مسارها الصحيح. لكن المعركة لم تنتهِ بعد، إذ ستواجه هذا الخريف لعبة "كول أوف ديوتي" بلاك أوبس 7" (Call of Duty: Black Ops 7)، منافستها المباشرة في عالم ألعاب الحرب من شركة أكتيفيجن بليزارد الأميركية، والمتوقع صدورها بحلول نهاية السنة الحالية.
(فرانس برس)
## الرئيس الفنلندي مستعد للموافقة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية
01 August 2025 04:00 PM UTC+00
أعلن الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب استعداده للموافقة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حال تقدّمت الحكومة بمثل هذا الاقتراح. وتعهّدت دول عدّة بينها فرنسا وكندا، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بالتزامن مع دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرّر عقدها في سبتمبر/أيلول المقبل. وكتب ستاب في منشور على منصة "إكس" أمس الخميس "قرارات فرنسا وبريطانيا وكندا تعزّز التوجّه نحو الاعتراف بفلسطين، في إطار الجهود الرامية إلى إحياء عملية السلام".
ورغم أن الرئيس الفنلندي المُنتخب لولاية من ست سنوات يتمتّع بصلاحيات محدودة، لكنه يشارك في تنسيق السياسة الخارجية للبلاد بالتعاون الوثيق مع الحكومة. وأضاف ستاب "إذا تلقيت اقتراحاً للاعتراف بدولة فلسطين، فأنا مستعد للموافقة عليه"، مندّداً بالوضع غير الإنساني في قطاع غزة.
وأشار إلى أنّه يُدرك وجود "آراء متباينة" لدى الفنلنديين حيال الاعتراف بالدولة الفلسطينية إضافة إلى "مخاوف"، داعياً إلى "نقاش منفتح وصادق". ويُعارض حزبا "الفنلنديون الحقيقيون" اليميني المتطرف و"الديمقراطيون المسيحيون" الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
من جهته، جدّد رئيس الوزراء الفنلندي بيتيري أوربو الجمعة، تأكيد دعم هلسنكي لحل الدولتين، من دون أن يُحدّد ما إذا كانت حكومته تعتزم المضي قدماً في الاعتراف. وأوضح أنّ المشاورات مع الرئيس بشأن السياسة الخارجية وقضايا الشرق الأوسط ستتواصل حتى موعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية سبتمبر.
ورحبت دول ومنظمات عربية، باعتزام عدد من الدول الغربية الاعتراف بدولة فلسطين، ووصفت الخطوة بأنها "مهمة نحو تحقيق السلام في المنطقة". وشملت بيانات الترحيب، التي صدرت عبر وزارات الخارجية، كلّاً من السعودية، وقطر، والكويت، وسلطنة عمان، والإمارات، ومصر، والأردن، والعراق، ومجلس التعاون الخليجي. والأربعاء، أطلقت 15 دولة غربية، بينها فرنسا وإسبانيا، نداء جماعياً للاعتراف بالدولة الفلسطينية ووقف إطلاق النار في غزة.
ويرى خبراء في العلاقات الدولية أن الإعلانات المتتالية لدول أوروبية وغربية نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، تعكس نهاية الدعم غير المشروط لإسرائيل وحدوث تحول جذري في سياسات تلك الدول بشأن المنطقة. ووفقاً لخبراء تحدثوا لوكالة "الأناضول"، فإن اعتراف إسبانيا والنرويج وأيرلندا بدولة فلسطين على حدود 1967 في عام 2024، ومن ثم قرار فرنسا المماثل، وإعلان بريطانيا أنها ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة إذا لم تستجب إسرائيل لشروط معينة أو توافق على وقف إطلاق النار في غزة، يعد مؤشرًا على تحول في السياسة الأوروبية تجاه إسرائيل.
البروفيسور جون كويغلي، خبير القانون الدولي المتقاعد من جامعة أوهايو الأميركية، ذكر أن إعلان فرنسا نيتها الاعتراف بفلسطين يحمل أهمية رمزية وسياسية وقانونية كبيرة. وأوضح كويغلي أن هناك صلة بين قرار فرنسا الاعتراف بفلسطين والإبادة الجماعية في غزة، مشيرًا إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ذكر هذه الصلة صراحة.
من جانبها، شددت الخبيرة في القانون الدولي، لينا الملك، على أن اعتراف الدول بفلسطين سيكون له تبعات قانونية. وقالت إنه "ستكون لدى الدول المعترفة مسؤولية بعدم دعم الاحتلال المستمر وانتهاكات القانون الدولي بأي شكل". وأضافت أن هذه المسؤولية موجودة أصلاً، ولكن مع الاعتراف بفلسطين دولةً، سيتعين على تلك الدول الوفاء بها بشكل أكثر وضوحاً.
بدورها، أكدت الباحثة في الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان البريطاني، لارا بيرد-ليكي، أن نهج لندن في ربط الاعتراف بفلسطين بشروط مسبقة يعتبر إشكالياً. وقالت إنه "من المهم توضيح ما تقوله الحكومة البريطانية بالضبط، فقد أعلنت بريطانيا أنها ستعترف بفلسطين في سبتمبر، لكنها ربطت ذلك بشروط تتعلق بأفعال إسرائيل". وأكدت أن "هذا يمنح إسرائيل دوراً رئيسياً في تحديد ما ستفعله الحكومة البريطانية".
ومن أصل 193 دولة عضواً في الأمم المتحدة، تعترف 148 دولة بفلسطين، وفي الفترة الأخيرة أعلنت أكثر من دولة، بينها فرنسا وبريطانيا، اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين، كما لوحت أستراليا بخطوة مماثلة. ويتصاعد حراك الاعتراف بدولة فلسطين على خلفية حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، بدعم أميركي، على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، متجاهلة كل النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)
## صفقة تونسية على أعتاب شباب بلوزداد الجزائري
01 August 2025 04:18 PM UTC+00
أمسى نادي شباب بلوزداد الجزائري قريباً جداً من ضمّ المهاجم التونسي المحترف حالياً في نادي غزل المحلة المصري محمد علي بن حمودة (27 عاماً) لتعويض رحيل الهداف أيمن محيوص (27 عاماً) إلى شبيبة القبائل، خلال سوق الانتقالات الصيفية الحالية، ولإعادة التوازن إلى الخط الأمامي للفريق، قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد.
وأفاد مصدر في إدارة نادي شباب بلوزداد، فضّل عدم ذكر هويته، "العربي الجديد"، اليوم الجمعة، بالتوصل إلى اتفاق النادي الجزائري مع غزل المحلة يقضي بضم اللاعب محمد علي  بن حمودة مقابل مبلغ تقدر قيمته بنحو 750 ألف دولار، مع بند إضافي يمنح النادي المصري 15% من قيمة إعادة البيع مستقبلاً. ومن المنتظر وصول اللاعب إلى الجزائر خلال الأيام القليلة المقبلة لإجراء الفحص الطبي قبل التوقيع الرسمي. وكان المهاجم التونسي قد خاض 27 مباراة خلال الموسم الأخير في الدوري المصري لكرة القدم، سجّل خلالها تسعة أهداف، ليتصدر قائمة أبرز المهاجمين في المسابقة، وهو ما لفت أنظار مسؤولي "لعقيبة".
كما تأتي هذه الصفقة المرتقبة في سياق نشاط انتقالات ملحوظ في بيت شباب بلوزداد، الذي تعاقد أيضاً مع المهاجم عبد النور بلحوسيني (28 عاماً) بعد نهاية عقده مع شباب قسنطينة، إلى جانب المهاجم الألباني ريدون جيجا (27 عاماً) قادماً من كاراباخ الأذري، وصانع الألعاب جابر كعسيس (26 عاماً) من نادي بارادو. وتسعى إدارة النادي إلى تدعيم الفريق بعناصر ذوي تجربة أفريقية استعداداً لخوض الموسم المقبل محلياً وقارياً بعد الاكتفاء بالمركز الثالث في الدوري الجزائري الموسم الماضي.
وتُعد صفقة محمد علي بن حمودة، الذي سبق له خوض تجربة مهمة مع الترجي التونسي سجل خلالها 23 هدفاً في 109 مباريات، بمثابة رهان جديد من إدارة شباب بلوزداد على تعزيز فاعلية الفريق الهجومية، خاصة أن المدرب الألماني سعد الدين راموفيتش (46 عاماً) يُخطط للاعتماد على ثلاثي هجومي متكامل قادر على تعويض رحيل أيمن محيوص والمنافسة على جميع الجبهات.
## جيش الاحتلال: تفعيل صفارات الإنذار بعد رصد إطلاق مقذوف من اليمن
01 August 2025 04:38 PM UTC+00
## جيش الاحتلال: اعتراض صاروخ أُُطلق من اليمن
01 August 2025 04:41 PM UTC+00
## كتائب القسام تنشر فيديو لأسير إسرائيلي تظهر عليه علامات المجاعة
01 August 2025 04:44 PM UTC+00
نشرت كتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، الجمعة، فيديو لأسير إسرائيلي محتجز لديها ظهر وهو يعاني من فقدان شديد في الوزن، وذلك نتيجة استمرار سياسة التجويع الإسرائيلية للقطاع المتزامنة مع حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ نحو 22 شهراً.
وقالت القسام في مقطع الفيديو، الذي نشرته على صفحتها بمنصة "تليغرام"، إن هذا الأسير (لم تسمّه) كان "ينتظر أن يخرج بصفقة (تبادل أسرى)". وفي المقطع، ظهر الأسير الإسرائيلي وهو يجلس على سرير في غرفة ضيقة بينما تظهر عليه علامات المجاعة وسوء التغذية، حيث برزت أضلاعه بشكل حاد نتيجة النقص الشديد في الوزن، في مشهد يعكس جانباً من سياسة التجويع التي تواصل إسرائيل تنفيذها بغزة.
كتائب #القسام تنشر...
قررت حكومة الاحتلال تجويعهم..
ממשלת הכיבוש החליטה הרכבתם
The occupying government has decided to starve them #sonarmediacenter pic.twitter.com/Z8Fs3KKauk
— Sonar Media Center (@SonarCenter) August 1, 2025
وتضمن المقطع مشاهد سابقة لهذا الأسير وهو يجلس في سيارة برفقة أسير آخر يشاهدان مراسم الإفراج عن زملائهم خلال اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الأخير الذي سرى في يناير/ كانون الثاني الماضي وتهربت منه إسرائيل في مارس/ آذار الماضي. وباللغات الثلاث العربية والإنكليزية والعبرية، قالت "القسام" في مقطع الفيديو إن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها "يأكلون مما نأكل، ويشربون مما نشرب". وأرفقت مقطع الفيديو بمشاهد لأطفال من غزة تظهر عليهم علامات سوء التغذية نتيجة مواصلة إسرائيل سياسة التجويع.
وبعد نشر المقطع المصور للمحتجز الإسرائيلي، هاجم رئيس المعارضة في إسرائيل يئير لبيد، الجمعة، حكومة بنيامين نتنياهو. وقال لابيد في منشور عبر منصة إكس: "على كل عضو في الحكومة أن يشاهد اليوم فيديو أفيتار قبل أن يذهب إلى النوم، وأن يحاول أن يغفو بينما يفكر في أفيتار وهو يحاول البقاء على قيد الحياة داخل النفق". وفي السياق نفسه، نقلت هيئة البث الرسمية عن غاليا ديفيد، والدة الأسير المذكور، قولها: "أنا منهارة، لكن لدي يقين واحد؛ ابني حي، أفيتار حي"، مشيرة إلى أنها للمرة الأولى تجرؤ على مشاهدة تسجيل يظهره.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت"، فإن عددا من أهالي المحتجزين في غزة ومحتجزين سابقين طالبوا الحكومة بقيادة نتنياهو بإبرام صفقة فورية لتخليص أبنائهم من المعاناة التي يواجهونها في غزة.
وتقدّر تل أبيب وجود 50 أسيراً إسرائيلياً بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة العديد منهم. وتشير عدة استطلاعات للرأي إلى أن معظم الإسرائيليين يؤيدون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وإعادة الأسرى، منها ما ذكره موقع والاه الإخباري العبري في 25 يونيو/ حزيران الماضي، أن 67 بالمائة من الإسرائيليين يؤيدون ذلك.
وفي ظل تعثر المساعي الإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، بفعل الموقف الإسرائيلي، أعلنت حركة حماس، أمس الخميس، استعدادها الفوري للانخراط في جولة جديدة من المفاوضات، شرط إنهاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وإيصال المساعدات الغذائية إلى مستحقّيها من دون قيد أو شرط. وقالت الحركة، في بيان نشرته في قناتها الرسمية على تليغرام، إن حرب التجويع التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بلغت "حداً لا يُحتمل"، وتشكل الخطر الأكبر على حياة أكثر من مليوني فلسطيني، محذّرة من استمرار هذه "المجزرة الجماعية" بحق السكان المدنيين.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل - بدعم أميركي - إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
(الأناضول، العربي الجديد)
## "هيومن رايتس ووتش" تنتقد بث الحوثيين "اعترافات" طاقم سفينة غارقة
01 August 2025 04:44 PM UTC+00
اعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بث جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، قبل أيام، مقاطع فيديو تتضمن ما قالت إنها "اعترافات كاذبة" لطاقم سفينة "إتيرنتي سي" الغارقة والمحتجزين لدى الحوثيين منذ أسابيع، يُمثل "جريمة حرب". وقالت المنظمة في بيان مساء أمس الخميس إن "مقاطع الفيديو التي نشرها الحوثيون في 27 يوليو/تموز 2025، والتي تُظهر العديد من أفراد طاقم سفينة غارقة تم احتجازهم على ما يبدو لأسابيع، تشكل انتهاكاً لكرامتهم الشخصية، وجريمة حرب واضحة".
وأضاف البيان أن أفراد طاقم السفينة التجارية التي غرقت مؤخراً إثر عملية نفذتها جماعة الحوثيين "ظهروا في الفيديوهات وهم يكررون الادعاءات الكاذبة التي تروج لها الجماعة بأن السفينة كانت متجهة إلى إسرائيل، مما يثير مخاوف من إجبارهم على الإدلاء باعترافات كاذبة". وطالبت "هيومن رايتس ووتش" جماعة الحوثيين بإطلاق سراح طاقم "إتيرنتي سي" البالغ عددهم 10 أشخاص الذين قالت إنها "تواصل احتجازهم من دون أي مبرر قانوني"، مطالبة بـ "السماح لهم بالعودة إلى بلدانهم الأصلية وعائلاتهم".
وأشارت الباحثة في شؤون البحرين واليمن بمنظمة "هيومن رايتس ووتش"؛ نيكو جعفرنيا إلى أن "الحوثيين زعموا أن السفينة كانت في طريقها إلى ميناء إسرائيلي، إلا أنها كانت متجهة إلى السعودية قادمة من الصومال بعد إيصال مساعدات إنسانية إلى برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة". وأضافت أن استخدام الحوثيين "أسلوب التعذيب لانتزاع اعترافات أمر شائع وموثّق، وهذه ليست المرة الأولى، ففي يونيو/حزيران 2024، بثت قناة المسيرة التابعة لهم مقاطع فيديو تُظهر معتقلين يمنيين يعترفون بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل".
وتعرضت السفينة "إتيرنتي سي" للاستهداف في البحر الأحمر في 7 يوليو/ تموز الماضي، باستخدام طائرات مسيّرة وقذائف وعبوات انتحارية من زوارق مدرعة، وأُصيب الطاقم بأضرار بالغة، كما تعرضت للاستهداف مجدداً في الليلة الموالية ما أدى إلى تلف شديد وإخلائها من الطاقم، لتغرق بعد ذلك. ونشرت جماعة الحوثيين الاثنين الماضي مقطعاً مصوراً مدته ست دقائق تظهر فيه صوراً للبحارة العشرة مع تواصل بعضهم مع عائلاتهم. كذلك عرضوا شهادات تفيد بأن أفراد الطاقم لم يكونوا على علم بالحظر البحري الذي فرضه الحوثيون على السفن المبحرة إلى الموانئ الإسرائيلية. وقالوا إن السفينة كانت متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي لتحميل أسمدة.
## سورية تمنع استيراد الخضار والفواكه والدواجن لـ"دعم الإنتاج المحلي"
01 August 2025 04:44 PM UTC+00
أصدرت الحكومة السورية قراراً يقضي بمنع استيراد عدد من المنتجات الزراعية والحيوانية، منها أنواع من الفواكه والخضار والدواجن اعتباراً من اليوم الجمعة، بدعوى "دعم الإنتاج الوطني". ويأتي القرار في ظل تصاعد الضغوط الاقتصادية على السوق السورية، وتزايد الفجوة بين الإنتاج المحلي والطلب الاستهلاكي.
ويحظر القرار الصادر عن "الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية" بتاريخ 28 تموز/ يوليو دخول أصناف واسعة من الخضار والفواكه مثل البندورة، البطاطا، الخيار، الكوسا، العنب، الخوخ، الدراق، الكرز، التفاح، الرمان، الليمون، التين، البطيخ، بالإضافة إلى الفروج الحي أو المذبوح. وقد وُصف رسمياً بأنه جزء من "سلسلة إجراءات تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي واستقرار الأسعار".
لكن هذه الخطوة أثارت جدلاً واسعاً، بين من يراها ضرورة لحماية الفلاح والصناعي، ومن يعتبرها عبئاً إضافياً على المستهلك السوري، الذي يعيش أصلاً تحت وطأة الغلاء والندرة.
حماية السوق المحلية
وفي توضيحه لخلفيات القرار، قال ماهر خليل الحسن، نائب وزير الاقتصاد والصناعة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "المنع جاء بناءً على توصية اللجنة الاقتصادية، وفق الروزنامة الزراعية السنوية، التي تعدها الوزارة بناءً على دراسات دقيقة لتقديرات الإنتاج وحاجة السوق".
وأوضح الحسن أن الهدف الأساسي هو "حماية المزارع الذي يُجبر أحياناً على بيع محصوله بأسعار لا تغطي التكلفة، عندما يُغرق السوق بمنتجات مستوردة في موسم الذروة"، مضيفاً أن "ترك السوق من دون تنظيم سيؤدي إلى عزوف الفلاح عن الزراعة، والصناعي عن التصنيع، ما يحوّل سورية من بلد منتج إلى مجرد مستورد".
وأشار الحسن إلى أن المنع لا يشمل كل المنتجات بحكم عدم وجود اكتفاء ذاتي للكثير من المنتجات، مضيفاً "إنتاجنا من القمح هذا العام لم يتجاوز 400 ألف طن، في حين أن الحاجة تقارب 3 ملايين، أما السكر فإنتاجه صفر حالياً، ما يعني ضرورة الاستيراد المنتظم لبعض المواد الأساسية".
وأكد أن القرار "سيشجع على تحسين جودة الإنتاج المحلي، ويزيد من حجم الطلب عليه، ويحفّز المزارعين على توسيع استثماراتهم"، مشيراً إلى أن هذه السياسات تُسهم في "تحقيق استقرار نسبي في أسعار الجملة، وضمان ربح مقبول للفلاح".
من جهته، شدد حسن الشوا، مدير مديرية حماية المستهلك وسلامة الغذاء، في تصريح لـ"العربي الجديد"، على أن القرار "لا يستهدف المستهلك، بل يحميه من تقلبات السوق"، موضحاً أن "المنع يستند إلى دراسات دقيقة، تأخذ في الاعتبار مصلحة المنتج المحلي، واستمرار عمل المعامل، من دون الإضرار بالتاجر أو المواطن".
وأضاف الشوا أن القرار "يهدف إلى تأمين السلع في السوق، وتخفيض سعرها عبر تعزيز الإنتاج المحلي، من دون الإضرار بأطراف سلسلة التوريد"، مشيراً إلى أنه "يأتي ضمن خطة أوسع لتخفيف الضغط على القطع الأجنبي، وتوجيهه نحو استيراد المواد الأساسية، بما ينسجم مع دعم الاقتصاد الوطني في ظل التحديات الحالية".
الواقع أكثر تعقيداً
أما ما يخص الفلاحين، فلا يبدو القرار كافياً وحده لحماية محاصيلهم. مصعب العبد الله "أبو لؤي"، مزارع من ريف دمشق، يقول: "المنع بيساعدنا بالصيف، وقت السوق بتغرق بالإنتاج المحلي، بس المشكلة ما بتوقف هون. الناس ما معا تشتري، والتصريف سيئ، والمزارع عم يخسر حتى من دون منافسة المستورد".
من ناحية أخرى، يشعر المستهلكون بقلق إزاء آثار القرار على الأسعار. تقول وفاء الصالح، موظفة بالقطاع العام تقطن في دمشق: "الفواكه غالية أصلاً. كيلو الدراق بـ15 ألف ليرة. إذا أصبح كل شيء إنتاج محلي، والأسواق قليلة، والأسعار نار، شو استفدنا؟". ويوافقها الرأي تاجر جملة في سوق الزبلطاني، يشير إلى أن "الاستيراد كان وسيلة لضبط الأسعار وسد الفجوات"، مضيفاً: "المنع لازم يكون مرن، مش مطلق، وإلا الأسعار رح تطلع أكتر".
يرى بعض الخبراء الاقتصاديين أن قرارات المنع، رغم ضرورتها الظرفية، لا تمثل سياسة اقتصادية متكاملة. وفي هذا السياق، يقول الخبير الاقتصادي الدكتور عابد النجار، لـ"العربي الجديد"، إن "مثل هذه القرارات تعالج الأعراض لا الأسباب، وقد تكون مفيدة على المدى القصير، لكنها لا تُغني عن الحاجة إلى سياسات شاملة لدعم الإنتاج المحلي".
ويضيف النجار: "السوق السورية تعاني ضعف البنية التحتية، وشح الدعم، وغياب التمويل الزراعي الفعّال. لذلك، فإن منع الاستيراد وحده لا يضمن توفر المواد بأسعار مناسبة، وقد يؤدي أحياناً إلى نتائج عكسية". ويؤكد أن "تحقيق الاكتفاء الذاتي يتطلب إدارة ذكية للسوق، وتوفير مستلزمات الإنتاج، واستقرار التشريعات، وليس فقط إغلاق الحدود أمام المنافسة الخارجية".
في نهاية المطاف، يبقى القرار الأخير اختباراً جديداً لتوازن دقيق تحاول الحكومة السورية تحقيقه بين تشجيع الإنتاج المحلي وتوفير السلع بأسعار مقبولة، فهل ينجح هذا التوجه في دعم المزارع والمستهلك معاً؟ أم أن السوق، في ظل ضعف الدخول وقوة التكاليف، لن تتحمل مزيداً من القيود؟ الأسابيع المقبلة ستكشف ما إذا كانت هذه السياسات ستثمر.. أم ستضيف طبقة جديدة إلى معاناة السوريين اليومية.
## حقوقيون: تيغراي شهد اعتداءات جنسية واسعة النطاق في الحرب وبعدها
01 August 2025 04:46 PM UTC+00
أفادت منظمتان غير حكوميتَين للدفاع عن حقوق الإنسان بأنّ الحرب في إقليم تيغراي الإثيوبي شهدت اعتداءات جنسية على نطاق واسع، استمرّت بعدها. وأشارت منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" و"منظمة العدالة والمساءلة في القرن الأفريقي"، في تقرير أخير، إلى "حالات حمل قسري" و"استعباد جنسي" في ما وصفتاه بأنّه "جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية" في الإقليم.
وكان نزاع قد اندلع في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2020 في إقليم تيغراي الواقع في شمال إثيوبيا، بين القوات الإثيوبية بدعم من الجيش الإريتري ومليشيات محلية، وبين جبهة تحرير شعب تيغراي. فقُتل ما لا يقلّ عن 600 ألف شخص خلال هذا النزاع، وفقاً لأرقام الاتحاد الأفريقي. وقد اتُّهمت كلّ الأطراف بارتكاب جرائم حرب، فيما بيّنت منظمات حقوق الإنسان بأنّ غالبية هذه الجرائم ارتكبها إريتريون.
وأدّى اتفاق السلام الذي وُقّع في جنوب أفريقيا إلى وقف القتال في نوفمبر من عام 2022، أي بعد عامَين من اندلاع النزاع، لكنّ المقاتلين الإريتريين ما زالوا في المنطقة تماماً كما مليشيات أمهرة التي تحمل اسم منطقة مجاورة معادية لجبهة تحرير شعب تيغراي.
وفي تقريرهما الذي أتى في 90 صفحة، ذكرت "أطباء من أجل حقوق الإنسان" و"منظمة العدالة والمساءلة في القرن الأفريقي" أنّ "العنف الجنسي والحمل القسري المعمّم والممنهج المرتبط بالنزاع ارتُكبا في تيغراي واستمرّا بعد توقيع اتفاق السلام"، وذلك بين عامَي 2020 و2024 على أقلّ تقدير. أضافت المنظمتان أنّ "مثل هذه الأفعال ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، خصوصاً العنف الجنسي والحمل القسري والعبودية الجنسية والاضطهاد الذي يقوم على أساس العرق ونوع الجنس والعمر والسياسة"، وأشارتا إلى أنّ هذه الجرائم ارتُكبت بقصد "تدمير مجتمعات وأعراق تيغراي".
Major new report on sexual and reproductive violence #CRSV in #Ethiopia from Physicians for Human Rights @P4HR and the Organization for Justice and Accountability in the Horn of Africa @O_JAH_ https://t.co/RyjSKVlTjV
— Physicians for Human Rights (@P4HR) July 31, 2025
وقالت الباحثة ليندسي غرين في منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" والمؤلّفة المشاركة في التقرير لوكالة فرانس برس: "في ما يتعلّق بمصطلح الإبادة، لا بيانات لدينا لتحديد ذلك، لكنّ مرتكبي (العنف الجنسي) أعربوا بوضوح عن نيّتهم في إبادة الجماعة العرقية في تيغراي، والإصابات الجسدية التي ألحقوها تتّفق مع هذه النيّة".
وقد تحدّثت المنظمتان مع أكثر من 500 متخصّص في مجال الصحة بأقليم تيغراي، وخلصتا إلى أنّ غالبية حالات العنف الجنسي، وعدد منها بحقّ قصّر/ قاصرات ارتكبها إريتريون، ما زالت تُرتكَب مع "إفلات تام من العقاب". كذلك، أفاد ضحايا كثيرون بأنّهم اُصيبوا بأمراض منقولة جنسياً، بما في ذلك الإيدز. وقال أحد المتخصّصين في مجال الصحة، في التقرير، إنّ "الدافع وراء هذه الجرائم لم يكن الرغبة الجنسية بل الرغبة في التسبّب في الأذى والألم".
وتقيم إريتريا، التي يحكمها إسياس أفورقي بقبضة من حديد منذ استقلالها عن إثيوبيا في عام 1993، علاقات متوتّرة مع جبهة تحرير شعب تيغراي، الحزب الذي هيمن على إثيوبيا بين عامَي 1991 و2018. واندلعت حرب بين الجارتَين الواقعتَين في القرن الأفريقي بين عامَي 1998 و2000 بسبب نزاعات حدودية.
ونقل تقرير المنظمتَين عن ممرّضة في إقليم تيغراي، تحدّثت إلى ضحايا العنف الجنسي، أنّه عُثر في أرحامهنّ على حجارة ومسامير وقطع من البلاستيك كُتبت عليها رسائل مناهضة لتيغراي، وقد ذكرت الضحايا أنّ "جميع عناصر الجيش الإريتري تلقّوا تعليمات بإصابة مهابل النساء في تيغراي".
وحاولت وكالة فرانس برس التواصل مع السلطات في إريتريا للحصول على ردّ بخصوص الاتهامات، لكنّ وزير الإعلام الإريتري يماني غبرميسكيل لم يعلّق.
وفي تقرير "أطباء من أجل حقوق الإنسان" و"منظمة العدالة والمساءلة في القرن الأفريقي"، اتُّهم كذلك الجيش الإثيوبي ومليشيات أمهرة بارتكاب عنف جنسي، لكنّ المتحدّث الرسمي باسم الجيش لم يُجب عن أسئلة وكالة فرانس برس.
وأكدت الباحثة ليندسي غرين لوكالة فرانس برس: "وثّقنا جرائم مروّعة في تيغراي"، مضيفةً أنّه بين عامَي 2021 و2024 على أقلّ تقدير، "وقعت أعمال عنف جنسي مرتبطة بالنزاع في أمهرة وعفر حيث أعرب الجناة عن نيّتهم في الثأر من العنف في تيغراي". يُذكر أنّ مليشيات من عفر، المنطقة المجاورة للإقليم، حاولت كذلك محاربة قوات تيغراي خلال الحرب من دون جدوى. ثمّ انقلبت مليشيات أمهرة على القوات الفيدرالية، وراحت تقاتلها منذ إبريل/ نيسان 2023.
واستنكرت غرين "الإفلات من العقاب المعمّم في إثيوبيا على جرائم العنف الجنسي والحمل القسري بسبب النزاع في إثيوبيا". أضافت أنّ "مرتكبي هذه الجرائم تصرّفوا من دون محاسبة، وقد كُمّت أفواه الضحايا، والوضع مُقلق في ظلّ تصاعد التوتّر بين إثيوبيا وإريتريا". تجدر الإشارة إلى أنّ العلاقات بين أسمرة وأديس أبابا توتّرت مجدّداً، الأمر الذي يثير مخاوف من اندلاع صراع جديد بين البلدَين الواقعَين في القرن الأفريقي.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## التقلّب بين همزتَي الألم والأمل
01 August 2025 05:01 PM UTC+00
أما آن الأوان أن يتوقف مجرى الدماء؟! أما آن لنا أن نحيا في مجتمعٍ وطني متعايش يتقبل نفسه وغيره، يُحبه، ويخاف عليه لا منه؟
إنه حلمنا، بأن نعيش في وطن آمن بحرية وكرامة، ولكن كل ذلك لم يتحقق بعد. فالألم متجدد، ألم أجيال متعاقبة متقاطعة عاشت الألم وعينها على الشفاء، عاشت اليأس وعينها على الأمل، عاشت الكبت وعينها على الانعتاق، أجيال لم تطلب المستحيل، بل جل مطلبها هو ركن أساسي حاضر في بلاد أخرى، فهل ذلك من المستحيلات؟!
ما مدى بؤس حظ من يبحث عن شيء ويجد نفسه مرميًا في نار الضياع والشتات يتقلب على جروح نازفة لا تلتئم؟ هذا المآل، وما نحن فيه اليوم، هو عفن آل الأسد الذي ظل ينمو ويكبر في العتمة، حتى تشعب في مفاصل حياتنا كلها، فالثورة لم تنفجر من أجل إسقاط حكم آل الأسد فقط، بل من أجل الخلاص من كل ظلم واستبداد وتفرقة وكراهية منا وفينا وعلينا، من أنفسنا ومن خارجها.
لكن متى سيعي كل طرف أن المشكلة لا تكمن في طائفة أو دين أو قبيلة أو منطقة، المشكلة وكل المشكلة في الأسدية القابعة في نفوس أفراد من كل اتجاه لم يبرؤوا بعد من ذلك المرض. تذكروا فدوى سليمان التي غنت جنبًا إلى جنب مع الساروت في بدايات الثورة، وقوله "الثورة هذي ثورة شعب". للشعب كله، ليس لفئة معينة.
محاربة الفساد ليست مسألة أخلاقية فقط، إنما سياسية واقتصادية أيضًا، فالمعركة اليوم ليست فقط في الطرقات والساحات، بل أيضًافي العقول والوعي
إن من أكبر مشكلاتنا الجهل بتاريخ هذه البلاد وتدمير ثقافة الانتماء طيلة 60 عامًا، فأي لعنة أصابتها كي تجني منكم، من يفترض أنكم أبناؤها، كل هذا الكره والحقد. ولعل توعية الشعب بتاريخه الحقيقي، وبما عايشوه من قمع وفساد واستغلال، ليس ترفًا، بل ضرورة مُلحة؛ لأن من لا يملك ذاكرة سيُعاد تشكيل وعيه بسهولة.
محاربة الفساد ليست مسألة أخلاقية فقط، إنما سياسية واقتصادية أيضًا، تقع على عاتق الجميع، وبالدرجة الأولى على عاتق الدولة، وقدرتها على تحقيق خطوات عملية مصاغة بإرادة وطنية حقيقية، من أجل بناء مستقبل أفضل وأكثر ازدهارًا، فالمعركة اليوم ليست فقط في الطرقات والساحات والميادين، بل أيضًا في العقول والوعي.
إن تقلبنا من همزة الألم إلى همزة الأمل يبدو مستمرًا إن لم نصحُ، وللانتقال انتقالاً ثابتًا إلى الأمل فذلك يتطلب متطلبات عديدة من الشعب والحكومة، ما بين سن قوانين فعالة لمكافحة الفساد، وإصلاح مؤسسات الدولة من جذورها، وضبط السلاح المنفلت بين المواطنين والجماعات، وتحسين وتنظيم الإدارة الأمنية للحفاظ على الاستقرار الداخلي، والبدء من الداخل عبر حوار وطني شامل، يضم جميع الأطراف السياسية والمجتمعية، حوار لا إقصاء للآخر فيه، وتحسين الواقع الخدمي والمعيشي، والمشاركة العادلة لكامل مكونات المجتمع في البناء والإعمار.
نحن من دون هذه البلاد كأشجار بلا جذور، تعبث بها الرياح من كل جانب، وبلدنا لا يستحق ما نفعله به، بل يستحق أن نُعيد له مجده بوعي وعدالةٍ ووطنيةٍ لا تعرف التعصب الأعمى، فالخلاص لا يأتي من الخارج، ولا من الشعارات البراقة، بل من جذور الوعي والانتماء لسورية الحقيقية.
## لا تعطِ ما لا تملك
01 August 2025 05:01 PM UTC+00
حين نتأمل المشهد السياسي العراقي خلال العقود الأخيرة، نُدرك أننا أمام طبقة من "سياسيي الصدفة"، أولئك الذين وجدوا أنفسهم في مراكز القرار من دون كفاءة حقيقية أو تجربة وطنية راسخة، وإنما فقط بفعل الفراغات التي أنتجتها الحروب والانقسامات، وانهيار الدولة، واحتلال مؤسساتها من قِبل مَن لا يؤمنون بها.
يبدو هؤلاء، في سلوكهم وقراراتهم، أشبه بمن يدخل مغارة مليئة بالذهب والمجوهرات من دون أن يعرف لمن تعود، فيسرع بجمع ما يستطيع قبل أن يُكشف أمره أو يُطلب منه المغادرة. يتعاملون مع المنصب على أنه "فرصة مؤقتة" للنهب والتربّح، لا مسؤولية تاريخية أمام الشعب أو الأجيال القادمة. هذه ليست مبالغة ولا وصفًا انفعاليًّا، بل قراءة واقعية لآليات صناعة القرار في العراق، ولا سيما حين يتعلق الأمر بالسيادة والحدود وكرامة البلاد.
أحد أبرز الأمثلة على هذا الخلل الفادح يتمثل في ملف خور عبد الله، الممر البحري الاستراتيجي الذي أصبح موضع نزاع بين العراق والكويت، ليس بسبب تعقيد قانوني أو جغرافي، بل بفعل تهاون سياسي، وقرارات اتُّخذت بلا تفويض شعبي أو وعي سيادي.
خور عبد الله، الذي يُعدّ الشريان البحري الأهم للعراق نحو الخليج العربي، لم يكن يومًا مساحة هامشية أو "زائدة جغرافية" يمكن التنازل عنها ببساطة. فهو الممر الطبيعي لميناء أم قصر والمنافذ البحرية الاستراتيجية الأخرى، ويمثّل أهمية قصوى في الأمن البحري العراقي، وفي حركة التجارة الدولية.
لكن ما حدث في الكواليس السياسية خلال السنوات الماضية يُثير القلق والريبة. إذ تمت الموافقة من قِبل بعض السياسيين، بل حتى من بعض القضاة، على قرارات تُفضي إلى التفريط في جزء من سيادة العراق على هذا الممر، لصالح الكويت، من دون مبرر قانوني حاسم، ومن دون الاحتكام إلى الرأي العام أو البرلمان أو حتى المعايير الدولية العادلة.
وما يُؤلم أكثر، أن الأمر لم يكن نتيجة ضغوط دبلوماسية فحسب، بل لأن "الثمن كان مدفوعًا"، بحسب ما تردد في تقارير غير رسمية، عن تلقّي بعض الشخصيات أموالاً مقابل تسهيل هذه التنازلات. لم تعد القضية قضية فهم سياسي أو اجتهاد خاطئ، بل مسألة نزاهة وطنية، وسؤال أخلاقي واضح: مَن يملك الحق في التنازل عن أرض لا يملكها؟ ومَن أعطى لهؤلاء تفويضًا لاقتطاع سيادة العراق؟
التاريخ لا ينسى. وفي سياق الحرب العراقية – الإيرانية، كان خور عبد الله أرضًا عراقية خالصة، دافع عنها الجيش العراقي بكل بسالة، وسقط على ضفافها الشهداء، لا لشيء سوى لأنها جزء من تراب الوطن. هل يُعقل أن تتحول هذه الأرض، بعد تضحيات لا تُعدّ، إلى ورقة تفاوض؟ هل يجوز أن تُمنح هبةً سياسية، فقط لأن مَن بيدهم القرار لا يشعرون بالانتماء الحقيقي، ولا يرون في العراق أكثر من سُلّم صعود أو بنك غنائم؟
الأرض ليست ميراثًا شخصيًّا، ولا تركة سياسية تُوزّع بحسب ميزان القوى. الأرض كرامة، وسيادة، وهوية. وأي تنازل عنها من دون استفتاء شعبي أو إجماع وطني، هو خيانة موثقة
الحب الحقيقي للوطن لا يُقاس بالخطب ولا بالشعارات، بل بالمواقف. ومَن لا يرى في العراق وطنًا بالمعنى العميق للكلمة، سيُسارع إلى تقسيمه، والتفريط في أراضيه، فقط ليحصل على رضى هذه الجهة أو تلك. هؤلاء لا يفكرون في المستقبل، بل فقط بكيفية البقاء على الكرسي ولو ساعة إضافية.
لقد آن الأوان لنقول بوضوح: لا أحد يملك أن يُعطي ما لا يملكه. الأرض ليست ميراثًا شخصيًّا، ولا تركة سياسية تُوزّع بحسب ميزان القوى. الأرض كرامة، وسيادة، وهوية. وأي تنازل عنها من دون استفتاء شعبي أو إجماع وطني، هو خيانة موثقة.
ولأن الشعوب لا تموت، ولأن الوعي العراقي وإن جُرح، لا يزال حيًّا، لن تُنسى قضية خور عبد الله. سيسجّلها التاريخ، كما سجّل من قبل ملفات التفريط والتنازل والفساد، وسيأتي اليوم الذي تُعاد فيه الأمور إلى نصابها.
إن العراقيين اليوم، في ظل الأزمات المتراكمة، لا يحتاجون إلى دروس في الوطنية، بل إلى وقفة صدق. وقفة يسأل فيها المواطن نفسه: مَن يمثّلني حقًّا؟ ومَن يتصرّف باسمي؟ ومَن يبيع أرضي دون وجهي واسمي وإرادتي؟ وإذا كانت السياسة قد تحوّلت إلى تجارة، فعلى الأقل، ليُترك الوطن خارج السوق.
## عمالقة التكنولوجيا الخمسة يحصدون أرباحاً تفوق التوقعات رغم الرسوم
01 August 2025 05:14 PM UTC+00
حقق عمالقة التكنولوجيا الخمسة، غوغل وميتا التي تضم فيسبوك وإنستغرام، ومايكروسوفت وأمازون وآبل، أرباحاً فاقت التوقعات في الربع الثاني من العام الجاري رغم النفقات الضخمة التي خصصتها هذه الشركات على الذكاء الاصطناعي وحال عدم اليقين الاقتصادي على خلفية الرسوم الجمركية للرئيس الأميركي دونالد ترامب. وكتب المحلل في "ويدبوش سيكيوريتيز" دان آيفز، أمس الخميس، يقول: "ثمة لحظات ستبقى محفورة في تاريخ الأسواق المالية مدة طويلة، وكان مساء الأربعاء واحداً من هذه اللحظات مع النتائج المذهلة التي أعلنتها مايكروسوفت وميتا".
وتجاوزت القيمة السوقية لشركة مايكروسوفت يوم الخميس، وللمرة الأولى، عتبة أربعة آلاف مليار دولار أي 4 تريليونات دولار، وباتت ثاني شركة تتجاوز هذه العتبة الرمزية بعد "نفيديا" الرائدة في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي. وجاء ذلك غداة إعلان "مايكروسوفت"، الأربعاء، أنّ صافي دخلها بلغ 27.2 مليار دولار خلال الفترة الممتدة من إبريل/ نيسان إلى يونيو/ حزيران، بزيادة قدرها 24% على أساس سنوي، فيما بلغت الإيرادات 76.4 مليار دولار، بزيادة قدرها 18% على أساس سنوي. وتجاوزت إيرادات أعمالها السحابية، أي الحوسبة عن بُعد وخدمات الذكاء الاصطناعي للشركات، مئة مليار دولار للسنة المالية، أي أكثر من إجمالي إيراداتها قبل عشر سنوات.
كذلك، فاجأت "ميتا" وول ستريت، الأربعاء، بصافي أرباحها الذي بلغ 18.34 مليار دولار، أي بزيادة 36%، في حين بلغت إيراداتها 47.5 مليار دولار في الربع الثاني من السنة الحالية، بزيادة قدرها 22% على أساس سنوي. وفسر الرئيس التنفيذي للمجموعة مارك زوكربيرغ أداءها بفضل دمج الذكاء الاصطناعي في أدواتها الإعلانية.
وأشار خلال مؤتمر المحللين إلى قدرة الذكاء الاصطناعي مثلاً على اقتراح مواضع الإعلانات للمعلنين، ما يُحسّن معدلات تحويل الإعلانات، أي عدد الزوار الذين أكملوا إجراءً فعلياً على أساسها، وقدرته كذلك على اقتراح المحتوى للمستخدمين، ما يعزّز الوقت الذي يمضونه على منصات التواصل الاجتماعي. وبالتالي، حققت ميتا التي تحتل المرتبة الثانية عالمياً من حيث القدرة على جذب الإعلانات الرقمية هوامش ربح قوية رغم الزيادة المطردة في إنفاقها على الذكاء الاصطناعي.
موجة النمو
ومن شأن هذه النتائج أن ترضي زوكربيرغ الذي يتطلع إلى تقنية "الذكاء الخارق" الافتراضية ذات القدرات المعرفية المتفوقة على قدرات البشر. واستقطب زوكربيرغ في الآونة الأخيرة مسؤولين بارزين في "أوبن إيه آي" و"أنثروبيك" و"غوغل" بمبالغ كبيرة لترك وظائفهم والانتقال إلى صفوف مجموعته، ويعتزم استثمار "مئات المليارات من الدولارات" في مراكز بيانات جديدة مزودة برقائق متطورة وموارد طاقة هائلة.
كذلك، أعلنت "غوغل" أن استثماراتها ستزداد أكثر. ومن المتوقع أن تصل نفقاتها الاستثمارية إلى نحو 85 مليار دولار هذه السنة، بزيادة قدرها عشرة مليارات دولار عن المخطط له، مقارنةً بـ52.5 مليار دولار عام 2024. وهذه الاستثمارات ضرورية خصوصاً لأعمالها السحابية، إذ حققت "غوغل كلاود" مجدداً نمواً قوياً مع زيادة مبيعاتها بنسبة 32% لتتجاوز 13 مليار دولار، لكنها تواجه صعوبة في تلبية الطلب.
ويمكن للمجموعة العملاقة في مجال الإنترنت الاعتماد على أرباحها، إذ ارتفعت إيراداتها بنسبة 14% على أساس سنوي لتصل إلى أكثر من 96 مليار دولار، من بينها 28.2 مليارا صافي دخل في الربع الثاني. ولا يبدو إلى اليوم أن محرّك البحث يعاني من مشاكل بسبب المنافسة المتزايدة من الأدوات المساعِدة العامة القائمة على الذكاء الاصطناعي، على غرار "تشات جي بي تي" (من شركة "أوبن إيه آي")، والأدوات المتخصصة في البحث الإلكتروني على غرار "بربليكسيتي"، إذ سارع هو نفسه إلى دمج أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية.
ولاحظ دان آيفز أن "السوق لم تستوعب بعد موجة النمو المقبلة، التي تغذيها خطط إنفاق تبلغ قيمتها نحو تريليوني دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة من قبل الشركات والحكومات لنشر تقنيات الذكاء الاصطناعي".
آثار الرسوم الجمركية
وكان المستثمرون مهتمين أيضاً برصد الآثار المحتملة للحروب التجارية. ويبدو أن ميتا وأمازون تستفيدان من سياسات إدارة دونالد ترامب في الوقت الراهن. ففي ظل المناخ الضبابي السائد، تحصّن المعلنون بمنصات مجموعة وسائل التواصل الاجتماعي الموثوق بها.
وأفادت "أمازون.كوم"، من جانبها، من تراجع المنافسة الصينية في الولايات المتحدة، إذ فقدت شركتا شين وتيمو الإعفاء الجمركي الذي كانت تتمتع به الطرود الصغيرة. كذلك، حققت الشركة التي تتخذ من سياتل مقراً لها نتائج أفضل من المتوقع، وخصوصاً بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي المخصصة للمستهلكين والشركات عبر منصة "إيه دبليو إس" السحابية. لكنها تنمو بوتيرة أبطأ من منافستيها مايكروسوفت وغوغل. وجاءت توقعات أمازون للربع الحالي مخيبة للآمال. وانخفض سعر سهمها بأكثر من 6% في التداول الإلكتروني بعد إغلاق بورصة نيويورك الخميس.
أما نتائج شركة آبل الربعية، فقوبلت بارتياح في السوق رغم ارتفاع تكلفة الرسوم الجمركية وتأخرها في مجال الذكاء الاصطناعي. وأعلنت المجموعة التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، الخميس، عن صافي ربح بلغ 23.4 مليار دولار، بزيادة 9%، بفضل مبيعات هواتف آيفون. وتجاوزت نتائج "آبل" بشكل كبير التوقعات على الرغم من فاتورة بقيمة 800 مليون دولار تتعلق بالرسوم الإضافية الأميركية. ومن المتوقع أن تتجاوز تكلفة هذه الرسوم الجمركية مليار دولار خلال الربع الحالي.
(فرانس برس)
## القيادة الفلسطينية تصمت أمام العقوبات الأميركية
01 August 2025 05:14 PM UTC+00
بعد 24 ساعة على قرار الإدارة الأميركية بفرض عقوبات على القيادة الفلسطينية، ما زالت الأخيرة ترفض إصدار بيان يعلق على الأمر، حيث أكد مصدر في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن "لا نحتاج إلى إصدار بيان أو تعليق، لا شيء جديد".
وقال عضو من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الذي اشترط عدم ذكر اسمه في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الأمر الجديد في إعلان الخارجية الأميركية عقوبات على القيادة الفلسطينية هو أمران، الأول أن الخارجية أعلنت عن تجديد العقوبات على منظمة التحرير التي يتم تجديدها بشكل آلي كل ستة أشهر، والأمر الثاني أنه تم إضافة بند عليها أن العقوبة تأتي بسبب قيام القيادة بتدويل القضية الفلسطينية في إشارة إلى توالي الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية في مؤتمر حل الدولتين، الذي عقد في نيويورك على مستوى وزراء خارجية 14 دولة مؤخراً".
وتابع: "نعتقد أن الخارجية الأميركية قامت بإعلان تجديد العقوبات بهدف إرسال رسالة إلى إسرائيل بأن الولايات المتحدة غير راضية، وتقوم بمعاقبة القيادة الفلسطينية، رغم أن لا جديد في الأمر، لذلك لن نرد لأن الرسالة ليست موجهة لها". وأكد القيادي الفلسطيني، أن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووفد القيادة سيشاركان في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي"، لافتاً إلى أن "الولايات المتحدة ملزمة بصفتها الدولة المضيفة لمقر الأمم المتحدة في نيويورك، بتسهيل سفر المسؤولين السياسيين لحضور الاجتماعات بغض النظر عن موقف الإدارة الأميركية منهم، وإن كانت فرضت عليهم عقوبات أم لا".
وأقر الكونغرس الأميركي عام 1987 منظمة التحرير الفلسطينية منظمة إرهابية وفق قانون "محاربة الإرهاب"، وعام 2019، أصدرت الولايات المتحدة قانوناً أقرته المحكمة العليا، ويسمح "للضحايا الأميركيين" الذين قضوا في عمليات مقاومة فلسطينية وهم غالباً جنود أو مستوطنون يحملون الجنسية الأميركية يعيشون في إسرائيل بمقاضاة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية في المحاكم الأميركية.
وقال القيادي الفلسطيني الذي اشترط عدم ذكر اسمه: "منذ 2019 يحرص المسؤولون الفلسطينيون عند زيارة مقر الأمم المتحدة في نيويورك على عدم مغادرتها إلى أي ولاية أخرى حتى لا تطبق عليهم الإدارة الأميركية العقوبات". وتابع: "منذ أن قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عام 2017 نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، والمسؤولون الفلسطينيون يتوجهون إلى السفارة الأميركية في عمان لتقديم طلبات فيزا لحضور أي اجتماعات أو مؤتمرات للأمم المتحدة".
وفي تعليق له، قال المستشار السياسي في وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية منير الجاغوب لـ"العربي الجديد": "إن قرار الإدارة الأميركية فرض عقوبات على مسؤولي منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية يُعد انحيازًا صارخًا إلى الاحتلال الإسرائيلي، ويكشف زيف الحديث عن (الحياد) و(دعم السلام)". وقال الجاغوب: "إن قيام منظمة التحرير في محاسبة الاحتلال ليست جريمة، وإن لجوء فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية هو حق مشروع لدولة مراقب في الأمم المتحدة، وهو جزء من المسار القانوني الدولي السلمي، وليس انتهاكًا، بل تطبيقٌ للقانون الدولي".
وتابع الجاغوب: "بعد القرار الأميركي جاءت التصريحات من وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الذي يحرض على السلطة الفلسطينية لتكمل تلك التصريحات المشهد، وتطلق يد إسرائيل بمزيد من الضغط على السلطة والقيادة الفلسطينية".
## جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ من اليمن
01 August 2025 05:17 PM UTC+00
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، اعتراض صاروخ أطلق من اليمن، بعد دوي صفارات الإنذار في مناطق عدة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما أعلنت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن تبنيها عملية إطلاق الصاروخ. وقال جيش الاحتلال في بيان: "اعترض سلاح الجو صاروخاً أطلق قبل قليل من اليمن وتسبّب بتفعيل إنذارات في عدة مناطق في البلاد". وذكرت وكالة "فرانس برس" أن مراسليها سمعوا دوي انفجارات في القدس بعيد إعلان جيش الاحتلال في وقت سابق رصد إطلاق الصاروخ وتفعيل الدفاعات الجوية.
في المقابل قالت جماعة الحوثيين إنها استهدفت مطار بن غوريون بصاروخ باليستي فرط صوتي، وفق بيان للمتحدث العسكري باسمها، يحيى سريع. وأشار إلى أن العملية "حققت هدفها بنجاح، وتسببت في هَرع أكثر من 4 ملايين من قطعان الصهاينة إلى الملاجئ وتوقف حركة المطار". وأضاف البيان أن العملية "جاءت انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه ورداً على جرائم الإبادة الجماعية التي يقترفها العدو في قطاع غزة".
وفي خطاب متلفز أمس الخميس، أكد زعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي استمرار "عمليات الإسناد" لغزة، مشيراً إلى أن جماعته نفذت هذا الأسبوع عمليات بعشرة صواريخ وطائرات مسيّرة ضد الاحتلال الإسرائيلي، منها استهداف مطار اللد (بن غوريون). وقال الحوثي إنه "تم الإعلان عن المرحلة الرابعة من عمليات الإسناد التي تعني الاستهداف لسفن أي شركة تتعامل مع العدو الإسرائيلي وتنقل له البضائع" طالما تمكنت قوات جماعته من استهدافها، لافتاً إلى أن الإعلان عن المرحلة الرابعة "خطوة ضرورية نتيجة الوضع الذي وصل إليه قطاع غزة".
وكانت جماعة الحوثيين قد أعلنت، الأربعاء، تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية استهدفت ثلاثة أهداف إسرائيلية في يافا وعسقلان والنقب، داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، باستخدام خمس طائرات مسيّرة. وقال بيان للمتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع إن العملية الأولى استهدفت هدفًا حساسًا في منطقة يافا المحتلة بطائرتين مسيّرتين. وأضاف البيان أن العملية الثانية قصفت هدفًا عسكريًا في منطقة عسقلان المحتلة بطائرتين مسيّرتين، فيما استهدفت العملية الثالثة هدفًا عسكريًا في منطقة النقب بطائرة واحدة، مشيرًا إلى أن العمليات "حققت أهدافها بنجاح".
وتشنّ جماعة الحوثيين، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، هجمات منتظمة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة والزوارق البحرية ضد سفن إسرائيلية وأخرى مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، كما تستهدف مواقع إسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، في إطار ما تصفه بـ"الرد على حرب الإبادة المستمرة ضد غزة". وتتعرّض مواقع في اليمن بين الحين والآخر لغارات إسرائيلية، كانت آخرها الأسبوع الماضي، حين شنّ جيش الاحتلال غارات على ميناء الحُديدة بزعم استهداف مواقع تابعة لجماعة الحوثيين.
## الخارجية التركية: فيدان استقبل وفداً من حركة حماس برئاسة رئيس مجلس الشورى محمد درويش
01 August 2025 05:32 PM UTC+00
## تحول هيكلي في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في أعقاب الحرب
01 August 2025 05:32 PM UTC+00
في أعقاب العدوان الإسرائيلي الأميركي على إيران خلال شهر يونيو/حزيران الفائت، أفادت وكالة "فارس" الإيرانية المحافظة، اليوم الجمعة، نقلا عن مصادر مطلعة، بوجود تغييرات أمنية مرتقبة في هيكلية المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. وذكرت "فارس" أن التغييرات الهيكلية في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قد أُقرت، وأن مصادر مطلعة تحدثت عن إنشاء "مجلس الدفاع" للدولة. وأضاف المصدر بشأن طبيعة هذا المجلس الجديد أنه سيتولى مهام استراتيجية في مجال السياسات الدفاعية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأن بنيته ستُحسم قريباً.
كما أفادت هذه المصادر بأن علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، من المرجح أن يُعيّن في الأيام المقبلة أميناً للمجلس الأعلى للأمن القومي، بينما سيتولى الأمين الحالي للمجلس علي أكبر أحمديان مسؤولية بعض الملفات الوطنية الخاصة والاستراتيجية. وأشارت تلك المصادر إلى أن أحمديان سيتولى مهام استراتيجية متقدمة في البلاد تتطلب إدارة وتنسيقاً على أعلى المستويات.
يذكر أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني مُناط به دستورياً تحديد السياسات الدفاعية والأمن القومي للدولة في إطار السياسات العامة التي يقررها القائد، إلى جانب تنسيق الأنشطة السياسية والاستخبارية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية ذات الصلة بسياسات الدفاع والأمن القومي العامة، وكذلك تعبئة الموارد المادية والفكرية للبلاد لمواجهة التهديدات الداخلية والخارجية.
وتأتي هذه التغييرات المحتملة في أعلى مؤسسة أمنية إيرانية في سياق الحرب على ضوء تصاعد الانتقادات لانتشار شبكات التجسس وتنفيذ عمليات لجهاز "الموساد" الإسرائيلي داخل إيران، شملت هجمات بطائرات مسيرة صغيرة وصواريخ وعمليات اغتيال.
وخلال العدوان على إيران الذي استمر 12 يوماً، وخصوصاً في اليوم الأول في الثالث عشر من شهر يونيو/حزيران المنصرم، أقدمت إسرائيل على اغتيال شخصيات عسكرية وعلمية بارزة، حيث شملت القائمة نحو ثلاثين قائداً عسكرياً رفيع المستوى وخمسة عشر عالِماً نووياً، من بينهم رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الجنرال محمد باقري، والقائد العام للحرس الثوري الجنرال حسين سلامي، وقائد مقر خاتم الأنبياء للعمليات الحربية غلام علي رشيد، وقائد سلاح الجو في الحرس الثوري اللواء أمير علي حاجي زاده، إضافة إلى رئيس جامعة آزاد الإسلامية والعالم النووي محمد مهدي طهرانجي، ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الأسبق ونائب البرلمان الحالي فريدون عباسي.
## الاتحاد التونسي يفاجئ الأندية بقرارين حاسمين قبل بداية الدوري
01 August 2025 05:32 PM UTC+00
زفّ الاتحاد التونسي لكرة القدم، اليوم الجمعة، نبأين سارين للأندية، قبل انطلاق الموسم الجديد من منافسات الدوري الممتاز، وهو ما يساهم في حل بعض مشكلاتها، استعداداً لبدء المسابقة، التي ستُفتتح رسمياً يوم السبت، التاسع من شهر أغسطس/ آب الجاري. ونشر الاتحاد التونسي بياناً أعلن فيه أن رئيس البلاد قيس سعيد سمح للأندية بتقسيط ديونها المتراكمة لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، و"هو ما يمثّل دعماً كبيراً للفرق التونسية التي تعاني أزمات مادية خانقة، ويساهم ذلك في تسوية الملفات المالية لهم، ومِن ثمّ المشاركة بشكل طبيعي في المنافسات الرسمية، خاصة المسابقات الأفريقية"، وفقاً لما ورد في البيان.
وكانت جميع الأندية التونسية مُطالبة بتسوية ديونها القديمة قبل بدء الدوري، وفقاً لتوصيات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وهو ما وضع بعض الأندية أمام خطر الحرمان من المشاركة في المنافسات، قبل أن تتدخل الدولة، وتعفي الأندية من سداد جزء مهم من هذه الديون بشكل عاجل، والمتعلّق بمستحقات صندوق الضمان الاجتماعي، وتقبل بتأجيل الدفع على مراحل.
ولم تقف مفاجآت الاتحاد التونسي عند هذا الحدّ، إذ جاء، في بيان ثانٍ، أن المكتب التنفيذي للجهة المشرفة على اللعبة في البلاد، وبعد التشاور مع وزارة الرياضة المحلية، قرّر إلغاء جميع العقوبات التأديبية، والمسلّطة على الأندية، من جراء تصرّفات جماهيرها خلال الموسم الماضي 2024-2025.
ويعني هذا القرار إلغاء عقوبة اللعب من دون جماهير خلف الأبواب المغلقة في الأسابيع الأولى من الموسم الجديد، وهو ما كان مسلّطاً على بعض الأندية الكبيرة، منها النجم الساحلي والأفريقي. وأكد الاتحاد التونسي لكرة القدم أن هذا القرار "يهدف إلى فتح صفحة جديدة، وتشجيع الأندية على مزيد من العمل لتوعية جماهيرها، بما يتماشى مع مبادئ الروح الرياضية والمسؤولية".
## بعد خيبة النهائي.. سباحة إيطالية تواجه العنصرية
01 August 2025 05:33 PM UTC+00
وجدت السبّاحة الإيطالية، سارة كورتيس (18 عاماً)، نفسها مجدداً هدفاً لهجمات عنصرية ومسيئة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد مشاركتها في نهائي سباق 100 متر سباحة حرة ببطولة العالم المقامة في سنغافورة، والذي أنهته في المركز الثامن بزمن 53.41 ثانية، وهو أبطأ من رقمها القياسي (53.02 ثانية)، ما جعلها أمام عدد كبير من تعليقات ركزت على لون بشرتها وأصولها العائلية.
وجاء رد كورتيس حازماً ومؤلماً في الوقت نفسه، بحسب ما نشرته صحيفة لاغازيتا ديلو سبورت الإيطالية، اليوم الجمعة، إذ قالت: "البعض يكتب أن أرقامي الإيطالية هي في الواقع أرقام نيجيرية، هذه العبارات تُثير اشمئزازي، على هؤلاء أن يقرؤوا الدستور الإيطالي، فالحصول على الجنسية يشترط أن يكون أحد الوالدين إيطالياً. والدي إيطالي، ووالدتي نيجيرية، ورغم أنني لم أزر نيجيريا من قبل، فإنني سأذهب إليها يوماً ما. أن أكون ابنة لثقافتين مختلفتين هي ثروتي الكبرى".
ولا تعتبر هذه المرة الأولى، التي تتعرض فيها سارة لمثل هذه الإساءات، فمع كل إنجاز تحققه داخل أحواض السباحة، تنهال عليها تعليقات تشكك في انتمائها الوطني، في مشهد يعكس جانباً مظلماً من الخطاب العنصري المتفشي في بعض الأوساط الرقمية، رغم اعتراف إيطاليا الرسمي والرياضي بموهبتها ومكانتها.
وعبرت سارة عن امتنانها رغم خسارة النهائي، قائلة: "أشكر كل من وقف إلى جانبي في هذه الفترة، كنت متوترة قبل السباق، وحاولت أن أتعامل معه بأفضل طريقة. لديّ أهداف كبيرة، وسأحققها بالتزامي وتدريبي". ومن المنتظر أن تخوض السباحة الإيطالية تصفيات 50 متر سباحة حرة، في محاولة جديدة لإثبات نفسها رياضياً وتجاوز أزمتها.
وتستعد سارة، ابتداءً من سبتمبر/ أيلول المقبل، لمرحلة جديدة في مسيرتها، إذ ستنتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية، للتدرب في جامعة فيرجينيا، أحد أبرز مراكز السباحة الجامعية في العالم، لتواصل تطورها الفني والبدني في بيئة احترافية عالية المستوى.
## ترامب: بعد التصريحات الاستفزازية للرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف أمرتُ بنشر غواصتين نوويتين في المناطق المعنية
01 August 2025 05:41 PM UTC+00
## "الأناضول": فيدان يؤكد خلال لقائه رئيس مجلس شورى حماس رفضه لخطوات إسرائيل الرامية إلى تهجير الفلسطينيين من غزة وضم الضفة
01 August 2025 05:44 PM UTC+00
## "الأناضول": فيدان يقول لدرويش إن إسرائيل تهدف من خلال إطالة مفاوضات وقف إطلاق النار كسر مقاومة الفلسطنيين في غزة
01 August 2025 05:54 PM UTC+00
## رئيس البريمييرليغ يتحدى فيفا ويويفا: لا مساس بعدد فرق الدوري
01 August 2025 06:00 PM UTC+00
وجّه الرئيس التنفيذي للدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، ريتشارد ماسترز، تحذيراً إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ونظيره الأوروبي "يويفا"، مؤكداً أنّ البريمييرليغ لن يقبل بتخفيض عدد الأندية من 20 إلى 18 فريقاً مستقبلاً، رغم تصاعد الضغوط جراء توسع البطولات القارية والدولية. ويأتي هذا الموقف الصريح في وقت يشهد فيه عالم كرة القدم تغييرات متسارعة، كان أبرزها استحداث بطولة كأس العالم للأندية الجديدة، وزيادة عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم، بدءاً من النسخة المقبلة في صيف 2026.
وعبّر ماسترز، في تصريحات أبرزتها صحيفة ذا صن البريطانية، اليوم الجمعة، عن رفضه التام لأي محاولة لفرض تقليص عدد أندية الدوري، قائلاً: "بداية، أهنئ تشلسي على تتويجه بلقب مونديال الأندية، من الرائع أن نشهد نادياً إنكليزياً يحقق هذا الإنجاز، نحن ندرك أن (فيفا) يعتزم إجراء تقييم شامل لهذه النسخة من البطولة، لا يزال الحكم معلقاً بشأن مدى تنافسية الصيغة الجديدة، وطريقة تنظيم الجدول الزمني، بالإضافة إلى الجدوى الاقتصادية الكامنة وراءها".
وواصل ماسترز توضيح موقفه قائلاً: "ليست مهمتي تقييم نجاح أو فشل بطولة مونديال الأندية، لكن من صميم عملي تقييم ما إذا كانت هذه البطولات الجديدة تؤثر على الجدول المحلي والمسابقات المحلية، وعلى رأسها الدوري الإنكليزي الممتاز، منذ عام 1994، ظل عدد مباريات البريمييرليغ 380 مباراة بمشاركة 20 نادياً، لم نغيّر هيكلنا إطلاقاً، والآن بدأنا بإعادة ترتيب جدولنا المحلي بما يتناسب مع التوسع الأوروبي والدولي، وكذلك مع البطولات العالمية".
وأشار ماسترز أيضاً إلى أن فكرة تقليص عدد الأندية ليست جديدة، لكنها لم تلقَ قبولاً في السابق، مضيفاً: "مباريات الإعادة في كأس الاتحاد لم تعد تُلعب الآن لأنه لا يوجد متسع في الجدول، نبدأ الموسم بعد أسبوع من المعتاد، لأننا ندرك أن بطولات فيفا تتسع بشكل أكبر، هناك كأس عالم تضم 48 منتخباً في الصيف المقبل، وهذا يعني أننا نطلب من اللاعبين خوض عدد أكبر من المباريات".
وفي سياق تأكيده مسؤولياته، قال ماسترز: "مهمتي هي بقاء الدوري الإنكليزي قادراً على المنافسة بأقصى درجة ممكنة، أريد أن يكون اللاعبون مرتاحين بشكل كامل للمشاركة في مباريات الدوري، يجب أن يكون هناك حوار حقيقي بين (فيفا) وجميع الأطراف المعنية حول مستقبل هذه الأمور، للأسف، هذا النوع من الحوار غائب تماماً، الأمر يختلف مع يويفا، إذ نشعر بأن لدينا فرصة للتحدث، وأن صوتنا مسموع في قراراتهم. قد لا نكون راضين عن كل ما يُطرح، لكن على الأقل لدينا مقعد على الطاولة ونخوض نقاشاً من خلال منتدى دوريات أوروبا".
واختتم رئيس رابطة البريمييرليغ تصريحاته برسالة قوية، مفادها بأنّ مستقبل الدوري الإنكليزي الممتاز يجب أن يُقرر داخلياً، مؤكداً: "رفاهية اللاعبين تشكّل مصدر قلق، والازدحام في الروزنامة كذلك، والحوار الحقيقي هو الحل الوحيد، لكنني لا أعتقد أنه ينبغي أن يُفرض علينا قرار تقليص عدد الأندية، يجب أن يكون لدينا الحق في اتخاذ هذا القرار بأنفسنا، لم يتغير شكل الدوري الإنكليزي منذ سنوات، أنا أؤيد تطور اللعبة، وأرحب بالبطولات المثيرة، التي يمكن لأنديتنا المشاركة فيها، لكن ليس على حساب كرة القدم المحلية".
## الغنوشي يضرب عن الطعام من سجنه تضامناً مع غزة
01 August 2025 06:13 PM UTC+00
أعلنت هيئة الدفاع عن رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان التونسي السابق راشد الغنوشي، اليوم الجمعة، أن موكلها بدأ إضراباً عن الطعام في سجنه تضامناً مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة إسرائيلية متواصلة منذ نحو 22 شهراً. وقالت الهيئة في بيان رسمي: "يهم هيئة الدفاع عن الأستاذ راشد الغنوشي أن تُعلم الرأي العام الوطني والدولي بدخوله في إضراب جوع تضامني مع غزة هذه الأيام".
وأوضحت أن هذا الإضراب جاء استجابة لنداء فصائل المقاومة الفلسطينية بهدف الضغط من أجل رفع الحصار عن القطاع، ووقف حرب الإبادة الجماعية والتجويع المفروض على سكان غزة. وكانت قوات الأمن التونسية قد أوقفت الغنوشي في 17 إبريل/ نيسان 2023، إثر مداهمة منزله، وذلك بموجب قرار من المحكمة الابتدائية التي أمرت بإيداعه السجن على خلفية تصريحات منسوبة إليه اعتُبرت "تحريضاً على أمن الدولة".
وقد تراوحت أحكام السجن الصادرة بحق عشرات المتهمين في قضايا مشابهة بين 5 سنوات و54 سنة، شملت 41 شخصية من سياسيين وصحافيين ومدونين ورجال أعمال. وكان نصيب الغنوشي 22 سنة سجناً وفق هذه الأحكام. وفي 8 يوليو/ تموز الماضي، صدرت أحكام إضافية في ما يعرف إعلامياً بـ"قضية التآمر على أمن الدولة 2"، شملت الحكم بالسجن 14 سنة على الغنوشي، الذي لا يزال موقوفاً على ذمة عدة قضايا أخرى.
وعقب صدور الأحكام، شددت هيئة الدفاع على براءة الغنوشي معتبرة أن محاكمته شابتها خروقات قانونية فادحة. كما اعتبرت أن التهم الموجهة إليه وإلى غيره من المعارضين تندرج ضمن حملة ممنهجة لتصفية الخصوم السياسيين.
وتعود جذور القضية إلى فبراير/ شباط 2023، عندما أوقف عدد من السياسيين المعارضين، إلى جانب محامين وناشطي مجتمع مدني ورجال أعمال، بتهم "محاولة المساس بالنظام العام"، و"تقويض أمن الدولة"، و"التخابر مع جهات أجنبية"، فضلاً عن "التحريض على الفوضى والعصيان". من جهتها، تؤكد السلطات التونسية، في مناسبات متعددة، أن جميع الموقوفين يُحاكمون بتهم جنائية، مثل "التآمر على أمن الدولة" أو "الفساد"، وتنفي بشكل قاطع وجود أي معتقلين لأسباب سياسية.
كما تشدد الحكومة التونسية على استقلالية القضاء وحرصها على احترام معايير المحاكمة العادلة لجميع المتهمين من دون استثناء. في المقابل، ترى أطياف من المعارضة التونسية ومنظمات حقوقية محلية ودولية أن القضايا المرفوعة ضد رموز المعارضة، بمن فيهم الغنوشي، ذات طابع سياسي، وتُستخدم، بحسب وصفهم، "لتكميم الأصوات المعارضة للرئيس قيس سعيّد"، وخصوصاً الرافضين إجراءاته الاستثنائية التي بدأها منذ يوليو/ تموز 2021.
ويأتي إضراب الغنوشي عن الطعام في سياق التضامن مع غزة، حيث تواصل إسرائيل ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بالتوازي مع سياسة تجويع ممنهجة. ففي 2 مارس/ آذار 2024، شددت سلطات الاحتلال حصارها بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما أدى إلى تفشي المجاعة ووصولها إلى مستويات "كارثية" وفق تقارير دولية. وقد أسفرت هذه الإبادة، المدعومة من الولايات المتحدة، عن سقوط نحو 208 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، إلى جانب مجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
(الأناضول)
## حلب تستضيف قمة "سيليكون" للتكنولوجيا والتحول الرقمي
01 August 2025 06:13 PM UTC+00
في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ سنوات، شهدت مدينة حلب، شمال سورية، الجمعة انطلاق "قمة سيليكون للتكنولوجيا والتحول الرقمي"، في فندق الشيراتون، برعاية محافظ حلب عزام الغريب، وحضور نخبة من الخبراء المحليين والدوليين، إلى جانب ممثلين عن كبرى الشركات التقنية في سورية والمنطقة.
ووصف بعض المشاركين القمة بأنها "أضخم حدث تقني تشهده البلاد منذ تحريرها"، وتمثل محطة فارقة في مشهد الابتكار الرقمي السوري، إذ جمعت بين العروض التكنولوجية، ومساحات العرض والتشبيك، والحوارات الفكرية والاقتصادية الهادفة، مع تركيز ملحوظ على تمكين الشباب السوري واحتضان مشاريعهم الريادية.
وقد تضمن الحدث معرضاً تقنياً متقدماً استعرض أحدث مشاريع الذكاء الاصطناعي والروبوتات، كما خُصصت في القمة مساحة للتشبيك الاستثماري، بهدف تحفيز رجال الأعمال والمستثمرين على تبنّي مبادرات ناشئة، وتوفير فرص عمل حقيقية للشباب، ولا سيما في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تعيشها سورية.
وتضمنت الجلسات الحوارية الافتتاحية نقاشات جريئة، منها جلسة حملت عنوان، "الاستثمار المحلي في مناطق النزاع"، حيث تناولت آليات إدارة المخاطر في القطاعين الخدمي والتجاري، وناقشت تحديات تأسيس بيئة أعمال آمنة في ظل أزمات مستمرة، مع دعوات لإعادة التفكير في أشكال الدعم الممكنة للمشاريع الناشئة.
في حين ركزت جلسة أخرى على تطويع الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية في قطاعات الصناعة والتعليم والخدمات، مؤكدة ضرورة إعداد كوادر شابة تمتلك المهارات الرقمية اللازمة. أما الجلسة الخاصة بقطاع النقل، فطرحت حلولاً تقنية مبتكرة نحو تحقيق نقل مستدام، يأخذ بعين الاعتبار الأعباء البيئية والاقتصادية، ويستفيد من أدوات التحول الرقمي لتجاوز العقبات البنيوية القديمة.
ويقول عمر الإسماعيل خريج هندسة تكنولوجيا المعلومات الرقمية وأحد المشاركين الشباب في القمة، في حديث لـ " العربي الجديد":"كنا نحلم فقط بفرصة لعرض أفكارنا، اليوم نشعر بأن هناك من يسمع، من يفتح لنا نافذة أمل"، ويضيف، "منذ سنوات، كنا نعمل في الظل، نطور أفكاراً ومشاريع باستخدام أبسط الإمكانات، من غرف صغيرة بلا كهرباء مستقرة أو إنترنت، نحاول أن نثبت لأنفسنا قبل غيرنا أن الإبداع لا يقيد بظروف الحرب. لكننا اليوم، ولأول مرة، نجد منصة حقيقية ننتمي إليها، نعرض فيها مشاريعنا أمام شركات وخبراء وممولين، ونحاورهم بندية، لا كطلاب بل كمبتكرين".
ويتابع عمر حديثه، مشيراً إلى أهمية هذه القمة مساحةً للتمكين: "ما يحدث هنا ليس مجرد معرض، بل تحول في نظرة المجتمع إلى الشباب. لأول مرة لا ينظر إلينا كضحايا أو مهاجرين محتملين، بل كصناع حلول. لقد زرعت هذه القمة فينا إحساساً بالمسؤولية، بأن هناك مستقبلًا يجب أن نشارك في بنائه، لا أن ننتظره فقط".
من جانبه قال مهندس البرمجيات الإلكترونية مازن الخطيب، في حديث لـ" العربي الجديد"، إن قمة سيليكون تمثل من وجهة نظره، منعطفاً حقيقياً في علاقة سورية بالتكنولوجيا الحديثة، لا من حيث الشكل فقط، بل من حيث إدراك الدولة والمجتمع لأهمية التحول الرقمي رافعةً اقتصاديةً وتنموية. وأشار إلى أن التكنولوجيا ليست مجرد أدوات أو برمجيات حديثة، بل هي نمط تفكير جديد، يتطلب إصلاحاً متزامناً على مستويات متعددة، أبرزها التعليم والإدارة والتشريع، مشدداً على أن أي محاولة جدية للرقمنة يجب أن تبنى على قاعدة معرفية راسخة وبنية تحتية متكاملة.
ولفت إلى أن البيئة السورية رغم ما تعانيه من تحديات ما تزال غنية بالكفاءات الشابة والطاقات الابتكارية، إلا أن هذه الطاقات، كما وصفها، "مهملة أو عالقة في دوائر ضيقة"، بسبب غياب منظومات الاحتضان والدعم المؤسسي. وبين أن غياب حاضنات الأعمال الفعالة وعدم وضوح مسارات التمويل والمواكبة التقنية، من شأنه أن يفقد هذه المشاريع الناشئة فرصتها في الاستمرار أو التطور.
ورأى الخطيب أن نجاح هذه القمة لا يقاس بعدد المشاريع المعروضة، بل بمدى قدرتها على تأسيس وعي وطني جديد تجاه التكنولوجيا، وتحفيز الجهات العامة والخاصة إلى تبني ثقافة التحول الرقمي في السياسات والبرامج. وختم بالإشارة إلى أن مرحلة ما بعد الحرب لا يمكن أن تُبنى بالأدوات التقليدية، بل هي في حاجة إلى تفكير مرن، قائم على التقنية والمعرفة، مؤكداً أن التحول الرقمي في سورية ليس ترفاً، بل ضرورة حيوية وأداة بقاء واستنهاض.
وتأتي قمة سيليكون للتكنولوجيا والتحول الرقمي في وقت تشهد فيه سورية محاولات متواضعة لاستعادة عافيتها الاقتصادية والاجتماعية بعد سنوات طويلة من الحرب التي أنهكت البنى التحتية وأضعفت بيئة الاستثمار والتعليم والابتكار. ومع محدودية الإمكانات وغياب الاستقرار المؤسسي، بدا المشهد الرقمي في البلاد حتى وقت قريب محصوراً بمبادرات فردية أو محاولات معزولة لا تجد دعماً مؤسسياً كافياً، وهنا تبرز أهمية هذه القمة بوصفها أول حدث تقني بهذا الحجم ينظم في الداخل السوري منذ أكثر من عقد.
## حوادث غرق اليمن: البحر يجرف 7 شبّان عند أحد شواطئ عدن
01 August 2025 06:16 PM UTC+00
في حادثة جديدة تُسجَّل عند سواحل اليمن أخيراً، غرق سبعة شبّان، اليوم الجمعة، خلال ممارستهم السباحة عند شاطئ منتجع "غولد مور" الواقع بمديرية التواهي في محافظة عدن جنوبي البلاد. وأفادت مصادر محلية "العربي الجديد" بأنّ الشبان السبعة من حيّ الممدارة في عدن، وهم دون الثالثة والعشرين من عمرهم، قد توجّهوا إلى الشاطئ صباح اليوم في رحل، قبل أن تجرفهم أمواج البحر الهائج. أضافت المصادر أنّ فرق الإنقاذ تمكّنت من انتشال أربع جثث، في حين أنّ ثلاثة  شبّان آخرين ما زالوا في عداد المفقودين. وعلى الرغم من استمرار البحث عنهم، غير أنّ من المرجّح أن يكونوا قد لقوا مصير رفاقهم الأربعة نفسه.
ويأتي غرق هؤلاء اليوم في عدن بعد نحو أسبوع من حادثة غرق مأساوية أخرى، سُجّل فيها مصرع ثلاثة أشقاء من أبناء محافظة مأرب (وسط) غرقاً، خلال ممارستهم السباحة عند شاطئ بمنطقة حلة غربي مدينة المكلا في محافظة حضرموت شرقي البلاد. وهؤلاء كانوا يشاركون في موسم "نجم البلدة" السياحي، الذي كان انطلق في 15 يوليو/ تموز الماضي.
وقد أفادت مصادر محلية بأنّ الأشقاء سليمان وصالح وحسين حمد شبيري كانوا من ضمن مجموعة من الوافدين إلى شاطئ الستين في المكلا للاستمتاع بالسباحة في مياه البحر المعروفة ببرودتها الشديدة في هذا الموسم، قبل أن تجرفهم الأمواج. وبعد ساعات، تمكّنت فرق الدفاع المدني من انتشال جثثهم، ثم نُقلوا بعدها إلى مسقط رأسهم في مأرب.
وتتكرّر حوادث الغرق في صيف اليمن، فيما تتزايد مطالبات الناس للسلطات الحكومية باتّخاذ الإجراءات اللازمة من أجل تأمين شواطئ البلاد، لا سيّما نشر فرق إنقاذ تكون في حالة جهوزية على مدار الساعة، بالإضافة إلى رفع لافتات تحذيرية واضحة، خصوصاً في فترات اضطراب البحر، من أجل الحفاظ على أرواح المواطنين.
تجدر الإشارة إلى أنّ السواحل اليمنية المطلّة على بحر العرب تشهد أمواجاً عالية في الفترة الممتدّة ما بين يونيو/ حزيران وسبتمبر/ أيلول من كلّ عام، إذ يكون البحر مضطرباً وأمواجه هائجة، وتسجّل بالتالي حوادث غرق عديدة، عدد منها مأساوي بالفعل.
## واشنطن عن انتقاد أعضاء كونغرس لـ"غزة الإنسانية": تنقذ حياة الناس
01 August 2025 06:21 PM UTC+00
ردت وزارة الخارجية الأميركية على رسالة 92 عضواً بالكونغرس التي طالبوا فيها بالتحقيق في هيكل ملكية مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) وآلية عملها في القطاع الفلسطيني، ومصادر تمويلها، بقولها إنها تشاطرهم القلق بشأن سلامة المدنيين في غزة وأنها تدين جميع الإجراءات التي تعوق توزيع الغذاء، وتبذل الجهود لتخفيف وطأة المعاناة الإنسانية في القطاع، وأنها "مع ذلك تحمل حركة حماس مسؤولية الأزمة الإنسانية الحالية"، ووصفت الوزارة المؤسسة بأنها مشروع "لإنقاذ الحياة" و"حل إبداعي".
ولم تجب وزارة الخارجية عن أي سؤال من الـ16 سؤالاً التي وجهها أعضاء الكونغرس الأميركي، مطالبينها بالتحقيق فيها والإجابة عنها، والتي شملت مطالب إيضاح الحساب الذي صرفت منه وزارة الخارجية الأموال التي قدمتها للمؤسسة وآليات الرقابة وفقاً للقانون الإنساني الأميركي والدولي، وآليات الإبلاغ، ومدى التزام مؤسسة غزة الإنسانية وشركات الأمن الخاصة التي تتعاون معها بالمعايير الأميركية للمنظمات الإنسانية، إضافة إلى توضيح تفاصيل اعتراضات الخبراء الأميركيين على التمويل ولماذا تم تجاهلها، وكذا الخطط لمعالجة المخاوف بشأن عسكرة مواقع المساعدات الأمنية، وتفاصيل العقود المبرمة بين المؤسسة والشركات الأمنية المتعاقدة معها.
وقالت الخارجية الأميركية رداً على مطالب أعضاء الكونغرس "... يجب أن نكون واضحين، حيث يتحمل إرهابيو حماس المسؤولية كاملة عن الأزمة الإنسانية الحالية والتي استهدفت المدنيين وأغرقت المنطقة كلها في الفوضى. وتواصل تعريض حياة الفلسطينيين للخطر باستمرار سيطرتها السياسية على القطاع والحضور بين المدنيين وسرقة المساعدات واستخدام العنف لتعطيل عمليات التسليم".
قامت إسرائيل على مدار الأشهر الماضية، بمنع دخول الطعام والدواء إلى غزة وتجويع أكثر من  مليونَي شخص، في إطار مخطط إسرائيلي كان يتم الإعداد له على مدار عامي 2024 و2025 يستهدف تحكمها في المساعدات الإنسانية ومراقبة من يحصلون عليها والتي انتهت بتأسيس مؤسسة غزة الإنسانية، وقتل الجيش الإسرائيلي على مدار الأسابيع الماضية أكثر من 1000 شخص مدني في طريقهم إلى مراكز المساعدات الإنسانية المدعومة أميركياً وإسرائيلياً، كما قتل الاحتلال على مدار العامين الماضيين عشرات الآلاف من الأطفال والنساء ودمر المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس.
وبينما تكرر إسرائيل والولايات المتحدة هذه المزاعم، نفت مراجعات الحكومة الأميركية والمؤسسات الأممية استيلاء حماس على المساعدات، كما أن الجهات الرسمية في إسرائيل كشفت مؤخراً أنه ليس لديها ما يثبت أن الحركة الفلسطينية استولت على المساعدات الإنسانية.
زعمت وزارة الخارجية في ردها الذي أرسلته إلى 92 عضواً بالكونغرس، أن مؤسسة غزة الِإنسانية نشأت استجابة للظروف الصعبة وأنها "قامت بتكييف عملياتها في منطقة حرب بما في ذلك سهولة الوصول إلى الطرق وضغط الحشود وسلامة المدنيين"، وأكدت وزارة الخارجية التزامها بحلول مبتكرة تقدم المساعدات بشكل آمن للمدنيين الفلسطينيين، وأنها "قدمت دعماً بـ30 مليون دولار لدعم جهود GHF المستمرة وأنها تشجع الشركاء الدوليين على تقديم الدعم المادي لعمل المؤسسة المنقذ للحياة".
اعتبرت الخارجية أن مؤسسة غزة الإنسانية لديها "سجل جيد في منع وقوع المساعدات في أيدي حماس أو اللصوص (على حد تعبيرها)، وقالت "هذا بالغ الأهمية لأن جميع الشحنات غير التابعة لها تفقد أو يتم اعتراضها قبل وصولها إلى مستحقيها"، وأضافت أنها تدعم المساءلة والشفافية وأنها تتوقع من السلطات الإسرائيلية معالجة أي ادعاءات وأنها "تدرس أن إسرائيل تجري تحقيقات في الحوادث الأمنية التي تم الإبلاغ عنها"، وأن تركيزها على "وصول المساعدات بطريقة آمنة وفعالة من دون المساس بالاستقرار الإقليمي الأوسع أو تمكين منظمات مصنفة إرهابية".
كان أعضاء الكونغرس في رسالتهم التي وجهوها إلى وزير الخارجية ماركو ربيو، قد عبّروا عن قلقهم من انتشار العنف في مراكز توزيع المساعدات التابعة لـ"غزة الإنسانية"، واستشهاد ما لا يقل عن 1000 شخص أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، منتقدين عدم استخدام الأساليب التقليدية المستندة إلى المبادئ الإنسانية المتفق عليها دولياً في توزيع المساعدات. وبحسب الأعضاء فإن "خطر العنف وطول فترات الانتظار ومحدودية توفير المساعدات يجبر مئات الآلاف على الاختيار بين المخاطرة بحياتهم أو البقاء بلا طعام"، ولفتوا إلى استقالة المدير التنفيذي الأول للمؤسسة وجندي البحرية السابق جيك وود، وإشارته إلى عدم التزامها بالمبادئ الإنسانية.
وطلب أعضاء الكونغرس، من وزير الخارجية ضرورة الكشف عن مصادر تمويل مؤسسة غزة الإنسانية بالكامل، مشيرين إلى تقارير عن تلقيها تمويلاً من إسرائيل رغم نفي المؤسسة العلني، كما لفتوا إلى حل الحكومة السويسرية فرعها في سويسرا، وقالوا في الرسالة "لم تنشر المؤسسة قائمة داعميها، وسجلت في ديلاوير في فبراير/شباط 2025، وصرحت علناً أنها تلقت ما لا يقل عن 119 مليون دولار من جهات مانحة أخرى، كما أفادت تقارير أن الحكومة الإسرائيلية ساهمت في تمويلها بـ280 مليوناً".
وأشار المشرعون الأميركيون إلى الخلل المتعلق بنظام وتكاليف تشغيل المؤسسة مقارنة بالمنظمات الإنسانية الأخرى، موضحين أنها تدير "4 مواقع لتوزيع المساعدات وتتعاقد مع شركتي سيف ريتش سوليوشنز SRS ويو جيه سوليوشنز UGS لتوفير الخدمات اللوجستية والأمن مع نماذج تسعير باهظة"، مؤكدين أن المجموعات المذكورة "لا تملك خبرة سابقة في المجال الإنساني، بما في ذلك الرئيس التنفيذي للمؤسسة جوني مور الحليف المقرب من الرئيس دونالد ترامب (..) مراكز التوزيع تعمل بطاقة استيعابية منخفضة وتكاليف باهظة تتجاوز كثيراً تكاليف تشغيل المنظمات الإنسانية ذات الخبرة".
## ترامب يأمر بنشر غواصتين نوويتين رداً على تصريحات روسية "استفزازية"
01 August 2025 07:00 PM UTC+00
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه أمر بنشر غواصتين نوويّتين رداً على تصريحات "استفزازية للغاية" أدلى بها مسؤول روسي. وجاء في منشور لترامب على منصّته تروث سوشال "استناداً إلى التصريحات الاستفزازية للغاية التي أطلقها الرئيس السابق لروسيا، دميتري ميدفيديف.. أمرت بنشر غواصتين نوويّتين في المناطق المناسبة، تحسباً لانطواء هذه التصريحات الغبية والتحريضية على ما هو أكثر من ذلك". وتابع ترامب "الكلمات مهمة جداً، وغالباً ما يمكن أن تؤدي إلى عواقب غير مقصودة، آمل ألا تكون هذه من تلك الحالات".
وكان مدفيديف، وهو حالياً نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، اعتبر في منشور على إكس في 28 يوليو/تموز السابق أن تحديد ترامب مهلة لموسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا، هو بمثابة "تهديد وخطوة نحو الحرب". ويهدّد ترامب بفرض عقوبات اقتصادية صارمة على روسيا إذا لم يوقف نظيره الروسي فلاديمير بوتين الأعمال العدائية في أوكرانيا بحلول نهاية الأسبوع المقبل.
ويدرس الرئيس الأميركي حالياً فرض عقوبات "ثانوية" على روسيا وهي عقوبات تستهدف عملياً الدول التي تشتري من موسكو النفط تحديداً، وذلك بهدف تجفيف هذا المصدر الأساسي لإيرادات المجهود الحربي الروسي. وإثر عودته إلى السلطة في يناير/كانون الثاني الفائت، أعرب ترامب عن استعداده للتفاوض مع الرئيس الروسي وحاول التقارب معه وانتقد المساعدات الضخمة التي قدّمتها واشنطن لكييف في عهد سلفه جو بايدن. لكنّ عدم تجاوب بوتين على النحو الذي يريده ترامب مع مبادراته أثار "استياء" و"خيبة أمل" الرئيس الأميركي، خصوصاً لعدم موافقة الرئيس الروسي على وقف لإطلاق النار تطمح إليه كييف وواشنطن.
ومع استمرار العد التنازلي لانقضاء المهلة البالغة عشرة أيام والتي حددها ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا وتُحسب اعتباراً من تاريخ 29 يوليو/تموز الماضي، لا تبدو روسيا متخوفة من تحقيق سيد البيت الأبيض وعيده بفرض رسوم تصل إلى 100% على مشتري موارد الطاقة الروسية، وفي مقدمتهم الصين والهند اللتان تعتمد عليهما موسكو ملاذاً بديلاً لصادراتها النفطية بعد إغلاق السوق الأوروبية.
كما لم يُفضِ بدء العد التنازلي لفرض رسوم ترامب إلى تبلور أي بوادر لإنهاء حرب أوكرانيا أو تجميد النزاع على الأقل، إذ تواصل روسيا تقدمها على الأرض، معلنة أمس الخميس، إحكام السيطرة على مدينة تشاسيف يار الواقعة في مقاطعة دونيتسك التي ضمت روسيا في عام 2022 تحت مسمى "جمهورية دونيتسك الشعبية"، رغم نفي المتحدث باسم "مجموعة القوات الاستراتيجية العملياتية خورتيستيا" فيكتور تريغوبوف في حديثٍ لوكالة فرانس برس ذلك أمس الخميس، مشيراً إلى أنه ينصح دائماً "بعدم اعتبار وزارة الدفاع الروسية مصدراً للمعلومات. إنهم ببساطة يكذبون بشكل ممنهج، وجعلنا نعلق على أكاذيبهم الأخيرة في كل مرة أمر خاطئ".
(فرانس برس، العربي الجديد)
## أزمة في مدريد.. تمسّك جماعي بالبقاء وصراع مفتوح بين أندريك وغارسيا
01 August 2025 07:09 PM UTC+00
يواصل نادي ريال مدريد رسم ملامح تشكيلته للموسم الجديد، وسط قرارات صعبة على طاولة الجهاز الفني، بقيادة الإسباني تشابي ألونسو (43 عاماً)، الذي يسعى إلى حسم القائمة التي سيعتمد عليها في الموسم المقبل. وفي الوقت الذي تعمل فيه إدارة "الميرينغي" على تخفيض كتلة الأجور من خلال تسويق اللاعبين غير المدرجين ضمن خطط المدرب، اصطدمت بموقف جماعي من هؤلاء، إذ لم يُبدِ أي منهم رغبة في الرحيل، متمسكين بمكانتهم داخل أسوار النادي الملكي، رغم إدراكهم تراجُعَ حظوظهم في الحصول على دقائق لعب منتظمة.
ويتمثّل التحدي الأول للمدرب الجديد لريال مدريد، تشابي ألونسو، في تحديد هوية المهاجم الاحتياطي للنجم الفرنسي، كيليان مبابي (26 عاماً)، في الخط الأمامي. ووفقاً لما أوردته صحيفتا آس وماركا الإسبانيتان، الجمعة، فإن إدارة النادي الملكي لا تنوي الاحتفاظ بأكثر من مهاجم بديل واحد لمبابي، ما يفرض على الجهاز الفني حسم قراره بين اسمين بارزين: البرازيلي الواعد إندريك (19 عاماً)، الذي يُصنّف ضمن أبرز المواهب الصاعدة، ويُعوّل عليه مستقبلاً، والإسباني المتألق، غونزالو غارسيا (21 عاماً)، الذي خطف الأضواء مؤخراً في كأس العالم للأندية، بعدما أنهاها هدافاً للفريق، مقدماً مستويات مميزة لفتت أنظار الأندية الأوروبية.
وتأتي الصعوبة  في ظل رفض كليهما مغادرة الفريق، سواء بالإعارة أو البيع، فالمشكلة لا تتعلق بالقدرات بل بتجميد أحدهما خياراً ثالثاً، ما قد يعرقل تطوره. إذ يرى إندريك أنه جدير بالفرصة للاندماج ونيل دقائق لعب أكثر، بينما يتمسك غونزالو بالبقاء بعد تألقه في كأس العالم للأندية.
وفي السياق نفسه، لا تقتصر مشكلات ريال مدريد على أزمة الثنائي: إندريك وغونزالو غارسيا فحسب، بل تتعدّاها إلى ملف أوسع تسعى من خلاله إدارة النادي إلى تقليص عدد اللاعبين وتخفيف الأعباء المالية المتزايدة. وحتى الآن، لم يُسجل أي خروج رسمي من التشكيلة، رغم تعدد التقارير التي تتحدث عن عروض محتملة لعدة لاعبين، أبرزهم البرازيلي رودريغو (24 عاماً)، الذي ارتبط اسمه بمحادثات انتقال، من دون أن تتبلور الأمور إلى اتفاق نهائي. كما طُرح اسم مواطنه فينيسيوس جونيور (25 عاماً) على طاولة الاهتمامات من أحد الأندية السعودية، ما فتح باب الجدل حول إمكانية التفريط فيه في حال وُجد عرض ضخم.
وعلى مستوى الدفاع، تتعقّد وضعية الظهير الفرنسي، فيرلان ميندي (30 عاماً)، في ظل التعاقد مع الإسباني ألفارو كاريراس (22 عاماً)، وتألّق مواطنه فران غارسيا (25 عاماً)، ما يطرح علامات استفهام حول مستقبله داخل التشكيلة، إضافة إلى وضعية النمساوي دافيد ألابا (33 عاماً) صاحب ثاني أعلى أجرة في الفريق، والذي بات بعيداً عن مستوياته مع تجدد إصابته بعد كل عودة إلى الملاعب، أما على مستوى خط الوسط، فإن التحديات مضاعفة، فمنذ رحيل الثنائي التاريخي: الكرواتي لوكا مودريتش (39 عاماً) والألماني توني كروس (35 عاماً)، يسعى "الميرينغي" إلى إعادة بناء هذا الخط الحساس، عبر تحديد العناصر التي يمكن الاعتماد عليها مستقبلاً، سواء من خلال تصعيد لاعبين شباب، أو دخول السوق مجدداً، لاستقدام أسماء جديدة قادرة على منح التوازن المطلوب.
وقبل إسدال الستار على سوق الانتقالات الصيفية، تبدو المهمة أكثر تعقيداً أمام إدارة ريال مدريد والمدرب تشابي ألونسو، إذ تلوح الحاجة الملحّة إلى وضع خريطة طريق واضحة المعالم تُراعي توازن التشكيلة، وتُسهم في التخلص من فائض اللاعبين الاحتياطيين، الذين لن يكون لهم دور فعّال في الموسم المقبل. كون استمرار التكدّس في بعض المراكز سيؤثر سلباً على الانسجام الفني، ويزيد من التوتر داخل غرفة الملابس.
## زميل جواو فيليكس السابق يكشف سبب فشله في أوروبا
01 August 2025 07:09 PM UTC+00
كشف اللاعب الإسباني ساؤول نيغيز (30 عاماً) سبب فشل اللاعب البرتغالي جواو فيليكس (25 عاماً) في الوصول إلى قمة مستواه، بعدما كان في بداية مسيرته واحداً من اللاعبين الذين يُنظر إليهم أنهم نجوم للمستقبل، لكنه في نهاية الأمر لم يستطع تحقيق مراده، إذ ترك القارة الأوروبية ليوقع مع نادي النصر السعودي، حيث سيحاول هناك التألق مجدداً وإحياء مسيرته.
وقال نيغيز في تصريحاتٍ نقلتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية: "موهبة فيليكس لا قيمة لها لافتقاره إلى أساسيات العمل، يمتلك جواو كلّ المقومات ليكون لاعباً استثنائياً، ولكن مهما بلغت من براعة، فإن لم تعمل فلا قيمة لك، سمعتُ عبارةً لباكو خيميز (مدرب إسباني) مفادها أن الموهبة من دون عمل لا قيمة لها. حاول الكثير منا مساعدة جواو، ولكن إن لم ترغب في ذلك...".
وأصبح جواو فيليكس أحد أغلى اللاعبين في التاريخ عندما تعاقد معه أتلتيكو مدريد مقابل 113 مليون جنيه إسترليني من بنفيكا في عام 2019، ثم ضمّه تشلسي مقابل 46.3 مليون جنيه إسترليني قبل عام، ولعب في الموسم الماضي مع نادي ميلان معاراً وقبلها مع برشلونة، لكنه قرر مغادرة ستامفورد بريدج نهائياً مقابل 26 مليون جنيه فقط في صفقة قد ترتفع إلى 43.7 مليون جنيه إسترليني.
ولا يشكك الكثيرون في مهارة فيليكس مع الكرة، خاصة أنّه كان الفتى الذهبي لأوروبا في عام 2019، لكنه لم ينجح في إخراج تلك الموهبة الفطرية على أرض الملعب في القارة الأوروبية، وهو الآن أمام رحلة وتجربة جديدة، قد يلقى فيها دعماً في نادي النصر بحكم وجود مواطنه الأسطورة كريستيانو رونالدو.
وشارك فيليكس في 20 مباراة مع تشلسي في النصف الأول من الموسم، لكنه لم يبدأ أساسياً سوى في ثلاث مباريات فقط في الدوري الإنكليزي الممتاز، قبل أن ينتقل إلى ميلان على سبيل الإعارة في يناير/كانون الثاني، مع العلم أن البلوز ودّعه في بيانٍ رسمي قال فيه: "نشكر جواو على جهوده خلال فترتيه مع النادي، ونتمنى له كل التوفيق في المستقبل".
وكان من المتوقع عودة فيليكس إلى نادي طفولته بنفيكا، لكن هذه الخطوة لم يُكتب لها النجاح، بعدما دخل نادي النصر على الخط في ظلّ سعية للمنافسة على الألقاب، وهي تجربة سيحاول فيها اللاعب البرتغالي إظهار كلّ إمكاناته، في محاولة أيضاً للبقاء حاضراً في منتخب البرتغال قبل أقل من عام على انطلاق كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة.
## نجمة اليد التونسية الغاوي تختار تمثيل رومانيا.. وهذه تفاصيل القصة
01 August 2025 07:53 PM UTC+00
فاجأت نجمة كرة اليد التونسية أسماء الغاوي (33 عاماً) الجماهير والمتابعين باختيارها تمثيل منتخب رومانيا، بعدما لعبت سنوات طويلة لمنتخب بلادها، وحصلت معه على تتويج تاريخي بلقب بطولة كأس أمم أفريقيا عام 2014.
وشهدت قائمة المنتخب الروماني، خلال المعسكر المقام حاليّاً في العاصمة بوخارست، انضمام اللاعبة التونسية بشكل مفاجئ، لتدخل ضمن حسابات الفريق استعداداً لبطولة العالم لكرة اليد للسيدات 2025 التي ستقام في دولتي ألمانيا وهولندا، وذلك خلال الفترة الممتدة من 26 نوفمبر/ تشرين الثاني  إلى 14 ديسمبر/ كانون الأول القادمين.
وبحسب المعطيات التي حصل عليها "العربي الجديد" اليوم الجمعة، فإنّ الغاوي حصلت أخيراً على الجنسية الرومانية نظراً لأنها تقيم في هذا البلد الأوروبي منذ أكثر من خمس سنوات، حيث تلعب لنادي رامينكو فالاتشيا، مستغلّة قوانين الاتحاد الدولي لكرة اليد، التي تسمح لها بتمثيل منتخب آخر، إذا بقيت عامين متتاليين من دون أن تلعب لبلدها الأصلي.
وهكذا، يصبح في رصيد الغاوي ثلاث جنسيات، وهي التونسية والرومانية والمجرية التي حصلت عليها عند احترافها في الدوري المجري خلال الفترة الممتدة بين عامي 2015 و2019، لكن لاعبة الدائرة كانت في كل مرة تؤكد أنها لن تمثل إلا تونس في تصريحاتها الإعلامية رغم "شعورها بالظلم والتهميش" خلال السنوات التي قضّتها في منتخب بلادها، قبل أن تراجع موقفها باختيار اللعب لرومانيا.
وانقطعت الغاوي في بداية الأمر عن تمثيل منتخب تونس أربع سنوات، وعادت عام 2022 لتمثيل بلادها بعدما بادر الاتحاد المحلي للعبة بتكريمها، وأعلن فتح صفحة جديدة مع النجمة المتألقة، بالإضافة إلى منحها شارة قيادة الفريق، غير أنها تراجعت سريعاً وقررت مرة أخرى وضع حدّ لمسيرتها الدولية مع منتخب تونس، ورفضت كل الدعوات التي تلقتها للمشاركة في المعسكرات والمنافسات الرسمية.
## النيابة العامة الإسبانية تطالب بسجن أسينسيو لعامين ونصف العام
01 August 2025 07:53 PM UTC+00
طالبت النيابة العامة الإسبانية، اليوم الجمعة، بسجن مدافع نادي ريال مدريد، راؤول أسينسيو (22 عاماً)، لمدة عامين ونصف العام، وذلك على خلفية تورطه في قضية تتعلق بنشر صور خاصة ذات طابع غير أخلاقي، في واقعة أثارت الكثير من الجدل في الأشهر الماضية.
وذكرت صحيفة ماركا الإسبانية أن التحقيقات القضائية، التي استمرت طوال الفترة الماضية، قامت بإظهار مدافع نادي ريال مدريد، راؤول أسينسيو، على أنه شارك في نشر صور ومحتوى خاص لامرأتين، إحداهما قاصر، من دون علمهما أو موافقتهما، ما يعد انتهاكاً مباشراً لقوانين الخصوصية وحماية القُصر في المملكة، ما يعني أن صاحب الـ 22 عاماً يواجه عقوبة السجن، على خلفية القضية التي لاقت اهتماماً واسعاً من قِبل وسائل الإعلام العالمية.
وأوضحت أن القاضي المسؤول عن قضية راؤول أسينسيو قرر فتح محاكمة علنية ضد مدافع ريال مدريد، إلى جانب ثلاثة لاعبين سابقين من فرق الشباب لدى نادي العاصمة، وهم: أندريس غارسيا، وفيران رويز وخوان رودريغو، إذ تعود القضية إلى العام الماضي، عندما ظهرت مزاعم بمشاركة المذكورين أعلاه محتوى غير لائق، تم تداوله بشكل غير قانوني عبر تطبيقات الهواتف المحمولة، ما دفع السلطات المحلية إلى فتح تحقيق رسمي.
وختمت الصحيفة تقريرها أن النيابة العامة الإسبانية تطالب بتوقيع عقوبة السجن على جميع المتهمين في القضية، خاصة في ظل وجود أدلة رقمية تشير إلى تورطهم المباشر في مشاركة الصور، من دون تصريح، ما يمثل خرقاً واضحاً للقانون، إذ تُعد هذه القضية من القضايا الحساسة في الأوساط الرياضية الإسبانية، لارتباطها بنادٍ بحجم ريال مدريد، ومن المنتظر أن تشهد المحاكمة اهتماماً إعلامياً واسعاً، خلال الأسابيع المقبلة، في ظل مطالبات الرأي العام بتطبيق القانون، من دون النظر إلى الأسماء أو الانتماءات.
## من فرويد إلى ماركيز.. تحوّلات القرن العشرين في ثلاثين كتاباً
01 August 2025 07:58 PM UTC+00
من "تفسير الأحلام" لسيغموند فرويد إلى "في الشعر الجاهلي" لطه حسين، ومن "عوليس" لجيمس جويس و"1984" لجورج أورويل، و"الغريب" لألبير كامو، إلى "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ، و"الصخب والعنف" لويليام فوكنر، و"الخطيئة والتكفير" لعبد الله الغذامي. هي أعمال أدبية وفكرية تنتمي إلى سياقات وتيارات متباينة، وقد لا تجمعها قواسم موضوعاتية واضحة. لكن ما يوحّدها جميعاً هو أنها صدرت خلال القرن العشرين. فهل يمكن، إذاً، قراءة هذا القرن وتحولاته الكبرى من خلال ثلاثين كتاباً شكّلت ملامحه الفكرية والجمالية؟
أعمال شكّلت وعي العالم
"ما وراء الأغلفة.. روائع القرن العشرين" عنوان كتاب صدر حديثاً للشاعر السعودي إبراهيم زولي عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان، يرصد فيه ثلاثين عملاً أدبياً وفكرياً صدرت خلال القرن الماضي، لنستكشف معاً كيف شكّلت هذه الأعمال وعي العالم، وكيف استحالت إلى جسور تربط بين الشرق والغرب، والأدب والفلسفة، والفرد والمجتمع، من الرواية إلى الشعر، ومن الفلسفة إلى النقد الاجتماعي والسياسي.
يرى زولي في مقدمة كتابه أن "القرن العشرين كان بمثابة مختبر للأفكار"، إذ شهد صعود الأيديولوجيات الكبرى وانهيارها، وتفكك الإمبراطوريات، وولادة حركات التحرر في العالم الثالث. وبحسب الكاتب، فإن أهمية هذا القرن لا تكمن فقط في غنى إنتاجه الفكري والأدبي، بل في كونه فترة تحوّل جذري. ففيه ظهرت الحداثة وما بعد الحداثة، وتعرّضت الأطر التقليدية في الرواية والشعر والفلسفة للتفكيك وإعادة البناء، بما عكس التحولات العميقة في الوعي الإنساني والعلاقات الاجتماعية والسياسية.
ينطلق المؤلف من العالم العربي مع "زينب" لمحمد حسين هيكل، أول رواية عربية بالمعنى الحديث، ثم يعبر إلى روسيا مع "الأم" لمكسيم غوركي، أحد أبرز أعمال الأدب الاشتراكي. من هناك، يتوقف في اليونان مع "زوربا" لنيكوس كازانتزاكي، وهي رواية تحتفي بالحرية والروح الإنسانية، قبل أن يصل إلى المكسيك مع "بدرو بارامو" لخوان رولفو، العمل الذي ألهم تيار الواقعية السحرية في أميركا اللاتينية.
هويات ثقافية وفكرية متنوعة
في "المسخ" لفرانز كافكا، نجد انعكاساً حاداً للاغتراب الفردي في عالم يزداد جموداً وتجريداً، بينما يقدم جيمس جويس في "عوليس" مغامرة لغوية وفكرية تعيد تعريف شكل الرواية الحديثة ومعناها. ومن جهة أخرى، يعبّر عمل "الجنس الآخر" لسيمون دي بوفوار عن صوت المرأة في مواجهة التمييز البنيوي، في حين تجسّد رواية "محبوبة" لتوني موريسون مأساة العبودية وآثارها النفسية والاجتماعية العميقة عبر أجيال متعاقبة.
ولا تقتصر القائمة على الأعمال الأدبية، بل تمتد لتشمل نصوصاً فكرية أثارت جدلاً وتحولات كبرى، مثل "الإسلام وأصول الحكم" لعلي عبد الرازق، و"الاستشراق" لإدوارد سعيد، و"تكوين العقل العربي" لمحمد عابد الجابري، بوصفها محاولات لإعادة فحص الهوية الثقافية والفكرية في مواجهة الاستعمار والحداثة، فيما يقدم ميشيل فوكو في "تاريخ الجنون" تأملاً عميقاً في كيفية تعامل المجتمعات مع الآخر، سواء كان المجنون أو المنبوذ أو المهمّش.
من الكتب التي يقف عندها زولي أيضاً: "الأرض اليباب" لإليوت، و"في انتظار غودو" لصمويل بيكيت، و"المياه كلها بلون الغرق" لإميل سيوران، و"اسم الوردة" لأمبرتو إيكو، و"مائة عام من العزلة" لغابرييل غارسيا ماركيز.
بطاقة
شاعر وكاتب سعودي من مواليد مدينة ضمد في منطقة جازان عام 1968. حاصل على إجازة في اللغة العربية وآدابها. عمل في التدريس. صدرت له تسع مجموعات شعرية، من بينها: "رويداً باتجاه الأرض" (1996)، و"رجالٌ يجوبونَ أعضاءنا" (2009)، و"قصائد ضالّة: كائنات تمارس شعيرة الفوضى" (2010)، و"من جهة معتمة" (2013)، و"حرس شخصي للوحشة" (2015). تُرجم عددٌ من نصوصه إلى الإنكليزية والفرنسية.
## 26 ألف يهودي أميركي يوقعون على عريضة تطالب بدخول المساعدات إلى غزة
01 August 2025 08:06 PM UTC+00
وقع أكثر من 26 ألف يهودي أميركي وحاخام ورجل دين على عريضة تطالب بدخول المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة وإنهاء حصار الحكومة الإسرائيلية لدخولها، حيث وقع نحو 25 ألفاً و437 شخصاً و781 حاخاماً على العريضة. ويسعى مطلقو حملة يهود من أجل المساعدات الإنسانية لسكان غزة، إلى الوصول بالتوقيعات إلى 36 ألف يهودي في مختلف أنحاء البلاد.
ونشرت الحملة إعلاناً على صفحة كاملة في صحيفة نيويورك تايمز هذا الأسبوع، تضمن رسالة جاء فيها "وحدة الجالية اليهودية حول هذه الرسالة يعد بياناً قوياً للتضامن مع الفلسطينيين في غزة، ورسالة إلى صانعي القرار والمسؤولين المنتخبين ليعلموا أن اليهود في جميع أنحاء العالم يعارضون سياسة الحكومة الإسرائيلية في التجويع القسري".
كما ألقت قوات الأمن بمدينة نيويورك، اليوم الجمعة، القبض على عدد من أعضاء الحملة، بعد تجمعهم أمام مكتبي السيناتور الديمقراطي تشاك شومر زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ الأميركي، والسيناتور كيرستن غيليبراند، للمطالبة بالوقف الفوري لتجويع غزة، ووجه المحتجون انتقادات حادة إلى الحكومة الأميركية، ورفعوا شعارات "أوقفوا تجويع غزة".
وتطالب الحملة بوقف تجويع غزة، كما وجهت انتقادات حادة إلى مؤسسة غزة الإنسانية. وأشاروا إلى أنها لا تفي بالحاجة وأنها تُستخدم مواقعَ للعنف ضد المدنيين الذين يحاولون إطعام أسرهم، وأشاروا إلى دعمهم لمطبخ غزة الخيري الذي يدار في غزة من قبل هاني المدهون مدير الأعمال الخيرية في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ويقف وراء هذه الحملة عدد من المنظمات من بينها "حاخامات من أجل وقف إطلاق النار، وإن لم يكن الآن، ويهود من أجل العدالة العرقية والاقتصادية".
ومنعت إسرائيل على مدار الأشهر الماضية، دخول الطعام والدواء إلى غزة وجوعت أكثر من مليونَي شخص في القطاع، في إطار مخطط إسرائيلي كان يتم الإعداد له على مدار عامي 2024 و2025 يستهدف تحكمها في المساعدات الإنسانية ومراقبة من يحصلون عليها والتي انتهت بتأسيس مؤسسة غزة الإنسانية، وقتل الجيش الإسرائيلي على مدار الأسابيع الماضية أكثر من 1000 شخص مدني في طريقهم إلى مراكز المساعدات الإنسانية المدعومة أميركياً وإسرائيلياً، كما قتل الاحتلال على مدار العامين الماضيين عشرات الآلاف من الأطفال والنساء ودمر المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس.
## وزير الخارجية التركي يستقبل رئيس مجلس قيادة حماس
01 August 2025 08:06 PM UTC+00
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال لقائه، مساء اليوم الجمعة، في إسطنبول، وفداً من قيادة حركة حماس برئاسة رئيس مجلسها القيادي محمد درويش رفض أنقرة القاطع لخطوات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى تهجير الفلسطينيين من غزة وضم الضفة الغربية، وذلك وفق ما أوردته وكالة "الأناضول" للأنباء. ووفق المصدر نفسه، قال فيدان لدرويش إن "إسرائيل تهدف من خلال إطالة مفاوضات وقف إطلاق النار لكسر صمود الفلسطينيين في غزة وبالتالي إجبارهم على النزوح من أرضهم".
وبحسب ما أكدته مصادر من وزارة الخارجية لوسائل الإعلام التركية، فقد أشار وفد حركة حماس إلى أن كمية المساعدات الإنسانية المسموح بدخولها إلى غزة لا تلبي الاحتياجات، وأن إسرائيل اتخذت موقفاً متشدداً في مفاوضات وقف إطلاق النار. من ناحيته، أشار فيدان إلى أن إسرائيل تواصل سياسة الإبادة الجماعية بتجويع سكان غزة، وأن هذا النهج يُظهر عدم جدية حكومة بنيامين نتنياهو في التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وتطرق وزير الخارجية التركي إلى تنامي الدعم الشعبي العالمي للفلسطينيين، مشيراً إلى أنه نتيجة للضغط الشعبي، تعترف المزيد من الدول بدولة فلسطين، بينما تزداد عزلة إسرائيل، مشدداً على أن دعم تركيا القضية الفلسطينية سيستمر بأقوى صورة. ويأتي استقبال وفد حركة حماس بعد مكالمتين هاتفيتين أجراهما فيدان في وقت سابق اليوم مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومشاركته في القمة التركية الليبية الإيطالية للتعاون المشترك.
وذكرت مصادر في وزارة الخارجية التركية، لـ"الأناضول"، أن فيدان بحث مع بن عبد الرحمن آل ثاني الجهود الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وبحث وزير الخارجية التركي مع نظيره السعودي آخر التطورات في قطاع غزة وسورية. وأفادت مصادر دبلوماسية تركية "الأناضول" بأن الجانبين تناولا الوضع في غزة، وبحثا الخطوات الممكن اتخاذها للاعتراف بدولة فلسطين في إطار القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول آخر المستجدات على الساحة السورية، وفق المصادر نفسها.
من جانبها قالت حركة حماس إن اللقاء الذي أجراه وفدها القيادي بحث "آخر التطورات السياسية وجهود وقف جرائم الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا، وخاصة جريمة التجويع ضمن العدوان المتواصل على قطاع غزة، ومحاولات التهجير في غزة والضفة، والاستيطان ومصادرة الأراضي وتهويد القدس". وأضافت في بيان أن درويش استعرض "ما يقوم به الاحتلال المجرم في غزة من تطهير عرقي وجريمة التجويع ومنع الغذاء والدواء وكل سبل الحياة ضمن جريمة الإبادة الجماعية".
وأكد درويش "استعداد الحركة للعودة إلى المفاوضات فور انتهاء الأزمة الإنسانية وإدخال المساعدات بشكل كافٍ" إلى غزة، مشدداً على أن "المقاومة الفلسطينية مستمرة ومتمسكة بالدفاع عن حقوق شعبنا في الحرية والكرامة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس".
من ناحية أخرى، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، إن "غزة تشهد أبشع إبادة جماعية أمام ما يسمى العالم المتحضر، حيث تجرى عملية محو الإنسانية فيها". جاء ذلك في كلمة له خلال فعالية طلابية في إسطنبول، أفاد فيها بأن تركيا تتابع ما يجري في غزة التي "دمرتها شبكة الإجرام الصهيونية"، حيث يعاني الفلسطينيون من الجوع والعطش وانعدام الأدوية.
وأضاف: "تصل إلينا أخبار استشهاد النساء والأطفال بسبب الجوع، والآباء والأمهات يسيرون كيلومترات بين الأنقاض بحثاً عن الماء والطحين". وشدد على أن تركيا لم تدر ظهرها للفلسطينيين رغم التهديدات وترفع صوتها إزاء هذا المشهد، وأنها "ردت بحزم" على الوحشية في غزة منذ اليوم الأول. وأفاد بأن تركيا "لم تترك أهل غزة أبداً، أوصلت إليهم المساعدات وأوقفت التجارة تماماً مع إسرائيل، وعبر الجهود الدبلوماسية دائماً تقف مع فلسطين، تركيا لم تدر ظهرها للفلسطينيين رغم التهديدات ولم تتراجع عن دعم القضية الفلسطينية". وأعرب أردوغان عن أمله بانتهاء الظلم "في غزة وفلسطين تماماً كما حصل في سورية، وأنه يوماً ما سينتهي الظلم وتتوقف الدماء وتبقى فلسطين شامخة".
## "رويترز": ترامب يريد ضم أذربيجان ودول بآسيا الوسطى لاتفاقيات إبراهام
01 August 2025 08:19 PM UTC+00
ذكرت خمسة مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تناقش بنشاط مع أذربيجان إمكانية ضمها هي وبعض الحلفاء في آسيا الوسطى إلى اتفاقيات أبراهام (اتفاقيات التطبيع)، على أمل تعزيز علاقاتهم القائمة مع إسرائيل. وبموجب اتفاقيات أبراهام التي أُبرمت في عامي 2020 و2021 خلال فترة ولاية ترامب الأولى في رئاسة الولايات المتحدة، وافقت أربع دول ذات أغلبية مسلمة على تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بعد وساطة أميركية.
وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها إن أذربيجان وكل دول آسيا الوسطى لديها بالفعل علاقات طويلة الأمد مع إسرائيل، ما يعني أن توسيع الاتفاقيات لتشمل هذه الدول سيكون خطوة رمزية إلى حد كبير، وأن التركيز سينصب على تعزيز العلاقات في مجالات مثل التجارة والتعاون العسكري.
ويعكس هذا التوسع انفتاح ترامب على اتفاقيات أقل طموحا من هدف إدارته المتمثل في إقناع السعودية ذات الثقل الإقليمي في الشرق الأوسط بإقامة علاقات مع إسرائيل، في وقت تحتدم فيه الحرب على قطاع غزة. وقالت المملكة مرارا إنها لن تعترف بإسرائيل من دون خطوات باتجاه اعتراف إسرائيل بدولة فلسطينية. وأدى ارتفاع عدد الشهداء في غزة والمجاعة في القطاع بسبب عرقلة المساعدات والعمليات العسكرية الإسرائيلية إلى تفاقم الغضب العربي، ما ترتب عليه تعثر الجهود لإضافة المزيد من الدول ذات الأغلبية المسلمة إلى اتفاقيات أبراهام.
وقالت السلطات الصحية في القطاع إن حرب غزة أودت بحياة أكثر من 60 ألف شخص من بينهم عشرات الآلاف من النساء والأطفال، وهو ما أثار غضبا عالميا. وأعلنت كندا وفرنسا وبريطانيا في الآونة الأخيرة عزمها الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.
وقالت ثلاثة مصادر إن نقطة الخلاف الرئيسية الأخرى هي صراع أذربيجان مع جارتها أرمينيا، إذ تعتبر إدارة ترامب اتفاق السلام بين الدولتين الواقعتين في منطقة القوقاز شرطا مسبقا للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام. وفي حين طرح مسؤولون من إدارة ترامب علنا أسماء عدة دول محتملة للانضمام إلى الاتفاقيات، ذكرت المصادر أن المحادثات التي تركزت على أذربيجان من بين الأكثر تنظيما وجدية. وقال مصدران إن من الممكن التوصل إلى اتفاق في غضون أشهر أو حتى أسابيع.
وسافر ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب الخاص لمهام السلام، إلى باكو، عاصمة أذربيجان، في مارس/ آذار الفائت، للقاء الرئيس إلهام علييف. وذكرت ثلاثة مصادر أن أرييه لايتستون، أحد أبرز مساعدي ويتكوف، التقى بعلييف في وقت لاحق من فصل الربيع لمناقشة اتفاقيات أبراهام. وفي إطار هذه المناقشات، تواصل مسؤولون من أذربيجان مع نظراء لهم من دول آسيا الوسطى، بما في ذلك كازاخستان المجاورة، لقياس مدى اهتمامهم بتوسيع نطاق اتفاقيات أبراهام، وفقا لما ذكرته المصادر نفسها.
ولم يتضح بعدُ أي دول أخرى في آسيا الوسطى، التي تشمل كازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان وطاجكستان وقرغيزستان، جرى التواصل معها. ولم تتطرق وزارة الخارجية الأميركية، عندما طلب منها التعليق، إلى دول محددة، لكنها قالت إن توسيع نطاق الاتفاقيات هو أحد الأهداف الرئيسية لترامب. وقال مسؤول أميركي: "نعمل على انضمام المزيد من الدول". وأحجمت حكومة أذربيجان عن التعليق. ولم يرد البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الإسرائيلية أو سفارة كازاخستان في واشنطن على طلبات للتعليق. ولن تؤدي أي اتفاقات جديدة إلى تعديل اتفاقيات أبراهام السابقة التي وقعتها إسرائيل.
(رويترز)
## الحسين إربد يستعرض والرمثا يهزم الوحدات في انطلاق الدوري الأردني
01 August 2025 08:39 PM UTC+00
استعرض نادي الحسين إربد قوته الهجومية الضاربة، بعدما حقق فوزاً عريضاً على ضيفه فريق الأهلي، في المواجهة، التي جمعت بينهما اليوم الجمعة، بخمسة أهداف مقابل هدفين، فيما تجرع الوحدات مرارة الهزيمة على يد الرمثا بهدف نظيف، ضمن منافسات الجولة الأولى من الدوري الأردني لكرة القدم.
وفي المواجهة الأولى، تقدم بطل الدوري الأردني لكرة القدم بهدف عكسي في الدقيقة الـ33 من عمر الشوط الأول، بعدما أحرز محمد الرزام هدفاً عن طريق الخطأ في مرماه، ثم أضاف وسام الريالات الهدف الثاني لصالح الحسين إربد في الدقيقة الـ41، لكن الأهلي استطاع العودة بالنتيجة بفضل نجمه المتألق محمد حداد في الدقيقة الـ42.
واستطاع النادي الأهلي إدراك التعادل في الدقيقة الـ70 من عمر الشوط الثاني بفضل محمد الشطي الذي نفذ ركلة الجزاء بنجاح، لكن الحسين إربد انتفض سريعاً، واستطاع عبر نجمه الألباني لويس كاكوري إحراز الهدف الثالث، فيما نجح البديل محمود خروبة في تسجيل الهدفين الرابع والخامس لصالح بطل الدوري الأردني لكرة القدم في الدقيقتين الـ90 والـ92، ليخطف  ثلاث نقاط ثمينة تحت قيادة مدربه البرتغالي كيم ماتشادو في بداية رحلة الموسم الجديد 2025-2026.
وفي المواجهة الثانية من منافسات الجولة الأولى في الدوري الأردني لكرة القدم، نال نادي الوحدات الهزيمة الأولى في الموسم الجديد علي يد الرمثا بهدف مقابل لا شيء، بعدما شهدت المباراة عدم قدرة لاعبي "المارد" الأخضر على ترجمة الفرص التي لاحت لهم أمام حارس مرمى الفريق المنافس، الذي خطف ثلاث نقاط ثمينة بفضل الهدف الوحيد الذي سجله النجم حمزة الدردور في الدقيقة الـ63، ما وضع مدرب الفريق قيس اليعقوبي في موقف حرج مع لاعبيه أمام الجماهير.
## منتخب الجزائر يتوج بلقب البطولة العربية لكرة السلة
01 August 2025 08:45 PM UTC+00
أعادت كرة السلة الجزائرية كتابة التاريخ بعدما تُوّج المنتخب الأول لـ"الخُضر"، يوم الجمعة، بلقب النسخة الـ26 من البطولة العربية، للمرة الثانية في تاريخه، إثر فوز درامي على منتخب البحرين المضيف بنتيجة 70-69، في لقاء مثير حُسم في الثواني الأخيرة، وكرّس عودة المنتخب الجزائري إلى الواجهة بعد سنوات من التراجع والغياب عن الأضواء الدولية والقارية، وكذلك الإقليمية.
وحسم المنتخب الجزائري لكرة السلة اللقب لصالحه بقيادة المدرب علي بوزيان (48 عاماً) قبل جولة من نهاية البطولة، عقب تحقيقه الفوز الخامس توالياً، ما رفع رصيده إلى عشر نقاط، متقدّماً على أقرب ملاحقيه، منتخب تونس، الذي أنهى مشاركته بتسع نقاط من خمس مباريات. وضمن المنتخب الجزائري حسابياً تتويجه حتى في حال خسارته المباراة الأخيرة أمام مصر، نظراً لأن الخاسر في مباريات كرة السلة يتحصّل على نقطة، ما يعني أن "الخضر" سيبلغون 11 نقطة على الأقل، وهو رقم لا يمكن لأي منتخب آخر تجاوزه.
ولم يكن التتويج المحقق مصادفة، بل نتيجة مسيرة مثالية خلال الدورة، فقد حقق المنتخب الجزائري خمسة انتصارات متتالية، بدأها أمام تونس (86-81)، ثم اكتسح الإمارات (99-61)، تلاه فوز كبير على قطر (92-66)، ثم على الكويت (86-74)، قبل أن يُسقط البحرين في مباراة ملحمية، رغم التأخر بفارق 14 نقطة في بعض فتراتها. وعكست تلك العودة القوية أمام جمهور المنافس شخصية فريق شاب لا يعرف الاستسلام، ورغبة كبيرة في إعادة أمجاد كرة السلة الجزائرية.
وما يلفت الانتباه أكثر في هذا الإنجاز هو أن معدل عمر الفريق لا يتجاوز 23 عاماً، علماً أن هذا المنتخب لم يكن معروفاً قبل شهرين فقط، وهو ما يجعل هذا التتويج بمثابة ولادة جديدة لكرة السلة الجزائرية التي غابت طويلاً عن التتويجات والمشاركات الكبرى، لتأتي هذه العودة بقيادة المدرب علي بوزيان الذي يملك تجربة مع منتخب فرنسا لأقل من 20 عاماً، وتمكن من تقديم منتخب جزائري متجانس وباهر على المستويين: البدني والفني، مع تطور واضح في الأداء الجماعي والانضباط الدفاعي.
وبرز المنتخب الجزائري بأسلوب لعب سريع وقائم على التحولات، إلى جانب الاعتماد على رميات ثلاثية فعالة وتدوير ذكي للكرة، كما أظهر اللاعبون نضجاً تكتيكياً رغم قلة الخبرة الدولية، وهو ما يُحسب للطاقم الفني الذي نجح في خلق هوية جديدة للفريق في وقت قياسي، ومما لا فيه شك أن هذه المجموعة تمثل قاعدة مثالية لبناء منتخب المستقبل، وربما التفكير في العودة إلى المنافسات القارية والدولية بثوب مختلف وطموح أكبر.
31 July 2025 11:52 PM UTC+00
الأزمة الإنسانية الراهنة في غزّة هي بمثابة اختبار حاسم لفعّالية القانون الدولي الإنساني، وكذلك حدودِه. تثير الممارسات أخيراً، من الحصار الكامل وتدمير البنية التحتية التغذوية، إلى استدخال آلية التوزيع المخصخصة عبر مؤسّسة غزّة الإنسانية، مخاوف جدّية حول تقويض الضمانات القانونية المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني. فرضت إسرائيل بعد "7 أكتوبر" (2023) حصاراً تاماً على الغذاء والوقود والإمدادات إلى غزّة استمرّ عدّة أشهر. صرّحت الأمم المتحدة وغيرها من المنظّمات الدولية بأن إسرائيل "تحاول استخدام الغذاء سلاحاً"، وأن استخدام العقاب الجماعي والتجويع سلاح حرب جعل غزّة "عمليّاً غير صالحة للسكن". بحسب تقييمات "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، فإن ما يقارب ربع سكّان غزّة يواجهون "جوعاً كارثياً"، ما يؤشّر إلى مجاعة متفشّية، بينما يعاني السكّان كافّة من انعدام حادّ في الأمن الغذائي. ثمّ في 23 يوليو/ تموز 2025، حذّرت أكثر من مائة منظّمة غير حكومية من "مجاعة جماعية" في غزّة، متهمة الحكومة الإسرائيلية بالمسؤولية. أيضاً، فإن صفوة من فقهاء القانون الدولي وصفوا حصار غزّة، بأنه "مثال نموذجي على الإبادة الجماعية".
التجويع سلاحَ حرب
تبعاً للقلق العالمي الذي رافق الآثار المدمّرة للحروب، يحظر القانون الدولي الإنساني حظراً باتاً استخدام التجويع أداةً في الحروب، ويشترط حماية وصول المدنيين إلى الغذاء والماء والمساعدات الإنسانية. تصبح هذه الواجبات القانونية أشدّ صرامةً في حالات الاحتلال أو الحصار، حين يكون المدنيون على نحو خاصّ أكثر عرضة للحرمان.
يجبر المدنيون للوصول إلى مواقع توزيع الغذاء لمؤسسة غزّة الإنسانية على دخول مناطق طُلب منهم سابقاً إخلاؤها 
في أوقات الصراعات المسلّحة، يستدعي القانون الدولي الإنساني حماية المدنيين وتوفير الإغاثة. ثمّة أحكامٌ رئيسةٌ فيه كذلك تضمن ألا يُحرَم المدنيون من الغذاء أو الوصول إليه. على سبيل المثال، تحظر المادة 53 استخدام التجويع أداة حرب، إذ يستتيع ذلك التعمّد. حجب الغذاء والماء في أثناء فترات الحصار، تدمير المواد الغذائية والإمدادات، وتعطيل إنتاج وتوزيع الغذاء عمداً... كلّها تقع تحت نطاق التعمّد. المادّة 54 أيضاً، تحمي الأصول الضرورية من أجل البقاء، بما في ذلك المزارع، والمياه، والبنى التحتية، ومرافق الغذاء. المادة 55، زيادة على ذلك، تفرض على الأطراف المنخرطة في الحرب تسهيل الوصول السريع إلى المساعدات الإنسانية للمدنيين، ومن دون عوائق. تلك القواعد، المعترف بها من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تنطبق على جميع النزاعات المسلّحة، بما في ذلك غير الدولية منها، وهي ملزمة لجميع الأطراف. وإسرائيل، بصفتها طرفاً في اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، مُلزمة بهذه القواعد. وبموجب اتفاقية جنيف الرابعة، تُلزم إسرائيل كذلك بضمان توفير الإمدادات الأساسية للسكّان المدنيين الخاضعين لسيطرتها أو احتلالها. كما تُلزمها تلك الاتفاقية بضمان توفير الإمدادات الغذائية والطبّية للسكّان، وتوريد المواد الضرورية في حال عدم كفاية المصادر المحلّية. وفي حال نقص الإمدادات الكافية لسكّان الأراضي المحتلة، فلِزامٌ على إسرائيل، بوصفها قوة احتلال، الموافقة على برامج الإغاثة الإنسانية وتسهيلها بجميع الوسائل المتاحة.
بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من أن إسرائيل ليست طرفاً في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، تظلّ لهذه المحكمة ولاية قضائية على قطاع غزّة والضفة الغربية والقدس بعد انضمام فلسطين إليها في عام 2015. وبموجب المادة 8 من نظام روما الأساسي، فإن استخدام تجويع المدنيين عمداً أسلوباً من أساليب الحرب، بما في ذلك حرمانهم من الأشياء التي لا غنى عنها لبقائهم، أو عرقلة إمدادات الإغاثة عمداً، يُعرّف صراحةً على أنه جريمة حرب. يجرّم نظام روما أيضاً ممارسات عديدة، بما في ذلك القتل العمد، والقتل العمد الذي يتسبّب في معاناة شديدة أو إصابة خطيرة للجسم أو الصحّة، واستغلال المدنيين لتحصين مناطق معيّنة محصّنة من العمليات العسكرية (دروعاً بشريةً مثلاً). من هنا، فإن الطبيعة المُتعمَّدة والمنهجية للأفعال التي ترتكبها إسرائيل قد تدعم تصنيفها جرائم ضدّ الإنسانية بموجب المادة 7 من نظام روما، بما في ذلك الإبادة، والاضطهاد، وسواها من الأعمال اللاإنسانية التي تسبّب معاناة شديدة أو إصابات جسيمة. يتأسّس نظام روما الأساسي (ويتفرّع من) على نظام "الانتهاكات الجسيمة" لاتفاقيات جنيف، كما هو موضّح في المادة 147 من اتفاقيته الرابعة. وبالإضافة إلى ما ينتج من ذلك من مسؤولية جنائية، فإن هذه الانتهاكات تُفعّل أيضاً مبدأ الولاية القضائية العالمية، والذي يُلزم أيّ دولة طرف في اتفاقيات جنيف بالبحث عن (وملاحقة)، أو تسليم الأفراد المشتبه في ارتكابهم لهذه الجرائم، بغضّ النظر عن جنسيتهم أو مكان وقوع الجريمة.
في ديسمبر/ كانون الأول 2019، فتح مكتب المدّعي العام للمحكمة الجنائيّة، رسميّاً، تحقيقاً رسميّاً بخصوص جرائم حرب مدّعاة أو جرائم ضدّ الإنسانية اقترفت في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ وفي نوفمبر/ كانون الثاني 2024، أصدرت مذكّرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت، بتهم استخدام المجاعة أداة في الحرب، والقتل العمد للمدنيين. بحلول فبراير/ شباط 2025، أكّدت التحقيقات في شأن فلسطين تتواصل على وجه السرعة، وأن مذكّرات الاعتقال لا تزال سارية. أخذاً بمبدأ الولاية القضائية العالمية، كلّ الدول الأعضاء، بما في ذلك معظم الدول الأوروبية، ملزمة قانوناً بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية. يشمل هذا تنفيذ أوامر اعتقال، وضمان ألا يجد الأفراد المشتبه بهم في ارتكاب جرائم دولية منتجعاً آمناً أو حصانة.
أثارت عمليات مؤسّسة غزّة الإنسانية مخاوف جدية، وتتهمها أكثر من 170 منظّمة غير حكومية بأنها تعمل بما يخالف القانون الدولي الإنساني
خصخصة الإغاثة: أزمة في حيادية العمل الإنساني
في مايو/ أيار الماضي (2025)، وفي ظلّ حصار كامل على دخول المساعدات إلى غزّة، جرى إطلاق "مؤسّسة غزّة الإنسانية" بديلاً من جهود الإغاثة الإنسانية التقليدية، وبمزاعم أنها تقدّم الغذاء "بأمان وبشكل مباشر". يقع المقرّ الرئيس للمؤسّسة في ولاية ديلاوير الأميركية، وكان لها فرع في سويسرا حُلَّ لاحقاً لأسباب إدارية، منها الفشل في الامتثال لمعايير الشفافية وعدم الالتزام باللوائح التنظيمية السويسرية. يتولّى إدارة المؤسّسة حالياً المدير التنفيذي المؤقّت جون أكري، خلفاً لجيك وود الذي استقال من منصبه، بسبب ما وصفه بعدم قدرة المؤسّسة على الالتزام بمبادئ القانون الدولي الإنساني، متمثّلة في الحياد، وعدم التحيّز، والاستقلالية. بموجب القانون الدولي الإنساني، يجب أن يلتزم العمل الإنساني التزاماً صارماً بهذه المبادئ كما صكّت في المادة 60 من الاتفاقية الرابعة من اتفاقيات جنيف، التي تنصّ على ضرورة استخدام الإغاثة لأغراض إنسانية خالصة، وتحظر استخدامها لأيّ أهداف سياسية أو عسكرية أو تجارية. كذلك، تفترض المادة المشتركة الثالثة، والبروتوكول الإضافي الأول - المادة 70، وكلاهما يمثّل القانون الدولي العرفي، أن تُقدَّم الإغاثة الإنسانية من جهات محايدة ومستقلة، تحظى بقبول جميع أطراف النزاع.
أثارت عمليات مؤسّسة غزّة الإنسانية تلك مخاوف جدية، إذ تتهمها أكثر من 170 منظّمة غير حكومية بأنها تعمل بما يخالف القانون الدولي الإنساني، وتطالب بإغلاقها. اليوم، وبدلاً من 400 نقطة توزيع مساعدات غير عسكرية كانت تشرف عليها الأمم المتحدة، تشغّل مؤسّسة غزّة الإنسانية أربع نقاط توزيع محصّنة، مزوّدة بنقاط تفتيش بيومترية، تقع في مناطق نزاع نشطة، وتخدم نحو مليوني فلسطيني في جنوب غزّة، بعيداً عن أماكن وجود نازحين عديدين. هذا النقاط، الموصوفة بأنها "مصائد موت"، مؤمّنة بقوات مسلّحة تفيد تقارير عن استخدامها الرصاص، والقنابل الصوتية، ورذاذ الفلفل. تقع مواقع توزيع الغذاء التابعة للمؤسّسة في مناطق الإخلاء، ما يعني أن المدنيين الباحثين عن الطعام يُجبرون على الدخول إلى مناطق طُلب منهم سابقاً مغادرتها. بوصفها أُنشئت لتجاوز قنوات الأمم المتحدة الإنسانية المستقلة وخبرائها، تعمد تلك المؤسّسة إلى إجبار المدنيين على قطع مسافات طويلة من أجل الوصول إلى المساعدات، غالباً عبر مناطق خطرة، ما يُقصي الفئات الضعيفة من استحقاق الإغاثة. وبين نهاية مايو/ أيار حتى أواخر يوليو/ تموز، قُتل أكثر من ألف فلسطيني على يد قوات الأمن الإسرائيلية، كما تفيد تقارير، في أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع توزيع الغذاء التابعة للمؤسسة، وكثيرون آخرون أصيبوا. هذا القتل وقع أيضاً داخل مواقع تخضع لحراسة أمنية من قِبل المؤسّسة نفسها، إلا أن المؤسّسة تصرّ على أنها غير مسؤولة عن أي حالات وفاة تقع خارج حدود منشآتها.
يشغّل مؤسّسة غزّة الإنسانية، خارج آليات التنسيق الإنساني المقرّرة، التقاء الخدمات اللوجستية العسكرية والتمويل الخاصّ بدلاً من المبادئ الإنسانية
بدعم وترويج من إسرائيل والولايات المتحدة، تعتمد مؤسّسة غزّة الإنسانية على شركات أمنية ولوجستية خاصّة لإيصال المساعدات إلى داخل قطاع غزّة. تفيد التقارير بأن من بين هذه الشركات UG Solutions وSafe Reach Solutions، وقد تأسّست الأخيرة على يد فيليب ف. رايلي، وهو ضابط سابق في الوحدات شبه العسكرية التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وقد عمل أيضاً في شركة Constellis - الشركة الأمّ لشركة بلاك ووتر العسكرية الخاصة. حتى الآن، لم تكشف مؤسّسة غزّة الإنسانية قائمة الجهات المانحة لها، ولم تفصح عن تقاريرها المالية، كما رفضت الإفصاح عن الحكومة التي قدّمت لها مائة مليون دولار تمويلاً أساسيّاً، رغم أن تقارير تفيد بأن التمويل مصدره الحكومة الإسرائيلية نفسها. أعلنت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في شهر يوليو الماضي، بعد وقوع مئات القتلى المبلّغ عنهم، أنها ستتبرّع بمبلغ 30 مليون دولار للمؤسّسة، وقد أُصدر هذا الدعم من دون مراجعات محاسبية معتادة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) أو التحقّق من الجهات المرتبطة بالإرهاب. وبالإضافة إلى توزيع الغذاء، تعمل المؤسّسة على مشروع بمليارات الدولارات لإنشاء "مخيّمات عبور" داخل غزّة وخارجها، تسوّقها تحت مسمّى "مناطق عبور إنسانية". وتشير تقارير إلى أن ثمّة مصالح استثمارية من القطاع الخاص متورّطة مالياً في عمليات المؤسّسة، ما يثير تساؤلاتٍ جدّية بشأن الدوافع التجارية الكامنة وراء عملية إيصال المساعدات. تمثّل هذه المحاذير تهديداً بتحويل الإغاثة الإنسانية إلى خدمة انتقائية مسيّسة بدلاً من أن تكون التزاماً قانونياً عالمياً قائماً على المبادئ الإنسانية؛ وكما أشارت المقرّرة الخاصّة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في فلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، فإن "الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل مستمرّة... لأنها تدرّ الأرباح لكثيرين".
على ذلك، مؤسّسة غزّة الإنسانية كيان خاص مُسجَّل محلّياً، لا يتمتّع بأيّ صفة قانونية دولية، ولا يخضع لأيّ تفويض بموجب أيّ معاهدة. وعلى عكس الجهات الفاعلة الإنسانية التقليدية، كاللجنة الدولية للصليب الأحمر، تعمل هذه المؤسّسة خارج آليات التنسيق الإنساني المقرّرة، ويشغّلها التقاء الخدمات اللوجستية العسكرية والتمويل الخاصّ، بدلاً من المبادئ الإنسانية. هذا الحضور لشركات الأمن والخدمات اللوجستية الخاصّة، بما فيها تلك التي ترتبط ارتباطاً مباشراً بالأجهزة العسكرية والاستخباراتية، يُرسي "منطقاً ربحياً يُعطي الأولوية للأمن" في بيئة يقتضيها القانون الدولي الإنساني غير معسكرة ومستقلّةً.
ومع هذا، ليست "مؤسّسة غزّة الإنسانية" محصّنة عن القانون؛ إذ يفيد مبدأ التواطؤ المؤسّسي بأن الشركات قد تُعتبر مساهمة أو متواطئة في انتهاكات ترتكبها الدول. كذلك، ينصّ القانون الجنائي الدولي على أن التواطؤ المباشر يتطلّب مشاركة متعمدة، وهو أيضاً لا يشترط وجود نيّة لإلحاق الضرر، بل يكفي العلم بالآثار الضارة المتوقّعة. ومن الممكن القول إن الآثار الضارّة التي تلحق بالسكّان الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع كانت متوقّعةً نتيجةً لطبيعة تصميم مؤسّسة غزّة الإنسانية وطريقة عملها. تبعاً لذلك، فإن أيّ كيان تجاري أو رجل أعمال يقدّم دعماً متعمّداً لدولة تنتهك القانون الدولي العرفي من شأنه أن يكون متواطئاً في هذا الانتهاك. ولا يُشترط أن يكون لدى الشريك المؤسّسي رغبة في ارتكاب الجريمة الأصلية حتى يُعد مسؤولاً، ومن ثمّ فإن الشركة أو المسؤول التنفيذي فيها قد يُعتبر متواطئاً في ارتكاب جرائم دولية إذا قرّر المشاركة من خلال تقديم المساعدة في تنفيذ الأفعال التي ترتكبها دولة إسرائيل؛ وكانت هذه المساعدة مساهمة في ارتكاب تلك الجرائم. ويُعد الدعم المباشر، سواء عبر المشاركة الفعلية أو توفير الوسائل الأساسية لتنفيذ الجريمة، أساساً لتحميل الأفراد المعنيين المسؤولية الجنائية الدولية. من هنا، فقد تضع طريقة تصميم مؤسّسة غزّة الإنسانية القائمين عليها وعملها تحت طائلة التواطؤ في جرائم دولية ترتكبها القوات الإسرائيلية.
قُتل أكثر من ألف فلسطيني على يد القوات الإسرائيلية محاولين الوصول إلى مواقع التوزيع التابعة للمؤسّسة
خاتمة
قد يكون الوضع الراهن في غزّة بمثابة نقطة تحوّل للقانون الدولي الإنساني. الفشل في احترامه وفرض أحكامه قد يجرّ بنتائج ممتدّة الأثر في ما يتّصل بمستقبل الصراعات العسكرية. الحصار المتواصل، والمنع المتعمّد للغذاء، والوقود، والغوث الإنساني، تظهر قلّة اعتبار للقانون الدولي الإنساني منذرةً بالخطر. هي تكشف أيضاً أزمةً بنيويةً أعمق: انهيار الحياد في توفير الغوث الإنساني لمصلحة النموذج المخصخص والمُعسكر، ممثّلاً في حالة مؤسّسة غزّة الإنسانية؛ وهو ما من شأنه أن يقضم الحاجز الفاصل ما بين المساعدة الإنسانية والاستراتيجيا العسكرية. منع الإمدادات الغذائية التجارية، تدمير المرافق الزراعية، استبدال شبكات الغوث المحايد بالمبادرات الخاصّة المسيّسة، ذلك كلّه ينتهك الالتزامات الإنسانية، وكذلك يفكّك بشكل فعّال الدور الحمائيّ للقانون الدولي الإنساني. استخدام التجويع سلاحاً، وتعطيل المساعدات، واستهداف المدنيين في النقاط التي يتوفّر فيها الغذاء، ليست محضَ خيارات سياسية؛ بل جرائم حرب تقع تحت طائلة الملاحقة القضائية. زيادة على ذلك، فإن عمليات "مؤسّسة غزّة الإنسانية"، واستخدام متعاقدين أميركيين من القطاع الخاصّ وقوات أمن بصلات وثيقة مع الجيش الإسرائيلي، قد ترقى إلى التواطؤ في جرائم حرب وانتهاك القانون الدولي الإنساني. اليوم، تجري المساءلة القانونية على عدّة جبهات، من التحقيقات الجارية في المحكمة الجنائية الدولية بخصوص جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية المحتملة، إلى محاضر قضية الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية؛ وهذا يؤكّد وجود توافق متنامٍ على أن المعايير الدولية الجوهرية يجري انتهاكها على نطاق ممنهج.
أبعد من المساءلة، تعرّي غزّة هشاشة عملية إنفاذ القانون على المستوى الدولي في الصراعات الحديثة. هي تثير تساؤلاً أساسيّاً حول ما إذا كانت المعايير الدولية، مهما بلغت من الرسوخ، قابلة للإفراغ من مضمونها عبر الوقائيّة السياسية، والتطبيق الانتقائي، والتنصّل من المسؤولية عبر إحالتها إلى طرف آخر. ضمن هذه السياق، فإن الأمر لا يتّصل باحترام وتطبيق الالتزامات الإنسانية فقط، بل مصداقية القانون الدولي نفسه وشرعيته. حينما يجري بشكل منهجي، وعواقب محدودة، انتهاك المعايير التأسيسية التي تحظر التجويع، العقاب الجماعي، واستهداف المدنيين، فإن ذلك يقوّض الادّعاء بأن القانون الدولي يعمل بوصفه تقنيناً عالميّاً لإعمال القوّة. حتى يظلّ القانون الدولي الإنساني إطاراً ذا معنى، فإن ذلك لا يعتمد على التناسق الفقهي فقط، في مضامينه، ولكن أيضاً على الرغبة السياسية والنزاهة المؤسّسية في إنفاذه بشكل متناسق، وبحيادية، ومن دون استثناء.
## غاب وترك لنا المرآة
31 July 2025 11:53 PM UTC+00
كان يمكن لأيّ أحد أن يراه في شارع الحمرا في بيروت ماشياً وحده، برأسه المائل إلى الأسفل قليلاً وبخطواته الهادئة، أو جالساً في أيٍّ من حانات الشارع يأكل شيئاً ما أو يشرب كأس خمر، وحيداً أو بصحبة صديق أو صديقَين، بينما الحانة ممتلئة بالناس من دون أن يخطر لأحد أن يطلب التقاط صورة معه. ليس لأن زياد الرحباني كان مجهولاً للآخرين، بل لأنه كان معروفاً أكثر ممّا ينبغي لفنّان مثله، كان قريباً من الجميع أو صديقهم، هذا الصديق الذي لا يخطر لك أن تلتقط صورة تذكارية معه، ذلك أنك تراه في كلّ لحظة وفي كلّ وقت. هو قريبٌ إلى هذا الحدّ، إلى حدّ أن جلوسه إلى طاولة بقربك لا يثير لديك الدهشة. ليس لأن زياد كان موجوداً دائماً في هذه الأماكن، بل لأنه موجوداً دائماً في الوعيين، الجمعي والفردي، لأكثر من جيل لبناني وعربي، إلى حدّ أننا (نحن أبناء هذه الأجيال) نردّد كلامه ونتقمّص طريقته في السخرية من كلّ شيء، ونغضب مثلما يغضب، ونحفظ ألحانه وأغنياته كما لو أننا نحن من صنعها لا هو.
لم يكن زياد نجماً على طريقة نجوم الفنّ المعتادين، لكنّه كان نجماً على طريقته الخاصّة: حضور متفرّد وقوي وواضح وصادق وعفوي وجارح، لا يسعى إلى أن يحبّه أحد، لكنّ الملايين أحبّوه من دون سطوة الإعلام وسطوة شركات الإنتاج وسطوة الفضائيات، كان لديه هذا الحضور الغامض الذي يملكه عباقرة قليلون، غموض متحرّر من الصورة النمطية للنجم، ويقف على الحافّة، يراقب سقوط الجميع في فخّ الصورة نفسها بينما هو الناجي الوحيد.
لم يأتِ زياد من الهامش نهائياً على طريقة أساطين الفنّ العربي التقليدي، بل جاء من متن هذا الفنّ، لم يكن مقطوعاً من شجرة كما يقال، هو فرعٌ أصيل لشجرة فنّية بالغة الثراء، هو ابن العائلة الرحبانية التي غيّرت في مفهوم الأغنية العربية والموسيقى العربية، وأخذتها نحو تجاربَ مختلفةٍ في الإيقاعات مدمجة بين التقليدي والحديث، وهو ابن العائلة التي جعلت من لبنان حالةً فريدةً ومتميّزةً في المشرق العربي، هو ابن فيروز، الأيقونة التي يتبارك صباحاً بصوتها ملايين من العرب. لكن زياد استطاع ببراعة فريدة تحويل هذا المتن العظيم إلى هامش لا يقلّ عظمة، لكن عظمته ترابية، من بؤرة الواقع الأسود، من كلّ فجاجة هذا الواقع: الطائفية والمذهبية والمناطقية والنخبوية والفقر والحرب الأهلية والانقسام والقتل على الهُويَّة. هذه الفجاجة التي بدت في أعمال الرحابنة وفيروز هامشية كشفتها أعمال زياد على حقيقتها، وأعادتها إلى مكانها الطبيعي: المتن.
هذا الاستبدال لم يكن عفوياً، كان نتيجة فهم زياد الفطري للواقع، وفهمه المعرفي لحقيقة هذا الواقع، نتيجة رؤيته الوجه الآخر للصورة التي أرادت عائلته الفنّية إظهارها: ما يحدث في لبنان هو بسبب الآخرين؛ لكن زياداً رأى الحقيقة الأخرى، وجه الصورة المظلم: ما يحدث في لبنان هو أولاً بسبب أن اللبنانيين ليسوا شعباً، بل مجموعة طوائف متصارعة. هكذا استطاع أن يكسر الرومانسية الرحبانية التي تتناسب مع خيبة أجيال النكبة والنكسة المأخوذة بالبعد القومي للقضايا الوطنية، ليظهر القصّة على حقيقتها الفجّة، لكنّها الحقيقة البسيطة: "نحن سبب هزائمنا، العطب فينا والخراب فينا.
قدّم زياد لأبناء جيله هُويَّةً جديدةً للبنان وللعرب، هُويَّة حقيقية مغمّسة بوسخ الواقع العربي، رافضاً الهُويَّة الرومانسية المتخيّلة التي اقترحتها عائلته الفنّية. لم يقتل زياد أبيه (عائلته) على طريقة فرويد، لكنه كسر الصورة التي أرادتها العائلة للبنان والعالم العربي، ثمّ أعاد تجميعها على طريقته التي وجد فيها الجيل العربي المعاصر لزياد الرحباني صورته الحقيقية، فتبنّاها، وجعل من صاحبها نجماً بمواصفات شديدة الخصوصية. النجم الذي يراه كلّ شخص في ذاته، وكأنّ زياداً استطاع أن يحوّلنا جميعاً (نحن أبناء جيله الذين عاصرناه وسمعناه وحفظناه وتشبّهنا به) زياداً آخر، فجّاً ووقحاً وساخراً وعبقرياً ومبدعاً وحسّاساً وعاشقاً ومخذولاً وخائباً وطيّباً وساذجاً وخبيثاً وشكّاكاً وصافياً وأيديولوجياً ومتناقضاً. نحن جميعاً هذا الزياد الذي غاب قبل أيام قليلة، مغيّباً معه أحلامنا المُجهَضة، وتاركا لنا (نحن نجوم ذواتنا) المرآة التي تعكس خرابنا الكبير.
## ما لم يفعله زياد الرحباني
31 July 2025 11:53 PM UTC+00
لو علم زياد بما كان ينتظره في وداعه، من حزنٍ لفّهُ به عدد لا حدّ له من الناس، ربّما كان ليسخر من الأمر، ويغيّر الموضوع مفضّلاً الحديث عن شيء آخر. لكنّه في العمق سيكون ممتنّاً، وسيجد أن احترافه في معظم حياته الموسيقية لم يذهب هدراً، وأن الفنّان يعيش بجمهوره، ولا عزاء لحياته سوى نجاح إنتاجه في تلمّس الناس.
خصوصية زياد أنه كان مثيراً للجدل، وناقداً مبدعاً للواقع، ولم يكن فنّاناً مهادناً للسياق، ولا مراعياً للصورة الرحبانية الرومانسية. وما ناله من نقد وهجوم، وهو لا بد توقّعه بالنظر إلى جرأته وحساسية بعض مواقفه، تهاوى الآن بعد وفاته. فصحيح أنه عاش على أكثر من مستوى، لكنّه مات فنّاناً فقط. لكن بماذا ينفع الميت هذا الحبّ؟ أن يحبّ الناس شخصياتٍ بعد موتها، أكثر من حياتها؟
في المقابل، تعرف فيروز قدر الحبّ الذي يسكن الناس تجاهها، وهي حيّة ترزق في الأرض، ولن يصعب عليها تصوّر ردّة الفعل على وفاتها. ما الفرق بين فيروز وزياد؟ المسار والشهرة والتقدير كلّها موازين تميل إلى صالح الأم، لكن هذا ليس وحده الفارق، بل أيضاً الصمت عن مواضيع الخلاف، ومراعاة الواقع. لو تكلّمت فيروز في كلّ الأزمات التي مرّت منها بلادها، والمنطقة، هل كانت لتحتفظ بهذا القدر كلّه من الحبّ؟
لعلّ محمود درويش أكثر من أحبّه الناس حيّاً وميتاً، رغم أنه كتب أنهم يحبّونه ميتاً. غير أن معظم من لم يحبّوه لم يكونوا من الجمهور أو القرّاء، بل بعض الزملاء الذين كانوا يرون فيه الشجرة التي أخفت الغابة. الموقف من زياد يتساءل عن الفارق بين أن تقول رأيك في الأزمات الشائكة، التي تفرّق الناس إلى طوائف وفئات، أو أن تحتفظ به، وتظلّ على الحياد حبيباً للجميع.
الفرق بين فيروز وزياد، في طبيعة إبداع كلّ منهما، فيروز صوت الآخرين، وهم الشاعر والملحّن والموسيقي والكاتب، وزياد هو كلّ هذا. عمله يفترض وجود قدر هائل من حرّية وطلاقة التعبير، ليُبدع ويخلق الجمال من لا شيء. وشخص له هذه المهمة، لا يمكن أن يحرس فمه وعقله، لأنه لولا ذلك لما بلغ مناطق غير مطروقة في الأدب والفنّ. فالحرية والجنون، والخروج من المألوف والسيطرة والسياق العام والتفكير الشائع... هي ما تجعله مبدعاً خلّاقاً.
هذا الطبع يضعه في موقف حرج حين ينطق بما ليس على الهوى العام. وما من شيء على الهوى العام حقيقةً، فهو هوىً مُتذبذب غير مستقرّ على يمين أو يسار. والحديث هنا ليس عن مواجهة سلطة أو حكومة، بل عن مواجهة سلطة الحشود، أن يكون للمرء رأي مخالف، يخسر بسببه جزءاً من الحشود. مع أن الحشود نفسها تطالب باتخاذ موقف، وهو الموقف الموافق لها لا الموقف المعارض. وفيروز رأت بلادها وهي تمرّ بسلسلة من الحروب والنزاعات داخلها وحولها، ولم تقل كلمة، واحتفظت بالحبّ كاملاً.
لهذا سيكون الرّاثون في عزاء فيروز (مثلاً) بحجم أمّة من العاشقين الذين لم تخدش لهم فيروز خاطراً، رغم أنّهم تمنّوا لو أنها طلّقت الصمت، لصالح قضية أو أخرى. فيروز صمتت عن جميع القضايا، حتى لا تتكلّم في القضية الخطأ، وربّما لأنّ الصمت يجنّبها كلّياً حرج الاختيارات. فالتعوُّد على التصريح عن المواقف، قد يدفع لسانها لأن يتمرّد، وينطق بما لا يجب، فاللسان المُنطلق تصعب السيطرة عليه.
أخذ زياد على عاتقه إعادة رسم صورة لبنان بشكل واقعي يتمعّن في الفوارق أكثر ممّا يحتفي بالمشتركات، وفيروز ظلّت محافظةً على صورة لبنان المسالم البسيط، في صورة ضيعة تضمّ جيراناً طيبين. أمّا زياد فرأى بوادر الحرب الأهلية في وقت كان فيه الرحابنة يروجون صورة لبنان المثالي. زياد اعتنق حداثة شاملة وحقيقية ومتعدّدة، بدلاً من الرحابنة الذين خرجوا بالكاد من عباءة الرؤية التقليدية، والمحافظة على التراث مع تطويره. بينما الحداثة تتطلّب من صاحبها أن يكون شائكاً ناقداً ناقماً، وإلا فهي مجرّد شعار، يغطّي تفكيراً محافظاً تقليدياً، مستكين إلى الواقع، وهذا ما لم يفعله زياد.
## جريمة خليل الحيّة ونصوص نيويورك المقدّسة
31 July 2025 11:54 PM UTC+00
ما هي الجريمة التي ارتكبها رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خليل الحيّة، حتى يتحوّل في نظر إعلام سفيه ومنحطّ إلى عدوّ حاقد على مصر ومصدر تهديد لأمنها القومي؟ ما هو وجه الإجرام في زفرة ألم مصحوبة بعتاب هادئ خرجت من شقيق يتساقط أهله موتاً بالجوع والعطش والقتل اليومي، فراح يستصرخ أكثر أشقائه قربى بالمصير والجوار والهُويَّة والنسيج الاجتماعي؟ ما هي الجناية في المناداة على الشقيقة الكبرى أن تفعل شيئاً لحماية أصغر شقيقاتها وأكثرهن احتياجاً للغوث من الهلاك؟
أحسب أن النداء على مصر، بشكل خاص، دون غيرها، ينبغي أن يُفهم في إطار الإكبار والعرفان والاعتراف بمكانتها وأهميتها، في لحظة تصل فيها حرب الإبادة الصهيونية للشعب الفلسطيني إلى أكثر مراحلها إجراماً ووحشيةً، إذ تتحوّل ما تسمّى "مساعدات إنسانية" مصائدِ للموت وكمائنَ للقتل الجماعي. وبالتالي كان المتصوّر منطقاً أن يكون هذا النداء ممّا يُشعر المصريين بالقيمة والحجم، وليس بالخطر والخوف على وطنٍ كبيرٍ من استغاثة جريح يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة.
هل أخطأ خليل الحيّة حين توجّه إلى مصر، شعباً وجيشاً وحكماً باعتبارها الملاذ والحصن الأخير للشعب الفلسطيني، حتى تنهال عليه هذه الشتائم والسخائم كلّها، تعيّره بأنه خارج غزّة يعيش ويدير العملية السياسية من الدوحة، حيث منها يستطيع الحركة وتلبية دعوات الوسيط المصري للحضور إلى القاهرة للمشاركة في جلسات تفاوض يحرص الوسطاء على انعقادها واستمرارها، حتى صارت غاية في ذاتها، وليست مجرّد وسيلة؟
يُلام الرجل على أنه لا يزال حيّاً يرزق بعد أن استشهد نحو 20 من أبنائه وأحفاده وأشقائه في معركة الصمود الفلسطيني، فهل صارت النظرة إلى الأمور في مصر تتطابق مع مثيلتها في الكيان الصهيوني، لتصبح قاعدة "الفلسطيني الجيّد هو الفلسطيني الميت" القاسم المشترك بين إعلام بذيء هنا وسياسة نازية هناك؟
تخيّل لو أن الحيّة كان قد توجّه بندائه إلى حكومات وشعوب عربية أخرى طالباً النجدة، مسقطاً مصر من حساباته، ماذا كان يمكن أن يكون موقف مضخّات البذاءة من الرجل؟ أغلب الظنّ أنه كان سيُتّهم بالجحود ونكران الجميل والإساءة إلى الدولة المصرية بتجاهل دورها ومكانتها، وربّما وجدّتَ من يطالب بمنعه من دخول مصر ووضعه في قوائم الإرهاب.
السؤال الأهم في هذه المسألة: هل تجد فرقاً كبيراً بين نداء خليل الحيّة وبيان شيخ الأزهر المحذوف قسراً، بعد ساعات من صدوره، محمّلاً بعبارات غير مسبوقة من الانتقاد لمواقف الدول العربية والإسلامية التي لا ترقى لمستوى الكارثة الإنسانية والحضارية في غزّة؟  
الشاهد أن نداء الحيّة على الأمّة، ومن قبله صرخة أبو عبيدة الناطق باسم المقاومة الفلسطينية، على الأمّة شعوباً وحكاماً، قد استبقا تلك اللحظة التاريخية البائسة التي وقعت فيها دول عربية وإسلامية على وثيقة صادرة عما اشتهر باسم "مؤتمر حلّ الدولتين" في نيويورك، تنظر إلى المقاومة الفلسطينية باعتبارها عملاً مجرماً، وإلى امتلاكها السلاح بوصفه جريمةً، وإلى استخدام هذا السلاح في عملية بطولية في 7 أكتوبر (2023) جريمةً تستوجب الإدانة، ثمّ تطلب من المقاومة، تلك المقاومة التي نهضت في أرض غزّة نباتاً أصلياً فلسطيني الخصائص والملامح، ولم تهبط عليها من الفضاء أو تستورد من الخارج، أن تسلّم سلاحها وتترك غزّة لسلطة فلسطينية يرضى عنها نتنياهو، ويريدها، فتصبح غزّة نسخةً من رام الله، لا تقاوم ولا تساعد على المقاومة، وتتعيّش على الفتات المتساقط من مائدة التنسيق الأمني مع العدو ضدّ من يفكّر في مقاومته.
هذه الوثيقة التي لا تكتفي بالمساواة بين الشقيق والعدو فتذهب إلى منح العدو أكثر ممّا يحلم به من مطالب في غزّة، أغلب الظنّ أن نتنياهو لو عكف على صياغتها بنفسه لما توصّل إلى نصّ بهذا السفور في مناصبة المقاومة، فكرة ومبدأ ومشروعاً، العداء بالنحو الذي يضع قضية الشعب الفلسطيني في لحظة أشدّ سواداً من كلّ لحظات التفريط بفلسطين، من نكبة 1948 إلى كامب ديفيد الأولى، ثمّ "أوسلو" بجزئيها، وصولاً إلى كامب ديفيد الثانية وصفقة ترامب وشرق أوسطه الإسرائيلي الكبير.
أكثر ما يلفت النظر بشأن هذه الوثيقة أن الفضائيات العربية، التي تمدّ موائد التحليل العميق إذا عطس جندي صهيوني في غزّة، أو ابتسم وزير من وزراء العدو في لقطة، لم تقترب من بنود هذه الوثيقة بالنقاش والتحليل بين معارضين لها ومتفقين معها، وكأنّها نصوص مقدّسة نزلت من السماء من يجادل فيها فقد صبأ، على الرغم من أنها ومثلها ألف وثيقة لا تستطيع أن تستأصل من الإنسان الفلسطيني حلمه المشروع بالتحرير، وحقّه الأصيل في المقاومة. 
## سورية: في ضرورة المحاسبة والإصلاح
31 July 2025 11:55 PM UTC+00
لم يكن ينقص الظرف السوري الهش إلا واقعة قتل تحت التعذيب في أحد الفروع الأمنية للدلالة على خطورة المرحلة التي تمرّ بها سورية، والتي تحتاج تحرّكات سريعة وحاسمة من القيادة الجديدة، واعترافٍ بأن هناك عواراً جسيماً في تركيبة الأجهزة الأمنية التي جمعت كيفما اتفق من فصائل، كانت إلى الأمس متنازعة، ومتطوّعين لم يجرَ تأهيلهم كفاية للعمل في الميدان الأمني أو العسكري.
والتأهيل هنا ليس في ما يتعلق بالتدريبات العسكرية والانضباط السلوكي داخل المؤسّسة الأمنية، بل باستراتيجية التعامل مع المجتمع في المرحلة الجديدة. وللمناسبة، لم تصدُر هذه الاستراتيجية واضحة، فالحديث عن الانقلاب على ممارسات النظام السابق، وإعلاء حقوق المواطنين، تنقضه السلوكيات التي يقوم بها كثيرون من أفراد الأمن. والكلام هنا ليس عما شهده الساحل أو السويداء، بل عن وقائع حدثت في دمشق وريفها وبعض المدن السورية الأخرى، وكان جديدها أخيراً قضية مقتل الشاب يوسف لباد تحت التعذيب.
ثلاث روايات متناقضة صدرت عن "مصادر مسؤولة" في وزارة الداخلية السورية: الأولى تحدثت عن معاناة الشاب مرضاً نفسياً وانتحاره في الزنزانة بعدما أذى نفسه. والثانية عن وفاته إثر جرعة زائدة من المخدّرات. والثالثة أبقت الأمر في إطار "الظروف الغامضة". الروايات الثلاث تدحضها الأيام الأخيرة التي عاشها الشاب منذ عودته من ألمانيا للاستقرار في بلاده "المحرّرة"، وهو ما دفع وزيري الداخلية والعدل إلى التعهد بالتحقيق في الواقعة ومحاسبة الفاعلين.
ولعل الأزمة الكبرى في كل الأحداث في سورية غياب هذه المحاسبة، وتحديداً العلنية. فرغم كل الصور والفيديوهات التي انتشرت للانتهاكات في الساحل والسويداء، وظهر فيها مسلحون تابعون لوزارة الدفاع يقتلون وينكلون بمواطنين، فإن أياً من هؤلاء لم يظهر معتقلاً، ولم تعلن وزارة الدفاع أو الداخلية أنها أوقفت جنوداً أو قادة فصائل كانوا مشاركين في هذه الانتهاكات. بعض المسؤولين في الوزارتين يتحدّثون "خارج الهواء" عن توقيف عدة عناصر أمنية، لكن ذلك لم يصدر رسمياً في إعلان أو بيان، على الرغم من أهميته، لذا تبقى حقيقته في دائرة الشك.
لا نريد أن نشك في أن القيادة السورية الجديدة لا ترغب في تحقيق هذه المحاسبة، لذا من المفترض أن تبدأ بخطوات فعلية لتطبيقها، وخطوات أخرى لضمان عدم تكرار الانتهاكات والاعتداءات الطائفية وغيرها. لتكن قضية ضحية التعذيب اليوم الخطوة الأولى، ولتخرُج نتائج التحقيق علناً، ولتسمَّ الأمور بمسمّياتها، وليحاسب الفاعلون وفق مسار قانوني شفاف وعلني. على أن تتبع هذه الخطوة محاسبات أخرى، خصوصاً أن لجنة تقصّي الحقائق في مجازر الساحل سلمت تقريرها إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، وإن كانت لم تدرج بالنسخة المخصصة للإعلام أسماء مرتكبي المجازر، إلا أن ما تسلّمه الشرع تضمن أسماء أكثر من 350 شخصاً ضالعين في الجرائم التي ارتُكبت في الساحل، بانتظار مساءلتهم ومحاسبتهم.
الخطوة التالية المنتظرة من السلطات الجديدة هي الإقرار بأن هناك أزمة في تركيبة الأجهزة الأمنية وأن سلسلة القيادة والأوامر غير واضحة، وأن تحويل عناصر مليشيات إلى جنود نظاميين في جيش دولة ليس ناجحاً، وأن هناك حاجة إلى حلٍّ جذري لإعادة بناء قوى أمنية نظامية، تتبع لهيكلية وتراتبية واضحة، والبدء بالقيام بذلك، قبل أن تصبح الجرائم والانتهاكات الطائفية سمة موصومة بالأجهزة الرسمية.
من الواضح أن اهتمام القيادة السورية الجديدة منصبٌّ على الخارج وإصلاح العلاقات مع الغرب في مسعى إلى رفع العقوبات والدخول في انتعاش اقتصادي. لكن هذا لن يكون مفيداً في غياب هيكل الدولة ومؤسّساتها والأمن والعدالة والشفافية، فالاقتصاد لا يمنع الحروب الأهلية، بل ربما يكون سبباً فيها.
## الجزائر والمغرب مجدّداً
31 July 2025 11:56 PM UTC+00
قد يُرى تقليديّاً، وربما نافلاً، قولُ ملك المغرب، محمد السادس، الثلاثاء الماضي، إن بلادَه مستعدّة لـ"حوار صريح ومسؤول، أخوي وصادق" مع الجزائر، من فرط تكراره من الملك نفسه، منذ الأزمة الحادّة بين البلديْن وقطع العلاقات في أغسطس/ آب 2021. بل صار من لوازم خطابات العاهل المغربي في مناسبة عيد العرش سنوياً أن يأتي فيها على هذا الشأن، وهذا هو لا يضيف جديداً عندما يطرح أن الحوار الذي استرسل في وصفه، ويُبدي استعداد المملكة له، "حول مختلف القضايا العالقة"، وعندما يتحدّث عن "علاقاتٍ إنسانيةٍ وتاريخيةٍ عريقة" تربط بين الشعبين، المغربي والجزائري، لكنه يؤكّد المؤكّد... والسؤال هنا إنْ نُشيح النظر عن هذه الدعوة الملكية، المتجدّدة، بالنظر إلى رتابتها، أم نلتفت إليها، ونذكّر أنفسنا، نحن العرب، بأن بلديْن عربيَّيْن جارَيْن، كبيرَيْن، في قطيعةٍ مزمنة، وفي حربٍ سياسيةٍ وإعلاميةٍ ودبلوماسيةٍ، وبأن هذا الحال يجب أن يتوقّف، أو أقلُّه يحسُن أن تتجدّد جهودٌ من أجل انتهائه، ففي الأمّة فائضٌ من النوازل والتعاسات، ما يجعلها في غير حاجةٍ إلى شقاقٍ فادحٍ كالذي بين الرباط والجزائر، ولا تُرى له نهاية. ولأنَّ بؤسَ العلاقات بينهما عتيقٌ ومستدامٌ (إلا من فتراتٍ قصيرةٍ سيطر فيها الجانبان على خلافاتهما)، فإن الشروع في أي جهدٍ يتجّه إلى "تخفيض التصعيد" قد يبدو بلا طائل. ولكن، ما من أزمةٍ سياسيةٍ في الدنيا، مهما بلغت من توتّر، بل أياً كان مدى العنف الذي وصلت إليه، إلا وعرفت حلولاً أو أنصاف حلول. ولذلك، لا يحسُن النظر إلى الذي بين الجزائر والمغرب قضاءً وقدراً لا رادّ لهما. وفي الوُسع مغادرة اليأس إلى محاولاتٍ شاقّة، مدفوعةٍ بالمثابرة والأمل، للمضي إلى خلاص الجزائريين والمغاربة من هذا المرض السقيم.
لا ينفع التذكير هنا بأن الجزائر هي التي أقدمت على قطع العلاقات، ولا بأن الرباط نادت غير مرّة، بلسان الملك، إلى الحوار الثنائي. لا ضرورة لهذا الكلام، ولا لتعيين المسؤوليات في إيصال الأزمة إلى القطيعة الصعبة. وإنما هو الوقتُ لأن يتداعى حكماءُ من الأمة، في مواقع رسميةٍ وأهلية، أو ذوو مكانة وخبرة، بدفعٍ من منظمّة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية، من أجل بناء خريطة طريقٍ تأخُذ البلدين إلى الحوار باعتباره السبيل الوحيد لحل كل القضايا بينهما، مع ترتيب الأولويات وتنظيم الخلافات، بالتوازي مع تعظيم مبادراتٍ شعبيةٍ وأهليةٍ، وإلزام الإعلام بالابتعاد عن كل ما يضاعف التأزيم، وإرجاء القضية العويصة (الصحراء الغربية) إلى منصّة حوارٍ خاصة. وإذا قال قائل إن هذا كله لن يستقيم شيءٌ منه في غياب إرادة سياسية في كل من المستويين الرسميين في البلدين، فهذا صحيحٌ. لكن الأصح منه أن يدرك هؤلاء وأولئك حزمة المنافع الاقتصادية والتجارية والإنمائية التي ستتحقق لشعبيهما، المرتبطيْن بعلاقات نضال وتاريخ مضيء، إذا ما اهتدى صنّاع القرار في العاصمتين إلى نقاط البداية لحوارٍ متخففٍ من الضغائن وسوء الظن، إلى أن أفقاً من المصالح المشتركة يمكن المضي فيه، تحت سقف خلافاتٍ سياسيةٍ تحت السيطرة، تنظّم التداول بشأنها مواثيقُ متفاهمٌ عليها.
أما إذا رمى بعضٌ هنا وبعضٌ هناك هذا الكلام بالإنشائيّة والرغائبيّة، فليكن، فليس الحديث هنا إلا عن رغباتٍ وأمنياتٍ يلزم للتعبير عنهما شيءٌ من الوجدانيٍّ والعاطفي، ذلك أن الإقامة في مواضع التلاوم والاشتباك اللفظي تسدُّ أي منفذٍ لضوْءٍ بعيدٍ أو قريب. ومع التسليم بأن الدنيا الآن غيرُها في خمسينيات القرن الماضي وستينيّاته، عندما كانت زعاماتٌ مغاربيةٌ تجتمع على أفكار وحدوية، وتصوغ تصوراتٍ مشتركة للخلاص من المستعمر الفرنسي، وتبني رؤىً من أجل أوثق علاقات التعاون والتكامل، ومع التسليم بأن في المياه التي جرت، وما زالت تجري، منذ ذلك الزمن، حصىً وصخوراً كثيرة، وأنّ لحساسيات النخب الراهنة ورهاناتها وأمزجتها إيقاعاتٌ أخرى، وأسئلة مغايرةٌ تطرحها تحدّياتٌ وإكراهاتٌ شديدة الاختلاف، فذلك كله، وكثيرٌ غيره، لا يجوز أن يعني الإقامة في المستحيل، وإنما يعني حافزاً إلى ابتكار كل ما من شأنه أن يهزم الإحباط واليأس والمستحيل.
طبيعيٌّ أن أهل مكّة أدرى بشعابها، وأن المغاربة والجزائريين أعلمُ من غيرهم بما يمكن فعلُه من أجل أن يتحرّر أهل القرار في بلديهما من المكابرة والعناد، لكن من لزوم ما يلزم أن يتنادى بعضٌ من نخبة مشارق الأمة ومغاربها من أجل أن يصنعوا شيئاً في ملفٍّ مهملٍ ومتروكٍ ومنسي... ورتيبٍ ومضجرٍ من قبل ومن بعد.
## المرحلة الانتقالية والسوريون المسيحيون
31 July 2025 11:56 PM UTC+00
يتوزع المسيحيون في مختلف المدن السورية، ويشكّلون طوائف دينية متعدّدة، وتميل الأكثرية فيها إلى تحييد هويتها الدينية عن الشأن السياسي، وتتبنّى التيارات العابرة للأديان بالشأن السياسي، القومية، اليسارية، الوطنية، الليبرالية، وبما يعزّز مساواتها مع أبناء الأكثرية الدينية. شكّل الاستبداد الأسدي بداية العودة إلى الهوية الدينية عند المسيحيين بالمعنى السياسي، ولكن الهوية لم تتأسّس في أحزاب سياسية.
شكلت مأساة السوريين منذ 2011 محنة لهم كافة، ولكن تحولها من ثورة شعبية وسلمية إلى مسلحة وفصائل متصارعة وطغيان الشكل الطائفي للحرب، كانت سبباً لصمت أغلبيتهم، وتحييد أنفسهم عن الحرب. أنتج التدخل الروسي بعض الظواهر العسكرية في الوسط المسيحي، فتشكلت بعض الفصائل ولكن ظلّت هامشية، وحتى الفصيل المسيحي التابع لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) هامشيٌّ كذلك. لم تُسجل انتهاكات واسعة بحق هذه الفصائل، وبالعموم، كان قادتها دون شعبية في الوسط المسيحي، ومن ثم، كان الميل السائد لدى المسيحيين الوقوف على الحياد، ولم تشكل مواقف غالبية رجال الدين المسيحي، كما من بقية الطوائف، إلى جانب بشّار الأسد سبباً في تغيير موقف الحيادة بعامة. يشبه موقفهم هذا موقف سنة المدن من الطبقات المتوسطة.
شكّل توزّع المسيحيين، في كل المدن السورية وتعدديتهم المذهبية وقلة أعدادهم، مانعاً لعدم بروز تيارات بينهم معادية للسلطة
أحدث وصول هيئة تحرير الشام إلى السلطة في دمشق إشكالية كبيرة، فهي تنظيم سلفي جهادي، وغادر المسيحيون محافظة إدلب حين سيطرته عليها منذ 2015، ولكن زعيم الهيئة أحمد الشرع حاول إعادتهم، ولم يحرز تقدّماً بالأمر، وبالتالي، هناك كثير من القلق من هذا التنظيم. وشكّل وصول الهيئة إلى دمشق تغييراً هائلاً في علاقة الأديان والطوائف بعضها ببعض. أدّت سلفية الهيئة إلى غلبة السنة على بقية الطوائف، وإن لم تكن الهيئة معبّرة بالفعل عن السنة، والتي يغلب عليها التيار الأشعري، وبالتالي، هناك خلافات عميقة بين التيارين؛ حاولت السلطة إيجاد بعض التوافقات بينهما من خلال المؤسّسات الدينية الجديدة، كمجلس الإفتاء الأعلى ووزارة الأوقاف ومفتي الجمهورية وسواها، ولكن ذلك لم يجد تهدئة ضمن المساجد (ومجتمعياً)، التي تشهد خلافات مستمرّة بين التيارين، وأحياناً يتصاعد، ولكنه يعود إلى الهدوء، ولكن هذه الإشكالية قابلة للتفجر الفجائي.
شكّل توزّع المسيحيين، في كل المدن السورية وتعدديتهم المذهبية وقلة أعدادهم، مانعاً لعدم بروز تيارات معادية للسلطة، وكذلك رغبتهم في تحييد أنفسهم عن صراعات سرعان ما اشتعلت ضد السوريين العلويين مثلاً، كما برزت السلفية مرجعية لعمليات القتل الطائفي بين 6 و9 آذار ضد العلويين. جاءت مجزرة كنيسة مار إلياس في دمشق لتشكل ما يشبه القطيعة مع السلطة، ولا سيما بعد كلمة بطرك الروم الأرثوذكس في أثناء تشييع ضحايا المجزرة، والتي كانت نقدية لطبيعة السلطة، واستئثاريتها، وطالبها بالانتقال إلى الديمقراطية والمواطنة والتعدّدية السياسية، وكانت كلمته هذه بتأثير الوسط المسيحي، المستاء أصلاً من سياسات السلطة السلفية في المجال الديني، وكذلك بسبب إخفاقها في حماية الكنائس من المجموعات الأكثر تطرفاً.
يشعر السوريون المسيحيون بالقلق الشديد من جرّاء تعقيدات المرحلة الانتقالية وقابليتها للانتكاس والفوضى، ويزيد الأمر تعقيداً ترهّل بنى الدولة منذ 2011، وغياب الفصل بين السلطات ما بعد 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، ومحاولة هيئة تحرير الشام الهيمنة على المناصب الأساسية في الدولة. وجاءت مجازر الساحل وما تلاها في جرمانا وأشرفية صحنايا، ومجزرة كنيسة في دمشق وأخيراً السويداء لتزيد الابتعاد أكثر عن السلطة، وعاد التفكير في الهجرة كذلك. والأسوأ هنا أن أوساط السلطة والموالين يؤكدون أن من لا تعجبه البلاد فليغادرها، فقد هُجرنا من قبل، وليجرّب الآخرون.
هناك ميل، وغير القلق، إلى الانعزال عن كل ما يجري في البلاد، ولا سيما أن البلاد صار الحكم فيها بيد فئة توصف بأنها متشدّدة طائفياً. عزّزت حالة الانعزال الممارسات الأكثر طائفية والدعوات إلى التشدّد، والاستهزاء ببقية الأديان أو المذاهب. وقد أعطى إيقاع المجازر بالعلويين أو الدروز رسالة في منتهى السلبية إلى الأقليات الدينية والقومية، وضمناً إلى المسيحيين، وبالتالي، الميل نحو الانعزال سمة أساسية للأغلبية المسيحية ما بعد 8 ديسمبر.
ليس وجود شخصيات سياسية من المسيحيين ظاهرة معبّرة عن انخراط المسيحيين في الشأن العام، سواء كانوا معارضين للسلطة أم مؤيدين لها، وعاملين معها. الحديث أن المسيحيين، بخلاف العلويين والدروز وسواهم، منخرطون في السياسة أو مؤيدون للسلطة يتناقض مع الواقع، بل شكلت كلمة البطريرك في تشييع ضحايا تفجير الكنيسة دلالة كاملة الوضوح على التذمر من سياسات السلطة، السلفية. طبيعة السلطة الدينية والسياسية هي التي تضع العقبات أمام دخول كل السوريين في الشأن العام، والأمر لا يخصّ المسيحيين فقط، بل حتى أغلبية السنة.
تخطئ السلطة بسياساتها الاستئثارية، فهي تدير مرحلة انتقالية، وتتطلب إجماعاً وطنياً، ولا سيما بعد مآسي سورية من 2011. تتطلب طبيعة المرحلة الانتقالية إشراكاً عاماً لكل النخب، والانفتاح على الشعب، والبحث عن أشكالٍ لتمثيله في مؤسسات الدولة. هناك إشكالية كبرى؛ ففي وقتٍ تتكرّس فيه الشخصيات الأساسية في السلطة، وتضع كل السلطات بين أيديها، تتهمش مؤسسات الدولة ذاتها؛ فلم يشهد السوريون تغيّراً يُذكر فيها، وتميل السلطة الجديدة إلى التزاوج مع الخبرات القديمة الفاسدة، وتستبعد الخبرات الوطنية من وضع الخطط الاستراتيجية لتغيير التوجّه العام لمؤسسات الدولة، وهناك رأي يؤكد أن السلطة الجديدة تستهدف حل كثير من تلك المؤسسات وأن تُعطى للقطاع الخاص الدور المركزي. أين الخطأ. إنه في وجود ملايين العاطلين عن العمل، وملايين المهجّرين، ويحتاجون إلى السكن والعمل والحريات العامة، وينعكس هذا الواقع سلباً على المسيحيين وعامة السوريين.
سيميل المسيحيون السوريون إلى الابتعاد عن السلطة طالما لم تغيّر سياساتها، والتغيير هذا مطلب عام، لسوريين كثيرين
تعلق طبيعة السلطة، السلفية من ناحية الأيديولوجيا، والاستئثار من ناحية السياسة، إمكانية التعاون معها، وفي كل الأحوال حلَّ الرئيس أحمد الشرع القوى السياسية بحجة البدء بالنهوض بالدولة. سيعزّز الاستمرار بالسياسات ذاتها من عزلة كل السوريين. سيميل المسيحيون إلى الابتعاد عن السلطة طالما لم تغيّر سياساتها، والتغيير هذا مطلب عام، لسوريين كثيرين. سيعطي حدوث التغيير مؤشرات "ليبرالية" نحو الانفتاح المجتمعي، وكذلك إن أرسيت أسس دستورية وقانونية للتعدّدية السياسية والحرّيات العامة والشخصية، وضمن ذلك إنهاء ظواهر الدعوة الدينية في الشوارع أو أية أشكال من الضغوط، والتي تمارسها فئاتٌ من السلطة، والتخفيف من غلبة التطييف السني بعامة على بقية الطوائف والأديان.
يتحدّد منظور السلطة إلى المجتمع على أرضية الطوائف أو القوميات، ومن الادّعاء أنّها تمثل السنة، وانطلاقاً من ذلك تهيمن على الدولة باسم الأكثرية الدينية، وبذلك تستخدمها سياسياً من أجل هيمنة تيارها السلفي في السلطة والدولة الناشئة. وسيدفع سيادة نمط كهذا من السياسات الطوائف والمذاهب نحو مزيد من العزلة وربما التمرّد، وأكثر ما تتضح هذه السياسات في إطار الجيش والأمن أو الاستخبارات. تمارس السلطة سياساتها وكأنّها منتخبة ودستورية، وليست انتقالية، وهذا يتعارض مع مصالح كل السوريين، ومن كل الطوائف والقوميات.
## ضعيفٌ غير قوي مَن يجوِّع شعباً
31 July 2025 11:57 PM UTC+00
يريد نتنياهو وعصابة الاحتلال "نصراً" بالتجويع والمجازر اليومية في غزّة المأساة والألم والمعاناة. هم يفتقرون إلى قوة المحارب المقتحم الشجاع، فيعتمدون أساليب الإبادة خسّةً وجبناً ووحشيّةً، لأنّهم أعجز من خوض حربٍ قتالية وجهاً لوجه، وجنودهم وضبّاطهم أجبن من أن يواجهوا مقاومين فلسطينيين شاهد العالم كلّه بسالتهم وشجاعتهم وصعودهم إلى أبراج آليات العدوّ المحصّنة بالحديد والنار. معركة غير متكافئة فعلاً لأنّ ثمّة جندياً إسرائيلياً مدجّجاً، جباناً غير مقاتل، ومقاتلاً فلسطينياً بأبسط أدوات المقاومة، مقداماً غير هيّاب. وفي ظلّ عدم التكافؤ بين الإسرائيلي الصهيوني المذعور، وبسالة الفلسطيني المتصدّي، لم يبقَ لقيادتَي العدو السياسية والعسكرية سوى اللجوء إلى المجازر اليومية الفظيعة، والتجويع، سلاحَي ضعفاء لا أقوياء، مهزومين لا منتصرين، رغم هول القتل والدمار.
تدلّ نظرةٌ هادئةٌ وموضوعية لواقع الكيان الصهيوني الحالي على حقيقة ضعف لا واقع قوة
ضعيفٌ نتنياهو وعصابته طوال 22 شهراً في أرض غزّة المحاصرة والمذبوحة والمجوّعة والمنكّل بها، ولا حسم ولا انتصار لجيشه المهزوم على الأرض، وقوة العالم الباغي كلّها مسخّرة له عسكرياً وتكنولوجياً، برّاً وجوّاً وبحراً. ضعيفٌ نتنياهو وعصابته في معركته بالأمس القريب مع إيران، شافياً غليل عقود ثلاثة من الهياج الكلامي ضدّها، تهديداً يومياً بضربها، وإذ يفعل لا تفلح ضرباته البعيدة في تدمير ما كان مُستنفِراً لتدميره، سواء المفاعلات النووية أو الصواريخ الباليستية. بل ارتّدت عليه ضرباته وبالاً صاروخياً فرط صوتي، أحدث في كيانه دماراً لم يختبره من قبل، عدا الذعر الذي أصاب ملايين الإسرائيليين الهارعين إلى الملاجئ ليل نهار، طوال 22 يوماً من الردّ الإيراني القوي، المرعب والمدمّر.
ضعيفٌ نتنياهو وعصابته في حرب الستّين يوماً مع لبنان، حيث هُزم "الجيش الذي لا يُهزم" أمام حفنة من المقاتلين الأشدّاء من المقاومة اللبنانية، عند قلعة الشريط الحدودي الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلّة، ولم يستطع جيش الحديد والنار والتكنولوجيا والطيران المتفوّق التقدّم أمتاراً معدودةً داخل أراضي الجنوب اللبناني، ولم ينجح إلّا في تدمير القرى الجنوبية وأنحاء من ضاحية بيروت ومن البقاع اللبناني، وبات معروفاً منذ عقود طويلة أنّ الطيران الإسرائيلي هو سلاح الجبناء، لأنه لا يواجه أحداً، ولا أحد قادر على مواجهته، فيدمّر من علٍ كأنّ في الأمر بطولةً أو نصراً وإنجازاً. ضعيفٌ نتنياهو وعصابته وسط العجز عن فكّ الحصار البحري الذي يفرضه الحوثيون على سفنه أو السفن المتوجّهة إلى كيان الاحتلال من باب المندب، فضلاً عن إغلاق مرفأ إيلات، واقتراب الخطر من مرفأ حيفا، وتوقيف رحلات مطار بن غوريون بين يوم وآخر وساعة وأخرى.
ضعيفٌ نتنياهو وعصابته وسط العجز عن فكّ الحصار البحري الذي يفرضه الحوثيون على سفنه
ضعيفٌ نتنياهو وعصابته حيال سورية، وما التدمير للبنى العسكرية والمدنية، واجتياحات مناطق في الجنوب السوري وجبل الشيخ، إلّا نتيجة الخوف من إمكان نشوء حركة وطنية مقاومة، إسلامية تحديداً، في البلد الذي لطالما كان قلعة العروبة والحرب ضدّ الاستعمار. عدا خوف الصهاينة من إثارة موضوع الجولان من جديد. وبالخسّة الصهيونية المعهودة، تجري محاولة تقسيم سورية عبر استمالة مذاهب وإثنيات بحجّة الحماية، ومن المرجّح أن تفشل هذه المحاولات التقسيمية اليائسة، وهذا ما يخيف نتنياهو وعصابته.
تدلّ نظرةٌ هادئةٌ وموضوعية لواقع الكيان الصهيوني الحالي على حقيقة ضعف لا واقع قوة، فالمهزوم في أرض غزّة، وفي معركته القصيرة مع إيران، والمتوسّطة الطول مع لبنان، والقَلِق من الوضع السوري المُستجِدّ، يفرغ هزائمه المتوالية وشعوره بالوهن حيال أكثر من خطر يهدّده، فلم يبقَ له سوى تفريغ حقده وخوفه وفشله وهزيمته وضعفه ضدّ شعب غزّة المنكوب والمذبوح والمتألّم، تجويعاً وقهراً وإذلالاً، فالتجويع، تأكيداً وتكراراً، "سلاح" الضعفاء.
## ترامب وسدّ النهضة... وساطة مشروطة بالتبعية
31 July 2025 11:57 PM UTC+00
مع إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد اكتمال بناء سدّ النهضة، وحفل افتتاحه رسمياً، تدخل الأزمة الممتدّة بين القاهرة وأديس أبابا مرحلةً جديدةً من الصراع، تتصل بتشغيل السدّ من دون اتفاق ملزم بشأن كمية المياه الواجب تمريرها إلى دولتَي المصبّ، وكذلك تُكتب نهايةُ مرحلة من الرهانات، سادت فيها أحاديث عن احتمال توقّف المشروع، أو انهيار السدّ، أو تفكّك نظام أديس أبابا، نتيجة صراعات سياسية في دول متعدّدة الأعراق. موادّ إعلامية روّجت تلك الفرضيات، ومارست دعاية تستّرت على عجز السلطة عن التوصّل إلى اتفاق قانوني ملزم منذ توقيع إعلان المبادئ قبل عقد، وكان هذا التضليل استخفافاً بحقّ المصريين في المعرفة بقضية وطنية لا تقبل المزايدة، ولا تُخفى تداعياتها أو تحتمل خداعاً. اليوم تختبر تلك الرهانات، وأخرى تتعلّق بالوساطة ومواقف الأطراف الدولية والإقليمية، وتتكشّف النتائج أمام الرأي العام.
صحيحٌ أن القاهرة نجحت في إدارة الأزمة بما حال دون أن تتمدّد إثيوبيا في سلوكها وتسبب ضرراً بالغاً، لكن مع غياب اتفاق ملزم، تبقى مراقبة الوعود وحسن النيات معياراً وحيداً لئلا تنخفض حصّة مصر المائية، وما زالت جذور المشكلة لم تُنتزَع، ولم تحسم القاهرة تسويةً للمشكلة، عبر الردع أو الاستمالة، ولا مسارات دبلوماسية سعت إلى جذب الأطراف إلى مربّعها. أمّا إجراءات التكيّف (مع أهميتها)، كما محطّات التحلية ومعالجة الصرف وترشيد الاستهلاك، فإن كلفتها باهظة، مليارات الدولارات، وليست بديلاً من اتفاق قانوني يضمن الحقوق المائية، ويمنع تداعيات خطرة حال حدوث جفاف وإصرار إثيوبيا على التخزين، وحالياً تعلن افتتاح السدّ رسمياً، وتدعو مصر والسودان إلى الحضور، ومعاودة التفاوض، ما يمثّل مناورةً جديدة غرضها فرض الأمر الواقع.
يستهدف تدخّل ترامب في ملفّ سدّ النهضة مرونةً وتعاوناً مصرياً أكبر في ملفّ غزّة 
بينما أعاد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، طرح دوره وسيطاً، عقد صفقةً جديدةً تقدّمه من جديد منقذاً، فتناول الأزمة ثلاث مرّات خلال أسبوع، بداية من اجتماع مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في البيت الأبيض (15 يوليو/ تموز الماضي) معلناً رغبته في تدخّل سريع لحلّ النزاع، لأن النيل مصدر للدخل والحياة، ومستغرباً من بقاء المشكلة من دون حلّ، وكرّر الموقف أمام قيادات من الحزب الجمهوري، مستثمراً المناسبة لمهاجمة إدارة سلفه جو بايدن، ومرجّحاً مشاركتها في تمويل المشروع، وهو ما يتّصل بنهج انتقاد سلوك خصومه أداةً للمقارنة تعلي من تقدير الذات، وثالثاً حين خصّص منشوراً في منصّة تروث سوشيال ليذكّر جمهوره (والعالم) بوساطاته صانع سلام، ومستحقّاً جائزة نوبل، وضمّ في سرده "الاتفاق الإبراهيمي" وسدّ النهضة. ولم يكن حديثه في اجتماع "ناتو" خالياً من إشارة حول ما قد يسبّبه السدّ من صدام يستدعي تدخّله الحاسم من أجل الاستقرار.
ورغم الطابع الشخصي والاستعراضي، فإن تكرار إثارته للملفّ، بعد نصف عام من رئاسته، ومع هذا التوقيت الضاغط، يستهدف دفع القاهرة إلى تلبية مطالب في ملفّ غزّة، في إطار صفقة محتملة تقوم على المقايضة، لمحت إليها مصادر مصرية لـ"العربي الجديد"، وترتّب على التدخّل حالياً (طالبت به القاهرة منذ ولاية ترامب الأولى) تنشيط آليات الاتصال الدبلوماسي، وإعلان الرئيس عبد الفتّاح السيسي تقديره حرص ترامب على التوصّل إلى "اتفاق عادل يحفظ مصالح الجميع"، ومعلناً ثقته في قدرته على إحلال السلام في أوكرانيا والأراضي الفلسطينية المحتلة. كما أعاد، في لقائه قائد القيادة المركزية الأميركية وبحضور وزير الدفاع والسفيرة الأميركية، التأكيد على مركزية قضية نهر النيل أولويةً للأمن القومي، ولاحقاً، جاء اتصال وزير الخارجية الأميركي مع أبي أحمد، من دون أن تتضمّن البيانات إشارةً صريحةً إلى السدّ.
ويظلّ تدخّل ترامب في ملفّ السدّ يستهدف مرونة وتعاوناً مصرياً أكبر في ملفّ غزّة، وهذا ينسجم مع رؤية للعلاقات الدولية بوصفها صفقات، يرجّح استجابة الأطراف فيها لإرادته طالما يقعون تحت ضغط، وربّما من دون بذل جهد حقيقي من جانبه، فيبقى الرهان على الوعود والتهديدات هو المُحدِّد.
لم يبذل ترامب جهداً حقيقياً لحلّ أزمة السدّ، وتعامل معها أداةَ مساومة
وخلال ولايته الأولى، تدخّل في الأزمة، ولم ينفصل الملفّ عن رؤية للتهدئة والاستقرار في الشرق الأوسط وترابط ملفّات الصراع، ومن خصائص السياسة الخارجية الأميركية، ضمان أمن إسرائيل. وأعلن ترامب من البيت الأبيض، وبحضور نتنياهو، في 28 يناير/ كانون الثاني 2020 "صفقة القرن"، ورحّبت مصر بها سريعاً في بيان لخارجيتها، ودعت إلى دراسة خطّة السلام من منظور تحقيق تسوية عادلة وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه وإقامة دولته المستقلّة. هذا المسار الذي اتخذه ترامب تزامن مع معالجة أزمة السدّ، إذ دفع الخزانة الأميركية إلى رعاية مفاوضات امتدّت من نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 حتى فبراير/ شباط 2020، وأعلنت في بيان مشترك، عن توافق حول جدول زمني لملء السدّ على مراحل، مع آلية تخفيف للملء والتشغيل في حالات الجفاف. جاء هذا التطوّر الإيجابي، بعد يومين من إعلان "صفقة القرن". كان ترحيب مصر بدور ترامب واضحاً، لكنّ مسار وساطته في أزمة السدّ انتهى بالفشل، بعدما رفضت أديس أبابا المشاركة في الجولة الأخيرة من التفاوض في فبراير 2020، واعتبرت مقترح الاتفاق انحيازاً للقاهرة. حينها لم يتخذ السيسي موقفاً جادّاً يدفع إثيوبيا للامتثال لنتائج التفاوض، واكتفى في أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه بتصريح حول احتمال أن تهاجم مصر المشروع، وهو ما اعتبرته أديس أبابا تحريضاً مرفوضاً واستدعت السفير الأميركي لديها، بينما استهدف الرئيس الأميركي استخدام التهديد آليةً لردع إثيوبيا تدفعها إلى العودة إلى التفاوض، وأن يحافظ في الوقت نفسه على استمالة لمسار التطبيع بموجب اتفاقات إبراهيم، التي وقّعتها الإمارات (أغسطس/ آب 2020)، وتبعتها البحرين والسودان والمغرب.
إجمالاً، لم يبذل ترامب جهداً حقيقياً لحلّ أزمة السدّ، وتعامل معها أداةَ مساومة. واليوم يُعاد تدوير الملفّ نفسه، ولا تعكس التصريحات أخيراً حول وساطة محتملة تحوّلاً حقيقياً في الموقف الأميركي، بل تُوظّف ضمن سياق يرتبط بمقايضات محتملة، تهدف إلى دفع القاهرة إلى القيام بأدوار أمنية مباشرة في قطاع غزّة، واستقبال أو تسهيل نقل كتلة من سكّانه، وتمرير إقامة "المدينة الإنسانية" في رفح لمن تبقى من السكّان، وكلّها خيارات تتعارض مع اعتبارات سياسية وأمنية يصعب تجاوزها، وتتعارض مع خطاب يكرّره النظام حول رفض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.
كما أن تقديم القاهرة أيّ تنازلات في ملفّ غزّة لا يخدم موقف القاهرة التفاوضي مع إثيوبيا، بل قد يُضعف صورتها طرفاً قادراً على مقاومة الضغوط الخارجية، ويعزّز انطباع التبعية لواشنطن، والرضوخ لسياسة الأمر الواقع التي تفرضها إسرائيل على الأطراف العربية، وأصبحت تكرّر طلبها من القاهرة بتسهيل نقل السكّان وفرض وصاية على القطاع، تُخلي ساحتها وتحلّ معضلة "اليوم التالي"، ولا تزيد تكلفتها عسكرياً واقتصادياً إذا استمرت في احتلال غزّة. كما لا تنفصل تصريحات ترامب عن نهجه في استثمار الملفّات الدولية لتصفية خلافات مع أسلافه، والظهور صانعَ سلام محقّق للإنجازات. ومع ذلك، فإن تدخّله حالياً في ملفّ السدّ محكوم بمحدّدات، بينها العلاقة مع القاهرة، التي تراها واشنطن شريكاً معاوناً في الملفّ الفلسطيني، وأمن الشرق الأوسط، ومنطقة البحر الأحمر، من دون أن يعني ذلك بالضرورة التزاماً بتحقيق مصالح القاهرة في مواجهة إثيوبيا، التي سبق وانسحبت من مفاوضات الخزانة، ولم تمارس واشنطن ضغطاً عليها، وحافظت على توازن بين طرفَين "صديقين"، لا يوزن مواقفهما في وساطة بعدالة مطالبهما، بل وفق معادلات تحكم وضع الشرق الأوسط والقرن الأفريقي، والأخير يشهد صراع نفوذ من قوى عدة، ما يجعل الاحتفاظ بالعلاقة مع الطرفَين مرجّحة، وحتى إدارة بايدن، حين خفّضت المساعدات لإثيوبيا (2021)، ربطت القرار بانتهاكات حقوق الإنسان، لا بأزمة السدّ، وكانت تتخذ دور المراقب لمفاوضات قادها الاتحاد الأفريقي بعد أن أحال مجلس الأمن الملفّ إليه.
بقاء أزمة السدّ من دون تسوية، يعني سدوداً إثيوبية جديدة، ما يشجّع دول حوض النيل على انتهاج السلوك نفسه
لذا، يدفع الرهان على دعم أميركي حاسم أديس أبابا لتوقيع اتفاق مُلزم، يبدو استمرار لمراهنات كلّفت كثيراً من الوقت والمال ولم تثبت نجاحها، وعلى القاهرة مواجهة الحقائق، ومراجعة طريقة إدارة الأزمة، وتصوّراتها حول القوى الدولية، وتحالفاتها أفريقياً وعربياً. وفي كلّ الأحوال، لا يمكن الرهان على أطراف أو مؤسّسات دولية، من دون النظر إلى عوامل الإخفاق، والأدوار الذاتية، وتالياً امتلاك أوراق ضغط، وبناء تحالفات صلبة، تزيل آثار الإخفاق سابقاً، ومن دون ذلك، ستتهرب إثيوبيا من التفاوض، استناداً إلى خطاب يدّعي أن النيل الأزرق ينبع من أراضيها، وهو ملك لشعبها، وأن مصر استفادت من مياهه من دون وجه حقّ. وهو الخطاب الذي يُروَّج داخلياً، ويُفسِّر سلوكها خارجياً في التفاوض، وغياب نيّة للوصول إلى اتفاق، والاتكاء على عدم وجود نيّة بإلحاق ضرر من عمليات التخزين، إذ ظلّ تدفّق المياه مستمرّاً، لكنّها لا تحوّل النيات إلى التزام قانوني، ويترك الأمر لمرونة إثيوبيا في التصرّف مستقبلاً.
وأخيرا، إذ ظلّت الأزمة من دون تسوية، ستُبنى سدودٌ جديدةٌ. لم يعد ذلك توقّعاً، فقد أعلن رئيس مكتب تنسيق سدّ النهضة توجهاً لاستغلال الموارد المائية، قائلاً: "مشروع السدّ خطوة أولى ضمن مسار طويل في قطاع المياه والطاقة، ولا يمكن الاكتفاء بسدّ واحد". وهذا يشجّع دول حوض النيل على انتهاج السلوك نفسه، خاصّة أن إثيوبيا تعمل في جذبهم لساحتها، وتعرض الاستفادة من تجربتها، وتدعو رؤساء أجهزة المخابرات ووزراء المياه لزيارة السدّ، الذي تصوّره نموذجاً تنموياً يجسّد الفخر والاستقلال، ما يخفّف الانتقادات بوصفه يثير نزاعاً في القارة. وهذا كلّه ينذر بتزايد تحدّيات تواجهها القاهرة.
## "شعبي بدأ يكره إسرائيل"... ماذا يعني اكتشاف ترامب؟
31 July 2025 11:58 PM UTC+00
ظلّت استطلاعات الرأي في أميركا تتحرّك بشكل نامٍ وبطيء لصالح القضية الفلسطينية حتى عملية 7 أكتوبر (2023)، التي أحدثت تغيّراً تاريخياً، بدأت تظهر إرهاصاته، فتعدّت هذه القاعدة الديمقراطية الشبابية ليصل هذا النمو إلى قلب اليمين؛ قاعدة ترامب "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" (ماغا). تساءلت صحيفة فايننشال تايمز أخيراً: "هل اختبرت غزّة حدود دعم دونالد ترامب بنيامين نتنياهو؟". تستشهد الصحيفة بما قاله ترامب عن نتنياهو في اسكتلندا يوم الاثنين: "هناك مجاعة حقيقية جارية في غزّة"، وذلك بعد يوم من وصف نتنياهو التقارير عن المجاعة بأنها "كذبة صارخة". قال إنه شاهد صور الفلسطينيين الجياع على شاشة التلفزيون، ويوم الثلاثاء صرّح بأن الشخص لا بدّ أن يكون "بارد القلب جدّاً" أو "مجنوناً"، حتى لا يجد هذه الصور مروّعة. كان هذا توبيخاً نادراً من رئيس أميركي لم يفرض سوى قيود قليلة على سلوك أكبر مستفيد من المساعدات الخارجية لواشنطن، الذي امتدحه نتنياهو بوصفه "أعظم صديق عرفته إسرائيل على الإطلاق".
تفكّك الإجماع التاريخي على دعم إسرائيل بين الحزبين، وحتى داخل الحزب الجمهوري نفسه
ولكن تعليقات ترامب، في خضمّ تصاعد الإدانة الدولية لإسرائيل، لمّحت إلى وجود حدودٍ غير مُعلَنة لتلك العلاقة، وفقاً لما يقوله محلّلون وأشخاص مقرّبون من الإدارة، بحسب الصحيفة. واللافت ليس التوبيخ العلني لنتنياهو، الذي يمكن أن يلحسه الرئيس المزاجي، بل في التغيّر في قاعدة ترامب اليمينية، بمن في ذلك جمهوريون شباب (ومقدّمو) بودكاست من أقصى اليمين، أكثر تشكّكاً في علاقة واشنطن بإسرائيل. قالت كانديس أوينز (بودكاستر شهيرة ومروّجة متكرّرة لنظريات المؤامرة المعادية للسامية)، في برنامجها الأسبوع الماضي: "ما هذه العلاقة الفريدة، الغريبة، المقزّزة، المنحرفة التي يبدو أن لدينا مع إسرائيل؟". كما وصفت النائبة النارية المؤيّدة لترامب، مارغوري تايلور غرين، يوم الاثنين، الأزمة في غزّة بأنها "إبادة جماعية"، واقترحت تشريعاً لحظر المساعدات لإسرائيل. رفض الكونغرس ذلك، لكن استطلاعات الرأي تفيد بأن لدى شباب جمهوريين الآن نظرة سلبية تجاه نتنياهو. قال ترامب أخيراً لأحد كبار المانحين اليهود، وفقاً لخبير في شؤون الشرق الأوسط يتواصل بانتظام مع الإدارة: "شعبي بدأ يكره إسرائيل".
تنقل الصحيفة عن جون هوفمان (محلّل شؤون الشرق الأوسط في معهد كاتو الليبرالي بواشنطن) أن المسؤولين الإسرائيليين "يدركون ما هو قادم"، ويعرفون أن الشيك المفتوح الذي منحته لهم هذه الإدارة قد لا يستمرّ، لا في الإدارة المقبلة، ولا بعد انتخابات منتصف المدّة الأميركية عام 2026. لكن عندما قصفت إسرائيل الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزّة، في وقت سابق من الشهر الماضي (يوليو/ تموز) ، ما أثار شكاوى من قادة مسيحيين في العالم، اتصل ترامب بغضب بنتنياهو، بحسب ما أفاد به مسؤولون. وعندما نفّذت إسرائيل في اليوم نفسه غارات على دمشق، حيث رفعت الإدارة الأميركية العقوبات القديمة لإعطاء القيادة الجديدة هناك "فرصة للعظمة"، تدخّل ترامب سريعاً، ووجّه وزير خارجيته ماركو روبيو لاحتواء التوتّر.
58% من الشباب (تحت سن 30) يرون أن على واشنطن الضغط على إسرائيل لوقف الحرب، بينما يدعم 23% يدعمون إسرائيل بلا شروط.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، وبعد وساطته لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، شنّ ترامب هجوماً على نتنياهو لاستمراره في شنّ الهجمات. قالت كافاناه: "أعتقد أن هناك قيوداً على نتنياهو، وأن هناك خطوطاً حمراء. لكن من الصعب تحديدها بدقّة، لأنها تعتمد على كيف يعرّف ترامب المصالح الأميركية في اللحظة الراهنة". ولا يزال الجمهوريون يدعمون الحكومة الإسرائيلية بنسبة 71%، في المقابل الدعم بين الديمقراطيين انخفض إلى 8% فقط، وفقاً لاستطلاع جديد من "غالوب". في النتيجة، تفكك الإجماع التاريخي على دعم إسرائيل بين الحزبين، وحتى داخل الحزب الجمهوري نفسه. تبدو الأمور قد حُسمت داخل الحزب الديمقراطي، وهي تتطوّر لصالح فلسطين في الحزب الجمهوري، كما كشفت تصويت أكثرية أعضاء الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ، الذين صوّتوا للمرة الأولى لصالح قرارات تحظر بيع أسلحة هجومية لإسرائيل. القرارات التي قادها السيناتور بيرني ساندرز، وبدعم من جيف ميركلي وبيتر ولش، هدفت إلى منع صفقة بقيمة 675.7 مليون دولار تشمل آلاف القنابل الثقيلة وقطع التوجيه الذكي. أيضاً، صفقة بيع عشرات آلاف البنادق الآلية لقوات تشرف عليها شخصيات متطرّفة مثل إيتمار بن غفير.
قال ساندرز إن الأسلحة الأميركية تُستخدم في قتل المدنيين وانتهاك القانون الدولي، مضيفًا: "لدينا قانون يمنع تقديم مساعدات لمن يعرقل المساعدات الإنسانية أو ينتهك حقوق الإنسان، وإسرائيل تفعل الاثنين معاً". ورغم إسقاط المشروعَين بأغلبية 70 مقابل 27، إلا أن الرقم يحمل دلالة تاريخية: للمرّة الأولى يصوّت أكثر من نصف الديمقراطيين ضدّ تسليح إسرائيل. يعكس التصويت، بدرجةٍ ما، اتجاهات استطلاعات الرأي الأخيرة، ففي استطلاع غالوب (إبريل/ نيسان 2025)، دعم 36% من الأميركيين فقط إسرائيل في غزّة، ما يعني انخفاضاً من 54% في أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وهو يتوافق مع استطلاع بيو (يونيو 2025)، الذي بين أن 64% من الديمقراطيين يعتبرون أن إسرائيل "ذهبت بعيداً" في ردّها العسكري. و42% من الجمهوريين يوافقون الرأي، وهي أعلى نسبة منذ بدء تتبع هذا السؤال عام 2006. كما بين الاستطلاع أن 58% من الشباب (تحت سن 30) يرون أن على واشنطن الضغط على إسرائيل لوقف الحرب، بينما يدعم 23% يدعمون إسرائيل بلا شروط.
ماذا يعني ذلك استراتيجيا لإسرائيل؟... تفيد تحليلات مراكز بحثية مثل "Cato" و"Defense Priorities" بأن الحكومة الإسرائيلية تدرك أن بيئة الدعم الأميركي تمرّ بمرحلة انتقالية. يقول جون هوفمان من Cato إن إسرائيل "تقرأ الواقع جيداً"، وتسعى إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب الإقليمية في غزّة ولبنان وسورية، قبل أن تُفرض عليها قيود جديدة، سواء عبر انتخابات 2026 أو تغيّر محتمل في ميزان القوى داخل الحزبَين. في المقابل، يرى محلّلون أن ترامب نفسه بدأ يرسم خطوطاً حمراء لنتنياهو، خصوصاً حين اتصل به غاضباً بعد قصف الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزّة، أو حين بعث وزير خارجيته ماركو روبيو إلى دمشق للتهدئة بعد الغارات الإسرائيلية على مواقع سورية.
ما أكّدته الحرب المدمّرة بعد "7 أكتوبر" أن العدو الصهيوني لا يستطيع الاستمرار في الحرب من دون دعم أميركي كامل
لكن موقف ترامب يبقى غامضاً، كما يقول السيناتور الديمقراطي كريس مورفي: "ترامب يقول كلّ شيء ونقيضه… من الصعب بناء سياسة على هذا الأساس". لا توجد لدى ترامب أيّ قيم أخلاقية، ولا دوافع إنسانية، وهو يشاهد المجاعة في غزّة، تحرّكه غريزة حيوان سياسي يقرأ المزاج العام بذكاء تاجر. عندما يقول إن شعبه "بدأ يكره إسرائيل" فهو سيتبع مزاج شعبه؟
ما أكّدته الحرب المدمّرة بعد "7 أكتوبر"، أن العدو الصهيوني لا يستطيع الاستمرار في الحرب يوماً من دون دعم أميركا الكامل، في المقابل تواصل غزّة الصمود من دون دعم حتى برغيف خبز. والحرب كما قال علي عزّت بيغوفيتش، في أوج المجازر في البوسنة، يكسبها "من يصبر أكثر لا من يقتُل أكثر". ولم يعرف تاريخ البشرية صبراً كصبر أهل غزّة ولا قتلاً كقتل نتنياهو.
## الوقاية من النزاعات المسلّحة في سورية
31 July 2025 11:58 PM UTC+00
انتهاء الحرب في سورية بعد 14 عاماً من القتل والدمار والتهجير، وسقوط النظام البائد، لا يعنيان بالضرورة انتهاء المشكلات، ولا أن سورية دخلت مرحلة الحياة الوردية، وعادت وطناً جاذباً للعيش فيه. قبل كلّ شيء، لا بدّ من تحقيق السلام، وسورية لم تدخل في هذه السكينة بعد، فمن أجل ضمان سلام مستدام بعد الحرب، من الضروري وضع حلول مستدامة تعالج الأسباب الجذرية للنزاعات وتعزّز الاستقرار على المدى الطويل. هذه الحلول المستدامة الضرورية متنوعة، ولكن يمكن القول إن أهمها (أو أكثرها إلحاحاً) التنمية الاقتصادية والمصالحة الوطنية المدعومة بالعدالة الانتقالية.
أوشكت المرحلة السورية الجديدة على إتمام ثمانية أشهر بعد سقوط نظام الطغيان، السقوط الذي دفع الشعب السوري أثماناً باهظة في انتظاره، واجتمع السوريون، بعد زمن لم يستطيعوا الاجتماع فيه على أمر، على الفرح بسقوطه، سواء الذين شاركوا في الثورة، أم الذين كانوا صامتين، وجرى تصنيفهم في خانات عديدة، منها أنهم رماديون، أو مؤيّدون للنظام، وغيرها من نعوتٍ لم تكن تُبنى على أسس علمية أو دراسة مستحقّة. لكن الشعب بغالبيته الساحقة كان مبتهجاً بخلاصه من كابوس جثم فوق صدره أكثر من ربع قرن.
أكثر الأمور أهميةً من أجل البناء، ابتداءً من الحياة الشخصية ولإعادة ترميم الواقع الشخصي للأفراد، هو الشعور بالأمان، هذا الأمان لم يتوافر إلى الآن
ثمانية أشهر والأوضاع تتفاقم على مستويات عدة، حتى الكوارث الطبيعية لم ترحم هذا الشعب المنكوب. لكن الأكثر جسامةً في هذه المشكلات الحرائق التي تشتعل بين مكوّنات الشعب السوري بنار الكراهية المنبثقة من رحم الطائفية البغيضة، والعنصرية القومية. في الواقع يحمل الشعب السوري إرثاً تاريخياً من الخلافات التي لم تعمل الأنظمة على معالجتها، وفشلت النُّخب الثقافية أيضاً في تناولها، فبقيت جمرةً تحت الرماد تحرق الصدور كلّما هبّت عليها نسائم التغيير، لأن التغيير كان (وما زال) أحد مواضيع الخلاف بين مكوّنات الشعب، وربّما من أكثرها خطورة.
معروف أن الاختلافات العرقية والثقافية يمكن أن تُحدِث انقسامات عميقة داخل المجتمع. هذا يساعد في نشوء التوتّرات، خاصّة في مجتمعات كالمجتمع السوري، ترى فيه بعض الجماعات العرقية أو الثقافية أنها متميّزة عن البقيّة، لكنّها لا تأخذ حقوقها كما تتصوّر، وبعضها يرى أن حقوقه من الأساس مستلبة وأنه جماعة مضطهدة، وفي كلا الحالتَين هناك مظلومية ضاغطة باستمرار تحرّك الشعور الجمعي، وأحياناً تكون الاختلافات بسبب التاريخ أو اللغة أو الدين أو الثقافة، وغالباً ما يجري استغلال هذه الانقسامات من الفاعلين السياسيين أو الجماعات المتطرّفة لإثارة النزاعات.
لن تتحقّق أيُّ أمكانية لحلول مستدامة في سورية ما لم تُحتوَ هذه الحروب الأيديولوجية، ويُقضى على مسبّباتها، وإلّا فإن شبح التقسيم (الحاضر بالفعل) يمكن أن يتحوّل كائناً حقيقياً يفرض وجوده ومزاجه السياسي. هي بالفعل حرب "أيديولوجية"، تُعدّ الأحدث والأشرس في المرحلة الحالية، في العالم كلّه. لقد شهد القرن الماضي حروباً من هذا القبيل، كما راوندا عام 1994، حيث وصلت التوتّرات بين جماعات الهوتو والتوتسي إلى ذروتها، ما أدّى إلى مقتل مئات الآلاف من الأشخاص في غضون بضعة أشهر، أو البوسنة والهرسك في التسعينيّات، حيث أدّت الخلافات العرقية، خاصّة بين البوشناق المسلمين والصرب الأرثوذكس والكروات الكاثوليك، إلى حرب وحشية كانت تزداد ضراوة باستغلال الهُويَّات العرقية لتبرير الفظائع والتطهير العرقي. لكن الحرب الأهلية في سورية لها جذور عميقة وضاربة في التاريخ لناحية الاختلافات العقائدية والأيديولوجية، بما في ذلك الدينية والسياسية. لذلك نرى أن الحرب التي استمرّت 14 عاماً كانت فائقة التعقيد والعنف، فهناك الحرب بين نظام الأسد والثوار المعتدلين، وبينه وبين الجماعات الإسلامية المتطرّفة والقوات الكردية والفصائل المدعومة من تركيا، مدفوعةً في الغالب برؤىً متباينةٍ لمستقبل سورية ومعتقدات دينية.
لا إمكانية لنهوض سورية إلّا بالبدء في تأسيس دولة المواطنة، فيشعر كلّ فرد بأن خصوصيته الثقافية والدينية والعرقية والحقوقية مصونة، وكرامته هي الأغلى
هذا ما نعيشه كلّ يوم منذ سقوط النظام، بدلاً من أن يشعر كلُّ سوري بأن مرحلة التعافي قد بدأت، وأن بناء حاضره ومستقبل أبنائه قد وُضعت مداميكه الأولى، وأنه مدعو (ويلبّي برغبة عارمة) إلى القيام بدوره في بناء وطنه. لكن أكثر الأمور أهميةً من أجل البناء، ابتداءً من الحياة الشخصية ولإعادة ترميم الواقع الشخصي للأفراد، هو الشعور بالأمان، هذا الأمان لم يتوافر إلى الآن، بل تفاقم في صورة موجات من العنف المادي، كالمجازر التي وقعت ضدّ بعض مكوّنات الشعب السوري، مجازر الساحل، التي ما زالت مستمرّةً في صورة استهدافات فردية، واختطاف نساء، وهي تعيد نفسها اليوم في محافظة السويداء، علاوة على تنامي العنف اللفظي بشكل يشعل نيران الكراهية والفتنة كلّما خبا وهجها، مدعوماً بالزوابع التي تندلع في المواقع الافتراضية، وحملات التجييش والتضليل، بينما لا يرقى خطاب الحكومة، وموقفها ممّا يحدث، إلى المستوى الذي يمكن أن يطفئ تلك الحرائق، أو يبثّ الطمأنينة في النفوس، وينعش الثقة بالدولة بعدما خبت لدى شرائح واسعة من الشعب.
ليس مطلوباً من كلّ مواطن أن يفهم السياسة، ويعرف أن الحرب في وقتنا الحالي هي منتج للعولمة وللنظام العالمي الذي يعيد ترتيب نفسه ومراكز قوته، وتوزيع هذه المراكز كلّما تعرض لأزمة، إذ تتنافس الأمم من أجل الوصول إلى الأسواق والموارد الطبيعية والمزايا التجارية، وامتلاك خامات صناعة العصر، ويمكن أن تتحوّل هذه المنافسة الشرسة صراعات مسلّحة، فتصبح القضايا الاقتصادية قضايا أمن قومي، وهذا الصراع تفاقم بالضبط وازداد وضوحاً بعد وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة للمرّة الثانية. لكن من المطلوب منه، والضروري من أجل أن يشارك في تعافي بلاده، أن يفهم طبيعة الصراع الذي دمّر بلاده على مدى عقد ونصف العقد، وأن الاختلافات العميقة المتعلّقة بالمعتقدات والقيم والرؤى للذات والعالم، لعبت دوراً حاسماً في النزاعات المسلّحة، مثلما كان شأنها عبر التاريخ، وأنها كانت أنجع وسيلة في يد القوى الخارجية في فرض أمر واقع من أجل تأمين مصالحها، وأن الشعب دائماً هو الوقود.
بقراءة تاريخ سورية والمنطقة، الصراعات الإثنية والهُويَّاتية من أكثر أشكال الصراعات ضرراً في تاريخها، وفي العالم المعاصر أيضاً. وهي بما أنها تتغذّى على اختلافات إثنية أو ثقافية أو دينية متجذّرة بعمق، فإن خطرها وتأثيرها المدمران والمعيق للبناء والتطوّر سيبقى ماثلاً ما لم تلتفت الحكومة الحالية إلى هذا الأمر، وتوليه الاهتمام الملائم من الدراسة والأولوية، وما لم تفهم دور هذه الاختلافات في النزاعات، وضرورة وضع استراتيجيات للحلّ السلمي والوقاية من اشتعال الصراعات التي تتغذّى منها باستمرار، ما دام أن مبرّراتها متوافرة، والأمثلة حيّة أمام أعين الجميع.
وإلّا، ستبقى الاختلافات الثقافية العميقة منبعاً يزداد غزارة للتوتّرات والعنف المدمّر، هذا ما نلمسه باطراد، أقلّه في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي التي صارت أحد الحقول المهمة للدراسة، فبإمكان المهتم بالشأن السوري، والمتابع له، أن يلحظ ردّات الفعل المباشرة تجاه أي حدث أو خبر، منها في الوقت الحالي إعلان تقرير لجنة التحقيق الوطنية حول مجازر الساحل، ومقارنتها بتقرير "رويترز"، والصراعات الحامية التي أحدثتها هذه المقارنة.
لن تتحقّق أيُّ أمكانية لحلول مستدامة في سورية ما لم تُحتوَ الحروب الأيديولوجية، ويُقضى على مسبّباتها
وتقرير الأمم المتحدة أخيراً عن اختفاء النساء في الساحل السوري، والتمسّك به حجّة مضافة إلى الحجج السابقة، أمام نفي المتحدّث باسم اللجنة، في مؤتمرها الصحافي، أن تكون هناك حالات من هذا النوع، كما أن التحقيق الذي نشرته "رويترز" أخيراً عن الاقتصاد السوري في الوقت الراهن أجّج السجال الحامي الذي يصل إلى مستوى الحرب بكلّ الأدوات الافتراضية المتاحة، بين من يؤيّد ما جاء فيه، ومن ينكر، ومن يسوّق الحجج والبراهين على فساد النظام الساقط وإجرامه بحقّ الوطن، وكأنّنا لم نغادر المربّع الأول. فهل يمكن القول إن هناك زاوية لم تكشف بالنسبة إلى فساد النظام الساقط وجرائمه؟ وهل من السليم المقارنة بين الماضي والحاضر؟ وإلا لماذا قام الشعب السوري بثورته ودفع كلَّ هذه الأثمان الباهظة، لو لم يكن الهدف الأسمى هو بناء وطن نقي من لوثات النظام البائد كلّها؟
لا يكفي خطابٌ موجّه إلى الخارج أكثر ممّا هو موجّه إلى الداخل حول أهداف وخطط الحكومة الحالية من أجل أن يخمد جذوة هذه الجمرات المطمورة تحت واقع مترمّد، بل لا بدّ من إجراءات ملموسة في الواقع، لا إمكانية لنهوض هذا البلد إلّا بالبدء في تأسيس دولة المواطنة، فيشعر كلّ فرد فيه بأن خصوصيّته الثقافية والدينية والعرقية والحقوقية وغيرها مصونة، وكرامته هي الأغلى، وفسح المجال لكلّ مكوّنات الشعب لأن تعبّر عن نفسها وتساهم في البناء، وأن يُفعَّل القانون ويستعيد سلطته المستقلّة. إن الوقاية من النزاعات المسلّحة أولوية كبيرة، ومهمّة في التأسيس لسورية الغد.
## الوطنيّة... جدل الانتماء لدى إسلاميين ويساريين عرب
01 August 2025 12:00 AM UTC+00
ملاحظة لافتة في بعض أوساط الإسلاميين واليساريين المعارضين في العالم العربي، ممّن يختارون لاحقاً أن يتخلوا عن المعارضة والانتقال إلى صفوف الأنظمة، تتعلّق بمقاربتهم المسألة الوطنية. كثيرون بين هؤلاء يبدون كأنّهم يحاولون تعويض ما يرونه نقصاً سابقاً في وطنيتهم وانتمائهم إلى أوطانهم، بل حتى استدراك ما يروْن أنه قد يكون فاتهم من امتيازات شخصيَّةٍ يعتقدون أنهم مستحقّون لها. ومن ثم، تراهم يبالغون في تقمّص ما يعدّونه وطنية، بل حتى المزاودة على من كانوا يعيرونهم بها. غير أنَّ مقاربتهم الوطنية هنا تكون معطوبة، إن لم تكن أقرب إلى الشوفينية الشرسة، ذلك إمّا أنها تنطلق من حسابات مصلحية ذاتية، وإما من ردّة فعل متطرّف، قائم على مركّب نقص وشعور بضرورة التكفير عن "أخطاء الماضي".
تقوم مقاربة الإسلاميين واليساريين (عموماً) على رفض فكرة الوطنية التقليدية، إذ يؤمن الإسلاميون بمفهوم الأمَّة الإسلامية الواحدة، والذي يعلو على أيّ انتماء آخر، في حين يطرح اليساريون الأممية البروليتارية والوطنية الاشتراكية الثورية التي تربط سكّان البلاد الاشتراكية بعضهم ببعض، ولا يعتدّون بالقومية. وفي حين تعتبر الأدبيات الإسلامية الكلاسيكية الدولة القُطرية الحديثة ومفهومها للوطنية مشروعاً تجزيئياً في جسد الأمَّة الواحدة، يهدف إلى تشظيتها وإبقائها ضعيفةً ومقسَّمة، نجد أن الوطنية الاشتراكية ترى أن الوطنية التقليدية في الدولة الحديثة أداةٌ لقمع الشعوب وترسيخ الهيمنة البرجوازية والاستعمار الأجنبي.
نجد تنقيحيّين جدداً كثيرين في صفوف الإسلاميين واليساريين يقاربون الوطنية في إطار شوفيني عنصري فجٍّ وبغيض
ما سبق هي المفاهيم الكلاسيكية، وشهدت تطوّرات وتعديلات ومواءمات لتكون أكثر ملاءمة لتعقيدات الواقع، خصوصاً أن الإسلاميين والاشتراكيين وصلوا إلى الحكم في دول عدّة، إلا أنهم فشلوا في تحويل أيٍّ منها "دولةَ الأمَّة" أو "الدولة الأممية"، أو حتى الوحدة رغبة لا قسراً (الاتحاد السوفييتي مثلاً)، وانتهى بهم الحال أسارى لبِنى الدولة القُطرية الحديثة، ولإكراهات الوطنية التقليدية، حتى وهم يزعمون رفضهم لها.
نعود إلى محاولات بعض الإسلاميين واليساريين "التنقيحيّين" (revisionists) إعادة مقاربة مفهوم الوطنية التقليدية. ليس تلك المحاولات كلّها منحرفة، بل إن كثيراً منها كانت جهوداً فكريةً جادّةً تهدف إلى المصالحة بين الأمّة / الأممية والوطنية، كما نجد في أعمال راشد الغنّوشي وطارق البشري ومحمّد عمارة في الصفّ الإسلامي، وفي أعمال مهدي عامل وإلياس مرقص ونور الدين العلوي في الصفّ اليساري. لا مشكلة في إعادة قراءة الوطنية في هذا السياق، بل هي إثراء وفي مصلحة الشعوب العربية/ الأمَّة العربية/ الأمَّة الإسلامية. لكن الإشكال الحقيقي هنا هو مع الذين ينطلقون في مقارباتهم من منطلقات تسطيحية تتعلّق بشعورهم بالنقص جرّاء هزائمَ فكريةٍ وسياسيةٍ منيت بها تيّاراتهم، أو لإدراكهم المتأخّر أن الأيديولوجيات التي يتبنّونها تحوّلت معتقلاتٍ لمصالحهم الذاتية. هنا مكمن المشكلة والخطر في آن. ومن يمعن النظر في بعض نماذج هذا التيّار يرى حجم التشوّه الذي يعانيه، وحجم التشويه الذي يمارسه، لمفهوم الوطنية، بل إنهم قد يصلون حدّ الخيانة لمصالح أوطانهم وشعوبهم، وليس أيديولوجياتهم السابقة فقط، في سبيل تحقيق مصالح ومنافع ذاتية وشخصية.
أصبح التنقيحيّون المنفعيّون الجدد، في صفوف الإسلاميين واليساريين العرب ظاهرةً
لا أريد الاستطراد كثيراً هنا، لكن الوطنية الحقيقية لا تعني أبداً التماهي الدائم مع السلطة، نزيهةً وعادلةً كانت أم فاسدةً وظالمةً. وهي قطعاً لا تعني تبرير خطايا الأنظمة وجرائمها، وفسادها، وقمعها، وتزييفها، وكذبها. الوطنية الحقيقية والولاء للأوطان قد يكونان في شكل معارضة وطنية تتوسّل مصالح الدولة والشعب، لا مصالح النظام، التي لا تكون متماهية ومتطابقة في الغالب. والوطنية الحقيقية قد تعني التصدّي للأنظمة عندما ينحرف مسارها وتخون أوطانها ومصالحها وتساوم على سيادتها. إلا أننا نجد تنقيحيّين جدداً كثيرين في صفوف الإسلاميين واليساريين يقاربون الوطنية في إطار شوفيني عنصري فجٍّ وبغيض، ويتحوّلون اعتذاريّين عن قمع الأنظمة وفسادها، وحتى خياناتها، ليس خوفاً من صولجان السلطان فقط، بل طمعاً في أعطياته. ومن مفارقات ساخرة هنا أن تجد أن بعض إسلاميين ويساريين، مناضلين سابقين، تحوّلوا هم أنفسهم أدواتِ قمع، فكرية أو مادّية، في ترسانة السلطة، وغرباناً ناعقةً ضدّ كلّ من يجرؤ على كشف فساد نظام أو تزييفه أو خيانته، وهم كثيراً ما يفعلون ذلك باسم الوطنية وحبّ الأوطان، لكنهم يخونونها في سبيل تحقيق مصالحهم هم.
علينا الاعتراف أن التنقيحيّين المنفعيّين الجدد في صفوف الإسلاميين واليساريين العرب أصبحوا تيّاراً، بل ظاهرةً، وليسوا نماذج معزولة فقط. كما ينبغي لنا الاعتراف أنهم ليسوا كلّهم ضحايا ما يشعرونه من هزيمة فكرية أو سياسية، بل إن كثيرين بينهم اختاروا أن يدوسوا جثث أوطانهم وشعوبهم في سبيل تحقيق غايات شخصية دنيئة ونيل مناصبَ، في حالاتٍ كثيرة، لا يستحقونها، ولكنْ أهلتهم إلى ذلك خيانات فكرية وسياسية اقترفوها.
## جهاز MUSAS: استلهام سمك الريمورا لحلول علاجية
01 August 2025 01:00 AM UTC+00
طوّر باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، بالتعاون مع مؤسّسات علمية أخرى، جهازاً ميكانيكياً بالغ الدقّة، قادراً على الالتصاق بأسطح ناعمة داخل الجسم البشري أو تحت الماء، مستوحى من واحدة من أذكى الكائنات البحرية: سمكة الريمورا أو كما تُعرف شعبياً بـ"سمكة اللزّاقة". تشتهر الريمورا بقدرتها الفريدة على التعلّق بأسماك القرش والحيتان والسلاحف، لتتجوّل معها في المحيطات من دون بذل جهد يُذكَر.
هذه السمكة الصغيرة أثارت فضول العلماء لعقود، لكن الفريق البحثي قرّر الذهاب إلى ما هو أبعد من مجرّد الإعجاب، إذ عمل على محاكاة آلية التصاقها لتصميم جهاز صناعي يستطيع الالتصاق تلقائياً، من دون استخدام أيّ محركات، بأسطح حيوية رخوة مثل بطانة الجهاز الهضمي أو جلود الكائنات البحرية الحية. النتيجة؟ جهاز جديد يحمل اسم MUSAS، اختصاراً لـ"نظام الالتصاق الميكانيكي الناعم تحت الماء" (Mechanical Underwater Soft Adhesion System)، يمزج بين البراعة البيولوجية والذكاء الهندسي، ويَعِد بفتح آفاق غير مسبوقة في مجالات مثل توصيل الأدوية، والمراقبة البيئية، وأجهزة الاستشعار الذكية، وذلك بحسب دراسة نُشرت في 23 يوليو/تموز الحالي في مجلة Nature.
أوضح الباحث المشارك في الدراسة، جيوفاني ترافيرسو (Giovanni Traverso)، أستاذ الهندسة الميكانيكية المشارك في MIT: "عندما تأمّلنا كيف تلتصق سمكة الريمورا بكائنات ضخمة وسريعة في بيئات بحرية ديناميكية، أدركنا أن علينا تقليد هذه العبقرية الطبيعية. استلهمنا البنية الدقيقة لقرص الشفط الذي تمتلكه، بما في ذلك تقسيمه إلى حجرات مرنة مغطاة بأنسجة ناعمة، واستخدمنا تلك الفكرة في تصميم جهاز يمكنه الالتصاق بمرونة بأسطح غير متجانسة".
لم يكتفِ الفريق بذلك، بل درس أيضاً الصفائح الدقيقة التي تمتلكها الريمورا المعروفة باسم "اللاميلا" (lamellae)، والتي تختلف بين الأنواع. فبعض الأنواع تمتلك صفائح مائلة تسمح لها بالثبات داخل تجاويف الأسماك الكبيرة مثل سمكة الشفنين، في حين تستخدم أنواع أخرى صفائح موازية لمقاومة السحب في التيارات السريعة. هذا التنوع ألهم الباحثين لتجريب أنماط متعدّدة حتّى توصّلوا إلى التصميم الأمثل للجهاز الجديد.
شرح ترافيرسو في تصريحات لـ"العربي الجديد" أنّ الجهاز المقترح يتكوّن من قرص مرن مصنوع من السيليكون وموادّ ذكية قادرة على التفاعل مع الحرارة. بداخل الجهاز، صفوف دقيقة من الإبر الصغيرة المصنوعة من سبائك ذاكرة الشكل (Shape-Memory Alloys)، تتنشّط تلقائياً عند ملامستها لحرارة الجسم، فتلتصق بلطف بالأنسجة الرخوة من دون أن تُحدث ضرراً.
أظهرت التجارب أنّ الجهاز قادر على الالتصاق بنجاح ببطانة معدة خنزير، وعلى قفازات صناعية، بل وحتى بجسم سمكة بلطي حية تسبح في الماء، من دون أن تتأثر حركتها أو تتعرض لأي أذى. ليس ذلك فحسب، بل استطاع الجهاز أن يقيس بدقّة درجة حرارة المياه أثناء سباحة السمكة، ما يفتح الباب أمام استخدامه في مراقبة البيئات البحرية.
واحدة من أكثر التطبيقات الطبية إثارة في هذا الابتكار تتمثّل في استخدامه لتشخيص مرض الارتجاع المعدي المريئي، وهي حالة شائعة تسبّب انزعاجاً يومياً لملايين الأشخاص، بحسب الفريق. ففي التجارب، ثُبّت الجهاز على جدار المريء لدى حيوان تجريبي، واستطاع قياس مؤشرات الارتجاع من دون الحاجة إلى الأنابيب المزعجة المستخدمة حالياً، ليعمل كأنه "عيادة لاصقة" صغيرة الحجم، ذكية ومريحة.
أما التطبيق الأبرز فيكمن في قدرته على توصيل الأدوية والجزيئات البيولوجية مباشرة إلى الأنسجة. ففي إحدى التجارب، دمج الباحثون دواء كابوتغرافير (Cabotegravir)، المُستخدم في الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، ضمن مكوّنات الجهاز، ليُطلِقه تدريجياً داخل الجسم على مدى أسبوع كامل. كما صمّم الفريق نسخة من الجهاز لتوصيل جزيئات الحمض النووي الريبوزي (RNA) العلاجية، وبتثبيت جين ينتج بروتيناً مضيئاً داخل هذه الجزيئات، تمكّن الباحثون من رصد الضوء المنبعث من خلايا الحيوان التجريبي، ما أكّد نجاح التوصيل الجيني بدقّة غير مسبوقة. يضيف ترافيرسو: "لا تقتصر أهمية الجهاز على إيصال الأدوية فحسب، بل نعمل حالياً على تطويره لتحفيز إفراز هرمونات الشبع، ما قد يُسهم في علاج السمنة والاضطرابات الغذائية".
ورغم أن الجهاز لا يزال في مرحلة التطوير، إلّا أن قدرته على العمل من دون محركات أو مصادر طاقة، في بيئات معقّدة كالجهاز الهضمي أو أعماق البحر، تجعله مرشحاً بارزاً ليكون من بين أبرز الابتكارات الطبية والبيئية في العقد القادم. يأمل الفريق البحثي في تطوير نسخ متعدّدة من الجهاز تناسب أنواعاً مختلفة من الأدوية، وربما استخدامه مستقبلاً في تحفيز الإشارات العصبية أو الكهربائية داخل الجسم لمعالجة أمراض مزمنة، أو حتى في متابعة سلوك الحيوانات البحرية في موائلها الطبيعية بدقة غير مسبوقة.
## فضل شاكر: الغناء من خلف جدران العزلة
01 August 2025 01:00 AM UTC+00
تبدو مسيرة الفنان اللبناني فضل شاكر أقرب إلى حكاية متشابكة بين الفن والحياة، بين النجم المحبوب والإنسان المتألم، في سياق لبناني مأزوم، لا ينفصل فيه الشخصي عن العام. ليست قصته مجرد رحلة فنية، بل تداخل حاد بين مراحل من الشهرة، والاختفاء، والعودة المشروطة بالشكوك والحنين في آن.
في الأعوام الأخيرة، عاد شاكر تدريجياً إلى الغناء بعد سنوات من العزلة، وهو يقيم حالياً في مخيم عين الحلوة، جنوبي لبنان، وتحديداً في منطقة المنشية، القريبة من مكان ولادته في التعمير التحتاني. من هناك، وبأدوات بسيطة تتمثّل في كمبيوتر، وميكروفون، وآلات موسيقية محدودة، يحاول استعادة مكانته التي فقدها منذ إعلانه اعتزال الفن في عام 2012، ثم انخراطه في توجّهات دينية وسياسية أثارت سجالات كثيرة من حوله. ورغم الظروف، فقد حقق في العام الحالي نجاحاً لافتاً بأغنيته "كيفك ع فراقي"، التي حصدت أكثر من 36 مليون مشاهدة على "يوتيوب" في أقل من شهر. هذه الأغنية، من كلمات سمر الهنيدي وألحان وائل الشرقاوي، تنتمي إلى مقام النهاوند، وتحمل في توزيعها البسيط لمسة شرقية واضحة. ورغم غياب أسماء كبيرة عن عملية إنتاجها، إلا أن فضل شاكر تمكن من إبراز صوته عنصراً أساسياً فيها. صوت يتميز بطبقة منخفضة ونبرة دافئة، تبرز في أداء القرارات، وتُكسب الأغنية بعداً عاطفياً عميقاً، من دون مبالغة في الزخرفة الصوتية. حتى في مشاركته الغنائية مع نجله محمد، يحافظ شاكر على تلك السمة التي جعلت من إحساسه نجماً محبوباً.
ما يلفت في أغانيه الأخيرة هو بساطة الألحان والتوزيعات، ما يعكس إلى حد كبير ظروفه الإنتاجية المحدودة، لكنه أيضاً يستفيد من هذه البساطة، ليقدم أداءً صادقاً، يخاطب مشاعر الجمهور مباشرة. في أغنية "أحلى رسمة"، من كلمات وألحان جمانة جمال، يمنح شاكر مطلع الأغنية طابعاً حنوناً، ثم يدمج فيها إيقاعاً خفيفاً يعطيها مسحة راقصة، من دون أن يبتعد عن أسلوبه العاطفي المعتاد.
هذا الأسلوب ينسجم مع ملامح شخصيته التي كانت دائماً قريبة من الناس؛ فحتى في ذروة نجوميته، اشتهر بعلاقته البسيطة مع جمهوره، وتواضعه في التعامل مع الإعلام والجمهور على حد سواء. وربما ساهمت نشأته المتواضعة في صيدا في ترسيخ تلك الصورة. وُلد فضل شاكر عبد الرحمن شمندر عام 1969، لأسرة بسيطة، وكان اسم عائلته الأصلي شمندر، قبل أن يعتمد شاكر اسماً فنياً. وعندما كان في الخامسة، وُضع في دار أيتام، في ظروف غامضة، الأمر الذي ترك أثراً عميقاً في شخصيته، ورسّخ شعوراً مبكراً بالنبذ والعزلة والفقد، وهي مشاعر رافقته لاحقاً في محطات حياته المختلفة.
بدأ فضل شاكر مشواره الفني في أواخر الثمانينيات، عبر إحياء الحفلات والأعراس في الجنوب اللبناني، حتى التقى بصاحب شركة الخيول، الذي أنتج له أول ألبوماته عام 1998. لاحقاً، انتقلت حقوق إنتاج أعماله إلى شركة روتانا بعد شرائها "الخيول"، وهناك بلغ ذروة شهرته، بألبومات وأغان أصبحت من علامات الغناء العاطفي في العالم العربي، مثل "يا غايب"، و"لو على قلبي"، و"يا حياة الروح".
لكن، في منعطف حاد عام 2012، فاجأ الجمهور بإعلان اعتزاله، وظهر لاحقاً بلحية وسلاح، مؤيداً لجماعة الشيخ أحمد الأسير، التي خاضت مواجهات مسلحة ضد الجيش اللبناني في عبرا، وكان ذلك عام 2013. صدر بحقه حكم غيابي بالسجن 22 عاماً، بتهم عدة منها "المشاركة في أعمال إرهابية". لاحقاً، نفى شاكر تورطه في القتال، واعتبر ظهوره المسلح "غلطة عمره"، مشيراً إلى أنه لم يحمل السلاح في وجه الجيش اللبناني، بل انجر إلى خيارات خاطئة تحت تأثير انفعالات دينية وسياسية. هذا التناقض بين الفنان الرقيق والموقف المتشدد، أثار تساؤلات كثيرة حول أسبابه. هل هو نتيجة خيبة شخصية؟ أم هروب من شعور داخلي بالذنب أو الاغتراب؟ بعض المقربين منه تحدثوا عن شخصية خجولة، لم تحتمل الضغط، وانجرفت نحو خيار وجد فيه نوعاً من "التكفير" عن ماضٍ غنائي، سرعان ما عاد ليعتبره جزءاً من ذاته.
عاد شاكر إلى الغناء بعد سنوات من الغياب، لكن من دون القدرة على العودة الكاملة إلى الساحة الفنية التقليدية. لا حفلات، ولا لقاءات تلفزيونية مباشرة، ولا مشاركة في مهرجانات كبرى. ومع ذلك، فإن أعماله المسجلة تحقق نجاحاً لافتاً، وهذا ما يؤكد أن علاقته بالجمهور ما زالت قائمة، على الرغم من كل الجدل حول مواقفه الماضية.
في خلفية هذه العودة تبرز معادلة دقيقة: فنان ينجح في أن يستعيد حضوره الغنائي من داخل منطقة معزولة، ومطاردة قانونية، ومن دون إمكانيات إنتاجية كبيرة. وهو في ذلك يقدم نموذجاً خاصاً: حتى في وضعه الصعب، لا يزال قادراً على التأثير في المستمعين، وإيصال مشاعره بأقل الوسائل من قلب مخيم عين الحلوة.
فضل شاكر، اليوم، هو نتاج مسيرة مليئة بالتحولات: من نجم محبوب إلى معتزل، ثم متهم، فمُطارَد، ثم مغنٍ يحاول استعادة صوته في مواجهة الصمت الذي فرضه عليه خطأه السابق. ومهما كانت المواقف حوله، فإن حضوره الفني لا يزال حاضراً بقوة، مدعوماً بإحساسه الصادق، وصوته الذي يرفض أن يصمت. في نهاية المطاف، تبدو قصة فضل شاكر شاهداً على هشاشة الشهرة، وقوة الانتماء إلى الفن. هي أيضاً صورة من صور لبنان المتقلب، الذي يسكنه التوتر والحرمان، مثلما يسكنه الأمل، حتى من خلف الحواجز والجدران. وفي هذه القصة، لا ينتصر فضل شاكر على ماضيه، لكنه يتعايش معه، عبر ما يعرف فعله جيداً: الغناء.
## لغز كليوباترا... الجمال والسياسة والأسطورة
01 August 2025 01:00 AM UTC+00
لا تزال كليوباترا، آخر ملكات الأسرة البطلمية، شخصية تتقاطع عندها الخرافة بالتاريخ، والجمال بالقوة السياسية. وفي معرض لغز كليوباترا الذي يحتضنه معهد العالم العربي في باريس، تُقدَّم الملكة المصرية في سردية جديدة تجمع بين الدقة الأثرية وحس الحكاية، لتفكك الصورة النمطية التي كرستها الكتابات الرومانية القديمة والسينما الهوليوودية على حد سواء. المعرض، الذي يتواصل حتى 11 يناير/كانون الثاني 2026، يدعو الزائر إلى رحلة بصرية وذهنية تُبرز كيف تحولت سيرة الملكة من أسطورة إلى أيقونة نسوية وثقافية عابرة للحدود.
يقسم القيمون العرض إلى أربعة محاور كبرى، تبدأ بتسليط الضوء على الاكتشافات الأثرية المتعلقة بالحقبة البطلمية، من عملات ذهبية تحمل ملامح كليوباترا، وبرديات موقعة بخط يدها كما يُعتقد، وغير ذلك من لقى تكشف سياسات الإصلاح التي تبنتها لتحيي اقتصاد مصر وتثبت شرعيتها في مدينة الإسكندرية، أضخم حواضر العالم الهلنستي آنذاك. هذا الاستهلال العلمي يهدف إلى تثبيت وجه تاريخي صلب قبل الانزلاق الاختياري إلى عالم الأسطورة.
ينتقل الزائر بعد ذلك إلى محور الأسطورة، إذ تُستعرض تفاصيل الدعاية الرومانية ضد الملكة، فكُتاب روما، بطلب من أوكتافيوس، صاغوا صورة المرأة الطاغية والمُفسِدة، لتبرير ضم مصر إلى الإمبراطورية. يجمع "لغز كيلوبترا" لوحات تعود إلى عصر النهضة ترسم ملامح الشر الأنثوي كما صوّرته الكتابات الرومانية القديمة. بينما يكمل القسم الثالث، وهو بعنوان "الميثولوجيا" مسار التحولات البصرية عبر القرون وصولاً إلى السينما. يتتبع العرض صورة كليوباترا في السينما الهوليوودية، من فيلم كليوباترا (1917) لنجمة السينما الصامتة ثيدا بارا، إلى إليزابيث تايلور في فيلمها الشهير الذي أنتج عام 1963، الذي كان له دور رئيسي في جعل كليوباترا أيقونة ثقافية عالمية. يرسم لنا المحور الرابع للمعرض هذا الجانب الأيقوني لتلك الشخصية التاريخية؛ فيتتبع إعادة توظيف شخصية الملكة المصرية في خطابات التحرر القومي والنسوي. هنا، نجد ملصقات سياسية من مصر القرن الماضي تُمجدها رمزاً لمقاومة الاستعمار، إلى جانب أعمال لفنانات معاصرات من أوروبا يوظفن وجه كليوباترا لتفكيك الصور النمطية حول الهوية والجندر.
يضم المعرض أكثر من 250 قطعة جاءت من متاحف شهيرة، بينها تماثيل رخامية من اللوفر، ومخطوطات نادرة من المكتبة الوطنية الفرنسية، ولوحات استشراقية من مجموعات سويسرية وأميركية. هذا التنوع يتيح قراءة شاملة لكيفية تلقي الغرب لكليوباترا، ليس فقط بوصفها رمزاً شرقياً مثيراً، بل أيقونة ثقافية وسياسية.
على هامش المعرض، تُنظم أربع ندوات عامة تجمع مؤرخين وأثريين وفنانين وكُتاباً، ما يُعزز مهمة التظاهرة في نقل صورة كليوباترا من حيز الفرجة إلى فضاء النقاش النقدي. الباحث الفرنسي جورج شفونتسل، أحد القيّمين المشاركين في المعرض، يؤكد أن الهدف الرئيسي من هذه النقاشات هو كسر الصورة النمطية حول كليوباترا بوصفها امرأة لا تتقن شيئاً سوى الغواية. فالمصادر الأثرية، مهما كانت شحيحة، تبين أن كليوباترا كانت إصلاحية، ومدافعة شرسة عن سيادة مصر حتى لحظة انتحارها عقب هزيمة أكتيوم سنة 31 ق.م، ما يتناقض مع سردية الجمال المدمر التي كرست لها المرويات الرومانية والسينما الهوليوودية.
لا يقتصر اهتمام معهد العالم العربي في معرض "لغز كليوباترا" على استحضار لحظة تاريخية بارزة، بل يتجاوز ذلك نحو مساءلة أعمق لتاريخ التمثيل الثقافي. فالتساؤل عن الكيفية التي شُوّهت بها صورة ملكة مصرية في السرديات الغربية يلتقي مع نقاشات معاصرة حول تمثيل المرأة والشرق في الثقافة الشعبية.
يشير التعاون مع متاحف مصرية في إعارة قطع أثرية إلى رغبة واضحة في بناء سردية مشتركة، تُعيد كليوباترا إلى سياقها التاريخي والجغرافي، ليس كونها رمزاً غريباً مفصولاً عن جذوره، بل جزءا من البنية الثقافية للشرق. بذلك، يتحول المعرض إلى مساحة نقدية تطرح أسئلة تتجاوز الماضي، حول حدود العلاقة بين التأريخ والتخييل، وكيف تُستثمر الشخصيات التاريخية في الخطابات السياسية والتجارية؟ وكيف يمكن للمؤسسات المتحفية أن توازن بين سحر الأسطورة وصرامة الوقائع؟
## "ساوث بارك" يفتتح موسمه بحرب على ترامب
01 August 2025 01:00 AM UTC+00
بُثت أخيراً الحلقة الأولى من الموسم الـ27 لمسلسل الكرتون الساخر "ساوث بارك" (South Park)، المعروف بانتقاده الشديد للحالة السياسية في الولايات المتحدة من دون التمسك بأي قيود رقابية، ما أدخل صنّاعه في كثير من المشاكل مع المؤسسات الدينية والسياسية. الحلقة الأولى هذه أشبه بإعلان حرب على ترامب الذي يظهر بصورة شنيعة، شديدة البذاءة، يخوض حرباً ضد الصوابية السياسية ويقاضي كل من يسخر منه. في هذه الحلقة، يقرر ترامب مقاضاة المدينة الصغيرة "ٍساوث بارك" ليسكت سكّانها، ما يشابه ما يحصل في الواقع، إذ يقاضي الرئيس الأميركي كل من يقف في وجهه وينهكه بالدعاوى القضائية، كما فعل مع "وول ستريت جورنال" وروبرت مردوخ.
انتقاد أساليب ترامب القضائية واضح في المسلسل، بعد أن ألغت "سي بي إس"، ولـ"أسباب مالية"، برنامج ستيفن كولبير المسائي، إثر دعوى رفعها الرئيس الجمهوري على الشبكة، ما أثار حنقاً واسعاً في الولايات المتحدة، حيث تضامن جون ستيورات مع زميله السابق وصديقه. تسخر الحلقة من الجهة المنتجة للمسلسل نفسها التي تعود ملكيتها إلى "باراماونت"، الشركة الأم لشبكة "سي بي إس". بصورة ما، "ساوث بارك" يعلن حرباً من الداخل، لفتح "جبهة" جديدة ضد عجرفة ترامب واستخدامه للمال والسطوة لإسكات الأصوات المنتقدة له.
حضور ترامب في المسلسل مختلف عن المرات السابقة، إذ سبق أن ظهر في موسم كامل، يؤدي دوره أستاذ المدرسة السيد غاريسون، عبر تنكر بسيط، يتبنى فيه صورة مبالغة عن ترامب. لكن الآن، يستخدم صناع المسلسل صورة ترامب الحقيقية، بل يظهر أيضاً في مقطع إعلاني وهو عار تماماً، في شكل من اِشكال السخرية السياسية التي لا نعلم إلى الآن كيف سيُردّ عليها. المفارقة، أن ترامب يظهر في المسلسل بوصفه عشيق الشيطان، بل ويتنمر عليه، ما يُذكر الشيطان بعشيق سابق له، نراه في فيلم "ساوث بارك" عام 1999، ذاك العشيق ليس سوى صدام حسين، الذي يظهر بوصفه قاسياً لا يفهم إلا لغة العنف، والمثير أن كلاً من ترامب وصدام يتحدثان بالصوت نفسه، في تأكيد من صناع المسلسل أننا أمام طاغية جديد.
لا تكتفي الحلقة بالسخريّة الفجة، بل هناك جانب نقديّ يتجلى في الأزمة التي تمر بها شخصية "إيرك كارتمان"، فالحرب التي شنها ترامب على "ثقافة الصحوة " و"الصوابية السياسيّة" أتاحت للجميع أن يقولوا كل ما يريدون من إساءات عنصرية وإهانات جنسية، ما هدد "كارتمان" نفسه، الذي عادة ما يُمثل هذا الصوت الخارج عن كل الأعراف، ما أدخله في أزمة وجودية، وربما هي الأزمة نفسها التي يواجهها صناع المسلسل، وتتلخص بسؤال: إن كان رأس السلطة في البلاد يتفوه بأشياء مريعة، ما الذي يمكن أن يقوله مسلسل ساتيري؟
الحرب التي أعلنها المسلسل على ترامب مختلفة عن سابقاتها، سواء كنا نتحدث عن السخرية الشديدة من "كنيسة العلمولوجيا" أو "منصات البث الرقمي"، فهذه المرة صناع المسلسل أمام خصم لا يستهان به، وتسبب بإلغاء واحد من أشهر البرامج الساخرة في الولايات، إذ يوظف ترامب القضاء ورأس المال لإجبار الأفراد والشركات الكبرى للانصياع إلى رغباته وأهوائه، حتى لو كانوا مقربين منه، إذ سبق له أن قاضى "فيسبوك"، و"تويتر"، وغيرهما من المؤسسات.
بصورة ما، يحاول صناع "ساوث بارك" الوقوف بوجه ترامب، عبر النكتة والسخرية البذيئة، داعين إلى ثقافة الصوابية السياسية، لأن غيابها فتح باباً من العنصرية في الولايات المتحدة، لا نعلم إلى الآن أثره طويل الأمد.
## روسيا تترقب بهدوء عقوبات ترامب ولا تنوي إنهاء حرب أوكرانيا
01 August 2025 01:00 AM UTC+00
مع استمرار العد التنازلي لانقضاء المهلة البالغة عشرة أيام والتي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا وتُحسب اعتبارا من تاريخ 29 يوليو/تموز الماضي، لا تبدو روسيا متخوفة من تحقيق سيد البيت الأبيض وعيده بفرض رسوم تصل إلى 100% على مشتري موارد الطاقة الروسية، وفي مقدمتهم الصين والهند اللتان تعتمد عليهما موسكو ملاذاً بديلاً لصادراتها النفطية بعد إغلاق السوق الأوروبية.
كما لم يُفضِ بدء العد التنازلي لفرض رسوم ترامب إلى تبلور أي بوادر لإنهاء حرب أوكرانيا أو تجميد النزاع على الأقل، إذ تواصل روسيا تقدمها على الأرض، معلنة أمس الخميس، عن إحكام السيطرة على مدينة تشاسيف يار الواقعة في مقاطعة دونيتسك التي ضمت روسيا في عام 2022 تحت مسمى "جمهورية دونيتسك الشعبية"، رغم نفي المتحدث باسم "مجموعة القوات الاستراتيجية العملياتية خورتيستيا" فيكتور تريغوبوف في حديثٍ لوكالة فرانس برس ذلك أمس الخميس، مشيراً إلى أنه ينصح دائماً "بعدم اعتبار وزارة الدفاع الروسية مصدراً للمعلومات. إنهم ببساطة يكذبون بشكل ممنهج، وجعلنا نعلق على أكاذيبهم الأخيرة في كل مرة أمر خاطئ". وتقع مدينة تشاسيف يار على بعد نحو عشرة كيلومترات غربي مدينة باخموت التي ذاع صيتها عالميا في مايو/أيار 2023 بعد سيطرة القوات الروسية عليها مدعومة بعناصر شركة فاغنر العسكرية الخاصة. وتكمن الأهمية الاستراتيجية لتشاسيف يار في أنها تفتح أمام القوات الروسية الطريق نحو مدينة كراماتورسك وغيرها من المدن الهامة في مقاطعة دونيتسك.
كيريل كوتيش: لا يجوز استبعاد احتمال أن ترامب يناور لتبرئة نفسه من اتهامات تخليه عن أوكرانيا
روسيا ومهلة ترامب بشأن حرب أوكرانيا
قبل إعلان ترامب عن تاريخ بدء احتساب المهلة بساعات عدة، أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أول من أمس الأربعاء، أن الكرملين "أخذ علماً" بتصريح ترامب بأنه يقلّص المهلة لإنهاء حرب أوكرانيا من 50 يوماً إلى عشرة أيام، مضيفاً في تصريحات صحافية أن روسيا لا تزال منحازة لـ"العملية السلمية لتسوية النزاع حول أوكرانيا وضمان مصالحنا في إطار هذه التسوية". وفي اليوم التالي لإعلان ترامب، جدد بيسكوف التأكيد أن روسيا ترصد تصريحاته، مشيراً إلى أن موسكو اكتسبت مناعة في وجه العقوبات. وقال: "نعيش منذ فترة طويلة تحت مفعول عدد هائل من العقوبات، ويعمل اقتصادنا تحت وطأة كم هائل من القيود. لذلك قد اكتسبنا، بالطبع، نوعا من المناعة. نواصل رصد التصريحات الصادرة عن الرئيس ترامب وغيره من الممثلين الدوليين بهذا الخصوص".
وتعليقاً على وعيد ترامب بتفعيل الرسوم الجمركية على شركاء روسيا، شكك الأستاذ المساعد في قسم النظرية السياسية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، كيريل كوكتيش، في قدرته على تنفيذ تهديداته على أرض الواقع نظراً لعدم واقعية فرض الاستغناء عن النفط الروسي على دولة كبرى مثل الصين، معتبراً أن التصريحات شديدة اللهجة حيال روسيا موجهة بالدرجة الأولى إلى الجمهور في الداخل الأميركي. وقال كوكتيش في حديث لـ"العربي الجديد": "لا ينبع تقليص ترامب المهلة لإنهاء حرب أوكرانيا بالضرورة من دوافع التصعيد مع روسيا، بل قد يشكل أيضاً محاولة لاستثمار ضعف موقف (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي بعد الاحتجاجات الأخيرة الرافضة للحد من صلاحيات جهات مكافحة الفساد (يومي 24 و25 يوليو الماضي)، وذلك لفرض التسوية بشروط مُرضية للجميع. كذلك لا يجوز استبعاد الاحتمال أن ترامب يجري مناورة كلامية لتبرئة نفسه من الاتهامات بأنه تخلى عن أوكرانيا". وشكك كوكتيش في فاعلية الرسوم الجمركية المرتفعة على مشتري النفط الروسي، مضيفاً: "من الواضح أن الولايات المتحدة غير مستعدة لفرض عقوبات جدية على الصين نظراً للترابط الوثيق بين الاقتصادين الأميركي والصيني. فرض الرسوم أو العقوبات على الهند وحدها لن يبدو منطقياً، بل سيعزز التكامل داخل مجموعة بريكس. أما روسيا، فلن تتضرر من العقوبات بأي شكل من الأشكال في ظل تراجع حجم تجارتها البينية مع الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى".
من جهته، قلل مدير مكتب التحليل بمشروع "سونار 2050" المعني بعمليات التكامل في فضاء الاتحاد السوفييتي السابق، إيفان ليزان، هو الآخر من أهمية تقليص ترامب المهلة لإنهاء حرب أوكرانيا من 50 يوماً إلى عشرة أيام، قائلاً في حديث لـ"العربي الجديد": "تصريحات ترامب وأعماله لا معنى لها، لأنه غير قابل للتنبؤ. قد تم استنفاد الأدوات ذات المفعول الحقيقي على روسيا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في عهد الرئيس السابق، جو بايدن، بينما يستبدل ترامب العقوبات بالرسوم الجمركية، ولكن لها نفس المفعول، ومدة المهلة لا معنى لها، لأن الإنذارات لن تثني روسيا عن مواصلة العملية العسكرية في أوكرانيا". وجزم ليزان أن إنذارات ترامب لا تستهدف روسيا في حد ذاتها، مضيفاً أن "الإنذار ليس موجهاً إلى روسيا والصين بقدر ما هو موجه إلى الهند التي ستخضع مرة أخرى لاختبار لقدرتها على انتهاج سياسات مستقلة". وذكر أن نيودلهي اجتازت في المرات السابقة مثل هذا الاختبار وواصلت شراء النفط الروسي.
بدورها، اعتبرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية أن تزامن تغيير ترامب من لهجته حيال روسيا مع الانفراجة في الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يعكس ترسخ قناعته بأن رفع التعريفات الجمركية هو "سلاح يمكن بواسطته تحقيق أي نتيجة مرجوة". ومنذ إعلان ترامب عن مهلة الـ50 يوماً لإنهاء حرب أوكرانيا هيمنت تقديرات متفائلة على قراءات الخبراء والمحللين السياسيين الروس الذين رأوا في المهلة أداة للتهديد أكثر منها نيات حقيقية، إذ نقلت صحيفة "إر بي كا" الروسية عن كبير الباحثين بمعهد البحوث الدولية بمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، نيكولاي سيلايف، قوله: "لا يمكن القول إننا على عتبة تصعيد جديد، إذ لم يعرب ترامب عن دعمه لمشروع قانون العقوبات الجارية مناقشته في الكونغرس، بل يتحدث عن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% بموجب مرسوم رئاسي كما هو الحال حالياً. وبذلك يسعى للنأي بنفسه عن مشروع القانون". وأضاف سيلايف أن ترامب "من جهة لا يريد العودة إلى المواجهة مع روسيا على غرار عهد بايدن، ولكنه لا يتمنى من جهة أخرى هزيمة أوكرانيا أو القبول بالشروط الروسية لوقف إطلاق النار، لأن ذلك قد يُفسّر على أنه هزيمة الولايات المتحدة وهزيمته هو بشخصه. يردد ترامب في كل مرة أن هذه حرب بايدن، ولكن مع مرور الزمن تصبح هي حربه هو أيضاً".
نيكولاي سيلايف: لا يتمنى ترامب هزيمة أوكرانيا أو القبول بالشروط الروسية لوقف إطلاق النار
ترامب لن يعاكس التيار
من جهته، ذكّر رئيس تحرير مجلة "روسيا في السياسة العالمية"، فيودور لوكيانوف، أن ترامب يردد منذ عدة أشهر عبارات من قبيل "هذه ليست حربي، وإنما حرب بايدن، وإذا كنت في موقعه لما اندلعت من أساسها". وفي مقال له بصحيفة "روسيسكايا غازيتا" الرسمية الروسية، لفت لوكيانوف إلى أن "سمعة ترامب كأول رئيس منذ فترة طويلة دخل إلى البيت الأبيض ولم يبدأ أي حروب لا تنبع من حبه الفطري للسلام، وإنما انطلاقاً من رؤيته للمصالح الوطنية والدبلوماسية أو فن الصفقات وفق مصطلحاته، النابعة من مسيرته في قطاع الأعمال". وأضاف لوكيانوف أن "ترامب أحدث خلال نصف عام حالة من البلبلة في الأجواء الدولية رغم التقدم المتواضع في تحقيق الأهداف، ولكن الرئيس يلتزم بالدرس الذي استخلصه أيام شبابه، ومفاده (مهما حدث أشهرْ نجاحاً كبيراً ولا تعترف بالهزيمة أبداً)". وتساءل ما إذا كان ترامب الذي أثار رعب الإستبلشمنت في ولايتيه الأولى (2017 ـ 2012) والثانية (بدأت في 20 يناير/كانون الثاني الحالي)، سياسياً "غير نظامي" حقاً وقادراً على تغيير مجرى التطورات السياسية. وتابع أن "ترامب لن يسير عكس التيار الرئيسي"، وخلص إلى أن المرحلة الأولى من التفاعل بين ترامب وروسيا التي استمرت لنصف عام "انتهت بلا نتيجة".
بذلك تتجنب روسيا توجيه انتقادات لاذعة صريحة إلى ترامب سواء على لسان المسؤولين أو المحللين السياسيين المقربين من الكرملين، حتى بعد وعيده بفرض عقوبات ورسوم جمركية، مع الاكتفاء بتسويق أفكار من قبيل أن "ترامب يريد إنهاء حرب أوكرانيا ولكن الدولة العميقة الأميركية لا تسمح له بذلك". وفي مؤشر آخر لترك روسيا الباب موارباً أمام الحوار مع ترامب، لم يستبعد بيسكوف في وقت سابق احتمال لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين وترامب في الصين، في حال تزامن توقيت زيارتيهما لحضور الاحتفالات بذكرى مرور 80 عاما على استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية (1939-1945) في بداية سبتمبر/أيلول المقبل. وفي حال صدقت التوقعات بانعقاد لقاء بوتين وترامب، فهذا سيكون أول لقاء من نوعه منذ قمة بوتين وبايدن في جنيف في منتصف عام 2021.
## اشتباك العريش... مطالبات بالأمن ورفع الغطاء القبلي عن الجناة
01 August 2025 01:00 AM UTC+00
شهد شارع الخزان، أحد الشوارع الحيوية في مدينة العريش في شمال شرقي سيناء في مصر، الثلاثاء الماضي، تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار بين مسلحين يستقلون سيارات دفع رباعي، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين، واختطاف آخر، وسط غياب أمني لافت، وانسحاب الجناة من المدينة من دون اعتراض. وأثار هذا الحادث غير المسبوق منذ سنوات حالة من الذعر في أوساط الأهالي، وطرح تساؤلات ملحة حول قدرة الأجهزة الأمنية على الحفاظ على الاستقرار الذي تحقق بصعوبة بالغة في محافظة دفعت ثمناً باهظاً لمواجهة الإرهاب تحديداً تنظيم داعش، سواء من المدنيين أو من القوات المسلحة والشرطة؟
زهدي جواد: بعض المسلحين هم ضمن "اتحاد قبائل سيناء" الذي يقوده العرجاني
اشتباك العريش
في السياق، وصف الناشط السياسي زهدي جواد في حديث لـ"العربي الجديد"، هذه التطورات بأنها "مروعة"، قائلاً إن المشاهد التي شهدتها مدينة العريش أخيراً "أفزعت أهالي المدينة كافة"، مضيفاً: "أن تعود السيارات المحمّلة بالمسلحين، الذين يطلقون النار بشكل عشوائي في كل مكان ويصيبون ويختطفون المواطنين في وضح النهار، فهذا أمر لم نكد ننساه بعد، حتى يعود مجدداً إلى أرض سيناء. لقد دفع الشعب هنا ثمناً باهظاً للفلتان الأمني والإرهاب على مدار أكثر من عشر سنوات". وأضاف جواد أن هذه التطورات الخطيرة دفعت المواطنين إلى الخروج في تظاهرات ووقفات احتجاجية بمناطق مختلفة من العريش للمطالبة بفرض الأمن، ومعاقبة كل من يحمل السلاح خارج إطار الدولة، ورفع الغطاء القبلي عنهم. وأشار إلى أن المركبات التي استُخدمت في الحادثة "ليست من النوع الذي يسمح للمواطنين العاديين باستخدامه"، بل غالباً ما تُستخدم من جانب أفراد ينتمون إلى قبائل وعائلات لها علاقات وثيقة بقوات الجيش والأمن، لافتاً إلى أن بعض هؤلاء الأفراد هم ضمن "اتحاد قبائل سيناء" الذي يقوده رجل الأعمال إبراهيم العرجاني.
من جانبه، شدد أبو سلمان السواركة، أحد كبار شيوخ شمال سيناء، على خطورة ما جرى، قائلاً لـ"العربي الجديد" إن حالة الأمن والاستقرار التي تعيشها سيناء "دُفع ثمنها الباهظ من دماء المصريين، سواء من أبناء المحافظة أو من أفراد الجيش والشرطة الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن هذه الأرض". وشدد على أنه "من غير المقبول إطلاقاً أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، بظهور مشاهد السلاح والترهيب وإطلاق النار وعمليات الاختطاف في وضح النهار، كما حدث أخيراً في العريش".
وأكد السواركة أن الحفاظ على ما تحقق من أمن يتطلب "ردعاً حاسماً لمرتكبي حادثة العريش، ورفع الغطاء القبلي عنهم من العائلات التي ينتمون إليها، وجعلهم عبرة لكل من تسوّل له نفسه استخدام السلاح لبث الرعب في نفوس المواطنين الآمنين في منازلهم وأرزاقهم". ولفت إلى أن سيناء عانت طويلاً من ويلات الإرهاب، وأن كل بيت في المحافظة دفع ثمناً مؤلماً في تلك الحرب "ولن يقبل أحد بعودة هذا الكابوس من جديد".
بدوره، اعتبر الخبير الأمني حاتم صابر في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن الأجهزة الأمنية المصرية أكدت أن الحادث الفردي الذي شهدته مدينة العريش لا يُمثل تهديداً للحالة الأمنية المستقرة في شمال سيناء، التي تشهد منذ سنوات حالة من السيطرة الكاملة، ونجاحات متتالية في مكافحة الإرهاب وضبط السلاح غير المرخص. وأضاف أن الأجهزة المعنية تعاملت بشكل فوري وحاسم مع الموقف، ويجري حالياً استكمال الإجراءات الأمنية والقانونية لضبط المتورطين، وذلك بالتنسيق الكامل بين مختلف جهات الدولة. وشدّد صابر على أن الدولة المصرية تعتبر أمن سيناء خطاً أحمر، ولن تسمح بأي محاولة للعبث بالسلاح أو زعزعة الاستقرار، مؤكداً أن أي تجاوز سيُواجه بقوة القانون، وبحزم لا يعرف التهاون. ودعا المواطنين إلى مواصلة التعاون مع الأجهزة الأمنية، عبر الإبلاغ الفوري عن أي عناصر مشبوهة، مشيراً إلى أن الدولة تطمئنهم بأن الوضع تحت السيطرة الكاملة، وأن التنمية والأمن يسيران جنباً إلى جنب، ولا تراجع عن هذا المسار.
حاتم صابر: حادث مدينة العريش لا يُمثل تهديداً للحالة الأمنية المستقرة في شمال سيناء
منظومة أمنية حاضرة
وأوضح صابر أن الأجهزة الأمنية تتعامل مع مثل هذه الحوادث والظواهر الأمنية وفق منظومة متكاملة تشمل عدة إجراءات رئيسية. أولها الرصد الاستخباراتي المبكر، بالتنسيق بين الأمن الوطني والمخابرات العامة والمخابرات الحربية، وفحص دقيق لبلاغات المواطنين. ثانياً، تنفيذ ضربات استباقية لأي عناصر أو خلايا مشتبه بها قبل تحركها على الأرض. وثالثًا، تنفيذ حملات يومية لضبط السلاح غير المرخص عبر مداهمة أوكار التخزين والتهريب، خصوصاً في المناطق الحدودية والظهير الصحراوي. رابعاً، توجد سيطرة ميدانية كاملة، من خلال انتشار نقاط تفتيش ثابتة، ودوريات راجلة ومتحركة، إلى جانب استخدام طائرات استطلاع من دون طيار في المناطق المفتوحة، مع إمكانية دعم قوات الشرطة بوحدات قتالية من الجيش عند الضرورة. أما الإجراء الخامس، فيتعلق بالرد الفوري على أي محاولة عنف أو اشتباك، حيث يتم التعامل مع الموقف بالقوة اللازمة، وفتح تحقيقات قانونية مباشرة، ومحاسبة المتورطين دون أي تهاون في تنفيذ القانون. وختم صابر بالقول إن "التعامل مع أي تهديد أمني في سيناء يتم بمنتهى الجدية والسرعة، بما يحفظ أمن المواطنين ويمنع تكرار سيناريو الفوضى الذي طوته سيناء خلفها ولن تسمح بعودته".
ورغم ما أُثير حول دور بعض أفراد اتحاد قبائل سيناء في الحادثة، فإن الاتهامات لا تزال في إطار الشبهات والتحليلات الشعبية، من دون أدلة رسمية واضحة. ويُعرف الاتحاد الذي يقوده رجل الأعمال إبراهيم العرجاني بأنه كيان قبلي موالٍ للدولة، وشارك خلال السنوات الماضية في دعم القوات المسلحة في الحرب ضد تنظيم داعش وتوفير الغطاء الاجتماعي للعمليات الأمنية. غير أن مراقبين يرون أن التوازن بين الدعم القبلي للدولة وضبط انتشار السلاح في أيدي بعض العناصر غير المنضبطة داخل هذا التحالف، أصبح ضرورياً، لا سيما في ظل تصاعد مظاهر التسلح الفردي والاحتكاك بين العائلات على خلفيات ثأرية أو اقتصادية.
## أبوكاليبتو صهيوني
01 August 2025 01:00 AM UTC+00
ما يحدث في غزة ليس انزلاقاً سياسياً ولا "ردّ فعل" على ما جرى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بل انكشافٌ فجّ لـ"أبوكاليبتو" صهيوني، تتغذى فيه دولة الاحتلال على إبادة الآخر وتجريده من إنسانيته. كأننا أمام "حضارة" لا تعرف البقاء إلا عبر الدم والقتل والطرد والحرق. فيلم "أبوكاليبتو" الذي صوّره ميل غيبسون عن زوال حضارة المايا عبر طقوس القتل والمذابح، لم يكن خيالاً بعيداً عن واقع "مملكة إسرائيل" التي يحلم بتاجها إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وغيرهما، منذ تربيتهما على فتاوى تُبيد ولا تميّز، تُحرق ولا تتردد، تُقصي القانون وتؤله "شعباً مختاراً" لا تطاوله قواعد البشر.
ما بعد السابع من أكتوبر لم يُنتج هذا الشر، بل حرّره من أقنعته القديمة. بن غفير ليس استثناءً، بل خلاصة. ففي مقابلة مع الصحافي يوسي غورفيتز (صيف 2004)، عبّر مبكراً عن رغبته في قتل الجميع وعن طموحه بترحيل كل الفلسطينيين، وصولاً إلى تسمية الشوارع والأحياء بأسماء الإرهابيين الإسرائيليين، تماماً كما يمجّد اليوم باروخ غولدشتاين، مرتكب مذبحة الحرم الإبراهيمي (1994). الأخطر من القصف هو إيمان عقائدي، يدرَّس في الكتب ويُفتى به علناً، بأن الفلسطيني "حيوان مفترس" لا يستحق شفقة، وأن قوانين الحرب الدولية ليست سوى "قوانين مسيحية" لا تلزم اليهود.
في سبتمبر/ أيلول 2004 نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت فتوى لحاخامات كبار أمثال دوف ليئور تدعو لقتل الفلسطينيين من دون تمييز. وفي كتاب الدين للصف الرابع، نقرأ:"ثم أضرم المشاعل ناراً وأطلقها على زروع الفلسطينيين... فأحرق الأكداس والزرع وكروم الزيتون"، أليس هذا تطبيقاً حرفياً في الضفة الغربية؟ هذا ليس انحرافاً عن الصهيونية، بل تجسيدها. فاشية معلنة، تُنتج أدوات الإبادة بلا حاجة إلى أعذار. لا يغيّر من جوهرها ارتداء ربطة عنق، أو التستر خلف بروباغندا الغضب من "الصورة المشوهة". أن نسمي هذا الشر بما هو عليه، ليس انفعالاً بل ضرورة أخلاقية وسياسية. نحن أمام منظومة قامت على نزع إنسانية الفلسطيني، وإنتاج جيش بلا قلب، وكيان بلا ضمير، ومجتمع تُخدَّر حواسه عبر أناشيد وأسفار التحريض.
مايك هاكابي، سفير الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخلاصي في تل أبيب، ليس نشازاً عن معسكر إنجيلي ـ صهيوني بات يبتلع كل فظاعة، ويبرر تجويع الفلسطينيين وإبادتهم بـ"الحق التوراتي"، بينما تثور "إنسانيته" إن اقتبس وزير عربي آية قرآنية في خطابه. نحن أمام تجلٍ فجّ لعقيدة تربّي جيلاً يرى في القتل والتجويع انتصاراً للنور على "ظلام العرب". من لا يرى "الأبوكاليبتو" الصهيوني في غزة، لا يرى نفسه، ولا حجم التوحش الذي يُسقط كل أخلاقيات العصر الحديث.
## دمشق وموسكو... لغة المصالح تغلب بمرحلة ما بعد الأسد
01 August 2025 01:00 AM UTC+00
تشير زيارة وزيري الخارجية والدفاع السوريين إلى روسيا، أمس الخميس، إلى أن أفقاً فُتح أمام علاقات جديدة ومختلفة بين دمشق وموسكو.  تحاول دمشق الحصول على دعم روسي بالمجالات كافة، مقابل تأمين مصالح روسيا في شرقي المتوسط، لا سيما أن موسكو ما تزال تملك أوراق ضغط وتأثير في ملفات هي في صلب التحديات التي تواجهها الإدارة السورية الحالية.
وفي أول زيارة لمسؤول سوري رفيع منذ إسقاط بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تباحث وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في قصر الضيافة بموسكو، حول العديد من القضايا التي تهم الجانبين. وفي مؤشر واضح على حرص استمرار العلاقة بين دمشق وموسكو وتطويرها، أعرب لافروف عن أمل بلاده في حضور الرئيس السوري أحمد الشرع القمة الروسية العربية الأولى المقررة في موسكو في 15 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. وتمنى لافروف أن يتجاوز الشعب السوري "التحديات"، مشيراً إلى تطلع بلاده لزيارة الشرع إلى روسيا. وأضاف أن بلاده "تأمل في عودة الوضع في سورية إلى طبيعته بالكامل". أما الشيباني فقال خلال الاجتماع إن "هناك بعض الحكومات التي تفسد العلاقة بين سورية الجديدة وروسيا ونحن هنا لنمثل سورية الجديدة، ونرغب في فتح علاقة سليمة وصحيحة بين بلدينا ونطمح أن تكون روسيا إلى جانبنا في مسارنا".
وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقب المباحثات، أكد الوزيران الحرص على تطوير العلاقات بين دمشق وموسكو. وجه لافروف الشكر للسلطات السورية على ضمان أمن قاعدتين روسيتين في البلاد (القاعدة البحرية في طرطوس والقاعدة الجوية في حميميم)، مضيفاً أن موسكو مهتمة بـ"التعاون مع سورية"، وأن بلاده تدعم وحدة سورية وسيادتها، وتعارض أن تتحول "إلى ساحة للمنافسات الجيوسياسية للدول الكبرى". واعتبر أن الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية "تنتهك القانون الدولي ومن الضروري وقفها". كما أشار إلى أنه كان هناك "تنسيق معنا بشأن نشر قوات تابعة للأمم المتحدة للفصل في هضبة الجولان. وهو قرار يتم انتهاكه من قبل إسرائيل"، مشيراً إلى أنه "لا بد من تمديد قرار عمل هذه القوات". مع العلم أن الملف السوري كان حاضراً في اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين الماضي، إذ ذكر الكرملين أنه "نوقشت جوانب مختلفة من الوضع المتوتر في الشرق الأوسط. وأكد الجانب الروسي موقفه الثابت المؤيد لحل سلمي حصري للمشاكل والصراعات القائمة في المنطقة".
وأضاف الكرملين أن بوتين أكد خلال المكالمة على أهمية الحفاظ على سيادة سورية وتعزيز "الاستقرار السياسي الداخلي" فيها. من جهة ثانية، أعرب لافروف عن أمله في أن تكون الانتخابات المقبلة في سورية (برلمانية، بين 15 و20 سبتمبر/أيلول المقبل)، "شاملة لكل الطوائف"، مبدياً اهتمام بلاده بأن "يبقى الأكراد ضمن الدولة السورية ويحصلوا على كامل حقوقهم" في إشارة إلى الملفات بين دمشق وقوات سورية الديمقراطية (قسد)، شمال شرقي البلاد. وشدد لافروف على أن تسوية الأوضاع في سورية ستكون من خلال حماية حقوق المجتمع السوري متعدد الطوائف والقوميات.
أما الشيباني فقال إن بلاده تتطلع إلى "تعاون كامل وصادق في دعم العدالة الانتقالية في سورية"، مشيراً إلى أنه وجد التزاماً من روسيا برفض الاعتداءات المتكررة من إسرائيل على سورية "التي تعطل مسار إعادة الإعمار". واعتبر أن "موسكو يمكن أن تسهم في مسار التعافي في سورية والاستقرار الإقليمي ومصالح الشعب السوري". وكشف أنه جرى الاتفاق "على تشكيل لجنة وزارية سورية روسية مشتركة للنظر في الاتفاقيات السابقة" بين البلدين، مضيفاً: "لقينا انفتاحاً كبيراً من روسيا، ونعتقد أن العلاقة بين البلدين ستكون في سياق استراتيجي متميز في أقرب فرصة". وفي ما يتعلق بالأحداث الأخيرة في السويداء، اعتبر الشيباني في رد على أحد الأسئلة، أنه "ليس هناك خطة أو نية من الحكومة السورية لإبادة الدروز أو الهجوم على الدروز، فالدروز هم أهلنا، وهم موجودون في جميع أنحاء سورية"، مشدداً على أن "حمايتهم هي مسؤولية الدولة السورية". وقال "هناك استغلال لمسمى هذه الطائفة للتدخل في شؤون سورية من قبل إسرائيل خصوصاً، وهناك مجموعات مسلحة تنتمي إلى السويداء تريد أن تثبت أن الحكومة لا تستطيع ضبط الأمن". وتحدث عما سماه مشاكل في وجود السلاح خارج سيطرة الدولة، قائلاً إن الدولة لديها توجيهات واضحة بعدم الإساءة لأي مدني وحماية جميع طوائف الشعب السوري، والتدخل الإسرائيلي هو ما يعيق ذلك.
وفي مؤشر لافت في إطار العلاقات والزيارات بين دمشق وموسكو أوردت وكالة الأنباء السورية (سانا) أمس، أن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة وصل إلى موسكو في زيارة رسمية، و"يلتقي نظيره الروسي أندريه بيلوسوف لبحث العديد من القضايا المشتركة". من جهتها ذكرت وزارة الدفاع الروسية، في بيان على منصة تليغرام، أن بيلوسوف عقد لقاء مع أبو قصرة "تناول آفاق التعاون بين وزارتي الدفاع والوضع في الشرق الأوسط". وأرفقت الوزارة إلى البيان صوراً تظهر جانباً من محادثات بيلوسوف مع أبو قصرة وإلى جواره الشيباني بمقر وزارة الدفاع الروسية. ولا يستبعد أن تحمل زيارة أبو قصرة طلباً إلى الجانب الروسي بتقديم أسلحة للجيش السوري الذي يعتمد على السلاح الروسي منذ ستينيات القرن الماضي. كما تؤكد زيارة الشيباني وأبو قصرة أن دمشق وموسكو بصدد التأسيس لعلاقة جديدة ومختلفة، يبدو الهدف منها بالنسبة للجانب السوري تحقيق توازن في العلاقات الخارجية ما بين الغرب والشرق. 
علاقة لم تنقطع بين دمشق وموسكو
لم تنقطع العلاقة بين دمشق وموسكو بعد إسقاط نظام الأسد، فالإدارة التي تسلمت البلاد، أبدت انفتاحاً على علاقات وفق تفاهمات مختلفة مع الجانب الروسي، تعزز الاستقرار، لا سيما أن موسكو التي كانت أبرز الداعمين لنظام الأسد، لديها أدوات ضغط وأوراق نفوذ في ملفات محلية سورية وإقليمية. وبعد سقوط الأسد مباشرة أبدت الإدارة السورية تعاوناً مع الجانب الروسي لجهة تأمين انسحاب نقاط مراقبة كانت منتشرة في العديد من المناطق السورية إلى قاعدة حميميم، أكبر القواعد الروسية في شرقي المتوسط التي لم تتعرض لأي مضايقات أو تهديد مباشر من العهد الجديد، في مؤشر واضح على رغبته باستمرار العلاقة مع موسكو وتطويرها. 
من جانبها أبدت موسكو الرغبة نفسها، والتي انعكست بزيارة ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي دمشق مطلع العام الحالي، حين أجرى مباحثات مع الرئيس السوري تركزت حينها على وضع القاعدتين الروسيتين في اللاذقية (حميميم) وطرطوس. وجرى في فبراير/ شباط الماضي، أول اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والشرع، وصفها بيان للكرملين (الرئاسة الروسية) حينها بأنها كانت "بناءة". وبحسب البيان، أكد بوتين عزمه تقديم المساعدة لتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سورية، بما في ذلك توفير المساعدات الإنسانية. كما بحث الرئيسان يومها التعاون في مجالات التجارة والاقتصاد والتعليم. وكان بشار الأسد وعائلته، وعدد كبير من أركان حكمه البائد لجأوا إلى روسيا التي رفضت تسليمهم إلى الجانب السوري وفق ما أكد الشرع في مقابلة صحافية في إبريل/ نيسان الماضي. وتعزو موسكو موقفها إلى أن التسليم يخالف شروط اللجوء الإنساني الذي حصلت عليه عائلة الأسد بناء على أوامر مباشرة من بوتين. لكن دمشق كما يبدو لم تربط استمرار العلاقات مع الجانب الروسي بهذا الملف، سيما وأن سورية اليوم بحاجة الى دعم سياسي وعسكري واقتصادي من الجانب الروسي ربما لا يتحقق في حال الإصرار على تسلّم الأسد وأركان نظامه.
دلالات زيارة الشيباني إلى موسكو
تعليقاً على زيارة الشيباني إلى روسيا ومعانيها السياسية في ملف العلاقة بين دمشق وموسكو مستقبلاً، رأى الباحث السياسي المختص بالشأن الروسي، طه عبد الواحد، في حديث مع "العربي الجديد"، أن الزيارة تعني "أن الظروف قد نضجت وتهيأت الأجواء للقيام بهذه الخطوة من جانب دمشق"، مضيفاً أن "موسكو لطالما انتظرتها ودفعت نحوها". وفي اعتقاده "تراكمت خلال الفترة الماضية الكثير من الملفات المتصلة بالعلاقات الثنائية التي يفترض أن يبحثها الجانبان للتوصل إلى تفاهمات بشأن كيفية التعاطي معها والمضي قدماً في تطوير العلاقات وفق الصيغة التي سيتم الاتفاق عليها وبما يتناسب مع سورية الجديدة بعد النظام البائد".
 طه عبد الواحد: الزيارة ربما تمهد الطريق أمام تفاهمات تخص الوجود العسكري الروسي في سورية
وأشار في هذا السياق إلى وجود ملفات وصفها بـ"الحساسة" كان "من المفيد التباحث حولها بين موسكو ودمشق، لا سيما في ما يتعلق بالوضع في أقصى شمال شرق سورية وفي جنوبها". ويمكن وفق عبد الواحد، للجانب الروسي "لعب دور معين إن رغبت دمشق بذلك. وهذا يشمل بالطبع الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية". وفي رأي عبد الواحد، الزيارة "ربما تمهد الطريق أمام تفاهمات تخص الوجود العسكري الروسي في سورية"، مرجحاً أن تتطرق المباحثات إلى "الخطوط العريضة دون الدخول في التفاصيل، ليتم وضع النقاط على الحروف في قائمة المهام ذات الأولوية، بغية تهيئة الأجواء لعقد لقاء سوري-روسي على أعلى مستوى، أي يجمع الشرع وبوتين". ولفت إلى أن "من وجّه الدعوة للشيباني لزيارة موسكو هو بوتين نفسه خلال مكالمته الهاتفية مع الرئيس السوري. لم يوجه الدعوة حينها للشرع"، مضيفاً أنه "كان واضحاً أن الغرض عقد اجتماع بين وزيري خارجية البلدين يناقشان خلاله جميع الملفات، لتعرض النتائج على الرئيسين لتنظيم أول لقاء بينهما".
أحمد المسالمة: الدعوة الروسية إلى تسوية سياسية لا تتضمن بالضرورة تغييراً جوهرياً في بنية السلطة
وفي قراءة لتصريحات لافروف والشيباني، رأى المحلل السياسي أحمد المسالمة، في حديث مع "العربي الجديد"، أن زيارة الشيباني تؤكد أن سورية "لا تريد فقدان الغطاء الروسي حتى في مرحلة ما بعد الحرب"، مستدركاً أن "دمشق تريد تعاوناً يقوم على الاحترام المتبادل، وصياغة شروط جديدة للعلاقات مع روسيا". ووفق المسالمة، فإن الدعوة الروسية إلى تسوية سياسية "لا تتضمن بالضرورة تغييراً جوهرياً في بنية السلطة"، موضحاً أن "موسكو ترفض الحلول الغربية القائمة على الانتقال الكامل، وتروج لفكرة التوافق الداخلي، وفق نموذج موجه". وأشار إلى أن تأكيد لافروف على دعم الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها "يعكس رفض موسكو لأي نزعات انفصالية من قبل فاعلين محليين سواء في السويداء أو في شمال شرقي سورية".
وفي اعتقاده "تسعى روسيا لتسوية تحفظ لها مكاسبها في سورية، دون الدخول في صدام مع الأطراف الأخرى"، مضيفا أنه "من الواضح أن هناك سعياً من الطرفين لإعادة ترتيب أوراق العلاقة الثنائية بما يراعي المتغيرات الإقليمية والداخلية". دمشق، بحسب المسالمة، ربما ترغب في توسيع خياراتها على الساحة الدولية "بحيث لا تضع كل البيض في سلة واحدة". وعزا ذلك إلى أن "الموقف الأميركي على أهميته، لا يمكن الركون إليه، خصوصاً أنه كثيراً ما يتأثر بالمواقف الإسرائيلية". لكن في الوقت نفسه، أضاف المسالمة، فإن عودة روسيا إلى الساحة السورية "قد لا تريح كثيراً واشنطن وأوروبا، خلافاً لإسرائيل التي تريد هذه العودة لموازنة الدور التركي في سورية".
## مؤتمر حل الدولتين: شيطان التفاصيل وآليات التنفيذ واللغة الفضفاضة
01 August 2025 01:00 AM UTC+00
انتهى في نيويورك الجزء الأول من أعمال المؤتمر الدولي لحل الدولتين، والذي عقد يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، وتتجه الأنظار إلى الجزء الثاني والذي سيعقد على مستوى قادة الدول أثناء اجتماعات الجمعية العامة رفيعة المستوى في الأسبوع الأخير من سبتمبر/أيلول، ولعل السؤال الرئيسي يتعلق بما تمكن أو أخفق مؤتمر حل الدولتين في تحقيقه؟
للوهلة الأولى يمكن القول إن مؤتمر حل الدولتين تمكن، نظرياً، من تحقيق جزء كبير من المرحلة الأولى مما سعى إليه: حضور رفيع على مستوى وزراء الخارجية (رغم التأجيل وعقده على قسمين بسبب الحرب الإسرائيلية على إيران)، حشد زخم دولي، والخروج بوثيقة وملحق وهي عبارة عن "مخرجات تعكس مقترحات تغطي أبعاداً سياسية وأمنية وإنسانية واقتصادية وقانونية واستراتيجية تشكل إطاراً شاملاً وقابلاً للتنفيذ من أجل تطبيق حل الدولتين وتحقيق السلام والأمن للجميع" والناجمة عن مقترحات من فرق العمل الثماني التي شكلت قبل أشهر (تغطي الأبعاد المختلفة المذكورة أعلاه وعملت عليها أكثر من عشر دول). وبذلك طبق المرحلة الأولى مما نص عليه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 81/79 الذي اعتمدته في ديسمبر/كانون الأول 2024 وكان قد أسس لعقد المؤتمر الذي يهدف إلى "التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين". لكن الشيطان يكمن في التفاصيل كما يقول الإنكليز، وخاصة فيما يتعلق بوثيقة مؤتمر حل الدولتين وما سيتمخض عنها.
كان لافتاً أن فرنسا وزعت بياناً منفصلاً عن البيان الختامي للمؤتمر باسم "نداء نيويورك"
وكان لافتاً أن فرنسا، التي تترأس مؤتمر حل الدولتين مع السعودية، وزعت بياناً منفصلاً عن البيان الختامي للمؤتمر باسم "نداء نيويورك"، وقع عليه كل من وزراء خارجية فرنسا وأندورا وأستراليا وكندا وفنلندا وآيسلندا وأيرلندا ولكسمبورغ ومالطا ونيوزيلندا والنرويج والبرتغال وسان مارينو وسلوفينيا وإسبانيا. ومن أهم ما جاء فيه: "إدانة الهجمات الشنيعة واللاسامية الإرهابية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023"، بالإضافة لمطالبته بوقف إطلاق نار فوري في غزة. كما طالب حركة حماس بإطلاق سراح جميع المحتجزين بشكل فوري وغير مشروط، مع إعادة رفات المتوفين، بالإضافة إلى ضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط.
أبرز ما جاء في الوثيقة والملحق في مؤتمر حل الدولتين
تترأس كل من السعودية وفرنسا مؤتمر حل الدولتين وتؤديان دور الميسر، ومن المتوقع أن يترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان الجزء الثاني الذي سيعقد على مستوى رئاسي في سبتمبر المقبل غالباً في نيويورك أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيعة المستوى أو قبل ذلك في باريس (لم يحدد ذلك بعد). وتبنى البلدان الوثيقة والملحق الخاصين بالمؤتمر، اللذين جاءا في قرابة ثلاثين صفحة، ومعهما كذلك جميع الدول والأطراف التي شكلت فرق العمل الثمانية وترأستها (بالإضافة إلى فرنسا والسعودية) وهي: البرازيل، كندا، مصر، إندونيسيا، أيرلندا، إيطاليا، اليابان، الأردن، المكسيك، النرويج، قطر، السنغال، إسبانيا، تركيا، المملكة المتحدة، الاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية. ودعا رئيسا المؤتمر الدول الأعضاء للانضمام للوثيقة بحلول نهاية الدورة الحالية للجمعية العامة، أي بحلول الأسبوع الأول من سبتمبر المقبل.
ولعل أبرز ما جاء في وثيقة المؤتمر من ناحية "حل الدولتين" هو إعادة التأكيد والالتزام على "دعمنا الثابت، وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة لتنفيذ حل الدولتين حيث تعيش دولتان ديمقراطيتان ذاتا سيادة، فلسطين وإسرائيل، جنباً إلى جنب في سلام وأمن داخل حدودهما الآمنة والمعترف بها على أساس خطوط عام 1967، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس". وفي فقرة أخرى تؤكد الوثيقة على أن يتم في إطار "عملية محددة زمنياً، إبرام وتنفيذ اتفاقية سلام عادلة وشاملة بين إسرائيل وفلسطين، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومرجعيات مدريد، بما في ذلك مبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية، وإنهاء الاحتلال، وحل جميع القضايا العالقة وقضايا الوضع النهائي، وإنهاء جميع المطالبات، وتحقيق السلام العادل والدائم، وضمان الأمن للجميع، وتمكين التكامل الإقليمي الكامل والاعتراف المتبادل في الشرق الأوسط، مع الاحترام الكامل لسيادة جميع الدول".
ودانت الوثيقة "الهجمات التي شنتها حماس على المدنيين في السابع من أكتوبر. كما ندين الهجمات التي شنتها إسرائيل على المدنيين في غزة والبنية التحتية المدنية، والحصار، والتجويع، والتي أدت إلى كارثة إنسانية مدمرة وأزمة حماية". وهذه هي المرة الأولى التي تدين فيها دول عربية الهجمات (في وثيقة دولية وتسمي حماس بالاسم).
لكن الإشكالية عموماً هي أن في اللغة المستخدمة الكثير من العموميات. فالحديث عن "قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة" لا يأتي على ذكر أرقام تلك القرارات، ويطرح السؤال حول عدد من القضايا المغيبة أو المذكورة بشكل ضبابي ويفتح باب التفسير بحيث يمكن لكل طرف الادعاء أن الوثيقة شملت أو غيبت هذا البند أو ذاك. ناهيك عن غياب الحديث عن تعويضات، أو طرحها بوصفها قضية للنقاش، والحديث عن المحاسبة على الجرائم التي ارتكبت وترتكب الآن، بما فيها الإبادة، أو الحديث عن حقوق الإنسان بشكل أعمق من ذكر سريع.
ولعل العامل الأبرز والأهم هو استخدام لغة تساوي وتتعامل مع الوضع في فلسطين "كصراع" بين عدوين، وفي أحسن الأحوال "احتلال" وليس استعماراً استيطانياً إحلالياً وهو لب القضية الفلسطينية. ولكن نحمّل مؤتمر حل الدولتين الكثير إذا ربطنا هذه القضية الأخيرة به فقط، لأن إطار الأمم المتحدة في حد ذاته هو الذي أدى دوراً سلبياً في إيقاع الظلم بالفلسطينيين، ورسخ له منذ لحظة قرار التقسيم والاعتراف بـ"إسرائيل" دولةً على أرض مسروقة لتبقى محاولات تصحيح هذا الظلم في الإطار الدولي الممثل في الأمم المتحدة دائماً فعلاً ناقصاً. إلا أنه لا بد من الإشارة لها في ظل الحديث عن هذا الإطار، وإن كان بشكل عابر لوضع الأمور في سياقها الأوسع والأعمق ولفت الانتباه للشوائب في نظام الأمم المتحدة وربط النضال الفلسطيني وعملية التحرر به بشكل حصري عموماً.
ترسيخ حكم السلطة الفلسطينية
بالعودة إلى الوثيقة ومخرجاتها فإنها تطرقت كذلك لقضية الاستيطان وعدم قانونيته ووقفه، كما وقف عنف المستوطنين، وإلى ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من غزة ووقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية وفتح جميع المعابر ومنع التهجير القسري، وغيرها مما نصت عليه قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بالإضافة إلى عدم استخدام التجويع سلاحاً. ولعل أحد الأمور الأخرى التي ترسخها الوثيقة هو حكم السلطة الفلسطينية بحيث يتم إخراج الفصائل، التي لا توافق على حل الدولتين على حدود الـ1967، من "لعبة" الانتخابات. كما تشترط أن تسلم حركة حماس سلاحها، وأن تسلم الحكم في غزة للسلطة، وهي بنهاية المطاف إملاءات خارجية على الشعب الفلسطيني ولا يترك له حق تقرير مصيره الفعلي بل الرمزي، فتفرض عليه القيادة التي فُصِلت بحكم "المعايير الدولية" ببدلة "الانتخابات" المشروطة ليلبسها الشعب الفلسطيني، حيث تنص الوثيقة على ترحيب الدول "بالتزام الرئيس (محمود) عباس بإجراء انتخابات عامة ورئاسية ديمقراطية وشفافة في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، خلال عام، برعاية دولية، مما يتيح التنافس الديمقراطي بين الأطراف الفلسطينية الملتزمة باحترام البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، والتزاماتها الدولية، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
اشترطت الوثيقة أن تسلم حركة حماس سلاحها، وأن تسلم الحكم في غزة للسلطة
وتدعو الوثيقة في الوقت نفسه "القيادة الإسرائيلية إلى إصدار التزام علني واضح بحل الدولتين، بما في ذلك دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة، وإنهاء العنف والتحريض ضد الفلسطينيين فوراً، والوقف الفوري لجميع أنشطة الاستيطان والاستيلاء على الأراضي والضم في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، والتخلي علناً عن أي مشروع ضم أو سياسة استيطانية، ووضع حد لعنف المستوطنين، بما في ذلك من خلال تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 904 وسن تشريع لمعاقبة وردع المستوطنين العنيفين وأعمالهم غير القانونية"، وهذه نقاط مهمة للغاية. لكن اللافت للانتباه هنا عدم وجود حديث عن تفكيك المستوطنات، وماذا عن أكثر من 750 ألف مستوطن في الضفة والقدس، ناهيك عن القوانين والتسهيلات الضريبية وغيرها التي يحصل عليها المستوطنون. وتشير الوثيقة كذلك إلى دعوة "كلا الجانبين إلى مواصلة الجهود من أجل أن تلتزم أحزابهما السياسية بمبادئ اللاعنف والاعتراف المتبادل وحل الدولتين". لكن السؤال الأهم هنا ماذا عن عنف الدولة الذي تمارسه إسرائيل؟
أما فيما يخص الحديث عن بعثة دولية فتدعم الوثيقة "نشر بعثة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار، بناءً على دعوة من السلطة الفلسطينية، وتحت رعاية الأمم المتحدة، وبما يتماشى مع مبادئها، وبالاستفادة من القدرات الحالية للأمم المتحدة، وبتكليف من مجلس الأمن الدولي، مع توفير الدعم الإقليمي والدولي المناسب. ورحبنا بالاستعداد الذي أعربت عنه بعض الدول الأعضاء للمساهمة بقوات". لكن اللغة هنا كذلك ضبابية وغير واضحة، فليس الحديث هنا بالضرورة عن قوة عسكرية دولية لحماية الفلسطينيين، والتجارب في المنطقة وفلسطين على وجه التحديد تظهر عدم جدوى بعثات مراقبة دون قوة. فعلى سبيل المثال لم يتمكن "الوجود الدولي المؤقت في الخليل"، وهي بعثة دولية للمراقبة أنشئت بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي في العام 1994، لكن أوقفتها إسرائيل قبل سنوات، من تقديم أي حماية أو ردع للانتهاكات الإسرائيلية وانتهاكات المستوطنين. بل إن تقارير البعثة بقيت "سرية" ولا تنشر وترفع للأطراف! وحتى تلك البعثة أوقفت إسرائيل عملها، ليبقى الحديث عن بعثة لتحقيق الاستقرار مجرد شعارات رنانة وفضفاضة لا أكثر.
يكرر الملحق في توصياته بعض الأمور الواردة في الوثيقة بما فيها حل الدولتين على حدود 1967 وقضية البعثة الدولية وتدريب قوات الشرطة الفلسطينية لضبط الأمن داخل الأراضي المحتلة عام 1967. ويكفي النظر إلى الواقع على الأرض لندرك أن القوة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية لا تعمل لحماية الشعب، بل تساعد على اضطهاده وواحدة من أهم مهامها التنسيق الأمني، لتصبح شعارات تستخدم في الوثيقة "كوحدة السلاح" عبثية في ظل اجتياحات يومية للجيش والمستوطنين وترهيب المزارعين الفلسطينيين وحرق بيوتهم وقتلهم وغيرها من الممارسات اليومية. فأين هي القوة الأمنية التابعة للسلطة للدفاع عن المدنيين العزل؟
قضية أونروا
كما تتطرق الوثيقة إلى قضية أونروا والضغط على إسرائيل للعدول عن قرارها بمنع عملها، وغيرها من الأمور المتعلقة بالعمل الإنساني، بما فيها إعادة الأعمار والتمويل وإعادة بناء البنية التحتية وقائمة طويلة من الأمور التنموية والإنسانية. كما تشير إلى قبول فلسطين دولةً كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وهو أمر لا يمكن أن يحدث إن لم توافق الولايات المتحدة عليه بسبب حق النقض (الفيتو) بمجلس الأمن، إذ إن الحصول على عضوية كاملة يتطلب توصية من المجلس وهو ما فشل العام الماضي بسبب الفيتو الأميركي. ويتوقف الملحق عند السيادة الفلسطينية وحق الفلسطينيين فيها في كل نواحيها. وينصح باتخاذ خطوات تمييز بين البضائع ومنتجات المستوطنات، كما أن تأخذ الاتفاقيات التجارية بعين الاعتبار الخروقات المختلفة للقانون الدولي وغيرها من الخطوات المهمة، كالأخذ بعين الاعتبار خروقات حقوق الإنسان. وفيما يخص منع توريد الأسلحة يدعو الملحق الدول "الأطراف في معاهدة تجارة الأسلحة إلى الالتزام الصارم بالخطوات التي اتخذتها لوقف توفير أو نقل الأسلحة والذخائر والمعدات ذات الصلة في جميع الحالات التي توجد فيها أسباب معقولة للاشتباه في إمكانية استخدامها في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وينص الملحق على ضرورة "عدم تجريم التضامن: إلغاء التشريعات والتخلي عن السياسات التي تجرم وتعاقب المناصرة لدعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والمعارضة السلمية للاحتلال الإسرائيلي". كما ينصح بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية ومحاكمة مرتكبي الجرائم حيثما أمكن والتعاون عبر الأطر الدولية في حال لم تكن المحاكمات المحلية ممكنة. كما يرصد عدداً من النصائح المتعلقة بالقانون الدولي والتنسيق وغيرها. وهذه نقاط من ضمن النقاط التي تحسب للوثيقة والملحق واللجان المختلفة التي عملت عليها. إلا أنها تبقى بمثابة توصيات، وحتى بالنسبة للدول التي أعلنت تبنيها الوثيقة، فكيف يمكن رصد ما إذا كانت ستطبق ذلك وما هي الآليات لمحاسبتها إن لم تفعل؟ ولعل الجزء الأهم هو الغائب الحاضر، أي إسرائيل وأميركا. فكيف يمكن أن ينفذ كل هذا من دونهما، حتى لو قمنا بغض النظر عن كل الإشكاليات في المؤتمر والوثيقة.
## ميسيتاس الكولومبية من ساحة حرب إلى جنة السياحة البيئية
01 August 2025 01:00 AM UTC+00
يحلم محبّو الطبيعة بالاستيقاظ على مشهد شروق الشمس المثالي الذي يطلي السماء بألوان دافئة، والاستمتاع بصوت تغريد الطيور معلنة بداية يوم جديد. إلّا أنّ مشهداً كهذا ليس خيالياً على الإطلاق، بل هو واقع يوميّ في منطقة ميسيتاس الكولومبية، حيث يمكن للسائح رؤية روعة بزوغ الفجر الأكثر جاذبية في العالم، وشحن بطارية طاقته الصباحية قبل الانطلاق للاستكشاف في منطقة سييرا دي لا ماكارينا التي تشكّل نقطة التقاء النُظم البيئية الأنديزية والأمازونية والغويانية، وهي أول محمية طبيعية وطنية أنشئت بموجب قانون من الجمهورية الكولومبية عام 1948، وأصبحت منتزهاً طبيعياً عام 1971.
على بعد 255 كيلومتراً جنوب العاصمة الكولومبية بوغوتا، أي ما يعادل قيادة لمدة ست ساعات، تقع منطقة ميسيتاس السياحية في مقاطعة ميتا. وتشتهر هذه الأخيرة عالمياً بسلسلة جبال ماكارينا عند سفوح جبال الأنديز في غابات الأمازون المطيرة، حيث ينساب أحد أجمل الأنهار في العالم: نهر كانيو كريستاليس، الملقّب بـ"نهر الآلهة" أو "نهر الألوان السبعة". تنمو في قاع هذا النهر نباتات "ماكارينا كلافيجيرا" المائية التي تتغيّر ألوانها مع تعرّضها لأشعة الشمس، فيجد السائح نفسه أمام تدرّج من الأحمر والأصفر والأخضر، بفضل هذه النباتات، والأسود نتيجة مياه الأدغال المتدفّقة، والأبيض بسبب الرغوة التي تشكّلها الشلالات، بالإضافة إلى تدرّجات من البرتقالي والزهري، ما يعطي المشهد تأثيراً بصرياً خلاباً. وعلى الرغم من إمكانية رؤية خمسة من هذه الألوان على مدار السنة، فإنّ الفترة الأنسب لاجتماع الألوان السبعة في الوقت نفسه هي خلال موسم الأمطار الذي يمتدّ بين سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني من كل عام.
إلّا أن هذه المنطقة السياحية الحالمة لم تستقطب عدد الزوّار الذي تستحقه قبل توقيع اتفاق السلام الكولومبي، الذي أبرمته حكومة كولومبيا بقيادة رئيسها آنذاك خوان مانويل سانتوس مع متمرّدي "القوات المسلّحة الثورية الكولومبية" (فارك) عام 2016، لإنهاء حرب أهلية استمرّت اثنتين وخمسين سنة بين الجيش الكولومبي وقوات شبه عسكرية يمينية متطرفة. فقبل هذا الاتفاق، كانت منطقة ميسيتاس مركزاً للصراعات المسلحة، إذ تنافست الأطراف على الأراضي والموارد الطبيعية والسيطرة على تجارة المخدرات في أنحاء المنطقة، ما صعّب على السيّاح زيارتها والاستمتاع بجمالها الطبيعي، وأثّر بشدة على الاقتصاد المحلي، ما أعاق تطوير السياحة والصناعات المحتملة الأخرى.
شكّلت اتفاقية السلام نقطة تحوّل في السياحة في ميسيتاس التابعة لإدارة ميتا، التي شهدت تحوّلاً كبيراً من منطقة متأثرة بالصراع إلى وجهة سياحية ناشئة، تميّزت بمشاركة مقاتلي "فارك" السابقين مرشدين سياحيين. وبعد تلقّيهم تدريباً في السياحة والضيافة، أنشأ العديد منهم وكالات سياحية، ما أتاح للزوار الاطّلاع على لمحة من حياتهم والاستفادة من خبرتهم في براري المنطقة. استفاد السكان المحليون من تنوّع منطقتهم البيولوجي الغني ومواردها الطبيعية، بما في ذلك وادي نهر غويخار، والشلالات، والغابات المطيرة، لتطوير قطاع سياحة بيئية مزدهر. وأصبحت أنشطة مثل التجديف، والهبوط بالحبال، والمشي لمسافات طويلة، ومشاهدة الحياة البرية، من أبرز عوامل الجذب للزوار الراغبين في استكشاف هذه المناطق التي كانت سابقاً صعبة المنال.
وفي حديث مع "العربي الجديد"، قال منسق السياحة في بلدية ميسيتاس، إدوين رونكانسيو بوناري، إنّ البلدية أحرزت تقدّماً في عملية التخطيط لتعزيز السياحة، وإنّ التنسيق مع الجهات المعنية من القطاعين العام والخاص والمجتمع المحلي قد مكّن من ذلك. وشرح بوناري أن "إنشاء مجلس سياحي محلي، يضم مكتب رئيس البلدية، ومقدمي الخدمات السياحية، والجهات المعنية بالبيئة وإنفاذ القانون، ووكالات الإغاثة، وممثلي رابطة مجالس السياحة (ASOJUNTAS)، يتيح تعزيز إجراءات مختلفة لمراقبة التخطيط السياحي للبلدية"، وأضاف: "يجري حالياً تطوير مشاريع متنوعة تُركز على تعزيز قطاع السياحة، منها اعتماد استراتيجية الترويج السياحي التي ساعدتنا في عرض مختلف السيناريوهات السياحية التي ننفّذها في البلدية، ما ساهم في تعريفنا بها على الصعيدين الوطني والدولي. تزداد قوة سياحة المغامرات والطبيعة، وشاركنا في معارض مثل معرض ANATO، ونشرنا موادّ سمعية وبصرية على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، كما اجتمعنا مع جهات معنية مختلفة بهدف تعزيز كفاءات مقدّمي الخدمات السياحية عن طريق تزويدهم بمعرفة متعمقة بالسياحة، والاقتصادات الرائجة، وخدمة العملاء، والمعايير الفنية الكولومبية، وإضفاء الطابع الرسمي على الأعمال، والتكاليف، وإنشاء مخطط أعمال".
ولم يقتصر العمل على استغلال الموارد الطبيعية والبشرية في المنطقة، بل سعى المسؤولون أيضاً إلى استقطاب التمويلات الخارجية لإنشاء مشاريع تُغني النظام البيئي وتُسهم في النهوض بالسياحة البيئية. ومن أبرز هذه المشاريع: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لإعادة التحريج بالتعاون مع مؤسّسة كاماكساغوا للشباب، وهي منظمة كولومبية تُركّز على السياحة المستدامة وتنمية الشباب في منطقة ميسيتاس، بالإضافة إلى متطوّعين من السكان المحليين. وساهم هذا المشروع في تراجع ملحوظ في زوال الغابات، إذ شهدت ميسيتاس أدنى نسبة زوال للغابات عامَي 2019 و2023، وخصوصاً في الحديقة الطبيعية الوطنية "سييرا دي لا ماكارينا"، بحسب تقارير "مراقبة الغابات العالمية". ومن المشاريع اللافتة أيضاً، مشروع رسم خريطة لأماكن انتشار الطيور في المنطقة، بحيث بات بين يدي السائح دليل يتضمّن معلومات عن 800 صنف من الطيور، وملاحظات حول ما إذا كانت عرضة للخطر أو للانقراض. وبحسب بوناري، فإنّ تمويل المشاريع الحالية يأتي من الصندوق الوطني للسياحة (FONTUR)، والرابطة الوطنية لوكالات السياحة (ANATO)، ووكالة وزارة السياحة، ومكتب رئيس بلدية ميسيتاس.
وعلى الرغم من الازدهار الذي شهدته ميسيتاس خلال العقد الأخير، إلّا أن خطر القوات المسلّحة الثورية الكولومبية (فارك) عاد إلى الواجهة، فقد أبلغ عدد من السكان المحليين عن تلقيهم اتصالات تهديد من سجناء حاليين ينتمون إلى "فارك"، يهددون فيها بزعزعة الأمن وعودة الصراع المسلّح إلى المنطقة. ومن جهته، أصدر مكتب أمين المظالم تنبيهاً بشأن المخاطر الجسيمة التي يواجهها السكان المدنيون في العديد من مقاطعات جنوب كولومبيا، خاصة في ميسيتاس، وبويرتو ليجويزامو (بوتومايو)، حيث أُبلغ بالفعل عن وقوع اشتباكات مباشرة بين الجماعات المنشقّة. ونظراً إلى أن عدداً كبيراً من السكان المحليين يعتمدون كلياً على السياحة في ميسيتاس مصدراً للرزق، فإنّ الحفاظ على البيئة ومحاولة إنعاش السياحة أصبحا مصدر خطر على حياتهم وسبل عيشهم.
## مقتل عناصر أمن في هجوم مسلح بإقليم البنجاب وسط باكستان
01 August 2025 01:33 AM UTC+00
قتل ما لا يقل عن خمسة عناصر من قوات الأمن وأصيب آخرون بجراح جراء هجوم مسلحين على مركز أمني في مدينة رحيميار خان بإقليم البنجاب، وسط باكستان، في وقت يواصل فيه الجيش عملياته في مقاطعة باجور القبلية، إلى الشمال الغربي، بالتزامن مع احتجاج القبائل على عمليات الجيش وفرض حظر التجول.
وقالت شرطة مدينة رحيميار خان إن عشرات المسلحين مدججين بأسلحة مختلفة هاجموا، مساء أمس الخميس، مركزًا أمنيًا في منطقة كتشه، وسط المدينة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين المهاجمين وقوات الأمن، أسفرت عن مقتل خمسة عناصر من القوات الخاصة، وإصابة آخرين. وجاء في بيان للشرطة أن "تعزيزات جديدة وصلت إلى المنطقة التي وقع فيها الهجوم، وشنت عملية تعقب في المنطقة بحثا عن المهاجمين". ولم تتبن أي جهة مسؤولية الهجوم حتى اللحظة.
يذكر أن عصابات سرقة تنشط في مدينة رحيميار خان، تحديدا في منطقة كتشه التي وقع فيها الهجوم، إلا أنه سبق أن أعلنت الحكومة الباكستانية أكثر من مرة في الآونة الأخيرة عن شن عمليات في المنطقة ضد مسلحي حركة طالبان. كما يأتي ذلك فيما كانت حركة طالبان الباكستانية قد أعلنت، الشهر الماضي، عن مرحلة جديدة من العمليات، من أهم نقاطها توسيع العمليات المسلحة لتشمل كل الأقاليم الباكستانية، وتحديدا إقليم البنجاب.
بالتزامن مع هذا الهجوم، تستمر عمليات الجيش الباكستاني في مختلف مناطق الشمال الغربي والمنطقة القبلية، والتي تركزت في مقاطعة باجور القبلية، حيث أعلن الجيش فرض حظر التجول في الكثير من المناطق في هذه المقاطعة، إلى جانب شن سلاح الجو عمليات قصف في عدة مناطق، وسط تكتم رسمي. 
وأكدت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد"، مقتل أكثر من ستة باكستانيين خلال اليومين الماضيين، إضافة إلى إصابة العشرات جراء سقوط الصواريخ والقنابل على المنازل، مشيرة إلى تكرار سماع أصوات إطلاق نار مكثف في معظم مناطق باجور، علاوة على سامع دوي تفجيرات ناجمة عن غارات جوية لسلاح الجو.
من جانبها، أعلنت حركة طالبان الباكستانية، في بيان، مقتل سبعة من جنود الجيش في كمين لمسلحيها في ضواحي منطقة ماموند بمقاطعة باجور القبلية، في حين تستمر القبائل في المسيرات والاحتجاجات على عمليات الجيش، ودخلت بعض القبائل إلى المناطق التي بدأت قوات الجيش فيها العملية المسلحة ضد طالبان بمقاطعة باجور، معلنة مرة أخرى عدم الانصياع لأوامر الجيش بفرض حظر التجول.
## لماذا تكرهني؟
01 August 2025 02:06 AM UTC+00
اللافت في المؤلفات المكتوبة عن الحرب الأهلية أنّ جميع الباحثين يجمعون على أن آليات هذه الحرب هي واحدة في جميع الأوقات. نحن نشهد حروباً أهلية منذ أقدم العصور، وفي جميع الأمكنة، وجميع شعوب الأرض، وهي حروب تُنفّذ في تفاصيلها بالطريقة والنهج ذاته، كأنّ البشر أنفسهم، وهم وقود الحروب كلها، آلات عمياء مسيرة بيد شيطان بائس شرير اسمه إله الحرب الأهلية.
وفي خضم كل حرب من آلاف الحروب التي خاضها البشر بعضهم ضد بعض، كان مشعلو الحرائق يتكلمون ويصدرون التصريحات والأقوال ذاتها، بلا تغيير أو زخرفات بلاغية، وإنهم كلهم كانوا يتنصلون سريعاً من الدماء التي تسيل في الحرب، بسكاكين كلماتهم المحرّضة. وثمة من بين هؤلاء من يتعمدون إشعال الحرائق مرة أخرى كلما بدا لهم الأمر مناسباً.
ومع ذلك، فإن العبقرية البشرية، في سياق تلك الحروب التي تتكرر متشابهة بلا توقّف، تبدع ما يطلق عليه فردريك معتوق، صاحب كتاب "جذور الحرب الأهلية"، عبارة: "النكهة الخاصة".
إذا كان النظام البائد قد زرع الفتن، فإن النظام الحالي قد استثمرها
النكهة الخاصة بالحرب التي شهدها الجنوب السوري اليوم لا علاقة لها مثلاً بالمصالح الاقتصادية التي ساعدت في نشوب الحرب الأهلية الأميركية، أو الحرب الأهلية الإسبانية، أو حتى الحرب الأهلية اللبنانية، وإنما هي حرب تقوم فقط على أساس طائفي يسكن في الأعماق الرهيبة لكتل هائلة من أبناء سورية، الذين كانوا حتى انفجار القتال قبل عشرة أيام يهدهدون حقدهم الغامض بكلمات شاعرية عن الحب والإعمار والعدالة.
وفي كل الأشهر السابقة كنت أقول لمن ألتقي بهم من ناشطات السلم الأهلي والناشطين، وفي حلقات النقاش التي لم تتوقف في السويداء حول البحث عن حلول للخروج من مأزق الوضع السوري، إن السؤال المهم الذي نهرب منه جميعاً، وننكره في حملة حمقاء من المشاعر العاطفية الكاذبة التي تزعم أن السوريين يحبون بعضهم بعضاً، هو أن نسأل عن حالة الكراهية التي بدأت تظهر بوضوح في الفضاء السوري، منذ مذابح الساحل، إلى جرمانا والأشرفية وصحنايا، وظهرت أكثر وضوحاً في مذابح السويداء وريفها.
المطلوب أن تُجرى حوارات شفافة، ومحروسة بالعقل، على مساحة الجغرافية السورية كلها: لماذا تكرهني؟
لم يستجب إلا قليل، وبدل ذلك كان هناك من يكذب على نفسه وعلى الآخرين بالقول إن ثقافة الكراهية لا محل لها بيننا، وإن سورية بلد المحبة. وهذا تزوير محض، لأن السوريين ظهروا معبأين بالأحقاد التي تراكمت طوال سبعة عقود عمل فيها نظام البعث على بث الكراهية بينهم جميعاً كي يظل حاكماً.
لماذا تكرهني؟ سيكون لها الكثير من الأجوبة لو أن السلطة الحاكمة كانت مخلصة في مبدأ الحوار، أي أن تفسح للسوري أن يقول رأيه، وللسوري الآخر أن يجيب ويوضح أن تلك هي الأسباب.
فالهجمات الوحشية الأخيرة التي حدثت في الأيام الماضية إنما كانت النزعة التدميرية البشعة لأحقاد غامضة عششت كالدود في أرواح السوريين. وإذا كان النظام البائد قد تمكن من زرع تلك الفتن والأحقاد، فإن النظام الحالي قد استثمرها كما لو كان هو من زرعها. ولنلاحظ اليوم أن أي واحد من السوريين لم يعد يغني: "بالحب بدنا نعمرها".
## ترامب: نريد التأكد من حصول الناس على الطعام في غزة
01 August 2025 02:24 AM UTC+00
## أسواق غزة في زمن المجاعة... الشراء بالغرام
01 August 2025 02:26 AM UTC+00
 بات من الطبيعي في أسواق قطاع غزة أن يطلب المستهلكون شراء عشرة غرامات من خميرة الخبز أو 20 غراماً من السكر أو الكاكاو أو أوقية (200 غرام) من أي منتج آخر، فهذا المشهد يتكرر يومياً في الأسواق الشعبية ويعكس تحولاً لافتاً في نمط الشراء الاستهلاكي داخل القطاع المحاصر، نتيجة حرب الإبادة الجماعية وأوضاع اقتصادية خانقة ألقت بظلالها على تفاصيل الحياة اليومية.
وتشير هذه الظاهرة إلى واقع اقتصادي مأزوم تعيشه غزة في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وتداعيات الحرب المستمرة منذ قرابة العامين، حيث لم تعد القدرة الشرائية تسمح بشراء الكيلوغرامات أو الكميات المعتادة من السلع، ما دفع المواطنين للجوء إلى شراء أقل الكميات لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وتجدر الإشارة إلى أن التحول لا يقتصر على السلوك الاستهلاكي فحسب، بل شمل أيضاً أساليب البيع والتسعير لدى الباعة والتجار، الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على التكيّف مع ضعف السيولة المالية لدى الغزيين، فعمدوا إلى تقسيم بضائعهم إلى وحدات صغيرة للغاية لتسهيل تصريفها في ظل شح السيولة.
تأقلم مع الأزمة
عن تلك الظاهرة المتصاعدة يقول الفلسطيني عماد العطار، من سكان مدينة دير البلح، إن الظروف الاقتصادية المتدهورة أجبرته على شراء العديد من السلع بالغرامات أو بالأوقية، بعدما كانت تُشترى بالكيلوغرام والرطل (453 غراماً) في السابق.
وأضاف العطار في حديث لـ"العربي الجديد": "بات من الطبيعي أن أطلب 20 غراماً من الكاكاو أو عشرة غرامات من الخميرة. حتى السكر الذي يعتبر سلعة أساسية، أصبح من الصعب شراؤه بالكيلوغرام بسبب سعره المرتفع بشكل جنوني".
وأوضح أن الباعة بدورهم غيروا آلية التسعير لتتناسب مع الواقع الاقتصادي الصعب، فبعد أن كانت الأسعار تُحدد بالكيلوغرام، باتت تعرض بالأوقية والغرام، في انعكاس مباشر لتراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين، متابعاً: "السعر الذي كنا نشتري به الرطل قبل الحرب لا يكاد يكفي اليوم لشراء أوقية واحدة، وهو ما يوضح حجم التدهور الاقتصادي الذي نعيشه في غزة".
يذكر بائع السكر في سوق الأقصى في خانيونس أسامة أبو جلال أن سعر كيلوغرام السكر قفز من ثلاثة شواكل قبل الحرب إلى أكثر من 320 شيكلاً حالياً، ما جعل بيعه بالكيلوغرام أمراً مستحيلاً لغالبية الزبائن.
وأضاف: "حالياً نبيع السكر بالغرامات، حيث يطلب الزبائن 20 غراماً أو 40 غراماً بسعر عشرة شيكلات أو ما يعادل 20 شيكلاً، حسب قدرتهم، وقد أصبح سعر الأوقية 80 شيكلاً، وهو فوق قدرة أغلب المواطنين".
وذكر بائع الخميرة في سوق النصيرات فادي فايز أن البيع بالغرامات أضحى وسيلة ضرورية للتعامل مع المستهلكين، قائلاً: "سعر أوقية الخميرة تجاوز 150 شيكلاً، وهو مبلغ لا يستطيع دفعه معظم الزبائن، لذا نبيع عشرة غرامات بخمسة شواكل"، وأشار في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن البيع المجزأ أصبح أكثر ربحية وسرعة في التصريف، نظراً للطلب المتزايد على الكميات الصغيرة، حيث لا يمتلك الكثير من الزبائن القدرة على شراء الكمية الكاملة من السلع، حتى الأساسية منها.
انهيار اقتصادي
من جانبه، أعتبر المختص في الشأن الاقتصادي سمير أبو مدللة أن هذه الظاهرة مؤشر خطير إلى حالة الانهيار الاقتصادي التي يعيشها قطاع غزة المحاصر، قائلاً: "عندما يتحول شراء السلع الأساسية إلى عملية بالغرامات، فهذه دلالة واضحة على ضعف القدرة الشرائية بشكل حاد".
وأضاف أبو مدللة، في حديث لـ"العربي الجديد": "الأسعار ارتفعت بنسبة تصل إلى 7000% لبعض السلع مثل السكر، بينما يعاني المواطنون من نقص شديد في السيولة، وهو ما يجعلهم يتجهون لشراء الكميات القليلة فقط لتسيير حياتهم اليومية".
وتابع: "عندما تتحول وحدات البيع إلى الغرام والأوقية، فهذا يعني أننا أمام اقتصاد طارئ يعيش على حافة الانهيار، ما يتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً لإنقاذ السوق المحلي ومنع تفككه الكامل"، لافتاً إلى أن إنهاء هذه الظاهرة لن يتم إلا من خلال إدخال كميات كافية من السلع بأسعار مناسبة، بالإضافة إلى معالجة مشكلة شح السيولة النقدية في السوق المحلي.
وبيّن أن هذه الظاهرة لا تعكس ضعف السيولة لدى المواطنين فقط، بل تكشف عن خلل هيكلي في السوق الغزي، حيث غابت الأدوات الرقابية وتراجعت معايير العرض والطلب الطبيعية بسبب الحصار ومنع دخول السلع.
واعتبر المختص في الشأن الاقتصادي، نسيم أبو جامع، أن الشراء بالغرامات أحد تجليات "التشوه الاقتصادي" الناتج عن الحصار ومنع دخول الشاحنات التجارية والمساعدات، وقال: "منذ خمسة أشهر لم تدخل أي مساعدات أو بضائع تجارية إلى غزة، ما خلق ندرة كبيرة ورفع الأسعار بشكل جنوني، خصوصاً مع حالة المجاعة المتفاقمة".
وأشار أبو جامع في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن نحو 95% من سكان غزة باتوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية، ومع استمرار إغلاق المعابر ومنع الإمدادات لم يعد بإمكان المواطن شراء أبسط الكميات، بل بات يبحث عن الحد الأدنى من احتياجاته اليومية.
وأضاف: "البيع بالغرامات ليس مجرد سلوك استهلاكي مؤقت، بل أصبح يمثل نظاماً غير رسمي لتوزيع السلع في ظل غياب البدائل، حيث إن غياب التدفق الطبيعي للبضائع حوّل الأسواق إلى بيئة عشوائية تتحكم فيها الندرة بدلاً من المنافسة".
## ترامب يفرض رسوما جمركية مرتفعة على عشرات الدول
01 August 2025 02:28 AM UTC+00
فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوما جمركية مرتفعة على الواردات من العشرات من الشركاء التجاريين، بما في ذلك كندا والبرازيل والهند وتايوان، ليمضي بذلك قدما في خططه لإعادة ترتيب الاقتصاد العالمي قبل موعد نهائي سبق أن حدده لإبرام اتفاقات تجارية ويحل اليوم الجمعة. ووفقا لأمر تنفيذي رئاسي، فقد حدد ترامب رسوما تصل إلى 35 بالمئة على العديد من السلع من كندا، و50 بالمئة من البرازيل، و25 بالمئة للهند، و20 بالمئة لتايوان، و39 بالمئة لسويسرا.
ونص الأمر على فرض معدلات رسوم استيراد مرتفعة تتراوح بين 10 و41 بالمئة خلال سبعة أيام لإجمالي 69 شريكا تجاريا، وذلك مع اقتراب الموعد النهائي الذي يحل عند الساعة 12:01 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (0401 بتوقيت غرينتش). وتوصلت بعض هذه الدول إلى اتفاقيات لخفض الرسوم الجمركية؛ بينما لم تتَح الفرصة لآخرين للتفاوض مع إدارته. واستثنى ترامب بعض السلع التي سيتم شحنها خلال الأسبوع المقبل.
وستخضع السلع من جميع الدول الأخرى، غير المدرجة في قائمة الرسوم المعدلة، لضريبة استيراد أميركية عشرة في المئة. وكان ترامب قد صرح في وقت سابق بأن هذه النسبة قد تكون أعلى. وألمحت الإدارة إلى أنه يجري الإعداد للمزيد من الاتفاقات التجارية، في إطار سعيها لسد العجز التجاري وتعزيز التصنيع المحلي.
ومضى ترامب بذلك في سياسات تجارية أثارت موجة بيع في السوق عند الإعلان عنها لأول مرة في إبريل/ نيسان. إلا أن رد فعل الأسواق هذه المرة جاء أكثر هدوءا. وسجلت الأسهم والعقود الآجلة للأسهم تراجعا طفيفا في تداولات صباح اليوم الجمعة في آسيا.
وجاء في الأمر الذي أصدره ترامب أن بعض الشركاء التجاريين "ورغم مشاركتهم في مفاوضات، فقد عرضوا شروطا، في رأيي، لا تعالج بشكل كاف الاختلالات في علاقتنا التجارية، أو لم تتوافق بشكل كاف مع الولايات المتحدة في المسائل الاقتصادية ومسائل الأمن القومي". ومن المرتقب أن يتم الإعلان لاحقا عن تفاصيل أخرى، بما في ذلك المتعلقة "بقواعد المنشأ" التي ستحدد المنتجات التي قد تواجه رسوما جمركية أعلى.
(رويترز)
## رشيد الخالدي في قراءة تركيبية لتاريخ النكبة
01 August 2025 03:02 AM UTC+00
تغطي الترجمة الدنماركية لكتاب المؤرخ الفلسطيني الأميركي رشيد الخالدي "مائة عام من الحرب ضد فلسطين: تاريخ استعمار المستوطنين والمقاومة الفلسطينية"، أحداثاً حتى إبريل/ نيسان 2025. رغم أن الطبعة الأولى من الكتاب بالإنكليزية (2020) تقدّم سرداً تاريخياً موثقاً ينطلق من وعد بلفور عام 1917، مروراً بمرحلة الانتداب البريطاني، والنكبة، وصولاً إلى الحروب الإسرائيلية المتكررة على لبنان وغزة حتى 2017.
وتضمنّت الترجمة الصادرة حديثاً عن دار إنفورماسيون في كوبنهاغن مقدّمة للقارئ الإسكندنافي سرداً موثقاً يفضح الأسطورة الصهيونية حول "أرض بلا شعب"، التي لطالما استُخدمت لتبرير استعمار فلسطين، وتأتي بالتزامن مع تصاعد الاهتمام الشعبي بالقضية الفلسطينية في الدنمارك، لا سيّما بعد حرب الإبادة في غزة، التي كشفت تصدّع الرواية الصهيونية في الوعي العام، حتى داخل الأوساط المحافظة. هكذا، تعود فلسطين إلى النقاش الأوروبي عبر بوابة التاريخ الموثق، متجاوزة محظورات لطالما فرضتها الأساطير الدينية والسرديات السياسية التقليدية.
شهادة سياسية وفكرية تعيد تقديم التاريخ الفلسطيني في لحظة هامة
يقدّم الخالدي من خلاله قراءة تركيبية لتجربة فلسطين تحت الاستعمار الاستيطاني، رابطاً إياها بتجارب شعوب أخرى عانت من الاستعمار الغربي، مثل أيرلندا والهند ومصر، ما يمنح السرد طابعاً مقارناً يتجاوز المحلية إلى العالمية.
يتميّز العمل بمزج بين البُعد الشخصي والوطني؛ إذ يستند الخالدي إلى تاريخ أسرته الفلسطينية العريقة في القدس، من خلال شخصيات بارزة، مثل يوسف ديا الخالدي الذي أدرك مبكراً أخطار المشروع الصهيوني بعد قراءته لكتاب "الدولة اليهودية" لهرتزل، وحذّر من نتائجه الكارثية على الوجود العربي الفلسطيني. وقد لعب أفراد من عائلته أدواراً إدارية وثقافية مهمة في الإمبراطورية العثمانية، وشكّلوا نخبة فكرية ساهمت في الوعي السياسي المبكر للقضية الفلسطينية.
يطرح الخالدي الصهيونية كنسق استيطاني مدعوم من قوى إمبريالية غربية، راسماً خطًا واضحاً بين الدعم البريطاني في بدايات القرن العشرين، والحماية الأميركية منذ ليندون جونسون وحتى إدارة بايدن. وتُعدّ صفحات الهوامش والملاحظات التوثيقية (67 صفحة) جزءاً أساسياً من قوة الكتاب العلمية، التي تدحض السردية الصهيونية بنص موثّق ومحكم.
ومع أنّ الصورة التي يرسمها قاتمة من حيث الخسارات السياسية والانقسامات الداخلية وغياب الحلفاء، إلا أن الخالدي يُبرز تطور الوعي الوطني الفلسطيني رغم كل شيء، ويطرح أسئلة نقدية حول إمكانية أن يعيد الإسرائيليون النظر في منظومتهم الاستعمارية، وفي حق الفلسطينيين في تقرير المصير.
إصدار الترجمة في هذا التوقيت، وبعد تصاعد التعاطف الشعبي مع غزة في الأوساط الأوروبية، يجعل من الكتاب وثيقة ثقافية شديدة الأهمية. إنه ليس مجرد كتاب أكاديمي، بل شهادة سياسية وفكرية تعيد تقديم التاريخ الفلسطيني بلغة رصينة ووثائقية، وتفتح جبهة جديدة من السرد في فضاء ظلّ طويلاً محكوماً بالتواطؤ والصمت.
## خيارات ترامب لتجنب إلغاء القضاء الرسوم الجمركية
01 August 2025 03:22 AM UTC+00
مع تصاعد الجدل القانوني حول الصلاحيات التي استخدمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لفرض رسوم جمركية واسعة خلال ولايته الثانية، تواجه إدارته احتمالاً حقيقياً بإلغاء معظم الإجراءات التجارية التي اتخذت بموجب قانون الطوارئ الاقتصادية. فقد قضت محكمتان اتحاديتان، في مايو/أيار الماضي، بأن ترامب استخدم قانون الصلاحيات الاقتصادية الدولية (IEEPA) خارج سياقه القانوني لفرض رسوم "متبادلة" استهدفت الصين وكندا والمكسيك، إلى جانب عشرات الشركاء التجاريين.
ورغم استئناف الإدارة الأميركية لهذه الأحكام، فإن قانونيين حذروا من أن حكماً نهائياً ببطلان استخدام قانون الطوارئ سيؤدي إلى إلغاء الغالبية العظمى من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب منذ إبريل/نيسان الماضي. وبحسب محللين في "بلومبيرغ إيكونوميكس"، فإن هذه الرسوم باتت حجر الزاوية في استراتيجية ترامب التفاوضية، لإجبار الدول على توقيع اتفاقات ثنائية تراعي المصالح الأميركية التجارية والمالية، ما يجعل احتمال إلغائها خطراً استراتيجياً على كامل توجهه الاقتصادي في ولايته الثانية.
واستناداً إلى تقارير خدمة الأبحاث في الكونغرس، فإن الرئيس لا يزال يحتفظ بجملة من الأدوات التشريعية البديلة التي يمكنه تفعيلها لمواصلة فرض الرسوم، حتى إذا خسر المعركة القضائية بشأن قانون IEEPA. ووفق "بلومبيرغ"، أمام ترامب خمس آليات قانونية بديلة، وإن كانت أكثر تقييداً من حيث الإجراءات والسرعة والمجال الجغرافي.
فالمادة 232 من قانون توسيع التجارة الصادر عام 1962 تتيح للرئيس فرض رسوم جمركية على واردات يرى أنها تضر بالأمن القومي الأميركي. لكنها لا تمنح صلاحيات فورية، إذ تشترط إجراء تحقيق من وزارة التجارة يستغرق حتى 270 يوماً، ولا تطبق الرسوم عادة على دول بأكملها، بل على منتجات محددة. 
والمادة 201 تستخدم عندما يؤدي ارتفاع الواردات إلى ضرر جسيم للصناعة الوطنية. لكنها تتطلب تحقيقاً من لجنة التجارة الدولية الأميركية، يستمر لعدة أشهر، ويلزم بإجراء جلسات استماع عامة وتقديم تقارير شفافة. وتفرض الرسوم بموجبها لفترة لا تتجاوز أربع سنوات، مع سقف قدره 50%، ويتم تقليصها تدريجياً إذا استمرت أكثر من عام.
أما المادة 301 فتمنح ترامب الحق في استخدام مبرر التمييز التجاري أو انتهاك الاتفاقات الدولية. وتنص على ضرورة قيام مكتب الممثل التجاري الأميركي بفتح تحقيق، ومخاطبة الدولة المعنية رسمياً، وإتاحة فترة للتشاور العلني. والشهر الجاري، فتحت إدارة ترامب تحقيقاً جديداً بموجب هذه المادة ضد البرازيل، شمل انتقادات لسياسات حماية الغابات وسوق الإيثانول، ما مهد لإعلان رسوم تصل إلى 50% على واردات برازيلية بدءاً من 6 أغسطس/ آب الحالي.
وخلافاً للخيارات السابقة، تتيح المادة 122 من قانون التجارة لعام 1974 فرض رسوم بشكل مباشر دون حاجة إلى تحقيق من جهة فدرالية، إذا كان الهدف هو معالجة اختلال كبير وخطير في ميزان المدفوعات أو حماية الدولار من الانهيار السريع. لكن هذه الأداة تضع سقفاً لا يتجاوز 15%، ولمدة لا تتعدى 150 يوماً، ما لم يصدق الكونغرس على التمديد. وبحسب ما ورد في حكم محكمة التجارة الدولية ضد استخدام ترامب لقانون IEEPA، فإن هذه المادة كانت الخيار الأنسب لمعالجة العجز التجاري، لا اللجوء إلى الطوارئ الاقتصادية، وهو ما يضعف الموقف القانوني الحالي للإدارة الأميركية.
أما آخر الخيارات المطروحة فهي المادة 338 من قانون سموت-هولي الصادر عام 1930، والتي تسمح بفرض رسوم بنسبة تصل إلى 50% على الدول التي تفرض قيوداً غير منطقية أو تمييزية ضد التجارة الأميركية. ولم يسبق استخدام هذه المادة من قبل، وتعد قانوناً مثيراً للجدل، وقد بادر خمسة نواب ديمقراطيين في مارس/آذار الماضي إلى تقديم مشروع قانون لإلغائها، خوفاً من أن يفعلها ترامب، بحسب ما نقلته "بلومبيرغ" عن مصادر في الكونغرس.
وبينما يواجه ترامب احتمال خسارة الغطاء القانوني الرئيسي الذي اعتمد عليه في فرض رسوم واسعة خلال الأشهر الأخيرة، تؤكد خريطة التشريعات الأميركية أن الرئيس لا يزال يملك أدوات بديلة لإحياء سياساته الجمركية. لكنها أدوات بطيئة، وأكثر تقييداً، وتخضع لضغوط إعلامية ومؤسسية، ما يجعل استخدامها محفوفاً بتعقيدات قانونية وإجرائية قد تبطئ من حدة التصعيد، لكنها لن توقفه. وبحسب محللين في "بلومبيرغ إيكونوميكس"، فإن الحرب التجارية الأميركية دخلت مرحلة جديدة من التحصين التشريعي، حيث لم يعد السؤال: هل يفرض ترامب الرسوم؟ بل كيف، وبأي غطاء قانوني، وكم يستغرق ذلك من الوقت؟
## مهلة رسوم ترامب بين فوضى التجارة وجنون السياسة
01 August 2025 03:23 AM UTC+00
على عتبات الفوضى تقف تجارة العالم اعتبارا من الأول من أغسطس/ آب (اليوم)، الموعد النهائي لبدء الولايات المتحدة فرض رسومها التجارية "العقابية" على شركائها التجاريين الذين لم يهرعوا لإبرام اتفاقات ثنائية معها خضوعا لإملاءات دونالد ترامب في تجليه الثاني من البيت الأبيض. هذه الرسوم التي سوقها الرئيس الأميركي بوصفها أداة لبعث أميركا الصناعية وإجبار الشركات على تحويل مراكز إنتاجها إلى حزام "المدن الصدئة" داخل أميركا، سرعان ما تحولت بأيدي ترامب وفي أشهر قليلة، إلى أداة ابتزاز وانتقام سياسي من الدول والحكومات التي لا تخضع لآرائه المتقلبة، أو كخميرة للفوضى والغموض الاقتصادي للعواصم التي خضعت مرغمة لتجنب حرب تجارية مع أقوى اقتصاد في العالم.  
هكذا تبدو الصورة في الأول من أغسطس: دول سارعت لإبرام اتفاقات ثنائية، لا تزال معظم تفاصيلها مبهمة، كانت في مقدمتها المملكة المتحدة أول المستفيدين من فترة "الحسم"، بتعرفات تبلغ 10% على صادراتها، دول التحقت بالقطار تاليا عندما ارتفعت التعرفات إلى 15% (الاتحاد الأوروبي – اليابان – كوريا الجنوبية)، دول لم توقع اتفاقات مع الولايات المتحدة لأنها لا تعرف ماذا تريد إدارة ترامب وتخشى التوقيع على بياض، وهي الأغلبية وبينها الدول العربية، ودول أمطرها ترامب بلعناته السياسية لا لشيء سوى أن الهلع العالمي الذي نجم عن تصريحاته أثبت أن ذراع أميركا التجارية الطويلة لا يجب أن تتوقف عن الاقتصاد بل يجب أن تتعداه إلى السياسة، وفي القائمة تبدو البرازيل وكندا والهند أمثلة واضحة والصين في الانتظار.
بحلول الموعد النهائي وبعد 120 يوما من "يوم التحرير" لم تبرم إدارة ترامب سوى ثمانية اتفاقات مع شركاء تجاريين (تشمل الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي بدوله الـ 27) وهو عدد يتناقض كثيرا مع ما صرح به ترامب نفسه في إبريل/نيسان في مقابلة مع مجلة "تايم" من أن لديه 200 اتفاق في الأدراج جاهزة للتوقيع، وما كرره مستشاره التجاري بيتر نافارو من إمكانية توقيع 90 اتفاقا خلال ثلاثة أشهر، أي بمعدل اتفاق كل يوم!
وكان ترامب قد أعلن في الثاني من إبريل الماضي قائمة رسومه الجمركية على الصادرات إلى الولايات المتحدة بذريعة أن شركاء بلاده التجاريين لا يمارسون التجارة العادلة ويستغلون "الكرم" الأميركي. وطبقا لمفهوم ترامب وأركان إدارته عن التجارة العادلة، فإن الدول الصديقة سوف تتمتع برسوم لا تتجاوز 10% ، أما الدول التي لديها فائض كبير في ميزانها التجاري مع الولايات المتحدة فستواجه مزيدا من الرسوم حتى تخضع لإدارة البيت الأبيض. في حالة الصين مثلا هدد ترامب برسوم بلغت 145% على صادراتها، لكن بدء المحادثات وضعها عند مستوى 30% حتى إشعار آخر.
فوضى القرار  
لم تكمن المشكلة فقط في رسوم "يوم التحرير" كما أعلنها ترامب عند 10% على جميع الدول التي لا تتمتع بفائض تجاري مع الولايات المتحدة، لكنها تفاقمت مع مرور الوقت حين غير الرئيس الأميركي رأيه ليرفع الحد الأساسي للرسوم إلى 15% قد تصل إلى 20% على بعض الدول دون تفسير منطقي أو مبرر تجاري.
واللافت هنا إحجام غالبية دول العالم عن توقيع اتفاقات مع الولايات المتحدة قد تكون أكثر ضررا على صادراتها من تطبيق الحد الأساسي للرسوم حسب تحليل لوكالة بلومبيرغ. فتجارب من وقعوا حتى اللحظة تبدو مرتبكة وعشوائية بدءا من بريطانيا أول الموقعين، التي لا تزال حكومتها تجهل تفسير بعض بنود الاتفاق حتى هذه اللحظة لكنها لا تتجرأ على رفضه. تتأكد الحالة نفسها مع الاتحاد الأوروبي الذي لا يزال قادته ينعون حظهم العاثر في اتفاق أضاع هيبة أوروبا وكان صك "استسلام" لإرادة سيد البيت الأبيض من تكتل "ينشد الحرية ويدافع عنها" على حد وصف رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو. الغموض نفسه يتكرر مع اليابان وكوريا الجنوبية رغم معدل 15% الذي حصلتا عليه.
على المستوى التجاري لم تلق رسوم ترامب المديح الذي يصبو إليه الرئيس الأميركي، حتى من الدوائر الاقتصادية المحافظة، فصحيفة وول ستريت جورنال اعتبرتها الأسوأ في تاريخ التجارة العالمية والحمائية منذ وافق الكونغرس الأميركي على قانون سمووت-هاولي، في عام 1930 الذي رفع بعض الرسوم إلى 60%، مشعلا حربا تجارية في ظل الكساد العالمي وقتها. لكن يبدو أن ترامب لا يكترث كثيرا بمبادئ التجارة الحرة التي كرستها الولايات المتحدة نفسها وسيطرت من خلالها على أدوات السياسة العالمية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، قدر ما يكترث بصورة "الرجل القوي" الذي يخافه الجميع ولن يتردد في قطع الأرزاق لإثبات سطوته. إنها صورة الفتوة أو "القبضاي" كما توردها الحكايات الشعبية بتبسيط قد يبدو مخلا.
"لولا" رأس الذئب الطائر 
ربما تكشف مواجهة ترامب مع البرازيل هذا التوجه الترامبي الذي يطغى فيه السياسي/ الشخصي على التجاري، ولا يهم المنطق هنا. فالولايات المتحدة لديها فائض في ميزانها التجاري مع البرازيل يزيد عن 7 مليارات دولار، وحسب بيان "يوم التحرير" من المفترض أن تخضع لرسوم لا تزيد عن 10%، لكن ترامب قرر مساء الأربعاء معاقبة صادرات البرازيل للولايات المتحدة برسوم جمركية تبلغ 50%. قرر الرئيس الأميركي إخضاع نظيره البرازيلي لولا دي سيلفا وإهانته علنا، لإجباره على إسقاط التهم عن الرئيس السابق جايير بولسونارو وإطلاق سراحه فورا. تبدو المقارنة عفوية هنا، فترامب وبولسونارو صنوان، كلاهما حرض على العنف في رفضه الاعتراف بنتائج انتخابات شرعية أدت لهزيمته، والفارق أن أحدهما أصبح رئيسا من جديد والثاني دخل السجن. في السياق ذاته، يبدو ترامب ولولا نقيضين، بما يمثله الأخير من زعامة شعبية تنحاز للفقراء والضعفاء داخليا ومحليا.
لقد تحدث لولا بلسان الأغلبية الصامتة عالميا حين كشف زيف ادعاءات ترامب، رافضا إملاءاته ومعتبرا أن هذا التحدي "يوم مقدس" لسيادة البرازيل. وقال في مقابلة الأربعاء مع نيويورك تايمز: "لو كان ترامب يريد معركة سياسية فليعلن ذلك، ولو كان يريد الحديث عن التجارة فلنجلس معا لنتحدث، لكنه لا يستطيع خلط كل شيء". غير أن الرد الأميركي في اليوم نفسه تمثل في فرض العقوبات بسبب "ما تمثله البرازيل من تهديد استثنائي للأمن القومي والاقتصاد الأميركي".  
يتكرر استغلال التجاري لانتزاع تنازلات سياسية في موقف ترامب من كندا التي تمثل صادراتها إلى الولايات المتحدة 75% من تجارتها الخارجية، والتي لا يراها ترامب سوى "ولاية" محتملة تحت حكم البيت الأبيض. وتمثلت الذريعة الأخيرة لاستبعاد اتفاق معها في موقف أوتاوا المساند للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة في سبتمبر/أيلول المقبل، ومن ثم ستخضع لرسوم تبلغ 35%. وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على الهند التي حل عليها غضب ترامب بين عشية وضحاها، فتتحول من دولة مفضلة بسبب العلاقات الدافئة مع رئيس وزرائها اليميني ناريندرا مودي، إلى دولة معاقبة برسوم بلغت 25% بسبب مشترياتها من النفط والأسلحة الروسية.
هكذا تتجلى صورة رسوم ترامب كأوضح تطبيق لسياسة "ليّ الذراع" وهو ما ينذر بالأسوأ لحركة التجارة العالمية ولا يترك مجالا للضعفاء أو الفقراء في عالم تتحكم فيه أدوات القوة بالقوت والرزق، لكنه عالم ليس جديدا تماما، فالتاريخ مليء بالتجارب التي كانت فيها المدفعية والبارود مفتاحاً لنهب أسواق الفقراء وسلب مواردهم، لكن التاريخ لا يتكرر إلا في صورة ملهاة للأغبياء فقط كما قال كارل ماركس.
## المهرجانات الثقافية العربية.. هل الصمت تضامن أم انسحاب؟
01 August 2025 04:00 AM UTC+00
في خطوة لافتة حملت بُعداً أخلاقياً وسياسياً، أعلنت بلدية صيدا في جنوب لبنان إلغاء مهرجانها السياحي السنوي في صيف 2025، تضامناً مع غزة التي تتعرض لإبادة مستمرة. القرار لم يكن مجرد رد فعل عاطفي، بل تعبيراً واضحاً عن رفض الفرح العام في وقت تتساقط فيه البيوت على رؤوس ساكنيها. المدينة التي شكّلت ذاكرتها من الميناء والملح والحروب، قررت أن تصمت. لا انسحاباً من الحياة، بل احتراماً لحياة تُباد على مرأى من العالم.
في المقابل، قررت لجنة "مهرجانات صيدا الدولية" الاستمرار في برنامجها الفني تحت شعار "راجعين بلحن كبير"، مؤكدة أن الفعاليات ليست للاحتفال، بل لتكريس الصمود والتذكير بما يحدث، ولكن بلغة الفن لا الرصاص. وقد أتى الموقف المحلي متعدد الاتجاهات؛ إذ عبّر "منتدى سبعين" الثقافي في صيدا عن رؤية مختلفة، معترضاً على الصمت بوصفه خياراً، معتبراً إلغاء الفعاليات انسحاباً أكثر منه تضامناً، وداعياً إلى تحويل أدوات الحياة نفسها، كالموسيقى والمسرح، إلى مساحات للموقف والرفض.
الأسئلة الكبرى التي فرضها هذا المشهد لم تكن تقنية ولا تنظيمية، بل أخلاقية وثقافية: ما دور الفن حين يكون العالم في حالة حداد؟ هل يسكت الفنان؟ أم يغنّي ليُذكّر؟ وهل يصبح الأدب أو الموسيقى خيانة حين لا يكون الحزن علنيا؟
من بيروت إلى غزة
في مقابل ذلك، اختارت مهرجانات كبرى مثل "بيت الدين" و"بعلبك" أن تستمر، لكنها غيّرت خطابها. حفلاتٌ افتُتحت برسائل مهداة إلى الشهداء، وأغانٍ مزجت التراث اللبناني بصور نكبة غزة. في نسخة 2021، مثلاً، افتُتح العرض بموال وديع الصافي مرفقاً بصور الدمار، في تأكيد على أن الفرح قد يكون وسيلة تذكير لا أداة نسيان.
في خلفية هذه الحوارات، برز الأدب مجالا لا يقل أهمية عن المسرح والغناء. في زمن الأزمات، تتحول القصائد والروايات واليوميات إلى شكل من أشكال النجاة. غسان كنفاني، تمثيلاً لا حصراً، لم يرَ في الرواية ترفاً نخبوياً، بل أداة مقاومة. والكاتب الفلسطيني الأسير باسم خندقجي كتب روايته "قناع بلون السماء" من داخل زنزانته، وفاز بها بجائزة البوكر العربي لعام 2024. الأدب هنا ليس فعلاً جمالياً، بل سياسيّ بالمعنى العميق: أن تقول "أنا هنا" في وجه الإبادة.
تحويل أدوات الحياة، كالموسيقى والمسرح، إلى مساحات للموقف
من غزة إلى بيروت وتونس، يتعدد شكل التضامن الثقافي. في غزة، تُكتب النصوص تحت الأنقاض. في بيروت، تُقام أمسيات شعرية فوق أطلال الأبنية. وفي تونس، ينظّم الطلاب جلسات قراءة جماعية لكتب فلسطينية في المقاهي، في محاولة لإحياء ذاكرة تُحاصَر كل يوم.
ثقافة لا تصمت
المشهد العربي يقدّم بدوره مؤشرات واضحة على أن الفعل الثقافي ليس على الهامش. في الجزائر، أُلغيت المهرجانات الصيفية عام 2024، وتم تحويل ميزانياتها لدعم القطاع الطبي في فلسطين. 
وفي تونس، طالب محتجون بإلغاء مهرجان قرطاج، رافضين ما وصفوه بـ"خشونة الفرح". مغني الراب Balti عبّر عن ذلك بقوله: "مش لازم نغني والدم ما نشفش. مش لازم نرقص والشعب في كفن".
المشهد الدولي ليس مختلفاً، فقد ارتفعت أصوات تطالب بعزل إسرائيل ثقافياً. أكثر من 70 فناناً من مشاركي Eurovision السابقين طالبوا بمنع إسرائيل من المشاركة في المسابقة، متهمين الحدث بـ"غسل سياسي للإبادة". من بين هؤلاء، الفنان الأيرلندي Charlie McGettigan، الفائز عام 1994، الذي قال بوضوح: "أعتقد أن إسرائيل ترتكب إبادة ضد الفلسطينيين، ولهذا يجب منعها من المشاركة".
كل هذه المواقف، رغم اختلاف أشكالها، تتقاطع عند فكرة واحدة: الثقافة ليست محايدة، بل في قلب الصراع. حين تتراخى السياسة، تبقى الموسيقى صادقة، والكلمة قادرة على النجاة. ليس المهم أن نغني أو نصمت، بل أن نعرف لماذا نفعل أيّاً منهما. أن نلغي لأننا نرفض النسيان، أو نغني لنُذكّر. كلاهما خيار أخلاقي إذا اقترن بالوعي.
## رسوم ترامب تدخل حيّز التنفيذ... واتفاقات قليلة باللحظات الأخيرة
01 August 2025 04:02 AM UTC+00
دخلت الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة حيّز التنفيذ رسميا فجر اليوم الجمعة، 1 أغسطس/آب 2025، مع انتهاء المهلة التي حددها الرئيس دونالد ترامب للدول الشريكة تجاريا من أجل توقيع اتفاقيات ثنائية جديدة مع الولايات المتحدة، أو مواجهة رسوم تصاعدية تصل إلى 50% على صادراتها. وأعلن ترامب عبر منصته "تروث سوشال" أن المهلة لن تمدد تحت أي ظرف، قائلا: "المهلة ثابتة ولن تمدد، إنه يوم عظيم لأميركا"، في إشارة إلى بدء تنفيذ الرسوم الجديدة على الدول التي لم تبرم اتفاقات في الوقت المحدد. وأسفرت الساعات الأخيرة قبل انقضاء المهلة عن توقيع أربع دول فقط على اتفاقيات نهائية ملزمة، ضمنت لها تخفيضات جمركية مقابل التزامات مالية وتجارية ضخمة، فيما توصلت دول أخرى إلى تفاهمات أولية لا تزال بانتظار التصديق الأميركي الرسمي.
أما خمس دول كبرى، من بينها شركاء تقليديون للولايات المتحدة، فخرجت من المهلة دون غطاء تفاوضي، لتجد نفسها تلقائيا في مرمى الرسوم الجديدة مع أول دقيقة من اليوم التالي، وفق ما أكده مسؤولون أميركيون لوسائل الإعلام. وقالت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، إن مهلة ترامب التي حددها في 2 إبريل/نيسان 2025 وانتهت اليوم الجمعة، وضعت أكثر من عشرين دولة في سباق محموم مع الزمن على مدار 90 يوما، دفعت بعضها إلى إرسال وفود تفاوضية عاجلة إلى واشنطن، بينما اضطرت أخرى إلى القبول باتفاقات وصفت بأنها غير متكافئة، فقط لتجنب الدخول في مواجهة تجارية مكلفة مع واشنطن. ورغم هذا السباق، فإن النتيجة النهائية كانت مخيبة لأمال إدارة ترامب في ظل رفض العديد من الدول ذات الاقتصادات القوية توقيع اتفاق تجاري مع واشنطن مثل الهند وسنغافورة والمكسيك رغم الضغوط الاقتصادية الضخمة من البيت الأبيض.
صفقات اللحظات الأخيرة
في الساعات الأخيرة التي سبقت انقضاء المهلة الأميركية، تمكنت أربع دول من التوصل إلى اتفاقيات نهائية وملزمة مع إدارة ترامب، مكنتها من تجنب الرسوم الجمركية. وكانت كوريا الجنوبية من أوائل الدول التي حسمت موقفها بتوقيع اتفاق يقضي بخفض الرسوم الأميركية على صادراتها إلى 15% بدلا من 25%، مقابل التزامها بضخ استثمارات داخل الولايات المتحدة تصل إلى 350 مليار دولار، وشراء منتجات طاقة أميركية بقيمة 100 مليار دولار، وفتح أسواقها بالكامل أمام السيارات والشاحنات والمنتجات الزراعية الأميركية.
وأعلنت باكستان، أمس الخميس، عن توقيع اتفاق تجاري جديد مع واشنطن يتضمن خفض الرسوم الجمركية المفروضة على صادراتها، وتعزيز التعاون في مجالات النفط والبنية التحتية. وبحسب بيان لوزارة المالية، فإن الاتفاق يشمل شراكة مباشرة لتطوير احتياطيات النفط الباكستانية، واستثمارات أميركية جديدة في مشروعات كبرى. إضافة إلى ذلك، قدمت باكستان التزامات بزيادة وارداتها من القطن وفول الصويا الأميركيين، ومحاولة تنظيم قطاع العملات المشفرة بما يتماشى مع التوجهات الأميركية الجديدة، بحسب "بلومبيرغ".
وفي جنوب شرق آسيا، نجحت تايلاند وكمبوديا في توقيع اتفاقين متوازيين بعد وساطة أميركية أنهت نزاعا حدوديا محتدما بين البلدين. وقد استخدمت واشنطن ضغوطها التجارية لحمل الطرفين على إبرام تفاهمات عاجلة تشمل تخفيض الرسوم الجمركية إلى ما بين 18% و20% بدلا من النسبة الأصلية البالغة 36%. وقد تعهدت تايلاند، تحديدا، بتخفيض فائضها التجاري مع الولايات المتحدة بنسبة 70% خلال ثلاث سنوات، وفتح 90% من سلعها أمام الصادرات الأميركية دون حواجز.
تفاهمات أولية 
في مقابل الدول التي تمكنت من توقيع اتفاقات نهائية وحاسمة مع واشنطن، برزت مجموعة أخرى تمكنت من تجميد التصعيد، ولو مؤقتا، عبر التوصل إلى تفاهمات أولية خلال اللحظات الأخيرة من المهلة. هذه التفاهمات لم تترجم حتى كتابة هذا التقرير إلى اتفاقات رسمية موقعة. تايوان كانت من أبرز هذه الحالات. فقد أعلنت المتحدثة باسم الحكومة التايوانية ميشيل لي، في مؤتمر صحافي أمس الخميس، أن المفاوضين الأميركيين والتايوانيين توصلوا إلى درجة من التوافق حول اتفاق يشمل الرسوم، الحواجز غير الجمركية، تسهيل التجارة، مرونة سلاسل التوريد، والأمن الاقتصادي، بحسب "بلومبيرغ". 
ورغم إتمام الجوانب الفنية، لم يعتمد الاتفاق رسميا بعد، إذ لا يزال بانتظار تصديق الإدارة الأميركية. وتواجه تايوان خطر فرض رسوم تصل إلى 32% إذا لم تفعل التفاهمات خلال أيام، ما يجعلها في وضع تفاوضي شديد الحساسية، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية مع الصين. ووصف مفاوض تايواني مطلع على الملف موقف بلاده بأنه "رهان وجودي" وفق "بوليتيكو". وفي وقت سابق، توصل كل من الاتحاد الأوروبي واليابان إلى تفاهمات أولية مع واشنطن قبل انتهاء المهلة، تضمن تثبيت الرسوم الجمركية على صادراتهما عند 15%، مقابل التزامات استثمارية وتجارية ضخمة.
5 دول عالقة 
ومع انقضاء مهلة ترامب ودخول الرسوم الجمركية حيّز التنفيذ، بقيت خمس دول رئيسية خارج دائرة التفاهمات النهائية أو الأولية، لتجد نفسها تلقائيا أمام موجة رسوم تصاعدية بدأت بالفعل في تطبيقها واشنطن منذ فجر الأول من أغسطس. ويعكس هذا الإخفاق في التوصل إلى اتفاق، بحسب وسائل إعلام أميركية إما تعثرا تفاوضيا لم يكتمل، أو رفضا سياسيا للشروط الأميركية، أو تأخرا في تقديم عروض مرضية للإدارة الأميركية خلال المهلة المحددة. وكانت الهند من أوائل الدول التي فرضت عليها رسوم بنسبة 25% على صادراتها، رغم ما أبدته من نيات تفاوضية في الأسابيع الأخيرة، وحصل قطاع الإلكترونيات الهندي على إعفاء مؤقت لمدة أسبوعين، ما يفتح بابا ضيقا لاستكمال التفاوض في هذا القطاع الحيوي. 
ووصلت المكسيك في مفاوضاتها مع واشنطن إلى اللحظة الحرجة دون أن تتوج باتفاق. ونالت البرازيل بدورها تأجيلا مؤقتا مدته سبعة أيام قبل تفعيل رسوم بنسبة 50% على صادراتها. وأخفقت كندا في الوصول إلى اتفاق نهائي رغم إرسال وفد رفيع إلى واشنطن خلال الأسبوع الأخير. كما وجدت سويسرا نفسها ضمن قائمة الدول المهددة برسوم تصل إلى 31%، رغم كونها من أكثر الشركاء التجاريين انفتاحا تجاه الولايات المتحدة.
إخفاق ترامب
رغم الزخم الإعلامي والضغوط المتواصلة التي مارستها إدارة ترامب خلال الأسابيع الأخيرة، إلا أن نتائج مهلة الرسوم لم تسفر عن نجاح كامل في استقطاب الكتل الاقتصادية الكبرى حول العالم. فحتى اللحظة، لم تتمكن الولايات المتحدة من توقيع اتفاقات نهائية مع دول تمثل ثقلا اقتصاديا عالميا مثل الهند وكندا وسويسرا، بل إن بعض هذه الدول لا تزال على لائحة الاستهداف الجمركي، أو حصلت على تأجيل مؤقت دون ضمانات نهائية. بحسب الصفقات المعلنة، فإن واشنطن أبرمت معظم اتفاقاتها مع دول متوسطة أو صغيرة من حيث حجم الناتج المحلي أو الوزن التجاري، بينما فشلت حتى الآن في فرض شروطها الكاملة على الدول الصناعية الكبرى.
وتشير حالة الهند إلى عمق التعقيدات في مفاوضات اللحظة الأخيرة، إذ انتهت المهلة دون التوصل إلى اتفاق شامل مع نيودلهي، رغم محاولات اللحظة الأخيرة، ليتم فرض رسوم بنسبة 25% على صادراتها اعتبارا من 1 أغسطس. وبالرغم من إعفاء مؤقت لقطاع الإلكترونيات لمدة أسبوعين، فإن الهند لا تزال في مرمى التصعيد، خاصة في ظل رفضها الرضوخ الكامل للمطالب الأميركية المتعلقة بتقليص الفجوة التجارية والحد من الاعتماد على الطاقة والمنتجات الروسية. وقد اعتبر محللون اقتصاديون هذا الإخفاق مؤشرا على محدودية أدوات الضغط الأميركي عندما يتعلق الأمر بدول تتمتع بهوامش استقلال تجاري واسعة، مثل الهند التي بلغ حجم تجارتها مع واشنطن نحو 128 مليار دولار في 2024.
وكانت تصريحات ترامب توحي بثقة مفرطة في قدرته على إعادة تشكيل النظام التجاري العالمي. ففي منشورات متكررة على منصته "تروث سوشيال"، قال ترامب إن 200 دولة جاهزة لتوقيع الاتفاق، معتبرا أن الجميع يريد الوصول إلى السوق الأميركية لكن بشروط أميركا فقط. إلا أن النتائج الفعلية للمفاوضات أظهرت خلاف ذلك، حيث لم توقع إلا أربع اتفاقيات نهائية، وتوصلت ثلاث دول فقط إلى تفاهمات أولية، بينما بقيت خمس دول كبرى، بينها الهند وكندا والبرازيل وسويسرا، خارج أي تفاهم ملزم. ووفقا لتحليل نشرته "بلومبرغ إيكونوميكس"، فإن الأرقام تظهر أن مهلة الرسوم كانت أقل تأثيرا مما روج له ترامب، خاصة في ظل تحفظ العواصم الكبرى على الالتحاق باتفاقات وصفت بأنها غير متوازنة وتخدم مصلحة واشنطن فقط.
## المستوطنون يسابقون جيش الاحتلال بقتل الفلسطينيين
01 August 2025 04:23 AM UTC+00
يختزل العنف الذي يتسابق المستوطنون مع جنود جيش على ممارسته بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، جزءاً رئيسياً من السياسات الإسرائيلية في الضفة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بهدف واضح يتمثل في فرض مخططات التهجير والضم التي يجاهر بها قادة الاحتلال منذ 7 أكتوبر ثم عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مطلع العام الحالي، والتي وصفها وزير القضاء الإسرائيلي ياريف ليفين، ووزير الأمن يسرائيل كاتس، أمس الخميس، بـ"الفرصة التي لا يجب تفويتها" لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة.
منذ السابع من أكتوبر 2023، استشهد 1011 فلسطينياً على الأقل في الضفة، وجُرح نحو سبعة آلاف آخرين، وفق بيانات السلطات الفلسطينية، فيما تشير تصريحات مسؤولين فلسطينيين إلى أن من بين الشهداء، 30 فلسطينياً سقطوا في هجمات المستوطنين منذ السابع من أكتوبر، سواء بأسلحتهم وهجماتهم، أو برصاص وقمع الجيش الذي يحميهم. هؤلاء استشهدوا خلال تصديهم لاعتداءات شنها المستوطنون الذين يكثفون هجماتهم في قرى الضفة والتجمعات البدوية، بهدف دفع المواطنين الفلسطينيين لترك أراضيهم وتوسيع البؤر الاستيطانية تحت وطأة الترهيب.
استشهاد خميس عبد اللطيف عياد جراء الاختناق بالدخان الناجم عن حرق المستوطنين منازل ومركبات فلسطينيين في سلواد
آخر الضحايا كان الناشط عودة الهذالين، الذي قتله المستوطن المتطرف، يانون ليفي (المدرج سابقاً ضمن القائمة السوداء الأميركية، بسبب تورطه في أحداث عنف ضد الفلسطينيين في الضفة، كما فرضت عليه دول أخرى عقوبات)، بدم بارد الثلاثاء الماضي، خلال التصدي للمستوطنين في قرية أم الخير، في مسافر يطا جنوبي الخليل. وقال عبد الله أبو رحمة، مدير دائرة العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية)، لشبكة بي بي سي البريطانية حينها، إن الهذالين واحد من 29 فلسطينياً استشهدوا خلال اعتداءات مستوطنين في الضفة الغربية، منذ أحداث السابع من أكتوبر، وذلك قبل أن تعلن وزارة الصحة الفلسطينية صباح أمس، استشهاد خميس عبد اللطيف عياد (40 عاماً) جراء الاختناق بالدخان الناجم عن حرق المستوطنين منازل ومركبات فلسطينيين، في بلدة سلواد، شرق رام الله، بالتزامن مع هجمات واسعة شنها المستوطنون فجر أمس.
المستوطنون يصعدون هجماتهم
وصعّد المستوطنون هجماتهم، فجر أمس، في القرى والبلدات الشرقية من رام الله ما أدى إلى استشهاد أحد الشبان، وحرق عدد من المركبات. وأكد رئيس بلدية سلواد، رائد حامد، في حديث لـ"العربي الجديد"، استشهاد الشاب الفلسطيني خميس عبد اللطيف عياد، فجر أمس، جراء اختناقه خلال محاولته إخماد حريق أضرمه مستوطنون في مركبات كانت مركونة أمام منازل المواطنين في بلدة سلواد. وبحسب حامد هاجمت مجموعة من المستوطنين المنطقة الغربية من بلدة سلواد، القريبة من الطريق الاستيطاني رقم 60، وأضرمت النيران في نحو سبع مركبات متوقفة أسفل المنازل. وأكد حامد أن الشبان كانوا مستيقظين حين وقوع الهجوم، فهبوا بسرعة لإخماد الحريق ومنع امتداده إلى المنازل التي كان أهلها نياماً، وكادت أن تحدث كارثة، فيما فرّ المستوطنون من المكان.
وفي اعتداءات متزامنة، أقدم مستوطنون، فجر أمس، على إحراق أربع مركبات في قرية رمون شرق رام الله، تبعها اقتحام من قوات الاحتلال، وفق ما أكدته مصادر محلية، ذكرت أيضاً أن مستوطنين أحرقوا مركبة أخرى في قرية أبو فلاح شرق رام الله، وخطوا شعارات عنصرية قبل فرارهم. من جانب آخر، شنت مجموعة من المستوطنين، صباح أمس، هجوماً على خربة مغاير العبيد في منطقة مسافر يطا جنوبي الضفة الغربية، وحاولوا سرقة قطيع من المواشي، وهددوا أصحابها بالترحيل القسري من أرضهم.
وزير القضاء ياريف ليفين، ووزير الأمن يسرائيل كاتس في بيان: كاتس قاد سلسلة قرارات غير مسبوقة لتعزيز الاستيطان
مع العلم أن حزم عقوبات أوروبية وأخرى أميركية فرضت على مستوطنين متورطين بأعمال عنف ضد فلسطينيين بالضفة خلال العامين الماضيين، وسط شجب أممي ودولي لتوسع الاستيطان وعنف المستوطنين. وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد اعتبرت، الثلاثاء الماضي، أن أعمال العنف التي يرتكبها مستوطنون هي "أعمال إرهابية"، في أعقاب استشهاد الهذالين، فيما أكدت الخارجية الألمانية، في بيان باليوم نفسه، على ضرورة "حماية الفلسطينيين من عنف المستوطنين، والتحقيق في الهجمات ومحاسبة المسؤولين عنها"، فيما علّق السفير الألماني لدى إسرائيل، شتيفن زايبرت، قبل أيام على هجوم المستوطنين على قرية الطيبة على منصة إكس بقوله: "سواء استهدفوا قرية مسيحية أو تجمعات مسلمين فلسطينيين بدوية، فإن هؤلاء المستوطنين المتطرفين يمكنهم الادعاء بأن الله منحهم هذه الأرض، لكنهم ليسوا سوى مجرمين مدانين من قبل جميع الديانات".
ضم الضفة الغربية
وكعادتها تتجاهل دولة الاحتلال كل الدعوات الدولية والأممية لوقف جرائمها، إذ دعا وزير القضاء ونائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، ياريف ليفين، ووزير الأمن، يسرائيل كاتس، أمس، إلى استغلال ما وصفاه بـ"الفرصة التي لا يجب تفويتها" لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية. وأضاف الوزيران في بيان مشترك، أن "ذلك يتجسد من بين أمور أخرى، في العمل التحضيري الذي قام به الوزير ليفين خلال الولاية الأولى للرئيس ترامب (2017-2021)، إذ أُعدّت كل المستلزمات اللازمة لهذه الخطوة المهمة، من مشروع قرار حكومي إلى خرائط تفصيلية". وأكد البيان أن كاتس "قاد سلسلة قرارات غير مسبوقة لتعزيز الاستيطان وتمهيد الطريق للسيادة الإسرائيلية في الضفة". مع العلم أن الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) كان قد صادق، الأسبوع الماضي قبل الدخول في عطلته الصيفية، على قرار تصريحي (بيان)، يدعو الحكومة إلى ضم الضفة، بما فيها غور الأردن، ما لاقى تنديداً عربياً واسعاً. ومنذ السابع من أكتوبر تصاعدت دعوات مسؤولين إسرائيليين إلى ضم الضفة، كان أبرزها في الثاني من يوليو/ تموز الماضي، حينما وجه وزراء حزب الليكود الـ14، الذي يقوده بنيامين نتنياهو، ورئيس الكنيست أمير أوحانا، رسالة إلى نتنياهو، دعوه فيها إلى المصادقة على ضم الضفة.
هذه البيانات والتصريحات يعكسها الواقع على الأرض. في السابع من يوليو الماضي، أظهر تقرير نصف سنوي لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، تصاعداً ملحوظاً في اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين خلال النصف الأول من العام الحالي، إذ سُجّل 11280 اعتداء، بينها 2153 نفذها المستوطنون مقارنة بـ7681 اعتداء خلال الفترة ذاتها من عام 2024، منها 1334 على يد المستوطنين. وبحسب التقرير، أقام المستوطنون 23 بؤرة استيطانية إضافية، خلال الستة أشهر الأولى من العام 2025، أدت مع إجراءات الاحتلال إلى تهجير ثلاثة تجمعات فلسطينية، تتكون من 533 شخصاً، ليضافوا إلى 29 تجمعاً بدوياً تشمل 1517 هجروا بعد السابع من أكتوبر 2023. كما وصلت أعداد إخطارات الهدم في الفترة نفسها 566 إخطاراً، فيما بلغ عدد عمليات الهدم 380 عملية تسببت بهدم 588 منشأة، فيما تضررت 12067 شجرة بفعل الاعتداءات منها 6144 شجرة زيتون.
كذلك بلغت مساحة الأراضي التي صودرت 618 دونماً، فيما بلغ عدد المخططات الهيكلية التي تمت دراستها 165 مخططاً هيكلياً (41 داخل حدود بلدية القدس المحتلة، و124 للضفة الغربية) من خلال مجلس التخطيط التابع للإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال وبلدية القدس. بالمقارنة، فإنه عام 2024، استولت سلطات الاحتلال على أكثر من 26 ألف دونم من أراضي المواطنين تحت مسميات مختلفة. وفي تقريره يوم 20 يوليو الماضي، وثق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) تهجير ما لا يقل عن 2895 فلسطينياً من 69 تجمعاً سكانياً في شتى أرجاء الضفة الغربية منذ بداية عام 2023 "بسبب البيئة القسرية الناجمة عن تصاعد عنف المستوطنين". كان ما نسبته 45% من الأسر المهجرة من محافظة رام الله تلتها محافظات الخليل وبيت لحم ونابلس وطوباس وسلفيت والقدس وأريحا، ومن بين 636 شخصاً هجروا في هذا السياق حتى الآن، كان ثلثهم من منطقة غور الأردن (215 من أصل 636 مهجراً).
 
## ردود انتقامية محتملة وتكتلات بديلة ضد واشنطن
01 August 2025 04:24 AM UTC+00
مع انتهاء المهلة التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للدول الشريكة تجارياً مع الولايات المتحدة لتوقيع اتفاقيات جديدة، دخلت الرسوم الجمركية حيز التنفيذ رسمياً فجر اليوم الجمعة. وباتت الرسوم الجديدة التي تراوحت بين 15% و50% سارية على صادرات الدول التي لم تبرم تفاهمات نهائية مع واشنطن، في أكبر تصعيد جمركي منذ عقود. وأمام هذا التصعيد، بدأت بعض الدول المتضررة بدراسة فرض إجراءات مضادة. فقد أشارت تقارير رسمية في نيودلهي إلى استعداد الهند لتفعيل رسوم انتقائية على المنتجات الزراعية الأميركية، وتقييد بعض أنشطة الشركات الأميركية العاملة في السوق الهندي، خصوصاً في قطاعات التكنولوجيا والحوسبة السحابية.
أما كندا، والتي ارتفعت عليها الرسوم رغم شمولها باتفاقية الشراكة الأميركية الشمالية، فقد حذر مسؤولون في وزارة التجارة من أنها ستدرس إجراءات انتقامية في حال لم تستأنف المفاوضات قريباً. وتشمل الإجراءات فرض رسوم على المنتجات الأميركية التي لا تشملها الاتفاقية، كالأخشاب وبعض المعادن. وبالنسبة لسويسرا، فإن محدودية حجمها التجاري يدفعها للتنسيق ضمن الاتحاد الأوروبي، الذي بدأ بدوره دراسة إجراءات جماعية لتقييد وصول المنتجات الأميركية إلى المناقصات العامة، حسبما أوردت مصادر أوروبية لصحيفة فايننشال تايمز.
من جانب آخر، بدأت بعض الدول بإعادة تفعيل انخراطها في تكتلات بديلة مثل اتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة (RCEP) الذي تقوده الصين، واتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA). ويشير تحليل صادر عن "معهد بيترسون للاقتصاد الدولي" إلى أن التكتلات الإقليمية قد تصبح البديل الأكثر جاذبية للدول المتضررة من السياسات الجمركية الأميركية الجديدة. وإلى جانب الردود التجارية، بدأت مسارات الطعن القانوني تتبلور في أكثر من اتجاه. فعدد من الدول، بينها كندا والهند وسويسرا، بدأت بالفعل تجهيز ملفات قانونية لتقديمها إلى منظمة التجارة العالمية، استناداً إلى مبدأ "عدم التمييز" وخرق مبدأ المعاملة التفضيلية، بحسب "بلومبيرغ".
ورغم أن فعالية منظمة التجارة تراجعت بعد تعطيل هيئة الاستئناف، إلا أن إصدار حكم ضد الولايات المتحدة سيشكل ضغطاً سياسياً دولياً، قد يستثمر في سياق مفاوضات مقبلة. كما أن عدداً من الشركات المستوردة في أميركا بدأت بدورها إجراءات طعن قانونية داخلية، خاصة في ظل القرارات القضائية التي صدرت في مايو/أيار الماضي باعتبار استخدام ترامب قانون الطوارئ الاقتصادية لتبرير فرض الرسوم غير قانوني.
وتوقعت تقارير قانونية أميركية أن تصل هذه الطعون إلى المحكمة العليا في الأشهر المقبلة، وأن تفتح المجال لمراجعة صلاحيات البيت الأبيض في فرض الرسوم دون موافقة الكونغرس، وهو ما قد يحد من قدرة الرئيس على توسيع التعرفات مستقبلاً. ورغم أن إدارة ترامب تمكنت من فرض واقع جمركي جديد، إلا أن ردود الفعل الدولية تكشف أن كثيراً من الدول لم تقبل بهذا الواقع دون مقاومة. وبينما تراهن واشنطن على تأثير الرسوم في تحصيل التزامات مالية واستثمارية سريعة، فإن الدول المتضررة تراهن على الوقت، والتحالفات، والمؤسسات القانونية، لتفكيك هذا الضغط وإعادة التوازن.
## نجيب أبو كيلة مرشحاً لرئاسة السلفادور مدى الحياة
01 August 2025 05:01 AM UTC+00
أقرّ البرلمان السلفادوري، الذي يتمتّع فيه أنصار الرئيس نجيب أبو كيلة بأغلبية ساحقة، أمس الخميس، تعديلا دستوريا يلغي العدد الأقصى للفترات الرئاسية المسموح بها، ويتيح تاليا لهذا الحليف للرئيس الأميركي دونالد ترامب الترشّح إلى ما لا نهاية. وبأغلبية 57 نائبا مقابل ثلاثة، صادق البرلمان على هذا التعديل الذي أقُر بموجب إجراء مُعجّل، والذي ينصّ أيضا على إلغاء الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية وتمديد ولاية الرئيس من خمس سنوات حاليا إلى ستّ سنوات.
ويتألف البرلمان من 60 نائبا هم 57 نائبا مواليا لأبو كيلة وقد صوّتوا جميعا لصالح التعديل، وثلاثة نواب معارضين، وقد صوّتوا ضد النصّ. وفي يونيو/ حزيران 2024 فاز أبو كيلة بولاية ثانية بعد نيله 85% من الأصوات في انتخابات لم يتمكّن من الترشح إليها إلا بعدما حصل على إذن خاص من المحكمة العليا التي يهيمن عليها قضاة مقربون من الحكومة، إذ إنّ الدستور يحظر على الرئيس إعادة الترشّح. وتنتهي ولاية أبو كيلة في 2029 لكنّ التعديل ينصّ على تقصيرها إلى 2027 والسماح له بعد ذلك بالترشح مجددا "دون أيّ تحفظات".
وقالت آنا فيغيروا، النائبة المؤيدة لأبو كيلة والتي قدّمت اقتراح التعديل الدستوري الأربعاء، إنّ إقراره خطوة "تاريخية"، لأنّ "الأمر في غاية البساطة: أيها السلفادوريون، أنتم وحدكم من يقرّر إلى متى ستدعمون رئيسكم". بالمقابل، قالت النائبة المعارضة مارسيلا فيلاتورو خلال جلسة مناقشة النصّ: "اليوم، ماتت الديمقراطية في السلفادور (...) لقد خلعوا أقنعتهم"، مندّدة بمشروع تعديل دستوري مفاجئ عُرض أمام النواب في مستهلّ عطلة صيفية تستمر أسبوعا في البلاد بأسرها.
ويتمتّع أبو كيلة (44 عاما)، بشعبية جارفة بفضل الحرب الشرسة التي شنّها على العصابات وأدّت إلى انخفاض العنف في البلاد إلى مستويات تاريخية، وتمكّن من قمع العصابات بفضل نظام استثنائي سمح بتنفيذ اعتقالات دون أوامر قضائية وأدّى إلى سجن عشرات آلاف الأشخاص. ويأتي هذا التعديل الدستوري بعد موجة قمع طاولت معارضين ومدافعين عن حقوق الإنسان وأجبرت عشرات الصحافيين والناشطين على الفرار من البلاد.
(فرانس برس)
## السجن 10 أعوام لشاب جزائري حاول تحطيم تمثال "المرأة العارية" في سطيف
01 August 2025 05:12 AM UTC+00
قضت محكمة سطيف في الجزائر، مساء أمس الخميس، بسجن شاب عشر سنوات بتهمة محاولة تحطيم تمثال "المرأة العارية" أو "امرأة عين الفوارة"، وسط مدينة سطيف، بعدما تبين وجود محاولة سابقة للمتهم لتحطيمه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، حيث أدين حينها بالسجن لمدة خمس سنوات.
ووجهت المحكمة إلى المتهم تهمة تخريب معلم ثقافي وملك عام، إضافة إلى تهمة الاعتداء على القوة العمومية، حيث كان الفاعل قد قام الليلة قبل الماضية، وهو في حالة سكر، بتخريب وجه التمثال الذي يضم منبعا مائيا متدفقا وسط مدينة سطيف، شرقي الجزائر، ما أدى إلى تعرض التمثال لأضرار بالغة على مستوى الوجه، قبل أن يتدخل أعوان الأمن لتوقيفه.
ويُطلق على التمثال اسم "عين الفوارة"، نسبة إلى ينبوع المياه الطبيعي المتدفق على مدار العام من الجهات الأربع للنصب الذي تعلوه منحوتة رخامية لامرأة عارية. وتبدو التفاصيل واضحة بفضل شدة إتقانها. وهناك شبه إجماع بين الباحثين على أنّ الحاكم الفرنسي للمدينة انزعج من المصلين الذين كانوا يتزاحمون على الوضوء من النبع الذي لا يبعد عن المسجد العتيق إلا مائة متر، فطلب من النحات فرانسيس دو سانت ـ فيدال نحت امرأة عارية علّه يخدش حياء المسلمين ويجعلهم ينفرون من المكان.
وجُلبَ التمثال من فرنسا إلى ميناء سكيكدة، ومنه إلى مدينة سطيف في عربة تجرّها الخيول. ونصب في 26 فبراير/ شباط عام 1898، لكن خيبة الحاكم الفرنسي كانت كبيرة في فجر اليوم التالي، حين رأى مرتادي المسجد العتيق يقبلون على الوضوء من النبع كعادتهم، من غير أن يمسّوا المنحوتة بسوء.
وكانت السلطات الجزائرية قد انتهت في يونيو/ حزيران 2023 من عملية ترميم التمثال في أعقاب تعرضه لعملية تخريب كان قد تعرض لها في نهاية عام 2018. وهذه هي المرة الرابعة التي يتعرض فيها هذا المعلم لمحاولة تخريب لدوافع متشددة ولمزاعم تخص شكل تمثال المرأة العارية، ويقصده السياح وزوار مدينة سطيف لالتقاط صور تذكارية والشرب من الماء المتدفِّق من المنبع المائي أسفله.
## أزمة مياه في المغرب... صيف حار وشكاوى بلا حلول
01 August 2025 05:23 AM UTC+00
تعيش قرى ومدن عديدة في المغرب أزمة مياه خانقة في ظلّ صيف حار، ما دفع مواطنين إلى تقديم شكاوى إلى السلطات، وتنظيم وقفات احتجاجية ونداءات استغاثة في عدد من المناطق، مطالبين بتدخل عاجل لتأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم من الماء.
ويُفاقم ارتفاع درجات الحرارة من حدّة هذه الأزمة، إذ يواجه المواطنون تحدّيات متزايدة لتوفير مياه الشرب ومياه الاستخدام اليومي، خصوصاً في القرى والمناطق النائية. وتُعزى أزمة المياه المتفاقمة حسب خبراء إلى توالي سنوات الجفاف، والاستغلال المفرط للموارد المائية، ما أدى إلى تراجع مستمر في المخزون المائي، واستنزاف الاحتياط الاستراتيجي للمياه. ونتيجة لذلك، بات الحصول على الماء رحلة شقاء يومية، خاصةً في المناطق القروية، إذ يضطر كثيرون إلى قطع مسافات طويلة لتأمين مياه الشرب.
في مناطق متفرقة من المغرب، تتخذ أزمة المياه أشكالاً متعدّدةً، باختلاف الخصوصيات الجغرافية والديمغرافية، لكن النتيجة واحدة: صعوبة الوصول إلى الماء، وآبار جافة، وانقطاعات متكرّرة للمياه، ومطالبات بحلول ناجعة تُخفف من معاناة السكان.
في الجنوب الشرقي، حيث تشتدّ أزمة التزود بالماء الصالح للشرب، يقول الناشط والإعلامي إسماعيل أيت حماد لـ"العربي الجديد": "تعاني أقاليم زاكورة، وتنغير، والراشيدية، وبعض مناطق ورزازات من أزمة حادة في التزود بالماء، بفعل المناخ شبه الصحراوي، وقلة التساقطات، والاعتماد شبه الكامل على مياه السدود، مثل سدّ المنصور الذهبي وسد أكدز وسد الحسن الداخل".
يوضح أيت حماد أن الأزمة تتركّز تحديداً في القرى الجبلية وشبه الصحراوية، خاصة لدى الرّحل، مضيفاً: "يضطر السكان إلى قطع مسافات طويلة بحثاً عن الماء، في ظل نضوب أغلب الآبار نتيجة تراجع الفرشة المائية (المخزون الجوفي للمياه)، التي تعرّضت للاستنزاف بسبب الزراعات الدخيلة مثل البطيخ الأحمر، وتوالي سنوات الجفاف. وكان الناس سابقاً يجدون الماء على عمق 10 إلى 25 متراً فقط، أما حالياً فتستعمل الضيعات الفلاحية تقنية الحفر بـ"الصوندا" إلى مئة متر تقريباً بحثاً عن الماء".
ويشير أيت حماد، وهو من أبناء مدينة زاكورة (جنوب شرق المغرب)، إلى أنّ العديد من القرى، خاصّة في جماعتَي ترناتة وكتاوة، تعاني من شحّ الماء يومياً، لافتاً إلى أن السلطات تبذل جهوداً لمواجهة هذه الوضعية، ويمكن تقسيمها إلى نوعين: "إجراءات آنية خلال فصل الصيف، من خلال توزيع المياه على السكان عبر صهاريج متنقلة أو توفير سقايات جماعية؛ وإجراءات بعيدة المدى ترتبط بمشاريع تزويد القرى بالماء الصالح للشرب، مثل المشروع الذي يشرف عليه المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بتنسيق مع الجمعيات المحلية، الذي انطلق بعد استكمال أشغال سد أكدز السنة الماضية، إذ شرعت السلطات في تزويد عدد من الدواوير المجاورة بالماء الصالح للشرب".
ورغم هذه الجهود، يرى المتحدث أن تحديات كبيرة ما تزال مطروحة أمام ضمان التزود المستدام بالماء، بسبب الاستنزاف المتواصل للفرشة المائية، قائلاً: "في كثير من الحالات، يجري حفر الآبار ثم تنضب خلال مدة قصيرة، ما يجعل السكان في مواجهة مباشرة مع العطش". ويختم أيت حماد بالتأكيد أن قضية الماء الصالح للشرب تحظى بأولوية في الخطابات الملكية وبرامج الحكومة والجماعات المحلية، مشيراً إلى أن هذه الأخيرة تخصّص ميزانيات مهمة لتعميق الآبار، ومدّ القنوات المائية في المناطق المتضرّرة، غير أن الظرفية المناخية واستنزاف الموارد تظل عوامل مقلقة تهدّد الأمن المائي.
وبعيداً عن الجنوب الشرقي، تعيش مدينة أكوراي والقرى المجاورة لها، التابعة لجهة فاس مكناس (وسط المغرب)، واقعاً مماثلاً، إذ تحوّلت أزمة العطش إلى معاناة تلازم السكان منذ سنوات، دون أن تجد وعودُ المسؤولين طريقها إلى التنفيذ وفق الناشط في المجتمع المدني في أكوراي، أيوب أوشريف. ورغم المصادقة في سنة 2024 على حفر ثلاثة آبار بوصفه حلّاً عاجلاً، ظلت هذه المشاريع حبيسة الرفوف، ما أجّج غضب السكان الذين يعتبرون استمرار انقطاع الماء شكلاً من أشكال التهميش وحرماناً من حق أساسي.
يضيف أوشريف أنّ الوضع بات كارثياً، مشدداً على أن "السكان يعيشون منذ سنوات أزمة خانقة في التزود بالماء الصالح للشرب، لكنها تتفاقم كثيراً خلال فصل الصيف بفعل ارتفاع الطلب وتراجع الموارد، حتى باتت تهدّد الاستقرار اليومي للأسر". ويضيف أوشريف في تصريح لـ"العربي الجديد" أن المشكلة ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى أكثر من ثماني سنوات، غير أن "السنتَين الأخيرتَين شهدتا تدهوراً مقلقاً في الوضع بسبب غياب أي حلول ملموسة، رغم الوعود المتكررة للمسؤولين والجهات المعنية"، مبرزاً أن "الأزمة تشمل مدينة أكوراي والقرى المجاورة وحتّى بعض البلديات القروية التي تتزود من خزان أكوراي بالماء الصالح للشرب".
ويوضح أوشريف أن السبب الرئيسي للأزمة يعود إلى "تملّص المسؤولين وتقاعسهم عن أداء مهامهم في إيجاد حلول واقعية، رغم أن المنطقة تزخر بفرشة مائية غنية تؤهلها لتجاوز الأزمة"، مضيفاً أن "المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، ومجلس الجماعة يتقاذفان المسؤولية ويبقى المواطن هو الضحية".
ويتابع: "بات مشهد النساء اللواتي يخرجن في ساعات مبكّرة من كل صباح لجلب المياه للشرب والاستعمال اليومي مألوفاً في أكوراي"، مشيراً إلى أن الأزمة تلقي بظلالها الثقيلة على الأسر، خاصّة الأطفال وكبار السن، فضلاً عن العمال المياومين، مثل عمال البناء "الذين يعودون منهكين بعد يوم شاق، دون أن يجدوا حتى ما يغتسلون به". ويلفت إلى أن السكان سبق أن رفعوا عرائض احتجاجية وشكايات متعدّدة للسلطات، كما نُظمت وقفات سلمية لإيصال الصوت، لكن من دون جدوى، مؤكداً أن "الاحتجاجات ستتواصل ما دامت الأزمة قائمة ولم يجرِ إيجاد حلول عاجلة ومنصفة".
ومن واقع المعاناة اليومية، سبق أن نظّم سكان جماعة قروية بإقليم الصويرة (وسط البلاد) وقفة احتجاجية أمام مقرّ العمالة، مطالبين بضمان الحق في الماء. وفي شمال المغرب، عاشت بعض مناطق إقليم تاونات على وقع الأزمة التي دفعت سكاناً إلى الاصطفاف في طوابير طويلة بحثاً عن الماء.
يذكر أن النائبة البرلمانية فاطمة الزهراء التامني سبق أن وجهت في يونيو/حزيران الماضي، سؤالاً كتابياً لوزيرَي التجهيز والماء نزار بركة، والفلاحة أحمد البواري مركزة على مفارقة بيئية واقتصادية، تتمثل في تصدير المغرب للأفوكادو إلى دول لا تعاني نقصاً مائياً، مثل كندا، معتبرةً أن هناك تناقضاً صارخاً بين أزمة المياه التي يواجهها المغرب وتوسع الزراعات التصديرية التي تستهلك كميات كبيرة من الماء، مشيرةً إلى أن ذلك يعد "تصديراً غير مباشر للماء".
## الحرّ يفاقم أزمة كهرباء ليبيا
01 August 2025 05:24 AM UTC+00
فاقمت موجة الحرّ التي ضربت ليبيا أخيراً، والتي وصلت الحرارة فيها إلى 47 درجة مئوية، أزمة الكهرباء المزمنة في البلاد. وتزامن ارتفاع درجات الحرارة مع تصاعد حاد في ساعات انقطاع التيار الكهربائي اليومية، لتزيد معاناة المواطن الليبي. وقد وصلت فترات انقطاع الكهرباء في مناطق عدّة، من بينها مصراتة وزليتن وبني وليد والخمس والزاوية وصبراته في الغرب، إلى ثماني ساعات يومياً. كذلك عانت مناطق الجنوب من انقطاع وصل إلى ستّ ساعات على الأقلّ. أمّا في الشرق، فسُجّل في مناطق عدّة انقطاع متواصل لأكثر من يوم، في مشهد أعاد إلى الأذهان محطات من الأزمة الطويلة التي عرفتها البلاد في عام 2014.
وانقطاع التيار الكهربائي لا تنحصر تبعاته بالعتمة وغياب التكييف وتلف مواد تتطلّب تبريداً، سواءً أكانت غذائية أم غير ذلك. فهو يؤثّر سلباً على حالات صحية، وقد يصل الأمر إلى حدّ تهديد الحياة. في هذا الإطار، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي خبر وفاة شابة ليبية في مدينة زوارة غربي البلاد، قبل أيام، وذلك على أثر تعرّضها لنوبة ضيق تنفّس حادة. جاء ذلك في سياق تدوينات ساخطة عبّر من خلال مواطنون عن استيائهم إزاء انقطاع الكهرباء في ليبيا لساعات طويلة يومياً.
وتفيد المعلومات التي جرى تداولها، نقلاً عن ذوي الشابة، بأنّها كانت تعتمد على جهاز لتنظيم ضربات القلب يعمل ببطارية قابلة للشحن، لكنّها واجهت صعوبة في تشغيل جهازها بسبب انقطاع الكهرباء المستمرّ، الأمر الذي تسبّب في تدهور في حالتها الصحية ووفاتها بعد وقت قصير من نقلها إلى المستشفى. وشدّد كثيرون، في سياق تعليقاتهم على الحادثة، على العلاقة ما بين أزمة الكهرباء المتفاقمة والتهديدات التي قد يتعرّض لها الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية حرجة.
إلى جانب ذلك، تسبّبت أزمة الكهرباء، ولا سيّما عدم استقرار التيار، في حوادث عدّة، من بينها حرائق. ففي العاصمة طرابلس، أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ الحكومي في ليبيا عن تدخّل فرقه لإنقاذ تسع حالات اختناق سُجّلت قبل أيام، على خلفية اندلاع حريق في منزل في منطقة الهضبة بطرابلس. وقد أشارت التقديرات إلى أنّ سبب الحريق الرئيسي يعود إلى تماس كهربائي نتيجة عدم استقرار الشبكة. في سياق متصل، نشر مركز طبّ الدعم والطوارئ الحكومي خبراً مفاده أنّ فرقه تمكّنت من إنقاذ خمسة أفراد من عائلة واحدة علقوا وسط حريق شبّ في منزلهم بحيّ دمشق في طرابلس، بسبب تماس كهربائي تسبّب فيه عدم استقرار شبكة الكهرباء كذلك.
وفي بنغازي شرقي ليبيا، نظّم سكان حيّ السلام أخيراً وقفة احتجاجية طالبوا فيها السلطات بالتدخّل العاجل لإنهاء معاناتهم من جرّاء انقطاع التيار الكهربائي عن الحيّ منذ ثلاثة أيام متواصلة. وفي أوباري جنوبي البلاد، أفاد عميد البلدية أحمد ماتكو بأنّ تراجع التغذية بالكهرباء إلى حدود ستّ ساعات فقط يومياً تسبّب في ازدحام غير مسبوق عند محطات الوقود وإلى ارتفاع جنوني في أسعار المحروقات في السوق السوداء. وقد وصل سعر 20 لتراً إلى 100 دينار لبيبي (نحو 19 دولاراً أميركياً)، وذلك في ارتفاع بنسبة 10 أضعاف مقارنة بالسعر الرسمي.
وبعدما تمكّنت الشركة العامة للكهرباء في ليبيا من تجاوز أزمتها في العامَين الأخيرَين، بعد نحو عقد من معاناة الشبكة من انهيارات متتابعة، يربط المهندس في الشركة موسى الكشر الأزمة المستجدّة بـ"أسباب عديدة"، بحسب ما يقول لـ"العربي الجديد". ويشرح أنّ "من تلك الأسباب ما يتعلّق بجانب البنية التحتية لمحطات التوليد"، مشيراً إلى ما أعلنته الشركة قبل أيام عن خروج 10 وحدات توليد عن الخدمة. يضيف الكشر أنّ "الانهيارات المتكررة في محطات التوليد، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة، لها أسباب فنية خطرة تتجاوز العمر الافتراضي أو الصيانة"، لافتاً إلى "أزمة التحميل الهائل وغير القانوني على المولّدات".
ويوضح الكشر أنّ "المولّدات في محطات كثيرة مصمّمة لأحمال محدودة، فيما يُصار إلى تحميلها أضعاف قدرتها، وذلك من خلال التوصيلات غير القانونية والخطوط العشوائية المرتبطة بالمصانع الكبيرة وبمشاريع غير مرخّصة، الأمر الذي يتسبّب في انهيارات متتالية عند ارتفاع حرارة المولدات نفسها بصورة يفوق طاقتها المحدّدة عند تصميمها".
لكنّ الأزمة لا تبدو مرتبطة بالأسباب الفنية فحسب، فالانقسام المسجَّل في ليبيا منذ سنوات طاول الشركة العامة للكهرباء. وبينما تقع الإدارة الرئيسية للشركة في العاصمة طرابلس، أنشأت حكومة مجلس النواب في الشرق المتمركزة في بنغازي إدارة مستقلة للكهرباء في مناطق سيطرتها، الأمر الذي ضاعف تعقيدات الأزمة وأفقد التخطيط الوطني الموحّد لقطاع الكهرباء.
وتنقل شهادات مواطنين معاناتهم وسط الأزمة. ويقول عادل المغيربي من حيّ فشلوم بالعاصمة طرابلس لـ"العربي الجديد"، بانزعاج واضح، إنّ "الكهرباء عادت إنّما ليس بصورة نهائية. فهي ما زالت تنقطع لبضع ساعات يومياً"، مضيفاً أنّ "المياه بالكاد تصل إلى خزّانات المبنى الذي يسكنه وسط حرارة مرتفعة". ويشير المغيربي إلى أنّه يلجأ، كما جيرانه، إلى محال بعيدة تعتمد على مولّدات صغيرة لتشغيل ثلاجاتها، من أجل شراء المياه الباردة.
من جهته، يشكو صالح حميدة، أحد سكان الهواري في بنغازي، من صعوبة الوصول إلى شقّته وسط انقطاع التيار الكهربائي، فهو يسكن في الطبقة السادسة. كذلك يشير لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "المولّدات الصغيرة التي يلجأ إليها جيران له غير قادرة على توصيل المياه إلى الخزانات على سطح المبنى".
## عائلات الساحل السوري النازحة تغادر قاعدة حميميم الروسية
01 August 2025 05:26 AM UTC+00
تراجعت أعداد النازحين في قاعدة حميميم العسكرية الروسية من قرى الساحل السوري، مع مغادرة مزيد من العائلات التي لجأت إلى القاعدة خلال شهر مارس/ آذار الماضي، بعد أحداث عنف طائفية واشتباكات.
ساهمت الأوضاع المستقرة نسبياً التي تعيشها مناطق الساحل السوري في عودة مزيد من العائلات النازحة إلى قراها، خصوصاً في ريف مدينة جبلة، لتنخفض أعداد النازحين في قاعدة حميميم العسكرية الروسية من نحو عشرة آلاف نازح إلى بضع مئات في الوقت الحالي. ويقول مدير منطقة جبلة أمجد سلطان، لـ"العربي الجديد": "بعد جهود الحكومة في فرض الاستقرار، خرج معظم النازحين في قاعدة حميميم، لكن خلال الأيام الأخيرة لم تخرج أي دفعات جديدة من النازحين إلى القاعدة. الأعداد الموجودة في القاعدة وفق الطرف الروسي باتت محدودة، وأرجح أن معظمهم مطلوبون شاركوا في القتال مع فلول النظام السابق، أو متورطون في جرائم قتل". يضيف سلطان: "ملف النازحين إلى قاعدة حميميم أغلق بالنسبة للحكومة السورية، ولم نعد نبذل أي جهد في هذا الملف. كل من يريد الخروج والعيش في مجتمعه مرحب به ما لم تتلطخ يداه بالدماء".
في سياق متصل، أكدت مصادر محلية متابعة لملف النازحين من جبلة، لـ"العربي الجديد"، أن جميع العائلات التي كانت تقيم في حرم المطار المدني تم إخراجها من القاعدة بالتنسيق بين الجانبين السوري والروسي، ونقل أفرادها إلى المجمع الحكومي في مدينة جبلة قبل نحو أسبوع لتسوية أوضاعهم، ومنحت هويات مدنية لمن فقدوها، ومن ثم نقلوا إلى منازلهم أو مناطقهم، بينما بقي أقل من 100 شخص في حرم المطار العسكري، معظمهم ضباط سابقون في جيش النظام السابق، وهؤلاء يتم نقلهم تدريجياً إلى روسيا مقابل دفعهم أموالاً تصل إلى 20 ألف دولار أميركي.
وأقرت وسائل إعلام روسية، قبل أشهر، بنقل الجيش الروسي نحو 50 سورياً من قاعدة حميميم إلى إقليم "بيرم" الروسي، حيث جرى تجهيز مركز إقامة مؤقت لاستقبالهم، وذلك عقب عملية إجلاء نُفذت من القاعدة، بناءً على طلب رسمي تقدم به هؤلاء للحصول على الحماية الروسية. ووفق وكالة نوفوستي، فإنهم من الضباط والأفراد في قوات النظام السوري السابق.
من قرية الرميلة القريبة من قاعدة حميميم، تقول روان محمد (35 سنة)، لـ"العربي الجديد": "جميع الخيام التي أقيمت في القاعدة أزيلت، وخرجت آخر العائلات في حافلات نقل مدنية. نزحت إلى القاعدة مع آخرين، وخرجت قبل نحو ثلاثة أشهر. ظروف النزوح في القاعدة كانت سيئة، وكنا نعيش في خيام قماشية بالكاد تتسع لشخصين، كما أن المساعدات كانت شحيحة، ما دفع كثيرين إلى المغادرة تباعاً". وحول وضع العائدين من القاعدة وهل تعرضوا لأي مضايقات أمنية بعد خروجهم، تؤكد محمد أنها وعائلتها لم يتعرضوا لأي مضايقات، لكنها لا تعرف أوضاع بقية العائلات، وتطالب بإعادة ترميم منزلها المدمر في الأحداث، والذي تعرض للحرق والنهب.
بعد نحو خمسة أشهر على مغادرة منزله في قرية حميميم المجاورة للقاعدة، وفقد شقيقه في الاشتباكات، عاد السوري حسن إلى منزله، ويقول لـ"العربي الجديد": "فضلت الخروج من القاعدة مع الكثير من العائلات بعدما تحسنت الأوضاع الأمنية. عشنا كابوساً طوال هذه الأشهر، وظروفاً صعبة نتمنى ألا تتكرر".
بدوره، يقول الناشط في مجال السلم الأهلي باللاذقية خلدون علي، لـ"العربي الجديد": "ملف النازحين إلى القاعدة أغلق بشكل شبه كامل بفضل الوساطات، وجرى تأمين وصول النازحين إلى قراهم من دون مشاكل أمنية، في حين بقي عدد محدود من الأشخاص يرفضون الخروج من القاعدة، وينتظرون فرصة السفر وتقديم اللجوء. ينبغي مساعدة النازحين العائدين نفسياً ومادياً لأن معظمهم خسروا ممتلكاتهم في الأحداث، مع ضرورة تعزيز السلم الأهلي في المحافظة التي شهدت أعمال عنف طائفية أودت بحياة العشرات".
ويؤكد المحامي عبد الله الرشيد، من اللاذقية، أنه "لا بد من اتخاذ خطوات جدية لمنع تكرار أحداث مارس/ آذار المؤسفة، وما تبعها من نزوح ولجوء إلى القاعدة العسكرية الروسية. من الضروري عدم زج المدنيين في أي صراع، أو الانتقام منهم، كما يجب تعزيز خطاب المصالحة، ومساعدة النازحين الذين خرجوا من القاعدة، وتعويضهم عن خسائرهم، وضمان عدم ملاحقتهم مستقبلاً".
وشهدت مناطق الساحل السوري في مارس الماضي اشتباكات دامية استمرت عدة أيام، على خلفية هجمات شنها مسلحون موالون للنظام السابق على القوات الأمنية، أوقعت العديد من القتلى في صفوفهم، لكنها انتهت باستعادة قوات الحكومة السيطرة على المنطقة بعد عملية أمنية موسعة شاركت فيها "فصائل مسلحة غير منضبطة"، وتخللتها انتهاكات مختلفة، وجرائم قتل، فضلاً عن وقائع سلب وحرق ممتلكات.
## مهرجان جرش وأسئلة غزة
01 August 2025 05:28 AM UTC+00
تأتي دورة هذا العام من مهرجان جرش في ظلّ تصعيد غير مسبوق في المنطقة، مع استمرار حرب الإبادة على غزّة ودخولها مرحلة جديدة من الوحشية الإسرائيلية. لكن، وعلى عكس العام الماضي الذي أُثيرت فيه تحفظات كثيرة على تنظيم المهرجان والمشاركة فيه، تمرّ هذه الدورة خارج هذا النقاش. ولأن المهرجان لا يوفّر الكثير من الفرص لتقديم أنشطة تتحدّث عن غزة، افتتح الشعراء قراءاتهم خلال الأمسيات الشعرية بالحديث عن القطاع، بل خصّص بعضهم قصائد كاملة له. 
ولعل الناس هنا لا يحتاجون إلى مظاهر خارجية للتضامن، كما حدث في أيرلندا، إذ لم تُحمَل الكوفيات بكثافة؛ ربّما لأن القضية جزء من الحياة اليومية للأردني. لكن في العمق، لا يخفى على زائر الأردن أنّ هناك شعوراً عاماً بأنّ كل شيء يبدو مرّاً، ما دام الجوع والقصف ما يزالان يحاصران الغزيين على بُعد كيلومترات معدودة. في المقابل، لم يجد الفنانون الكبار المشاركون في حفلات جرش، حتى الآن، الفرصة المناسبة لتحية غزة، إذ يصعب أن تذكر غزة ثم ترقص؛ والرقص هنا ليس رقص الطائر المذبوح، بل رقص الباحث عن النسيان ولو للحظة، لكنها محاولة لا يتفق عليها الجميع.
الثقافة أولاً
قال وزير الثقافة الأردني، مصطفى الرواشدة، في افتتاح المهرجان، إنّ هذه الدورة ركزت على توسيع المشاركة الأردنية، مشيراً إلى أنّها "تركّز على الفن الملتزم، والثقافة الجادّة التي تنسجم مع ثوابت الأردن ومواقفه العروبية". وبالفعل، فإنّ نسبة الشعراء والفنانين المحليين أكبر، سواء في سمبوزيوم الحروفية أو في مهرجان المونودراما المقام على هامش جرش لأول مرة، أو في الحفلات الفنية.
سؤال يتكرر في كل دورة: ألم الناس أم اكتفاء بجذب الزوار؟
الشاعرة مها العتوم، التي لم تعترض على تنظيم المهرجان في موعده العام الماضي - بخلاف شعراء آخرين - وشاركت هذا العام في إعداد برنامج المهرجان، تقول لـ"العربي الجديد": "مهرجان جرش هو مهرجان للثقافة أولاً، والثقافة - شعراً ونقداً وقصة ومسرحاً - هي الرافعة الحقيقية لقضايا الوطن. وبالتالي، فإن استمرار المهرجان هو دعم حقيقي لغزة ولصمود أهلها، كما هو صمود للأردن وأهله في وجه التحديات". وتضيف: "أما الفنون الترفيهية التي تُعدّ فائضاً عن أحزان هذه المرحلة، فهي عامل جذب سياحي، ولها دور في رفد الاقتصاد الوطني. ولذلك فإن إيقاف المهرجان ليس الخطوة المثالية لدعم غزة وفلسطين، بل استغلال المهرجان لإظهار هذا الدعم وتثبيته".
الإلغاء لا يغيّر الواقع
من جهته، قال الشاعر العراقي عبود الجابري: "تأجيل المهرجان لا يغيّر من الواقع شيئاً؛ فالقتل والموت مستمران. القراءات الشعرية فرصة للشعراء لأن يتمثّلوا الإبادة وفواجعها. غالبية الشعراء المشاركين في الدورة الحالية عبّروا عن وقوفهم مع الشعب الفلسطيني وما يحدث من مجازر في غزة".
ولم يقتصر التعبير عن التضامن مع غزة على الأمسيات الشعرية، بل امتد أيضاً إلى العروض المسرحية، كما في مسرحية 'النهر لن يفصلني عنكِ..."، التي عُرضت يومي الخميس والجمعة الماضيين، من بطولة أريج دبابنة، ونادين خوري، ومنذر خليل، ومن إخراج صالح الحوراني.
الجدل حول جرش قديم وتعقيده يتفاقم حين يلتقي الدم بالثقافة
المسرحية مقتبسة عن رواية الكاتب الأردني رمضان الرواشدة التي تحمل العنوان ذاته، وتتناول قصة حب تجمع شاباً أردنياً من شرق النهر بفتاة فلسطينية من غربه، يستعيدان خلالها تاريخ العلاقة الأردنية الفلسطينية، عبر إضاءة مجموعة من الشخصيات التي تشاركت المصير الواحد، وناضلت ضدّ الاحتلال الإسرائيلي. المخرج صالح الحوراني صرّح لـ"العربي الجديد" بأن "عرضنا المسرحي، وهو من إنتاج مهرجان جرش، خير مثال على ما يجب أن تكون عليه برامج المهرجان: "معزّزة للثقافة الوطنية الجادّة، وحاملة لخطاب الدولة الملتزم بقضية أشقاء الدم". وأضاف: "وعلى ضوء ذلك، يبرز هنا السؤال الأكبر: لمصلحة من تطالعنا أصوات تطالب بإلغاء مهرجان جرش للثقافة والفنون أو حتى تأجيله؟".
سجال قديم... وهموم متجدّدة
يعود السجال حول إقامة المهرجان إلى بداياته، وإن اختلفت حدّته بين عام وآخر؛ فقد ألغت إدارة "جرش" دورته الثانية عام 1982 بسبب الاجتياح الصهيوني للبنان، كما خُصصت دورة عام 2002 لفنانين عُرفوا بأغانيهم الوطنية تضامناً مع انتفاضة الأقصى. وربما خفّت هذا العام حدّة الاعتراضات مقارنة بالعام الماضي، لكن يبقى السؤال الملحّ حول ما إذا كان المهرجان قادراً على تطوير أدواته ومضمونه، في ظلّ تراجع جمهوره واهتمامه بالكمّ على حساب النوع.
ويعود عبود الجابري لطرح قضية أخرى واكبت الأيام الأولى للمهرجان، والتي اتّسمت ببرمجة مكثفة للأمسيات الشعرية، حيث تعدّدت الجهات المنظّمة، وقدّمت كلٌّ منها قائمةً مختلفة من الأسماء، مما سبّب تشتتاً في توقيت الأمسيات ومواقعها، فكان الحضور أقل من المنتظر. كما أنّ هناك تفاوتاً واضحاً في مستوى القصائد المقدّمة، ما يعيد طرح التساؤل حول آلية اختيار المشاركين أنفسهم.
## "راضية" لخولة أسباب بنعمر: طرحٌ نسوي في فضاءٍ سائل
01 August 2025 05:34 AM UTC+00
 
شغلت مكانة المرأة في المجتمع، ومعركة حصولها على حقوقها الأساسية، حيّزاً مهمّاً من اهتمام المخرجين المغاربة منذ سبعينيات القرن الماضي، قبل أنْ تحلّ موجة أفلام "قضية المرأة" في تسعينياته، مع تناول أعمال عدّة هذه الثيمة من باب السينما الاجتماعية ذات التوجّه الواقعي، كـ"نساء ونساء" (1998) لسعد الشرايبي، و"مصير امرأة" (1998) لحكيم النوري.
ينبري "راضية" (2024)، الروائي الطويل الثاني لخولة أسباب بنعمر بعد "نور في الظلام" (2017)، إلى الثيمة نفسها، لكنْ من منطلق مختلف، بزغ منذ مطلع الألفية الجديدة، لعلّ "براق" (2010) لمحمد مفتكر من أبرز ممثّليه: انزياح عن الواقعية لفائدة تموقع زمكاني غير مُحدّد المعالم، يرنو إلى رؤية العالم بعيني الشخصية النسائية، بتأثير شرط عيشها، مع تحمّل انعكاس ذلك في سرد مُبعثر.
لا يمنع هذا التقارب وجود اختلافات جوهرية بين المقاربتين، إذْ تجنح أسباب بنعمر إلى الصوت الداخلي وسيولة الفضاء، بينما يختار مفتكر الفانتازيا والثريلر السيكولوجي.
يُفتَتح "راضية" ـ المُشارك في "أسبوع المخرجين" بالدورة الـ45 (13 ـ 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2024) لـ"مهرجان القاهرة السينمائي"، والمعروض في الصالات التجارية المغربية منذ 16 يوليو/تموز 2025 ـ بمشهد تقديمي طويل نسبياً، ربما أثقل كاهل الفيلم، لأنّ إيقاعه لا يعكس كنه العمل برمّته، الغائص في أجواء ميلانكولية يُعزّزها اختيار الأبيض والأسود، يُستشعر من خلالها إحساس راضية (صونيا الملاح)، الكهلة القابعة وحيدةً في منزلها لاكتئاب أصابها بعد وفاة زوجها. الغموض الذي يلفّ زمنية الفيلم أهمّ نقاط قوّته، إذْ ما إنْ تستجمع راضية همّتها، وتجمع حقيبة سفرها، وتتوجّه إلى المطار، حتى تتحوّل قاعة الانتظار فيه إلى فضاء سائل، وفق قول مأثور لابن عربي: "الزمان مكانٌ سائل والمكان زمانٌ متجمّد"، تتحقّق فيه نسبية الزمن.
في تلك القاعة، تلتقي راضية بعائشة (حفصة الطيب)، شابّة في عشرينياتها، فتسترجع بمرآة نظرتها محطّات من حياتها، توردها المخرجة مبعثرةً (قرار جريء)، عساها تجد رابطاً أقوى من التراتبية الزمنية لاستشعار العلاقة بين ذكريات، تبدو لوهلة أولى مشتّتة، لكنّ سحر المونتاج (جوليان فوري) لا يفتأ يشتغل ليجد بينها تجاذبات غير اختيارية، نسجاً على عنوان الرواية الشهيرة لغوته.
هكذا يغدو اللباس الأبيض خيطاً جامعاً بين ذكرى الزفاف وجنازة الزوج، وشاهداً على وضع امرأة مسلوبة الإرادة في كليهما. يتجاور، في رأس راضية، مشهدٌ من طفولة، كان فيها والدها سنداً وحيداً لها في تحقيق ذاتها باللعب كما أخيها، وآخر يستشرف جلوسها عاجزة تتفرّج على أبنائها، وهم يتقاسمون الإرث بلا اكتراثٍ بوجودها، كأنّها لم تساهم في الإرث بشيء.
 
 
من جهة أخرى، يسعف الاشتغال على الشريط الصوتي المخرجة لتكثيف ألم الولادة، من دون حاجة إلى تكرار مشهد الوضع، فتصبح لحظة غلق باب المنزل، قبل التوجّه إلى المستشفى، مع قلق عدم رؤية البيت مرة أخرى، مطيةً للالتصاق بشعور المرأة في هذه اللحظة المفصلية، والمشاعر المختلطة التي تجتاحها، قبل هذا وفي الأثناء.
نودّ لو أن بعض الحوارات تفادى المباشرة، التي تعتريها بين فينة وأخرى، كما عندما تسطّر أم راضية على فكرة جليّة أصلاً بعدم السماح لطفلتها بالخروج، "لأنّها ليست كأخيها الولد". كلّ المشاهد، التي اكتفت بالتلميح بدل التصريح، قوية، كجمل تلامس موت القدرة على الحلم عند الأنثى، موازاة مع تقدّمها بالعمر، أو انتفاء إرادتها أمام ما يريده لها الآخرون.
الأشدّ تعبيراً، مشاهد تنطق بالمعنى من دون الحاجة إلى حوار. كمشهد راضية وهي تستشعر جثة زوجها عن قرب، من دون أنْ تلمسها، تعبيراً عن عبثية عادة تمنع المرأة من حضور غسل زوجها الميت ودفنه، خاصة أنّ إرداف هذا المشهد بلقطة علاقة شبقية تعبّر عن أوج التلاحم بين الجسدين. اختيار التوليف صائب (جوليان فُوْرِي). ملاحظة تنسحب على مشهد طويل ومهم، تورده خولة أسباب بنعمر بزمنه الحقيقي تقريباً، يظهر راضية وهي تشقى للخروج إلى العمل باكراً، موازاة مع تحضير الإفطار، والاعتناء برضيعيها التوأم وابنتها الصغيرة. تعطي جمالية الزمن الحقيقي انطباعاً خاطئاً بقرب وقوع أمر جلل، قبل أنْ تتفتّق ذهنية المشاهد على أنّ امرأة تشقى لتجهيز أطفالها للخروج، وحملهم تباعاً إلى السيارة، من دون أي مساعدة تُذكر من زوجها، وهذا أمرٌ جلل بحدّ ذاته.
تُشكّل أشغال المنزل، وسيزيفية القيام بها، باعثاً رئيسياً في "راضية" ـ الفائز بجائزة أفضل إخراج في الدورة الـ25 (21 ـ 27 يونيو/حزيران 2025) لـ"مهرجان السينما الأفريقية بخريبكة" ـ يتمثّل عبثية الحياة في ظلّ تكرار اليومي والمُملّ، وسعادة مُعطّلة يجسّدها الشغف المشترك لراضية وعائشة بقيادة الدراجات النارية. يعزّز هذا التخاطر بين المرأة الناضجة والفتاة المقبلة على الحياة رؤية، مفادها أنّنا لا نشاهد في نهاية المطاف سوى امرأة واحدة تعيد النظر في اختياراتها في مرحلتين مفصليتين من حياتها. تعزّز طبيعة قاعة الانتظار من هذه الفرضية باعتبارها فضاء سائلاً ومجازياً. ولعلّ الحركة المتكرّرة التي تُقدِم عليها راضية، بقلب الساعة الرملية، تدلّ على إمكانية عكس سير الزمن، وسلك مسار حياة مختلفة.
مجازية الفضاء تُحقّقها أيضاً لمسات من سينما التحريك، تختلط برهافة مع تفاصيل الواقع كلعبة "إكس ـ أو" المطبوعة فوق حقيبة السفر، ما يبدو إشارة إلى تأرجح اختيارات الحياة، أو فتيات يلتهين بحبل القفز الصيني، ودلالته على براءة طفولية مفتقدة، ودوران الخذروف الذي يحيل إلى حلقة العيش المفرغة من المعنى.
الثابت أنّنا إزاء تجربة فيلمية طموحة وشجاعة، كونها تأخذ مجازفات شكلية غير هيّنة، وتثق بقدرة المُشاهد على القيام بدوره في المعادلة الفنية للالتقاء بالمخرجة في منتصف الطريق. بوسع أسباب بنعمر، مع مزيد من التطلّب الجمالي والحزم في التفاصيل، أنْ تُغني الخزانة السينمائية المغربية بأفلام ذات قيمة فنية عالية في المستقبل.
## ويتكوف يزور مركز مساعدات في رفح وسط استمرار القصف والتجويع
01 August 2025 05:36 AM UTC+00
وصل المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف إلى مركز توزيع المساعدات في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، برفقة السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية. وتأتي هذه الزيارة التي قال البيت الأبيض إنها ستشمل تفقد مواقع توزيع الغذاء الحالية وتأمين خطة لزيادة وصول المساعدات الإنسانية، في وقت تتفاقم فيه أزمة الجوع في القطاع المحاصر، والذي يتعرّض للإبادة الجماعية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وعشية زيارة قطاع غزة، التقى ويتكوف وهاكابي برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين، أمس الخميس، لمناقشة تقديم المساعدات إلى قطاع غزة، "حيث أرسل الرئيس المبعوث الخاص لإنقاذ الأرواح وحل الأزمة"، بحسب المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، التي قالت إن ويتكوف وهاكابي "سيجتمعان مع سكان غزة للاستماع المباشر إلى الأوضاع على الأرض" التي وصفتها بـ"المزرية"، وسيطلعان ترامب على نتائج زيارتهما إلى غزة ويناقشان معه خطة نهائية لتوزيع المساعدات والأغذية في المنطقة.
وهذه ثاني زيارة معلنة لويتكوف إلى غزة، بحسب "فرانس برس"، بعدما زار القطاع في يناير/ كانون الثاني خلال وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حماس"، بقي سارياً حتى 18 مارس/ آذار حين استأنف الاحتلال حرب الإبادة على غزة.
تعليق من "حماس" على زيارة ويتكوف إلى غزة
من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، في منشور نقلته الصفحة الرسمية للحركة على تليغرام، إن "زيارة ويتكوف إلى غزة استعراضٌ دعائي لاحتواء الغضب المتصاعد إزاء الشراكة الأميركية (الإسرائيلية) في تجويع أهلنا في القطاع"، مضيفاً أن ويتكوف "لا يرى في غزة إلا ما يريد له الاحتلال أن يراه، وينظر إلى المأساة المستمرة بعيونٍ إسرائيليةٍ مضلِّلة". واعتبر الرشق أن "من المؤكّد أنه لن يطّلع على عمل مقصلة الجياع التي تُسمّى (مؤسسة غزة الإنسانية)، وكيف تُجهِّز مسرح القتل للآلة الحربية الصهيونية". وتابع أن "إقرار البيت الأبيض بـ"مجاعة غزة" بعد إنكارها، من دون إدانة الاحتلال المتسبّب بها، يعني تبرئة الجاني وتوفير الغطاء السياسي لاستمرار الجريمة الأفدح في التاريخ".
ووصل ويتكوف إلى إسرائيل أمس الخميس، في زيارة تأتي على خلفية تعثر المفاوضات الرامية إلى إبرام اتفاق لوقف الحرب على غزة وصفقة تبادل للمحتجزين والأسرى. ونشر نتنياهو صوراً على حسابه في منصة إكس لاستقباله ويتكوف في مكتبه بالقدس المحتلة. وقالت القناة "12" العبرية الخاصة إن "زيارة ويتكوف تأتي في وقت حرج، إذ يتعين على إسرائيل اتخاذ قرار بشأن كيفية مواصلة الحرب في غزة". وأضافت أن ويتكوف وصل إلى إسرائيل لبحث موضوعين رئيسيين هما "استمرار القتال في غزة، والوضع الإنساني في القطاع".
وتابعت القناة: "تزداد حدة المعضلة التي تواجهها القيادتان السياسية والأمنية في إسرائيل مع الصور الصعبة التي تخرج من غزة"، في إشارة إلى ضحايا سياسة التجويع الإسرائيلية الممنهجة. و"يتعين اتخاذ القرار بين التوجه نحو صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المختطفين (الأسرى) أو توسيع العمليات القتالية لتصل إلى احتلال وضم أجزاء من القطاع"، حسب القناة.
وفي أحدث تصريح له بشأن غزة، قال ترامب في مقابلة هاتفية مع شبكة "إن بي سي نيوز"، إنه يتطلع إلى التقرير الذي سيعدّه ويتكوف وهاكابي بعد زيارتهما قطاع غزة اليوم الجمعة، مشيراً إلى ضرورة "التأكد من حصول الناس على الطعام"، في ظل سوء التغذية الحاد والتجويع الذي يتعرض له سكان غزة جراء الحصار الإسرائيلي.
وكان مسؤول كبير في البيت الأبيض قد قال في وقت سابق من هذا الأسبوع للشبكة إن ترامب منزعج من صور الأطفال الذين يتضورون جوعاً في غزة. وخلال اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، يوم الاثنين، قال ترامب إن "بإمكاننا إنقاذ الكثير من الأطفال الذين يعانون (..) هذه مجاعة حقيقية، وهذا أمر لا يمكن تزييفه". وسئُل ترامب، بحسب الشبكة، عما إذا كان يثق في نتنياهو في الإشراف على توزيع المساعدات الأميركية في غزة، ليرد قائلاً "إنه شخص كفوء"، معبّراً عن قلقه من "سرقة حماس المساعدات"، بحسب زعمه.
ويتكوف إلى روسيا
في سياق آخر، من المتوقع أن يتوجه ويتكوف إلى روسيا بعد زيارته لإسرائيل، اليوم الجمعة، وفقاً لما قاله ترامب. وأضاف متحدثاً للصحافيين في البيت الأبيض، الخميس: أنه سيتوجه إلى روسيا، "صدقوا أو لا تصدقوا"، دون إعطاء مواعيد محددة أو تفاصيل إضافية عن الرحلة. وسبق أن التقى ويتكوف بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومسؤولين كبار آخرين خلال زياراته إلى موسكو. ويأتي الإعلان في الوقت الذي يزيد فيه ترامب الضغط على الكرملين. فقد انتقد بشدة تصرفات روسيا في أوكرانيا، واصفاً إياها بأنها "مقززة"، وأشار إلى العدد الكبير من الضحايا من الجانبين.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قلّص الرئيس الأميركي مدة إنذاره لبوتين لوقف إطلاق النار في أوكرانيا من 50 يوماً إلى عشرة أيام، وبعد ذلك تخطط الولايات المتحدة لفرض عقوبات تستهدف الشركاء التجاريين لروسيا. ومن بين المتأثرين ستكون دول مثل الهند والصين، التي تستورد النفط الروسي.
(العربي الجديد، أسوشييتد برس)
## "فرانس برس": إيران ترفض الاتهامات الغربية لها بالقيام بمحاولات اغتيال وخطف في الخارج
01 August 2025 05:52 AM UTC+00
## "الموجة" لسيباستيان ليليو: مجازفة فنية متوازنة
01 August 2025 05:55 AM UTC+00
 
مُجدّداً، يؤكّد التشيلي سيباستيان ليليو، في "الموجة"، أنّه مخرج قضايا المرأة بامتياز. فيلمه التاسع هذا لا يحيد عن الخط الفكري الذي انتهجه في مسيرته السينمائية، مُركّزاً فيه، بوعي وتصميم وصدق، على تناول تلك القضايا وتنوّعها، بأنواع سينمائية تختلف بين فيلم وآخر.
للتنوّع السينمائي أهميته في نتاجاته. فهو، بجرأة شديدة، يُقدّم للمرة الأولى دراما موسيقية غنائية استعراضية طويلة، اتّسمت بالفنيّة والحيوية والإمتاع، بشكل فريد في سينماه، وسينما أميركا اللاتينية، والسينما عامة، العازفة منذ عقود عن تقديم النوع الاستعراضي الغنائي، إلّا نادراً.
لا مبالغة في أنّ "الموجة" يكاد يكون الغنائي الموسيقي الاستعراضي الأكبر والأضخم والأهمّ منذ عقود، نظراً إلى طرحه قضايا حقيقية مُلحّة، عن الاغتصاب والعنف ضد المرأة، بصدق وعدم افتعال، وبقدر كبير من الإحكام والجدّة والتوازن بين عناصره. وأيضاً، لقدرته على تجاوز تقاليد هذا النوع السينمائي العريق وحدوده، وتقديم الجديد والفريد، مُتجنّباً الوقوع في صعوباته ومشكلاته المعهودة.
يسهل رصد الجهدين الفني والفكري، والتفاعل معهما، في "الموجة". ليس فقط لاستعانة ليليو، بتقديمه تابلوهات استعراضية مُدهشة، بـ17 موسيقيّة وموسيقيّ، وبالمُصمّم الاستعراضي المعروف ريان هيفينغتون، وتركهم بصمات واضحة، وأساساً لقدرته الساحرة على ضبط أغلب عناصره. تجلّى هذا في التناغم بين حركة المجاميع الضخمة والكاميرا وزوايا التصوير، خاصة في الأماكن المغلقة الضيقة، وفي الحرم الجامعي المفتوح، واعتماد لقطات علوية وتتبّع، وزوايا عريضة تُبرز جماليات الانسجام البشري الراقص، بألوانه المبهجة المتنوّعة، وأصواته الثائرة الصادحة، في ما يشبه حركة الموج، برقّتها وعنفوانها.
من الجماليات الفنية الأخرى في "الموجة"، اختراق ليليو عمداً الجدار الرابع، إذْ يوجّه انتقادات إلى نفسه ودوره. هناك شخصية تسأله عن سبب تصدّيه بوصفه مخرجاً ذكراً لإنجاز الفيلم. بعيداً عن طرافة الأمر، ومفاجأته وجرأته، هذا يطرح الكثير عن مدى المغالاة النسوية أحياناً، الضارّة بقضايا المرأة. كما عَمَد، في النصف الثاني مثلاً، إلى مزج ساحر بين الواقع والخيال والذكريات والأحلام، بتجلّ مُبتكر ومربك لتداخل الزمان والمكان وسيولتهما. مفارقة الواقع الصارم والسرد المنطقي ولّدا إيقاعات جمالية أنعشت الفيلم، وأكسبته غموضاً.
 
 
اللافت للانتباه أنّه ـ فكرياً مَصوغٌ بحرفية في صميم الدراما، ومن دون غرق في السياسة والمباشرة والتنفير من حركة "مي تو" وشاكلتها ـ يفتح آفاقاً جديدة لفضح مدى استغلال حركات المقاومة، وتقويضها من الداخل، ومحاولة تهدئتها بإصلاحات فارغة لا تُحدث تغييرات جوهرية. أيضاً، مهاجمة النظام البطريركي، والقوانين الذكورية، والتميّز الطبقي، إلى إدانة بالغة للدور الخاطئ للأم في تربية الذكور تحديداً، فضلاً عن نهج الشرطة غير الفعّال، الذي يلوم الضحايا، وكيف أنّ كلّ هذا يُقوّض أي جهد مبذول.
اللافت أكثر أنّ نوع الأفلام الموسيقية الاستعراضية يكون غالباً ذا طبيعة ومواضيع خاصة، بطبيعة ناعمة أو هادئة أو رومانسية أو استهلاكية. لكنّ ليليو يُسَخِّر الموسيقى والرقص الاستعراضي والغناء، إلى حركات المجاميع الهائلة، لخدمة حبكة قائمة أساساً على الاحتجاج والتمرّد والثورة والاعتصامات والعصيان المدني والخطابات التحريضية. لذا، تُلاحَظ النبرة الحماسية، الحادة أو العالية أو الزاعقة أو المزعجة، في الموسيقى والغناء والكلمات المستلْهَمَة من هتافات المظاهرات. هناك أيضاً العنفوان والخشونة والحدّة في تصميم الرقصات، والتوظيف المُكثّف والمُتعمّد للآلات الخشبية والنحاسية والإيقاعية الصادحة، ما أكسب "الموجة" فرادة لأنّه الأبرز، وربما الأوحد، في تطويع هذا النوع لخدمة دراما ثورية سياسية اجتماعية، نسائية الطابع.
درامياً، يُضيء "الموجة" على شجاعة النساء اللواتي حطّمن القيود التقليدية في أميركا اللاتينية، تشيلي تحديداً، وكيف قرّرن، بجرأة وشراسة، التمرّد وفضح المسكوت عنه في التحرّش والاستغلال الجنسي والاغتصاب والإساءة إلى النساء. يستلهم ليليو (كاتب السيناريو مع مانويلا إنفانتي وجوزفينا فرنانديز وبالوما سالاس) وقائع الاحتجاجات والتجمّعات الطالبية، التي اجتاحت الجامعات في ما يُعرف بـ"مايو النسوي" (2018)، وهذه محطة بارزة في التاريخ الحديث.
جوليا (دانييلا لوبيز) طالبة جامعية في قسم الموسيقى، تُدفَع إلى مشاركة زميلاتها الثائرات لتحديد هوية الطلاب الذكور الذين اغتصبوهن. تدريجياً، يُعرف أنّ جوليا كانت ضحية ماكس (نيستور كانتيانا)، المُدرّس الشاب الوسيم والثري، الذي لا يعتقد أنّه اغتصبها، لأنّها لم تكن ثملة للغاية حين جاءت إلى شقته، ونامت في فراشه بإرادتها. لكنّها فوجئت بالأمر صباحاً، وأدركت لاحقاً أنّ الأمر لم يَرُقْها. هنا، يغوص "الموجة" أكثر في طرح أسئلة شائكة ومُربكة عن ماهية التراضي، وعن أين تبدأ وتنتهي، وإلقاء اللوم على الضحية، والتشهير، وافتراض البراءة أو حسن النية، من بين أمور أخرى عدّة.
## 26 قتيلاً وعشرات المصابين في أحدث هجوم روسي على كييف
01 August 2025 06:03 AM UTC+00
ارتفعت حصيلة الضربات الروسية صباح أمس الخميس على كييف إلى 26 قتيلاً، بينهم ثلاثة أطفال، و156 جريحاً، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية اليوم الجمعة. وغداة إعلان السلطات الأوكرانية أنّ القصف أوقع 16 قتيلاً، بينهم طفلان، قالت وزارة الداخلية في منشور على "تليغرام" إنّه "خلال ليلة أمس وصباح اليوم، انتشلت فرق الإنقاذ عشر جثث من تحت أنقاض المبنى السكني في منطقة سفياتوشينسكي، بينها جثة طفل يبلغ من العمر عامين"، مشيرة إلى أنّ القصف أوقع أيضاً 159 جريحاً، بينهم 16 طفلاً.
واستُهدفت أوكرانيا مجدداً، ليل الخميس - الجمعة، بضربات روسية، وقُتل رجل عمره 63 عاماً جراء قذيفة طاولت مبنى سكنياً في بلدة فيسيليانكا في منطقة زابوريجيا (شرقا)، وفق ما أفاد رئيس الإدارة العسكرية المحلية إيفان فيدوروف على "تليغرام". وأعلنت كييف اليوم الحداد إثر عمليات القصف التي حصلت أمس الخميس وكانت الأكثر دموية في العاصمة منذ بدء الغزو الروسي في فبراير/ شباط 2022.
إلى ذلك، أعلنت خدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية، اليوم الجمعة، عن اندلاع حرائق واسعة النطاق في منشآت صناعية في بيلا تسيركفا، الواقعة بمنطقة كييف، جراء غارة روسية. وأفادت خدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية، بأن الجيش الروسي شنّ سلسلة من الضربات على منطقة بيلا تسيركفا خلال الليل، مما تسبب في اندلاع حرائق واسعة النطاق في مؤسسات مدنية ومنشآت صناعية بالمنطقة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية الأوكرانية (يوكرينفورم) اليوم.
وشارك أكثر من 100 من رجال الإنقاذ و34 وحدة من معدات خدمة الطوارئ الحكومية، بما في ذلك الروبوتات، في إزالة آثار الحريق. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، عن تدمير منظومات الدفاع الجوي التابعة لها، 60 طائرة أوكرانية مسيرة خلال الليل، فوق عدة مناطق. وقالت الوزارة في بيان لها: "خلال الليلة الماضية من الساعة 23:30 بتوقيت موسكو في 31 يوليو/ تموز، وحتى الساعة 04:10 في 1 أغسطس/ آب، اعترضت منظومات الدفاع الجوي العاملة ودمّرت 60 طائرة دون طيار أوكرانية"، وفقاً لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية.
وأضاف البيان، أنه تم تدمير "31 مسيّرة على أراضي مقاطعة بيلغورود، و12 على أراضي مقاطعة روستوف، و5 على أراضي إقليم كراسنودار، و4 فوق حوض البحر الأسود، و3 على أراضي مقاطعة فورونيج، واثنتين على أراضي مقاطعة ليبيتسك، واثنتين على أراضي مقاطعة تولا، وواحدة فوق مياه بحر آزوف".
وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"مشهد جديد" من القتل تسببت به موسكو، داعياً إلى "تغيير النظام" في روسيا. من جانبه، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضربات بأنّها "مثيرة للاشمئزاز"، مؤكداً عزمه على فرض عقوبات جديدة على روسيا. وقال ترامب للصحافيين إنّ "روسيا - أعتقد أنّ ما يفعلونه مثير للاشمئزاز. أعتقد أنّه مثير للاشمئزاز"، مضيفاً "سنفرض عقوبات. لا أعلم إن كانت العقوبات تزعجه (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) لكنّنا سنفرضها".
كما أعلن الرئيس الأميركي أنّ مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف الذي يزور إسرائيل حالياً، سيتوجّه إلى روسيا بعد انتهاء مهمّته في الشرق الأوسط. وسبق لويتكوف أن التقى مرات عدّة بالرئيس الروسي. وكان ترامب قد أمهل روسيا حتى نهاية الأسبوع المقبل لوقف القتال في أوكرانيا، وذلك تحت طائلة فرض عقوبات اقتصادية قاسية عليها. ويدرس الرئيس الأميركي حالياً فرض عقوبات "ثانوية" على روسيا، وهي عقوبات تستهدف عملياً الدول التي تشتري من موسكو النفط تحديداً، وذلك بهدف تجفيف هذا المصدر الأساسي لإيرادات آلة الحرب الروسية. وانتقد ترامب الهند تحديداً، بسبب وارداتها من الهيدروكربونات والأسلحة الروسية.
وإثر عودته إلى السلطة في يناير/ كانون الثاني، عبّر ترامب عن استعداده للتفاوض مع الرئيس الروسي، وحاول التقارب معه، وانتقد المساعدات الضخمة التي قدّمتها واشنطن إلى كييف في عهد سلفه جو بايدن. لكنّ ترامب أعرب منذ ذلك الحين عن "خيبة أمل" من بوتين الذي لم يوافق على وقف لإطلاق النار تطمح إليه كييف وواشنطن.
(فرانس برس، أسوشييتد برس)
## "رويترز" عن وزير الخارجية الفرنسي: ستكون هناك 4 رحلات جوية محملة بعشرة أطنان من المساعدات الإنسانية إلى غزة من الأردن
01 August 2025 06:40 AM UTC+00
## كيلور نافاس يواجه تهمة التكبر والجماهير تصفه بالمغرور
01 August 2025 06:49 AM UTC+00
 يواجه الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس (38 عاماً)، انتقادات لاذعة واتهامات بالكِبر على خلفية تصرّفه المثير للجدل مع ناديه الأرجنتيني السابق نيولز أولد بويز، الذي غادره بشكل مفاجئ للانضمام إلى بوماس المكسيكي. ووصفت جماهير الفريق الأرجنتيني قراره بالمغرور، معتبرة أنه لم يُظهر الاحترام اللازم لألوان نادٍ حملها نجوم كبار، في مقدّمتهم الأسطورة ليونيل ميسي (38 عاماً).
رحيل بطعم مر، هكذا وصفه موقع راديو "أر إم سي سبورت" الفرنسي، إذ غادر كيلور نافاس نادي نيولز أولد بويز الأسبوع الماضي، لينضم إلى بوماس المكسيكي، وذلك بعد مرور ستة أشهر فقط على وصوله في يناير/كانون الثاني 2025. وقد قوبلت رغبته في فسخ عقده، الذي كان من المفترض أن يستمر حتى ديسمبر/كانون الأول، باستياء كبير من إدارة النادي الأرجنتيني وجماهيره، الذين منحوه فرصة لإحياء مسيرته بعد ابتعاده عن اللعب لستة أشهر عقب رحيله عن باريس سان جيرمان (2019-2024).
وتعرّض الحارس الكوستاريكي المخضرم كيلور نافاس (120 مباراة دولية)، لهجوم علني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قادته زوجة مدرب نادي نيولز أولد بويز كريستيان غاستون فاببياني (41 عاماً)، وهي خيمينا فاسكون. وهاجمت فاسكون تصرّف نافاس، بعدما علّقت على منشور صحافي كشف عن حالة "الذهول" داخل النادي الأرجنتيني من قراره الرحيل في منتصف الموسم، على الرغم من أنه كان يحظى بكل أشكال الدعم والرعاية من الجهاز الفني، الذي وفر له الظروف المثالية لاستعادة مستواه بعد فترة من الغياب عن الملاعب.
وكتبت خيمينا فاسكون: "أحياناً ينسى البعض أنهم، إلى جانب فرديتهم، جزء من فريق. وقلة الاحترام تجاه زملائهم، والمؤسسة بأكملها، والجماهير، أمرٌ مؤسف، سواء كان الشخص بطلاً ثلاثياً أو خماسياً أو حتى ملك العالم. لا شيء أسوأ من أن يظن المرء نفسه أعلى من الآخرين".
وجاءت القطيعة بين كيلور نافاس ونادي نيولز أولد بويز بشكل مفاجئ ومؤلم، لا سيما في ظل المستويات المبهرة التي قدّمها الحارس الكوستاريكي خلال الأشهر الستة التي قضاها مع الفريق، إذ خاض 16 مباراة أعاد فيها اكتشاف نفسه وأعاد طرق أبواب المنتخب الوطني بعد عام من إعلان اعتزاله. غير أن الغموض بدأ يلف مستقبله بعدما غاب عن مواجهتين متتاليتين في ظروف وُصفت بالمريبة، ما فتح الباب أمام التكهنات بشأن نيّته الرحيل، وهو ما تأكد لاحقاً برحيله إلى المكسيك.
من جهته، علّق مدرب نادي نيولز أولد بويز كريستيان غاستون فابياني بغضب على طريقة رحيل كيلور نافاس، وكشف تفاصيل اللحظات التي سبقت الانفصال قائلاً "عندما طلب قبل ساعتين فقط من الاجتماع الفني عدم اللعب أمام بانفيلد، قلت في نفسي: انتهت قصة كيلور"، وأضاف: "اتصلت به وأبلغته بأننا سنتحدث بعد المباراة لتوضيح الأمور، لكن تصرّفه أزعجني بشدة، أهانني وأفسد مزاجي وآلمني"، وتابع قائلاً "استشرت بعض الخبراء، مثل خوستو فيار، وأخبرني بأن اللاعب الذي لا يريد البقاء لن يفيد الفريق، وأن الاحتفاظ به أسوأ من تركه يرحل".
وفي ظل هذه العاصفة من الانتقادات والتصريحات الغاضبة، يبدو أن كيلور نافاس طوى صفحة قصيرة لكنها صاخبة في الملاعب الأرجنتينية، فترك وراءه جدلاً واسعاً وانقساماً بين من يرى فيه نجماً لم يُحسن وداع الفريق، ومن يعتبره محترفاً اتخذ قراراً شخصياً لا يُلزمه بتبريره. وبين هذا وذاك، يبقى السؤال مطروحاً: هل سيُعيد نافاس كتابة نهايته مع بوماس، أم أن صورته ستظل محاطة بظلال التكبر وسوء التقدير؟
## مورينيو يخطط لانتشال دياز من كابوس ريال مدريد
01 August 2025 06:49 AM UTC+00
يعيش نجم منتخب المغرب إبراهيم دياز (25 عاماً)، وضعاً مقلقاً مع ناديه الحالي ريال مدريد الإسباني، بعد خروجه من حسابات المدرب تشابي ألونسو (44 عاماً)، ما يجعله مهددا بالاستبعاد من تشكيلة زملاء كليان مبابي (26 عاماً)، خلال مباريات الموسم المقبل، لذا أصبح لزاماً عليه البحث عن نادٍ آخر يضمن مشاركته أساسياً حتى يكون في قمة جهوزيته خلال بطولة أفريقيا للأمم، المقرر إقامتها في المملكة خلال الفترة ما بين 21 ديسمبر/ كانون الأول و18 يناير/ كانون الثاني المقبلين. وتلقى النجم المغربي إبراهيم دياز عروضاً احترافية عدة في الفترة الأخيرة، آخرها من نادي فنربخشة التركي، عقب دخول مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو (62 عاماً)، على خط الاستفادة من خدماته.
وفي هذا الإطار، أفادت صحيفة هيرييت التركية، أمس الخميس، بأن الـ"سبيشل وان" وضع اسم دياز في قمة أولوياته خلال مرحلة الانتقالات الصيفية الحالية، أملا في إنقاذه من الدكة داخل أسوار النادي الملكي، إذ يرى المدرب جوزيه مورينيو في اللاعب إبراهيم دياز الخيار المناسب لملء بعض النواقص التي يعانيها نادي فنربخشة التركي في خط الهجوم.
وحسب المصدر نفسه، فإن المدرب البرتغالي طلب من إدارة النادي التركي الإسراع في تقديم عرض مالي لنادي ريال مدريد من أجل ضم النجم المغربي في ميركاتو الصيف، بصرف النظر عن المطالب المالية الكبيرة التي حددتها إدارة الرئيس فلورنتينو بيريز. وأثار خبر إمكانية انضمام اللاعب إبراهيم دياز إلى فنربخشة ردات فعل إيجابية من قِبل جماهير النادي التركي، التي عبرت عن أملها في إتمام الصفقة بنجاح.
ومن شأن التحاق دياز (25 عاماً)، بالدوري التركي أن يخلصه من كابوس نادي ريال مدريد ومدربه تشابي ألونسو، الذي يبدو أنه خيّر إبراهيم دياز بين الرضا بدور ثانوي في تشكيلة "الميرينغي"، أو الرحيل لخوض تجربة أخرى قد تكون مفيدة بالنسبة إليه وأيضاً لمنتخب المغرب، الذي يراهن على جهوزيته الكاملة خلال الاستحقاقات المقبلة، من أبرزها بطولة كأس أمم أفريقيا 2025. وجدير بالذكر أن جوزيه مورينيو سبق أن كان وراء ضم الثنائي المغربي: يوسف النصيري (27 عاما)، وسفيان أمرابط (28 عاما)، إلى نادي فنربخشة التركي خلال الموسم الكروي الماضي.
## هكذا تفاعلت الأسواق مع زيادة ترامب الرسوم الجمركية على عشرات الدول
01 August 2025 07:01 AM UTC+00
لم يطرأ تغير يُذكر على أسعار النفط، اليوم الجمعة، بعد انخفاضها بأكثر من 1% في الجلسة السابقة، وسط تقييم المتداولين لتأثير الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة المرتفعة، والتي قد تُقوّض النشاط الاقتصادي وتُقلّل نمو الطلب العالمي على الوقود. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت أربعة سنتات، أو بنسبة 0.06%، لتصل إلى 71.74 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 12:01 بتوقيت غرينتش، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي سنتاً واحداً، أو 0.01%، إلى 69.27 دولاراً.
ومع ذلك، يتجه خام برنت لتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 4.9%، كما يتجه خام غرب تكساس الوسيط نحو الصعود بنسبة 6.4%، بعدما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع بفرض رسوم جمركية على مشتري الخام الروسي، خصوصاً الصين والهند، في محاولة للضغط على روسيا لوقف حربها ضد أوكرانيا. إلا أن المستثمرين يركزون، اليوم الجمعة، بشكل أكبر على قرار ترامب فرض معدلات رسوم جمركية جديدة وأعلى في معظم الحالات على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، والتي من المقرر أن تدخل حيّز التنفيذ اعتباراً من الأول من أغسطس/ آب.
وقد وقّع ترامب، أمس الخميس، أمراً تنفيذياً بفرض رسوم جمركية تراوح بين 10% و41% على الواردات الأميركية من عشرات الدول والمناطق، بما في ذلك كندا والهند وتايوان، بعد فشل التوصل إلى اتفاقات تجارية بحلول الأول من أغسطس/ آب، وهو الموعد النهائي الذي حدّده ترامب سابقاً.
ويحذر بعض المحللين من أن هذه الرسوم قد تضع ضغوطاً على النمو الاقتصادي من خلال رفع الأسعار، وهو ما سينعكس بدوره على استهلاك النفط. وظهرت مؤشرات، أمس الخميس، تُظهر أن الرسوم الجمركية القائمة تضغط بالفعل على الأسعار في الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد ومستهلك للنفط في العالم، حيث ارتفع معدل التضخم في يونيو/ حزيران نتيجة زيادة أسعار السلع المستوردة.
وتعزز هذه البيانات التوقعات بأن ضغوط الأسعار ستتزايد في النصف الثاني من العام، ما قد يُؤخّر اتخاذ مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) قرار خفض أسعار الفائدة حتى شهر أكتوبر/ تشرين الأول على أقل تقدير. وقد يؤثر الإبقاء على أسعار الفائدة المرتفعة أيضاً على سوق النفط، إذ إن ارتفاع تكاليف الاقتراض قد يُحدّ من النمو الاقتصادي. في غضون ذلك، تلقت الأسعار دعماً من تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100% على مشتري الخام الروسي، ما أثار مخاوف من اضطراب تدفقات النفط وخروج بعض الإمدادات من السوق.
وقال محللو "جيه.بي مورغان" في مذكرة، أمس الخميس، إن تحذيرات ترامب للصين والهند بفرض عقوبات على مشترياتهما من النفط الروسي قد تُعرّض نحو 2.75 مليون برميل يومياً من صادرات النفط الروسية المنقولة بحراً للخطر. وتُعدّ الصين والهند ثاني وثالث أكبر مستهلكين للنفط الخام في العالم، على التوالي.
أسعار الذهب والدولار
استقرت أسعار الذهب اليوم الجمعة، لكنها تتجه لتسجيل خسارة أسبوعية في ظل ارتفاع الدولار عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على عدد من الدول. واستقر الذهب في المعاملات الفورية عند 3289.79 دولاراً للأوقية (الأونصة)، متراجعاً بنسبة 1.4% منذ بداية الأسبوع حتى الآن. كما نزلت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.3% إلى 3340.20 دولاراً.
وارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.1%، ليُحوم بالقرب من أعلى مستوى له في شهرين، والذي سجله أمس الخميس، ما يجعل الذهب أكثر كلفة لحائزي العملات الأخرى. وفي ما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 37.10 دولاراً للأوقية، وانخفض البلاتين بنسبة 0.3% إلى 1308.85 دولارات، فيما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.9% إلى 1216.25 دولاراً.
أداء الدولار أمام العملات
يتجه الدولار لتحقيق أفضل أداء أسبوعي له في نحو ثلاث سنوات مقابل العملات الرئيسية، وحافظ على زخمه اليوم الجمعة، بعد إعلان ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على عشرات الشركاء التجاريين. وسجّل الين أدنى مستوى له في أربعة أشهر مقابل الدولار، مواصلاً انخفاضه الذي بدأه أمس الخميس، بعدما أشار بنك اليابان إلى أنه ليس في عجلة من أمره لاستئناف رفع أسعار الفائدة.
وعلى صعيد التحركات المرتبطة بالتجارة، ارتفعت العملة الأميركية أمام الفرنك السويسري بعدما حدد ترامب الرسوم الجمركية على الواردات السويسرية عند 39%، ارتفاعاً من 31% التي أُعلن عنها سابقاً. كما تراجع الدولار الكندي إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من شهرين بعدما فرض ترامب عليه ضريبة بنسبة 35% بدلاً من 25% التي سبق أن هدّد بها.
واستقر اليورو بالقرب من أدنى مستوياته في نحو شهرين، متأثراً بما تعتبره الأسواق اتفاقية تجارية غير متوازنة مع واشنطن. ورغم استمرار هجمات ترامب على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي وصفه بأنه "رئيس سيئ" للبنك المركزي، واعتبر تعيينه "خطأً"، فقد حافظ الدولار على قوته.
وصعد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، من بينها اليورو والين والفرنك السويسري، إلى 100.10 خلال الليل، متجاوزاً مستوى المئة للمرة الأولى منذ 29 مايو/ أيار. وسجّل سعر صرف الين 150.64 للدولار بعدما انخفض إلى 150.89 في وقت مبكر من اليوم الجمعة، وهو ما يُعد أضعف مستوى له منذ 28 مارس/ آذار. وحام اليورو حول 1.1420 دولار، وتراجع الفرنك بنسبة 0.26% إلى 0.8120 للدولار، بينما انخفض الدولار الكندي بنسبة 0.12% إلى أدنى مستوى له منذ 22 مايو عند 1.3872 دولار كندي مقابل الدولار الأميركي.
تأتي التحركات الحالية في الأسواق العالمية في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وعدد من شركائها التجاريين، مع تبني الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسة تجارية أكثر حمائية منذ عودته إلى البيت الأبيض في مطلع هذا العام. وقد سبق أن استخدم ترامب خلال ولايته الأولى سلاح الرسوم الجمركية للضغط على شركاء اقتصاديين كبار كالصين والاتحاد الأوروبي، ما تسبب حينها في اضطراب الأسواق وأثار مخاوف من اندلاع حروب تجارية.
ويبدو أن السياسة الاقتصادية الجديدة تسير على النهج ذاته، إذ تهدف الرسوم الأخيرة إلى حماية الصناعة الأميركية والضغط على بعض الدول لتقديم تنازلات تجارية أو سياسية، كما هو الحال مع محاولة التضييق على صادرات النفط الروسي. إلا أن هذه القرارات تُثير في الوقت نفسه مخاوف عالمية من آثار عكسية على النمو الاقتصادي العالمي وأسواق الطاقة والسلع، بسبب ارتفاع الأسعار وكبح الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري، لا سيما في الاقتصادات الناشئة.
(رويترز، قنا، العربي الجديد)
## وسائل إعلام إسرائيلية: المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف يصل إلى مركز لتوزيع المساعدات في رفح جنوبي قطاع غزة
01 August 2025 07:04 AM UTC+00
## ميلان يعرض بن ناصر على يوفنتوس في صفقة تبادلية
01 August 2025 07:13 AM UTC+00
قدم نادي ميلان الإيطالي عرضاً إلى مواطنه يوفنتوس، يقضي بانتقال لاعب الوسط الجزائري إسماعيل بن ناصر (27 عاماً)، إلى "بيانكونيري" مع مبلغ مالي قيمته 10 ملايين يورو، ويحصل "الروسونيري" على خدمات المهاجم الصربي، دوسان فلاهوفيتش (25 عاماً)، بما أن مدرب ميلان الجديد، ماسيميليانو أليغري (57 عاماً)، يعرف قدراته جيدًا، بعدما دربه سابقا في يوفنتوس، ومصرّ على التعاقد معه، وقد وضعه ضمن أهم خياراته بالنسبة إلى الموسم الجديد.
وأشارت صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية إلى أن خطة ميلان أصابها الفشل، بما أن يوفنتوس رفض الفكرة، ولا يبدو مستعدًا لقبول العرض، ولم تكشف الصحيفة عن أسباب الرفض، سواء لعدم اقتناع يوفنتوس بالمبلغ المالي المقترح، أو عدم رغبتهم في الحصول على خدمات بن ناصر بما أن الفريق يملك الكثير من الخيارات في وسط الملعب، ويبحث عن التخلص من بعض الأسماء خلال "الميركاتو" الصيفي الحالي. وخاصة البرازيلي دوغلاس لويز (27 عاماً)، الذي بات قريبًا من الرحيل.
وغاب بن ناصر عن معسكرات ميلان التي تسبق الموسم الجديد، بعدما  وضعه المدرب أليغري خارج الحسابات، وسط غموض بشأن مستقبله نظرًا لأن نادي مرسيليا لم يقدم بعد عرضاً إلى الفريق الإيطالي لتمديد تجربة المحارب الجزائري مع الفريق، كما أن الأخبار بشأن العروض العربية متضاربة بشكل كبير، بعد أن ساد الاعتقاد بأن بن ناصر سيرحل إلى نادي الاتحاد السعودي، الذي يرغب في دعم وسط ملعبه، ولكن لحدّ الان لم يحصل ميلان على عرض رسمي بشأن لاعبه الجزائري، الذي خاض النصف الثاني من الموسم الماضي معارًا إلى مرسيليا الفرنسي.
## فيراري يغلق الباب أمام هورنر بتمديد عقد مديره
01 August 2025 07:13 AM UTC+00
قرر فريق فيراري الإيطالي تمديد عقد مديره الفرنسي فريدريك فاسور (57 عاماً)، رغم التوقعات السابقة التي تحدثت عن إمكانية رحيله بنهاية الموسم الحالي في بطولة العالم لـ"فورمولا 1"، نظراً لأن نتائج الفريق منذ بداية الموسم لم تكن إيجابية، والفريق لم يحقق أي انتصار، واتسع الفارق عن "مكلارين"، وبدرجة أقل عن ريد بول ومرسيدس، وكل المؤشرات تؤكد أن الفريق لن يحصل على أي مكاسب من الموسم الحالي.
وجاء في بيان لفيراري: "انضم فاسور إلى الفريق في بداية عام 2023، حاملاً معه خبرة واسعة في مجال رياضة السيارات، وقدرة ثابتة على تطوير المواهب، وبناء فرق تنافسية على جميع مستويات السباقات". وأضاف البيان: "منذ ذلك الحين، أرسى أسسًا متينةً طموحةً لإعادة فيراري إلى صدارة فورمولا 1". ويعكس تجديد عقد المدير الفرنسي عزم فيراري على مواصلة البناء على هذه الأسس. وتتوافق قدرته على القيادة تحت الضغط، وتبني الابتكار، والسعي لتحقيق الأداء الأمثل، تماماً مع قيم "فيراري" وطموحاته طويلة الأمد. واتسم فريق فيراري، تحت قيادة فريد، بالتماسك والتركيز والالتزام بالتحسين المستمر. وتعكس الثقة الممنوحة له ثقة الفريق في توجهه الاستراتيجي، وتعزز عزمه المشترك على تحقيق النتائج التي يتوقعها ويستحقها مشجعو فيراري وسائقوه وأعضاؤه.
وبتمديد عقد فاسور، فإن "فيراري" يُغلق الباب أمام قدوم الإنكليزي كريستيان هورنر (51 عاماً)، الذي غادر فريق ريد بول منذ أيام قليلة، وسط توقعات بأن يكون معوضاً للفرنسي في الفريق الإيطالي، بما أنه حقق نجاحات تاريخية مع "ريد بول" خلال المواسم الماضية، ولكن استمرار فاسور سيجعله ينتظر فرصة أخرى مستقبلاً.
## جيش الاحتلال الإسرائيلي: صفارات الإنذار تدوي في البلدات القريبة من غزة
01 August 2025 07:29 AM UTC+00
## إسرائيل تجلي معظم دبلوماسييها من الإمارات وتنصح بعدم السفر إليها
01 August 2025 08:06 AM UTC+00
أوعزت وزارة الخارجية الإسرائيلية، مساء أمس الخميس، لمعظم المبعوثين الإسرائيليين وأفراد عائلاتهم بإخلاء مقرات البعثات الإسرائيلية في الإمارات بذرائع أمنية. وقد صدر الأمر لأعضاء السفارة في أبوظبي والقنصلية العامة في دبي ولأفراد عائلاتهم على أن يكون السفير يوسي شيلي آخر من يُخلي الموقع.
وقبل ذلك، أصدرت الخارجية الاسرائيلية تعليمات أمنية استثنائية وصارمة لموظفي البعثة الذين ما زالوا موجودين في الإمارات. وذكرت الوزارة لوسائل إعلام عبرية، أنها لا تُعلّق على موضوع التعليمات الأمنية الصادرة لموظفيها. وزعم مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، في بيان، أن تشديد الإجراءات جاء على خلفية الفهم الإسرائيلي بأن إيران، وحركة حماس، وحزب الله وحركة الجهاد الإسلامي، تنشط بشكل متزايد هذه الأيام في جهودها للإضرار بإسرائيل.
وتشير تقديرات دولة الاحتلال الإسرائيلي، إلى وجود دافع متزايد لتنفيذ عمليات انتقامية بعد العدوان على إيران، بالإضافة إلى "تصاعد التحريض المعادي لإسرائيل والمؤيد للفلسطينيين"، منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة، وخاصة إثر تجويع الاحتلال لقطاع غزة، فيما تزعم أوساط إسرائيلية منها رسمية، بأن "التجويع" هو حملة تقودها "حماس" حول العالم لتشويه صورة إسرائيل.
وجاء في بيان مجلس الأمن القومي الإسرائيلي: "تُظهر التجربة السابقة أن التنظيمات الإرهابية تركّز جهودها غالباً في الدول المجاورة لها. وفي ضوء ذلك، يقوم مجلس الأمن القومي بتشديد التحذير بشأن احتمال تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في الإمارات، مع التركيز على المناسبات اليهودية، الأعياد وأيام السبت. ويُذكّر أن الإمارات تخضع منذ فترة طويلة لتحذير سفر صادر عن مجلس الأمن القومي من المستوى 3، أي توصية بتجنّب السفر غير الضروري، ولذلك يُنصح بالنظر بجدية في مسألة السفر.
وشدد المجلس  على ضرورة تعزيز اليقظة والانتباه لما يجري في محيط الإسرائيليين في الإمارات. وأوصى بتجنّب إظهار أي رموز لهوية إسرائيلية أو يهودية في الأماكن العامة، بما في ذلك الامتناع عن ارتداء ملابس تحمل كتابات بالعبرية أو علامات تكشف الهوية والدين. كما نصح بتجنّب التجمعات واللقاءات العامة للإسرائيليين، بما في ذلك زيارة المؤسسات الإسرائيلية أو اليهودية. وجاء في البيان كذلك أن "المنظومة الأمنية الإسرائيلية، عبر الجهات المختصة، على اتصال وثيق مع السلطات وأجهزة الأمن في أنحاء العالم، لإحباط أي نيات إرهابية تستهدف إسرائيليين ويهود خارج البلاد".
## "فرانس برس": الصين تندد بحمائية تضر بكل الأطراف بعد إعلان ترامب رسوماً جمركية إضافية
01 August 2025 08:08 AM UTC+00
## هكذا ردت إيران على اتهامات غربية بتنفيذ اغتيالات وعمليات خطف بالخارج
01 August 2025 08:20 AM UTC+00
رفضت إيران، اليوم الجمعة، الاتهامات التي وجهتها إليها 14 دولة، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا، باعتماد سياسة "اغتيالات وعمليات خطف" في الخارج تستهدف معارضين وصحافيين ومسؤولين، معتبرة أنها "لا أساس لها". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي، في بيان، إن هذه الاتهامات هي "محاولة لتحويل انتباه الرأي العام عن القضية الأساسية المطروحة حالياً، وهي الإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة"، مضيفاً أن هذه الاتهامات "افتراءات سافرة... تأتي في إطار حملة خبيثة ضد إيران تهدف إلى ممارسة الضغط على الأمة الإيرانية العظيمة".
ونددت 14 دولة، أمس الخميس، بما وصفته بتصاعد مؤامرات الاغتيال والخطف والإيذاء التي تحاك من أجهزة المخابرات الإيرانية ضد أشخاص خارج إيران، وقالت الدول في بيان مشترك: "نحن متحدون في معارضتنا لمحاولات أجهزة المخابرات الإيرانية قتل وخطف وإيذاء أشخاص في أوروبا وأميركا الشمالية، في انتهاك واضح لسيادتنا"، وأضاف البيان: "تتعاون هذه الأجهزة على نحو متزايد مع منظمات إجرامية دولية لاستهداف صحافيين ومعارضين ومواطنين يهود ومسؤولين حاليين وسابقين في أوروبا وأميركا الشمالية. هذا الأمر غير مقبول". ودعت حكومات ألبانيا والنمسا وبلجيكا وكندا والتشيك والدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا والسويد والمملكة المتحدة والولايات المتحدة إيران إلى وقف مثل هذه الأنشطة غير القانونية على الفور.
وكانت لندن وواشنطن فرضتا، في يناير/كانون الثاني 2024، مجموعة من العقوبات على مسؤولين إيرانيين "متورطين في تهديدات بارتكاب جرائم قتل على أراضي المملكة المتحدة، فضلاً عن المنظمات الإجرامية التي تنفذ توجيهات النظام في الخارج"، وفق بيان للخارجية البريطانية وقتها. وشملت العقوبات تجميد الأصول وحظر عدد من الأفراد لـ"ضلوعهم بتهديد حياة صحافيين" من تلفزيون "إيران إنترناشيونال"، المعارض للنظام الحاكم في إيران، أثناء وجودهم على أراضي المملكة المتحدة.
كما واجهت إيران في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 أزمة دبلوماسية مع الدنمارك في أعقاب تسريب ما عُرف بـ"لائحة الاغتيالات" التي ضمت أسماء وصورا لمعارضين إيرانيين في أوروبا، وما زاد وقتها الطين بلة بالنسبة لطهران أن أحد الأسماء الواردة في القائمة جرى اغتياله فعلاً قبل تسرب الوثيقة بعام. ونشرت القائمة صحيفة "يولاندس بوستن" الدنماركية، التي قالت إنها تلقتها من "مصدر في سفارة إيران". وشكل نشر القائمة وقتها صدمة وسجالاً لم يستثن يميناً ولا يساراً بالدعوة لـ"البحث عن المتورطين في داخل السفارة، وطرد الدبلوماسيين المشتركين في مخطط القتل".
وكانت إيران أعلنت، في أكتوبر/تشرين الأول 2020، اعتقال قيادي معارض في "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز" الانفصالية، حبيب أسيود، وأشارت وقتها إلى أن عملية استدراج المعارض الأحوازي جرت في تركيا قبل نقله إلى طهران، وسبقت عملية استدراج أسيود عدة عمليات استدراج واعتقال أخرى لمعارضين في الخارج، مثل حادثة اعتقال روح الله زم، صاحب موقع "آمد نيوز" الشهير، الذي كان يقيم في فرنسا تحت حماية أمنية من الشرطة الفرنسية، وسط تكهنات بأنه تم استدراجه إلى العراق أو دولة جارة أخرى. وأيضاً حادثة اعتقال المعارض الإيراني جمشيد شارمهد، زعيم "جمعية مملكة إيران" المعارضة أو ما تُعرف باسم "تندر"، حيث أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية، مطلع أغسطس/آب 2020، اعتقاله بعد استدراجه من الولايات المتحدة الأميركية.
وكشف القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني، رفيق دوست، في مارس/آذار الماضي لموقع "ديده بان إيران" (المرصد الإيراني) أنه قاد عمليات اغتيال لعدد من معارضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية في خارج البلاد، متحدثاً أيضاً عن دور القائد العام الأسبق للحرس الجنرال محسن رضائي في ذلك، إلا أن المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، العميد علي محمد نائيني، نفى تصريحات دوست، وقتها، معتبراً أنها "غير صحيحة وغير واقعية"، وقال إن دوست "لم يكن له دور في القضايا الأمنية والاستخباراتية والعملياتية للحرس".
ويذكر أن العقود الثلاثة الأولى للثورة الإسلامية الإيرانية، شهدت اغتيالات عديدة لعدد من الرموز الإيرانية المعارضة في مدن أوروبية، مما تسبب بتوترات مستمرة في العلاقات الإيرانية الأوروبية خلال تلك الفترة وسط اتهامات لطهران ونفيها ذلك. ومن أشهر تلك العمليات، كانت عملية مطعم ميكونوس في مدينة برلين الألمانية في 17 سبتمبر/ أيلول 1992، حيث اغتيل فيها الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، صادق شرفكندي، وثلاثة من رفاقه. وتسببت العملية بتوتير العلاقات الإيرانية الألمانية فأصدرت محكمة ألمانية حكم جلب دولي لوزير الاستخبارات الإيراني آنذلك علي فلاحيان، بعد اتهامات وجهتها للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي والرئيس الإيراني آنذاك علي أكبر هاشمي رفسنجاني ووزير خارجيته علي أكبر ولايتي. وحينها وصف رفسنجاني الحكم بأنه "فضيحة تاريخية" لألمانيا وذلك بعد استدعاء البلدين سفيريهما.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## بوكا جونيورز يبعد 3 لاعبين: قصة 23 تمرداً في النادي الأرجنتيني
01 August 2025 08:21 AM UTC+00
قرّر نادي بوكا جونيورز الأرجنتيني إبعاد ثلاثة لاعبين، الثلاثاء، هم المدافع الدولي الأرجنتيني، ماركوس روخو (35 عاماً)، وزميله الأوروغوياني في الجهة اليسرى، مارسيلو ساراتشي (27 عاماً)، والمدافع المحوري الأرجنتيني كريستيان ليما (34 عاماً)، وذلك بعد خلاف مع المدرب ميغيل روسو (69 عاماً)، الذي أمر باستبعادهم. بهذا، يرتفع عدد حالات التمرد في النادي الأرجنتيني العريق إلى 23، في قصة تثير حيرة الجماهير، وتدفعها للتساؤل عن مدى الانضباط داخل الفريق. 
وكشف موقع "تي واي سي" الأرجنتيني في تقرير خاص أن قرار استبعاد ماركوس روخو، ومارسيلو ساراتشي، وكريستيان ليما من قائمة فريق بوكا جونيورز جاء بسبب استياء المدرب ميغيل روسو من تسريب تفاصيل اجتماع خاص عقده مع عدد من اللاعبين، لمناقشة ملف انتقال المهاجم ميغيل ميرينتيل (29 عاماً). ووفقاً للمصدر ذاته، فإن اللاعبين الثلاثة لم يُدعوا لحضور الاجتماع، وهو ما أثار التوتر داخل المجموعة، قبل أن يتخذ روسو قرار الإقصاء رداً على ما اعتبره خرقاً للثقة وتسريباً غير مقبول من داخل غرف الملابس. 
أليكسيس ماك أليستر 
انتقل أليكسيس ماك أليستر (26 عاماً) على سبيل الإعارة من برايتون بعد بيعه من أرجنتينوس جونيورز، لكن المشكلة ظهرت في يناير 2020، عندما أراد النادي الإنكليزي دفع نصف مليون دولار لإنهاء الإعارة مبكراً، بينما طالب النادي بمليون دولار. غادر لاعب وسط منتخب الأرجنتين حينها، متهماً إدارة "البوكا" بعدم الاستماع إليه أو تقديره، وأكد أنه كان يرغب في البقاء لستة أشهر إضافية، قبل حدوث المشكل. 
ناهويل مولينا 
وعاد ناهويل مولينا (27 عاماً) إلى صفوف بوكا جونيورز مطلع عام 2020 بعد نهاية فترة إعارته، لكن محادثات تجديد عقده لم تسر كما كان متوقعاً، إذ تعثّرت وسط تبادل الاتهامات بينه وبين إدارة النادي، ما أدى في النهاية إلى رحيله مجاناً نحو نادي أودينيزي الإيطالي. 
راموس مينغو سانتياغو 
يُعدّ راموس مينغو سانتياغو (23 عاماً)، أحد خريجي أكاديمية بوكا جونيورز، غادر النادي مجاناً عام 2020 دون أن يحصل الفريق على أي مقابل، بعد فشل الطرفين في التوصل لاتفاق بشأن أول عقد احترافي، وكان يبلغ من العمر 18 عاماً فقط حينها. حالياً، يلعب في صفوف نادي باهيا البرازيلي. 
سيباستيان فيا 
يُعدّ الكولومبي سيباستيان فيا (29 عاماً) من أكثر الحالات تعقيداً في بوكا جونيورز، إذ استبعد من الفريق بسبب اتهامات بالعنف الأسري أُدين بها لاحقاً، ورغم ذلك رفض النادي عروضاً عديدة لضمه. وفي النهاية، غادر مجاناً وسط نزاع قانوني، لينتقل إلى بلغاريا، ويواصل مسيرته حالياً مع إنديبندينتي ريفادافيا في مندوزا. 
كارلوس تيفيز 
عاش كارلوس تيفيز (41 عاماً) واحدة من أكثر القصص حساسية داخل بوكا جونيورز، بعدما توترت علاقته بمجلس كرة القدم، خاصة إثر وصفه بـ"اللاعب السابق" من بعض أعضائه. ورغم تجديد عقده، اختار الرحيل في إبريل/نيسان 2021، بعدما تآكلت العلاقة بينه وبين إدارة النادي، لتكون النهاية متأثرة بالخلافات رغم لحظة وداع ودّية مع ريكيلمي. 
بوكا وماورو زاراتي 
رحل ماورو زاراتي (38 عاماً) عن بوكا جونيورز في أجواء متوترة خلال فترة كورونا، رغم تمسك المدرب ميغيل أنخل روسو بخدماته. تعثرت مفاوضات التجديد بسبب اختلاف في وجهات النظر وتضارب الروايات، إذ لم تجد مطالبه آذاناً صاغية من الإدارة، لينتهي به الأمر بالرحيل مجاناً، وسط غموض كبير حول كواليس القرار. 
جونيور ألونسو 
شكّل رحيل جونيور ألونسو (32 عاماً) عن بوكا جونيورز واحدة من أبرز الحالات التي أثّرت فيها فترة تفشي فيروس كورونا بشكل مباشر، إذ وجد اللاعب الباراغوياني نفسه وحيداً في الأرجنتين، بعيداً عن عائلته. ورغم محاولات النادي لإقناعه بالبقاء وسعيه لشراء عقده من ليل الفرنسي، تمسك ألونسو بقراره في عدم العودة، ليلتحق لاحقاً بأتلتيكو مينيرو. 
جوليو بوفاريني 
أثار رحيل جوليو بوفاريني (36 عاماً) عن بوكا جونيورز جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية، بعدما فاجأ النادي الجميع ببيان رسمي أعلن فيه مغادرته، حتى أن اللاعب نفسه لم يكن على علم مسبق بذلك. ورغم أنه كان قد جدّد عقده، إلا أن الخلافات المتراكمة أدّت إلى نهاية متوترة، انتهت برحيله مجاناً وبشكل غير ودي. 
بول فرنانديز 
تُعدّ حالة بول فرنانديز (33 عاماً) من بين الحالات النادرة في بوكا جونيورز، إذ غادر النادي في مناسبتين، كانت الأخيرة في ديسمبر/كانون الأول الماضي. المرة الأولى حصلت أواخر عام 2020، عندما جدّد النادي إعارته إلى كروز أزول دون تعديل عقده أو تحسين شروطه. ورغم إبلاغه المسبق بعدم الرغبة في التجديد، ظل وفياً للميدان حتى آخر لحظة له مع الفريق. 
كريستيان بافون 
تكرّرت مع كريستيان بافون (29 عاماً) في بوكا جونيورز قصة باتت مألوفة: مفاوضات مطوّلة لم تصل إلى نتيجة، وعروض لم تُترجم إلى خطوات فعلية، لتنتهي العلاقة مع أحد أهم اللاعبين برحيل مجاني، بعد فشل الطرفين في تجديد عقد الإعارة. ورغم الانتظار، خرج بافون دون أن يحقق النادي أي مكسب مالي يُذكر.
إدواردو سالفيو 
كان إدواردو سالفيو (35 عاماً) أحد أبرز عناصر بوكا جونيورز، لكن تكرار الإصابات أثّر على استمراريته داخل الملعب. حاول النادي الحفاظ عليه بعرض تجديد تضمّن خفضاً كبيراً في راتبه، فردّ اللاعب باقتراح بديل يعكس رغبته في البقاء. ورغم ذلك، فشلت المفاوضات، ليغادر الفريق مجاناً في منتصف 2022. 
أوغستين روسي 
برز أوغستين روسي (29 عاماً) بوصفه أحد نجوم بوكا جونيورز، لكن حين حان وقت تجديد عقده، لم تلقَ مطالبه أي استجابة من الإدارة. بعد الإقصاء من كأس ليبرتادوريس 2022، تم تجميده خارج التشكيلة لأكثر من ستة أشهر. وقع لاحقاً على عقد مبدئي مع فلامنغو، وبعد فترة إعارة في النصر السعودي، غادر مجاناً إلى البرازيل في منتصف 2023. 
كارلوس إزكيردوس 
يُصنف كارلوس إزكيردوس (36 سنة) من بين اللاعبين البارزين في بوكا جونيورز، لكنه دخل في صدام مع الإدارة بسبب خلاف حول المكافآت، قبيل مواجهة كورينثيانز في كأس ليبرتادوريس 2022. استُبعد من الفريق إثر ذلك، قبل أن يُعار إلى سبورتينغ خيخون. وهو اليوم يعود إلى الدوري الأرجنتيني بقميص لانوس. 
أوغستين ألميندرا 
دخل أوغستين ألميندرا (25 سنة) في خلاف حاد مع المدرب سيباستيان باتاغليا مطلع عام 2022، ومنذ ذلك الحين لم يستعد مكانته في الفريق. وبين عروض رُفضت وموقف متأزم مع مجلس الإدارة، قرر الرحيل مجاناً في ديسمبر، وسط أجواء مشحونة، ثم بقي دون نادٍ حتى انضم إلى راسينغ في إبريل/نيسان 2023. 
مارسيلو وايغندت 
يُعدّ مارسيلو وايغندت (25 سنة) واحداً من أبناء النادي الذين واجهوا صعوبات كبيرة في مفاوضات تجديد العقد، حتى أن والده وجّه انتقادات علنية مباشرة لمجلس كرة القدم في بوكا جونيورز. وبعد شد وجذب، تم التوصل إلى اتفاق يمتد حتى عام 2027، قبل أن ينتقل على سبيل الإعارة إلى إنتر ميامي لمدة عامين. 
ماتيو ريتيغي 
أُعير ماتيو ريتيغي (26 سنة) إلى نادي تيغري وتألق بشكل لافت، لكن بوكا جونيورز لم يفعل خيار استعادته حين سنحت الفرصة. اللاعب لم يكن راضياً عن طريقة التعامل معه، فاختار الرحيل إلى بولونيا في صفقة تجاوزت قيمتها 20 مليون دولار. وأخيراً، بِيع إلى نادي القادسية السعودي. 
فالنتين باركو 
على غرار ويغاندت ومولينا، خاض فالنتين باركو (21 سنة) مفاوضات شاقة لتجديد عقده مع بوكا جونيورز، لكنها لم تثمر عن اتفاق نهائي. وفي ظل تعثّر المحادثات، قرر الرحيل عبر دفع الشرط الجزائي البالغ عشرة ملايين دولار، لينتقل رسمياً إلى نادي برايتون الإنكليزي. 
نيكولاس فالنتيني 
تُعدّ حالة المدافع نيكولاس فالنتيني (24 سنة) من الملفات التي لا تزال حاضرة في مكاتب بوكا جونيورز، بعدما استُبعد من الفريق الأول منذ إبريل دون تبرير واضح من النادي. وفي ديسمبر 2024، غادر مجاناً إلى فيورنتينا الإيطالي، تاركاً خلفه كثيراً من التساؤلات حول ظروف خروجه والطريقة التي أغلق بها الملف بهدوء. 
إزكييل فرنانديز 
تُعتبر حالة إزكييل فرنانديز (23 عاماً) من بين الأقل تعقيداً ضمن سلسلة المغادرين لنادي بوكا جونيورز، رغم أن خروجه لم يكن سلساً تماماً. واجه اللاعب بعض العراقيل في مفاوضات الرحيل، لكن بعد تعثّر الوصول إلى اتفاق مع الإدارة، قرر تفعيل بند الشرط الجزائي ليفسخ عقده. واليوم، يُواصل مسيرته الاحترافية مع نادي القادسية السعودي. 
كريستيان ميدينا 
تُعدّ حالة كريستيان ميدينا (23 عاماً) الأحدث في سلسلة المغادرين لبوكا جونيورز، بعدما اتخذ قراراً بالتوقف عن اللعب احتجاجاً على رفض النادي عرضاً مقدماً من فنربخشه التركي. لاحقاً، اعترف بأنه تصرّف بانفعال، لكن العلاقة كانت قد توترت بشكل كبير، ليدفع في يناير/كانون الثاني قيمة الشرط الجزائي وينتقل إلى إستوديانتس، منهياً مسيرة قصيرة طبعها التوتر والندم. 
مارسيلو ساراتشي 
انضم مارسيلو ساراتشي (27 سنة) إلى بوكا جونيورز لتدعيم الجهة اليسرى من الدفاع، ونجح في نيل فرصة اللعب أساسياً في بعض المباريات تحت قيادة فرناندو غاغو. لكن بعد الإقصاء أمام أليانزا ليما، أصبح خارج حسابات التشكيلة الأساسية. قلة مشاركاته أدّت إلى خلافات مع المدرب دييغو مارتينيز، ولم يكن يوماً خياراً مع ميغيل روسو. 
كريستيان ليما 
فرض كريستيان ليما (34 سنة) نفسه أساسياً تحت قيادة المدرب دييغو مارتينيز، لكن طرده في مباراة أمام إستوديانتس ضمن كأس الرابطة أنهى عملياً مشواره مع الفريق. مع غاغو، لم يلعب سوى لقاء واحد، فيما لم يكن ضمن حسابات ميغيل روسو إطلاقاً. حتى اللحظة، لم تُحسم مسألة رحيله بسبب خلافات مع الإدارة. 
ماركوس روخو 
كان ماركوس روخو (35 سنة) من أكثر الأسماء المدللة لدى خوان رومان ريكيلمي، الذي تعاقد معه في 2021 كأحد أبرز تدعيماته، لكن مشاكله الصحية المتكررة وسلوكياته خارج الملعب، إضافة إلى تصريحات غير موفقة، تسببت في تراجع الدعم الذي حظي به من مجلس الإدارة. وفي نهاية المطاف، وضع المدرب ميغيل روسو حداً لمسيرته مع بوكا جونيورز. 
وفي ظل هذا التراكم من الحالات الشائكة والرحيل المجاني للاعبين، يبدو أن بوكا جونيورز يواجه أزمة تتجاوز مجرد اختلافات فردية، لتلامس عمق العلاقة بين الإدارة واللاعبين. من نجمٍ يتألق ثم يرحل في صمت، إلى موهبة شابة تُهمّش، تتكرّر القصة بتفاصيل مختلفة، لكن النتيجة واحدة: خسائر فنية ومادية، وشكوك متزايدة حول القدرة على الحفاظ على الاستقرار داخل النادي. ومع تواصل هذه السلسلة من القطيعة، تزداد الضغوط على مجلس الإدارة للبحث عن مراجعة جذرية في أسلوب الإدارة والعلاقات الداخلية، قبل أن يفقد "البوكا" ما تبقّى من صورته نادياً جذاباً ومستقراً.
## بلان تحت ضغط جماهير الاتحاد بسبب المواجهات الودية
01 August 2025 08:21 AM UTC+00
تعرض مدرب نادي الاتحاد السعودي، الفرنسي لوران بلان (59 عاماً)، إلى ضغط كبير من قِبل جماهير "العميد"، التي عبّرت عن خشيتها بسبب عدم قدرة رفاق النجم كريم بنزيمة (37 عاماً) على إظهار قوتهم في المواجهات الودية، التي لعبها بطل الثنائية المحلية، قبل انطلاق موسم 2025-2026، الذي يُعد اختباراً حقيقياً، نتيجة كثرة المباريات التي تنتظر الفريق الثاني لمدينة جدة، خاصة في دوري أبطال آسيا للنخبة.
وبدأ نادي الاتحاد بقيادة مدربه الفرنسي، لوران بلان، معسكره التحضيري على فترتين في إسبانيا ثم البرتغال، لكن نتائج المواجهات الودية جعلت جماهير "العميد" تدق ناقوس الخطر، التي عبّرت عن خشيتها، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من عدم قدرة رفاق القائد كريم بنزيمة على تحقيق أي لقب في الموسم المقبل، الذي يريد فيه الفريق الثاني لمدينة جدة الدفاع عن لقبي الثنائية المحلية، ومحاولة العودة قارياً إلى منصة التتويج، من بوابة دوري أبطال آسيا للنخبة.
وتجرع الاتحاد مرارة الهزيمة أمام فنربخشة التركي بأربعة أهداف مقابل لا شيء، ثم عانى أمام فريق فيتوريا غيماريش البرتغالي، الذي خطف الانتصار بثلاثة أهداف مقابل هدف، قبل أن يتعرض بطل الدوري السعودي إلى خسارة على يد فولهام الإنكليزي بأربعة أهداف مقابل هدفين، الأمر الذي دفع الجماهير إلى التعبير عن خشيتها من هذه النتائج المتواضعة لفريق يملك جميع النجوم القادرين على صناعة الفارق، خاصة أن "العميد" يُعد مرشحاً لحصد لقب المسابقة القارية في الموسم المقبل.
وخلال المواجهات الثلاث، برزت أمام الجميع الأخطاء التي وقع فيها المدرب لوران بلان، إذ إنه اعتمد على 80% من عناصر التشكيلة الأساسية، التي لعبت أغلب مباريات الموسم الماضي، على رأسهم كريم بنزيمة، وستيفن بيرغوين وموسى ديابي، لكن رغم وجود الثلاثي الهجومي، فإنهم لم يتمكنوا من إظهار القوة اللازمة ضد فنربخشة على سبيل المثال، الذي عانى رفقة مديره الفني البرتغالي، جوزيه مورينيو (62 عاماً)، في الموسم الماضي، وخرج دون تحقيق أي لقب.
كما كشفت المواجهات الودية الثلاث عن عدم قدرة المدرب الفرنسي لوران بلان على إيجاد الحل المناسب لأزمة خط الدفاع في نادي الاتحاد السعودي، رغم أنه قال في تصريحاته الأخيرة، إن السبب الحقيقي يعود إلى افتقاده بعض العناصر المهمة، أبرزها السعودي حسن كادش، بالإضافة إلى غياب حارس المرمى الصربي بريدراغ رايكوفيتش، لكن ذلك لا يعني أنه يوجد خلل واضح فيما حدث خلال المعسكر التحضيري، إذ كان التراجع واضحاً في أداء المدافع البرتغالي، دانيلو بيريرا، وزميله سعد آل موسى، والتسبب في استقبال بطل الدوري السعودي 11 هدفاً خلال ثلاثة لقاءات فقط، وهو مؤشر خطير للغاية، قبل بداية موسم مليء بالتحديات والصعاب.
وصحيح أن إدارة نادي الاتحاد، عبر المدير الرياضي، رامون بلانيس، حاولت تهدئة قلق جماهير الفريق، من خلال تقديم وعود بأنهم يعملون على وضع عدة أسماء في القوائم، من أجل حسم الصفقات خلال سوق الانتقالات الصيفية الحالية، رغم أن المنافسين وعلى رأسهم النصر والهلال والأهلي، مازالوا يعلنون بشكل دوري عن النجوم، الذين تعاقدوا معهم. وقال بلانيس إن ملف الصفقات يجب ألا يثير القلق، فإدارة بطل الدوري السعودي تعرف ماذا تفعل، مثلما حدث في الموسم الماضي، حتى ولو حسمت الصفقات في اليوم الأخير، لكن هذا لا يعد ضمانة كافية للنجاح، فما حدث في الموسم الماضي لـ "العميد" لا يضمن الفريق تكراره في الموسم الجديد، سواء بسبب مستوى الفريق نفسه أو تطور منافسيه الساعين للتعويض، بعدما هيمن الفريق الثاني لمدينة جدة على لقب الثنائية المحلية.
## تسجيل 120 هزة ارتدادية في كامتشاتكا شرقي روسيا
01 August 2025 08:30 AM UTC+00
أعلنت وزارة الطوارئ الروسية عن تسجيل 120 هزة ارتدادية خلال الساعات الـ24 الماضية، أعقبت زلزال شبه جزيرة كامتشاتكا في الشرق الأقصى الروسي الأربعاء الماضي. وذكرت الوزارة في بيان لها، اليوم الجمعة، أن السكان شعروا ببعض هذه الهزات الأرضية بقوة تراوح بين 2 و5 درجات، وفقا لقناة أر تي الروسية.
وأضافت: "خلال 24 ساعة، تم تسجيل 120 هزة ارتدادية تراوحت قوتها بين 3.5 و6.7 درجات. وفي المراكز السكنية، سُجّلت بعضها بقوة تراوحت بين 2 و5 درجات". ونصحت الوزارة السائحين الذين يزورون المنطقة بالامتناع عن زيارة بركان أفاتشينسكي بسبب خطورة الهزات الأرضية، كما نصحت سكان كامتشاتكا وزوارها بعدم الاقتراب من البراكين النشطة: بيزيمياني، وشيفيلوتش، وكليوتشيفسكوي، وكاريمسكي. وتم تسجيل إحدى الهزات الارتدادية القوية يوم الجمعة في كامتشاتكا، على بعد 204 كيلومترات من بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي، وبلغت قوتها 5.6 درجات.
كانت كامتشاتكا قد شهدت، أول أمس الأربعاء، أقوى زلزال منذ عام 1952. ووفقا لفرع كامتشاتكا في المركز الفيدرالي للأبحاث الجيوفيزيائية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، بلغت قوته 8.8 درجات. وقد أدى الزلزال إلى إصدار تحذيرات من موجات مد عالية (تسونامي) لملايين السكان على طول المحيط الهادئ. لكن المخاوف من وقوع كارثة لم تتحقق، حيث رفعت الدول المعنية أو خفّضت مستوى التحذيرات، وأبلغت سكان المناطق الساحلية بإمكان العودة. وأمس الخميس بدأ ملايين من سكان سواحل المحيط الهادئ من اليابان إلى الإكوادور العودة إلى ديارهم.
وتعد منطقة كامتشاتكا ذات الكثافة السكانية المتدنية، واحدة من أنشط المناطق الزلزالية في العالم، إذ تقع عند نقطة التقاء الصفائح التكتونية للمحيط الهادئ وأميركا الشمالية.
## النقل يعيد شبح الإضرابات في تونس... ويعري واقع القطاع المتدهور
01 August 2025 08:32 AM UTC+00
بعد هدنة مطولة استمرت لأكثر من سنتين عاد شبح الإضرابات في القطاعات والأنشطة الحيوية إلى الظهور مجدداً في تونس، حيث مضى أعوان (عمال) قطاع النقل في تنفيذ اليوم الثاني من الإضراب وسط شلل تام لكل وسائل النقل الحكومي بعد تعطل العودة إلى طاولة المفاوضات، بينما أُجبر المواطنون على البحث عن حلول فردية لضمان التنقل خلال ثلاثة أيام. وبسبب توقف عمل الحافلات وشبكة المترو لجأ التونسيون إلى النقل الخاص على غرار التاكسي والنقل الجماعي الخاص إلى جانب تنسيق النقل المشترك عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
ووفق مصادر تونسية فإن محطات الحافلات والمترو في مختلف أنحاء البلاد شهدت "شللاً تاماً"، حيث أُغلقت شبابيك التذاكر، بعد أن بدأت نقابة النقل البري العمومي، الأربعاء الماضي، في تنفيذ إضراب عن العمل، لمدة ثلاثة أيام، احتجاجاً على رفض الاستجابة لمطالبه. وأعلنت النقابة الخصوصية للشركة الوطنية للسكك الحديدية، عن نيتها تنفيذ إضراب مماثل، احتجاجاً على ما وصفته بـ"مماطلة سلطة الإشراف ورئاسة الحكومة في تنفيذ الاتفاقيات المبرمة".
ويعد إضراب قطاع النقل الحيوي واحداً من أهم الإضرابات التي نفذتها النقابات منذ ما يزيد عن سنتين وجاء بعد الإضراب الشامل الذي نفذه الأطباء الشبان في المستشفيات الحكومية والذي دام لنحو أسبوع.
عودة صوت العمال
ومنذ توتر العلاقة بين السلطة الحاكمة والاتحاد العام التونسي للشغل خفت صوت النقابات وتراجع نسق الإضرابات، رغم تلويح الاتحاد في أكثر من مناسبة بإمكانية العودة إلى استعمال كل أشكال الاحتجاج القانونية للدفاع عن الحق النقابي وانتزاع مكاسب العمال.
وكان الاتحاد العام التونسي للشغل قد أعلن تنفيذ إضراب شامل في قطاع النقل البري لمدة ثلاثة أيام، بدأ الأربعاء، بعد فشل مفاوضات مع الحكومة بشأن مطالب نقابية. وأكدت الجامعة العامة للنقل التابعة للاتحاد في بيان، صدر الثلاثاء الماضي، تمسّكها بتنفيذ الإضراب أيام 30 و31 يوليو/ تموز و1 أغسطس/ آب 2025، عقب فشل جلسة التفاوض التي عقدت مع الجانب الحكومي.
وكانت النقابات تراهن على الضغط للعودة سريعاً إلى طاولة المفاوضات ورفع الإضراب، مؤكدة تمسكها بالحوار لحلّ الأزمة القائمة بين جامعة النقل والسلطة.
معاناة المواطنين
وقال مواطنون جمعت "العربي الجديد" شهاداتهم إنهم عانوا لإيجاد حلول للتنقل بسبب الاضراب، حيث اضطروا إلى تأجير سيارات خاصة أو اللجوء إلى النقل الجماعي الخاص، غير أن هذه الحلول لم تكن كافية وأُجبر آخرون على طلب إجازات إلى حين انقضاء فترة الإضراب.
وأشار هؤلاء إلى أنهم يعانون رداءة خدمات النقل حتى خارج فترات الإضراب بسبب طول فترات الانتظار واهتراء الأسطول وغياب شروط السلامة في الحافلات وعربات المترو ما يعرض بعضهم لحوادث السقوط أو السرقة لغياب الأمن.
وقالوا: "انسحب النقل العمومي "الجماهيري" الذي كان الأداة الأساسية لنقل مواطني الطبقات الضعيفة والمتوسطة ليترك الكثير من المساحات لفائدة خيارات أخرى، من ضمنها اللجوء إلى "التاكسي موتو و"التاكسي الفردي و"التاكسي الجماعي" وحتى النقل غير المنتظم عبر العربات الذي يعمل خارج دائرة القانون".
لكن وزارة النقل أشارت إلى أن وجود بوادر الانفراج في قطاع النقل العمومي جاءت نتيجة جهود الدولة للحفاظ على استمرارية المرفق العام، مؤكدة أن المطالب الاجتماعية، خاصة المادية منها، تظل مرتبطة بتحسّن مداخيل شركات النقل وتحقيق توازنها المالي.
وأكدت الوزارة في بلاغ لها نشرته على صفحتها الرسمية على "فيسبوك " غداة الإضراب "أن هدفها الأساسي مصلحة المواطنين والمصلحة العامة للبلاد المتمثلة في تنفيذ الاستثمارات المتعلقة بتعزيز الأسطول باقتناء وسائل نقل جديدة لتحسين ظروف تنقل المواطن وحفظ كرامته وتسهيل حياته اليومية"، وأكدت "أنها تعمل على "تطوير البنية التحتية وبناء الورشات وتهيئتها بما يوفر ظروف عمل مريحة يكون لها الأثر الإيجابي على مردودية وأداء موظفيها".
أول من قرع أجراس الخطر
وتعليقا على الاضراب الأخير قال الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل المكلف بالدواوين والمؤسسات العمومية صلاح الدين السالمي، إن نقابات النقل كانت أول من قرع أجراس الخطر بشأن انهيار قطاع النقل العمومي نتيجة تهالك الأسطول ما أدى إلى تراجع كبير في خدمة النقل الحيوية.
وقال السالمي في تصريح لـ"العربي الجديد" إن أعوان شركات النقل الحكومي وسواق الحافلات يتعرضون لجميع أشكال العنف اللفظي والمادي ويتم رشقهم بالحجارة بسبب غضب المواطنين من تأخير الحافلات أو أعطالها المتكررة.
وأضاف: "يتحمل هؤلاء العمال فشل السياسات الحكومية في إنقاذ قطاع النقل الذي دخل في مرحلة الاهتراء التام منذ سنوات".
وتحاول السلطة تفسير أزمات النقل العمومي بوصفها تركة لعشرية الانتقال الديمقراطي أو العقود التي سبقتها وبوصفها انعكاساً لانعدام الكفاءة في التسيير الإداري.
تدهور قطاع النقل
خلال حضوره جلسة استماع عقدتها لجنة برلمانية، منتصف فبراير /شباط الماضي أقرّ وزير النقل رشيد عامري بأن عدد حافلات شركة نقل تونس تراجع إلى حدود 400 حافلة، وأن عدد عربات المترو تراجع إلى حدود الـ40 عربة.
وقبل سنتين من هذه التصريحات بتاريخ 16 فبراير/شباط 2023، عَرضَت شركة نقل تونس بيانات أكثر تفصيليّة حول الوضع المُتردّي الذي يعيشه أسطولها، مؤكدة تراجع عدد الحافلات المتجولة إلى حدود 437 في سنة 2022، مقارنة بـ744 في سنة 2010، كما تراجع عدد عربات المترو إلى 57 عربة في سنة 2022، مقارنة بـ118 في سنة 2010. وتَراجع عدد قطارات خطّ تونس البحرية إلى 5 قطارات سنة 2022، مقارنة بـ11 قطاراً سنة 2010.
كما أشارت الشركة في البيانات نفسها إلى أن التأخير في إنجاز البرامج السنوية للتعويض أدّى إلى تراكم عدد الحافلات المستوفاة لمعايير التعويض في حدود 277 حافلة، في ديسمبر/ كانون الأول 2021، وذلك بعد إحالة 239 حافلة على عدم الاستغلال خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2022، وهو ما أدّى إلى اهتراء الحافلات الجديدة بسبب الاستغلال المكثّف لها.
## احتجاجات وعصيان في حضرموت... ما الأسباب؟
01 August 2025 08:32 AM UTC+00
 
تستمر الاحتجاجات والتوترات التي تشهدها محافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن منذ أيام بالتصاعد، مخلفةً تبعات واسعة بعد أن تسببت في إغلاق الأسواق وشلّ الحركة التجارية والمصرفية، وتوقف حركة السير والمواصلات داخل مدن المحافظة وبينها، وسط مساعٍ مجتمعية حثيثة لاحتواء الأزمة والحدّ من توسعها وتفاقمها إلى مستويات خطيرة.
وشهدت مدينة المكلا عاصمة المحافظة أحداثاً شديدة التوتر، بعد محاولة قوات الأمن فض الاعتصامات في شوارعها ومناطقها، بهدف فتح الطرق كما تقول هذه الجهات الأمنية، الأمر الذي أدى إلى إطلاق النار وحصول حالة من الفوضى، والتدافع بين المحتجين الذين يؤكدون أن قوات الأمن أطلقت النار مهددةً المعتصمين بفض اعتصامهم أو مواجهة ذلك بالقوة.
وتعيش مدينة الشحر في ساحل حضرموت هي الأخرى عصياناً مدنياً شاملاً لا يزال مستمراً تسبب في إغلاق المحلات التجارية ومنشآت الصرافة، والحركة العامة في المدينة بشكل عام.
ويقول مواطنون وناشطون إن احتجاجاتهم جاءت نتيجة انهيار منظومة الكهرباء، وانقطاع التيار لساعات طويلة تمتد لمعظم فترات اليوم، في ظل أجواء شديدة الحرارة، ما فاقم معاناتهم اليومية في ظل غياب أي حلول ملموسة من قبل الجهات المعنية، إضافة إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمية على المستويات كافة، حيث تركزت الشعارات واللافتات التي رفعها المحتجون في المطالبة بحلول جذرية وفورية لمعاناتهم، محملين السلطات المحلية والحكومة كامل المسؤولية عن الوضع المتدهور.
بالمقابل، يشكو القطاع التجاري الخاص في محافظة حضرموت أضراراً واسعة طاولته نتيجةً للأحداث الساخنة في المحافظة طوال الفترة الماضية، إضافة إلى تضرره من تفاقم أزمة الكهرباء والوقود، ومن تبعات الاحتجاجات المشتعلة منذ أيام.
وأكد مسؤول في غرفة حضرموت التجارية والصناعية، فضل عدم الإشارة إلى هويته، لـ"العربي الجديد"، أن القطاع التجاري الخاص يواجه صعوبات وتحديات جسيمة، في ظل تفاقم هذه الأزمات الاقتصادية التي تلحق به أضراراً بالغة وخسائر فادحة، حيث تؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج ومختلف أنشطة الأعمال الخاصة.
فتأثيرات ما يجري، وفق حديثه، تطاول القطاع التجاري من ناحية تدهور الخدمات العامة مثل الكهرباء والوقود، أو من ناحية الاحتجاجات والاحتقانات والتوترات والتجاذبات السياسية وغيرها، مشيراً إلى أن أسعار صرف العملة المحلية هي العامل الأهم في ارتفاع أسعار السلع.
في السياق، يقول أستاذ العلوم المالية والمصرفية بجامعة حضرموت وعميد كلية التعليم المفتوح، وليد العطاس، لـ"العربي الجديد"، إن ما حدث "نتيجة طبيعية لتفاقم تدهور الأوضاع واستمراره على جميع المستويات، وليس الكهرباء فقط".
وفي أول تحرك رسمي، قالت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً إنها ناقشت باستفاضة في اجتماعها الأسبوعي، 30 يوليو/ تموز الماضي، المطالب الشعبية والاحتجاجات في حضرموت، وأكدت تفهّمها الكامل لمعاناة المواطنين، لكنها بالمقابل عبرت عن رفضها محاولات توظيفها سياسياً.
وفي منشور له على حسابه في منصة إكس، قال رئيس الحكومة سالم بن بريك في هذا الخصوص: "نواجه مرحلة استثنائية تتطلب قرارات شجاعة وتكاتف الجميع. لن نتردد في اتخاذ ما يلزم لتصويب الأداء وإنفاذ القانون. فالتحديات ليست مبرراً للتنصل، بل دافع أقوى للعمل من أجل اليمن، شعباً ودولة".
وتسعى أكثر من مبادرة مجتمعية لاحتواء الأزمة في ظل تصاعدها وتمددها إلى مناطق أخرى في ساحل حضرموت، إذ اطلعت "العربي الجديد"، على أكثر من مبادرة، منها ما قامت به اللجنة المجتمعية التي تشكلت خلال اليومين الماضيين في ضوء هذه الاحتجاجات المتصاعدة والاضطرابات العارمة التي شهدتها مدينة المكلا.
وقد ركزت اللجنة في تحركاتها على المساعدة في حل الأزمة القائمة على الكهرباء بسبب عدم إيصال المحروقات إلى محطات التوليد في ساحل حضرموت، وبذل جهود كبيرة لدى الأطراف النافذة والمؤثرة للسماح بمرور كميات المحروقات "المعتادة" (الديزل 300 ألف لتر يومياً، والمازوت 450 ألف لتر يومياً) مع إمكانية رفع الكمية، بحسب طلب اللجنة المجتمعية المشرفة على تلك الكميات والاحتياجات الفعلية للمؤسسة من الوقود، وذلك بعد وضع آلية لمراقبة تلك الكميات من قبل اللجنة.
الناشط الاجتماعي وعضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحافيين والإعلاميين الجنوبيين، خالد الكثيري، يقول في هذا السياق لـ"العربي الجديد": "للوهلة الأولى، المتابع للوضع في حضرموت من قرب يعرف أن المشكلة هي تردي الوضع المعيشي والخدمي، غير أنها في الأساس عبارة عن صراع سياسي على المحافظة النفطية والديمغرافية المتميزة في المعادلة السياسية للبلاد ككل. وعليه، فحضرموت قاعدة لاحتدام الصراع بين القوى السياسية في الداخل، ويحرص كل طرف على أن يحوز الدعم والمساندة من قبل القوى الإقليمية في التحالف العربي وغيره".
ويقول: "المواطن في حضرموت مثله مثل المواطن في جميع المحافظات أُرهق من وقع المشكلات المعيشة والاقتصادية"، وعلى رأسها تردي الخدمات وانهيار العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها، وقابل للانفجار ليس ضد الأطراف السياسية والمحلية، بل في وجه السلطة المركزية والتحالف".
بدوره، يشير أستاذ الاقتصاد بجامعة حضرموت، محمد الكسادي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن هناك فرقاً في أزمة انقطاع الكهرباء بين حضرموت وعدن. ففي حضرموت تتمحور المشكلة في الصراع بين المكونات السياسية والعسكرية على المازوت والوقود المخصص لمحطات توليد الطاقة الكهربائية، إلى جانب أن هناك صراعاً خفياً على صفقات فساد مشبوهة بين بعض الأطراف والسلطة المحلية، وتقاسم عملية الإشراف والنقل للمازوت.
في الخصوص، وجّه عدد من الشخصيات المجتمعية والقبلية في محافظة حضرموت رسالة رسمية إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد محمد العليمي، عبر مرجعية قبائل حضرموت، طالبوا فيها بالتدخل العاجل لإنقاذ حضرموت من الانهيار الإداري والخدمي المتواصل.
ويرى الكسادي أن ضعف الدولة وتفشي الثقافة المناطقية خلال السنوات الماضية التي تلت الحرب في اليمن أسهما كثيراً في تغذية مثل هذه الصراعات التي تشهدها حضرموت وغيرها من المحافظات اليمنية.
## الموعد النهائي لرسوم ترامب.. بين فوضى التجارة وجنون السياسة
01 August 2025 08:33 AM UTC+00
على عتبات الفوضى تقف تجارة العالم اعتبارا من الأول من أغسطس/ آب، الموعد النهائي لبدء الولايات المتحدة فرض رسومها التجارية "العقابية" على شركائها التجاريين الذين لم يهرعوا لإبرام اتفاقات ثنائية معها خضوعا لإملاءات دونالد ترامب في تجليه الثاني من البيت الأبيض. هذه الرسوم التي سوقها الرئيس الأميركي بوصفها أداة لبعث أميركا الصناعية وإجبار الشركات على تحويل مراكز إنتاجها إلى حزام "المدن الصدئة" داخل أميركا، سرعان ما تحولت بأيدي ترامب وفي شهور قليلة، إلى أداة ابتزاز وانتقام سياسي من الدول والحكومات التي لا تخضع لآرائه المتقلبة، أو خميرة للفوضى والغموض الاقتصادي للعواصم التي خضعت مرغمة لتجنب حرب تجارية مع أقوى اقتصاد في العالم.
هكذا تبدو الصورة في الأول من آب، دول سارعت لإبرام اتفاقات ثنائية، لا تزال معظم تفاصيلها مبهمة، كان في مقدمتها المملكة المتحدة أول المستفيدين من فترة "الحسم"، بتعرفات تبلغ 10% على صادراتها، دول التحقت بالقطار تاليا عندما ارتفعت التعرفات إلى 15% (الاتحاد الأوروبي – اليابان – كوريا الجنوبية)، دول لم توقع اتفاقات مع الولايات المتحدة لأنها لا تعرف ماذا تريد إدارة ترامب وتخشى التوقيع على بياض، وهي الأغلبية وبينها الدول العربية، ودول أمطرها ترامب بلعناته السياسية لا لشيء سوى أن الهلع العالمي الذي نجم عن تصريحاته أثبت أن ذراع أميركا التجارية الطويلة يجب ألا تتوقف عند الاقتصاد بل يجب أن تتعداه إلى السياسة، وفي القائمة تبدو البرازيل وكندا والهند أمثلة واضحة بينما الصين تمارس لعبة الانتظار.
لو كان ترامب يريد معركة سياسية فليعلن ذلك، ولو كان يريد الحديث عن التجارة فلنجلس معا لنتحدث، لكنه لا يستطيع خلط كل شيء
بحلول الموعد النهائي وبعد 120 يوما من "يوم التحرير" لم تبرم إدارة ترامب سوى 8 اتفاقات مع شركاء تجاريين (تشمل الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي بدوله الـ 27) وهو عدد يتناقض كثيرا مع ما صرح به ترامب نفسه في إبريل في مقابلة مع مجلة "تايم" من أن لديه 200 اتفاق في الأدراج جاهزة للتوقيع، وما كرره مستشاره التجاري بيتر نافارو من إمكانية توقيع 90 اتفاق خلال ثلاثة شهور، أي بمعدل اتفاق كل يوم!
وكان ترامب قد أعلن في الثاني من إبريل الماضي قائمة رسومه الجمركية على الصادرات إلى الولايات المتحدة بذريعة أن شركاء بلاده التجاريين لا يمارسون التجارة العادلة ويستغلون "الكرم" الأميركي. وطبقا لمفهوم ترامب وأركان إدارته عن التجارة العادلة ، فإن الدول الصديقة سوف تتمتع برسوم لا تتجاوز 10% أما الدول التي لديها فائض كبير في ميزانها التجاري مع الولايات المتحدة فستواجه مزيدا من الرسوم حتى تخضع لإدارة البيت الأبيض. في حالة الصين مثلا هدد ترامب برسوم بلغت 145% على صادراتها، لكن بدء المحادثات وضعها عند مستوى 30% حتى إشعار آخر.
فوضى القرار
لم تكمن المشكلة فقط في رسوم "يوم التحرير" كما أعلنها ترامب عند 10% على جميع الدول التي لا تتمتع بفائض تجاري مع الولايات المتحدة، لكنها تفاقمت مع مرور الوقت حين غير الرئيس الأميركي رأيه ليرفع الحد الأساسي للرسوم إلى 15% قد تصل إلى 20 % على بعض الدول دون تفسير منطقي أو مبرر تجاري. واللافت للنظر هنا هو إحجام غالبية دول العالم عن توقيع اتفاقات مع الولايات المتحدة قد تكون أكثر ضررا على صادراتها من تطبيق الحد الأساسي للرسوم حسب تحليل لوكالة بلومبيرغ. فتجارب من وقعوا حتى اللحظة تبدو مرتبكة وعشوائية بدءا من بريطانيا أول الموقعين، التي لا تزال حكومتها تجهل تفسير بعض بنود الاتفاق حتى هذه اللحظة لكنها لا تجرأ على رفضه. تتأكد الحالة نفسها مع الاتحاد الأوروبي الذي لا يزال قادته ينعون حظهم العاثر في اتفاق أضاع هيبة أوروبا وكان صك "استسلام" لإرادة سيد البيت الأبيض من تكتل "ينشد الحرية ويدافع عنها" على حد وصف رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بيرو. نفس الغموض يتكرر مع اليابان وكوريا الجنوبية رغم معدل 15% الذي حصلتا عليه.
على المستوى التجاري لم تلق رسوم ترامب المديح الذي يصبو إليه الرئيس الأميركي، حتى من الدوائر الاقتصادية المحافظة، فصحيفة وول ستريت جورنال اعتبرتها الأسوأ في تاريخ التجارة العالمية والحمائية منذ وافق الكونغرس الأميركي على قانون قانون سمووت-هاولي، في عام 1930 الذي رفع بعض الرسوم إلى 60%. مشعلا حربا تجارية في ظل الكساد العالمي وقتها. لكن يبدو أن ترامب لا يكترث كثيرا بمبادئ التجارة الحرة التي كرستها الولايات المتحدة نفسها وسيطرت من خلالها على أدوات السياسة العالمية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، قدر ما يكترث بصورة "الرجل القوي" الذي يخافه الجميع ولن يتردد في قطع الأرزاق لإثبات سطوته. إنها صورة الفتوة أو "القبضاي" كما توردها الحكايات الشعبية بتبسيط قد يبدو مخلا.
"لولا" رأس الذئب الطائر
ربما تكشف مواجهة ترامب مع البرازيل هذا التوجه "الترمبي" الذي يطغى فيه السياسي/ الشخصي على التجاري، ولا يهم المنطق هنا. فالولايات المتحدة لديها فائض في ميزانها التجاري مع البرازيل يزيد عن 7 مليارات دولار، وحسب بيان "يوم التحرير" من المفترض أن تخضع لرسوم لا تزيد عن 10%، لكن ترامب قرر مساء الأربعاء معاقبة الصادرات البرازيل برسوم جمركية تبلغ 50%. لقد قرر الرئيس الأمريكي إخضاع نظيره البرازيلي لولا دي سيلفا، وإهانته علنا لإجباره على إسقاط التهم عن الرئيس السابق جايير بولسينارو وإطلاق سراحه فورا. تبدو المقارنة عفوية هنا فترامب وبولسينارو صنوان، كلاهما حرض على العنف في رفضه الاعتراف بنتائج انتخابات شرعية أدت لهزيمته، والفارق أن أحدهما أصبح رئيسا من جديد والثاني دخل السجن. في السياق ذاته يبدو ترامب ولولا نقيضان، بما يمثله الأخير من زعامة شعبية تنحاز للفقراء والضعفاء داخليا ومحليا.
لقد تحدث لولا بلسان الأغلبية الصامتة عالميا حين كشف زيف ادعاءات ترامب، رافضا إملاءاته ومعتبرا أن هذا التحدي "يوم مقدس" لسيادة البرازيل. وقال في مقابلة الأربعاء مع نيويورك تايمز " لو كان ترامب يريد معركة سياسية فليعلن ذلك، ولو كان يريد الحديث عن التجارة فلنجلس معا لنتحدث، لكنه لا يستطيع خلط كل شيء". غير أن الرد الأميركي في اليوم نفسه تمثل في فرض العقوبات بسبب "ما تمثله البرازيل من تهديد استثنائي للأمن القومي والاقتصاد الأميركي".
يتكرر استغلال التجاري لانتزاع تنازلات سياسية في موقف ترامب من كندا التي تمثل صادراتها إلى الولايات المتحدة 75% من تجارتها الخارجية، والتي لا يراها ترامب سوى" ولاية" محتملة تحت حكم البيت الأبيض. وتمثلت الذريعة الأخيرة لاستبعاد اتفاق معها في موقف أوتاوا المساند للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة في سبتمبر المقبل، ومن ثم ستخضع لرسوم تبلغ 35%. وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على الهند التي حل عليها غضب ترامب بين عشية وضحاها، فتتحول من دولة مفضلة بسبب العلاقات الدافئة مع رئيس وزرائها اليميني ناريندرا مودي، إلى دولة معاقبة برسوم بلغت 25% بسبب مشترياتها من النفط والأسلحة الروسية.
هكذا تتجلى صورة رسوم ترامب كأوضح تطبيق لسياسة "لي الذراع" وهو ما ينذر بالأسوأ لحركة التجارة العالمية ولا يترك مجالا للضعفاء أو الفقراء في عالم تتحكم فيه أدوات القوة بالقوت والرزق، لكنه عالم ليس جديدا تماما، فالتاريخ مليء بالتجارب التي كانت فيها المدفعية والبارود مفتاحا لنهب أسواق الفقراء وسلب مواردهم، لكن التاريخ لا يتكرر إلا في صورة ملهاة للأغبياء فقط كما قال كارل ماركس.
## الكويت... كيان ضخم لجذب الاستثمارات برأس مال 163 مليار دولار
01 August 2025 08:34 AM UTC+00
تسلط دراسة الكويت تأسيس كيان استثماري ضخم تحت مسمى "شركة الكويت الاستثمارية" برأس مال يبلغ نحو 163 مليار دولار، الضوء على اتجاه البلد الخليجي نحو دعم تنفيذ مشاريع عملاقة في مجالات الطاقة والبنية التحتية والنقل والمدن الذكية والمناطق الصناعية، وهو ما بلغ صدى الاهتمام به إلى تقارير أميركية وأوروبية حديثة، حيث اعتبرها عديد الخبراء تحولا نوعيا في المسار التنموي الكويتي، يحمل في طياته إمكانات استثنائية لمستقبل الاقتصاد الوطني والمنطقة ككل.
فإطلاق كيان بهذا الحجم من شأنه أن يقلص العبء المالي على الموازنة الحكومية بنسبة تصل إلى 30% بفضل استقطاب استثمارات خاصة وأجنبية تقدر قيمتها بنحو 33 مليار دولار خلال السنوات القليلة المقبلة، بحسب تقرير نشرته منصة GDN الإخبارية.
ومن المتوقع أن تحقق الشركة بحلول عام 2030 عوائد سنوية تتجاوز ثلاثة مليارات دولار، وفرص عمل تقدر بنحو 50 ألف فرصة مباشرة، بحسب التقرير ذاته، والذي عزا ذلك إلى تصاعد مكانة الكويت مركزاً إقليمياً للتجارة والاستثمار، لافتا إلى أن جزءا كبيرا من عائدات هذه الشركة ستنعكس مباشرة في تعزيز الاقتصاد الكويتي وترسيخ سياسة تنويع مصادر الدخل بعيدا عن الاعتماد التقليدي على النفط، وهي إحدى أبرز الأولويات الاقتصادية التي لطالما أوصت بها منظمات دولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
ويتكامل هذا التوجه مع الجهود الحكومية لإعادة هيكلة سوق العمل وتشجيع الكويتيين على الانخراط في القطاع الخاص والابتعاد عن التوظيف الحكومي التقليدي، حيث تشير خطة الشركة إلى أن معظم الفرص الجديدة ستكون في قطاعات ذات عائد وقيمة مضافة عالية مثل الطاقة المتجددة والصناعات التحويلية وتطوير البنية التحتية.
وإزاء ذلك، تتوقع تقارير البنك الدولي الخاصة المحدثة بشأن الكويت تعافي اقتصادها بنمو يصل إلى حوالي 2.2% عام 2025، مقارنة بانكماشات سابقة خلال 2023 و2024.
غياب المعايير القياسية
في هذا الإطار، يشير الخبير الاقتصادي محمد رمضان، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن المبادرة الحكومية الجديدة بإنشاء شركة برأس مال قدره 50 مليار دينار كويتي (الدينار = 3.268 دولارات)، ليست الأولى ضمن وعود بشأن مشاريع وطنية تهدف إلى خلق فرص عمل في القطاع الخاص وتحفيز التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية. ورغم التشابه الكبير في الخطاب مع خطط التنمية السابقة، فإن الشكل الجديد لهذه المبادرة يتمثل في تجميع هذه الأهداف تحت مظلة "شركة واحدة"، تُكلّف بتنفيذ مشاريع بنية تحتية متنوعة.
ويعتبر رمضان أن تحويل هذه المهام إلى كيان شركاتي قد يكون خطوة مختلفة من حيث الشكل، لكنه يبدي تشككه في مدى فعاليتها مقارنة بالأساليب التقليدية للإنفاق الحكومي، التي كانت تنفذ من خلال الوزارات والهيئات العامة، مشيرا إلى أن النجاح لا يقاس فقط بحجم رأس المال، بل يعتمد جوهريا على طبيعة المشاريع وآليات التنفيذ وشفافية الإجراءات، إضافة إلى مدى قدرة الشركة على جذب شركاء استراتيجيين من القطاع الخاص المحلي والأجنبي.
تحديات عديدة
مع عدم وضوح الرؤية حول الجدول الزمني المحدد لإنجاز المشاريع، أو المعايير التي سيقاس بها أداء الشركة المزمع تأسيسها، مثل حجم الاستثمارات الجاذبة أو مدى تخفيف العبء المالي عن الدولة، يرى رمضان أنه من الصعب جدا التنبؤ بنتائج تأسيس الشركة في المدى القريب، لافتا إلى أن غياب جدول زمني واضح على مدى السنوات الخمس المقبلة وعدم تحديد مؤشرات أداء قابلة للقياس يجعل من التقييم الموضوعي أمرا مستبعدا في هذه المرحلة.
ويُضيف رمضان أن تجارب سابقة للدولة في محاولات تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري إقليمي أو إطلاق مشاريع تنموية ضخمة لم تحقق النتائج المرجوة، سواء من حيث جذب الاستثمارات أو خلق فرص عمل مستدامة، وبناء على هذه التجارب يبدي تحفظا حول قدرة الشركة المزمع تأسيسها على تجاوز العقبات التي واجهت المشاريع المماثلة، خاصة في ظل بيئة تنظيمية معقدة، وغياب آليات تنفيذ فعالة، وتباطؤ في اتخاذ القرار.
ويرى رمضان أن نجاح مشروع كهذا يرتبط بقياس عدد الوظائف التي سيتم توفيرها في القطاع الخاص، ومدى تحقيقها بالكفاءة التي يُعلن عنها إعلاميا من عدمه، مشيرا إلى أن بعض القضايا المتعلقة بآلية تنفيذ المشروعات ودور وزارة المالية في الإشراف المالي ما زالت قيد الدراسة، ما يوحي بعدم اكتمال الصورة التشغيلية للشركة حتى الآن.
ويخلص رمضان إلى أن الحكم على نجاح أو فشل هذه المبادرة لا يزال مبكرا، خاصة في ظل غياب تفاصيل جوهرية حول الهيكل التنظيمي، وآليات الرقابة، ونظام الشراكة مع القطاع الخاص، مؤكدا أن بعض المشاريع قد يتم تنفيذها بنجاح وتشكل نقلة نوعية، لكن تحقيق الأهداف الكبرى، مثل تحويل الكويت إلى مركز اقتصادي إقليمي، أو خفض الاعتماد على النفط، يبقى أمرا معقدا يتطلب أكثر من مجرد تأسيس شركة كبيرة.
## رسوم ترامب تثير الانقسام في برلين وخضر ألمانيا يهاجمون ميرز
01 August 2025 08:38 AM UTC+00
تتفاقم الخلافات بين دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية في ظل سياسة تجارية أميركية أكثر تشددًا تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب. وفي خضم هذه الأزمة، وجّهت انتقادات لاذعة للمستشار الألماني فريدريش ميرز من قبل أطراف سياسية داخل بلاده، كان أبرزها حزب الخضر المعارض، الذي اعتبر أن أداء ميرز في المفاوضات أضعف موقف الاتحاد الأوروبي وأضر بمصالح الاقتصاد الألماني.
في السياق، حمَّلت زعيمة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر الألماني المعارض كاتارينا دروجه المستشار الألماني فريدريش ميرز مسؤولية ما اعتبرته ضعفًا في نتائج المفاوضات بشأن نزاع الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة. وقالت دروجه في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في برلين: "ميرز مسؤول عن ضعف نتائج مفاوضات الاتحاد الأوروبي، لأنه أراد اتفاقًا سريعًا، وبالتالي أضعف موقف الاتحاد الأوروبي التفاوضي... لقد أضر بذلك بالصناعة الألمانية".
وأضافت أن مؤشرات الاقتصاد الألماني تتدهور يوميًا، وتابعت أن هذا هو الثمن الذي يدفعه الاقتصاد الألماني لاتفاق ترامب الجمركي السيئ... إذا لم يُعِد ميرز النظر في الأمر الآن ويتصرف بطريقة أوروبية، فإن الوظائف ستكون في خطر، والاستثمارات في تقنيات المستقبل ستكون مهددة.
وأكدت دروجه الحاجة إلى سياسة تجارية تُنشئ تحالفًا بين جميع الدول التي تسعى إلى قواعد جيدة، وتجارة عادلة، وحماية المناخ، مشددة على أن على الساسة الألمان الالتزام بتعزيز السوق الداخلية الأوروبية بدلًا من الاعتماد على القرارات المنفردة على المستوى الوطني والعزلة. وفي ورقة مشتركة، دعت دروجه وثلاثة نواب برلمانيين آخرين من حزب الخضر إلى إجراء مفاوضات تجارية بين الاتحاد الأوروبي ودول من مختلف أنحاء العالم لعقد اتفاقية جديدة، إلى جانب تعزيز التجارة داخل الاتحاد الأوروبي.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين قد أعلنت قبل أيام قليلة توصلها إلى اتفاق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 15% على الواردات الأميركية من الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك واردات السيارات وأشباه الموصلات والأدوية. ويحدد الاتفاق إطارًا لتخفيض الرسوم الجمركية مستقبلًا على منتجات إضافية. وبحسب مسؤول في الاتحاد الأوروبي، من المقرر إعفاء واردات الاتحاد الأوروبي من السيارات الأميركية من الرسوم الجمركية. ويُذكر أن الاتحاد الأوروبي يفرض حاليًا رسومًا بنسبة 10% على هذه السيارات، ويعتزم خفضها إذا خفضت الولايات المتحدة رسومها على السيارات الأوروبية.
ويعمل الاتحاد الأوروبي على افتراض أن الولايات المتحدة ستبدأ بفرض رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم وارداتها من التكتل اعتبارًا من اليوم الجمعة، رغم عدم التوصل حتى الآن إلى وثيقة تحدد كيفية تطبيق هذا الاتفاق. وكان ترامب وفون ديرلاين قد توصلا، يوم الأحد الماضي، إلى اتفاق سياسي بشأن فرض رسوم بنسبة 15% على نحو ثلثي منتجات الاتحاد الأوروبي التي تُقدَّر قيمتها بنحو 380 مليار يورو (434 مليار دولار).
وقال أولاف جيل، المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لا يزالان يعملان على التوصل إلى بيان مشترك يرسي قواعد التفاهم بين الجانبين بشأن الرسوم الجمركية، مشيرًا إلى أن هذه الوثيقة لن تكون ملزمة قانونيًا. وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يفهم بوضوح أن الولايات المتحدة ستفرض الرسوم الجمركية المتفق عليها بنسبة 15%، مع استثناء بعض السلع "الاستراتيجية"، مثل الطائرات وقطع غيارها، وبعض الكيماويات، والأدوية الجنيسة، والموارد الطبيعية.
وأوضح أن المفوضية الأوروبية تتفاوض على الشروط التجارية للاتفاق نيابة عن الدول الأعضاء الـ27. واستطرد قائلًا: "نحن نفهم أيضًا بوضوح أن الولايات المتحدة ستُطبق الإعفاءات من نسبة الـ15%". وأضاف: "الولايات المتحدة قدّمت هذه الالتزامات، والآن عليها تنفيذها، فالكرة في ملعبها". وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد وقّع، أمس الخميس، أمرًا تنفيذيًا بفرض رسوم جمركية على مجموعة واسعة من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، لتصبح سارية المفعول خلال سبعة أيام. وتُعد هذه الخطوة مرحلة جديدة في أجندته التجارية، التي ستختبر متانة الاقتصاد العالمي وصلابة التحالفات الأميركية التي بُنيت على مدى عقود.
وقد صدر الأمر التنفيذي بعد الساعة السابعة مساءً بقليل من مساء الخميس، وذلك بعد سلسلة من التحركات المتعلقة بالرسوم الجمركية خلال الأيام القليلة الماضية، حيث أعلن البيت الأبيض عن اتفاقيات مع عدد من الدول والتكتلات قبل حلول الموعد النهائي الذي حدده الرئيس في الأول من أغسطس/آب الجاري. وبحسب مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية تحدث للصحافيين مشترطًا عدم كشف هويته، ستُنفذ الرسوم الجمركية في تاريخ لاحق لتنسيق جدول المعدلات.
يشهد العالم منذ أعوام توترًا تجاريًا متصاعدًا، خصوصًا بين الولايات المتحدة وشركائها التقليديين. وارتفعت حدة النزاع منذ عودة ترامب إلى الحكم، حيث أعاد فرض رسوم جمركية على مجموعة من الواردات من التكتلات الاقتصادية الكبرى، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي.
ومع اقتراب موعد سريان رسوم جمركية جديدة بنسبة 15% على ثلثي واردات الاتحاد الأوروبي إلى السوق الأميركية، تحاول بروكسل الحد من تداعيات هذا القرار عبر مفاوضات دقيقة ومعقدة، في وقت يشهد فيه الاقتصاد الأوروبي، وخصوصًا الألماني، تباطؤًا واضحًا. ورغم إعلان رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين التوصل إلى اتفاق سياسي مبدئي مع واشنطن، فإن الغموض لا يزال يكتنف تفاصيل هذا التفاهم، وسط غياب وثيقة قانونية ملزمة للطرفين، ما يثير قلق الأوساط السياسية والاقتصادية في القارة العجوز.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## هانسي فليك وفائض القوة في جميع المراكز.. لا حاجة لصفقات جديدة؟
01 August 2025 08:42 AM UTC+00
يستعد نادي برشلونة للدخول بقوة في الموسم الجديد 2025-2026، بقيادة المدرب الألماني هانسي فليك (60 سنة)، من أجل محاولة الحفاظ على لقبي الدوري والكأس والعودة إلى منصة التتويج في بطولة دوري أبطال أوروبا بعد غياب لسنوات، والمُلفت هو فائض القوة في التشكيلة وخصوصاً في عدد اللاعبين الجيدين الذين يشغلون مركزاً واحداً. 
وخلال تصريحات هانسي فليك، في مؤتمر صحافي خاص قبل مواجهة نادي سيول الكوري الجنوبي، في المباراة الودية الثانية تحضيراً للموسم الجديد 2025-2026، أكد المدرب الألماني الذي قاد النادي الكتالوني لتحقيق ثلاثة ألقاب محلية في الموسم الماضي (لقب الدوري والكأس والسوبر الإسباني)، أن تشكيلته فيها عدة عناصر في كل المراكز وهو أمر جيد جداً للمنافسة في الموسم الكروي الطويل. 
وقال فليك في المؤتمر الصحافي رداً على سؤال عن إمكانية مغادرة المدافع الأوروغواياني رونالد أراوخو: "ليست لدي أي أنباء في هذا الإطار. أراوخو؟ لماذا يجب أن يرحل؟ هناك شائعات كثيرة حول عدد من الأسماء. لدي فريق رائع، يتمتع بجودة عالية، ولدينا لاعبَين لشغل المركز ذاته، وفي بعض الحالات ثلاثة لاعبين. هناك أكثر من لاعب في كل مركز داخل الفريق وليس من السهل إدارة هذا الأمر، لكنني سعيد جداً. الأندية الأخرى بحجم برشلونة تسعى لحصد الألقاب، والأمر نفسه بالنسبة لنا. يجب أن نفوز بأكبر عدد ممكن من المباريات. سيكون موسماً صعباً". 
وربما تأتي تصريحات فليك تأكيداً على عدم حاجة برشلونة لصفقات جديدة في ميركاتو الصيف الحالي وسيكتفي بالتعاقدات التي أجراها حتى الآن، وهي حارس المرمى الإسباني خوان غارسيا، الجناح الأيمن السويدي روني بردغجي، المهاجم الإنكليزي ماركوس راشفورد، إذ إن هذه الصفقات الثلاث جعلت الفريق مُدججاً بالأسماء الجيدة مع فائض قوة في كل مركز من حراسة المرمى، مروراً بالدفاع وخط الوسط، ووصولاً إلى خط الهجوم. 
وفي قراءة سريعة لتشكيلة نادي برشلونة التي ستخوض منافسات موسم 2025-2026، يملك النادي الكتالوني حالياً ثلاثة حراس مرمى هم: خوان غارسيا، فويتشيك تشيزني وإنياكي بينيا، بالإضافة إلى أندريه تير شتيغن (مصاب وأجرى عملية جراحية وقريب من المغادرة)، وفي خط الدفاع هناك: باو كوبارسي وإينيغو مارتينيز وبديلاهما رونالد أراوخو وأندريس كريستينسين، بالإضافة إلى أليخاندرو بالدي وجول كوندي في مركزي الظهيرين الأيمن والأيسر وبديليهما جيرارد مارتين وهيكتور فورت. وفي خط الوسط يملك برشلونة الثلاثي القوي: بيدري وفرينكي دي يونغ وداني أولمو وبدلاؤهم غافي وفيرمين لوبيز ومارك كاسادو ومارك بيرنال، وفي خط الهجوم يضم كلاً من: روبرت ليفاندوفسكي ورافينا ولامين يامال وبدلائهم فيران توريس وماركوس راشفورد وروني بردغجي، مع الشابين توني فيرنانديز وداني رودريغيز، ما يجعل تشكيلة النادي الكتالوني قوية وتُسهل عملية المداورة خلال الموسم الطويل بالنسبة للمدرب الألماني هانسي فليك.
## بوتين يصدر قانوناً يشدد الرقابة على الإنترنت
01 August 2025 09:00 AM UTC+00
وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس قانوناً يُعاقب البحث الإلكتروني عن محتوى يُصنّف "متطرفاً"، ما أثار مخاوف حتى بين مؤيدي الكرملين، وزاد من حدة حملة القمع المستمرة. وأثار القانون معارضة نحو ستين برلمانياً في خطوة نادرة، وانتقادات عبرت عنها أوساط تدعم ملاحقة معارضي الحكومة في روسيا.
ينص القانون على غرامات تصل إلى خمسة آلاف روبل (نحو 60 دولار) لمن يبحث على الإنترنت عن محتوى "متطرف". ويُعرّف هذا المصطلح بشكل فضفاض في القانون الروسي، بحيث يمكن أن ينطبق على جماعات مصنّفة إرهابية أو قومية متطرفة، إضافة إلى معارضين سياسيين وحركات دينية. وتُصنّف منظمة زعيم المعارضة الراحل أليكسي نافالني "متطرفة" في روسيا، كما تصنّف "حركة المثليين العالمية" كذلك.
ويحظر القانون الترويج لشبكات "في بي إن" (VPN)، وهي أنظمة تتحايل على الرقابة وتُستخدم على نطاق واسع في روسيا. أقر البرلمان الروسي هذا التشريع في يوليو/تموز الماضي، رغم معارضة مجموعتين برلمانيتين.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، ندد المعارض بوريس ناديجدين بالقانون، ووصفه بأنه "سيُعاقب على جرائم الفكر، كما في رواية 1984 للكاتب البريطاني جورج أورويل".
تفرض روسيا قيوداً صارمة على حرية الصحافة وحرية التعبير على الإنترنت منذ بدء هجومها على أوكرانيا عام 2022، مع تركيز متزايد على منصات غربية مثل "غوغل" و"فيسبوك" و"يوتيوب" و"إكس".
(فرانس برس)
## وزارة الصحة اللبنانية: سلسلة الغارات التي شنها العدو الإسرائيلي مساء أمس الخميس أدت إلى سقوط أربعة شهداء
01 August 2025 09:05 AM UTC+00
## اتفاق روسي-أميركي على تمديد تشغيل محطة الفضاء الدولية حتى 2028
01 August 2025 09:11 AM UTC+00
قال المدير العام لوكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" دميتري باكانوف، الخميس، إنه اتفق مع المدير العام بالإنابة لوكالة "ناسا" شون دافي، خلال محادثات أجرياها في الولايات المتحدة، على تمديد تشغيل محطة الفضاء الدولية حتى عام 2028.
ويُعد الفضاء من المجالات القليلة التي لا يزال التعاون قائماً فيها بين روسيا والولايات المتحدة، رغم الانهيار شبه الكامل في العلاقات بين موسكو وواشنطن على خلفية الحرب في أوكرانيا.
أعلنت "روسكوزموس"، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن مديرها العام دميتري باكانوف وصل إلى الولايات المتحدة لعقد لقاء مع المدير العام بالإنابة لـ"ناسا" شون دافي، في أول اجتماع من نوعه بين الطرفين منذ عام 2018. ونقلت وكالة "تاس" للأنباء عن باكانوف قوله: "سارت المحادثات على نحو جيد. اتفقنا على الاستمرار في تشغيل محطة الفضاء الدولية حتى عام 2028... وسنعمل حتى عام 2030 على مسألة إخراجها من المدار".
ومن المقرّر أن يلتقي باكانوف أفراد طاقم مهمة "كرو-11" التابعة لـ"ناسا"، وبينهم رائد الفضاء الروسي أوليغ بلاتونوف، قبل انطلاقهم على متن المركبة الفضائية "دراغون".
تُعد محطة الفضاء الدولية ثمرة تعاون دولي بين روسيا والولايات المتحدة وأوروبا واليابان، وأُطلق أول أجزائها عام 1998. وكان من المقرر إبقاؤها في الخدمة حتى عام 2024، إلا أن "ناسا" أكدت سابقاً أن تشغيلها قد يمتد حتى عام 2030.
وفي ظل العقوبات الغربية المفروضة على روسيا منذ بدء هجومها على أوكرانيا، أوقفت عدة دول شراكاتها مع "روسكوزموس". ويعاني برنامج الفضاء الروسي، الذي كان يُعد لسنوات مفخرة وطنية، أزمات متلاحقة أبرزها نقص التمويل وفضائح الفساد.
(فرانس برس)
## العراق: دعوات للتظاهر احتجاجا على طرح قانون "حرية التعبير" بالبرلمان
01 August 2025 09:11 AM UTC+00
ما أن نشر مجلس النواب العراقي، أمس الخميس، جدول أعمال جلسته ليوم غد السبت، الذي تضمن تسع فقرات منها التصويت على مشروع قانون "حرية التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي" وقوانين أخرى، حتى توالت ردات الفعل من الصحافيين والمدونين والنشطاء في الحراكات المدنية والسياسية الناشئة معلنين عن تظاهرة رافضة لهذا القانون.
وأعلنت لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي أن جدول أعمال جلسة السبت يتضمن التصويت على قانون "التظاهر السلمي"، مؤكدة أن مشروع القانون خضع لتعديلات جوهرية استندت إلى ملاحظات المنظمات المدنية والإعلامية والحقوقية. وذكرت اللجنة، في بيان، أن "حرية التعبير عن الرأي مكفولة بموجب المادة 38 من الدستور العراقي، وأن القانون الجديد لا يقيّد هذا الحق، بل يعزز الضمانات القانونية لممارسة التظاهر السلمي".
وأوضح البيان أن "التعديلات شملت إلغاء شرط الحصول على إذن مسبق من الحكومة، والاكتفاء بإبلاغ رئيس الوحدة الإدارية فقط قبل تنظيم التظاهرة، كما تم إلغاء جميع العقوبات الجزائية التي كانت تطاول المتظاهرين السلميين، مثل السجن أو ما شابهه"، مضيفاً أن "اسم القانون تم تغييره ليصبح قانون التظاهر السلمي، بما ينسجم مع نصوص الدستور والتزامات العراق الحقوقية، ويمثل منطلقاً لمرحلة متقدمة في ضمان حرية التظاهر والتعبير عن الرأي بعيداً عن أي تدخلات حزبية أو أمنية أو سلطوية".
وقال رئيس اللجنة أرشد الصالحي في بيان إن "حرية التعبير عن الرأي مكفولة دستورياً، والقانون الذي سيتم التصويت عليه لا يحد من التظاهر السلمي، بل على العكس قامت اللجنة بأخذ ملاحظات جميع المنظمات والإعلام والصحافة"، معتبراً أنه "سيكون هذا القانون منطلقاً لمرحلة متقدمة في التظاهر والتعبير عن الرأي، لأن لجنة حقوق الإنسان حرصت على إبعاد أي تدخلات حكومية أو حزبية أو أمنية على حق الشعب في التعبير عن ممارساته بالشكل الذي يراه المتظاهر حقاً من حقوقه الدستورية".
ودعا معارضو القانون للنزول إلى الشوارع والميادين للاحتجاج على مشروع القانون. وجاء في بيان، صدر ليل أمس الخميس، تناقله عدد من الصحافيين والناشطين: "ندعو كافة المواطنين، الصحافيين، والناشطين، وأصحاب الرأي، وممثلي منظمات المجتمع المدني، وكل الحريصين على الدستور وحقوق الإنسان، إلى المشاركة الفاعلة في التظاهرة الشعبية التي ستُقام يوم السبت بالقرب من الجسر المعلق في العاصمة بغداد"، للتأكيد على رفض "محاولات تمرير قانون حرية التعبير بصيغته الحالية من قبل مجلس النواب، لما يتضمنه من خرق واضح للدستور، وتهديد مباشر لحرية الرأي والتعبير، وتقييد لحقوق المواطنين المكفولة دستورياً".
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، حاولت الكتل السياسية الكبيرة المتنفذة في العراق عبر مجلس النواب أن تُمرر مشروع قانون "حرية التعبير عن الرأي والاجتماع والتظاهر السلمي"، المعد من قبل لجنة حقوق الإنسان في البرلمان، لكن اعتراضات كثيرة تلاحق هذا المشروع، ما دعا نواباً ومنظمات إلى الدفع نحو التريث في إقراره أو تأجيله إلى الدورة البرلمانية اللاحقة لأجل التوصل إلى نسخة معدّلة وتليق بالطموح الديمقراطي. ويتضمن القانون أكثر من 20 مادة أدرجت تحتها فقرات عدّة، نصّت جميعها على عقوبات متفاوتة تصل إلى الحبس 30 عاماً، وغرامات مالية تصل إلى 100 مليون دينار عراقي. وركّزت تلك الفقرات على المعلومات الإلكترونية، وجعلتها في دائرة الخطر والمساس بأمن الدولة.
وتجد الجهات المعارضة لإقرار قانون حرية التعبير في العراق أن البلاد ليست بحاجة للقانون أصلاً، خصوصاً أن حرية التعبير هي حق دستوري كفله الدستور العراقي ضمن المادة 38، ولا توجد أي إشارة إلى أنه ينظم بقانون. بالإضافة إلى ذلك، حملت النسخة التي تتداولها الأحزاب العراقية المؤيدة للقانون بنوداً تتضمن عقوبات وفقرات جزائية كثيرة في موضوع حق التظاهر والاجتماع السلمي، وأخذ الإذن للتظاهر قبل فترة معينة. كما ينتقد الناشطون بعض المصطلحات والعبارات في نسخة المشروع.
وقال الباحث في الشأن السياسي علي الحبيب، لـ"العربي الجديد"، إن "قانون حرية التعبير الذي يسعى البرلمان لإقراره، يمثل محاولة قمعية تهدد الدستور وتستفز وجدان الشعب العراقي، وإن إبراز مشروع قانون حرية التعبير والتظاهر السلمي في هذا التوقيت من قبل البرلمان، الهدف منه هو التضييق على حرية التعبير والصحافة والتظاهر"، مبيناً أن "جميع اجتماعات المنظمات المدنية والنشطاء أكدت على عدم جواز تشريع قانون لحرية التعبير والتظاهر، لأن إقراره أو التصويت عليه يتضارب مع مواد دستورية، ويبدو أن هناك استراتيجية مُحكمة لتمرير تشريعات تكمم الأفواه وتُقيد الإرادة الشعبية".
وكتبت عضوة البرلمان السابقة شروق العبايجي على صفحتها في منصة فيسبوك: "يستمر هذا البرلمان بمحاولاته لتمرير قانون (حرية التعبير عن الرأي والاجتماع والتظاهر السلمي)، متجاهلاً كل الاعتراضات التي استمرت على مدى سنوات من قبل المجتمع والمنظمات والنخب الثقافية، التي حذرت ولا تزال من تشريع قانون يقمع حرية التعبير المحفوظة دستورياً في المادة 38، وكالعادة لا تبالي هذه الطبقة الحاكمة باي اعتبار وتمضي في رغبتها بتدمير كل ركائز الديمقراطية والاستقرار في العراق".
وسبق أن هاجمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، مشروع قانون حرية التعبير ومحاولات التصويت عليه في مجلس النواب العراقي، معتبرة أن هناك أجندة سياسية تقف خلفه، وأنه مخالف للدستور العراقي ولا يتماشى مع المعايير الدولية لحرية الرأي، كما أنه يشكل خيبة أمل كبيرة للمنظمات الدولية، و"يونسكو" تحديداً، باعتبارها الجهة المعنية بملف حرية التعبير عن الرأي وكل ما يتعلق به.
## مبتكر "بيكي بلايندرز" يكتب سيناريو الجزء المقبل من "جيمس بوند"
01 August 2025 09:14 AM UTC+00
سيتولى مبتكر مسلسل "بيكي بلايندرز" ستيفن نايت مهمة كتابة سيناريو الجزء الجديد من سلسلة أفلام "جيمس بوند"، وفق ما أعلنت استديوهات "أمازون إم جي إم" يوم الأربعاء.
وسيتعاون نايت في هذا الفيلم مع الكندي دوني فيلنوف، مخرج فيلم "دون"، الذي أعلن في يونيو/ حزيران الماضي عن اختياره لإخراج الجزء السادس والعشرين من السلسلة، والذي يُمثّل عودة "جيمس بوند" إلى الشاشة الكبيرة بعد غياب منذ عرض "نو تايم تو داي" عام 2021.
استحوذت "أمازون" عام 2022 على استديو "إم جي إم"، المالك التاريخي لحقوق أفلام "جيمس بوند"، في صفقة بلغت قيمتها نحو 8.45 مليارات دولار. لكن المجموعة واجهت مقاومة من منتجي السلسلة السابقين باربرا بروكلي ومايكل ويلسون اللذين حافظا على السيطرة الإبداعية على شخصية العميل 007 لعقود.
وفي فبراير/ شباط الماضي، توصل الطرفان إلى اتفاق مالي يمنح "أمازون" تحكماً إبداعياً في السلسلة، ما أتاح لها حرية تطوير الامتياز الذي يُعد من الأعلى إيراداً في تاريخ هوليوود، بمبلغ إجمالي تجاوز سبعة مليارات دولار منذ انطلاقها عام 1962.
وتعوّل "أمازون إم جي إم" على تجربة نايت في تقديم دراما مظلمة وعنيفة كما في "بيكي بلايندرز"، الذي تدور أحداثه في إنكلترا الصناعية في مطلع القرن العشرين، وحقق نجاحاً عالمياً. وسبق له أن شارك في ابتكار النسخة الأصلية من برنامج "من سيربح المليون؟"، وكتب أربع روايات، كما أخرج أعمالاً مثل "تابو" و"سي" و"ذيس تاون" و"أول ذي لايت وي كانّوت سي".
ولم يُعلن بعد عن عنوان الفيلم الجديد أو موعد طرحه، كما لم يُحدد اسم الممثل الذي سيخلف دانيال كريغ في دور الجاسوس البريطاني الشهير. وتداولت وسائل الإعلام أسماء مرشحة، منها: آرون تايلور جونسون، وتوم هولاند، وهاريس ديكنسون، وجيكوب إلوردي، وكينغسلي بن أدير. لكن "أمازون إم جي إم" لم تؤكد أياً منها.
(فرانس برس)
## "فرانس برس" عن الأمم المتحدة: 1373 فلسطينياً قتلوا أثناء انتظار المساعدات في غزة منذ أواخر مايو
01 August 2025 09:23 AM UTC+00
## يو زيدي "السباحة الحديدية".. بين جدل العمر والميدالية التاريخية
01 August 2025 09:56 AM UTC+00
خطفت السباحة الصينية يو زيدي الأضواء في بطولة العالم للسباحة المقامة في سنغافورة، بعدما باتت ابنة الـ12 عاماً، أصغر سباحة تحرز ميدالية عالمية، بعدما حصدت برونزية سباق التتابع أربع مرات في الـ200 متر حرّة أمس الخميس، فيما ذهب المركز الثاني لسباحات الولايات المتحدة، والذهبية لسيدات أستراليا.
وغابت يو زيدي عن النهائي، لكنها حصلت على ميدالية برونزية، لتصبح أصغر سباحة تحقق هذا الإنجاز في بطولة العالم، لتصرّح حول ذلك في وقتٍ لاحق بعد نهاية السباق: "تغمرني مشاعر عديدة، هو شعور جميل"، مع العلم أن الموهبة الصينية الملقبة بـ"الطفة الحديدية، بلغت نهائي سباق 200 متر متنوعة وحلّت رابعة على بعد ست أعشار من الثانية لحصد البرونزية، كما ستكون حاضرة في 400 متر متنوعة.
وأثارت يو زيدي بمشاركتها في بطولة الألعاب المائية للسباحة جدلاً كبيراً بحكم عمرها، وهذا الأمر ازدادت وتيرته في الأيام الأخيرة، خاصة أن القوانين تسمح للسباحات من 14 وما فوق بالحضور، لكن يو زيدي وبحكم موهبتها حصلت على استثناء لتكون إلى جانب زميلاتها الصينيات بفضل سرعتها الخارقة للعادة، إلا أنّ هذا الأمر لم يعجب العديد من القيّمين على اللعبة، ليس بسبب خوفهم من حصد الطفلة الصينية للميداليات، بل أنّ هذا الضغط قد تكون له آثارٌ سلبية على الذهن والجسد خاصة أنّها ما زالت في طور النمو.
وقورنت يو زيدي بالبطلة الدنماركية الشهيرة إنغه سورنسون، التي تعتبر أصغر فائزة على الإطلاق بميدالية برونزية في الألعاب الأولمبية على الإطلاق عام 1936 في برلين عاصمة ألمانيا، بعمر الـ12 عاماً، مع العلم أن السباحة الصينية اكتشفت هذه الرياضة بالصدفة حين كانت تسعى لتبريد نفسها من حرارة الصيف، وقد قالت في وقت سابقٍ لوكالة شينخوا الرسمية الصينية: "كان الصيف حاراً جداً في ذلك العام، فذهبت إلى حديقة الألعاب المائية برفقة والدي. كنت أذهب كثيراً للسباحة من أجل التبريد حتى اكتشفني أحد المدربين".
## العراق: مشاريع تحلية مياه الخليج العربي تُنعش آمال سكان البصرة
01 August 2025 10:10 AM UTC+00
مع انطلاق الأعمال التنفيذية لأول مشروع لتحلية مياه البحر في العراق، سادت أجواء من الأمل بين العراقيين، بعد سنوات من المعاناة مع شحّ المياه وتلوّثها، وسط دعوات من مختصين بيئيين إلى تسريع وتيرة تنفيذ هذا التوجّه الحكومي، باعتباره خطوة أساسية نحو حلّ جذري ومستدام لأزمة تهدّد حياة ملايين السكان.
وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد أطلق الأسبوع الماضي المشروع الأكبر من نوعه في تاريخ البلاد، بطاقة إنتاجية تبلغ مليون متر مكعب يوميا، وذلك ضمن محطة تحلية استراتيجية تُقام قرب ميناء الفاو الكبير في محافظة البصرة، على سواحل الخليج العربي جنوب البلاد.
ويضم المشروع بنية تحتية متكاملة تشمل خطوط توزيع وخزانات، إلى جانب محطة طاقة توليد كهرباء بطاقة 300 ميغاواط لتشغيل مختلف مرافق المشروع. وخلال زيارته إلى البصرة، أكد السوداني أن مشكلة شحّ المياه أصبحت متجذرة، والحل يكمن في التوجه الجاد إلى مشاريع التحلية، مشددا على أن هذا المشروع يعد من أولويات الحكومة كونه يمثل حلاً مستداماً وجذرياً لأزمة المياه.
ويعدّ التغيّر المناخي أحد أبرز التحديات التي تواجه العراق، إذ يسهم بشكل كبير في ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم الجفاف، نتيجة الانخفاض الحاد في منسوب المياه الواردة إلى نهري دجلة والفرات من تركيا وإيران المجاورتَين، اللتين تعانيان بدورهما من آثار التغيرات المناخية. ويفاقم هذا الوقع التحديات البيئية والصحية والإنسانية التي يواجهها العراق، ما ينذر بكوارث وشيكة تمس مختلف مناحي الحياة، لا سيما أن العام الحالي يُصنف الأكثر جفافاً منذ نحو ثمانية عقود، وفقاً لتقديرات خبراء.
نحو حل أزمة المياه في العراق
من جانبه، يرى المهندس البيئي علي الحلفي، أن المشروع يمثل لحظة مفصلية في مسار إدارة الموارد المائية في العراق، ويقول لـ"العربي الجديد": "وصلنا إلى عتبة العطش، حرفياً. الأهوار تجف، وشط العرب يتملح، والمياه الجوفية تُستنزف. نحن بحاجة إلى سياسة تحلية صارمة تُنقذ مناطق العراق خاصة الجنوب من المصير الأسود". ويشير الحلفي إلى أن العراق لم يعد يملك رفاهية الانتظار أو المساومة، مبيناً "بين تغير المناخ وشح الإطلاقات من دول المنبع، لم تعد الأنهار ضمانة كافية، ومشروع البصرة يمكن أن يشكل بداية تحول حقيقي إذا ما رُبط باستراتيجية وطنية شاملة".
أما الباحث في شؤون المياه، سيف الجبوري، فيربط بين الأمنين المائي والمجتمعي، قائلاً في حديث لـ"العربي الجديد": "حين يصبح الحصول على ماء نظيف تحدياً يومياً، فذلك يؤسس لأزمات اجتماعية واقتصادية خطيرة، ومشاريع التحلية ليست رفاهية، بل ضرورة وجودية". ويحذر الجبوري من أن البصرة، التي تطفو على بحر من المياه المالحة، كانت ولسنوات طويلة تعاني من تلوث المياه وارتفاع نسبة الملوحة، مما أسهم في تراجع الزراعة وهجرة سكان الريف إلى المدن.
وأشار المتحدث إلى أن مشاريع تحلية المياه "تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، شريطة أن تأخذ نصيباً كبيراً من الاهتمام بما يسمح لها أن تكون رافعة للتنمية، ومحركا للنهوض بالقطاع الزراعي، مع إمكانية الاستفادة من خبرات دول متقدمة في هذا المجال، كالسعودية".
بدوره، أكد الخبير البيئي، أحمد حسن، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن مشروع البصرة يأتي استجابة ضرورية للتغيرات المناخية الجذرية. وأضاف: "تفيد البيانات الرسمية بأن معدل إيرادات دجلة والفرات انخفض إلى 27% فقط مقارنة بالعام الماضي، وهذه أرقام كارثية، إلى جانب أن المخزون المائي في السدود لا يتجاوز 8% من طاقته القصوى".
وأوضح حسن أن استمرار انخفاض الإيرادات المائية وعدم تعاون دول المنبع "ينذر بمرحلة من الشح المائي الشديد، وقد يدفع العراق في مصاف الدول الأكثر عطشاً إذا لم تُسرّع المشاريع البديلة مثل التحلية وإعادة تدوير المياه". واعتبر المتحدث، أن "مشاريع التحلية، رغم كلفتها العالية، تتيح مرونة استراتيجية في إدارة الموارد، وتمنح الدولة القدرة على التكيف مع السيناريوهات المناخية الأكثر تطرفاً".
تحديات التنفيذ والتشغيل
يوفر المشروع مياها لأكثر من 4 ملايين نسمة ويخلق 3500 فرصة عمل، ويُعتبر ركيزة أساسية للبنية التحتية المستقبلية في جنوب العراق، لكن الخبير البيئي صالح الشمري يحذر في حديثه لـ"العربي الجديد" من تحديات تتعلق بالتنفيذ والتشغيل المستدام. ويشدد الشمري على أن "التحلية وحدها لا تكفي، ما لم تُرافقها خطة لترشيد الاستهلاك، ومعالجة الهدر، ورفع الوعي المجتمعي بأهمية المياه. ويضيف: "إذا أردنا النجاح، يجب أن نعمل على تكامل مصادر المياه، ونقل الخبرات الدولية، ووضع ضوابط صارمة لاستخدام المياه في الزراعة والصناعة".
تظهر مشكلة المياه في العراق جليةً في مياه الشرب، إذ بات كثيرون لا يثقون في شركات تعبئة المياه المعبأة، رغم أن هذه الشركات مرخصة رسميا من الجهات الحكومية المختصة. ويُعزى سبب عدم الثقة إلى أن بعض الأشخاص اكتشفوا عبر الفحص المختبري عدم نقاء هذه المياه، فيما أكد آخرون اطلاعهم على عمليات عدد من الشركات ووجود تقصير في الالتزام بالإجراءات المفروضة على إنتاج المياه، بحسب شهادات عدة، من بينها رائد خضير الذي صرح لـ"العربي الجديد" بأنه عمل لفترة في نقل وتوزيع المياه المعلبة وكان على اتصال مباشر بعمليات التعبئة.
يرى خضير أن مشروع تحلية المياه "سيكون بمثابة منقذ للمواطنين، يمكنهم من شرب مياه نقية على أقل تقدير". ويتفق معه المواطن أحمد عبود، الذي أكد لـ"العربي الجديد" أن "تحلية مياه البحر ستعيد التوازن لمنطقة جنوبي العراق بشكل خاص". وأضاف: "بصفتي من سكان البصرة، أعتقد أن هذا المشروع سيحظى بأهمية كبيرة، فهو ليس فقط لتزويد السكان بمياه نقية، بل هو مشروع تنموي واقتصادي".
 
 
## "رويترز" عن الرئاسة التركية: أردوغان سيعقد اجتماعات مع رئيسة وزراء إيطاليا ورئيس الحكومة الليبية في إسطنبول اليوم
01 August 2025 10:16 AM UTC+00
## خلاف الجيران: هل تنكسر الثقة بين واشنطن وأوتاوا؟
01 August 2025 10:24 AM UTC+00
أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوامره بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الأميركية من كندا من 25% إلى 35%، اعتبارًا من اليوم الجمعة، متذرعًا بنقص التعاون في وقف تهريب مادة مخدرة غير قانونية. وأعلن البيت الأبيض، في ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس، أن كندا أخفقت في بذل المزيد لاعتقال المهربين والمجرمين الهاربين، وضبط المواد المخدرة غير القانونية.
وكان ترامب قد هدد في وقت سابق بفرض رسوم جمركية أعلى على كندا، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الجانبين بحلول اليوم الجمعة، وهو الموعد النهائي الذي حدده لإبرام اتفاقيات تجارية مع عشرات الدول. وفي وقت مبكر من يوم أمس الخميس، قال الرئيس إن إعلان كندا نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية من شأنه أن "يجعل الأمور أصعب للغاية" على الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق تجاري مع جارتها الشمالية.
ولم يتم إدراج كندا ضمن قائمة الرسوم الجمركية المحدثة التي أعلنتها الولايات المتحدة في ساعة متأخرة أمس، والتي ستسري اعتبارًا من 7 أغسطس/آب الجاري. وكان رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، قد قلل من التوقعات بشأن فرض الرسوم، مشيرًا إلى أن أوتاوا لن توافق على أي اتفاق إلا إذا كان يخدم مصالح الكنديين على أفضل وجه. وفي بيان صدر صباح اليوم الجمعة، أعرب كارني عن خيبة أمله من تصرفات ترامب، مؤكدًا أن كندا تشكّل 1% فقط من واردات الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، وأنها تعمل بشكل مكثف على خفض تلك الكميات.
وأضاف كارني أن بعض الصناعات، بما في ذلك الأخشاب والفولاذ والألومنيوم والسيارات، ستتأثر بشدة من القرار، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الحكومة الكندية ستسعى للتقليل من أثره وحماية وظائف المواطنين. ولا تزال بعض الواردات من كندا محمية بموجب اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA) الموقعة عام 2020، والتي من المقرر إعادة التفاوض بشأنها العام المقبل. وجاء في بيان للبيت الأبيض أن السلع التي تُنقل عبر كندا، والتي لا تشملها الاتفاقية، ستكون عرضة لرسوم جمركية بنسبة 40%.
وفي منشور له على منصة "إكس"، عبّر رئيس الوزراء الكندي مارك كارني عن خيبة أمله بعد توقيع الرئيس ترامب أمرًا تنفيذيًا برفع الرسوم الجمركية على السلع الكندية من 25% إلى 35% على المنتجات الخارجة عن نطاق اتفاقية USMCA. ووصف كارني هذه الخطوة بأنها تصعيد جديد في حرب الرسوم الجمركية التي يشنها ترامب منذ توليه السلطة، مشيرًا إلى أن الرسوم الجديدة ستؤثر بشدة على قطاعات الأخشاب والصلب والألمنيوم والسيارات.
كما تعهّد باتخاذ إجراءات لحماية الوظائف الكندية، وتعزيز شراء السلع المحلية، والاستثمار في القدرة التنافسية الصناعية، وتنويع أسواق التصدير. وأضاف أن الولايات المتحدة تبرر قرارها بتدفق الفنتانيل عبر الحدود، على الرغم من أن كندا لا تمثل سوى 1% من تلك التدفقات، مؤكدًا أن بلاده تبذل جهودًا حثيثة لتقليل الكميات بشكل أكبر.
وتشكّل هذه الخطوة تصعيدًا جديدًا في سياسة الحمائية التجارية التي ينتهجها ترامب، والتي تهدد بزعزعة استقرار العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وأقرب حلفائها. وفيما تحاول أوتاوا احتواء التداعيات واتخاذ إجراءات لحماية اقتصادها، يبقى مصير الاتفاقات التجارية المقبلة معلقًا في ظل تصاعد التوترات السياسية والتجارية بين الجانبين
(أسوشييتد برس، رويترز، العربي الجديد) 
## أحمد عدوان... طفل جائع ومبتور اليد في مستشفى بلا أدوية في غزة
01 August 2025 10:42 AM UTC+00
على أحد أسرّة مستشفى الشفاء بمدينة غزة، يرقد الطفل الفلسطيني أحمد عدوان (4 أعوام)، مثقلا بوجعين لا يقوى جسده الصغير على تحملهما، بين ألم البتر ومرارة الجوع، وسط حرب إبادة جماعية تشنّها إسرائيل على القطاع بدعم أميركي. أحمد، الذي نزح إلى مدرسة "القاهرة" بمدينة غزة برفقة عائلته بعد تدمير منزلهم، استيقظ صباح 26 يوليو/ تموز المنصرم جائعاً، ولم تجد والدته ما تقدمه له من طعام، فنصحته باللعب مع أقرانه لينسى جوعه قليلاً.
لكن غارة جوية إسرائيلية مفاجئة استهدفت المدرسة التي تؤوي آلاف النازحين أنهت لحظة اللهو البريئة. فلم يكن الطفل ووالدته يعلمان أن لحظة لعب بريئة داخل المدرسة ستنتهي ببتر ذراعه. وخلال حرب الإبادة المستمرة، لجأ مئات آلاف الفلسطينيين إلى مدارس تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين "أونروا" أو وزارة التربية في غزة، بعدما دُمّرت منازلهم أو أُجبروا على مغادرتها إثر أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي.
وتحوّلت تلك المدارس إلى ملاجئ مزدحمة تفتقد أدنى مقومات الحياة، حيث لا تتوفّر المياه النظيفة، ولا الغذاء الكافي، ولا الرعاية الصحية، وسط ظروف معيشية مأساوية تتفاقم يوما بعد يوم. وعقب إصابته، خضع أحمد لعملية جراحية نُقل بعدها إلى قسم الجراحة في مستشفى الشفاء، حيث يرقد اليوم على سرير المرض، يغفو تارة على أنين الجرحى، ويصحو تارة أخرى على صرخات الألم.
ألم الجوع يلاحق أحمد عدوان
في هذا المشهد الثقيل على الطفولة تبدو ملامح المعاناة جلية، حيث ضماد أبيض يغطي كتفه المبتور، وأنبوب مغذٍّ يتدلى من ذراعه الأخرى، في محاولة طبية لتعويض ما فقده من غذاء ورعاية. واليوم، يخوض أحمد عدوان صراعا صامتا مع جراحه المفتوحة وحرمانه من الغذاء والرعاية، في وقت تقف مستشفيات غزة عاجزة عن توفير المستلزمات الطبية اللازمة لإنقاذه، بفعل الحصار الإسرائيلي الخانق.
ومع النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ومنع السفر للعلاج خارج القطاع، تقول عائلة أحمد إن ابنها يحتاج إلى تدخل جراحي وإعادة تأهيل لا يمكن توفيرهما في غزة حاليا.
والأسبوع الماضي، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن "ثلث فلسطينيي غزة لم يأكلوا منذ عدة أيام"، بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع. وقال مدير الاستعداد للطوارئ والاستجابة في البرنامج الأممي روس سميث، في بيان: "وصلت أزمة الجوع في غزة إلى مستويات غير مسبوقة من اليأس، حيث لا يأكل ثلث السكان لعدة أيام متتالية". وحسب أحدث معطيات وزارة الصحة في غزة، بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية حتى الخميس نحو 154 فلسطينيا، بينهم 89 طفلا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
 استهداف مباشر
والدة أحمد عدوان قالت لمراسل "الأناضول"، إن طفلها استيقظ من النوم وطلب أن يأكل، لكن لم يكن هناك طعام، فوجهته للعب مع أقرانه لينسى قليلا الجوع. وأوضحت أنه عندما كان يلهو مع الأطفال أمام أحد الفصول التي نزحوا إليها داخل المدرسة، تم استهدافهم بالصاروخ بشكل مباشر.
وذكرت أن الغبار كان كثيفا من جراء الصاروخ، فهرعت إلى مكان الاستهداف، ووجدت طفلها ويده مبتورة، وسرعان ما تم نقله إلى المستشفى. وأضافت: "نحن جالسون ولم نفعل شيئا، لكن لا يوجد أمن ولا أمان ولا طعام". وأشارت إلى أن طفلها يحتاج إلى طعام ودواء غير متوفرين، وأنها تعتمد على طعام التكيات من العدس والفاصولياء، وهو ليس متوفرا دائما. وتتمنى أم أحمد أن يعود طفلها كما كان سابقا، يلعب ويجري ويمرح.
ووفقا لتقديرات برنامج الأغذية العالمي، يواجه ربع الفلسطينيين في غزة ظروفا أشبه بالمجاعة، حيث إن 100 ألف سيدة وطفل يعانون من سوء التغذية الحاد.
حصار القطاع الصحي
قال أحد الأطباء المشرفين على علاج الطفل أحمد للأناضول: "أي مريض بحاجة إلى أدوية ومضادات حيوية ومحاليل وعناية وحفاضات ومستلزمات طبية"، مشيرا إلى شحّها في المستشفيات من جراء الحصار. وأضاف مفضلا عدم ذكر اسمه: "أحمد يعاني من بتر من كتف اليد، وحالته صعبة، ويحتاج إلى أدوية رئوية من جراء تعرضه لاستنشاق الغاز والغبار الناتج عن الصاروخ". ولمرات عديدة، حذرت الوزارة من خطورة الشح الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والمكملات الغذائية، مناشدة الجهات المعنية ضرورة إدخالها.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتدهور القطاع الصحي، وتفشي المجاعة، حيث وصلت مؤشراتها إلى مستويات "كارثية". ورغم "سماح" إسرائيل، منذ الأحد، بدخول عشرات الشاحنات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يحتاج إلى أكثر من 500 شاحنة يوميا باعتبارها حداً أدنى منقذاً للحياة، فإنها سهّلت عمليات سرقتها ووفرت الحماية لها، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
(الأناضول)
## التوسع ببيع أرقام المركبات المميزة لدعم التعليم
01 August 2025 10:55 AM UTC+00
في خطوة توصف بالاستثمارية، قررت الحكومة الأردنية التوسع في عمليات تحديد أسعار أرقام المركبات المتناسقة وذات الدلالات الخاصة والمميزة، والأقل تميزاً، وغير المميزة، وبيعها مقابل الثمن الذي تحدده لجنة تُشكّل لهذه الغاية، على ألا تقل الأثمان عن القيم المحددة. وبموجب التعديلات التي طرأت على نظام لوحات المركبات، فقد حدد مجلس الوزراء – حسبما نُشر في الجريدة الرسمية يوم أمس الخميس – قيمة لكل رقم مميز أو له دلالة خاصة، باستثناء الأرقام الأكثر تميزاً.
ووفقاً للتعديلات، فقد تم تحديد قيمة الأرقام الثلاثية المميزة بعشرة آلاف دينار ثمناً لكل رقم، والأرقام الرباعية المتناسقة وذات الدلالات الخاصة (المميزة) بستة آلاف دينار لكل رقم، فيما حُددت الأرقام الرباعية غير المميزة بألف دينار لكل رقم. أما الأرقام الخماسية المتناسقة وذات الدلالات الخاصة المميزة، فتبلغ قيمتها 5 آلاف دينار لكل رقم. وتُصرف الأرقام الخماسية الأقل تميزاً مجاناً أو مقابل الثمن الذي تحدده اللجنة المُشكلة لهذه الغاية، وكذلك الأرقام الخماسية غير المميزة تُصرف مجاناً أو مقابل ثمن تحدده اللجنة.
وفي هذا الصدد، قال الخبير الاقتصادي حسام عايش لـ"العربي الجديد" إن بيع أرقام لوحات المركبات بموجب مزادات علنية تقوم بها الجهات المختصة، ووفقاً لما هو موضح في النظام الخاص بذلك، يُعد خطوة إيجابية من حيث تحقيق إيرادات مالية تُوجه للإنفاق على مجال أساسي وهو التعليم الجامعي، الذي يشكل عبئاً كبيراً على كثير من الأسر الأردنية، حيث تقرر أن تُخصص العوائد لصندوق دعم الطالب. وأضاف أن ذلك يُحقق العدالة أيضاً بين المواطنين، بحيث لا تذهب الأرقام المميزة إلا لمن يرغب ومقابل الثمن المحدد، وهذا موجود في كثير من – إن لم يكن في جميع – البلدان.
وأشار إلى أن النظام المعدل للوحات المركبات اشتمل أيضاً على عدة بنود تنظيمية، خاصة ما يتعلق بتحديد الجهة التي تتبع إليها المركبة الحكومية، بعدما كانت عامة ولا يُعرف لمن تتبع هذه السيارة أو تلك، مشيراً إلى أن الترميز سيوضح ذلك. وبيّن أن هناك العديد من المصادر المالية التي يمكن توجيهها لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، وخاصة أعباء التعليم التي باتت مرتفعة جداً، وذلك بتخصيص العوائد المتحققة من بعض الرسوم والضرائب.
وبموجب تعديل النظام الذي أقرّه مجلس الوزراء قبل أيام، ستحمل لوحات المركبات الحكومية والإدخال المؤقت والدبلوماسية حروفاً واضحة تدل على الجهة التي تتبع لها المركبة، وذلك على النحو الآتي: رئيس الوزراء والوزراء: الرمز PM، مجلس الأعيان SN، مجلس النواب PR، المجلس القضائي JC، الجهات الحكومية GV، سلطة منطقة العقبة الاقتصادية AQ، الهيئات الدبلوماسية CD، والإدخال المؤقت TM.
كما ستُقرّر إدارة ترخيص السواقين والمركبات الإجراءات الخاصة بلوحات المركبات التي كانت تُستخدم من الجهات الحكومية، مع تأكيد عدم وجود تغيير في أرقام لوحات المركبات الخاصة والعمومية والشحن. وقرر مجلس الوزراء تخصيص عوائد جميع الأرقام المميزة – بغض النظر عن ترميزها – والتي تُباع في إدارة ترخيص السواقين والمركبات بالمزاد العلني، لدعم صندوق الطالب الجامعي، وذلك اعتباراً من الفصل الدراسي المقبل، إضافة إلى ما هو مخصص للصندوق في الموازنة أساساً، والتي قامت الحكومة بزيادتها بنسبة 50% في موازنة العام الجاري، لتصل إلى 30 مليون دينار.
وسيسمح قرار تخصيص عوائد الأرقام المميزة لمصلحة صندوق دعم الطالب الجامعي بتوسيع شريحة الطلبة الجامعيين المستفيدين من الصندوق. وقال مجلس الوزراء في بيان له إن استبدال الترميز الرقمي بالحروف يزيد من الوضوح والشفافية، ويُسهم في تعزيز الرقابة والتتبع على المركبات الحكومية، علماً بأن نظام الحروف معمول به في العديد من دول العالم، ويُعتبر من الممارسات الفضلى عالمياً. ويتيح النظام بيع وشراء اللوحات دون الحاجة إلى نقل ملكية المركبة من البائع إلى المشتري.
## لبنان | 4 شهداء بغارات الاحتلال وسلام يشدد على حصر السلاح بيد الجيش
01 August 2025 11:02 AM UTC+00
قالت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الجمعة، إن أربعة شهداء سقطوا في الغارات التي شنها الاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس، على مناطق في جنوب لبنان والبقاع، فيما أكد قائد الجيش اللبناني أن "الاحتلال الإسرائيلي هو العائق الوحيد أمام استكمال انتشار الوحدات العسكرية" في الجنوب، ويأتي ذلك مع تأكيد أوساط لبنانية لـ"العربي الجديد" أن جلسة الحكومة المنتظرة يوم الثلاثاء القادم، والتي سيتم فيها بحث بند حصرية السلاح بيد الدولة، ما زالت في موعدها.
وتستمر الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، المبرم في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، إذ شهد صباح اليوم الجمعة تحليقاً لطيران الاحتلال الإسرائيلي على علو منخفض في بعض مناطق جنوب لبنان، وكان الاحتلال صعّد من اعتداءاته أمس الخميس وشن سلسلة غارات على قرىً في الجنوب اللبناني والبقاع ما أسفر عن سقوط أربعة شهداء.
الاحتلال يعوق انتشار الجيش في جنوب لبنان
شدد قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل على أنّ "الجيش نفذ انتشاراً واسعاً ومهمّاً في منطقة جنوب الليطاني بالتنسيق والتعاون الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، فيما لا يزال العدو الإسرائيلي يحتل عدة نقاط عقب عدوانه الأخير على بلدنا". وأشار هيكل في اجتماع مع قيادات عسكرية اليوم الجمعة، بمناسبة العيد الثمانين للجيش اللبناني، إلى أن "استمرار الاحتلال الإسرائيلي هو العائق الوحيد أمام استكمال انتشار الوحدات العسكرية، وقد أبدى الأهالي في الجنوب تعاوناً كاملاً مع الجيش، وقيادة الجيش تتواصل باستمرار مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية".
بمناسبة العيد الثمانين للجيش، عقد قائد الجيش العماد رودولف هيكل في اليرزة اجتماعًا استثنائيًّا، حضره أركان القيادة وقادة الوحدات الكبرى والأفواج المستقلة، وعدد من الضباط، وتطرّق فيه إلى آخر التطورات على الصعيدين المحلي والإقليمي وشؤون المؤسسة العسكرية، وزودهم بالتوجيهات اللازمة… pic.twitter.com/DEbtbQ7fqw
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) August 1, 2025
وأكد قائد الجيش اللبناني أن "المؤسسة العسكرية تؤدي دورها بفاعلية في هذه المرحلة كما في كل المراحل السابقة، وهذا عائد إلى جميع عناصرها على اختلاف رتبهم ووظائفهم"، لافتاً إلى أن "الجيش مستعد دائماً للعطاء والتضحية وسط التحديات القائمة، بخاصة الانتهاكات والاعتداءات المتزايدة من جانب العدو الإسرائيلي ضد سيادة لبنان وأمنه، وما يَنتج عنها من سقوط شهداء وجرحى ودمار"، مشيراً إلى أن "جهود الجيش ترتكز حالياً على حفظ الاستقرار والسلم الأهلي، وتأمين الحدود الشمالية والشرقية وحمايتها ومنع أعمال التهريب، ومواجهة التهديدات الخارجية"، مضيفاً: "التواصل مستمر مع السلطات السورية في ما خص أمن الحدود، باعتبار أنه أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلى استقرار البلدَين"، وأكد أن "الجيش يتابع بدقة أي تحرك لمجموعات إرهابية، ويعمل على توقيف أعضاء هذه المجموعات".
من جهته، قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام بمناسبة عيد الجيش اللبناني: "جيش واحد لشعب واحد في وطن واحد"، مشدداً على أن "لا إنقاذ للبنان إلا بالعمل الجاد على حصر السلاح في يد جيشنا وحده، ولا استقرار إلا ببسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وفقاً لما نصّ عليه اتفاق الطائف والبيان الوزاري لحكومتنا".
وقالت السفارة الفرنسية في بيروت بمناسبة عيد الجيش اللبناني إننا "نقدّم للجيش كلّ الدعم في مهامه في سبيل حصر السلاح بشكل تام بيده، على كافة الأراضي اللبنانية، من أجل لبنان يسوده الاستقرار والأمان ويتمتّع بالسيادة".
الاتصالات مستمرة لتأمين جلسة الثلاثاء الوزارية
وفي إطار التحضيرات لعقد جلسة للحكومة اللبنانية، يوم الثلاثاء المقبل، وعلى جدول أعمالها بند "حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية"، قالت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد" إن "الجلسة قائمة في موعدها، ونأمل أن يحضرها جميع الوزراء بالنظر إلى أهميتها، بحيث سيتم مناقشة موضوع السلاح، والموقف اللبناني من المقترحات الأميركية وغيرها من النقاط الأساسية التي يجب مناقشتها على طاولة مجلس الوزراء، والتي قد يبت بها أو ترجأ لجلسة لاحقة، فالاحتمالات كلها مفتوحة"، ولفتت المصادر إلى أن "الاتصالات مستمرّة بين المسؤولين وعلى مستوى الرئاسات الثلاث ومع حزب الله أيضاً عبر النائب محمد رعد، وذلك من أجل تأمين المناخ المناسب للجلسة، خصوصاً أنّ هناك تعهدات اتُّفقَ عليها لناحية ضرورة حصر السلاح بيد الدولة".
وأطلق الرئيس اللبناني جوزاف عون، أمس الخميس مواقف اعتُبرت الأكثر صراحة ومباشرة بوجه حزب الله الذي سمّاه هذه المرّة بالاسم، خصوصاً بعدما بدأ يتلقى انتقادات داخلية من التأخر في بتّ ملف السلاح، عدا عن الضغوط الدبلوماسية التي يتعرّض لها لبنان بضرورة انجاز الموضوع سريعاً، مع تحذيرات من تداعيات المماطلة، وتزامن ذلك مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية.
عون الذي كشف أمس حقيقة المفاوضات التي باشرها مع الجانب الأميركي، مركزاً على أن ذلك جاء "بالاتفاق الكامل مع رئيس الوزراء نواف سلام وبالتنسيق الدائم مع رئيس البرلمان نبيه بري"، أكد أن مسودة الأفكار التي حصل عليها من الموفد الأميركي توماس برّاك، ستطرح على مجلس الوزراء وفق الأصول ولتحديد المراحل الزمنية لتنفيذها، ملوحاً كذلك في كلمته إلى دور سيلعب بهذا الإطار من قبل المجلس الأعلى للدفاع، والذي قد توكل إليه مهمة وضع خطة سحب السلاح.
السفير المصري يلتقي عون
وفي سياق متصل، قال السفير المصري لدى لبنان علاء موسى، بعد لقائه الرئيس عون اليوم الجمعة، إن اللقاء كان فرصة لتهنئة عون بعيد الجيش اللبناني و"على خطابه يوم أمس وما تضمنه من كشف حساب لأداء مؤسسة الرئاسة اللبنانية من 9 يناير/ كانون الثاني الماضي إلى الآن". وأضاف موسى: "تحدثنا أيضاً بالجهود التي تقوم بها الدولة اللبنانية للتوصل إلى مسار وخطة واضحة لحصر السلاح بيدها، والإصلاحات السياسية والاقتصادية والإجراءات الأمنية. وكان لدى عون تفاصيل كاملة ورؤية واضحة".
وحول جلسة مجلس الوزراء المرتقبة، الثلاثاء المقبل، وما إذا كانت ستتضمن جدولاً زمنياً وخطوات جدية لحصر السلاح، قال موسى في معرض ردّه على أسئلة الصحافيين: "الجميع في لبنان متفق على أنّ بسط الدولة اللبنانية لسيادتها على كلّ أراضيها، وحصر السلاح بيد الدولة هو أمرٌ حتمي ولا نقاش حوله من حيث المبدأ. ويتبقّى بعض التفاصيل وكيفية التطبيق"، مضيفاً "أتصور أن الجميع متفق على العناوين الرئيسية، ونرجو أن تتناول الجلسة هذا الأمر. حتماً سيكون فيها الكثير من النقاشات، وأرجو أن تخرج بشيء إيجابي يكون بمصلحة لبنان أولاً، ويلبي أيضاً الطموحات وما ينتظره العالم من لبنان في المرحلة القادمة".
وقال موسى: "لمست من عون أن رؤيته واضحة ومقاربته للملف مقاربة مبنية أولاً على خبرة، وثانياً على ما دار من مفاوضات ومحادثات خلال الأشهر الماضية، يتبقّى على الأطراف الأخرى، الممثلة في الحكومة ومؤسسات الدولة، أن تتفاعل مع هذه المقاربة. وأعتقد أن الجميع يرغب في الوصول إلى حل عادل لهذا الأمر يرسي القواعد الأساسية والصحيحة لدولة بحجم لبنان". ورداً على سؤال حول تداعيات عدم البتّ بالملف، وسط ضغوط عسكرية واقتصادية تمارس على لبنان، قال موسى: "لا بدّ من إرساء دعائم الدولة ولا بد من بسط سيادتها وحصر السلاح"، معتبراً أن بحث ملف السلاح لا يأتي نتيجة ضغوط خارجية بل هو شأن داخلي و"البداية كانت من لبنان، من خطاب القسم والبيان الوزاري، فهذه مبادرة من داخل لبنان تساعده فيها الأطراف الأخرى".
## راي باسيل الرامية اللبنانية تُقرر تمثيل قطر.. قصة القرار المفاجئ
01 August 2025 11:06 AM UTC+00
قررت الرامية اللبنانية وتحديداً في رياضة رماية التراب، راي باسيل (36 سنة)، تمثيل قطر بدلاً من لبنان، في قرار مفاجئ، لا سيما أنها تُعتبر من أنجح الرياضيات اللبنانيات في الألعاب الأولمبية والمسابقات الدولية، وتُشارك باستمرار في البطولات الآسيوية والعالمية. وأفاد مسؤول في اللجنة الأولمبية اللبنانية، حرص على عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، بأنّ قرار باسيل "شخصي جداً"، موضحاً أنه "حصل بالاتفاق والتراضي وليس على إكراه أو خصومة، إذ تبحث باسيل عن فرصة للتطور أكثر والمشاركة باسم قطر وتمثيل الدولة العربية في المحافل القارية والعالمية، وخصوصاً أولمبياد لوس أنجليس 2028".
وعن كيفية تغيير رياضي أولمبي البلد الذي يُمثله بشكل مفاجئ والإجراءات التي يجب أن تُتخذ، شرح المصدر تفاصيل الآلية، قائلاً إنّ "انتقال رياضي أولمبي من تمثيل بلد إلى تمثيل بلد آخر يحتاج إلى موافقة من الاتحاد اللبناني (الرماية) الذي تتبع له راي باسيل وفقاً للرياضة الأولمبية التي تُشارك فيها، وأيضاً موافقة من اللجنة الأولمبية اللبنانية. وفي قضية باسيل، يبدو أنها هي من تقدمت بطلب لدى اتحاد الرماية واللجنة الأولمبية اللبنانية لتمثيل دولة قطر بدلاً من لبنان من الآن وصاعداً، والتي بدورها منحت الموافقة للاتحاد القطري للعبة المذكورة واللجنة الأولمبية القطرية، تحت إشراف الاتحاد الدولي للعبة، الذي لا يُوافق على تغيير لاعبة للدولة التي تُمثلها من دون موافقة اللجنة الأولمبية التي كانت تلعب لها، وعليه فإن باسيل حصلت على الموافقة من اللجنة الأولمبية اللبنانية وتم الاتفاق مع اللجنة الأولمبية القطرية لإتمام عملية انتقال التمثيل بشكل رسمي".
وبحسب المصدر لـ"العربي الجديد" أيضاً، فإنّ راي باسيل "اتخذت هذه الخطوة من أجل التحضير الجيد للمشاركة في أولمبياد لوس أنجليس 2028، إذ تحتاج للتدرب والعمل في ظروف جيدة، من أجل الوصول بأفضل جهوزية ممكنة للمشاركة في الألعاب الأولمبية، وبطبيعة الحال التدرب في قطر أفضل بكثير منه في لبنان نظراً للظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية السيئة هنا، مع النقص الكبير في دعم الرياضيين وخصوصاً الرياضيين الأولمبيين الذين يمثلون بلاد الأرز في المنافسات القارية والعالمية مثل الألعاب الأولمبية في كل نسخة".
بدوره شرح رئيس اتحاد الرماية ورئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية، بيار جلخ، لـ"العربي الجديد"، تفاصيل قصة قرار تمثيل راي باسيل قطر بدلاً من لبنان، قائلاً: "بالتأكيد كان هناك تواصل بين الاتحاد اللبناني للرماية والاتحاد القطري للرماية، ولم تكتمل عملية انتقال تمثيل باسيل من لبنان إلى قطر من دون موافقة اللجنة الأولمبية اللبنانية، كل شيء كان قانونياً وصحيحاً، حتى إن اللجنة الأولمبية الدولية على علم بالقصة وحصلنا على الموافقة الرسمية منها".
وشدد جلخ على أنه "لن نكشف عن تفاصيل قرار باسيل باختيار تمثيل قطر الآن، فنحن سنُقيم لها حفلاً تكريمياً يوم الثلاثاء المقبل في 5 أغسطس/ آب، وعندها سنُشارك الجمهور كلّ التفاصيل والمعلومات، ولكن الأهم أنّ انتقال باسيل لتمثيل قطر كان قانونياً وسليماً وليس هناك أي مشاكل".
## "رايتس ووتش": عمليات توزيع المساعدات في غزة تحولت إلى حمامات دم
01 August 2025 11:11 AM UTC+00
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم الجمعة، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تكتفي باستخدام التجويع سلاحاً ضد المدنيين في قطاع غزة المحاصر، بل تطلق النار بشكل شبه يومي على حشود الفلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية. وأكدت المنظمة، في تقرير صدر اليوم، أن آليات توزيع المساعدات التي تعمل بإشراف مباشر من جيش الاحتلال الإسرائيلي وبمشاركة شركات أميركية خاصة – فشلت في حماية المدنيين، وحوّلت مواقع توزيع المساعدات إلى "حمامات دم متكررة".
وشددت المنظمة على أن الاستخدام المتكرر للقوة المميتة من القوات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ولحقوق الإنسان. وقالت المنظمة إنها لم تجد في الحالات التي وثّقتها أي أدلة تشير إلى أن الضحايا الفلسطينيين كانوا "يشكلون تهديداً وشيكاً للحياة عند مقتلهم". واعتبرت أن إطلاق النار المتعمد من عناصر تمارس صلاحيات الشرطة، دون وجود مبرر قانوني، يمثل خرقًا فادحًا للمعايير الدولية. ووفقًا لتقرير "هيومن رايتس ووتش"، فإن عمليات القتل المتكررة التي تنفذها القوات الإسرائيلية قرب مواقع مؤسسة غزة الإنسانية تُصنف جرائم حرب، بالنظر إلى أن جميع الأدلة تشير إلى أن هذه عمليات قتل متعمدة ومستهدفة لأشخاص تعلم السلطات الإسرائيلية أنهم مدنيون فلسطينيون.
وأكد التقرير أن القوات الإسرائيلية الموجودة في مواقع الآلية الجديدة المدعومة من الولايات المتحدة لتوزيع المساعدات في غزة "تطلق النار بشكل متكرر على المدنيين الفلسطينيين الجائعين في أعمال ترقى إلى انتهاكات جسيمة للقانون الدولي وجرائم حرب"، لافتا إلى أن حوادث تقع يوميا يسقط فيها عدد كبير من الضحايا داخل أربعة مواقع تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تعمل بالتنسيق مع جيش الاحتلال الإسرائيلي أو بالقرب منها. وأضاف التقرير أن "الأزمة الإنسانية الحادة هي نتيجة مباشرة لاستخدام إسرائيل التجويع سلاح حرب، وهو جريمة حرب، بالإضافة إلى حرمان إسرائيل المستمر والمتعمد للفلسطينيين من المساعدات والخدمات الأساسية، وهي أفعال مستمرة ترقى إلى الجريمة ضد الإنسانية المتمثلة في الإبادة، وأفعال الإبادة الجماعية". وأردف: "بدلا من توصيل الطعام إلى الناس في مئات المواقع التي يسهل الوصول إليها في جميع أنحاء غزة، تفرض الآلية الجديدة على الفلسطينيين السير عبر تضاريس خطرة ومدمرة".
إطلاق النار المتعمد بشكل يومي
وقالت المديرة المشاركة لقسم الأزمات والنزاعات في هيومن رايتس ووتش بلقيس والي: "لا تتعمد القوات الإسرائيلية تجويع المدنيين الفلسطينيين فحسب، بل إنها الآن تُطلق النار عليهم بشكل شبه يومي وهم يبحثون يائسين عن الطعام لأسرهم. وضعت القوات الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة والمتعاقدون الخاصون نظاما عسكريا معيبا لتوزيع المساعدات، حوّل عمليات توزيع المساعدات إلى حمامات دم متكررة".
وأردفت والي: "ليس هناك ما يبرر أن تقوم الولايات المتحدة، بدلا من أن تستخدم نفوذها الكبير للضغط على إسرائيل لوقف أعمال الإبادة الجماعية المستمرة، بدعم، بل وتمويل، آلية قاتلة ينتح عنها قتل القوات الإسرائيلية للمدنيين الفلسطينيين الجائعين كوسيلة للسيطرة على الحشود. على الدول أن تتحرك بسرعة لوقف إبادة الفلسطينيين".
شهادات عن عمليات إطلاق نار متعمدة على المدنيين
ونقلت عن أربعة شهود إضافة إلى أنتوني بيلي أغيلار، وهو مقدّم متقاعد في القوات الخاصة بالجيش الأميركي، عمل في غزة متعاقدا أمنيا لدى يو جي سيليوشنز، قولهم إن القوات الإسرائيلية تسيطر على حركة الفلسطينيين إلى المواقع باستخدام الذخيرة الحية. وبحسب وصف أغيلار، فإنه حتى داخل مواقع المساعدات، يكون توزيع المساعدات نفسه "فوضى عارمة" دون رقابة، بحسب وصف أغيلار، ما يترك الأشخاص الأكثر ضعفا وأكثرهم احتياجا غالبا دون شيء. وحللت هيومن رايتس ووتش الإعلانات المنشورة على صفحة مؤسسة غزة الإنسانية على "فيسبوك" عن 105 عمليات توزيع في المواقع الأربعة، ووجدت أن 54 فترة من فترات التوزيع استغرقت أقل من 20 دقيقة، وأن 20 عملية منها أُعلِن عن انتهائها قبل موعد بدئها الرسمي.
وقال فلسطيني لـ "هيومن رايتس ووتش" إنه بينما كان في الطريق إلى مركز مساعدات، أطلقت دبابة إسرائيلية النار عليه وعلى آخرين أثناء سيرهم نحو الموقع. وقال: "إذا توقفت عن المشي، أو فعلت أي شيء لا يريدونه، يطلقون النار عليك". وفي حادث منفصل، قال أغيلار إنه شاهد دبابة تطلق النار على مركبة مدنية خارج "الموقع رقم 4" مباشرة، مما أسفر حسبما يعتقد عن مقتل أربعة أشخاص بداخلها، وذلك في 8 يونيو/حزيران. وصف متعاقد آخر تحدث إلى قناة "آي تي في نيوز" الهجوم نفسه على السيارة.
وصف فلسطيني آخر ذهب إلى أحد مواقع التوزيع الرحلة الصعبة والمحفوفة بالمخاطر: "الكثير من الناس الذين يحتاجون إلى المساعدات لا يحصلون عليها لأنهم لا يستطيعون الوصول إلى هناك. أولئك الذين يذهبون يخاطرون بحياتهم، ومن المستغرب أن يعودوا أحياء". وفقا لسبعة شهود قابلتهم هيومن رايتس ووتش، أطلقت القوات الإسرائيلية بانتظام على المدنيين. وزعم ثلاثة شهود فلسطينيين وأغيلار أيضا أنهم شاهدوا حراسا مسلحين ضمن مواقع مؤسسة غزة الإنسانية يستخدمون الذخيرة الحية وأسلحة أخرى ضد المدنيين خلال عمليات التوزيع. 
ودعت "هيومن رايتس ووتش" المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل حتى تتوقف على الفور عن استخدام القوة المميتة كوسيلة للسيطرة على حشود المدنيين الفلسطينيين، وترفع القيود الشاملة وغير القانونية على دخول المساعدات، وتُعلق نظام التوزيع المعيب هذا. وأضافت: "عوضا عن ذلك، ينبغي السماح للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى باستئناف توزيع المساعدات في جميع أنحاء غزة على نطاق واسع ودون قيود، بما أنها أثبتت قدرتها على إطعام السكان وفقا للمعايير الإنسانية ووفقا لما تقتضيه الأوامر الملزمة الصادرة عن "محكمة العدل الدولية" في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل.
## بعد واقعة أنس حبيب… السيسي يطالب بحماية البعثات الأجنبية
01 August 2025 11:13 AM UTC+00
في أعقاب الحادثة التي أقدم فيها الناشط المصري أنس حبيب على إغلاق أبواب السفارة المصرية في مدينة لاهاي بهولندا، في 21 يوليو/تموز الجاري، احتجاجاً على استمرار إغلاق معبر رفح، تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف، اليوم الجمعة، ناقش خلاله الجانبان ملف تأمين البعثات الدبلوماسية والعلاقات الثنائية.
وأكد السيسي، بحسب بيان رسمي للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير محمد الشناوي، ضرورة احترام القانون الدولي والاتفاقيات الملزمة لحماية مقار البعثات الأجنبية وعدم المساس بها تحت أي ظرف، مشدداً على أن هذا الالتزام يمثل ركيزة أساسية في العلاقات بين الدول. وأشار المتحدث إلى أن رئيس الوزراء الهولندي شدد بدوره على حرص بلاده على تأمين كل البعثات الدبلوماسية المعتمدة في أراضيها.
وتأتي هذه التصريحات الرسمية بعد أيام من قيام أنس حبيب، وهو ناشط مصري يقيم في هولندا، بإغلاق أبواب السفارة المصرية في لاهاي بأقفال حديدية، بينما كان طاقم السفارة لا يزال داخل المبنى، في خطوة رمزية للاحتجاج على استمرار إغلاق معبر رفح البري أمام الفلسطينيين في قطاع غزة. وخلال بث مباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قال حبيب إن السفارة "مقفولة من عندهم مش من عندنا"، في إشارة إلى الرواية المصرية التي تلقي بالمسؤولية عن إغلاق المعبر على الجانب الإسرائيلي، معتبراً أن القاهرة تتحمل جزءًا من المسؤولية عن تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. ويُظهر البث محاولة أحد موظفي السفارة الاعتداء عليه في الشارع قبل أن يتراجع ويدخل مجدداً إلى المبنى.
وتناول الاتصال أيضاً مختلف مجالات التعاون بين مصر وهولندا، وأشاد رئيس الوزراء الهولندي بجهود مصر في مكافحة الهجرة غير الشرعية، والتنسيق المستمر بين البلدين في هذا المجال، كما أثنى على الدور المصري في محاربة الإرهاب والتطرف. وفي ما يخص القضايا الإقليمية، استعرض السيسي الجهود التي تبذلها مصر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وكاف. كما أكد السيسي ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأعرب رئيس الوزراء الهولندي عن دعم بلاده للجهود المصرية المكثفة لوقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الرهائن، مؤكدًا أهمية الدور المصري في تهدئة الصراع. وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس السيسي جدد خلال الاتصال رفض مصر القاطع لمحاولات تهجير الشعب الفلسطيني، داعيًا إلى الإسراع في إطلاق عملية إعادة إعمار قطاع غزة فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
## فعاليات شعبية وعشائرية في غزة تستنكر زيارة ويتكوف لـ"مصائد الموت"
01 August 2025 11:17 AM UTC+00
طالبت الفعاليات الشعبية والعشائرية والمجتمعية في قطاع غزة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بزيارة خيام النازحين ورؤية الواقع الإنساني الكارثي، بدلاً من زيارة مراكز المساعدات و"مصائد الموت" لتجميل صورتها أمام العالم. وجاء ذلك خلال مؤتمر صحافي نظمته الفعاليات الشعبية والعشائرية والمجتمعية في القطاع، اليوم الجمعة، بمناسبة زيارة ويتكوف لغزة، وتحدثت فيه عن تفاقم سوء الواقع المعيشي واستفحال المجاعة ونفاد مختلف المواد الغذائية والإمدادات الأساسية جراء الإغلاق الإسرائيلي للمعابر منذ الثاني من مارس/ آذار الماضي.
كما نُظمت وقفة شعبية أمام خيمة الصحافيين في ساحة مركز رشاد الشوا الثقافي، غربي مدينة غزة، رفع المشاركون فيها لافتات كُتب عليها "كفى للتجويع"، "لا لطريقة المساعدات الأميركية"، "أوقفوا الحرب على غزة يا أحرار العالم"، "Stop The War".
وشدد رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر في غزة أبو سلمان المغني على ضرورة "وقوف ويتكوف على الأوضاع الإنسانية التي حلّت بقطاع غزة جراء تواصل العدوان والحصار والتجويع والقتل واستمرار السياسة الإسرائيلية الرامية إلى نشر الفوضى" في القطاع المحاصر. وأوضح المغني، في كلمة له خلال الوقفة، أنّ اللجنة الأميركية الخاصة بتوزيع المواد الغذائية "توزع الكوبونات وهي مغمسة بالدم والذل، حيث يُقتل أو يستشهد قرابة 80 إلى 90 فلسطينياً يومياً، دفعتهم الحاجة إلى المجازفة والذهاب إلى مصائد الموت".
وشدد المغني على أنّ "مراكز المساعدات البعيدة لا تفي بالغرض، بفعل الخطورة العالية وشح المواد الغذائية، إلى جانب عدم قدرة كبار السن والأرامل والمعاقين على الوصول إليها، وهو ما يضاعف سوء واقعهم المعيشي في ظل تزايد حدة المجاعة"، مؤكداً أنّ آلية المساعدات الأميركية "لا توفر أدنى الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين، في ظل تغول ظاهرة السرقة والسطو من اللصوص المدعومين من الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى على مدار الوقت لبثّ الفوضى التي تخدم مصلحته بالدرجة الأولى". وجدد المغني رفض العشائر القاطع لهذه الطريقة الخطيرة وغير المناسبة في توزيع المساعدات، داعياً ويتكوف إلى "الدخول إلى قطاع غزة ومعاينة الدمار وخيام النزوح المكدسة، ورؤية الجوع والإنهاك الذي بات يفتك بأجساد الفلسطينيين المحاصرين والمجوعين".
بدوره، أوضح مختار بيت حانون أبو جهاد المصري أنّ الوقفة تأتي بالتزامن مع زيارة ويتكوف إلى مراكز المساعدات الأميركية في غزة، وذلك بعد فضيحة المجاعة التي تسبب بها الاحتلال الإسرائيلي وكان يرغب في أن تبقى في الظلام دون أن يعلم عنها أحرار العالم. وأضاف المصري، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "ويتكوف يأتي لتجميل وجه المجاعة ونفي وجود أزمة من خلال زيارة مراكز المساعدات وتصوير أنها تقدم الغذاء للفلسطينيين"، داعياً إلى "تشكيل لجنة تحقيق دولية بشأن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة من جرائم قتل وهدم وحصار وتجويع على مرأى العالم، ضارباً بالقوانين الدولية عرض الحائط".
من ناحيته، أوضح عضو لجنة شؤون العشائر خليل أبو حسنين (83 عاماً)، أن الشعب الفلسطيني يعاصر النكبة منذ عام 1948، في ظل محاولات الاحتلال المتواصلة لاقتلاع وتهجير الفلسطينيين من أرضهم، بينما يواصل الآن سياسته ذاتها عبر الحرب التي بدأت في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والحصار والتجويع والقتل المتواصل. وأشار أبو حسنين في حديث لـ"العربي الجديد" على هامش الوقفة، إلى أن زيارة المبعوث الأميركي تأتي في ظل اشتداد العدوان الإسرائيلي والقتل والتشريد والتجويع وسوء التغذية، داعياً إياه إلى "عدم الكيل بمكيالين والمساهمة في وقف القتل والتجويع والحصار وإدخال المساعدات وتوزيعها عبر المؤسسات الدولية".
وزار المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف مركز توزيع المساعدات في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، برفقة السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة. وتأتي هذه الزيارة التي قال البيت الأبيض إنها ستشمل تفقد مواقع توزيع الغذاء الحالية وتأمين خطة لزيادة وصول المساعدات الإنسانية، في وقت تتفاقم فيه أزمة الجوع في القطاع المحاصر، والذي يتعرّض للإبادة الجماعية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وهذه ثاني زيارة معلنة لويتكوف إلى غزة، بحسب "فرانس برس"، بعدما زار القطاع في يناير/ كانون الثاني خلال وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" بقي سارياً حتى 18 مارس/ آذار حين استأنف الاحتلال حرب الإبادة على غزة.
## عمّال يعثرون على مومياء عمرها أكثر من 1000 عام في البيرو
01 August 2025 11:18 AM UTC+00
عثر عمال في البيرو على مومياء يعود تاريخها إلى أكثر من 1000 عام، وذلك خلال حفرهم في أحد شوارع العاصمة ليما لتركيب أنابيب غاز، بحسب ما أعلنته الشركة المسؤولة عن الاكتشاف، الخميس.
واكتُشِفَت المومياء أثناء تنفيذ موظفي شركة كاليدا لتوزيع الغاز حفريات في أحد شوارع منطقة بوينتي بيدرا الشعبي شمال العاصمة البيروفية. وقال عالم الآثار خيسوس باهاموندي لوكالة فرانس برس: "عثرنا على كفن دفن لشخصية في مقبرة عمرها أكثر من 1000 عام". وكانت الجثة في وضعية الجلوس، وذراعاها وساقاها مطوية، ووجهها متجهاً نحو الشمال.
تعود المومياء التي اكتُشفت الأسبوع الماضي إلى جانب قطع فخارية إلى ثقافة تشانكاي في حقبة ما قبل الإنكا، والتي استوطنت معظم وديان ليما بين القرن 11 ومطلع القرن 15. وأوضح عالم الآثار، خوسيه بابلو ألياغا، أن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في كونه يُظهر أن للعاصمة ليما "تاريخاً أبعد" مما كان يُعتقد، ملاحظاً أنها "كانت أيضاً منطقةً مأهولة بثقافات ما قبل الحقبة الإسبانية، بثقافات تمتد آلاف السنين".
وأفاد باهاموندي بأن الاكتشاف حصل في "مقبرة كبيرة تعود إلى ما قبل الحقبة الإسبانية". ومن بين الأشياء التي وُضعت كقرابين في المقابر، عُثر على عدد من القطع الفخارية الحمراء والسوداء.
وتضمّ ليما التي يزيد عدد سكانها عن 10 ملايين نسمة أكثر من 500 موقع أثري، من بينها عشرات الـ"هواكاس" أي المقابر التي بناها سكان البيرو ما قبل الحقبة الإسبانية، ومعظمها من الطوب الطيني.
ومنذ أن بدأت شركة كاليدا عملياتها في ليما عام 2004، سجلت أكثر من 2200 اكتشاف أثري على نحو عرضي.
(فرانس برس)
## الطحين الطاحن !
01 August 2025 11:19 AM UTC+00
## إلزام "غوغل" بإصلاح متجر تطبيقاتها بعد خسارتها أمام "إبيك غايمز"
01 August 2025 11:37 AM UTC+00
خسرت "غوغل" استئنافها ضد "إبيك غايمز"، الخميس، وصار يتعين عليها السماح بتثبيت متاجر تطبيقات منافسة لمتجرها الخاص "غوغل بلاي"، ما يشكّل انتصاراً كبيراً للاستديو الناشر للعبة الفيديو فورتنايت بعد معركة قانونية استمرت خمس سنوات.
في عام 2023، أدانت هيئة محلفين المجموعة الأميركية العملاقة في مجال الإنترنت بتهمة احتكار سوق توزيع التطبيقات على نظامها التشغيلي للهواتف المحمولة أندرويد، وأصدرت حكماً لصالح الشركة المدّعية إبيك غايمز. وردّت محكمة الاستئناف في سان فرانسيسكو، الخميس، الاستئناف المقدّم من "غوغل".
وبالتالي صار الحكم على "غوغل" قابلاً للتنفيذ، وينبغي عليها السماح للمطورين بدمج أنظمة الدفع الخاصة بهم أو عرض تطبيقاتهم على منصات بديلة من "غوغل بلاي"، كمتجر إبيك غايمز ستور التابع لشركة إبيك.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة إبيك غايمز، تيم سويني، عبر منصة إكس، إنه "انتصار كامل في الاستئناف بقضية إبيك وغوغل. بفضل هذا الحكم، سيتمكن متجر إبيك غايمز من الوصول إلى غوغل بلاي".
أما نائبة رئيس الشؤون التنظيمية في "غوغل"، لي آن مولولاند، فرأت في بيانٍ تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه أن "هذا القرار سيُلحق ضرراً بالغاً بأمن المستخدمين، ويحدّ من الخيارات، ويُقوّض الابتكار الذي كان دائماً جوهر نظام أندرويد".
ويعتبر تيم سويني وناشرون آخرون أن "غوغل" و"آبل" تحتكران سوق تطبيقات الأجهزة المحمولة بنظامي آي أو إس وأندرويد، وتُسيئان استخدام هيمنتهما من خلال فرض منصات تنزيل ودفع خاصة بهما، وعمولات كبيرة على إنفاق المستخدمين. ودأبت المجموعتان الكاليفورنيتان على تسليط الضوء على المخاطر المحتملة على أمن المستخدمين وخصوصيتهم في حال عدم استخدام هذه التطبيقات لأنظمتهما. وأضافت لي آن مولولاند: "أولويتنا القصوى تبقى حماية مستخدمينا ومطورينا وشركائنا، بالإضافة إلى الحفاظ على منصة آمنة".
ولا تزال المواجهة بين "إبيك غايمز" و"آبل" من دون حلّ، مع أن محكمةً قضت في أواخر عام 2021 بأن "آبل" لم تعد تستطيع إجبار ناشري التطبيقات على استخدام متجرها ونظامها للدفع.
وفي إبريل/نيسان من هذا العام، اتهمت قاضية فيدرالية في أوكلاند بولاية كاليفورنيا المجموعة التي يقع مقرها في كوبرتينو، في سيليكون فالي، بعدم الامتثال لحكمها الصادر قبل أكثر من ثلاث سنوات، والذي يُلزمها نظرياً فتح هواتف "آيفون" أمام متاجر التطبيقات المنافسة.
وأعادت "آبل" لعبة فورتنايت إلى متجر التطبيقات في مايو/أيار الماضي، لكنها تواصل إجراءات الاستئناف. وكانت اللعبة قد حُذفت من المنصة عام 2020 عندما حاولت شركة إبيك غايمز التحايل على نظام الدفع من "آبل".
(فرانس برس)
## إسطنبول... انعقاد قمة التعاون بين تركيا وإيطاليا وليبيا
01 August 2025 11:39 AM UTC+00
عقدت اليوم في مدينة إسطنبول التركية قمة ثلاثية جمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة. وبحسب وسائل إعلام تركية، فإن القمة الثلاثية تتناول التعاون المشترك بين الدول الثلاث، وبحث مواضيع التعاون في قطاعات الطاقة والاقتصاد والبترول وتعزيز العلاقات المشتركة.
وأوضحت أن مسألة مكافحة الهجرة غير الشرعية والاستقرار في المنطقة، فضلاً عن مواضيع استراتيجية، أخرى والتطورات في سورية وأوكرانيا ستكون في صلب المحادثات. ولفتت إلى أن القمة تهدف إلى تحقيق مصالح شعوب الدول الثلاث والتعاون الاقتصادي، ومصادر الطاقة في البحر المتوسط.
ونقل المكتب الإعلامي للدبيبة تأكيده، في كلمة خلال القمة، أن "ليبيا حريصة على ترسيخ شراكات فعالة تقوم على التوازن والاحترام المتبادل"، مشيراً إلى أن بلاده "تعمل على استعادة دورها الإقليمي من موقع الشريك الفاعل والموثوق، بما يعكس تحسن الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد".
وبحسب بيان لمكتب الدبيبة، فإن القمة تناولت آفاق التعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث، حيث تم تأكيد "أهمية تعزيز الشراكة في مجالات الطاقة، والنفط والغاز، والبنية التحتية"، و"ربط ليبيا بمشاريع إقليمية في المتوسط، بما في ذلك الاستثمار في الموانئ، وتطوير الشبكات الكهربائية، ودعم المشاريع الاستراتيجية المشتركة، في إطار تكامل تنموي يخدم مصالح الشعوب ويوفر فرصًا جديدة للنمو".
وذكر البيان أن الدبيبة استعرض "الجهود الميدانية" التي تقودها حكومته "في مواجهة شبكات التهريب والأنشطة الخارجة عن القانون"، وقدم "تصوراً متكاملاً لتعزيز التنسيق الإقليمي في هذا الشأن". ودعا الدبيبة، في معرض كلمته، إلى عقد اجتماع وزاري رباعي يضم ليبيا، وتركيا، وإيطاليا، وقطر "بهدف البدء بتنفيذ مشاريع مشتركة، وتوحيد الجهود في الملفات ذات الأولوية"، مشيراً إلى أن "دولة قطر أبدت استعدادها العملي للمشاركة في مجالات الدعم اللوجستي والإنساني والتقني".
واختتم الدبيبة كلمته بالتأكيد أن حكومته "اليوم في وضع أقوى سياسياً وميدانياً"، وأنها "باتت قادرة على لعب دور إقليمي متوازن ومسؤول"، معتبراً أن القمة الثلاثية "تمثل دعماً سياسياً واضحاً للمسار السيادي الذي تنتهجه الدولة الليبية، وتعكس تصاعد الاعتراف الدولي بجهودها في ترسيخ الاستقرار والتعاون في حوض المتوسط".
وتأتي هذه القمة في وقت ينتظر فيه مجلس النواب الليبي رأي لجنة فنية شكلها للنظر في بنود الاتفاق البحرية الليبية التركية، الموقعة عام 2019م، بغرض إمكانية تصديقه عليها، وهي الخطوة التي لقيت ضغوطاً ومعارضة إقليمية واضحة من مصر واليونان.
ورغم ارتباط تركيا بالحكومة المعترف بها دولياً في طرابلس، لكنها انفتحت منذ العام الماضي على سلطات شرق ليبيا، وتحديداً مجلس النواب ومعسكر اللواء المتقاعد خليفة حفتر. ويعكس اهتمام الدبيبة بالمشاركة في هذه القمة على تمتين علاقاته مع تركيا، التي تعد حليفه التقليدي، خاصة أنه جدد التوقيع على الاتفاقية البحرية نهاية العام 2022م، وارتبط بتعاقدات واسعة مع الشركات التركية ضمن مشروعات إعادة الإعمار التي يقودها.
كما يعكس بيان الحكومة الأخير حول القمة الثلاثية، مساعي الدبيبة لاستعادة موقعه في التحالفات الإقليمية، ولا سيما مع تركيا، وأيضاً مع إيطاليا التي ارتبط معها بمشاريع في استثمارات الطاقة وتبادل معها الزيارات الرسمية في أكثر من مناسبة.
## كواليس الصفقة الضائعة: لماذا فشل برشلونة في ضم دومفريس؟
01 August 2025 11:40 AM UTC+00
كشفت تقارير إعلامية إسبانية عن كواليس فشل نادي برشلونة الإسباني في التعاقد مع الظهير الأيمن لنادي إنتر ميلانو الإيطالي، الهولندي دينزل دومفريس (29 عاماً)، خلال سوق الانتقالات الصيفية الجارية. ورغم أنّ إدارة النادي الكتالوني درست الصفقة بجدية، إلا أنها لم تتمكن من تفعيل بند الشرط الجزائي المدرج في عقد اللاعب، والبالغ 25 مليون يورو، والذي كان سارياً حتى نهاية يوليو/تموز الجاري.
ووفقاً للتفاصيل، التي نشرتها صحيفة سبورت الكتالونية، أمس الخميس، فإنّ نادي برشلونة لم ينجح في إتمام الصفقة مع دومفريس، الذي قرر قبل أشهر تغيير مسار مسيرته الاحترافية، حين أنهى علاقته بوكالة تمثيله السابقة، وأسند المهمة إلى الوكيل البرتغالي الشهير، خورخي مينديز، وقد بدأ الأخير العمل على الصفقة منذ أواخر إبريل/نيسان الماضي، ورأى في برشلونة الوجهة المثالية للاعب، خاصة بعد تألقه اللافت ضد تشكيلة "البلاوغرانا"، في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، خلال الموسم الماضي.
وأضافت الصحيفة أن جميع تفاصيل الصفقة كانت واضحة أمام إدارة برشلونة، إذ لم يشكل راتب دومفريس عائقاً، لكونه يندرج ضمن السقف المالي المسموح به وفقاً لقواعد اللعب المالي النظيف، كما أبدى نادي إنتر ميلانو مرونة في تسديد المبلغ على دفعات، وفي ظل ظروف اقتصادية أفضل، ربما لم تكن الإدارة الكتالونية لتتردد في حسم الصفقة. وقد عقد مينديز، خلال الأشهر الماضية، عدداً من الاجتماعات مع مسؤولي برشلونة، وكان اسم دومفريس دائماً على طاولة النقاش، خاصة أن خطة الإدارة الرياضية في البداية كانت تستهدف التعاقد مع ظهير أيمن جديد، إلا أن الأولويات تغيرت مع مرور الوقت، وزادت حدة الأزمة المالية، ما جعل التحرّك بحرّية في سوق الانتقالات مهمة شبه مستحيلة.
وبحسب "سبورت"، فإنّ المدير الرياضي للفريق الكتالوني، البرتغالي ديكو (47 عاماً)، كان يعتقد أن النادي سيكون قادراً على العودة للعمل بقاعدة (1:1)، التي تتيح تسجيل لاعب جديد مقابل بيع آخر بالقيمة نفسها، وهو ما كان سيوفر هامشاً لضم حارس مرمى وجناح وظهير، ولهذا، تعاقد النادي مبكراً مع الحارس الإسباني، جوان غارسيا، كما دخل بقوة في سباق التوقيع مع الكولومبي لويس دياز، رغم مطالب نادي ليفربول الإنكليزي المالية المرتفعة، وحتى عرض الإسباني نيكو ويليامز خضع للدراسة، لكن كل تلك المخططات انهارت أمام عجز النادي عن تسجيل لاعبين جدد.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن حالة دومفريس لم تكن استثناءً، فقد كان ضمن قائمة الأسماء المطلوبة لدعم تشكيلة المدرب الألماني، هانسي فليك (60 عاماً)، كما أن اللاعب نفسه أبدى استعداده للانتظار حتى اللحظة الأخيرة، وبدوره، عمل خورخي مينديز على تسهيل رحيل بعض لاعبي برشلونة خلال هذا الصيف، على أمل فتح الباب أمام قدوم الظهير الهولندي، إلا أنه مع حلول 31 يوليو الجاري لم يتمكن ديكو ولا إدارة النادي الكتالوني من اتخاذ الخطوة الحاسمة.
## رسوم جمركية أميركية تهدد صادرات جنوب أفريقيا ووظائف مواطنيها
01 August 2025 11:46 AM UTC+00
تواجه جنوب أفريقيا فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على صادراتها إلى الولايات المتحدة بدءًا من الأسبوع المقبل، في خطوة من المتوقع أن تتسبب بخسارة عشرات الآلاف من الوظائف، بعد فشل البلاد في التوصل إلى اتفاق تجاري قبل انتهاء المهلة التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي أمرٍ تنفيذي صدر، يوم الخميس، فرض ترامب معدلات رسوم جمركية جديدة تتراوح بين 10% و41% على عشرات الدول، في إطار مساعيه لإعادة تشكيل التجارة العالمية بشروط أكثر ملاءمة للولايات المتحدة. وجاء في الأمر أن هذه الرسوم الأعلى على الواردات ستدخل حيز التنفيذ خلال سبعة أيام.
وقد حاولت جنوب أفريقيا، على مدى أشهر، التفاوض مع واشنطن، وعرضت شراء الغاز الطبيعي المسال الأميركي، والاستثمار بقيمة 3.3 مليارات دولار في الصناعات الأميركية مقابل خفض الرسوم الجمركية. إلا أن هذه الجهود باءت بالفشل، رغم محاولة بريتوريا في اللحظة الأخيرة تحسين عرضها.
وفي السياق، قال وزير التجارة الجنوب أفريقي باركس تاو، إن الرسوم الجمركية المرتفعة تهدد القدرة التصديرية للبلاد، لا سيما في قطاعات رئيسية مثل السيارات، وتجهيز الأغذية الزراعية، والصلب، والكيماويات. وأضاف تاو في بيان صدر مساء الخميس: "نعمل بجدية وسرعة لتنفيذ تدخلات حقيقية وعملية للدفاع عن الوظائف وتعزيز موقع جنوب أفريقيا التنافسي في مشهد عالمي متغير".
تُعد الولايات المتحدة ثاني أكبر شريك تجاري ثنائي لجنوب أفريقيا بعد الصين. وتشمل أبرز صادرات جنوب أفريقيا إلى الولايات المتحدة: السيارات، ومنتجات الحديد والصلب، والحمضيات. وتسلط الزيادة في الرسوم الضوء على الكيفية التي بدأت بها العلاقات المتوترة بين جنوب أفريقيا وواشنطن تُترجم إلى عواقب اقتصادية ملموسة. وأشار مسؤولون جنوب أفريقيون إلى أن مفاوضاتهم التجارية مع الولايات المتحدة كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بقضايا جيوسياسية، وحتى بسياسات داخلية، من بينها قانون التمييز الإيجابي في جنوب أفريقيا، الذي يلقى رفضًا من ترامب.
كما أعربت الحكومة الأميركية عن استيائها من تقديم جنوب أفريقيا دعوى إبادة جماعية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، ومن سياسة إصلاح الأراضي التي تهدف إلى معالجة عدم المساواة العرقية في ملكية الأراضي، وهو إرث من نظام الفصل العنصري. وكان ترامب قد زعم، بشكل خاطئ، أن حكومة جنوب أفريقيا تستولي على أراضي المزارعين البيض.
تعيش العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا واحدة من أكثر مراحلها توترًا في السنوات الأخيرة، على خلفية تباين المواقف السياسية والجيوسياسية. لطالما اعتُبرت جنوب أفريقيا لاعبًا إقليميًا مهمًا في القارة الأفريقية، وواشنطن أحد أبرز شركائها التجاريين. إلا أن العلاقات بين الطرفين بدأت تتدهور تدريجيًا في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يتبنى سياسة "أميركا أولاً"، ويولي اهتمامًا كبيرًا لإعادة صياغة اتفاقيات التجارة الدولية بما يخدم المصالح الأميركية بشكل أحادي.
تجدر الإشارة إلى أن جنوب أفريقيا تستفيد منذ سنوات من اتفاقيات تجارية تفضيلية، مثل قانون النمو والفرص في أفريقيا (AGOA)، الذي يسمح لها بتصدير سلع إلى الولايات المتحدة بإعفاءات جمركية. غير أن التوترات السياسية – بدءًا من قضية الأرض المثيرة للجدل داخل جنوب أفريقيا، مرورًا بمواقفها من الصراع في الشرق الأوسط، وصولًا إلى انتقاداتها العلنية لبعض سياسات واشنطن – أسهمت في تأزيم العلاقة.
في هذا السياق، جاء إعلان ترامب الأخير بفرض رسوم جمركية على صادرات جنوب أفريقيا، ليشكّل ضربة قاسية لاقتصاد يعاني أصلًا من بطء النمو، وارتفاع معدلات البطالة، وضغوط اجتماعية متزايدة. ورغم محاولات بريتوريا تفادي التصعيد من خلال تقديم عروض استثمارية مغرية لواشنطن، لم تفلح تلك المساعي في تفادي العقوبات التجارية الجديدة.
(رويترز، العربي الجديد)
## سورية: تهجير قسري في الرقة وأكثر من 1000 قتيل في السويداء
01 August 2025 11:55 AM UTC+00
تواصل "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) عمليات التضييق على سكان مدينة الرقة شمالي سورية، مع استمرار حملات الاعتقال والمداهمات، حيث كثّفت هذه الحملات منذ سقوط نظام الأسد. وأطلق سكان حي البانوراما في المدينة، أمس الخميس، نداءات تطالب بإيقاف عمليات التهجير من الحي، إذ تسعى "قسد" لعزله بجدار إسمنتي.
وفي هذا السياق، قال الناشط المنحدر من مدينة الرقة محمد عثمان لـ"العربي الجديد"، إن مدرعات وعربات عسكرية مدعومة بقوات تابعة لـ"قسد"، بدأت عملية اقتحام موسعة للحي، وذلك يوم الأربعاء الماضي، واستهدفت العملية بشكل مباشر منطقة الأبنية الخاصة بالإسكان في الحي غربي مركز المدينة، وأُجبر سكانها على الإخلاء تحت تهديد السلاح، واصفاً العملية بأنها حدثت في أجواء من الرعب والترهيب.
وأكد العثمان أن عملية إخلاء السكان بالقوة رافقها رفع سواتر ترابية حول المنطقة القريبة من مقار عسكرية لـ"قسد"، لاسيما مقر الجمارك، بالإضافة إلى أبنية يتمركز فيها عناصر تابعون لها، وسط انتشار مكثف للمدرعات العسكرية في محيط دوار البانوراما. وأوضح العثمان أن إحاطة الحي بسور أسمنتي بدأت قبل عشرة أيام، حيث أجبرت "قسد" الأهالي في المناطق التي يمر فيها الجدار على مغادرة منازلهم تحت التهديد، وأبلغتهم أن المنطقة ستتحول إلى منطقة عسكرية مغلقة.
وأشار العثمان إلى أن الأهالي رفضوا هذا الإنذار الجائر، فحاولت "قسد" امتصاص الغضب بعرض شراء المنازل، لكن فقط ممن يحملون بيان ملكية نظامياً، رغم أن معظم أهالي الحي لا يملكون سوى عقود "شيوع" بحكم الواقع الراهن. وقال: "تواصل قسد عملية بناء الجدار، لكن أهالي الحي تصدوا لها وأوقفوها عن العمل، وتقدموا بشكوى رسمية إلى مجلس الحي (حسين النكزي) والمجلس العام، وقبل ظهر أمس الخميس، أرسلت "قسد" قوات كوماندوس مدعومة بعربات "هامر" مصفحة، وعشرات العناصر المسلحة، التي قامت بطرد اللجنة والأهالي بالقوة، وأكملت بناء السور رغماً عن الجميع".
أكثر من 1000 قتيل في أحداث السويداء
إلى ذلك، وفي السويداء، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير صدر عنها اليوم الجمعة، مقتل أكثر من 1000 شخص على خلفية الأحداث في السويداء السورية، وذكرت أن 89 مدنياً قُتلوا في يوليو/ تموز، بينهم 13 طفلاً، و10 سيدات، وشخص واحد تحت التعذيب. وأشار التقرير إلى "مقتل 89 مدنياً، بينهم 13 طفلاً و10 سيدات في تموز/يوليو 2025، منهم سبعة مدنيين قُتلوا على يد قوات الحكومة الانتقالية، بينهم شخص واحد تحت التعذيب. كما قُتل طفل على يد قوات نظام الأسد، وسُجل مقتل خمسة مدنيين، بينهم طفلان، على يد قوات سورية الديمقراطية، ووُثق مقتل ثلاثة مدنيين على يد القوات الإسرائيلية، بينهم سيدة واحدة. كما سجل التقرير مقتل 73 مدنياً، بينهم عشرة أطفال وتسعة سيدات، على يد جهات لم نتمكن من تحديدها".
ووفق التقرير، سجلت الشبكة "في يوليو مقتل ما لا يقل عن 1013 شخصاً في محافظة السويداء، وذلك خلال الفترة الممتدة من 13 يوليو 2025 وحتى تاريخ نشر هذا التقرير. من بين هؤلاء الضحايا، تم توثيق 26 طفلاً و47 سيدة، إضافة إلى ستة من الكوادر الطبية (بينهم ثلاث سيدات)، وثلاثة من الكوادر الإعلامية. كما أسفرت أعمال العنف عن إصابة ما لا يقل عن 986 شخصاً بجراح متفاوتة الخطورة من مختلف الأطراف".
## وزارة الصحة في غزة: وصول 83 شهيداً و554 مصاباً إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية
01 August 2025 12:05 PM UTC+00
## وزارة الصحة في غزة: 9,163 شهيداً و35,602 مصاب منذ 18 مارس الماضي
01 August 2025 12:07 PM UTC+00
## وزارة الصحة في غزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 60,332 شهيداً و147,643 مصاباً منذ السابع من أكتوبر 2023
01 August 2025 12:08 PM UTC+00
## بؤرة استيطانية في الطنطور لإطباق الحصار على قريوت الفلسطينية
01 August 2025 12:16 PM UTC+00
تشهد منطقة الطنطور، جنوبي قرية قريوت، الواقعة في جنوب شرقي نابلس، شمال الضفة الغربية، تسارعاً في وتيرة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي عبر إقامة بؤرة استيطانية جديدة ضمن خطة ممنهجة تهدف إلى تشديد الحصار على القرية وحرمان أهاليها من أراضيهم، ومحاولة دفعهم إلى الهجرة.
ويؤكد مسؤول ملف الاستيطان في المجلس القروي أدهم الجوهري، لـ"العربي الجديد"، أن "المستوطنين استغلوا انشغال العالم بالحرب على قطاع غزة لتنفيذ مخططات استيطانية باتت تلتهم ما تبقى من أراضي قرية قريوت. في بداية الحرب، سيطر المستوطنون على أراضي منطقة البطاين، ومساحتها نحو 300 دونم، وأقاموا فيها بؤرة استيطانية ربطوها بشبكات المياه والكهرباء والطرق، وربطوها مع مستوطنتي (شيلو) و(عيليه) المقامتين على أراضي قريوت وعدد من القرى المجاورة".
يضيف الجوهري: "الخطر الآن يتهدد منطقة الطنطور، التي لا تبعد كثيراً عن منطقة البطاين، وتمتد على مساحة تقارب 500 دونم، وهذه المنطقة تُعد من أبرز المواقع الاستراتيجية في قريوت، بسبب ارتفاعها وقربها من منازل الأهالي في الجهة الجنوبية من القرية. تشهد منطقة الطنطور منذ أيام أعمالاً حثيثة من قبل المستوطنين لتجهيز البنية التحتية لإقامة بؤرة استيطانية جديدة، إذ يتم شق طرق بواسطة الجرافات، وبدء وضع أعمدة الكهرباء، على غرار ما حدث سابقاً في البطاين".
ويوضح قائلاً: "يعمل المستوطنون وفق نمط واضح، إذ يبدأ العمل بشق الطرق، ثم تجهيز البنية التحتية، ثم نصب الخيام، ثم إدخال الكرفانات، وفي النهاية يصبح المكان بؤرة استيطانية كاملة، هذا تماماً ما فعلوه في البطاين، وهم الآن يكررونه في الطنطور، ورغم أنه لا توجد خيام أو كرفانات حتى الآن، إلا أن المرحلة الأولى من التهيئة جارية بالفعل".
وبحسب الجوهري، فإنه "بدأ منذ ثمانينيات القرن الماضي استهداف أراضي قريوت، إذ أُقيمت ثلاث مستوطنات رئيسية على أراضيها هي شيلو وراحيل وعيليه، وبعد توقيع اتفاقية أوسلو، تم إنشاء ثلاث بؤر استيطانية إضافية على أراضي القرية وأراضي القرى المحيطة، وهي (إيش كودش)، و(عميحاي)، و(أحياه)، وبعد اندلاع الحرب على غزة، أُضيفت ثلاث بؤر استيطانية جديدة، ليصبح مجموع المستوطنات والبؤر التي تحيط بالقرية عشر، ما يعني خنقاً كاملاً من جهاتها كافة، والسيطرة على غالبية أراضيها".
ويضيف: "ما يجري في قريوت ليس فقط سرقة للأرض، بل عملية ممنهجة لخنق السكان ودفعهم للهجرة، وكان عدد السكان في إحصاء عام 2007 نحو 2800 نسمة، ويتناقص العدد منذ ذلك الحين بسبب الهجرة الداخلية، كما سجلت حالات عدة للهجرة إلى خارج فلسطين نتيجة عدم وجود أراضٍ للبناء أو الزراعة بعدما صودرت معظم أراضي القرية. قريوت كانت تُعرف بخصوبة أراضيها واعتماد أهلها على الزراعة، لكنها لم تعد كما كانت، فالأراضي السهلية التي كان يعتمد عليها أهالي القرية زراعياً تمّت مصادرتها، والأخطر أن المستوطنين سيطروا خلال الحرب الحالية على آخر نبعي مياه في القرية، وبذلك فقدت قريوت جميع مصادر المياه الطبيعية".
يتابع: "لا تتوقف معاناة أهالي قرية قريوت عند سرقة الأراضي والمياه، بل تتعداها إلى الاعتداءات اليومية من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال، والذين لا يتوانون عن ترهيب الأهالي ومضايقتهم، ما يزيد الضغط النفسي والمعيشي عليهم، ويدفع الكثيرين للتفكير في ترك القرية. موقع قريوت الجغرافي يجعلها هدفاً دائماً للاحتلال والمستوطنين، إذ تقع بين عدة مستوطنات، ما يجعلها حلقة وصل مهمة في مخطط الاستيطان القائم على ربط المستوطنات بعضها ببعض من خلال الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية الواقعة بينها، كما أن خصوبة الأراضي ووجود ينابيع المياه يعززان أطماع المستوطنين".
بدوره، يؤكد مدير عام التوثيق والنشر في هيئة شؤون مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية أمير داود، لـ"العربي الجديد"، أن "الضفة الغربية شهدت منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إنشاء نحو 80 بؤرة استيطانية جديدة، ومصادرة نحو 55 ألف دونم تحت مسميات مختلفة، أبرزها (أراضي الدولة) و(المحميات الطبيعية)".
ويوضح داود أن "هذه البؤر الاستيطانية لا تقتصر خطورتها على الاستيلاء على الأراضي فقط، بل إنها تعمل على فرض وقائع جديدة على الأرض تعرقل وصول الفلسطينيين إلى أراضيهم، ما يشكل امتداداً عملياً لمخططات إسرائيلية رسمية ترمي إلى تقويض أي إمكانية مستقبلية لقيام دولة فلسطينية مستقلة".
## مفوضية اللاجئين: 1.2 مليون أفغاني عادوا من باكستان خلال 9 أشهر
01 August 2025 12:26 PM UTC+00
ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنّ حوالي 1.2 مليون أفغاني عادوا من باكستان منذ سبتمبر/ أيلول 2023، محذرة من أنّ الكثيرين يواجهون ظروفاً صعبة، وحثت على تقديم معونات عاجلة لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية. وطبقاً لتقرير صدر أمس الخميس، فقد حصل أكثر من 156 ألفاً من العائدين، من بينهم 98 ألف حامل بطاقة مسجلة على مساعدات إنسانية منذ عودتهم إلى أفغانستان، حسب وكالة خاما برس الأفغانية للأنباء، اليوم الجمعة.
وأضافت المفوضية، أنّ النساء والفتيات يشكلن حوالي نصف هؤلاء الذين حصلوا على معونات، بينما حوالي 2.2% من جميع العائدين، أشخاص من ذوي الإعاقات. وبحسب الوكالة، فإنّ أكثر من 315 ألف أفغاني عادوا في عام 2025 وحده، بما في ذلك 51 ألف شخص، تم ترحيلهم بشكل قسري من السلطات الباكستانية.
وتهدد الضغوط السياسية والأمنية المتزايدة في باكستان وضع أكثر من مليوني لاجئ أفغاني يعيشون هناك منذ عقود. ويواجه العائدون الأفغان وضعاً معيشياً سيئاً، لأنّ أفغانستان تعاني من صعوبات اقتصادية منذ وصول حركة طالبان إلى الحكم بعد انسحاب القوات الأميركية والدولية في أغسطس/ آب عام 2021. واضطر كثير من العائدين الأفغان إلى بلادهم إلى العيش المخيمات التي أنشأتها حكومة طالبان، التي تعمل على توفير الإيواء ولو بشكل مؤقت، وتأمين وسائل المواصلات داخل البلاد، في حال أراد البعض التوجه إلى الولايات.
وحذر برنامج الأغذية العالمي، أخيراً، من أنّ واحداً من كل خمسة أفغان يعاني من الجوع، داعياً إلى تقديم مساعدات عاجلة لمنع تفاقم انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء أفغانستان. وبحسب الأمم المتحدة، يعتمد 24.4 مليون شخص يمثلون نحو 60% من سكان أفغانستان على المساعدات الإنسانية للحصول على الاحتياجات الأساسية.
وكانت الداخلية الباكستانية، قد أعلنت في مارس/ آذار الماضي، أنها ستلغي تصاريح إقامة اللاجئين الأفغان في إطار المرحلة الثانية من خطة طردت في مرحلتها الأولى نحو 800 ألف من الأفغان غير النظاميين في البلاد. وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يبلغ عدد اللاجئين الأفغان المسجلين في باكستان 1.33 مليون لاجئ، إضافة إلى نحو 600 ألف آخرين لجؤوا إلى إسلام أباد بعد وصول حركة طالبان إلى الحكم في أغسطس/ آب 2021.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## قتيل ومصابون جراء انفجار خلال حفل محمد رمضان في الساحل الشمالي
01 August 2025 12:27 PM UTC+00
تحوّل حفل الفنان المصري محمد رمضان في الساحل الشمالي، فجر الجمعة، إلى مأساة بعد انفجار أسطوانة ألعاب نارية على المسرح، مما أودى بحياة شاب يبلغ من العمر 23 عاماً وأدى إلى إصابة آخرين، وسط تضارب حول أسباب الانفجار. ووقع الانفجار خلال الساعات الأولى من صباح الجمعة، وأدى إلى مقتل الشاب حسام حسن عبد القوي، بحسب ما أكدته الجهات الرسمية، فيما نُقل المصابون إلى مستشفى العلمين لتلقي العلاج، وسط حالة من الذعر بين الحضور. وقد أذنت النيابة العامة لاحقاً بدفن جثمان الشاب، بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية وتسليمه إلى ذويه.
ونشر رمضان الذي كان يحيي الحفل لحظة وقوع الانفجار، عبر خاصية "ستوري" في حسابه الرسمي على "فيسبوك"، منشوراً قال فيه إنّ ما حدث هو "محاولة اغتيال مكتملة الأركان"، نافياً أن يكون الصوت ناجماً عن عرض ألعاب نارية عادي. وكتب رمضان: "تم إنهاء الحفلة قبل منتصفها بسبب تفجير على المسرح بجواري بالضبط وأثره في أذني حتى الآن... صوت قنبلة مالوش علاقة بالفاير وركس (الألعاب النارية) والله، محاولة اغتيال مكتملة الأركان، ليه الغل يوصل للدرجة دي؟".
لحظه وفــ ــاة الشاب بسبب الالعاب النار يه في حفل محمد رمضان بالساحل الشمالي.. pic.twitter.com/Toqi0umWcu
— HoSsam El GaZzar (@HosElGaZzar) August 1, 2025
ولقيت تصريحات رمضان سخرية وهجوماً لاذعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثيرون أنها محاولة للتنصل من المسؤولية، وتجاهل لمشاعر الضحايا وأهاليهم، لا سيما وأنّ المنشور تضمّن تبرئة ضمنية للمنظمين وإلقاء اللوم على جهة مجهولة. وتحت وطأة الانتقادات، حذف رمضان المنشور لاحقاً، لكنه بقي متداولاً عبر صفحات ومواقع مختلفة.
من جانبه، قال منظم الحفل ياسر الحريري، الذي أوقفته الجهات الأمنية عقب الحادثة، إنّ "التنظيم ليس له علاقة بما جرى"، محمّلاً المسؤولية الكاملة لشركة الألعاب النارية التي جرى التعاقد معها لتقديم العرض، لافتاً إلى أنه بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية ضدها. وأعادت الواقعة فتح النقاش حول معايير السلامة في الحفلات الغنائية الكبرى في مصر، خاصةً تلك التي تستخدم المؤثرات البصرية والصوتية، وسط غياب واضح للرقابة الفنية والهندسية المسبقة، الأمر الذي قد يضع القائمين على هذه الفعاليات تحت طائلة المساءلة القانونية.
## الأمم المتحدة: مقتل 1373 فلسطينياً أثناء انتظار المساعدات في غزة
01 August 2025 12:32 PM UTC+00
أعلن مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الجمعة أن 1373 فلسطينياً استشهدوا منذ 27 مايو/ أيار بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء انتظارهم المساعدات في قطاع غزة المدمر والمهدد بالمجاعة. وأفاد مكتب المفوضية للأراضي الفلسطينية، في بيان "في المجمل، منذ 27 مايو/ أيار، قُتل ما لا يقل عن 1373 فلسطينياً أثناء محاولتهم الحصول على طعام، 859 منهم في محيط مواقع مؤسسة غزة الإنسانية (المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل) و514 على طول مسارات قوافل الغذاء".
وأضاف أن "معظم عمليات القتل هذه ارتكبها الجيش الإسرائيلي"، موضحاً "حتى لو أننا نعلم بوجود مسلحين آخرين في المناطق ذاتها، لا تتوافر لدينا أي معلومات تشير إلى ضلوعهم في عمليات القتل هذه". وتابع المكتب أنه خلال يومين "بين 30 و31 يوليو/تموز، تفيد التقارير عن مقتل 105 فلسطينيين وإصابة ما لا يقل عن 680 بجروح على طول طرق القوافل في منطقة زيكيم في شمال قطاع غزة، ومنطقة موراج جنوب خان يونس، وعلى مقربة من مواقع مؤسسة غزة الإنسانية في وسط غزة وفي رفح".
وذكر البيان أن "عمليات إطلاق النار والقصف على الفلسطينيين من قبل الجيش الإسرائيلي تواصلت على طول مسارات القوافل الغذائية وعلى مقربة من مواقع مؤسسة غزة الإنسانية بالرغم من إعلان الجيش في 27 تموز/ يوليو تعليق عملياته العسكرية... لساعات محددة 'لتحسين الاستجابة الإنسانية'". وتابع أن معظم الضحايا "يبدو أنهم شبان وفتية".
وشدد مكتب حقوق الإنسان في قطاع غزة أن "هذه ليست مجرد أرقام"، مشيراً إلى أنه "لم ترده أي معلومات" تشير إلى أن الضحايا "كانوا يشاركون مباشرة في الأعمال الحربية أو يشكلون تهديداً لقوات الأمن الإسرائيلية أو لأفراد آخرين".
إلى ذلك، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم الجمعة، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تكتفي باستخدام التجويع سلاحاً ضد المدنيين في قطاع غزة المحاصر، بل تطلق النار بشكل شبه يومي على حشود الفلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية. وأكدت المنظمة، في تقرير صدر اليوم، أن آليات توزيع المساعدات التي تعمل بإشراف مباشر من جيش الاحتلال الإسرائيلي وبمشاركة شركات أميركية خاصة – فشلت في حماية المدنيين، وحوّلت مواقع توزيع المساعدات إلى "حمامات دم متكررة".
(فرانس برس، العربي الجديد)
## آبل منفتحة على استحواذات كبرى لتسريع تطوير الذكاء الاصطناعي
01 August 2025 12:39 PM UTC+00
أعلنت شركة آبل، يوم أمس الخميس، عن استعدادها لتنفيذ عمليات استحواذ كبيرة في سبيل تسريع تقدمها في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك بعد قرارها تأجيل إطلاق النسخة المعدّلة من مساعدها الصوتي "سيري" المدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي إلى العام المقبل. وقال الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك، خلال مكالمة جماعية بشأن نتائج الأرباح: "نحن منفتحون جداً على الاندماج والاستحواذ الذي يسرّع وتيرة تنفيذ خريطة طريقنا"، موضحاً أنّ "آبل" غالباً ما تستحوذ على شركات صغيرة، لكنها ليست متمسكة بحجم معين للصفقات. وأضاف كوك أنه لا يوجد إعلان وشيك بهذا الصدد، إلا أنّ الشركة تزيد بشكل كبير استثماراتها في الذكاء الاصطناعي.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتسابق شركات منافسة مثل "غوغل" على دمج أنظمتها للذكاء الاصطناعي، مثل "جيميني"، داخل الهواتف الذكية التي تعمل بنظام أندرويد، بما في ذلك هواتف سامسونغ، المنافس الرئيسي لـ"آبل". وجاءت تصريحات كوك عقب إعلان نتائج "آبل" المالية للربع الثالث، والتي أظهرت زيادة حادة في الأرباح مدفوعة بمبيعات قوية لهواتف آيفون، ساعدت في تعويض جزء من عبء الرسوم الجمركية الأميركية.
وسجلت شركة آبل أرباحاً صافية بلغت 23.4 مليار دولار خلال الربع الثالث، مقارنة بـ21.4 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي. وكانت الشركة قد قدّرت في وقت سابق أنّ الرسوم الجمركية ستكلفها نحو 900 مليون دولار خلال الربع، إلا أن كوك أوضح أنّ العبء الفعلي كان أقل، وبلغ 800 مليون دولار. أما في ما يخص الربع الحالي، فتتوقع "آبل" أن ترتفع التكاليف المرتبطة بالرسوم الجمركية إلى نحو 1.1 مليار دولار.
وارتفعت إيرادات الشركة بنسبة 10% على أساس سنوي لتصل إلى نحو 94 مليار دولار، وأشار كوك، في مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي" الأميركية، إلى أن نحو 1% من هذه الزيادة تعود إلى مشتريات مسبقة أجراها المستهلكون قبل الزيادات المتوقعة في الرسوم الجمركية. ويستمر قطاع هواتف آيفون في لعب دور المحرك الرئيسي لنمو الشركة، إذ سجّل نمواً بنسبة 13% ليصل إلى نحو 44.6 مليار دولار، متجاوزاً بشكل كبير توقعات المحللين التي بلغت 40 مليار دولار. ويُعد آيفون المنتج الأهم لشركة آبل بفارق كبير عن باقي منتجاتها.
وتجدر الإشارة إلى أن أجهزة آبل تُصنَّع في الغالب في دول آسيوية مثل الصين والهند وفيتنام، وقد تم فرض رسوم جمركية متزايدة على واردات هذه البلدان. وكان كوك قد صرّح قبل ثلاثة أشهر بأن نحو نصف هواتف آيفون التي تُباع في الولايات المتحدة تُشحن الآن من الهند.
الذكاء الاصطناعي في قلب سباق عمالقة التكنولوجيا
في السنوات الأخيرة، بات الذكاء الاصطناعي محط تركيز رئيسي لعمالقة التكنولوجيا حول العالم، إذ تسعى الشركات الكبرى مثل آبل وغوغل ومايكروسوفت وأمازون إلى تعزيز مكانتها عبر دمج هذه التقنية في منتجاتها وخدماتها. وقد أصبح هذا السباق أكثر احتداماً منذ إطلاق نماذج لغوية متقدمة مثل تشات جي بي تي من شركة أوبن إيه آي، و"جيميني" من "غوغل"، الأمر الذي غيّر توقعات المستخدمين من أدوات المساعدة الذكية، وأعاد رسم خريطة الابتكار التكنولوجي.
وبالرغم من أنّ "آبل" كانت من أوائل الشركات التي قدمت مساعدًا صوتيًا ذكيًّا مع إطلاق "سيري" عام 2011، فإنها واجهت في السنوات الأخيرة انتقادات بشأن تخلفها عن المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، مقارنة بما حققته "مايكروسوفت" عبر شراكتها مع "أوبن إيه آي"، أو "غوغل" من خلال إدماج نماذجها في محرك البحث ونظام أندرويد.
ورغم هذا التأخر النسبي، فإنّ "آبل" معروفة بحرصها على التمهّل في تبنّي التقنيات الجديدة، مفضّلة الاعتماد على استراتيجيات قائمة على التكامل العميق بين العتاد والبرمجيات، مع التركيز على خصوصية المستخدم. ويعتقد مراقبون أن تأجيل إطلاق نسخة "سيري" المحسّنة المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى عام 2026 يعكس سعي الشركة لتقديم تجربة متكاملة وآمنة تتوافق مع معاييرها الصارمة.
في المقابل، بدأت "آبل"، منذ العام الماضي، بإرسال إشارات واضحة إلى نيتها دخول السباق بقوة. فقد استحوذت بهدوء على عدد من الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، وخصصت استثمارات متزايدة لدعم أبحاثها، كما أعلنت خلال مؤتمر المطورين في يونيو/ حزيران 2025 عن مبادرة "Apple Intelligence"، وهي حزمة من الميزات الذكية التي ستدمج في نظامي iOS وmacOS، على أن تصل بشكل تدريجي للمستخدمين.
هذه التحركات تشير إلى أنّ "آبل" لم تخرج من سباق الذكاء الاصطناعي، بل تستعد لدخوله بأسلوبها الخاص، مع احتمالات كبيرة لصفقات استحواذ استراتيجية قد تُحدث تغييرات جذرية في القطاع، خاصة إذا ما قررت الشركة دمج تقنية الذكاء الاصطناعي بعمق داخل أجهزة آيفون، ما يمنحها تفوقاً فريداً في تجربة المستخدم.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## "الأناضول" عن المفوض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني: إسقاط المساعدات جواً على غزة باهظ التكلفة وغير كاف ولا فعال
01 August 2025 12:43 PM UTC+00
## لازاريني: الإسقاط الجوي على غزة أكثر تكلفة بما لا يقل عن 100 مرة من إرسال المساعدات عبر الشاحنات
01 August 2025 12:45 PM UTC+00
## لازاريني: لدى أونروا نحو 6 آلاف شاحنة مساعدات تقف خارج قطاع غزة بانتظار سماح إسرائيل بدخولها
01 August 2025 12:45 PM UTC+00
## منزل هاري ريدناب يتعرّض للنهب... عصابة منظمة سرقت مقتنيات ثمينة
01 August 2025 01:04 PM UTC+00
تعرّض منزل المدرب الإنكليزي المخضرم، هاي ريدناب للسرقة، بعدما اقتحم لصوصٌ ملثمون قصره باستخدام المطارق، قبل أن يلوذوا بالفرار مع مجوهرات زوجته ساندرا، بينما كانا خارج المنزل الذي تبلغ قيمته خمسة ملايين جنيه إسترليني لحضور مناسبة اجتماعية خاصة، بالمطارق وسرقوا مجوهرات زوجته ساندرا.
وأكدت معلومات صحيفة "ذا صن" البريطانية أمس الخميس: "كان الأمر مُدبّراً بوضوح. لا بد أنّ اللصوص كانوا يعلمون أن المنزل خالٍ من أي أحد"، ولكن بحسب المصدر عينه، هناك خشية من أن تكون العصابة قد اطلعت على تصميم المنزل في إعلانٍ عقاري على أحد المواقع الإلكترونية المتخصصة في هذا المجال، بعدما أدرجه صاحب الـ73 عاماً في قائمة البيع، ومن بين النظريات الأكثر احتمالاً، فإن العصابة لاحظت تفاصيله على موقع "Rightmove"، مع العلم أنّ مجموعة من اللصوص حاولت اقتحام منزل مصصمة الديكور الداخلي الشهيرة، سيليا سوير في المنطقة نفسها تقريباً، والذي كان معروضاً للبيع في المكان نفسه.
وقال مصدر "ذا صن"، الذي لم يُكشف اسمه: "لم يكن على المجرمين سوى مراقبة العقار واقتحامه بمجرد أن يصبح الوضع آمنًا، مع علمهم بالتصميم الداخلي للمنزل مُسبقًا. استخدمت العصابة المُقنّعة مطارق ثقيلة لكسر الباب الأمامي لمنزل هاري المُحلّي، ووثقت كاميرات المراقبة لحظة الاقتحام وعملية بحثهم عن أشياء ثمينة، لقد كان من الواضح أنّهم يعرفون ما يفعلونه".
وذكر متحدث باسم هاري ريدناب للصحيفة: "هو لا يريد إثارة ضجة، لم يكن هناك أحد في المنزل وقتها، ولا نريد التعليق على ما سرق، الوضع متروكٌ للشرطة"، التي أكدت بدورها متابعة القضية وملاحقة اللصوص، رغم عدم إلقاء القبض على أي شخص حتى اللحظة.
## لجنة الإشراف على اتفاقية السلام بين الكونغو ورواندا تجتمع في واشنطن
01 August 2025 01:24 PM UTC+00
عقد ممثلون من جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية رواندا، إلى جانب مراقبين من الولايات المتحدة ودولة قطر وجمهورية توغو (بصفتها وسيط الاتحاد الأفريقي) ومفوضية الاتحاد الأفريقي، الخميس، الاجتماع الأول للجنة الإشراف المشتركة لاتفاقية السلام التي تم توقيعها في واشنطن في 27 يونيو/حزيران الماضي.
وخلال الاجتماع الأول، اختار الطرفان رؤساءهما للجنة، واعتمدا الإطار المرجعي لاجتماعاتها المستقبلية، وناقشا التقدم المحرز في تنفيذ الاتفاق، وأعدا للاجتماع الأول لآلية التنسيق الأمني المشتركة.
وشارك الاتحاد الأفريقي ودولة قطر والولايات المتحدة في هذه المناقشات لضمان التكامل والتوافق بين جهود التنفيذ والمبادرات الجارية الرامية إلى الحوار والسلام الدائم في المنطقة. وأعرب كل من جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا عن تقديرهما للمساهمات القيّمة والجهود المشتركة للاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة وقطر، كشركاء في الدفع نحو السلام.
البيان المشترك بشأن الاجتماع الأول للجنة الإشراف المشتركة لاتفاقية السلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية رواندا، مثل دولة قطر في الاجتماع سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية @Dr_Al_Khulaifi #الخارجية_القطرية pic.twitter.com/Zl2WbmHD34
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) August 1, 2025
من جانبها، قالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان أصدرته اليوم، إن لجنة الرقابة المشتركة ستكلف بالعمل كمنتدى لتنفيذ اتفاق السلام وتسوية المنازعات المتعلقة به، وستتولى اللجنة مسؤولية تلقي الشكاوى المتعلقة بانتهاكات الاتفاق، واتخاذ التدابير المناسبة لمعالجتها، وتسوية المنازعات وديًا.
ووقعت رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية اتفاق سلام بوساطة أميركية وقطرية أواخر يونيو/حزيران الماضي في واشنطن، لإنهاء القتال الذي استمر نحو 30 عاما بين البلدين، وأسفر عن مقتل الآلاف وتشريد مئات الآلاف.
## الأسواق العالمية تهتز بعد قرار ترامب فرض رسوم جمركية على 68 دولة
01 August 2025 01:27 PM UTC+00
شهدت البورصات العالمية، اليوم الجمعة، تراجعات حادة، عقب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على 68 دولة والاتحاد الأوروبي، في خطوة تهدد بإشعال أزمة تجارية عالمية جديدة. وتأتي هذه التطورات وسط حالة من عدم اليقين تسود الأسواق، بينما يسعى المستثمرون لفهم تداعيات هذا القرار على الاقتصاد الدولي.
وجاء هذا التراجع في أعقاب تقلبات حادة في بورصة وول ستريت، وسط مخاوف من تداعيات القرار على الاقتصاد العالمي. أعلن البيت الأبيض أن القرار سيدخل حيز التنفيذ بعد 7 أيام، إذ أجّل ترامب الموعد النهائي لتطبيق التعرفات من الأول من أغسطس/آب إلى تاريخ لاحق، في خطوة فاقمت حالة عدم اليقين السائدة في الأسواق الدولية.
وفي أوروبا، تراجع مؤشر داكس الألماني بنسبة 1.5% ليبلغ 23,697.31 نقطة، فيما خسر مؤشر فوتسي 100 البريطاني 0.7% مسجلًا  9,068.97 نقاط، وانخفض كاك 40 الفرنسي بنسبة 1.6% إلى 7,647.56 نقاط. وفي آسيا، أغلقت الأسواق على انخفاض أيضًا، حيث تراجع مؤشر نيكي الياباني بنسبة 0.7% إلى 40,799.60 نقطة، وهبط كوسبي الكوري الجنوبي بنسبة 3.9% إلى 3,119.41 نقاط. أما مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ فانخفض بنسبة 1.1%، بينما سجل شنغهاي المجمع تراجعًا بنسبة 0.4%.
أما في الأسواق الأميركية، فهبطت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.8%، وكذلك داو جونز الصناعي بالنسبة نفسها، مما يعكس القلق المتزايد في أوساط المستثمرين من تداعيات السياسة التجارية الجديدة. وفي تحليله للتطورات، قال الخبير الاقتصادي ستيفن إينيس من شركة SBI لإدارة الأصول: القرار التنفيذي الجديد لترامب يفرض حدًّا أدنى للرسوم الجمركية بنسبة 10% على معظم الشركاء التجاريين، مع نسب أعلى تصل إلى 15% على الدول ذات الفائض التجاري مع الولايات المتحدة، وهو ما يضع ضغوطًا إضافية على النظام التجاري العالمي، مع استهداف خاص لكندا".
تصعيد جديد في سياسة ترامب التجارية
منذ توليه الرئاسة، تبنّى دونالد ترامب سياسة تجارية حمائية تقوم على مبدأ "أميركا أولًا"، وركّز بشكل خاص على تقليص العجز التجاري مع الشركاء الاقتصاديين الرئيسيين. وقد شهدت ولايته الأولى نزاعات جمركية مع الصين وكندا والاتحاد الأوروبي، خلّفت آثارًا طويلة المدى على الأسواق وسلاسل التوريد العالمية.
القرار الجديد، الذي صدر في أمر تنفيذي وقع مساء أمس خلف أبواب مغلقة، يفرض تعرفات بنسبة 10% حدًّا أدنى على معظم الشركاء، ويرتفع إلى 15% أو أكثر بالنسبة للدول التي تحقق فائضًا تجاريًّا كبيرًا مع الولايات المتحدة. ويأتي ذلك بعد أن أجّل ترامب موعد بدء تنفيذ الرسوم إلى سبعة أيام لاحقة، أي بعد الأول من أغسطس/آب، في خطوة تشير إلى محاولة تنسيق جداول الرسوم مع بعض الشركاء الاستراتيجيين. وقد اعتُبرت كندا من بين الدول التي استُهدفت بشكل خاص، رغم كونها شريكًا اقتصاديًّا وجارًا جغرافيًّا، ما أثار تساؤلات حول مستقبل العلاقات التجارية في أميركا الشمالية.
يثير القرار الأميركي الجديد سلسلة من المخاوف تتعلق بتباطؤ النمو العالمي، وزيادة تكلفة السلع المستوردة، وتعقيد سلاسل التوريد الدولية التي لم تتعافَ بعد من آثار جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا. ومن المتوقع أن ترد بعض الدول المتضررة بإجراءات مضادة، سواء من خلال فرض تعرفات انتقامية أو عبر اللجوء إلى منظمة التجارة العالمية، ما ينذر بتصاعد نزاعات تجارية قد تؤثر على الاستثمارات والوظائف.
كما أن توقيت القرار – في ظل تباطؤ اقتصادي عالمي، وتراجع ثقة المستثمرين، وتضخم مرتفع في العديد من الدول – يضعف القدرة على امتصاص صدمات إضافية في الأسواق. وبينما يرى البيت الأبيض أن هذه الخطوة ضرورية لحماية الاقتصاد الأميركي، قد تكون كلفتها السياسية والاقتصادية باهظة، خاصة على صعيد علاقات واشنطن بحلفائها، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى تعاون دولي لمواجهة التحديات المشتركة. وفي انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، تترقب الأسواق من كثب تحركات الدول المتضررة، وتصريحات الإدارة الأميركية، وسط تساؤلات عن مدى استعداد العالم للدخول في فصل جديد من الحروب التجارية.
(أسوشييتد برس ، العربي الجديد)
## "أكسيوس" عن ترامب: أعمل على خطة لإطعام الناس في غزة
01 August 2025 01:28 PM UTC+00
## ترامب: نريد مساعدة الناس على العيش ونريد إطعامهم. كان يجب أن يحدث هذا منذ زمن طويل
01 August 2025 01:29 PM UTC+00
## محكمة العدل الأوروبية تطعن في قانونية خطة إيطاليا بشأن المهاجرين
01 August 2025 01:30 PM UTC+00
شكّكت محكمة العدل الأوروبية، اليوم الجمعة، في قانونية قائمة "البلدان الآمنة" التي ترسل إيطاليا بموجبها مهاجرين إلى ألبانيا وتسرّع البتّ في طلبات اللجوء الخاصة بهم، في ضربة جديدة لجزء رئيسي من سياسة الهجرة التي تتّبعها روما. ووصف مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، في بيان، قرار المحكمة بأنّه "مفاجئ"، مشيراً إلى أنّه "يضعف سياسات مكافحة الهجرة غير النظامية الجماعية وجهود الدفاع عن الحدود الوطنية".
#ECJ: A Member State may not plead an unforeseeable influx of applicants for international protection in order to evade its obligation to cover #asylum seekers' basic needs https://t.co/ATb3CgbPxg
— EU Court of Justice (@EUCourtPress) August 1, 2025
وذكر المحامي داريو بيلوتشيو، الذي يمثّل أحد طالبي اللجوء من بنغلادش في القضية المرفوعة أمام محكمة العدل الأوروبية، أنّ مخطط مخيمات المهاجرين في ألبانيا انتهى بذلك عملياً. وقال لوكالة رويترز: "من غير الممكن الاستمرار في ما خطّطت له الحكومة الإيطالية قبل هذا القرار"، مؤكداً أنّ "من الناحية الفنية، يبدو لي أنّ نهج الحكومة قد فُكّك كلياً".
وقدّمت ميلوني مسألة نقل المهاجرين إلى مركزَين أُنشئا في ألبانيا على أنّها حجر الزاوية في نهجها الصارم تجاه الهجرة، ونظرت إليها دول أوروبية أخرى بوصفها نموذجاً محتملاً. لكنّ الخطة تعثّرت بسبب معارضة قانونية بمجرّد إطلاقها تقريباً، في العام الماضي، إذ أمرت محاكم إيطالية بإعادة مهاجرين إلى إيطاليا بعد أن انتُشلوا من البحر ونُقلوا إلى ألبانيا، استناداً إلى مشكلات تتعلق بقانون الاتحاد الأوروبي.
وفي حكم طال انتظاره، أفادت محكمة العدل الأوروبية بأنّ إيطاليا مخوّلة بذلك بتسريع رفض طلبات اللجوء للوافدين من البلدان المدرجة في قائمة "البلدان الآمنة"، وهو مبدأ في صميم الخطة المتعلقة بألبانيا. وأوضحت أنّ إيطاليا حرّة في تحديد البلدان الآمنة، لكنّها حذرت كذلك من أنّ مثل هذا التصنيف يجب أن يفي بمعايير قانونية صارمة ويسمح لمقدّمي الطلبات والمحاكم بالوصول إلى الأدلة الداعمة والطعن عليها.
⚖️ Judgment in Joined Cases C-758/24 & C-759/24 Alace & Canpelli: who can decide if a third country is "safe" under EU law?
Judge Jürimäe explains with subtitles in all EU languages https://t.co/zFwcOnrpsG
PR https://t.co/1N9OffXoJX pic.twitter.com/Ok4VI59LKd
— EU Court of Justice (@EUCourtPress) August 1, 2025
وأشارت محكمة العدل الأوروبية، في بيانها نفسه اليوم، إلى أنّ محكمة في روما لجأت إلى قضاة الاتحاد الأوروبي بسبب عدم إمكانية الوصول إلى مثل تلك المعلومات، بما يمنعها بالتالي من إجراء "طعن ومراجعة لقانونية هذا التصنيف الآمن المفترض". أضافت أنّه لا يجوز تصنيف دولة ما "آمنة"، في حال لم تكن توفّر الحماية الكافية لجميع سكانها، متّفقة فعلياً مع القضاة الإيطاليين الذين أثاروا هذه المسألة في العام الماضي.
وشكا مكتب ميلوني من أنّ الحكم الصادر عن المحكمة الأوروبية يسمح عملياً للقضاة في إيطاليا بالتحكّم بسياسة الهجرة، "الأمر الذي يقلّل بصورة أكبر من قدرة البرلمان والحكومة المحدودة بالفعل على اتّخاذ قرارات بشأن هذه المسألة".
وتتعلّق القضية التي طُرحت أمام محكمة العدل الأوروبية بمواطنَين من بنغلادش أنقذتهما السلطات الإيطالية من البحر ونقلتهما إلى ألبانيا، ليُرفَض هناك طلباهما للجوء بناءً على تصنيف إيطاليا لبنغلادش "بلداً آمناً".
تجدر الإشارة إلى أنّ مركزَي الاحتجاز اللذَين أنشأتهما إيطاليا في ألبانيا فارغان حالياً، وذلك منذ أشهر، بسبب عقبات قانونية. وقد خلص تقرير الأسبوع الماضي إلى أنّ تكلفة تشييد تلك المراكز في ألبانيا فاقت ما قد تتكلّفه مراكز مماثلة في إيطاليا بسبعة أمثال.
وكان اتفاق قد أبصر النور بين إيطاليا وألبانيا، التي ليست عضواً بالاتحاد الأوروبي، في أعقاب اجتماع عُقد في روما في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بين رئيس الوزراء الألباني إيدي راما ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، التي فازت في انتخابات عام 2022 مستندةً إلى تعهّدها بوضع حدّ للهجرة غير النظامية إلى بلادها. ويقضي الاتفاق بتحويل إيطاليا عشرات آلاف المهاجرين الذين أُنقذوا في البحر الأبيض المتوسط إلى مركزَين في ألبانيا في حين تدرس روما طلبات اللجوء الخاصة بهم.
(رويترز، العربي الجديد)
## نجيب أبو كيلة السلفادور... "الرئيس الكول" والمتسلط بنسخة رقمية
01 August 2025 01:39 PM UTC+00
في واحدة من أبرز الانتكاسات الديمقراطية في أميركا (الوسطى) اللاتينية، تواصل السلفادور (نحو 6 ملايين نسمة) بقيادة رئيسها الشاب نجيب أبو كيلة الانزلاق نحو نظام سلطوي مغلف بعباءة "التجديد"، ومدعوم بشعبية صاعدة لدى أقصى اليمين في الغرب والقارة. أبو كيلة، الذي انتُخب في 2019، أعاد صياغة الحكم: لا سيادة قانون، لا تداول سلميا للسلطة، ولا مؤسسات مستقلة. ومع التعديلات الدستورية التي أقرّتها الجمعية التشريعية، اليوم الجمعة، بإلغاء الحد الأقصى للفترات الرئاسية، وتمديد الولاية من 5 إلى 6 سنوات، وإلغاء جولة الإعادة، بدأ تمهيد الطريق لتُسلِّم البلاد طواعية لرجل واحد، ضمن قائمة دول الجنوب التسلطية، حيث ديمومة المتسلط تُسوّق بوصفها "ضرورة قومية"، وعن قصد تخلط مفاهيم بقاء الدولة ببقاء "الرجل القوي"، أي نظام الحكم.
جاءت التعديلات، التي صوّت لها 57 نائباً مقابل 3 فقط، تتويجاً لتحركات بدأها نجيب أبو كيلة منذ 2021، حين أقال بعض القضاة في المحكمة الدستورية وعيّن موالين له، ودفع المحكمة العليا لتفسير الدستور بما يسمح بإعادة ترشحه، رغم وضوح النصوص الدستورية. المعارضة وصفت ما يجري بـ"التقويض الصريح للديمقراطية"، لكن أبو كيلة يرد بلغة واحدة: "الأمن أولاً".
تسلطية بنسخة رقمية
يصفه أنصاره بـ"الرئيس الكول": شاب، كاريزمي، يتحدث بلهجة الشارع، يرتدي الكاجوال، ويدير الدولة من هاتفه عبر منصة إكس (تويتر سابقاً). لكنه يمارس سلطة مطلقة. أطلق "الحرب على العصابات"، فاعتُقل أكثر من 80 ألف شخص؛ كثيرون منهم دون محاكمات، واحتُجزوا في سجون ضخمة تُدار بعقلية الإذلال الجماعي، وسط انتقادات منظمات حقوق الإنسان الدولية عن التعذيب والإخفاءات القسرية.
انخفاض معدلات الجريمة بشكل غير مسبوق استخدمه نجيب أبو كيلة لتبرير قمعه وتوسيع سلطته. شعاراته بسيطة وفعّالة: "الأمن أهم من الحرية"، "لن ننتظر العدالة البطيئة"، "لن نُحكم من نخب فاسدة". وفي جزء من بروباغندا القوة، نشر أبو كيلة في فبراير/ شباط 2023 فيديو يُظهر نقل نحو ألفي سجين إلى "مركز احتجاز الإرهاب" بملابسهم الداخلية، منكّسي الرؤوس، ما أظهره "رئيسا قويا"، وبصيغة مسرحية ديستوبية، حقق ملايين المشاهدات.
اللافت أن هذه الممارسات لم تُقابل بإدانة تُذكر من العواصم الغربية، بل تحوّل أبو كيلة إلى ملهم لدوائر اليمين الشعبوي في الغرب. في غواتيمالا وهندوراس، جارتي السلفادور، ترتفع شعبية الرجل بما يقلق ساسة البلدين، وهو ما ينسحب على الإعجاب المتنامي بأبو كيلة في أنحاء الجنوب الأميركي أيضاً حتى بات البعض يطلق على ذلك مسمى "تيار البوكيليز"، أو ما يسمى بالإسبانية النموذج البوكيلي إلموديلو بكيلي el modelo Bukele.
من السلفادور إلى الغرب: صدى الشعبوية
الكاتب والمستشار السياسي السابق للحكومة الإيطالية جوليانو دا إمبولي، رأى في كتابه زمن المفترسين (2024) (Le temps des prédateurs) ، أن نجيب أبو كيلة لم يعد ظاهرة محلية، بل نموذج الحاكم الشعبوي في عصر ما بعد الحقيقة. "كل شيء عرض. لا سياسة، بل استعراض دائم"، يقول إمبولي. الخطر، كما يشير، أن التأثير بات معكوساً: الأفكار الديمقراطية لم تعد تُصدّر من بروكسل ونيويورك، بل تُستورد من الهامش. أبو كيلة و(الرئيس الأرجنتيني خافيير) ميلي، و(الرئيس الأميركي دونالد) ترامب، و(الرئيس البرازيلي السابق جايير) بولسونارو يقدمون نموذجاً هجيناً للحكم: خلق الفوضى وإدارتها. في أوروبا، يُنظر إلى تجربة أبو كيلة حلّاً لأزمات الجنوب الإيطالي و"الغيتوهات" الفرنسية وغيرها.
حتى اليمين الصهيوني-الديني في دولة الاحتلال الإسرائيلي أظهر إشارات إعجاب بأبو كيلة (الذي لم يبد أي تعاطف مع القضايا العربية وقضية فلسطين تحديداً)، لأنّ سياساته الأمنية وترويجه للعقاب الجماعي على أنه وسيلة ردع تتقاطع مع خطاب حكومة الاحتلال الإسرائيلي تجاه فلسطينيي غزة والضفة الغربية. وفي أميركا، أصبح رمزاً جمهورياً في قضايا الأمن والهجرة، حتى وُصف بـ"ترامب أميركا الوسطى"، لكن بنجاعة أكبر. فالسياسي لم يعد موظفاً في نظام دستوري، بل مسوّقاً عبقرياً يدير السلطة كما يُدار منتج في حملة إعلانات. كما قال مهندسو "كامبريدج أناليتيكا": "لبيع الكوكاكولا في السينما، ارفع درجة الحرارة". أبو كيلة، بدوره، يرفع درجة الغضب ويُشعل المشاعر الجماعية، فيزداد ولاء الجمهور.
المفترسون الجدد
دا إمبولي يسمّي هؤلاء بـ"المفترسين": من خارج الطبقة السياسية التقليدية وبراغماتيين يستخدمون التكنولوجيا والهيمنة العاطفية لتغيير السياسة. لا يهتمون بالدستور، بل يخلقون الفوضى ليبقوا في السلطة، ويقدمون "القوة" على أنها حلّ سحري. السياسة تتحول إلى عرض حي على المنصات. المواطن يُحفَّز، يُغضب، يُقهر، ويُستثمر عاطفياً. مشاهد إذلال المعتقلين أو "منشار" ميلي في الأرجنتين ليست انزلاقات، بل أدوات حكم. وهنا يكمن الخطر: ما يُجرب في بلدان صغيرة لا يبقى هناك. إذا نجح أبو كيلة في فرض "الاستقرار بالقوة"، فإن النموذج يُستنسخ في مراكز القرار الغربي تحت شعارات براقة، وبقدرة محكمة على توليد الفوضى وإدارتها.
نجيب أبو كيلة.. الفلسطيني "الكول"
صعود أبو كيلة يحمل قصة فريدة. وُلد عام 1981 في سان سلفادور، لعائلة من أصول فلسطينية من بيت لحم جنوبي الضفة. بدأ مع اليسار، ثم انفصل وأسّس حزبه "الأفكار الجديدة". قدّم نفسه وجها جديدا: لا خطب، بل تغريدات؛ لا مؤتمرات، بل فيديوهات. لكن هذا التجديد سرعان ما تحوّل إلى حكم سلطوي يرفض الانتقاد ويقمع الصحافة. في 2022، أعلن حالة الطوارئ، واعتقل الآلاف، وجعل من بيتكوين عملة رسمية.
في فبراير/ شباط 2024، شارك  في مؤتمر المحافظين الأميركيين CPAC واستُقبل بوصفه بطلا. ترامب وصفه بـ"الملهم"، ودعاه إلى "تعليق القانون ليوم واحد". الصدمة لم تكن في الإعجاب الأميركي، بل في عجز الليبراليين عن تسميته باسمه: استبداد مغلف بشعبوية رقمية.
الخطر يتسلل
ما يُجرّب في بلد صغير يُستنسخ سريعاً. هذه هي القاعدة. أبو كيلة، مثل ميلي وترامب وبولسوونارو، لا يحكم بالمؤسسات بل بالمشاعر والصدمة. "المفترس" لا يحترم الفصل بين السلطات، بل يطحنها في ماكينة دعاية لا تتوقف. وإذا اعتقدت الديمقراطيات الغربية أنها محصنة، فإن نموذج أبو كيلة يثبت العكس: السلطة المطلقة لا تحتاج لانقلاب، بل لزعيم كاريزمي، منصة تواصل، وخوف من الجريمة. في السلفادور، كما في العالم، صار الخوف بوابة الاستبداد، والإعجاب بالديكتاتور "الفعّال" وقوداً لعودة الأنظمة الشمولية في وسط وجنوب أميركا اللاتينية، بحلّة كاجوال... و"كول".
## الضفة الغربية | تشييع شهيد في بلدة سلواد وهجمات متواصلة للمستوطنين
01 August 2025 01:39 PM UTC+00
شيّع الفلسطينيون، ظهر اليوم الجمعة، جثمان الشهيد خميس عبد اللطيف عياد (40 عاماً) في بلدة سلواد، شمال شرق رام الله وسط الضفة الغربية. وقامت مجموعة من المستوطنين، الجمعة، بإحراق عدة مساكن في منطقة المعرجات في أريحا شرق الضفة الغربية، كما قام مستوطنون باقتحام بلدة جالود جنوب نابلس وحاولوا حرق منازل للفلسطينيين.
وانطلق موكب تشييع الشهيد عياد من أمام مركز طوارئ سلواد باتجاه منزله، وبعد إلقاء عائلته نظرة الوداع الأخيرة عليه، نُقل جثمان الشهيد إلى مدرسة مغتربي سلواد حيث أُديت عليه صلاة الجنازة، ثم حمله المشيعون على الأكتاف وجابوا شوارع البلدة وصولاً إلى المقبرة حيث ووري جثمانه في الثرى. وكان عياد استشهد، أمس الخميس، جراء إصابته بالاختناق أثناء محاولته إخماد النيران التي أضرمها مستوطنون في مركبات خلال هجوم على بلدة سلواد.
#شاهد| نجل الشهــيد خميس عياد يُلقي نظرة الوداع الاخيرة على والده قبيل تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير في بلدة سلواد شمال شرق رام الله. pic.twitter.com/acyEEAcMlG
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) August 1, 2025
وفي استمرار لتصعيد المستوطنين في اعتداءاتهم، أقدمت مجموعة من المستوطنين، فجر الجمعة، على إحراق عدة مساكن تعود للعائدين من تجمع عرب المليحات البدوي في منطقة المعرجات في أريحا، شرقي الضفة الغربية المحتلة، بعد عودتهم أمس الخميس إلى مساكنهم التي هُجّروا منها بداية يوليو/تموز الماضي. وقال حسن مليحات، المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة في فلسطين، في تصريح صحافي: "إن المستوطنين حاصروا المواطنين في ساعات الفجر وأضرموا النيران في مساكن تعود لكل من: إبراهيم كعابنة، جمال مليحات، عطا الله مليحات، جبريل كعابنة، محمد سليمان. ما اضطر السكان إلى الهجرة مجدداً".
وأكد مليحات أن هذا الاعتداء جاء بعد ساعات فقط من عودة الأهالي إلى مساكنهم التي هُجّروا منها تحت ضغط الاعتداءات المنظمة، مشيراً إلى أن الاقتحام بدأ الساعة الواحدة فجراً، حيث هاجم عشرات المستوطنين المكان وأحرقوا "البركسات" التي كانت تؤوي العائلات ومواشيهم، ما أدى إلى تدمير الممتلكات بشكل كامل، وتعريض حياة السكان للخطر، وسط غياب أي تدخل من جيش الاحتلال الذي اكتفى بتوفير الحماية للمهاجمين. وأكد مليحات أن ما حدث يمثل حلقة جديدة من الجرائم المنظمة التي تستهدف الوجود الفلسطيني البدوي في منطقة الأغوار، ويجسد سياسة تطهير عرقي ممنهجة ترتكب تحت حماية رسمية ووسط صمت دولي.
وطالب مليحات بتحقيق دولي عاجل وشفاف، ومساءلة المسؤولين عن الجريمة، بمن فيهم عناصر الجيش الذين وفروا الحماية للمستوطنين، كما دعا إلى تدخل فوري من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومؤسسات حقوق الإنسان، لإرسال بعثات مراقبة إلى المنطقة، وتوفير الحماية الدولية العاجلة للتجمعات البدوية المهددة. مؤكداً أن المنظمة تتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لفتح ملف لملاحقة المتورطين في هذه الانتهاكات بصفتها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
مستوطوين يحرقون فجر اليوم مساكن الأهالي في تجمع عرب المليحات البدوي pic.twitter.com/nxdrxmuMvT
— العربي الجديد (@alaraby_ar) August 1, 2025
من جانب آخر، صادرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، مركبة تعود للمواطن زكريا كعابنة، كانت محمّلة بالأخشاب، أثناء عودة النازحين إلى تجمع عرب المليحات، في خطوة اعتبرها السكان اعتداءً سافراً يهدف إلى تعطيل عودة السكان إلى مساكنهم وترهيبهم، ومنعهم من الاستقرار في أرضهم.
وفي سياق منفصل، اقتحم مستوطنون، فجر الجمعة، بلدة جالود جنوب نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، وكان المهاجمون يحملون زجاجات بنزين ومواد حارقة في محاولة لإحراق المنازل، إلا أن محاولتهم باءت بالفشل. كما حاول مستوطنون مسلحون اقتحام منازل على شارع كوربات اللبان، شمال بلدة سنجل شمال رام الله، لكن يقظة الأهالي حالت دون ذلك. وتواصل قوات الاحتلال لليوم الثاني على التوالي احتلال أحد المنازل في بلدة سنجل، فيما تقيم حواجز تفتيش داخل البلدة، في وقت اقتحم فيه مستوطنون ظهر اليوم أطراف قرية برقا، شرق رام الله.
## غافي يُشعل الكلاسيكو أمام ريال مدريد قبل انطلاق الموسم
01 August 2025 01:49 PM UTC+00
أشعل نجم نادي برشلونة، الإسباني الشاب بابلو غافي (20 عاماً)، المنافسة التاريخية بين فريقه ونظيره ريال مدريد، قبل انطلاق الموسم الكروي الحالي، الذي يبدأ يوم 15 أغسطس/ آب الجاري، وسط ترقبٍ كبير لشكل المنافسة محلياً وأوروبياً، خاصة أن الفريقين دعما صفوفهما بلاعبين مميزين، ومثلهما فعل أتلتيكو مدريد تحت قيادة المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني الساعي إلى حصد لقب الليغا.
وحقق "البلاوغرانا" ثلاثية محلية تاريخية في موسم 2024-2025، بعدما حصد المدرب الألماني هانسي فليك ألقاب الدوري الإسباني وكأس الملك وكأس السوبر الإسباني في موسمه الأول، وتجلى النجاح بالتفوق الكبير في المواجهات المباشرة أمام ريال مدريد، الذي كان يقوده الإيطالي كارلو أنشيلوتي، لكن الأخير غادر إلى رحلة جديدة تتمثل بقيادة منتخب البرازيل، في حين حلّ بدلاً منه الإسباني تشابي ألونسو، المدير الفني السابق لباير ليفركوزن الألماني.
وأكد غافي الذي كان دائماً مصدر إزعاجٍ لريال مدريد، أنّ الحاجز النفسي كان عاملاً حاسماً في الموسم الماضي، وقال في هذا الصدد لصحيفة "دياريو آس" الإسبانية، اليوم الجمعة: "بالطبع كانوا قلقين. حققنا أربعة انتصارات من أصل أربع مباريات، وهذا أمرٌ لم يحدث من قبل، من المفهوم قلقهم. في النهاية، كنّا رائعين الموسم الماضي، بينما لم يفوزوا بأي شيء".
وتطرّق لاعب الوسط إلى تحرّك ريال مدريد في سوق الميركاتو الصيفي حالياً: "هذا العام، عززوا صفوفهم بلاعبين مميزين، بصراحة، لكننا سنرى ما سيفعلونه هذا الموسم، لديهم فريق رائع، لكن علينا أن نكون على طبيعتنا، وهذا كلّ شيء حين نواجههم". وينتقل برشلونة إلى ملعب سانتياغو برنابيو لخوض أول كلاسيكو في الموسم بتاريخ 26 أكتوبر/ تشرين الأول، على أن تُقام مباراة الإياب في 10 مايو/ أيار 2026 في كتالونيا، وهي التي ستلعب في الأسبوع الـ35 من الدوري، وقد تحدد حينها بالفعل اللقب بين الغريمين التقليديين.
## باريس وبرلين تسقطان أطناناً من المساعدات على غزة جواً رغم الانتقادات
01 August 2025 01:51 PM UTC+00
بدأت فرنسا وألمانيا، اليوم الجمعة، إسقاط مساعدات إنسانية جواً على قطاع غزة المحاصر، رغم انتقادات المنظمات الأممية التي أشارت إلى أنّ هذه الخطوة "غير فعّالة". وأسقطت فرنسا 40 طناً من المساعدات الإنسانية جواً على غزة، وحثت إسرائيل على السماح بالوصول الكامل إلى القطاع الذي قالت إنه على حافة مجاعة. وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على منصة إكس "في مواجهة الضرورة الملحة للغاية، نفذنا للتو عملية إسقاط جوي للمساعدات الغذائية في غزة. نشكر شركاءنا الأردنيين والإماراتيين والألمان على دعمهم، وأفراد جيشنا على التزامهم". وأضاف: "عمليات الإسقاط الجوي ليست كافية. يجب على إسرائيل أن تفتح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل للتصدي لتهديد المجاعة".
وقال مكتب ماكرون إن فرنسا شاركت ست مرات في الجسر الجوي الإنساني الأوروبي الذي أقامه الاتحاد الأوروبي في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2023 مع الأردن ومصر لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. ووفقاً لمكتب ماكرون، ساعد الجسر الجوي الأوروبي في تنظيم أكثر من 60 رحلة جوية حملت ما يزيد على 3350 طنا من الإمدادات الإنسانية، ودخلت معظم شحنات المساعدات عبر مصر والأردن. وذكر مكتب الرئيس الفرنسي أن جزءاً من هذه المساعدات لم يدخل غزة حتى الآن بسبب رفض السلطات الإسرائيلية.
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، اليوم الجمعة، إن باريس سترسل أربع رحلات جوية محملة بعشرة أطنان من المساعدات الإنسانية إلى غزة من الأردن. وقال بارو لشبكة فرانس إنفو: "هذه مساعدات طارئة، لكنها لا تزال غير كافية" في مواجهة هذا الوضع المروع.
الجيش الألماني يسيّر أولى طلعاته الإغاثية إلى غزة
في الشأن ذاته، بدأ الجيش الألماني أولى عملياته الإغاثية للمعوزين في قطاع غزة. وأعلنت وزارة الدفاع الألمانية، اليوم الجمعة، أن طائرات النقل الألمانية أسقطت أولى شحنات المواد الغذائية والطبية هناك. وذكرت الوزارة أن طائرات نقل ألمانية أسقطت 34 منصة نقالة تحتوي على ما يقرب من 14 طناً من المواد الغذائية والإمدادات الطبية فوق غزة.
ووفقاً للأمم المتحدة، فإنّ قطاع غزة على شفا مجاعة. وتسيطر إسرائيل على جميع المنافذ المؤدية إلى القطاع المطل على البحر المتوسط، ولم تسمح بوصول المساعدات، أو سمحت بدخول قليل منها فقط على مدار عدة أشهر. ووسعت ألمانيا نطاق مساعداتها لسكان قطاع غزة الذين يعانون من الجوع. وأعلن وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، اليوم الجمعة، خلال زيارته لإسرائيل عن تمويل إضافي بقيمة خمسة ملايين يورو لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وقال: "سيدعم هذا، من بين أمور أخرى، المخابز ومطابخ الحساء لتوفير الخبز والوجبات الساخنة لسكان غزة على المدى المتوسط". كما تُموّل الحكومة الألمانية مستشفى مالتيزر الميداني. وسيوفر هذا المستشفى، بحسب البيانات، الرعاية الصحية الأساسية التي تشتد الحاجة إليها في غزة.
وطالب فاديفول الحكومة الإسرائيلية بالعودة سريعاً إلى التعاون الوثيق مع الأمم المتحدة ومؤسساتها بشأن المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، مضيفاً أن موظفيها "أثبتوا بوضوح قدرتهم على توفير إمدادات كافية لجميع سكان غزة، إذا سُمح لهم بذلك، وإذا تمكنوا من العمل بأمان". ولم يستبعد وزير الخارجية الألماني "إمكانية تسرّب بعض المساعدات إلى حركة حماس"، ومع ذلك قال: "الكارثة الإنسانية في قطاع غزة باتت الآن جسيمة لدرجة أنه لا مبرر لإقامة المزيد من العراقيل هنا". علاوة على ذلك أشار الوزير إلى أن أفضل سبيل لمنع إساءة استخدام المساعدات هو السماح بدخول أكبر قدر ممكن من المواد الغذائية وبضائع الإغاثة إلى قطاع غزة.
ووفقاً لوزارة الخارجية الألمانية، تجاوزت قيمة المساعدات الإنسانية الألمانية للأراضي الفلسطينية 330 مليون يورو منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023. ويُخصص أكثر من 95% من هذه المساعدات لسكان قطاع غزة. وزادت المساعدات بمقدار نحو 31 مليون يورو في مايو/أيار الماضي.
سياسي ألماني يستبعد أن تفرض برلين عقوبات على إسرائيل بسبب غزة
إلى ذلك، استبعد الأمين العام للحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، مارتن هوبر، فرض الحكومة الألمانية عقوبات على إسرائيل بسبب حرب غزة. وقال هوبر في تصريحات لصحف شبكة "دويتشلاند" الألمانية الإعلامية: "من الوارد انتقاد الحكومة الإسرائيلية، لكن فرض عقوبات بين الأصدقاء غير وراد بالتأكيد". وكانت المفوضية الأوروبية أوصت بتعليق بعض جوانب مشاركة إسرائيل في برنامج تمويل الأبحاث "هورايزون أوروبا" على نحو فوري. وقد أبدت ألمانيا تحفظها حتى الآن بشأن هذه المسألة، لكن الحكومة الألمانية تُبقي هذا الخيار مفتوحاً.
كما استبعد هوبر حظر دخول وزيرين إسرائيليين من اليمين المتطرف إلى ألمانيا، على غرار ما فعلته عدة دول من بينها بريطانيا وكندا في منتصف يونيو/ حزيران الماضي، وقال: "لا أستطيع تصور أننا نفرض حظر دخول على حكومة إسرائيل الشرعية ديمقراطيا. بمثل هذه الإجراءات سنضر بشدة العلاقات الألمانية-الإسرائيلية".
في المقابل، دعا المدير التنفيذي لشؤون الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، ديرك فيزه، إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل، وذلك في ضوء زيارة وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول للشرق الأوسط. وقال فيزه في تصريحات لشبكة "دويتشلاند": "انتهى وقت المناشدة - هناك حاجة إلى ضغط سياسي وإحراز تقدم ملموس"، واصفاً الوضع الإنساني في قطاع غزة بأنه كارثة من صنع الإنسان، متهماً الحكومة الإسرائيلية بعدم الإيفاء بالتزاماتها التي ينص عليها القانون الدولي، وقال: "تجب إتاحة إيصال المساعدات دون عوائق وبشكل دائم عبر ممرات برية آمنة بتنسيق دولي".
واعتبر فيزه تصدير أسلحة ألمانية لإسرائيل أمراً جائزاً بغرض حماية الأخيرة، لكنه أضاف: "يجب ألا تُستخدَم هذه في عمليات تنتهك القانون الدولي". تجدر الإشارة إلى أن الائتلاف الحاكم في ألمانيا يضم التحالف المسيحي (المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشار فريدريش ميرز والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) والحزب الاشتراكي الديمقراطي.
لازاريني: إسقاط المساعدات فوق غزة غير كاف ومكلف
في المقابل، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، الجمعة، إن عمليات إسقاط المساعدات جوا لغزة "غير كافية" وتكلف ما لا يقل عن 100 ضعف مقارنة بالشحن البري. وفي منشور عبر منصة إكس، أوضح لازاريني أن "عمليات الإسقاط الجوي أكثر تكلفة بما لا يقل عن 100 مرة من إرسال المساعدات عبر الشاحنات، التي تحمل ضعف كمية الإمدادات التي تنقلها الطائرات".
وأضاف: "إذا توفرت الإرادة السياسية للسماح بإسقاط المساعدات جواً، رغم كلفتها الباهظة وعدم كفايتها وفعاليتها، فيجب أن تتوفر الإرادة ذاتها لفتح المعابر البرية". أكد المسؤول الأممي أن "الطريقة الوحيدة لمواجهة المجاعة في غزة هي إغراق القطاع بالمساعدات"، مشيراً إلى أن أونروا تملك نحو 6 آلاف شاحنة محملة بالمساعدات تقف خارج القطاع بانتظار السماح لها بالدخول.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل كل المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة عبور أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة، رغم تكدس شاحنات المساعدات على حدوده. وذكر لازاريني أنه خلال الهدنة السابقة (19 يناير/ كانون الثاني الماضي استمرت نحو 3 أشهر)، تمكنت الأمم المتحدة، بما في ذلك أونروا وشركاؤها، من إدخال ما بين 500 و600 شاحنة يومياً، وصلت إلى جميع المواطنين في غزة "بأمان وكرامة"، وساهمت في كبح تفاقم الجوع دون تسجيل أي حالات سرقة أو تحويل للمساعدات.
وشدد لازاريني على أن "التنسيق الذي تقوده الأمم المتحدة، وتكون فيه أونروا هي العمود الفقري، لا بديل له ولم تحقق أي آلية أخرى نتائج مماثلة". وقال: "دعونا نعود إلى ما نجح، دعونا نقوم بعملنا، هذا ما يحتاجه المواطن بغزة اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى جانب وقف إطلاق نار دائم".
(رويترز، أسوشييتد برس، الأناضول، العربي الجديد)
## دورية إسرائيلية تخطف 3 سوريين في ريف القنيطرة
01 August 2025 01:51 PM UTC+00
اختطفت دورية تابعة للاحتلال الإسرائيلي ثلاثة أشخاص في ريف محافظة القنيطرة جنوب غربي سورية، ظهر اليوم الجمعة، بالتزامن مع إطلاق نار على مزارعين فيها. وأوضح الإعلامي نور الحسن لـ"العربي الجديد" أنّ "دورية تابعة للاحتلال اعتقلت ثلاثة أشخاص وصادرت جراراً زراعياً كان بحوزتهم خلال نقلهم أشجاراً أزالتها قوات الاحتلال في القنيطرة المهدمة، واقتادتهم إلى القاعدة العسكرية التي أنشأتها حديثاً في محيط المنطقة".
وأوضح الحسن أنّ قوات تابعة لجيش الاحتلال الاسرائيلي متمركزة في قاعدة عسكرية لها ضمن محيط بلدة جباتا الخشب، أطلقت أعيرة نارية نحو مزارعين في البلدة خلال وجودهم في أراض قريبة منها. وذكر أنّ دورية تابعة للاحتلال الإسرائيلي تمركزت، أمس الخميس، على أطراف بلدة كودنة في ريف محافظة القنيطرة الجنوبي. 
وتوغلت، مساء أمس الخميس، دورية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة أم العظام بريف القنيطرة، حيث نصبت حاجزاً مؤقتاً واختطفت أربعة شبّان كانوا يمرّون عبر الطريق. كما أطلقت القوات الإسرائيلية قنابل ضوئية فوق منطقة حرش الجبيلية، الواقعة غربي مدينة نوى في ريف درعا الغربي، جنوبي البلاد.
وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أنّ الشبان الأربعة الذين اختُطفوا في أم العظام كانوا يقومون بصيد الطيور قرب سد المنطرة، وكانت بحوزتهم أسلحة صيد (كسريّات)، قبل أن تعمد الدورية الإسرائيلية، المؤلفة من سيارتين، إلى اختطافهم عند الحاجز المؤقت الذي نُصب عند مدخل القرية. وأشارت المصادر إلى أن جيش الاحتلال يعتبر المنطقة التي شهدت الحادثة "منطقة عسكرية مغلقة يُمنع الاقتراب منها"، وقد صادرت الدورية أسلحة الصيد، قبل أن يُفرج عن الشبان لاحقاً.
## شهر أغسطس.. عودة دوريات كرة القدم وللسلة مواعيد كبرى
01 August 2025 01:59 PM UTC+00
يشهد عالم الرياضة في شهر أغسطس/ آب الجاري مجموعة من الأحداث المهمة في مختلف الألعاب، حيث ستكون الأجواء مشتعلة على غرار درجات الحرارة المرتفعة في العديد من البلدان بمختلف أنحاء العالم، فما هي خريطة الفعاليات المهمة خلال الفترة المقبلة يا ترى؟
وتنطلق السبت بطولة أوروبا للسيدات بلعبة كرة السلة تحت 20 عاماً في البرتغال، والاثنين المقبل نشهد بداية بطولة العالم لكرة اليد للسيدات تحت 17 عاماً في كوسوفو، ومن ثم لدينا بطولة أوروبا للـ"بيسبول" تحت 23 عاماً يوم الخامس من أغسطس، لكن الحدث الأهم سيكون خلال اليوم عينه، كأس آسيا لكرة السلة للرجال، بمشاركة العديد من المنتخبات العربية الساعية للذهاب بعيداً، على غرار لبنان والأردن المرشّحان الأبرز للمنافسة على اللقب في نسخة مميزة ستقام في السعودية.
وبتاريخ 7 أغسطس ستقام الألعاب العالمية 2025 بنسختها الثانية عشرة في الصين، وهي التي تشمل الرياضات والتخصصات التي لم يُتنافس عليها في الألعاب الأولمبية الأخيرة في باريس 2024، وفي الثامن من الشهر عينه تنطلق منافسات "يوروباسكت تحت 16 عاماً" في جورجيا، ثم بطولة "يورو هوكي" للسيدات والرجال في ألمانيا، ليكون الحدث الأهم بعدها بطولة أفريقيا للسلة، مع وجود منتخبات تونس، ومصر، وليبيا، الساعية لحصد التاج القاري.
وتقام يوم 14 آب بطولة العالم للبيسبول في تشيكيا، ثم تنطلق رحلة بطولة العالم للرغبي يوم 16 الشهر عينه، بينما نشهد في اليوم الذي يلي ذلك إقامة سباق جائزة النمسا للموتو جي بي، وبعدها تبدأ منافسات بطولة العالم للجمباز الإيقاعي يوم 20 أغسطس في البرازيل، وتليه كأس العالم للسيدات في رياضة الرغبي بإنكلترا.
وسيكون عشاق كرة السلة بتاريخ 23 أغسطس على موعد مع افتتاح بطولة الأميركيتين، ومباشرة في اليوم التالي تقام جائزة المجر الكبرى للموتو جي بي، وبتاريخ 25 آب، تبدأ آخر دورات الغراند سلام في عالم التنس على ملاعب "فلاشينغ ميدوز" الأميركية، إلى مونديال الجودو في بلغاريا، ونتابع بعدها الرحلة مع تاريخ 27 الشهر، بإقامة منافسات "يورو باسكت" للرجال ومونديال الجودو في بلغاريا.
وعلى صعيد كرة القدم ستبدأ الأحداث المهمة بتاريخ 15 أغسطس، حين تُسدل ستارة الدوري الإنكليزي الممتاز، وكذلك الفرنسي والإسباني، لينطلق لاحقاً بتاريخ 22 آب الدوري الألماني ثم الإيطالي في 23، مع العلم أن بعض الدوريات المهمة تبدأ قبل ذلك وهنا أبرزها: الدوري البرتغالي والهولندي، والتركي (8 أغسطس)، أما في ما يخص البطولات العربية، فقد بدأت المنافسات في الأردن، بانتظار تحديد تاريخ مباريات الدوري السعودي، مع الإشارة إلى أن الدوري القطري يفتتح فعالياته يوم 14 أغسطس، والتونسي في التاسع من شهر آب، وكلّ من المغربي والجزائري في 23.
## ضرب وإذلال علني للمغني الشعبي عمر خيري في مدينة الباب السورية
01 August 2025 02:04 PM UTC+00
اعتدت مجموعة من الأشخاص، في مدينة الباب بريف حلب الشمالي، على المغني الشعبي عمر خيري، خلال عملية دهم لإحدى صالات الزفاف حيث كان يحيي حفلاً فنياً. وأظهرت مقاطع مصوّرة تعرّض خيري للإهانة الجسدية والنفسية، شملت حلق شعره، والكتابة على وجهه وصدره، وإجباره على ترديد شعارات مؤيدة للحكومة السورية، في مشهد أثار صدمة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بوقف الانتهاكات بحق المدنيين، وعدم استخدام الخلفيات السياسية ذريعة لتبرير العنف أو الإذلال.
وفي حين لم يصدر أي تعليق رسمي حول الاعتداء، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أن المجموعة التي نفذت الاعتداء تتبع لـ"الجيش الوطني"، بينما قالت الصحافية إيلاف محمد ياسين عبر "فيسبوك" إن المنفذين كانوا يرتدون زي "الأمن العام"، مشيرة إلى أن "الرواية أنهم وصفوا المطرب بالشبيح"، لكنها تساءلت إن كانت هذه الطريقة مناسبة للمحاسبة، وإن كان من المفترض محاسبته أصلاً. أما الناشط جمال الدين حمي، فأشار إلى أن "بعض المنتمين للفصائل المسلحة" اعتدوا على عمر خيري بالضرب، وأهانوه علناً، وصوّروا الواقعة بهدف التشهير به، مضيفاً: "من أين جاء السوريون بكل هذا التوحش واللاإنسانية؟ وهل هذه هي سنغافورة التي وعدتنا بها سلطة الأمر الواقع في دمشق؟".
ووفق ما وثقه "العربي الجديد"، فإن الأشخاص الذين نفّذوا الاعتداء اقتحموا الحفل الذي كان يحييه خيري، وانهالوا عليه بالضرب، وأجبروه على ترديد شعارات مؤيدة للحكومة السورية، ثم اقتادوه إلى مكان مجهول.
ولم ترد نقابة الفنانين السوريين - فرع حلب على تساؤلات "العربي الجديد" حول الاعتداء على عمر خيري في مدينة الباب، وما إذا كان عضواً فيها أم لا.
ويُعرف عمر خيري بتقديم الأغاني الشعبية والموشحات بأسلوب محلي في مدينة حلب وريفها، ويؤدي فنوناً تراثية عدّة من بينها القدود الحلبية والمواويل، وسبق أن غنّى في مدح نظام بشار الأسد قبل سقوطه.
## دالوت يروي مدى تأثره برحيل جوتا بكلمات حزينة
01 August 2025 02:07 PM UTC+00
تحدّث اللاعب البرتغالي، ديوغو دالوت (26 عاماً)، لأول مرة عن شعوره بالحزن الشديد لوفاة صديقه وزميله في المنتخب، ديوغو جوتا، بعدما فارق الأخير الحياة، جراء حادث سير أليم في إسبانيا إلى جانب شقيقه، أندريه سيلفا، وذلك أثناء عودتهما معاً إلى ميرسيسايد في إنكلترا، للالتحاق بتدريبات فريق ليفربول قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد 2025-2026.
ولعب دالوت وجوتا معاً في صفوف البرتغال عدة مرات، وفازا بدوري الأمم الأوروبية قبل أسابيع قليلة من الحادث، بعد التفوق على حساب إسبانيا في النهائي الذي أقيم في ألمانيا، مع العلم أنّ دالوت لم يفوّت فرصة زيارة النصب التذكاري لزميله الراحل في ملعب أنفيلد معقل ليفربول، بعد أيام من المأساة، يرافقه من مواطنيه، المدرب روبين أموريم، وقائد اليونايتد، برونو فيرنانديز.
وقال دالوت في وقتٍ متأخر من ليل الخميس بعد فوز يونايتد على بورنموث على ملعب سولجر فيلد بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية: "من الصعب التحدّث عن ذلك، لقد كان الأمر صعباً بالنسبة لي ولجميع زملائي في الفريق الذين لعبوا معه، لا أستطيع تخيل ما مرّت به العائلة، أتيحت لي الفرصة لرؤيتهم، ولا أعتقد أن هناك كلمات تصف مأساة كهذه".
وأكد دالوت أن رؤية اسم جوتا على القمصان خلال جولة يونايتد في شيكاغو، يُظهر أنه لن يُنسى أبداً من قِبل الجميع في عالم كرة القدم: "إنه لأمرٌ مؤثر، شعرتُ أن الجميع، بل العالم أجمع، شعروا به، حتى لو لم يعرفوه شخصياً، إنها ببساطة مأساة، رأيتُ قمصاناً تحمل اسمه، وأعتقد أنّه سيُخلّد للأبد، هو يستحق ذلك لأنه كان رجلاً عظيماً، وزميلاً رائعاً في الفريق؛ شخصٌ أقول إنه كان قدوة لي، لأنني أحب دائماً رؤية سلوك اللاعب في الملعب وخارجه، كان دائماً الرجل الذي يُفكّر ويضع مصلحة الفريق في المقام الأول".
وختم دالوت حديثه حول زميله جوتا (فارق الحياة عن عمر 28 عاماً): "سأتذكره دائماً بهذه الطريقة، وآمل أن يكون في سلام الآن ويرتاح حيث هو، كان بإمكانه اللعب لأي فريق، عندما نتحدث عن الجانب الشخصي، لا أنظر إلى القمصان التي يُمثلها، من الواضح أنني لعبت معه لسنوات طويلة في المنتخب الوطني، وقضيت معه بعض الوقت، بنينا رابطاً وصنعنا ذكريات جميلة، وأعتقد أن هذا ما أريد الاحتفاظ به، الذكريات الجميلة. أعتقد أن هذا ما أريد أن أتذكره".
## بوتين متمسك بشروطه للتسوية مع أوكرانيا وزيلينسكي مستعد للقائه
01 August 2025 02:16 PM UTC+00
جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، تمسّكه بالشروط الروسية للتسوية مع كييف في ما يتعلق بمطالبه بانسحاب القوات الأوكرانية من مناطق شرق أوكرانيا التي ضمّتها روسيا في عام 2022. وقال بوتين أثناء استقباله نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في جزيرة فالام شمالي روسيا: "بالطبع، لا تزال هذه الشروط كما هي. إنها أهداف وليست شروطاً، وقد قمت بصياغتها. حتى تلك اللحظة، كانوا يقولون إنه ليس من الواضح ماذا تريد روسيا، فقمنا بصياغتها في يونيو/ حزيران من العام الماضي، أثناء اللقاء مع قيادة وزارة الخارجية"، وأضاف أنّ الأهم هو إزالة "الأسباب الجذرية" للأزمة وتسوية المسائل الإنسانية. 
وكان بوتين حدد خلال لقاء مع قيادة وزارة الخارجية الروسية، في منتصف يونيو 2024، انسحاب القوات الأوكرانية من المقاطعات الأوكرانية الأربع دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، التي ضمتها روسيا بشكل أحادي الجانب في نهاية سبتمبر/ أيلول 2022، شرطاً لوقف إطلاق النار في أوكرانيا وبدء المفاوضات، من دون ذكر قضيتي "نزع النازية" و"تحييد سلاح أوكرانيا".
وفي سياق آخر، أقرّ بوتين بأنّ روسيا بدأت إنتاج صاروخ باليستي فرط صوتي من نوع أوريشنيك، الذي استخدمته موسكو للمرة الأولى والوحيدة في أوكرانيا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي رداً على السماح لكييف باستخدام الصواريخ الأميركية والبريطانية والفرنسية بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، وأضاف أنّ "أول صاروخ من الإنتاج المتسلسل قد تسلمته القوات، وانطلق الإنتاج". 
وكان بوتين ولوكاشينكو، الذي يعد أهم حليف لروسيا بين قادة الجمهوريات السوفييتية السابقة، قد وقّعا في 6 ديسمبر/ كانون الأول الماضي اتفاقية الضمانات الأمنية المتبادلة، التي تنظم كيفية التصرف في حال نشوب تهديد جدي لسيادة أحد البلدين أو كليهما، وكذلك المسائل المتعلقة بنشر الأسلحة النووية التكتيكية الروسية على الأراضي البيلاروسية. وحينها، طلب لوكاشينكو من بوتين نشر أحدث الأسلحة الروسية، بما فيها "أوريشنيك"، على الأراضي البيلاروسية. وبعد التوقيع على الاتفاقية بأيام عدة، أقرّ لوكاشينكو بوجود "عشرات" الرؤوس الحربية النووية الروسية على أراضي بلاده، موضحاً أن مينسك ستحدد عند الضرورة الأهداف لاستخدام السلاح النووي على أن يكون "الضغط على الزر" بالمشاركة مع موسكو.
زيلينسكي من جديد: مستعد للجلوس مع بوتين
من جهته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، مجدداً، استعداده للاجتماع مع بوتين، وقال إن كييف تريد "تجاوز" مرحلة التصريحات والاجتماعات على مستوى أدنى بشأن إنهاء الحرب. وكتب زيلينسكي على منصة إكس: "إذا كانت هذه إشارات إلى استعداد حقيقي لإنهاء الحرب بكرامة وإرساء سلام حقيقي دائم... فإن أوكرانيا تؤكد مرة أخرى استعدادها لعقد لقاء على مستوى القادة في أي وقت". وأضاف بحسب ما أوردته وكالة رويترز: "تدعو أوكرانيا إلى تجاوز مرحلة تبادل التصريحات وعقد اجتماعات على المستوى الفني والوصول إلى مرحلة المحادثات بين القادة".
وعلى الصعيد الميداني، عزز الجيش الروسي تقدمه في أوكرانيا للشهر الرابع على التوالي، محققاً في يوليو/ تموز الماضي أكبر مكاسب له منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، وفق تحليل أجرته وكالة فرانس برس لبيانات معهد دراسات الحرب الأميركي. وفي شهر واحد، سيطرت القوات الروسية على 713 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الأوكرانية، مقابل استعادة كييف 79 كيلومتراً مربعاً، ما يمثل زيادة صافية قدرها 634 كيلومتراً مربعاً.
وكانت القوات الروسية قد احتلت 588 كيلومتراً مربعاً في يونيو/ حزيران و507 كيلومترات مربعة في مايو/ أيار و379 كيلومتراً مربعاً في إبريل/ نيسان/، و240 كيلومتراً مربعاً في مارس/ آذار، بعد تباطؤ خلال فصل الشتاء. وتشمل هذه المكاسب الأراضي التي تسيطر عليها روسيا كلياً أو جزئياً، بالإضافة إلى الأراضي التي أعلنت ضمها منذ بدء الغزو. وارتفعت حصيلة الضربات الروسية ليل الأربعاء-الخميس على كييف إلى 31 قتيلاً، بينهم خمسة أطفال، و159 جريحاً، ويعتبر هذا الهجوم من الأكثر دموية في العاصمة الأوكرانية منذ بدء الغزو الروسي عام 2022. واستُهدفت أوكرانيا مجدداً، ليل الخميس - الجمعة، بضربات روسية. وأعلنت كييف اليوم الحداد إثر عمليات القصف التي حصلت أمس الخميس.
## "اختفاء" رصاصة... تبخّر دليل قتل مستوطن للفلسطيني عودة الهذالين
01 August 2025 02:20 PM UTC+00
رفضت محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس المحتلة، اليوم الجمعة، تمديد الاعتقال المنزلي لثمانية أيام بحق المستوطن، يانون ليفي، المشتبه به بإطلاق النار، يوم الاثنين الماضي، على الشاب الفلسطيني عودة الهذالين، من سكان تجمّع أم الخير جنوب الضفة الغربية، فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثمان الشهيد الهذالين في محاولة لفرض شروطه على الجنازة ومكان إقامتها.
وقالت القاضية حافي توكر، خلال الجلسة، إن الشبهات ضد يانون ليفي قد ضعفت، وزعمت أن الأدلة التي جُمعت من الجانب الفلسطيني تعزز ادعاءات محامي المستوطن، بأنه لا توجد "علاقة سببية بين إطلاق النار الذي أقدم عليه ليفي وبين وفاة عودة الهذالين"، وأن ليفي تصرف بدافع الدفاع عن النفس. كما زعمت في قرارها أن ليفي "منع وقوع حدث (اعتداء عليه...) بمشاركة عشرات الأشخاص الذين رشقوه بالحجارة". وبناء على طلب شرطة الاحتلال، ومن أجل تمكينها من "تقديم استئناف على قرار المحكمة"، قررت المحكمة تأجيل الإفراج عن ليفي من الإقامة الجبرية حتى يوم الاثنين ظهراً، بدلاً من ثمانية أيام، كما وافقت على طلب الشرطة بمنع ليفي من التواصل مع أي من الضالعين في القضية لمدة 30 يوماً لعدم التشويش على التحقيقات.
لكن الأمر برمته، يثير شكوكاً حول جدية جلسات المحكمة أصلاً، وما إذا كانت شكلية ومجرد "مسرحية" إسرائيلية، تلعب فيها أذرع الاحتلال لعبة "العدالة"، ذلك أن الشرطة زعمت عدم العثور على الرصاصة التي قتلت الهذالين. واعترف ممثل الشرطة، خلال الجلسة، بأنه عُثر على ثقوب دخول وخروج للرصاصة في جسد الهذالين، وهي التي أدت إلى وفاته. لكنه زعم في الوقت ذاته، في رده على سؤال فريق الدفاع عن المستوطن، بأن الرصاصة نفسها لم يتم العثور عليها. وركّز محامي ليفي، أفياحي حاجبي، خلال الجلسة على الخطر الذي كان يواجهه موكّله، وقال: "في لحظة تهديد للحياة (أي من الفلسطينيين ضد موكّله)، حتى لو تم إثبات صلة المشتبه (يانون ليفي) بواقعة إطلاق النار، فإن الخطورة واضحة هنا".
ومن المتوقّع أن تفرج سلطات الاحتلال يوم الاثنين المقبل، عن أربعة فلسطينيين اعتُقلوا بعد أحداث الاثنين الماضي، بشبهة رشق الحجارة باتجاه المستوطن يانون ليفي. وذكرت صحيفة هآرتس العبرية، أن عملية التعرّف عليهم تمت من ليفي نفسه. وكانت قاضية المحكمة العسكرية للاستئنافات، سيفان عومر، قالت إن عملية التعرّف "لا تخلو من صعوبات"، لكنها اعتبرتها كافية في هذه المرحلة لتمديد اعتقالهم حتى يوم الاثنين. من جهته، اعتبر محامي المعتقلين الفلسطينيين في القضية، ناصر عودة، أن اعتقال عدد كبير يدل على عدم وجود تعرّف مؤكد عليهم، مضيفاً أن لدى ليفي دافعاً لاتهامهم، لأنه هو نفسه مشتبه في واقعة إطلاق النار.
واستشهد الهذالين بعد أن توجه مستوطنون، من بينهم يانون ليفي المشتبه بإطلاق النار عليه، الاثنين الماضي بجرافة من أراضي قرب مستوطنة "كرمل" إلى أراضٍ خاصة تعود لسكان قرية أم الخير، الذين حاولوا منعهم من الدخول. وأصيب أحد السكان نتيجة استهدافه بالجرافة، ما أدى إلى تجمّع عدد من السكان الذين حاولوا طرد المستوطنين، وتم توثيق ليفي من خلال مقطع فيديو، وهو يطلق النار نحوهم. وفي اليوم التالي، فرض جيش الاحتلال الإسرائيلي إغلاقاً عسكرياً على تجمّع أم الخير، ومنع دخول أي شخص ليس من سكانه. ووصل جنود ملثمون إلى خيمة العزاء التي أُقيمت في القرية، وطردوا صحافيين منها ومعزين من خارج التجمّع. لكن جيش الاحتلال تراجع، أمس الخميس، عن قراره وسمح بالدخول الحر إلى المكان.
ولا تزال جثة عودة الهذالين محتجزة لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الراهن، رغم أن التشريح انتهى يوم الأربعاء، وذلك لرفض الشرطة والجيش تسليم الجثمان للعائلة، ويشترطان موافقتها على تعليمات خاصة تتعلق بمراسم الدفن. ومن بين هذه الشروط أن لا تُقام خيمة عزاء قرب منزل العائلة، وأن يُدفن الهذالين في مدينة يطا بدلاً من قريته الأصلية، بالإضافة إلى تحديد عدد المشاركين في الجنازة بـ15 شخصاً فقط. ورفضت العائلة هذه الشروط، وفي رد مباشر على قرار الجيش، أعلنت أكثر من 70 إمرأة من سكان القرية عن دخولهن فوراً في إضراب عن الطعام، حتى تسليم الجثمان، وإطلاق سراح جميع سكان القرية الذين اعتقلهم الجيش خلال الأيام الأخيرة.
## إضراب أسواق الحسكة احتجاجاً على رفع أسعار الكهرباء التجارية
01 August 2025 02:22 PM UTC+00
شهدت مدينة الحسكة، شمال شرقي سورية، مساء أمس الخميس، اعتصاماً شارك فيه العشرات من تجار المدينة وأصحاب المحال التجارية في حي المفتي، الذي يُعد مركزاً تجارياً رئيسياً، احتجاجاً على قرار لجنة المحروقات التابعة للإدارة الذاتية القاضي برفع تسعيرة "الأمبيرات" الكهربائية المخصصة للأسواق والمحال التجارية، ما دفعهم إلى إعلان الإضراب المفتوح وإغلاق محالهم رفضاً للقرار.
وقال تيسير محمد، تاجر أقمشة ومالك مجموعة من المحال التجارية في الحسكة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذه القرارات التعسفية وغير المدروسة والتي تؤثر على حياة شرائح مجتمعية واسعة لم تعد مقبولة، لذلك نظمنا هذا الاعتصام ودعونا إلى إضراب مفتوح وإغلاق للمحال التجارية في كل مناطق الإدارة الذاتية، وليس في الحسكة فقط". 
وأضاف محمد: "لم نعد، سواء أصحاب المحلال أو التجار، نمتلك القدرة والإمكانية على دفع كل هذه الضرائب التي نسميها إتاوات، فالضرائب عادة تكون مدروسة وتأخذ بعين الاعتبار نسبة الأرباح والخسائر المتوقعة، لكن هنا نحن أمام حالة استثنائية، فهذه الإدارة بمؤسساتها كافة تحرص على فرض إتاوات من دون مبرر، ومن دون أن تقدم للمواطن أي خدمة بالمقابل".
من جهته، قال آلند حسين، مالك متجر لألعاب الأطفال في الحسكة وأحد المشاركين في الاعتصام، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحكومات والدول المتقدمة تهيئ الظروف المناسبة للمواطنين وتقدم لهم الخدمات بشكل شبه مجاني، أما نحن، فكأن بين الحكومة والمواطن ثأراً قديماً وتريد أن تنتقم منه". محذراً من ارتفاع بقية أسعار السلع والخدمات إلى الضعف في حال تطبيق القرار. 
بدوره، قال معروف النجار، تاجر مواد غذائية في الحسكة، لـ"العربي الجديد": "أنا من مدينة الحسكة، وطبيعة عملي في مركز السوق، وعلى دراية بأن أغلبية أصحاب المحال في السوق يتكبدون خسائر يومية ولا يغطّون إيجار محالهم بسبب الجفاف وانهيار القطاع الزراعي (أيضاً الفضل يعود للإدارة)، والأحداث الجارية في سورية، والضغوطات التي تقوم بها الإدارة الموقرة من إتاوات وبذرائع وعناوين مختلفة".
وتابع النجار موجهاً كلامه إلى المسؤولين: "المنطقة على صفيح من نار، فبدلاً من تقوية الجبهة الداخلية والبتّ في طلبات الأهالي، تقومون بالضغط عليهم اقتصادياً وبمبالغ تفوق قدراتهم".
وأشار إلى أنّ "المنطقة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.. لا ماء، لا كهرباء، ولا بنية تحتية. الرواتب (الإدارة والحكومة) لا تغطي خمسة أيام من الشهر، ناهيك بالأمبيرات والخبز والمدارس... وباقي الأيام على رحمة رب العالمين. 90% من شوارع المدن والبلدات منهارة وغير صالحة لأن تُسمى شوارع".
وكانت لجنة المحروقات العامة في منطقة الجزيرة قد أصدرت، أمس الخميس، قراراً غير معلن بوقف تزويد المولدات الكهربائية الخاصة بالمحال والأسواق بمادة المازوت الخدمي المدعوم، والاعتماد بدلاً منه على مادة المازوت الممتاز (الحر). وقال مسؤول في لجنة مولدات الطاقة الكهربائية في الحسكة لـ"العربي الجديد"، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، إنّ "القرار الذي تلقيناه من لجنة المحروقات اليوم يُلزم أصحاب المولدات التجارية بشراء مادة المازوت بالسعر الحر والممتاز، البالغ 5 آلاف و800 ليرة سورية لليتر الواحد، بعد إلغاء المازوت المدعوم لهذه الفئة فقط".
وأوضح أنّ "المولدات التجارية كانت حتى الآن تستفيد من نسبة من المازوت الخدمي المدعوم الذي يباع بسعر 150 ليرة سورية، وكان سعر الأمبير التجاري للمحال يبلغ نحو ستة دولارات فقط، لكن بعد القرار الجديد، ستحرم هذه المولدات من أي كمية مدعومة، وستتحول كامل الحصة إلى السعر الحر، الأمر الذي سيضاعف تكاليف التشغيل بشكل كبير".
وأشار إلى أنّ هذا التغيير رفع سعر الأمبير الواحد (16 ساعة يومياً) إلى نحو 18-20 دولاراً أميركياً، مضيفاً أنّ القرار يشمل عموم مناطق شمال وشرق سورية، وليس الجزيرة فقط.
## ترامب: نعمل على خطة لإطعام الناس في غزة
01 August 2025 02:28 PM UTC+00
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب لموقع أكسيوس الإخباري في مكالمة هاتفية قصيرة، اليوم الجمعة، إنه يعمل على خطة "لإطعام الناس" في غزة. وأضاف ترامب أنه حتى صباح الجمعة لم يطلع على المعلومات من مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي زار مراكز المساعدات في القطاع المحاصر في وقت سابق اليوم، لكن الرئيس الأميركي قال إن مبعوثه "يقوم بعمل رائع".
وأوضح ترامب: "نريد مساعدة الناس. نريد مساعدتهم على العيش. نريد إطعامهم. إنه أمر كان يجب أن يحدث منذ وقت طويل"، رافضاً تقديم تفاصيل عن خطة المساعدة التي يعمل عليها. ومن غير الواضح ما إذا كان ذلك سيتضمن المزيد من الدعم لصندوق الإغاثة الإنسانية العالمي أو لآليات المساعدة الأخرى.
وقبل زيارة ويتكوف والسفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي إلى مراكز المساعدة في رفح جنوبي القطاع التي تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أميركياً وإسرائيلياً، التقى مبعوث ترامب أمس الخميس برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وناقشا الجمود في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، حسبما قال مسؤول إسرائيلي في مؤتمر صحافي. وقال المسؤول إن الاثنين ناقشا إمكانية الانتقال من اتفاق تدريجي بشأن غزة إلى اتفاق شامل. ورفض ترامب التعليق على هذا الاحتمال، قائلاً لـ"أكسيوس": "سترون قريباً".
وكتب ويتكوف على موقع إكس أنه وهاكابي التقيا بمسؤولين إسرائيليين يوم الخميس، ثم أمضيا خمس ساعات في غزة يوم الجمعة "لتقييم الأوضاع" والاجتماع مع وكالات الإغاثة. وأضاف: "الغرض من الزيارة هو إعطاء الرئيس الأميركي فهماً واضحاً للوضع الإنساني والمساعدة في صياغة خطة لتوصيل المساعدات الغذائية والطبية لشعب غزة".
وأمس الخميس، تجنب ترامب استخدام عبارة "إبادة جماعية" خلال حديثه عما يعانيه الفلسطينيون في قطاع غزة جراء الحرب التي ترتكبها إسرائيل في حقهم. واكتفى ترامب بالقول إن الفلسطينيين في قطاع غزة "جائعون للغاية"، ووصف ما ترتكبه إسرائيل في حقهم بأنه "أمر فظيع". وجاء ذلك في معرض رده بالبيت الأبيض، على سؤال صحافي عما إذا كان يتفق مع تصريحات عضوة الكونغرس الجمهورية مارجوري تايلور غرين بأن "هناك إبادة جماعية في غزة".
ترامب تجنب مصطلح "إبادة جماعية"، وقال إن "الناس في غزة يعانون جوعاً شديداً، ما يحدث أمر فظيع"، جراء حرب الإبادة والتجويع التي ترتكبها إسرائيل بدعم أميركي. وأضاف: "قدمنا 60 مليون دولار. أردتُ فقط إطعام الناس، وفي هذه الحالة نساعد مالياً. هذا وضع مأساوي". وتابع أن واشنطن تريد أن تكون المساعدات المالية والغذائية التي ترسلها إلى غزة خاضعة لرقابة إسرائيلية. واستدرك ترامب أن الولايات المتحدة لم تتمكن من رؤية المساعدات التي أرسلوها على أرض الواقع في قطاع غزة.
## المصرفي اللبناني أنطون صحناوي يمول عروض أوبرا أميركية إسرائيلية
01 August 2025 02:38 PM UTC+00
على الرغم من استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة والقصف اليومي على لبنان، اختار المصرفي اللبناني أنطون صحناوي أن يموّل مبادرة فنية أميركية إسرائيلية، تجمع بين فرقتي أوبرا من واشنطن وتل أبيب. واحتفت صحيفة واشنطن جويش ويك الصهيونية الأميركية، في تقرير نشر أول أمس الأربعاء ، بدور أنطون الصحناوي في إطلاق المبادرة مع السياسي والمحامي الأميركي المناصر لإسرائيل داني غلايزر. كما نشرت له صورة من العرض الافتتاحي الذي أقيم في مركز كينيدي للفنون بواشنطن في يونيو/ حزيران الماضي، وهو يرتدي الشريط الأصفر الذي يرمز للمحتجزين الإسرائيليين في غزة، برفقة الممثل الإسرائيلي أدي إزرا، وأخرى برفقة المبعوثة الأميركية السابقة إلى لبنان مورغان أورتاغوس والصحافية اللبنانية حنين غدار والكاتب حسين عبد الحسين.
وتناول العرض الذي جمع بين فرقة أوبرا إسرائيل وفرقة أوبرا واشنطن الوطنية، سيرة مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هيرتزل. ومن المقرّر أن تنظم عروضٌ أخرى مستقبلية في إسرائيل والولايات المتحدة. وأشادت الصحيفة الصهيونية بالمصرفي اللبناني ورئيس مجلس إدارة بنك سوسيتيه جنرال، كما لفت غلايزر إلى أن المشروع لم يكن ليكتمل "لولا الدعم المالي السخي من أنطون صحناوي".
كذلك، أجرت "واشنطن جويش ويك" مقابلةً مع هاجر شمالي، وهي مستشارة لصحناوي من أصول لبنانية، تحدّثت فيها عن أن الأخير "ولد لعائلة لبنانية شعرت دائمة بمشاعر قوية تجاه إسرائيل والصهيونية". كما نقلت عنه إيمانه بأن "الصهيونية ووجود إسرائيل ضروريان من استقرار لبنان والمنطقة".
ولفتت شمالي إلى أن الصحناوي "لطالما كان داعماً للفنون"، ويؤمن بدورها في "تعزيز الروابط الدولية ونقل رسائل جيوسياسية مهمة"، مضيفةً أنه "فخور بدعم قضية تعزز دور إسرائيل والعلاقة الأميركية الإسرائيلية، مع منح الفرصة لفنانين إسرائيليين موهوبين قد لا يحصلون على هذه الفرص لولا مثل هذه المبادرات".
وتعتبر مشاركة صحناوي في تمويل هذا التعاون كسراً لقوانين مقاطعة إسرائيل في لبنان، الذي يحظر أي تعاون ثقافي أو فني أو إعلامي مع جهات إسرائيلية أو على علاقة بإسرائيل. في الوقت نفسه، جاء هذا الدعم المالي في وقتٍ ما تزال فيه المصارف اللبنانية، ومن بينها "سوسيتيه جنرال" تمتنع عن دفع أموال المودعين فيها، منذ وقوع الأزمة الاقتصادية في لبنان عام 2019.
## هجوم للمستوطنين يرحّل أهالي تجمع المليحات بالضفة الغربية مجدداً
01 August 2025 02:54 PM UTC+00
لم يكن قرار محكمة الاحتلال الإسرائيلي العليا بالسماح بعودة أهالي تجمع عرب المليحات البدوي في منطقة المعرجات شمالي أريحا شرقي الضفة الغربية، سوى جزء من سلسلة إجراءات إسرائيلية تثبت واقع ترحيلهم مجددا تحت وطأة الهجمات العنيفة للمستوطنين، فعندما عادوا مساء أمس الخميس، تعرضوا لهجوم جديد من المستوطنين أدى لترحيلهم مرة أخرى.
وبحسب الأهالي، لا تريد مؤسسات الاحتلال ومنها القضائية أن تتبنى علنا تهجيرهم على يد المستوطنين. ويقول سليمان مليحات، من أهالي التجمع وناشطيه ضد الاستيطان، لـ"العربي الجديد"، "إن الأهالي توجهوا عبر محامين إلى محكمة الاحتلال العليا، وإن فريق الدفاع طالب بعودة الأهالي إلى تجمعهم الذي هجروا منه قسرا في الأسبوع الأول من يوليو/ تموز الماضي، كما طالب بتوفير الحماية للسكان من هجمات المستوطنين".
وبحسب مليحات، فإن محكمة الاحتلال أصدرت قرارا بالسماح للأهالي بالعودة، لكنها لم توافق أبدا على نص "ضرورة توفير الحماية للأهالي". وقرر الأهالي بدعم من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية ومحافظة أريحا ونشطاء ومتضامنين العودة أمس الخميس، بتنظيم مسيرة عودة مسائية، لكن الاحتلال هدد الأهالي وكذلك المؤسسات الرسمية الفلسطينية ومنعهم، كما يقول المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة في فلسطين المحامي حسن مليحات لـ"العربي الجديد"، من تنظيم فعاليات رسمية، كما منع وجود الإعلام والصحافة وممثلين عن المؤسسات الرسمية الفلسطينية. وتبين للأهالي أن الهدف هو الاستفراد بهم.
ويؤكد سليمان أن الاحتلال طلب منه شخصيا تزويده بعدد وأنواع المركبات التي ستتوجه إلى المكان، إلا أن شرطة الاحتلال احتجزت مركبة وصادرت أخرى كانت تحمل بعض الأخشاب لاستخدامها لتعليق إنارة في التجمع، مدعية أنها أدوات بناء بينما يمنع البناء لأن المنطقة مصنفة "ج". كذلك، لاحقت عددا من المركبات للأهالي بحجة أن ترخيصها منتهٍ أو غير قانوني، وهذا يعني أنهم لا يستطيعون إعادة مساكنهم إلى أماكنها، والتي فككوها حين رحلوا المرة الأولى.
وعاد، أمس الخميس، الرجال من قرابة 25 عائلة، بحسب منظمة البيدر، تمهيدا لعودة النساء والأطفال، ولكن المستوطنين حاصروهم أولا، ومن ثم هجموا عليهم وأحرقوا بعض البركسات المتبقية من عملية الترحيل، وقد بدأ الهجوم عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليلة الماضية، وهجر الأهالي مرة أخرى على وقع هذا الهجوم، الذي شارك فيه قرابة 50 مستوطنا.
ويقول المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة حسن مليحات: "إن القرار الإسرائيلي جاء مع رفض وجود كلمة حماية للأهالي، بما يؤكد وجود نية للاحتلال بإظهار نفسه بأنه يسمح بعودة السكان، ولكن مع بقائه قرارا شكليا، فقط أمام الإعلام والمنظمات الدولية".
ويقول الناشط سليمان مليحات: "هناك نية مبيتة من الاحتلال لإبقاء المكان فارغاً بأي طريقة، لكن دون أن يكون هناك قرار رسمي أو حكومي بذلك". وليس أمام العائلات، كما يقول مليحات، خيارات كثيرة، ولا تعرف ما الذي ستفعله، خاصة وأنها في ظروف صعبة في الأماكن التي هجرت إليها، فهي صحراء خالية من أي خدمات.
ويضيف مليحات: "ما يزيد من صعوبة الأوضاع أنهم لم يتمكنوا من تفكيك كل مساكنهم ومضاربهم، حيث كانت هجمات المستوطنين الشهر الماضي، مكثفة ومتسارعة، وقاموا بإخراج ما يستطيعونه من ممتلكات وبركسات وخيام، وليس كل شيء". وتابع: "كانت عودة الأهالي إلى تجمعهم هامة جدا لكل مجتمع البدو والتجمعات البدوية، ولو استطاعوا تثبيت أنفسهم بعد العودة، لكانت سابقة لكل التجمعات الأخرى التي هُجرت، وأمل لكل هؤلاء، حيث قرر الأهالي العودة، رغم معرفتهم المسبقة بالمخاطر التي قد يلاقونها".
وبحسب الأهالي، فإنهم يعانون كذلك من مشكلة تتعلق بالأراضي التي ذهب إليها عدد منهم، فهم قد تشتتوا ولم ينتقلوا جميعا إلى مكان واحد، لكن جزءا منهم ذهب إلى أراضٍ في أريحا، وأقاموا مضاربهم فيها، لكنهم واجهوا إشكالية أن المؤسسات الرسمية أخبرتهم بأن جزءا من الأراضي وقفي وجزءا آخر لإحدى الشركات، وهو ما يعني تخوفهم من إخلائهم من تلك الأراضي التي لجؤوا إليها مضطرين.
وكانت اضطرت أكثر من 85 عائلة الرحيل من تجمع عرب المليحات على مدار أشهر في ظل اعتداءات المستوطنين، وكانت آخر دفعة قد رحلت الشهر الفائت، وكان في وسط التجمع مدرسة من أهم مدارس التجمعات البدوية التي تسمى مدارس التحدي، وهي بمثابة مدرسة مركزية لعدد من التجمعات، لذا كانت هدفا كذلك للهجمات الاستيطانية وملاحقة الطلبة في محاولة للتأثير عليهم للرحيل، حيث إن المدارس إحدى وسائل تثبيت التجمعات البدوية وإحدى وسائل صمودها، ولا يعلم الأهالي أين سيدرس أبناؤهم، كما يقولون خلال الفترة القادمة خصوصا وأن السنة الدراسية الجديدة على الأبواب.
وكان رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية مؤيد شعبان أصدر تصريحا صحافيا قال فيه، "إن إجبار العائلات في تجمع عرب المليحات شمال غرب أريحا على النزوح قسرا عن مناطق سكناها للمرة الثانية خلال شهر، يأتي ضمن خطة استعمارية أوسع، تنفذها حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بتسلئيل سموتريتش (وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف) وإيتمار بن غفير(وزير الأمن القومي)، لتهويد منطقة المعرجات التي تعد منطقة استراتيجية، كونها الطريق الرئيسي بين أريحا والمحافظات الأخرى".
وأكد شعبان أن اضطرار العائلات إلى النزوح قسرا جاء تحت ضغط وإرهاب المستوطنين المسلحين وبحماية من جيش الاحتلال، خاصة أن الاعتداءات بحق التجمع تصاعدت بشكل كبير. وقال شعبان: "سبق أن حذرنا مرارا، ونؤكد اليوم أن على الجميع من فصائل ومؤسسات وعائلات، التحرك العاجل وعدم ترك التجمعات البدوية وحدها، وقد ارتفع منسوب الخطر على حياة المواطنين بفعل إطلاق النار والاعتداءات المتكررة".
## "العربي الجديد" يكشف حقيقة استعانة "كاف" بحكام من أوروبا في الكان
01 August 2025 02:59 PM UTC+00
ما زالت الصفارة الأفريقية تثير جدلاً واسعاً منذ الفترة الأخيرة، جراء تكرار أخطاء الحكام في منافسات قارية عدة، آخرها في بطولة كأس أمم أفريقيا للسيدات، خصوصاً في المباراة النهائية التي جمعت بين منتخب لبؤات الأطلس بمنتخب نيجيريا (2-3)، السبت الماضي على الملعب الأولمبي في الرباط، ما خلف ردّات أفعال قوية إلى حد المطالبة بالاستعانة بحكام من أوروبا وآسيا خلال بطولة كأس أمم أفريقيا المقررة إقامتها في المغرب ما بين 21 ديسمبر/كانون الأول و18 يناير/كانون الثاني المقبلين، فما هو موقف "كاف" يا ترى؟
وترددت أنباء عن احتمال أن يلجأ الاتحاد الأفريقي لكرة القدم برئاسة باتريس موتسيبي (63 عاماً) إلى الاعتماد على حكام من أوروبا في بطولة أمم أفريقيا بالمغرب، من أجل تحسين صورة التحكيم القاري، بعد الأخطاء التحكيمية المؤثرة والمثيرة للجدل، ولا سيما في ظل الضغوط المتزايدة على لجنة الحكام المشرفة على تعيين الحكام.
وفي هذا الإطار، توصل "العربي الجديد"، الجمعة، بمعلومات من مصدر بالاتحاد المغربي لكرة القدم، فضّل عدم كشف اسمه، َاستبعد فيها وجود توجه فعلي لدى "كاف" للاستعانة بحكام من أوروبا وآسيا، فهو لم يسبق له أن استنجد بأي صفارة خارج القارة الأفريقية خلال المنافسات القارية، وتابع قائلاً: "أظن أن الكونفيدرالية الأفريقية لكرة القدم حاسمة في مسألة الحفاظ على هوية التحكيم الأفريقي، بصرف النظر عن الأخطاء المرتكبة، والتي تبقى جزءاً من لعبة كرة القدم، ولو تعلق الأمر بمنافسات في كأس العالم".
واختتم المصدر نفسه حديثه بدعوة جميع الفاعلين إلى مساعدة الحكام الأفارقة على أداء مهامهم على النحو الأمثل، وعدم الضغط عليهم بالاحتياجات المتتالية، وسط جهودٍ مضنية تبذل على قدم وساق للرفع من جودة التحكيم الأفريقي، سواء على مستوى حكام الساحة والمساعدين، أو في ما يخص حسن استخدام تقنية الحكم المساعد (فار)، خصوصاً أن "كاف" يراهن على تنظيم نسخة استثنائية لبطولة كأس أمم أفريقيا في المغرب.
## المغرب: احتجاجات في 58 مدينة تنديداً بتجويع غزة
01 August 2025 03:03 PM UTC+00
للأسبوع الـ87 على التوالي، تظاهر آلاف المغاربة أمام المساجد، عقب صلاة الجمعة، تنديداً بسياسة التجويع والحصار المفروض على قطاع غزة وبحرب الإبادة التي يقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي وسط تواطؤ وصمت عالمي، ودعماً لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته. وينتظر أن تنظم وقفات مماثلة بعد صلاتي المغرب والعشاء، ووقفة مركزية أمام مقر البرلمان في العاصمة الرباط مساء الجمعة، فضلاً عن اعتصام أمام القنصلية الأميركية في الدار البيضاء مع دعوات للإضراب عن الطعام، يوم غد السبت.
وشهدت مدن كبرى وصغرى في المغرب من بينها فاس ومراكش وطنجة والدار البيضاء والرباط وتطوان وبركان والجديدة وأكادير وجرسيف وصفرو وخريبكة ووادي زم وبني ملال ومكناس وإنزكان وتازة وزايو والناظور وتارودانت والمحمدية والمضيق، وقفات، عقب صلاة الجمعة، بدعوة من الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (غير حكومية). وبحسب مصادر مسؤولة في الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن 58 مدينة مغربية أعلنت خروجها في 90 تظاهرة في جمعة طوفان الأقصى رقم 87.
وردّد المشاركون في الوقفات الاحتجاجية التي نظمت بعد صلاة الجمعة، شعارات تندد بالتجويع وحرب الإبادة وبالمجازر التي يقترفها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين في غزة، مطالِبين بوقف الإبادة والتجويع والحصار المضروب على القطاع. وعبّر المحتجون عن غضبهم من صمت الأنظمة والشعوب العربية على الإبادة، في الوقت الذي يستمر فيه دعم الولايات المتحدة لدولة الاحتلال عسكرياً واقتصادياً وسياسياً، معلنين عن تأييدهم للمقاومة الفلسطينية ولرموزها. كذلك عبّر المشاركون في الوقفات عن رفضهم القاطع لكل أشكال التطبيع المغربي مع دولة الاحتلال.
إلى ذلك، قال عضو المكتب المركزي للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، ومسؤول ملف مناهضة التطبيع، سعيد مولاي التاج، إن جمعة الغضب 87 "تكتسي أهمية خاصة جداً، فهي تأتي في سياق الذكرى الأولى لاستشهاد القائد إسماعيل هنية وقادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية رحمهم الله جميعاً، وتزامناً مع وصول سفينة أميركية محمّلة بالسلاح إلى ميناء طنجة المغربي، متوجهة إلى الكيان الصهيوني في جريمة تطبيعية أخرى، في وقت يتصاعد العدوان الصهيوني الممنهج على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حصاراً وقتلاً وتجويعاً".
وأضاف مولاي التاج، في حديث مع "العربي الجديد": "إذ نؤكد على دعمنا الكامل لصمود وثبات المقاومة الفلسطينية في مواجهة آلة الاحتلال الغاشمة، التي لا تزال ترتكب مجازر مروعة بحق المدنيين الأبرياء، وتعتمد سياسة تجويع ممنهجة، واعتداءات وحشية على عمليات توزيع المساعدات الإنسانية التي باتت تعرف بمصائد الموت، نعرب في الهيئة عن استنكارنا الشديد للصمت المطبق من قبل الحكومات العربية والإسلامية الرسمية تجاه هذه الجرائم النكراء، ونؤكد رفضنا القاطع لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي يشكّل خيانة للقضية الفلسطينية وتهديداً مباشراً لأمن واستقرار المغرب والمنطقة".
وقال إنه في هذا السياق دعت الهيئة كافة أبناء الشعب المغربي إلى المشاركة الواسعة والقوية في فعاليات جمعة طوفان الأقصى 87، المقررة اليوم الجمعة، كما ناشدت القوى الحية الانخراط الفاعل في فعاليات اليوم الوطني الاحتجاجي 26، الذي تنظمه الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع التي تعد الهيئة من مكوناتها، يوم غد السبت. وتابع: "نسعى من خلال التصعيد الاحتجاجي بالإضراب عن الطعام والصيام الجماعي والاعتصامات السلمية، التي عرفتها مجموعة من المدن المغربية، أمام السفارات والقنصليات إلى إيصال رسالة تضامن قوية مع الشعب الفلسطيني، ورفض مطلق لكل أشكال التطبيع، وإحراج الأنظمة في إطار حراك دولي عام لرفع حصار التجويع على أطفال غزة، والذي تحاول بعض الأنظمة العربية بضوء وتنسيق مع الكيان الصهيوني الالتفاف عليه بإسقاط المساعدات جواً أو إدخال شحنات محدودة براً".
وقال إن الهيئة "تجدد توجيه نداء عاجل إلى المجتمع الدولي، خاصة المنظمات الحقوقية والإنسانية، لإدانة هذه الجرائم ضد المدنيين، والضغط على الكيان الصهيوني لوقف عدوانه، ورفع الحصار الجائر عن قطاع غزة، والعمل على ضمان حماية المدنيين الفلسطينيين".
اعتصام أمام القنصلية الأميركية احتجاجاً على حرب غزة
ويأتي ذلك، في وقت يستعد فيه نشطاء مغاربة للاعتصام أمام القنصلية الأميركية في الدار البيضاء مع إضراب عن الطعام، يوم غد السبت، احتجاجاً على دعم الولايات المتحدة لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة، وتنديداً بسياسة تجويع الشعب الفلسطيني داخل القطاع المحاصر منذ أكثر من 18 سنة. ودعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، في بيان لها، إلى الاعتصام أمام القنصلية الأميركية يوم غد السبت، ابتداء من الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي، بالتزامن مع تنفيذ إضراب عن الطعام طيلة اليوم في مختلف مدن المغرب.
من جهة أخرى، ينتظر أن تنظم مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين (غير حكومية)، وقفة مركزية أمام مقرّ البرلمان في الرباط، مساء الجمعة، في سياق مواصلة فعاليات الحراك الشعبي المغربي تنديداً بالاحتلال وحرب الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج للشعب الفلسطيني، وإحياء للذكرى السنوية الأولى لاستشهاد رئيس حركة حماس إسماعيل هنية. كذلك، دعت مجموعة العمل الوطنية كل المكونات المدنية الشعبية المغربية إلى تنظيم اعتصامات وفعاليات ميدانية تحت شعار: "وصية الشهيد: لن نعترف بإسرائيل، والمقاومة مستمرة حتى التحرير وإسقاط التطبيع".
وتتواصل منذ 18 مارس/ آذار الماضي احتجاجات المغاربة تنديداً باستئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة المحاصر، إذ شهدت عشرات المدن في مختلف أنحاء البلاد وقفات ومسيرات غاضبة ومنددة بالعدوان. ومنذ اليوم الأول لحرب الإبادة، شهد المغرب العديد من مظاهر التضامن والتأييد للشعب الفلسطيني، من خلال وقفات ومسيرات نظمت على نحوٍ شبه يومي في مختلف أنحاء البلاد، كان عنوانها الرئيس دعم الفلسطينيين والمقاومة ومساندتهم ورفض التطبيع.
## استمرار احتجاز طالبَين من درعا لدى مجموعات مسلحة في السويداء
01 August 2025 03:05 PM UTC+00
ما زال طالبان جامعيان سوريان من محافظة درعا جنوبي البلاد محتجزَين في محافظة السويداء الجنوبية كذلك، لدى مجموعات مسلحة تابعة لأحد شيوخ عقل طائفة الموحّدين الدروز في سورية حكمت الهجري، وذلك منذ 16 يوليو/ تموز الماضي على خلفية الحوادث الدامية الأخيرة، وسط مناشدات تطلقها عائلتاهما للإفراج عنهما. وتشدّد العائلتان على أنّ ابنَيها مدنيان ولا ينتميان إلى أيّ جهة عسكرية، في حين تؤكد شهادات احتجازهما في بلدة قنوات بريف السويداء حتى اليوم الجمعة.
ويقول المسؤول في موقع "تجمع أحرار حوران" يوسف المصلح لـ"العربي الجديد" إنّ "الاتصال فُقد بالشابَّين خالد وليد الزعبي وشفيق طارق الوهدان بالتزامن مع محاولة قوات وزارتَي الدفاع والداخلية في حكومة دمشق السيطرة على مدينة السويداء"، وذلك "في سياق التوتّرات الأمنية التي شهدتها المدينة أخيراً".
ويوضح المصلح أنّ "الشابَّين كانا يسكنان في شقة بمدينة السويداء برفقة شابَّين آخرَين من محافظة حمص (وسط)، تحديداً بالقرب من مسجد الرحى، وقد استعانا بأحد الطلاب من أبناء السويداء لمساعدتهم في مغادرتها". لكنّ الأخير عمد، بحسب ما يفيد المصلح، إلى "تسليمهما" إلى مجموعات مسلحة اقتادتهم إلى بلدة قنوات. ويشير إلى أنّه "في آخر تواصل بين الشابَّين وذويهما، أبلغاهم أنّهما في قنوات وأنّ هاتفَيهما المحمولَين سوف يُستولى عليهما"، ومن ثم انقطع الاتصال بهما نهائياً منذ ذلك الوقت وسط مخاوف متزايدة على مصيرهما.
إجلاء طالبَين حمصيَّين من السويداء
في سياق متصل، تفيد معلومات حصل عليها "العربي الجديد" بأنّ جمعية الهلال الأحمر العربي السوري أخرجت الطالبَين الآخرَين زميلَي الزعبي والوهدان، وهما من أبناء محافظة حمص، من مكان احتجازهما في السويداء يوم السبت الماضي. وقد كشف هذان الطالبان، بحسب ما يقول المصلح، أنّهما كانا محتجزَين في مدرسة "الشهيد رائد العقلاني" ببلدة قنوات، علماً أنّ "المجموعات المسلحة كانت قد حوّلت هذه المدرسة إلى مركز احتجاز". أضافا أنّ حين خروجهما، كان "الطالبَين من درعا ما زالا هناك، إلى جانب أكثر من 20 شخصاً آخرين".
ويخبر والد الطالب خالد وليد الزعبي "العربي الجديد" أنّ ابنه كان يتابع دراسة الهندسة الميكانيكية في كلية الهندسة بمدينة السويداء، لافتاً إلى أنّه "منذ أسبوعَين، لا نعرف طعم النوم بسبب خوفنا على مصير ابننا". ويؤكد الوالد بدوره: "وصلَنا قبل أيام خبر مفاده أنّ ابني وصديقه حيّان، من خلال زميل لهما من حمص خرج يوم السبت الفائت"، مضيفاً أنّ زميلهما "أخبرنا بأنّهما ما زالا محتجزَين في مدرسة ببلدة قنوات".
طالب مفرج عنه: المحتجزون مدنيون بمعظمهم
وفي اتصال مع "العربي الجديد"، يقول طالب أُفرج عنه من مركز الاحتجاز في قنوات، رافضاً الكشف عن هويته لأسباب أمنية، إنّ "جمعية الهلال الأحمر العربي السوري صارت على علم بهويات جميع المحتجزين في داخل المدرسة، الذين يبلغ عددهم 25 شخصاً، من بينهم طفل وثلاثة مواطنين أشقاء من محافظة الرقة (شمال)، إلى جانب شاب مسيحي من حيّ الحضارة في حمص، وإمام مسجد وعائلته. ويلفت الطالب إلى أنّ "المحتجزين في المدرسة مدنيون بمعظمهم، لكنّ مجموعات مسلحة من السويداء احتجزتهم بهدف التفاوض"، الأمر الذي يثير مزيداً من التساؤلات حول طبيعة دور هذه المجموعات.
وتسلط قضية الطالبَين الزعبي والوهدان الضوء على عمليات الاعتقال والاحتجاز في سياق الواقع الأمني المعقّد في السويداء بعد الحوادث الدامية الأخيرة، خصوصاً في ظلّ غياب أيّ دور واضح للسلطات القضائية والأمنية في مثل هذه القضايا. ويواصل الأهالي مناشداتهم، على أمل أن تؤدّي جهود الهلال الأحمر العربي السوري والوساطات المحلية إلى الإفراج عن جميع المدنيين المحتجزين، خصوصاً الطلاب الذين لا تربطهم أيّ صلات بالحوادث الأمنية التي تشهدها المنطقة.
## ميسي يرفض العروض ويقرّر البقاء مع إنتر ميامي
01 August 2025 03:24 PM UTC+00
يرفض النجم الأرجنتيني، ليونيل ميسي (38 عاماً)، العروض المقدّمة من أندية أوروبية وسعودية، ويفضل البقاء مع نادي إنتر ميامي الأميركي، والمساهمة في مشروعه الرياضي. ومن المرتقب أن يعلن النادي قريباً تمديد عقده حتى عام 2028، وهو العام الذي سيبلغ فيه ميسي 41 عاماً، ليقترب بذلك من إسدال الستار على مسيرته الكروية.
وأفاد موقع راديو كتالونيا الإسباني، الخميس، بأن ليونيل ميسي، الذي ينتهي عقده مع إنتر ميامي في عام 2025، يرغب في تمديد مسيرته الكروية لثلاث سنوات إضافية. ووفقاً للمصدر، فإن وكيل أعمال النجم الأرجنتيني يعمل على التوصل إلى اتفاق مع إدارة النادي، برئاسة أسطورة الكرة الإنكليزية، ديفيد بيكهام (50 عاماً)، يقضي باستمرار "البولغا" في ميامي حتى 2028، وسط توقعات بأن يتضمّن العقد الجديد بنوداً خاصة ومميزة.
ومن بين البنود، التي يشترطها "ليو"، وفقاً لما أورده الموقع الإسباني، حصوله على حق إنهاء العقد مع نهاية عام 2026، في حال قرر اعتزال كرة القدم، عقب مشاركته في نهائيات كأس العالم، والتي ستُقام في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا. وبالمقابل، يحتفظ نادي إنتر ميامي بحق إنهاء العقد مع نهاية عام 2027، إذا ارتأى أن استمرار ميسي لم يعد ضرورياً ضمن مشروع الفريق.
وفي حال لم يُفعّل أي من الطرفين بند إنهاء العقد، سيتم تمديده تلقائياً حتى عام 2028، ما يعني أن ليونيل ميسي حسم بشكل غير مباشر مسألة مشاركته في كأس العالم 2026، في ظل عدم إعلانه الاعتزال الدولي حتى الآن. وكان النجم الأرجنتيني قد شدد في مناسبات سابقة على تفضيله تأجيل اتخاذ قرارات مصيرية كهذه، ورفض التسرع في إعلانها لتفادي إثارة الجدل أو تعرّضه لضغوط غير ضرورية.
وبهذا القرار، يُسدل الستار مؤقتاً على التكهنات التي أحاطت بمستقبل ميسي، لتبدأ فصول جديدة في مسيرته الأميركية، إذ يبدو "البرغوث" عازماً على ترسيخ مشروع فريق إنتر ميامي، وقيادته إلى طموحات أكبر، داخل الملعب وخارجه. فالبقاء حتى عام 2028 لا يعني مجرد تمديد عقد، بل التزام نادر من نجم استثنائي قرر أن يكتب الفصل الأخير من حكايته بأسلوبه الخاص.
## "القسام" تنشر فيديو لأسير إسرائيلي لديها تظهر عليه علامات التجويع الذي تمارسه تل أبيب ضد فلسطينيي غزة
01 August 2025 03:28 PM UTC+00
## "القسام" في مقطع الفيديو: حكومة إسرائيل قررت تجويع أسراها في غزة الذين يأكلون مما نأكل ويشربون مما نشرب
01 August 2025 03:30 PM UTC+00
## وزير الخارجية الألماني: اعتداءات المستوطنين في الضفة إرهاب منظم
01 August 2025 03:46 PM UTC+00
زار وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، الجمعة، بلدة الطيبة شرقي رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، واطلع على اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين بها، واصفاً الهجمات بأنها "بمثابة إرهاب منظم". وكان في استقبال الوزير رئيس بلدية الطيبة سليمان خورية، ورعاة الكنائس في البلدة، وبعض الأهالي.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن الوزير الألماني قوله إن "اعتداءات المستوطنين بحق بلدة الطيبة، وغيرها من المناطق، ليست أعمالاً أحادية، وهي بمثابة إرهاب منظم وجرائم بحق المواطنين، ويجب أن يتم متابعتها وإيقافها". وأضاف فاديفول أن هناك تقارير أفادت بأن الجيش الإسرائيلي لم يمنع تلك الاعتداءات أو ربما قد يكون شارك فيها، و"هذا ما يقلق الحكومة الألمانية".
ودعا إسرائيل إلى الالتزام بالقوانين الدولية، وملاحقة المستوطنين المعتدين، وتوفير الحماية للمواطنين الفلسطينيين. واعتبر فاديفول، التوسع الاستيطاني عقبة أمام حل الدولتين، ويحد من حركة الفلسطينيين، مؤكداً ضرورة سن قوانين رادعة للمستوطنين المعتدين. وقال إن برلين ستواصل الضغط على المستوى الأوروبي لفرض عقوبات على المستوطنين الذين ينفذون أعمال عنف.
وفي 28 يوليو/تموز الماضي تسلل مستوطنون إسرائيليون إلى بلدة الطيبة وهاجموا منازل المواطنين، وأضرموا النار في مركبتين، ما أدى إلى احتراقهما بالكامل. وأوضحت مصادر محلية في حينه أن "المستوطنين خطوا شعارات عنصرية وتهديدات على الجدار الخارجي لأحد المنازل". وفي 4 يونيو/ حزيران الماضي، أقام مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة على أنقاض بيوت عائلة فلسطينية جرى تهجيرها قبل نحو عام، بعد سلسلة هجمات عنيفة في بلدة الطيبة.
وفي 7 يوليو الماضي، أضرم مستوطنون النار قرب مقبرة وكنيسة القديس جاورجيوس (الخضر) التاريخية في البلدة، ما أثار ردات فعل كنسية ودولية واسعة، نددت باعتداءات المستوطنين على المقدسات ودور العبادة. وعقب الهجوم زار عدد من بطاركة الكنائس ورؤسائها في القدس، ودبلوماسيون من أكثر من 20 دولة عربية وأجنبية، بلدة الطيبة، في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين. والطيبة بلدة فلسطينية تقع على السفوح الشرقية للضفة الغربية، وسكانها من المسيحيين الفلسطينيين.
إلى ذلك، سعى وزير الخارجية الألماني إلى التخفيف من حدة تعليقاته السابقة حول موقف بلاده من الدولة الفلسطينية خلال رحلته إلى الضفة الغربية، قائلاً إن ألمانيا ليست لديها خطط فورية للاعتراف بدولة فلسطينية. ويأتي تعليق فاديفول في أعقاب انتقادات حادة من مسؤولين إسرائيليين بسبب مقترحه السابق، قبل مغادرته للزيارة، بأن ألمانيا قد ترد على أي إجراءات إسرائيلية أحادية الجانب بالاعتراف بدولة فلسطينية.
وكان إيتمار بن غفير الوزير المنتمي إلى تيار اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية كتب على منصة إكس "بعد 80 عاماً من المحرقة النازية (الهولوكوست)، تعود ألمانيا إلى دعم النازية". وبعد لقاء فاديفول مع وزير الخارجية الإسرائيلي ورئيس الوزراء والرئيس الإسرائيلي مساء أمس الخميس، أوضح اليوم أن ألمانيا لا تخطط للاعتراف بدولة فلسطينية بعد "لأن هذه إحدى الخطوات النهائية التي يجب اتخاذها" في إطار حل الدولتين.
وتسلط محاولة فاديفول لتوضيح تصريحاته الضوء على الصعوبة التي تواجهها ألمانيا منذ فترة طويلة في اتخاذ موقف واضح من هذه القضية لأنها عالقة بين الضغوط الدولية المتزايدة لمحاسبة إسرائيل على أفعالها والتزامها بعد المحرقة بضمان أمن إسرائيل. ودعا إسرائيل إلى ضمان تأمين وصول منظمات الأمم المتحدة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، قائلاً إن القيود الحالية تفاقم الأزمة.
وقال فاديفول "يجب أن تنتهي الكارثة الإنسانية في غزة الآن"، مشدداً على أن توزيع المساعدات من خلال الأمم المتحدة كان يجري بفاعلية لفترة طويلة ويجب استئنافه من دون عوائق. وذكر أن ألمانيا ستقدم خمسة ملايين يورو (5.7 ملايين دولار) إضافية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لدعم المخابز والمطابخ وتمويل مستشفى ميداني في مدينة غزة.
ورداً على سؤال بشأن مزاعم إسرائيل ومخاوفها إزاء إمكانية تحويل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مسار المساعدات، أقر فاديفول بأن إساءة استخدام المساعدات لا يمكن استبعادها بصورة كاملة، لكنه قال إن ذلك ليس سبباً لعرقلة جهود الإغاثة. وأضاف "أفضل طريقة لمنع حماس من إساءة استخدام الإمدادات هي تقديم مزيد من المساعدات وضمان تغطية السكان بالكامل".
في الإطار، بحث فاديفول مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الجمعة، مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، خصوصاً الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في الضفة الغربية. جاء ذلك خلال لقاء عقد في مقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله، وفقًا لما أفادت به "وفا".
وأطلع عباس الوزير الألماني على حجم المعاناة في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر، وما يرافقه من جريمة تجويع ممنهجة بحق السكان، مشيرًا أيضًا إلى تصاعد اعتداءات الجيش والمستوطنين في الضفة الغربية. وشدد على أن الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار يمثل أولوية قصوى، إلى جانب إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل لوقف المجاعة، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، وتمكين دولة فلسطين من تولي مسؤولياتها الكاملة في قطاع غزة، بدعم عربي ودولي، ضمن انسحاب إسرائيلي كامل من القطاع.
ودعا عباس إلى وقف الاستيطان ومحاولات الضم والإفراج عن أموال المقاصة المحتجزة، مؤكداً التزامه بحل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، كما جاء في مؤتمر السلام في نيويورك. وأبدى استعداد السلطة لإجراء انتخابات عامة، باستثناء القوى والأفراد "الذين لا يلتزمون ببرنامج والتزامات منظمة التحرير والشرعية الدولية، ومبدأ الدولة الواحدة، والقانون الواحد، والسلاح الشرعي الواحد".
وأكد الرئيس الفلسطيني: "نريد دولة فلسطينية غير مسلحة، بما في ذلك في قطاع غزة". وثمن عباس التصريحات التي أدلى بها الوزير الألماني، والتي أكد فيها دعم حل الدولتين وبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، بالإضافة إلى وحدة الأراضي الفلسطينية تحت إدارة السلطة الفلسطينية.
فيما، أكد الوزير الألماني أهمية تولي الحكومة الفلسطينية إدارة قطاع غزة، عقب نهاية الحرب "كونها الجهة الشرعية الوحيدة التي تمثل الفلسطينيين، ومن الضروري أن تساهم في إعادة إعمار القطاع"، بحسب المصدر ذاته. وأشار إلى استعداد بلاده لتقديم الدعم والمساهمة اللازمة للسلطة الوطنية في إعادة الإعمار.
ودعا إسرائيل إلى الإفراج عن الأموال الفلسطينية المحتجزة لديها، قائلاً إن "هذه الأموال حق للفلسطينيين، واستمرار احتجازها يشكل خطراً على الاستقرار". وتحتجز إسرائيل أموال المقاصة وهي ضرائب مفروضة على السلع المستوردة إلى الجانب الفلسطيني، سواء من إسرائيل أو من خلال المعابر الحدودية التي تسيطر عليها تل أبيب، وتجمعها الأخيرة لصالح السلطة الفلسطينية، لكن بدءاً من 2019 قررت إسرائيل اقتطاع مبالغ منها واحتجازها بذرائع مختلفة.
وتشهد الضفة الغربية منذ أسابيع تصاعداً في هجمات المستوطنين، ولا سيما شرقي رام الله، حيث أحرقت منازل ومركبات، وسجلت اعتداءات متكررة على الفلسطينيين. وبالتزامن مع الحرب في غزة، قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون ما لا يقل عن 1011 فلسطينياً في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وأصابوا نحو 7 آلاف آخرين، واعتقلوا أكثر من 18 ألفًا، بحسب بيانات رسمية. أما في قطاع غزة، فتواصل إسرائيل ارتكاب إبادة جماعية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أسفرت عن نحو 208 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين ومجاعة أودت بحياة كثيرين.
(الأناضول، رويترز، العربي الجديد)
## وزيرة الاقتصاد الألماني: صناعة السلاح ركيزة للنمو الاقتصادي
01 August 2025 03:50 PM UTC+00
وصفت وزيرة الاقتصاد الألماني كاترينا رايشه قطاع صناعة الأسلحة في البلاد بأنه "عنصر أساسي" للنمو الاقتصادي وضمان الأمن. وقالت رايشه اليوم الجمعة خلال زيارة لمصنع الأسلحة "كندز" في مدينة كاسل الألمانية، حيث تُنتَج دبابات "ليوبارد 2" القتالية: "ربما تمت الاستهانة بهذا القطاع في العقود الأخيرة، وتم تجاهله إلى حد كبير حتى بعد سقوط جدار برلين، لكن كان من الواضح حتى قبل الحرب في أوكرانيا أن بلادنا يجب أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها".
وأكدت رايشه أن السياسة الاقتصادية والأمنية مترابطتان ارتباطاً وثيقاً، مشيرة إلى أن قطاع الدفاع يُظهر نمواً وابتكاراً قويين. وفي ظل الركود الاقتصادي الحالي في ألمانيا، أشارت رايشه إلى أن هذا القطاع قد يُسهم في تعزيز الأداء الاقتصادي للبلاد.
ومع رفضها التعليق على إمكانية استحواذ الدولة على حصة في شركة "كندز"، أشارت رايشه إلى وزير الدفاع بوريس بيستوريوس، الذي أكد سابقاً أن الحكومة تدرس هذا الخيار، رغم عدم اتخاذ أي قرار بعد. وتأسست شركة "كندز"، التي يقع مقرها الرئيسي في أمستردام، نتيجة اندماج شركتي "كراوس-مافي فيجمان" الألمانية و"نيكستر" الفرنسية.
ووفقاً لصحيفة "بورزن تسايتونج" الألمانية، فإن عائلة فيجمان، وهي من كبار المساهمين في الشركة، تسعى إلى الخروج تدريجياً من الشركة وبيع أسهمها.
وتأتي مساعي الحكومة الألمانية نحو الاستحواذ في إطار خطط لتعزيز القوات المسلحة الألمانية وسط مخاوف متزايدة بشأن الحرب الروسية الدائرة في أوكرانيا. وتخطط الحكومة الألمانية لزيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير في السنوات القادمة، وذلك بعد تمهيد الطريق عبر تخفيف القواعد الدستورية المتعلقة بالاقتراض الحكومي. وفي الأسبوع الماضي، وافق مجلس الوزراء على تغييرات تشريعية تهدف إلى تسريع شراء الأسلحة.
وبينت تحليلات اقتصادية أن زيادة الإنفاق الدفاعي ستخلق المزيد من فرص العمل الجديدة، ما سيؤدي إلى تعزيز سوق العمل، بعد أن اضطرت شركات، مثل تلك العاملة في الصناعات الكيميائية والسيارات، إلى الاستغناء عن أعداد كبيرة من الموظفين نتيجة سياسة خفض الوظائف مع تراجع الطلبات لديها. وذكر معهد سوق العمل وأبحاث التوظيف (آي إيه بي) أنه من الممكن لألمانيا خلق 200 ألف فرصة عمل جديدة إذا ما زادت إنفاقها الدفاعي من 2% إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## الإعلان عن إصدار سادس أجزاء لعبة باتلفيلد في أكتوبر المقبل
01 August 2025 03:50 PM UTC+00
تعود لعبة الفيديو الحربية الشهيرة باتلفيلد في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل بجزء سادس يبدو أشبه بفيلم هوليوودي ضخم، يتضمن ساحات معارك وأحداثاً مثيرة، وتأمل من خلاله شركة إلكترونيك آرتس التفوّق على اللعبة المنافسة كول أوف ديوتي. وأعدّت الشركة الأميركية الناشرة للعبة مجموعة أنشطة في باريس ولندن ولوس أنجليس تُرافق الإعلان عن موعد طرح اللعبة في 10 أكتوبر وعرض أهم ميزاتها الجديدة.
وقال رئيس قسم تصميم الألعاب في الاستوديو السويدي "دايس" الذي ابتكر هذه السلسلة، داميان كيكين، لوكالة فرانس برس: "إنها نقطة انطلاق جديدة" للعبة التي وُلِدَت عام 2002. وتقوم "باتلفيلد" على محاكاة للمعارك العسكرية، واستقطبت أكثر من 100 مليون لاعب منذ إطلاقها، لكنها تراجعت على مر السنين أمام لعبة كول أوف ديوتي التي تصغرها بعام. وتفاقم هذا التراجع بفعل عدم تحقيق "باتلفيلد 2042" التي صدرت عام 2021 النجاح المتوقع وفقاً لشركة إلكترونيك آرتس التي لم تُفصح عن أرقام المبيعات.
بالتالي ثمة ضغط كبير يلقي بثقله على كاهل هذه اللعبة التي عمل عليها طوال أربع سنوات مئات المصممين التابعين لأربعة من استوديوهات الشركة الأميركية الناشرة من مختلف أنحاء العالم، وهي سابقة في سلسلة "باتلفيلد". وأوضح مدير التصميم في استوديو موتيف في مونتريال، رومان كامبوس-أوريولا، الذي كان مسؤولاً بشكل خاص عن الجزء الذي يمكن لعبه فردياً "كنا بحاجة إلى هذه القوة الضاربة لإعادة إحياء الشعور بالحرب الشاملة".
وتروي اللعبة قصة حرب حديثة تدور سنة 2027، تتواجه فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها مع مليشيا خاصة مدججة بالسلاح، تُدعى "باكس أرماتا"، مدعومة من دول أوروبية انسحبت من حلف شمال الأطلسي (ناتو). وقال داميان كيكن "لقد ابتكرنا كل هذا قبل بضع سنوات، لذا إن كانت هناك أشياء قريبة جداً (من الواقع) اليوم، فهي مجرد مصادفة". أضاف: "كنا نريد بيئة واقعية لانغماس أكبر في اللعبة". لكن أسلوب اللعب عبر الإنترنت ضد الخصوم هو ما حقق النجاح الكبير للسلسلة.
في باريس، أتيحت لأكثر من 30 وسيلة إعلامية فرصة تجربة لعبة باتلفيلد 6 في غرفة واسعة مليئة بأجهزة كمبيوتر أمامها مجسمات لجنود يرتدون بزات عسكرية، كما لو كانوا يتولون حراستها. وتتميز اللعبة المصممة لأجهزة الكمبيوتر وأجهزة إكس بوكس وبلاي ستيشن 5 برسوم غرافيكية فائقة الواقعية وديكورات قابلة للتدمير بالكامل، مما يتيح للاعبين هدم مبانٍ باستخدام قاذفات صاروخية.
ويستطيع عشرات اللاعبين أن يخوضوا معاً جولة لعب عبر الإنترنت، ويمكنهم قيادة الدبابات والطائرات المقاتلة للقضاء على أكبر عدد ممكن من الخصوم أو السيطرة على قاعدة العدو. وعند إطلاقها، ستضم هذه النسخة تسع بيئات قابلة للعب تُحاكي شوارع القاهرة وجبل طارق وبروكلين وجبال طاجيكستان. ووعد مصممو اللعبة بإضافة مواقع وأنماط لعب أخرى لاحقاً.
على عكس سلسلة "كول أوف ديوتي" التي تُركز بشكل أكبر على مواجهات متوسطة الحجم، تغمر "باتلفيلد" اللاعبين في بيئات شاسعة يتصادم فيها معسكران. شرح رومان كامبوس-أوريولا أن "هذا المزيج من المعارك الواسعة النطاق، والمركبات، وأسلوب اللعب القائم على الفِرَق" هو ما يميز السلسلة. وفيما ركزت "باتلفيلد" في أجزائها الأولى على إعادة تمثيل المعارك التاريخية من الحربين العالميتين وحرب فيتنام، تطورت لاحقاً إلى مناطق حرب من صنع الخيال.
وبالعودة إلى مجالات الحرب الحديثة التي ساهمت في نجاح الجزأين الثالث والرابع في مطلع العقد الثاني من القرن 21، تأمل الشركة الأميركية الناشرة في إعادة السلسلة التي تشهد تراجعاً في المبيعات، إلى مسارها الصحيح. لكن المعركة لم تنتهِ بعد، إذ ستواجه هذا الخريف لعبة "كول أوف ديوتي" بلاك أوبس 7" (Call of Duty: Black Ops 7)، منافستها المباشرة في عالم ألعاب الحرب من شركة أكتيفيجن بليزارد الأميركية، والمتوقع صدورها بحلول نهاية السنة الحالية.
(فرانس برس)
## الرئيس الفنلندي مستعد للموافقة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية
01 August 2025 04:00 PM UTC+00
أعلن الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب استعداده للموافقة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حال تقدّمت الحكومة بمثل هذا الاقتراح. وتعهّدت دول عدّة بينها فرنسا وكندا، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بالتزامن مع دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرّر عقدها في سبتمبر/أيلول المقبل. وكتب ستاب في منشور على منصة "إكس" أمس الخميس "قرارات فرنسا وبريطانيا وكندا تعزّز التوجّه نحو الاعتراف بفلسطين، في إطار الجهود الرامية إلى إحياء عملية السلام".
ورغم أن الرئيس الفنلندي المُنتخب لولاية من ست سنوات يتمتّع بصلاحيات محدودة، لكنه يشارك في تنسيق السياسة الخارجية للبلاد بالتعاون الوثيق مع الحكومة. وأضاف ستاب "إذا تلقيت اقتراحاً للاعتراف بدولة فلسطين، فأنا مستعد للموافقة عليه"، مندّداً بالوضع غير الإنساني في قطاع غزة.
وأشار إلى أنّه يُدرك وجود "آراء متباينة" لدى الفنلنديين حيال الاعتراف بالدولة الفلسطينية إضافة إلى "مخاوف"، داعياً إلى "نقاش منفتح وصادق". ويُعارض حزبا "الفنلنديون الحقيقيون" اليميني المتطرف و"الديمقراطيون المسيحيون" الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
من جهته، جدّد رئيس الوزراء الفنلندي بيتيري أوربو الجمعة، تأكيد دعم هلسنكي لحل الدولتين، من دون أن يُحدّد ما إذا كانت حكومته تعتزم المضي قدماً في الاعتراف. وأوضح أنّ المشاورات مع الرئيس بشأن السياسة الخارجية وقضايا الشرق الأوسط ستتواصل حتى موعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية سبتمبر.
ورحبت دول ومنظمات عربية، باعتزام عدد من الدول الغربية الاعتراف بدولة فلسطين، ووصفت الخطوة بأنها "مهمة نحو تحقيق السلام في المنطقة". وشملت بيانات الترحيب، التي صدرت عبر وزارات الخارجية، كلّاً من السعودية، وقطر، والكويت، وسلطنة عمان، والإمارات، ومصر، والأردن، والعراق، ومجلس التعاون الخليجي. والأربعاء، أطلقت 15 دولة غربية، بينها فرنسا وإسبانيا، نداء جماعياً للاعتراف بالدولة الفلسطينية ووقف إطلاق النار في غزة.
ويرى خبراء في العلاقات الدولية أن الإعلانات المتتالية لدول أوروبية وغربية نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، تعكس نهاية الدعم غير المشروط لإسرائيل وحدوث تحول جذري في سياسات تلك الدول بشأن المنطقة. ووفقاً لخبراء تحدثوا لوكالة "الأناضول"، فإن اعتراف إسبانيا والنرويج وأيرلندا بدولة فلسطين على حدود 1967 في عام 2024، ومن ثم قرار فرنسا المماثل، وإعلان بريطانيا أنها ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة إذا لم تستجب إسرائيل لشروط معينة أو توافق على وقف إطلاق النار في غزة، يعد مؤشرًا على تحول في السياسة الأوروبية تجاه إسرائيل.
البروفيسور جون كويغلي، خبير القانون الدولي المتقاعد من جامعة أوهايو الأميركية، ذكر أن إعلان فرنسا نيتها الاعتراف بفلسطين يحمل أهمية رمزية وسياسية وقانونية كبيرة. وأوضح كويغلي أن هناك صلة بين قرار فرنسا الاعتراف بفلسطين والإبادة الجماعية في غزة، مشيرًا إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ذكر هذه الصلة صراحة.
من جانبها، شددت الخبيرة في القانون الدولي، لينا الملك، على أن اعتراف الدول بفلسطين سيكون له تبعات قانونية. وقالت إنه "ستكون لدى الدول المعترفة مسؤولية بعدم دعم الاحتلال المستمر وانتهاكات القانون الدولي بأي شكل". وأضافت أن هذه المسؤولية موجودة أصلاً، ولكن مع الاعتراف بفلسطين دولةً، سيتعين على تلك الدول الوفاء بها بشكل أكثر وضوحاً.
بدورها، أكدت الباحثة في الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان البريطاني، لارا بيرد-ليكي، أن نهج لندن في ربط الاعتراف بفلسطين بشروط مسبقة يعتبر إشكالياً. وقالت إنه "من المهم توضيح ما تقوله الحكومة البريطانية بالضبط، فقد أعلنت بريطانيا أنها ستعترف بفلسطين في سبتمبر، لكنها ربطت ذلك بشروط تتعلق بأفعال إسرائيل". وأكدت أن "هذا يمنح إسرائيل دوراً رئيسياً في تحديد ما ستفعله الحكومة البريطانية".
ومن أصل 193 دولة عضواً في الأمم المتحدة، تعترف 148 دولة بفلسطين، وفي الفترة الأخيرة أعلنت أكثر من دولة، بينها فرنسا وبريطانيا، اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين، كما لوحت أستراليا بخطوة مماثلة. ويتصاعد حراك الاعتراف بدولة فلسطين على خلفية حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، بدعم أميركي، على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، متجاهلة كل النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)
## صفقة تونسية على أعتاب شباب بلوزداد الجزائري
01 August 2025 04:18 PM UTC+00
أمسى نادي شباب بلوزداد الجزائري قريباً جداً من ضمّ المهاجم التونسي المحترف حالياً في نادي غزل المحلة المصري محمد علي بن حمودة (27 عاماً) لتعويض رحيل الهداف أيمن محيوص (27 عاماً) إلى شبيبة القبائل، خلال سوق الانتقالات الصيفية الحالية، ولإعادة التوازن إلى الخط الأمامي للفريق، قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد.
وأفاد مصدر في إدارة نادي شباب بلوزداد، فضّل عدم ذكر هويته، "العربي الجديد"، اليوم الجمعة، بالتوصل إلى اتفاق النادي الجزائري مع غزل المحلة يقضي بضم اللاعب محمد علي  بن حمودة مقابل مبلغ تقدر قيمته بنحو 750 ألف دولار، مع بند إضافي يمنح النادي المصري 15% من قيمة إعادة البيع مستقبلاً. ومن المنتظر وصول اللاعب إلى الجزائر خلال الأيام القليلة المقبلة لإجراء الفحص الطبي قبل التوقيع الرسمي. وكان المهاجم التونسي قد خاض 27 مباراة خلال الموسم الأخير في الدوري المصري لكرة القدم، سجّل خلالها تسعة أهداف، ليتصدر قائمة أبرز المهاجمين في المسابقة، وهو ما لفت أنظار مسؤولي "لعقيبة".
كما تأتي هذه الصفقة المرتقبة في سياق نشاط انتقالات ملحوظ في بيت شباب بلوزداد، الذي تعاقد أيضاً مع المهاجم عبد النور بلحوسيني (28 عاماً) بعد نهاية عقده مع شباب قسنطينة، إلى جانب المهاجم الألباني ريدون جيجا (27 عاماً) قادماً من كاراباخ الأذري، وصانع الألعاب جابر كعسيس (26 عاماً) من نادي بارادو. وتسعى إدارة النادي إلى تدعيم الفريق بعناصر ذوي تجربة أفريقية استعداداً لخوض الموسم المقبل محلياً وقارياً بعد الاكتفاء بالمركز الثالث في الدوري الجزائري الموسم الماضي.
وتُعد صفقة محمد علي بن حمودة، الذي سبق له خوض تجربة مهمة مع الترجي التونسي سجل خلالها 23 هدفاً في 109 مباريات، بمثابة رهان جديد من إدارة شباب بلوزداد على تعزيز فاعلية الفريق الهجومية، خاصة أن المدرب الألماني سعد الدين راموفيتش (46 عاماً) يُخطط للاعتماد على ثلاثي هجومي متكامل قادر على تعويض رحيل أيمن محيوص والمنافسة على جميع الجبهات.
## جيش الاحتلال: تفعيل صفارات الإنذار بعد رصد إطلاق مقذوف من اليمن
01 August 2025 04:38 PM UTC+00
## جيش الاحتلال: اعتراض صاروخ أُُطلق من اليمن
01 August 2025 04:41 PM UTC+00
## كتائب القسام تنشر فيديو لأسير إسرائيلي تظهر عليه علامات المجاعة
01 August 2025 04:44 PM UTC+00
نشرت كتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، الجمعة، فيديو لأسير إسرائيلي محتجز لديها ظهر وهو يعاني من فقدان شديد في الوزن، وذلك نتيجة استمرار سياسة التجويع الإسرائيلية للقطاع المتزامنة مع حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ نحو 22 شهراً.
وقالت القسام في مقطع الفيديو، الذي نشرته على صفحتها بمنصة "تليغرام"، إن هذا الأسير (لم تسمّه) كان "ينتظر أن يخرج بصفقة (تبادل أسرى)". وفي المقطع، ظهر الأسير الإسرائيلي وهو يجلس على سرير في غرفة ضيقة بينما تظهر عليه علامات المجاعة وسوء التغذية، حيث برزت أضلاعه بشكل حاد نتيجة النقص الشديد في الوزن، في مشهد يعكس جانباً من سياسة التجويع التي تواصل إسرائيل تنفيذها بغزة.
كتائب #القسام تنشر...
قررت حكومة الاحتلال تجويعهم..
ממשלת הכיבוש החליטה הרכבתם
The occupying government has decided to starve them #sonarmediacenter pic.twitter.com/Z8Fs3KKauk
— Sonar Media Center (@SonarCenter) August 1, 2025
وتضمن المقطع مشاهد سابقة لهذا الأسير وهو يجلس في سيارة برفقة أسير آخر يشاهدان مراسم الإفراج عن زملائهم خلال اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الأخير الذي سرى في يناير/ كانون الثاني الماضي وتهربت منه إسرائيل في مارس/ آذار الماضي. وباللغات الثلاث العربية والإنكليزية والعبرية، قالت "القسام" في مقطع الفيديو إن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها "يأكلون مما نأكل، ويشربون مما نشرب". وأرفقت مقطع الفيديو بمشاهد لأطفال من غزة تظهر عليهم علامات سوء التغذية نتيجة مواصلة إسرائيل سياسة التجويع.
وبعد نشر المقطع المصور للمحتجز الإسرائيلي، هاجم رئيس المعارضة في إسرائيل يئير لبيد، الجمعة، حكومة بنيامين نتنياهو. وقال لابيد في منشور عبر منصة إكس: "على كل عضو في الحكومة أن يشاهد اليوم فيديو أفيتار قبل أن يذهب إلى النوم، وأن يحاول أن يغفو بينما يفكر في أفيتار وهو يحاول البقاء على قيد الحياة داخل النفق". وفي السياق نفسه، نقلت هيئة البث الرسمية عن غاليا ديفيد، والدة الأسير المذكور، قولها: "أنا منهارة، لكن لدي يقين واحد؛ ابني حي، أفيتار حي"، مشيرة إلى أنها للمرة الأولى تجرؤ على مشاهدة تسجيل يظهره.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت"، فإن عددا من أهالي المحتجزين في غزة ومحتجزين سابقين طالبوا الحكومة بقيادة نتنياهو بإبرام صفقة فورية لتخليص أبنائهم من المعاناة التي يواجهونها في غزة.
وتقدّر تل أبيب وجود 50 أسيراً إسرائيلياً بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة العديد منهم. وتشير عدة استطلاعات للرأي إلى أن معظم الإسرائيليين يؤيدون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وإعادة الأسرى، منها ما ذكره موقع والاه الإخباري العبري في 25 يونيو/ حزيران الماضي، أن 67 بالمائة من الإسرائيليين يؤيدون ذلك.
وفي ظل تعثر المساعي الإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، بفعل الموقف الإسرائيلي، أعلنت حركة حماس، أمس الخميس، استعدادها الفوري للانخراط في جولة جديدة من المفاوضات، شرط إنهاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وإيصال المساعدات الغذائية إلى مستحقّيها من دون قيد أو شرط. وقالت الحركة، في بيان نشرته في قناتها الرسمية على تليغرام، إن حرب التجويع التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بلغت "حداً لا يُحتمل"، وتشكل الخطر الأكبر على حياة أكثر من مليوني فلسطيني، محذّرة من استمرار هذه "المجزرة الجماعية" بحق السكان المدنيين.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل - بدعم أميركي - إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
(الأناضول، العربي الجديد)
## "هيومن رايتس ووتش" تنتقد بث الحوثيين "اعترافات" طاقم سفينة غارقة
01 August 2025 04:44 PM UTC+00
اعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بث جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، قبل أيام، مقاطع فيديو تتضمن ما قالت إنها "اعترافات كاذبة" لطاقم سفينة "إتيرنتي سي" الغارقة والمحتجزين لدى الحوثيين منذ أسابيع، يُمثل "جريمة حرب". وقالت المنظمة في بيان مساء أمس الخميس إن "مقاطع الفيديو التي نشرها الحوثيون في 27 يوليو/تموز 2025، والتي تُظهر العديد من أفراد طاقم سفينة غارقة تم احتجازهم على ما يبدو لأسابيع، تشكل انتهاكاً لكرامتهم الشخصية، وجريمة حرب واضحة".
وأضاف البيان أن أفراد طاقم السفينة التجارية التي غرقت مؤخراً إثر عملية نفذتها جماعة الحوثيين "ظهروا في الفيديوهات وهم يكررون الادعاءات الكاذبة التي تروج لها الجماعة بأن السفينة كانت متجهة إلى إسرائيل، مما يثير مخاوف من إجبارهم على الإدلاء باعترافات كاذبة". وطالبت "هيومن رايتس ووتش" جماعة الحوثيين بإطلاق سراح طاقم "إتيرنتي سي" البالغ عددهم 10 أشخاص الذين قالت إنها "تواصل احتجازهم من دون أي مبرر قانوني"، مطالبة بـ "السماح لهم بالعودة إلى بلدانهم الأصلية وعائلاتهم".
وأشارت الباحثة في شؤون البحرين واليمن بمنظمة "هيومن رايتس ووتش"؛ نيكو جعفرنيا إلى أن "الحوثيين زعموا أن السفينة كانت في طريقها إلى ميناء إسرائيلي، إلا أنها كانت متجهة إلى السعودية قادمة من الصومال بعد إيصال مساعدات إنسانية إلى برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة". وأضافت أن استخدام الحوثيين "أسلوب التعذيب لانتزاع اعترافات أمر شائع وموثّق، وهذه ليست المرة الأولى، ففي يونيو/حزيران 2024، بثت قناة المسيرة التابعة لهم مقاطع فيديو تُظهر معتقلين يمنيين يعترفون بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل".
وتعرضت السفينة "إتيرنتي سي" للاستهداف في البحر الأحمر في 7 يوليو/ تموز الماضي، باستخدام طائرات مسيّرة وقذائف وعبوات انتحارية من زوارق مدرعة، وأُصيب الطاقم بأضرار بالغة، كما تعرضت للاستهداف مجدداً في الليلة الموالية ما أدى إلى تلف شديد وإخلائها من الطاقم، لتغرق بعد ذلك. ونشرت جماعة الحوثيين الاثنين الماضي مقطعاً مصوراً مدته ست دقائق تظهر فيه صوراً للبحارة العشرة مع تواصل بعضهم مع عائلاتهم. كذلك عرضوا شهادات تفيد بأن أفراد الطاقم لم يكونوا على علم بالحظر البحري الذي فرضه الحوثيون على السفن المبحرة إلى الموانئ الإسرائيلية. وقالوا إن السفينة كانت متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي لتحميل أسمدة.
## سورية تمنع استيراد الخضار والفواكه والدواجن لـ"دعم الإنتاج المحلي"
01 August 2025 04:44 PM UTC+00
أصدرت الحكومة السورية قراراً يقضي بمنع استيراد عدد من المنتجات الزراعية والحيوانية، منها أنواع من الفواكه والخضار والدواجن اعتباراً من اليوم الجمعة، بدعوى "دعم الإنتاج الوطني". ويأتي القرار في ظل تصاعد الضغوط الاقتصادية على السوق السورية، وتزايد الفجوة بين الإنتاج المحلي والطلب الاستهلاكي.
ويحظر القرار الصادر عن "الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية" بتاريخ 28 تموز/ يوليو دخول أصناف واسعة من الخضار والفواكه مثل البندورة، البطاطا، الخيار، الكوسا، العنب، الخوخ، الدراق، الكرز، التفاح، الرمان، الليمون، التين، البطيخ، بالإضافة إلى الفروج الحي أو المذبوح. وقد وُصف رسمياً بأنه جزء من "سلسلة إجراءات تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي واستقرار الأسعار".
لكن هذه الخطوة أثارت جدلاً واسعاً، بين من يراها ضرورة لحماية الفلاح والصناعي، ومن يعتبرها عبئاً إضافياً على المستهلك السوري، الذي يعيش أصلاً تحت وطأة الغلاء والندرة.
حماية السوق المحلية
وفي توضيحه لخلفيات القرار، قال ماهر خليل الحسن، نائب وزير الاقتصاد والصناعة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "المنع جاء بناءً على توصية اللجنة الاقتصادية، وفق الروزنامة الزراعية السنوية، التي تعدها الوزارة بناءً على دراسات دقيقة لتقديرات الإنتاج وحاجة السوق".
وأوضح الحسن أن الهدف الأساسي هو "حماية المزارع الذي يُجبر أحياناً على بيع محصوله بأسعار لا تغطي التكلفة، عندما يُغرق السوق بمنتجات مستوردة في موسم الذروة"، مضيفاً أن "ترك السوق من دون تنظيم سيؤدي إلى عزوف الفلاح عن الزراعة، والصناعي عن التصنيع، ما يحوّل سورية من بلد منتج إلى مجرد مستورد".
وأشار الحسن إلى أن المنع لا يشمل كل المنتجات بحكم عدم وجود اكتفاء ذاتي للكثير من المنتجات، مضيفاً "إنتاجنا من القمح هذا العام لم يتجاوز 400 ألف طن، في حين أن الحاجة تقارب 3 ملايين، أما السكر فإنتاجه صفر حالياً، ما يعني ضرورة الاستيراد المنتظم لبعض المواد الأساسية".
وأكد أن القرار "سيشجع على تحسين جودة الإنتاج المحلي، ويزيد من حجم الطلب عليه، ويحفّز المزارعين على توسيع استثماراتهم"، مشيراً إلى أن هذه السياسات تُسهم في "تحقيق استقرار نسبي في أسعار الجملة، وضمان ربح مقبول للفلاح".
من جهته، شدد حسن الشوا، مدير مديرية حماية المستهلك وسلامة الغذاء، في تصريح لـ"العربي الجديد"، على أن القرار "لا يستهدف المستهلك، بل يحميه من تقلبات السوق"، موضحاً أن "المنع يستند إلى دراسات دقيقة، تأخذ في الاعتبار مصلحة المنتج المحلي، واستمرار عمل المعامل، من دون الإضرار بالتاجر أو المواطن".
وأضاف الشوا أن القرار "يهدف إلى تأمين السلع في السوق، وتخفيض سعرها عبر تعزيز الإنتاج المحلي، من دون الإضرار بأطراف سلسلة التوريد"، مشيراً إلى أنه "يأتي ضمن خطة أوسع لتخفيف الضغط على القطع الأجنبي، وتوجيهه نحو استيراد المواد الأساسية، بما ينسجم مع دعم الاقتصاد الوطني في ظل التحديات الحالية".
الواقع أكثر تعقيداً
أما ما يخص الفلاحين، فلا يبدو القرار كافياً وحده لحماية محاصيلهم. مصعب العبد الله "أبو لؤي"، مزارع من ريف دمشق، يقول: "المنع بيساعدنا بالصيف، وقت السوق بتغرق بالإنتاج المحلي، بس المشكلة ما بتوقف هون. الناس ما معا تشتري، والتصريف سيئ، والمزارع عم يخسر حتى من دون منافسة المستورد".
من ناحية أخرى، يشعر المستهلكون بقلق إزاء آثار القرار على الأسعار. تقول وفاء الصالح، موظفة بالقطاع العام تقطن في دمشق: "الفواكه غالية أصلاً. كيلو الدراق بـ15 ألف ليرة. إذا أصبح كل شيء إنتاج محلي، والأسواق قليلة، والأسعار نار، شو استفدنا؟". ويوافقها الرأي تاجر جملة في سوق الزبلطاني، يشير إلى أن "الاستيراد كان وسيلة لضبط الأسعار وسد الفجوات"، مضيفاً: "المنع لازم يكون مرن، مش مطلق، وإلا الأسعار رح تطلع أكتر".
يرى بعض الخبراء الاقتصاديين أن قرارات المنع، رغم ضرورتها الظرفية، لا تمثل سياسة اقتصادية متكاملة. وفي هذا السياق، يقول الخبير الاقتصادي الدكتور عابد النجار، لـ"العربي الجديد"، إن "مثل هذه القرارات تعالج الأعراض لا الأسباب، وقد تكون مفيدة على المدى القصير، لكنها لا تُغني عن الحاجة إلى سياسات شاملة لدعم الإنتاج المحلي".
ويضيف النجار: "السوق السورية تعاني ضعف البنية التحتية، وشح الدعم، وغياب التمويل الزراعي الفعّال. لذلك، فإن منع الاستيراد وحده لا يضمن توفر المواد بأسعار مناسبة، وقد يؤدي أحياناً إلى نتائج عكسية". ويؤكد أن "تحقيق الاكتفاء الذاتي يتطلب إدارة ذكية للسوق، وتوفير مستلزمات الإنتاج، واستقرار التشريعات، وليس فقط إغلاق الحدود أمام المنافسة الخارجية".
في نهاية المطاف، يبقى القرار الأخير اختباراً جديداً لتوازن دقيق تحاول الحكومة السورية تحقيقه بين تشجيع الإنتاج المحلي وتوفير السلع بأسعار مقبولة، فهل ينجح هذا التوجه في دعم المزارع والمستهلك معاً؟ أم أن السوق، في ظل ضعف الدخول وقوة التكاليف، لن تتحمل مزيداً من القيود؟ الأسابيع المقبلة ستكشف ما إذا كانت هذه السياسات ستثمر.. أم ستضيف طبقة جديدة إلى معاناة السوريين اليومية.
## حقوقيون: تيغراي شهد اعتداءات جنسية واسعة النطاق في الحرب وبعدها
01 August 2025 04:46 PM UTC+00
أفادت منظمتان غير حكوميتَين للدفاع عن حقوق الإنسان بأنّ الحرب في إقليم تيغراي الإثيوبي شهدت اعتداءات جنسية على نطاق واسع، استمرّت بعدها. وأشارت منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" و"منظمة العدالة والمساءلة في القرن الأفريقي"، في تقرير أخير، إلى "حالات حمل قسري" و"استعباد جنسي" في ما وصفتاه بأنّه "جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية" في الإقليم.
وكان نزاع قد اندلع في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2020 في إقليم تيغراي الواقع في شمال إثيوبيا، بين القوات الإثيوبية بدعم من الجيش الإريتري ومليشيات محلية، وبين جبهة تحرير شعب تيغراي. فقُتل ما لا يقلّ عن 600 ألف شخص خلال هذا النزاع، وفقاً لأرقام الاتحاد الأفريقي. وقد اتُّهمت كلّ الأطراف بارتكاب جرائم حرب، فيما بيّنت منظمات حقوق الإنسان بأنّ غالبية هذه الجرائم ارتكبها إريتريون.
وأدّى اتفاق السلام الذي وُقّع في جنوب أفريقيا إلى وقف القتال في نوفمبر من عام 2022، أي بعد عامَين من اندلاع النزاع، لكنّ المقاتلين الإريتريين ما زالوا في المنطقة تماماً كما مليشيات أمهرة التي تحمل اسم منطقة مجاورة معادية لجبهة تحرير شعب تيغراي.
وفي تقريرهما الذي أتى في 90 صفحة، ذكرت "أطباء من أجل حقوق الإنسان" و"منظمة العدالة والمساءلة في القرن الأفريقي" أنّ "العنف الجنسي والحمل القسري المعمّم والممنهج المرتبط بالنزاع ارتُكبا في تيغراي واستمرّا بعد توقيع اتفاق السلام"، وذلك بين عامَي 2020 و2024 على أقلّ تقدير. أضافت المنظمتان أنّ "مثل هذه الأفعال ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، خصوصاً العنف الجنسي والحمل القسري والعبودية الجنسية والاضطهاد الذي يقوم على أساس العرق ونوع الجنس والعمر والسياسة"، وأشارتا إلى أنّ هذه الجرائم ارتُكبت بقصد "تدمير مجتمعات وأعراق تيغراي".
Major new report on sexual and reproductive violence #CRSV in #Ethiopia from Physicians for Human Rights @P4HR and the Organization for Justice and Accountability in the Horn of Africa @O_JAH_ https://t.co/RyjSKVlTjV
— Physicians for Human Rights (@P4HR) July 31, 2025
وقالت الباحثة ليندسي غرين في منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" والمؤلّفة المشاركة في التقرير لوكالة فرانس برس: "في ما يتعلّق بمصطلح الإبادة، لا بيانات لدينا لتحديد ذلك، لكنّ مرتكبي (العنف الجنسي) أعربوا بوضوح عن نيّتهم في إبادة الجماعة العرقية في تيغراي، والإصابات الجسدية التي ألحقوها تتّفق مع هذه النيّة".
وقد تحدّثت المنظمتان مع أكثر من 500 متخصّص في مجال الصحة بأقليم تيغراي، وخلصتا إلى أنّ غالبية حالات العنف الجنسي، وعدد منها بحقّ قصّر/ قاصرات ارتكبها إريتريون، ما زالت تُرتكَب مع "إفلات تام من العقاب". كذلك، أفاد ضحايا كثيرون بأنّهم اُصيبوا بأمراض منقولة جنسياً، بما في ذلك الإيدز. وقال أحد المتخصّصين في مجال الصحة، في التقرير، إنّ "الدافع وراء هذه الجرائم لم يكن الرغبة الجنسية بل الرغبة في التسبّب في الأذى والألم".
وتقيم إريتريا، التي يحكمها إسياس أفورقي بقبضة من حديد منذ استقلالها عن إثيوبيا في عام 1993، علاقات متوتّرة مع جبهة تحرير شعب تيغراي، الحزب الذي هيمن على إثيوبيا بين عامَي 1991 و2018. واندلعت حرب بين الجارتَين الواقعتَين في القرن الأفريقي بين عامَي 1998 و2000 بسبب نزاعات حدودية.
ونقل تقرير المنظمتَين عن ممرّضة في إقليم تيغراي، تحدّثت إلى ضحايا العنف الجنسي، أنّه عُثر في أرحامهنّ على حجارة ومسامير وقطع من البلاستيك كُتبت عليها رسائل مناهضة لتيغراي، وقد ذكرت الضحايا أنّ "جميع عناصر الجيش الإريتري تلقّوا تعليمات بإصابة مهابل النساء في تيغراي".
وحاولت وكالة فرانس برس التواصل مع السلطات في إريتريا للحصول على ردّ بخصوص الاتهامات، لكنّ وزير الإعلام الإريتري يماني غبرميسكيل لم يعلّق.
وفي تقرير "أطباء من أجل حقوق الإنسان" و"منظمة العدالة والمساءلة في القرن الأفريقي"، اتُّهم كذلك الجيش الإثيوبي ومليشيات أمهرة بارتكاب عنف جنسي، لكنّ المتحدّث الرسمي باسم الجيش لم يُجب عن أسئلة وكالة فرانس برس.
وأكدت الباحثة ليندسي غرين لوكالة فرانس برس: "وثّقنا جرائم مروّعة في تيغراي"، مضيفةً أنّه بين عامَي 2021 و2024 على أقلّ تقدير، "وقعت أعمال عنف جنسي مرتبطة بالنزاع في أمهرة وعفر حيث أعرب الجناة عن نيّتهم في الثأر من العنف في تيغراي". يُذكر أنّ مليشيات من عفر، المنطقة المجاورة للإقليم، حاولت كذلك محاربة قوات تيغراي خلال الحرب من دون جدوى. ثمّ انقلبت مليشيات أمهرة على القوات الفيدرالية، وراحت تقاتلها منذ إبريل/ نيسان 2023.
واستنكرت غرين "الإفلات من العقاب المعمّم في إثيوبيا على جرائم العنف الجنسي والحمل القسري بسبب النزاع في إثيوبيا". أضافت أنّ "مرتكبي هذه الجرائم تصرّفوا من دون محاسبة، وقد كُمّت أفواه الضحايا، والوضع مُقلق في ظلّ تصاعد التوتّر بين إثيوبيا وإريتريا". تجدر الإشارة إلى أنّ العلاقات بين أسمرة وأديس أبابا توتّرت مجدّداً، الأمر الذي يثير مخاوف من اندلاع صراع جديد بين البلدَين الواقعَين في القرن الأفريقي.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## التقلّب بين همزتَي الألم والأمل
01 August 2025 05:01 PM UTC+00
أما آن الأوان أن يتوقف مجرى الدماء؟! أما آن لنا أن نحيا في مجتمعٍ وطني متعايش يتقبل نفسه وغيره، يُحبه، ويخاف عليه لا منه؟
إنه حلمنا، بأن نعيش في وطن آمن بحرية وكرامة، ولكن كل ذلك لم يتحقق بعد. فالألم متجدد، ألم أجيال متعاقبة متقاطعة عاشت الألم وعينها على الشفاء، عاشت اليأس وعينها على الأمل، عاشت الكبت وعينها على الانعتاق، أجيال لم تطلب المستحيل، بل جل مطلبها هو ركن أساسي حاضر في بلاد أخرى، فهل ذلك من المستحيلات؟!
ما مدى بؤس حظ من يبحث عن شيء ويجد نفسه مرميًا في نار الضياع والشتات يتقلب على جروح نازفة لا تلتئم؟ هذا المآل، وما نحن فيه اليوم، هو عفن آل الأسد الذي ظل ينمو ويكبر في العتمة، حتى تشعب في مفاصل حياتنا كلها، فالثورة لم تنفجر من أجل إسقاط حكم آل الأسد فقط، بل من أجل الخلاص من كل ظلم واستبداد وتفرقة وكراهية منا وفينا وعلينا، من أنفسنا ومن خارجها.
لكن متى سيعي كل طرف أن المشكلة لا تكمن في طائفة أو دين أو قبيلة أو منطقة، المشكلة وكل المشكلة في الأسدية القابعة في نفوس أفراد من كل اتجاه لم يبرؤوا بعد من ذلك المرض. تذكروا فدوى سليمان التي غنت جنبًا إلى جنب مع الساروت في بدايات الثورة، وقوله "الثورة هذي ثورة شعب". للشعب كله، ليس لفئة معينة.
محاربة الفساد ليست مسألة أخلاقية فقط، إنما سياسية واقتصادية أيضًا، فالمعركة اليوم ليست فقط في الطرقات والساحات، بل أيضًافي العقول والوعي
إن من أكبر مشكلاتنا الجهل بتاريخ هذه البلاد وتدمير ثقافة الانتماء طيلة 60 عامًا، فأي لعنة أصابتها كي تجني منكم، من يفترض أنكم أبناؤها، كل هذا الكره والحقد. ولعل توعية الشعب بتاريخه الحقيقي، وبما عايشوه من قمع وفساد واستغلال، ليس ترفًا، بل ضرورة مُلحة؛ لأن من لا يملك ذاكرة سيُعاد تشكيل وعيه بسهولة.
محاربة الفساد ليست مسألة أخلاقية فقط، إنما سياسية واقتصادية أيضًا، تقع على عاتق الجميع، وبالدرجة الأولى على عاتق الدولة، وقدرتها على تحقيق خطوات عملية مصاغة بإرادة وطنية حقيقية، من أجل بناء مستقبل أفضل وأكثر ازدهارًا، فالمعركة اليوم ليست فقط في الطرقات والساحات والميادين، بل أيضًا في العقول والوعي.
إن تقلبنا من همزة الألم إلى همزة الأمل يبدو مستمرًا إن لم نصحُ، وللانتقال انتقالاً ثابتًا إلى الأمل فذلك يتطلب متطلبات عديدة من الشعب والحكومة، ما بين سن قوانين فعالة لمكافحة الفساد، وإصلاح مؤسسات الدولة من جذورها، وضبط السلاح المنفلت بين المواطنين والجماعات، وتحسين وتنظيم الإدارة الأمنية للحفاظ على الاستقرار الداخلي، والبدء من الداخل عبر حوار وطني شامل، يضم جميع الأطراف السياسية والمجتمعية، حوار لا إقصاء للآخر فيه، وتحسين الواقع الخدمي والمعيشي، والمشاركة العادلة لكامل مكونات المجتمع في البناء والإعمار.
نحن من دون هذه البلاد كأشجار بلا جذور، تعبث بها الرياح من كل جانب، وبلدنا لا يستحق ما نفعله به، بل يستحق أن نُعيد له مجده بوعي وعدالةٍ ووطنيةٍ لا تعرف التعصب الأعمى، فالخلاص لا يأتي من الخارج، ولا من الشعارات البراقة، بل من جذور الوعي والانتماء لسورية الحقيقية.
## لا تعطِ ما لا تملك
01 August 2025 05:01 PM UTC+00
حين نتأمل المشهد السياسي العراقي خلال العقود الأخيرة، نُدرك أننا أمام طبقة من "سياسيي الصدفة"، أولئك الذين وجدوا أنفسهم في مراكز القرار من دون كفاءة حقيقية أو تجربة وطنية راسخة، وإنما فقط بفعل الفراغات التي أنتجتها الحروب والانقسامات، وانهيار الدولة، واحتلال مؤسساتها من قِبل مَن لا يؤمنون بها.
يبدو هؤلاء، في سلوكهم وقراراتهم، أشبه بمن يدخل مغارة مليئة بالذهب والمجوهرات من دون أن يعرف لمن تعود، فيسرع بجمع ما يستطيع قبل أن يُكشف أمره أو يُطلب منه المغادرة. يتعاملون مع المنصب على أنه "فرصة مؤقتة" للنهب والتربّح، لا مسؤولية تاريخية أمام الشعب أو الأجيال القادمة. هذه ليست مبالغة ولا وصفًا انفعاليًّا، بل قراءة واقعية لآليات صناعة القرار في العراق، ولا سيما حين يتعلق الأمر بالسيادة والحدود وكرامة البلاد.
أحد أبرز الأمثلة على هذا الخلل الفادح يتمثل في ملف خور عبد الله، الممر البحري الاستراتيجي الذي أصبح موضع نزاع بين العراق والكويت، ليس بسبب تعقيد قانوني أو جغرافي، بل بفعل تهاون سياسي، وقرارات اتُّخذت بلا تفويض شعبي أو وعي سيادي.
خور عبد الله، الذي يُعدّ الشريان البحري الأهم للعراق نحو الخليج العربي، لم يكن يومًا مساحة هامشية أو "زائدة جغرافية" يمكن التنازل عنها ببساطة. فهو الممر الطبيعي لميناء أم قصر والمنافذ البحرية الاستراتيجية الأخرى، ويمثّل أهمية قصوى في الأمن البحري العراقي، وفي حركة التجارة الدولية.
لكن ما حدث في الكواليس السياسية خلال السنوات الماضية يُثير القلق والريبة. إذ تمت الموافقة من قِبل بعض السياسيين، بل حتى من بعض القضاة، على قرارات تُفضي إلى التفريط في جزء من سيادة العراق على هذا الممر، لصالح الكويت، من دون مبرر قانوني حاسم، ومن دون الاحتكام إلى الرأي العام أو البرلمان أو حتى المعايير الدولية العادلة.
وما يُؤلم أكثر، أن الأمر لم يكن نتيجة ضغوط دبلوماسية فحسب، بل لأن "الثمن كان مدفوعًا"، بحسب ما تردد في تقارير غير رسمية، عن تلقّي بعض الشخصيات أموالاً مقابل تسهيل هذه التنازلات. لم تعد القضية قضية فهم سياسي أو اجتهاد خاطئ، بل مسألة نزاهة وطنية، وسؤال أخلاقي واضح: مَن يملك الحق في التنازل عن أرض لا يملكها؟ ومَن أعطى لهؤلاء تفويضًا لاقتطاع سيادة العراق؟
التاريخ لا ينسى. وفي سياق الحرب العراقية – الإيرانية، كان خور عبد الله أرضًا عراقية خالصة، دافع عنها الجيش العراقي بكل بسالة، وسقط على ضفافها الشهداء، لا لشيء سوى لأنها جزء من تراب الوطن. هل يُعقل أن تتحول هذه الأرض، بعد تضحيات لا تُعدّ، إلى ورقة تفاوض؟ هل يجوز أن تُمنح هبةً سياسية، فقط لأن مَن بيدهم القرار لا يشعرون بالانتماء الحقيقي، ولا يرون في العراق أكثر من سُلّم صعود أو بنك غنائم؟
الأرض ليست ميراثًا شخصيًّا، ولا تركة سياسية تُوزّع بحسب ميزان القوى. الأرض كرامة، وسيادة، وهوية. وأي تنازل عنها من دون استفتاء شعبي أو إجماع وطني، هو خيانة موثقة
الحب الحقيقي للوطن لا يُقاس بالخطب ولا بالشعارات، بل بالمواقف. ومَن لا يرى في العراق وطنًا بالمعنى العميق للكلمة، سيُسارع إلى تقسيمه، والتفريط في أراضيه، فقط ليحصل على رضى هذه الجهة أو تلك. هؤلاء لا يفكرون في المستقبل، بل فقط بكيفية البقاء على الكرسي ولو ساعة إضافية.
لقد آن الأوان لنقول بوضوح: لا أحد يملك أن يُعطي ما لا يملكه. الأرض ليست ميراثًا شخصيًّا، ولا تركة سياسية تُوزّع بحسب ميزان القوى. الأرض كرامة، وسيادة، وهوية. وأي تنازل عنها من دون استفتاء شعبي أو إجماع وطني، هو خيانة موثقة.
ولأن الشعوب لا تموت، ولأن الوعي العراقي وإن جُرح، لا يزال حيًّا، لن تُنسى قضية خور عبد الله. سيسجّلها التاريخ، كما سجّل من قبل ملفات التفريط والتنازل والفساد، وسيأتي اليوم الذي تُعاد فيه الأمور إلى نصابها.
إن العراقيين اليوم، في ظل الأزمات المتراكمة، لا يحتاجون إلى دروس في الوطنية، بل إلى وقفة صدق. وقفة يسأل فيها المواطن نفسه: مَن يمثّلني حقًّا؟ ومَن يتصرّف باسمي؟ ومَن يبيع أرضي دون وجهي واسمي وإرادتي؟ وإذا كانت السياسة قد تحوّلت إلى تجارة، فعلى الأقل، ليُترك الوطن خارج السوق.
## عمالقة التكنولوجيا الخمسة يحصدون أرباحاً تفوق التوقعات رغم الرسوم
01 August 2025 05:14 PM UTC+00
حقق عمالقة التكنولوجيا الخمسة، غوغل وميتا التي تضم فيسبوك وإنستغرام، ومايكروسوفت وأمازون وآبل، أرباحاً فاقت التوقعات في الربع الثاني من العام الجاري رغم النفقات الضخمة التي خصصتها هذه الشركات على الذكاء الاصطناعي وحال عدم اليقين الاقتصادي على خلفية الرسوم الجمركية للرئيس الأميركي دونالد ترامب. وكتب المحلل في "ويدبوش سيكيوريتيز" دان آيفز، أمس الخميس، يقول: "ثمة لحظات ستبقى محفورة في تاريخ الأسواق المالية مدة طويلة، وكان مساء الأربعاء واحداً من هذه اللحظات مع النتائج المذهلة التي أعلنتها مايكروسوفت وميتا".
وتجاوزت القيمة السوقية لشركة مايكروسوفت يوم الخميس، وللمرة الأولى، عتبة أربعة آلاف مليار دولار أي 4 تريليونات دولار، وباتت ثاني شركة تتجاوز هذه العتبة الرمزية بعد "نفيديا" الرائدة في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي. وجاء ذلك غداة إعلان "مايكروسوفت"، الأربعاء، أنّ صافي دخلها بلغ 27.2 مليار دولار خلال الفترة الممتدة من إبريل/ نيسان إلى يونيو/ حزيران، بزيادة قدرها 24% على أساس سنوي، فيما بلغت الإيرادات 76.4 مليار دولار، بزيادة قدرها 18% على أساس سنوي. وتجاوزت إيرادات أعمالها السحابية، أي الحوسبة عن بُعد وخدمات الذكاء الاصطناعي للشركات، مئة مليار دولار للسنة المالية، أي أكثر من إجمالي إيراداتها قبل عشر سنوات.
كذلك، فاجأت "ميتا" وول ستريت، الأربعاء، بصافي أرباحها الذي بلغ 18.34 مليار دولار، أي بزيادة 36%، في حين بلغت إيراداتها 47.5 مليار دولار في الربع الثاني من السنة الحالية، بزيادة قدرها 22% على أساس سنوي. وفسر الرئيس التنفيذي للمجموعة مارك زوكربيرغ أداءها بفضل دمج الذكاء الاصطناعي في أدواتها الإعلانية.
وأشار خلال مؤتمر المحللين إلى قدرة الذكاء الاصطناعي مثلاً على اقتراح مواضع الإعلانات للمعلنين، ما يُحسّن معدلات تحويل الإعلانات، أي عدد الزوار الذين أكملوا إجراءً فعلياً على أساسها، وقدرته كذلك على اقتراح المحتوى للمستخدمين، ما يعزّز الوقت الذي يمضونه على منصات التواصل الاجتماعي. وبالتالي، حققت ميتا التي تحتل المرتبة الثانية عالمياً من حيث القدرة على جذب الإعلانات الرقمية هوامش ربح قوية رغم الزيادة المطردة في إنفاقها على الذكاء الاصطناعي.
موجة النمو
ومن شأن هذه النتائج أن ترضي زوكربيرغ الذي يتطلع إلى تقنية "الذكاء الخارق" الافتراضية ذات القدرات المعرفية المتفوقة على قدرات البشر. واستقطب زوكربيرغ في الآونة الأخيرة مسؤولين بارزين في "أوبن إيه آي" و"أنثروبيك" و"غوغل" بمبالغ كبيرة لترك وظائفهم والانتقال إلى صفوف مجموعته، ويعتزم استثمار "مئات المليارات من الدولارات" في مراكز بيانات جديدة مزودة برقائق متطورة وموارد طاقة هائلة.
كذلك، أعلنت "غوغل" أن استثماراتها ستزداد أكثر. ومن المتوقع أن تصل نفقاتها الاستثمارية إلى نحو 85 مليار دولار هذه السنة، بزيادة قدرها عشرة مليارات دولار عن المخطط له، مقارنةً بـ52.5 مليار دولار عام 2024. وهذه الاستثمارات ضرورية خصوصاً لأعمالها السحابية، إذ حققت "غوغل كلاود" مجدداً نمواً قوياً مع زيادة مبيعاتها بنسبة 32% لتتجاوز 13 مليار دولار، لكنها تواجه صعوبة في تلبية الطلب.
ويمكن للمجموعة العملاقة في مجال الإنترنت الاعتماد على أرباحها، إذ ارتفعت إيراداتها بنسبة 14% على أساس سنوي لتصل إلى أكثر من 96 مليار دولار، من بينها 28.2 مليارا صافي دخل في الربع الثاني. ولا يبدو إلى اليوم أن محرّك البحث يعاني من مشاكل بسبب المنافسة المتزايدة من الأدوات المساعِدة العامة القائمة على الذكاء الاصطناعي، على غرار "تشات جي بي تي" (من شركة "أوبن إيه آي")، والأدوات المتخصصة في البحث الإلكتروني على غرار "بربليكسيتي"، إذ سارع هو نفسه إلى دمج أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية.
ولاحظ دان آيفز أن "السوق لم تستوعب بعد موجة النمو المقبلة، التي تغذيها خطط إنفاق تبلغ قيمتها نحو تريليوني دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة من قبل الشركات والحكومات لنشر تقنيات الذكاء الاصطناعي".
آثار الرسوم الجمركية
وكان المستثمرون مهتمين أيضاً برصد الآثار المحتملة للحروب التجارية. ويبدو أن ميتا وأمازون تستفيدان من سياسات إدارة دونالد ترامب في الوقت الراهن. ففي ظل المناخ الضبابي السائد، تحصّن المعلنون بمنصات مجموعة وسائل التواصل الاجتماعي الموثوق بها.
وأفادت "أمازون.كوم"، من جانبها، من تراجع المنافسة الصينية في الولايات المتحدة، إذ فقدت شركتا شين وتيمو الإعفاء الجمركي الذي كانت تتمتع به الطرود الصغيرة. كذلك، حققت الشركة التي تتخذ من سياتل مقراً لها نتائج أفضل من المتوقع، وخصوصاً بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي المخصصة للمستهلكين والشركات عبر منصة "إيه دبليو إس" السحابية. لكنها تنمو بوتيرة أبطأ من منافستيها مايكروسوفت وغوغل. وجاءت توقعات أمازون للربع الحالي مخيبة للآمال. وانخفض سعر سهمها بأكثر من 6% في التداول الإلكتروني بعد إغلاق بورصة نيويورك الخميس.
أما نتائج شركة آبل الربعية، فقوبلت بارتياح في السوق رغم ارتفاع تكلفة الرسوم الجمركية وتأخرها في مجال الذكاء الاصطناعي. وأعلنت المجموعة التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، الخميس، عن صافي ربح بلغ 23.4 مليار دولار، بزيادة 9%، بفضل مبيعات هواتف آيفون. وتجاوزت نتائج "آبل" بشكل كبير التوقعات على الرغم من فاتورة بقيمة 800 مليون دولار تتعلق بالرسوم الإضافية الأميركية. ومن المتوقع أن تتجاوز تكلفة هذه الرسوم الجمركية مليار دولار خلال الربع الحالي.
(فرانس برس)
## القيادة الفلسطينية تصمت أمام العقوبات الأميركية
01 August 2025 05:14 PM UTC+00
بعد 24 ساعة على قرار الإدارة الأميركية بفرض عقوبات على القيادة الفلسطينية، ما زالت الأخيرة ترفض إصدار بيان يعلق على الأمر، حيث أكد مصدر في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن "لا نحتاج إلى إصدار بيان أو تعليق، لا شيء جديد".
وقال عضو من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الذي اشترط عدم ذكر اسمه في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الأمر الجديد في إعلان الخارجية الأميركية عقوبات على القيادة الفلسطينية هو أمران، الأول أن الخارجية أعلنت عن تجديد العقوبات على منظمة التحرير التي يتم تجديدها بشكل آلي كل ستة أشهر، والأمر الثاني أنه تم إضافة بند عليها أن العقوبة تأتي بسبب قيام القيادة بتدويل القضية الفلسطينية في إشارة إلى توالي الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية في مؤتمر حل الدولتين، الذي عقد في نيويورك على مستوى وزراء خارجية 14 دولة مؤخراً".
وتابع: "نعتقد أن الخارجية الأميركية قامت بإعلان تجديد العقوبات بهدف إرسال رسالة إلى إسرائيل بأن الولايات المتحدة غير راضية، وتقوم بمعاقبة القيادة الفلسطينية، رغم أن لا جديد في الأمر، لذلك لن نرد لأن الرسالة ليست موجهة لها". وأكد القيادي الفلسطيني، أن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووفد القيادة سيشاركان في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي"، لافتاً إلى أن "الولايات المتحدة ملزمة بصفتها الدولة المضيفة لمقر الأمم المتحدة في نيويورك، بتسهيل سفر المسؤولين السياسيين لحضور الاجتماعات بغض النظر عن موقف الإدارة الأميركية منهم، وإن كانت فرضت عليهم عقوبات أم لا".
وأقر الكونغرس الأميركي عام 1987 منظمة التحرير الفلسطينية منظمة إرهابية وفق قانون "محاربة الإرهاب"، وعام 2019، أصدرت الولايات المتحدة قانوناً أقرته المحكمة العليا، ويسمح "للضحايا الأميركيين" الذين قضوا في عمليات مقاومة فلسطينية وهم غالباً جنود أو مستوطنون يحملون الجنسية الأميركية يعيشون في إسرائيل بمقاضاة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية في المحاكم الأميركية.
وقال القيادي الفلسطيني الذي اشترط عدم ذكر اسمه: "منذ 2019 يحرص المسؤولون الفلسطينيون عند زيارة مقر الأمم المتحدة في نيويورك على عدم مغادرتها إلى أي ولاية أخرى حتى لا تطبق عليهم الإدارة الأميركية العقوبات". وتابع: "منذ أن قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عام 2017 نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، والمسؤولون الفلسطينيون يتوجهون إلى السفارة الأميركية في عمان لتقديم طلبات فيزا لحضور أي اجتماعات أو مؤتمرات للأمم المتحدة".
وفي تعليق له، قال المستشار السياسي في وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية منير الجاغوب لـ"العربي الجديد": "إن قرار الإدارة الأميركية فرض عقوبات على مسؤولي منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية يُعد انحيازًا صارخًا إلى الاحتلال الإسرائيلي، ويكشف زيف الحديث عن (الحياد) و(دعم السلام)". وقال الجاغوب: "إن قيام منظمة التحرير في محاسبة الاحتلال ليست جريمة، وإن لجوء فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية هو حق مشروع لدولة مراقب في الأمم المتحدة، وهو جزء من المسار القانوني الدولي السلمي، وليس انتهاكًا، بل تطبيقٌ للقانون الدولي".
وتابع الجاغوب: "بعد القرار الأميركي جاءت التصريحات من وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الذي يحرض على السلطة الفلسطينية لتكمل تلك التصريحات المشهد، وتطلق يد إسرائيل بمزيد من الضغط على السلطة والقيادة الفلسطينية".
## جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ من اليمن
01 August 2025 05:17 PM UTC+00
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، اعتراض صاروخ أطلق من اليمن، بعد دوي صفارات الإنذار في مناطق عدة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما أعلنت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن تبنيها عملية إطلاق الصاروخ. وقال جيش الاحتلال في بيان: "اعترض سلاح الجو صاروخاً أطلق قبل قليل من اليمن وتسبّب بتفعيل إنذارات في عدة مناطق في البلاد". وذكرت وكالة "فرانس برس" أن مراسليها سمعوا دوي انفجارات في القدس بعيد إعلان جيش الاحتلال في وقت سابق رصد إطلاق الصاروخ وتفعيل الدفاعات الجوية.
في المقابل قالت جماعة الحوثيين إنها استهدفت مطار بن غوريون بصاروخ باليستي فرط صوتي، وفق بيان للمتحدث العسكري باسمها، يحيى سريع. وأشار إلى أن العملية "حققت هدفها بنجاح، وتسببت في هَرع أكثر من 4 ملايين من قطعان الصهاينة إلى الملاجئ وتوقف حركة المطار". وأضاف البيان أن العملية "جاءت انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه ورداً على جرائم الإبادة الجماعية التي يقترفها العدو في قطاع غزة".
وفي خطاب متلفز أمس الخميس، أكد زعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي استمرار "عمليات الإسناد" لغزة، مشيراً إلى أن جماعته نفذت هذا الأسبوع عمليات بعشرة صواريخ وطائرات مسيّرة ضد الاحتلال الإسرائيلي، منها استهداف مطار اللد (بن غوريون). وقال الحوثي إنه "تم الإعلان عن المرحلة الرابعة من عمليات الإسناد التي تعني الاستهداف لسفن أي شركة تتعامل مع العدو الإسرائيلي وتنقل له البضائع" طالما تمكنت قوات جماعته من استهدافها، لافتاً إلى أن الإعلان عن المرحلة الرابعة "خطوة ضرورية نتيجة الوضع الذي وصل إليه قطاع غزة".
وكانت جماعة الحوثيين قد أعلنت، الأربعاء، تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية استهدفت ثلاثة أهداف إسرائيلية في يافا وعسقلان والنقب، داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، باستخدام خمس طائرات مسيّرة. وقال بيان للمتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع إن العملية الأولى استهدفت هدفًا حساسًا في منطقة يافا المحتلة بطائرتين مسيّرتين. وأضاف البيان أن العملية الثانية قصفت هدفًا عسكريًا في منطقة عسقلان المحتلة بطائرتين مسيّرتين، فيما استهدفت العملية الثالثة هدفًا عسكريًا في منطقة النقب بطائرة واحدة، مشيرًا إلى أن العمليات "حققت أهدافها بنجاح".
وتشنّ جماعة الحوثيين، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، هجمات منتظمة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة والزوارق البحرية ضد سفن إسرائيلية وأخرى مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، كما تستهدف مواقع إسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، في إطار ما تصفه بـ"الرد على حرب الإبادة المستمرة ضد غزة". وتتعرّض مواقع في اليمن بين الحين والآخر لغارات إسرائيلية، كانت آخرها الأسبوع الماضي، حين شنّ جيش الاحتلال غارات على ميناء الحُديدة بزعم استهداف مواقع تابعة لجماعة الحوثيين.
## الخارجية التركية: فيدان استقبل وفداً من حركة حماس برئاسة رئيس مجلس الشورى محمد درويش
01 August 2025 05:32 PM UTC+00
## تحول هيكلي في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في أعقاب الحرب
01 August 2025 05:32 PM UTC+00
في أعقاب العدوان الإسرائيلي الأميركي على إيران خلال شهر يونيو/حزيران الفائت، أفادت وكالة "فارس" الإيرانية المحافظة، اليوم الجمعة، نقلا عن مصادر مطلعة، بوجود تغييرات أمنية مرتقبة في هيكلية المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. وذكرت "فارس" أن التغييرات الهيكلية في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قد أُقرت، وأن مصادر مطلعة تحدثت عن إنشاء "مجلس الدفاع" للدولة. وأضاف المصدر بشأن طبيعة هذا المجلس الجديد أنه سيتولى مهام استراتيجية في مجال السياسات الدفاعية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأن بنيته ستُحسم قريباً.
كما أفادت هذه المصادر بأن علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، من المرجح أن يُعيّن في الأيام المقبلة أميناً للمجلس الأعلى للأمن القومي، بينما سيتولى الأمين الحالي للمجلس علي أكبر أحمديان مسؤولية بعض الملفات الوطنية الخاصة والاستراتيجية. وأشارت تلك المصادر إلى أن أحمديان سيتولى مهام استراتيجية متقدمة في البلاد تتطلب إدارة وتنسيقاً على أعلى المستويات.
يذكر أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني مُناط به دستورياً تحديد السياسات الدفاعية والأمن القومي للدولة في إطار السياسات العامة التي يقررها القائد، إلى جانب تنسيق الأنشطة السياسية والاستخبارية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية ذات الصلة بسياسات الدفاع والأمن القومي العامة، وكذلك تعبئة الموارد المادية والفكرية للبلاد لمواجهة التهديدات الداخلية والخارجية.
وتأتي هذه التغييرات المحتملة في أعلى مؤسسة أمنية إيرانية في سياق الحرب على ضوء تصاعد الانتقادات لانتشار شبكات التجسس وتنفيذ عمليات لجهاز "الموساد" الإسرائيلي داخل إيران، شملت هجمات بطائرات مسيرة صغيرة وصواريخ وعمليات اغتيال.
وخلال العدوان على إيران الذي استمر 12 يوماً، وخصوصاً في اليوم الأول في الثالث عشر من شهر يونيو/حزيران المنصرم، أقدمت إسرائيل على اغتيال شخصيات عسكرية وعلمية بارزة، حيث شملت القائمة نحو ثلاثين قائداً عسكرياً رفيع المستوى وخمسة عشر عالِماً نووياً، من بينهم رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الجنرال محمد باقري، والقائد العام للحرس الثوري الجنرال حسين سلامي، وقائد مقر خاتم الأنبياء للعمليات الحربية غلام علي رشيد، وقائد سلاح الجو في الحرس الثوري اللواء أمير علي حاجي زاده، إضافة إلى رئيس جامعة آزاد الإسلامية والعالم النووي محمد مهدي طهرانجي، ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الأسبق ونائب البرلمان الحالي فريدون عباسي.
## الاتحاد التونسي يفاجئ الأندية بقرارين حاسمين قبل بداية الدوري
01 August 2025 05:32 PM UTC+00
زفّ الاتحاد التونسي لكرة القدم، اليوم الجمعة، نبأين سارين للأندية، قبل انطلاق الموسم الجديد من منافسات الدوري الممتاز، وهو ما يساهم في حل بعض مشكلاتها، استعداداً لبدء المسابقة، التي ستُفتتح رسمياً يوم السبت، التاسع من شهر أغسطس/ آب الجاري. ونشر الاتحاد التونسي بياناً أعلن فيه أن رئيس البلاد قيس سعيد سمح للأندية بتقسيط ديونها المتراكمة لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، و"هو ما يمثّل دعماً كبيراً للفرق التونسية التي تعاني أزمات مادية خانقة، ويساهم ذلك في تسوية الملفات المالية لهم، ومِن ثمّ المشاركة بشكل طبيعي في المنافسات الرسمية، خاصة المسابقات الأفريقية"، وفقاً لما ورد في البيان.
وكانت جميع الأندية التونسية مُطالبة بتسوية ديونها القديمة قبل بدء الدوري، وفقاً لتوصيات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وهو ما وضع بعض الأندية أمام خطر الحرمان من المشاركة في المنافسات، قبل أن تتدخل الدولة، وتعفي الأندية من سداد جزء مهم من هذه الديون بشكل عاجل، والمتعلّق بمستحقات صندوق الضمان الاجتماعي، وتقبل بتأجيل الدفع على مراحل.
ولم تقف مفاجآت الاتحاد التونسي عند هذا الحدّ، إذ جاء، في بيان ثانٍ، أن المكتب التنفيذي للجهة المشرفة على اللعبة في البلاد، وبعد التشاور مع وزارة الرياضة المحلية، قرّر إلغاء جميع العقوبات التأديبية، والمسلّطة على الأندية، من جراء تصرّفات جماهيرها خلال الموسم الماضي 2024-2025.
ويعني هذا القرار إلغاء عقوبة اللعب من دون جماهير خلف الأبواب المغلقة في الأسابيع الأولى من الموسم الجديد، وهو ما كان مسلّطاً على بعض الأندية الكبيرة، منها النجم الساحلي والأفريقي. وأكد الاتحاد التونسي لكرة القدم أن هذا القرار "يهدف إلى فتح صفحة جديدة، وتشجيع الأندية على مزيد من العمل لتوعية جماهيرها، بما يتماشى مع مبادئ الروح الرياضية والمسؤولية".
## بعد خيبة النهائي.. سباحة إيطالية تواجه العنصرية
01 August 2025 05:33 PM UTC+00
وجدت السبّاحة الإيطالية، سارة كورتيس (18 عاماً)، نفسها مجدداً هدفاً لهجمات عنصرية ومسيئة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد مشاركتها في نهائي سباق 100 متر سباحة حرة ببطولة العالم المقامة في سنغافورة، والذي أنهته في المركز الثامن بزمن 53.41 ثانية، وهو أبطأ من رقمها القياسي (53.02 ثانية)، ما جعلها أمام عدد كبير من تعليقات ركزت على لون بشرتها وأصولها العائلية.
وجاء رد كورتيس حازماً ومؤلماً في الوقت نفسه، بحسب ما نشرته صحيفة لاغازيتا ديلو سبورت الإيطالية، اليوم الجمعة، إذ قالت: "البعض يكتب أن أرقامي الإيطالية هي في الواقع أرقام نيجيرية، هذه العبارات تُثير اشمئزازي، على هؤلاء أن يقرؤوا الدستور الإيطالي، فالحصول على الجنسية يشترط أن يكون أحد الوالدين إيطالياً. والدي إيطالي، ووالدتي نيجيرية، ورغم أنني لم أزر نيجيريا من قبل، فإنني سأذهب إليها يوماً ما. أن أكون ابنة لثقافتين مختلفتين هي ثروتي الكبرى".
ولا تعتبر هذه المرة الأولى، التي تتعرض فيها سارة لمثل هذه الإساءات، فمع كل إنجاز تحققه داخل أحواض السباحة، تنهال عليها تعليقات تشكك في انتمائها الوطني، في مشهد يعكس جانباً مظلماً من الخطاب العنصري المتفشي في بعض الأوساط الرقمية، رغم اعتراف إيطاليا الرسمي والرياضي بموهبتها ومكانتها.
وعبرت سارة عن امتنانها رغم خسارة النهائي، قائلة: "أشكر كل من وقف إلى جانبي في هذه الفترة، كنت متوترة قبل السباق، وحاولت أن أتعامل معه بأفضل طريقة. لديّ أهداف كبيرة، وسأحققها بالتزامي وتدريبي". ومن المنتظر أن تخوض السباحة الإيطالية تصفيات 50 متر سباحة حرة، في محاولة جديدة لإثبات نفسها رياضياً وتجاوز أزمتها.
وتستعد سارة، ابتداءً من سبتمبر/ أيلول المقبل، لمرحلة جديدة في مسيرتها، إذ ستنتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية، للتدرب في جامعة فيرجينيا، أحد أبرز مراكز السباحة الجامعية في العالم، لتواصل تطورها الفني والبدني في بيئة احترافية عالية المستوى.
## ترامب: بعد التصريحات الاستفزازية للرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف أمرتُ بنشر غواصتين نوويتين في المناطق المعنية
01 August 2025 05:41 PM UTC+00
## "الأناضول": فيدان يؤكد خلال لقائه رئيس مجلس شورى حماس رفضه لخطوات إسرائيل الرامية إلى تهجير الفلسطينيين من غزة وضم الضفة
01 August 2025 05:44 PM UTC+00
## "الأناضول": فيدان يقول لدرويش إن إسرائيل تهدف من خلال إطالة مفاوضات وقف إطلاق النار كسر مقاومة الفلسطنيين في غزة
01 August 2025 05:54 PM UTC+00
## رئيس البريمييرليغ يتحدى فيفا ويويفا: لا مساس بعدد فرق الدوري
01 August 2025 06:00 PM UTC+00
وجّه الرئيس التنفيذي للدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، ريتشارد ماسترز، تحذيراً إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ونظيره الأوروبي "يويفا"، مؤكداً أنّ البريمييرليغ لن يقبل بتخفيض عدد الأندية من 20 إلى 18 فريقاً مستقبلاً، رغم تصاعد الضغوط جراء توسع البطولات القارية والدولية. ويأتي هذا الموقف الصريح في وقت يشهد فيه عالم كرة القدم تغييرات متسارعة، كان أبرزها استحداث بطولة كأس العالم للأندية الجديدة، وزيادة عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم، بدءاً من النسخة المقبلة في صيف 2026.
وعبّر ماسترز، في تصريحات أبرزتها صحيفة ذا صن البريطانية، اليوم الجمعة، عن رفضه التام لأي محاولة لفرض تقليص عدد أندية الدوري، قائلاً: "بداية، أهنئ تشلسي على تتويجه بلقب مونديال الأندية، من الرائع أن نشهد نادياً إنكليزياً يحقق هذا الإنجاز، نحن ندرك أن (فيفا) يعتزم إجراء تقييم شامل لهذه النسخة من البطولة، لا يزال الحكم معلقاً بشأن مدى تنافسية الصيغة الجديدة، وطريقة تنظيم الجدول الزمني، بالإضافة إلى الجدوى الاقتصادية الكامنة وراءها".
وواصل ماسترز توضيح موقفه قائلاً: "ليست مهمتي تقييم نجاح أو فشل بطولة مونديال الأندية، لكن من صميم عملي تقييم ما إذا كانت هذه البطولات الجديدة تؤثر على الجدول المحلي والمسابقات المحلية، وعلى رأسها الدوري الإنكليزي الممتاز، منذ عام 1994، ظل عدد مباريات البريمييرليغ 380 مباراة بمشاركة 20 نادياً، لم نغيّر هيكلنا إطلاقاً، والآن بدأنا بإعادة ترتيب جدولنا المحلي بما يتناسب مع التوسع الأوروبي والدولي، وكذلك مع البطولات العالمية".
وأشار ماسترز أيضاً إلى أن فكرة تقليص عدد الأندية ليست جديدة، لكنها لم تلقَ قبولاً في السابق، مضيفاً: "مباريات الإعادة في كأس الاتحاد لم تعد تُلعب الآن لأنه لا يوجد متسع في الجدول، نبدأ الموسم بعد أسبوع من المعتاد، لأننا ندرك أن بطولات فيفا تتسع بشكل أكبر، هناك كأس عالم تضم 48 منتخباً في الصيف المقبل، وهذا يعني أننا نطلب من اللاعبين خوض عدد أكبر من المباريات".
وفي سياق تأكيده مسؤولياته، قال ماسترز: "مهمتي هي بقاء الدوري الإنكليزي قادراً على المنافسة بأقصى درجة ممكنة، أريد أن يكون اللاعبون مرتاحين بشكل كامل للمشاركة في مباريات الدوري، يجب أن يكون هناك حوار حقيقي بين (فيفا) وجميع الأطراف المعنية حول مستقبل هذه الأمور، للأسف، هذا النوع من الحوار غائب تماماً، الأمر يختلف مع يويفا، إذ نشعر بأن لدينا فرصة للتحدث، وأن صوتنا مسموع في قراراتهم. قد لا نكون راضين عن كل ما يُطرح، لكن على الأقل لدينا مقعد على الطاولة ونخوض نقاشاً من خلال منتدى دوريات أوروبا".
واختتم رئيس رابطة البريمييرليغ تصريحاته برسالة قوية، مفادها بأنّ مستقبل الدوري الإنكليزي الممتاز يجب أن يُقرر داخلياً، مؤكداً: "رفاهية اللاعبين تشكّل مصدر قلق، والازدحام في الروزنامة كذلك، والحوار الحقيقي هو الحل الوحيد، لكنني لا أعتقد أنه ينبغي أن يُفرض علينا قرار تقليص عدد الأندية، يجب أن يكون لدينا الحق في اتخاذ هذا القرار بأنفسنا، لم يتغير شكل الدوري الإنكليزي منذ سنوات، أنا أؤيد تطور اللعبة، وأرحب بالبطولات المثيرة، التي يمكن لأنديتنا المشاركة فيها، لكن ليس على حساب كرة القدم المحلية".
## الغنوشي يضرب عن الطعام من سجنه تضامناً مع غزة
01 August 2025 06:13 PM UTC+00
أعلنت هيئة الدفاع عن رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان التونسي السابق راشد الغنوشي، اليوم الجمعة، أن موكلها بدأ إضراباً عن الطعام في سجنه تضامناً مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة إسرائيلية متواصلة منذ نحو 22 شهراً. وقالت الهيئة في بيان رسمي: "يهم هيئة الدفاع عن الأستاذ راشد الغنوشي أن تُعلم الرأي العام الوطني والدولي بدخوله في إضراب جوع تضامني مع غزة هذه الأيام".
وأوضحت أن هذا الإضراب جاء استجابة لنداء فصائل المقاومة الفلسطينية بهدف الضغط من أجل رفع الحصار عن القطاع، ووقف حرب الإبادة الجماعية والتجويع المفروض على سكان غزة. وكانت قوات الأمن التونسية قد أوقفت الغنوشي في 17 إبريل/ نيسان 2023، إثر مداهمة منزله، وذلك بموجب قرار من المحكمة الابتدائية التي أمرت بإيداعه السجن على خلفية تصريحات منسوبة إليه اعتُبرت "تحريضاً على أمن الدولة".
وقد تراوحت أحكام السجن الصادرة بحق عشرات المتهمين في قضايا مشابهة بين 5 سنوات و54 سنة، شملت 41 شخصية من سياسيين وصحافيين ومدونين ورجال أعمال. وكان نصيب الغنوشي 22 سنة سجناً وفق هذه الأحكام. وفي 8 يوليو/ تموز الماضي، صدرت أحكام إضافية في ما يعرف إعلامياً بـ"قضية التآمر على أمن الدولة 2"، شملت الحكم بالسجن 14 سنة على الغنوشي، الذي لا يزال موقوفاً على ذمة عدة قضايا أخرى.
وعقب صدور الأحكام، شددت هيئة الدفاع على براءة الغنوشي معتبرة أن محاكمته شابتها خروقات قانونية فادحة. كما اعتبرت أن التهم الموجهة إليه وإلى غيره من المعارضين تندرج ضمن حملة ممنهجة لتصفية الخصوم السياسيين.
وتعود جذور القضية إلى فبراير/ شباط 2023، عندما أوقف عدد من السياسيين المعارضين، إلى جانب محامين وناشطي مجتمع مدني ورجال أعمال، بتهم "محاولة المساس بالنظام العام"، و"تقويض أمن الدولة"، و"التخابر مع جهات أجنبية"، فضلاً عن "التحريض على الفوضى والعصيان". من جهتها، تؤكد السلطات التونسية، في مناسبات متعددة، أن جميع الموقوفين يُحاكمون بتهم جنائية، مثل "التآمر على أمن الدولة" أو "الفساد"، وتنفي بشكل قاطع وجود أي معتقلين لأسباب سياسية.
كما تشدد الحكومة التونسية على استقلالية القضاء وحرصها على احترام معايير المحاكمة العادلة لجميع المتهمين من دون استثناء. في المقابل، ترى أطياف من المعارضة التونسية ومنظمات حقوقية محلية ودولية أن القضايا المرفوعة ضد رموز المعارضة، بمن فيهم الغنوشي، ذات طابع سياسي، وتُستخدم، بحسب وصفهم، "لتكميم الأصوات المعارضة للرئيس قيس سعيّد"، وخصوصاً الرافضين إجراءاته الاستثنائية التي بدأها منذ يوليو/ تموز 2021.
ويأتي إضراب الغنوشي عن الطعام في سياق التضامن مع غزة، حيث تواصل إسرائيل ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بالتوازي مع سياسة تجويع ممنهجة. ففي 2 مارس/ آذار 2024، شددت سلطات الاحتلال حصارها بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما أدى إلى تفشي المجاعة ووصولها إلى مستويات "كارثية" وفق تقارير دولية. وقد أسفرت هذه الإبادة، المدعومة من الولايات المتحدة، عن سقوط نحو 208 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، إلى جانب مجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
(الأناضول)
## حلب تستضيف قمة "سيليكون" للتكنولوجيا والتحول الرقمي
01 August 2025 06:13 PM UTC+00
في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ سنوات، شهدت مدينة حلب، شمال سورية، الجمعة انطلاق "قمة سيليكون للتكنولوجيا والتحول الرقمي"، في فندق الشيراتون، برعاية محافظ حلب عزام الغريب، وحضور نخبة من الخبراء المحليين والدوليين، إلى جانب ممثلين عن كبرى الشركات التقنية في سورية والمنطقة.
ووصف بعض المشاركين القمة بأنها "أضخم حدث تقني تشهده البلاد منذ تحريرها"، وتمثل محطة فارقة في مشهد الابتكار الرقمي السوري، إذ جمعت بين العروض التكنولوجية، ومساحات العرض والتشبيك، والحوارات الفكرية والاقتصادية الهادفة، مع تركيز ملحوظ على تمكين الشباب السوري واحتضان مشاريعهم الريادية.
وقد تضمن الحدث معرضاً تقنياً متقدماً استعرض أحدث مشاريع الذكاء الاصطناعي والروبوتات، كما خُصصت في القمة مساحة للتشبيك الاستثماري، بهدف تحفيز رجال الأعمال والمستثمرين على تبنّي مبادرات ناشئة، وتوفير فرص عمل حقيقية للشباب، ولا سيما في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تعيشها سورية.
وتضمنت الجلسات الحوارية الافتتاحية نقاشات جريئة، منها جلسة حملت عنوان، "الاستثمار المحلي في مناطق النزاع"، حيث تناولت آليات إدارة المخاطر في القطاعين الخدمي والتجاري، وناقشت تحديات تأسيس بيئة أعمال آمنة في ظل أزمات مستمرة، مع دعوات لإعادة التفكير في أشكال الدعم الممكنة للمشاريع الناشئة.
في حين ركزت جلسة أخرى على تطويع الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية في قطاعات الصناعة والتعليم والخدمات، مؤكدة ضرورة إعداد كوادر شابة تمتلك المهارات الرقمية اللازمة. أما الجلسة الخاصة بقطاع النقل، فطرحت حلولاً تقنية مبتكرة نحو تحقيق نقل مستدام، يأخذ بعين الاعتبار الأعباء البيئية والاقتصادية، ويستفيد من أدوات التحول الرقمي لتجاوز العقبات البنيوية القديمة.
ويقول عمر الإسماعيل خريج هندسة تكنولوجيا المعلومات الرقمية وأحد المشاركين الشباب في القمة، في حديث لـ " العربي الجديد":"كنا نحلم فقط بفرصة لعرض أفكارنا، اليوم نشعر بأن هناك من يسمع، من يفتح لنا نافذة أمل"، ويضيف، "منذ سنوات، كنا نعمل في الظل، نطور أفكاراً ومشاريع باستخدام أبسط الإمكانات، من غرف صغيرة بلا كهرباء مستقرة أو إنترنت، نحاول أن نثبت لأنفسنا قبل غيرنا أن الإبداع لا يقيد بظروف الحرب. لكننا اليوم، ولأول مرة، نجد منصة حقيقية ننتمي إليها، نعرض فيها مشاريعنا أمام شركات وخبراء وممولين، ونحاورهم بندية، لا كطلاب بل كمبتكرين".
ويتابع عمر حديثه، مشيراً إلى أهمية هذه القمة مساحةً للتمكين: "ما يحدث هنا ليس مجرد معرض، بل تحول في نظرة المجتمع إلى الشباب. لأول مرة لا ينظر إلينا كضحايا أو مهاجرين محتملين، بل كصناع حلول. لقد زرعت هذه القمة فينا إحساساً بالمسؤولية، بأن هناك مستقبلًا يجب أن نشارك في بنائه، لا أن ننتظره فقط".
من جانبه قال مهندس البرمجيات الإلكترونية مازن الخطيب، في حديث لـ" العربي الجديد"، إن قمة سيليكون تمثل من وجهة نظره، منعطفاً حقيقياً في علاقة سورية بالتكنولوجيا الحديثة، لا من حيث الشكل فقط، بل من حيث إدراك الدولة والمجتمع لأهمية التحول الرقمي رافعةً اقتصاديةً وتنموية. وأشار إلى أن التكنولوجيا ليست مجرد أدوات أو برمجيات حديثة، بل هي نمط تفكير جديد، يتطلب إصلاحاً متزامناً على مستويات متعددة، أبرزها التعليم والإدارة والتشريع، مشدداً على أن أي محاولة جدية للرقمنة يجب أن تبنى على قاعدة معرفية راسخة وبنية تحتية متكاملة.
ولفت إلى أن البيئة السورية رغم ما تعانيه من تحديات ما تزال غنية بالكفاءات الشابة والطاقات الابتكارية، إلا أن هذه الطاقات، كما وصفها، "مهملة أو عالقة في دوائر ضيقة"، بسبب غياب منظومات الاحتضان والدعم المؤسسي. وبين أن غياب حاضنات الأعمال الفعالة وعدم وضوح مسارات التمويل والمواكبة التقنية، من شأنه أن يفقد هذه المشاريع الناشئة فرصتها في الاستمرار أو التطور.
ورأى الخطيب أن نجاح هذه القمة لا يقاس بعدد المشاريع المعروضة، بل بمدى قدرتها على تأسيس وعي وطني جديد تجاه التكنولوجيا، وتحفيز الجهات العامة والخاصة إلى تبني ثقافة التحول الرقمي في السياسات والبرامج. وختم بالإشارة إلى أن مرحلة ما بعد الحرب لا يمكن أن تُبنى بالأدوات التقليدية، بل هي في حاجة إلى تفكير مرن، قائم على التقنية والمعرفة، مؤكداً أن التحول الرقمي في سورية ليس ترفاً، بل ضرورة حيوية وأداة بقاء واستنهاض.
وتأتي قمة سيليكون للتكنولوجيا والتحول الرقمي في وقت تشهد فيه سورية محاولات متواضعة لاستعادة عافيتها الاقتصادية والاجتماعية بعد سنوات طويلة من الحرب التي أنهكت البنى التحتية وأضعفت بيئة الاستثمار والتعليم والابتكار. ومع محدودية الإمكانات وغياب الاستقرار المؤسسي، بدا المشهد الرقمي في البلاد حتى وقت قريب محصوراً بمبادرات فردية أو محاولات معزولة لا تجد دعماً مؤسسياً كافياً، وهنا تبرز أهمية هذه القمة بوصفها أول حدث تقني بهذا الحجم ينظم في الداخل السوري منذ أكثر من عقد.
## حوادث غرق اليمن: البحر يجرف 7 شبّان عند أحد شواطئ عدن
01 August 2025 06:16 PM UTC+00
في حادثة جديدة تُسجَّل عند سواحل اليمن أخيراً، غرق سبعة شبّان، اليوم الجمعة، خلال ممارستهم السباحة عند شاطئ منتجع "غولد مور" الواقع بمديرية التواهي في محافظة عدن جنوبي البلاد. وأفادت مصادر محلية "العربي الجديد" بأنّ الشبان السبعة من حيّ الممدارة في عدن، وهم دون الثالثة والعشرين من عمرهم، قد توجّهوا إلى الشاطئ صباح اليوم في رحل، قبل أن تجرفهم أمواج البحر الهائج. أضافت المصادر أنّ فرق الإنقاذ تمكّنت من انتشال أربع جثث، في حين أنّ ثلاثة  شبّان آخرين ما زالوا في عداد المفقودين. وعلى الرغم من استمرار البحث عنهم، غير أنّ من المرجّح أن يكونوا قد لقوا مصير رفاقهم الأربعة نفسه.
ويأتي غرق هؤلاء اليوم في عدن بعد نحو أسبوع من حادثة غرق مأساوية أخرى، سُجّل فيها مصرع ثلاثة أشقاء من أبناء محافظة مأرب (وسط) غرقاً، خلال ممارستهم السباحة عند شاطئ بمنطقة حلة غربي مدينة المكلا في محافظة حضرموت شرقي البلاد. وهؤلاء كانوا يشاركون في موسم "نجم البلدة" السياحي، الذي كان انطلق في 15 يوليو/ تموز الماضي.
وقد أفادت مصادر محلية بأنّ الأشقاء سليمان وصالح وحسين حمد شبيري كانوا من ضمن مجموعة من الوافدين إلى شاطئ الستين في المكلا للاستمتاع بالسباحة في مياه البحر المعروفة ببرودتها الشديدة في هذا الموسم، قبل أن تجرفهم الأمواج. وبعد ساعات، تمكّنت فرق الدفاع المدني من انتشال جثثهم، ثم نُقلوا بعدها إلى مسقط رأسهم في مأرب.
وتتكرّر حوادث الغرق في صيف اليمن، فيما تتزايد مطالبات الناس للسلطات الحكومية باتّخاذ الإجراءات اللازمة من أجل تأمين شواطئ البلاد، لا سيّما نشر فرق إنقاذ تكون في حالة جهوزية على مدار الساعة، بالإضافة إلى رفع لافتات تحذيرية واضحة، خصوصاً في فترات اضطراب البحر، من أجل الحفاظ على أرواح المواطنين.
تجدر الإشارة إلى أنّ السواحل اليمنية المطلّة على بحر العرب تشهد أمواجاً عالية في الفترة الممتدّة ما بين يونيو/ حزيران وسبتمبر/ أيلول من كلّ عام، إذ يكون البحر مضطرباً وأمواجه هائجة، وتسجّل بالتالي حوادث غرق عديدة، عدد منها مأساوي بالفعل.
## واشنطن عن انتقاد أعضاء كونغرس لـ"غزة الإنسانية": تنقذ حياة الناس
01 August 2025 06:21 PM UTC+00
ردت وزارة الخارجية الأميركية على رسالة 92 عضواً بالكونغرس التي طالبوا فيها بالتحقيق في هيكل ملكية مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) وآلية عملها في القطاع الفلسطيني، ومصادر تمويلها، بقولها إنها تشاطرهم القلق بشأن سلامة المدنيين في غزة وأنها تدين جميع الإجراءات التي تعوق توزيع الغذاء، وتبذل الجهود لتخفيف وطأة المعاناة الإنسانية في القطاع، وأنها "مع ذلك تحمل حركة حماس مسؤولية الأزمة الإنسانية الحالية"، ووصفت الوزارة المؤسسة بأنها مشروع "لإنقاذ الحياة" و"حل إبداعي".
ولم تجب وزارة الخارجية عن أي سؤال من الـ16 سؤالاً التي وجهها أعضاء الكونغرس الأميركي، مطالبينها بالتحقيق فيها والإجابة عنها، والتي شملت مطالب إيضاح الحساب الذي صرفت منه وزارة الخارجية الأموال التي قدمتها للمؤسسة وآليات الرقابة وفقاً للقانون الإنساني الأميركي والدولي، وآليات الإبلاغ، ومدى التزام مؤسسة غزة الإنسانية وشركات الأمن الخاصة التي تتعاون معها بالمعايير الأميركية للمنظمات الإنسانية، إضافة إلى توضيح تفاصيل اعتراضات الخبراء الأميركيين على التمويل ولماذا تم تجاهلها، وكذا الخطط لمعالجة المخاوف بشأن عسكرة مواقع المساعدات الأمنية، وتفاصيل العقود المبرمة بين المؤسسة والشركات الأمنية المتعاقدة معها.
وقالت الخارجية الأميركية رداً على مطالب أعضاء الكونغرس "... يجب أن نكون واضحين، حيث يتحمل إرهابيو حماس المسؤولية كاملة عن الأزمة الإنسانية الحالية والتي استهدفت المدنيين وأغرقت المنطقة كلها في الفوضى. وتواصل تعريض حياة الفلسطينيين للخطر باستمرار سيطرتها السياسية على القطاع والحضور بين المدنيين وسرقة المساعدات واستخدام العنف لتعطيل عمليات التسليم".
قامت إسرائيل على مدار الأشهر الماضية، بمنع دخول الطعام والدواء إلى غزة وتجويع أكثر من  مليونَي شخص، في إطار مخطط إسرائيلي كان يتم الإعداد له على مدار عامي 2024 و2025 يستهدف تحكمها في المساعدات الإنسانية ومراقبة من يحصلون عليها والتي انتهت بتأسيس مؤسسة غزة الإنسانية، وقتل الجيش الإسرائيلي على مدار الأسابيع الماضية أكثر من 1000 شخص مدني في طريقهم إلى مراكز المساعدات الإنسانية المدعومة أميركياً وإسرائيلياً، كما قتل الاحتلال على مدار العامين الماضيين عشرات الآلاف من الأطفال والنساء ودمر المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس.
وبينما تكرر إسرائيل والولايات المتحدة هذه المزاعم، نفت مراجعات الحكومة الأميركية والمؤسسات الأممية استيلاء حماس على المساعدات، كما أن الجهات الرسمية في إسرائيل كشفت مؤخراً أنه ليس لديها ما يثبت أن الحركة الفلسطينية استولت على المساعدات الإنسانية.
زعمت وزارة الخارجية في ردها الذي أرسلته إلى 92 عضواً بالكونغرس، أن مؤسسة غزة الِإنسانية نشأت استجابة للظروف الصعبة وأنها "قامت بتكييف عملياتها في منطقة حرب بما في ذلك سهولة الوصول إلى الطرق وضغط الحشود وسلامة المدنيين"، وأكدت وزارة الخارجية التزامها بحلول مبتكرة تقدم المساعدات بشكل آمن للمدنيين الفلسطينيين، وأنها "قدمت دعماً بـ30 مليون دولار لدعم جهود GHF المستمرة وأنها تشجع الشركاء الدوليين على تقديم الدعم المادي لعمل المؤسسة المنقذ للحياة".
اعتبرت الخارجية أن مؤسسة غزة الإنسانية لديها "سجل جيد في منع وقوع المساعدات في أيدي حماس أو اللصوص (على حد تعبيرها)، وقالت "هذا بالغ الأهمية لأن جميع الشحنات غير التابعة لها تفقد أو يتم اعتراضها قبل وصولها إلى مستحقيها"، وأضافت أنها تدعم المساءلة والشفافية وأنها تتوقع من السلطات الإسرائيلية معالجة أي ادعاءات وأنها "تدرس أن إسرائيل تجري تحقيقات في الحوادث الأمنية التي تم الإبلاغ عنها"، وأن تركيزها على "وصول المساعدات بطريقة آمنة وفعالة من دون المساس بالاستقرار الإقليمي الأوسع أو تمكين منظمات مصنفة إرهابية".
كان أعضاء الكونغرس في رسالتهم التي وجهوها إلى وزير الخارجية ماركو ربيو، قد عبّروا عن قلقهم من انتشار العنف في مراكز توزيع المساعدات التابعة لـ"غزة الإنسانية"، واستشهاد ما لا يقل عن 1000 شخص أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، منتقدين عدم استخدام الأساليب التقليدية المستندة إلى المبادئ الإنسانية المتفق عليها دولياً في توزيع المساعدات. وبحسب الأعضاء فإن "خطر العنف وطول فترات الانتظار ومحدودية توفير المساعدات يجبر مئات الآلاف على الاختيار بين المخاطرة بحياتهم أو البقاء بلا طعام"، ولفتوا إلى استقالة المدير التنفيذي الأول للمؤسسة وجندي البحرية السابق جيك وود، وإشارته إلى عدم التزامها بالمبادئ الإنسانية.
وطلب أعضاء الكونغرس، من وزير الخارجية ضرورة الكشف عن مصادر تمويل مؤسسة غزة الإنسانية بالكامل، مشيرين إلى تقارير عن تلقيها تمويلاً من إسرائيل رغم نفي المؤسسة العلني، كما لفتوا إلى حل الحكومة السويسرية فرعها في سويسرا، وقالوا في الرسالة "لم تنشر المؤسسة قائمة داعميها، وسجلت في ديلاوير في فبراير/شباط 2025، وصرحت علناً أنها تلقت ما لا يقل عن 119 مليون دولار من جهات مانحة أخرى، كما أفادت تقارير أن الحكومة الإسرائيلية ساهمت في تمويلها بـ280 مليوناً".
وأشار المشرعون الأميركيون إلى الخلل المتعلق بنظام وتكاليف تشغيل المؤسسة مقارنة بالمنظمات الإنسانية الأخرى، موضحين أنها تدير "4 مواقع لتوزيع المساعدات وتتعاقد مع شركتي سيف ريتش سوليوشنز SRS ويو جيه سوليوشنز UGS لتوفير الخدمات اللوجستية والأمن مع نماذج تسعير باهظة"، مؤكدين أن المجموعات المذكورة "لا تملك خبرة سابقة في المجال الإنساني، بما في ذلك الرئيس التنفيذي للمؤسسة جوني مور الحليف المقرب من الرئيس دونالد ترامب (..) مراكز التوزيع تعمل بطاقة استيعابية منخفضة وتكاليف باهظة تتجاوز كثيراً تكاليف تشغيل المنظمات الإنسانية ذات الخبرة".
## ترامب يأمر بنشر غواصتين نوويتين رداً على تصريحات روسية "استفزازية"
01 August 2025 07:00 PM UTC+00
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه أمر بنشر غواصتين نوويّتين رداً على تصريحات "استفزازية للغاية" أدلى بها مسؤول روسي. وجاء في منشور لترامب على منصّته تروث سوشال "استناداً إلى التصريحات الاستفزازية للغاية التي أطلقها الرئيس السابق لروسيا، دميتري ميدفيديف.. أمرت بنشر غواصتين نوويّتين في المناطق المناسبة، تحسباً لانطواء هذه التصريحات الغبية والتحريضية على ما هو أكثر من ذلك". وتابع ترامب "الكلمات مهمة جداً، وغالباً ما يمكن أن تؤدي إلى عواقب غير مقصودة، آمل ألا تكون هذه من تلك الحالات".
وكان مدفيديف، وهو حالياً نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، اعتبر في منشور على إكس في 28 يوليو/تموز السابق أن تحديد ترامب مهلة لموسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا، هو بمثابة "تهديد وخطوة نحو الحرب". ويهدّد ترامب بفرض عقوبات اقتصادية صارمة على روسيا إذا لم يوقف نظيره الروسي فلاديمير بوتين الأعمال العدائية في أوكرانيا بحلول نهاية الأسبوع المقبل.
ويدرس الرئيس الأميركي حالياً فرض عقوبات "ثانوية" على روسيا وهي عقوبات تستهدف عملياً الدول التي تشتري من موسكو النفط تحديداً، وذلك بهدف تجفيف هذا المصدر الأساسي لإيرادات المجهود الحربي الروسي. وإثر عودته إلى السلطة في يناير/كانون الثاني الفائت، أعرب ترامب عن استعداده للتفاوض مع الرئيس الروسي وحاول التقارب معه وانتقد المساعدات الضخمة التي قدّمتها واشنطن لكييف في عهد سلفه جو بايدن. لكنّ عدم تجاوب بوتين على النحو الذي يريده ترامب مع مبادراته أثار "استياء" و"خيبة أمل" الرئيس الأميركي، خصوصاً لعدم موافقة الرئيس الروسي على وقف لإطلاق النار تطمح إليه كييف وواشنطن.
ومع استمرار العد التنازلي لانقضاء المهلة البالغة عشرة أيام والتي حددها ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا وتُحسب اعتباراً من تاريخ 29 يوليو/تموز الماضي، لا تبدو روسيا متخوفة من تحقيق سيد البيت الأبيض وعيده بفرض رسوم تصل إلى 100% على مشتري موارد الطاقة الروسية، وفي مقدمتهم الصين والهند اللتان تعتمد عليهما موسكو ملاذاً بديلاً لصادراتها النفطية بعد إغلاق السوق الأوروبية.
كما لم يُفضِ بدء العد التنازلي لفرض رسوم ترامب إلى تبلور أي بوادر لإنهاء حرب أوكرانيا أو تجميد النزاع على الأقل، إذ تواصل روسيا تقدمها على الأرض، معلنة أمس الخميس، إحكام السيطرة على مدينة تشاسيف يار الواقعة في مقاطعة دونيتسك التي ضمت روسيا في عام 2022 تحت مسمى "جمهورية دونيتسك الشعبية"، رغم نفي المتحدث باسم "مجموعة القوات الاستراتيجية العملياتية خورتيستيا" فيكتور تريغوبوف في حديثٍ لوكالة فرانس برس ذلك أمس الخميس، مشيراً إلى أنه ينصح دائماً "بعدم اعتبار وزارة الدفاع الروسية مصدراً للمعلومات. إنهم ببساطة يكذبون بشكل ممنهج، وجعلنا نعلق على أكاذيبهم الأخيرة في كل مرة أمر خاطئ".
(فرانس برس، العربي الجديد)
## أزمة في مدريد.. تمسّك جماعي بالبقاء وصراع مفتوح بين أندريك وغارسيا
01 August 2025 07:09 PM UTC+00
يواصل نادي ريال مدريد رسم ملامح تشكيلته للموسم الجديد، وسط قرارات صعبة على طاولة الجهاز الفني، بقيادة الإسباني تشابي ألونسو (43 عاماً)، الذي يسعى إلى حسم القائمة التي سيعتمد عليها في الموسم المقبل. وفي الوقت الذي تعمل فيه إدارة "الميرينغي" على تخفيض كتلة الأجور من خلال تسويق اللاعبين غير المدرجين ضمن خطط المدرب، اصطدمت بموقف جماعي من هؤلاء، إذ لم يُبدِ أي منهم رغبة في الرحيل، متمسكين بمكانتهم داخل أسوار النادي الملكي، رغم إدراكهم تراجُعَ حظوظهم في الحصول على دقائق لعب منتظمة.
ويتمثّل التحدي الأول للمدرب الجديد لريال مدريد، تشابي ألونسو، في تحديد هوية المهاجم الاحتياطي للنجم الفرنسي، كيليان مبابي (26 عاماً)، في الخط الأمامي. ووفقاً لما أوردته صحيفتا آس وماركا الإسبانيتان، الجمعة، فإن إدارة النادي الملكي لا تنوي الاحتفاظ بأكثر من مهاجم بديل واحد لمبابي، ما يفرض على الجهاز الفني حسم قراره بين اسمين بارزين: البرازيلي الواعد إندريك (19 عاماً)، الذي يُصنّف ضمن أبرز المواهب الصاعدة، ويُعوّل عليه مستقبلاً، والإسباني المتألق، غونزالو غارسيا (21 عاماً)، الذي خطف الأضواء مؤخراً في كأس العالم للأندية، بعدما أنهاها هدافاً للفريق، مقدماً مستويات مميزة لفتت أنظار الأندية الأوروبية.
وتأتي الصعوبة  في ظل رفض كليهما مغادرة الفريق، سواء بالإعارة أو البيع، فالمشكلة لا تتعلق بالقدرات بل بتجميد أحدهما خياراً ثالثاً، ما قد يعرقل تطوره. إذ يرى إندريك أنه جدير بالفرصة للاندماج ونيل دقائق لعب أكثر، بينما يتمسك غونزالو بالبقاء بعد تألقه في كأس العالم للأندية.
وفي السياق نفسه، لا تقتصر مشكلات ريال مدريد على أزمة الثنائي: إندريك وغونزالو غارسيا فحسب، بل تتعدّاها إلى ملف أوسع تسعى من خلاله إدارة النادي إلى تقليص عدد اللاعبين وتخفيف الأعباء المالية المتزايدة. وحتى الآن، لم يُسجل أي خروج رسمي من التشكيلة، رغم تعدد التقارير التي تتحدث عن عروض محتملة لعدة لاعبين، أبرزهم البرازيلي رودريغو (24 عاماً)، الذي ارتبط اسمه بمحادثات انتقال، من دون أن تتبلور الأمور إلى اتفاق نهائي. كما طُرح اسم مواطنه فينيسيوس جونيور (25 عاماً) على طاولة الاهتمامات من أحد الأندية السعودية، ما فتح باب الجدل حول إمكانية التفريط فيه في حال وُجد عرض ضخم.
وعلى مستوى الدفاع، تتعقّد وضعية الظهير الفرنسي، فيرلان ميندي (30 عاماً)، في ظل التعاقد مع الإسباني ألفارو كاريراس (22 عاماً)، وتألّق مواطنه فران غارسيا (25 عاماً)، ما يطرح علامات استفهام حول مستقبله داخل التشكيلة، إضافة إلى وضعية النمساوي دافيد ألابا (33 عاماً) صاحب ثاني أعلى أجرة في الفريق، والذي بات بعيداً عن مستوياته مع تجدد إصابته بعد كل عودة إلى الملاعب، أما على مستوى خط الوسط، فإن التحديات مضاعفة، فمنذ رحيل الثنائي التاريخي: الكرواتي لوكا مودريتش (39 عاماً) والألماني توني كروس (35 عاماً)، يسعى "الميرينغي" إلى إعادة بناء هذا الخط الحساس، عبر تحديد العناصر التي يمكن الاعتماد عليها مستقبلاً، سواء من خلال تصعيد لاعبين شباب، أو دخول السوق مجدداً، لاستقدام أسماء جديدة قادرة على منح التوازن المطلوب.
وقبل إسدال الستار على سوق الانتقالات الصيفية، تبدو المهمة أكثر تعقيداً أمام إدارة ريال مدريد والمدرب تشابي ألونسو، إذ تلوح الحاجة الملحّة إلى وضع خريطة طريق واضحة المعالم تُراعي توازن التشكيلة، وتُسهم في التخلص من فائض اللاعبين الاحتياطيين، الذين لن يكون لهم دور فعّال في الموسم المقبل. كون استمرار التكدّس في بعض المراكز سيؤثر سلباً على الانسجام الفني، ويزيد من التوتر داخل غرفة الملابس.
## زميل جواو فيليكس السابق يكشف سبب فشله في أوروبا
01 August 2025 07:09 PM UTC+00
كشف اللاعب الإسباني ساؤول نيغيز (30 عاماً) سبب فشل اللاعب البرتغالي جواو فيليكس (25 عاماً) في الوصول إلى قمة مستواه، بعدما كان في بداية مسيرته واحداً من اللاعبين الذين يُنظر إليهم أنهم نجوم للمستقبل، لكنه في نهاية الأمر لم يستطع تحقيق مراده، إذ ترك القارة الأوروبية ليوقع مع نادي النصر السعودي، حيث سيحاول هناك التألق مجدداً وإحياء مسيرته.
وقال نيغيز في تصريحاتٍ نقلتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية: "موهبة فيليكس لا قيمة لها لافتقاره إلى أساسيات العمل، يمتلك جواو كلّ المقومات ليكون لاعباً استثنائياً، ولكن مهما بلغت من براعة، فإن لم تعمل فلا قيمة لك، سمعتُ عبارةً لباكو خيميز (مدرب إسباني) مفادها أن الموهبة من دون عمل لا قيمة لها. حاول الكثير منا مساعدة جواو، ولكن إن لم ترغب في ذلك...".
وأصبح جواو فيليكس أحد أغلى اللاعبين في التاريخ عندما تعاقد معه أتلتيكو مدريد مقابل 113 مليون جنيه إسترليني من بنفيكا في عام 2019، ثم ضمّه تشلسي مقابل 46.3 مليون جنيه إسترليني قبل عام، ولعب في الموسم الماضي مع نادي ميلان معاراً وقبلها مع برشلونة، لكنه قرر مغادرة ستامفورد بريدج نهائياً مقابل 26 مليون جنيه فقط في صفقة قد ترتفع إلى 43.7 مليون جنيه إسترليني.
ولا يشكك الكثيرون في مهارة فيليكس مع الكرة، خاصة أنّه كان الفتى الذهبي لأوروبا في عام 2019، لكنه لم ينجح في إخراج تلك الموهبة الفطرية على أرض الملعب في القارة الأوروبية، وهو الآن أمام رحلة وتجربة جديدة، قد يلقى فيها دعماً في نادي النصر بحكم وجود مواطنه الأسطورة كريستيانو رونالدو.
وشارك فيليكس في 20 مباراة مع تشلسي في النصف الأول من الموسم، لكنه لم يبدأ أساسياً سوى في ثلاث مباريات فقط في الدوري الإنكليزي الممتاز، قبل أن ينتقل إلى ميلان على سبيل الإعارة في يناير/كانون الثاني، مع العلم أن البلوز ودّعه في بيانٍ رسمي قال فيه: "نشكر جواو على جهوده خلال فترتيه مع النادي، ونتمنى له كل التوفيق في المستقبل".
وكان من المتوقع عودة فيليكس إلى نادي طفولته بنفيكا، لكن هذه الخطوة لم يُكتب لها النجاح، بعدما دخل نادي النصر على الخط في ظلّ سعية للمنافسة على الألقاب، وهي تجربة سيحاول فيها اللاعب البرتغالي إظهار كلّ إمكاناته، في محاولة أيضاً للبقاء حاضراً في منتخب البرتغال قبل أقل من عام على انطلاق كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة.
## نجمة اليد التونسية الغاوي تختار تمثيل رومانيا.. وهذه تفاصيل القصة
01 August 2025 07:53 PM UTC+00
فاجأت نجمة كرة اليد التونسية أسماء الغاوي (33 عاماً) الجماهير والمتابعين باختيارها تمثيل منتخب رومانيا، بعدما لعبت سنوات طويلة لمنتخب بلادها، وحصلت معه على تتويج تاريخي بلقب بطولة كأس أمم أفريقيا عام 2014.
وشهدت قائمة المنتخب الروماني، خلال المعسكر المقام حاليّاً في العاصمة بوخارست، انضمام اللاعبة التونسية بشكل مفاجئ، لتدخل ضمن حسابات الفريق استعداداً لبطولة العالم لكرة اليد للسيدات 2025 التي ستقام في دولتي ألمانيا وهولندا، وذلك خلال الفترة الممتدة من 26 نوفمبر/ تشرين الثاني  إلى 14 ديسمبر/ كانون الأول القادمين.
وبحسب المعطيات التي حصل عليها "العربي الجديد" اليوم الجمعة، فإنّ الغاوي حصلت أخيراً على الجنسية الرومانية نظراً لأنها تقيم في هذا البلد الأوروبي منذ أكثر من خمس سنوات، حيث تلعب لنادي رامينكو فالاتشيا، مستغلّة قوانين الاتحاد الدولي لكرة اليد، التي تسمح لها بتمثيل منتخب آخر، إذا بقيت عامين متتاليين من دون أن تلعب لبلدها الأصلي.
وهكذا، يصبح في رصيد الغاوي ثلاث جنسيات، وهي التونسية والرومانية والمجرية التي حصلت عليها عند احترافها في الدوري المجري خلال الفترة الممتدة بين عامي 2015 و2019، لكن لاعبة الدائرة كانت في كل مرة تؤكد أنها لن تمثل إلا تونس في تصريحاتها الإعلامية رغم "شعورها بالظلم والتهميش" خلال السنوات التي قضّتها في منتخب بلادها، قبل أن تراجع موقفها باختيار اللعب لرومانيا.
وانقطعت الغاوي في بداية الأمر عن تمثيل منتخب تونس أربع سنوات، وعادت عام 2022 لتمثيل بلادها بعدما بادر الاتحاد المحلي للعبة بتكريمها، وأعلن فتح صفحة جديدة مع النجمة المتألقة، بالإضافة إلى منحها شارة قيادة الفريق، غير أنها تراجعت سريعاً وقررت مرة أخرى وضع حدّ لمسيرتها الدولية مع منتخب تونس، ورفضت كل الدعوات التي تلقتها للمشاركة في المعسكرات والمنافسات الرسمية.
## النيابة العامة الإسبانية تطالب بسجن أسينسيو لعامين ونصف العام
01 August 2025 07:53 PM UTC+00
طالبت النيابة العامة الإسبانية، اليوم الجمعة، بسجن مدافع نادي ريال مدريد، راؤول أسينسيو (22 عاماً)، لمدة عامين ونصف العام، وذلك على خلفية تورطه في قضية تتعلق بنشر صور خاصة ذات طابع غير أخلاقي، في واقعة أثارت الكثير من الجدل في الأشهر الماضية.
وذكرت صحيفة ماركا الإسبانية أن التحقيقات القضائية، التي استمرت طوال الفترة الماضية، قامت بإظهار مدافع نادي ريال مدريد، راؤول أسينسيو، على أنه شارك في نشر صور ومحتوى خاص لامرأتين، إحداهما قاصر، من دون علمهما أو موافقتهما، ما يعد انتهاكاً مباشراً لقوانين الخصوصية وحماية القُصر في المملكة، ما يعني أن صاحب الـ 22 عاماً يواجه عقوبة السجن، على خلفية القضية التي لاقت اهتماماً واسعاً من قِبل وسائل الإعلام العالمية.
وأوضحت أن القاضي المسؤول عن قضية راؤول أسينسيو قرر فتح محاكمة علنية ضد مدافع ريال مدريد، إلى جانب ثلاثة لاعبين سابقين من فرق الشباب لدى نادي العاصمة، وهم: أندريس غارسيا، وفيران رويز وخوان رودريغو، إذ تعود القضية إلى العام الماضي، عندما ظهرت مزاعم بمشاركة المذكورين أعلاه محتوى غير لائق، تم تداوله بشكل غير قانوني عبر تطبيقات الهواتف المحمولة، ما دفع السلطات المحلية إلى فتح تحقيق رسمي.
وختمت الصحيفة تقريرها أن النيابة العامة الإسبانية تطالب بتوقيع عقوبة السجن على جميع المتهمين في القضية، خاصة في ظل وجود أدلة رقمية تشير إلى تورطهم المباشر في مشاركة الصور، من دون تصريح، ما يمثل خرقاً واضحاً للقانون، إذ تُعد هذه القضية من القضايا الحساسة في الأوساط الرياضية الإسبانية، لارتباطها بنادٍ بحجم ريال مدريد، ومن المنتظر أن تشهد المحاكمة اهتماماً إعلامياً واسعاً، خلال الأسابيع المقبلة، في ظل مطالبات الرأي العام بتطبيق القانون، من دون النظر إلى الأسماء أو الانتماءات.
## من فرويد إلى ماركيز.. تحوّلات القرن العشرين في ثلاثين كتاباً
01 August 2025 07:58 PM UTC+00
من "تفسير الأحلام" لسيغموند فرويد إلى "في الشعر الجاهلي" لطه حسين، ومن "عوليس" لجيمس جويس و"1984" لجورج أورويل، و"الغريب" لألبير كامو، إلى "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ، و"الصخب والعنف" لويليام فوكنر، و"الخطيئة والتكفير" لعبد الله الغذامي. هي أعمال أدبية وفكرية تنتمي إلى سياقات وتيارات متباينة، وقد لا تجمعها قواسم موضوعاتية واضحة. لكن ما يوحّدها جميعاً هو أنها صدرت خلال القرن العشرين. فهل يمكن، إذاً، قراءة هذا القرن وتحولاته الكبرى من خلال ثلاثين كتاباً شكّلت ملامحه الفكرية والجمالية؟
أعمال شكّلت وعي العالم
"ما وراء الأغلفة.. روائع القرن العشرين" عنوان كتاب صدر حديثاً للشاعر السعودي إبراهيم زولي عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان، يرصد فيه ثلاثين عملاً أدبياً وفكرياً صدرت خلال القرن الماضي، لنستكشف معاً كيف شكّلت هذه الأعمال وعي العالم، وكيف استحالت إلى جسور تربط بين الشرق والغرب، والأدب والفلسفة، والفرد والمجتمع، من الرواية إلى الشعر، ومن الفلسفة إلى النقد الاجتماعي والسياسي.
يرى زولي في مقدمة كتابه أن "القرن العشرين كان بمثابة مختبر للأفكار"، إذ شهد صعود الأيديولوجيات الكبرى وانهيارها، وتفكك الإمبراطوريات، وولادة حركات التحرر في العالم الثالث. وبحسب الكاتب، فإن أهمية هذا القرن لا تكمن فقط في غنى إنتاجه الفكري والأدبي، بل في كونه فترة تحوّل جذري. ففيه ظهرت الحداثة وما بعد الحداثة، وتعرّضت الأطر التقليدية في الرواية والشعر والفلسفة للتفكيك وإعادة البناء، بما عكس التحولات العميقة في الوعي الإنساني والعلاقات الاجتماعية والسياسية.
ينطلق المؤلف من العالم العربي مع "زينب" لمحمد حسين هيكل، أول رواية عربية بالمعنى الحديث، ثم يعبر إلى روسيا مع "الأم" لمكسيم غوركي، أحد أبرز أعمال الأدب الاشتراكي. من هناك، يتوقف في اليونان مع "زوربا" لنيكوس كازانتزاكي، وهي رواية تحتفي بالحرية والروح الإنسانية، قبل أن يصل إلى المكسيك مع "بدرو بارامو" لخوان رولفو، العمل الذي ألهم تيار الواقعية السحرية في أميركا اللاتينية.
هويات ثقافية وفكرية متنوعة
في "المسخ" لفرانز كافكا، نجد انعكاساً حاداً للاغتراب الفردي في عالم يزداد جموداً وتجريداً، بينما يقدم جيمس جويس في "عوليس" مغامرة لغوية وفكرية تعيد تعريف شكل الرواية الحديثة ومعناها. ومن جهة أخرى، يعبّر عمل "الجنس الآخر" لسيمون دي بوفوار عن صوت المرأة في مواجهة التمييز البنيوي، في حين تجسّد رواية "محبوبة" لتوني موريسون مأساة العبودية وآثارها النفسية والاجتماعية العميقة عبر أجيال متعاقبة.
ولا تقتصر القائمة على الأعمال الأدبية، بل تمتد لتشمل نصوصاً فكرية أثارت جدلاً وتحولات كبرى، مثل "الإسلام وأصول الحكم" لعلي عبد الرازق، و"الاستشراق" لإدوارد سعيد، و"تكوين العقل العربي" لمحمد عابد الجابري، بوصفها محاولات لإعادة فحص الهوية الثقافية والفكرية في مواجهة الاستعمار والحداثة، فيما يقدم ميشيل فوكو في "تاريخ الجنون" تأملاً عميقاً في كيفية تعامل المجتمعات مع الآخر، سواء كان المجنون أو المنبوذ أو المهمّش.
من الكتب التي يقف عندها زولي أيضاً: "الأرض اليباب" لإليوت، و"في انتظار غودو" لصمويل بيكيت، و"المياه كلها بلون الغرق" لإميل سيوران، و"اسم الوردة" لأمبرتو إيكو، و"مائة عام من العزلة" لغابرييل غارسيا ماركيز.
بطاقة
شاعر وكاتب سعودي من مواليد مدينة ضمد في منطقة جازان عام 1968. حاصل على إجازة في اللغة العربية وآدابها. عمل في التدريس. صدرت له تسع مجموعات شعرية، من بينها: "رويداً باتجاه الأرض" (1996)، و"رجالٌ يجوبونَ أعضاءنا" (2009)، و"قصائد ضالّة: كائنات تمارس شعيرة الفوضى" (2010)، و"من جهة معتمة" (2013)، و"حرس شخصي للوحشة" (2015). تُرجم عددٌ من نصوصه إلى الإنكليزية والفرنسية.
## 26 ألف يهودي أميركي يوقعون على عريضة تطالب بدخول المساعدات إلى غزة
01 August 2025 08:06 PM UTC+00
وقع أكثر من 26 ألف يهودي أميركي وحاخام ورجل دين على عريضة تطالب بدخول المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة وإنهاء حصار الحكومة الإسرائيلية لدخولها، حيث وقع نحو 25 ألفاً و437 شخصاً و781 حاخاماً على العريضة. ويسعى مطلقو حملة يهود من أجل المساعدات الإنسانية لسكان غزة، إلى الوصول بالتوقيعات إلى 36 ألف يهودي في مختلف أنحاء البلاد.
ونشرت الحملة إعلاناً على صفحة كاملة في صحيفة نيويورك تايمز هذا الأسبوع، تضمن رسالة جاء فيها "وحدة الجالية اليهودية حول هذه الرسالة يعد بياناً قوياً للتضامن مع الفلسطينيين في غزة، ورسالة إلى صانعي القرار والمسؤولين المنتخبين ليعلموا أن اليهود في جميع أنحاء العالم يعارضون سياسة الحكومة الإسرائيلية في التجويع القسري".
كما ألقت قوات الأمن بمدينة نيويورك، اليوم الجمعة، القبض على عدد من أعضاء الحملة، بعد تجمعهم أمام مكتبي السيناتور الديمقراطي تشاك شومر زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ الأميركي، والسيناتور كيرستن غيليبراند، للمطالبة بالوقف الفوري لتجويع غزة، ووجه المحتجون انتقادات حادة إلى الحكومة الأميركية، ورفعوا شعارات "أوقفوا تجويع غزة".
وتطالب الحملة بوقف تجويع غزة، كما وجهت انتقادات حادة إلى مؤسسة غزة الإنسانية. وأشاروا إلى أنها لا تفي بالحاجة وأنها تُستخدم مواقعَ للعنف ضد المدنيين الذين يحاولون إطعام أسرهم، وأشاروا إلى دعمهم لمطبخ غزة الخيري الذي يدار في غزة من قبل هاني المدهون مدير الأعمال الخيرية في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ويقف وراء هذه الحملة عدد من المنظمات من بينها "حاخامات من أجل وقف إطلاق النار، وإن لم يكن الآن، ويهود من أجل العدالة العرقية والاقتصادية".
ومنعت إسرائيل على مدار الأشهر الماضية، دخول الطعام والدواء إلى غزة وجوعت أكثر من مليونَي شخص في القطاع، في إطار مخطط إسرائيلي كان يتم الإعداد له على مدار عامي 2024 و2025 يستهدف تحكمها في المساعدات الإنسانية ومراقبة من يحصلون عليها والتي انتهت بتأسيس مؤسسة غزة الإنسانية، وقتل الجيش الإسرائيلي على مدار الأسابيع الماضية أكثر من 1000 شخص مدني في طريقهم إلى مراكز المساعدات الإنسانية المدعومة أميركياً وإسرائيلياً، كما قتل الاحتلال على مدار العامين الماضيين عشرات الآلاف من الأطفال والنساء ودمر المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس.
## وزير الخارجية التركي يستقبل رئيس مجلس قيادة حماس
01 August 2025 08:06 PM UTC+00
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال لقائه، مساء اليوم الجمعة، في إسطنبول، وفداً من قيادة حركة حماس برئاسة رئيس مجلسها القيادي محمد درويش رفض أنقرة القاطع لخطوات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى تهجير الفلسطينيين من غزة وضم الضفة الغربية، وذلك وفق ما أوردته وكالة "الأناضول" للأنباء. ووفق المصدر نفسه، قال فيدان لدرويش إن "إسرائيل تهدف من خلال إطالة مفاوضات وقف إطلاق النار لكسر صمود الفلسطينيين في غزة وبالتالي إجبارهم على النزوح من أرضهم".
وبحسب ما أكدته مصادر من وزارة الخارجية لوسائل الإعلام التركية، فقد أشار وفد حركة حماس إلى أن كمية المساعدات الإنسانية المسموح بدخولها إلى غزة لا تلبي الاحتياجات، وأن إسرائيل اتخذت موقفاً متشدداً في مفاوضات وقف إطلاق النار. من ناحيته، أشار فيدان إلى أن إسرائيل تواصل سياسة الإبادة الجماعية بتجويع سكان غزة، وأن هذا النهج يُظهر عدم جدية حكومة بنيامين نتنياهو في التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وتطرق وزير الخارجية التركي إلى تنامي الدعم الشعبي العالمي للفلسطينيين، مشيراً إلى أنه نتيجة للضغط الشعبي، تعترف المزيد من الدول بدولة فلسطين، بينما تزداد عزلة إسرائيل، مشدداً على أن دعم تركيا القضية الفلسطينية سيستمر بأقوى صورة. ويأتي استقبال وفد حركة حماس بعد مكالمتين هاتفيتين أجراهما فيدان في وقت سابق اليوم مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومشاركته في القمة التركية الليبية الإيطالية للتعاون المشترك.
وذكرت مصادر في وزارة الخارجية التركية، لـ"الأناضول"، أن فيدان بحث مع بن عبد الرحمن آل ثاني الجهود الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وبحث وزير الخارجية التركي مع نظيره السعودي آخر التطورات في قطاع غزة وسورية. وأفادت مصادر دبلوماسية تركية "الأناضول" بأن الجانبين تناولا الوضع في غزة، وبحثا الخطوات الممكن اتخاذها للاعتراف بدولة فلسطين في إطار القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول آخر المستجدات على الساحة السورية، وفق المصادر نفسها.
من جانبها قالت حركة حماس إن اللقاء الذي أجراه وفدها القيادي بحث "آخر التطورات السياسية وجهود وقف جرائم الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا، وخاصة جريمة التجويع ضمن العدوان المتواصل على قطاع غزة، ومحاولات التهجير في غزة والضفة، والاستيطان ومصادرة الأراضي وتهويد القدس". وأضافت في بيان أن درويش استعرض "ما يقوم به الاحتلال المجرم في غزة من تطهير عرقي وجريمة التجويع ومنع الغذاء والدواء وكل سبل الحياة ضمن جريمة الإبادة الجماعية".
وأكد درويش "استعداد الحركة للعودة إلى المفاوضات فور انتهاء الأزمة الإنسانية وإدخال المساعدات بشكل كافٍ" إلى غزة، مشدداً على أن "المقاومة الفلسطينية مستمرة ومتمسكة بالدفاع عن حقوق شعبنا في الحرية والكرامة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس".
من ناحية أخرى، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، إن "غزة تشهد أبشع إبادة جماعية أمام ما يسمى العالم المتحضر، حيث تجرى عملية محو الإنسانية فيها". جاء ذلك في كلمة له خلال فعالية طلابية في إسطنبول، أفاد فيها بأن تركيا تتابع ما يجري في غزة التي "دمرتها شبكة الإجرام الصهيونية"، حيث يعاني الفلسطينيون من الجوع والعطش وانعدام الأدوية.
وأضاف: "تصل إلينا أخبار استشهاد النساء والأطفال بسبب الجوع، والآباء والأمهات يسيرون كيلومترات بين الأنقاض بحثاً عن الماء والطحين". وشدد على أن تركيا لم تدر ظهرها للفلسطينيين رغم التهديدات وترفع صوتها إزاء هذا المشهد، وأنها "ردت بحزم" على الوحشية في غزة منذ اليوم الأول. وأفاد بأن تركيا "لم تترك أهل غزة أبداً، أوصلت إليهم المساعدات وأوقفت التجارة تماماً مع إسرائيل، وعبر الجهود الدبلوماسية دائماً تقف مع فلسطين، تركيا لم تدر ظهرها للفلسطينيين رغم التهديدات ولم تتراجع عن دعم القضية الفلسطينية". وأعرب أردوغان عن أمله بانتهاء الظلم "في غزة وفلسطين تماماً كما حصل في سورية، وأنه يوماً ما سينتهي الظلم وتتوقف الدماء وتبقى فلسطين شامخة".
## "رويترز": ترامب يريد ضم أذربيجان ودول بآسيا الوسطى لاتفاقيات إبراهام
01 August 2025 08:19 PM UTC+00
ذكرت خمسة مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تناقش بنشاط مع أذربيجان إمكانية ضمها هي وبعض الحلفاء في آسيا الوسطى إلى اتفاقيات أبراهام (اتفاقيات التطبيع)، على أمل تعزيز علاقاتهم القائمة مع إسرائيل. وبموجب اتفاقيات أبراهام التي أُبرمت في عامي 2020 و2021 خلال فترة ولاية ترامب الأولى في رئاسة الولايات المتحدة، وافقت أربع دول ذات أغلبية مسلمة على تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بعد وساطة أميركية.
وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها إن أذربيجان وكل دول آسيا الوسطى لديها بالفعل علاقات طويلة الأمد مع إسرائيل، ما يعني أن توسيع الاتفاقيات لتشمل هذه الدول سيكون خطوة رمزية إلى حد كبير، وأن التركيز سينصب على تعزيز العلاقات في مجالات مثل التجارة والتعاون العسكري.
ويعكس هذا التوسع انفتاح ترامب على اتفاقيات أقل طموحا من هدف إدارته المتمثل في إقناع السعودية ذات الثقل الإقليمي في الشرق الأوسط بإقامة علاقات مع إسرائيل، في وقت تحتدم فيه الحرب على قطاع غزة. وقالت المملكة مرارا إنها لن تعترف بإسرائيل من دون خطوات باتجاه اعتراف إسرائيل بدولة فلسطينية. وأدى ارتفاع عدد الشهداء في غزة والمجاعة في القطاع بسبب عرقلة المساعدات والعمليات العسكرية الإسرائيلية إلى تفاقم الغضب العربي، ما ترتب عليه تعثر الجهود لإضافة المزيد من الدول ذات الأغلبية المسلمة إلى اتفاقيات أبراهام.
وقالت السلطات الصحية في القطاع إن حرب غزة أودت بحياة أكثر من 60 ألف شخص من بينهم عشرات الآلاف من النساء والأطفال، وهو ما أثار غضبا عالميا. وأعلنت كندا وفرنسا وبريطانيا في الآونة الأخيرة عزمها الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.
وقالت ثلاثة مصادر إن نقطة الخلاف الرئيسية الأخرى هي صراع أذربيجان مع جارتها أرمينيا، إذ تعتبر إدارة ترامب اتفاق السلام بين الدولتين الواقعتين في منطقة القوقاز شرطا مسبقا للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام. وفي حين طرح مسؤولون من إدارة ترامب علنا أسماء عدة دول محتملة للانضمام إلى الاتفاقيات، ذكرت المصادر أن المحادثات التي تركزت على أذربيجان من بين الأكثر تنظيما وجدية. وقال مصدران إن من الممكن التوصل إلى اتفاق في غضون أشهر أو حتى أسابيع.
وسافر ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب الخاص لمهام السلام، إلى باكو، عاصمة أذربيجان، في مارس/ آذار الفائت، للقاء الرئيس إلهام علييف. وذكرت ثلاثة مصادر أن أرييه لايتستون، أحد أبرز مساعدي ويتكوف، التقى بعلييف في وقت لاحق من فصل الربيع لمناقشة اتفاقيات أبراهام. وفي إطار هذه المناقشات، تواصل مسؤولون من أذربيجان مع نظراء لهم من دول آسيا الوسطى، بما في ذلك كازاخستان المجاورة، لقياس مدى اهتمامهم بتوسيع نطاق اتفاقيات أبراهام، وفقا لما ذكرته المصادر نفسها.
ولم يتضح بعدُ أي دول أخرى في آسيا الوسطى، التي تشمل كازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان وطاجكستان وقرغيزستان، جرى التواصل معها. ولم تتطرق وزارة الخارجية الأميركية، عندما طلب منها التعليق، إلى دول محددة، لكنها قالت إن توسيع نطاق الاتفاقيات هو أحد الأهداف الرئيسية لترامب. وقال مسؤول أميركي: "نعمل على انضمام المزيد من الدول". وأحجمت حكومة أذربيجان عن التعليق. ولم يرد البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الإسرائيلية أو سفارة كازاخستان في واشنطن على طلبات للتعليق. ولن تؤدي أي اتفاقات جديدة إلى تعديل اتفاقيات أبراهام السابقة التي وقعتها إسرائيل.
(رويترز)
## الحسين إربد يستعرض والرمثا يهزم الوحدات في انطلاق الدوري الأردني
01 August 2025 08:39 PM UTC+00
استعرض نادي الحسين إربد قوته الهجومية الضاربة، بعدما حقق فوزاً عريضاً على ضيفه فريق الأهلي، في المواجهة، التي جمعت بينهما اليوم الجمعة، بخمسة أهداف مقابل هدفين، فيما تجرع الوحدات مرارة الهزيمة على يد الرمثا بهدف نظيف، ضمن منافسات الجولة الأولى من الدوري الأردني لكرة القدم.
وفي المواجهة الأولى، تقدم بطل الدوري الأردني لكرة القدم بهدف عكسي في الدقيقة الـ33 من عمر الشوط الأول، بعدما أحرز محمد الرزام هدفاً عن طريق الخطأ في مرماه، ثم أضاف وسام الريالات الهدف الثاني لصالح الحسين إربد في الدقيقة الـ41، لكن الأهلي استطاع العودة بالنتيجة بفضل نجمه المتألق محمد حداد في الدقيقة الـ42.
واستطاع النادي الأهلي إدراك التعادل في الدقيقة الـ70 من عمر الشوط الثاني بفضل محمد الشطي الذي نفذ ركلة الجزاء بنجاح، لكن الحسين إربد انتفض سريعاً، واستطاع عبر نجمه الألباني لويس كاكوري إحراز الهدف الثالث، فيما نجح البديل محمود خروبة في تسجيل الهدفين الرابع والخامس لصالح بطل الدوري الأردني لكرة القدم في الدقيقتين الـ90 والـ92، ليخطف  ثلاث نقاط ثمينة تحت قيادة مدربه البرتغالي كيم ماتشادو في بداية رحلة الموسم الجديد 2025-2026.
وفي المواجهة الثانية من منافسات الجولة الأولى في الدوري الأردني لكرة القدم، نال نادي الوحدات الهزيمة الأولى في الموسم الجديد علي يد الرمثا بهدف مقابل لا شيء، بعدما شهدت المباراة عدم قدرة لاعبي "المارد" الأخضر على ترجمة الفرص التي لاحت لهم أمام حارس مرمى الفريق المنافس، الذي خطف ثلاث نقاط ثمينة بفضل الهدف الوحيد الذي سجله النجم حمزة الدردور في الدقيقة الـ63، ما وضع مدرب الفريق قيس اليعقوبي في موقف حرج مع لاعبيه أمام الجماهير.
## منتخب الجزائر يتوج بلقب البطولة العربية لكرة السلة
01 August 2025 08:45 PM UTC+00
أعادت كرة السلة الجزائرية كتابة التاريخ بعدما تُوّج المنتخب الأول لـ"الخُضر"، يوم الجمعة، بلقب النسخة الـ26 من البطولة العربية، للمرة الثانية في تاريخه، إثر فوز درامي على منتخب البحرين المضيف بنتيجة 70-69، في لقاء مثير حُسم في الثواني الأخيرة، وكرّس عودة المنتخب الجزائري إلى الواجهة بعد سنوات من التراجع والغياب عن الأضواء الدولية والقارية، وكذلك الإقليمية.
وحسم المنتخب الجزائري لكرة السلة اللقب لصالحه بقيادة المدرب علي بوزيان (48 عاماً) قبل جولة من نهاية البطولة، عقب تحقيقه الفوز الخامس توالياً، ما رفع رصيده إلى عشر نقاط، متقدّماً على أقرب ملاحقيه، منتخب تونس، الذي أنهى مشاركته بتسع نقاط من خمس مباريات. وضمن المنتخب الجزائري حسابياً تتويجه حتى في حال خسارته المباراة الأخيرة أمام مصر، نظراً لأن الخاسر في مباريات كرة السلة يتحصّل على نقطة، ما يعني أن "الخضر" سيبلغون 11 نقطة على الأقل، وهو رقم لا يمكن لأي منتخب آخر تجاوزه.
ولم يكن التتويج المحقق مصادفة، بل نتيجة مسيرة مثالية خلال الدورة، فقد حقق المنتخب الجزائري خمسة انتصارات متتالية، بدأها أمام تونس (86-81)، ثم اكتسح الإمارات (99-61)، تلاه فوز كبير على قطر (92-66)، ثم على الكويت (86-74)، قبل أن يُسقط البحرين في مباراة ملحمية، رغم التأخر بفارق 14 نقطة في بعض فتراتها. وعكست تلك العودة القوية أمام جمهور المنافس شخصية فريق شاب لا يعرف الاستسلام، ورغبة كبيرة في إعادة أمجاد كرة السلة الجزائرية.
وما يلفت الانتباه أكثر في هذا الإنجاز هو أن معدل عمر الفريق لا يتجاوز 23 عاماً، علماً أن هذا المنتخب لم يكن معروفاً قبل شهرين فقط، وهو ما يجعل هذا التتويج بمثابة ولادة جديدة لكرة السلة الجزائرية التي غابت طويلاً عن التتويجات والمشاركات الكبرى، لتأتي هذه العودة بقيادة المدرب علي بوزيان الذي يملك تجربة مع منتخب فرنسا لأقل من 20 عاماً، وتمكن من تقديم منتخب جزائري متجانس وباهر على المستويين: البدني والفني، مع تطور واضح في الأداء الجماعي والانضباط الدفاعي.
وبرز المنتخب الجزائري بأسلوب لعب سريع وقائم على التحولات، إلى جانب الاعتماد على رميات ثلاثية فعالة وتدوير ذكي للكرة، كما أظهر اللاعبون نضجاً تكتيكياً رغم قلة الخبرة الدولية، وهو ما يُحسب للطاقم الفني الذي نجح في خلق هوية جديدة للفريق في وقت قياسي، ومما لا فيه شك أن هذه المجموعة تمثل قاعدة مثالية لبناء منتخب المستقبل، وربما التفكير في العودة إلى المنافسات القارية والدولية بثوب مختلف وطموح أكبر.
تعليقات
إرسال تعليق