العربي الجديد: Digest for August 06, 2025

## البرازيل: وضع الرئيس السابق جايير بولسونارو قيد الإقامة الجبرية
05 August 2025 12:38 AM UTC+00


أمرت المحكمة العليا في البرازيل بوضع الرئيس السابق جايير بولسونارو قيد الإقامة الجبرية، في إطار محاكمته بتهمة قيادة محاولة انقلاب بعد خسارته في انتخابات عام 2022. ويتهمه الادعاء العام بقيادة منظمة إجرامية خططت لقلب نتائج الانتخابات، بما في ذلك التآمر لاغتيال الرئيس الحالي لولا دا سيلفا وأحد قضاة المحكمة العليا. ويأتي أمر المحكمة الصادر يوم الاثنين بعد قرار سابق صدر الشهر الماضي، قضى بفرض سوار إلكتروني على بولسونارو وفرض حظر تجول جزئي على تحركاته طوال فترة المحاكمة.

وأصدر القاضي ألكسندر دي مورايس، الذي يتولى قضية جايير بولسونارو في المحكمة العليا، أمرا بوضعه قيد الإقامة الجبرية، مشيرا في قراره إلى أن الزعيم اليميني المتطرف البالغ من العمر 70 عاما قد انتهك التدابير الاحترازية المفروضة عليه من خلال نشر محتوى عبر قنوات التواصل الاجتماعي لأبنائه الثلاثة، الذين يشغلون مناصب برلمانية.



 

وأضاف مورايس أن بولسونارو، الذي حكم البرازيل بين عامي 2019 و2022، نشر رسائل ذات "مضمون واضح يحرض على الهجوم ضد المحكمة العليا، ويدعم بشكل صارخ تدخلا أجنبيا في النظام القضائي البرازيلي."

وكان عشرات الآلاف من مؤيدي بولسونارو قد خرجوا إلى الشوارع في مدينتي ساو باولو وريو دي جانيرو يوم الأحد، مطالبين الكونجرس البرازيلي بالعفو عنه وعن مئات آخرين يخضعون للمحاكمة على خلفية دورهم في تدمير مبانٍ حكومية في العاصمة برازيليا يوم 8 يناير/كانون الثاني 2023. وتقضي أحدث قرارات المحكمة العليا بإبقاء بولسونارو تحت المراقبة الإلكترونية، والسماح فقط بزيارات أفراد عائلته ومحاميه، إضافة إلى مصادرة جميع الهواتف المحمولة من منزله.

 (رويترز)





## المرأة السورية: اختلافٌ لا تأخّر
05 August 2025 01:00 AM UTC+00

لا تزال نظرة الناس إلى المرأة في المجتمعات العربية محكومة بعوامل لا تتعلق بقدراتها أو وعيها أو طموحها، بل بما يسمّونه "السن المناسب" و"الدور المناسب"، فإذا بلغت المرأة الثلاثين من دون زواج، بدأ القلق يلتفّ حولها كوشاح ثقيل. وإذا لم تنجب، بدا وكأن شيئاً ناقصاً يلاحقها في نظرات الناس. وإذا قرّرت أن تكون مستقلة، اتُهِمت بالتخلّي عن "أنوثتها". وهنا لا نتحدّث عن مواقف فردية، بل عن نمط فكري مترسّخ يتحكّم بسير حياة ملايين النساء.
في سورية، تتضاعف أبعاد هذه المسألة، فالحرب لم تُحدث فقط دماراً مادّياً، بل كشفت هشاشة القيم التي كنا نظنها راسخة. آلاف النساء فقدن أزواجهن، أو خسرن أسرهن، أو اضطررن لتحمّل أدوار جديدة لم تكن مألوفة لهن في السابق. ولم يعد بإمكان المجتمع أن يتجاهل هذا التحوّل، إذ بات من الواضح أن المرأة السورية اليوم تتحمّل عبئاً مزدوجاً: إعالة الأسرة، وضمان استمرارية الحياة في ظل غياب أبسط مقوّمات الاستقرار. لقد أُجبرت النساء على ملء الفراغ الذي خلّفته الحرب، لا ترفاً ولا تمرّداً، بل لأن الواقع نفسه فرض عليهن دوراً جديداً لا يمكن التراجع عنه. ومع ذلك، لا يزال جزء كبير من المجتمع السوري، حتى في الشتات، يحمّل المرأة عبء الحفاظ على دورها النمطي الذي رُسم لها.
وسط هذا التحدي، بدأت تظهر نماذج نسائية استثنائية. نساء قرّرن أن يخترن أدوارهن بأنفسهن، وأن يواصلن حياتهن على طريقتهم، لا كما يُراد لهن. امرأة تُكمل دراستها في الأربعين، أو تبدأ مشروعاً في الخمسين، أو ترفض الزواج لأنها لا تراه مناسباً.. هؤلاء النساء لا يردن فقط إثبات أنفسهن، بل يوسّعن أيضاً مساحة الممكن لغيرهن، ويُضفن على المعنى التقليدي للنجاح أبعاداً جديدة من الشجاعة والمرونة والإرادة.
وهنا تبرز نقطة استراتيجية مهمّة، إن تغيير نظرة المجتمع إلى المرأة لا يأتي فقط من حملات التوعية أو المناهج، بل من تكريس نماذج حقيقية تُعيد تعريف النجاح. المرأة التي تخرج من القالب لا تُهدّد المجتمع، بل تعيد توازنه. لأنها تطرح سؤالاً جوهرياً، من يملك الحق في تحديد شكل الحياة؟ ولماذا يكون الرجل حُراً في قراراته، بينما تُحاسب المرأة على كل تفصيل صغير؟
المرأة السورية اليوم، سواء داخل البلاد أو في المنافي، تعيش صراعاً مزدوجاً، صراع مع مجتمع لم يتحرّر بعد من ثوابته، وصراع مع واقع سياسي واقتصادي لا يرحم. وهذا يجعل تجاوز الأدوار التقليدية ليس فقط خياراً، بل ضرورة استراتيجية. لأن المرأة التي لا تُكبلها القيود، تصبح جزءاً من عملية إعادة بناء المجتمع، لا فقط ضحية فيه. واللافت أن النساء اللواتي خضن هذه التجربة لا يعدن إلى القوالب القديمة، بل يصبحن منارات لغيرهن، ونقاط ارتكاز لتحولات اجتماعية أكبر.
ولكي ننتقل من واقع "تحديد الأدوار" إلى واقع "اختيار الأدوار"، لا بد من الاعتراف أولاً بأننا نعيش خللاً في فهمنا لقيمة المرأة. فالزمن لا يُلغي القدرة، والعمر لا يمحو الطموح، والدور لا يختصر الهوية. المرأة ليست كائناً يتم تقييمه بناءً على وظائف جسدية أو أدوار زمنية محددة، بل كيان إنساني له طاقته ومساحته ومسؤوليته في البناء والتغيير.
المجتمعات التي تحترم خيارات نسائها، وتُفسح لهن مساحة حقيقية للتحقق، ليست فقط أكثر عدلاً، بل أكثر استقراراً. أما المجتمعات التي تخاف من امرأة حرّة، فهي مجتمعات تخاف من التقدّم ذاته. ولذا، فإن كل امرأة تختار حريتها، تسهم ليس فقط في كسر القيود، بل في بناء زمن عربي جديد، لا يُقاس فيه الناس بأعمارهم أو أدوارهم، بل بقدرتهم على أن يكونوا أحراراً وفاعلين.




## الفجوة بين سلاحي الجو الإسرائيلي والإيراني... الأسباب والمعطيات
05 August 2025 01:00 AM UTC+00

بلغ الصراع الإيراني - الإسرائيلي ذروته في العدوان الإسرائيلي الذي دام 12 يوماً بين 13 و24 يونيو/ حزيران 2025. وفي هذا السياق، برز سؤال رئيسي عن طبيعة قدرات سلاح الجو الإيراني في مواجهة الإسرائيلي، ومدى هشاشة منظومات الدفاع الإيرانية وعدم قدرتها على استعادة السيطرة الجوية. على صعيد القوة الجوية لإيران، يشير المتخصص في السياسة السيبرانية، خالد محمود، في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن فشل سلاح الجو الإيراني يُعزى إلى مجموعة من العوامل المتشابكة التي تكوّن معاً فجوة يصعب ردمها في المدى المنظور. فمن ناحية، شكلت العقوبات الدولية عقبةً أمام تحديث الأسطول الجوي الإيراني، حيث حرمتها لعقود من الحصول على تقنيات متطورة أو حتى قطع غيار أساسية لطائراتها القديمة مثل أف ـ 14 وميغ ـ 29، مما أجبرها على الاعتماد على جهود التطوير المحلي التي بقيت، رغم طموحها، متأخرةً تقنياً عن ركب التكنولوجيا العسكرية العالمية.



آخر عام استوردت فيه إيران طائرات مقاتلة هو عام 2006


تقادم الأسطول الجوي الإيراني

ما سبق يتضح عبر معلومات قاعدة بيانات معهد استوكهولم لأبحاث السلام الدولي (سيبري)، فقد كان آخر عام استوردت فيه إيران طائرات مقاتلة هو عام 2006 بعدد ست طائرات من روسيا من طراز سو ـ 25 التي تنتمي إلى الجيل الثالث، مما يبرز مدى تقادم الأسطول الجوي الإيراني مقارنة بالإسرائيلي. ووفقاً لقاعدة بيانات عمليات نقل الأسلحة لـ"سيبري"، فإن إجمالي عدد الطائرات العسكرية التي دخلت الخدمة في إيران منذ قيام الثورة الإسلامية في عام 1979 وحتى اليوم بلغ 337 طائرة فقط، مقابل 2903 استوردتها إسرائيل منذ ما قبل عام 1950، وهو ما يعكس فجوة هائلة في ترسانة الطائرات المملوكة لدى طهران وتل أبيب. في هذا السياق، يلفت المتخصص في الشؤون الإقليمية والدولية، الباحث أمجد خليل، في تصريحات لـ"العربي الجديد" إلى أن إيران اتجهت تحت ضغط العقوبات الاقتصادية، إلى تطوير عقيدة دفاعية بديلة قائمة، أحد أركانها تطوير برنامج صواريخ باليستية وفرط صوتية لردع أي عدوان على أراضيها. وهو ما يؤكد عليه الباحث خالد محمود، بقوله إنها تعد استراتيجية أقل كلفةً وأكثر ملاءمةً لاستراتيجية "الحرب غير المتماثلة"، ورغم أن التعاون مع روسيا أو الصين، عبر صفقات محتملة مثل مقاتلات سو ـ 35 أو جي ـ 10، قد يُحدث تحسناً نسبياً، إلا أن ذلك لن يغلق الفجوة مع التفوق النوعي الإسرائيلي المدعوم غربياً.

على الجانب الآخر، تكشف قاعدة بيانات "سيبري" لحجم الإنفاق العسكري، تفاوتاً كبيراً في حجم الإنفاق العسكري لإيران وإسرائيل. في حين بلغت قيمة الإنفاق العسكري السنوي لإيران 7.9 مليارات دولار سنوياً، قُدر حجم الإنفاق العسكري الإسرائيلي 46.5 مليار دولار، أي ما يزيد عن خمسة أضعاف الإنفاق الإيراني. وتعكس نسبة الإنفاق العسكري من الناتج المحلي الإجمالي هذا التفاوت، إذ لا تتجاوز نسبة ما تخصصه إيران للدفاع سوى 2% من اقتصادها، وهي نسبة مستقرة عند هذا الحد منذ التسعينيات. أما إسرائيل، فتخصص ما نسبته 8.8% من اقتصادها للجيش خلال 2024، في سياق الحرب على غزة وغيرها من الهجمات والتي شملت إيران.



وتظهر أحدث بيانات "سيبري" أن جميع الطائرات المقاتلة العاملة حاليا في سلاح الجو الإسرائيلي أميركية، مع تعديلات خاصة للاستخدام الإسرائيلي. ويُلزم القانون الأميركي منذ 2008 بضمان "التفوق العسكري النوعي لإسرائيل". ووفق تقارير "سيبري"، فقد شكلت المقاتلات الحديثة ما نسبته 92% من واردات إسرائيل بين 2017–2021، بما في ذلك 31 طائرة أف ـ 35، إضافة إلى صفقات أف ـ 35 وأف ـ 15 جديدة أُقرّت في يناير/كانون الثاني 2024. وخلال منتدى ريغان الوطني للدفاع لعام 2024، شدد رئيس مجلس إدارة شركة لوكهيد مارتن، أكبر شركة أسلحة أميركية، جيم تايكليت، على أهمية المقاتلات المأهولة مثل أف ـ 35 في الحفاظ على التفوق الجوي.

وبحسب الباحث أمجد خليل، فإن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك مقاتلات أف ـ 35 الأميركية، وربما الأهم من ذلك هو النفوذ الإسرائيلي المعروف في الكونغرس الأميركي، الذي توظّفه تل أبيب دائما لوضع "فيتو" على تسليح أي من دول المنطقة، على نحو يمكنه تهديد التفوق الإسرائيلي. ويوضح السجل الرسمي للكونغرس الأميركي أن إسرائيل طلبت شراء 50 طائرة متعددة المهام من طراز أف ـ 15 إيه آي، لمساعدة إسرائيل على مواجهة التهديدات الجوية. وتتميز هذه الطائرة بأنظمة حرب إلكترونية متقدمة، وحمولة أسلحة كبيرة.



أمجد خليل: إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك مقاتلات أف ـ 35 الأميركية


روسيا المورد الوحيد لإيران

أما إيران فقد استوردت كميات صغيرة من الأسلحة حيث شكّلت فقط 0.2% من واردات الأسلحة لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الفترة 2020–2024. وفي الفترة من 2020–2024 أصبحت روسيا المورد الوحيد لإيران، وقد شملت واردات إيران من الأسلحة الروسية خلال السنوات العشر الأخيرة أنظمة الدفاع الجوي، والصواريخ، والطائرات. ووفقاً لموقع الاتحاد الأوروبي، فإن العقوبات المفروضة على إيران تستهدف الطيران العسكري والطائرات المسيرة بالأخص. وتسلمت إسرائيل منذ 2016 نحو 33 طائرة من طراز أف ـ 35 آي أدير الشبحية (الجيل الخامس)، بجانب أسطول من طائرات الجيل الرابع المطورة مثل أف ـ 15 سي، وأف 16 آي، التي خضعت لبرامج تحديث مستمرة، إضافة إلى صفقة حديثة لطائرات أف ـ 15 أيه آي طُلبت عام 2024. في المقابل، لا تمتلك إيران أي طائرات من الجيل الخامس، وتقتصر على طائرات قديمة مثل سو ـ 25. وعلى صعيد الدفاع الجوي، أظهرت بيانات "سيبري" أن آخر استيراد إيراني من الصين كان عام 2004 لأنظمة كروتال، رغم حصولها لاحقاً على أس 300 من روسيا عام 2016. بينما واصلت إسرائيل تحديث دفاعاتها الجوية حتى عام 2023 بشراء نظامي القبة الحديدية، مع استمرار تطوير نظام باتريوت ودمجه ضمن طبقات الدفاع الجوي.

ويرى محمود، أن التفوق الجوي الإسرائيلي سيظل قائماً، بفعل تراكمات استراتيجية وتقنية ودبلوماسية، بينما ستستمر طهران في الاعتماد على أدوات غير تقليدية لتعويض هذا الخلل، من دون أن تنجح فعلياً في موازنته أو مجاراته في ظل الظروف القائمة ما لم يحدث تغيّر جذري في موازين التحالفات الدولية لإيران، أو قفزة تقنية عسكرية داخلية حقيقية، وهذا مشكوك فيه في ظل اختراق الموساد الإسرائيلي للداخل الإيراني. وهو ما تؤكده بيانات "سيبري" حول الفجوة الكمية بل والنوعية بين جيشي البلدين. ونتيجة لذلك تظل قدرة إيران على ردع الضربات الجوية مقيدة في أي حرب مقبلة، مقابل هيمنة تامة لسلاح الجو الإسرائيلي.






## إيران تسابق الزمن لإصلاح الخلل والهياكل بعد الحرب
05 August 2025 01:00 AM UTC+00

كثّفت إيران قراراتها وخطواتها بعد الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل، بين 13 و24 يونيو/ حزيران الماضي، لمعالجة الخلل والفراغات وإصلاح الهياكل، وكان آخرها الإعلان عن تأسيس مجلس الدفاع أول من أمس الأحد. وتشمل هذه القرارات والإجراءات الإيرانية طيفاً واسعاً من الجوانب السياسية والأمنية والعسكرية والاجتماعية، بدءاً من تشديد العقوبات على العملاء عبر إصدار قانون جديد في البرلمان، وتنفيذ أحكام إعدام بحق عدد من المدانين بالتجسس لصالح إسرائيل، مروراً برفض التفاوض مع الولايات المتحدة بعد الحرب، وإقرار قانون وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وصولاً إلى إصلاح الهيكل الأمني والعسكري وتعزيز القدرات الهجومية والدفاعية.

وفي هذا السياق، قال نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، الجنرال علي فدوي، للصحافيين، الأحد الماضي، إن القدرة والإمكانيات التي اكتسبتها إيران خلال هذه الفترة القصيرة بعد الحرب "كانت جيدة جداً، وهذا المسار سيستمر". إلا أن فدوي لم يعط مزيداً من التفاصيل. وتأتي هذه الإجراءات في وقت شدّد فيه القائد العام للجيش الإيراني أمير حاتمي، يوم الأحد الماضي، على ضرورة عدم الاستهانة بالعدو وعدم اعتبار تهديده أمراً منتهياً، مؤكداً أن القدرات الصاروخية والطائرات المسيّرة الإيرانية "ما زالت قائمة وجاهزة للعملية". كما اعتبر أن بلاده "خرجت منتصرة" في المواجهة الأخيرة مع إسرائيل.

مجلس الدفاع في إيران

وأعلنت أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أول من أمس، عن تأسيس "مجلس الدفاع الإيراني" في إطار المادة 176 من الدستور، موضحة أنّ هذا المجلس "سيقوم بدراسة الخطط الدفاعية وتعزيز قدرات القوات المسلحة بشكل مركّز". وتنص المادة 176 من الدستور على أن المجلس الأعلى للأمن القومي يُشكّل، بحسب مقتضيات مهامه، مجالس فرعية مثل "مجلس الدفاع" و"مجلس أمن البلاد".
 


مرتضى موسوي: مجلس الدفاع الإيراني يعادل حكومة مصغّرة أو غرفة عمليات



وفي هذا الشأن، قال الخبير العسكري الإيراني مرتضى موسوي، لـ"العربي الجديد"، إن تشكيلة المجلس تدل على أن الهدف الرئيسي من إنشائه هو إلغاء الموازيّات (العمل الموازي) والحيلولة دون التسريبات المعلوماتية. وأوضح أنه نظراً لمشاركة طيف واسع من المؤسسات والشخصيات في اجتماعات المجلس الأعلى للأمن القومي، حيث يشارك في الجلسات ممثلو عدة مؤسسات، ما بين 30 إلى 40 أو حتى 50 عضواً، يناقشون موضوعاً معيناً، يستغرق الأمر وقتاً طويلاً للوصول إلى نتيجة، فضلاً عن وجود احتمال تسريب المعلومات. لكنه قال إن مجلس الدفاع يتمتع بكامل الصلاحيات التي تعود لرئيس الجمهورية، بالإضافة إلى عضوية رئيسي السلطتين القضائية والتشريعية، وقادة الجيش والحرس الثوري، ورئيس هيئة الأركان المسلحة، ووزير الاستخبارات، وقائد مقر خاتم المركزي (المعني بإدارة عمليات الحرب)، ومندوبين من المرشد الأعلى علي خامنئي.

وأشار موسوي إلى أن هذا المجلس يعادل "حكومة مصغّرة" أو "غرفة عمليات" على غرار المجلس السياسي - الأمني في إسرائيل، وتمنح له كافة الصلاحيات لصنع القرار واتخاذه، وتلتزم جميع التشكيلات والأجهزة بتنفيذ قراراته، ما يلغي البروتوكولات الإدارية والإجراءات البيروقراطية المرهقة واستغراق الوقت، خصوصاً في ظل الأوضاع الحربية التي كان يستلزم فيها جمع عشرين أو ثلاثين عضواً من المجلس الأعلى للأمن القومي لاتخاذ قرار، وهو ما كان يمثل تحدياً، أما اليوم ومع تأسيس مجلس الدفاع وصلاحياته الكاملة، فقد تم حلّ هذه المعضلة.

مهام مجلس الدفاع

من جهته، أوضح الخبير العسكري الإيراني مهدي بختيار، في حديث مع "العربي الجديد"، أن من أهم مهام مجلس الدفاع التنسيق بين الحكومة والقوات المسلحة، وفي الظروف الحالية تزداد حاجة البلاد لهذا التنسيق. وأضاف أن تشكيل هذا المجلس بعدد أقل من الأعضاء سيجعل دائرة اتخاذ القرار العسكري أكثر انضباطاً وتقييداً، فبدلاً من أن تُتخذ القرارات ضمن هيئة موسعة قد تشهد تسريبات، تتحول العملية إلى مجلس أصغر وأكثر انضباطاً ليبتَّ في قضايا استراتيجية مثل بدء الحرب أو إنهائها.



وأشارت وكالة "تسنيم" المحافظة في تقرير، الأحد الماضي، إلى أن من أهداف تأسيس مجلس الدفاع "دعم وتعزيز القدرة الدفاعية الشاملة للبلاد"، و"مشاركة قادة عسكريين آخرين في المجلس إلى جانب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة"، و"الإسراع في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمجال الدفاعي".

طهران استخلصت العبر من نقاط الضعف

ورأى الخبير الإيراني صلاح الدين خدیو، في حديث مع "العربي الجديد"، أن الخطوات الإيرانية، كطرح تأسيس مجلس الدفاع وتبنّي القانون الذي يشدد عقوبات الجواسيس، تظهر أن طهران استخلصت العبر من نقاط الضعف الأمني الأخيرة، أو أنها تعرضت لصدمة جدية وتبحث عن حلول وإجراءات عملية لتدارك هذا النقص الكبير وتجاوز الضربات القاسية التي تلقتها في هذا الجانب.



صلاح الدين خدیو: الخطوات الإيرانية تظهر أن طهران استخلصت العبر من نقاط الضعف الأمني الأخيرة



واعتبر خدیو أن مجلس الدفاع بمثابة غرفة حرب دائمة، مشيراً إلى أنه كان في بداية الثورة يسمى "المجلس الأعلى للدفاع الوطني"، ثم تحوّل إلى "المجلس الأعلى للدفاع"، وبعد الحرب الإيرانية العراقية ومراجعة الدستور، تم استبداله بالمجلس الأعلى للأمن القومي. وأوضح أن التفريق بين الإبقاء على مجلس الأمن القومي مع مكانته وتأسيس مجلس الدفاع الجديد يدل على أن إيران بصدد إعادة ترتيب تكتيكاتها وتدابيرها الأمنية كي تتناسب مع الوضع الحربي الجديد.

وأكد أن هذه الخطوات تعكس قناعة المسؤولين الأمنيين بأن احتمال نشوب حرب مع إسرائيل وارد وليس بعيداً، لذا كان من أهداف هذا القرار تعزيز ديناميكية الجهاز الأمني، وتفعيل القطاعات الأكثر حساسية وتعزيز بُعد الدفاع والمواجهة والاستعداد للحروب الخارجية، بالإضافة إلى معالجة مواطن الضعف التي كانت واضحة أخيراً، خصوصاً مع استهداف مواقع اجتماعات المجلس الأعلى للأمن القومي بالقصف. وأكد أنه من المرجح أن يكون مجلس الدفاع أكثر فاعلية وديناميكية، وربما أكثر احترازاً وتشديداً أمنياً.

وحول انعكاسات ونتائج الخطوات التي اتخذتها إيران بعد الحرب، قال خدیو إنه لا يمكن حالياً تقييم ما إذا كانت الإجراءات الأمنية والمضادة للتجسس قد أدت إلى نتائج فورية وملموسة، مشيراً إلى أن التقييم سيكون ممكناً أثناء الأزمات أو المواجهات المقبلة، مستبعداً أن تؤدي هذه التدابير إلى تحسينات فورية، مبدياً أسفه لكثرة الاختراق الأجنبي، خصوصاً أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، في الداخل الإيراني، وهو أمر تكشف خلال الحرب الأخيرة.

تجربة وتحول

من جهته، رأى أستاذ الدراسات الإسرائيلية والفلسطينية بجامعة طهران هادي برهاني أن العدوان الإسرائيلي الذي استمر 12 يوماً شكّل "تحولاً بالغ الأهمية للجمهورية الإسلامية". وقال، في حديث مع "العربي الجديد"، إن التجربة الأمنية خلال تلك الأيام تركت أثراً عميقاً على نظرة النظام للقضايا الداخلية والخارجية، وباتت السياسات والمقاربات السابقة غير ملائمة لوضع إيران الراهن. وأوضح أن البلاد شعرت بالخطر بشكل يزيد عن أي وقت مضى، وأدركت بوضوح مواطن ضعفها في الداخل والخارج، واستنتجت أنه ما لم تتم معالجة هذه النقائص، سيبقى مستقبل النظام مهدداً ولن يكون بإمكانه مواجهة إسرائيل بنجاح في معارك قادمة.

وأوضح برهاني أن هذه التحولات عززت واقعية السلطة الإيرانية وعقلانيتها، وشجعت على مقاربات أكثر مهنية ووطنية، واقتربت من الشعب في الداخل ومن الآليات الدولية الراسخة في الخارج، مبتعدة تدريجياً عن الدوغما (التشدد) الثورية والأحلام الدينية والتطرف السياسي. وبيّن أن ذلك أدى إلى إضعاف التيارات المرتبطة بتلك الأفكار مثل جبهة الصمود المحافظة المتشددة، بينما عزز موقع القوى الواقعية والمهنية، معتبراً أن هذه الحرب كانت بمثابة إخفاق للرؤية الثورية غير المتخصصة وغير المهنية للمسائل الأمنية.

عودة لاريجاني

ومن بين التطورات اللافتة أيضاً بعد الحرب في إيران، عودة علي لاريجاني، رئيس البرلمان السابق والمستشار الحالي للمرشد الأعلى، إلى دائرة الفعل وصنع القرار في إيران. لاريجاني الذي حاول المحافظون المتشددون إقصاءه عن الساحة السياسية، وتم رفض أهليته للانتخابات الرئاسية عام 2021. وذكرت وكالة "فارس" المحافظة، السبت الماضي، أن لاريجاني سيحل قريباً محل علي أكبر أحمديان في المجلس الأعلى للأمن القومي، ليتولى أحمديان إدارة الملفات فوق الاستراتيجية في مجلس الدفاع. وشغل لاريجاني منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي لمدة عامين تقريباً (2005ـ2007) في فترة رئاسة محمود أحمدي نجاد، وأثارت تحركاته الأخيرة، بما في ذلك زيارته إلى روسيا ولقاؤه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 20 يونيو الماضي ترجيحا قوياً بحصوله على منصب جديد.

وفي هذا السياق، رأى الخبير الإيراني هادي برهاني، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن عودة لاريجاني تحمل معاني خاصة تستمد أهميتها من كونه من النخب البارزة التي تمثل الجناح الواقعي والبراغماتي والمتخصص في إيران، كما يحظى بثقة المرشد ونخبة من القادة الرسميين وغير الرسميين، مشيراً إلى أن هناك إجماعاً واسعاً داخل إيران حول قدرته على إصلاح الأمور في المشهدين الداخلي والخارجي. ورجح برهاني أن يتولى لاريجاني، بصفته أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، إدارة ملفات هامة، مثل المفاوضات النووية والعلاقات مع الولايات المتحدة والغرب، والمواجهة مع إسرائيل، والسياسة الإقليمية لإيران. وأضاف أن لاريجاني سيسعى أيضاً لتعزيز علاقات إيران مع قوى كبرى كالصين وروسيا، وتحسين علاقاتها الإقليمية مع تركيا والسعودية وباكستان، كما سيعمل على معالجة المشكلات الإيرانية على الصعيد الدولي خصوصاً العلاقة مع الغرب.

وأكد الخبير الإيراني أن لاريجاني يبدو اليوم مدعوماً على نطاق واسع للقيام بهذه المهمة، مشيراً إلى أن معارضة التيارات المتشددة له فقدت الكثير من قوتها إثر تجربة الحرب الأخيرة، فيما يميل الحرس الثوري، الذي تكبّد خسائر بفقدان كبار قادته خلال الحرب، إلى مقاربات أكثر واقعية وبراغماتية، ما يساهم في تعزيز موقع إيران السياسي والعسكري والأمني أمام إسرائيل، ويتيح لها اقتناء تكنولوجيات تسليحية جديدة ومتقدمة من السوق الدولية.






## الصين وكوريا الشمالية... علاقة موثّقة بالدم تنخرها الخلافات
05 August 2025 01:00 AM UTC+00

في 25 أكتوبر/تشرين الأول عام 1950 برزت أولى مداميك التحالف بين الصين وكوريا الشمالية عبر إرسال الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ، في سابقة تاريخية، جيشاً من المتطوعين للمشاركة في الحرب الكورية (1950 ـ 1953)، وذلك بعد أن تقدمت القوات الأميركية والكورية الجنوبية شمالاً، عابرةً خط العرض 38 الفاصل بين الكوريتين، ووصلت إلى الحدود الصينية الكورية، مما شكّل تهديداً خطيراً لأمن الصين. وخاضت الصين وكوريا الشمالية خمس معارك متتالية، قُتل في إحداها ماو آن ينغ، وهو ابن الزعيم الصيني ماو، وهذا التحرك الصيني دفع القوات الأميركية للتراجع من نهر يالو إلى محيط خط العرض 38. وبدأت فيما بعد مفاوضات الهدنة في يوليو/تموز 1951، قبل أن يوقّع طرفا الصراع بعد عامين ما يُعرف بـ"اتفاقية الهدنة العسكرية" لوضع حد لحرب دامية استمرت ثلاثة أعوام.

علاقات الصين وكوريا الشمالية

منذ ذلك الحين تشيد الصين وكوريا الشمالية بالعلاقات المتينة بينهما الموثقة بالدم. ولكن أخيراً شهدت العلاقات فتوراً كبيراً مع اتساع التباعد في وجهات النظر بشأن مقاربة كل طرف لملفات وقضايا شائكة، من بينها: نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، والتهديدات المستمرة من كوريا الشمالية لجارتها الجنوبية ولليابان، وقد وصل الأمر إلى حد التلاسن والتراشق الإعلامي بينهما. واعتبرت وسائل إعلام صينية رسمية أن بيونغ يانغ لم تحفظ الجميل ولم تحترم التضحيات التي قدمها الجيش الصيني، في حين اعتبرت وسائل إعلام كورية أن التضحيات الصينية لا علاقة له بالذود عن الشعب الكوري الشمالي بل كانت مرتبطة بالدفاع عن مصالح بكين الخاصة، وأشارت إلى أن كوريا الشمالية تمثل ضمانة أمنية لحدود الصين الشمالية الشرقية. وبناء على ذلك ينبغي للقيادة الصينية أن تدرك هذه الحقيقة، وأن تتعامل مع جارتها الشمالية من منظور يراعي قيمة بيونغ يانغ وأهميتها الاستراتيجية والجيوسياسية بالنسبة لحفظ الأمن وضمان حالة التوازن والردع في المنطقة.



فيكتور وانغ: بيونغ يانغ حافظت دائماً على نظرة متشككة وحذرة تجاه بكين


وعن ذلك، قال الباحث في الشأن الكوري بجامعة تايبيه الوطنية فيكتور وانغ، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه على الرغم من عقود من الترويج الإعلامي المتبادل بين الصين وكوريا الشمالية لصداقة راسخة مدموغة بالدم، ودور الصين البارز في كسر الحصار المفروض على كوريا الشمالية باعتبارها أكبر مُقدِّم للمساعدات وشريان الحياة لملايين الكوريين، إلى جانب تدخّلها العسكري القوي في أوائل خمسينيات القرن الماضي، عندما خاض الجيش الصيني حرباً ضروساً للدفاع عن نظام كيم إيل سونغ، مُتكبدة خسائر فادحة، شهدت مقتل ماو آن ينغ، ابن ماو تسي تونغ، فإن بيونغ يانغ حافظت دائماً على نظرة متشككة وحذرة تجاه بكين، وقللت لسنوات من شأن التضحيات التي قدمها الجيش الصيني لإنقاذ نظامها، وربطت ذلك بمصالح وحسابات خاصة للحزب الشيوعي الصيني الحاكم.

وأضاف وانغ أنه منذ وصول كيم جونغ أون إلى السلطة خلفاً لوالده الراحل كيم جونغ إيل، عام 2011، تعززت العلاقات بين البلدين في ظل العداء المشترك للولايات المتحدة، وأصبحت أكثر تقارباً، وتخللت هذه الفترة من الانسجام التي امتدت حوالي عقد كامل، تكثيف الزيارات المتبادلة على مستوى القادة وكذلك المستوى الوزاري مقارنة بالسنوات السابقة. ولفت إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية الأخيرة مثّلت مفترق طرق بين الطرفين، وأظهرت التصدعات التي اعترت العلاقة بين بكين وبيونغ يانغ، موضحاً أن سبب ذلك كان تعزيز كوريا الشمالية علاقاتها مع روسيا، مما جعل الصين تشعر بالتهميش، وتجلّى ذلك في إرسال قوات كورية شمالية للمشاركة في الحرب الروسية، وهي خطوة أغضبت الصين، لأنها خشيت من ارتدادات عكسية قد تجرّ الحرب من شرق القارة الأوروبية إلى محيطها.



وأشار وانغ إلى زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية العام الماضي، والتي تخللها التوقيع على معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين موسكو وبيونغ يانغ، وتنص المعاهدة على أنه في حالة تعرض أحد الطرفين المتعاقدين لهجوم من قبل قوة معادية، فإن الطرف الآخر ملزم بتقديم المساعدة. وأوضح وانغ أن التوقيع على معاهدة بهذا الحجم، يؤكد أن علاقة الصين وكوريا الشمالية ليست في أفضل حالاتها، ويشير إلى أن الفجوة بين البلدين تزداد اتساعاً في ظل التطورات والمستجدات الدولية.

من جهته، قال الأستاذ في مركز الدراسات السياسية في جامعة جينان، شياو لونغ، في حديث مع "العربي الجديد"، إنه على الرغم من أن العام الماضي صادف الذكرى الـ75 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين وكوريا الشمالية فإن المناسبة مرت بصورة عابرة من دون أي زخم إعلامي أو احتفالي، كما أن زعيمي البلدين لم يعقدا أي لقاء مباشر منذ تفشي وباء كورونا في عام 2020، حين زار الرئيس الصيني شي جين بينغ، العاصمة الكورية الشمالية في عام 2019، والتقى هناك الزعيم كيم جونغ أون. وكانت هذه أول وآخر زيارة يقوم بها الرئيس الصيني شي للجارة الشمالية. وأضاف لونغ أن التعاون المتنامي بين بيونغ يانغ وموسكو منذ اندلاع الحرب الأوكرانية، أثار أيضاً الكثير من علامات الاستفهام حول حقيقة العلاقات بين الصين وكوريا الشمالية أخيراً، وربما تكون قد وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1949. ولفت إلى أن الانتكاسة الأكبر للعلاقات الممتدة منذ أكثر من 75 عاماً، كانت عقب إطلاق الصين سياسة الإصلاح والانفتاح في عهد الزعيم الصيني الراحل دينغ شياو بينغ، في أواخر سبعينيات القرن الماضي، التي شهدت تقارباً صينياً مع الولايات المتحدة إلى جانب إقامة علاقات دبلوماسية بين الصين وكوريا الجنوبية، وهو الأمر الذي أغضب كوريا الشمالية، وقد شهدت تلك الفترة اتهامات صريحة ومباشرة من جانب بيونغ يانغ، للحزب الشيوعي الصيني، بالتنكر للقيم الاشتراكية والروابط المشتركة بين البلدين، مقابل التقارب مع القوى الرأسمالية.



شياو لونغ: لم يعقد زعيما البلدين لقاء منذ عام 2019


اتساع الفجوة بين بكين وبيونغ يانغ

واعتبر لونغ أنه في ظل التقلبات السياسية التي يشهدها العالم، خصوصاً مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السلطة في ولاية ثانية له، دخل البلدان في مرحلة جديدة لا يزالان يستكشفان فيها سبلاً جديدة للتفاعل بما يخدم المصالح المشتركة، ولكن الفجوة كبيرة بينهما بسبب مقارباتهما المختلفة وتباين الرؤى السياسية، وتحديداً ما يتعلق بملف السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية. وأضاف لونغ أنه هنا تبرز الحاجة لإدارة العلاقات بين الطرفين من منظور استراتيجي بعيداً عن الحسابات الشخصية، لأن المصلحة تقتضي أن تكون الصين وكوريا الشمالية على وفاق دائم، عدا ذلك ستكون المنطقة عرضة لاختراق من جهات معادية تقودها الولايات المتحدة، تحمل أجندات تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في محيط الصين. هذا وكانت وسائل إعلام صينية قد ذكرت أن بكين تريد الحفاظ على هامش من المرونة في علاقاتها مع جيرانها في إطار سعيها لتحقيق مصالحها الأمنية والاقتصادية في المنطقة. وفي هذا الصدد عقدت محادثات ثلاثية مع اليابان وكوريا الجنوبية في وقت سابق من هذا العام. وهو الأمر الذي أغضب بيونغ يانغ.

ولفتت تلك الوسائل إلى أن بكين تريد أيضاً الحفاظ على نفوذها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهي بحاجة إلى الاستقرار الإقليمي لتحقيق هذه الأهداف. ويأتي ذلك في وقت تُشكل فيه كوريا الشمالية عبئاً لا سيما مع تقارب بيونغ يانغ مع موسكو، مما يعزز من احتمالية انخراط نظام كيم جونغ أون، في أفعال عدائية من شأنها أن تزيد من حالة التوتر في المنطقة. يشار أن كوريا الشمالية واحدة من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين في السادس من أكتوبر/تشرين الأول عام 1949، أي بعد خمسة أيام فقط من إعلان تأسيس الجمهورية الشعبية في بكين. ومنذ ذلك الحين حافظ الجانبان على علاقات صداقة وتعاون تقليدية، مع تبادلات متكررة بين قادة الحزب والدولة في كلا البلدين، حين زار الزعيم الكوري الشمالي المؤسس كيم إيل سونغ، الصين عشرات المرات خلال حياته، كما زار قادة صينيون مثل تشو إن لاي، وليو شاو تشي، ودينغ شياو بينغ، كوريا الشمالية عدة مرات. وكانت الحرب الكورية التي انخرط فيها الجيشان الصيني والكوري الشمالي في خمسينيات القرن الماضي، واحدة من أبرز الملاحم البطولية التي يتغنى بها الطرفان، قبل أن تتحول هذه الصفحة المشرقة من تاريخ العلاقات الممتدة بينهما، إلى مساحة ومنصة لتبادل التهم والمزايدات السياسية.






## فلتان أمني في دمشق... جريمة ديالا الوادي وما سبقها
05 August 2025 01:00 AM UTC+00

للمرة الثانية خلال أقل من شهر، شهد أحد أحياء العاصمة السورية دمشق الراقية جريمة سطو مسلح تحولت إلى جريمة، وهو ما عمّق المخاوف من انفلات أمني متنقل في دمشق في ظل فوضى السلاح، وعدم قدرة وزارة الداخلية على ضبطها والحد من انتشارها. وقتلت الفنانة ديالا الوادي، ابنة الموسيقار الراحل صلحي الوادي، والذي كان أحد أعلام الموسيقى في سورية، فضلاً عن كونه مؤسس المعهد العالي للموسيقى في دمشق. وقُتلت ديالا الوادي الأحد الماضي خنقاً في عملية سطو مسلح على شقتها، وقد كانت من الوجوه الفنية المعروفة في سورية وهي تحمل الجنسيتين العراقية والبريطانية. وقعت الجريمة في حي المالكي الراقي، الواقع على أطراف دمشق الشمالية الغربية، وفي محيطه قصور رئاسية ومبان وزارات ومؤسسات حكومية. وشهد الحي جريمة مماثلة قبل أقل من شهر راحت ضحيتها الطبيبة آمال البستاني وعاملة في منزلها، هزت حينها الشارع الدمشقي. وتدل كل المؤشرات إلى أن الدافع وراء الجريمتين السرقة من قبل أشخاص يستغلون فراغاً أمنياً في البلاد، لم تستطع وزارة الداخلية في الحكومة الوليدة ملأه حتى اللحظة. وذكر مصدر مسؤول في وزارة الداخلية لوسائل إعلام محلية أن الوزارة باشرت التحقيقات في جريمة قتل الوادي، داعياً المواطنين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات وانتظار المعلومات الرسمية من الجهات المعنية.



محمد سعيد المصري: يجب إعادة المحكومين جنائياً إلى السجون


جرائم في دمشق

ومنذ سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، شهدت دمشق عمليات سطو مسلح تخللتها جرائم قتل، فقبل أيام أقدم أشخاص على سرقة مكتب للحوالات المالية في منطقة مشروع دمر على أطراف دمشق الشمالية الغربية، والاعتداء على صاحبه. وينتشر السلاح الفردي في أغلب المدن السورية، وهو ما يصعّب من مهام وزارة الداخلية في ضبط الأمن بشكل يحد من الجريمة المنظمة، ويبدد المخاوف من اتساع نطاقها، ولا سيما في أحياء دمشق التي تشهد اكتظاظاً سكانياً. ووضع الباحث محمد سعيد المصري، في حديث مع "العربي الجديد"، الجريمة التي طاولت ديالا الوادي في سياق "جرائم السرقة والسطو المسلح، التي انتشرت في الفترة الأخيرة نتيجة تراجع الأمن". وتابع: الجريمة وقعت في حي يعتبر شديد الحراسة لوجود عدد كبير من السفارات والمقرات الحكومية فيه أو بالقرب منه، ما يشير إلى وجود عصابات أصبحت أكثر تنظيماً وأكثر جرأة وقدرة على مهاجمة أهداف داخل مناطق محمية بالعادة. وتابع: جريمة حي المالكي رسالة مفادها بأن الحالة الأمنية في البلاد في تراجع، مقابل تنظيم في العصابات المسلحة يتيح لها القيام بجرائم في قلب العاصمة. وطالب المصري وزارة الداخلية بالاعتماد "وبشكل عاجل" على "الخبرات الوطنية من ضباط وصف ضباط وعناصر كانوا قد انشقوا عن النظام البائد"، مضيفاً: هؤلاء لديهم خبرات في العمل الأمني والجنائي، وعلى الوزارة إسناد مهام ضبط الأمن لهم بالسرعة القصوى.

وكانت السجون السورية قد أُفرغت من المحكومين الجنائيين أثناء عملية تحرير البلاد، ولم يجر تحرّك جدي حتى اللحظة من قبل وزارة الداخلية للتعامل مع هذا الملف. في هذا الصدد، طالب المصري وزارة الداخلية بوضع استراتيجية لـ"ملاحقة اللصوص وأصحاب السوابق والمطلوبين والقبض عليهم، خصوصاً أولئك الذين أطلقوا ليلة التحرير"، مضيفاً: على الوزارة تجهيز وتفعيل السجون المركزية والاعتماد على نظام الدوريات المركزية، المرتبطة بأبناء الأحياء مباشرة للاستجابة لنداءات الاستغاثة. وكانت وزارة الداخلية السورية أعلنت في أواخر مايو/ أيار الماضي، عن استحداث إدارات جديدة في سياق إعادة هيكلة هذه الوزارة المنوط بها ضبط الأمن والاستقرار في البلاد. وحلّت الإدارة الجديدة في البلاد الأجهزة الأمنية التي كانت تابعة للنظام البائد، ومنها جهاز الأمن الجنائي، واستحدثت إدارة جديدة حملت اسم إدارة المباحث الجنائية، ودمجت جهازي الشرطة والأمن العام تحت مسمى قيادة الأمن الداخلي. وتشير الوقائع إلى أن هذا الجهاز لم يستطع بعد سد الفراغ الذي تركه حل الأجهزة التي كانت معنية بالجرائم الجنائية في البلاد، وهو ما يخلق بيئة تتيح لأشخاص يمتهنون الجريمة.



زيدون الزعبي: انتقال السلطة من جهة إلى أخرى يخلق حالة من الاضطراب المؤسساتي


انكشاف الأوضاع الأمنية

في السياق، تساءل الباحث زيدون الزعبي، في حديث مع "العربي الجديد"، عن الأسباب التي تحول حتى اللحظة عن إعادة المحكومين الجنائيين إلى السجون، مشيراً إلى أن نشر عناصر جهاز الأمن العام في إرجاء البلاد في "صراعات ليست أولوية يؤدي إلى انكشاف الأوضاع الأمنية بهذا الشكل". وتابع: على وزارة الداخلية إعادة عناصر الشرطة المدنية إلى الخدمة، لضبط الأمن والاستقرار في البلاد. غير أن الباحث بسام السليمان رأى في حديث مع "العربي الجديد" أن جريمة حي المالكي في دمشق "تأتي في سياق التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد خلال المرحلة الانتقالية"، مضيفاً: انتقال السلطة من جهة إلى أخرى يخلق حالة من الاضطراب المؤسساتي التي يستغلها البعض من أجل ارتكاب جرائم وعمليات سطو مسلح وسرقات.

وبرأيه، حدوث جريمة في أي بلد "لا يعني فشل أو غياب الأمن والاستقرار"، مضيفاً: حتى في البلدان المتقدمة هناك جرائم على مستويات واسعة النطاق ومشاكل أمنية. ربما في الفترات الانتقالية التي تمر بها بلدان تكون معدلات الجريمة أعلى، لأن هذه البلدان تعيش أوضاعاً اجتماعية مضطربة من فقر وبطالة وحالات عنف وفوضى، لاسيما أن مؤسسات الدولة الأمنية ليست في أفضل حال. وتابع: في كل دول العالم هناك معدلات للجريمة، وكلما كانت الدولة مستقرة ينخفض هذا المعدل. الفترة الانتقالية تخلق ثغرات أمنية. وبرأيه، ليس هناك تراخ أمني في سورية في الوقت الحالي، مضيفاً: "ما يجري في سورية سياق طبيعي للجريمة. منهجياً لا يمكن مقارنة الأوضاع الأمنية في بلدان مستقرة بذات الأوضاع في بلدان عانت من الحرب طويلاً وتمر الآن بمرحلة انتقالية".






## السودان: معارك عنيفة في الفاشر يؤججها مقاتلون أجانب
05 August 2025 01:00 AM UTC+00

احتدم الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والكيانات العسكرية الموالية لكل منهما حول مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، غرب السودان، والتي تحاصرها "الدعم السريع" منذ انطلاق الحرب في 15 إبريل/نيسان 2023، ما تسبب في أوضاع إنسانية بالغة التعقيد تهدّد حياة من تبقى داخلها من السكان، وسط معارك عنيفة ومتواصلة بمشاركة مقاتلين أجانب كان آخرها يومي الجمعة والسبت الماضيين، مع تحذيرات من منظمات أممية وإنسانية بوقوع كارثة نتيجة الجوع الذي يضرب المدينة والمناطق التابعة لها وانتشار مرض الكوليرا. وتسبّب الوضع في الفاشر في اندلاع مناكفات سياسية يدعو بعضها إلى فكّ الحصار عن المدينة بالقوة، والبعض الآخر يطالب بإخلائها من السكان المدنيين المحاصرين بين الجوع والقذائف.

ويشهد السودان منذ 15 إبريل 2023 حرباً بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، ومليشيا الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تسببت في أوضاع إنسانية بالغة التعقيد وموجات نزوح ولجوء لملايين السكان بحسب وكالات الأمم المتحدة. وقد لجأت "الدعم" إلى محاصرة مدن فشلت في دخولها وعلى رأسها الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

هجوم جديد على الفاشر

وتسيطر "الدعم السريع" منذ الأشهر الأولى للحرب على أربع من جملة خمس ولايات في إقليم دارفور، وهي ولاية جنوب دارفور وعاصمتها مدينة نيالا، ولاية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة، ولاية شرق دارفور وعاصمتها الضعين، ولاية وسط دارفور وعاصمتها زالنجي، بينما فشلت في السيطرة على الولاية الخامسة (شمال دارفور) وعاصمتها الفاشر حيث تواجه هناك الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش ومجموعة من القوات المساندة لها.


أحمد حسين: كان أغلب المشاركين بالمعركة الأخيرة مرتزقة أجانب من كولومبيا وتشاد وجنوب السودان وليبيا وإثيوبيا وكينيا


وفي 26 يوليو/تموز الماضي، أعلن تحالف "السودان التأسيسي" الذي تقوده "الدعم السريع" عن تشكيل حكومة تضم مجموعات وأحزاباً سياسية وحركات مسلحة لتكون موازية للحكومة المركزية التي يقودها الجيش، وقد أثار الإعلان تحذيرات ومخاوف من تقسيم البلاد وزيادة التصعيد العسكري خصوصاً في إقليم دارفور (الغني بالثروات المعدنية واليورانيوم والمياه الجوفية)، إذ تصر "الدعم" على ضمّ مدينة الفاشر لإحكام قبضتها على كامل الإقليم وتدشين حكومتها على الأرض. يذكر أن الولايات المتحدة كانت وجّهت في يناير/كانون الثاني الماضي أصابع الاتهام إلى "الدعم السريع"، بارتكاب إبادة جماعية في دارفور منذ اندلاع الحرب في 2023، كما فرضت عقوبات على حميدتي.

وأعلنت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، في بيان السبت الماضي، أن "الدعم السريع" شنّت هجوما واسعا على مدينة الفاشر من الاتجاهين الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين، لافتة إلى أنها حشدت لهذا الهجوم المرتزقة الأجانب (خصوصاً من الكولومبيين) الذين لقوا حتفهم على أيدي مقاتلي الفاشر. وأضافت: "قواتنا كبّدت العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، فيما فرّ من تبقّى هارباً من أرض المعركة، تاركين خلفهم معداتهم وأجهزتهم وديباجاتهم التي أثبتت للعالم أن من يقاتل في الفاشر ليسوا سودانيين، بل مرتزقة أجانب بدعم مباشر مما تُسمى بحكومة تأسيس".

بدورها، نشرت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح (حركات موقّعة على سلام مع الحكومة) المساندة للجيش صورا ومقاطع فيديو قالت إنها استخرجتها من هواتف مقاتلين كولومبيين بعد المعركة الأخيرة في الفاشر، وتُظهر الجنود وهم يتدربون على الأسلحة ويتنقلون بسيارات عسكرية مع مقاتلي "الدعم السريع".

وقال المتحدث باسم القوة المشتركة العقيد أحمد حسين، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن المعركة الأخيرة وهي المعركة رقم 225، كان أغلب المشاركين فيها مرتزقة أجانب، مضيفاً أن من بينهم مقاتلين من كولومبيا وتشاد بقيادة شخص يدعى أحمد جدو، وهو نجل عمدة قبيلة "أولاد راشد" في تشاد، وقد قُتل في الفاشر، إلى جانب مقاتلين من جنوب السودان وليبيا وإثيوبيا وكينيا، جميعهم ظهروا في المعركة الأخيرة. ولفت إلى أن لديهم أدلة ثابتة كذلك بمشاركة قوات "تجمع تحرير السودان" بقيادة الطاهر حجر، وقوات "المجلس الانتقالي" بقيادة الهادي إدريس في مهاجمة الفاشر منذ فترة، إلى جانب مشاركة الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو في المعركة الأخيرة.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أعرب عن قلقه إزاء ارتفاع حصيلة الجوع والمرض والنزوح في أنحاء مختلفة من السودان، وأضاف في بيان يوم 30 يوليو الماضي، إنه "في مدينة الفاشر المحاصرة، يموت الناس من الجوع وسوء التغذية، وقد أغلقت المطابخ التي تديرها المجتمعات المحلية أبوابها بسبب شحّ الغذاء، ولجأ بعض السكان إلى استهلاك علف الحيوانات". ويوم أول من أمس الأحد، حذّرت منظمة الأمم المتحدة لحماية الطفولة "يونيسف"، من أن أكثر من 640 ألف طفل سوداني دون سن الخامسة معرضون لخطر العنف والجوع والمرض، مع تفشي الكوليرا في شمال دارفور. وأفادت بأنه منذ اكتشاف أول حالة في 21 يونيو/حزيران الماضي، تم الإبلاغ عن أكثر من 1180 حالة إصابة بالكوليرا، بينها نحو 300 حالة بين الأطفال، وما لا يقل عن 20 حالة وفاة، في منطقة واسعة بولاية شمال دارفور. وحذرت من "ارتفاع سريع في عدد الحالات في طويلة التي استقبلت أكثر من 500 ألف شخص نزحوا بسبب النزاع العنيف". وأكدت أنه "في ولايات دارفور الخمس، بلغ إجمالي حالات الإصابة بالكوليرا حتى 30 يوليو الماضي، قرابة 2140 حالة، مع تسجيل 80 حالة وفاة.


معتصم عبد القادر: تهاجم قوات الدعم الفاشر من حين إلى آخر بعد توفير الدعم المالي وتجنيد عناصر جديدة


المقاتلون الأجانب لتعويض قلّة الخبرة

وقال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، في تصريح نشره على صفحته بموقع "فيسبوك"، عقب اجتماع ضمّ عددا من القادة السياسيين ومسؤولي الإدارات الأهلية في مدينة بورتسودان، يوم الجمعة الماضي، إنهم بحثوا التعاون والتنسيق العاجل من أجل إنقاذ المواطنين في مدينة الفاشر الذين يواجهون أوضاعاً إنسانية بالغة الصعوبة، لافتاً إلى أن اللقاء كان فرصة لتأكيد ضرورة توحيد الجهود الوطنية والتحرك الميداني من أجل تحرير إقليمي كردفان ودارفور من قبضة "الدعم السريع". وأضاف: "نؤمن أن روح التكاتف الوطني هي السبيل الوحيد لفكّ الحصار عن أهلنا وتحطيم المشروع الذي تسعى إليه مليشيا الدعم السريع ومن يقف خلفها وهو بناء ما يسمى بدولة الجنجويد". يذكر أن قوات الدعم السريع بدأت مجموعاتٍ عسكرية عرفت باسم الجنجويد، نسبة لقبائل عربية بالإقليم، وأطلقت الحكومة السودانية يدها في حرب دارفور بالعقد الماضي.

من جهته، أطلق عضو تحالف "تأسيس" الموالي لـ"الدعم السريع" ورئيس حركة تجمع تحرير السودان الطاهر حجر، نداء إلى سكّان الفاشر بضرورة مغادرتها متعهداً بتوفير الحماية والدعم لهم. وقال في بيان يوم 30 يوليو الماضي إن "الأوضاع الإنسانية والأمنية في الفاشر بلغت مرحلة من التدهور الخطير الذي يجعل بقاء المدنيين داخل مناطق العمليات العسكرية أو داخل المدينة نفسها مخاطرة حقيقية على حياتهم وسلامتهم". وأضاف: "بناء عليه، فإننا نناشدكم بضرورة إخلاء المدينة وكافة مناطق العمليات فوراً، حفاظاً على أرواحكم وأرواح أبنائكم". وأشار حجر إلى أن قواتهم "موجودة في كل اتجاهات المدينة وهي على أهبة الاستعداد لتأمين الممرات الآمنة وتوفير الحماية الكاملة لكل المدنيين الخارجين من الفاشر، حتى يصلوا إلى وجهاتهم المختلفة، سواء داخل محليات ومناطق ولاية شمال دارفور أو في الولايات الأخرى".

لكن جمعية "محامو الطوارئ" الحقوقية، والتي توثق الفظائع المرتكبة في الحرب السودانية، أكدت أمس الاثنين، أن قوات الدعم السريع قتلت ما لا يقل عن 14 مدنياً أثناء محاولتهم الفرار من منطقة غرب دارفور. وأوضحت الجمعية أن "العشرات جُرحوا واعتُقل عدد غير معروف من المدنيين" في هجوم نفذته "الدعم" يوم السبت الماضي، واستهدف قرية قرني شمال غرب الفاشر.

وفي أحدث تعليق حكومي على الأوضاع في الفاشر، قال والي ولاية غرب دارفور التابع للحكومة المركزية، بحر الدين آدم، في تصريح للصحافيين بمدينة بورتسودان، أول من أمس الأحد، إن تأخر تحرير إقليم دارفور لا يعني غياب الإرادة، بل يعكس حجم المعركة وتشابك أبعادها. وأضاف: "نحن لا نواجه تمرداً تقليدياً، بل مليشيا مدعومة خارجياً، تستبيح المدن، تتخذ المدنيين دروعاً بشرية، وتغذي الفوضى بخطاب الكراهية والنهب والتجنيد القسري". وأشار إلى أن "الحديث عن تقاعس حكومي في تحرير دارفور هو تجنٍ على الوقائع ومحاولة لتشويه الحقيقة"، لافتاً إلى أن ما يجري ليس غياب إرادة، بل إدارة معركة مركبة ومعقدة، تتطلب ترتيب الأولويات العسكرية والسياسية والإنسانية".

وفي هذا الصدد، قال المستشار في الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية اللواء معتصم عبد القادر، لـ"العربي الجديد"، إن "مليشيا الدعم السريع ترى أن مدينة الفاشر وهي المدينة المتبقية مع محليات (بلديات) تابعة لها مثل مدينة الطينة، مناطق مهمة لو سيطرت عليها تكون بذلك سيطرت على كامل إقليم دارفور، ومن هناك يسهل الاتجاه نحو الولاية الشمالية وولاية نهر النيل وولايات كردفان، والعودة إلى الوسط والخرطوم"، مضيفاً أن "الدعم السريع" تعتبر الفاشر "مدينة استراتيجية بالنسبة لها، وتصر على إسقاطها لرمزيتها، وتعطي أيضاً رسالة خارجية بأنها استطاعت السيطرة على كامل دارفور، ولذلك فإنها تهاجم المدينة من حين إلى آخر بعد توفير الدعم المالي وتجنيد عناصر جديدة".

ولفت عبد القادر إلى أن "الدعم" جلبت في الفترة الأخيرة مقاتلين من كولومبيا لأن جنودها لا يجيدون استخدام الطائرات المسيّرة والمدفعية الثقيلة والأسلحة الحديثة، لذلك تلجأ لاستجلاب مقاتلين من جنوب السودان لتشغيل المدفعية، ومن كولومبيا ودول أخرى لتشغيل الطائرات المسيّرة. ورأى أن هذه المعركة مصيرية حتى بالنسبة للجيش السوداني الذي يدافع بشراسة عن الفاشر، لأنه بإحكام السيطرة عليها يمكنه التحرك بسهولة نحو مدينة نيالا جنوبا، ونحو الجنوب الغربي إلى مدينتي الجنينة وزالنجي الواقعتين تحت سيطرة "الدعم السريع".






## من العراق إلى سورية.. شباب ضد الوصاية الأدبية
05 August 2025 03:06 AM UTC+00

من العراق إلى سورية يبرز جيل من الشباب بمبادرات ثقافية وفكرية تسعى إلى استعادة دور الكلمة في مواجهة العنف والتهميش. ففي مجالي الشعر والترجمة، تتشكل مشاريع جديدة بعيدة عن القوالب الجاهزة، وتفتح مساحات للحضور والتأثير. في سورية، أعلنت مجموعة "سُلَّم"، وهي مجموعة شبابية مبادرة بعنوان "مسيرة يحيى شربجي" لتشجيع المحتوى الثقافي السلمي. بينما وُلدت "جماعة صفر الشعرية" في العراق، في الوقت نفسه، مبادَرةً تهدف إلى فتح مسارات جديدة للشعر العراقي. فهل هي صرخة مؤقتة أو بناء واقعي لصوت جديد؟

"الكتابة لأن الصمت لم يَعُد كافياً"، بهذه العبارة أعلنت مجموعة من الشعراء العراقيين انطلاقة مبادرتهم الشعرية الجديدة، ردّاً على ما وصفوه بالاعتياد على البشاعة وتسليع الإنسان وتسطيح المفاهيم. من هنا، وُلدت "جماعة صفر الشعرية"، مبادرةً تهدف إلى فتح مسارات جديدة للشعر العراقي المعاصر، وتضم ثمانية شعراء شباب. 


محاولات لخلق مضمون ثقافي بعيداً عن الأطر المؤسساتية


في حديث لـ"العربي الجديد"، يوضح عامر الطيب، أحد الشعراء الثمانية المبادرين، أن فكرة الجماعة أعقبت حوارات مطوّلة تمحورت حول نقد الواقع الثقافي العراقي الراهن. ويضيف: "صفر هي محاولة للنظر في دور الشعر والحيّز الذي يشغله جيلنا. الشعرية العراقية تعاني من هشاشة واضحة في مواجهة السياسي والاجتماعي، ولا يمكن للشعر، ضمن سياقه الحالي، أن يكون فاعلاً حقيقيّاً، لكنه أيضاً يجب ألّا يظل مختبئاً في عزلة قاتلة". أما عن دلالة الاسم، فيوضح الطيب أن "صفر" لا تشير إلى بداية زمنية، بل إلى لحظة وعي مشتركة بين الشعراء، نابعة من إحساس جماعي بضرورة مواجهة الواقع السائد بأدوات شعرية جديدة".

وتشرح الشاعرة نور درويش، مُؤسّسة الجماعة، لـ"العربي الجديد" ما يميّز "صفر" من غيرها من التجارب السابقة، قائلة: "التوقيت هو ما يصنع الفارق. في عالم يدفع الناس إلى التفريغ من ذواتهم ومن أسئلتهم العميقة، ويحاصرهم بعجلة الإنجاز والشهرة، تأتي الجماعة في لحظة تحتاج فيها الأشياء إلى مَن يعيد إليها روحها المسلوبة. نحن نكتب ونشتغل على النص من دون قيود شكلية، سواء أكان عمودياً أم حرّاً أم نثريّاً، المهم هو الاشتغال العميق على المعنى".

أما الشاعر صفاء سالم إسكندر، فيشير في حديثه مع "العربي الجديد" إلى أن علاقة "جماعة صفر الشعرية" لا تقتصر على القارئ العراقي بل هي قائمة مع القارئ العربي أيضاً، من خلال ما نشره أعضاء الجماعة من أعمال في دور نشر عربية. ويضيف: "نعمل على توسيع هذا الجسر عبر وسائط متعددة، من المطبوع إلى الرقمي، بما يتيح للنصوص أن تتحرك وتتجاوز الحدود الضيقة".



في سياق مختلف من حيث الوسيلة، ومتشابه من حيث جدوى الكلمة، أطلقت مجموعة "سُلَّم"، وهي مجموعة سورية شبابية لا عنفية، مشروعاً ثقافيّاً بعنوان "مسيرة يحيى شربجي"، تكريماً لذكرى أحد أبرز وجوه العمل السلمي في داريا، الذي اعتُقل مرات عدة قبل أن يُعلَن إعدامُه داخل معتقلات النظام السابق عام 2013. يسعى المشروع إلى نشر مبادئ السلام والعدالة المجتمعية، من خلال منصة مفتوحة للكتابة والترجمة والتوثيق، تركز على أربعة محاور: النساء والعمل اللاعنفي، واللاعنف والإعلام والدراما، واللاعنف والتعليم، وتاريخ الحركات اللاعنفية السورية.

تُفتح المشاركة أمام الشباب السوريين لكتابة مقالات ودراسات، أو ترجمة نصوص، أو تقديم أعمال فنية وبصرية تعبّر عن مفاهيم اللاعنف والسلم الأهلي، من دون فرض وصاية فكرية، ما يتيح تنوّعاً في الأصوات ضمن إطار المبادئ التي تؤمن بها. ووفقاً للقائمين على المشروع، فإنّ اسم يحيى شربجي ليس تمجيداً فرديّاً، بل تكريمٌ لقيمٍ مثّلها ورفاقه، ولسعيهم إلى سورية يسودها السلام والكرامة.






## بدء التحقيق باتهامات لإدارة أوباما بتلفيق تدخل روسيا بانتخابات 2016
05 August 2025 03:16 AM UTC+00

وجهت وزيرة العدل الأميركية بام بوندي المدعين العامين الفيدراليين ببدء التحقيق في كيفية تعامل مسؤولي إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما مع المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بتدخل روسيا في انتخابات الرئاسة عام 2016 والتي تنافس فيها آنذاك الرئيس الحالي دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، وذلك حسبما نقلت شبكة فوكس نيوز اليوم الثلاثاء. ويمثل هذا التحقيق استمراراً لسعي إدارة ترامب للتركيز على مزاعم ارتكاب أعضاء إدارة أوباما، بمن فيهم الرئيس الأسبق نفسه، مخالفات كبرى.

وسبق أن أعلنت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، الشهر الماضي، عن رفع السرية عن وثائق زعمت أنّ هناك تلاعباً في استدلالات إدارة أوباما أدى لتلفيق اتهامات أن روسيا حاولت مساعدة ترامب للفوز في الانتخابات الرئاسية. واستخدم ترامب هذه القضية وسط غضب أنصاره من عدم نشر مستندات محاكمة جيفري إبستين المدان بقضايا جنسية، ما تسبب في حالة من الغضب لدى حركة ماغا (لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى) الداعمة له، واتهم ترامب أوباما بالخيانة زاعماً، دون تقديم أدلة، أنه قاد محاولة توجيه اتهامات له في مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية. 



وستصدر هيئة محلفين كبرى أوامر استدعاء ضمن جزء من تحقيق جنائي في المزاعم بأن المسؤولين الديمقراطيين حاولوا تشويه سمعة ترامب خلال حملته الانتخابية عام 2016، والادعاء كذباً أن حملته تواطأت مع الحكومة الروسية، وهي الاتهامات التي تسببت في أكثر من عامين من التحقيقات.

وطلبت رئيسة الاستخبارات، الشهر الماضي، من وزارة العدل التحقيق مع أوباما وكبار مسؤولي إدارته بتهمة التآمر، بعد رفعها السرية عن وثائق مختلفة، وادعت أنها أظهرت "مؤامرة خيانة من قبل مسؤولي إدارة أوباما". وأصدر أوباما آنذاك بياناً نادراً عن طريق مكتبه وصف فيه الاتهامات بأنها "غير صحيحة ومحاولة لتشتيت الانتباه".

وخرجت اتهامات الإدارة لأوباما في فترة اشتعال الغضب بين القاعدة الشعبية للرئيس ترامب لرفض إدارته الإفراج عن وثائق متعلقة بقائمة عملاء جيفري إبستين، وسط انتشار نظرية عن قتله في سجنه لمنعه من التحدث، في حين أن نتائج التحقيقات الرسمية قالت إنه انتحر، ونشرت وزارة العدل فيديو الساعات الأخيرة من وفاته، غير أنه لم يتضمن الدقائق الأخيرة للوفاة، ما أثار التساؤلات.




## "ناسا" تخطط لبناء مفاعل نووي على سطح القمر
05 August 2025 03:27 AM UTC+00


تخطط وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) لبناء مفاعل نووي على سطح القمر، بحسب ما أفاد موقع "بوليتيكو" الإخباري يوم الاثنين، نقلا عن وثائق داخلية للوكالة. وبحسب التقرير، تعتزم ناسا طلب مقترحات ملموسة من الشركات خلال 60 يوما لبناء مفاعل بقدرة 100 كيلوات، من المقرر أن يبدأ تشغيله بحلول عام 2030.

ومن المتوقع أن يعلن القائم بأعمال مدير ناسا، شون دافي، عن هذه الخطط خلال الأيام المقبلة، وفقا للتقرير. ويأتي هذا المشروع في ظل احتدام المنافسة مع الصين، التي تهدف إلى تنفيذ أول مهمة مأهولة إلى القمر في نفس الفترة تقريبا.



يُذكر أن فكرة المفاعل النووي على القمر ليست جديدة، حيث طرحت روسيا هذه الفكرة منذ سنوات، بينما كثفت ناسا في الآونة الأخيرة أبحاثها الخاصة في هذا المجال. وسيوفر المفاعل مصدر طاقة مستقرا للمهمات المستقبلية على القمر، لاسيما خلال فترة الليل القمري التي تستمر نحو أسبوعين، حيث تكون الطاقة الشمسية غير متوفرة.

وتسعى الولايات المتحدة إلى إعادة رواد فضاء إلى القمر لأول مرة منذ أكثر من 50 عاما، وذلك ضمن برنامج "أرتميس"، حيث تخطط ناسا لإنزال طاقم على سطح القمر في عام 2027. ومع ذلك، تم تأجيل الجدول الزمني عدة مرات، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيواصل دعم هذا المشروع.

(أسوشييتد برس)





## الإسكندرية... سبل استعادة الهوية الثقافية المتوسطية
05 August 2025 04:00 AM UTC+00

رغم ما يحمله الحدث من رمزية، مرّ خبر اختيار مدينة الإسكندرية عاصمة للثقافة والحوار في منطقة المتوسط لعام 2025، إلى جانب العاصمة الألبانية تيرانا، مرور الكرام في وسائل الإعلام المصرية، فلم يُفتح أي نقاش حول دلالاته أو إمكاناته. اللافت أن هذه المبادرة، التي أطلقها الاتحاد من أجل المتوسط بالتعاون مع مؤسسة آنا ليند، لا تتعلق بمجرد احتفالات موسمية، بل تنطوي على رؤية أوسع لإبراز الهوية الثقافية للمدن المتوسطية، وتعزيز الحوار بين شعوبها.

أن تكون الإسكندرية أول مدينة جنوب المتوسط تُمنح هذا اللقب ليس بالأمر العابر، لا سيما أن المدينة عرفت، عبر قرون، طابعاً فريداً من التعدد والانفتاح ثقافياً واجتماعياً، غير أن هذه الهوية لم تبق على حالها، وشهدت تحولات كبرى منذ منتصف القرن العشرين، انتهت بها إلى طابع يغلب عليه الانكفاء المحلي، وتراجع الدور الثقافي المديني المتنوّع.

يمكن أن يُشكّل اختيار المدينة فرصة لإعادة التفكير في موقع المدينة على الخريطة الثقافية للمنطقة، فالبرنامج المُعلن يركز على استضافة مهرجانات فنية، وندوات ثقافية، ومعارض تُبرز علاقة المدينة بالبحر الأبيض، فضلاً عن دعوة فنانين ومثقفين من دول الجوار لتبادل الأفكار والخبرات، كما تسعى المبادرة إلى إشراك المجتمع المحلي في هذه الأنشطة، بحيث لا يظل النشاط الثقافي مقتصراً على المؤسسات الرسمية، بل يتصل بالحياة اليومية للناس.


آلاف المباني معرضة لخطر الانهيار منها مكتبة الإسكندرية والمنارة


بدأت هذه الاحتفالات في فبراير/ شباط الماضي بأسبوع هيباتيا الفني، والذي ركز على تجارب فنانات سكندريات مثل: علية عبد الهادي، ومنى غريب، ونورهان المهدي، وهويدا السباعي، ودينا ريحان، وسماح داوود، ودنيا الجوهري، وسارة عبد المقصود، وشمل أيضاً معارض بصرية تعكس تنوع التأثيرات المتوسطية على الفن المصري، وورش عمل وحفلات موسيقية وعروض أزياء تزاوج بين التراث والحداثة.

وفي سبتمبر/ أيلول المقبل، تنظّم ندوة دولية حول تأثير ارتفاع منسوب البحر على مواقع التراث العالمي، حيث تُناقش المخاطر التي تواجه الإرث الثقافي للسواحل المتوسطية، بما فيها الإسكندرية، التي تشير دراسة نشرتها الجامعة التقنية في ميونخ في مارس/ آذار الماضي، إلى انهيار نحو مئتين وثمانين مبنى في السنوات الأخيرة، وهناك حوالي سبعة آلاف مبنى آخر معرّض لخطر الانهيار في المستقبل القريب، منها مكتبة الإسكندرية والمنارة التي بنيت في القرن الثالث قبل الميلاد. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، يُعقد لقاء حول التعليم وسوق العمل في منطقة المتوسط.

لا تبدو هذه الفعاليات مجرد أنشطة موسمية، بل تحمل رؤية أعمق لإعادة ربط الإسكندرية بمحيطها الثقافي والحضاري، لكن التحدي الأكبر يكمن في أن تتجاوز الطابع الاحتفالي لتصل إلى إعادة بناء البنية الثقافية المستدامة للمدينة، وهو ما يرتبط بمدى قدرة الأطراف المعنية، من سلطات محلية ومؤسسات ثقافية ومجتمع مدني، على وضع خطة طويلة المدى تشمل تقديم دعم حقيقي لمؤسسات الثقافة المستقلة، وتوفير فضاءات عامة للفعل الثقافي، وربط المدينة بشبكات أوسع تتجاوز حدود الدولة القُطرية.



تستدعي الاحتفالية التذكير بالإسكندرية التي حافظت منذ لحظة تأسيسها على طابع كوزموبوليتاني، قبل أن تبدأ هويتها المتعددة تتآكل تدريجياً بدءاً من الخمسينيات، حيث ساهمت السياسات القومية التي اتبعتها الدولة بعد ثورة يوليو عام 1952، في إحداث تغيرات جذرية في النسيج السكاني والاجتماعي للمدينة، ففقدت تنوعها الاجتماعي والعرقي والثقافي التي شكّل  اليونانيون والطليان والأرمن والألبان والقبارصة والكريتيون غالبية سكّانها حتى الأربعينيات، وتقلصت المساحات التي كانت تعكس هذا التنوع، بل انسحبت هذه التحولات على المشهد الحضري والبصري للإسكندرية، فتغيرت معالم وسط المدينة، وتدهورت واجهات المباني التراثية، في حين ظهرت عمارات حديثة بلا هوية واضحة، وحتى الواجهة البحرية التي كانت ذات يوم مسرحاً للحياة العامة والاختلاط الاجتماعي، باتت تغلق تدريجياً أمام الناس مع ظهور الكبائن الخاصة (الشاليهات السياحية) والمشاريع الاستثمارية التي تستهدف فئات المجتمع العليا دون غيرها.




## مالي تعلن تحرير أربعة مغاربة اختطفهم تنظيم "داعش" مطلع العام
05 August 2025 04:58 AM UTC+00

أعلنت حكومة مالي، أمس الاثنين، عن تحرير أربعة سائقي شاحنات مغاربة اختطفهم تنظيم "داعش" في منطقة الساحل في 18 يناير/ كانون الثاني. والرجال الأربعة "الذين اختطفوا في شمال شرقي بوركينا فاسو، قرب الحدود مع النيجر"، ظهروا على التلفزيون الوطني بضيافة رئيس المجلس العسكري أسيمي غويتا.

وقالت الحكومة في بيان إنّ السائقين الأربعة "كانوا في قبضة تنظيم داعش في منطقة الساحل". وتنشط جماعات مسلّحة تابعة لتنظيمي القاعدة و"داعش" منذ نحو عشر سنوات في النيجر وبوركينا فاسو ومالي، وهي الدول الثلاث التي تحكمها منذ بضع سنوات أنظمة عسكرية تولّت السلطة نتيجة انقلابات عسكرية نُفّذت بين عامي 2020 و2023.



وأكّدت حكومة مالي في بيانها أنّ "عملية التحرير هذه نجحت بفضل الجهود المنسّقة بين الوكالة الوطنية لأمن الدولة في مالي والمديرية العامة للدراسات والمستندات في المغرب"، وهو الاسم الرسمي لوكالة الاستخبارات المغربية.

وكان الجيش النيجري قد أعلن في نهاية يناير/ كانون الثاني العثور على أربع شاحنات فارغة من سائقيها المغاربة في تيرا، وهي المنطقة الواقعة في غرب البلاد والتي تشهد باستمرار هجمات دامية. وكانت القافلة تنقل معدّات مخصّصة لشركة الكهرباء النيجرية المملوكة للدولة وتسير "دون حراسة أمنية"، وفقاً للجيش النيجري.

(فرانس برس)




## الإدمان على المعارضة
05 August 2025 05:00 AM UTC+00

غالباً ما يُنظر إلى المثقف على أنه ضمير الأمة والناقد الدائم للسلطة. هذه صورة بسيطة، لكنها تمثل جوهر تعريف غرامشي للمثقف العضوي، وإدوارد سعيد للمثقف النقدي. غير أن هذه الصورة لا يمكن أن تتحقق إلا عندما يقف المثقف على أرضية الحقيقة، ويحتكم في مواقفه إلى العقل والوقائع، لا إلى الميول والانفعالات والغرائز، أو الأهواء الأيديولوجية. وعندما يتنازل عن العقل، أو يتحايل على الوقائع، يتحول إلى مشارك في تزييف الوعي.

كيف يكون المثقف معارضاً؟ وبأية أدوات؟ وما حدود مسؤوليته تجاه الحقيقة، حين يقف في موقع المواجهة مع السلطة أو ضد السائد، هل يجوز له أن يتلقف الشائعات، ويعيد نشر الأكاذيب، ويعتمد على التلفيقات، إذا كانت تخدم توجهاته، أو تعزز السردية التي يتبناها؟ هذه الممارسات باتت رائجة في زمن الشبكات الاجتماعية، حيث يسهل ترويج أية معلومة من دون التحقق منها، ما دام الفسابكة وغيرهم، لا يهتمون بالحقيقة، وإنما بما يتوافق مع قناعاتهم، والأغلب أهوائهم.

غواية المعارضة مغرية؛ لأنها تمنح صاحبها شعوراً بالتفوق الأخلاقي، وبالاستقلالية، وربما بالبطولة الفردية. وهي كذلك مغرية لأنها تجعل المثقف في موقع "الضحية النبيلة" فيما لو تعرض لأي اعتداء. لكن ما لم تكن المعارضة مؤسسة على المعلومة الدقيقة، وعلى رؤية إصلاحية تنشد التغيير، فإنها سرعان ما تنقلب إلى تهريج سياسي أو نرجسية فكرية. من ثم لن يسهم في بناء بديل للواقع القائم، ما دام أنه لا مشروع لديه سوى الهدم، ولا رؤية سوى الإلغاء، ولا أدوات يملكها إلا الصراخ، فيتحول إلى جزء من الضجيج الضارب في الفوضى.

المعارضة الحقيقية لا تبدأ من رفض الواقع فقط، بل من معرفة هذا الواقع بدقة، وتحليله بموضوعية، وتقديم بدائل واقعية قابلة للنقاش. وهذه مهمة لا يقدر عليها إلا من يتحلى بالنزاهة الفكرية، والانضباط المنهجي، والقدرة على الفصل بين الرأي والمعلومة، وبين القناعة الشخصية والحقيقة الموضوعية. أما من يجعل من كل خبر سلبي دليلاً على الفساد الشامل، ومن كل إشاعة نبوءة صادقة على الانهيار الوشيك، فإنه لا يختلف كثيراً عمن يروج الأكاذيب الكيدية، بالادعاءات المضللة.


التمييز بين المعارضة قيمةً نبيلةً، والمعارضة أيديولوجيا جاهزةً


المثقف المعارض مدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى مراجعة ضميره، وإعادة ضبط أدواته وبوصلته. وأن يدرك أن المصداقية لا تُبنى بالدسائس والاختلاق والافتراء، ولا بالشعبوية، تحت راية حرية التعبير، بل بالتواضع المعرفي، والقدرة على الاعتراف بالخطأ، والانفتاح على الحوار. كما يجب التمييز بين المعارضة قيمةً نبيلةً، والمعارضة أيديولوجيا جاهزةً، لا ترى في خصومها إلا الشر المطلق، ولا ترى في نفسها إلا الحقيقة المطلقة.

الطبيعي أن يكون المثقف مشككاً في الروايات الرسمية، ومنتقداً للسلطة، هذا جزء من دوره في حماية المجتمع من الاستبداد ومن الانحدار نحو التفاهة، لكن من غير الطبيعي أن يستبدل البحث والتحري بالأحكام المسبقة، والتوثيق بالتلفيق، والتيقن بالإشاعة. ومن غير المقبول أن يطالب المثقف بالشفافية من السلطة، ولا يمارس الحد الأدنى من الشفافية مع نفسه، ولا يتحمل المسؤولية عندما يسهم في خداع الرأي العام.

غواية المعارضة ليست عيباً بحد ذاتها. ولكن الخطورة تبدأ حين تتحول الغواية إلى إدمان، (كما حاصل اليوم) عندئذ يفقد المثقف دوره، ويفقد المجتمع بوصلته، وتتحول الساحة الفكرية إلى حلبة صراع بين ديماغوجيات متقابلة، لا رابح، وإنما خاسرون. المعارضة الحقيقية ليست أن نقول "لا" دائماً، بل أن نقول "نعم" للحقيقة، أياً كان مصدرها، و"لا" للباطل، أياً كان قائله.

للمعارِض دور فاعل، بشرط أن يكون صادقاً أولاً، ودقيقاً ثانياً، ومسؤولاً دائماً عما يقوله أو يفعله.

* روائي من سورية






## شاكر حسن آل سعيد: مئوية الفنان الذي ابتلعه النسيان
05 August 2025 05:00 AM UTC+00

أثارت انتخابات جمعية التشكيليين العراقيين، التي عُقدت في نهاية يونيو/ حزيران الماضي، جدلاً قانونياً وثقافياً بسبب مشكلات حصلت بين الهيئة الإدارية والمرشحين، وقضايا تتعلق بالنزاهة المالية وقبول أعضاء جدد عشية الانتخابات بفترة قليلة! وهي حادثةٌ من ضمن أحداث كثيرة تدل على مأزق المؤسسات الثقافية في العراق، وتشكل مدخلاً لمحاولة لاستعادة الناقد والفنان التشكيلي العراقي الراحل شاكر حسن آل سعيد، الذي تمرّ مئة سنة على مولده، بوصفه أحد أبرز الفاعلين الذين ساهموا في استقرار الأطر والهيئات الثقافية والفنية في العراق.

وللمفارقة، غيّبتْ هذه الأطر والهيئات ذاتها التي تواجه أزمة بنيوية اليوم، مئويةَ آل سعيد عن أجندة أنشطتها طوال العام الجاري، ولم تلتفت إلى مشروعه في أرشفة وتوثيق وكتابة أنطولوجيا كاملة بجزأين تحت عنوان "فصول من تاريخ الحركة التشكيلية في العراق"، وكذلك إلى مساهمته الحقيقية في تأسيس الحداثة التشكيلية العراقية؛ ممارسة وتنظيراً وتأطيراً رسمياً. 

حداثة فنية في سياق جماعي

في مقال "بمناسبة مرور ربع قرن على ظهور جماعة بغداد للفن الحديث"، التي نشرها الفنان الراحل في مجلة "آفاق عربية" العراقية في عددها الثاني من عام 1978، ما يشبه سيرة ذاتية لا تخلو من تأمّل لمسارها الزمني وأبرز محطاتها المحتشدة، حيث يصف مقهى ياسين الذي كان يرتاده بعد انتهاء دوامه المسائي طالباً في معهد الفنون الجميلة ببغداد، في الوقت نفسه الذي يُدرّس فيه في دار المعلمين بمدينة بعقوبة صباحاً، مشيراً إلى أن هذا المقهى شهدَ التأسيس التنظيري لجماعة بغداد 1951 عبر نقاشات آل سعيد مع أقرانه من أمثال محمد الحسني وجواد سليم، الذي اقترح فيما بعد اسم الجماعة بعد موافقته للانضمام إليها.



لم تكن الحركة التشكيلية العراقية فقيرة حينها، إذ ظهرت جماعة أصدقاء الفن 1941 والتي ساهم جواد سليم بتأسيسها والتي يقول عنها شاكر هي "بوتقة كبرى صهرت مستقبل الفن العراقي مع ماضيه، فهي أول خطوة جادة في توحيد جهود الفنان الفردية"، ثم جماعة الرواد 1950 التي كونها الفنان فائق حسن، والتي يصفها شاكر بالجرأة، قائلاً: "ضربت مثلاً على جرأة الفنان العراقي في التزامه الفني كأي فنان أوروبي"، وهو بذلك لا يجد مشكلة في إظهار امتنانه لتجارب الجماعات التي سبقت جماعة بغداد، ليخلص إلى قوله "وهكذا أصبح الطريق معبّداً أمامنا، نحن شبيبة الخمسينيات، وأمام جواد سليم رائدنا في التفكير بنشأة جماعة جديدة".


جمَع في أعماله بين التقاليد الصوفية والفن التجريدي المعاصر


ويرى أن فضائل المقهى امتدت إلى التجديد في الشعر أيضاً، ذلك لأن شعراءَ مثل بلند الحيدري وبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي كانوا من رواد المقهى وبحلقات نقاشية تنظيرية مستمرة بين التشكيل والأدب، خصوصاً بين سليم والحيدري وجبرا إبراهيم جبرا أنتجت حداثة الشعرية العراقية عبر تجربة شعر التفعيلة، والتي يتحدث عنها بقوله "من خلال هذا التناوب في تناول الأدب والفنون التشكيلية كمنت بوادر الانطلاق نحو تجديد فني أصيل"، فجماعة بغداد، منذ ذلك الوقت المبكّر بدأت بالتملّص من تأثيرات الفن الأوروبي، حيث استنجدت بمجدّدي الشعر العراقي، بحسب رأيه معتبراً أنها جماعة أساسها الالتزام الفني لذاته، والبحث عن هوية فنية جماعية؛ الهوية بوصفها وثيقة صلة بالحضارة عبر التعبير عن "الطابع المحلي في الفن" بالعودة الى التراث: حضارات الرافدين والثقافة العربية الإسلامية. 

فينومينولوجيا آل سعيد

بعد تأسيس "جماعة بغداد"، وضمها لفنانين آخرين، منهم قحطان عبد الله ومحمود صبري وفاضل عباس ونزار علي محمد غني حكمت وإسماعيل فتاح ونزيهة سليم ولورنا سليم، زوجة جواد سليم وغيرهم، أقيمت العديد من المعارض الفنية لأعضائها الذين تأثروا بالأحداث السياسية آنذاك والاحتجاجات الشعبية في العراق وبلدان عربية أخرى ضد سياسات الاستعمار الغربي، فكانت أغلب ممارستهم للفن جماعية الطابع.



سافر شاكر حسن آل سعيد إلى باريس لإكمال دراسته الفنية 1955، وتفاعل هناك مع الحركات الفكرية الجمالية الكبرى التي كانت وقتها رائجة في أوروبا، ومنها الفينومينولوجيا وهي دراسة هياكل الوعي أو الخبرة، أي دراسة ظهور الأشياء في التجربة، والطرق التي يتم بها اختبار الأشياء والمعاني التي تحملها، وهنا عاشَ صراعاً معرفياً بين التأثر والإعجاب بالحركة الفكرية الأوربية وبين الإرث الحضاري والفني والهوية الذاتية المحلية، ليثمر هذا الصراع رؤية فنية أصيلة لآل سعيد تبنت فيما بعد مفهوم البعد الواحد، وهو ما يصفه بإدراك الفن بوصفه تأملاً وليس مجرد خَلق.

يجمع الفنان الراحل في نظرته إلى البعد الواحد، الذي بدأ التنظير له في سبعينيات القرن الماضي واستمر لسنوات طويلة، ما بين التقاليد الصوفية والفن التجريدي المعاصر، وأن العمل الفني له من الاستقلالية والكيان الذاتي ما يجعله ينقطع عن الفنان والمتلقي/المشاهد ليكون عملاً مستقلاً تماماً بأدواته التقنية التي أخذت مساراً جديداً تمثلت بالشقوق والندبات والخدوش والحروق والآثار والفوهات، وهذا ما لم تعتده اللوحة التشكيلية العراقية في ما سبق!






## وسائل التواصل الاجتماعي وصورة الإنسان عن ذاته
05 August 2025 05:01 AM UTC+00

في السنوات الأخيرة، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام وتيك توك، جزءاً لا يتجزأ من حياة الأفراد، إذ توفر فضاءً واسعاً للتواصل وتبادل المعلومات والتعبير عن الذات. في المقابل، هناك جانب سلبي لا يمكن تجاهله خاصة بالنسبة للمراهقين، وتحديداً في ما يتعلق بتكوين صورة سلبية عن الجسم. فما هي سلبيات وإيجابيات منصات التواصل الاجتماعي؟

التنمر الإلكتروني على منصات التواصل الاجتماعي

كما هو الحال مع أنواع التنمر، يمكن أن يستهدف التنمر الإلكتروني مظهر الشخص ويؤدي إلى تقليل احترام الذات وصورة الجسم. وعلى الرغم من أن التنمر قد يحدث خارج نطاق وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن التعامل معه قد يكون أصعب، لأن مجهولين يمارسونه، إضافة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تتيح للمتنمرين الوصول إلى الضحايا بسهولة طوال اليوم.

معايير جمال غير واقعية

تعرض وسائل التواصل الاجتماعي معايير جمال غير حقيقية، غالباً ما تتضمن صوراً معدلة أو فلاتر. هذه الصور لا تعبر عن مظهرهم العادي. وحين تُقارن هذه الصور الخالية من العيوب بالصور الطبيعية للشخص، قد تجعله يشعر بالنقص وعدم الرضا عن شكله وجسمه الطبيعي لأنه ليس جذاباً بما يكفي.

ترويج العادات الضارة

قد يُشجع محتوى وسائل التواصل الاجتماعي على تدني صورة الذات، فوجدت دراسة حول تيك توك وثقافة الحمية الغذائية أن محتوى تيك توك الشائع غالباً ما يروج لعادات غذائية غير صحية، فيُصوّر الأجسام النحيفة على أنها مثالية، مستغلاً مخاوف المتابعين بشأن أجسامهم. ووجد البحث أن المراهقين أكثر تأثراً بهذا المحتوى الذي يحمل عواقب وخيمة على أرض الواقع، فالترويج للنحافة وعدم تناول الطعام يمكن أن يُؤدي إلى تطور اضطرابات الأكل وإلى تكوين صورة سلبية عن الجسم، وخاصة لدى الشباب المعرضين لهذه السلوكيات. لكن، في المقابل، هناك آثار إيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي على صورة الجسم، تتمثّل في ما يلي:

تقديم الدعم والمساندة

تُعدّ وسائل التواصل الاجتماعي وسيلةً رائعةً للتواصل مع الآخرين وطلب الدعم والمساعدة عند مواجهة أي مشكلة، سواءٌ كانت مرتبطة بصورة الجسم أو أي مشكلة أخرى، فيمكن عبرها البحث عن مجموعات الدعم والتشجيع، أو الانضمام إلى المنتديات التي تُؤثّر إيجاباً على السلوك والحياة، أو الحصول على المشورة والنصيحة مع الحفاظ على سرية الهوية، إضافة إلى البحث عن جهات وطرق مساعدة للصحة النفسية.

تقبل الذات

تساعد وسائل التواصل الاجتماعي في تقبل الذات، فرؤية أشخاص يعيشون ويستمتعون ويحتفلون بأجسادهم على طبيعتها تساعد على الشعور براحة أكبر والرضا عن شكل الجسم. فمثلاً، تتيح هذه المنصات لأي شخص أن يكون صانع محتوى في مجال عرض الأزياء من دون الالتزام بمعايير جمالية محددة، وهذا يُسهّل على الناس متابعة مجموعة متنوعة من عارضي الأزياء عبر الإنترنت من جميع الأحجام والأعراق والقدرات والأجناس والخلفيات، من دون أن يكون حكراً فقط على الذين ينطبق عليهم معيار الجمال السائد.



النظرة الإيجابية للجسم

إيجابية الجسم أو حركة تقبّل السمنة هي حركة وفلسفة تُروّج لفكرة أن جميع الأجسام، بغض النظر عن حجمها، أو قدراتها، أو لونها أو جنسها أو شكلها، تستحق التقدير والاحترام. وعلى الرغم من أن هذه الحركة سبقت وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن هذه الأخيرة جعلت المفهوم ينتشر أكثر بين الناس. توصلت الأبحاث إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي الإيجابية حول الجسم يمكن أن تحسن صورة الجسم.
ولاستخدام هذه المنصات وبناء علاقة صحية مع صورة الجسم ينصح بالبحث عن محتوى إيجابي يعزز قبول الجسم والعناية بالنفس، وعدم مقارنة النفس بالصور المعدّلة أو المثالية، وتقليل الوقت الذي نمضيه على المنصات وتجنب التصفّح من دون وعي قبل النوم وعند الاستيقاظ مباشرةً، وأخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي والحرص على ممارسة أنشطة ممتعة لا تتطلب استخدام الهاتف، مثل لقاء الأصدقاء أو ممارسة الرياضة أو المشي في الطبيعة.




## إصدارات.. نظرة أولى
05 August 2025 05:02 AM UTC+00

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتضمن كتباً في السياسة، والأدب، والترجمات، وغيرها.

■■■



ضمن سلسلة "ترجمان" في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، صدرت النسخة العربية من كتاب "ابن الهيثم: انبثاق الحداثة الكلاسيكية" لأستاذ التاريخ والباحث المصري رشدي راشد بترجمة يوسف بن عثمان. يقدّم المؤلف تحليلاً نقدياً للنصوص العلمية في مجالات الرياضيات، وعلم المناظر، والفلك، وفلسفة الرياضيات التي تُبرز حداثة الفكر العلمي لدى الحسن بن الهيثم الذي عاش في زمن ازدهار الخلافة الفاطمية، معتبراً أنه ليس امتداداً للتراث القديم فحسب، بل إنه رائدٌ للتجديد ومصحّحٌ لسردياتٍ تاريخية قلّما أنصفت العلوم العربية ومكانتها أيضاً.
 



صدر حديثاً عن دار سامح للنشر كتاب "مقاربات في المتن الروائي العربي" للكاتب أحمد الشيخاوي، وهو دراسة نقدية تتناول إشكاليات الرواية العربية من حيث النشأة والتأثر بالنموذج الغربي. يرى الشيخاوي أن الفن الروائي، كما وصل إلى العالم العربي، ظلّ أسير خلفيته الثقافية الغربية، ما حال دون انتشاره وتأصيله محلياً، ويشير في كتابه إلى أن غياب هوية روائية عربية خالصة يعود، في جزء كبير منه، إلى تحوّل الرواية إلى "موضة" استهوت كثيراً من كتّاب الأجناس الأخرى، ولا سيّما الشعراء، الذين لم ينجح معظمهم في ترسيخ حضورهم داخل الشكل الروائي.
 



عن دار نينوى، صدرت رواية "البوابة الزرقاء: وقائع من أوجاع رجل غامر صوب البحر" للكاتب الجزائري واسيني الأعرج. تتناول الرواية سيرة مناضل سجين، لا بوصفها سرداً خطياً لوقائع هروب، بل بصفتها ملحمة إنسانية مكتملة، تستند إلى الاستذكار والتداعي وتداخل الأزمنة، إذ تتحوّل الأحداث الفردية إلى مشهدية جماعية تعكس أوجاع المناضلين ومآلاتهم. تتميّز الرواية بلوحتين سرديتَين؛ الأولى تصوّر تظاهرة عمالية تنتهي بصدام عنيف مع أجهزة السلطة، والثانية مشهد انهيار مصنع قديم يغرق بالعمال في عتمة السراديب، فتتعالى صيحات الاستغاثة وتختنق الأصوات وسط الركام.



ينتمي كتاب "مسالك العطور"، الصادر عن المركز الأكاديمي للأبحاث، إلى سلسلة "من الرائحة إلى الطعام"، ويقدّم مختارات من الدراسات والنصوص الفرنسية المترجمة، بتوقيع الباحث السوري إبراهيم محمود. يرصد الكتاب تطور صناعة العطور وعوالم الأُنوف، ويكشف أسرار العطر النسائي وعلاقته بالإلهام الأدبي. يناقش الدلالات السيميائية للعبير، وصلته بالهوية والجنس والسلطة، ويتتبع انتقال البخور من المعابد إلى الحياة اليومية، كما يستعرض تحولات الصناعة العطرية عالمياً، ويطرح تساؤلات حول العلاقة بين الثقافة والبيولوجيا من منظور أنثروبولوجي وفني.
 



"من نحن وكيف وصلنا إلى هنا" عنوان كتاب الباحث ديفيد رايك، الصادر بترجمة طارق فراج عن المركز القومي للترجمة. يعرض الكتاب مساهمات أبحاث الـDNA المرتبطة بالاكتشافات الأثرية، وبدراسات جينات المجتمعات البشرية، ويعتمد على تحليلات ومقارنات بين الـDNA الأثري والـDNA البشري الحديث من مجتمعات متنوّعة حول العالم. تركّز النتائج المعروضة في الكتاب على فكرة أن جميع المجتمعات البشرية المعاصرة تشكّلت نتيجة موجات متتالية من الهجرات والاختلاطات عبر العصور، ما يجعل الهوية الجينية لأي مجموعة بشرية اليوم نتاجاً لتاريخ طويل من الامتزاج الجيني.
 



عن الآن ناشرون وموزعون، صدر كتاب "جماليات الاغتراب في الإشارات الإلهية للتوحيدي" للباحث الأردني طاهر رشاد صبح. يستعرض المؤلّف الاغتراب في كتاب "الإشارات الإلهية" الذي يجمع بين النثر الصوفي وأدب الرسائل على المستويَين الفكري والأسلوبي، في أربعة مواطن هي؛ الاغتراب الوجودي، والاغتراب الاجتماعي، والاغتراب الصوفي، والاغتراب النفسي، وكيف أظهرت مراسلة التوحيدي لمخاطب مجهول الهوية لم يحدّده، أنه في كثير من هذه الرسائل كان يخاطب نفسه، وذلك من خلال تحليل منهجية أبي حيان وأسلوبه في الكتابة في ضوء البلاعة الجديدة.
 



"الفن والخيال.. النصوص والطقوس البوذية المغولية" عنوان الكتاب الذي صدر عن منشورات جامعة كولومبيا للباحثَين فيسنا أ. والاس وأورانشيميغ تسولتيمين. يوضح المؤلفان كيف ساهمت الصور النصية والبصرية في بناء المجتمع والهوية البوذية المنغولية والحفاظ عليهما على مرّ الزمن، ويتتبعان انتقال وتطور المعتقدات والممارسات البوذية من خلال مجموعة واسعة من المصادر التاريحية، كما يتتبعان كيف عبّر العلماء والمتأملون والفنانون البوذيون المغول عن آرائهم الدينية واهتماماتهم الاجتماعية استجابةً للأحداث السياسية والاجتماعية في عصرهم.



بتوقيع المترجم المصري أحمد الزيناتي، صدر عن منشورات حياة كتاب بعنوان "معنى الأشياء: عن تطبيق الفلسفة على مناحي الحياة" للفيلسوف البريطاني إيه سي غرايلينغ، وهو تأمل فلسفي حيوي في تفاصيل الحياة اليومية. يبتعد غرايلينغ عن فرض النظريات، ويقترح بدلاً من ذلك استكشافاً مفتوحاً لأفكار الفلاسفة عبر العصور. يناقش الكتاب موضوعات مثل العدالة، والحب، والفقد، والنجاح والفشل، بمنهج يجمع بين العمق الفكري والبساطة. عملٌ يلائم القارئ الباحث عن معنى أوسع لتجارب الحياة، ويقدمه أحد أبرز أصوات الفلسفة المعاصرة.






## بذرة التين المقدّسة: سرقة المسدّس وفقدان الأب صوابه
05 August 2025 05:03 AM UTC+00

في واحدة من لحظات السينما الإيرانية الأجرأ، أطلّ المخرج محمد رسولوف بفيلمه الجديد "بذرة التين المقدّسة" (The Seed of the Sacred Fig)، من على شاشة مهرجان كان السينمائي في دورته الـ77، في مايو/ أيار 2024. لم يكن العرض مجرد مناسبة فنية، بل كان حدثاً سياسياً بكل المقاييس، فنال الفيلم جائزة لجنة التحكيم الخاصة، لكنه أثار في الوقت نفسه عاصفة من النقاشات الحادّة داخل الأوساط السينمائية والسياسية.
السبب؟ الفيلم صُوّر سرّاً داخل إيران رغم قرار رسمي بمنع رسولوف من العمل والسفر، واضطر إلى الهروب من البلاد قبيل عرض العمل في المهرجان. هذه الخلفية الدرامية لا تقل تشويقاً عن حبكة الفيلم نفسه، الذي يرصد حياة عائلة إيرانية متوسطة تعيش على وقع تصاعد احتجاجات "امرأة، حياة، حرية"، التي اندلعت إثر مقتل مهسا أميني عام 2022.
يتتبّع "بذرة التين المقدّسة" شخصية الأب، إيمان، المحقّق القضائي الذي يرتقي وظيفياً في جهاز قضائي يتماهى مع النظام، ويحصل على مسدس لحمايته الشخصية. لكن هذه الترقية السطحية سرعان ما تنقلب إلى لعنة، حين يختفي المسدس فجأة من المنزل. هنا، يتحول البيت من ملاذ عائلي إلى ساحة استجواب مغلقة، ويمارس الأب سلطة النظام على زوجته وابنتيه، في استعادة مرعبة لآليات التحقيق الأمني، ولكن هذه المرة تحت سقف العائلة.
تصاعد الأحداث يُظهر كيف ينتقل عنف الدولة من الشارع إلى المطبخ وغرفة النوم، ويتحوّل الأب من ربّ العائلة إلى جلاد، ويتكشّف القمع ليس بوصفه فعلاً سياسياً فقط، بل أداء يومياً وممارسة اجتماعية وعائلية.
ما يجعل الفيلم متجاوزاً للسرد التقليدي هو طريقته في مزج الرواية بالمشهد الوثائقي. فإلى جانب الأداء القوي لميثاق زارع (الأب)، وسهيلا گلستاني ومهسا رستمي، تظهر لقطات حقيقية من التظاهرات الإيرانية داخل النسيج الدرامي، فتتحول الشاشة إلى مرآة تعكس نبض الشارع. الفيلم لا يخشى أن يكون صريحاً وصادماً ومؤلماً، لكنه في الوقت نفسه ينطلق من الداخل؛ من عمق البنية النفسية والاجتماعية، وليس من موقع الخطاب الخارجي المتعالي.
مع ذلك، لم يسلم العمل من النقد. بعض الأصوات اتهمته بالتماهي مع النظرة الغربية لإيران، بل وذهب بعض النقاد إلى القول إنه يخدم سردية استشراقية تروّج لها مهرجانات غربية تسعى دائماً إلى تكريم "المعارض المقموع"، ما دام صوته لا يزعج مركزها.
إحدى أقوى أدوات الفيلم سردياً كانت ما يُعرف بـ"بندقية تشيخوف"، المبدأ الدرامي الذي يشترط أن تكون لكل تفصيل وظيفة لاحقة في الحبكة. المسدس، الذي يُقدَّم أولاً رمزاً للترقية، يتحوّل لاحقاً إلى شبح يُلاحق الجميع، ويُطلق سلسلة من الانهيارات النفسية والعائلية.
لكن الفيلم لا يكتفي بذلك، بل يوظّف أيضاً تقنية "الرنجة الحمراء"؛ أي زرع خيوط مضلّلة لتوجيه المُشاهد نحو استنتاجات معينة، قبل أن يفاجئه بانعطافة حادة. فبينما يهيئ السرد المتلقي للاعتقاد بأن اختفاء المسدس مؤامرة من داخل النظام، تأتي الصدمة الكبرى حين يتضح أن الابنة الصغرى سناء هي التي سرقته.
هذه المفارقة لا تهزّ السرد فقط، بل تُربك المُشاهد ذاته، وتدعوه إلى مساءلة انحيازه التلقائي إلى نظرية المؤامرة. المفاجأة تُحيل إلى نقد أعمق: إن القمع ليس دائماً خارجياً أو مؤسساتياً، بل قد يكون نابعاً من قلب المعاناة، من الداخل المقموع نفسه.
الفيلم محكوم بلغة بصرية قاتمة. الإضاءة الخافتة والظلال الكثيفة ليست مجرد خيارات فنية، بل مرآة لحالة تعتيم مزدوجة: سياسيّة واجتماعية. فكما تخنق الدولة حرية التعبير في الفضاء العام، يقمع الأب حرية الحوار داخل البيت. في أحد المشاهد، تصرّ الأم على فتح نقاش مع البنات، بينما يرد الأب: "سيدخلن الجامعة وينسين كل هذا". هنا تتحوّل الإضاءة إلى استعارة عن عتمة العقل، وليس عن غياب الضوء فقط.
حين يقع فعل السرقة، يتوقع المشاهد أن الفاعلة هي ريزفان، الشابة الجامعية ذات الميول المعارضة، لكن تأتي الصدمة من سناء، الأهدأ والأصغر. بهذه الالتفافة، يُسائل الفيلم التوقعات التقليدية، ويقدّم الجيل الأصغر على أنه أكثر فئة قادرة على تحطيم الخوف، بل وتحدي النظام من دون تنظير أو تردد.
في المشهد الختامي، يلاحق الأب بناته في متاهة من الأزقة، قبل أن ينتهي به المطاف في حفرة يُردم فيها. النهاية المباشرة تحمل رمزاً واضحاً: النظام، مهما بدا صلباً، يمكن أن ينهار أمام تمرّد صادق وجريء. البنات هنا لا يهربن من قبضة الأب وحسب، بل من رمزيّته أداةً للسلطة، ومن نظامٍ يرى في الطاعة السبيل الوحيد للنجاة.
يرى بعضهم في "بذرة التين المقدسة" تكراراً لصورة إيران التي يرغب الغرب في تسويقها: دولة مستبدّة، وشعب مقموع، ومخرج منفي. لكن هذه النظرة، وإن كانت تحمل شيئاً من الصحة، لا تنفي أن "بذرة التين المقدّسة" هو عمل سردي عميق، يلتقط تمزقات المجتمع الإيراني من الداخل، ويغوص في تفاصيل الحياة اليومية، فيتحوّل الصمت إلى عنف، والقلق إلى سلاح.
في أحد أقسى المشاهد، تقول الأم لابنتيها: "كنتُ أحاول ألّا تَرَين وجه والدكنّ الحقيقي". هذه العبارة تختزل كل شيء: العائلة، والنظام، والدولة، والقيم، وحتى الأخلاق، ما هي إلا أقنعة، سرعان ما تتساقط عندما تُهدد السلطة موقعها.

يمضي الفيلم في طرح سؤال مركزي: كيف تُنتج الدولة الحديثة القمع داخل أدق البنى الاجتماعية؟ ليس من خلال الشرطة أو القوانين فقط، بل عبر الأب والزوج والأخ والمعلم. الأب في الفيلم ليس مجرد فرد، بل نموذج لـ"فرد الدولة" الذي تشكّله السلطة على مقاسها: قاسٍ باسم الواجب، صامت باسم الحكمة، ومتسلّط باسم الحماية.
مع تطوّر الأحداث، يتضح أن العائلة مستعدة للتضحية بمبادئها وأفرادها في سبيل الصعود الاجتماعي: الترقية مقابل الطاعة، والسكن المريح مقابل الضمير. هنا تصبح الدولة ليست فقط سلطة، بل "نمط حياة" يُعاد إنتاجه في المدارس، في الأُسر، في رغبات الطبقة الوسطى.



"بذرة التين المقدّسة" ليس فيلماً مريحاً، ولا يُقدّم إجابات سهلة، ولا ينتهي بنهاية مرضية، لكنه يُجبرنا على التورّط في أسئلته، في انحيازاتنا، وحتى في أخطائنا. إنه فيلم يُشبه لغماً بطيئاً: لا ينفجر دفعة واحدة، بل يزرع فينا القلق، ويجبرنا على التفكير في ما إذا كنا فعلاً نرى الواقع كما هو، أم كما نرغب أن نراه. وفي زمن تُختزل فيه السينما في الفرجة السريعة والانفعالات المؤقتة، يبدو هذا الفيلم تذكيراً نادراً بقوة السرد حين يُستخدم مرآةً، وليس منصة، أو أداة مقاومة، أو بوقاً دعائياً.
"بذرة التين المقدّسة" هو أكثر من فيلم. إنه شقّ في جدار الطاعة، وصوت يتسلّل من بين جدران البيوت المغلقة، ليقول إن الخوف قد ينكسر أحياناً بكذبة صغيرة... لكنها صادقة.




## "رويترز" عن وحدة تابعة للجيش الإسرائيلي: إسرائيل ستسمح بدخول البضائع تدريجيا وبشكل خاضع للسيطرة إلى غزة عبر تجار محليين
05 August 2025 05:37 AM UTC+00





## تبرئة ميلوني بقضية إطلاق سراح مسؤول ليبي تلاحقه "الجنائية الدولية"
05 August 2025 05:43 AM UTC+00

قالت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، مساء أمس الاثنين، إنّ هيئة قضائية برّأتها من أيّ مسؤولية في قضيّة تخلية روما سبيل مسؤول ليبي رفيع مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وأشارت ميلوني في منشور على شبكة للتواصل الاجتماعي إلى أنّ المحكمة الوزارية، وهي هيئة قضائية مكلّفة بالبتّ في القضايا المتّصلة بأعضاء الحكومة، أخلت سبيلها في هذه القضية، و"من المفترض" أن تطلب إحالة وزيرين ومسؤول رفيع مقرّب من رئيسة الوزراء إلى القضاء.

والوثيقة التي وجّهتها المحكمة إلى ميلوني تشير، وفق رئيسة الوزراء، إلى أنّ الأخيرة "لم تتبلّغ" مسبقاً، وبالتالي لم تشارك في "القرار المتّخذ" بتخلية سبيل المسؤول الليبي الموقوف وترحيله.



وأوقف رئيس الشرطة القضائية الليبية أسامة المصري نجيم في تورينو في 19 يناير/ كانون الثاني بموجب مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية تتّهمه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية منذ 15 فبراير/ شباط 2015. لكن بعد يومين من توقيفه أخلي سبيله بأمر من محكمة الاستئناف في روما لعيب في الإجراءات. بعد ذلك تمّ ترحيله إلى طرابلس بطائرة استأجرتها الدولة الليبية.

وميلوني مشتبه بها مع وزيري العدل كارلو نورديو والداخلية ماتيو بيانتيدوسي، ووكيل رئاسة مجلس الوزراء ألفريدو مانتوفانو، المكلّف بأجهزة الاستخبارات، في تسهيل تخلية سبيل المسؤول الليبي وترحيله. ودافعت ميلوني في منشورها عن الوزيرين وعن المسؤولية الجماعية للقرارات الوزارية، معتبرة أنّه "من العبث" القول إنّ الوزيرين والموظف الرفيع اتّخذوا القرار دون استشارتها. لكنّ المحكمة الوزارية ستحتاج من أجل محاكمة الوزيرين والموظف الرفيع إلى إذن من البرلمان، وهو أمر مستبعد الحصول نظراً إلى تمتّع الائتلاف اليميني الحاكم بغالبية وازنة في المجلس.

(فرانس برس)




## التلفزيون الإيراني: زلزال بقوة 5.4 درجة على مقياس ريختر ضرب جنوب شرقي إيران
05 August 2025 05:46 AM UTC+00





## أوروبا تترقّب بحذر تفاصيل الرسوم الجمركية الأميركية
05 August 2025 05:55 AM UTC+00

يستعد الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع لاستقبال قرارات تنفيذية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تتعلق بتخفيض الرسوم الجمركية على السيارات الأوروبية ومنح إعفاءات محدودة لبعض السلع الصناعية، أبرزها قطع غيار الطائرات، وفقاً لما نقلت "بلومبيرغ" عن مصادر مطلعة على سير المفاوضات، إذ من المتوقع أن يصدر الجانبان بياناً مشتركاً يوضح الالتزامات السياسية التي تم الاتفاق عليها خلال لقاء سابق بين ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، فيما لم تُحدد بعد الصيغة القانونية التفصيلية التي ستتخذها هذه الإجراءات، إذ تبقى بيد الإدارة الأميركية، علماً أن الشيطان يكمن في التفاصيل.

وبموجب الاتفاق المبدئي، ستخضع صادرات الاتحاد الأوروبي لرسوم جمركية أميركية بنسبة 15%، تشمل السيارات، بدلاً من النسبة الحالية البالغة 25%. كما ستُطبق هذه النسبة على قطاعات أخرى مستقبلاً، مثل الصناعات الدوائية وأشباه الموصلات، بحسب تصريحات سابقة لمسؤولين من الطرفين. وكان البيت الأبيض قد أصدر أمراً تنفيذياً، الأسبوع الماضي، يؤكد أن هذه النسبة ستكون الحد الأقصى المفروض على الاتحاد الأوروبي، في حين ستُضاف على معظم الدول الأخرى نسبة إضافية فوق الرسوم الأساسية المعروفة باسم "الدولة الأكثر تفضيلاً".

لكن الأمر التنفيذي لم يتضمن تفاصيل بشأن الإعفاءات أو كيفية تطبيق الإجراءات القطاعية على الشركاء التجاريين، رغم أن ترامب سبق أن فرض رسوماً بنسبة 25% على السيارات وقطع الغيار، و50% على الصلب والألمنيوم، وهدد باستهداف قطاعات أخرى مثل الأدوية وأشباه الموصلات. ويتوقع المسؤولون أن تشمل الإعفاءات هذا الأسبوع عدداً محدوداً من السلع، منها بعض الأدوية وقطع غيار الطائرات، فيما تستمر المفاوضات بشأن إعفاءات إضافية تشمل النبيذ والمشروبات الروحية وسلعاً أخرى قد تستفيد من اتفاقيات "تعرفة صفرية".



كما يسعى الاتحاد إلى التوصل لاتفاق يسمح بتصدير كميات محددة من الصلب والألمنيوم برسوم أقل من النسبة الحالية البالغة 50%. وتُجرى هذه المفاوضات بالتوازي مع محادثات تهدف إلى حماية سلاسل التوريد من فائض الإنتاج. وقد حذّر مسؤولون أوروبيون من أن أي تراجع أميركي عن الالتزامات سيؤدي إلى دعوات متجددة من الدول الأعضاء في الاتحاد للرد، حيث أعدّت بروكسل قائمة بإجراءات مضادة تشمل سلعاً بقيمة تقارب 100 مليار يورو (116 مليار دولار)، يمكن تفعيلها تلقائياً عند الحاجة.

ورغم ما أعلنه قادة بالاتحاد من ارتياح مشروط عقب توقيع الاتفاق الجمركي مع الولايات المتحدة، فإن قطاع السيارات الأوروبية تحديداً يواجه أزمة هيكلية جديدة. فالاتفاق الذي فرض رسوماً بنسبة 15% على معظم الصادرات الأوروبية إلى السوق الأميركية، مقارنة برسوم سابقة لم تتجاوز 2.5%، يعد ضربة مباشرة لأحد أعمدة الاقتصاد الصناعي في كل من ألمانيا وفرنسا، إذ تأتي الرسوم في توقيت حساس يتزامن مع تحولات كبرى في صناعة السيارات الأوروبية، أبرزها التحول نحو السيارات الكهربائية.




## "تسليع" العواطف في الصين وهدم الدولة حضارياً
05 August 2025 06:01 AM UTC+00

لم يكن في حسابات الرجل الأبيض أن تمثل حضارة الصين تحديًا يتطلب إعداداً لمواجهته، فبعد انهيار الاتحاد السوفييتي في نهاية الثمانينيات، ذهبت الكتابات الخاصة بالحضارة الغربية إلى أن العدو القادم هو الإسلام، وأعدت عدتها لذلك. ولكن بعد عقود عدة، وفشل استراتيجية الغرب وأميركا باستيعاب الصين وجعلها مجرد مصنع للعالم، برزت الصين قوة تزاحم أميركا والغرب على خريطة القوى العالمية، في مجالات عدة، منها الإنتاج السلعي، والسلاح، والتكنولوجيا.

ومن هنا أصبح استهداف الصين، والعمل على تحجيم مشروعها حضاريًا، هدفًا لأميركا والغرب. ولعل نقطة ضعف الصين في هذه المعركة، أنها تعمل في أطر غربية وأميركية في المجال الاقتصادي، فاستقبلت الرأسمالية بما لها وعليها، والتي تركت بصماتها على المجتمع الصيني في نمط المعيشة وتطلعات الأجيال الجديدة، لنفس نمط شباب الغرب وأميركا وسلوكه.

تسليع العواطف

الثابت أن الصين صاحبة الحضارة الشرقية، لديها ثوابتها وعاداتها وتقاليدها، في ما يتعلق بالأسرة وعلاقة الرجل بالمرأة، وإن كان الطابع الماوي أو الشيوعي الذي استمر في حكم البلاد، ولا يزال، قد ترك بصماته التي قد تخالف ثوابت الحضارة الصينية الشرقية إلى حد ما. ومؤخرًا، نشرت وسائل الإعلام، تقريرًا عن إحدى العادات التي بدأت في الانتشار في مدن الصين، وهي إقبال الفتيات على خدمة بمقابل تتمثل في عناق الرجال الغرباء، مقابل أن تدفع الفتاة 7 دولارات، أجراً مقابل أن تظل 5 دقائق في معانقة رجل غريب.

بررت الفتيات التي مارسن هذه العادة، بأنهن يجدن في معانقة الرجل الغريب تنفيسا عن التعب الذي يشعرن به طوال يوم العمل، أو تخفيفًا عن أعباء الدراسة. وهنا يكمن الخطر، إذ تم الاستغناء عن الأسرة بركنيها الأساسيين من أب وأم، أو التفكير السليم بالارتباط عبر مؤسسة الزواج، لتحقيق هذه الرغبة، من تفريغ الإرهاق والتعب، والحصول على مشاعر دافئة.



الأمر وصفته وسائل الإعلام التي نقلت الخبر، على أنه ظاهرة منتشرة داخل الصين صاحبة ثاني أضخم اقتصاد في العالم، وهذا ما يدعونا للتفكير في أبعاده، وبخاصة أن له شواهد تعكسها الإحصاءات، تفيد بأن بنية السكان في الصين شهدت تغيرات سلبية ملحوظة خلال العقود الماضية، بعد أن أصبحت الصين جزءًا مهما في منظومة الرأسمالية والعولمة. والمعلوم، أن الرأسمالية جعلت كل شيء قابلا للبيع والشراء كونه سلعة، وهذا مقبول في إطار بيع السلع والخدمات. أما علاقات الرجل بالمرأة، وما يتعلق بمكون مهم للمجتمع وهو الأسرة، فلا يخلو الأمر من تدبير وتآمر، ولقد رأينا الدلالات السلبية لمبدأ "التسليع" في علاقة الرجل بالمرأة، وما يخص الشهوة بشكل عام والعلاقات الجنسية وتفشي ظاهرة أبناء الشوارع والعزوف عن الزواج وشيخوخة السكان...إلخ.

أرقام مخيفة

ظلت الصين لسنوات تتصدر قائمة الدول الأعلى من حيث عدد السكان على مستوى العالم، ولكن مؤخرًا، تراجعت للمرتبة الثانية، حيث تقدمت عليها الهند. والسكان في التجربة الصينية، وبخاصة بعد النهوض التنموي منذ مطلع تسعينيات القرن العشرين، ثروة بشرية، يمكن توظيفها والاستفادة منها بشكل كبير، وهو ما جعل الصين تغير من استراتيجيتها تجاه السكان، وتناشد أبناءها التخلي عن مبدأ "مولود واحد"، وسمحت بالطفل الثاني منذ عام 2015، ومع ذلك يتراجع معدل الزيادة السكانية، وكذلك خصوبة النساء.


لا شك أن الصين مدركة للآثار السلبية لاندماجها في العولمة، وعليها أن تأخذ في الحسبان الظواهر المستحدثة في سلوك أبنائها، وبذل جهودها ليكون اندماجها في العولمة محسوبًا


أرقام قاعدة بيانات البنك الدولي، تظهر أن ثمة تراجعًا ملحوظًا في معدل خصوبة المرأة الصينية، حيث بلغ مولود واحد لكل امرأة في عام 2023، بعد أن كان 1.7 في 2015، و2.5 في عام 1990، علما بأن المتوسط العالمي لخصوبة النساء 2.2 ولادة لكل امرأة في عام 2023. ويلاحظ أن ثمة ربطا بين تراجع معدلات خصوبة النساء في الصين، واندماج الصينيين في مشروع العولمة، وإن كان الأمر قد يتعلق بأسباب أخرى.

كما أن بيانات البنك الدولي، تبين أن معدل الزيادة السكانية في الصين، تراجع إلى سالب 0.1% في عام 2024، وفي عام 2015 كان بحدود 0.6%، وفي عام 1990 كان 1.5%، وتشير التقديرات الدولية إلى أن المتوسط العالمي للزيادة السكانية بلغ 1% عام 2024، بينما الصين قدرت فيها الزيادة السكانية بسالب 0.1%. أما عن عدد سكان الصين في الفترة من 2015 – 2024، فتظهر أرقام البنك الدولي أنه بلغ عام 2015، 1.38 مليار نسمة، وارتفع إلى 1.48 مليار نسمة في عام 2024، أي أن الزيادة المتحققة على مدار 10 سنوات بحدود 28 مليون نسمة.

النزعة الفردية في الصين

وإن كانت السياسات السكانية للصين منذ عقود، قد تركت أثرها على ثقافة الأفراد وسلوكهم تجاه الإنجاب، إلا أن اندماج المجتمع الصيني، وبخاصة شباب المدن، والمنفتحين على ثقافات الآخرين، قد تركت أثرها في جوانب اجتماعية مختلفة، وبخاصة في سلوك الأفراد تجاه الأسرة، وزيادة النزعة الفردية بدليل العزوف عن الزواج وانتشار ظاهرة ارتفاع معدلات الطلاق بين الشباب الصيني. وثمة إحصاءات صينية نُشرت مؤخرًا أفادت بأن هناك تراجعًا كبيرًا في معدلات الزواج الحديث، ففي عام 2024 كان هناك 6.1 ملايين حالة زواج في الصين، مقارنة بـ 13 مليون حالة زواج في 2013. والمؤشر السلبي اجتماعيًا في الصين، هو حالات الطلاق، التي قدرت في عام 2024 بحوالي 2.6 مليون حالة، بزيادة طفيفة عن معدلات 2023.



ليس أمرًا عابرًا

قد ينظر البعض إلى السلوك الذي تضمنته الظاهرة المتعلقة بتصرف بعض فتيات الصين، للحصول على مشاعرهن تجاه الرجال الغرباء مقابل أجر، على أنه أمر عابر، ولكن الأمر أبعد من ذلك. فإذا كانت الصين تشجع مؤخرًا الأسر على إنجاب الأطفال وحسن تربيتهم، عبر منح تصل إلى 500 دولار للطفل دون سن الثالثة، فإن حرصها هذا مبعثه العنصر البشري وأهميته في التحدي الحضاري. فإذا كانت الصين تعاني اليوم من تراجع معدلات الزيادة السكانية، وكذلك تراجع خصوبة النساء، وكذلك عزوف الشباب عن الزواج وشيوع الطلاق، فستكون الدولة أمام مشكلة كبيرة عانى منها الغرب، تمثلت في تفكك الأسرة، وشيخوخة السكان، وعليها الاستعداد لأن تستقدم المهاجرين خلال عقدين على الأكثر خاصة لسد الفراغ في سوق العمل. من المهم التعامل مع المنظومة الحضارية بما يقابلها، وليس كما فعلت بعض الدول بالتعامل الجزئي، دون أن تتجهز لمتطلبات الغزو الحضاري. وفي الحالة الصينية من الصعب أن تنغمس الصين في منظومة الرأسمالية بمكوناتها المختلفة، دون أن تترك أثرها على سلوك الأفراد والمجتمعات.

وثمة شهادات من قبل بعض من عاشوا في الصين لفترات اقتربت من عقدين من الزمان، تُظهر كيف تأثر شباب الصين بالثقافة الغربية والأميركية في الاستهلاك للطعام والشراب، والملبس والمسكن، وأن تطلعات الشباب والفتيات تُبنى حاليًا على نفس المعايير الموجودة في الغرب، من الرغبة في الثراء الفاحش، وامتلاك السيارات الفارهة، والأجهزة الحديثة.

لا شك أن الصين مدركة للآثار السلبية لاندماجها في العولمة، وعليها أن تأخذ في الحسبان الظواهر المستحدثة في سلوك أبنائها، وبذل جهودها ليكون اندماجها في العولمة محسوبًا، بحيث تبقي على ما لديها من مقومات حضارية إيجابية، وأن تتلافى سلبيات التجربة الغربية خاصة الأميركية، وإلا فستجد نفسها جزءًا من المشروع الغربي بكل مكوناته، إذا فقد الإنسان الصيني خصوصيته.




## حاجتان سوريّتان
05 August 2025 06:03 AM UTC+00

يلحّ الشعب السوري، من بين مطاليبه الكثيرة من السلطة الانتقالية، على أمريْن، يتوازيان مع تشديدِه على التعجيل بحلولٍ عمليةٍ ومنظورةٍ للأزمات المعيشية والاقتصادية الضاغطة... أولهما، مهنَنة المؤسّستين العسكرية والأمنية، ليس فقط بتعظيم قدراتهما وإمكاناتهما، وإنما أيضاً، أو قبل ذلك، بتأهيل المنتسبين فيهما، وتعريفهم بعلوم مهنتهم ومسؤولياتهم، وتدريبهم في اختصاصاتٍ متعدّدة، وبكل الشروط التي تمكّنهم من تأديتهم الوظائف المنوطة بهم بكفاءة، وأولها حماية كل من على الأرض السورية، وتوفير كل أسباب الأمن والأمان في البلاد. ومع التسليم بالحساسية العالية في هذا الشأن، إلا أن الحاجة إلى التذكير بهذه البديهيّات شديدة، وإنْ يجب القول إن أجهزة الجيش والأمن العام تقوم بما عليها، حالياً، بمقادير من الجدارة، في الوسع القول إنها مقاديرُ منقوصة. وإنْ يجب القول، أيضاً في الوقت نفسه، إن الظروف العامة والإشكالات والتحدّيات والعوائق في سورية كثيرة، يلزم شغلٌ كثيرٌ للتغلّب عليها، ويلزم أيضاً، إلى منزلة الوجوب، الإفادة من خبرات ضبّاط وضبّاط صفٍّ شريفين غير قليلين، ولم يرتكبوا الجرائم إيّاها في عهدي الأسديْن، في الجيش المنحلّ، وفي مؤسّسة الأمن السابقة.

وإذ جاء تقرير لجنة التحقيق وتقصّي الحقائق في أحداث الساحل السوري (مارس/ آذار)، ولو عرضاً، على بعض الذي يُؤتى عليه هنا في هذه العجالة، فالمتوقّع أن يخلُص تقرير اللجنة التي أعلن وزير العدل، الأسبوع الماضي، تشكيلَها بشأن أحداث السويداء (يوليو/ تموز) إلى هذا الأمر. ولنتذكّر في الواقعتيْن، أن أزيد من أربعمائة عنصر من الأمن والجيش، أو من فصائل تابعة لوزارة الدفاع، قُتلوا في كمائن فلولٍ من النظام الساقط، قبل المذبحة الطائفية المعلومة في سوريين علويين. وأن عشراتٍ من عناصر الأمن والجيش قُتلوا عند دخولهم السويداء، قبل أن تشتعل الأحداثُ وتتأزّم الأوضاع في عموم المحافظة. ويفيد هذا المعطى في المنطقتين بأن نقصاناً حادّاً في التأهيل اللازم لمرتّبات الجيش والأمن. وذلك كله عدا عن التثقيف الضروري بالانضباطية العالية والسلوك الرفيع والاحترام الأقصى لكرامات الناس وحقوقهم، فهذه كلها، ومعها المظهر العام للعسكري نفسه ولباسه، لوازم شديدة الوجوب، سيّما أنه لم يعد مقبولاً الحديث المتواتر عن "عناصر غير منضبطة"، وأن التحقيقات تأخُذ مجراها بشأنهم.

الأمر الثاني أن توسيع المشاركة في صناعة القرار، والانفتاح على مختلف الحساسيات السياسية والاجتماعية، والنظر إلى التعدّدية في المجتمع، من أهم ما لا يستقيم الحكم من دون الاعتداد بها، ما يعني مغادرة سياسة اعتبار الولاء قبل الكفاءة، وسياسة الاستحواذ، وتمكين موالي السلطة ومناصريها في مؤسّسات الدولة ومرافقها وإداراتها. والشكوى من هذا الحال عالية، مع التأشير إلى إقصاءٍ يجري لغير جماعة السلطة والمقرّبين منها ومن قياداتها. والراجحُ أن رئاسة الجمهورية وصل إليها أن الاستياء كان عريضاً من إدارة الحوار الوطني الذي انعقد في فبراير/ شباط الماضي. وربما يصل إليها أن المرجوّ أن يكون التمثيل في البرلمان المقرّر تعيين 70 من أعضائه وانتخاب 140 في الشهر المقبل حقيقياً في التعبير عن التنوّع الاجتماعي والسياسي والطائفي والمناطقي في البلد، مع وجوب شرْطي الكفاءة والجدارة لدى من يتدافعون إلى العمل النيابي ووظائفه الرقابية والتشريعية، ومستعدّين للعمل من أجل إنعاش حياةٍ سياسيةٍ بالحد الأدنى في مرحلة انتقالية، يُفترض أن تؤسّس لمرحلة استقرار سياسي ومؤسّساتي مستدام بعد مغادرة الوضع الراهن الذي تقرر أن يمتد خمس سنوات. 

ولئن تعدّدت تحفّظات نخبٍ سوريةٍ واسعةٍ ومؤاخذاتها على مضامين في الإعلان الدستوري وعلى طرائق إدارة المرحلة الانتقالية وكيفيّات تشكيل الهيئات والمؤسّسات المختصّة في غير قطاع، وفي غالبيّتها مؤاخذاتٌ وجيهة، فإن البناء على كل ما هو إيجابي، والتقاط المشترك مما يساعد في المضي إلى الأمام، أنفع من الوقوف عند الخلافات ومواضع الجدل، الأمر الذي يتطلّب، بداهةً، تخفّف السلطة من ارتيابها، الظاهر والخفي، ممن ليسوا في ضفّة الإسلام السياسي أو الجهادي، وتخفّف كثيرين من معارضي السلطة، أصحاب النزوعات المدينية والحداثية والليبرالية، من الحدّة في الخطاب، والنبرة العدائية، فالمصالحاتُ والتوافقاتُ والتفاهماتُ أول أولويات ما تحتاجه سورية في ظرفها الحسّاس الراهن... والله الموفق.




## 2025 عام الذهب بقفزات قياسية متوقعة لهذه الأسباب
05 August 2025 06:04 AM UTC+00

في ظل تصاعد التوترات التجارية والمخاطر الجيوسياسية وتنامي المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأميركي، يعود الذهب إلى واجهة المشهد المالي العالمي بوصفه من أبرز أدوات التحوّط وأكثرها استقراراً. وبينما كانت بعض المؤسسات المالية تتبنى نظرة حذرة تجاه المعدن الأصفر، جاء أحدث تقارير مؤسسة "سيتي غروب" المصرفية الأميركية، الاثنين، ليعكس تحولاً جذرياً في التوقعات، مدفوعاً بجملة من العوامل المتشابكة، تبدأ من الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، مروراً بمؤشرات تباطؤ سوق العمل الأميركي، وصولاً إلى احتمالات تمرير حزم تحفيزية جديدة.

تقرير "سيتي غروب" ليس في معزل عن السياق العالمي، بل يتقاطع مع توقعات مؤسسات مالية أُخرى مثل "غولدمان ساكس" و"جيه بي مورغان" و"بنك أوف أميركا"، التي رفعت جميعها سقف توقعاتها لأسعار الذهب خلال عام 2025، في ظل تزايد الطلب الرسمي من المصارف المركزية تزامناً مع تراجع الثقة في أداء الدولار الأميركي. وأعلنت "سيتي غروب"، في تقريرها، عن تعديل جذري في توقعاتها لأسعار الذهب، متخلية عن رؤيتها السابقة التي كانت تتوقع تراجع سعر أونصة المعدن الأصفر إلى ما دون ثلاثة آلاف دولار.

ووفقاً للمحللين، وعلى رأسهم ماكس لايتون، فإن الذهب سيُتداول بين 3300 و3600 دولار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مدفوعاً بتدهور مؤشرات الاقتصاد الأميركي وارتفاع الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب، والتي تجاوزت متوسط 15%. وأشار التقرير إلى أن الأسواق باتت أكثر قلقاً من احتمالات الركود في الولايات المتحدة، نتيجة استمرار أسعار الفائدة المرتفعة على مدى ثلاث سنوات، ما عزز من جاذبية الذهب ليكون أداة تحوّط. وأضاف المحللون أن "هذا القلق تفاقم خلال الأشهر الستة الماضية، في ظل أجندة ترامب التجارية التي تُعد الأكبر من نوعها منذ قرن".



ورغم أن الذهب بلغ ذروته فوق 3500 دولار في إبريل/نيسان الماضي، إلا أنه دخل في مرحلة تماسك خلال الأشهر الأخيرة، في انتظار محفزات جديدة. واعتبر محللو "سيتي غروب" أن توقعاتهم السابقة، التي وضعت السعر بين 3150 و3500 دولار، كانت دقيقة في ظل هذا الاستقرار. لكن التقرير لم يخلُ من الحذر، إذ أبدى المحللون تحفظاً تجاه آفاق الذهب في عام 2026، مشيرين إلى أن انتهاء التوقف المؤقت في التوظيف الأميركي، إلى جانب وضوح أكبر في السياسات التجارية، قد يحدّ من الزخم الصعودي. كما أشاروا إلى أن تمرير حزمة تحفيزية محتملة تحت اسم "مشروع قانون ترامب الكبير والجميل" أو "مشروع القانون الجميل الكبير" (One Big Beautiful Bill Act) قد يعيد تشكيل المشهد الاقتصادي ويؤثر في توجهات المستثمرين.

ماذا تتوقع المصارف الكبرى لاتجاه الذهب عالمياً؟

في مقارنة مع توقعات أبرز المؤسسات المالية الأُخرى، يتوقع "غولدمان ساكس" الاستثماري الأميركي، وفق أحدث تقاريره، وصول الذهب إلى 3700 دولار، مع سيناريو متفائل يبلغ 3810 دولارات إذا استمر الطلب القوي من المصارف المركزية، مشيراً إلى أن مشتريات هذه البنوك قد تصل إلى 100 طن شهرياً، وهو ما يدعم الأسعار بقوة. من جهته، يرى "جيه بي مورغان" أن سعر الأونصة قد يتراوح بين 3675 وأربعة آلاف دولار خلال عام 2025، مدفوعاً بمشتريات ضخمة من المصارف المركزية، والتي تجاوزت 900 طن سنوياً.

أما "بنك أوف أميركا" فيتوقع أن يصل سعر الأونصة إلى أربعة آلاف دولار، محذراً من تأثير الدين العام الأميركي على الاستقرار المالي، بما يعزز الطلب على الذهب ملاذاً آمناً، في حين أن "مجلس الذهب العالمي" (WGC) لم يحدد رقماً دقيقاً، لكنه يؤكد أن الطلب الرسمي بلغ مستويات قياسية، بخاصة من دول مثل الصين وتركيا، بما من شأنه أن يدعم الاتجاه الصعودي لأسعار المعدن النفيس.

ما انعكاس صعود الذهب على الزبائن؟

كل هذه التوقعات تعني سعر الأونصة في الأسواق العالمية، لكن تأثيراتها تمتد إلى أسواق التجزئة وتنعكس على المستهلكين والمدخرين جميعاً في مختلف دول العالم، نظراً لارتباط الأسعار المحلية بالعالمية من جهة، وتسعير الذهب بالدولار من جهة ثانية. وسنسوق في ما يلي عن التأثير المحتمل في السوق المصرية، على سبيل المثال لا الحصر، لتقريب الفكرة. تشير بيانات موقع "ريل إي جي بي" (RealEGP) لصباح الاثنين، إلى أن متوسط سعر غرام الذهب عيار 21 يناهز 4585 جنيهاً، مقابل 3930 جنيهاً لعيار 18، و5239 جنيهاً لعيار 24، علماً أن سعر الدولار في البنك المركزي يبلغ 48.57 جنيهاً للشراء و48.7 جنيهاً للمبيع، وهو يمثل مرجعاً أساسياً للتسعير في السوق.



ومع توقعات "سيتي غروب" بلوغ الأونصة 3600 دولار عالمياً، فإن سعر غرام الذهب عيار 21 في مصر قد يصل إلى خمسة آلاف جنيه أو أكثر، وفق تقرير سابق صادر عن شعبة الذهب بالغرف التجارية في فبراير/ شباط الماضي، وقدّر أن يصل السعر إلى هذا الحد في حال استمرار الاتجاه الصاعد. ونظراً لأن الذهب يُسعّر بالدولار، فإن أي ارتفاع في سعره توازياً مع ضعف الجنيه أمام الدولار، يؤدي إلى تصاعد السعر محلياً. وتعد مصر واحدة من أكبر الأسواق العربية من حيث الاستحواذ على المعدن الاصفر في ظل موجات تراجع قيمة العملة المحلية وتآكل المدخرات وزيادة أسعار السلع والخدمات.

وفي ظل التضخم المحلي وعدم استقرار سعر العملة، يلجأ المستثمرون والأفراد إلى الذهب لحماية مدخراتهم، بما يعزز الطلب عليه محلياً. كما أنه مع تقلبات السوق، يفضل كثيرون الذهب على شهادات الاستثمار أو العقارات. ومن البديهي القول إن ارتفاع السعر عالمياً يعني، تالياً، انخفاض حركة البيع والشراء داخل محلات الصاغة، بما يؤثر طبعاً على حجم أعمال التجار وأرباحهم.




## المتحدث العسكري باسم الحوثيين في اليمن: استهدفنا مطار اللد في منطقة يافا المحتلة وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع فلسطين2
05 August 2025 06:04 AM UTC+00





## ماذا تخسر إسرائيل عند طردها من برنامج هورايزون الأوروبي؟
05 August 2025 06:05 AM UTC+00

في تطور غير مسبوق على صعيد العلاقات العلمية بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، جاء قرار المفوضية الأوروبية تعليق مشاركة تل أبيب في برنامج هورايزون أوروبا البحثي، وهو أحد أضخم برامج الابتكار العلمي في العالم، وذلك على خلفية تورط شركات إسرائيلية في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في قطاع غزة والضفة الغربية. القرار الذي جاء قبل أيام بمبادرة من دول أوروبية بارزة، يعكس تحوّلاً نوعياً في موقف القارة تجاه الاحتلال، ويهدد بحرمان إسرائيل من تمويلات البرنامج العلمية والتقنية الذي تُقدّر ميزانيته بنحو 95 مليار يورو، ما يضع مستقبل التعاون الأكاديمي الإسرائيلي الأوروبي على المحك.

الخطوة غير المسبوقة تمثلت بإعلان الاتحاد الأوروبي قبل أسبوع عن توصية رسمية بطرد إسرائيل من برنامج "هورايزون أوروبا" للبحث العلمي، ضمن سلسلة عقوبات تستهدف شركات إسرائيلية لها صلات مباشرة بالنشاط العسكري في غزة والضفة الغربية، بسبب ما وصفته المفوضية الأوروبية بـ"الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم الإبادة الجماعية"، إذ أثار القرار صدمة في الأوساط العلمية والسياسية الإسرائيلية، وجاء بعد مراجعة المادة الثانية من اتفاقية الشراكة بين الاتحاد وإسرائيل، والتي تنص على ضرورة احترام حقوق الإنسان شرطاً أساسياً للتعاون الثنائي في المجالات العلمية والتكنولوجية.

وأكد الاتحاد أن إسرائيل لم تلتزم بهذه البنود، ما دفع المفوضية إلى التوصية بتعليق تمويل الشركات الناشئة الإسرائيلية العاملة في مجالات تكنولوجية ذات استخدامات عسكرية محتملة، مثل الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيّرة والأمن السيبراني. والمبادرة جاءت بتوجيه من مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، وبدعم من دول مثل هولندا وإسبانيا وأيرلندا، التي طالبت خلال اجتماع لسفراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل باتخاذ إجراءات ملموسة للضغط على إسرائيل، خاصة بعد تقارير تفيد بعرقلة دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

ويُعد برنامج "هورايزون أوروبا" من أكبر برامج البحث العلمي في العالم، حيث تبلغ ميزانيته نحو 95 مليار يورو، ويهدف إلى دعم الابتكار والنمو الاقتصادي في دول الاتحاد الأوروبي والدول الشريكة. وقد انضمت إسرائيل إلى البرنامج عام 2021 بصفة دولة منتسبة، ما أتاح لباحثيها ومنظماتها العلمية المشاركة على قدم المساواة مع نظرائهم الأوروبيين، إلى جانب مساهمتها المالية في البرنامج.



لكن هذا التعاون بات مهدداً، إذ يتطلب تنفيذ قرار الطرد موافقة أغلبية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، أي 15 دولة على الأقل من أصل 27، وفقاً لوكالة رويترز. وفي حال المصادقة، ستُمنع الشركات الإسرائيلية من الحصول على منح من مجلس الابتكار الأوروبي، الذي يقدم تمويلات تصل إلى 2.5 مليون يورو لتطوير تقنيات ومنتجات مبتكرة. فقد وصفت صحيفة معاريف العبرية القرار بأنه "سابقة تاريخية"، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يناقش لأول مرة استبعاد إسرائيل من برنامج علمي بهذا الحجم، بسبب الأوضاع الإنسانية في غزة. وأضافت أن القرار جاء بطلب مباشر من أيرلندا وإسبانيا، في ظل تصاعد الانتقادات الأوروبية لسلوك إسرائيل العسكري في القطاع.

وبحسب موقع بوليتيكو الأميركي، فإن الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في غزة قد تعرض للخطر مشاركة تل أبيب في البرنامج الأوروبي، ما سيؤثر بشكل مباشر على تمويل التكنولوجيا الإسرائيلية، خاصة في مجالات الابتكار ذات الاستخدام المزدوج. كما أشار موقع ساينس بيزنس إلى أن الشركات الإسرائيلية قد تُحرم من منح تسريع الابتكار، وهو ما سيؤثر على قدرتها على تطوير منتجات وتقنيات قريبة من السوق الأوروبية.

عموماً، القلق يتصاعد في الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية، حيث حذر "المجمع الوطني الإسرائيلي للعلوم والآداب" في مايو/ أيار الماضي من "خطر فعلي على مستقبل العلاقات العلمية مع الاتحاد الأوروبي"، معتبراً أن التطورات السياسية الأخيرة بعد مجازر غزة "تهدد بشكل جدي العلم الإسرائيلي والتعاون البحثي العابر للحدود". وقد ظهرت مؤشرات ملموسة إلى هذا التدهور، حين أُعلن قبل أسبوع عن فوز تسعة باحثين إسرائيليين فقط بمنح ضمن البرنامج الأوروبي من أصل 100 طلب قُدم، رغم أن عدد المتقدمين ظل مستقراً في السنوات السابقة.




## أزمة جنوب السودان: شلل اقتصادي وخشية من انهيار شامل
05 August 2025 06:06 AM UTC+00

تكشف أحدث الأرقام الصادرة عن صندوق النقد الدولي وغيره من المؤسسات أن دولة جنوب السودان باتت أفقر دولة في العالم، وأن نسبة الفقر تجاوزت 92%، وأن اقتصادها يصنف على أنه واحد من أضعف الاقتصادات وأكثرها تخلفاً، وأرجع اقتصاديون من دولة جنوب السودان الأزمة التي تمر بها الدولة الحديثة (2011) إلى تفشي المحسوبية وهشاشة النظام المالي والاقتصادي، إضافة إلى الفساد وتراجع إنتاج النفط بسبب الحرب، ما شكل عقبة أمام دفع رواتب العاملين، وتوقف نسبة الـ3% المخصصة للمجتمع المحلي من عائدات النفط، لينعكس ذلك توقفاً عن دفع رواتب المعلمين لمدة عام كامل.

وقال اقتصاديون لـ"العربي الجديد" إن أزمة جنوب السودان الاقتصادية تتعدد أسبابها نتيجة للاضطرابات السياسية، والتي أدت إلى توقف انعقاد مجلس الوزراء لعدة أشهر باعتباره محرك الحوكمة في جنوب السودان. فالمادة 109 من دستور جنوب السودان الانتقالي تمنح الحكومة صلاحيات واسعة بوصفها أعلى سلطة تنفيذية مسؤولة عن صياغة السياسات، والموافقة على الميزانية، وتنفيذ القوانين.

ومن ثم، فإن الشلل يعني عدم إمكانية اعتماد أي سياسات جديدة أو التصديق على أي ميزانيات، مما يجعل حكومة جنوب السودان مشلولة فعليًا. وتدهور الاقتصاد الجنوبي بشكل كبير، حيث ارتفع معدل التضخم إلى أرقام قياسية بلغت 145%، في وقت انهارت العملة المحلية، حيث يعادل الدولار الواحد 6100 جنيه جنوب سوداني، في وقت تواجه فيه الدولة الأفريقية الحديثة ديونًا متفاقمة تهدد بانهيار اقتصادي شامل نتيجة تراكم التزامات مالية ضخمة مرتبطة بعقود نفطية تُقدّر بحوالي 2.3 مليار دولار.

تراجع إنتاج النفط

وتعاني البلاد من تراجع حاد في إنتاج النفط، الذي يُعد شريان الحياة الاقتصادي، حيث لم تعد الكميات المنتجة تكفي سوى لشحنة تصدير واحدة شهريًا. وفي ظل أسعار فائدة مرتفعة، أعلنت الحكومة عزمها وقف الاقتراض بضمان النفط، في محاولة للحد من تفاقم الأزمة.

وقال محافظ البنك المركزي في جنوب السودان أديس أبابا أوتو إن "هناك حاجة ملحة لطباعة النقود لتلبية الطلب المرتفع على السيولة، لكن على المديين المتوسط والطويل، نبحث في كيفية معالجة إدارة العملة"، في وقت حذر فيه اقتصاديون من أن زيادة المعروض النقدي دون نمو اقتصادي يمكن أن تخفض قيمة الجنيه الجنوب سوداني بصورة أكبر، وتزيد حدة التضخم.

وقال المحلل السياسي بابويا جيمس لـ "العربي الجديد" إن "طباعة المزيد من النقود ستُضعف الجنيه، والناس يخزنون النقود عوضًا عن تداولها، لذلك فإن ضخ النقود لن يحل المشكلة". وحذر من أن هذه الخطوة، بدون إصلاحات هيكلية، يمكن أن تؤدي إلى تضخم جامح.



وتوقّع صندوق النقد الدولي أن يكون جنوب السودان صاحب أسوأ أداء اقتصادي في العالم هذا العام، مع توقف صادراته النفطية، ما أدى إلى تضخم مفرط، وقال إن جنوب السودان يتصدر القائمة بمعدل نمو بلغ -4.31%، متراجعًا عن توقعاته الأولية بأن اقتصاد جنوب السودان من بين الأسرع نموًا في العالم لعام 2025.

حرب وفساد في جنوب السودان

واعتبر مختصون أن الأزمة تعود إلى مزيج من الحرب الأهلية والفساد المرتبط بعقود النفط وتدهور البنية التحتية، ما أدى إلى تعذر وفاء حكومة الرئيس سلفاكير بالتزاماتها تجاه المجتمعات المحلية والدولية. الخبير الاقتصادي دينق ماكور قال لـ"العربي الجديد" إن تراجع إنتاج النفط وتوقف صادراته بسبب الأضرار التي لحقت به نتيجة نزاع السودان أثّر بصورة كبيرة على الإيرادات الحكومية وأدى إلى تضخم ونقص في السيولة.

ورأى أن الحرب في الجارة الشمالية أثرت على اقتصاد جنوب السودان بعد تدفق أكثر من 800 ألف لاجئ إلى الجنوب، بالإضافة إلى تعطل سلاسل الإمداد خاصة الوقود والمواد الغذائية، كل ذلك شكل ضغطًا على الموارد في الجنوب.

وأشار ماكور إلى الاضطرابات السياسية بما فيها تأجيل الانتخابات حتى العام 2026، مما كان له أثر سلبي على الاقتصاد، وهذا أدى إلى تقليل ثقة المستثمرين وتأخير تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية وزيادة وتيرة الفساد وسوء إدارة الموارد.

وقال إنه إلى جانب انسحاب شركات نفطية مثل "بتروناس"، الأمر الذي ترك فجوة في الصناعة، على الرغم من سعي شركة "نابليت" الحكومية لتولي الأصول، إلا أن نقص الخبرة والاستثمار الأجنبي قد يؤدي إلى انخفاض في الإنتاج وزيادة الضغط على الاقتصاد. وأرجع التضخم وانخفاض قيمة العملة المحلية إلى توقف صادرات النفط وفقدان العائدات والاعتماد على التمويل النقدي لسد عجز الميزانية ونقص الاحتياطات من العملة الأجنبية.

وقال إن هذا التضخم أثّر بصورة كبيرة على معيشة المواطنين، وارتفعت أسعار السلع الأساسية، وتدهورت القوة الشرائية، وأكد أن تأخر دفع رواتب العاملين لأكثر من 13 شهرًا أثّر على تدهور الخدمات الصحية والتعليمية وزيادة نسبة الفقر وانعدام الأمن الغذائي وارتفاع معدلات الجريمة والاضطرابات الاجتماعية.

تراجع النشاط الاقتصادي

وأشار ماكور إلى توجه حكومة سلفاكير لبناء مصافٍ وخطوط أنابيب جديدة لتصدير النفط، نظرًا للتحديات المرتبطة بالاعتماد على خط أنابيب السودان، عبر إنشاء خطوط أنابيب بديلة عبر كينيا أو إثيوبيا، وقال إن هذه الخطوات قد تقلل من الاعتماد على السودان وتزيد من الاستقلالية الاقتصادية، وطالب بضرورة العمل على تنويع الاقتصاد وتطوير الزراعة والاستثمار في البنية التحتية الريفية وتعزيز الصناعات الصغيرة والمتوسطة والاستثمار في التعليم والتدريب المهني واستغلال الموارد الطبيعية الأخرى مثل المعادن.

أما أستاذ الاقتصاد جوزيف قبريال، فأرجع أسباب التدهور الاقتصادي إلى عوامل اجتماعية، ثقافية، سياسية مباشرة وغير مباشرة، ما يشير إلى الانخفاض النسبي في مستوى النشاط الاقتصادي مع انخفاض في مستوى الاستهلاك والرفاه، رغم توفر كل إمكانات التقدم وتطوير النشاط الاقتصادي، ويقول: لم تقم الحكومة بالاستخدام الأمثل للموارد بطريقة فعالة.



وتابع في تصريحات لـ"العربي الجديد" أنه منذ الفترة الانتقالية التي امتدت لست سنوات، تدفقت أموال طائلة بمليارات الدولارات إلى حكومة جنوب السودان، والتي تكفي لجعلها دولة مزدهرة لو تم إنفاق هذه الأموال في مشاريع البنى التحتية وقطاع الصحة والتعليم. وعزا عدم حصول ذلك لعدم وجود خطة اقتصادية واضحة ومحددة المعالم يمكن السير على خطاها، الأمر الذي أثّر على السلطتين المالية والنقدية.

وقال إن السلطات لم تتجاوب مع موجهات وإرشادات صندوق النقد والبنك الدوليين، أضف إلى ذلك غياب الشفافية المالية في عائدات النفط، ما أثر بصورة سلبية على الأوضاع الاقتصادية. وأكد جوزيف أن حرب السودان فاقمت من الوضعية المحلية في جنوب السودان، مؤكدًا أن الأوضاع الاقتصادية مرشحة للانهيار إذا لم تتوقف حرب السودان.

وقال إن غياب الخطط الاقتصادية أدى إلى انفلات في التضخم رغم الإجراءات التي تتخذها السلطات، وهي مسكنات ستزول بانتهاء مفعولها، وطالب باستقلالية البنك المركزي للقيام بواجبه في التعامل مع المؤسسات، وتشديد الرقابة على مصادر النقد الأجنبي، ووقف المضاربات وتعاملات السوق الموازية، وأضاف أن القطاع النقدي تضرر كثيرًا نتيجة للتعاملات المباشرة مع الأفراد وانتهازية أصحاب النفوذ.




## الاقتصاد للدولة أم للمجتمع... حان وقت إعادة التموضع
05 August 2025 06:07 AM UTC+00

بعد أكثر من 65 عاماً من التجارب الاقتصادية التي تولّت فيها الدولة في سورية دور المنتج والمستثمر والمشغّل لقوة العمل، كان من الواجب الوقوف وقفة مراجعة عميقة. على الرغم من أن كثيرين يرون أن دور الدولة يجب أن ينحصر في التنظيم والرقابة، وضع التشريعات ومراقبة تنفيذها، من دون تدخّل مباشر. 


في ظل التغيرات الاقتصادية الكبيرة التي يشهدها العالم اليوم، أصبح من غير المجدي تقييد النقاشات حول السياسات الاقتصادية بإطار "اليسار" أو "اليمين"


لا تعني هذه المراجعة بالضرورة التخلي عن الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه الدولة في ضمان تحقيق العدالة الاجتماعية وحماية الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع. إن المسؤولية الاجتماعية التي تتحملها الدولة لا تقتصر فقط على ضمان الأمنين، الداخلي والخارجي، بل تمتد إلى ضمان أن تكون الفرص الاقتصادية متاحة للجميع، وأن يجري توزيع الموارد بشكل عادل. على مرّ العقود، أثبتت الدولة أن لديها القدرة على توفير الخدمات الأساسية للمواطنين، سواء في التعليم أو الرعاية الصحية أو البنية التحتية، وهي مجالات يصعب على القطاع الخاص توفيرها بشكل عادل.
الواقع أن التحديات الاقتصادية التي تواجهها الدولة في بلدانٍ كثيرة، ومنها سورية، لا تعني أن دورها في الاقتصاد يجب أن ينحسر بشكل كامل. صحيحٌ أن من الأفضل للقطاع الخاص أن يكون المحرّك الأساسي للنمو الاقتصادي، ولكن من غير الممكن تجاهل الدور الحاسم الذي تلعبه الدولة في تأمين حاجات أساسية قد لا تكون مربحة بالمعايير التقليدية للقطاع الخاص. في ظل النمو غير المتوازن الذي قد يشهده السوق، لا ينبغي أن تدير الدولة الاقتصاد بشكل مباشر، بل يجب أن يكون لها دور في دعم القطاع الخاص، على أن يكون ذلك في إطار لا يؤثر سلباً على العدالة الاجتماعية ويضمن توزيع المنافع بشكل عادل بين جميع فئات المجتمع.
يقتضي هذا التوجه منا إعادة النظر في كيفية توزيع المسؤوليات بين القطاعين العام والخاص. إذ يمكن للدولة أن تضمن بيئة اقتصادية مناسبة تسهم في دعم المشاريع الخاصة، بينما تحمي الفئات الضعيفة من أي تأثيرات سلبية قد تطرأ جراء التغييرات الاقتصادية السريعة. وتبقى مشاركة الدولة فاعلة في الشأن الاقتصادي والتنموي، وخصوصاً فيما يتعلق بالمسائل التي تخص الأمن الوطني والخدمات العامة والبنية التحتية.

القضية ليست يساراً أو يميناً

في ظل التغيّرات الاقتصادية الكبيرة التي يشهدها العالم اليوم، أصبح من غير المجدي تقييد النقاشات حول السياسات الاقتصادية بإطار "اليسار" أو "اليمين". هذا التقسيم التقليدي لم يعد ذا صلة في اقتصادات العصر الحديث، التي باتت أكثر تعقيداً وتنوّعاً. على عكس ما قد يعتقده البعض، فإن الخيارات الاقتصادية اليوم تتجاوز هذه التصنيفات الأيديولوجية. وإن التركيز من قبل الفريق الاقتصادي الاستشاري الحكومي في سورية على هذه الثنائية قد لا يكون مفيداً في ظل التطورات المتسارعة في نظريات التنمية في العالم، حتى على أجندة المؤسّسات المالية الدولية الكبرى مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، لم تعد تلك التصنيفات أولوية كما كانت في الماضي.
فبدلاً من التركيز على هذه الثنائيات، تتجه الأنظار نحو كيفية تحقيق استدامة اقتصادية تضمن النمو مع الحفاظ على العدالة الاجتماعية. من خلال هذه النظرة، تصبح القضية الأساس هي كيفية تحسين الأداء الاقتصادي دون الإضرار بالفئات الضعيفة أو تقويض الأمن الاجتماعي، وكيفية تنويع الاقتصاد وتعزيز التشاركية بدل المنافسة غير المنصفة التي كانت سائدة طوال السنوات الستين السابقة.


لا يمكن إغفال أهمية دور الدولة في الاستثمار في البنية التحتية والمشاريع الخدمية التي تُعدّ أساساً لتوفير بيئة اقتصادية مستدامة ورفاهية اجتماعية


لقد تعزّزت في هذا الإطار مقولات اقتصادية غير صحيحة: فإما أن تكون يساراً أو يميناً، أو أنك تخلق مصطلحاً يجمع بينهما بشكل توافقي، كما كان يُروَّج لمصطلح "اقتصاد السوق" على أنه أخذ بكل المفهومين ليخلق اتجاهاً مشوَّهاً بعيداً عن الواقع. والحقيقة أن ذلك غير صحيح، فاقتصاد السوق الاجتماعي الذي تبنّته الخطة الخمسية العاشرة يعكس هذا التنوع في المفاهيم والاتجاهات الفكرية الاقتصادية في العالم. اليوم، لم يعد الأمر يتلخص في اختيار بين سياسات يسارية أو يمينية، بل في البحث عن الحلول التي تتسم بالمرونة والقدرة على الاستجابة للواقع الجديد. تلك الحلول يجب أن تكون قائمة على التوازن بين الكفاءة الاقتصادية والحماية الاجتماعية، دون التمسك بالأيديولوجيات القديمة التي لم تعد متوافقة مع الاحتياجات المتجددة للعالم.

لا جدوى من لاعبٍ وحكمٍ في آن

أوافق على أن الحكومة يجب أن تركز على دورها في ضمان الأمنين الداخلي والخارجي، والقضاء على الفساد، وتوفير بيئة مناسبة للقطاع الخاص للنمو، بحيث تكون "حكم المباراة" الذي يراقب سير الأمور ويضمن العدالة في "اللعبة" الاقتصادية. ولكن هذا لا يعني أن الدولة يجب أن تتنصل من مسؤولياتها تجاه المواطنين في توفير الحقوق الاجتماعية الأساسية التي لا يمكن للقطاع الخاص أن يضمنها بشكل فعّال أو عادل.
من المهم أن نلاحظ أن هناك مجالات أساسية مثل التعليم الجيد والرعاية الصحية، لا يمكن أن تقتصر على القطاع الخاص وحده، خصوصاً في بيئات تتفاوت فيها القدرات الاقتصادية بشكل حاد. الدولة يجب أن تضمن للجميع، بغضّ النظر عن خلفياتهم الاقتصادية أو الاجتماعية، حقهم في الحصول على تعليم ملائم وخدمات صحية ذات جودة، لأن هذه الحقوق تساهم بشكل مباشر في تحسين مستوى الحياة وفتح فرص أكبر للتنقل الاجتماعي. في عالم يشهد تفاوتاً هائلاً في الثروات، تبقى الدولة الضامن الوحيد الذي يمكنه التوازن بين مصالح الفئات المختلفة وتوفير الفرص للجميع، خصوصاً الفئات الأكثر ضعفاً التي لا يستطيع القطاع الخاص أن يوليها اهتماماً كافياً.

علاوة على ذلك، لا يمكن إغفال أهمية دور الدولة في الاستثمار في البنية التحتية والمشاريع الخدمية التي تُعدّ أساساً لتوفير بيئة اقتصادية مستدامة ورفاهية اجتماعية، ففي حالاتٍ عديدة، يكون القطاع الخاص غير قادر أو غير راغب في الاستثمار في المناطق النائية أو الأحياء الفقيرة، حيث لا توجد جاذبية اقتصادية كافية. وهنا يأتي دور الدولة في دفع عجلة التنمية من خلال توفير استثمارات في هذه المناطق التي عادةً ما تُهمَّش في السوق الحر، ما يُسهم في تحقيق توازن اقتصادي بين مختلف المناطق، ويُساعد في تعزيز الفرص الاقتصادية في الأماكن التي يحتاج فيها السكان إلى أكثر من مجرد خدمات أساسية.
عندما تكون الدولة "لاعباً" في السوق، فإنها تدخل في منافسة غير متكافئة مع القطاع الخاص، تُضعف حوافز المبادرة، وتُدخل السياسة في الاقتصاد، وتقضي على مبدأ المحاسبة. المواطن يدفع الثمن في نهاية المطاف، سواء عبر الضرائب، أو عبر تدنّي جودة الخدمات، أو في شكل فرص مهدورة. لكن الدعوة اليوم إلى انسحاب الدولة من النشاط الاقتصادي المباشر ليست دعوة للتنصّل من المسؤولية الاجتماعية، بل هي دعوة لإعادة تعريفها. إذ لا يمكن ترك السوق بلا ضابط، ولا خصخصة دون عدالة، ولا تحرير دون حماية. فاقتصاد السوق بطبيعته لا يُنصف الجميع، وهو أداة فعّالة لتحقيق النمو، لكنه ليس وحده ضامناً للتكافؤ.

الخصخصة المنتقاة

عندما نتحدّث عن الخصخصة، لا نتحدّث بالضرورة عن عملية شاملة وجذرية تؤدّي إلى تفكيك كل ما تملكه الدولة. بل يمكن أن تكون الخصخصة خطوة مدروسة ومبنية على الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية، بحيث يتم اختيار القطاعات بعناية لتشجيع مشاركة القطاع الخاص في بعض المجالات، بينما تظل الدولة مسؤولة عن القطاعات الأخرى التي لا غنى عنها لضمان تحقيق العدالة الاجتماعية.
في البداية، يجب أن ندرك أن الانتقال إلى نموذج مختلط يشمل القطاعين العام والخاص هو الخيار الأنسب لتحقيق كفاءة اقتصادية مع الحفاظ على العدالة الاجتماعية. وهنا يأتي دور مفهوم "الخصخصة المنتقاة"، الذي يعتمد على تحديد القطاعات الأكثر استفادة من خصخصتها، بحيث لا تؤثر هذه العملية سلباً على الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطنون.
تبدأ الخصخصة المنتقاة بتحديد القطاعات التي يمكن أن تحقق فيها المشاركة الخاصة قيمة حقيقية. في بعض الحالات، مثل التعليم والصحة والطاقة، تظل الدولة في وضع الإشراف الكامل لضمان أن تبقى هذه الخدمات في متناول الجميع، وبجودة عالية، وبتكلفة معقولة. أما في قطاعات أخرى، مثل السياحة والنقل أو الصناعات الخدمية، فبإمكان القطاع الخاص أن يلعب دوراً مهمّاً في تحسين الكفاءة ورفع مستوى الإنتاجية. لكن الخصخصة المنتقاة ليست مجرد تغيير من يمتلك الأصول، بل إنها تتطلب أيضاً وضع خطط لضمان حماية العاملين المتأثرين بالتحولات الاقتصادية. يجب على الحكومة أن تكون مستعدة لتقديم برامج تدريب وتطوير مهني لتحسين مهارات العمال وتزويدهم بفرص جديدة. كما يجب تخصيص دعم مالي مؤقت للعاملين الذين قد يتضرّرون في المرحلة الانتقالية، لضمان عدم فقدانهم لمصادر رزقهم بشكل مفاجئ. وهكذا، يصبح الانتقال إلى القطاع الخاص أمراً تدريجيّاً، ويجلب معه فرصاً جديدة بدلاً من أن يكون مصدراً للضرر.
من جانب آخر، لا يمكن أن تكون الخصخصة المنتقاة عملية مفيدة إذا لم تتم إدارة عوائد بيع الأصول بشكل صحيح، فالعوائد الناتجة من الخصخصة يجب أن تُستثمر بحكمة في مشاريع تنموية طويلة الأجل. مثلاً، يمكن توجيه هذه الأموال لتحسين البنية التحتية، وتعزيز الرعاية الصحية، ورفع جودة التعليم. تلك الاستثمارات ستُسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل جديدة، مما يُعزز استدامة التأثير الإيجابي للخصخصة على المدى البعيد.
وإذا كانت هناك نقطة بالغة الأهمية، فهي ضرورة أن تتم عملية الخصخصة بشفافية تامة. يتطلب ذلك من الحكومة تقديم تقارير واضحة حول مراحل الخصخصة وكيفية تخصيص العوائد من بيع الأصول. تمنح الشفافية المواطن الثقة في أن هذه العملية ليست مجرّد وسيلة لتحقيق مكاسب اقتصادية على حساب حقوقه، بل هي عملية مدروسة تهدف إلى تحسين حياة الجميع.
لكن الخصخصة المنتقاة لا تعني أن الدولة ستتخلّى عن دورها التنظيمي. بل على العكس، يجب أن تستمر الحكومة في مراقبة السوق وتنظيمه لضمان وجود منافسة عادلة. إذ من خلال هذه الرقابة، تضمن الدولة حماية حقوق المستهلكين وضمان عدم استغلال القطاع الخاص لهم أو التأثير سلباً على السوق. تُعدّ هذه الرقابة ضرورية لضمان استثمار مستدام وتشجيع الابتكار، بما يُحسّن من جودة المنتجات والخدمات التي تقدّمها الأسواق.


إعادة التموضع في دور الدولة في الاقتصاد لا تعني تراجعها عن مسؤولياتها في ضمان العدالة الاجتماعية. بل على العكس!؟


حماية اجتماعية ذكية

لكي تكون عملية الخصخصة المنتقاة ناجحة، لا بد أن تصاحبها سياسة حماية اجتماعية شاملة وفعّالة تضمن حقوق المواطنين وتحميهم من الآثار السلبية التي قد تنجم عن التحولات الاقتصادية. فبينما يمكن أن تحقق الخصخصة فوائد عديدة من خلال تحسين الكفاءة الاقتصادية وزيادة الإنتاجية، فإنها قد تؤدّي أيضاً إلى فقدان بعض المواطنين لوظائفهم أو تعرّضهم لتقليصات في أجورهم. ومن هنا تأتي أهمية وجود شبكة أمان اجتماعي قوية تهدف إلى تقديم الدعم اللازم للفئات المتضررة.
يعد دعم العمال الذين سيتأثرون بالخصخصة من أولويات السياسة الاجتماعية، فإعادة تأهيل هؤلاء العمّال من خلال برامج تدريب مهني يشكل خطوة أساسية لتمكينهم من الانتقال إلى قطاعات جديدة، مما يتيح لهم فرصة الالتحاق بسوق العمل في مجالات مختلفة مثل التكنولوجيا الخضراء أو الطاقة المتجددة، التي تملك فرص نمو كبيرة. كما يجب أن تشمل هذه السياسة تقديم مساعدات مالية مؤقتة تتيح لهم التكيف مع التغيرات الاقتصادية، خاصة في الفترة الانتقالية حتى يتمكنوا من الحصول على وظائف جديدة.
لكن الدعم المالي وحده لا يكفي، بل ينبغي أن تُوجه عائدات الخصخصة إلى مشاريع تنموية تساهم في تحسين الحياة للمواطنين، مثل تعزيز البنية التحتية، وتطوير التعليم والرعاية الصحية. وبذلك، لا تقتصر عوائد الخصخصة على سد العجز المالي، بل يتم استثمارها في مشروعات تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية وتوفير الفرص للجميع. كما يجب تخصيص جزء من هذه العائدات لإنشاء صناديق دعم اجتماعي تساعد في تقليص الفجوات الاقتصادية بين الطبقات الاجتماعية المختلفة، وتوفر دعما للفئات الأكثر ضعفا.

خلاصة

إعادة التموضع في دور الدولة في الاقتصاد لا تعني تراجعها عن مسؤولياتها في ضمان العدالة الاجتماعية. بل على العكس، يمكن للدولة أن تستفيد من القطاع الخاص في تحفيز النمو الاقتصادي، مع الحفاظ على دورها الأساسي ضامناً لتحقيق المساواة في الفرص. إن إفساح المجال للقطاع الخاص لتحمّل بعض الأعباء الاقتصادية لا يعني أن الدولة تتنصل من واجبها في تقديم الخدمات الأساسية التي تضمن رفاهية المواطن، مثل الصحة والتعليم، التي تشكل حقا لكل فرد في المجتمع.
من خلال تعزيز الخصخصة المنتقاة، يمكن للدولة أن تزيد من كفاءة القطاعات غير الاستراتيجية، لكنها يجب أن تظلّ الضامن الأساسي للقطاعات الاستراتيجية التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين. على الدولة أن تبقى ركيزة أساسية لضمان عدم تركز الثروات في أيدي قلة، وتوفير فرص متكافئة للجميع في مجالات مثل التعليم والصحة والطاقة، حيث لا يستطيع القطاع الخاص بمفرده أن يلبي الاحتياجات العامة الأساسية بشكل عادل.




## سياحة مكلفة في المغرب: الغلاء في الصيف يثقل موازنات المغتربين
05 August 2025 06:07 AM UTC+00

لم يعد المغتربون المغاربة يشتكون من ارتفاع أسعار تذاكر النقل الجوي فقط عند عودتهم إلى بلادهم، بل أضحوا يواجهون ارتفاع كلفة الإقامة في الفنادق وتضخم فاتورة التردد على المطاعم والمقاهي في المدن السياحية. ونبه نواب في البرلمان المغربي في يونيو/ حزيران الماضي، إلى أن الغلاء الذي يطبع التذاكر قد يحرم بعض المغتربين من زيارة عائلاتهم في المملكة، خاصة في ظل تحملهم مصاريف أخرى لها علاقة بالسفر والإقامة خلال فترات العطل والإجازات، مطالبين بخفض أو إلغاء رسوم تذاكر السفر بالنسبة للمغتربين.

وشرعت وسائط التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة في نقل بعض تصريحات المغتربين المغاربة الذين يشتكون من ارتفاع أسعار تذاكر النقل الجوي، وغلاء الخدمات في الفنادق والمطاعم والمقاهي في المدن الساحلية. ويؤكد فاعلون في قطاع السياحة أن السياح الأجانب، خاصة الأوروبيين منهم، هم أقل معاناة من ارتفاع الأسعار، حيث يتحملون تكاليف أقل ما داموا يحلون بالمغرب في إطار رحلات منظمة قد تصل كلفتها إلى نصف ما يتحمله المغتربون والسياح المحليون.

وتوقعت المندوبية السامية للتخطيط أن يعرف نشاط الفنادق والمطاعم نمواً بنسبة 8.4% سنة 2025، مدعوماً بالارتفاع المستمر في عدد السياح الوافدين وعدد ليالي المبيت، ارتباطاً بتنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والرياضية الكبرى، فضلاً عن مجهودات النهوض بالقطاع السياحي. ويُستفاد من آخر مذكرة إخبارية صادرة عن المندوبية السامية للتخطيط حول الرقم الاستدلالي للأثمان عند الاستهلاك أن مؤشر أسعار الفنادق والمطاعم ارتفع بنسبة 3.9% في النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.



ورغم انخفاض التضخم إلى 0.9% في العام الماضي و0.4% في النصف الأول من العام الجاري، إلا أن تراكم التضخم في عامي 2022 و2023، الذي تجاوز 12%، ما زال يؤثر على القدرة الشرائية، ما يفسر الغلاء الذي تشتكي منه الأسر.

الغلاء يطاول الفنادق

ويعبر رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك بوعزة الخراطي عن استغرابه للطريقة التي تتعاطى بها بعض الفنادق والمطاعم مع السياح، خاصة المغتربين والسياح المحليين، حيث تُفرض زيادات كبيرة لا تبررها الخدمة المقدمة.

ويشير في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن قانون حرية الأسعار والمنافسة يفرض على التجار ومقدمي الخدمات إشهار الأسعار بطريقة واضحة في محلاتهم، غير أنه يُلاحظ أن فنادق ومطاعم ومقاهي ومؤسسات ترفيه لا تحترم ذلك المقتضى القانوني، ما يجعلها تزيد الأسعار بطريقة تُنهك القدرة الشرائية لعملائها. ويذهب إلى أن بعض الفنادق تفرض في الصيف أداء فاتورة الإقامة مقدماً، وهو ما يتنافى مع مقتضيات القانون الذي يُقيم قاعدة الأداء بعد الحصول على الخدمة.

ويؤكد أن هناك سلوكيات تنم عن نوع من التمييز بين السياح الذين يقصدون بعض الفنادق، حيث يفضل أصحابها استقبال الأجانب، بينما لا يبدون حماسة كبيرة لاستقبال السياح المحليين، داعياً إلى ضرورة ضبط السوق عبر تدابير تراعي القدرة الشرائية للأسر وتستحضر جودة الخدمات في علاقتها بالأسعار التي يتحملها السياح. وفي الوقت الذي جرى فيه الحديث عن استنكاف مغتربين عن الحلول بالمغرب في الصيف بسبب الغلاء، تؤكد بيانات وزارة الخارجية عبور 1.5 مليون مغترب نحو المملكة منذ بداية عملية العودة في الصيف ولغاية العاشر من يوليو/ تموز الماضي، بزيادة 13.3% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

ويذهب الخبير في مجال السياحة الزوبير بوحوت إلى أن منسوب الشكوى من غلاء خدمات الفنادق والنقل الجوي والمطاعم يرتفع في كل عام في فصل الصيف، بالنظر لارتفاع عدد السياح الذين يتوافدون إلى المغرب على مدى فترة الإجازات الصيفية. ويلاحظ في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن المناطق السياحية، خاصة الشاطئية، تعرف في الصيف توافداً كبيراً للسياح الأجانب والمغتربين المغاربة والأسر المقيمة في المغرب، ما يرفع الطلب على خدمات الفنادق والمطاعم والترفيه.

ويشير إلى أنه إذا كان المغرب قد استقبل على مدى العام الماضي 17.4 مليون سائح، فإن 8.6 ملايين منهم من المغتربين، 40% منهم يحلون بالمملكة في فصل الصيف. ويؤكد أنه في الوقت الذي شجعت فيه الحكومة الطلب على المنتج السياحي المغربي عبر خريطة الطريق السياحية، فإن العرض على مستوى مؤسسات الإيواء لم يواكب الأهداف التي تتطلع إليها الحكومة.

ويوضح أنه في الوقت الذي تشجع فيه الحكومة السياحة عبر الأجواء المفتوحة والنقل الجوي منخفض الكلفة، فإنه لم يتم إعداد ما يكفي من أسِرّة سياحية في الفنادق. ويذهب إلى أن قلة العرض تفضي إلى ارتفاع الأسعار إلى مستويات تثير استياء العديد من الأسر، سواء كانت أجنبية أو محلية أو من المغتربين، خاصة عندما يقارنون تلك الأسعار بما هي عليه في بلدان مماثلة مثل مصر وتركيا. وتذهب التوقعات إلى استقبال المغرب حوالي 20 مليون سائح في العام الحالي.



وذهب محمد السملالي، رئيس وكالات السفر بالمغرب، في تصريح لـ "العربي الجديد"، إلى أن الخدمات الفندقية والسياحية بالمغرب تخضع لقانون حرية الأسعار شرط إشهارها، معتبرًا أن وسائط التواصل الاجتماعي تبالغ في بعض الأحيان في الحديث عن مستويات الأسعار، وإن كان يرى أن الأسعار ارتفعت في جميع البلدان السياحية جرّاء التضخم الذي عرفه العالم منذ الجائحة.

وأشار إلى أن التركيز على المغتربين فيه الكثير من المبالغة، فالسواد الأعظم منهم لا يلجأ إلى الفنادق، على اعتبار أنهم اشتروا شققًا في المغرب قبل أعوام واعتادوا التردد عليها لقضاء العطلة، مؤكدًا في الوقت نفسه على أن المقارنة مع إسبانيا لا تستقيم على مستوى الأسعار، فهي مرتفعة في ذلك البلد حسب طبيعة الفنادق التي يتم التردد عليها. ولاحظ السملالي أن حديث الناس عن ارتفاع الأسعار في الصيف قد ينجم عن برمجة السفر من قبل بعض الأسر في آخر لحظة، معتبرًا أنه كلما بُرمج السفر مبكرًا، كلما انخفض الإنفاق، داعيًا في الوقت نفسه إلى إحداث مؤسسات إيواء تلائم انتظارات السياح المغاربة.




## تزايد الضغط لرفع الحصار عن تصدير النفط اليمني
05 August 2025 06:08 AM UTC+00

صعّدت الحكومة اليمنية، المعترف بها دولياً، ضغطها ومطالبها لرفع الحصار المفروض على تصدير النفط من الموانئ الموجودة في المحافظات الشرقية الواقعة تحت إدارة الحكومة في حضرموت وشبوة، والتي أدى استهداف جماعة الحوثي لها نهاية عام 2022 إلى توقف تصدير النفط الخام حتى الآن، وتصّر جماعة الحوثي في صنعاء على ضرورة التوافق على خطة شاملة لتقاسم وإدارة عائدات النفط.

الخبير الاقتصادي اليمني، عبد المجيد البطلي، وهو باحث ومسؤول سابق في قطاع الدراسات والتوقعات الاقتصادية بوزارة التخطيط والتعاون الدولي، قال في تصريح لـ"العربي الجديد": "لا شك في أنّ هناك أسباباً أخرى لتدهور الاقتصاد والعملة، وليس توقف العائدات فقط التي تأتي من تصدير النفط الخام". وتطرق البطلي إلى نقطة مهمة في هذا الجانب، بتأكيد ضرورة أن يستند تصدير النفط إلى تسوية اقتصادية تفضي إلى توزيع عوائده على كل المحافظات، وفقاً لمعايير تراعي حجم السكان.

الباحث الاقتصادي، عبد الواحد العوبلي، رأى في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن النزيف الذي تتحدث عنه الحكومة حاصل في النفقات وليس في الإيرادات، لذا فإن الأهمية تقتضي إصلاحاً جدياً لهذا الخلل الحاصل. تابع العوبلي أن عودة تصدير النفط قد تعزز، في ظل الظروف الراهنة، نفوذ وتمرد المناطق المنتجة للنفط والغاز في مأرب وحضرموت وشبوة، كما ستعزز الفساد والتسيب.



وأشار العوبلي إلى أن الحكومة غير قادرة على ضبط النفقات المتعلّقة بشراء المشتقات النفطية، والرواتب الدولارية، والمنح الخاصة بأولاد المسؤولين. وكذا عدم القدرة على ضبط الإيرادات البسيطة من المنافذ والمطارات والموانئ والضرائب والجمارك، وهو ما يعني أن أيّ إيرادات قد تأتي ستختفي ويتم تبديدها وفق حديث العوبلي، معيداً التذكير بأنه كان هناك في نفط يتم تصديره وعائدات إلى العام 2022.

أستاذ الاقتصاد بجامعة تعز اليمنية، محمد علي قحطان، أكد لـ"العربي الجديد"، أنه في ظل غياب القدرة على استعادة الدولة، فإن ملف إعادة تصدير النفط والغاز يبقى ملفاً عالقاً، إذ إن شركات إنتاج وتصدير النفط والغاز، رأس مال أجنبي ولن يعود في ظل غياب الدولة.

وكان ما يسمى المجلس الأعلى للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، يضم مختلف المكونات والتحالفات المنضوية في إطار الحكومة الشرعية، قد حمّل الحوثيين مسؤولية الانهيار الاقتصادي في اليمن، والذي قال إنه يأتي نتيجة مباشرة لانقلابهم واستهدافهم موانئ تصدير النفط.




## آثار الصراع الإيراني الإسرائيلي على السيادة السورية
05 August 2025 06:09 AM UTC+00

تحوُّل الأراضي السورية إلى ساحة معركة غير طوعية للصراع الإيراني الإسرائيلي يُشكِّل تحدياً لمبادئ القانوني الدولي. فمنذ أن شنت إسرائيل عملياتها العسكرية الواسعة ضد المنشآت النووية الإيرانية في 12 يونيو/ حزيران 2025، وجدت سورية نفسها في قلب أزمة قانونية وإنسانية، حيث تُستغل أراضيها كمسرح لمواجهة إقليمية تُدار دون موافقتها أو تفويض منها. ويأتي هذا الانتهاك لسيادتها في لحظة هشّة من تاريخ البلاد، بينما تسعى لتجاوز مرحلة انتقالية ما بعد الأسد، في ظل افتقارها إلى القدرات الدفاعية اللازمة لبسط سيطرتها على مجالها الجوي.


أدّى تحول الأراضي السورية إلى ساحة صراع نشط إلى نشوء منظومة معقدة من الأضرار المدنية


يجسّد الوضع الراهن مفارقة قانونية في قلب القانون الدولي: فبينما تحتفظ سورية بالتزاماتها القانونية في حماية سكانها ومنع استخدام أراضيها لشنّ أعمال ضارة بدول أخرى، فإنها قد جُرِّدت عمداً من الوسائل العملية اللازمة للوفاء بهذه الالتزامات. وقد نتج هذا العجز القسري عن التدمير المنهجي الذي نفذته إسرائيل لأنظمة الدفاع الجوي السورية عقب سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024، وتُميز الطبيعة المتعمدة لهذا العجز الحالة السورية عن السيناريوهات التقليدية لضعف الدولة أو فشلها، ما يثير إشكالات قانونية حول مدى استمرار الالتزامات السيادية في حال إلغاء قدرة الدولة على الحماية بفعل خارجي متعمّد.
بنية تآكل السيادة

يُعد مبدأ السيادة الكاملة والحصرية على المجال الجوي الوطني، كما نصت عليه المادة الأولى من اتفاقية شيكاغو للطيران المدني الدولي لعام 1944، من أكثر المبادئ وضوحاً واستقراراً في القانون الدولي، غير أن هذا المبدأ تعرّض منذ يونيو/ حزيران 2025 لانتهاك منهجي من خلال الاستخدام العسكري المزدوج للمجال الجوي السوري من القوات الإسرائيلية والإيرانية. وتجاوزت هذه الانتهاكات مجرّد خرق لحقوق العبور أو التحليق؛ إذ اتخذت شكل عمليات قتالية نشطة استهدفت ودمرت أهدافاً فوق مناطق سورية مأهولة بالسكان.
وتنص المادة 3 (ج) من اتفاقية شيكاغو صراحة على حظر تحليق الطائرات الحكومية فوق أراضي دولة أخرى أو هبوطها فيها من دون إذن مسبق. تمثل الانتهاكات الإسرائيلية لهذا النص رفضاً للبنية القانونية الحاكمة للطيران الدولي، إذ حوّلت إسرائيل من طرف واحد المجال الجوي السوري إلى منطقة اعتراض نشطة، معيدةً بذلك تعريف الحدود الإقليمية لعملياتها، وموسعة نطاق دفاعها الجوي ليشمل أراضي دولة ذات سيادة.
من جانب آخر، انتهكت القوات الإيرانية السيادة السورية بأسلوب مختلف في أثناء شنها هجمات على إسرائيل، فالصواريخ والطائرات المُسيّرة التي تعبر المجال الجوي السوري، وتترك خلفها حطاماً يسقط أحياناً على مناطق مدنية، تشكّل انتهاكاً للسلامة الإقليمية لسورية. ويكتسب هذا الانتهاك أبعاداً قانونية إضافية إذا ما قورن بحياد سورية المُعلن في النزاع. فمن الناحية النظرية، يوفر لها هذا الحياد، بموجب القانون الدولي العرفي، حماية من أن تصبح طرفاً غير طوعي في الأعمال العدائية بين دول أخرى. وبموجب قانون الحياد، المنصوص عليه في اتفاقيات لاهاي والمدعوم بالتقاليد القانونية، على الدول المحايدة التزامات محدّدة، مقابل تمتّعها بحقوق معيّنة. لكن عدم قدرة سورية على فرض وضعها المحايد (نتيجة الإضعاف المتعمد لقدراتها الدفاعية) ينشئ مفارقة قانونية: إذ تبقى الدولة ملزمة قانوناً بالحياد، في وقتٍ تُسلب فيه من الوسائل العملية التي تُمكنها من تطبيق هذا الوضع. 

الدمار البشري والاقتصادي

أدّى تحول الأراضي السورية إلى ساحة صراع نشط إلى نشوء منظومة معقدة من الأضرار المدنية، تتجاوز بكثير الخسائر المباشرة التي توثقها التقارير الحقوقية. فرغم أن الوفيات المُسجّلة في بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان تُعد أبرز ملامح هذا الضرر، إلا أنها تمثل فقط أحد أوجه كارثة إنسانية أعمق بكثير. تكشف أنماط النزوح القسري في محافظتي درعا والقنيطرة عن شكلٍ خبيثٍ من أشكال استهداف المدنيين؛ ففي القنيطرة وحدها، أدّت العمليات العسكرية المستمرّة إلى نزوح ما يقارب نصف سكان المحافظة، وهي نسبة مرتفعة لا تُشير إلى إخلاء مؤقت، بل إلى احتمال حدوث تغييرٍ ديموغرافيٍّ دائم.
وعلى المستوى الاقتصادي، يشكّل العزل الجوي الذي فُرض على سورية شكلاً صارخاً من أشكال الخنق الاقتصادي، فقد أدّى الإغلاق المتكرر لمجالها الجوي، الناجم عن المخاوف الأمنية المرتبطة بالصراع الإيراني الإسرائيلي، إلى قطع شبه كامل لروابطها بشبكات الطيران العالمية. علّقت كبرى شركات الطيران الدولية رحلاتها إلى سورية، بينما أصبحت تكاليف التأمين المرتفعة تُثقل كاهل الشركات الإقليمية، ما يجعل عملياتها غير مجدية اقتصادياً.
فاقم هذا الانقطاع الجوي حالة التهميش الاقتصادي، فقدت الصادرات السورية الحساسة زمنياً، وفي مقدمتها المنتجات الزراعية، القدرة على الوصول إلى الأسواق العالمية، كما تعرّضت سلاسل التوريد الخاصة بالأدوية والمستلزمات الطبية لاضطرابات كبيرة بسبب اعتمادها على النقل الجوي السريع. في الوقت نفسه، أصبح السفر لأغراض العمل أمراً شبه مستحيل، ما حرم الشركات السورية من فرص الشراكة والاستثمار الدولي.
تُعد آثار توقف جهود إعادة الإعمار وتراجع الاستثمارات من أعمق العواقب الاقتصادية طويلة الأجل لتحول سورية القسري إلى ساحة صراع، فقد أثار سقوط نظام الأسد في ديسمبر/ كانون الأول 2024 موجة تفاؤل حذر بين وكالات التنمية الدولية والدول المانحة، صاحبتها التزامات أولية بدعم جهود الإعمار والاستثمار في البنية التحتية، إلا أن تصاعد وتيرة الصراع الإيراني الإسرائيلي سرعان ما بدّد هذا التفاؤل، ليُحوّل سورية من ساحة لإعادة البناء إلى منطقة محفوفة بالمخاطر.
تتطلب مشاريع التنمية درجة من الاستقرار الزمني، القدرة على وضع جداول زمنية طويلة المدى، والتنبؤ بالأوضاع الأمنية، وضمان سلامة الكوادر والمنشآت. وفي ظل غياب هذه المقومات، بات من المتعذر على الجهات المانحة والمستثمرين تنفيذ خططهم، ما أدّى إلى شبه شلل في عمليات التنمية، واتساع الفجوة الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها السوريون.


تُعد آثار توقف جهود إعادة الإعمار وتراجع الاستثمارات من أعمق العواقب الاقتصادية طويلة الأجل لتحول سورية القسري إلى ساحة صراع


المساءلة القانونية في إطار غير متماثل

تواجه الحكومة السورية مفارقة قانونية: فهي مُطالبة بالوفاء بالتزامات دولية، تشمل حماية سكانها ومنع استخدام أراضيها لتنفيذ أعمال تضر بدول أخرى، في وقت تُجرد فيه منهجياً من الوسائل اللازمة للوفاء بهذه الالتزامات. وفقاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان، ولا سيما العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، تُلزم سورية بحماية الحق في الحياة لجميع الأشخاص داخل أراضيها، التزاماً لا يقبل الانتقاص. وقد فسرت لجنة حقوق الإنسان هذا الالتزام على أنه يشمل ثلاثة واجبات متمايزة: الاحترام (الامتناع عن انتهاك الحقوق)، والحماية (منع أطراف ثالثة من ارتكاب الانتهاكات)، والوفاء (تهيئة الظروف التي تتيح التمتع بهذه الحقوق). وبينما لا تزال سورية قادرة على الالتزام بالواجب الأول، فإن الوفاء بالواجب الثاني أصبح عملياً مستحيلاً، إذ إن منع الطائرات الإسرائيلية من تنفيذ عمليات عسكرية فوق المدن السورية، أو اعتراض الصواريخ الإيرانية التي تعبر مجالها الجوي، يتطلب بنية دفاعية جوية دُمرت بشكل منهجي على يد إسرائيل في ديسمبر 2024.
في هذا السياق، تكتسب الاحتجاجات الدبلوماسية التي على الحكومة السورية أن تواصل تقديمها أهمية قانونية تتجاوز نطاق التعبير السياسي، فبموجب القانون الدولي العرفي، يُمكن أن يُفسَّر صمت الدولة تجاه انتهاكات سيادتها قبولاً أو تنازلاً. لذلك، تُعدّ احتجاجات سورية المتكررة أدوات قانونية حيوية، لا تقتصر على التعبير الرمزي، بل تُحافظ على حقها في المطالبة بالتعويض مستقبلاً، وتمنع أي تفسيرات قد تُشير إلى موافقتها الضمنية على الانتهاكات. إن الإدانات المتكررة التي تصدر عن الحكومة السورية لما تصفه بـ"الانتهاكات الصارخة للسيادة" ليست مجرد بيانات سياسية، بل تمثل إجراءات قانونية أساسية لضمان استمرارية مطالبها بالإنصاف عند توفر الظروف المناسبة.
ويتطلب الحفاظ على الفعالية القانونية لهذه الاحتجاجات توافر عناصر محددة: توجيهها رسمياً إلى الدول المنتهِكة، وتسجيلها لدى المنظمات الدولية المختصة، والمواظبة على نمط اعتراض لا يترك مجالاً للبس في موقف الدولة السورية. فرغم أن هذه الاحتجاجات لم تُفضِ إلى وقف فوري للانتهاكات، فإنها تُؤدي وظيفة مركزية في منع تبلور أي حق مزعوم لاستخدام الأراضي السورية لأغراض عسكرية من قبل أطراف خارجية. كما تُشكل هذه الاحتجاجات سجلاً توثيقياً لأي إجراءات قانونية مستقبلية، سواء عبر المحاكم الدولية أو من خلال قنوات التفاوض الدبلوماسي.
وتُعد الاحتجاجات الدبلوماسية المنتظمة متطلباً إجرائياً أساسياً للجوء المحتمل إلى الآليات القضائية الدولية في المستقبل. فإذا قررت سورية في وقت لاحق رفع دعاوى أمام محكمة العدل الدولية أو هيئات قضائية أخرى، فإن إظهارها لمحاولات جادّة في استنفاد الحلول الدبلوماسية سيُعزز موقفها القانوني بدرجة كبيرة. وبهذا، يشكّل الالتزام الحالي من الاحتجاجات، رغم عدم تحقيقه أي إنجاز فوري، قاعدة قانونية تُمكِّن سورية من المطالبة بالإنصاف لاحقاً، وتحول دون تآكل حقوقها القانونية بفعل الصمت أو مرور الزمن.


المسارات المؤسّسية وحدودها

يكشف السعي إلى تحقيق المساءلة القانونية عبر المؤسّسات الدولية عن تباين واضح بين المتانة النظرية للنظام القانوني الدولي وحدوده العملية. وتمتلك سورية، من الناحية النظرية، خيارات متعدّدة تمتد من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى الوكالات الدولية المتخصّصة، حيث يقدّم كل منبر منها إمكانات قانونية متميّزة، لكنه يواجه، في المقابل، قيوداً خاصة به. 
يُعد مجلس الأمن أبرز هذه المنابر، وإن كان في الوقت نفسه أكثرها خضوعاً للاعتبارات السياسية، فبموجب الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، يمتلك المجلس صلاحيات واسعة للتحقيق في النزاعات وتقديم توصيات لتسويتها سلمياً. وقد استخدمت سورية المادة 35 من الميثاق لرفع الوضع إلى المجلس، ما أدّى إلى إنشاء سجل رسمي بالانتهاكات وإجبار الدول الأعضاء على الاعتراف العلني بها. ومع ذلك، قدرة المجلس على اتخاذ إجراءات فعالة تعرقلها عقبات جدّية، مثل استخدام حق النقض (الفيتو) من الأعضاء الدائمين، وتضارب المصالح الجيوسياسية، ما يُحول القضايا القانونية إلى ملفات سياسية خاضعة للمساومة.
ورغم هذه العراقيل، يحتفظ مجلس الأمن بوظائف مهمّة ضمن استراتيجية سورية القانونية بعيدة المدى، فالبيانات الرئاسية والتصريحات الصحافية، وإن كانت غير ملزمة، تشكّل توثيقاً رسمياً في سجلات الأمم المتحدة يمكن الاستناد إليه مستقبلاً. كما تفرض مناقشات المجلس على الدول الأعضاء الإفصاح عن مواقفها القانونية، ما قد يحدّ من قدرتها على المناورة لاحقاً، أو ينشئ سوابق يمكن استخدامها في محافل أخرى. والأهم أن عجز المجلس المستمر عن التصدّي لانتهاكات واضحة للسيادة والقانون الدولي يعزّز الدعوات إلى إصلاحه أو استحداث آليات بديلة، ما يُساهم في الدفع نحو تطوير الهيكل المؤسّسي الدولي على المدى الطويل.
من جهة أخرى، تتيح محكمة العدل الدولية مساراً قانونياً أكثر صرامة، وإن كان مشروطاً ومقيداً من الناحية الإجرائية. فالمسار القضائي المباشر يتطلب موافقة جميع الأطراف المعنية، وهي موافقة يُستبعد أن تُقدّمها إسرائيل أو إيران. مع ذلك، تبقى هناك مسارات بديلة. يمكن لسورية، عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، طلب رأي استشاري من المحكمة بشأن الآثار القانونية للانتهاكات المتكررة لسيادتها، والالتزامات المترتبة على الدول الثالثة في هذا السياق. كما تُوفر المادة 84 من اتفاقية شيكاغو مدخلاً آخر، يسمح بإحالة النزاعات المرتبطة بالطيران المدني إلى المحكمة، وهو ما قد يساهم في ترسيخ سوابق قانونية تتعلق باستخدام المجال الجوي المحايد لأغراض عسكرية.


ينشأ عن تفاعل سورية مع المنتديات المؤسسية المتعددة ما يُعرف في الأدبيات القانونية بـ"تعقيد النظام"، وهو مفهوم يُشير إلى تداخل الصلاحيات والآليات القانونية المختلفة


ورغم أن الآراء الاستشارية للمحكمة ليست ملزمة قانوناً، فإن لها تأثيراً بالغاً في تطوير القانون الدولي وتوجيه سلوك الدول. ويمكن لرأي استشاري يصدر عن المحكمة بشأن تعطيل القدرات الدفاعية لدولة ما، أو الانتهاكات الممنهجة لسيادتها، أن يسد فجوات قانونية مهمة، ويوفر دعماً قانونياً للمطالب السورية. كما أن ما تتمتع به المحكمة من قدرة على تقصي الحقائق والتحليل القانوني يُضفي على السجل السوري مصداقية كبيرة، ويخدم جهود المناصرة الفورية والمساعي القضائية بعيدة الأمد.
إلى جانب ذلك، يُوفّر تنوع الوكالات الدولية المتخصصة منابر إضافية، وإن كانت تفتقر في الغالب إلى صلاحيات تنفيذية مباشرة. فمجلس منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) يملك ولاية إلزامية للنظر في النزاعات الناشئة بموجب اتفاقية شيكاغو، ما يمنح سورية وسيلة للطعن في الانتهاكات المتكررة لمجالها الجوي دون حاجة لموافقة مسبقة من الدول المُنتهكة. وتكتسب قرارات المنظمة وزناً خاصاً بسبب علاقاتها بقطاع الطيران المدني وتأثيرها على أسواق التأمين، وهو ما قد يُنتج تكاليف اقتصادية غير مباشرة للدول المُخالِفة، عبر رفع تقييمات المخاطر وتقليص نطاق العمليات الجوية.
ينشأ عن تفاعل سورية مع المنتديات المؤسسية المتعددة ما يُعرف في الأدبيات القانونية بـ"تعقيد النظام"، وهو مفهوم يُشير إلى تداخل الصلاحيات والآليات القانونية المختلفة التي توفر نقاط ضغط متزامنة ومتعددة للمساءلة. وتُعد هذه الاستراتيجية متعددة المنابر وسيلة جزئية لتعويض محدودية فعالية أي مؤسسة منفردة، كما تُراكم الضغط المؤسسي المتزايد نحو تحقيق شكل من أشكال المساءلة.
في مقابل هذا التنوع المؤسسي، تكشف محدودية المسارات المتاحة عن أزمات هيكلية أعمق تعاني منها آليات إنفاذ القانون الدولي. فغياب الاختصاص القضائي الإلزامي، والهيمنة السياسية على قرارات التنفيذ، وافتقار النظام الدولي إلى آليات ناجعة لمعالجة اختلالات ميزان القوة، جميعها مظاهر تتجلى بوضوح في كفاح سورية لنيل التعويضات. ومع ذلك، لا ينبغي لهذه القيود أن تُخفي الدور المهم الذي تؤديه المؤسسات الدولية في التوثيق ووضع المعايير وخلق تكاليف سياسية. فحتى عندما تعجز هذه المؤسسات عن تقديم حلول فورية، فإنها تساهم في ترسيخ معايير قانونية، وتوليد آثار سياسية تترك بصماتها على سلوك الدول بمرور الوقت.




## نزعات هوياتيّة حائرة... سورية البدايات نموذجاً
05 August 2025 06:10 AM UTC+00

في نهاية القرن التاسع عشر، ومع حالة الضعف والترهل في السلطنة العثمانية والتدخلات الأجنبية في العالم العربي، بدأت الأقليات الدينية تجد في الغرب ملاذاً آمناً وأملاً سياسياً فيها لتقوية وجودها طائفةً دينيةً ـ سياسيةً.
وصف محمد كرد علي ـ في كتابه "خطط الشام" ـ سلوك الأقليات السياسي في تلك المرحلة وصفاً معبّراً: "أمست دور القناصل محاكمَ دائمةً للنظر في قضايا من علّقوا آمالهم على الدولة التي تمثلها تلك الدار، وغدا قنصل روسيا مسيطراً على مسائل الروم الأرثوذكس، وقنصل فرنسا الحاكمَ المتحكّمَ في قضايا البابويين، وقنصل بريطانيا مهيمناً على البروتستانت والدروز. وغدا أهل كلّ نحلةٍ يجعلون من الدولة التي يمتون إليها معقدَ آمالهم، يدعون في أن يُقرّب أيام حكمها مباشرةً عليهم. ونزل كثيرٌ من الطوائف عن مشخصاتهم، فأصبحوا عرباً بالدم، متفرنجين بالتربية والعادات، يحتقرون ما كان عليه أجدادهم، ويغالون في اقتباس ما عند غيرهم.


 تلاقت أهداف الأقليات بالمصالح الفرنسية في عدم نشوء قومية عربية من شأنها أن تكون عاملاً موحّداً لسورية الطبيعية


مع انسحاب الجيوش العثمانية من سورية، ودخول الأمير فيصل بن الحسين دمشق عام 1918، وفي ظل الحضور البريطاني ـ الفرنسي، انتقلت الأقليات من مرحلة تعزيز وجودها أمام السلطة العثمانية إلى محاولة إنشاء كيان سياسي مستقل في حالتي العلويين والدروز، والرغبة في حكم فرنسي على سورية في حالة المسيحيين.
بحكم حالة الانعزال التاريخي على المستوى الاجتماعي والسياسي التي عاشتها الأقليات الدينية قبل الحكم العثماني وفي أثنائه، وجدت الطائفتان العلوية والدرزية أن ظروف الانتداب الفرنسي تشكّل فرصةً تاريخيةً استثنائيةً لتحقيق آمالهم على المستوى السياسي، باعتباره المكوّن الرئيس لنشوء كينونةٍ سياسيةٍ جمعيةٍ موحّدةٍ ومتمايزةٍ هوياتياً.
تلاقت أهداف الأقليات بالمصالح الفرنسية في عدم نشوء قومية عربية من شأنها أن تكون عاملاً موحّداً لسورية الطبيعية، وقوةً تستطيع مجابهة الانتداب... في حالة العلويين، قدّم وجهاء منهم الدعم المادي والمعنوي للفرنسيين، وهو ما عبّر عنه المندوب الفرنسي السامي في سورية ولبنان الجنرال هنري غورو عام 1919، في رسالةٍ سرّيةٍ أرسلها إلى رئيس الحكومة الفرنسية ووزير الخارجية، يعرض فيها الموقف الذي يجب اتخاذه من حكومة الأمير فيصل، قال فيها: "أفيدكم بهذا الصدد أن النصيريين الذين يستيقظ حسّهم الإقليمي ـ الذاتي، منذ أن لم يعد هناك الأتراك لتذويبهم مع المسلمين، ساعدوني كثيراً في قمع الفتنة التي أثارها الشريف بمنطقة تلكلخ، إذ تلقيت برقيةً تفيدني بأن 73 زعيماً نصيرياً، يتحدثون باسم جميع القبائل، يطالبون بإنشاء اتحاد نصيري مستقل تحت حمايتنا، وكما هو حاصل بالنسبة إلى حوران".
في 16 سبتمبر/ أيلول  1920، أصدر الجنرال غورو قراراً للتنظيم المؤقت لأراضي العلويين المستقلة استقلالاً إدارياً، تتكوّن من متصرفية اللاذقية ومدينة اللاذقية ومتصرفية طرطوس. وبعد ثلاث سنوات من إعلان الانتداب الفرنسي إنشاء اتحاد الدول السورية (دولة دمشق، دولة حلب، دولة العلويين)، وإثر خلافٍ بين مندوبي دولة العلويين في مجلس الاتحاد السوري وبين الأعضاء الآخرين، بعث رؤساء الطوائف العلوية عام 1923 إلى نوابهم في مجلس الاتحاد السوري برقيةً يُعربون فيها عن رفضهم أي قرارٍ يُنافي استقلالهم الكامل، ورفض كل قرارٍ يُنافي استقلال العلويين عن الدولة السورية.
لكن، منذ عام 1926، بدأت تظهر ملامح موقف فرنسي يتجه نحو دمج دولتي العلويين والدروز مع دولتي حلب ودمشق ضمن دولةٍ واحدة، مع الحفاظ على المصالح الخاصة للعلويين والدروز. وفي 1936، ومع تبلور الموقف الفرنسي هذا، كتب إبراهيم كنج مذكرةً ضمّت أسماء علوية، تؤكد خوف العلويين من اضطهاد السنة لهم، وربما قتلهم في حال استقلال سورية.


حمل سلطان باشا الأطرش الرجال على قتال الفرنسيين، وسرعان ما اندلعت المعركة الأولى في قرية الكفر، قُتل فيها جنود فرنسيون


وافقت عائلات علوية على هذه المذكرة، فيما رفضتها عائلات أخرى أكدت انتماء الطائفة للإسلام، والوحدة الوطنية السورية. ونشأ بين العلويين حزبٌ اسمه حزب الوحدة، دعا إلى الوحدة السورية، وانحازت إليه شخصياتٌ علويةٌ بارزة، مثل: الشيخ صالح العلي، جابر عباس، الشيخ صالح ناصر الحكيم، الشيخ محمد علي سلمان، الشيخ أحمد ديب الخير، الشيخ إسماعيل يونس، الشيخ محسن حرفوش.
في حالة الدروز، وقف وادي التيم والإقليم وحوران، جنوبي سورية، إلى جانب حكومة فيصل العربية، ودعموها بقوة، رافضين تقسيم سورية. لكن عوامل عديدة غيّرت من موقفهم السياسي هذا، منها اتفاق فيصل مع رئيس الحكومة الفرنسية جورج كليمنصو، ونصيحة المعتمد البريطاني للدروز بقبول الانتداب الفرنسي للحصول على استقلالٍ ذاتي، وإلا ضُمّوا إلى لبنان.
عام 1920، كان الدروز منقسمين إلى قسمين: الأول بزعامة الأمير سليم الأطرش ومصطفى بك نجم الأطرش، وهو تيارٌ طالب بحكمٍ ذاتيٍ للدروز تحت إشرافٍ فرنسي، وطالب الثاني بزعامة طلال باشا عامر باستعمارٍ فرنسيٍ مباشر، لا الاكتفاء بالإشراف. لكن التيار الأخير لم يلقَ قبولاً عند الأغلبية الدرزية التي فضّلت استقلالاً ذاتياً، وهو ما تم فعلاً، فعند دخول الفرنسيين سورية، نال الدروز استقلالهم عام 1921.
يروي عبد الرحمن الشهبندر في مذكراته تفاصيل ثورة الدروز ضد الحاكم الفرنسي كاربيه، فيقول: "في اليوم الأول من عيد الأضحى، 21 يوليو عام 1925، تظاهر الدروز في السويداء منددين ورافعين شعار: 'فليسقط كاربيه الظالم، وليحيا رينو العادل'. فردّ جنود كاربيه بالعنف، فما كان من المتظاهرين إلا الردّ عليهم بالحجارة، ما دفع الجنود للهرب"... أرسلت المفوضية الفرنسية آخر أيام العيد قائداً عسكرياً لاستلام مقاليد الحكم في جبل الدروز من القائد أنطوان رينو، باعتباره هو المسبّب لهذه الاضطرابات. ثم طلب القائد الجديد من أعيان الجبل أن يذهبوا إلى الجنرال ساراي لأنه يريد مقابلتهم، وما إن وصل الأمير حميد الأطرش وعبد الغفار باشا ونسيب بك إلى دمشق، حتى أُلقي القبض عليهم ونُفوا إلى دير الزور.
علم سلطان باشا بالأمر، فأخذ ينتقل بين القرى لحمل الرجال على قتال الفرنسيين، وسرعان ما اندلعت المعركة الأولى في قرية الكفر، قُتل فيها الجنود الفرنسيون، ثم توسعت المعركة لتشمل أهل المقرن الغربي من نجران وعاهرة وقرى أخرى، نجح رجالها بالانقضاض على مؤخرة الجيش الفرنسي فقتلوهم... وينهي الشهبندر روايته بالقول: "أخطأ الدروز فلم يواصلوا الزحف إلى الشام بعدما أفنوا حملة ميشو، فأضاعوا فرصةً ثمينة، ولم نكن نحن في الشام على استعدادٍ لجني ثمار هذا الانتصار". 
في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 1918، دخلت الجيوش العربية دمشق، ثم دخلها الأمير فيصل بن الحسين بعد يومين. ومع هذه الحكومة، الأولى عربياً، بدأت الولادة السياسية لسورية، وبدأ معها مناخ الحريات السياسية. بعد تشكيل الحكومة، أُسّس مجلسٌ منتخبٌ لوضع دستورٍ للبلاد، سُمّي "المؤتمر السوري". أكّدت المادة العاشرة فيه أن كل فردٍ سوري مواطن، بغضّ النظر عن أي تحديدٍ ديني أو لغوي أو قومي، وأن الجميع، بحسب المادة الحادية عشرة، متساوون أمام القانون في الحقوق والواجبات. وبعد شهرين من هزيمة الجيش العربي في معركة ميسلون قرب دمشق عام 1920، قسّم الانتداب الفرنسي سورية إلى خمسة كياناتٍ سياسيةٍ منفصلة: دولة حلب، إقليم علوي، دولة دمشق، إدارة ذاتية لجبل الدروز، ولبنان الكبير. وبسبب الرفض الشعبي لهذا التقسيم، عمد الانتداب في 1922 إلى تأسيس اتحادٍ سوري، ضمّ دولتَي دمشق وحلب والإقليم العلوي، في حين احتفظ الدروز في الجنوب باستقلالٍ ذاتي. في 1928، أُجريت الانتخابات البرلمانية، واستمرّت حتى وصول حزب البعث إلى السلطة عام 1963. وخلال هذه الفترة، شكّلت الأحزاب السياسية خليطاً واسعاً ومتناقضاً من الأيديولوجيات، فيما غلبت المصالح المناطقية (الريف والمدينة) والطائفية على الحياة السياسية والاقتصادية، فنشأت أوليغارشية سُنية إقطاعية فرضت هيمنتها على الريف والأقليات.


بعيد سقوط الأسد، سيطر تيارٌ سُنيٌّ راديكالي على "الدولة". وكما هو الحال مع أي سلطةٍ في العالم، يسعى الحكّام إلى الحفاظ على وحدة أراضي الدولة ومنع أي انشقاقاتٍ إقليمية


وقد أحدث هذا التباين الحاد بين التصورات الجغرافية المأمول تحقيقها والواقع الجغرافي القائم خللاً على مستوى الهوية، وحال دون نشوء وعيٍ وطني يمهّد لنشوء هويةٍ وطنيةٍ بحدود سورية الواقعية... وهكذا، كانت الأحزاب السياسية في سورية آنذاك تداخلاً طبقيٍّاً أيديولوجيّاً يقوّي أحدهما الآخر، وتزداد قوته الداخلية بنفيه الآخر. ففي العقد الأول بعد الاستقلال، كانت سطوة المدينة على الريف واضحة، وفي مرحلة "البعث"، هيمن الريف على المدينة. وكانت النتيجة غياب العلاقة التكاملية بينهما، ما أفقد الريف هويته، في الوقت الذي فقدت فيه المدينة هويتها بفعل الهجرات الريفية الكبيرة إليها أولاً، وبفعل سياسات الأسد ثانياً.
مع حافظ الأسد، نشأ حكمٌ ديكتاتوريٌّ صلب، جعل من الاستحالة بمكان نشوء أي تفكيرٍ هويّاتيٍّ سياسيٍّ على مستوى الجماعات. لكن، بالمقابل، ولأغراض السلطة، تلاعب الأسد بالهُويات الدينية، فمنح الأقليات ثقةً بحقوقهم وحرياتهم باعتبارهم جماعاتٍ هُوياتية. ولذلك، آثرت الأقليات التنازل عن آمالها السياسية مقابل الاحتفاظ بحرياتها وحقوقها الاجتماعية والدينية. وبسبب غياب دولة المواطنة وغياب مشاركة الأفراد في الحياة السياسية، انعدم الحسّ والوعي السياسيان لدى السوريين، فيما بقي الحسّ واللاشعور الطائفي كامنين في الوجدان لدى جميع المكونات السورية بلا استثناء.
ظهر ذلك مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، حين وقفت الأقليات بين دعم نظام الأسد والحياد السلبي، فحطّمت بذلك أملاً سياسياً على صخرة التفكير الأقلوي الضيّق، كما فعلت الطبقة الرأسمالية السُنية المتحالفة مع نظام الأسد.
بعيد سقوط الأسد، سيطر تيارٌ سُنيٌّ راديكالي على "الدولة". وكما هو الحال مع أي سلطةٍ في العالم، يسعى الحكّام إلى الحفاظ على وحدة أراضي الدولة ومنع أي انشقاقاتٍ إقليمية، والحفاظ على سلطتهم وإدامتها، وهو ما قام به الأسدان، ويقوم به الرئيس أحمد الشرع حالياً. لكن الفارق المهم أن الأسد الأب استخدم الطائفة العلوية عصبيةً فقط لخدمة السلطة، لا لخدمة الطائفة، واستغلّ الأقليات لخدمة نظامه لا لخدمتها. أي أن المعيار الحاكم هنا كان السلطة وأغراضها فقط. وفي حالة الشرع وجماعته وجمهورٍ كبيرٍ من السُنة، اختلف الوضع؛ فالأمر يتعلق بما يعتبرونه تصحيحاً للتاريخ السياسي، بعودة سلطة "مُفتقدة" منذ عقود إلى أصحابها (الأكثرية غير الديمقراطية)، مع تأمين حياةٍ طبيعيةٍ للأقليات ضمن "دولة" تسعى إلى تحقيق الرفاه الاقتصادي، وسيادة القانون، والحريات الدينية والاجتماعية، وفق أيديولوجيا "الدولة" الجديدة. وهذه إحدى مفارقات التاريخ ومكره، حيث يتشابه نظام الشرع مع نظام الأسد: كلٌّ منهما يعتبر السلطة ملكاً له، وما الانتخابات التي سيُعمل بها مستقبلاً، وتلك السابقة في عهد الأسد، إلا مظاهر خادعة؛ ففي الحالتين تستحيل الانتخابات إلى أداةٍ للهيمنة.
ومع ذلك، وللإنصاف، قد يشكّل النظام الانتخابي الذي سيُعمل به في سورية، على ما فيه من عيوب، نواةً مستقبليةً للبناء عليه، إذا ما نشأت قوى سياسية وطنية من كل مكوّنات المجتمع السوري، تتجاوز العلاقات العمودية، بما يمكّنها من تشكيل أكثريةٍ سياسيةٍ قادرةٍ على صنع الفرق.
وحتى ذلك التاريخ المرجو، فإن الواقع السياسي الحالي في سورية تحكمه نزعاتٌ هُوياتية لدى مختلف الطوائف، مع التأكيد على عدم التساوي في المسؤولية التاريخية؛ فالأكثرية الهُوياتية الحاكمة اليوم لديها مسؤولياتٌ أكبر، فهي مطالبةٌ بتأسيس منظومةٍ سياسيةٍ وطنية، تتحوّل فيها الأقليات والأكثريات من المستوى الهُويّاتي إلى المستوى السياسي الوطني، وهذا يبدو صعباً في ظل السلطة القائمة. وإذا استمر الوضع السياسي في سورية على ما هو عليه، فلا يُستبعد أن تظهر شخصياتٌ مشابهةٌ لحكمت الهجري، الذي وجد إسرائيل أقرب له من دمشق.




## أيام النفي بعد أيام المنفى
05 August 2025 06:12 AM UTC+00

هي أيام سمتُها النفي، وهو غير المنفى. إذ سرعان ما انزلقت الحكومة السورية إلى منحدر لا قرار له، ودخلت دوامة "الـ "لاصحةً"، ونفي ما يقال عنها طوال اليوم. وصار معظم خيط التواصل بينها وبين الجهور يبدأ بهذه الكلمة الكارثية. 
فعلى مدار الساعة تقع حوادث، تنتشر أخبار، بعضها صحيح، وبعضها مزيّف، وبعضها صحيح يتم تضخيمه، ثم يبدأ الناس بالتناقل السريع لها، والتعليق المتصاعد عليها. يثور الرأي العام، يبدي حماساً شديداً للتفاعل مع أي حدثٍ عام، أو مع أي ترند، وكل حدث قابل ليصبح ترند. 
يقتل شاب في قسم للأمن، تسلّم جثّته لعائلته وعليها آثار تعذيب، يثور الرأي العام. يعتقل شاب آخر أمام كاميرا بطريقة تشبه أيام النظام البائد، يثور الرأي العام نفسه، تتكرّر حوادث قتل وإهانة وخطف في الساحل وفي مناطق متفرّقة. تنشر وكالة أنباء عالمية تحقيقاً عن طريقة إدارة الاقتصاد في المرحلة الانتقالية، فيه إشارات واضحة إلى شبهات فساد أو فوضى على الأقل. ترتفع المخاوف في السويداء من تجدّد الغزوة العشائرية عليها. تُعتقل صحافية شابة، يطلق سراحها، تصدر بحقها مذكرة اعتقال جديدة. ... وهكذا تتتالى الأحداث كبيرها وصغيرها، ويتفاعل الرأي العام معها بحماسة وهيجان نادرين. 
يحاول أولاً بعض المتحمسين الذين نذروا أنفسهم ليغووا إذا ما غوت غزية، و"يجاكروا" إذا ما رشدت غزية. يبرّرون، يلفقون، يشتمون، يهدّدون، وبالنتيجة يزيدون الطين بلّة، فتشعر الجهة الحكومية المعنية بأن عليها أن تفعل شيئاً لتطويق الأضرار. فتصدر بياناً، أو تخرج ناطقاً باسمها. وعادة ما يبدأ كلماته بالقول: لا صحة للأنباء التي.. وحتى لو لم يقلها حرفياً فهو يقول معناها بطريقة أو بأخرى. 
وهكذا يكاد كل ما تقوله السلطة يصبح نفياً لما يقال عنها، دفاعاً يائساً عن اتهامات توجه لها، ولمن يتصرفون باسمها، أو وعوداً لأشياء ومشاريع لن تحصل. 
سريعاً تطور الأمر ليصل إلى رد وزير الخارجية على سؤال في مؤتمر صحافي، أخذ مفردات السؤال بحرفيتها ليرد عليها بالـ"لا صحة" المعتادة، وبالطريقة المباشرة، لتخرج منه العبارة: لا نية لدينا لإبادة الدروز في السويداء. 
ولا أظنها جملة يمكن التعليق عليها، إلا إن كان الإنسان فرويدياً، ويريد تطبيق أدوات تحليله على عبارة قالها "سياسي". ولكنها دليل شديد الوضوح على ما يمكن أن تصل "اللاصحة" إليه. فهي منزلقٌ لم يسبق لأحد أن نجا منه، أو نجح في إيقافه، إلا بتقنية أسوأ منه، وبنتائج أكثر كارثية، وهي تقنية التجاهل، والتوقف حتى عن النفي. وهي عادة ما تجعل الأمور أكثر فداحةً. فالطريقة الصحيحة للخروج من هذا المأزق أن تعطي الناس شيئاً إيجابياً يتحدّثون عنه. وفي هذه الحالة، لا تنفع الوعود أيضاً، فهي ستفقد تأثيرها بعد وعدين أو ثلاثة. فكم سيحتاج الناس من الوقت ليعرفوا أن الشركة التي ستستثمر مليارات الدولارات في تحسين الكهرباء، لم ترسل دولارين؟ وأن المعامل الضخمة لم تقلع، والمدن لم تبن، والشهداء لم يعودوا، والمفقودين لم يظهروا، ومدينة السينما كانت فيلماً، ومنشآت إعمار الجبل صارت كشكاً؟ 
ما الحل إذاً؟... واقعياً، لا حل سوى تحسين طريقة النفي، والبحث عن إنجاز حقيقي ينقل السلطة من خانة الدفاع إلى خانة الهجوم، وإلا فسيكتشف أهل السلطة قريباً أن أيام المنفى كانت أهون عليهم بكثير من أيام النفي.




## المغيّبون السوريون... قضية إنسانية لا سياسية
05 August 2025 06:15 AM UTC+00

لم تظهر سيرة المفقودين والمغيبين قسراً بعد سقوط نظام بشّار الأسد، إنما هذه القضية السورية بدأت مع وصول البعث إلى الحكم. لكن لأول مرة في تاريخ سورية تشكل الهيئة الوطنية للمفقودين، وفريقها الاستشاري الذي بدأ العمل من العاصمة  دمشق، حيث أجرت عدداً من اللقاءات مع أهالي المفقودين ودعت منظماتٍ عديدة ذات الشأن إلى اللقاء والاستفادة من البيانات المتوفرة لدى جميع هذه المنظمات، نحو إطلاق مشروع أكبر بالاستعانة بالمنظمات الدولية لتتقدم في إنصاف أهالي المغيبين والمفقودين.
وعممت اللجنة بالتعاون مع ممثلي عدد من الوزارات، وروابط الضحايا والمجتمع المدني، أرقام هواتف من أجل التواصل مع اللجنة سواء في ما يخص الأطفال المفقودين والكبار المغيبين القسريين والمفقودين.


استمرّت المحكمة في أحكامها القرقوشية بعد استلام الديكتاتور الصغير، وأعادت الحكم على المناضل رياض الترك، والراحل أكسم نعيسة، وعضوي مجلس الشعب رياض سيف ومأمون الحمصي وغيرهم


يعود موضوع المغيبين قسراً إلى حملات الاعتقالات التي كان يقوم بها نظام الأسد الأب حيث غاب المناضل رياض الترك أكثر من 18 عاماً في فرع التحقيق العسكري 248، واستمر التغييب القسري في ظل توحش الأجهزة الأمنية في عمليات التعذيب التي كانت تقوم بها، إذ استخدمت هذه الأجهزة الرصاص من أجل اعتقال العديد من عناصر الأحزاب السياسية، ففي حملة اعتقالات 1986، أصيب الكاتب والصحافي الفلسطيني جمال ربيع في طلق ناري في فخذه، وأصيب أيضاً كريم عكاري، وفي حملة اعتقالات 1987، أصيب علي رحمون في مدينة اللاذقية.
 وكان قد اختفى في ظروف التحقيق في فرع فلسطين مضر الجندي، ولم يظهر بعد، ولم تعترف الأجهزة الأمنية بوفاته تحت التعذيب، رغم أن عديدين من رفاقه قد شاهدوه في بداية التحقيق معه من أجل التثبت من شخصيته بسبب وجود هوية مزورة معه.
هذه الأجواء عاشها كثيرون من الذين اعتقلوا في الحملات التي شنّتها الأجهزة الأمنية لتصفية حزب العمل الشيوعي، في حلب، حمص، اللاذقية، ودمشق، لكن هذه الأجواء غادرت سورية والعمل السياسي مؤقتاً ما يقارب عقداً في ظل الدكتاتور الابن حيث أصبح هناك بعض القوانين الناظمة في بداية القرن الحادي والعشرين، فالاعتقالات استمرّت بدون قرار قضائي، لكن المعتقلين أصبحوا يُحالون إلى القضاء المدني ومحكمة أمن الدولة العليا، وتصدر المحاكم بحقهم أحكاماً مثلما حصل في بداية عقد التسعينيات إذ أحال النظام كل السجناء السياسيين إلى محكمة أمن الدولة سيئة الصيت والسمعة برئاسة القاضي فايز النوري، الذي كان يصدر الأحكام برعاية الأجهزة الأمنية حسب الجهة الأمنية التي اعتقلت السجين المقدم للمحكمة.
واستمرت هذه المحكمة في أحكامها القرقوشية بعد استلام الديكتاتور الصغير، وأعادت الحكم على المناضل رياض الترك، والراحل أكسم نعيسة، وعضوي مجلس الشعب رياض سيف ومأمون الحمصي، وأنور البني، والراحل ميشيل كيلو، ومحمود عيسى والعديد من الشخصيات السورية المعارضة.
ومع اندلاع الثورة السورية في 2011، عادت السلطة لعادتها القديمة في إخفاء الثوار والمناضلين والمناضلات في صفوف الثورة والحراك الميداني، وأحزاب المعارضة الكلاسيكية وتجمعاتها، ولعل أبرزهم مغيبي هيئة التنسيق الوطنية عند عودتهم من زيارة للصين، إذ أنقسم الوفد على سيارتين في الأول (المنسق العام لهيئة التنسيق حسن عبد العظيم، والمحامي محمود مرعي)، والسيارة الثانية فيها (عبد العزيز الخيّر، والمهندس إياس عياش)، والشاب ماهر الطحان. 
ومنذ اختفاء الثلاثة وسيارتهم نفت خارجية نظام بشّار الأسد وجودهم لدى الأجهزة، علماً أن الخيّر كان قد أمضى في سجون النظام المنهار أكثر من 16 عاماً. وعند الإفراج عنه في عام 2005، عاد للعمل السياسي في صفوف المعارضة الديمقراطية السورية منها "التجمع الوطني الديمقراطي، وتجمع اليسار الماركسي، حزب العمل الشيوعي". ويضاف إليهم الناشط الحقوقي والمحامي خليل معتوق، والسياسي فائق المير، والسياسي الفلسطيني علي الشهابي، والقاضي رجاء الناصر، ورغم كل الحملات والمطالبات التي قامت بها هيئة التنسيق الوطنية عبر مطالبة مبعوثي الأمم المتحدة إلى سورية كوفي عنان وستيفاني دي مستورا، إلى غير بيدرسون، خلال جولات المفاوضات مع جنيف ومطالبة الدول الراعية الضغط على النظام من أجل إطلاق سراحهم. ومن خلال اللقاءات المباشرة التي جرت في مكتب المبعوث الأممي في دمشق أو في لقاءاتهم في مكتب الهيئة في دمشق، أو من خلال مطالبات ووقفات هيئة التفاوض في جنيف بمقر الأمم المتحدة وإلى جانبها عدد من منظمات حقوق الإنسان السوري.
ولعبت المناضلة فدوى محمود (أم ماهر الطحان، وزوجة عبد العزيز الخير) دوراً كبيراً في المطالبة عن كشف مصيرهم إلى جانب عدد كبير من الأهالي والمعتقلين سابقاً في أقبية النظام السوري المنهار، حتى أنها مع مجموعة من الأهالي الذين شكلوا رابطة أهالي الضحايا والمغيبين قسراً، بالإضافة إلى أنها مع الأهالي والمنظمات الحقوقية شكلوا "ميثاق الحقيقة والعدالة" التي لجأت إلى الهيئة العامة للأمم المتحدة بمساندة من الدول الداعمة لتشكيل آلية مستقلة للكشف عن مصير المغيبين والمختفين قسراً، وهم في هذه المرحلة يعملون من دمشق مع وجود مكتب خاص بهم.
وقدمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً جاء فيه أن هناك 96 ألفاً من المغيبين قسراً قبل سقوط النظام، وبعد السقوط قالت الشبكة إن هناك 250 ألف معتقل صفوا في سجون النظام البائد.


قضية المفقودين والمغيبين قسراً حيوية وحساسة وذات مواصفات إنسانية وحقوقية خاصة تمس المغيبين والمفقودين ذاتهم من الزاوية الإنسانية الأخلاقية


ومن بين الشخصيات الفنية - السياسية التي غيبها النظام المنهار المخرج المسرحي زكي كورديللو ونجله مهيار، وشقيق زوجته عادل البرازي، وصديقه إسماعيل حمودة، إذ كان قد اعتقلهم في 11 آب من العام 2012، والمغيب كورديللو فنان خريج المعهد العالي للفنون المسرحية في عام 1984، وكان مهيار يدرس في المعهد في قسم التقنيات أيضاً. والمسرحي كورديلو عمل في مديرية المسارح والموسيقى في المسرح القومي لسنوات طويلة، قدم خلالها أكثر من 20 عملاً مسرحياً، قبل أن يقرّر الانتقال إلى مهنة الإخراج المسرحي للأعمال المخصصة للأطفال، ويعد كورديللو الوريث الشرعي لمسرح خيال الظل في سورية، وذلك بعد وفاة آخر المخايلين عبد الرزاق الذهبي. وعرفه الجمهور العربي في المسلسلات الدرامية التي اشتهرت مثل "شجرة النارنج" و"دموع الأصايل" و"الحور العين"و "شام شريف".
وهناك مغيبون آخرون عند الفصائل المسلحة وأشهرهم عند جيش الإسلام الذي غيبهم في دوما: الأربعة (رزان زيتونة، وسميرة خليل، ووائل حمادة، وناظم حماد)، والمحامية رزان زيتونة كانت قد شاركت في ربيع دمشق مطلع الألفية الجديدة في حراك المنتديات، وشاركت في الدفاع عن معتقلين إبّان ربيع دمشق، وكتبت أكثر من دراسة قانونية وحقوقية عن حقوق الإنسان في سورية. وكانت معها في مقر توثيق الانتهاكات في دوما المناضلة سميرة خليل التي أمضت ما يقارب أربع سنوات في سجون الديكتاتور الأب من مدينة حمص إلى فرع فلسطين في دمشق إلى سجن النساء في دوما، وصدر لها "يوميات حصار دوما" الذي جمعه وحرره ياسين الحاج صالح، الذي كتب فيه أحداث ووقائع الحصار ومجزرة الكيميائي (أغسطس/ آب 2013 في الغوطة)، وما جرى مع الناس في تلك المناطق البعيدة عن العالم كلياً وكأنها خارج المدار الكوني.
إن قضية المفقودين والمغيبين قسراً حيوية وحساسة وذات مواصفات إنسانية وحقوقية خاصة تمس المغيبين والمفقودين ذاتهم من الزاوية الإنسانية الأخلاقية التي تجعل من احترام إنسانية الإنسان جزءاً يومياً من الحياة العامة والخاصة، فمن حق المغيبين والمفقودين قبوراً خاصة بكل شخصية منهم وانتشالهم من المقابر الجماعية التي وضعهم بها النظام البائد.
وهو ذاته حق إنساني خاص بذوي المفقودين والمغيبين لكي يعرفوا مصير أبنائهم وأحبائهم، ويضعوهم في مدافن رسمية خاصة بكل واحد منهم. ومن حق المجتمع السوري أن يرى منفذي هذه الجرائم في محاكم محلية أو دولية خاص بالشأن السوري، ويطلع على اعترافاتهم.
ستبقى قضية المفقودين والمغيبين قسراً حية وغير قابلة للتأجيل، ما دام أهالي الضحايا لم يصلوا إلى حل إنساني عادل وواضح يعطيهم حرية الادعاء والمحاكمة والمصالحة والمسامحة بعد سماع أقوال الفاعلين الحقيقيين.




## المغيّبون المنسيّون... "أبو صامد" المناضل والأب نموذجاً
05 August 2025 06:16 AM UTC+00

في مقهى "ليلى" في حارات دمشق القديمة اجتمع عشراتٌ من الناشطين وأهالي المغيبين وناشطي مدينة مصياف تلبية لدعوة عائلة وأصدقاء المناضل علي مصطفى (أبو صامد) في الذكرى الثانية عشرة لاختفائه قسراً بعد اعتقاله من قبل نظام الأسد في 2 يوليو/ تموز عام 2013. مرّ 12 عاماً على تغييب أبو صامد، واليوم ولأول مرة منذ تغييبه تستطيع العائلة والأصدقاء التجمع لتذكره والمطالبة بالحقيقة في سورية.
دعت كلٌ من ابنتيه وفا وسنا مصطفى إلى التجمع في ذكرى غياب والدهما وتذكيراً بآلافٍ لا يزالون مغيبين. وركّزت الدعوة على التذكير والمطالبة وحق الجميع في معرفة الحقيقة والمحاسبة باعتبار ذلك خطوة من خطوات العدالة الانتقالية المنتظرة في سورية بعد التحرير، إذ جاء في نص الدعوة "نرحب بالجميع لنحكي عن أبو صامد، وعن آلاف المغيبين، ونسترد ولو جزءاً من كرامتنا الجماعية بالتذكّر، بعد كلّ سنين النسيان والصمت الذي فرض علينا".


كتب أبو صامد عبارات على جدران فرع الأمن العسكري في دمشق (الفرع 215)، وهي عبارات تعرضت للطمس بعد توثيقها


دام اللقاء قرابة ساعتين، حيث أتيحت مساحة لأفراد عائلة أبو صامد لتذكره والحديث عنه لمعارفه وأصدقائه ورفاق النضال باستعادة ذاكرتهم المسلوبة والمحتجزة لسنوات طويلة، كذلك أتيحت مساحة لأهالي المغيبين لاستحضار ذاكرة الغياب واسترجاع صور المختفين عبر مشاركة قصصهم.
عبرت ابنتا أبو صامد كلّ من وفا وسنا عن مشاعرهما تجاه تغييب الأب وأثر الغياب على حياة كلّ منهما، وكيفية تعامل كلّ واحدة منهما مع فجوة الاختفاء القاسية، كذلك تحدثتا عن اختلاف طبيعة علاقة كل واحدة منهما بأبي صامد الأب، وإلى جانبه تحدثت الزوجة والأم لمياء عن ذكرياتها الأخيرة ما قبل الاعتقال وعن صراعها باعتبارها زوجة مغيب محرومة من حق معرفة الحقيقة حتى هذه اللحظة.
كذلك شارك أصدقاء أبو صامد قصص نضاله في لبنان ونضاله تجاه القضية الفلسطينية وضد الغزو الأميركي للعراق ونشاطه السياسي في سورية وخصوصاً في مدينته مصياف الذي يتحدر منها وشاركها مع رفيق دربه حسام الظفري الذي يشاركه الغياب، وشارك الناشط جمال العمر (مطر إسماعيل) نصاً أهداه لكلّ من أبو صامد وحسام الظفري، وكذلك شاركت المناضلة منذ الثمانينيات ندى الخش موقفها من قضية الاختفاء القسري والعدالة الانتقالية ودعت لاستمرار النضال، محملة على عاتق الجيل الجديد عملية البناء على أسس صحيحة وعدم الوقوع في أخطاء جيل قمعه نظام الأسدين.
قبيل الدعوة شاركت العائلة على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً التقطت بالصدفة أو بالأحرى تم الوصول إليها قبل طمسها، وهي عباراتٌ كتبها أبو صامد على جدران فرع الأمن العسكري في دمشق (الفرع 215)، حيث تقول إحدى الجمل المتروكة "سامحوني"، ذاكراً أسماء فتياته الثلاث بجانب العبارة، ولفتت العائلة إلى خطورة الإجراءات التي اتبعتها الحكومة المؤقتة تجاه ملف المعتقلين، ومنها طمس معالم الجريمة عبر دهن جدران السجون بحجة إعادة التأهيل.
بعد مشاركة الحضور قصصهم ومشاعرهم ومطالبتهم باستمرار النضال، علقت على لوحٍ قماشيٍّ صور متنوعة لأبو صامد، وتوجه الحضور لتعليق صور أحبائهم المختفين وكتابة العبارات عن مشاعرهم ومطالبهم.


في شهور التحرير الأولى امتلأت الساحات بصور المغيبين على جدران الجامع الأموي وفي ساحة المرجة والحجاز، ويوماً بعد يوم تطمس هذه الصور وتغطى بحجة إعادة التأهيل


منذ سقوط النظام السوري السابق واستعادة الناس ملكية الساحات العامة لم تتوقف مطالب ومساعي أهالي المفقودين والناشطين والمؤسسات التي تعنى بقضية المغيبين، فلا يخلو أسبوع من وقفة صامتة أو مظاهرة احتجاجية ومؤتمرات وتجمعات للتذكير بالقضية التي تبدو اليوم شبه منسية، فبعد فتح السجون لا تبدو هناك مساع جدّية للكشف عن مصير قرابة الأربعمائة ألف مختفٍ لم يعرف مصيرهم بعد.
كما قال الناشط جاد حمادة في التجمع، وهو قريب مازن حمادة وأربعة معتقلين آخرين: "لعل الثورة السورية هي أكثر ثورة وثقت بالتاريخ، ولكن لم تحظ بنتيجة لتوثيقها حتى هذه اللحظة، كل الانتهاكات موثقة ولا يزال مصير الآلاف مجهولاً".
يوماً بعد يوم تصبح هذه التجمعات واللقاءات جزءاً من هامش الحياة اليومية المتسارعة في سورية الجديدة، يقف أهالي المغيبين وحدهم وسط الصمت، اكتسبوا حقّ الكلام الذي كان محبوساً على مدى أربعة عشر عاماً ولكنهم يقابلون بالصمت، يغدو الأمل ضعيفاً ويصبح هدف التجمعات، كما تقول والدة أحد المعتقلين: "المطالبة بعدم النسيان"، وكأن حق التذكر محصور فقط ضمن دوائر من تأثروا بالغياب.
في شهور التحرير الأولى امتلأت الساحات بصور المغيبين على جدران الجامع الأموي وفي ساحة المرجة والحجاز، ويوماً بعد يوم تطمس هذه الصور وتغطى بحجة إعادة التأهيل. يحاول بعض الناشطين وسط هذا التجاهل العام للقضية خلق مساحة دائمة للتذكر، مساحة تتيح حق المطالبة الذي لا يجب أن يزول، فأسس البعض تجمع "خيم الحقيقة"، هذه الخيم هي مشروع مستمر هدفه بناء خيمة في كل مناطق سورية تذكر بمعتقلي ومغيبي المنطقة وتكون حاضرة دوماً للتذكر.
حق المطالبة بالحقيقة هو ضرورة اليوم في سورية الجديدة للوصول لعدالة انتقالية، وحق المحاسبة هو حق مشروع، وعليه فإن هذه التجمعات ستستمر حتى تحقيق ولو جزء من الحرية التي ناضل المغيبون والمغيبات لاكتسابها. اكتسب الشعب السوري ملكية المساحات العامة، وكذلك لم يتوقف عن النضال للمطالبة بالحقيقة والقصاص والعدالة، فالتذكر كما قالت الناشطة وابنة أبو صامد يأتي عن طريق "الفعل"، وسيكون كفعل وكمطالبة لن تتوقف حتى ينكشف المصير، فلا أحد يشعر بقسوة الغياب وأثره إلا المقربون وأهالي المغيبين، هذا الفراغ عليه أن يمتلئ بالحقيقة فلا أم تستطيع التسليم بموت ابنها من دون التأكد سواء بوثيقة أو صورة أو دليل على مصيره، الغياب ثقل يجثو على صدور سوريين عديدين.




## استجبن في حرب الجبل
05 August 2025 06:19 AM UTC+00

مع انقلاب أديب الشيشكلي ضد سامي الحناوي عام 1949، خرج والدي العشريني من المعتقل، وأتمّ خدمته العسكرية في عهد الشيشكلي. ليس اكتشافاّ ولا سبقاً أنه في 1954، تحديداً في الشهر الأول منه، دخل أديب الشيشكلي إلى جبل العرب في محاولة منه لإخماد المعارضة الشعبية والسياسية المتصاعدة ضده، واستخدم الطيران في مواجهة مدينة صغيرة، حيث واجه مقاومة من القوى الوطنية والقيادات الدرزية الرافضة سياساته. ليس خافياً ما فعل وظل يفعل أديب الشيشكلي ورجاله حتى إطاحته، وبانقلاب شبيه. لست هنا بصدد استدعاء الماضي السوري، بتقلباته ومزاجيته وقتلاه. لا تهمني عبارات الخزي التي تسرّبت لوجداننا وتداولتها الجماعات اليوم  كل بحسب أهوائه ونياته، من قبيل "احذروا الجبلين". كل ما أردته من العودة إلى هذا الماضي هو تلك التهمة، أو ذلك الوسام، الذي لُصق بأبي ولازمه سنوات كونه "استَجْبَن في حرب الجبل".
سألته مرة: لمَ استجبنت في الحرب؟
فقال: "لم تكن حرباً. دخلنا إلى بيوت فيها نساء مرتاعات، أطفال يسكنون الزوايا، ورجال كبار في السن. كان عليّ أن أستجبن."  اختصر "الأستاذ ابراهيم" الفارق بين الشجاعة والقسوة. بين أن تكون جندياً متوحشاً أو إنساناً. بين الحرب دفاعاً عن شيء ذي قيمة، أو التورط في عبث الانتقام. اختار أبي أن يكون "جباناً" لأن الجبهة التي اقتيد إليها لم تكن جبهة قتال، بل مدينة مأهولة بأهل وأخوة لا أعداء.
لم تكن لي أُم تحكي عن "الأستاذ إبراهيم". وفي حياةٍ لم يكن فيها شيء نمطي يشبه باقي الأسر، استلم أبي أدواراً مغايرة: أم وأب، وأحياناً صديق لدود، أو جارة تراقب حياتي باهتمام غير مطلوب أو مرحب به. ومع كل هذا الجنون وتلك الفوضى، ربما من أمتع لحظات الصفاء بيننا كأسرة صغيرة حصاره، أنا وأخي، ليخبرنا عن ماضيه، فيبدأ وائل بجملته الشهيرة: "احكيلنا عن حياتك يا زلمة.. ما منعرف عنك شيْ". 
تتساقط من ذاكرته حكايات يقصها بتململ أحياناً، وبحذر أحياناً، وبندم دائماً، باستثناء مرة سألته فيها إن كان قد خجل من دخوله المعتقل، فانتفض قائلاً: "أخجل؟ شو أنا حرامي؟".
 اليوم، أسأل:
ما الذي يُخجل، يا سورية؟ وكَمْ واحداً منا استطاع، في هذه الحرب التي ليست حرباً، أن يستجبن بشجاعة؟ من نجا من التلوث ببركة الوحل؟ من لم يتورط في الخوف أو الصمت أو الإنكار من لم يُغوَ بحكاية البطولة القاتلة؟
نعلم تماماً أن لا نجاة في الحروب. على الجميع أن يتورط في مستنقعها، أن ينكسر، أن يحمل وصمةً ما. لكننا نعلم أيضاً أن في تاريخنا الحديث لم تهنأ سورية يوماً براحة بال، فلطالما أقلقتها الانقلابات بعد الاستقلال، وإن هدأت حياتها قليلاً، فبسبب البطش، وكلّابات القمع الفولاذية التي تغوّلت عبر فروع الأمن والاستخبارات، وحتى الفروع الحزبية ومنظماتها "الشعبية"، حاجبة نظم الدولة الحديثة عن ممارسة حياة سياسية إنسانية. لا رعباً مستفيضاً لطالما لاحقنا في النوم والصحو. 
في ظل هذا الخراب المتكرر، تظهر صورة أبي، اليافع حينها، واقفاً على باب بيت في السويداء، وقد قرر ألّا يطلق النار، ألا يُداهم، ألّا يُفزِع امرأة أو طفلاً. قرر ألّا يكون بطلاً. أدرك حين استجبن في وجه حربٍ أهلية أنه يكفر بالحرب لا بالله، ويصون بقية ضوء فيه.  
"استجبن"! يا لها من كلمة ساحرة وسط المذابح. ربما علينا أن نعيد اعتبارها، أن ننتشلها من قاع الشتيمة، ونضعها في مقام الحكمة. ربما نمنح الأحياء شرف النجاة من عار الشجاعة، ربما ننجو عندما تصير تهمتنا الدائمة: "استجبن في حروب العار".




## الثقافة الكردية السورية سوريّة للغاية... هجرة وتهميش وتشتّت
05 August 2025 06:21 AM UTC+00

ارتسمت ملامح ربيع ثقافي كردي مع بدايات الربيع العربي في سورية. طفرة في المنتديات والتجمعات الثقافية، وفرة في المحاضرات والندوات الحوارية والفكرية، سيولة في عدد الصحف المطبوعة الحزبية والمستقلة، والمجلات المعنية بالشأن الثقافي الكردي. بدا وكأنه تحولٌ عميق في المشهد الثقافي، وكسر للحواجز والضواغط التي كُبتت بها الثقافة والهويّة واللغة الكردية على زمن الأسدين الأب والابن.
لكن الواقع الثقافي اليوم يعيش حالة من التراجع البنيوي والفكري، بل ويُخشى أن يتلاشى أو يتراجع لمستويات سابقة، حيث مظاهر فلكلورية خاوية، وضعف شديد في التخطيط الاستراتيجي للثقافة الوطنية الكردية، مع تنازع للقوى السياسية على الفضاء الثقافي، إلى جانب تراجع الدعم وهجرة الكفاءات، وتسييس الفعل الثقافي.


الواضح من سياق تجارب العمل الثقافي الكردي خلال 14 عاماً أنها لم تستطع استثمار الفضاء العام للمضي قُدماً بخطوات جادة


كأي مجتمع وشعب عاش أهوال العنف والتسلط الأمني، من الطبيعي أن يمر بسلسلة من السلبيات أو الإيجابيات. لعل أهم ما في قضية الثقافة الكردية، وبخلاف أن النظام السوري محقها وسحقها، في معرض سعيه إلى إنهاء الهويّة والوجود الكرديين. لكن الصراع الحزبي بين الأطراف الكردية، هو الآخر لعب دوراً مؤثراً على رتم وتطوير الحقل الثقافي، الذي أساساً كان مقتصراً على جوانب محدّدة دون غيرها، نظراً للقبضة الأمنية سابقاً. حيث يرى الشاعر والصحافي هوشنك أوسي في حديثه لـ"سورية الجديدة"، من بلجيكا، بشأن كيفية تحوّل الفعل الثقافي إلى أداة سياسية بين الأطراف الكردية أن "الثقافة بمعناها العامّ الرّحب المنفتح، العصي على الأدلجة والتأطير، واستراتيجيّتها الاختلاف والتنوّع وغزارة الأفكار المختلفة والمتناقضة أحياناً، جرى تسييسها وتسميمها في المناطق الكرديّة السّوريّة". ووفقاً لأوسي، فإن الأمر لم يقتصر على تسييس الثقافة وحسب عند سلطة حزب الاتحاد الديمقراطي، بل تخطى ذلك إلى أدلجتها بشكل فجّ، بهدف ترسيخ صورة طوباوية على أنهم ملائكة، طهرانيون، نوارنيون. ومع ذلك، يمارسون العنف (الثوري)"، وفقاً لتعبيره. وأضاف أن "الآلة الإعلاميّة والثقافيّة لهذه السّلطة اشتغلت على ضخّ كمّ مهول ومرعب من الأغاني والكليبات وإصدار المطبوعات والكتب التي تخدم الفكرة المذكورة آنفاً، بخصوص نمذجة وأسطرة العنف والسلاح".

في الاحتكار الحزبي للمشهد الثقافي

وفقاً لهوشنك، فإن الاتحاد الديمقراطي، ولكونه السّلطة في المنطقة، اعتبر "نفسه المُحرِّر، ومنح نفسه شرعيّة تقرير مصير كلّ شيء في شرق الفرات: أدب، ثقافة، سياسة، إعلام... مجتمع مدني! شأنه في ذلك شأن بعض النشطاء السّوريين الموالين لحكومة دمشق، حين يقولون: مَن يحرِّر يُقرِّر"، ويرى أن الإدارة الذاتية تقوم "بالاحتكار للفعل الثقافي وتجييره سياسياً"، على حد وصفه، مورداً مثالاً للتدليل على حديثه، بالقول "كُتبي ممنوعة في معرض (هركول) للكتاب الذي تقيمه هذه السّلطة سنوياً في القامشلي، لسبب بسيط أنّني كنتُ مع هذه الجماعة وافترقت عنها وانتقدها منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2011"، متسائلاً "هل لاحظت وجود كاتب واحد ينتقد حزب الاتحاد الديمقراطي أو حزب العمّال الكردستاني يظهر في إعلام سلطة الإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة؟! أعطني أسماء ثلاثة أدباء ينتقدون هذه الإدارة وما زالوا يعيشون في أمن وسلام تحت سلطة الإدارة الذاتيّة".
وحول غياب التعددية الثقافية داخل الطيف الكردي ذاته، يرى أوسي أن "الحال الثقافيّة في ظلّ الإدارة الذاتيّة، على غزارة المنابر، عبارة عن بروباغندا تُمجّدُ دوما عقائديّة معيّنة"، شاملاً الطرف الأخرى في معادلة التمثيل السياسي الكردي "الحال المتدنيّة نفسها موجودة لدى المجلس الوطني الكردي، لكن بنسبة أقلّ بكثير ممّا هو حاصل في ظلّ الإدارة الذاتيّة". ويختتم هوشنك أوسي حديثه بالقول: "أنظر إلى المشهد السوري حاليّاً، هل يمكننا الحديث عن وجود شيء آخر غير البؤس والتسييس والطائفيّة والتخندق القومي والإيديولوجي يعصف بالمثقفين السوريين عموماً"، ربّما يقول قائل "الحال الثقافيّة في ظلّ الإدارة الذاتيّة أفضل ممّا هي عليه في حلب وإدلب ودمشق. هنا، تكمن المفاضلة بين السيئ والأكثر سوءاً، وليس الجيّد والأكثر جودةً".

المؤسسات الثقافية الكردية: عرجاء مؤدلجة أم غائبة؟

الواضح من سياق تجارب العمل الثقافي الكردي خلال 14 عاماً أنها لم تستطع استثمار الفضاء العام للمضي قُدماً بخطوات جادة. يقول الكاتب عبّاس موسى من القامشلي إنه "على المستوى المؤسسي لم تنشأ مؤسسات ثقافية مستقلة قادرة على الصمود، وعلى الرغم من بزوغ بعضها، وكانت مشاريع لها خصوصيتها وطابعها الإبداعي، إلا أنها لم تستطع الاستمرار، وبالإمكان على سبيل المثال ذكر مشروع مجلة سورمَي (مؤسسة جاجرا الثقاقية)، ومشروع هنار الثقافي". ويُرجح عبّاس الأسباب الأساسية لعدم استمرار تلك المشاريع إلى "موضوع التمويل للقطاع الثقافي الذي لم يستطع حلّ المسألة، فمن جهة لم يكن متاحا جلب الدعم من المؤسّسات الأوروبية والأميركية التي خصّصت مواردها للقطاعات التنموية، وخصصت جزءا منه للإعلام، لكنها لم توجه هذا التمويل للقطاع الثقافي"، إضافة إلى أن محاولات الاستفادة من هذه المنح "كما في تجربة مجلة شار بإصدار مجلة أنيقة من حيث الشكل وغنية من حيث المحتوى الإعلامي - الثقافي، إلا أنّ المانحين ساهموا في الابتعاد عن هذا المنحى". ويتحدث عباس عن دور الإدارة الذاتية في دعم القطاع الثقافي، قائلاً "لم تلجأ إلى تقديم خطة لدعم المؤسّسات الثقافية المستقلة، ولجأت إلى بناء مؤسسات تابعة لها، لكن مقاربة نقدية لأداء مؤسساتها الممولة من قبلها يُظهر ضعف الموازنات المرصودة لها، وهنا أخصص الحديث على هيئة الثقافة. وظهر جليا مجهود كبير لمؤسسة اللغة الكردية على الرغم من وجود نقص التمويل أيضاً، إلا أنّها استطاعت تقديم منتج ثقافي كردي ذي طابع عام ومستقل". ووفقاً لعباس، برزت بعض "المؤسسات ذات الطابع الفني الثقافي تتبع لقسم الثقافة والفن ضمن حركة المجتمع الديمقراطي، وعلى مدار سنوات استطاعت تقديم مُنتج وأعمال فلكلورية ذات جودة وقيمة عالية، لكن ما يؤخذ عليها أنّها صبغت بعض مُنتجها بصبغة أيديولوجية". 

هجرة النُخب وضياع السردية

تقول بعض النُخب إن نهضة ثقافية كردية لم تنجز على الشكل المطلوب، رغم مُلامسة خصوصية اللوحة الثقافية الكردية، بشكل أخص خلال السنوات الأخيرة السابقة لانتفاضة الشعب السوري، وذلك رغم سياسة التنكر للهوية الكردية وقمع كل ما يمت لها بصلة من إبداع أو فكر، والاستفادة من رتم هوامش الحرية والحركية الثقافية خلال الثورة، لكن الشتات والهجرة أثرت بدورها في الواقع الثقافي. ووفقاً للقاص والكاتب المسرحي، أحمد إسماعيل، الذي تحدّث لـ"سورية الجديدة" من ألمانيا، حيث منفاه الاختياري، حول نتائج الهجرة القسرية للكتاب والمثقفين الكرد في سورية وتسببها بفراغ ثقافي محلي، قائلاً "انقلب الوضع الثقافي من ثورة أرجوانية إلى حمراء، جعلت من العسير على المبدع الكردي الجمع بين الحصول على الرغيف والعيش بأمان وممارسة الإبداع في آنٍ واحد. وهو ما جعل الكثير من المبدعين يلجأون إلى ساحة أخرى غير الإبداع، ولو مؤقتاً، أو الهجرة إلى خارج البلد، الأمر الذي سبب شرخاً بين الأجيال، جيل صاعد افتقد لمن يرعى ويرافق مسيرته الإبداعية، وإلى المرجع الثقافي المحلي الحي، من جانب، وانقطاع المبدعين المهاجرين عن ينابيع وحواضن إبداعهم، من جانب آخر". ويعتقد إسماعيل أن ضعف الساحة الثقافية وتمزق لوحتها، لأسباب قال إنها معروفة للجميع، سمحا "للخطاب السياسي أن يتغول على الخطاب الثقافي، ويقلص مساحات النقد والمساءلة وحتى التجريب والإبداع".


نتيجة لهجرة المثقفين والكتّاب السوريين الأكراد، فإن أربيل وأوروبا تحولتا إلى أفضل مناطق اللجوء لهم


ويجول إسماعيل في فضاء الثقافة الكردية في سورية ومدى تغذيتها من الخارج أو الداخل، معتقداً أن الثقافة الكردية بعد الزلزال السوري المدمر "تراجعت عن التحليق في فضاءات ليست كلها حقيقية إلى التقوقع في أطر ضيقة نوعاً ما، لنشهد حالة من عدم التواصل مع الشارع الغارق في عتمة الفقر والخوف والتوجس"، منتقداً راهن الثقافة الكردية حالياً، وقال "كل ما نشهده في الداخل من نشاطات ثقافية: مهرجانات مسرحية، دور نشر، معارض كتب ضخمة، ندوات ومحاضرات، ومعاهد سينما ومسرح وموسيقى، والأهم من ذلك كله: التعليم باللغة الكردية، والذي كان حلماً كردياً في سورية، إلا أن التحليق في الفضاء السياسي والحزبي الضيق بدّل فضاءات الإبداع.. جعل هذه الأجنحة ضعيفة لا تقوى على الطيران". هذا الصراع بين الثقافي والسياسي، "انعكس سلباً على الإبداع في الداخل والخارج، بسبب قلة الهواء الثقافي في الفضاءات الحزبية والسياسية عامة. ثمة أسماء تظهر وتتألق، وثمة إبداعات لها حضورها في المشهد الثقافي، غير أن ذلك لا يمكن أن يتحوّل إلى نهضة. فالبيئة ما زالت هشّة، ولن تستعيد قوتها إلا بعودة المبدعين إلى نبع الإبداع الأساس: الواقع وجمهوره، والتقاط اللحظة الحاضرة والتعبير عنها بصدق وعمق".
وكنتيجة لهجرة المثقفين والكتّاب، فإن أربيل وأوروبا تحولتا إلى أفضل مناطق اللجوء، بل يتساءل البعض عما إذا كان المنفى قد تحول لحواضن للمثقفين وهمومهم أكثر من قامشلو وعامودا ودمشق.
حول هذا التغيير، يرى إسماعيل ضرورة "التفرقة بين أربيل وأوروبا من حيث الدور والمحدودية، تمتاز أربيل إضافة للقرب الجغرافي بأنها امتداد لغوي وقومي للكرد السوريين، وعمق استراتيجي للقلب والفكر والروح، ولكن، وإذا كانت أربيل قد احتضنت أسماء وطاقات كردية سورية كثيرة، فإن هذه الطاقات تم استثمارها لصالح الثقافة والماكينة الثقافية والإعلامية الكردية في كردستان الجنوبية، وهذه الحقيقة العيانية لا تنفي وجود الأنشطة ذات الطابع الكردي الخاص، وخاصة في مجال الإعلام". أما في أوروبا، حيث الفضاء الحر، والظروف المتاحة مادّياً خاصة، "إلا أن التحليق حتى اليوم يكاد يكون مجرد فردي، وليس في سرب صغير أو كبير، إذ لم تشهد أوروبا، حسب معلوماتي المتواضعة، ظاهرة ثقافية كردية لها خصوصيتها وعلاماتها الفارقة، سوى بعض النشاطات والتجمعات غير البعيدة في شكلها ومضمونها عمّا يجري في الداخل، رغم بروز أسماء كبيرة وفاعلة في مجال الإبداع: الرواية خاصة، والشعر والتشكيل والسينما والمسرح، بيد أن هذا النهوض والتألق مهددان بالزوال لعدم تبلورهما ضمن إطار محدد: كمدرسة أو منهج أو هويّة، وهو ما سيدفع الجيل الجديد إلى الذوبان في ثقافة البلد الذي هاجر إليه في حال غياب الجيل السابق"، مختتماً حديثه بالقول "باعتقادي أن الثقافة الكردية السورية ما زالت تبحث عن حاضنتها". 


بالرغم من الانبعاث الملحوظ للواقع الثقافي الكردي في سورية، عقب اندلاع الثورة، لكن تلك النهضة تحولت تدريجياً إلى خريف قاتم بفعل عدة عوامل مركبة


مثقفون مؤيدون لاستثمار طاقاتهم

يتنقل الكاتب ورئيس تحرير جريدة كوردستان عُمر كوجري بين أربيل وألمانيا، ولا يجد حرجاً من عمل الكاتب والمثقف الكردي السوري في أربيل، حيث "برز منها ما يشير الى استقلال قرارها المهني وعدم تبعيتها للكتل الحزبية السياسية الكردية". ويُعيد كوجري وجود النُخب الثقافية الكردية في ألمانيا وكردستان بهذا الزخم إلى "المقتلة السورية، وفتح أربيل أبوابها وقلبها للسوريين بمختلف مشاربهم، والكثير من هؤلاء أثبتوا نجاحات باهرة، وتصدروا المشهد الإعلامي في إقليم كردستان". ووفقاً لكوجري، فإن "أربيل صقلت مواهب الكثير من الإعلاميين والمثقفين الكرد، وفي سورية الجديدة سيكون لهم دور قوي ومؤثر في قطاع الإعلام والثقافة لكونهم يملكون خبرة كبيرة اكتسبوها في مجالات عملهم في وسائل الإعلام ومراكز ثقافية في إقليم كردستان".

هل ثمة صراع ثقافي بين الأجيال

أما الكاتب واللغوي هنر جنيدي، فيتحدّث لـ"سورية الجديدة" من السويد قائلاً: "الكتابة والثقافة بالنسبة لجيلنا، جيل الشباب، تحولتا إلى ترف وحسرة، فالظروف التي نعمل بها في المهجر تفرض علينا ما لا نحبه"، مضيفاً حول أدوار الشباب في تجديد المشروع الثقافي الكردي: "ليست رهينة ذاكرة الأجيال السابقة أبداً. بل إن تجديد مركزية المشروع الثقافي هو عملية تراكمية. فطالما استمر المجتمع الكردي بالحياة والعمل، فإن ذلك يفرض وجود أجيال مهتمة ومشغولة بالهم الثقافي والتجديد. والعمل وفقاً للعصر والوقت الحالي"، وإن المشاكل اليومية التي تظهر كنتيجة للواقع الثقافي يجب أن "ننظر إليها نحن جيل الشباب باعتبارها ليست إلغاءً للأجيال التي قبلنا، بل يتوجب العمل على أسس الاستفادة من نتاجات من سبقونا، وتقديم التجديد والبناء لمن سيأتي من بعدنا". 
ختاماً: بالرغم من الانبعاث الملحوظ للواقع الثقافي الكردي في سورية، عقب اندلاع الثورة، لكن تلك النهضة تحولت تدريجياً إلى خريف قاتم بفعل عدة عوامل مركبة: هيمنة الأحزاب وتسييس الثقافة، ضعف المؤسسات، هجرة الكفاءات وضياع السردية الثقافية الجامعة. وحالياً، يقف المشهد الثقافي الكردي أمام طرق متعرجة: ما بين الاستمرار في الدوران داخل دوائر الأدلجة والانقسام، أو إعادة إنتاج ذاته من خلال مؤسسات ثقافية مستقلة، ورؤية نقدية منفتحة، وشبكات تواصل تتجاوز أطر الولاءات. فالثقافة لا تزدهر تحت الوصاية، بل تحتاج لحرية التعبير، ولمساحاتٍ واسعةٍ من التنوّع، كي تنهض من جديد وتلعب دورها الطبيعي في صون الهويّة وتطوير المجتمع.




## أفلام سورية ممنوعة... هل تعود إلى الواجهة؟
05 August 2025 06:22 AM UTC+00

حملت أفلام سينمائية سورية كثيرة في عمقها مضامين هامة ورؤى فكرية تنويرية، ملامسة الواقع ومُستشرفة المستقبل، منتصرة لتعزيز هوية أصيلة، مُوَثّقة عوالم المهمشين والمقهورين، ومؤرّخة التحولات المفصلية في المشهد العام، محاولة في أكثر من مكان السير بين الألغام واختراق تابوهات مُحصّنة نادراً ما كان يُسمح بالخوض فيها، فكان السينمائيون السوريون أمينين لمهمّة الفنان والمثقف في ظل أنظمة القمع، وصرخوا بأعلى ما يستطيعون بصوت شعبهم. 
 تناولت مختلف القضايا بجرأة تراوحت بين المباشرة والترميز والدلالة، للوصول بالفيلم إلى شاطئ الأمان، ليأخذ موافقة طرحه للعرض الجماهيري، الأمر الذي أشعل في مرّات عديدة فتيل الصدام بين مبدع ورقيب دأب على تهديد الشريط السينمائي بمقصٍ جائر، وعندما لا يجد في المقصّ نفعاً تصل به الأمور إلى حد المنع.


تأتي المشاهد المقصودة ضمن إطار أفلام أنتجتها المؤسسة العامة للسينما، وبعيداً عن الإنتاجات الخاصة والمستقلة التي صوّرت داخل سورية أو خارجها، ومُنعت لأسباب سياسية أو أمنية


لعل المفارقة الهزلية الأقرب إلى السوريالية، أو الكوميديا السوداء المضحكة المبكية، أن عدة أفلام سورية أنتجتها المؤسسة العامة للسينما (الدولة السورية) جرى منعها بعد انتهاء تصويرها، في إجراء يشبه لوحة كوميدية شهيرة تحكي عن مخبر ضاقت به الدنيا، بعدما عرف أهل حارته بأمره، وصاروا متحفظين أمامه، فوصل إلى درجة من الإحباط أن كتب تقريراً أمنياً بنفسه.
من هذه الأفلام ما عُرضت ضمن أطر ضيقة جداً أو مرّة واحدة ثم مُنعت، أو بقيت في علبها فترة ثم أفرِج عنها. ومنها ما لم ترَ النور أبداً ولا تزال حبيسة العلب المعتمة وجليسة الرفوف الرطبة، في انتظار أن يُنفض غبار الظلم عنها لتولد من جديد عبر عروض جماهيرية، كاشفة مراحل هامة، وربما إشكالية من تاريخ سورية. ناهيك عن أفلام جرى عرضها بعدما عُقِّمت، وأخرى جرى تمريرها رغم جرأتها، بسبب مخرجها الذي تحايل على الرقيب بذكاء، فرمى له بمشاهد مباشرة يمكن التقاطها بسهولة ليفاخر بحذفها، وأبقى على مشاهد بُطِّنَت بما أراد قوله فمرّت بسهولة، لأن المبدع دائماً أذكى بمراحل من الرقيب. ولولا هذه الخطوة المتقدّمة، لما أنتجت البشرية الكثير من الأدب والفن الذي أصبح علامات فارقة في مسيرة الإبداع البشري، وأنتج في فترات من القمع والديكتاتورية، سواء في أميركا اللاتينية أو أفريقيا أو الشرق الأوسط، وحتى في أوروبا في عصور سابقة. وتأتي المشاهد المقصودة ضمن إطار أفلام أنتجتها المؤسسة العامة للسينما، وبعيداً عن الإنتاجات الخاصة والمستقلة التي صوّرت داخل سورية أو خارجها، ومُنعت لأسباب سياسية أو أمنية.
ضمن هذا الإطار، سرعان ما يتبادر إلى الذهن سؤال يتعلق بمبرّرات منع عرض فيلم جماهيرياً، رغم أنه سبق وتمت الموافقة على تصويره!..، ولكن لدى الدخول إلى دهاليز آلية عملية ولادة الفيلم، نجد أن السيناريو الذي يُقدّم للجنة القراءة الفكرية في المؤسّسة العامة للسينما، يُناقش وتُقدم بشأنه ملاحظات على المخرج الأخذ بها ليحصل على الموافقة النهائية، ويوضع النص على سكّة الإنتاج الفعلي، وخلال التصوير هناك مشاهد أو حوارات ربما تزيد هنا أو تنقص هناك، وفقاً لرؤية المخرج. كما أن النص عندما يُترجم إلى حياة نابضة على الشاشة ربما تختلف بعض المعايير فيه. كما أن لجنة القراءة تختلف عن لجنة المُشاهدة، وبالتالي، ما يوافق عليه قارئ ربما يرفضه مُشاهد، ويضاف إلى ذلك كله عاملان مهمّان، لا يمكن غض النظر عنهما "للأسف"، الأول المزاجية، والثاني الدسائس التي قد يقودها أحدهم ضد مخرج أو فيلم، ما يؤدّي أحياناً إلى عرقلة وصول العمل إلى الجمهور. 
بعد أن يصبح الفيلم جاهزاً بشكل كامل، يجري عرضه على لجنة المشاهدة، فإما يُقرّ عرضه أو يُطلب حذف بعض المشاهد منه، أو يُمنع إلى حين تنفيذ جملة من الملاحظات. أما الأفلام الأكثر إشكالية فتُعرض على جهات أخرى، بما فيها وزير الثقافة وصولاً إلى رأس الهرم، ومثال ذلك فيلم "نجوم النهار" الذي أثار جدلاً، ما استدعى إرساله حينها إلى حافظ الأسد لمشاهدته والبتّ بأمره.

آليات المنع

 لم يصدر بحق أي فيلم ضبط رقابي رسمي يمنع أو يوقف عرضه، إنما كان المنع يأتي بتوجيه شفهي. على سبيل المثال، عرض "نجوم النهار"، أحد أشهر الأفلام الممنوعة، من إخراج أسامة محمد وإنتاج 1988، مرّة واحدة فقط أمام الجمهور، ثم مُنع في الصالات السينمائية السورية، رغم أنه مثّل سورية في محافل ومهرجانات سينمائية دولية عديدة، وعُرض في افتتاح الدورة الخامسة من مهرجان دمشق السينمائي، كما حصد جوائز عديدة، منها أفضل مونتاج لأنطوانيت عازارية في مهرجان قرطاج، والجائزة الذهبية في فالنسيا وذهبية مهرجان الرباط. وتروى حكاية عن سبب منع الفيلم وطريقة هذا المنع، أن اللغط الذي أثاره وصل إلى الرئيس حافظ الأسد شخصياً، فطلب من نجاح العطار (وزيرة الثقافة آنذاك) مشاهدة الفيلم، فأحضروا بكرات الفيلم مع جهاز العرض إلى القصر الرئاسي، ثم دخل القاعة وحيداً فشاهد الفيلم، ثم خرج من دون أن يقول كلمة واحدة، ففهم مرافقوه أن عليهم منع الفيلم. وهذا ما حصل، وظلّ الفيلم ممنوعاً حتى سقوط ابنه بشار وفراره خارج البلاد، حيث استعادت دمشق عرضه لجمهور من الشباب، أغلبه لم يكن قد ولد بعد حين أنتج الفيلم. 
وقبله مُنع الفيلم التسجيلي "الحياة اليومية في قرية سورية"، إخراج الراحل عمر أميرالاي، عام 1974، والذي تعاون فيه المخرج مع الكاتب المسرحي سعد الله ونوس، وتناول حكاية قرية مويلح (شمال دير الزور القريبة من نهر الفرات)، راصداً ما يعانيه سكانها من فقر وتجهيل وعطش وإهمال. ثم لاحقاً منعت كل أفلام أميرالاي، مثل "الدجاج" و"الرجل ذو النعل الذهبي" و"طوفان في بلاد البعث" وغيرها.


أفلام أوقف عرضها لتتم معالجة مشاهد معينة فيها، كحال "اليازلي"، إخراج قيس الزبيدي، 1974


كما مُنِع فيلم "السيد التقدمي" (1974)، للمخرج نبيل المالح، ولكنه عُرض أخيراً بعد إسقاط نظام الأسد ضمن تظاهرة أقيمت احتفاء بالمالح. ويحكي الفيلم عن صحافي يحاول فضح أحد رجال السياسة الفاسدين. وقال الباحث والمخرج السينمائي فاضل الكواكبي لـ"العربي الجديد"، إن الفيلم بقي ممنوعاً عامين، شأنه شأن "كفر قاسم"، إخراج برهان علوية (1974)، ما يعود إلى آلية تعامل إدارة المؤسسة العامة للسينما معهما آنذاك. 
وفي ما يتعلق بالفيلم التسجيلي "يوم في حي شعبي"، إخراج مروان حداد (1972)، جرى التوجيه بعدم عرضه، ويحكي عن معاناة أهالي أحد الأحياء الشعبية في دمشق وكفاحهم لتأمين لقمة العيش. وعانى الفيلم القصير الصامت "فلاش"، إخراج نبيل المالح (1997)، تأليف بسام كوسا وبطولته، من المنع، وعرض في مهرجان دمشق السينمائي، وهو يلقي الضوء خلال ثلاث دقائق على كيفية صناعة الديكتاتور.
وهناك أفلام أوقف عرضها لتتم معالجة مشاهد معينة فيها، كحال فيلم "اليازلي"، إخراج قيس الزبيدي، 1974، فبعد عرضه مُنع بسبب مشاهد فيه، ثم أطلق سراحه بعد اقتطاع العديد منها، كما أن الفيلم الروائي الطويل "الطحالب" للمخرج ريمون بطرس (1991)، بقي ممنوعاً فترة بعد عرضه الأول، بسبب مشهد النهاية الذي تغيّر أربع مرّات، حتى أُفرج عنه. 

الولادة العسيرة

وجرى استبعاد الفيلم القصير "جدّاتنا" (1991)، ولم يحظَ إلا بعرض واحد في مهرجان دمشق السينمائي، وآخر خارج سورية وبعد إلحاح من معهد العالم العربي بباريس.. هذا ما أكدته الفنانة والمخرجة واحة الراهب المقيمة في فرنسا في حديثها مع "سورية الجديدة"، في حين جرى منع فيلمها "هوى"، إنتاج 2011، المأخوذ عن رواية لهيفاء بيطار، سيناريو رياض نعسان آغا، تقول: "أصرّت كاتبة الرواية أن أخرجه، وجرى التصوير أيام الثورة، ويتناول في موضوعه الفساد قبل الثورة، وحرصت على أن أشير فيه إلى أن هذا الفساد كان إشارات إلى القادم، كما حدث عندما حرق محمد بوعزيزي نفسه في تونس، حتى أنني وضعتُ لقطة له وهو يحرق نفسه في بداية الربيع العربي. ولكنهم أخبروني في المؤسّسة بأنهم سيوقفون الفيلم في حال بقيت اللقطة لأنها غير موجودة في السيناريو، وجاء جوابي أنه مكتوب في السيناريو عبارة مُشاهدة نشرات الأخبار، وأتيت باللقطة من التلفزيون السوري". وسلّمت الراهب الفيلم للمؤسسة بعد انتهائه، وعلمت في ما بعد أنه مُنع، لأنها ورياض نعسان آغا من المعارضة، ولم يشارك الفيلم إلا في مهرجان مسقط.
ومن الأفلام التي عانت ولادة عسيرة الروائي الطويل "اللجاة"، إخراج رياض شيا (1993)، الذي لم يُعرض في البداية بسبب خصوصية الأفكار التي يطرحها، ولكنه شارك في ما بعد في المهرجانات، ثم بات متاحاً للمشاهدة. وهناك فيلمان للمخرج محمد عبد العزيز تعرّض أحدهما لمقص الرقيب بعد منعه سنتين، وهو "حرائق" (2017)، ولم يرَ الثاني النور، وهو "ليلى والذئب" (2016).
والتجربة المريرة نفسها تتكرّر مع المخرج غسان شميط، الذي قال لـ"العربي الجديد" إن فيلمه الروائي "الشراع والعاصفة" المأخوذ عن رواية حنا مينه والمُنتج عام 2012، عُرض بشكل خاص فقط، ولم يُطرح جماهيرياً في الصالات السينمائية. أما فيلمه الوثائقي "ياسمين شوكي" (2020)، فتم منعه ولم ير النور بعد، وبعد نشر مقال عنه، أرسل بشّار الأسد المخلوع طالباً الفيلم، الأمر الذي "أقام الدنيا ولم يقعدها"، ومن يومها بات الفيلم "خطاً أحمر"، وعن مصيره يقول شميط "لم نجرؤ على السؤال عنه"، وهو يتناول تداعيات الحرب على الأطفال، فاضحاً الاتجار بهم وكيف جرى استغلالهم، موضحاً أنه يطرح نماذج حقيقية، ومنها حكاية الفتاة التي تم إنقاذها من نهر بردى عندما سقطت فيه، وهي تستنشق مادة "الشعلة".


حساسية المبدع تدفعه لمعرفة أو توقع أن ما يقدّمه سيصطدم بحائط أصم، وبالتالي هناك سينمائيون يدركون أن ما ينجزونه سيتعرض للمنع أو لمحاولة التشويه والفلترة


وفي ما يتعلق بفيلمه الروائي "بوظة ساخنة" (2022)، يقول شميط "مُنع الفيلم لأننا وضعنا فيه المظاهرة التي حدثت في سوق الحميدية، كما رأوا أنه يحوي أموراً كثيرة ينبغي ألا تُعرض، وللبتّ بشأنه تم تشكيل لجنتين، الأولى من المؤسسة العامة للسينما، والثانية من وزارة الثقافة، وكلتاهما أقرتا بعدم عرضه إلى حين تنفيذ ما تم وضعه من ملاحظات، والتي كان من الصعب تنفيذها، لأننا لو فعلنا لضاع الفيلم".

توارث التجربة

المفارقة الأشد غرابة أن السبق السينمائي في منع الدولة عرض أفلام أنتجتها، لم يقتصر على السينما السورية، وإنما انجر ليشمل تجارب أخرى في بلدانٍ عديدة، منها ما هو أقدم بكثير، وكأن التجربة يتم توارثها، ففي الاتحاد السوفييتي تم منع (وتقييد) أفلامٍ كثيرة من إنتاج "موسفيلم" الروسية، منها "فولغا فولغا"، إخراج غريغوري ألكسندروف 1938، و"تحت ظلال الأجداد المنسيين"، إخراج سيرغي باراغانوف 1964، و"سخرية القدر"، إخراج إدار ربازانوف عام 1975، والعديد من أفلام  أندري تاركوفسكي، بما فيها "أغنية البيرد" 1960، "أندريه روبليف" (1966)، والذي جرى حظره في فترة العقد الأول من حقبة بريجنيف، وفيلم "سولاريس" عام 1972، "المرآة" (1975)، "ستالكر" (1979)، "الحنين للماضي" (1983). 
وفي مصر أنتجت مؤسسة السينما المصرية أفلاماً عديدة، مُنع بعضها، كفيلم "جنون الشباب"، إخراج خليل شوقي، "ظلال على الجانب الآخر"، إخراج غالب شعث، "التلاقي"، إخراج صبحي شفيق.

يُدركون.. ويفعلون

حساسية المبدع تدفعه لمعرفة أو توقع أن ما يقدّمه سيصطدم بحائط أصم، وبالتالي هناك سينمائيون يدركون أن ما ينجزونه سيتعرض للمنع أو لمحاولة التشويه والفلترة، إلا أنهم يخوضون التجربة عن قناعة بأن أفلامهم تبقى للتاريخ، وما مُنع اليوم سيظهر إلى النور غداً لا محالة، الأمر الذي أثبتته الأيام والتجارب.




## "المثقف" كتهمة
05 August 2025 06:25 AM UTC+00

لفت نظري أن صحافياً يعيش في دولة أوروبية، مؤيداً للسلطات السورية الحالية وإدارة رئيس المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، ورسّاماً معروفاً، وغيرهم كُثر، يلتقون جميعاً في استخدام كلمة "مثقف" كتهمة وازدراء لكل من يقول رأياً مختلفاً أو نقدياً تجاه السلطات السورية. لم يعد وصف "المثقف" يُقال في هذا السياق إلا مقروناً بنبرة تهكم وسخرية، وكأن النقد العقلاني والتفكير المستقل أصبحا جرماً يستحق العقاب.
منذ أشهر، لم يعد من الغريب أن ترى أي صوت نقدي عاقل، مهما كان هادئاً أو عقلانياً في طرحه، يُقابل بعبارات تحقيرية مثل "مسقّف" و "مسقّفين" تُقال بسخرية واضحة، وتهكم خبيث يهدف إلى التقليل من شأن المتكلم لا التمعن فيما يقول أو الرد على رأيه. فبمجرد أن ينتقد أحدهم قراراً حكومياً أو سياسة ما اتخذها النظام الجديد، أو يشير إلى خلل مؤسساتي، إلا ويجد نفسه متهماً بأنه يعيش في برج عاجي، منفصل عن الواقع، أو أنه يزايد على الشعب، بل وربما يُلمّح إلى عمالته أو ارتباطه بالخارج.
ما يثير القلق أكثر هو أن هذا الخطاب لم يعد حكراً على الجمهور المؤيد لسلطات الأمر الواقع أو غوغاء وسائل التواصل الاجتماعي، بل تجاوزه ليصير سلوكاً يمارسه بعض من يُفترض أنهم ينتمون إلى حقل الإعلام والثقافة. فهؤلاء، إما طمعاً في رضا السلطة، أو تماشيا وإرضاء لمناخات شعبوية، تبنوا الخطاب نفسه، وساهموا في شيطنة زملائهم المثقفين، وكأن المثقف الحقيقي فقط هو من يُسبّح بحمد القائد، لا من يسائله.
السلطة التي ترتكز على الأيديولوجيا الدينية، أو تستمد شرعيتها من تعبئة شعبوية دينية، كثيراً ما ترى في النقد تهديداً مباشراً لهيبتها. لذلك لا تستوعب مفهوم المثقف الذي يرى السياسة شأناً عاماً لا حكراً على أصحاب القرار، ولا تقبل بفكرة أن من واجب النخبة أن تحاكم السلطة، بل أن تُمجّدها.
استخدام مصطلح "مسقّف" كأداة تحقير يفضح هذا الخوف المزمن من العقل. إنه ليس فقط ازدراءً بالكلمة الحرة، بل محاولة لتأطير المجتمع في حالة طاعة ذهنية كاملة، يتم فيها قتل أي محاولة للتفكير خارج النص الرسمي.
لقد تحوّل المثقف في سورية اليوم إلى "المذنب الدائم" لمجرد أنه يطرح سؤالاً أو يشكك في رواية رسمية أو يدعو إلى حل عقلاني بديل عن الخطابات الحماسية أو اللغة السائدة.
إن أخطر ما في هذا المسار أن الخطاب المعادي للمثقفين يُنتج مناخاً عاماً من الكراهية للوعي، ويمهّد لسيادة الجهل كقيمة مقبولة بل ومطلوبة. وفي مجتمع يعيش أزمات مركبة كما هو الحال في سورية، يصبح هذا التوجّه كارثياً، لأنه يقضي على آخر ما تبقى من أصوات عقلانية وسط الفوضى والانقسام.
نحن اليوم أمام مشهد عبثي: المثقف يُسخر منه بوصفه "منظّراً فارغاً"، بينما يُكرَّم التابع باعتباره وطنياً واقعياً. ويُراد للناس أن تصدق أن طريق الخلاص يمر عبر كتم الكلمة الحرة وتهميش النقد. والحقيقة، أن المجتمعات لا تنهض إلا حين يُصغي المسؤولون للنقد، لا حين يصبح تهمة.
لقد بات من الملح أن نعيد الاعتبار لكلمة "مثقف"، لا بوصفها امتيازاً نخبويا، بل باعتبارها مسؤولية أخلاقية تجاه الحقيقة، وتجاه الوطن. فالمثقف ليس من يعيش في برج عاجي، بل من يرفض الصمت ويقول الحقيقة حتى لو كانت مرّة.
وهذا الزمن الذي يتم فيه ازدراء المثقف لأنه يقوم بدوره، هو بالتحديد الزمن الذي نحتاجه جميعاً أكثر من أي وقت مضى. لا من أجل أن يرضي السلطة أو يعارضها، بل من أجل أن يذكّرنا، جميعاً، أن الوطن لا يُبنى بالتصفيق … بل بالحقيقة.




## سيران الشام: من حوافّ الجنّة إلى حوافّ الطريق
05 August 2025 06:26 AM UTC+00

تتعالى أصوات مستاءة من مشهد جديد بات يتكرّر في قلب دمشق، حيث تحوّلت ساحات رئيسية، مثل ساحة المرجة، ساحة الأمويين، وباب مصلى، إلى ما يشبه المتنزهات المفتوحة.

هذه الساحات أخذ الناس يلجأون إليها هرباً من حر الصيف، حاملين معهم النراجيل وأكياس البزر، ومفارش يبسطونها على الأرض في ما يُشبه طقساً شعبياً جديداً "للسيران".
أثار هذا المشهد الذي أصبح مألوفاً في يوميات المدينة حفيظة دمشقيين كثيرين وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا ما يجري سلوكاً غير حضاري يُسيء لصورة دمشق وتاريخها الثقافي، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل لضبط الظاهرة. لكن اللافت في هذا الخطاب الناقد أنه لا يخلو من نبرة مناطقية، إذ تُوجَّه أصابع الاتهام إلى من يُطلَق عليهم "القادمون الجدد" من المحافظات الأخرى، خصوصا بعد سقوط نظام الأسد، يُحمِّل الناقدون هؤلاء مسؤولية "تشويه المشهد العام"، بحجّة أنهم لا ينتمون إلى روح المدينة ولا يتقنون تقاليدها الراسخة.
لكن هذا السلوك الذي يبدو غريباً على الذاكرة الحضرية للمدينة، لا يمكن عزله عن تحولات أعمق عاشتها دمشق خلال العقود الأخيرة، ففي 2007، خلال مؤتمر التخطيط الإقليمي في أسبوع العلم الـ47، قُدّم تقرير ضخم بعنوان "سوريا 2025"، أعدّه 264 باحثاً، تناول مستقبل دمشق بتوقعات محزنة ومقلقة. أُشير في التقرير حينها إلى أن "دمشق تدق ناقوس الخطر... بل ناقوس الموت"، وأنّ المدينة التي بُنيت على ثلاثة أعمدة: بردى، الغوطة، والإرث المعماري، تفقد هذه الأعمدة واحداً تلو الآخر. فنهر بردى تحوّل إلى "أنبوب صرف صحي"، والغوطة التهمها "السرطان" بفعل التمدّد العمراني العشوائي، فيما تنحسر المساحات الخضراء وتختنق المدينة بفعل الهجرة الداخلية المكثفة التي جعلت، حسب تقديرات عام 2007، ثلاثة أرباع السكان يعيشون على ربع مساحة سورية. ولم يكن معدو التقرير حينها يتخيّلون أن حال دمشق في عام 2025 سيكون أسوأ مما تنبأوا به. 
... قد يكون لأهالي دمشق حقٌّ في انتقاد ما آلت إليه مشاهد "السيرنة" في ساحات المدينة، إذ لطالما كانت للسيران الدمشقي أصوله وطقوسه الاجتماعية الخاصة التي تشكلت عبر الزمن كجزء من هوية المدينة وذاكرتها الجماعية، ففي كتاب "مذكّرات البارودي"، نجد وصفاً غنياً ومفصلاً لشغف الدمشقيين بشم الهوى والطرب. 
يقول: "أهل الشام ميالون دائماً إلى اللهو والطرب بحسب طبيعة إقليمهم ووجودهم دوما بين الجنان والرياض الغناء التي تفتن المرء وتستهويه ولو كان زاهداً. المقاهي ذات الأنهار والأشجار التي تغص بالزبائن في الليل والنهار هي: مقهى باب السلام، المناخلية، الدلبة، والجنينة، الصفوانية، والإحدى عشرية، وباب توما". ويحكي البارودي عن طقس السيران: كلما سنحت لأحدهم فرصة يجمع لفيفاً من أصدقائه ويذهب بهم إلى شم الهواء على ضفاف النهر، أو في زاوية أحد البساتين فيقضون سحابة نهارهم بسرور وهناء، وهذا معدود من النزهات البسيطة، أما السيران فإنهم يعدّون عدّته ويعيّنون وقته ومحله من قبل، وإما أن يجمعوا نفقته من بعضهم ويعهدون بصرفها إلى أحدهم، وإما أن يتعهد كل منهم بسيران خاص يقيمه لحسابه، فيسيرون ويأخذون معهم جوقة طرب ويستحضرون أوائِل الغداء والعشاء، فيطبخها الطاهي الخاص أو من يعلم أصول الطبخ منهم".
ويفصل بطعام السيران: "غالباً ما يكون الطعام بحسب الموسم من الأرز بالفول والعصافيري، أو يوصون عليه (البغجاتي) فيرسله إليهم خالصاً في الوقت المطلوب، ويكون على الأكثر صفيحة أو خروفاً محشياً مع التمور، والشبان منهم ينفردون عن الكهول ويلعبون ألعاباً تتناسب مع سنّهم، وهكذا يدوم الحال إلى أن تنقضي سحابة النهار فيعودون بعراضة وضجيج". 
كما يصف البارودي في مذكراته طقس "السماط"، وهو السيران الخاص بالنساء، موضحاً أنه كان يُقام في حدائق مستورة، تجتمع فيه النساء لسماع الغناء، ومشاهدة الرقص والمشاركة فيه، والتأرجح ولعب ألعاب خاصة، أو تبادل الأحاديث وتناول ما أعددنه من طعام، وقبيل الغروب، يعدن إلى منازلهن وقلوبهن طافحة بالسرور.
وفي كتابه مرآة الشام: تاريخ دمشق وأهلها، يفصّل المؤرخ عبد العزيز العظمة في استعداد الدمشقيين للسيران، حيث يروي أن "أهل دمشق كانوا يعدّون (للسيران) عدّته، ويستحضرون معهم الطعام، ويأخذون معهم جوقة طرب، ويلعبون ألعاباً تتناسب مع سنّهم، ويقضون أوقات انشراح، ويعودون نشيطين إلى أعمالهم… وكانت في دمشق جمعيات مهنية غايتها تنظيم التسلية والنزهات لأبناء الصنعة، وكان بعض أفرادها يركبون في السيران الرهوان والخيل والحمير".
واعتاد أهل دمشق، كما يوثق المؤرخ محمد عبد الجواد القاياتي في كتابه "نفحة البشام في رحلة الشام"، على قضاء نزهاتهم الربيعية على ضفاف الأنهر وفي المروج الخضراء، حيث كانت المناظر الطبيعية تُضفي بهجة ونضارة على هذه الطقوس الاجتماعية. ويصف القاياتي هذه الأجواء: من جملة مناظر دمشق الشائقة ومناظرها البديعة الرائقة ذات النضارة والبهجة، مناظر الأشجار والأنهار في المرجة، فما أنضر هذه البقعة وأحسنها في عين الرائي. كما وصف القاياتي في كتابه الذي نشر في مصر عام 1901 ميلادي أخلاق أهل الشام: أما أخلاق أهلها وطباعهم وعوائدهم وأوضاعهم فهي من أجمل ما يكون في أخلاق العالم.. يلاقون الشخص باللطافة والبشر والبشاشة.
وفي خضم التغيرات المتسارعة التي تعصف بسورية ودمشق، تبرز الحاجة الملحّة لاحترام العادات والتقاليد الاجتماعية التي تشكّل نبض المدينة وروحها. ... السيران الدمشقي، بطقوسه المنظمة وأصالته الاجتماعية، يذكرنا بأن الفرح والاحتفال لا يمكن فصلهما عن الاحترام المتبادل والانسجام الاجتماعي. لذلك يبقى احترام العادات والتقاليد الاجتماعية الدمشقية ضرورة تضمن الحفاظ على الروح الحقيقية للمدينة، وتفتح الباب لفهم أعمق بين أبنائها من جهة وزوارها من جهة أخرى، بعيداً عن الانقسامات والمواقف التي قد تسيء للسلم الأهلي الذي يبدو اليوم في أسوأ أحواله.




## برشلونة يسابق الزمن لتسجيل 5 لاعبين قبل افتتاح الموسم
05 August 2025 06:27 AM UTC+00

يسابق نادي برشلونة الإسباني الزمن لتسجيل خمسة لاعبين قبل افتتاح الموسم الكروي الجديد، إذ لم يتبقَ على موعد ضربة الانطلاقة سوى أسبوعين، ما يضع مجلس الإدارة تحت ضغط متزايد لعدم حرمان النادي الكتالوني من الاستفادة من المستقدمين الجدد أو اللاعبين القدماء الذين يرى المدير الفني الألماني هانسي فليك (60 عاماً)، أنه من الضروري الاعتماد عليهم منذ البداية. 

وكشف موقع راديو "آر إم سي سبورت" الفرنسي، أمس الاثنين، أنّ نادي برشلونة يسابق الزمن لتسجيل لاعبيه الجدد قبل انطلاق الموسم، رغم تطمينات بعض أعضاء مجلس الإدارة، الذين عبّروا عن ثقتهم في التوصل إلى حلّ وشيك. ويأتي في مقدمة الأسماء المنتظرة الحارس الإسباني الشاب خوان غارسيا (24 عاماً)، المرشّح ليكون أساسياً في تشكيلة فليك، بعدما نال ثقته خلال المباريات التحضيرية ضمن الجولة الآسيوية التي خاض خلالها الفريق مواجهات ودية أمام أندية محلية. 

كما أشار الموقع إلى أنّ برشلونة يواجه تحديات كبيرة لتسجيل بقية اللاعبين، وهم الإنكليزي ماركوس راشفورد (27 عاماً)، والسويدي روني بردغجي (19 عاماً)، والحارس البولندي فويتشيك تشيزني (35 عاماً)، إضافة إلى المدافع الإسباني الشاب جيرارد مارتن (23 عاماً)، وجميعهم لم يُدرجوا بعد في القوائم الرسمية المعتمدة من قبل رابطة الدوري الإسباني. 



ويعتمد برشلونة على مجموعة من الأوراق لتسجيل لاعبيه الجدد قبل انطلاق الموسم، أبرزها رحيل الثنائي الإسباني إينياكي بينيا (26 عاماً)، وأوريول روميو (33 عاماً)، ما يوفّر للنادي هامشاً مالياً إضافياً. كما يُعوّل النادي الكتالوني على مصادر تمويلية أخرى لدعم موقفه أمام رابطة الليغا، وفي مقدّمتها العقد المُبرم مع دولة الكونغو، المعروف باسم "قلب أفريقيا"، والذي يُنتظر أن يدرّ على خزائن النادي نحو 44 مليون يورو، ما يُشكّل دفعة قوية في مسار تسجيل اللاعبين الجدد. 

ورغم التحديات المالية والقيود التنظيمية التي تُعقّد مهمة تسجيل اللاعبين، إلا أنّ برشلونة يبدو عازماً على إيجاد الحلول قبل صافرة البداية. وبين التفاؤل الحذر داخل الإدارة والضغط المتزايد من الجماهير، من المنتظر أن تحمل الأيام القليلة المقبلة إجابات حاسمة ستحدد شكل الفريق في موسمه الجديد ومدى قدرة فليك على الانطلاق بالمجموعة التي يراها قادرة على تنفيذ مشروعه الفني منذ الجولة الأولى.




## الكرة المصرية تصدر النجوم إلى الدوريات العربية والأوروبية والأميركية
05 August 2025 06:27 AM UTC+00

مع اقتراب موعد نهاية فترة سوق الانتقالات الصيفية الحالية 2025 بالنسبة لأندية الكرة المصرية المنافسة في بطولة الدوري، بدأت صفقات المغادرين والراحلين تتوالى بشكل لافت للنظر، مع تصدير الدوري المحلي وأنديته العديد من اللاعبين إلى أندية أخرى، خاصة في المنطقة العربية. وشهد الميركاتو الصيفي حتى الآن تصدير أندية كرة القدم المصرية عدداً من اللاعبين للأندية خارج البلاد، وأبرز الصفقات على الإطلاق صفقة بيع النادي الأهلي هدافه الفلسطيني وسام أبو علي (26 عاماً)، إلى كولمبوس كرو الأميركي، التي تعد الصفقة الأكبر في الانتقالات الحالية.

ورحل وسام أبو علي إلى الدوري الأميركي مقابل سبعة ملايين و500 ألف دولار أميركي (ما يقارب 400 مليون جنيه)، حاز عليها النادي الأحمر، إضافة لمليوني دولار إضافات وحوافز مالية، كما تبرز صفقة انتقال الجزائري أحمد قندوسي (26 عاماً)، نجم نادي سيراميكا كليوباترا، ومن قبله الأهلي، إلى نادي لوغانو السويسري، والتي تخطت المليون و500 ألف دولار. ورحل عن النادي الأهلي محترفون له للانتقال واللعب في الدوري التونسي، وتحديداً النجم المخضرم علي معلول (35 عاماً)، العائد من جديد إلى ناديه السابق الصفاقسي، مع إعارة التونسي الثاني محمد كريستو (22 عاماً)، إلى النجم الساحلي لمدة موسم واحد مع خيار الشراء النهائي. 



كما شهد ميركاتو 2025 رحيل لاعبين عن الدوري المصري للاحتراف الخارجي، مثل أكرم توفيق (28 عاماً)، نجم الأهلي السابق المنضم حديثاً إلى نادي الشمال القطري في صفقة انتقال حر، وتكررت التجربة مع لاعب أهلاوي آخر لم يجدد عقده هو رامي ربيعة (32 عاماً)، قلب الدفاع المنضم إلى صفوف نادي العين الإماراتي في صفقة انتقال حر لمدة موسمين مقبلين.

وباع نادي بيراميدز نجمه المصري الموهوب إبراهيم عادل (24 عاماً)، إلى الجزيرة الإماراتي مقابل خمسة ملايين دولار، في صفقة مالية قياسية تعد من أكبر الصفقات المبرمة على صعيد الاحتراف أخيراً، فيما اختار الاحتراف الأوروبي حمزة علاء (24 عاماً)، حارس مرمى النادي الأهلي السابق، الذي لم يجدد عقده مع ناديه ورفض عروضاً محلية بالجملة، أبرزها من بيراميدز، ووقّع لنادي بورتيمونينسي البرتغالي في صفقة انتقال حر.




## بريمر يفتح باب الحلم أمام نيمار.. فهل يعيد يوفنتوس تجربة رونالدو؟
05 August 2025 06:27 AM UTC+00

أثار مدافع المنتخب البرازيلي ونادي يوفنتوس الإيطالي غليسون بريمر (28 عاماً)، تفاعلاً واسعاً بعد تصريحات لافتة تحدّث فيها عن احتمال انتقال مواطنه نيمار جونيور (33 عاماً)، إلى صفوف "البيانكونيري". ولم تمر هذه التصريحات مرور الكرام، إذ جاءت في توقيت حساس قبل انطلاق العد التنازلي لكأس العالم المقرر إقامته في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك خلال الصيف المقبل، ما جعلها تُفسّر باعتبارها رسالة تحفيزية أو دعوة صريحة لإحياء مسيرة نيمار الأوروبية بما يليق بأحد أبرز نجوم الكرة البرازيلية.

وعبّر بريمر في حوار لصحيفة لا غازيتا ديلو سبورت الإيطالية، أمس الاثنين، عن رغبته في انضمام نيمار إلى صفوف يوفنتوس، على غرار انتقال الكرواتي لوكا مودريتش إلى ميلان، والبلجيكي كيفن دي بروين إلى نابولي، وجاء ذلك رداً على سؤال عما إذا كان ينصح مواطنه بإنهاء مسيرته في يوفنتوس، ليجيب مازحاً: "بالطبع، سيكون من الرائع وجود شخص مثله هنا". ورغم أنّ الرّد بدا عفوياً، فإنه أشعل أحلام جماهير فريق "السيدة العجوز"، وأطلق العنان لموجة من الشائعات التي سرعان ما تحولت إلى تحليلات وتوقعات جدية حول مدى واقعية هذه الفرضية في سوق الانتقالات.

وفي هذا الصدد، سلّطت الصحيفة الإيطالية الضوء على إمكانية انضمام نيمار إلى يوفنتوس، حيث تراه أكثر قابلية للتحقق من صفقة البرتغالي كريستيانو رونالدو (40 عاماً)، في عام 2018، التي شكلت سابقة للنادي، ففي ذلك الحين، وصل "الدون" إلى تورينو وهو في سن 33 عاماً، وهو العمر ذاته الذي يبلغه نيمار حالياً، كما أن كليهما وُلد في الخامس من فبراير/ شباط. وتحمل الفكرة التي طرحها بريمر أبعاداً تتجاوز العاطفة، خاصة من حيث توظيفه التكتيكي إلى جانب النجم التركي كنان يلديز، فضلاً عن القيمة الإعلامية الهائلة لاسم نيمار، الذي لا يزال يتمتع بجاذبية تسويقية عالمية نادرة.

وأضافت الصحيفة أنّ نيمار يظل مرتبطاً بأرقام قياسية ضخمة، سواء في سوق الانتقالات أو الرواتب التي يتقاضاها، ففي 2017، حقق انتقاله من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان الفرنسي مقابل 222 مليون يورو رقماً غير مسبوق في تاريخ كرة القدم باعتباره أغلى صفقة حتى الآن، وبعد ذلك، انتقل إلى الهلال السعودي مقابل 90 مليون يورو، مع راتب سنوي ضخم يصل إلى 160 مليون يورو، ولكن مسيرته تعرّضت لانتكاسة بسبب سلسلة من الإصابات الخطيرة، أبرزها تمزق في الرباط الصليبي، ما أبعده عن الملاعب لمدة تزيد على 13 شهراً، وشارك في سبع مباريات فقط وسجل هدفاً وحيداً، وثم في يناير/ كانون الثاني الماضي، فسخ عقده مع الهلال بالتراضي، ليعود إلى نادي سانتوس البرازيلي باحثاً عن استعادة مستواه قبل انطلاق كأس العالم.

ولا يحصل نيمار في سانتوس على راتب مرتفع كما كان في السابق، لكنه استفاد من نظام جديد في التعاقدات، حيث أبرمت شركة إدارة حقوق صورته اتفاقاً خاصاً مع النادي البرازيلي يمنحه راتباً سنوياً مُعتدلاً يقارب مليوني يورو، لكنه في المقابل يحصل على نسبة كبيرة من عائدات الإعلانات المرتبطة باسمه، والتي تقترب من 100 مليون يورو، وهو نموذج مالي يعزز فرص عودته إلى أوروبا، لأنه يسمح للرعاة بالمساهمة بشكل أكبر في تغطية تكاليف الصفقة.



واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أنّ يوفنتوس يمرّ بمرحلة انتقالية معقدة، حيث يركز المدير الرياضي داميان كومولي على بناء فريق متجدد، وتقليص عدد اللاعبين الذين لا يدخلون ضمن خطط المدرب الكرواتي إيغور تودور. ورغم أن نيمار ليس من الأولويات الملحة، إلا أن انضمامه قد يمثل إضافة قيمة للمشروع الجديد مقارنة بصفقة رونالدو، وخاصة أن شروط التعاقد مع النجم البرازيلي أكثر مرونة، بفضل دعم الرعاة، والراتب القابل للتفاوض، والامتيازات الضريبية التي تقدمها القوانين الإيطالية للاعبين الأجانب.




## الحكومة اللبنانية تعقد جلسة بشأن سلاح حزب الله ودعوات لتحريك الشارع
05 August 2025 06:51 AM UTC+00

تتواصل المشاورات السياسية قبل ساعات من جلسة الحكومة اللبنانية في قصر بعبدا الجمهوري للتوصّل إلى صيغة توافق بشأن سلاح حزب الله، خصوصاً في ظلّ التوترات التي بدأ يشهدها الشارع اللبناني وتجلّت ليل أمس الاثنين في الضاحية الجنوبية لبيروت، وعلى وقع الضغوط والتحذيرات الخارجية كما الداخلية من تداعيات "القرارات الرمادية".

وشهدت الضاحية الجنوبية لبيروت، ومناطق أخرى في البقاع والجنوب، مساء أمس الاثنين، تجمّعات دراجات نارية متزامنة لمناصري حزب الله رفضاً لتسليم السلاح، وسط دعوات للخروج بتحرّكات أيضاً اليوم الثلاثاء بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء عند الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، والتي يتصدّر جدول أعمالها بند احتكار الدولة للسلاح، علماً أنّ دعوات مقابلة متفرّقة خرجت عن معارضين للحزب، تحثّ بدورها على تحرّكات مطالِبة ببتّ الملف وتحديد جدول زمني وآلية تنفيذية لسحب السلاح.


بالفيديو.. مسيرات لمُناصري "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت#Lebanon24#لبنان pic.twitter.com/boFVcxYvfE
— Lebanon 24 (@Lebanon24) August 4, 2025



وقالت مصادر رسمية لبنانية، لـ"العربي الجديد"، إنّه "لا اتفاق حتى الساعة على صيغة للقرار الذي سيتخذ في جلسة الحكومة اللبنانية اليوم، علماً أنّ اقتراحات عدّة تم التداول بها لتفادي أي صدام، منها تأجيل البند إلى يوم الخميس". وبحسب المصادر، سيتم عرض ورقة الموفد الأميركي توماس برّاك لمناقشتها، والاستماع إلى مواقف الوزراء بشأنها من دون اتخاذ موقف نهائي، وذلك في خطوة لكسب الوقت وفتح الباب أمام مزيد من المشاورات، إلى جانب تكليف المجلس الأعلى للدفاع أو الجيش اللبناني بوضع تصوّره بشأن مسألة السلاح، وغيرها من المقترحات التي لا يزال الموقف النهائي بشأنها ضبابياً. وأشارت المصادر إلى أنّ "الاتصالات قائمة، ومع جميع الأطراف، من أجل تهدئة الوضع في الشارع وتفادي أي سيناريو أمني، والقوى الأمنية ستقوم بدورها أيضاً لضبط الشارع".

وبحسب معلومات "العربي الجديد"، يقود رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري جهوداً لإقناع حزب الله بحضور جلسة الحكومة مع تقديم ضمانات له بأنه لن يُتخذ قرار بشأن السلاح أو جدول زمني لتسليمه اليوم، وأن يكون التأكيد على حصرية السلاح بيد الدولة، ربطاً بخطاب قسم الرئيس جوزاف عون والبيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام، مع التشديد على المصلحة الوطنية العليا وضرورة انسحاب إسرائيل من النقاط التي تحتلها ووقف اعتداءاتها على لبنان.



وتتمسّك الأحزاب المعارضة لحزب الله، والممثلة بحصة وازنة في الحكومة، على رأسها "القوات اللبنانية" (برئاسة سمير جعجع) و"الكتائب اللبنانية" (برئاسة النائب سامي الجميل)، بضرورة أن يُتخذ اليوم قرار بشأن وضع جدول زمني لسحب سلاح حزب الله وإنجاز ذلك سريعاً، كي لا يخسر لبنان فرصته، و"المساعدة الموعودة أميركياً"، ويفتح عليه أبواب التصعيد العسكري الإسرائيلي، معتبرة أن التهويل بحرب داخلية في حال الضغط لسحب سلاح حزب الله هو ذريعة للمماطلة وعدم البتّ بالملف، داعية الرئيسين عون وسلام إلى اتخاذ موقف حاسم بهذا الشأن.

أما حزب الله، فقد أعرب عن وجهة نظره نائبه علي فياض، أمس الاثنين، بتأكيد "الانفتاح على المعالجة من قلب القرار 1701، والالتزام بوقف إطلاق النار ولكن الأصل بالموضوع يجب الالتزام الصارم بتراتبية الإجراءات التي تحدث عنها في الأصل البيان الوزاري وخطاب القسم والورقة اللبنانية التي قُدِّمت للوسيط الأميركي، وما أكدنا عليه مراراً بأنّ الخطوة الأولى يجب أن تكون التزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية، وإيقاف الأعمال العدائية، وإطلاق سراح الأسرى، وهذه الخطوات التي لا يمكن قبلها الانتقال إلى البحث بأي شيء آخر"، وفق قوله.

ويصرّ حزب الله على أنّ وقف إسرائيل اعتداءاتها بالدرجة الأولى وحصول لبنان على ضمانات بتنفيذ الاحتلال تعهداته، لا سيما بعدما خرق، أكثر من ألفي مرّة، اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وذلك قبل البحث بأي موضوع آخر، علماً أن الردّ الأميركي النهائي على الورقة اللبنانية، غير المعلَن عنه رسمياً، كان برفض تقديم أي ضمانات، وبضرورة أن يتخذ لبنان هو الخطوة الأولى، ولا سيما على صعيد التزامه بسحب السلاح وفق جدول زمني ومراحل واضحة، وبدء الخطوات الجدية بهذا الشأن قبل انتهاء العام الجاري.



وعشية الجلسة الوزارية، تحدثت وسائل إعلام محسوبة على حزب الله عن اقتراحات لتأجيل جلسة الحكومة اللبنانية إلى يوم الخميس لإفساح المجال أمام مزيد من الاتصالات، أو توزيع الورقة الأميركية والتعديلات اللبنانية عليها على الوزراء لدراستها، تمهيداً لاتخاذ قرار بشأنها في جلسة تعقد في اليوم نفسه. وقالت قناة المنار، التابعة لحزب الله، وفق مصادرها، إن "برّاك رفض الملاحظات اللبنانية وطالب الحكومة بأن تناقش الطرح الأميركي الأساسي، والذي يتضمّن وضع جدول زمني لسحب سلاح المقاومة، وترسيم الحدود مع سورية، على أن يُنقل هذا الالتزام إلى إسرائيل لاحقاً لتحديد ما إذا كانت هذه الخطوات كافية لالتزامها باتفاق وقف إطلاق النار"، معتبرة أن "الطلب الأميركي، باختصار، هو استسلام لبناني كامل أمام العدو الإسرائيلي، من دون أي ضمانات تلزمه بالتقيد بالاتفاق، وهو ما يعني تجاهلاً تاماً للمطالب اللبنانية والتعديلات التي وضعتها الحكومة".

وبدأت ملامح الخلاف تظهر بين حزب الله وعون للمرة الأولى منذ انتخابه رئيساً في يناير/ كانون الثاني الماضي، بحيث شنّت قناة المنار، يوم الأحد، هجوماً عليه، ربطاً بمواقفه الأخيرة، خصوصاً أنه في خطابه الأخير لم يأتِ على ذكر الحوار الذي كان يتمسّك به مع الحزب بشأن الاستراتيجية الدفاعية. كما اعتبرت القناة أنّ عون تراجع عن موقف لبنان الرسمي بشأن أولوية وقف إسرائيل اعتداءاتها على الأراضي اللبنانية وانسحابها من النقاط الخمس جنوباً وإطلاق سراح الأسرى، وإطلاق مسار إعادة الإعمار.




## أميرة غنيم وتحرير بورقيبة من أسطورته
05 August 2025 07:00 AM UTC+00

يصادف أول أمس، الثالث من أغسطس/آب، ذكرى ميلاد الحبيب بورقيبة الذي اعتادت تونس الاحتفال به أياماً إلى حدود انقلاب 1987، الذي طمس الذكرى قبل أن تكتم نهائياً بجنازته في إبريل/نيسان من عام 2000. بعد الثورة عاد ميلاده مناسبة للاحتفال لدى البورقيبيين، في حين اختارت الروائية أميرة غنيم تذكره في مناسبة أخرى، هي يوم رحيله من خلال "العظماء يموتون في أفريل" (منشورات ميسكيلياني، 2025)، رابع أعمالها الروائية، خصصته لتناول سيرة "المجاهد الأكبر"؛ اللقب الذي كانت تطلقه وسائل الإعلام التونسية في عهده، محاولة فك سيرة ملغزة عبر فتح أقفالها من خلال مفاتيح ثلاثة، هي: الأسطورة والسلطة والنساء.

الأسطورة

على الرغم من الطابع التاريخي الصريح لهذه الرواية، إلا أنها كانت مسكونة منذ البداية ببعد غرائبي يلائم بطلها، بداية من النذر والنبوءات التي رافقت بورقيبة منذ تكوينه جنيناً، عندما بشّرت به العرّافة على هيئة الدلفين، ذلك الحيوان المحبوب والمبجّل منذ القَدم عند أهل الساحل: "دنفير يخرج من شطوط المستير... دول العالم فيه تحير"، وتلك كانت النبوءة الخاصة بأمّه.

هذا المعطى الأسطوري، لم يكن مجرد نكهة تشويق مضافة لحبكة السرد، بل هو من صميم الحضور البورقيبي في المخيال الجمعي، فبعض هذه القصص صنعتها ماكينة الدعاية لسنوات، وأخرى اخترعتها الأذهان في سياق الانبهار بـ"باني الأمة"، وفي أحيان أخرى، صنعها الزعيم نفسه، لا من منطلق دعائي فحسب وإنما عن إيمان صادق بها، إذ إن بورقيبة آمن بعظمته المتجاوزة للوطن نفسه، ولم يعتبر نفسه مجرّد زعيم للتونسيين، بل موجداً هوية وطنهم.

"أنا الذي أصغى إليّ التاريخ، أملي عليه اتجاهه"، هكذا تكتب غنيم على لسانه، حتى وهو في أضعف حالته، ولعل المفارقة هنا تكمن في أن مشاعر العظمة هذه تأخذه في حالات الضعف والهشاشة أكثر من غيرها، ففي خلال وجوده بمراكز اعتقال سلطات المستعمر الفرنسي وكذلك في المنافي، سيرى في نفسه معادلاً لأساطير الشمال الأفريقي، فهو حيناً يجد نفسه مكان يوغرطة ثائراً ضدّ الرومان، وحينا آخر بيده ورقة يقرأ فيها "لا تأمن جانبهم يا حنبعل، ولا تعد إلى قرطاج إلا مظفراً منصوراً"، ومع انتصاره وتتويجه زعيماً أمسى بطلاً فوق الاثنين، ليتراجعا إلى مجرّد تمثالين يزينان مكتبه.

البحث عن السلطة

تغيب مرحلة استلام بورقيبة للسلطة من الرواية، إذ ينتهي العمل، لحظة بلوغ النضال الوطني مرحلته النهائية في سبيل نيل الاستقلال سنة 1956، ليكون أول باي يحكم البلاد حكماً مطلقاً بعد أن أطاح سلالة البايات الأتراك، وهذه المرحلة من عمر الزعيم، وهي الأكثر دلالة وتأثيراً، فعند محاولة زوجته مفيدة لوران أن تبتز سلطته، أزاحها عن مشاركته للحكم عبر الطلاق. ببساطة، يمكن لهذه الرواية، أن تكون رواية البحث عن السلطة، والطريق الذي سلكه الشاب الأعزل من كل مجد عائلي أو ثروة في سبيل ذلك. 


تضيء الرواية طريق الشاب الأعزل من الثروة والنسب إلى الحكم


مبكراً أدرك الطفل، أين يكمن حلمه، فهناك مشهد في الرواية، لأيامه الأولى في الحاضرة، عندما شاهد لأول مرّة مركب ملك البلاد أو الباي، فأثار في نفسه الانبهار، ثم الحسد وعزم على أن يكون آخر من يجلس وسط تلك العربة الفخمة، ورسّخ ذاك المشهد في نفسه هذا الحلم أكثر؛ كل مظاهر الاحتقار التي أبداها له أعيان المدينة ونخبها، أكثر من المستعمرين الفرنسيين أنفسهم، فمنذ البداية، عجّت الرواية بمظاهر الصراع والكراهية الداخلية والتي ربّما احتلت من قلب بطلها، مكانة جاوزت كرهه للمحتل، لكنه أدرك أن سحق أولئك لن يتم له إلا بهزيمة المظلة الكبرى؛ صورة الباي نفسه.

في أعمال أدبية سابقة، تناولت نضال بورقيبة قبل الاستقلال، يظهر الرجل مجاهداً يضحي بكل شيء في سبيل تحرير وطنه، بقطع النظر عن أي نتيجة ذاتية، إذ دشّن هذا التيار، أحد آباء الرواية التونسية، وهو البشير خريّف في روايته "الدقلة في عراجينها" (1959)، ثم أخذ المنحى منعرجاً آخر مع أعمال دعائية بحتة مثل "معركة التجنيس" (1986) لحمادي بن حمّاد، في حين كان الواقع مختلفاً، وهو ما حاولت أميرة غنيم، مقاربته، من خلال التركيز على تلك الخلطة المعتملة في قلب بطلها، بداية من حب الوطن والرغبة الصادقة في استقلاله ووصولاً للرغبة في امتلاكه وحكمه والسيطرة عليه، ولو كان ذلك على حساب الأقرباء من جهة، بل وعلى حساب دماء كثيرين ممّن دفعتهم كلمات الرجل وخطبه لخوض معارك، أذكاها هو بنفسه، وكل ذلك في سبيل عجلة تاريخ آمن بأن حركتها تستوجب دفع ثمن ما، ولو كان "إحراق من حوله... وابتلاع الناس كالوحش الذي لا يشبع"، كما كتبت غنيم على لسان زوجته الأولى، قبل أن يضحي بها أيضاً، من أجل سلطة لا يمكن أن تكتمل إلا رفقة سيدة أخرى وهي وسيلة بن عمار.

النساء

في شوارع باريس، التقى الطالب الشاب الحبيب أحد المشردين الذي باح له بمصيره، مصير لن يكون مفترقاً في أي مرحلة عن النساء، في السجن أو في المنفى، أو حتى في القصر، إذ حدّثه المشرد عن أربع نساء، أولى ترفعه ويضعها ومنها نسله، أما الثانية فيرفعها وتضعه ومعها مجده، وثالثة تسير به إلى حتفه ورابعة توصله إلى قبره، ومن خلال هذا المشهد الغرائبي، حاولت غنيم وضع القارئ منذ البداية، أمام فاعل رئيس في تجربته وربما حتى في خياراته السياسية الكبرى فيما بعد، والتي كثيراً ما بقيت محل تجاذب، فما الذي دفع الزعيم لاتخاذ قرارات ثورية لصالح النساء وحقوقهن بالرغم من الظروف السياسية المعاكسة والتي كادت تودي بسلطته الفتية؟ 

عن هذا السؤال، عادة ما تجيب مؤلفات التاريخ الرسمي، بالخيارات التحديثية للرجل ورؤاه التنويرية، بعيداً عن الذاتي، وفي المقابل تذهب أعمال أخرى، خاصة تلك التي حاولت رسم تاريخ بديل وربما مناقض للطرح الرسمي، إلى رسم صورة أقرب للشبقية في تجربة بورقيبة، يصبح فيها الميل إلى النساء بوصفه رغبة أو نزوة، وسيلة تكتيكية ودافعاً لكل خيراته دون استثناء، ولعل كتاب الصحافي صافي سعيد "بورقيبة سيرة شبه محرّمة" بأسلوبه الروائي، عمل تأسيسي في هذا الباب، وبالعودة لتجربة غنيم الأدبية، لا يمكن فصل روايتها "تراب سخون" عن هذه الموجة، فتبدو الرغبة، الثيمة الطاغية على كل الرواية وعلى علاقة بورقيبة ببطلتها، زوجته الثانية وسيلة بن عمار. 


أربع نساء رسمن ملامح شخصيته وسلطته وخياراته السياسية
 


في روايتها الجديدة، يتحرّر العمل أكثر من هذا الربط، بالرغم من حضور النساء المضاعف فيه، وذلك عندما يتكشف وجه نسائي جديد، وعلاقة مختلفة معه، هذا الوجه هو وجه أمه فطّومة التي حملت به في سن الأربعين، فمنحت غنيم هذا الخط من القصة، حيزاً كبيراً في الرواية، بالرغم من أن الطفل لم يمض مع والدته الكثير، قبل أن يرسله والده نحو تونس العاصمة، لكنها كانت فترة كافية لتطبع في قلبه مشاعر حب وامتنان لم تتكدر إلى النهاية. قلة فقط لم يتغير حب الزعيم لهم، وربما هم اثنان فقط: حبه لنفسه وحبه لأمه، ومع كل خيبة أو نكسة، إلا وزاد حبه وامتنانه لها، باعتبارها المرأة الوحيدة في حياته التي أحبته عن صدق وعانت من أجله.

وربما من أجلها، قام في النهاية بما قام به ذات يوم من صيف 1956، عندما منح للنساء، ما لم يقم به غيره، وهو فصل آخر لم تكتبه غنيم في الرواية، أو لعله يكون فصلاً في رواية قادمة، ضمن مشروع أدبي أمسى حضور بورقيبة فيه صراحة في آخر عملين، أو تلميحاً في رواية "نازلة دار الأكابر" معطى شبه ثابت.


* كاتب وباحث تونسي






## الداخلية السورية تعلن القبض على قاتل الممثلة ديالا الوادي
05 August 2025 07:20 AM UTC+00

أعلنت وزارة الداخلية السورية، أمس الاثنين، إلقاء القبض على قاتل الممثلة ذات الأصول العراقية ديالا الوادي داخل منزلها في حي المالكي بدمشق، بعد جريمة أثارت استنكاراً واسعاً لدى السوريين. وصرّح قائد الأمن الداخلي في محافظة دمشق العميد أسامة محمد خير عاتكة، عبر صفحة الوزارة على "فيسبوك"، بأنّ فرع المباحث الجنائية تمكّن، في أقل من 24 ساعة، من كشف ملابسات جريمة القتل التي وقعت في حي المالكي بالعاصمة، وذلك عقب تلقي بلاغ بالعثور على جثة ديالا الوادي داخل منزلها.

وأضاف: "فور ورود البلاغ، توجّهت الدوريات والفرق المختصة إلى موقع الحادث، حيث باشرت بجمع الأدلة ومراجعة كاميرات المراقبة ومقاطعة المعلومات. وقد بيّنت التحقيقات الأولية أنّ المغدورة كانت تستعين بعاملة للتنظيف، اعترفت لاحقاً بتنسيقها مع شخص آخر لقتل الضحية بدافع السرقة"، وأشار إلى أنه تم توقيف المتورطَين في الجريمة، ولا تزال التحقيقات جارية لمعرفة كامل ملابساتها، تمهيداً لإحالتهما إلى القضاء المختص.

وأثار مقتل ديالا الوادي موجة غضب واستنكار لدى سكان دمشق، لا سيما مع تكرار حوادث السرقة والقتل في مناطق يُفترض أنها آمنة ومحصّنة، وسط مطالبات بتشديد الإجراءات الأمنية وتكثيف الدوريات في الأحياء السكنية. ولم تورد وزارة الداخلية السورية تفاصيل إضافية حول كيفية وقوع الجريمة، إلا أنّ شبكات إخبارية محلية أفادت بأنّ ديالا، التي تحمل الجنسيتين العراقية والبريطانية، قُتلت خنقاً خلال عملية سطو مسلّح على منزلها، بعدما لاحقها أحد الأشخاص واقتحم المكان بنيّة السرقة.

وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أنّ "الجاني طارد الضحية حتى مدخل منزلها، قبل أن يقتحمه وينفّذ جريمته، مستولياً على مبالغ مالية ومصاغ ذهبي، ثم لاذ بالفرار". وبعد إلقاء القبض على المشتبه بهما، أوضحت وزارة الداخلية أنّ مرتكب الجريمة يُدعى "ح. م."، وأنّ زوجته "ج. ب."، التي كانت تعمل مدبرة منزل لدى الضحية، هي التي نسّقت العملية، وأنّ الجريمة ارتُكبت بدافع السرقة. وأظهرت لقطات مصوّرة بثّها رواد مواقع التواصل الاجتماعي عناصر من الأمن السوري وهم يقتادون الجاني إلى منزل ديالا لتمثيل الجريمة.

وأكّد وزير العدل السوري مظهر الويس، في تدوينة على منصة إكس، أنّ وزارة العدل "تتابع بكل جديةٍ وحزمٍ الإجراءات القضائية المتخذة بحق المتورطَين، اللذين أُلقي القبض عليهما بفضل الجهود الحثيثة لعناصر وزارة الداخلية، وبإشراف مباشر من المحامي العام الأول بدمشق". وحثّ الوزير على "الإسراع في إنجاز التحقيقات والمحاكمة بما يضمن تحقيق العدالة الناجزة، وتطبيق أقصى درجات العقوبة الرادعة وفقاً للقانون، بما يكون عبرةً لكل من تسوِّل له نفسه المساس بحرمة الأرواح البريئة".



ونعى فرع نقابة الفنانين السوريين في دمشق الفنانة الراحلة، في بيان نُشر عبر صفحته في "فيسبوك". ديالا الوادي هي ابنة الموسيقي العراقي الراحل صلحي الوادي، مؤسّس المعهد العالي للموسيقى والدراما في دمشق، ومدير المعهد الموسيقي العربي الذي أصبح يحمل اسمه لاحقاً. عُرفت بحضورها في الوسطين الفني والثقافي، وشاركت في العديد من العروض المسرحية والأعمال التلفزيونية خلال السنوات الأخيرة.

وُلد صلحي الوادي في العراق عام 1934، وهاجر إلى سورية في شبابه، حيث ساهم في تأسيس الحركة الموسيقية الأكاديمية السورية، وأنشأ المعهد العالي للموسيقى والدراما بدمشق، كما كان المؤسّس والقائد الأول للأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية التي انطلقت عام 1993. وسارت ديالا الوادي على خطى والدها، فالتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق وتخرّجت منه عام 1986، وشاركت في عدد من الأعمال المسرحية والدرامية، قبل أن تختار الابتعاد عن الأضواء في السنوات الأخيرة وتعيش حياة هادئة في دمشق.




## تراجع أرباح أرامكو السعودية 22% في الربع الثاني من 2025
05 August 2025 07:39 AM UTC+00

أعلنت شركة أرامكو السعودية للنفط، اليوم الثلاثاء، انخفاض أرباح الربع الثاني من العام 22% نتيجة لتراجع الإيرادات بشكل رئيسي. وقالت أكبر شركة مصدرة للنفط في العالم إنها حققت صافي ربح بلغ 22.7 مليار دولار في الأشهر الثلاثة المنتهية في 30 يونيو/ حزيران، وهو ما يقل عن متوسط تقديرات الشركة من 17 محللاً والبالغ 23.7 مليار دولار.

وبلغ متوسط سعر النفط الخام المحقق لشركة أرامكو 66.7 دولاراً للبرميل في هذا الربع، بانخفاض عن 85.7 دولاراً في الربع الثاني من عام 2024 و76.3 دولاراً في الربع الأول من هذا العام. وأكدت الشركة، وهي مصدر رئيسي لتوفير النقد للدولة السعودية، توزيع أرباح إجمالية قدرها 21.3 مليار دولار للربع الثاني، منها حوالي 200 مليون دولار أرباح مرتبطة بالأداء، وهي آلية جرى تطبيقها بعد الارتفاع المفاجئ في أسعار النفط في عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وفي مارس/ آذار، أعلنت أرامكو أنها تتوقع إجمالي توزيعات أرباح بمقدار 85.4 مليار دولار لعام 2025، بانخفاض قدره 37% عن توزيعاتها التي تجاوزت 124 مليار دولار في العام السابق. ووفق بيانات منظمة أوبك، ارتفع إنتاج السعودية من النفط في الربع الثاني من العام الجاري 2.8% على أساس سنوي، إلى 9.18 ملايين برميل يومياً.

وتملك الحكومة السعودية راهناً 81.5% من أسهم أرامكو وتعتمد على إيراداتها لتمويل مشاريع "رؤية 2030" التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والرامية إلى تنويع مصادر الدخل، وجعل المملكة مركزاً للأعمال والسياحة والرياضة. وفي بيان ميزانيتها لعام 2025، تتوقع المملكة إنفاقاً إجمالياً قدره 342 مليار دولار (1.285 تريليون ريال سعودي)، مع استمرارها في الاستثمار في مشاريع لتنويع الاقتصاد بعيداً عن عائدات النفط، التي تُمثل حوالي 61% من إجمالي إيرادات الحكومة السعودية.

وقالت وزارة المالية السعودية، في بيان لها، يوم الخميس الماضي، إنّ الميزانية التقديرية لعام 2025 بيّنت أن الإيرادات 1.18 تريليون ريال والمصروفات 1.28 تريليون ريال والعجز 101 مليار ريال (نحو 27 مليار دولار)، مشيرة إلى أن الدين العام للمملكة بلغ 1.38 تريليون ريال بنهاية الربع الثاني.





وكان صندوق النقد الدولي قد أشار إلى أنّ المملكة تحتاج إلى أن يتجاوز سعر برميل النفط 90 دولاراً لتحقيق التوازن في الميزانية، في حين تدور الأسعار حالياً حول 68 دولاراً للبرميل. ورفع صندوق النقد الدولي في يونيو/ حزيران الماضي، توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للمملكة في 2025 من 3 إلى 3.5%، لأسباب منها الطلب على المشروعات الحكومية وبدعم من خطط تحالف "أوبك+" للتخلص التدريجي من تخفيضات إنتاج النفط.



نمو القطاع الخاص غير النفطي في السعودية

في المقابل، أظهر تقرير مؤشر بنك الرياض لمديري المشتريات، اليوم الثلاثاء، أنّ القطاع الخاص غير المنتج للنفط في السعودية شهد نمواً قوياً في يوليو/ تموز، وإن كان بوتيرة أبطأ من الشهر السابق، إذ ازداد خلق فرص العمل استجابة للطلب المحلي القوي. وانخفضت القراءة الرئيسية لمؤشر مديري المشتريات إلى 56.3 في يوليو من 57.2 في يونيو، وظل المؤشر أعلى بكثير من مستوى 50 الذي يشير إلى نمو النشاط.

وقال نايف الغيث، وهو خبير اقتصادي أول في بنك الرياض، إنّ "الاقتصاد غير المنتج للنفط في السعودية حافظ على مسار نمو قوي في شهر يوليو، مدعوماً بارتفاع الإنتاج والأعمال الجديدة واستمرار خلق فرص العمل". وعيّنت الشركات موظفين للتعامل مع تزايد حجم العمل والطلبيات الجديدة. وأشار الاستطلاع إلى ارتفاع حاد آخر غير مسبوق في التوظيف بعد نمو قياسي لعدد الوظائف في يونيو على مدى الأربع عشرة سنة الماضية. 

وتباطأ نمو الإنتاج إلى أدنى مستوى منذ يناير/ كانون الثاني 2022، إذ أبلغت الشركات عن تحديات مثل زيادة المنافسة وانخفاض إقبال العملاء. وانخفضت طلبيات التصدير الجديدة لأول مرة في تسعة أشهر مما سلط الضوء على صعوبات كسب عملاء أجانب. وتراجعت ضغوط التكلفة قليلاً مع تباطؤ تضخم أسعار المدخلات عن متوسط الربع الثاني. ومع ذلك، استمر ارتفاع تكاليف العمالة بشكل حاد وتقديم الشركات مكافآت للاحتفاظ بالعاملين. ولا تزال الشركات متفائلة، رغم التباطؤ، بشأن النشاط في المستقبل بدعم من ظروف السوق المرنة والطلب القوي من العملاء، لكن التفاؤل بشكل عام عند أدنى مستوى منذ يوليو 2024.

(رويترز، العربي الجديد)




## الضفة الغربية | إصابة عدة فلسطينيين إثر اقتحام قبر يوسف في نابلس
05 August 2025 07:47 AM UTC+00

أصيب عدد من الفلسطينيين، فجر اليوم الثلاثاء، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي ومجموعات من المستوطنين قبر يوسف، شرقي نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، في حين واصلت قوات الاحتلال سياسة الاقتحامات اليومية لمدن وقرى الضفة وما يرافقها من اعتقالات وتخريب للأملاك العامة والخاصة.

وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، إصابة سبعة فلسطينيين في مدينة نابلس، بينهم مسن، بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع. وبحسب مصادر محلية لـ"العربي الجديد" اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي قبر يوسف، شرقي المدينة، لتأمين اقتحام المستوطنين للمكان، الذين أدّوا طقوساً تلمودية فيه. وأشارت المصادر إلى أن مواجهات اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال في الشوارع المحيطة بمنطقة القبر، ما أوقع عدة إصابات بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، كما أطلقت قوات الاحتلال الرصاص تجاه مركبة دون وقوع إصابات، ثم انسحبت قوات جيش الاحتلال والمستوطنين نحو الساعة الرابعة فجراً بالتوقيت المحلي.


مستوطن يلتقط صورة خلال اقتحام جماعات المستوطنين قبر يوسف في المنطقة الشرقية بمدينة نابلس pic.twitter.com/z633raZMKw
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 5, 2025



إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، شقيقين من بلدة دورا جنوبي الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، عقب اقتحام منزليهما وتفتيشهما والعبث بمحتوياتهما. وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، اقتحمت قوات الاحتلال حي سنجر في بلدة دورا، واعتقلت الشقيقين، سامي ومحمد يوسف أبو عرقوب، واقتادتهما إلى جهة غير معلومة.

وأشارت "وفا" إلى أن قوات الاحتلال اعتدت عليهما بالضرب المبرح ونكّلت بهما خلال عملية المداهمة والاعتقال. كما نصبت قوات الاحتلال عدة حواجز عسكرية على مداخل مدينة الخليل وبلداتها وقراها ومخيماتها، وأغلقت عدداً من الطرق الرئيسية والفرعية بالبوابات الحديدية والمكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية.



وفي محافظة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، أفادت "وفا" باقتحام الاحتلال، فجر اليوم الثلاثاء، مدينة البيرة وبلدة سلواد، شمال شرقي رام الله، بالإضافة لقرية المزرعة الغربية شمال غربي المدينة. وعمدت قوات الاحتلال إلى اعتقال أربعة شبان فلسطينيين بعد مداهمة منازلهم والعبث بمحتوياتها.

وقالت وسائل إعلام فلسطينية محلية إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت، صباح اليوم، بلدة السموع جنوب الخليل وبلدة عنيتا شرق طولكرم، كما شنت حملة اعتقالات خلال اقتحام بلدة برطعة شمالي جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة.


قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحام بلدة برطعة شمال جنين pic.twitter.com/EtLXmrVbhy
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 5, 2025






## نمو الأعمال غير المنتجة للنفط في الإمارات عند أدنى مستوى بـ4 سنوات
05 August 2025 07:47 AM UTC+00

أظهر مسح، اليوم الثلاثاء، تباطؤ النمو في الأعمال غير المنتجة للنفط في الإمارات إلى أضعف وتيرة منذ أكثر من أربع سنوات في يوليو/ تموز، إذ أثر التوتر الجيوسياسي على الطلب. وانخفض المؤشر ستاندرد آند بورز غلوبال لمديري المشتريات في الإمارات المعدل في ضوء العوامل الموسمية إلى 52.9 في يوليو من 53.5 في يونيو/ حزيران، مسجلاً أدنى مستوى منذ يونيو 2021.

وعلى الرغم من أنّ المؤشر لا يزال أعلى من مستوى 50، وهو ما يشير إلى النمو، فإن معدل التوسع كان أضعف من الاتجاه الذي أظهره المسح على المدى الطويل. وقال ديفيد أوين، وهو خبير اقتصادي أول في "ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس"، إنّ "أحجام الطلبات الجديدة ساعدت الشركات على التوسع، لكن هذا الاتجاه آخذ في التراجع، حيث تشير أحدث البيانات إلى أضعف ارتفاع في الأعمال الجديدة الواردة منذ ما يقرب من أربع سنوات".

وأضاف "في حال تراجع التوترات الإقليمية، فقد نشهد تعافياً في نمو المبيعات في الأشهر المقبلة". وكان التباطؤ مدفوعاً إلى حد بعيد بتردد بعض العملاء في اتخاذ قرارات إنفاق جديدة بسبب التوترات الجيوسياسية في المنطقة، إلى جانب ضعف النشاط السياحي والظروف غير المواتية الناجمة عن اضطرابات التجارة العالمية. وزادت الطلبيات الجديدة، ولكن بأبطأ وتيرة منذ منتصف عام 2021.



وعلى الرغم من تباطؤ الطلب، واصل الإنتاج النمو بشكل حاد "مع سعي الشركات إلى منع المزيد من التراكم في الأعمال غير المنجزة". ومع ذلك، تراجع نمو التوظيف، مسجلاً أضعف ارتفاع في أربعة أشهر، وواجهت الشركات تحديات في إنجاز العمل في الوقت المحدد. وارتفعت ضغوط كلفة مستلزمات الإنتاج قليلاً، ما دفع الشركات إلى رفع أسعار مبيعاتها، لكن الزيادة كانت طفيفة.

واستمر التفاؤل حيال النشاط المستقبلي، مدفوعاً بالآمال في تعزيز مستويات الطلب، على الرغم من تراجع الثقة قليلاً وسط حالة عدم اليقين التي تسود الاقتصاد العالمي واحتدام المنافسة. وأظهر القطاع غير النفطي في دبي انتعاشاً قوياً، إذ ارتفع مؤشر مديري المشتريات الخاص به إلى 53.5 في يوليو من 51.8 في يونيو، مدفوعاً بتحسن أقوى في أحجام المبيعات. 

(رويترز)




## زلزال بقوة 5.4 يضرب جنوب شرقي إيران وإغلاق محافظات بسبب الحر
05 August 2025 07:58 AM UTC+00

وقع صباح اليوم الثلاثاء زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر، ضرب محافظة كرمان جنوب شرقي إيران، وفق ما أعلن التلفزيون الإيراني. وأفاد مركز رصد الزلازل التابع لجامعة طهران، وفق ما نقلته وكالة الأناضول، بأنّ الزلزال وقع على عمق 28 كيلومتراً من سطح الأرض وكان مركزه منطقة زهكلوت الواقعة على الحدود بين محافظة كرمان ومحافظة سيستان وبلوشستان، ما أدى إلى اهتزاز المنطقة. وسُجّل الزلزال عند الساعة 8:36 صباحاً بالتوقيت المحلي في إيران (+3:30 توقيت غرينتش)، ولم يذكر المركز ورود بلاغات فورية عن خسائر بشرية أو مادية جراء الزلزال.

وفي 20 يونيو/ حزيران الماضي، وفي خضم الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ضرب زلزال كبير بقوة 5.5 درجات على مقياس ريختر محافظة سمنان وسط إيران على عمق 17 كيلومتراً، وبُعد 36 كيلومتراً عن مدينة سمنان مركز المحافظة. وتقع إيران على خطوط زلازل، وبين حين وآخر يضرب زلزال إحدى مناطقها، وكان آخر زلزال كبير قد وقع عام 2017 في مدينة سربل ذهاب بمحافظة كرمانشاه (غرب)، وأدى إلى مصرع أكثر من 430 شخصاً وإصابة تسعة آلاف بجروح متفاوتة، كما خلّف أضراراً في نحو ألفَي قرية.



وفي سياق آخر، وبسبب موجة حرّ شديدة تشهدها إيران هذه الأيام، أعلنت السلطات إغلاق كلّ الدوائر والمؤسسات الحكومية والمراكز التعليمية في نحو عشر محافظات من أصل 31 محافظة في البلاد، ويستمر إغلاق بعض هذه الدوائر والمؤسسات والمراكز حتى يوم الخميس في 7 أغسطس/ آب الجاري. كذلك قررت محافظات أخرى تقليص ساعات العمل في الدوائر والمراكز الرسمية.

ويرتبط هذا الإغلاق إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة بالعجز في شبكة الطاقة، وذلك في إطار جهود ترشيد استهلاك الكهرباء، ومنع حدوث انقطاعات واسعة النطاق في البلاد. وفي هذا الصدد، أعلنت محافظة طهران، أمس الاثنين، أنه نظراً لارتفاع درجات الحرارة والحاجة إلى ترشيد استخدام الطاقة بكفاءة، فقد تقرّر تعطيل عمل الأجهزة التنفيذية في محافظة طهران يوم غدٍ الأربعاء.

وتهدف هذه الخطوة إلى إدارة أفضل لاستهلاك الطاقة والمياه، والحد من الضغط الشديد على شبكة الكهرباء والمياه. وستستمر فقط المؤسسات الخدمية والإغاثية في أداء مهامها خلال العطلة، لضمان تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين. وفي بعض المحافظات، لم تُعلن عطلة تامة، بل جرى تقليص ساعات العمل الرسمي في الدوائر الحكومية، في محاولة لتخفيف الأحمال الكهربائية ودعم استقرار الشبكة الوطنية.

وبحسب تقييمات رسمية، فإنّ 52 مدينة في 29 محافظة، بما في ذلك طهران، مشهد، أصفهان، أراك، بندرعباس ويزد، تواجه حالياً أزمة مائية حادّة، ما يعني أن نحو نصف سكان المدن في إيران معرّضون باستمرار لخطر انقطاع مياه الشرب.




## هل يُقدم نتنياهو على احتلال قطاع غزة فعلاً وماذا يقترح معارضوه؟
05 August 2025 08:04 AM UTC+00

تدرك إسرائيل مخاطر إقدامها على احتلال قطاع غزة كاملاً رغم تدمير معظمه في حرب الإبادة المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومنها تسبب العمليات العسكرية بمقتل المحتجزين الإسرائيليين وجنود في جيش الاحتلال، فضلاً عن استنزاف الجنود وإرهاقهم جسدياً ونفسياً، وما يترتب على ذلك من كلفة عسكرية واقتصادية وجوانب أخرى، منها أمنية.

وعليه، فإنّ قرار احتلال القطاع، الذي نُسب إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، على لسان مسؤول سياسي في ديوانه، أكثر تعقيداً مما يبدو، خاصة في ظل طرح قادة الجيش تصورات أخرى للتعامل مع القطاع، بعضها قد يناقش اليوم. وربما يوظف نتنياهو هذه التصريحات في سبيل الضغط على حركة حماس لإبرام اتفاق بشروط إسرائيلية، بالإضافة إلى إشباع رغبات شركائه في الائتلاف الحكومي الذي يتغذى على تصريحات دموية تؤيد التهجير والإبادة ويحرص بقدر الإمكان على تحويلها إلى خطوات عملية.

ومن المتوقع أن يعرض رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير في جلسة أمنية مصغّرة، مرتقبة اليوم الثلاثاء، بمشاركة نتنياهو، ووزير الأمن يسرائيل كاتس، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ورئيس شعبة العمليات إسحاق كوهين، خطط الجيش لاستمرار تطويق مخيّمات الوسط واستنزاف حماس داخل مدينة غزة، عبر غارات جوية، وعمليات دهم، وتدخلات من وحدات الكوماندوز. وصرّح كاتس، الثلاثاء، بأن الجيش سيُطبّق سياساته تجاه غزة "باحترافية"، والتي قد تُحدّد عقب اجتماع مجلس الوزراء الأمني اليوم.



ويُقدّر الجيش الإسرائيلي أنّ احتلال هذه المناطق سيكون مكلفاً للغاية على مستوى حياة الجنود والمحتجزين. في المقابل، من المتوقع أن يطالب نتنياهو، وفق ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت، بخطط بديلة تشمل احتلالاً كاملاً للقطاع، إضافة إلى تقدير للجدول الزمني ومرحلة "تطهير" قد تستغرق وقتاً أطول بكثير، شبيهة بما حدث في الضفة الغربية المحتلة، والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم. وتهدف العملية التي يقترحها، في نهاية المطاف، إلى انتقال السيطرة على غزة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، ما يعني إقامة إدارة عسكرية.

وتحمل فكرة اتخاذ قرار باحتلال القطاع تبعات ضخمة، بحسب الصحيفة، إذ قد تؤدي إلى "تفكك" الجيش الإسرائيلي وفرض عزلة دولية غير مسبوقة على إسرائيل. ولهذا، تنظر الجهات الأمنية بعين الشك إلى التصريحات الأخيرة الصادرة عن مكتب رئيس الحكومة بشأن خطة الاحتلال، خاصة أن نتنياهو لم يسبق له الإقدام على مخاطرة بهذا الحجم.

وبالرغم من الإحاطة الاستثنائية التي صدرت أمس بأن "القرار قد اتُخذ، ونتنياهو قرر احتلال غزة، ومن يعارض فليستقِل"، في إشارة إلى زامير، نقلت صحيفة معاريف العبرية، اليوم الثلاثاء، عن مصادر مطّلعة، أنّ الصورة أكثر تعقيداً، وأنّ نتنياهو لم يتخذ قراراً نهائياً بعد بشأن مسار "العمل" المقبل في غزة. علاوة على ذلك، فإنّ الصياغة التي تقول "نتنياهو قرر" تُعد إشكالية، إذ إنّ رئيس الحكومة لا يقرر بشكل منفرد، بل تُتخذ القرارات ضمن الكابينت المصغّر والمجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت).



وزعم المسؤولون ذاتهم أنّ رئيس الحكومة أدرك أن لا جدوى من انتظار حماس بشأن الاتفاق، وهناك حاجة الآن إلى اتخاذ قرار سريع بشأن المرحلة التالية من الحرب. ومع ذلك، في هذه المرحلة، لم يُجر بعد نقاش رسمي بشأن احتمال احتلال القطاع، وذلك بسبب عدم انعقاد "الكابينت" منذ ثلاثة أسابيع، وهو وضع يصفه وزراء فيه بأنه "غريب ومثير للدهشة".

في بداية اجتماع الحكومة هذا الأسبوع، أعلن نتنياهو عن نيته عقد الكابينت السياسي - الأمني في وقت لاحق من هذا الأسبوع. ويرى بعض المسؤولين في الحكومة أن هذا الإعلان يحمل رسالة تهدئة لوزراء الكابينت الذين أعربوا في الآونة الأخيرة عن غضبهم بسبب إقصائهم عن دائرة صنع القرار. وبحسب التقديرات، فإنّ الإحاطة الحازمة التي نُشرت مساء أمس باسم مصدر سياسي حول احتلال القطاع، جاءت ردَ فعل من نتنياهو على التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس الأركان إيال زامير، والتصريحات التي نُشرت باسمه أو باسم مسؤولين أمنيين كبار، والذين عارضوا احتلال غزة وأيدوا خطة لتطويق القطاع. ويبقى الخلاف في الوقت الحالي حول سبل التحرك الممكنة في غياب صفقة، وبالأساس بين اللجوء إلى خيار الاحتلال الكامل للقطاع، وخيار التطويق والضغط المكثف.

ونقلت "معاريف"، اليوم، عن مصدر عسكري لم تسمه، رداً على التصريحات المتعلقة بمستقبل زامير: "من يريد إقالة رئيس الأركان فليتفضل.. زامير قال أكثر من مرة إنهم إذا كانوا يعتقدون أن لديهم شخصاً أفضل لتولي المنصب، فليتفضلوا بتعيينه". ويرى جيش الاحتلال، وفق الصحيفة ذاتها، أن البقاء في المناطق المكتظة، حتى بعد "تطهيرها"، يُشكّل خطراً على القوات. لذلك، فإنّ قرار رئيس الأركان بتقليص حجم القوات في غزة إلى الحد الأدنى يُعدّ ضرورياً، لكن هذا القرار يتعارض مع طموحات وزراء اليمين في الكابينت، من بينهم بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير وأوريت ستروك، الذين يعارضون التقديرات التي يقدّمها الجيش الإسرائيلي.

كما يُقدّر الجيش أن احتلال القطاع سيستغرق نحو ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى نحو عامين لإتمام عملية "التطهير" الكاملة في المناطق تحت الأرض بمدينة غزة، وفي مخيمات الوسط ومناطق أخرى. وينطوي هذا التحرّك على خطر حقيقي على حياة المحتجزين، بالإضافة إلى تحديات في العثور على جثث القتلى منهم، ووقوع خسائر بشرية لا يُستهان بها في صفوف الجيش الإسرائيلي.

ودعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير رئيس الأركان إيال زامير، اليوم الثلاثاء، إلى الإعلان بوضوح عن امتثاله لتعليمات نتنياهو حتى لو اتُخذ قرار بإعادة احتلال قطاع غزة. وقال بن غفير في تدوينة على منصة إكس: "على رئيس الأركان أن يوضح بشكل صريح أنه سيلتزم بشكل كامل بتعليمات القيادة السياسية، حتى لو اتُخذ قرار بالاحتلال والحسم".




## رفض الإفراج عن مغني الراب الأميركي شون "ديدي" كومز بكفالة
05 August 2025 08:07 AM UTC+00


من المقرّر أن يبقى مغني الراب الأميركي شون "ديدي" كومز رهن الاحتجاز حتى موعد النطق بالحكم عليه في أوائل أكتوبر/تشرين الأول، وذلك بعدما رفض قاضٍ في نيويورك طلب الإفراج عنه بكفالة، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام أميركية أمس الاثنين. وكان فريق الدفاع عن "ديدي" قد تقدّم الأسبوع الماضي بطلب للإفراج عنه من مركز الاحتجاز الفيدرالي في بروكلين، مشيراً إلى أنه لا يُشكّل خطراً على المجتمع ولا يُحتمل أن يفرّ من العدالة.

كما عرض المحامون حزمة كفالة بقيمة 50 مليون دولار، تتيح له انتظار صدور الحكم وهو قيد الإقامة الجبرية. إلا أنّ المحكمة رفضت الطلب، كما رفضت في وقتٍ سابق طلباً مماثلاً. وكان شون "ديدي" كومز، البالغ من العمر 55 عاماً، قد أُدين جزئياً في محاكمة بارزة جرت في مطلع يوليو/تموز، بعدما أُوقف في سبتمبر/أيلول الماضي بتهم متعددة تتعلق بجرائم جنسية. وأدانته هيئة المحلّفين في التهم المرتبطة بالدعارة، بينما بُرِّئ من التهم الأشد خطورة.



ويواجه "ديدي" الآن عقوبة تصل إلى 20 عاماً في السجن، على أن يصدر الحكم النهائي بحقه في الثالث من أكتوبر المقبل. وإذا أُدين بجميع التهم، فقد يواجه حكماً بالسجن مدى الحياة. واتهم الادعاء العام شون "ديدي" كومز بإساءة معاملة عدد من النساء، وإكراههن وتهديدهن على مدار سنوات لتلبية رغباته الجنسية.

كما أدلى عدد من الشهود بشهادات خلال المحاكمة أفادوا فيها بتعرّضهم لانتهاكات جنسية وجسدية ممنهجة على يديه. من ضمن الشهود امرأتين، هما المغنية كاساندرا فينتورا وامرأة أدلت بشهادتها باسم مستعار هو جاين. وكانت كلتاهما على علاقة طويلة الأمد مع رائد الأعمال ومغني الهيب هوب، وقد أدلت كلٌّ منهما بشهادتها حول ما قالتا إنهما تعرضتا له من إساءة وتهديدات وعلاقات جنسية قسرية، بتفاصيل مريعة.

وشهدت كلتاهما بأن شون "ديدي" كومز كان يرغمهما على المشاركة في علاقات جنسية امتدت لفترات طويلة بإدارة المغني مع رجال آخرين استعان بخدماتهم لهذه الغاية. وأكّد محامو كومز أن العلاقات الجنسية جرت كلها بالتراضي، وأقرّوا بأن كومز مارس العنف الأسري، حيث وُثّقت إحدى هذه الحالات عبر تسجيلات من كاميرات مراقبة انتشرت على نطاق واسع تظهره وهو يضرب فينتورا ويجرّها في أروقة أحد الفنادق.

(أسوشييتد برس، فرانس برس)





## أزمة أخرى في فيراري... شكوك حول قانونية سيارة لوكلير
05 August 2025 08:20 AM UTC+00

أثار الأداء المفاجئ والمتراجع لسائق فيراري المونغاسكي شارل لوكلير (27 عاماً) في سباق جائزة المجر الكبرى 2025 موجة من الجدل، خاصة بعد اعتماده على رسائل مشفّرة عبر الراديو مع فريقه خلال السباق، وهو ما اعتبره البعض محاولة لإخفاء معلومات حساسة. وكان لوكلير قد بدأ من مركز الانطلاق الأول ونافس على الصدارة في البداية، قبل أن يتراجع بشكل مفاجئ بعد توقفه الثاني، ويخسر منصة التتويج لصالح سائق مرسيدس البريطاني جورج راسل (27 عاماً).

خلال السباق، أبدى لوكلير انزعاجه بوضوح عبر الراديو قائلاً: "يمكنني أن أشعر بما ناقشناه قبل السباق، سنخسر بسبب هذه القرارات"، وبعد نهاية السباق، غيّر روايته وأوضح أن المشكلة كانت في هيكل السيارة، قائلاً: "منذ اللفة 40 أصبحت مجرد راكب، لم أتمكن من فعل شيء، اعتقدت أن المشكلة كانت بسبب خيار تقني معين، لكن تبيّن أنها مشكلة في هيكل السيارة". إلا أن هذه التبريرات لم تقنع الجميع.

وشكّك راسل بشكل علني في تصريحات نقلتها صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية، اليوم الإثنين، لمح فيها إلى أن سيارة لوكلير ربما كانت غير قانونية في بدايات السباق. وأوضح أن فيراري ربما اضطرت إلى رفع ضغط الإطارات لتجنّب الاحتكاك المفرط بين أسفل السيارة والأسفلت، خوفاً من تخطي الحد المسموح به لتآكل اللوح السفلي، الأمر الذي يؤدي تلقائياً إلى الاستبعاد. وأضاف: "من غير المرجح أن يعترف لوكلير بذلك، هذا التراجع الكبير في الأداء لا يمكن تفسيره إلا بهذه الطريقة".

وتعززت هذه النظرية بعد توقف لوكلير الثاني، إذ بدا أنه يقود بشكل أبطأ عمداً، خاصة في نهايات الخطوط المستقيمة، ما يشير إلى محاولة لتقليل ضغط السيارة على الأرض. ولو صحت فرضية رفع ضغط الإطارات، فإن هذا القرار كان سيُخرج الإطارات من نطاق الأداء المثالي، وهو ما قد يفسر التراجع الكبير في سرعته.



ولا يُعد هذا أول تحذير لفيراري بشأن تآكل اللوح السفلي، فقد سبق للفريق أن عانى من استبعاد البريطاني لويس هاميلتون (40 عاماً) في سباق الصين لنفس السبب. منذ ذلك الحين، لجأ الفريق إلى زيادة ارتفاع السيارة، ما قلل من أدائها، قبل أن يُدرج تحديثاً جديداً للتعليق الخلفي في بلجيكا، دون أن يؤتي ثماره.




## تراجع الدولار وصعود الذهب وسط توقعات خفض الفائدة وضبابية الرسوم
05 August 2025 08:20 AM UTC+00



تراجع الدولار وارتفعت أسعار الذهب قرب أعلى مستوى في أسبوعين اليوم الثلاثاء، وسط تزايد احتمالات إقدام مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) على خفض أسعار الفائدة على المعنويات، فيما يقيم المستثمرون التأثير الاقتصادي الأوسع نطاقا للرسوم الجمركية الأميركية التي بدأ سريانها الأسبوع الماضي.

وجاء نمو التوظيف في الولايات المتحدة أضعف مما كان متوقعا في يوليو/ تموز، في حين تم تعديل أرقام الوظائف غير الزراعية لشهري مايو/ أيار ويونيو/ حزيران بخفض كبير بلغ 258 ألف وظيفة، مما يشير إلى تدهور أوضاع سوق العمل. وأظهرت أداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي أن المتداولين يتوقعون الآن احتمالاً نسبته 94.4 بالمائة لأن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في سبتمبر/ أيلول، مقارنة مع 63 بالمائة قبل أسبوع.

ويتوقع بنك غولدمان ساكس أن يقدم مجلس الاحتياطي الاتحادي على ثلاثة تخفيضات متتالية بمقدار 25 نقطة أساس بدءاً من سبتمبر/ أيلول، مع احتمال خفضها بمقدار 50 نقطة أساس إذا ارتفع معدل البطالة أكثر في التقرير التالي. وعززت بيانات الوظائف في الولايات المتحدة، التي جاءت أضعف من المتوقع، الآمال في خفض أسعار الفائدة في سبتمبر/ أيلول وضغطت على الدولار وعوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات التي انخفضت إلى أدنى مستوى في شهر. 



في غضون ذلك، لا يزال التركيز منصباً على حالة الضبابية المحيطة بالرسوم الجمركية بعد الرسوم التي فرضها ترامب على عشرات الدول الأسبوع الماضي، مما أجج المخاوف حيال متانة الاقتصاد العالمي. ولا يزال تأثير الرسوم الجمركية على المدى الطويل غير مؤكد، ويستعد المتعاملون لتقلبات. وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الاثنين مجددا بزيادة الرسوم الجمركية على السلع الهندية بسبب مشتريات نيودلهي من النفط الروسي. ووصفت الهند تصريحاته بأنها "غير مبررة" وتعهدت بحماية مصالحها الاقتصادية، ما أدى لتفاقم الخلاف التجاري بين البلدين.

وقال رودريغو كاتريل محلل العملات في بنك أستراليا الوطني في سيدني "سيكون الأمر مثل الوباء، نتوقع جميعاً أن نرى انتقال التأثير عبر سلاسل التوريد بسرعة كبيرة". وأضاف "من المحتمل أن يستغرق الأمر من ستة أشهر إلى عام لنرى بالضبط أين سنصل ومن سيكون الرابح والخاسر من كل هذا".









الذهب عند أعلى مستوى في أسبوعين

وفي أسواق المعادن النفيسة، سجل الذهب في المعاملات الفورية 3369.25 دولاراً للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 06.29 بتوقيت جرينتش. ولامس المعدن اليوم أعلى مستوى له منذ 24 يوليو/ تموز. ولم يطرأ تغير يذكر على العقود الأميركية الآجلة للذهب التي سجلت 3423.20 دولار.

وحوم مؤشر الدولار بالقرب من أدنى مستوى في أسبوع، مما يجعل الذهب أكثر توفيرا لحائزي العملات الأخرى. وقال كلفن وونج كبير محللي السوق في أواندا "الحديث الأساسي الذي يدعم أسعار الذهب هو أن مجلس الاحتياطي الاتحادي لا يزال في وضع ملائم لخفض أسعار الفائدة فعلا في سبتمبر". ويميل الذهب، الذي يعتبر عادة من أصول الملاذ الآمن في أوقات عدم اليقين السياسي والاقتصادي، إلى الازدهار مع خفض أسعار الفائدة.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 37.38 دولار للأوقية، ونزل البلاتين 0.2 بالمائة إلى 1326.20 دولار، وهبط البلاديوم 0.3 بالمائة إلى 1203.15 دولار.





تراجع الدولار

وفي أسواق العملات، تراجع الدولار خلال التعاملات المبكرة اليوم الثلاثاء بعد أن ارتفع أمس الاثنين، وسجل اليورو في أحدث تعاملات 1.1579 دولار بينما استقر الجنيه الإسترليني عند 1.3298 دولار. وسجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات أخرى، 98.688 بعد أن لامس أدنى مستوى في أسبوع في وقت سابق من الجلسة.

وقال كاتريل، في إشارة إلى الدولار، "ما زلنا نرى أن الدولار القوي يتجه نحو الانخفاض". وصعد الين قليلا إلى 146.95 مقابل الدولار. واستقر الفرنك السويسري عند 0.8081 للدولار بعد انخفاضه 0.5 بالمائة في الجلسة السابقة. وارتفع الدولار الأسترالي 0.11 بالمائة إلى 0.64736 دولار، وزاد الدولار النيوزيلندي 0.11 بالمائة أيضا إلى 0.5914 دولار.

(رويترز، العربي الجديد)








## من يتحمل مسؤولية تعطيل عمل البرلمان العراقي؟
05 August 2025 08:23 AM UTC+00

رغم أنه لم يتبق من عمر دورة البرلمان العراقي الحالية سوى ثلاثة أشهر، قبل إجراء الانتخابات البرلمانية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إلا أن أداء البرلمان بات محل نقاش واسع بين أوساط النخب السياسية في العراق، خصوصاً مع تعثر انعقاد الجلسات. وزاد الحديث عن التأثير والتوافق والدور السياسي في "الإفشال المتعمد" لدور المؤسسة التشريعية في البلاد، ما جعل الدورة البرلمانية الحالية تُعد الأكثر فشلاً بين الدورات السابقة، باعتراف أعضاء في مجلس النواب وسياسيين. وفيما تتراشق القوى السياسية وتتهم بعضها بعضاً بتعطيل عمل مجلس النواب عبر منع اكتمال النصاب القانوني، إلا أن كل الأحزاب مشتركة في هذا التعطيل وفقاً لمشاهد الجلسات التي ينشرها الإعلام العراقي الرسمي.

ومع نهاية العطلة البرلمانية، السبت الماضي، كان من المفترض أن تبدأ الجلسات، إلا أن غياب النواب عن الحضور أفشل معظم الجلسات، ما أدى لتأجيل التصويت على كثيرٍ من مشاريع القوانين، لعل أبرزها قانون "الحشد الشعبي" الذي ترفضه الولايات المتحدة الأميركية. فيما يرجح نشطاء أن الأحزاب ونوابها في البرلمان منشغلون هذه الفترة بالترتيبات الخاصة بالانتخابات والتواصل مع الجمهور والدعاية للمرشحين الجدد، لكن هذا الترجيح صاحبته موجة استياء من تراجع دور السلطة التشريعية وإهمال ملفات وقوانين مهمة ينتظرها العراقيون.

ولم تنجح الجلسات التي عُقدت خلال الأسابيع الماضية بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني، الأمر الذي دفع النائب الأول لرئيس مجلس النواب محسن المندلاوي إلى التوجيه بنشر أسماء أعضاء المجلس المتغيبين عن الجلسات مع اتخاذ إجراء باقتطاع مبلغ مليون دينار من راتب كل نائب لم يحضر (حوالي 750 دولاراً)، لكن لا يبدو أن هذه العقوبة كانت رادعة للأعضاء المتغيبين، حيث سبق أن أقرّ رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني فرض غرامة مالية قدرها مليون دينار عراقي على النائب المتغيب عن الجلسة الواحدة، ونشر أسماء النواب المتغيبين في الموقع الإلكتروني الرسمي للمجلس، ولكن ذلك لم يجد نفعاً.

وفي السياق، قال رئيس كتلة "أجيال" في البرلمان العراقي محمد الصيهود إن "جميع الكتل في البرلمان العراقي تتغيب عن حضور الجلسات، لكن بعضها يتهم البعض الآخر، ولا توجد كتلة يمكن اعتبارها منضبطة أكثر من غيرها، لأن الأمزجة السياسية تجاه مشاريع القوانين في مجلس النواب تتحكم بالحضور أو الغياب. ورأينا هذا مع مشروع قانون الحشد الشعبي، حيث تتعمد الكتل الكبيرة داخل البرلمان التغيّب والتحشيد من أجل منع الحضور والتصويت على القانون، وهذا الأمر ينسحب على مشاريع قوانين أخرى"، موضحاً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الخلافات السياسية تعطل عمل البرلمان".

وأضاف الصيهود أن "البرلمان العراقي يشهد عدم انسجام وغياب الاتفاق على مستويات عدة، منها الجانب السياسي بين الأحزاب ومنها ما يتعلق برئاسة البرلمان نفسه، وتحديداً بين رئيس البرلمان ونائبه الأول، وهذا واضح لجميع أعضاء مجلس النواب، وهو جزء من العرقلة في الجلسات وتمرير القوانين"، مشيراً إلى أن "عناد بعض الكتل وتغيبها عن الحضور بأوامر زعماء الأحزاب، بات ظاهرة سلبية وتأثيرها مباشر على المواطن العراقي الذي ينتظر القوانين التي تخدمه، ويؤشر إلى حالة عدم ثقة شعبية بالسلطة التشريعية".

أما النائب سعود الساعدي، فقد كشف أخيراً عن إصرار بعض أعضاء مجلس النواب على تعطيل الدور الرقابي والتشريعي للمجلس، وذكر في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان بمشاركة عدد من النواب أن "رئاسة مجلس النواب تتحمل مسؤولية تعطيل المجلس"، وأنه "لا يوجد في النظام الداخلي أي شيء تحت مسمى تعليق انعقاد جلسات مجلس النواب"، مشيراً إلى أن "القانون ينص على فصل النواب المتغيبين عن خمس جلسات، إلا أن هذا الإجراء لم يُنفذ".

من جهته، بيَّن عضو اللجنة القانونية في البرلمان محمد عنوز أن "رئاسة مجلس النواب وصلت إلى مرحلة أنها تطلب كثيراً من النواب عقد جلسات متكاملة، وهذا يمثل سابقة لم تكن تحدث في الدورات السابقة، ما يُشير إلى تخلل القوى داخل مجلس النواب، وصارت قوة الكتل البرلمانية التي تمثل الأحزاب أقوى من إرادة رئاسة البرلمان"، موضحاً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "تراشق الاتهامات بين الكتل في البرلمان لا ينسف الحقيقة التي يمكن اختصارها بأن الأحزاب تتحدى بعضها بعضاً بتمرير قوانين على حساب قوانين أخرى.. وللأسف فإن هذه الدورة البرلمانية هي الأقل تشريعاً بين الدورات التي شهدتها الحياة السياسية في العراق منذ نحو عقدين".



من جانبه، لفت المحلل السياسي مجاشع التميمي إلى أن "أعضاء مجلس النواب في غالبيتهم يخضعون لأوامر حزبية مباشرة، بالتالي فإن تغيب النواب يعني أن أحزابهم أمرتهم بذلك، حيث لا يستطيع معظم النواب اتخاذ قرار بالحضور أو التصويت أو الاعتراض أو الغياب من دون أوامر الحزب، ما يعني في النهاية أن فشل انعقاد الجلسات في الأسابيع الأخيرة لم يكن عفوياً بل هو إفشال متعمد من قبل قادة الأحزاب"، معتبراً في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "هذه المسؤولية تقع على عاتق رئيس مجلس النواب الذي من المفترض أن يكون أكثر صرامة مع هذه الحالة، وإنهاء المهزلة التي ستؤثر حتماً على المشاركة الشعبية في الانتخابات المقبلة، لأن الثقة اهتزت بشكلٍ كبير بالسلطة التشريعية".

وكان من المؤمل أن يقدم البرلمان العراقي خلال دورته الحالية على إكمال التصويت على عشرات القوانين المرحّلة من الدورات البرلمانية السابقة، إلا أن غياب الإرادة السياسية بعدم حسم العديد من القوانين المهمة سيدفع إلى ترحيل نحو 150 مشروع قانون، ما ينعكس سلباً على مصالح الشعب العراقي الذي يتطلع إلى تشريعات حاسمة تعزّز استقرار البلاد وتلبي احتياجاته الملحّة.




## العراقيون يلجأون إلى الطاقة الشمسية وسط ضغوط شبكة الكهرباء
05 August 2025 08:55 AM UTC+00

سئم مزارع القمح عبد الله العلي من دفع فواتير باهظة مقابل إمدادات الكهرباء المقطوعة معظم الوقت، ما دفعه ليصبح من بين عدد متزايد من المزارعين الذين لجأوا للألواح الشمسية لضمان استمرار أنظمة الري الخاصة بهم في العمل خلال حر الصيف اللافح في العراق، والذي يواجه صعوبة في توفير الطاقة لمواطنيه منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 وأطاح بصدام حسين.

وفي ظل الاضطرابات التي أعقبت ذلك، أدى تراجع الاستثمار وسوء الإدارة إلى عدم قدرة الشبكة الوطنية على مواكبة الطلب على الطاقة، رغم أن العراق عضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، وأحد أكبر منتجي النفط في العالم. وقال شاهد من وكالة رويترز في الموصل بمحافظة نينوى الزراعية في شمال البلاد، إنه في بعض أيام الصيف عندما يمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية، توفر شبكة الكهرباء إمدادات لنصف الوقت فقط تقريباً.

وبلغت فاتورة الكهرباء الشهرية للعلي قرابة المليون دينار عراقي (نحو 763.94 دولاراً). ومنذ تركيب الألواح الشمسية قال إنه أصبح يدفع للشبكة الوطنية 80 ألف دينار عراقي، وصار بوسعه التعويل على إمداداته من الكهرباء، وقال إن المزارعين يتجهون إلى الطاقة الشمسية لخفض فواتيرهم، إضافة إلى أن الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية مستقرة. وأضاف "إحنا هنا بالمزرعة طبعا صار سنتين نستخدمها، السنة الأولى جربنا بالمنزلي وشفنا فوائدها، قللت علينا فواتير الكهرباء وكانت كهرباء مستقرة ومستمرة بنفس الوقت".



وبالإضافة إلى ثرواته النفطية، يتمتع العراق بإمكانات هائلة في مجال الطاقة الشمسية، وتقول السلطات إنها ستستغلها لسد الفجوة بين العرض والطلب، وفي الوقت نفسه الحد من انبعاثات الكربون. ووفقاً لوزارة الكهرباء، فإن لدى الدولة خطة لامتلاك القدرة على إنتاج 12 جيغاوات من الطاقة الشمسية بحلول عام 2030، وهو ما يتضمن إنجاز محطة للطاقة الشمسية بقدرة واحد جيغاوات للبصرة هذا العام. وتشير تقديرات وزير الكهرباء العراقي في يناير/ كانون الثاني إلى أنه من المتوقع أن تصل ذروة الطلب على الكهرباء في فصل الصيف في عام 2025 إلى 55 جيغاوات، في حين تبلغ الإمدادات 27 جيغاوات فقط. 

قوة المواطن

العلي ليس المواطن الوحيد الذي لم ينتظر تحرك الحكومة. ويستطيع المزارعون في أنحاء نينوى استخدام الألواح الشمسية المثبتة على الأسطح أو في صفوف على الأراضي الزراعية لتشغيل أنظمة الري وتلبية احتياجات المنازل. وفي المناطق الحضرية يجري رص الألواح متجاورة على الأسطح المستوية، التي تميز منازل الموصل، لتوليد أقصى قدر من الطاقة. وقال حسن طاهر، وهو مهندس زراعي من سكان الموصل، إن التحول إلى الطاقة الشمسية أدى إلى تغيير حياته بالمنزل. 

وأضاف أن "كلفة (فواتير) الكهرباء منخفضة ولا تتقارن بالأشهر السابقة، منخفضة جدا ومناسبة لنا". وشعرت الشركات المحلية أيضا بالزيادة في الطلب. وقال محمد القطان، الذي يدير شركة موصل سولار لأنظمة الطاقة الشمسية، إن الإقبال ارتفع بشكل كبير في عامي 2024 و2025، وخاصة من المجتمعات الريفية، حيث يعيش 70% من عملائه.

ورغم فاعليتها المتنامية من حيث الكلفة، لا تزال أنظمة الألواح الشمسية في العراق تكلف ما بين خمسة وعشرة ملايين دينار عراقي، ويبلغ متوسط سعر النظام الذي يولد ما بين خمسة إلى ستة كيلووات حوالي خمسة ملايين دينار. ويقول العديد من المستخدمين إنهم يستعيدون الكلفة الأولية في غضون ما يراوح بين عام وثلاثة أعوام، وتأتي معظم الأنظمة مع ضمان لمدة 15 عاما. ويتجنبون أيضا الحاجة إلى مولدات الديزل باهظة الثمن، والتي تنبعث منها مستويات عالية من ثاني أكسيد الكربون وغيره من الملوثات. 

اكتفاء ذاتي من الكهرباء

وفي المناطق الحضرية، لجأ عدد من أصحاب المنازل إلى الاشتراك في مصدر احتياطي من مولد كهربائي، بكلفة تراوح بين 50 ألفا و100 ألف دينار شهريا. وقال القطان عن الطاقة الشمسية: "بمقارنتها مع المولدات الأهلية، هذا الرقم يوفره المواطن خلال سنتين تقريبا، وتكون المنظومة مجانية لمدة 30 سنة". وقال أحمد محمود فتحي، المدير في فرع نينوى التابع لشركة الكهرباء الحكومية، إن أنظمة الطاقة الشمسية المثبتة منفصلة عن الشبكة، ما يعني أن أصحابها مكتفون ذاتيا تقريبا من الطاقة. 



ولا يدفع المستخدمون لدائرة الكهرباء إلا مقابل استخدام الشبكة الوطنية ليلا، وهو ما يجذب المزارعين بشكل خاص لأنهم يستخدمون مضخات الجهد العالي نهارا ولا يحتاجون إلى الكهرباء ليلا. وقال عمر عبد الكريم شكر، رئيس شركة سما الشرق، التي تبيع الألواح الشمسية، إن المواطنين أصحاب الدخلين المتوسط والمنخفض يشترون أنظمة الطاقة الشمسية في ظل مبادرات حكومية تشجع على استخدامها. 

ويقدم البنك المركزي أيضا قروضا بفائدة منخفضة للمواطنين الذين يشترون الألواح الشمسية رغم أن المزارع عبد الله العلي قال إنه تمكن من تدبير أمره بدون الحاجة إلى ذلك، وقال "حاليا أنا اعتمدت كمزارع على نفسي اعتماد ذاتي من الموارد الذاتية... سمعنا إنه أكو دعم حكومي بهذا المجال، مبادرة يرعاها البنك المركزي العراقي، لكنني لم أتجه إليها". 

(الدولار = 1309 دنانير عراقية)

(رويترز)




## الخنازير البرية في العراق تهدد السكان والمحاصيل
05 August 2025 09:11 AM UTC+00

باتت الخنازير البرية في الأرياف العراقية كابوساً يؤرق الفلاحين ويهدّد سلامة السكان وحيواناتهم ومزروعاتهم، لا سيما أن الجفاف الشديد في الأهوار يفاقم انتشارها.

مع غروب الشمس عند أطراف ريف غربي محافظة الناصرية جنوب شرقي بغداد، تُراود المُزارع العراقي أحمد شمخي مشاعر القلق، وهو يغادر مزرعته متجهاً إلى منزله الذي يقع على بُعد نحو ثلاثة كيلومترات. فالخنازير البرية باتت عدوّاً شرساً يصعب القضاء عليه. وقد حاول المزارعون في القرى المجاورة جاهدين القضاء عليها، لكنّهم لم يفلحوا سوى بقتل عددٍ قليلٍ منها، كما يقول شمخي لـ"العربي الجديد"، متحدثاً عن خسائر كبيرة يتكبّدها مزارعو المنطقة.

ويلفت إلى أنّ هذه الحيوانات حلّت هرباً من الجفاف الذي ضرب الأهوار جنوبي المحافظة، وأنّ انتشار الخنازير البرية الذي كان يُعدّ مشهداً نادراً في الأرياف العراقية، أصبح اليوم كابوساً يؤرق الفلاحين، ويهدّد سلامة السكان وحيواناتهم ومزروعاتهم، ومع موجات الجفاف المتلاحقة التي ضربت الأهوار والمناطق الوسطى، أصبحت هذه الحيوانات الشرسة تبحث عن الغذاء والماء في قلب المناطق الزراعية، من دون رادع يوقف زحفها.

ويرى الخبير البيئي حسين النداوي أنّ تغيّر المناخ لعب دوراً جوهرياً في إعادة توزيع الحياة البرية، موضحاً لـ"العربي الجديد" أنّ "الجفاف الشديد الذي أصاب الأهوار جنوباً أجبر الخنازير البرية على الهجرة العكسية نحو الأراضي الزراعية والبادية، حيث المياه السطحية والأعشاب". ويضيف: "ما زاد الطين بلّة أنّ الكثير من مناطق الأهوار باتت شبه مهجورة بتحوّل مساحات شاسعة من المسطحات المائية إلى بركٍ ومستنقعاتٍ صغيرة تعلوها الأحراش، ما أتاح للخنازير بيئة مثالية للتكاثر السريع".



ويلفت النداوي إلى أن مناطق أخرى في وسط البلاد وشمالها وغربها وشرقها لا تضمّ مسطحات مائية كما في الأهوار، شهدت هي الأخرى ارتفاعاً في أعداد الخنازير البرية، مرجعاً ذلك إلى عددٍ من الأسباب، أبرزها هجرة الحيوانات من مناطق مختلفة. وما يزيد من سرعة انتشارها، بحسب قول النداوي، أنّ أنثى الخنزير يمكن أن تلد أكثر من 10 صغار في المرة الواحدة، وتتكاثر مرتين في السنة.

من الناحية البيئية، يؤكد الخبير البيئي أنّ لهذه الحيوانات وجهاً مزدوجاً؛ من جهة، هي تساهم في التخلص من بعض الكائنات الضارّة وتُعيد تقليب التربة، لكنها في المقابل تسبّب ضرراً بالغاً للأنظمة البيئية المحلية عبر تدمير مساكن الزواحف والثدييات الصغيرة، وتدمير المزارع والمحاصيل الزراعية.

عباس التميمي، وهو مُزارع يسكن في محافظة ديالى شرقي البلاد، يروي لـ"العربي الجديد"، كيف فَقَد خلال موسمٍ واحدٍ معظم محاصيله من الخضراوات، ومنها الباذنجان والبامياء واللوبياء والطماطم والخيار والبطيخ، بسبب هجمات الخنازير الليلية. ويقول: "مع أو بعد غروب الشمس بقليل، تخرج هذه الحيوانات على شكل قطعان أو "عوائل"، حيث كثيراً ما شاهدنا أنثى الخنزير وصغارها وهم يجوبون الأراضي الزراعية"، مؤكداً أن الخسائر التي تخلّفها الخنازير البرية أصبحت يومية". ويوضح التميمي أن هذه الحيوانات تقتلع النباتات من جذورها، حيث تأكل الجذور والثمار، وتترك الأرض محفورة بشكل مرعب.



ولا تختلف الحال كثيراً عند المُزارع صباح النوري، حيث يؤكد لـ"العربي الجديد" أنّ الخنازير باتت تقترب من أطراف القرى، وفي أكثر من مرة هاجمت السكان، مبيّناً أنّ أحد الأطفال أُصيب برأسه ويديه أثناء اللعب مع أصدقائه في أطراف إحدى المزارع، حين هاجمهم أحد الخنازير. ويشير إلى أنّ "الكمائن والأفخاخ لا تنفع، فهذه الحيوانات ذكية جداً، وقوية، وتعرف متى تفرّ، وكيف تحمي نفسها".

من جهته، ينبّه الخبير الزراعي فيصل العلي إلى أنّ أضرار انتشار الخنازير البرية تتعدّى مسألة تدمير المحاصيل، ويقول لـ"العربي الجديد" إنّ هذه الحيوانات تتسبّب بخسائر مباشرة للفلاحين، لكن المشكلة الأكبر تكمن في تعطيل الدورة الزراعية من خلال تراجع الإنتاج، وجعل المزارعين متردّدين في الزراعة مجدداً، وهذا يضرب الاقتصاد المحلي، ويدفع لرفع الأسعار في السوق".

يبقى الحل الأفضل والأنسب هو صيد هذه الحيوانات، لكن ذلك يعني مجهوداً أكبر، لما تتمتع به من ذكاء في التعرف إلى المخاطر، وكشف المصائد المعدّة لها، فضلاً عن قوّتها البدنية، بحسب قول عضو جمعية الصيادين العراقيين، محمد نبيل لـ"العربي الجديد"، الذي يؤكد أن "عملية صيد الخنزير البري محفوفة بالمخاطر". ويشدّد على أنّ "عملية اصطياد الخنازير ليست هواية، بل مهمة تحتاج إلى الاحتراف، فالخنزير يملك جلداً قوياً أشبه بالدرع، يساعده على تحمّل الإصابات والطعنات، حيث يمكنه البقاء حيّاً، بل حتى المقاومة والهجوم وهو مصاب بطلق ناري، فضلاً عن ذكائه الشديد وعدوانيّته وشراسته حين يتعرّض لحصار أو محاولة صيده". 



نبيل الذي يشارك في عمليات صيد الخنازير البرية، يقول إنه يصطحب مجموعة من الصيادين الماهرين، مع استخدام طائرة مسيّرة وفريقٍ من الكلاب المدرّبة للكشف عن مواقع الخنازير، مبيّناً أن فريقه قد يستغرق أحياناً أكثر من يومين في البحث، وقد يفشل في صيد خنزيرٍ واحد في بعض الأحيان، مؤكداً أن فريقه تمكن منذ نحو ثلاثة أعوام من اصطياد 98 خنزيراً برياً.




## حراك احتجاجي مفتوح لحزب عمران خان حتى إطلاق سراحه
05 August 2025 09:11 AM UTC+00

بالتزامن مع حملة اعتقالات ضد قيادات وأنصار حزب "حركة الإنصاف" في باكستان، وفي ظل حالة سياسية وأمنية مشحونة، يستعد الحزب لإطلاق حراك شعبي في كل المدن، بداية من اليوم الثلاثاء، وحتى أجل غير معلوم، ما يعني أن الاحتجاج سيستمر حتى إطلاق سراح زعيمه، رئيس الوزراء السابق عمران خان، أو حتى إسقاط الحكومة، كما أعلن الحزب.

من جانبها، أعلنت الحكومة الباكستانية فرض قوانين تجرّم جمع الناس في بعض المدن، في وقت بدأت حملات الاعتقال بحق قيادات وأنصار خان منذ ثلاثة أيام، ولا تزال متواصلة، حيث تم اعتقال المئات من قيادات وأنصار الحزب. وقال القيادي في حزب خان، وهو الرئيس السابق للبرلمان الباكستاني، أسد قيصر، في حديث له مع وسائل الإعلام، إن الحراك الشعبي يبدأ اليوم في كل المدن وكل بقاع باكستان، وهدفه الإفراج عن زعيم الحزب عمران خان الذي يمضي أيامه في السجن دون أي دليل، وعلى أساس قضايا مزيفة ومسيسة.

وأشار إلى أن خان يرفض التنازل عن المبادئ، وإلا يمكن الإفراج عنه في ساعة واحدة، وهو رجل مبادئ، ويريد الخروج بطريقة مشرّفة، وليس نتيجة توافق من وراء الكواليس. وأكد قيصر أن الحراك سيستمر حتى نصل إلى إحدى النتيجتين: إما الإفراج عن خان أو إسقاط الحكومة، وليعلم صنّاع القرار في باكستان، أن عمران خان هو زعيم الشعب، وأن الحراك الشعبي لا يمكن قمعه بهذه الاعتقالات التعسفية.

قمع واعتقالات

وتستمر السلطات الأمنية في عمليات الاعتقال والمداهمات في مختلف مناطق البلاد، بحثاً عن القياديين في حزب خان وأنصاره، وقال المكتب الإعلامي للحزب في مدينة لاهور، إن الشرطة والقوات الأمنية نفذت بشكل عام أكثر من 200 مداهمة فقط في مدينة لاهور، مركز إقليم البنجاب، خلال اليومين الماضيين، اعتقلت خلالها المئات من قيادات وأنصار خان، ولا تزال تلك العمليات متواصلة، حيث تقوم الشرطة بانتهاك حرمات المنازل، وتكسير أبوابها، والدخول دون بلاغ أو إذن.



وفي السياق، أكد المسؤول الإعلامي في إقليم البنجاب شايان بشير، في تصريح صحافي، أن الحملات والمداهمات لا تزال متواصلة وبكل كثافة، كما أغلقت الشرطة الطرق داخل مدينة لاهور لمنع أنصار خان من الخروج في التظاهرات والاحتجاجات، ولكن الحزب لديه خطط بديلة، وأن هذا الاحتجاج ليس ليوم واحد، بل هو مستمر، وسيكون على أشكال مختلفة.

قرار بحظر التجمّعات

في غضون ذلك، أعلنت الحكومة الباكستانية في عدد من المدن، تنفيذ المادة 144 من الدستور، والتي يُحظر بموجبها انعقاد أي اجتماع، سياسي أو غير سياسي، وذلك من أجل منع أنصار عمران خان من الاجتماع، وتسيير تظاهرات أو اجتماعات. ومن تلك المدن، العاصمة إسلام أباد، ومدينة راولبندي، المدينة العسكرية التي فيها مقر قيادة الجيش، وكذلك إقليم بلوشستان.

إضافة إلى ذلك، ثمة إجراءات أمنية مشددة في كل المدن ومراكز الأقاليم، وقد أغلقت الشرطة معظم الطرق المؤدية إلى الأماكن الحساسة في العاصمة، علاوة على نصب حواجز أمنية كثيرة في كل من مدينة كراتشي، مركز إقليم السند، ومدينة لاهور مركز إقليم البنجاب. وكثفت الشرطة كذلك تعزيزاتها حول سجن أدياله الذي يُعتقل بداخله زعيم حزب حركة الإنصاف عمران خان، حيث أعلن الحزب أنه سيقوم بتنظيم اعتصام مفتوح عند البوابة الرئيسية للسجن، وسيستمر ذلك حتى الإفراج عنه.

الحكومة تناشد المواطنين عدم المشاركة

في السياق، طلبت القيادية في حزب الرابطة - جناح نواز شريف الحاكم، عظمى بخاري، وهي وزيرة الإعلام في حكومة إقليم البنجاب، من عامة الناس عدم الخروج إلى الشوارع والمشاركة في ما وصفته بـ"حراك الفساد وإثارة البلبلة". وقالت في مؤتمر صحافي في مدينة لاهور صباح اليوم، إن عمران خان وحزبه ليس لهم همّ سوى إثارة الفساد وخلق الفتن، ففي هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها البلاد، حزب خان مشغول بخلق الفتن، وناشدت الآباء بعدم السماح لأبنائهم وبناتهم بالخروج من أجل صالح خان، والمشاركة في الاحتجاجات التي قالت إنها "ليست في صالح البلاد".

كما أشارت بخاري إلى أن حزب خان منقسم حيال ما يحدث في البلاد، وأن التصدعات الداخلية سوف تتسبب في إفشال الخطة التي رسمها الحزب من أجل الاحتجاج الحالي، والذي وصفته بـ"فتنة خان".




## وزارة الصحة في غزة: 8 حالات وفاة جديدة وصلت إلى المستشفيات نتيجة المجاعة وسوء التغذية من بينهم طفل و7 بالغين
05 August 2025 09:28 AM UTC+00





## وزارة الصحة في غزة: ارتفاع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 188 شهيداً من بينهم 94 طفلاً
05 August 2025 09:30 AM UTC+00





## إدارة ترامب تتراجع عن ربط تمويل الولايات بموقفها من مقاطعة إسرائيل
05 August 2025 09:36 AM UTC+00

أظهر بيان تراجع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن موقفها بشأن مطالبة المدن والولايات الأميركية بعدم مقاطعة الشركات الإسرائيلية حتى تكون مؤهلة للحصول على التمويل الخاص بالتأهب للكوارث، فيما تم حذف السياسة السابقة من موقعها الإلكتروني. وحذفت وزارة الأمن الداخلي بيانها مساء الاثنين (فجر الثلاثاء بتوقيت غرينتش)، الذي كان ينص على أن الولايات يجب أن تقر بأنها لن تقطع "العلاقات التجارية مع الشركات الإسرائيلية على وجه التحديد" كي تكون مؤهلة للحصول على التمويل.

وأفادت رويترز في وقت سابق أمس الاثنين، بأن هذا الشرط ينطبق على 1.9 مليار دولار على الأقل تعتمد عليها الولايات في تغطية تكاليف معدات البحث والإنقاذ ورواتب مديري الطوارئ وأنظمة الطاقة الاحتياطية ونفقات أخرى، وذلك وفقا لما ورد في 11 إشعارا بشأن المنح اطلعت عليها رويترز. ويمثل هذا تحولا بالنسبة لإدارة ترامب، التي حاولت في السابق معاقبة المؤسسات التي لا تتبع وجهات نظرها حيال إسرائيل أو معاداة السامية.

وكان الاشتراط يستهدف حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها، وهي حملة هدفها ممارسة ضغوط اقتصادية على إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية. وعلت أصوات مؤيدي الحملة في عام 2023 بعدما ردت إسرائيل على هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) عليها بشن حملة عسكرية على قطاع غزة.



وقالت تريشا مكلوكلين المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي في بيان صدر في وقت لاحق: "تظل منح الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ محكومة بالقانون والسياسة الحالية وليس باختبارات سياسية حاسمة". وكانت الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ، التي تشرف عليها وزارة الأمن الداخلي، قد ذكرت في إشعارات المنح التي نُشرت يوم الجمعة، أن على الولايات اتباع "شروطها وأحكامها" حتى تكون مؤهلة للحصول على تمويل الاستعداد للكوارث.

وكانت هذه الشروط تتطلب الامتناع عما وصفته الوكالة "بالمقاطعة التمييزية المحظورة"، وهو مصطلح يعرَّف بأنه رفض التعامل مع "الشركات التي تنفذ أنشطة في إسرائيل أو تتعامل معها". ولا تتضمن الشروط الجديدة، التي نُشرت في وقت لاحق، هذه اللهجة. 



وأعلن ترامب في مارس/آذار الماضي، أنه سيجري إيقاف التمويل الفيدرالي عن أية كلية أو مدرسة أو جامعة تسمح بما وصفه بـ"الاحتجاجات غير القانونية"، علماً أن حق الاحتجاج السلمي محمي بالتعديل الأول من الدستور الأميركي. ولم يحدد ترامب صراحة ماهية "الاحتجاج غير القانوني"، غير أنه ذكر أن عواقبه ستكون السجن أو الترحيل لغير المواطنين. ويستهدف الرئيس الأميركي الطلاب الذين تظاهروا في الجامعات العام الماضي، اعتراضاً على الإبادة الجماعية في غزة، والدعم العسكري المقدم من الولايات المتحدة لإسرائيل.





وأكدت تقارير اقتصادية إسرائيلية ودولية أن إسرائيل تتكبد خسائر مادية فادحة نتيجة "المقاطعة الأكاديمية"، إلى جانب أشكال المقاطعة الاقتصادية الأخرى لسلعها وبضائعها، حيث تُكلف هذه المقاطعة الثقافية الاحتلال مليارات الدولارات. وكشفت حركة المقاطعة "BDS"، في يونيو/حزيران الماضي، أن إسرائيل تشهد انخفاضًا حادًّا في معدلات الموافقة على مشاريع بحثية تُشارك فيها مؤسسات إسرائيلية ضمن برنامج "هورايزون"، وهو مصدر تمويل رئيسي. ويرتبط هذا الانخفاض بتضامن الطلاب، وحملات الأكاديميين، والنقابات العمالية استجابةً لدعوة الحركة إلى مقاطعة أكاديمية. 



(رويترز، العربي الجديد)




## خطة حرب غزة
05 August 2025 09:42 AM UTC+00





## إكسون موبيل توقّع مذكرة تفاهم مع مؤسسة النفط الليبية تمهيداً لعودتها
05 August 2025 09:58 AM UTC+00

أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، مساء الاثنين، توقيع مذكرة تفاهم مع شركة إكسون موبيل الأميركية، تمهّد الطريق أمام استئناف نشاط الشركة في البلاد بعد انقطاع دام عشر سنوات. وجرى التوقيع في العاصمة البريطانية لندن، بحضور رئيس مجلس إدارة المؤسسة، مسعود سليمان، الذي مثّل الجانب الليبي، بينما مثّل الشركة وفد من مسؤوليها التنفيذيين.

وتتضمّن المذكرة إجراء "دراسة فنية دقيقة" لأربع مناطق بحرية تقع قبالة الساحل الشمالي الغربي لليبيا وفي حوض سرت، بهدف تقييم الإمكانات الجيولوجية والجيوفيزيائية وتحديد الموارد الهيدروكربونية المحتملة. وقال سليمان خلال مراسم التوقيع إن المؤسسة "تسعى لتوسيع شراكاتها مع كبرى الشركات الأميركية، وعلى رأسها إكسون موبيل"، مؤكداً في بيان للمؤسسة أن "شروط التعاقد باتت أكثر ملاءمة، وأن الظروف الحالية مشجعة لتحقيق إنجازات مشتركة".

كذلك  شدد على أهمية الدور الذي تؤديه الكوادر الفنية الليبية في مجالات الاستكشاف والتطوير والحفر، مشيراً إلى قدراتهم في إنجاز الدراسات الأولية اللازمة لتوفير البيانات للشركات. وتأتي هذه الخطوة بعد أن أبدت إكسون موبيل رغبتها في الانخراط بجولة العطاء العام التي أطلقتها المؤسسة مؤخراً، والتي طرحت 22 قطعة بحرية وبرية للاستثمار في قطاع الاستكشاف. ويرى مراقبون أن استعداد إكسون موبيل للعودة إلى ليبيا يعكس اهتماماً متنامياً من قبل كبرى شركات النفط العالمية بالانخراط مجدداً في السوق الليبية، في خطوة وُصفت بالاستراتيجية رغم التحديات السياسية والأمنية.



وفي سياق متصل، أعلنت شركة أكاكوس للنفط، مؤخراً، أنّ إنتاج حقل الشرارة النفطي الليبي الذي تقوم بتشغيله، وهو الأكبر في البلاد، يسجل أعلى إنتاج منذ عام 2018 بواقع 310.970 برميلاً يومياً. وبلغ إنتاج النفط في ليبيا نحو 1.4 مليون برميل، بينما سجل إنتاج المكثفات 53.4 ألف برميل، في حين بلغ إنتاج الغاز نحو 2.566 مليار متر مكعب. وتخطط الحكومة الليبية لزيادة معدلات إنتاج النفط والغاز الطبيعي من خلال تطوير مشروعات جديدة بالتعاون مع شركات الطاقة العالمية.

يشار إلى أن المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا قالت، الشهر الماضي، إن شركتي النفط بي بي وشل اتفقتا معها على إجراء دراسات لاستكشاف وتطوير الهيدروكربونات في 3 حقول نفطية ليبية. كما أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط بلوغ إجمالي إيراداتها خلال شهر يوليو/تموز الماضي مليار و839 مليوناً و143 ألفًا و139 دولاراً. وفي وقت سابق، أعلنت وزارة النفط والغاز وصول إجمالي الإتاوات والضرائب المحصلة من شركات عقود الامتياز والمشاركة في إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي، خلال يوليو الماضي، إلى مليار و705 ملايين دينار.

(الدولار= 5.2 دنانير ليبية)






## استشهاد معتقل من غزة بزعم "سقوطه" من علو في منشأة للشاباك
05 August 2025 10:01 AM UTC+00

كشفت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الثلاثاء، عن أن معتقلاً "مجهول الهوية" من قطاع غزة (يبلغ من العمر نحو 40 عاماً)، استُشهد من جراء "سقوطه" من مكان مرتفع داخل منشأة تابعة لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، بينما كانت يداه مكبلتين. وتعود الحادثة إلى شهر يناير/كانون الثاني 2024، وتم التكم على هويته، وسط مزاعم إسرائيلية بأنه "سقط أثناء محاولته الهروب من المنشأة التي كان يخضع فيها للتحقيق، وكان مكبل اليدين في تلك اللحظة"، فيما رفض "الشاباك" التعليق على هذه المعلومات.

وكشف تشريح الجثة، عن نتائج تتماشى مع سقوط من مكان مرتفع، كما أظهر علامات تشير إلى أن المعتقل كان مكبّل اليدين لفترة طويلة. وزعمت وزارة القضاء الإسرائيلية، أن التحقيق في سبب الوفاة قد انتهى، ولم يُعثر على شبهة جنائية، رغم أن الوفاة حصلت أثناء احتجازه لدى الاحتلال. ويثير هذا الأمر شكوكاً حول ملابسات القضية وتفاصيلها، بينما اعتبرت الصحيفة العبرية أنه "يشير على الأقل إلى إهمال من مسؤولي الشاباك".

ومنذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة، سُجّلت على الأقل ست حالات "وفاة" لفلسطينيين أثناء التحقيق معهم لدى "الشاباك". ونقلت الصحيفة مزاعم وحدة فحص شكاوى المعتقلين الخاضعين للتحقيقات (مبتان)، مشيرة إلى أنه في ثلاث حالات لم يُعثر على شبهة جنائية ضد محققي الشاباك، وفي الحالة الرابعة قررت المحكمة وقف التحقيق، وإغلاق الملف، بعدما تم التوصل لسبب الوفاة. ولا تزال هناك حالتان قيد الفحص. كما ذكرت الوحدة أنه في جميع الحالات، "تم طلب رأي من المعهد الوطني للطب الشرعي، وأُجريت تحقيقات إضافية".

وبشكل عام، لا يعلن الشاباك عن المعتقلين الذين استشهدوا أثناء احتجازه إياهم. ومنذ بداية الحرب، كانت حالات استشهاد المعتقلين من غزة داخل السجون أو مراكز الاحتجاز العسكرية محاطة بالغموض ونقص الشفافية. وفي ديسمبر الماضي، نشرت الصحيفة نفسها، أن إحدى الحالات التي تم فحصها، وقررت السلطات عدم فتح تحقيق جنائي في شأنها، كانت وفاة مدير مستشفى النساء في بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة، إياد رنتيسي الذي استُشهد في سجن شيكما بعد ستة أيام من اعتقاله في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي. ولم تبلغ السلطات الإسرائيلية عائلة رنتيسي بوفاته، واكتشفت ذلك بعد نشر خبر في الصحيفة.



وأظهر التحقيق في وفاته وجود كدمات على جسده، مما عزز الشكوك بتعرضه للعنف. وأشير إلى أن السبب الرسمي لوفاة رنتيسي، الذي كان يعاني من مشاكل صحية، هو نوبة قلبية، لكن التحقيق أثار الشكوك بأن الإصابات ربما ساهمت في وفاته. وعلى الرغم من أنه تقرر عدم فتح تحقيق جنائي ضد محققي الشاباك، تم تحويل نتائج الفحص إلى وحدة التحقيقات مع السجانين في الشرطة، لفحص الادعاءات التي أثيرت ضد عناصر في مصلحة السجون.

وفي السياق، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، ونادي الأسير الفلسطيني، أول من أمس الأحد، أن هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية أبلغتهما باستشهاد المعتقل الإداري أحمد سعيد صالح طزازعة (20 عاماً) من جنين شمالي الضفة الغربية، في سجن "مجدو" الإسرائيلي. وبحسب بيان صادر عن الهيئة والنادي، فقد كان الشهيد طزازعة معتقلاً منذ 6 مايو/أيار 2025، وذلك دون توفر تفاصيل دقيقة حول ظروف استشهاده، ليُضاف اسمه إلى سجل شهداء الحركة الأسيرة الذين ارتقوا نتيجة للجرائم المنظمة التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي بشكل غير مسبوق منذ بدء الإبادة الجماعية المستمرة، وأبرزها: التعذيب، والجرائم الطبية، والتجويع.

وأكدت الهيئة والنادي أن سجن "مجدو"، الذي كان طزازعة محتجزاً فيه، شكّل واحداً من أبرز السجون التي سُجلت فيها جرائم جسيمة، لا سيما مع استمرار انتشار مرض الجرب (السكابيوس)، الذي حوّلته إدارة السجون إلى أداة واضحة لقتل المزيد من الأسرى. ولفتت الهيئة والنادي إلى أنه، ومع استشهاد المعتقل طزازعة، يرتفع عدد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين منذ بدء الإبادة إلى 76 شهيداً، وهم فقط من عُرفت هوياتهم، في ظل استمرار جريمة الاختفاء القسري. وشددت المؤسستان على أن تصاعد وتيرة استشهاد الأسرى والمعتقلين بشكل غير مسبوق، يؤكد مجدداً أن منظومة سجون الاحتلال ماضية في تنفيذ سياسة القتل البطيء بحقهم، "فلم يعد يمر شهر دون أن نستقبل اسماً جديداً لشهيد من الحركة الأسيرة"، بحسب البيان.




## 3 وفيات و95 مصاباً بمتلازمة غيلان باريه النادرة في غزة
05 August 2025 10:06 AM UTC+00

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، تسجيل 95 إصابة بمتلازمة "غيلان باريه" النادرة، بينهم 45 طفلاً، محذّرة من "انتشار مقلق وسريع" للمتلازمة بين الفلسطينيين، من جرّاء تلوث المياه وسوء التغذية الناجمة عن سياسة التجويع الإسرائيلي.

جاء ذلك في بيان مدير عام الوزارة منير البرش، الذي قال إنّ هذه المتلازمة التي تُصنّف ضمن "الأمراض النادرة، باتت تنتشر بشكل مقلق في قطاع غزة، خصوصاً بين الأطفال". وأكد أنّ قطاع غزة سجّل 95 إصابة بهذه المتلازمة خلال مدة قصيرة، بينهم 45 طفلاً، في حين أن المعدل الطبيعي للإصابة بها لا يتجاوز حالة واحدة سنويّاً، وفق قوله. وأشار إلى أن هذه المتلازمة تبدأ "بفقدان مفاجئ في القدرة على تحريك العضلات، إذ تُصيب الأطراف السفلية أولاً، ومن ثم تمتد إلى الأعلى، وقد تتسبّب بصعوبة في التنفس تؤدي إلى الوفاة".

وكانت وزارة الصحة بغزة قد أعلنت أمس الاثنين تسجيل 3 وفيات بهذه المتلازمة النادرة، بينهم طفلان لم يتجاوزا 15 عاماً، جراء سوء التغذية وفشل محاولات إنقاذهم لعدم توفر العلاج، محذرة من "كارثة حقيقية مُعدية ومحتملة".

وأرجع البرش انتشار هذا المرض النادر بغزة إلى "تلوث المياه وسوء التغذية" الناجمة عن سياسة التجويع الإسرائيلي. كما عدّ هذا الانتشار الذي وصفه بـ"السريع" للمرض بغزة "مؤشراً خطيراً على انهيار الوضع الصحي وتفاقم الكارثة الإنسانية، بسبب الحصار ومنع دخول العلاجات والمغذيات الأساسية".

ومتلازمة "غيلان باريه" هي اضطراب يؤثر غالباً في الأعصاب بكلّ أنحاء الجسم، ما يؤدي إلى تلفها، ويحدث بسبب مهاجمة الجهاز المناعي لأجزاء من الجهاز العصبي ومن أبرز أعراضها، "الضعف العام، والوخز والخدر في الأطراف والشلل الكامل".



وفي 24 يوليو/تموز الماضي، حذّرت منظمة "أوكسفام" للإغاثة الدولية في بيان، من أن الأمراض في قطاع غزة قد تتحول إلى كارثة قاتلة وذلك بسبب الجوع وصعوبة الحصول على المياه النظيفة وانعدام المأوى والرعاية الصحية. وفي 22 يوليو، أعلنت وزارة الصحة بغزة تسجيل 45 حالة "شلل رخو حاد" بالقطاع خلال شهرَي يونيو/ حزيران ويوليو، في ارتفاعٍ غير مسبوق بسبب تدهور الأوضاع البيئية والصحية وسوء التغذية.

يعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنّها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. يأتي ذلك في وقت تعاني فيه مستشفيات غزة من نقصٍ حاد في الأدوية والمستلزمات، وانهيار شبه كامل في قدراتها التشخيصية والعلاجية.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشنّ إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة، بدعمٍ أميركي، أكثر من 210 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن تسعة آلاف مفقود، إضافة إلى مئات الآلاف من النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

(الأناضول، العربي الجديد)




## "رويترز" عن وزير الأمن الإسرائيلي: الجيش سينفذ السياسات التي تحددها القيادة السياسية بشكل احترافي بعد اتخاذ القرارات اللازمة
05 August 2025 10:07 AM UTC+00





## نيمار يُسجل هدفين ويُعيد التوازن لنادي سانتوس في الدوري البرازيلي
05 August 2025 10:10 AM UTC+00

قدم النجم البرازيلي، نيمار دا سيلفا (33 سنة)، عرضاً كروياً مُميزاً مع نادي سانتوس البرازيلي، وساهم في صناعة الفوز الذي أعاد التوازن للنادي الذي يُقاتل من أجل تفادي الهبوط إلى الدرجة الثانية في البرازيل، في وقت تابع المباراة مساعدو مدرب منتخب البرازيل، الإيطالي، كارلو أنشيلوتي. 

وساهم نيمار في صناعة الفوز لنادي سانتوس، في مواجهة نادي جوفينتودي، ضمن منافسات بطولة الدوري البرازيلي، فجر الثلاثاء، وسجل النجم البرازيلي الهدف الأول في الدقيقة 37 وأضاف الهدف الثاني في الدقيقة 80 عبر ركلة جزاء، ليُساعد فريقه في الهروب مؤقتاً من مراكز الهبوط باحتلاله المركز الـ15 حالياً برصيد 18 نقطة، في موسم صعب على النادي البرازيلي العريق يسعى فيه للبقاء في الدرجة الممتازة. 

ولحسن حظ نيمار أن مستواه المُبهر وتسجيله هدفين مع نادي سانتوس، وحصوله على جائزة أفضل لاعب في اللقاء، جاءت في المواجهة التي حضرها مساعدو مدرب منتخب البرازيل، الإيطالي، كارلو أنشيلوتي، وهم رودريغو كايتانو المنسق التنفيذي للمنتخب وخوان المدرب المساعد، والمعد البدني كريستيانو نونيز، باعتبار أن أكبر مخاوف أنشيلوتي هي الحالة البدنية للمهاجم، إذ جاؤوا خصيصاً من أجل متابعة أدائه مع فريقه، وهو الذي يسعى للعودة إلى تشكيلة "السليساو" لخوض آخر مواجهتين في تصفيات قارة أميركا الجنوبية المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026، والمقرر خوضهما في شهر سبتمبر/أيلول المقبل.



وستستقبل البرازيل، التي تأهلت بالفعل إلى بطولة كأس العالم 2026، منتخب تشيلي في الرابع من شهر سبتمبر المقبل، قبل أن تسافر بعد خمسة أيام لمواجهة بوليفيا في آخر جولات التصفيات، والتي سيستغلها أنشيلوتي للاستقرار على شكل الفريق الذي سيخوض به المونديال الذي سيقام في الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك وكندا. 




## ريال مدريد يشكك في نزاهة الليغا: انطلاقة الموسم مشوهة ومُتلاعب بها
05 August 2025 10:10 AM UTC+00

عاد نادي ريال مدريد ليفتح النار على رابطة الليغا والاتحاد الإسباني لكرة القدم، بعدما رُفض طلبه بتأجيل مباراته الافتتاحية في الموسم الجديد أمام أوساسونا، والمقررة يوم 19 أغسطس/ آب الحالي على ملعب سانتياغو برنابيو. ويأتي اعتراض النادي الملكي بسبب قصر فترة الراحة التي حصلت عليها تشكيلة المدرب الإسباني تشابي ألونسو، عقب مشاركتها أخيراً في بطولة كأس العالم للأندية التي أقيمت في الولايات المتحدة الأميركية، وبلغ فيها الفريق الأبيض الدور نصف النهائي. 

ووجّهت قناة ريال مدريد الرسمية، اليوم الثلاثاء، رسالة شديدة اللهجة إلى رابطة الليغا والاتحاد الإسباني، واتهمتهما بـ"التحيز والإضرار بسلامة المنافسة"، وذكرت في بيان لها أنّ منافسة الدوري "تنطلق فاسدة، ومشوهة، ومُتلاعباً بها"، مستندة إلى ما وصفته بـ"تجاهل القوانين وروح العدالة". وجاء في البيان: "في التاسع من يوليو/ تموز 2025، تلقى خوسيه ألبرتو بيلايز، القاضي الوحيد للمسابقات، طلباً عاجلاً لتأجيل مباراة في دوري الدرجة الأولى، لم يكن الأمر عبثياً، بل حاجة ضرورية لتفادي إشراك لاعبين أنهكهم مونديال الأندية، دون منحهم فترة الراحة المطلوبة". 

وأضافت قناة النادي الملكي في انتقادها اللاذع: "الرد لم يصل إلا في 31 يوليو؛ أي بعد 22 يوماً. وقت كافٍ لقفل المكتب، وقضاء الإجازة، وترك الطلب يعلوه الغبار. جرى تجاهل الطابع العاجل، ودفن المنطق. ما صدر لم يكن قراراً، بل صفعة، صفعة للطب الرياضي والمنطق ونزاهة المنافسة. اختبأ القاضي خلف اللوائح كما جرت العادة، رغم أنّ الجميع يعلم كيف يتم التلاعب بتفسير القوانين عند الحاجة، لكن هذه المرة، طُبّقت القوانين كالمطرقة، وكان المتضرر الأكبر، وبشكل موضوعي، هو ريال مدريد". 

وتواصل البيان التصعيدي بالقول: "هذا ليس استقلالاً قضائياً بل تلاعب واضح، الليغا 2025-2026 تنطلق وهي فاسدة، مشوهة، ومُتحكم بها، فريق واحد يُجبر على بدء الموسم منهكاً بدنياً وتكتيكياً، ليس صدفة، بل بقرار مُتعمّد، يتحدثون عن نزاهة؟ أي نزاهة في إرغام فريق على اللعب وهو مرهق، بينما تحظى بقية الفرق بأسابيع من الإعداد؟ عندما يُستخدم القانون كعصا على فريق، وكبساط أحمر لآخرين، فهذه ليست عدالة، إنها تصفية حسابات، ومن يظن أن الأمر محايد، فهو مخطئ، مثل هذه القرارات تغيّر الديناميكيات، وتُحدث فرقاً في الميدان". 



واختتم البيان الناري بالتشكيك في مستقبل المنافسة، إذ جاء فيه: "هذه القرارات تغيّر جهوزية الفرق، وتؤثر على النتائج، نقطة ضائعة في أغسطس تساوي تماماً نقطة في مايو/ أيار، ما حصل ليس مجرد ضربة لمباراة، بل لكامل الموسم، القاضي الذي يُفترض أن يحمي نزاهة البطولة، احتاج 22 يوماً ليقول لا، هكذا يبدأ الموسم بجدول تم التلاعب به مسبقاً، والسؤال المؤرق: إذا حدث هذا قبل انطلاق المباريات، فماذا ننتظر من قرارات التحكيم لاحقاً؟ هذه القصة لم تنتهِ بعد، الآن، كل الأنظار تتجه إلى لجنة الاستئناف، التي ستنظر في طعن ريال مدريد، هل تملك الشجاعة لتصحيح قرار مشبوه، أم ستؤيد القرار خوفاً من إزعاج أصحاب القرار؟". 

يجدر الذكر أن رابطة الليغا رفضت في وقت سابق طلب نادي ريال مدريد بتأجيل اللقاء الافتتاحي أمام أوساسونا، مشيرة إلى أن هذا الطلب لا يستند إلى مبررات استثنائية كافية، وأكدت هيئة الرئيس خافيير تيباس (63 عاماً)، أن التأجيل يُمنح فقط في حالات طارئة جداً، وأن تغيير الجدول في هذا التوقيت سيُربك سير المسابقة ويؤثر سلباً على بقية الأندية.




## ميسي وتاريخ من الإصابات أبكت "البولغا" وأرعبت جماهيره
05 August 2025 10:10 AM UTC+00

ترك نادي إنتر ميامي الأميركي، الغموض قائماً بشأن خطورة إصابة نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي (38 عاماً)، حيث لم يُحدد البيان الصادر عن النادي، يوم أمس الاثنين، مدة غياب صاحب جائزة الكرة الذهبية في ثماني مناسبات، عن الملاعب، ما قد يعني أن "البولغا" يُعاني من إصابة قد تُبعده فترة طويلة عن المباريات الرسمية، كما أنها قد تعجل بنهاية موسمه مع الفريق، وسط حيرة بين جماهير اللاعب الأرجنتيني، الذي يقدم عروضاً جيدة في المباريات الأخيرة وتنتظره الكثير من التحديات مع فريقه وكذلك مع منتخب بلاده الذي يعتمد عليه من أجل الإعداد لنهائيات كأس العالم 2026، عندما سيدافع عن لقبه.

وشهد تاريخ قائد منتخب "التانغو" الكثير من الإصابات، ولحسن حظه، فقد تفادى الإصابات الخطيرة، التي تجعله يغيب عن الملاعب فترات طويلة، ذلك أن أخطر إصابة تعرّض لها ميسي في مسيرته الاحترافية، كانت في موسم 2006ـ2007 وغاب عن الملاعب والتدريبات، 88 يوماً، ووفق أرقام موقع ترانسفيرماركت العالمي، فإن ثاني أخطر إصابة تعرّض لها لاعب باريس سان جيرمان سابقا، كانت في موسم 2005ـ2006 وغاب 75 يوماً. كما كانت الإصابة في نهائي "كوبا أميركا 2024" أمام كولمبيا خطيرة، حيث ابتعد عن الملاعب فترة تواصلت 59 يوماً، وكان واضحاً عند مغادرته الميدان في لقاء النهائي أن الأمر خطير، بما أن ميسي لم يتمالك نفسه وانهارت دموعه. وفي موسم 2013ـ2014، غاب عن الملاعب 57 يوماً، بسبب إصابة.



وكان موسم 2020ـ2021، الأصعب على ميسي من حيث مدة الغياب عن الملاعب بسبب الإصابات، حيث ابتعد 91 يوماً عن التمارين أو المباريات وخلال ذلك الموسم تعرض إلى سبع إصابات مختلفة، وفي موسم 2006ـ2007 غاب لمدة 88 يوماً. وقد شهد معدل إصابات ميسي تزايداً في المواسم الأخيرة مع تقدمه في السن، وهو أمر منطقي بما أنه يتعرض إلى تدخلات قوية إضافة إلى كثرة المباريات مع الأندية أو المنتخب الأرجنتيني، ما يهدد اللاعبين بالمزيد من الإصابات، وسيحاول ميسي طمأنة الجماهير سريعاً باعتبار أن حضوره يُسعد مشجعيه ويُحفز جماهير الفرق المنافسة على حضور المباريات.




## تركيا: لجنة برلمانية تبدأ أعمالها لبحث مسار السلام مع "الكردستاني"
05 August 2025 10:14 AM UTC+00

بدأت لجنة "تركيا خالية من الإرهاب" البرلمانية، اليوم الثلاثاء، عقد أول اجتماعاتها ضمن مسار طويل من المناقشات التي تشهدها بمشاركة الأحزاب الممثلة بالبرلمان، لتقديم مقترحات لمرحلة ما بعد تسليم حزب العمال الكردستاني سلاحه.

وتشكّلت اللجنة قبل أيام بإشراف من رئيس البرلمان نعمان قورطولموش، وتضم نواباً من الكتل البرلمانية والأحزاب التي لديها نواب، وزعت بحسب النسب للكتل، وممثلاً واحداً للأحزاب التي ليس لديها كتلة برلمانية، علماً أن كل كتلة تتطلب 20 نائباً على الأقل. وبعد إلقاء رئيس البرلمان كلمته الافتتاحية الأولى، ألقى ممثلو الكتل البرلمانية كلمات تمتد إلى 20 دقيقة، فيما تحدث ممثلو الأحزاب لـ10 دقائق، لطرح رؤى الأحزاب حيال عمل اللجنة والنتائج التي ستصدر عنها، حيث يتوقع أن تخرج بتوصيات لمسودات مشاريع. وكان يفترض أن يكون عدد أعضاء اللجنة 51 عضواً من الأحزاب البرلمانية، ولكن مقاطعة الحزب الجيد (3 مقاعد) جعلت عدد أعضاء اللجنة ينخفض إلى 48.

وبناء على هذا التقسيم كان من الطبيعي أن يكون لحزب العدالة والتنمية الحاكم أكبر عدد من الأعضاء بواقع 21 نائباً، و10 نواب منحت لحزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة. وكانت حصة حزب الحركة القومية وحزب ديم الكردي 4 نواب لكل حزب، و3 نواب لكل من الحزب الجيد، وحزب الطريق الجديد المشكل من تحالف أحزاب السعادة ودواء والمستقبل. ومثلت أحزاب هدى بار، وحزب العمل التركي، والرفاه من جديد، وحزب العمل، والحزب الديمقراطي، وحزب اليسار الديمقراطي، بنائب واحد.



وينتظر أن تضع اللجنة قواعد وأسس عمل للوصول إلى توافقات معينة، فضلاً عن تعيين آلية اختيار القرارات داخلها، ووضع اسم للجنة، حيث طالب حزب ديم الكردي أن يكون اسمها لجنة الديمقراطية. وتترقب مختلف الأوساط في تركيا عمل اللجنة، التي سيكون أمامها إعداد أفكار للمرحلة المقبلة فيما يتعلق بتصنيف الكردستاني، والقوانين المتعلقة به من تشريعات مرتبطة بالقوانين النافذة وتعديلها، والإفراج عن المسجونين والمحكومين.

وفي كلمة افتتاحية، استعرض قورطولموش أسباب إنشاء اللجنة وأهدافها بالقول "هي لجنة تاريخية تمثل إرادة الشعب، تسعى لمناقشة الحلول وتقديم الاقتراحات للبرلمان، وتسعى أيضا إلى تعزيز الأخوة وفق منظور جديد بين أفراد الشعب". وأضاف "الهدف ليس حل المشاكل جميعها، بل تذكير الجميع بأن الحلول تكون من الشرعية الممثلة باللجنة. تسليم الكردستاني سلاحه وسكوت صوت الأسلحة، هو مطلب شعبي ومن هنا يأتي دور اللجنة في تعزيز العيش المشترك في البلاد".

وتابع قورطولموش في كلمته أن تركيا في مرحلة جديدة بمناحي الحياة حيث تحويل الآلام المشتركة إلى آمال مشتركة، "وحان وقت الحديث عن العدالة والأمن والأخوة والمساواة والحقوق، يجب أن تجتمع الشعوب مرة جديدة وتعلي صوتها، يجب تأسيس الأخوة في المنطقة".

وشدد على "العدالة والأخوة والتضامن والتشارك والبناء على هذا الإدراك الموجود في السابق، من أجل بناء المستقبل وفق هذه المفاهيم، وتحكيم الجبهة الداخلية وتعزيز أمن تركيا وإزالة العواقب المظلمة التي تعترضها". واعتبر أن البرلمان هو أعلى قبة ديمقراطية، قائلاً "لن نكتب دستوراً بل نكتب أسس الأخوة معاً مجدداً، وما وصلت إليه تركيا حالياً ربما كانت قد وصلت إليه قبلاً من دون أن تفقد أرواحاً أبداً، هذه اللجنة صوت الجميع، صوت الأخوة والاستماع للأفكار والوحدة، والتحلي بالوجدان".



وعن أهمية اللجنة، قال "البرلمان هو المكان المناسب للمناقشات واللجنة تمثل جميع مكونات الشعب، ما يعادل 98% من الشعب. وكل عمل هنا سيكون شفافاً ويعكس مطالب الشعب، وأبرز الأسس هي الشفافية، والثاني هو الوضوح، والثالث هو الأغلبية". وأضاف "رئاسة المجلس هي التي ستوضح للرأي العام التطورات منعاً لحصول أي تحريض ولهذا سيتم إبلاغ الرأي العام ووسائل الإعلام بالوقت المناسب، واللجنة ستعمل عبر آلية التشاور، والعقل المشترك، ومن مهامها ومسؤوليتها متابعة مسألة إلقاء السلاح وإطارها القانوني وأرضيتها الاجتماعية، وتقديم المقترحات لها، وأهم شيء هو إدارة نفسية المجتمع بشكل جيد". وأكمل "كما من مهامها تقديم المقترحات للتعديلات الدستورية والتشريعات وتقديم التقارير والتحليلات اللازمة"، محذراً من عمليات التحريض.

وختم بالقول "هذه اللجنة تمثل جميع أفراد الشعب لبناء تركيا القوية، واللجنة مرتبطة بإرادة الشعب، وأمل تنفيذ اللجنة المهام التاريخية الملقاة عليها بكل نجاح". وبعد إلقاء كلمته استمرت الجلسة بإلقاء الكلمات عقب استراحة قصيرة بعيدا عن عدسات الإعلام.

وأعلن الكردستاني في 12 مايو/ أيار الماضي قراره حل نفسه وإلقاء السلاح استجابة لدعوة مؤسسه عبد الله أوجلان، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد في جزيرة إمرلي عقب سلسلة لقاءات معه لا تزال مستمرة، إذ دعا في نهاية فبراير/ شباط الماضي إلى حلّ جميع المجموعات التابعة للكردستاني وإنهاء أنشطته، لتقوم أول مجموعة في 11 يوليو/ تموز الماضي بإلقاء سلاحها وحرقه في السليمانية بإقليم كردستان العراق.

وانطلقت المرحلة الأخيرة وفق الحكومة بخطاب من الرئيس رجب طيب أردوغان الصيف الماضي، تبعته مصافحة بين زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي ونواب حزب ديم الكردي في افتتاح البرلمان بداية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ولاحقاً في نفس الشهر دعا باهتشلي حزب ديم لإقناع أوجلان بإلقاء السلاح وحل الحزب والاستفادة من حق الأمل.




## تير شتيغن يُصعّد مع برشلونة: رفض التقرير الطبي وعقوبات مُنتظرة
05 August 2025 10:16 AM UTC+00

صعّد حارس المرمى الألماني، مارك أندريه تير شتيغن (33 سنة)، الحرب مع نادي برشلونة الإسباني بعد الإصابة التي تعرض لها في وقت سابق وإجرائه عملية جراحية على مستوى الظهر، مما عقّد الأزمة أكثر بخصوص تسجيل اللاعبين الجُدد في النادي الكتالوني وخصوصاً الحارس الإسباني، خوان غارسيا. 

وكشفت صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية، الثلاثاء، تفاصيل جديدة حول أزمة الحارس الألماني، مارك أندريه تير شتيغن، الذي رفض التوقيع على التقرير الطبي الذي أعدّته إدارة نادي برشلونة لإرساله إلى اللجنة الطبية لرابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، والتي بدورها ستدرسه وتُقدر خطورة الإصابة وتُحدد المدة التي يجب أن يغيب خلالها الحارس الألماني عن الملاعب.
 
ومع رفض تير شتيغن التوقيع على التقرير الطبي الذي سيُرسل إلى رابطة الليغا، قرر نادي برشلونة، وفقاً للمعلومات التي نشرتها صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية، إحالة المسألة إلى الدائرة القانونية للبدء في فرض إجراءات تأديبية فوراً ضد الحارس، وفي حال قرر الخبراء القانونيون للنادي ذلك، فربما يؤدي ذلك إلى فرض عقوبة داخلية من جانب النادي نفسه، في حال موافقة مجلس الإدارة.



يُشار إلى أن رفض تير شتيغن التوقيع على هذا التقرير الطبي له عواقب مباشرة على النادي، إذ إنه وفقاً لمدى إصابته، وإذا اعتُبر أن فترة التعافي ربما تستغرق خمسة أشهر أو أكثر، فيمكن لنادي برشلونة استخدام 80% من راتب الحارس الألماني وفقاً لقواعد اللعب المالي النظيف، وبالتالي تأمين تسجيل الحارس خوان غارسيا بشكل مباشر. وسيكون هذا الوضع مشابهًا لما حدث الصيف الماضي عندما تمكن البلاوغرانا من تسجيل داني أولمو بعد أن أكدت اللجنة الطبية للنادي أن أندرياس كريستنسن يُعاني من إصابة طويلة الأمد قد تمتد لأكثر من أربعة أشهر. وبدون موافقة تير شتيغن، وهي شرط أساسي لتقديم التقرير إلى اللجنة الطبية في الدوري الإسباني، سيكون الوضع معقداً تماماً، نظراً لأن البيانات الطبية للاعب سرية، وعليه لا يُمكن مشاركتها إلا بموافقته.




## خبير أممي: كان واضحاً منذ بداية الحرب أن إسرائيل تسعى لتجويع غزة
05 August 2025 10:19 AM UTC+00

بالرغم من حملة التنديد العالمية بحرب التجويع التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة وإبداء التعاطف مع الغزيين واستهجان الجرائم الإسرائيلية، يتهم خبير أممي المجتمع الدولي بتجاهل المقدمات التي كانت تنذر بالوصول لهذا الوضع المأساوي في غزة وبالتالي لا يحق بحسبه للدول والحكومات وحتى المؤسسات ادعاء تفاجئها بما يحدث الآن ومدى إمعان الاحتلال في تكريس المجاعة في غزة، "فالجميع كان يعلم بأننا سنصل إلى هنا". 

وقال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، الذي حذّر لأول مرة من أن إسرائيل تُدبّر حملة تجويع جماعي متعمدة في غزة قبل أكثر من 500 يوم، لصحيفة ذا غارديان البريطانية: "لقد بنت إسرائيل آلة تجويع هي الأكثر كفاءة على الإطلاق. ورغم أنه من المؤلم رؤية الناس يتضورون جوعاً، إلا أنه لا ينبغي لأحد أن يُفاجأ، جميع المعلومات كانت مُعلنة منذ أوائل عام 2024". وأضاف أن "إسرائيل تُجوّع غزة. إنها إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية، وهي جريمة حرب. لطالما كررتُ ذلك مراراً وتكراراً، أشعر بأنني كاساندرا (شخصية الأسطورية اليونانية التي كان الناس يتجاهلون توقعاتها وتحذيراتها)".

ما يحدث في غزة "جريمة حرب واضحة"

في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أي بعد يومين من عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي آنذاك، يوآف غالانت، "حصاراً شاملاً" على غزة وقال إنه سيوقف إمدادات الكهرباء والغذاء والماء والوقود. وبعد نحو شهرين، أي في ديسمبر/كانون الأول 2023، كان سكان غزة (نحو مليونين ومائة ألف إنسان) يُشكلون 80% من سكان العالم الذين يعانون من جوع كارثي، وفقاً لأرقام الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية.

ويُسهم انتشار المجاعة وسوء التغذية والأمراض بالارتفاع الحاد في الوفيات المرتبطة بالجوع في جميع أنحاء غزة، حيث نُقل أكثر من 20 ألف طفل إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد بين إبريل/نيسان ومنتصف يوليو/تموز الماضيين، وفقاً لمبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، وهي مبادرة عالمية تُقدم بيانات آنية عن الجوع والمجاعة للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، وحذر (IPC) في وقت سابق من هذا الأسبوع من أن "أسوأ سيناريو للمجاعة يتكشف حالياً" في جميع أنحاء قطاع غزة، بحسب الصحيفة.

وكان فخري من أوائل من حذّروا من المجاعة الوشيكة، وضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع إسرائيل من تجويع مليوني شخص في غزة. وقال في مقابلة مع ذا غارديان، نُشرت في 28 فبراير/شباط 2024: "لم نشهد قط سكاناً مدنيين يُجبرون على الجوع بهذه السرعة وبهذه الطريقة المتكاملة. إن حرمان الناس عمداً من الطعام يُعد جريمة حرب واضحة. لقد أعلنت إسرائيل عن نيتها تدمير الشعب الفلسطيني، كلياً أو جزئياً، لمجرد كونه فلسطينياً... هذه الآن حالة إبادة جماعية".

ورغم الصور الصارخة للفلسطينيين الهزيلين القادمة من غزة وتقارير المنظمات الانسانية المختصة، استمرت حكومة الاحتلال الإسرائيلية، وبعض حلفائها، في الإنكار والادعاء بأن الجوع ناتج عن مشاكل لوجستية وليس سياسة دولة. وفي الأسبوع الماضي، قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو: "لا توجد سياسة تجويع في غزة. لا توجد مجاعة في غزة". وتُعتبر اليونيسف من بين العديد من وكالات الإغاثة التي أكدت أن سوء التغذية والمجاعة قد تصاعدا منذ أوائل مارس/آذار الماضي حين انتهكت إسرائيل من جانب واحد وقفاً لإطلاق النار واستأنفت الحرب على غزة، وأعادت إسرائيل فرض حصار شامل بعد السماح بدخول بعض شاحنات المساعدات خلال وقف إطلاق النار، والتي قالت وكالات الأمم المتحدة والجمعيات الخيرية العاملة على الأرض إن هذه الكميات لم تكن كافية لتلبية احتياجات السكان الجائعين والمرضى والضعفاء بالكامل.



تقاعس دولي رغم تغيّر الخطاب

وعمد الاحتلال بدعم من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى استحداث مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، وهي مؤسسة غامضة مدعومة من إسرائيل وإدارة ترامب، وبدأت عملياتها بغزة في مايو/أيار الماضي تحت حماية مسلحة يوفرها متعاقدون من القطاع الخاص والجيش الإسرائيلي. وسُمح لها باستبدال 400 مركز توزيع تابع للأمم المتحدة بأربعة مراكز فقط في جميع أنحاء غزة، تحت مزاعم إسرائيلية بأن حماس كانت تستولي على مساعدات الأمم المتحدة. وقال فخري: "هذا استخدام عسكري للمساعدات، وهو ليس للأغراض إنسانية بل للسيطرة على السكان، ونقلهم وإذلالهم وإضعافهم، كجزء من تكتيكات الحرب الإسرائيلية. إن مؤسسة غزة الإنسانية مخيفة للغاية لأنها قد تكون الصورة المرعبة الجديدة المُعسكرة للمساعدات في المستقبل".

ويضيف فخري: "أرى لهجة سياسية أقوى، وإدانة أكبر، وخططاً مقترحة أكثر، ولكن على الرغم من التغيّر في الخطاب، ما زلنا في مرحلة التقاعس. ليس لدى السياسيين والشركات أي عذر، إنهم مخجلون حقاً. إن خروج ملايين الناس في مظاهرات رفضاً لما يحصل يُظهر أن العالم يُدرك حجم المسؤولية التي تقع على عاتق الجميع". وعن دور الأمم المتحدة العاجزة أمام الفيتو الأميركي يرى فخري أنه "في ضوء استمرار الولايات المتحدة في استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرارات وقف إطلاق النار في مجلس الأمن، فإنه من واجب الجمعية العامة للأمم المتحدة دعوة قوات حفظ السلام لمرافقة القوافل الإنسانية إلى غزة"، ويؤكد فخري أن أغلبية الأصوات الدولية "والأهم من ذلك، أن ملايين الناس يُطالبون بذلك" تؤيد مثل هذا التوجه "يحاول الناس العاديون كسر الحصار غير القانوني لإيصال المساعدات الإنسانية، وتطبيق القانون الدولي الذي تفشل حكوماتهم في تنفيذه. وإلا فلماذا نُرسل قوات حفظ سلام إن لم يكن لإنهاء الإبادة الجماعية ومنع المجاعة".



تورك: صور غزة لا تحتمل

وفي السياق، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن صور الجوعى في غزة "تمزق القلب ولا تُحتمل"، وأشار في بيان، اليوم الاثنين، إلى أن الوصول إلى هذا الوضع يُعد "إهانةً للإنسانية جمعاء"، مؤكداً أن الوضع في غزة يستوجب وضع حدٍّ نهائي للعنف. وقال: "إنقاذ الأرواح يجب أن تكون أولوية الجميع. المساعدات المسموح بدخولها أقل بكثير مما هو مطلوب، ويجب على إسرائيل أن تسمح فوراً بإيصال المساعدات الإنسانية الكافية إلى المدنيين المحتاجين بسرعة ودون عوائق".

وأوضح تورك أنّ إدخال المزيد من المساعدات سيمنع المعاناة والخسائر في الأرواح، مؤكداً أن "حرمان المدنيين من الوصول إلى الغذاء يُعتبر جريمة حرب، وربما تشكل جريمة ضد الإنسانية"، وجدد مطالبته بالإفراج الفوري عن المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة. كما دعا المفوض الأممي الأطراف الدولية لممارسة "كل الضغوط لمنع هذه الانتهاكات ووضع حد لها".




## افتتاح مركز التضامن في غزة لمساعدة الصحافيين على مواصلة التغطية
05 August 2025 10:23 AM UTC+00

افتتحت نقابة الصحافيين الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، مركز التضامن الإعلامي في محافظة غزة لتمكين الصحافيين من إتمام عملهم وإنجاز مهامهم الإعلامية، في ظل تدمير وانعدام مقومات العمل بفعل الاستهداف الإسرائيلي المتواصل منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ويتضمن المركز الإعلامي، الذي جُهِّز بإشراف الاتحاد الدولي للصحافيين، خيمة أُنشئت داخل ساحة مركز رشاد الشوا الثقافي التابع لبلدية غزة في حي الرمال بمدينة غزة، حيث يوفر إمكانيات متواضعة تتيح الأدوات الأساسية للعمل مثل شبكة الإنترنت وتيار كهربائي بديل، في ظل الانقطاع التام للكهرباء منذ بداية العدوان.

وتلفت الصحافية فداء عسلية إلى أنّ افتتاح مركز التضامن الإعلامي يأتي في ظل الحرب التي تسببت في تدمير مختلف المؤسسات الإعلامية بما فيها المعدات وأجهزة البث والإرسال، فضلاً عن إمكانيات مواصلة التغطية الميدانية، خاصةً مع استمرار العدوان على مختلف شرائح الشعب الفلسطيني. وتضيف عسلية لـ"العربي الجديد" أنها تواصل التغطية في مستشفى الشفاء، وتستفيد من مركز التضامن في توفير الإمكانيات الأساسية للتغطية اليومية، خصوصاً في ظل الانقطاع التام للتيار الكهربائي والضعف الشديد في شبكة الإنترنت، نتيجة التدمير الإسرائيلي للبنية التحتية.

من جانبه، يوضح الصحافي إياد القرشلي، الذي يعمل في تلفزيون فلسطين، أنه نزح إلى مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بفعل التهديدات الإسرائيلية المتواصلة، بعد تدمير مقرّ عمله وكافة الإمكانيات اللازمة لمواصلة العمل، وفي مقدمتها الكهرباء والإنترنت. ويشير القرشلي إلى أنه اضطر لمواصلة عمله في الاستراحات والمطاعم بعد عودته من النزوح، وهي أماكن غير آمنة، ويتابع: "صحيح أنه لا يوجد مكان آمن في غزة، إلا أن توفير مساحة آمنة للعمل مع بعض الإمكانيات الأساسية سيساعدنا كثيراً على مواصلة تغطية مجريات الإبادة الجماعية".

وفي السياق نفسه، يؤكد الصحافي محمد الباز أن افتتاح مركز التضامن الإعلامي "يعد امتداداً للإصرار الفلسطيني على مواصلة التغطية وفضح ممارسات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، خاصةً مع اشتداد فصول النزوح والتجويع والقتل المستمر على مدار الساعة في غزة". ويكمل الباز في حديث لـ"العربي الجديد": "يأتي المركز في ظل حلكة الظروف التي تسبب فيها العدوان الإسرائيلي الذي يُباد فيه الشعب الفلسطيني، وتستمر التغطية الصحافية رغم النقص الشديد في جميع الإمكانيات".



ويوضح نائب نقيب الصحافيين تحسين الأسطل أنّ المركز يخدم عشرات الصحافيين حتى قبل افتتاحه، لمساعدتهم على إتمام أعمالهم، خاصة في ظل تدمير المقار الإعلامية واستمرار الاستهداف الإسرائيلي المباشر للطواقم الصحافية. ويقول الأسطل: "لم يعد للصحافيين أي مكان للعمل، ما اضطرهم للتغطية من داخل المستشفيات ومراكز الإيواء والخيام والشوارع والمقاهي، في تحدٍّ للسياسات الإسرائيلية الرامية إلى إسكات الصوت الفلسطيني وقتل الحقيقة وتغييب الرواية الفلسطينية".

من جهته، يوضح مدير مركز التضامن الإعلامي وأمين سر نقابة الصحافيين الفلسطينيين عاهد فروانة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ المركز "يمثّل امتداداً لجهود النقابة في توفير مكان مناسب للصحافيين بعد تدمير الاحتلال مقارهم خلال حرب الإبادة المستمرة على غزة". ويتضمن المركز، وفق فروانة، مساحة مناسبة وقريبة من الصحافيين، مع توفير الطاقة والإنترنت عالي السرعة، مما يساعدهم في رفع وتحميل تقاريرهم وموادهم الإعلامية بجودة مرتفعة، إلى جانب البقاء على تواصل دائم فيما بينهم.

ويؤكد فروانة أنّ مركز التضامن يأتي بدعم وإشراف من الاتحاد الدولي للصحافيين، إضافة إلى مساهمة مجموعة من المؤسسات المحلية والوطنية والدولية في إنشاء وتجهيز المركز. ويشير إلى أن الأماكن التي اضطر الصحافيون للعمل فيها خلال الحرب "غير مناسبة"، خاصةً في ظل الاستهداف الإسرائيلي المتواصل، "لذلك كان من الضروري إيجاد مساحة مناسبة مثل مركز التضامن الإعلامي لخدمة الصحافيين الذين لم يغادروا مدينة غزة، أو الذين عادوا إليها بعد نزوح طويل جنوبي القطاع".




## وزارة الصحة في غزة: 87 شهيداً و644 إصابة وصلوا إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية
05 August 2025 10:26 AM UTC+00





## زيارة وزير الاقتصاد السوري لتركيا: اتفاقيات جديدة لتعميق العلاقات
05 August 2025 10:26 AM UTC+00

وقع وزير الاقتصاد السوري محمد نضال الشعار ونظيره التركي عمر بولاط في العاصمة التركية أنقرة، اليوم الثلاثاء، بروتوكول إنشاء اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة التركية السورية (ETOK)" و"مذكرة التفاهم بشأن التعاون في التنمية الإدارية والحوكمة". ويزور الشعار تركيا على رأس وفد من الحكومة والقطاع الخاص، حيث سيوقع أيضا غدا الأربعاء في إسطنبول على بروتوكول مجلس رجال الأعمال، ويتوقع أن يقوم الشعار أيضا بتقديم خريطة أعمال ومشاريع سورية، بهدف جذب استثمارات تركية ومساهمة الشركات والحكومة التركية بإعمار سورية.

ويبحث وزير الاقتصاد السوري محمد نضال الشعار ونظيره التركي عمر بولاط إعادة رسم ملامح العلاقات التي تلاشت على الصعيد الرسمي خلال الثورة، بعد فترة تنام حتى عام 2010 أوصلت حجم التبادل التجاري إلى أكثر من ثلاثة مليارات دولار وتأسيس مشاريع مشتركة واتفاقية تجارة حرة تحضيراً لإزالة الرسوم الجمركية.

ووصفت وسائل إعلام تركية اليوم الزيارة بـ"خطوة تاريخية" لأنها ستحدد ملامح العلاقات وتضع "خريطة طريق حقبة جديدة" في العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، نظراً لجدول الأعمال "الكثيف"، سواء بالعاصمة أنقرة اليوم الثلاثاء أو في إسطنبول غدا الأربعاء، وما يتضمنه من لقاءات على مستوى الوفود، للتوافق حول التجارة والرسوم الجمركية وعلى الاستثمارات بسورية التي توصف بالبكر والواعدة، خاصة بقطاعات البنى التحتية وإعادة الإعمار بعد حرب امتدت نحو 14 عاماً ونافت خسائرها، بحسب مصادر دولية، عن 400 مليار دولار.

وقالت وزارة الاقتصاد والصناعة السورية في بيان، اليوم الثلاثاء، إن الزيارة تأتي في إطار تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين سورية وتركيا، وبحث آفاق تطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بما يخدم المصالح المتبادلة ويعزز فرص التعاون المستقبلي. من جانبه، وصف بولاط الاجتماع الذي تم مع الشعار اليوم بالمهم، وقال في تدوينة على منصة إكس: أجرينا مشاورات شاملة بشأن تعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بلدينا الشقيقين، وتأسيس مجالات تعاون جديدة تتمحور حول مُثُل التنمية المشتركة، وتحقيق مصالحنا المشتركة.


Bugün, Suriye Ekonomi ve Sanayi Bakanı Sayın Nidal Eş-Şa'ar ile gerçekleştirdiğimiz mühim görüşmede, iki kardeş ülke arasındaki ekonomik ve ticari münasebetlerin derinleştirilmesi, müşterek kalkınma ülküsü etrafında yeni iş birliği sahalarının ihdası ve karşılıklı… pic.twitter.com/aWiV0DI4fg
— Prof. Dr. Ömer Bolat (@omerbolatTR) August 5, 2025



وأضاف: ناقشنا خلال المحادثات بين الوفود، باستفاضة، فرص التعاون في طيف واسع، بدءًا من حجم التجارة الثنائية وصولًا إلى الاستثمارات، ومن إعادة إعمار سورية إلى مشاريع البنية التحتية اللوجستية. وكان وزير التجارة التركي عمر بولاط قد زار دمشق في نيسان/إبريل الماضي وبحث مع الوزير نضال الشعار سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية وسبل زيادة حجم التبادل التجاري وتنمية التعاون الاستثماري وإقامة الشراكات وإنشاء مناطق حرة ومدن صناعية، قائلاً عقب الزيارة "نحن ندعم بشكل كامل سورية، حيث سيتم تنفيذ أنشطة إعادة الإعمار والبناء في فترة ما بعد الحرب، وفي هذا الإطار، فتحت تركيا مكاتب تمثيل تجاري في حلب ودمشق بعد سقوط النظام".





يذكر أن حجم التبادل التجاري بين سورية وتركيا بلغ عام 2010، بحسب وزير التجارة التركي عمر بولاط 2.5 مليار دولار، منها 1.84 مليار دولار صادرات تركية، بينما سجلت الواردات 660 مليون دولار. لكن تلك الأرقام تراجعت خلال الثورة السورية وقطع نظام الأسد العلاقات مع تركيا، بل وتجريم التبادل بقرار من رئيس الوزراء وقتذاك، في حين استمر التبادل مع المناطق المحررة وبلغ ما بين 2.5 وثلاثة مليارات دولار، ووصل عام 2024 إلى نحو 2.538 مليار دولار (2.2 مليار دولار صادرات تركية وواردات بنحو 438 مليون دولار).

وكانت تركيا وسورية ترتبطان باتفاقية التجارة الحرة التي تم توقيعها في عام 2007، لكنها علّقت بعد اندلاع الثورة في عام 2011، والأرجح أن تعود باتفاق اقتصادي شامل بعد زيارة الوفد السوري اليوم.






## وزارة الصحة في غزة: حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس/ آذار 2025 حتى اليوم بلغت 9,519 شهيداً و38,630 إصابة
05 August 2025 10:27 AM UTC+00





## الاحتلال يهدم مدرسة في طوباس ومنزلاً في بيت لحم
05 August 2025 10:28 AM UTC+00

هدمت جرافات إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، مدرسة قيد الإنشاء في قرية العقبة بمحافظة طوباس، ومنزلاً قيد الإنشاء في قرية أرطاس بمحافظة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة.

وقال مدير التربية والتعليم في طوباس عزمي بلاونة، لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إنّ "قوات الاحتلال اقتحمت قرية العقبة برفقة جرافات، وبدأت بهدم المدرسة المموّلة من الوكالة الفرنسية". وأضاف أن "الاحتلال أخطر قبل عدة أشهر بوقف العمل في المدرسة بدعوى عدم الترخيص، واستولى حينها على جرافات ثقيلة كانت تعمل في الموقع".

وفي بيت لحم، أفاد عضو مجلس قرية أرطاس سمير أبو صوي بأن جرافات إسرائيلية "هدمت منزلاً قيد الإنشاء بدعوى عدم الترخيص"، وبيّن أن "قوة إسرائيلية معززة بجرافة اقتحمت منطقة جبل أبو زيد، جنوب شرقي القرية، وأغلقتها بالكامل، ومنعت المواطنين من الوصول إليها، ثم شرعت بهدم منزل مكون من أساسات وأعمدة وغرفة واحدة".

وأمس الاثنين، ذكرت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية أن السلطات الإسرائيلية نفذت خلال يوليو/ تموز الماضي، 75 عملية هدم طاولت 122 منشأة، من بينها 60 منزلاً مأهولاً، و11 غير مأهول، و22 منشأة زراعية، و26 مصدر رزق.
وهدم الجيش الإسرائيلي في النصف الأول من العام الحالي 588 منشأة تسببت في تضرر 843 مواطناً فلسطينياً، من بينهم 411 طفلاً، فيما أخطرت في الفترة ذاتها 556 منشأة بالهدم، من بينها 322 منزلاً مأهولاً، و18 غير مأهول، و151 منشأة زراعية، و97 تصنف بأنها مصادر رزق، بحسب الهيئة.
وتمنع السلطات الإسرائيلية الفلسطينيين من البناء أو التوسعة في المناطق المصنفة "ج" من دون الحصول على تصاريح يعتبر الحصول عليها شبه مستحيل، بحسب منظمات محلية ودولية.



وقسمت "اتفاقية أوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل أراضي الضفة إلى ثلاث مناطق، هي "أ" التي تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و"ب" التي تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و"ج" التي تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية.
وترتكب إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بالتزامن مع تصعيد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1013 فلسطينياً، وإصابة نحو سبعة آلاف، فضلاً عن اعتقال أكثر من 18 ألفاً و500 شخص، وفق معطيات فلسطينية.
(الأناضول)




## وزارة الصحة في غزة: حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 61,020 شهيداً و150,671 إصابة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023
05 August 2025 10:28 AM UTC+00





## خبايا شحنات الأسلحة غير المسبوقة من بلغراد إلى تل أبيب
05 August 2025 10:53 AM UTC+00

رغم إعلان الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، في يونيو/حزيران الماضي، وقف بيع الذخيرة إلى إسرائيل، خلال فترة عدوانها على إيران، معتبراً البلدين صديقين لبلاده، حطّت طائرة إسرائيلية بعد ساعات من ذلك في مطار بلغراد وتم تحميلها بالأسلحة التي عادت في إلى دولة الاحتلال. وتشير معطيات جديدة، نُشرت اليوم الثلاثاء في صحيفة هآرتس العبرية، إلى أن صربيا حطّمت رقماً قياسياً هذا العام في تصدير الأسلحة لإسرائيل، إذ صدّرت في غضون ستة أشهر شحنات أسلحة إلى الاحتلال، في ظل استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، تجاوزت قيمتها ما صدرته لها طوال العام السابق.    

وكان الرئيس الصربي أعلن، في 23 يونيو/حزيران، عن وقف جميع صادرات الأسلحة من بلاده وقال: "من الآن فصاعداً لن نصدّر شيئاً، أوقفنا كل شيء. سيتطلب الأمر قراراً خاصاً إذا دعت الحاجة إلى التصدير". وجاء هذا الإعلان بعد أسبوعين فقط من تباهي فوتشيتش بأن صربيا هي الدولة الوحيدة في أوروبا التي تزوّد إسرائيل بالأسلحة. وعندما سُئل عن سبب القرار أجاب: "الوضع اليوم مختلف"، فيما أشارت الصحيفة العبرية إلى احتمال أن التوبيخ العلني الذي تلقاه من الكرملين بسبب إرسال أسلحة لأوكرانيا ساهم في اتخاذ هذا القرار.

لكن بعد ساعات قليلة فقط، من إعلان فوتشيتش، حطّت في مطار بلغراد طائرة شحن إسرائيلية من طراز بوينغ 747 مطلية بالكامل باللون الأبيض. وفي اليوم التالي أقلعت الطائرة، وفق ما أوردته "هآرتس"، وعادت إلى قاعدة سلاح الجو الإسرائيلي في نباطيم بالنقب. وعندما سُئل فوتشيتش عن الأمر، أجاب: "لا أستطيع أن أخبركم ما الذي هبط وما الذي أقلع من هنا".

ورغم إعلان الرئيس الصربي عن وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، يكشف تحقيق مشترك لصحيفتي "هآرتس" و "بيرن"(BIRN) أنه في النصف الأول من عام 2025، صدّرت صربيا إلى إسرائيل أسلحة بقيمة 55.5 مليون يورو. وتشير معلومات محدثة من سجل الجمارك والتصدير إلى أن صربيا خلال ستة أشهر فقط تمكنت من تحطيم الرقم القياسي السابق الذي بلغ 48 مليون يورو في العام الماضي. ووفقاً لبيانات طيران علنية، هبطت في بلغراد خلال النصف الأول من 2025 ما لا يقل عن 16 رحلة شحن إسرائيلية، قامت بتحميل الأسلحة التي كان جيش الاحتلال الإسرائيلي بحاجة إليها. وترفض الحكومة الصربية باستمرار الكشف عن نوعية الأسلحة التي تم إرسالها إلى إسرائيل.

إلى جانب شركة إنتاج الأسلحة الحكومية الصربية (Yugoimport–SPDR)، المسؤولة عن معظم الصادرات إلى إسرائيل، قامت أربع شركات صربية أخرى هذا العام بتصدير ذخيرة إلى إسرائيل. ووفقاً لمعلومات رسمية من وزارة التجارة الصربية باعت شركتا (Edepro) و (Romax) ذخيرة لشركة "تاعس معراخوت" الإسرائيلية، وهي شركة فرعية تابعة لشركة "ألبيت"، التي تنتج صواريخ وقذائف مدفعية وصاروخية.

وكشف تقرير سابق نشرته "هآرتس"، أن شركة "ألبيت" باعت لصربيا، في الآونة الأخيرة، أنظمة مدفعية وطائرات مسيّرة متقدّمة بقيمة 335 مليون دولار. من جانبها، باعت شركة Romax ذخيرة لشركة "يشيبرا" الإسرائيلية، وهي مزوّدة دولية رائدة لـ"وسائل غير قاتلة للسيطرة على الحشود"، ويُستخدم الغاز المسيل للدموع الذي تنتجه لقمع المظاهرات بعنف في أفريقيا. وفي إسرائيل، تبيع "يشيبرا" منتجاتها لمصلحة السجون، ولشرطة وجيش الاحتلال. ولفت التحقيق الجديد المشترك للصحيفتين، إلى أنه وفقاً لقاعدة بيانات منظمة DIMSE، التي تراقب صادرات الأسلحة حول العالم، تصدّر "يشيبرا" إلى أكثر من 40 دولة في أفريقيا وآسيا وأوروبا والأميركيتين، بما في ذلك الولايات المتحدة، وكندا وكولومبيا.

وتصدّرت شركة Romax العناوين هذا العام في بلغراد، بعدما زعمت المعارضة أن الشركة اشترت "مدافع صوتية"، وهي أسلحة غير قاتلة، تم استخدامها لتفريق آلاف المتظاهرين ضد الرئيس فوتشيتش وحكومته. ووفقاً لوزارة الخارجية الصربية قامت شركتان صربيتان أخريان، هما Confidex وLSE Land System Engineering، ببيع ذخائر أيضاً لإسرائيل.



وبحسب المعلومات الرسمية، كانت الشحنات الرئيسية في شهري يناير/كانون الثاني ومايو/أيار الماضي، وتوزعت على ثلاث شحنات بقيمة 15 مليون يورو، نُقلت من بلغراد إلى قاعدة نباطيم في يناير، وثلاث شحنات أخرى بقيمة 21 مليون يورو تم شحنها على متن ست رحلات إلى نباطيم في مايو/أيار. ولا يوجد في بيانات وزارة التجارة وسجل الجمارك والتصدير الصربي تفصيل دقيق لنوع الذخائر، وقد رفضت الحكومة في بلغراد عدة طلبات للحصول على معلومات بموجب قانون حرية المعلومات. لكن وفقاً لتقرير سابق للصحيفتين ذاتهما شملت بعض الشحنات قذائف عيار 155 ملم. وفي صور التُقطت في ساحة الشحن بمطار بلغراد قبل دقائق من هبوط إحدى طائرات الشحن الإسرائيلية، ظهرت عربات نقل محملة بقذائف مدفعية.

في سياق متصل، وصل قبل نحو أسبوعين محققو الشرطة الإسرائيلية إلى بلغراد للتحقيق مع سلوريك أينهورن، المقرّب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وشغل سابقاً منصب مستشار لحزب الليكود، في سياق يتعلق بالتحقيقات الجارية مع مستشارين في ديوان نتنياهو، منها قضية تسريب وثائق سرية إلى صحيفة بيلد الألمانية. كذلك، كان أينهورن، المقرب من نتنياهو، مستشاراً سابقاً لرئيس صربيا فوتشيتش.
 
وفرض المدّعي الصربي الذي يرافق التحقيق مع أينهورن أمر حظر نشر على أجزاء من مواد التحقيق في قضية "بيلد"، وذلك بدعوى حماية الأمن القومي لصربيا. وذكرت صحيفة "هآرتس" أن الأجزاء التي يشملها أمر الحظر تتعلق بالمساعدة التي قدمها أينهورن لإسرائيل في صفقات الأسلحة خلال أيام الحرب، بناءً على طلب من ديوان نتنياهو. كما كشف تحقيق مشترك للصحيفتين، أن إسرائيل استغلّت علاقات أينهورن في صربيا ومونتينيغرو لضمان توريد أسلحة تساعدها على التغلب على نقص الذخيرة الناتج عن الحرب على غزة ولبنان.




## "إكس" تجرد فرانشيسكا ألبانيز من علامة التوثيق الزرقاء
05 August 2025 11:11 AM UTC+00

أزالت منصة إكس (تويتر سابقاً) شارة التوثيق الزرقاء من حساب المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز المعروفة بانتقادها العلني لجرائم إسرائيل في قطاع غزة، بعد التماس قدمته منظمة UN Watch المناصرة للاحتلال التي تتخذ من جنيف مقراً لها.

وجاء في الرسالة التي وجّهتها هذه المنظمة إلى مالك "إكس" إيلون ماسك وفريقه القانوني، في 31 يوليو/تموز الماضي، أن استمرار توثيق حساب ألبانيز يتعارض مع العقوبات الأميركية المفروضة عليها. ورضخت المنصة التي أزالت شارة التوثيق في 4 أغسطس/آب الحالي.

وهلّل مدير UN Watch التنفيذي، هليل نوير، لهذه الخطوة التي وصفها بـ"الإنجاز الكبير"، وقال إن "إزالة علامة التوثيق توصل رسالة واضحة: من يدعم الإرهابيين ويستهدف مسؤولين أميركيين سيدفع الثمن".

ومنذ اندلاع الحرب على غزة، برزت فرانشيسكا ألبانيز صوتاً أممياً مؤثراً في مواجهة الإبادة الجماعية التي مارستها ولا تزال إسرائيل في القطاع المحاصر والمنكوب. وكثيراً ما انتقدت، بلا تحفظ، الجرائم والمجازر الوحشية التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة. 



من جهتها، نددت واشنطن بما وصفته بـ"حملة حرب سياسية واقتصادية" ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، وفرضت، الشهر الماضي، عقوبات على ألبانيز، وذلك بعد حملة ضغط أميركية فاشلة لإجبار الهيئة الدولية على عزلها من منصبها. شملت العقوبات الأميركية تجميد أصول ألبانيز في الولايات المتحدة، ومنعها من دخول البلاد، وحظر التعامل المالي معها.

UN Watch التي قادت الحملة ضدها، أكدت أنها ستواصل الضغط على المؤسسات الأميركية لضمان تنفيذ العقوبات بشكل كامل. وقال نوير في تصريحات نقلها الموقع الرسمي للمنظمة: "نُخطر كبرى الشركات الأميركية من هارفارد إلى بيبال، ومن إنستغرام إلى Airbnb، بضرورة قطع العلاقات معها. لا منصات، ولا دفعات مالية، ولا محاضرات. وسنواصل الضغط الإعلامي والقانوني".




## "الأناضول" عن مصدر طبي: استشهاد 6 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف تجمعاً لمدنيين شمال غرب مدينة غزة
05 August 2025 11:12 AM UTC+00





## الجيش الروسي يعلن السيطرة على قرية جديدة في وسط أوكرانيا
05 August 2025 11:14 AM UTC+00

أعلنت روسيا الثلاثاء أن قواتها سيطرت على قرية جديدة في منطقة دنيبروبيتروفسك في وسط أوكرانيا، وهو ما يسرّع تقدّمها في المنطقة الصناعية الرئيسية. وأعلنت القوات الروسية مؤخراً السيطرة على أراضٍ في المنطقة لأول مرة منذ بدأت الحرب في 2022. ونفت كييف الأسبوع الماضي أي وجود روسي في منطقة دنيبروبيتروفسك.

وقالت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء إن الجيش الروسي سيطر على قرية أخرى في المنطقة هي سيشنيف "نتيجة تحرّكات نشطة وحاسمة". وتحاول كييف التصدي لهجوم روسي جديد مع اقتراب مهلة يوم الجمعة النهائية التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لموسكو لتحقيق تقدّم نحو السلام. ودنيبروبيتروفسك ليست من ضمن المناطق الأوكرانية الخمس التي أعلنتها موسكو أراضي روسية وهي دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابوريجيا والقرم. وفي إطار مجموعة مطالب حددتها لأوكرانيا أثناء محادثات في إسطنبول فشلت في تحقيق اختراق، طالبت موسكو باعتراف رسمي بأن هذه المناطق جزء من روسيا، وهو أمر لطالما رفضته كييف.

من جانب آخر، قال مسؤولون في أوكرانيا إن شخصاً قُتل وأُصيب عشرة آخرون، بينهم طفلان، في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء، في أكبر هجوم جوي روسي على بلدة لوزوفا الأوكرانية منذ بدء الحرب. وذكرت الشركة المشغلة للسكك الحديدية الحكومية في بيان أن "الضربة القوية" ألحقت أضراراً بمحطة القطار وبنى تحتية أخرى في المدينة، وهي مركز نقل مهم في منطقة خاركيف المتاخمة لروسيا. وأظهرت صور نشرتها خدمات الطوارئ قطاراً متضرراً وأنقاضاً تغطّي رصيفاً للقطار. وقال سيرهي زيلينسكي رئيس مجلس بلدية لوزوفا عبر تليغرام "تضررت بنية تحتية حيوية ومبان سكنية ومنازل... تعرضت لوزوفا لأكبر هجوم منذ بداية الحرب".



وأضاف أن طفلين أصيبا في الهجوم الذي تسبب في انقطاع الكهرباء والماء عن أجزاء من المنطقة. وقالت الشركة إن أحد موظفيها قُتل وأُصيب أربعة آخرون. وذكرت أجهزة الطوارئ أن عشرة أشخاص أصيبوا في الهجوم. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا استهدفت بنى تحتية مدنية في لوزوفا بأكثر من 25 طائرة مسيرة، مما أدى إلى تضرر مستودع ومحطة.

وذكرت القوات الجوية الأوكرانية في بيان عبر تليغرام أنها أسقطت 29 طائرة من أصل 46 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا في جميع أنحاء البلاد خلال الليل. وأضافت أن صاروخاً باليستياً و17 طائرة مسيرة ضربت مواقع مختلفة.

من جهة أخرى، قال مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك اليوم الثلاثاء إن كييف عثرت على مكونات من الهند في طائرات مسيرة روسية استُخدمت في هجمات على أوكرانيا. وقال يرماك على "تليغرام" إن هذه الطائرات المسيرة شاركت في هجمات على خطوط القتال الأمامية وضد المدنيين.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)




## حرب التجويع في غزة... 188 شهيداً وأمراض خارج السيطرة
05 August 2025 11:17 AM UTC+00

سجلت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، ثماني وفيات جديدة، جراء التجويع وسوء التغذية مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأوضحت الوزارة أن من بين الوفيات طفل إضافة إلى سبعة بالغين، ما رفع العدد الإجمالي لشهداء التجويع إلى 188، من بينهم 94 طفلاً. وحذّرت الوزارة من خطوة استمرار التجويع على الواقع الصحي في القطاع، في ظل عدم إدخال المساعدات والغذاء.

وتترافق زيادة الوفيات مع تسجيل أمراض جديدة لدى سكان القطاع. وحذرت وزارة الصحة من تصاعد خطير في إصابات الشلل الرخو الحاد ومتلازمة غيلان باريه النادرة لدى الأطفال نتيجة التهابات غير نمطية وتفاقم سوء التغذية الحاد. ولفتت إلى أن الفحوصات الطبية كشفت وجود فيروسات معوية غير شلل الأطفال، "ما يؤكد أن القطاع بات بيئة خصبة لانتشار أمراض معدية خارج السيطرة". وأشارت إلى وفاة طفلين لم يتجاوزا سن الـ15 بعد فشل محاولات إنقاذهم بسبب عدم توفر العلاج اللازم بتأثير الحصار.

إلى ذلك، ذكر المستشار الإعلامي لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عدنان أبو حسنة أن السلطات الإسرائيلية تسمح فقط بدخول 40 شاحنة محمّلة بمواد غذائية، في حين أن الحاجة الفعلية تتمثل في إدخال ما لا يقل عن 600 شاحنة يومياً عبر طرقات آمنة، مع تعزيز جهود "أونروا" في توزيع المساعدات، وفتح المعابر، والسماح بعبور هذه المساعدات إلى كل مناطق القطاع بكميات كافية وبلا انقطاع.



ويشهد القطاع منذ نحو أسبوع عمليات لإنزال مساعدات تنفذها دول مثل الأردن والإمارات ومصر وفرنسا وألمانيا وإسبانيا، لكن غالبيتها تسقط في مناطق بعيدة عن السكان أو مناطق يصنفها جيش الاحتلال بأنها "حمراء".

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قد قالت، أمس الاثنين، إن نحو 28 طفلاً يُستشهدون يومياً في قطاع غزة، جراء القصف والتجويع المستمرين منذ أكثر من 660 يوماً. وقالت إن "الأطفال في غزة يواجهون الموت بالقصف وسوء التغذية والجوع ونقص المساعدات والخدمات الحيوية، ويُقتل 28 طفلاً يومياً، أي بحجم صف دراسي".




## السيسي: اتهام مصر بالمشاركة في حصار غزة إفلاس وكلام غريب
05 August 2025 11:40 AM UTC+00





## السيسي: إسرائيل تسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح وتمنع دخول المساعدات وهناك 5000 شاحنة جاهزة لدخول غزة من مصر ودول أخرى
05 August 2025 11:42 AM UTC+00





## السيسي: ما يحدث في غزة إبادة ممنهجة وتصفية للقضية الفلسطينية والتاريخ سيحاسب دولاً كثيرة على مواقفها في هذه الحرب
05 August 2025 11:43 AM UTC+00





## يوم غضب ضد إسرائيل يجتاح اليونان الأسبوع القادم: ليست ملاذاً للقتلة
05 August 2025 11:49 AM UTC+00

بعد مظاهراتٍ في الجُزُرْ اليونانية سيروس، رودوس وكريت، شرع ناشطون يونانيون في التخطيط لتنظيم مظاهرة ضخمة تجتاح شوارع البلاد، يوم الأحد المقبل، تعبيراً عن تأييدهم لفلسطين؛ إذ قالت حركة "March to Gaza" إنه "لا يمكن تحويل الشواطئ لأماكن ترفيه وراحة لجنود الجيش الإسرائيلي القتلة".

وأعلنت الحركة التي تضم مجموعة من الأحزاب اليسارية اليونانية أن العاشر من أغسطس/آب المقبل هو "يوم عمل وطني" في الجزر والمواقع السياحية اليونانية، وهدفه الاحتجاج ضد "إبادة الشعب الفلسطيني وداعميه"، داعيةً الشعب اليوناني إلى الاحتجاج ضد إسرائيل في جميع الجزر خلال هذا اليوم. وتأتي التظاهرات المقرر تنظيمها بعد سلسلة من الاحتجاجات التي شهدتها البلاد، وآخرها ضد سفينة كروز إسرائيلية حملت على متنها سياحاً إسرائيليين كانوا يخططون للوصول إلى سيروس ورودس وكريت. وسبقتها في الأسابيع الأخيرة مظاهرات نُظّمت ضد السياح الإسرائيليين في سيروس ومدينة آغيوس نيكولاس في كريت، حاول خلالها المتظاهرون المؤيدون لفلسطين، وفقاً لما ذكرته صحيفة "يسرائيل هيوم" اليوم الثلاثاء، "الحؤول دون دخول سياح إسرائيليين والتشويش على جولاتهم هناك".

على المقلب الآخر، فإن المظاهرة التي جرت في سيروس، والتي نجح خلالها المتظاهرون في منع سفينة الرحلات "كراون إيريس" من الرسو في الجزيرة، أدت إلى تغيير في سياسة أثينا؛ حيث أُرسلت إلى الجزر وحدة خاصة لتفريق المظاهرات لا تتبع للشرطة المحلية، وذلك للحؤول دون تكرار "نجاح" المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين والذي أحرج حكومة الوسط-اليمين في اليونان، حسب الصحيفة. وقد أسفرت المظاهرات التي نظمت لاحقاً في الجزر إلى اعتقال عدد من المتظاهرين بموجب قانون مكافحة العنصرية اليوناني. وعقب التوترات، رفعت إسرائيل درجة تحذير السفر إلى اليونان، مطالبةً مواطنيها بـ"إبداء الحذر واليقظة بصورة خاصة لدى زيارة الجُزر".


ظهرت ملصقات ولافتات ضد إسرائيل وجيشها، وأخرى تدعو إلى "عدم الترحيب بالإسرائيليين"

 


من جانبها، قالت الحركة التي تنظم التظاهرات إن "اليونان ليست محض جزيرة للعطلات بل هي دولة وقفت أخلاقياً بجانب فلسطين. الشعب اليوناني لن يصمت إزاء الإبادة التي تمعن فيها إسرائيل بشراكة الدول الغربية وحكومة اليونان". ودعت الحركة المتظاهرين إلى "تحويل الجزر، الشواطئ، قمم الجبال، مواقع الاستجمام والملاذات إلى أماكن للتضامن ورفضاً لإراحة جنود الاحتلال القتلة"، مشددةً على أن "الجهد المبذول لتحويل اليونان إلى ملاذ لأولئك المشاركين أو الداعمين لمذبحة الفلسطينيين لن يمر!".



يهود اليونان قلقون وتأثيرات تطاول السياحة

الأحداث الأخيرة أثارت حفيظة الجالية ومنظمات يهودية أخرى في اليونان، كما أثارت أيضاً غضب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الذي هاتف نظيره اليوناني للتعبير عن ذلك. وفي هذا الصدد، حذّر المجلس الإسرائيلي في اليونان مما وصفه بـ"تصاعد معاداة السامية"، زاعماً أن "معاداة السامية لا تتوقف على اليهود فحسب". على المقلب الآخر، فإن الناشطين المؤيدين لفلسطين قالوا إن "فعاليتهم موجهة ضد سياسات إسرائيل وليس ضد اليهود، وأن دوافعهم هي التضامن مع الفلسطينيين.

القلق لم يقتصر على إسرائيل، بل طاول أيضاً فرع السياحة في اليونان، والذي يمثل عموداً رئيساً في اقتصاد البلاد. فاليونان تستقبل سنوياً ملايين السائحين، يُشكل الإسرائيليون جزءاً كبيراً منهم وقيمة رئيسية من مدخولات السياحة في البلاد. في الشهر الأخير أفيد عن انخفاض بسيط في الرحلات من إسرائيل إلى اليونان. ومع ذلك، شددت الصحيفة على أن السياح الإسرائيليين عموماً "لا يشعرون بالاضطهاد في شوارع اليونان"، باستثناء الأماكن التي تجتاحها التظاهرات. حتّى أن يونانيون كثر، بحسبها، "خرجوا ضد المتظاهرين، الذين يمثلون أقلية لداعمي اليسار المتطرف في البلاد".

وبحسب الصحيفة، فإن "السلطات في أثينا ستُضطر الآن إلى التعامل مع التحدي المتمثل في الموازنة ما بين حرية التعبير في اليونان وحماية السياح الإسرائيليين والقطاع الحيوي للاقتصاد المحلي"، وأشارت إلى أنّ "يوم العمل الوطني" في العاشر من أغسطس/آب "سيختبر كلاً من تجاوب الجمهور اليوناني مع دعوات اليسار اليوناني وقدرة السلطات على منع وقوع صدامات في مظاهرات تستهدف إسرائيل حصراً، وهو أمر يعتبره مكتب الأمن الداخلي اليوناني انتهاكاً لقانون مكافحة العنصرية في البلاد"، على حد تعبيرها.




وفي الإطار ذاته، سلّط تقرير مطوّل نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" قبل أيام الضوء على الإسرائيليين الذين يعيشون في الجزيرة، فيه استعرضت الصحيفة التوتر المتزايد في جزيرة ليسبوس اليونانية، حيث يعيش عدد كبير من الإسرائيليين الذين انتقلوا إليها في السنوات الأخيرة بحثاً عن حياة هادئة، بسيطة ورخيصة؛ حيث يدير بعضهم بيوت ضيافة، والآخر يعمل عن بُعد أو يعيش تقاعداً مريحاً، لافتةً إلى تغيّر الأجواء منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأوّل 2023.

وتبدت التغيرات في مجالات عديدة؛ حيث ظهرت ملصقات ولافتات ضد إسرائيل وجيشها، وأخرى تدعو إلى "عدم الترحيب بالإسرائيليين"، وملصقات قالت إنه "بعد استيطان يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) سينتقلون للاستيطان في ليسبوس"، كما نُشرت صور لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مصافحاً الزعيم النازي أدولف هتلر. 
وفي مقابلات أجرتها الصحيفة مع إسرائيليين يسكنون هناك قالوا إنهم "شعروا بأن الوضع لم يعد مريحاً كما كان، وأن الجو العام أصبح عدائياً". وقد حاول بعضهم، حسب الصحيفة، التوجه للمسؤولين في البلدية، "لكنهم تلقوا إجابات متحفظة مفادها أن هذه أعمال قلة من المتطرفين"، وهو ما زاد شعورهم بالإحباط.

وأفادت الصحيفة بأن "ثمة ادعاءات بأن وراء هذه الحملة تمويلاً خارجياً وربما دعماً تركياً، بهدف إضعاف السياحة الإسرائيلية في الجزيرة"، فيما بدأ، بحسبها، "بعض الإسرائيليين بالتفكير في مغادرة المكان، وآخرون يحاولون الصمود"، مشيرةً إلى أن الثابت هو أن "الكل يشعرون بأن "الفقاعة انفجرت"، وأن الجنة اليونانية لم تعد آمنة كما كانت".


هاجم ناشطون مطعماً إسرائيلياً في وسط أثينا، وخطوا شعارات مثل "لا يوجد صهيوني آمن هنا"

 


أمّا في أثينا ومدن يونانية أخرى، فإن "الوضع أكثر توتراً"؛ حيث سُجلت أخيراً اعتداءات جسدية ولفظية ضد إسرائيليين، "فقط لأنهم تحدثوا بالعبرية في الأماكن العامة". وفي إحدى الحالات، كما تتابع الصحيفة، "تعرض إسرائيلي للهجوم من نشطاء مؤيدين لفلسطين، وتمكن من الهرب إلى مطعم واختبأ في الحمام حتى جاءت الشرطة". إلى جانب ما سبق، أُبلغ عن رسوم غرافيتي معادية لإسرائيل، ملصقات، مظاهرات وحتى هجمات عنف، مثل رشق زجاجات حارقة على فنادق يملكها إسرائيليون. وفي بعض الشواطئ، بحسبها، طلب السكان المحليون من الإسرائيليين المغادرة، وفي حالات أخرى رشقهم السكان المحليون بالحجارة والخضروات.

ورغم أن الحكومة اليونانية تحافظ على علاقات جيدة مع إسرائيل وتدين "الأعمال العنيفة"، فإنه "في الشارع، خاصة في مناطق مثل إكسارخيا (حي الأناركيين في أثينا)، الوضع أكثر تعقيداً، وهناك مشاعر عدائية متزايدة تجاه الإسرائيليين"، حسب الصحيفة، التي لفتت إلى أن "عدداً من الإسرائيليين المقيمين في أثينا، ومعظمهم مستثمرون في العقارات أو مرشدو سياحة، يشيرون إلى انخفاض في الطلب على السياحة الإسرائيلية، ويؤكدون أن الوضع تغير: فبدلاً من الحديث عن طعام ومطاعم، الناس يتحدثون عن ملصقات معادية لإسرائيل، ويخافون من حمل رموز دينية أو وطنية".

إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى أنه "في إحدى الحوادث، هاجم ناشطون مطعماً إسرائيلياً في وسط أثينا، وخطوا شعارات مثل (لا يوجد صهيوني آمن هنا)". ورغم تدخل الشرطة، قال صاحب المطعم إنه "يشعر بخيبة أمل من الجو العام، لكنه لا ينوي الاستسلام". وتؤكد الصحيفة أن بعض الإسرائيليين ما زالوا يشعرون بالأمان، والبعض الآخر يخشى من أن الترويج المستمر لـ"المحتوى المعادي قد يخلق واقعاً أكثر عدائية في المستقبل"، وخلصت إلى أن "الجنة اليونانية التي اجتذبت الإسرائيليين في السنوات الأخيرة، لم تعد كما كانت".







## "القاعدة البيضاء" تحت المجهر: نازيون جدد يُجنّدون المراهقين
05 August 2025 11:51 AM UTC+00

كشف تحقيق لهيئة البث العام السويدية "أس في تي/ SVT"، نُشر اليوم الثلاثاء، تسجيلاً صوتياً نادراً لزعيم مجموعة "القاعدة/The Base" اليمينية النازية وهو يُجنّد شاباً سويدياً لتشكيل خلية إرهابية تتبنى العنف ضد من يُعتبرون أجانب، أي من إثنيات عرقية غير بيضاء، ورغم أن اسم المجموعة يتطابق في الترجمة مع تنظيم "القاعدة" الإسلامي إلا أنه لا صلة بينهما سوى في الشكل اللغوي. وتصنف أوروبا مجموعة "ذا بايس" كجماعة إرهابية، وبحسب التفزيون السويدي تُدار هذه المجموعة من موسكو.

وإلى جانب تبني بث خطاب قاتل والتحريض على العنف المتطرف، تسعى المجموعة لإطاحة النظام الديمقراطي الغربي عبر ممارسة الإرهاب والاستناد إلى فكرة التسارعية (بحسب مركز مكافحة التطرف العنيف، يقوم مبدأ التسارعية على فكرة تسريع انهيار المجتمع الحالي بهدف استبداله بـ"مجتمع مثالي" عنصري)، وتعمل على تأسيس خلايا نائمة في أوروبا، من بينها خلية في السويد. ويكشف التحقيق أيضاً أن هذه المجموعة النازية يُديرها أميركي يقيم في روسيا منذ سنوات، اسمه رينالدو نازارو، ويُنظر إليه على أنه العقل المدبّر لحركة تسارعية تهدف إلى تسريع "سقوط الحضارة الغربية" واستبدالها بما يُعرف بـ"الرايخ الرابع"، وتأسيس دولة عرقية بيضاء مثالية بحسب تفكير الفاشيين البيض.

شبكة عابرة للحدود

في صيف 2024، صنّف الاتحاد الأوروبي جماعة "ذا بايس" منظمة إرهابية، ليلتحق ببريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا التي سبقت المعسكر الأوروبي إلى ذلك التصنيف. وعلى الرغم من أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي لم يؤكد وقوع هجمات قاتلة باسم هذه الجماعة، فإن العديد من أعضائها أُدينوا بالتخطيط لهجمات إرهابية عنصرية. وفي 2021 حُكم على شخصين بالسجن لفترات طويلة بتهمة التخطيط لهجوم على مظاهرة في فرجينيا، بينما أُدين آخرون بالتخطيط لاغتيال زوجين مناهضين للفاشية. ورغم أن الحملة المكثفة من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) قلّصت نشاط الجماعة، إلا أن زعيمها نازارو واصل، بحسب الصحافي المتخصص بالجماعات العنفية آلي وينستون، تجنيد أعضاء جدد ونشر الدعاية لإظهار الجماعة ككيان نشط.

ووثق التحقيق محاولة نازارو قبل سنوات قليلة تجنيد شاب سويدي كان يبلغ من العمر 17 عاماً آنذاك، ويُناقش معه إمكانية تأسيس خلية في السويد. وجرى تأكيد بصمة صوت نازارو بمقارنة المحادثة المسربة مع تسجيل صوتي آخر يتحدث فيه نازارو في بودكاست شارك فيه في يونيو/ حزيران الماضي.

ويُسمع في التسجيل نازارو، الذي يستخدم الاسم الحركي "رومان"، وهو يسأل السويدي عن مهاراته، فيرد الأخير بإشارته إلى اهتمامه بالأسلحة والكيمياء وقدرته على تصنيع قنابل. ويقترح نازارو أن تضم الخلية شخصين أو ثلاثة فقط "في أكبر عدد ممكن من المناطق". ويشير التحقيق إلى أن شرطة لوكسمبورغ ألقت القبض على الشاب، في فبراير/شباط 2020، وعثرت في منزله على متفجرات ومواد لصنع قنابل. وهو اليوم يواجه المحاكمة بتهم تتعلق بالتخطيط لهجوم إرهابي على مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن 2020" التي أُلغيت لاحقاً بسبب جائحة كورونا.

خطر التطرف اليميني

ووفقاً للائحة الاتهام، خطّط الشاب لعدة سيناريوهات: من تسميم الجمهور بمادة الريسين القاتلة، إلى إطلاق غاز الكلور عبر أنظمة التهوية. وسبق أن أدين الشاب السويدي في قضية إحراق مزرعة منك جنوب البلاد، وهو هجوم ارتبط بجماعة "اللواء الأخضر"، وهي حركة فاشية بيئية يُشتبه بارتباطها بدورها بمجموعة "ذا بايس"، ما يكشف تداخلاً بين أيديولوجيات عنف عرقي وبيئي. ورغم أن مجموعة "ذا بايس" اليمينية المتطرفة لا تضم اليوم سوى عدد محدود من الأفراد، وفق آلي وينستون، فإن قدرتها على التجنيد الرقمي وبناء خلايا عنقودية صغيرة، يجعلها خطراً دائماً، خصوصاً في ظل تزايد الخطاب العنصري ونظريات المؤامرة في أوروبا.



ويحذر جهاز الاستخبارات السويدي (سابو) من أن التهديد الذي تمثله القوى التسارعية والجماعات ذات النزعة العنصرية ما يزال حقيقياً، مشيراً إلى سعيه الدائم لرصد الأفراد والمجموعات التي تسعى إلى تقويض النظام الديمقراطي من خلال العنف أو التحريض عليه. ويرى جهاز "سابو" أن انتشار الرسائل المعادية للأجانب وتطبيع نظريات المؤامرة قد يشكلان تهديداً للدستور السويدي، مشيراً إلى خطر التسارعية. وتشير التحقيقات إلى وجود صلات فكرية وأيديولوجية بين مجموعة "ذا بايس" والهجوم الإرهابي الذي نفذه الأسترالي برينتون تارانت على مسجدين في نيوزيلندا عام 2019، والذي أودى بحياة 51 شخصاً.

ولا يقتصر خطر التطرف اليميني على مجموعة "ذا بايس"، إذ ينشط في السويد أيضاً تنظيم نازي يُعرف بـ"جبهة مقاومة الشمال"، الذي ينظم معسكرات تدريب صيفية في الغابات السويدية والنرويجية ويُروّج لأفكار مشابهة ويدعو للعنف ضد المهاجرين، كما وتُظهر رموزه تعاطفاً مع مرتكبي مجازر، مثل الإرهابي النرويجي أندرس بريفيك الذي قتل 85 شاباً في جزيرة أوتويا عام 2011.




## "فرانس برس" عن نتنياهو: إسرائيل يجب أن تكمل هزيمة حماس لتحرير الرهائن
05 August 2025 11:53 AM UTC+00





## بريطانيا ستطبق خلال أيام اتفاق إعادة مهاجرين إلى فرنسا
05 August 2025 11:53 AM UTC+00

أعلنت السلطات البريطانية، اليوم الثلاثاء، أنها ستبدأ خلال أيام تنفيذ اتفاق وقعته مع فرنسا لإعادة بعض المهاجرين الوافدين على متن قوارب صغيرة، في إطار خططها للحدّ من الهجرة غير الشرعية.

وتوافق فرنسا، بموجب الاتفاق الجديد، على قبول عودة المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى بريطانيا على متن قوارب صغيرة من دون وثائق، مقابل موافقة بريطانيا على قبول عدد مماثل من طالبي اللجوء الشرعيين الذين تربطهم صلات عائلية بأشخاص في بريطانيا.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشهر الماضي عن الخطة التجريبية الخاصة بـ "دخول مهاجر مقابل خروج مهاجر"، علماً أن أكثر من 25 ألف مهاجر وصلوا على متن قوارب صغيرة إلى بريطانيا هذا العام. 

وكان ستارمر الذي انخفضت شعبيته منذ فوزه الساحق في انتخابات العام الماضي، وعد بـ"سحق عصابات المهربين" لمحاولة تقليل عدد الوافدين، في وقت يواجه ضغوطاً لوقف القوارب الصغيرة من حزب الإصلاح بزعامة نايجل فراج الذي يتصدر استطلاعات الرأي حالياً.



وفي الأسابيع القليلة الماضية نُظمت في إنكلترا احتجاجات عدة حول فنادق تؤوي طالبي لجوء وصلوا على متن قوارب صغيرة، وشاركت فيها جماعات مناهضة للهجرة وأخرى مؤيدة لها.

وفي العاشر من الشهر الجاري، قال وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو إن "الاتفاق الجديد مع بريطانيا يهدف بوضوح إلى تفكيك شبكات تهريب الأشخاص، لكن وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر لم تذكر عدد من سيُعادون بموجب الخطة، وقالت لشبكة "سكاي نيوز" اليوم الثلاثاء أن الأعداد ستبدأ قليلة ثم تزداد، ومن سيُعادون سيكونون من وصلوا فوراً على متن قوارب صغيرة، وليس أولئك الذين يتواجدون فعلاً في بريطانيا.

وذكرت مصادر حكومية في وقت سابق أن الاتفاق سيشمل إعادة نحو 50 شخصاً أسبوعياً أو 2600 سنوياً، وهذا جزء بسيط من أكثر من 35 ألفاً وصلوا العام الماضي. ويقول منتقدو الخطة إن هذا العدد لن يكفي كي يشكل رادعاً، لكن كوبر قالت إن الاتفاق مع فرنسا مجرد جزء واحد من خطة الحكومة الأكثر شمولاً.

 (رويترز)




## فيرمينو: القطريون ناس طيبون وأنا مرتاح في السد
05 August 2025 12:00 PM UTC+00

عبّر النجم البرازيلي، روبيرتو فيرمينو (33 عاماً)، عن سعادته بالانضمام إلى نادي السد القطري، الذي التحق بصفوفه قبل أسابيع قادماً من الأهلي السعودي، ولم يتردد الدولي البرازيلي في تأكيد ارتياحه، فقال: "أنا مرتاح في السد"، ووصف القطريين بأنهم أناس طيبون، وأشاد بحفاوة الاستقبال التي حظي بها، وبالسهولة التي تمكن من خلالها من التقرب إلى اللاعبين المحليين في فترة وجيزة.

وظهر فيرمينو سعيداً في مقطع فيديو نشره الحساب الرسمي للنادي القطري، الاثنين، وكشف عن انطباعه الأولي بعد فترة قصيرة قضاها مع فريقه الجديد، وقال: "أنا سعيد جداً لوجودي أخيراً هنا مع هذا الفريق الكبير، وهذه المجموعة المميزة من اللاعبين، أشعر كأنني في بيتي، فهناك عدد كبير من اللاعبين البرازيليين الذين رحبوا بي". وأشاد النجم البرازيلي بالمعاملة الحسنة التي لقيها من القطريين، وبخاصة زملاؤه في نادي السد، فأضاف: "اللاعبون المحليون أناس طيبون، والحمد لله أني مرتاح جداً".

وعلّق فيرمينو على تجربته الأولى مع نادٍ قطري، قائلاً: "من ناحية التدريبات، فهي تجربة جديدة بالنسبة إليّ، بفلسفة مختلفة، تعجبني الحماسة ومستوى اللاعبين، هذه فترة إعداد مع الفريق بأكمله، ليتعوّد بعضنا بعضاً. الأجواء رائعة، وأستمتع بهذه المرحلة، أتمنى أن نقدم أفضل ما لدينا في التحضيرات حتى نتمكن من تطبيق كل ما تعلمناه".



ووعد فيرمينو محبّي نادي "عيال الذيب" بتقديم كل ما لديه، ووضع خبرته في خدمة الفريق من أجل تحقيق الألقاب، وصرح قائلاً: "أنا هنا من أجل المساهمة بأفضل طريقة ممكنة، من خلال عملي وخبرتي، جئت لأساعد الفريق وأكمل المسيرة، طموحي وهدفي وأمنيتي أن أترك بصمة مع الفريق، ونواصل تحقيق الانتصارات مع السد، ما يهم في النهاية أن نفوز بالبطولات، وهذا ما نسعى له جميعاً".

ويترقّب جمهور السد الظهور الرسمي الأول لروبيرتو فيرمينو بشغف كبير، في ظل ما أظهره من حماسة وانسجام مبكر مع أجواء الفريق وزملائه اللاعبين. ويعوّل الجهاز الفني على خبرة النجم البرازيلي الواسعة وروحه القيادية داخل الملعب، ليكون أحد مفاتيح اللعب المهمة في مشروع النادي الطامح للعودة إلى منصات التتويج. وبين طموحات اللاعب ورغبة النادي في تعزيز حضوره القاري، تبدو العلاقة بين الطرفين مرشحة لصناعة قصة نجاح جديدة في الملاعب القطرية.


الفيديو الأخير في #معسكر_السد_2025
الكلمات الأولى | First words
| بوبي فيرمينو #السد | #Firmino pic.twitter.com/0ZHJ7qm3cy
— #81 Al Sadd SC | نادي السد (@AlsaddSC) August 4, 2025






## إسرائيل تلوّح باحتلال غزة.. أين يعيش سكان القطاع حالياً؟
05 August 2025 12:00 PM UTC+00

تسارعت وتيرة التسريبات الإسرائيلية خلال اليومين الماضيين لقرار محتمل من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة كاملاً، في ظل فشل التوصل لاتفاق هدنة وتبادل أسرى مع حركة حماس. وبحسب ما أفادت به وسائل إعلام عبرية، أمس الاثنين، فإن نتنياهو قرّر احتلال قطاع غزة بالكامل، حيث نقلت هيئة البث الإسرائيلية (كان) عن وزراء تحدثوا إليها قولهم إنه قرّر "توسيع العملية العسكرية" في غزة، وذلك رغم الخلافات مع المؤسّسة الأمنية.

وفي محادثاته مع عدد من الوزراء، استخدم رئيس الوزراء عبارة "احتلال القطاع"، وزعم بأنه يرغب في احتلال كامل للقطاع "من أجل حسم المعركة ضدّ حماس"، غير أن وسائل عبرية أخرى ذكرت أن القرار لم يُحسم بعد. وبحسب بيانات فلسطينية، فإنّ أكثر من 80% من مساحة القطاع هي مساحات خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، سواء عبر الوجود الرسمي للجيش، أو أنها مثبتة بالسيطرة النارية عبر القصف المدفعي أو وجود المسيّرات الإسرائيلية.

ووفقاً لشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، فإنّ سكان القطاع يعيشون حالياً على مساحة لا تتجاوز 90 كيلومتراً من إجمالي مساحة غزة البالغة 365 كيلومتراً مربعاً، وهو ما لا يتجاوز في أفضل الأحوال 14% من إجمالي المساحة. ومنذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عمد الاحتلال إلى اتباع سياسة "الإخلاء القسري" التي طلب من خلالها من سكان مدينة غزة وشمالها التوجه نحو مناطق جنوب وادي غزة، ومواصي خانيونس، ورفح جنوباً.

وفي أعقاب اتفاق الدوحة في يناير/ كانون الثاني 2025، تمكّن أكثر من 1.1 مليون فلسطيني من العودة لتلك المناطق، على الرغم من التدمير الشديد الذي طاول غالبية المنازل، بفعل الخطط الإسرائيلية، وتحديداً "خطة الجنرالات" في مناطق شمالي القطاع. ونتيجة للعمليات العسكرية الإسرائيلية، بات الوجود السكاني لأهالي القطاع ينحصر في مناطق بعينها، يعيش معها السكان ظروفاً معيشية وصحية صعبة، أدت لانتشار الأمراض، في ظل أزمة التجويع، واستئناف الإبادة منذ مارس/ آذار الماضي.

ويخشى الفلسطينيون من أن ينتقل الجيش الإسرائيلي خلال الفترة المقبلة لخطة احتلال القطاع بالكامل، ما يعني استمرار حالة التهجير والنزوح القسري الذي طاول أكثر من 90% من سكان غزة منذ بداية الإبادة. وسيساهم أي قرار إسرائيلي بالدخول لمناطق عمل لم يدخلها في السابق، في نزوح مئات الآلاف من السكان نحو مناطق أخرى، لا سيما الموجودين في مناطق غربي مدينة غزة، ووسطها، ومناطق وسط القطاع، ومواصي خانيونس.



وبحسب تقديرات فلسطينية رسمية، فإنّ الاحتلال الإسرائيلي دمّر 85% من البنية التحتية المدنية بالكامل، وهو ما يشمل الشقق والمنازل والطرق وشبكات الكهرباء والمياه، بالإضافة إلى المنشآت التجارية والاقتصادية، ومؤسسات أخرى، فيما تُعتبر هذه التقديرات أولية في ظل استمرار حرب الإبادة.

ويرصد "العربي الجديد" التقسيم السكاني للقطاع وفقاً لآخر التطورات الميدانية، في ظل حرب الإبادة واستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية للشهر الثاني والعشرين على التوالي من عمر الحرب:



مدينة غزة



في مدينة غزة يوجد نحو مليون ومائة ألف ينحصرون في مناطق غربي المدينة والأطراف الشمالية لها، يعيش عدد كبير منهم في مخيمات للنزوح على الشريط الساحلي للمدينة، بالإضافة لبعض الأحياء التي لم يدمّرها الاحتلال الإسرائيلي. ويشكل الوجود الأكبر لسكان القطاع في هذه المناطق التي سبق أن دخلها الاحتلال في المرة الأولى خلال العملية العسكرية التي طاولت مدينة غزة وأحياءها المختلفة، إلا أنّ العملية اتسمت بكونها خاطفة ولم يمكث فيها مطولاً.

ويعاني السكان في المدينة وأحيائها الغربية، من صعوبة في توفير احتياجاتهم الأساسية، خصوصاً ما يتعلق بالمياه والغذاء، في ظل حرب الإبادة والاكتظاظ السكاني غير المسبوق في تلك المنطقة. وتبلغ مساحة المدينة وفقاً لبيانات بلدية غزة 56 كيلومتراً مربعاً، إلا أن السكان يتكدسون في الأطراف الشرقية من جهة الوسط، ووسط المدينة وأطرافها الغربية وجنوبها فقط، مع العمليات العسكرية الإسرائيلية في أحياء الشجاعية والتفاح والزيتون، شرقي المدينة.





وسط قطاع غزة



أما في مناطق وسط القطاع، وتحديداً الأطراف الغربية والجنوبية من المخيمات مثل النصيرات، ودير البلح، والبريج، والمغازي، فيُقدَّر عدد السكان حالياً بنحو 550 ألف نسمة يعيشون في ظروف صعبة وقاسية للغاية. وينحصر وجود السكان على مناطق وأحياء بعينها لم يسبق للاحتلال دخولها، مثل مناطق غربي دير البلح، أو غربي النصيرات، وهي مناطق يلوّح الاحتلال بالعمل فيها، حيث يعتقد أن هناك أسرى إسرائيليين بها.



وشكّلت هذه المناطق أكثر المناطق اكتظاظاً في السابق، قبل عودة النازحين إلى مدينة غزة وأطرافها الشمالية، قبيل استئناف حرب الإبادة في مارس/ آذار الماضي، غير أن دخولها سيجعل من أكثر من نصف مليون نسمة عرضة للنزوح نحو المجهول.



مواصي خانيونس



أما المنطقة الثالثة التي يوجد فيها سكان القطاع فهي مواصي خانيونس، وأطراف بسيطة مما تبقّى من أحياء المدينة التي يعمل بها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو شهرين ونصف، حيث يوجد نحو 600 ألف نسمة في تلك المنطقة على مساحة لا تتجاوز 3% فقط من إجمالي مساحة القطاع. وتُعتبر منطقة المواصي من المناطق التي سبق أن طالب جيش الاحتلال الإسرائيلي السكان بالنزوح نحوها، إلا أنه كان يقصفها باستمرار، ويستهدف الفلسطينيين فيها، سواء باستهداف الخيام بشكل منفرد أو بشكل جماعي.

وشهدت هذه المنطقة مجازر عدة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي عبر غارات جوية عنيفة، على الرغم من إعلانه المزعوم دوماً بأنها مناطق مصنفة "إنسانية" يطلب من السكان باستمرار النزوح نحوها عند عملياته العسكرية في مناطق أخرى. ويعيش السكان في هذه المناطق أصعب الظروف، حيث لا توجد شبكات مياه أو صرف صحي، بينما يعتمد السكان على سيارات ومركبات في توزيع المياه، ويقومون بإنشاء "مراحيض" بشكل عشوائي لتلبية احتياجاتهم.

وتُقدَّر المساحة الإجمالية لمنطقة المواصي بقرابة 12 ألف دونم فقط، ما يعني 3% من مساحة القطاع الإجمالية، علاوة عن كونها منطقة رملية يطلق السكان عليها اسم "السوافي"، نسبة إلى طبيعتها الصحراوية.




## سان أنتونيو سبيرز يُجدد عقد نجمه فوكس مقابل 229 مليون دولار
05 August 2025 12:06 PM UTC+00

جدّد فريق سان أنتونيو سبيرز عقد نجمه، دي آرون فوكس (27 سنة)، قبل انطلاق الموسم الجديد 2025-2026، مقابل مبلغ مالي كبير، ليكون أحد أهم عناصر الفريق المعوّل عليها للمساعدة في تحسين المستوى وتحقيق انتصارات تُساعد في التأهل إلى الدور الثاني من بطولة دوري السلة الأميركية للمحترفين. 

ومدّد اللاعب دي آرون فوكس عقده مع سان أنتونيو سبيرز، المنافس في دوري كرة السلة الأميركية للمحترفين، لأربع سنوات مقابل 229 مليون دولار أميركي، وفقاً لما أفاد به عدد من التقارير الإعلامية. وانضم فوكس، الذي كان سيصبح لاعباً حراً العام المقبل لكنه سيرتدي الآن قميص سبيرز حتى موسم 2029-2030، بحسب ما ذكرته شبكتا "إي أس بي أن" و"ذي أتلتيك"، الثلاثاء، إلى صفوف سبيرز بصفقة تبادل مع نادي ساكرامنتو كينغز في فبراير/شباط الماضي. 

وبلغ معدل فوكس، الذي شارك في مباراة "كل النجوم" لعام 2023 وحل في صدارة ترتيب سارقي الكرات في الدوري عام 2024، 19.7 نقطة و6.8 تمريرات حاسمة و4.3 متابعات و1.5 كرات مسروقة في المباراة الواحدة، في 17 مباراة خاضها مع سبيرز الموسم الماضي، قبل أن يخضع لجراحة في إصبعه الصغير الأيسر في شهر مارس/آذار أبعدته عن الفترة المتبقية من الموسم.



وسبق للنجم فوكس أن لعب في صفوف ساكرامنتو لأكثر من سبعة مواسم وبلغ معدله في هذه الفترة 21.5 نقطة و6.1 تمريرات حاسمة و3.9 متابعات و1.4 كرات مسروقة في المباراة الواحدة، وبات ابن الـ 27 عاماً أحد ركائز تركيبة سبيرز للمستقبل، إلى جانب نجم الارتكاز الفرنسي فيكتور ويمبانياما. ويواصل سبيرز بناء فريق مستقبلي قوي، على رأسه أفضل لاعب مبتدئ الموسم الماضي في الدوري، ستيفون كاسل، إضافة إلى ديلان هاربر الذي اختير في المركز الثاني من الدرافت الذي أجري في يونيو/حزيران الماضي.




## العراق: تصاعد حدة الخلافات بين السوداني و"كتائب حزب الله"
05 August 2025 12:09 PM UTC+00

هاجمت مليشيا "كتائب حزب الله" في العراق رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، داعية التحالف الحاكم (الإطار التنسيقي) إلى إعادة النظر فيه، بوصفه "قائدا غير ناجح"، مقرّة بعمليات التغيير الديموغرافي التي شهدتها مناطق حزام بغداد في العامين الأخيريين، ضمن ما أطلقت عليه الجماعة "مشروع طوق بغداد"، والذي أسفر عن عمليات تهجير للعرب السنة خلال الفترة الماضية تحت عناوين مختلفة، وذلك في أحدث تصعيد بالأزمة المحتدمة بين المليشيا المدعومة من إيران ورئيس الحكومة بعد مواجهات مسلحة مع قوات الجيش، الأسبوع الماضي، أسفرت عن قتلى وجرحى ببغداد، إثر تدخل المليشيا لدعم مسؤول بدائرة الزراعة مرتبط بها.

التصعيد الجديد الذي تزامن مع اتساع حدة الجدل بملف قانون "الحشد الشعبي"، والرفض الأميركي له، وتعثر إقراره بالبرلمان، يثير مخاوف مراقبين من انعكاساته على الاستقرار الأمني، خاصة مع التحديات الأمنية الإقليمية والضغوط الداخلية المتزايدة على الحكومة بملف الفصائل وسلاحها وقرب إجراء انتخابات البرلمان العراقي.

الخلافات بين السوداني والجماعة ظهرت بعد تداعيات المواجهات المسلّحة التي اندلعت، الأحد الماضي، في حي السيدية بالعاصمة بغداد بين قوات الأمن والجماعة المسلحة، وذلك على خلفية قرار بتغيير مدير دائرة الزراعة في جانب الكرخ من المدينة وما تبعه من تحرّك لوقف استيلاء قادة في الجماعة على أراضٍ زراعية بمواقع مهمّة وتحويلها إلى أراضٍ سكنية، ما شكّل شرارة اندلاع الأزمة.



وأصدر المسؤول الأمني لجماعة "كتائب حزب الله" أبو علي العسكري بيانا، ليل الاثنين - الثلاثاء، قال إن "حادثة دائرة الزراعة في بغداد، وما أعقبها من تداعيات واتهامات، لم تخل منها مناطق حزام العاصمة خلال الأعوام الاثني عشر الماضية، لا سيّما (اللطيفية والبوعيثة والمدائن والتاجيات)، إذ شكلت هذه المدن بؤراً لداعش تهدد أمن بغداد وسلامة أمنها بعدما تحولت أغلب مناطق الحزام إلى طوق داعشي وهابي يلف العاصمة، ما أدى إلى أن نخوض ما بين عام 2003 وحتى 2014 مواجهات استخبارية وأمنية، ولقد أنجزنا الكثير وما زال المزيد مما يجب عمله".


#ابو_علي_العسكري pic.twitter.com/6oHzvwPp1C
— صابرين نيوز - Sabereen news (@sabreenS11) August 4, 2025



واتهم المسؤول رئيس الوزراء بأنه "حديث عهد في العمل العسكري والأمني، فهو مدير ناجح ولكن لم يكن يوماً قائداً ناجحاً، ولن يكون، ومن هنا ندعو قادة الإطار إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية بجدية وحزم قبل أن يسدل الستار على إرثهم السياسي". وتابع العسكري: "ولكي لا تعطي الذرائع للمتصيدين فرصة تشويه سمعة جهادنا، وكما يقال (غلطة الشاطر بألف)، فقد قررت قيادة الكتائب إيقاف عملها في مشروع (طوق بغداد)، وتسليم ما في عهدتها إلى قيادة الحشد الشعبي، مع التأكيد على أنها ستحاسب وبشدة كل من يدعي صفة العمل معها تحت هذا العنوان".

كما هاجم العسكري الجيش العراقي في المواجهات التي حدثت ببغداد الأحد الماضي، بالقول إنه لم يصمد أمام مجموعة من الشباب (كتائب حزب الله)، "فكيف إذا ما واجهوا مقاتلي أهل الشام ودواعش الغرب المدعومين بجيوش التكفير من التتار والإيغور وغيرهم أصحاب الخبرات القتالية الإجرامية المتراكمة؟"، على حد زعم البيان.

وحول الأزمة المتصاعدة، قال الباحث في الشأن السياسي والأمني محمد علي الحكيم، لـ"العربي الجديد"، إن "الهجوم السياسي والإعلامي الأخير الذي شنته كتائب حزب الله ضد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يمثل تطوراً خطيراً في العلاقة بين الحكومة والفصائل المسلحة المنضوية ضمن الإطار التنسيقي". وبيّن الحكيم أن "هذه التصريحات، التي خرجت عن كونها مجرد خلاف في وجهات النظر، تكشف عن شرخ داخلي متفاقم داخل البيت الشيعي، وقد تكون لها تداعيات أمنية وسياسية معقدة خلال المرحلة المقبلة، خاصة مع قرب انتخابات مجلس النواب، فهذه الخلافات ربما تؤثر على استقرار ونزاهة تلك العملية".

وأضاف أن "استهداف السوداني، الذي يحظى بدعم إقليمي ودولي نسبي، قد يضعف موقعه التفاوضي داخلياً، ويهدد بإرباك المشهد السياسي، لا سيما مع اقتراب ملفات حساسة مثل الانتخابات المحلية واستمرار التوترات الإقليمية، كما أنه في حال استمر التصعيد دون تدخل لاحتوائه، فإن البلاد قد تشهد انقساما سياسيا داخليا يترافق مع تراجع في التنسيق الأمني، وربما عودة لنشاط الجماعات الخارجة عن السيطرة، ما يهدد الاستقرار الذي تحقق خلال الفترة الماضية".



وشدد الباحث في الشأن السياسي والأمني على القول إن "قادة الإطار التنسيقي مطالبون بالتحرك العاجل لاحتواء الخلاف، ووضع حد للخطاب التصعيدي، والعمل على الحفاظ على وحدة القرار الشيعي وتماسك الجبهة الداخلية في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه العراق، وإلا سيكون هؤلاء القادة أكثر المتضررين من تصاعد أي خلاف بين الحكومة والجماعات المسلحة، خاصة في ظل الرغبة الدولية بالحد من سلاح تلك الجماعات".

وأصدر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الثلاثاء الماضي، بياناً أعلن فيه تشكيل لجنة تحقيقية للتدقيق والنظر في الشكاوى والمظالم التي تعرض لها الفلاحون والمزارعون في منطقة الدورة وأطراف العاصمة بغداد ممن انتزعت أراضيهم أخيرا. وأشار المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان إلى إلقاء القبض على مدير الزراعة السابق لثبوت تورطه بمخالفات وفساد واستقواء بالجماعات المسلحة، مضيفا "في ضوء ما ورد من شكاوى عديدة، أمر السوداني بتشكيل لجنة تحقيقية برئاسة نائب رئيس ديوان الرقابة المالية، وعضوية ممثلين عن هيئة النزاهة الاتحادية، ومكتب رئيس مجلس الوزراء". وتابع البيان أن "النتائج سترفع إلى مكتب رئيس مجلس الوزراء، لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق أي حالة تجاوز أو استيلاء على الأراضي الزراعية للمزارعين والفلاحين بغير وجه حق".

إلى ذلك، أكد عضو البرلمان العراقي كاظم الشمري وقوع عمليات نزع الأراضي من الفلاحين بالقوة، تنفذها مليشيات مسلحة، وقال في تصريحات للصحافيين، الأسبوع الماضي، ببغداد، إن "هناك عمليات استيلاء خطيرة على الأراضي الزراعية. 80 فلاحاً في بغداد خيروهم أخيراً بين سحب أراضيهم أو مواجهة مجاميع مسلحة، كما أن هناك جماعات مدججة بالسلاح تهدد الفلاحين وتفرض عليهم رفع يدهم عن أراضيهم"، وكشف عن "مقدمات تجري لتهجير أهل المدائن"، لافتاً إلى أن "أطرافاً رسمية عديدة متورطة مع عصابات بالاستيلاء على أراضي منطقة النهروان، في ظل وجود دائرة رسمية في المدائن ترعى العصابات التي تستولي على الأراضي". وأضاف أن تلك الجماعات ترتبط ببعض الفصائل المسلحة.




## خاص | القاهرة تحذّر واشنطن وتل أبيب من تداعيات احتلال قطاع غزة
05 August 2025 12:10 PM UTC+00

أفادت مصادر مصرية خاصة لـ"العربي الجديد"، بأن القاهرة وجّهت خلال الساعات الماضية، تحذيرات إلى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، من مغبة الإقدام على تنفيذ خطة احتلال كامل قطاع غزة، وذلك عبر قنوات دبلوماسية مباشرة، مشددة على "رفض مصر التام لأي عمليات موسعة أو اجتياح بري شامل لقطاع غزة يشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي المصري، ويضع معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979 في مهب الريح".

وذكرت المصادر أن القاهرة تعتبر أن أي عملية عسكرية إسرائيلية بهذا الحجم، لا يمكن إلا أن تُفهم على أنها محاولة لفرض أمر واقع جديد في غزة، وهي خطوة "لن تمر من دون رد دبلوماسي مصري حازم، وقد تتبعها مراجعات على مستويات عدة، بما في ذلك الاتفاقيات الثنائية مع تل أبيب".

وتخشى مصر، التي تشترك بحدود برية مع قطاع غزة عبر معبر رفح، من أن تؤدي عملية عسكرية واسعة إلى نزوح آلاف الفلسطينيين باتجاه أراضيها، في ظل تقارير إسرائيلية وغربية عن سيناريوهات تهجير محتملة، وهو ما ترفضه القاهرة بشكل قاطع وتعتبره خطاً أحمر. وفي السياق، قال السفير معصوم مرزوق، الدبلوماسي المصري السابق، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن الوضع الراهن "يشبه اقتراب النار من مستودع بارود"، محذراً من أن كل يوم يمر دون تحرك فعّال "يُفضي إلى انكماش الخيارات المتاحة، ويزيد من شهية العدو للمضي قُدماً في مخططاته العدوانية".



وأضاف مرزوق أنه "رغم تضاؤل الفرصة، تبقى هناك حاجة ملحّة لتحركات إجهاضية عاجلة، قد تكون الفرصة الأخيرة لتجنب كارثة إقليمية محققة". بدوره قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إن مصر ترفض بشكل قاطع أي شكل من أشكال الاحتلال الإسرائيلي، سواء في غزة، أو الضفة الغربية، أو جنوب لبنان، أو جنوب سورية، مؤكداً أن هذا الاحتلال يمثل "عدواناً صريحاً على حقوق الشعوب، وخرقاً مرفوضاً للقانون الدولي، ولحقّ تقرير المصير الذي تكفله المواثيق الدولية لكل الشعوب".

ويرى مراقبون أن تنفيذ خطة بنيامين نتنياهو القاضية باحتلال غزة، يعني عملياً شن حملة عسكرية شاملة على المناطق المكتظة بالسكان في جنوب غزة، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني منذ بداية الحرب، وأن "القضاء على حماس" بهذه الطريقة لن يقتصر على البنية العسكرية للحركة، بل سيمتد حتماً إلى المدنيين، ما يعني تهجيراً واسع النطاق، أو إبادة جماعية أعنف من التي تُرتكب حالياً.

وفي حال حدوث موجة نزوح كبرى، فإن أقرب وجهة جغرافية محتملة للفارين من القصف ستكون الحدود المصرية، وهو ما يضع الدولة المصرية أمام اختبار جيوسياسي وإنساني بالغ الحساسية، يرتبط مباشرة بأمنها القومي، وتركيبتها السكانية، والتزاماتها الإقليمية. وتخشى القاهرة من أن تؤدي أي عملية عسكرية واسعة النطاق في مناطق رفح وخانيونس إلى دفع سكان هذه المناطق نحو معبر رفح، في وقت لم تُفعّل فيه أي آلية دولية لمنع هذا السيناريو أو التعامل معه في حال وقوعه.




## ماذا نعرف عن متلازمة "غيلان باريه" النادرة؟
05 August 2025 12:16 PM UTC+00

بعد تسجيل 95 إصابة بمتلازمة "غيلان باريه" النادرة في قطاع غزة، بينهم 45 طفلاً، وتسجيل 3 وفيات بينهم طفلان لم يتجاوزا 15 عاماً، برز إلى الواجهة الحديث عن المتلازمة وعوارضها ومضاعفاتها وسبل علاجها ومدى خطورتها، لا سيما وسط تحذيرات وزارة الصحة في قطاع غزة من "انتشار مقلق وسريع" للمتلازمة بين الفلسطينيين، من جرّاء تلوث المياه وسوء التغذية الناجمة عن سياسة التجويع الإسرائيلي.

ويقول الطبيب اللبناني المختص في أمراض الجهاز العصبي، حنا مطر، لـ"العربي الجديد"، إن "متلازمة غيلان باريه مرض ناجم عن خلل في المناعة بسبب الالتهابات المعوية الشديدة بالدرجة الأولى، أو الالتهابات في الرئتين. يُصاب الشخص بالفيروس، وبعد أسابيع يبدأ الخلل في جهازه المناعي، ما يتسبّب بمهاجمة الخلايا للجهاز العصبي، بدءاً من العمود الفقري وصولاً إلى كافة أعضاء الجسم".
ويشير مطر إلى أن "عوارض المتلازمة الأولية تُختصر في شعور بالتنميل والخدر، ومع تطور الحالة، قد تؤدي إلى شللٍ في اليدين والقدمين، والأخطر أن تؤدي إلى شللٍ في عضلات التنفس وعضلات البلع، وهنا تبدأ المشكلات الكبرى، وفي حال عدم وجود أجهزة وعلاج يكون الموت حتميّا، كما أن سبل العلاج صعبة ومحدودة، وهي تشمل خيارين؛ الأول غسل الدم لتنظيفه من الخلايا أو المضادات التي تهاجم الجهاز العصبي، والثاني هو الأدوية التي تساعد في تعزيز وتقوية جهاز المناعة".
ويؤكد الطبيب أن "المتلازمة تنتشر في أكثر من دولة، واكتشفت للمرة الأولى في عام 1916، خلال الحرب العالمية الأولى، على يد طبيبين فرنسيين متخصصين بأمراض الأعصاب، الأول هو جورج غيلان والثاني هو جان ألكسندر باريه، واللذين لاحظا إصابة جنديّين اثنين بعوارض شلل، وأُطلق عليها لاحقاً اسم متلازمة (غيلان باريه) تيّمناً باسمهما. يرتبط انتشار المتلازمة في قطاع غزة بتفشي الالتهابات المعوية، وانعدام سبل العلاج، خصوصاً أن المرضى قد يحتاجون إلى أجهزة تنفس اصطناعي، والعلاجين المذكورين من الصعب توفيرهما في قطاع غزة في ظل الظروف الراهنة".
ومتلازمة "غيلان باريه" هي اضطراب يؤثر في أعصاب الجسم، ما يؤدي إلى تلفها، ويحدث بسبب مهاجمة الجهاز المناعي لأجزاء من الجهاز العصبي. وبحسب مؤسسة "مايو كلينك" الطبية، لا يُعرف السبب الدقيق للإصابة بالمتلازمة، فعادة ما يظهر هذا الاضطراب بعد أيام أو أسابيع من التعرض لعدوى في المجرى التنفسي، أو الهضمي، وفي حالات نادرة، يمكن أن يحفز الخضوع لجراحة أو تلقي لقاح حدوث المتلازمة، بما في ذلك الإصابة بفيروس كورونا، أو فيروس زيكا أيضاً.



وغالباً ما تبدأ أعراض المتلازمة بضعف في القدمين والساقين، ويلاحظ بعض الأشخاص الأعراض الأولى في الذراعين، أو الوجه، وعادة ما يصل المصابون إلى أشد مراحل الضعف خلال أسبوعين من بدء ظهور الأعراض، ومع تفاقم المتلازمة يمكن أن يتحول ضعف العضلات إلى شلل.
ولا يوجد علاج معروف لمتلازمة غيلان باريه، لكن توجد عدة خيارات علاجية يمكنها تخفيف الأعراض والمساعدة على التعافي، وأغلب المرضى يتعافون تماماً، لكن بعض الحالات الشديدة قد تنتهي بالوفاة. وقد يستغرق التعافي عدة سنوات، إلا أن معظم الأشخاص يمكنهم السير مرة أخرى خلال ستة أشهر من بدء ظهور الأعراض، وربما يواجه بعض المرضى آثاراً مستمرة، مثل الضعف أو الشعور بالخدَر أو الإرهاق، بحسب "مايو كلينيك".
وفي 24 يوليو/تموز الماضي، حذّرت منظمة "أوكسفام" للإغاثة، في بيان، من أن الأمراض المنتشرة في قطاع غزة قد تتحول إلى كارثة قاتلة بسبب الجوع وصعوبة الحصول على المياه النظيفة وانعدام المأوى والرعاية الصحية. وفي 22 يوليو، أعلنت وزارة الصحة في غزة، تسجيل 45 حالة "شلل رخو حاد" خلال شهري يونيو ويوليو، في ارتفاع غير مسبوق للإصابات بالمرض النادر أيضاً بسبب تدهور الأوضاع البيئية والصحية وانتشار سوء التغذية.




## الأردن: تعديل حكومي يشمل ثلث الفريق الوزاري
05 August 2025 12:22 PM UTC+00

أعلن رئيس الوزراء الأردني، جعفر حسان، أن تعديلاً واسعاً على الحكومة الأردنية سيُجرى غداً الأربعاء، يشمل تقريباً ثلث الفريق الوزاري ونصف فريق التَّحديث. وبحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، اليوم الثلاثاء، فإنَّ التعديل يستهدف رفد الفريق الوزاري بقدرات جديدة تبني على ما أُنجز، وتواكب السُّرعة التي يتطلَّبها تنفيذ مشاريع التَّحديث، وفي مقدّمتها رؤية التَّحديث الاقتصادي، خصوصاً أنَّ الحكومة بصدد إطلاق البرنامج التنفيذي الثاني للرؤية.

وهذا التعديل هو الأول على حكومة حسان، التي أدت اليمين الدستورية في 18 سبتمبر/أيلول 2024، بعد قبول استقالة حكومة بشر الخصاونة. ومن المتوقع إن يشمل التعديل وزراء: الصحة والزراعة والسياحة والنقل والشباب، فيما لا يتوقع حدوث تغييرات في وزارات الخارجية والداخلية.

وقال مدير مركز "الحياة - راصد"،  المهتم بالشأن السياسي والبرلماني في الأردن، عامر بني عامر، في حديث لـ"العربي الجديد" إن التعديل كان متوقعاً في هذا التوقيت، وهو تعديل مستحق وضروري بعد عام على  تشكيل الحكومة "فبعض الوزراء يشكلون  ظلاً ثقيلاً على الحكومة وغير منسجمين مع مواكبة الحكومة للتحديث الاقتصادي والسياسي، ويمكن وصفهم بأنهم وزراء حياديون لا يشتبكون مع القضايا الأساسية. ولهذا كان الرئيس مطالباً بأن يعيد النظر بفريقه الحكومي وفق مجموعة من الأسس، أبرزها حجم الإنجاز في ملفات التحديث، واشتباك الوزراء مع القضايا العالقة، وقدرتهم على التفاعل مع الجمهور ومتلقي خدمة وزاراتهم، والتفاعل سياسيا وإداريا مع واجباتهم، ولذلك كان لا بد من  إجراء هذا التعديل"، لافتاً إلى أن بعض  الوزراء الذين دخلوا حديثاً للحكومة سيغادرون.

وأوضح بني عامر أن هناك بالمقابل وزراء يمكن تسميتهم بـ"أصحاب المبادرة المؤسسية" و"هؤلاء لا ينتظرون إيعازاً من الأعلى ليبدأوا العمل، بل يتحركون ضمن رؤية واضحة، ويطورون أدواتهم، ويديرون فرقهم بروح جماعية. وجودهم يضيف ولا يُثقل، ويشتبكون مع الملفات الشائكة دون ضجيج ولا استعراض". وأضاف: "لا يخلو أي فريق وزاري من بعض الأسماء التي تندرج تحت بند التوازنات، حضورهم مؤقت بالضرورة، ومرهون بالتركيبة العامة لا بمردودهم التنفيذي، وهؤلاء لا يثيرون الجدل لأنهم ليسوا جزءا من القرار أصلاً".

ورأى بني عامر أن "الأردن يحتاج إلى وزراء يفهمون لحظة الدولة، لا لحظة الوزارة، وزراء يشتبكون مع التحديات لا يتجنبونها، ويتعاملون مع كل يوم كأنه فرصة أخيرة، فالموقع العام لا يجب أن يكون حقاً مكتسباً، بل نتيجة مستحقة". ورأى أن رئيس الحكومة "ستكون لديه حرية أكبر ومساحة أوسع للتخلص من الاعتبارات الجغرافية والديمغرافية، فالحكومة لديها ثقة من مجلس النواب ولا تحتاج إلى طلبها مجدداً، لكن في المحصلة هناك اعتبارات موجودة دائما لا يمكن تجاوزها".



بدوره، قال الكاتب الصحافي محمد سويدان لـ"العربي الجديد" إن "التعديل على الحكومات عادة سياسية أردنية مارسها كافة رؤساء الوزارات السابقين بعد انقضاء عام أو أقل على تشكيل حكوماتهم، والتعديل الذي سيجريه الرئيس جعفر حسان يتعلق باستبعاد عدد من الوزراء الذين لا يرى الرئيس أنهم مناسبون لحكومته، مع أن اختيار الوزراء عند تشكيل الحكومة كان يجب أن يكون دقيقاً وغير متسرع".

وأضاف: "للأسف أغلب التعديلات التي تجري على الحكومات الأردنية تعديلات شكلية ولا نتائج جوهرية لها،  فهي لن تغير السياسات. فسياسة الحكومة لن تتغير لأن الرئيس يقودها بحسب الدستور، وتغير الوزراء يعني أن الأداء لم يكن مناسباً"، مضيفاً "التعديل لن يحل الصعوبات السياسية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد".

وبحسب سويدان، فإن "الأحزاب الأردنية ما زالت على هامش الحياة السياسية، وكل الحديث عن التحديث السياسي والتغييرات على الدستور والقوانين، لم يُحدث تغيراً حقيقياً على الواقع الحزبي في البلاد، فاليوم لا توجد أحزاب فاعلة، وحزب جبهة العمل الإسلامي الأكثر حضوراً في مجلس النواب يواجه مشاكل وقضايا منذ حظر حركة الإخوان المسلمين ويمكن حلّه، فهذا الحزب لن يكون له دور، فيما الأحزاب الأخرى هي أحزاب غير فاعلة ولا تستطيع تحقيق أهدافها، والحياة السياسية في الأردن تعاني من ضمور العمل الحزبي". ورأى أن التغيير من الممكن أن يكون له "أثر طفيف  في عمل بعض الوزارات، وليس أكثر من ذلك، ولعل التغير يأتي بوجوه تكون أفضل في الأداء من الوزراء السابقين".




## الجوادي بطل تونس يعود إلى الوطن: محاصرة من الصحافيين
05 August 2025 12:27 PM UTC+00

وصل البطل التونسي، أحمد الجوادي (20 سنة)، الثلاثاء، إلى بلده تونس، متوّجاً بميداليتين ذهبيتين، في بطولة العالم للسباحة والألعاب المائية، سنغافورة 2025، تحديداً في سباقي 800 متر و1500 متر، بعدما قدّم عروضاً قوية، أبهرت الجماهير التونسية والعربية، ومتابعي اللعبة حول العالم. 

وكان في انتظار الجوادي في مطار "تونس قرطاج الدولي"، عدد كبير من الصحافيين الذين حاولوا الحصول على تصريحات ومقابلات إعلامية من البطل العالمي الشاب، بالإضافة إلى الجماهير التي هتفت باسمه عند خروجه إلى قاعة الوصول بالمطار، لكنّ الجوادي فاجأ الجميع بردة فعل غير منتظرة. وتحدّث السباح البطل بشكل سريع للإعلاميين واعتذر عن عدم الاستمرار في المقابلة الصحافية، قائلاً: "شكراً على قدومكم إلى هنا، هذا أمر مفرح جداً، لكن الرحلة عبر الطائرة كانت شاقّة بالنسبة لي، لذلك لا أستطيع البقاء طويلاً إلى جانبكم، أتمنى أن يشعر كل التونسيين بهذه الفرحة". 



وأكد الجوادي أنه سيعقد مؤتمراً صحافياً في الأيام القليلة المقبلة، ليترك سريعاً المقابلة ويتجه إلى مغادرة المطار، وسط حماية كبيرة من الحرّاس الذين رافقوه منذ هبوطه من الطائرة، رغم المحاولات المستمرة من الصحافيين، وكذلك المشجعين الذين اكتفوا في نهاية الأمر بالتصفيق له وتشجيعه حتى مغادرته المطار. ولئن كان قرار الجوادي أثار استياء بعض الصحافيين والمصورين، فإنّ البطل العالمي برّر ذلك بأنه يشعر بالإرهاق جرّاء الرحلة التي استمرت ساعات طويلة، وانطلقت يوم الاثنين، حيث قادته من سنغافورة إلى اسطنبول التركية، ومنها إلى العاصمة التونسية.






## رسوم الغرافيتي الداعمة لغزة تملأ شوارع أثينا وتغضب إسرائيل
05 August 2025 12:32 PM UTC+00

اندلعت مواجهة كلامية بين السفير الإسرائيلي في اليونان ورئيس بلدية أثينا بسبب انتشار رسوم غرافيتي مناهضة لإسرائيل ولحرب الإبادة المستمرة التي تشنها على قطاع غزة في أنحاء العاصمة. وكان السفير الإسرائيلي نوعام كاتس قد انتقد في مقابلة مع صحيفة كاثيميريني اليونانية، الأحد، الشعارات ورسوم الغرافيتي التي تدعم فلسطين في شوارع العاصمة أثينا، واصفاً إياها بأنها "معادية للسامية" و"تسيء إلى مشاعر" السياح الإسرائيليين، معتبراً أن رئيس البلدية هاريس دوكاس "لم يفعل ما يكفي لحماية مدينته والأقليات فيها" و"لم يفعل شيئاً لجعل السياح الإسرائيليين يشعرون بالراحة".

واستدعى ذلك رداً هجومياً من دوكاس الذي كتب عبر حسابه على منصة إكس، الاثنين: "نحن لا نقبل دروساً في الديمقراطية ممن يقتلون المدنيين"، مضيفاً: "أثينا تحترم زوارها احتراماً كاملاً وتدعم حق مواطنيها في حرية التعبير. لقد أظهرنا معارضتنا النشطة للعنف والعنصرية، ولا نقبل دروساً في الديمقراطية ممن يقتلون المدنيين والأطفال في طوابير الطعام، ومن يقودون العشرات إلى الموت في غزة يومياً، بفعل القنابل والجوع والعطش". وتابع: "المثير للسخط أن يركز السفير على كتابات على الجدران، أُزيل معظمها أصلاً، في وقت تُرتكب فيه إبادة غير مسبوقة ضد الفلسطينيين في غزة".

ومنذ وقوع أزمة الدين الحكومي في اليونان خلال عام 2010، تحوّلت جدران أثينا إلى لوحات تحمل شعارات سياسية ورسومات فنية وكاريكاتير ساخر، وصارت أداةً للتعبير عن المواقف من قضايا سياسية واجتماعية مختلفة، من بينها القضية الفلسطينية التي كانت حاضرة في أعمال رسامي غرافيتي يونانيين في السنوات السابقة على الإبادة في غزة.



وخلال معركة سيف القدس في مايو/أيار 2021، أنجز فنان غرافيتي معروف باسمه الفني "نمر" لوحة لفتى فلسطيني يرمي الحجارة مع عبارة "الحرية لفلسطين" على أحد جدران جامعة بوليتكنيك في أثينا.



مع بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة في عام 2023، انتشرت المزيد من رسوم الغرافيتي الداعمة للقضية الفلسطينية والداعية إلى وقف الحرب على غزة، وإن كان معظمها أقل فنيةً وأوضح في رسالته السياسية، إذ يدعو بعضها إلى "وقف الإبادة" ويطالب بـ"الحرية لفلسطين" و"الحرية لغزة".




 


 

 



 




View this post on Instagram


 



 

 

 



 

 



 

 

 




 

 


A post shared by @graffiti_antifa








 


 

 



 




View this post on Instagram


 



 

 

 



 

 



 

 

 




 

 


A post shared by @graffiti_antifa






"Free Palestine, your rage belongs to the streets!"
Stencil seen in Athens, Greece pic.twitter.com/HjyLSZi7r8
— Radical Graffiti (@GraffitiRadical) July 16, 2025



وفيما يظل الأشخاص الذين يقفون وراء الرسم على الجدران مجهولين غالباً، فإن بعض الرسوم والشعارات يوقّعها بعض مجموعات مشجعي كرة القدم، المعروفة باسم الألتراس، ومنها "غايت 13" الداعمة لفريق باناثينايكوس.




 


 

 



 




View this post on Instagram


 



 

 

 



 

 



 

 

 




 

 


A post shared by Graffiti from Palestine (@graffiti.from.palestine)





مع ذلك، حافظت بعض الرسومات على مستوى فني عالٍ مع موقف سياسي واضح، كما في الرسم الذي أنجزه فنان مجهول يصوّر سيدة فلسطينية تواجه جندياً إسرائيلياً على خلفية العلم الفلسطيني.




Palestine solidarity mural seen in Athens, Greece pic.twitter.com/7LWpsRbAM6
— Radical Graffiti (@GraffitiRadical) May 5, 2024



ومع تصاعد وتيرة الجرائم الإسرائيلية في غزة، ازداد عدد الكتابات والرسوم المناهضة للحرب والرافضة لقدوم السياح الإسرائيليين إلى اليونان.

وكتب محتجون على قدوم سفينة سياحية إسرائيلية في يونيو/ حزيران الماضي، على جدار مرفأ بيرايوس في أثينا: "كل الجنود الإسرائيليين مجرمو حرب، محتلون، مغتصبون، قتلة، لا نريدكم هنا".






## موسكو تندد بضغوط ترامب على الهند لعدم شراء النفط الروسي
05 August 2025 12:45 PM UTC+00

اتهمت روسيا الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، بممارسة ضغوط تجارية غير مشروعة على الهند، بعد تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرة أخرى بزيادة الرسوم الجمركية على نيودلهي؛ بسبب شرائها من النفط الروسي. وتوازياً، كشفت فيه بيانات وزارة المالية الروسية تراجع إيرادات البلاد من مبيعات النفط والغاز بنحو 27% في يوليو/ تموز الماضي على أساس سنوي.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "نسمع كثيراً من التصريحات وهي في الواقع تهديدات ومحاولات لإجبار الدول على قطع العلاقات التجارية مع روسيا. لا نعتبر مثل هذه التصريحات قانونية". وأضاف "نعتقد أنّ الدول ذات السيادة ينبغي أن تملك الحق في اختيار شركائها التجاريين، وشركائها في التعاون التجاري والاقتصادي، وأن تختار لنفسها أشكال التعاون التجاري والاقتصادي التي تصب في مصلحة البلد المعني".

وجدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء تأكيداته بأنه سيرفع "بشكل كبير" الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات من الهند من نسبتها الحالية البالغة 25 بالمائة خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة، نظراً لاستمرار الهند في شراء النفط الروسي. وأضاف في مقابلة أجرتها معه قناة (سي.إن.بي.سي) "إنهم يغذون آلة الحرب، وأنا لست راضياً عن ذلك"، مشيراً إلى أن نقطة الخلاف الرئيسية مع الهند تتمثل في رسومها الجمركية المرتفعة للغاية. ولم يحدد نسبة رسوم جمركية جديدة للهند.



وقال ترامب، أمس الاثنين، إنه سيفرض عقوبات جديدة على روسيا وكذلك على الدول التي تشتري صادراتها من الطاقة اعتباراً من يوم الجمعة المقبل، ما لم تتخذ موسكو خطوات لإنهاء صراعها المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة مع أوكرانيا. ولم يشر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أي تغيير في موقف روسيا من الحرب على الرغم من قرب انقضاء المهلة. وتصف نيودلهي تهديدات ترامب بأنها "غير مبررة" وتعهدت بحماية مصالحها الاقتصادية، مما أدى إلى تعميق الخلاف التجاري بين الاقتصادين الكبيرين. 







وعزت واشنطن عدم تمكنها حتى الآن من التوصل إلى اتفاق تجاري مع نيودلهي إلى خلافات جيوسياسية. وإلى جانب علاقات الهند مع روسيا، يصف ترامب مجموعة بريكس، التي تُعد الهند عضواً أساسياً بها، بأنها "معادية" للولايات المتحدة. وترفض دول بريكس هذا الاتهام، مؤكدة أن المجموعة تسعى لتعزيز مصالح أعضائها ومصالح الدول النامية عموماً. وقال مصدران حكوميان هنديان لوكالة رويترز، مطلع الأسبوع، إنّ الهند ستواصل شراء النفط الروسي على الرغم من تهديدات ترامب. 

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الهندية إن نيودلهي "ستتخذ جميع التدابير اللازمة لحماية مصالحها الوطنية وأمنها الاقتصادي". وأضاف في بيان "في ظل هذه الظروف، فإن استهداف الهند غير مبرر وغير منطقي". وجاء في البيان أن نيودلهي بدأت استيراد النفط من روسيا لأن الإمدادات التقليدية تحولت إلى أوروبا بعد اندلاع الصراع في أوكرانيا. 

وأوضح المتحدث أنّ واردات الهند تهدف إلى ضمان أسعار طاقة معقولة للمستهلكين الهنود وأنها "ضرورة فرضتها حالة السوق العالمية". كما أشار البيان إلى التجارة الثنائية بين الغرب، وخاصة الاتحاد الأوروبي، وروسيا قائلاً إنّ "من اللافت للنظر أن الدول التي تنتقد الهند تنخرط في التجارة مع روسيا". وحاولت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الحد من حصتها من خلال فرض سقف لسعر النفط الروسي في السوق العالمية. 

ويتم تطبيق هذا السقف من خلال إلزام شركات الشحن والتأمين برفض التعامل مع شحنات النفط التي يتجاوز سعر الخام فيها هذا السقف. وقد تمكّنت روسيا إلى حد كبير من التهرب من هذا السقف عن طريق شحن النفط على متن "أسطول ظل" من السفن القديمة باستخدام شركات التأمين والشركات التجارية الموجودة في دول لا تلتزم بالعقوبات الغربية على موسكو. ووافق الاتحاد الأوروبي، في يوليو الماضي، على الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد روسيا بسبب الصراع في أوكرانيا، والتي استهدفت أيضا شركة نايارا الهندية للطاقة، وهي شركة مصدرة للمنتجات النفطية المكررة من الخام الروسي. 



الهند تتهم أوروبا وأميركا بازدواج المعايير بشان النفط الروسي

في السياق، انتقدت الهند بشدة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، قائلة إنهما يتعمدان التضييق عليها بشكل غير عادل بسبب مشترياتها من النفط الروسي في حين أنهما يتاجران على نطاق واسع مع موسكو على الرغم من الحرب في أوكرانيا. وفي استعراض نادر للوحدة، ندد (حزب بهاراتيا جاناتا) الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى جانب حزب المعارضة الرئيسي بالهند (حزب المؤتمر) اليوم الثلاثاء، بانتقادات ترامب المتكررة لنيودلهي.

وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان أصدرته في وقت متأخر من أمس الاثنين "من الواضح أن الدول التي تنتقد الهند هي نفسها منغمسة في التجارة مع روسيا". وذكرت الوزارة أن "التمييز ضد الهند غير مبرر". وأضافت أن الاتحاد الأوروبي سجل معاملات تجارية بقيمة 67.5 مليار يورو (78.02 مليار دولار) مع روسيا في عام 2024، بما في ذلك واردات قياسية من الغاز الطبيعي المسال بلغت 16.5 مليون طن.

كذلك أشار البيان إلى أن الولايات المتحدة تواصل استيراد سادس فلوريد اليورانيوم الروسي لاستخدامه في قطاع الطاقة النووية لديها، إلى جانب البلاديوم والأسمدة والمواد الكيميائية. ولم يذكر البيان مصدر المعلومات الخاصة بالتصدير. ولم ترد السفارة الأميركية ولا بعثة الاتحاد الأوروبي في نيودلهي بعد على طلب للتعليق.



تراجع إيرادات النفط والغاز 27% في يوليو



في السياق، أظهرت بيانات من وزارة المالية الروسية، اليوم الثلاثاء، أنّ إيرادات روسيا من النفط والغاز انخفضت 27.1% على أساس سنوي في يوليو/ تموز إلى 787.3 مليار روبل (9.85 مليار دولار)، مقارنة مع 1.08 تريليون روبل (نحو 13.5 مليار دولار) في الشهر نفسه من العام الماضي. وبحسب تقديرات كلية كييف للاقتصاد، حققت روسيا 12.6 مليار دولار من مبيعات النفط في يونيو/ حزيران، كما توقعت أن يحقق مصدرو النفط الروسي 153 مليار دولار هذا العام.

وكشفت بيانات شحن أصدرتها مجموعة بورصات لندن ومصادر في السوق، أنّ صادرات روسيا من الديزل وزيت الغاز المنقولين بحراً انخفضت 5% في يوليو مقارنة بالشهر السابق، لتصل إلى حوالي 3.26 ملايين طن وذلك بسبب تراجع الإنتاج نتيجة أعمال صيانة للمصافي وارتفاع الطلب المحلي. وبلغ إجمالي شحنات الديزل عبر ميناء بريمورسك الروسي على بحر البلطيق 1.26 مليون طن في يوليو بانخفاض 11.3% على أساس يومي عن يونيو. والميناء هو أكبر منفذ لصادرات البلاد من الديزل منخفض الكبريت. وأظهرت بيانات الشحن أنّ تركيا والبرازيل ظلتا المستوردين الرئيسيين للديزل وزيت الغاز الروسي الشهر الماضي.







وتراجعت صادرات الديزل وزيت الغاز من الموانئ الروسية إلى تركيا إلى 1.25 مليون طن في يوليو بانخفاض 14% عن يونيو، وانخفضت أيضاً الشحنات للبرازيل 29% عن يونيو إلى 0.37 مليون طن. وأظهرت بيانات الشحن أيضاً أنّ أكثر من 400 ألف طن من الديزل المحمل في الموانئ الروسية تتجه إلى عمليات نقل من سفينة إلى أخرى بالقرب من ميناء ليماسول القبرصي لتفريغها أو نقلها لوجهات أخرى غير معروفة حتى الآن.

وكشفت بيانات الشحن من مجموعة بورصة لندن أن صادرات روسيا من الديزل وزيت الغاز في يوليو إلى الدول الأفريقية انخفضت بمقدار الربع عن الشهر السابق إلى حوالي 0.69 مليون طن، وكانت السنغال وغانا وليبيا والمغرب من أكبر المستوردين. وأظهرت البيانات أيضاً أنّ السفن التي تم تحميلها في مايو/ أيار بحوالي 110 آلاف طن من الديزل في الموانئ الروسية كانت وجهتها مصنفة على أنها "لطلبيات"، مما يعني أن أماكن تفريغها إما غير معروفة أو غير معلنة.



انكماش قطاع الخدمات في روسيا

في سياق متصل، أظهرت نتائج استطلاع أجرته مؤسسة ستاندرد آند بورز غلوبال، اليوم الثلاثاء، انكماش نشاط قطاع الخدمات في روسيا بأسرع وتيرة له منذ يونيو 2024 خلال يوليو الماضي، وسط تراجع الطلبيات الجديدة مجددا. وتراجع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 48.6 نقطة خلال يوليو الماضي، مقارنة بـ 49.2 نقطة في يونيو الماضي. وتشير أي قراءة دون مستوى 50 نقطة إلى انكماش في القطاع.



وجاء تراجع نشاط قطاع الخدمات، خلال يوليو الماضي، مدفوعاً إلى حد كبير بانخفاض الطلبيات الجديدة وضعف الطلب من قبل العملاء. وتراجعت الطلبيات الجديدة بعد سلسلة نمو استمرت 12 شهراً، فيما سجل معدل التوظيف زيادة معتدلة. وعلى صعيد الأسعار، ارتفعت وتيرة تضخم أسعار المدخلات خلال يوليو الماضي، مقارنة بيونيو بسبب ارتفاع تكاليف المرافق والموردين والعمالة.

ونتيجة لذلك، ارتفعت أيضاً وتيرة تضخم الرسوم خلال يوليو الماضي. وبالنظر إلى المستقبل، ظلت الشركات متفائلة بشأن توقعات الإنتاج خلال العام المقبل، ويرتبط ذلك بآمال في زيادة استقرار الأوضاع الاقتصادية والمالية، بالإضافة إلى إعادة توجيه استراتيجيات الشركات للتركيز على التواصل مع العملاء. وتراجع المؤشر المركب للناتج إلى 47.8 نقطة خلال يوليو الماضي، مقارنة بـ 48.5 نقطة في يونيو الماضي، مما يشير إلى انكماش طفيف في نشاط أعمال القطاع الخاص. 

(الدولار= 80.15 روبلاً)



(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)










## تركيا: ترفيعات وتعيينات بقيادة الجيش في مجلس الشورى العسكري
05 August 2025 12:58 PM UTC+00

اجتمع مجلس الشورى العسكري في تركيا، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، وبحث قضايا الترفيعات والتعيينات والتسريحات في قيادة وقطاعات الجيش، حيث جرى تعيين رئيس هيئة أركان عامة جديد. واستهل أردوغان وأعضاء المجلس الاجتماع بزيارة ضريح مؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك.

وكتب أردوغان في دفتر زوار الضريح إن "اجتماع مجلس الشورى العسكري الأعلى، يتزامن هذا العام مع العديد من الأزمات والاشتباكات والتوترات القائمة في محيط تركيا". وشدد على مواصلة حكومته: "الكفاح والنضال لتحويل تركيا إلى الدولة المحورية في منطقتها ضمن النظام العالمي الجديد" وذلك رغم "المكائد والهجمات القادمة من الداخل والخارج".

وضم مجلس الشورى العسكري برئاسة أردوغان كلاً من نائبه جودت يلماز ووزراء: العدل يلماز تونج، الخارجية هاكان فيدان، الخزانة والمالية محمد شيمشك، الداخلية علي يرلي كايا، التعليم يوسف تكين، الدفاع يشار غولر. كما شارك في المجلس رئيس الأركان العامة متين غوراك، وقائد القوات البرية سلجوق بيرقدار أوغلو، وقائد القوات البحرية أرجومنت تاتلي أوغلو، وقائد القوات الجوية ضياء جمال قاضي أوغلو، واستغرق الاجتماع ساعتين ونصف الساعة.

ومن القرارات التي صدرت عن المجلس وصادق عليها أردوغان وتسري اعتباراً من 30 أغسطس/آب الجاري، وأعلنت رئاسة دائرة الاتصال عنها في منشور على منصة إكس، ترقية 32 جنرالاً وأدميرالاً إلى رتبة أعلى، وترقية 61 عقيداً إلى رتبة جنرال وأدميرال. كما مُددت فترة خدمة 29 جنرالاً لمدة عام واحد، ومددت فترة خدمة 478 عقيداً لمدة عامين. وأحيل 43 جنرالاً وأدميرالاً إلى التقاعد بسبب السن، اعتباراً من الأول من سبتمبر/أيلول المقبل.



وبناء على هذه الإحالة، تقاعد رئيس الأركان العامة متين غوراك وعُين بدلاً منه قائد القوات البرية الجنرال سلجوق بيرقدار أوغلو رئيساً للأركان العامة، فيما عين قائد الجيش الأول متين توكيل قائداً للقوات البرية بدلاً عن بيرقدار أوغلو. وتقرر تمديد فترة ولاية قائد القوات البحرية الأدميرال إرجومنت تاتلي أوغلو، وقائد القوات الجوية الجنرال ضياء جمال قاضي أوغلو، لمدة عام واحد. وارتفع عدد الجنرالات والأدميرالات الحالي إلى 332 من 316، فيما استعرض القرار أسماء الترفيعات التي جرت.




## نائب إسرائيلي يطرح نقل قبر القسام في حيفا أو التفاوض عليه
05 August 2025 12:58 PM UTC+00

قرر رئيس لجنة الداخلية الجديد في الكنيست الإسرائيلي، النائب يتسحاق كرويزر (القوة اليهودية)، طرح قضية نقل قبر القائد الشيخ عز الدين القسام من بلدة الشيخ المهجّرة، التي أقيمت على أنقاضها مدينة نيشر في منطقة حيفا، انتقاماً من حركة حماس، التي يحمل جناحها العسكري اسم القائد ذي الأصول السورية، وكذلك قذائف "القسام" الصاروخية التي تُطلق نحو دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال عضو الكنيست كرويزر، وفق ما نقل عنه موقع والاه العبري، اليوم الثلاثاء: "علينا إزالة العار والوصمة الأخلاقية، المتمثّلة بأن أبو الإرهاب عز الدين القسام مدفون على أراضي الدولة، ولذلك سأعقد أول جلسة في لجنة الداخلية لإزالة قبره، باعتباره الإرهابي الأكبر. مطلبنا نقل قبره، أو استخدامه ورقةَ تفاوض من أجل استعادة المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة)، أو أن يُدفن في مقبرة مخصصة للإرهابيين". وزعم في تصريحات سابقة أن قبر القسام صار "مزاراً لداعمي الإرهاب".

ودُعي إلى الجلسة التي حُدِّدَت ليوم الثلاثاء المقبل، ممثلون عن جهاز الشاباك، وشرطة إسرائيل، ووزارة الأمن، والوقف الإسلامي، وجهات حكومية، وناشطون. وفي عام 1995، قُدّم التماس إلى المحكمة العليا من قبل متضررين إسرائيليين من عمليات ضد الاحتلال، للمطالبة بهدم أو تعديل النقش الموجود على شاهد قبره، بزعم أنه يشجع على الإرهاب. ورفضت المحكمة العليا الالتماس. وعلى مرّ السنين، دُنِّس وخُرِّب القبر عدة مرات، وكان محوراً لتوتر سياسي واجتماعي بين جهات إسرائيلية وجهات في الداخل الفلسطيني.



وفي عام 2023، على سبيل المثال، منعت بلدية نيشر، لجنة متولي وقف الاستقلال في حيفا، من متابعة أعمال ترميم وصيانة مبانٍ تابعة للمقبرة بذريعة عدم استصدار تراخيص بناء. وقبل ذلك في عام 2022، حاولت جرافات تابعة للشركة الإسرائيلية "كيرور أحزاكوت"، الاعتداء على حرمة مقبرة القسام، وتجريف أرض على أرض مساحتها 30 دونماً مليئة بقبور للمسلمين، وهي أرض مختلف عليها بين متولي وقف الاستقلال بحيفا وشركة "كيرور أحزاكوت" التي زعمت أنها اشترت جزءاً منها (14 دونماً) من "دائرة أراضي إسرائيل"، أو ما يُسمى سلطة التطوير، وفق اتفاقية أولية في خمسينيات القرن الماضي، تلتها اتفاقيات في أوقات لاحقة.

وفي وقت لاحق من العام نفسه، قدّمت الشركة نفسها طلباً إلى لجنة التنظيم والبناء "موردوت هكرمل"، باستصدار ترخيص لبناء جدار على أرض المقبرة، مدعية ملكية 15 دونماً منها. في المقابل، تصدّت مؤسسة "ميزان" الحقوقية في الداخل الفلسطيني لهذه الخطوة، معتبرة أنّ طلب الترخيص "ما هو إلا غطاء لسرقة المقبرة التي تُعد وقفاً إسلامياً لا يباع ولا يشترى، كذلك فإنّ هذه الشركات لا تملك أي حق بالتصرف في المقبرة كيفما شاءت".




## 6 دولارات ثمن الصوت في انتخابات مجلس الشيوخ المصري
05 August 2025 12:58 PM UTC+00

مع قرب انتهاء التصويت في انتخابات مجلس الشيوخ المصري، مساء الثلاثاء، قفز سعر الصوت الانتخابي من 200 جنيه في اليوم الأول للتصويت، أمس الاثنين، إلى 300 جنيه (ستة دولارات تقريباً) في المناطق الشعبية بمحافظات الإسكندرية والقاهرة الكبرى، التي تشمل العاصمة (القاهرة والجيزة والقليوبية)، خلال الساعات الأولى من التصويت في اليوم الثاني والأخير من الانتخابات.



وتوقع ناخبون في حي المطرية الشعبي، شرقي القاهرة، ارتفاع سعر الصوت إلى 500 جنيه في الساعتين الأخيرتين من التصويت، أي من السابعة إلى التاسعة مساءً بالتوقيت المحلي، على غرار ما حدث في انتخابات الرئاسة أواخر عام 2023، التي فاز فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي بنسبة تقترب من 90%.

في حديث خاص مع "العربي الجديد"، أفاد ناخبون بأن سماسرة الانتخابات معروفون بالاسم في المنطقة التي يقيمون بها، وهم مكلفون من مرشحي حزب مستقبل وطن في القائمة والفردي بجمع الأصوات للتصويت لهم، مشيرين إلى أنهم يركزون بالأساس على أصحاب المعاشات من كبار السن، والسيدات العاملات باليومية، والشباب المتعطلين عن العمل ممن يجلسون على المقاهي، من خلال الاتفاق معهم على الذهاب إلى مقار اللجان للتصويت، مع توفير وسيلة مواصلات لنقلهم.

وأضاف الناخبون أنه بمجرد التصويت يحصلون على "بون" من أعضاء حزب مستقبل وطن الحاضرين أمام اللجنة، ثم يذهبون به إلى مقر أمانة الحزب في منطقة "عزبة معروف" بالمطرية انتظاراً لدورهم في صرف الأموال، فضلاً عن توزيع أفراد الحزب وجبات غذائية ساخنة على المواطنين أمام اللجان لحثهم على الانتخاب، وذلك بحلول منتصف اليوم.



ووثّق "العربي الجديد" توزيع أفراد تابعين لحزب الجبهة الوطنية "كراتين" تحوي بعض المواد الغذائية على الناخبين، في محيط مدرسة المسلة الابتدائية بالمطرية، والتفاوض مع بعضهم على ثمن الصوت، على مقربة من قوات الجيش والشرطة المسؤولة عن تأمين اللجان، إضافة إلى توزيع أكياس كل منها يحتوي على كيلوغرام من المانجو مطبوع عليه اسم الحزب. ورصد "العربي الجديد" مطالبة أنصار حزب مستقبل وطن الداعم للنظام الناخبين بالتوجه إلى مقار الانتخابات، في مناطق الحضرة وعزبة المطار بمدينة الإسكندرية، مقابل 200 جنيه للفرد، مع تحمل تكلفة وجبة غذائية وتوفير وسائل مواصلات لنقله من قرب سكنه إلى مقار اللجان الانتخابية.

وسمحت الهيئة الوطنية للانتخابات لثلاث منظمات أجنبية بالإشراف على انتخابات مجلس الشيوخ المصري، هي منتدى "جالس" من أوغندا، ومنظمة "إيكو" من اليونان، ومؤسسة "إليزيا" للإغاثة، فيما قبلت الهيئة إشراف ثلاث منظمات محلية فقط، بدلاً من 37 منظمة في آخر انتخابات للمجلس، ليس من بينها أي منظمة مستقلة.

وقالت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، في بيان، إنها رصدت حالات شراء أصوات أمام بعض اللجان بانتخابات مجلس الشيوخ، عبر توزيع بونات ومبالغ مالية من أنصار بعض الأحزاب، الذين كانوا داخل الحرم الانتخابي، بالمخالفة لضوابط الهيئة الوطنية للانتخابات. علماً أن الأخيرة نفت بشكل قاطع رصد أي مخالفات أو خرق للدعاية الانتخابية أمام اللجان حتى الآن، في جميع محافظات الجمهورية.

وترشحت "القائمة الوطنية من أجل مصر"، التي تضمّ 12 حزباً موالياً للنظام، أبرزها مستقبل وطن والجبهة الوطنية، منفردة على مقاعد نظام القائمة المغلقة، إثر عزوف الأحزاب والمستقلين عن تشكيل قوائم منافسة لها، باعتبار أن الانتخابات محسومة سلفاً لصالحها.

ويتألف مجلس الشيوخ من 300 عضو، يُنتخب ثلثاهم عبر الاقتراع العام السري المباشر، بينما يعيّن رئيس الجمهورية الثلث المتبقي. ويُنتخب الأعضاء المئتان بنظام مختلط يجمع بين النظامين الفردي والقائمة المغلقة، يقسمون إلى 100 مقعد بالنظام الفردي يتنافس عليها المرشحون في 27 دائرة انتخابية، و100 مقعد بنظام القوائم يجرى التنافس عليها من خلال أربع قوائم مغلقة، مع تخصيص ما لا يقل عن 10% من إجمالي مقاعد المجلس للمرأة.




## نتنياهو يعقد استشارات حاسمة بشأن غزة مستثنياً بن غفير وسموتريتش
05 August 2025 12:58 PM UTC+00

دعا رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إلى استشارات حاسمة بخصوص غزة، اليوم الثلاثاء، مستثنياً وزيري المالية، بتسلئيل سموتريتش، والأمن القومي، إيتمار بن غفير، على الرغم من كونهما عضوين في الكابينت الأمني السياسي المُصغّر، حسبما كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم"، مشيرةً إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يستثنيهما نتنياهو من جلسة مقرر فيها اتخاذ قرارات مهمة بخصوص الحرب.
وذكرت الصحيفة أن الوزيرين لم يُدعيا أيضاً إلى الجلسة التي اتخذ فيها الكابينت المصغر قراراً بتجديد إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، على الرغم من كونهما الشريكين الباقيين له في الائتلاف إثر انسحاب الأحزاب الحريدية على خلفية قانون التجنيد.
ومن المفترض أن يُشارك في الاستشارات المقررة اليوم، مسؤولون رفيعون في أجهزة الأمن الإسرائيلية، على أن يُعقد لاحقاً اجتماع للكابينت المصغر، لفتت الصحيفة إلى أن موعده لم يتحدد بعد، كما لم يتحدد أيضاً موعد اجتماع الكابينت الموسع.
وفي وقت سابق، أُلغي سفر رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعدما أدرك أنه من غير المتوقع التوصل قريباً إلى وقفٍ لإطلاق النار في غزة. وبحسب الصحيفة، فإن خطط رئيس الأركان المعروضة على الكابينت تتضمن تطويق مناطق محددة في قطاع غزة وتقسيمها، وسط عمليات ضغط مكثفة ومتواصلة على حركة حماس هدفها خلق ظروف تتيح إطلاق سراح الأسرى. ويعتقد رئيس الأركان أن احتلالاً كاملاً لقطاع غزة ليس خياراً صائباً لأن ذلك يُشكل خطراً على حياة المحتجزين ويستنزف القوات التي تقاتل منذ نحو عامين.
في المقابل، قال مسؤول سياسي إسرائيلي على ضوء جلسة الكابينت إنه حتى الآن لم يتخذ رئيس الحكومة قراراً نهائياً حول الإيعاز للجيش بشن هجوم جديد ودخولاً لبقية مناطق القطاع. 



كاتس: الجيش سينفذ تعليمات المستوى السياسي

في سياق متصل، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الثلاثاء، أن الجيش سيعمل على تنفيذ قرارات المستوى السياسي بغية إخضاع حماس، وإعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، وضمان أمن المستوطنات.
وقال كاتس خلال جولة في قطاع غزة إن "هزيمة حماس، مع تهيئة الظروف لإعادة المحتجزين، هي الهدف الرئيسي للحرب في غزة وعلينا اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتحقيقه". وأضاف أنه "علينا ضمان سلامة وأمن المستوطنات الإسرائيلية من خلال وجود دائم للجيش الإسرائيلي في شريط أمني في مواقع مسيطر عليها في غزة، والتي يمكن من خلالها منع الإضرار بالمستوطنات والحؤول دون تهريب الأسلحة إلى غزة".
وشدد على أن "العبرة المركزية التي ينبغي استخلاصها من هجوم 7 أكتوبر، وكما هو الحال في جبهات أخرى، هنا أيضاً: يجب أن يُفصل بين العدو والمستوطنات، بالإضافة إلى التعامل مع العدو نفسه". وأشار إلى أنه "بعد أن تتخذ القيادة السياسية القرارات اللازمة، سيقوم المستوى العسكري بتنفيذ السياسة باحترافية". وتابع: "واجبي (بصفتي) وزير أمن مسؤولاً عن الجيش الإسرائيلي هو التأكد من أن هذا ما سيحدث وهذا ما سأفعله".








## ممثلو 180 دولة يبحثون سبل حلّ التلوث البلاستيكي
05 August 2025 01:03 PM UTC+00




يجتمع ممثلو نحو 180 دولة اليوم الثلاثاء في جنيف، برعاية الأمم المتحدة، سعياً إلى وضع أول معاهدة عالمية لمكافحة آفة التلوّث البلاستيكي الذي يهدّد الكوكب بكامله، على أن تستمر الاجتماعات عشرة أيام.

وحذّر الدبلوماسي الإكوادوري، لويس فاياس فالديفييسو، الذي يرأس المناقشات، لدى استقباله أمس الاثنين ممثلي أكثر من 600 منظمة غير حكومية ستتابع مجريات المؤتمر، أن النص "الملزم قانوناً" للدول والذي يجرى بحثه منذ ثلاث سنوات "لن ينبثق تلقائياً".

ووسط توترات جيوسياسية وتجارية متصاعدة، تقرّر عقد هذه الدورة الإضافية من المفاوضات الحكومية الدولية (CIN5-2) التي تستمر عشرة أيام بعد فشل محادثات بوسان في كوريا الجنوبية في ديسمبر/ كانون الأول، حين حالت مجموعة من الدول المنتجة للنفط دون إحراز أي تقدم.

وقالت الدنماركية إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، لـ"فرانس برس": "جرت جهود دبلوماسية كثيرة منذ بوسان، ومعظم الدول التي تحدثت إليها قالت إنها تأتي إلى جنيف لإيجاد اتفاق". وسألت الدبلوماسية المعتادة خوض مفاوضات معقدة حول البيئة "هل ستكون الأمور سهلة؟ لا. هل ستكون بسيطة؟ لا. هل ستكون هناك تعقيدات؟ نعم. هل هناك سبيل للتوصل إلى معاهدة؟ بالتأكيد"، وأبدت "تصميمها" على التوصل إلى اتفاق.

من جانبه، قال الدبلوماسي الإكوادوري، فالديفييسو، "استُخلصت عِبر" منذ بوسان، مؤكداً أنه سيكون بإمكان المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني الوصول إلى المجموعات التي ستناقش النقاط الشائكة في الاتفاق، مثل المواد الكيميائية الواجب حظرها، وتحديد سقف للإنتاج وغيرها.



وعشية بدء المناقشات، كثّف علماء ومنظمات غير حكومية الضغط على المندوبين. وحذّر خبراء في تقرير نُشر أمس الاثنين في مجلة ذي لانسيت الطبية بأن التلوث البلاستيكي يمثل "خطراً جسيماً ومتزايداً ومُقلَّلاً من شأنه" على الصحة، يكلّف العالم ما لا يقلّ عن 1,5 تريليون دولار سنويّاً.

وحذّر الطبيب والباحث في كلية بوسطن بالولايات المتحدة الأميركية، فيليب لاندريغان، من أن الأشخاص الأكثر ضعفاً، وبشكل خاص الأطفال، هم الأكثر تضرّراً من التلوث البلاستيكي.

وقال روبرت كيتومايني شيكوانيني، المدير التنفيذي لمنظمة "تضامن لحماية حقوق الطفل" غير الحكومية، متحدثاً لـ"فرانس برس" أمام مقر الأمم المتحدة، إنه في جمهورية الكونغو الديموقراطية "المياه والبحيرات والأنهار ملوّثة، وجزيئات البلاستيك التي تبقى في هذه المياه الملوّثة تتسبّب بأمراضٍ عدّة، ولا سيّما لدى الأطفال".

وتجسيداً لهذه المسألة، أقيم عمل فني أمام مكاتب الأمم المتحدة في جنيف، يحمل اسم "عبء المفكّر"، وهو عبارة عن نسخة من تمثال "المفكّر" للنحات الشهير أوغست رودان غارقة في بحر من النفايات البلاستيكية. وقال الفنان والناشط الكندي بنجامين فون وونغ الذي أعدّ العمل إنه يودّ دفع المندوبين إلى البحث في "تأثير التلوّث البلاستيكي على صحة الإنسان" أثناء مفاوضاتهم.

غير أنّ المتحدث باسم المجلس الأميركي للصناعة الكيميائية، ماثيو كاستنر، الموجود في جنيف، دافع عن البلاستيك والخدمات التي يؤدّيها للمجتمعات الحديثة. وقال إن البلاستيك "أساسي للصحة العامة"، ولا سيما بفضل استخدامه في كلّ المعدات الطبية المعقمة والأقنعة الجراحية والخراطيم والأنابيب والتغليفات التي تسمح خصوصاً بتحسين النظافة والسلامة الغذائية.



غير أن هذه الحجج لا تُقنع منظمة "غرينبيس" غير الحكومية المدافعة عن البيئة، إذ دعا رئيس وفدها غراهام فوربس، الاثنين، خلال تظاهرة في جنيف، إلى "التوقف عن صنع هذه الكمية من البلاستيك من أجل وقف أزمة التلوث البلاستيكي".

وقالت سيما برابهو من المنظمة غير الحكومية السويسرية "تراش هيرو وورلد" الناشطة بصورة خاصة في بلدان جنوب شرق آسيا (تايلاند وفيتنام وإندونيسيا وماليزيا): "أولويتنا التوصل إلى تخفيضات في إنتاج البلاستيك". وأضافت: "ثمة العديد من مصانع البتروكيميائيات والبلاستيك" في هذه البلدان، وبالتالي الكثير من الوظائف التي تعتمد عليها، وهو "السبب الذي يجعلنا ندعو إلى عملية انتقالية عادلة" من خلال استحداث فرص عمل في مجالات "إعادة الاستخدام وإعادة التدوير وجمع النفايات".

(فرانس برس)







## منظمات إعلامية تطالب بريطانيا بالتحقيق في قتل صحافيي غزة
05 August 2025 01:04 PM UTC+00

وقّع الاتحاد الدولي للصحافيين والاتحاد الوطني للصحافيين في المملكة المتحدة وأيرلندا، ونقابة الصحافيين الفلسطينيين، على رسالة مفتوحة تدعو الحكومة البريطانية إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف استهداف صحافيي غزة ورفع الحظر المفروض على وسائل الإعلام الأجنبية. كما دَعَت إلى إجراء تحقيق في مقتل الصحافيين على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، واعتماد اتفاقية للأمم المتحدة بشأن سلامة الصحافيين.

وتوجّهت الرسالة إلى رئيس الوزراء ووزير الخارجية في بريطانيا مندِّدةً بـ"الاستهداف المتعمد والممنهج للصحافيين والعاملين في مجال الإعلام في غزة"، مؤكدةً أن هذا "ليس مجرد اعتداء على زملائنا، بل هو اعتداء على الحقيقة نفسها". ودعت الرسالة حكومة المملكة المتحدة إلى "التحرك لإدانة استهداف الصحافيين والإعلاميين في غزة إدانةً قاطعة". كما طالبت بريطانيا بالدفاع بثبات عن حرية الصحافة والقانون الدولي، وممارسة ضغط فعّال على السلطات الإسرائيلية للسماح للصحافيين بالدخول والخروج من غزة، والضغط على المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في استهداف الصحافيين، وكذلك اعتماد اتفاقية دولية لسلامة الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام.



وذكّرت الرسالة بالفارق الكبير بين عدد صحافيي غزة ضحايا الاحتلال وحرب فيتنام حيث لم يتجاوز العدد الـ60، لافتةً إلى أنه "لقي العديد منهم حتفهم وهم يُعرّفون بوضوح بأنهم صحافيون. وقُتل بعضهم مع عائلاتهم في منازلهم". كما لفتت إلى أن "هذه الوفيات تتجاوز خطاً أحمر أساسياً. الصحافة ليست جريمة. التغطية الإعلامية ليست إرهاباً. إن محو الصحافيين ليس 'ضرراً جانبياً'، بل هو طلقة تحذير للعالم، وإشارة إلى أن لا حقيقة آمنة ولا شاهد مرحباً به". ونبّهت الرسالة السلطات البريطانية إلى أن "هذه ليست مسألة سياسية، إنها مسألة مبدأ. عندما يُقتل الصحافيون دون عقاب، يزداد العالم ظلمة. يقع على عاتق الحكومات واجب ضمان عدم حدوث ذلك". 

القتل والألم يلاحقان صحافيي غزة

استُشهد 232 من صحافيي غزة والعاملين في قطاع الصحافة والإعلام على يد قوات الاحتلال، بالإضافة إلى أفراد من عائلاتهم، وتعريضهم للملاحقة والتهجير والتجويع، وقطع سبل التغطية من كهرباء وإنترنت واتصالات، وقصف لمقار عملهم وبيوتهم. هذا بينما تواصل سلطات الاحتلال منع دخول الصحافة الدولية إلى القطاع، خشية انكشاف جرائمه أمام عدسات الكاميرا، ووصل به الأمر حدّ تهديد الإعلام الدولي الذي رافق إلقاء المساعدات بوقف هذه المساعدات إذا ما صوّرت كاميراته الخراب في القطاع من الأعلى.




## سفيان فيغولي مفاجأة ناد عراقي في ميركاتو الصيف
05 August 2025 01:09 PM UTC+00

أعلن نادي أمانة بغداد عن صفقة قوية ومفاجأة كبيرة في ميركاتو صيف 2025، بالتعاقد مع النجم الجزائري، سفيان فيغولي (35 سنة)، ليبدأ اللاعب فصلاً جديداً في مسيرته الكروية في بطولة الدوري العراقي الممتاز.

وأعلن نادي أمانة بغداد في بيان رسمي، الثلاثاء، التعاقد رسمياً مع سفيان فيغولي في صفقة مفاجئة وذكر: "الصفقة التي خطفت الأنظار، من الملاعب الأوروبية إلى قلب العاصمة، سفيان فيغولي نجم فالنسيا الإسباني، صانع ألعاب ويستهام الإنكليزي، وأحد أبرز نجوم منتخب الجزائر، ينضم رسمياً إلى صفوف أمانة بغداد. نكتب فصلاً جديداً في تاريخ الكرة العراقية، بوصول نجم بحجم فيغولي إلى دورينا. فترقبوا المتعة، والمهارة، والخبرة في ملاعبنا".

وسبق للنجم الجزائري أن لعب مع نادي غرينوبل الفرنسي بين سنتي 2006 و2010، ثم احترف مع نادي فالنسيا الإسباني بين سنتي 2010 و2016، وبعدها مع نادي ألميريا الإسباني لموسم واحد، ثم انتقل إلى نادي ويستهام يونايتد الإنكليزي ولعب معه موسم 2016-2017، ثم احترف مع نادي غلطة سراي التركي ولعب معه بين سنتي 2017 و2022، لينتقل بعد ذلك ويخوض تجربة مع نادي فاتح كاراجورموك التركي على سبيل الإعارة ولعب معه 34 مباراة بين سنتي 2023 و2024.



يُذكر أن النجم الجزائري يُعد من بين أبرز نجوم منتخب الجزائر في السنوات الماضية، وظهر بمستويات مُميزة مع الأندية التي احترف معها خلال مسيرته، وكذلك خلال فترة تمثيله لمنتخب الجزائر، الذي خاض معه 76 مباراة دولية وسجل 19 هدفاً، وستفتح تجربته الجديدة مع النادي العراقي الباب مجدداً لكي يظهر فيغولي في الملاعب العربية والآسيوية وتقديم المتعة للجماهير التي ستحضر في المدرجات.






## كأس آسيا لكرة السلة: فوز الأردن وخسارة العراق
05 August 2025 01:35 PM UTC+00

شهد اليوم الأول من بطولة كأس آسيا لكرة السلة 2025، فوز منتخب الأردن على منافسه منتخب الهند، ليبدأ النشامى البطولة الآسيوية بقوة، في وقت بدأ منتخب العراق رحلته بخسارة أمام منتخب نيوزيلندا القوي، بينما سيفتتح منتخب السعودية مشواره بمواجهة الصين، مساء الثلاثاء. 

وبدأ منتخب العراق، الثلاثاء، رحلته في بطولة كأس آسيا لكرة السلة 2025، بالخسارة أمام منتخب نيوزيلندا، وكانت البداية للفائز بالتفوق في الربع الأول (24-16)، ليعود ويقلب المنتخب العراقي الطاولة في الربع الثاني بمستوى قوي ويتفوق (27-18)، إلا أن الربع الثالث شهد تفوقاً واضحاً لنيوزيلندا بـ (21-18)، ثم انهار منتخب "أسود الرافدين" في الربع الرابع الأخير بـ (37-17)، ليخسر في المواجهة بفارق كبير (100-78). 

في المقابل، فاز منتخب الأردن، الثلاثاء، على منتخب الهند (91-84)، وبدأ منتخب النشامى المواجهة بالفوز في الربع الأول (18-14)، ثم خسر الربع الثاني (24-20)، وعاد وصحح الأمور بسرعة في الربع الثالث وتفوق (22-17)، ولكن المنتخب الهندي عاد بقوة في الربع الرابع وتفوق (25-20)، ليذهب المنتخبان إلى شوط إضافي من أجل حسم هوية الفائز في المباراة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة في بطولة كأس آسيا لكرة السلة 2025، والتي عرف منتخب النشامى كيف يحسمها لمصلحته (11-4). 

 

وسيخوض منتخب عربي ثالث أولى مبارياته في البطولة الآسيوية مساء الثلاثاء (في تمام الساعة السادسة بتوقيت القدس المحتلة)، إذ ستواجه السعودية منتخب الصين في مواجهة قوية ضمن منافسات المجموعة الثالثة، التي تتنافس فيها منتخبات الأردن والسعودية والهند والصين من أجل حجز بطاقة التأهل المباشرة من المركز الأول، وبطاقتي التأهل إلى التصفيات من المركزين الثاني والثالث.
 




## الاتحاد الأوروبي يتوقع اضطراب العلاقات التجارية مع أميركا
05 August 2025 01:35 PM UTC+00

قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي لوكالة رويترز، اليوم الثلاثاء، إن التكتل لا يزال يتوقع بعض الاضطرابات في العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة، لكنه يعتقد أن لديه وثيقة تأمين جيدة تتمثل في الاتفاق المبرم من 27 يوليو/ تموز الماضي والذي يغطي معظم السلع التي يصدرها إلى الولايات المتحدة برسوم جمركية حدها الأقصى 15 بالمائة.

وأضاف المسؤول الذي لم تذكر الوكالة اسمه، "نتوقع المزيد من الاضطرابات، لكن لدينا وثيقة تأمين واضحة، هي رسوم جمركية بنسبة 15 بالمائة في كل المجالات، وإذا لم تلتزم الإدارة الأميركية بها، فلدينا الوسائل اللازمة للرد على ذلك". وتابع أن "الوضع يتطلب إدارة ومتابعة، لم نحل كل شيء دفعة واحدة، لكن لدينا أساسا قويا، لقد غيرنا نهج التعامل مع الولايات المتحدة بشكل جذري، هناك آخرون في وضع أسوأ بكثير".

يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه مفوض الاتحاد الأوروبي للتجارة ماروش شفتشوفيتش، اليوم الثلاثاء، إنه على اتصال مع المسؤولين الأميركيين هوارد لوتنيك وجيميسون غرير لبدء العمل بالاتفاقية التجارية الإطارية التي جرى التوصل إليها في يوليو/ تموز.

وأظهر مسح أمس الاثنين تراجع معنويات المستثمرين في منطقة اليورو على نحو غير متوقع في أغسطس/ آب في أحد المؤشرات الأولى على أن مجتمع الأعمال غير راضٍ عن اتفاق التجارة الجديد المبرم بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وسجل مؤشر سنتكس لمنطقة اليورو تراجعاً في أغسطس/ آب، إذ انخفض إلى -3.7 من 4.5 نقاط في الشهر السابق، منهيا بذلك سلسلة من المكاسب استمرت ثلاثة أشهر. وقال مانفريد هوبنر المدير العام لشركة سنتكس في بيان "اتفاق الرسوم الجمركية أثبت أنه يضعف معنويات المستثمرين".

وأضاف هوبنر أن المعنويات في ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، تأثرت بشدة بسبب الاتفاق، الذي سيتطلب إعادة تفكير من قبل الحكومة في برلين. وانخفض المؤشر العام لمعنويات المستثمرين في ألمانيا إلى -12.8 في أغسطس/ آب من -0.4 في يوليو/ تموز، منهياً أيضاً ثلاثة أشهر من المكاسب.







وعبّر وزير المالية الألماني لارس كلينغبايل عن خيبة أمله بشأن المفاوضات الجمركية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، قائلاً للصحافيين خلال زيارته لواشنطن أمس الاثنين: "أعتقد أننا كنا ضعفاء جدًا. ولا يمكننا أن نكون راضين عن النتيجة التي تم التوصل إليها"، وأضاف أنه يجب إعادة النظر في ما تمخضت عنه النقاشات التي جرت خلال الأسابيع الماضية. وأعرب عن أمله في استثناءات لصالح قطاع الصلب الألماني. وقال إنه يرغب خلال هذه الزيارة في مناقشة نظام الحصص فيما يخص تجارة هذا المعدن، بحيث يُسمح بتصدير كميات معينة من خام الصلب إلى الولايات المتحدة إما برسوم جمركية منخفضة أو بدون أي رسوم إضافية.



وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية، أمس الاثنين، إن الاتحاد الأوروبي سيعلق حزمتي التدابير المضادة للرسوم الجمركية الأميركية التي كان من المفترض تطبيقها بعد غد الخميس، لمدة ستة أشهر بعد الاتفاق الذي أبرم مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتنقسم الرسوم الجمركية المضادة إلى جزأين أحدهما رداً على الرسوم الجمركية الأميركية على الصلب والألومنيوم، والآخر على الرسوم الجمركية الأساسية ورسوم السيارات التي فرضها ترامب.

وقال عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، كريستودولوس باتساليدس أول من أمس الأحد، إن اقتصاد منطقة اليورو يواصل الصمود أمام التحديات الجيوسياسية الحالية. وأضاف باتساليدس أن "المخاطر الجيوسياسية، وعدم الاستقرار الجيوسياسي، والحروب التجارية" جعلت صانعي السياسات "أكثر تحفظاً في توقعاتهم"، مشيراً إلى أن "المستقبل أصبح الآن غامضاً للغاية". وقدّرت وكالة بلومبيرغ الشهر الماضي أن يُكلف هذا الاتفاق منطقة اليورو انكماشاً بنسبة 0.4% من الناتج المحلي خلال السنتين إلى الثلاث المقبلة.

 ويستعد الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع لاستقبال قرارات تنفيذية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تتعلق بتخفيض الرسوم الجمركية على السيارات الأوروبية ومنح إعفاءات محدودة لبعض السلع الصناعية، أبرزها قطع غيار الطائرات، وفقاً لما نقلت "بلومبيرغ" عن مصادر مطلعة على سير المفاوضات، إذ من المتوقع أن يصدر الجانبان بياناً مشتركاً يوضح الالتزامات السياسية التي جرى الاتفاق عليها خلال لقاء سابق بين ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، فيما لم تُحدد بعد الصيغة القانونية التفصيلية التي ستتخذها هذه الإجراءات، إذ تبقى بيد الإدارة الأميركية، علماً أن الشيطان يكمن في التفاصيل.








وحذّر صندوق النقد الدولي في يوليو/ تموز الماضي من أن النمو الاقتصادي العالمي يواجه تباطؤاً ملحوظاً في عام 2025، نتيجة الضغوط الناتجة عن السياسات الحمائية، خصوصاً الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رغم بوادر مرونة محدودة في بعض المؤشرات. ونقلت بلومبيرغ عن كبير الاقتصاديين في الصندوق، بيار أوليفييه غورينشاس، قوله في مؤتمر صحافي: "قد تكون صدمة التجارة أقل حدة مما كان يُخشى، لكنها لا تزال كبيرة، وهناك أدلة متزايدة على أنها تضر بالاقتصاد العالمي. البيئة التجارية الحالية لا تزال محفوفة بالمخاطر".









(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)




## "يونيسف": أكثر من 600 ألف طفل سوري يعانون سوء التغذية الحاد
05 August 2025 01:39 PM UTC+00

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" عودة نحو 1.6 مليون نازح سوري من الداخل إلى مناطقهم الأصلية منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2024، مشيرةً إلى أنّ أكثر من نصفهم هم من الأطفال. وقالت المنظمة في تقريرها بشأن الوضع في سورية خلال النصف الأول من العام الجاري، الذي نُشر أمس الاثنين، إنّ هناك 16.5 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات الإنسانية في سورية، بينهم 7.4 ملايين طفل.

وحذّرت المنظمة من أن استمرار النزاع، والألغام، والجفاف، والتدهور الاقتصادي، كلها عوامل تفاقم الأوضاع، خصوصاً في الشمال الشرقي والجنوب. وبحسب بيانات المنظمة، فإن أكثر من 600 ألف طفل سوري دون سن الخامسة، يعانون من سوء التغذية الحادّ، بينهم 177 ألف يعانون من "الهزال الشديد".

ونبّهت "يونيسف" إلى أن سورية تمرّ بأسوأ موجة جفاف منذ 36 عاماً، ما أدّى إلى انخفاض محصول القمح، وتعطّل إمدادات المياه. وأشارت إلى أنّ الزراعة بدورها تضرّرت، إذ تراجع متوسط الهطولات المطرية بنسبة 54%، خصوصاً في الحسكة، وحلب، والرقة، ما أدّى إلى عجز في محصول القمح يُقدّر بـ 2.73 مليون طن متري.



ولفت تقرير المنظمة كذلك إلى تضرّر 8.5 ملايين شخص من نقص المياه، منهم 1.8 مليون بشكل حادّ، مؤكداً أن ذلك يزيد من خطر سوء التغذية وتفشّي الأمراض، مثل الإسهال المائي الحادّ. ووفق التقرير، شهدت سورية منذ مطلع عام 2025 وحتى 30 يونيو/ حزيران الماضي نحو 493 حادثة متعلقة بالذخائر المتفجرة، أسفرت عن مقتل 390 شخصاً وإصابة 536 آخرين، بينهم 108 أطفال لقوا حتفهم و205 أُصيبوا بجروح. وقالت المنظمة إن نداءها الإنساني لعام 2025 لم يُموّل إلا بنسبة 25% من أصل 488 مليون دولار أميركي، ما يهدّد استمرارية الخدمات الأساسية. وأكد التقرير أن ربع السوريين تحت خط الفقر المدقع، وثلثي السكان تحت خط فقر الدخل المتوسط.




## محاصرون في الفاشر السودانية... مجاعة وقصف وكوليرا
05 August 2025 01:39 PM UTC+00

يعاني مئات آلاف المحاصرين في آخر معقل للجيش السوداني في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب)، من نفاد الطعام ويتعرضون لقصف مدفعي متواصل وهجمات بطائرات مسيَّرة، بينما يواجه الفارون خطر الإصابة بالكوليرا والاعتداءات العنيفة. وقال أحد السكان: "الظروف صعبة. تقصف قوات الدعم السريع الفاشر في الصباح والمساء. خدمات الكهرباء والإنترنت معدومة، وتوقفت كل المخابز، وهناك ندرة في العلاج والأدوية. رفعت الأوضاع السيئة نسبة الموت وزادت مساحة المقابر في الفاشر، ونطالب العالم بإنهاء الحصار فالناس تموت يومياً من المرض والجوع وإصابات الحرب".

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في إبريل/نيسان 2023، وحققت قوات الدعم السريع مكاسب سريعة وسط السودان، من بينها العاصمة الخرطوم، ثم أجبرها الجيش على التقهقر غرباً هذا العام، ما صعّد القتال في الفاشر التي قد يمنح سقوطها قوات الدعم السريع السيطرة على كامل منطقة دارفور الشاسعة والمحاذية للحدود مع ليبيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان، ما يمهد لانقسام السودان بحسب ما يقول محللون.

وتضم الفاشر مئات آلاف السكان والنازحين المحاصرين فيها مع الجيش وحلفائه، ويعيش كثيرون في مخيمات تعاني من المجاعة. وقالت طبيبة طلبت عدم ذكر اسمها خوفاً على سلامتها: "الجوع مشكلة أكبر من القصف. الصغار والكبار لديهم سوء تغذية". وقال سكان في المنطقة إن قوات الدعم السريع تمنع وصول الإمدادات الغذائية، وتهاجم قوافل المساعدات الإنسانية التي تحاول الوصول إلى المدينة، لذا تتجاوز أسعار السلع التي يهربها تجار خمسة أضعاف أسعارها الفعلية.

وروى سكان أن كثيرين يتناولون التبن أو الأمباز، وهو نوع من علف الحيوانات مصنوع من قشور الفول السوداني، فيما ذكرت منظمة لحقوق الإنسان أن حتى الأمباز بدأ ينفد. وقد لجأ العديد من السكان الفارين من الفاشر إلى مدينة طويلة التي تبعد نحو 60 كيلومتراً غرباً. وذكر بعضهم أن مجموعات من مقاتلي قوات الدعم السريع هاجمتهم على طول الطريق، وقالت إنعام عبد الله (19 عاماَ): "عدنا إلى منطقتنا في قرية شقرا كي نهرب ونصل إلى طويلة، فهاجمتنا قوات الدعم السريع مجدداً. وقد أتعبونا جداً وسألونا أين الأسلحة أين الرجال، وقالوا لنا أنتم فلنقايات (عبيد)". أضافت: "إذا وجدوا شخصاً لديه هاتف خلوي فقد يأخذونه منه، وأيضاً المال وحتى حمار أو أي شيء، وهم يقتلون الناس علناً ويغتصبون البنات".

وكشفت منظمة "محامو الطوارئ" لحقوق الإنسان عن مقتل 14 وجرح عشرات على الأقل خلال فرارهم من الفاشر، علماً أن طويلة تستضيف أكثر من نصف مليون نازح وصل معظمهم في إبريل الماضي حين كثفت قوات الدعم السريع هجومها على الفاشر ومخيم زمزم للنازحين جنوب المدينة.

ولا تتوفر في طويلة إلا القليل من المساعدات أو المأوى، إذ تعاني المنظمات الإنسانية من ضغوط بسبب خفض المساعدات الخارجية. وقال أشخاص يوجدون فيها إنهم يتلقون كميات قليلة غير كافية من حبوب الذرة الرفيعة والأرز.



ويشهد السودان حالياً ذروة موسم الأمطار الذي أدى، إلى جانب تدهور الظروف المعيشية وضعف خدمات الصرف الصحي، إلى تفشي وباء الكوليرا. وقال متحدث باسم منظمة "أطباء بلا حدود": "عالجت المنظمة 2500 إصابة بالكوليرا منذ منتصف يونيو/ حزيران الماضي، وتوفي نحو 52 بالمرض وفقاً للجنة التنسيقية للنازحين التي تعمل في أنحاء دارفور. وسيستغرق وصول اللقاحات اللازمة لوقف تفشي المرض، إذا توفرت، بعض الوقت بسبب هطول الأمطار".

وخلص تقييم أجراه المجلس النروجي للاجئين إلى أن 10 في المائة فقط من الناس في منطقة طويلة يستطيعون الحصول على مياه نظيفة في شكل منتظم، وأن قليلين يستطيعون الوصول إلى مراحيض، ومعظم الأسر أفادت بأن أفرادها يتناولون وجبة واحدة يومياً أو أقل.

وفي وقت جلست في مأوى من قش غير مسقوف، قالت هدى علي، وهي أم لأربعة أطفال: "ليس لدينا بيوت للمطر ولا نملك مشمعات. ننتظر توقف المطر كي ينام الأطفال. وأنا أحرص على أن يغسل أطفالي أيديهم جيداً، وألا يتناولوا إلا طعاماً يُطهى بالكامل لضمان سلامتهم". والشهر الماضي، دعت الأمم المتحدة إلى وقف القتال في الفاشر لأغراض إنسانية مع بدء موسم الأمطار، لكن قوات الدعم السريع رفضت ذلك.

(رويترز)




## واشنطن بوست: خلاف كبير في البنتاغون حول المناصب والبيت الأبيض يتدخل
05 August 2025 01:44 PM UTC+00

كشفت صحيفة واشنطن بوست عن نزاع جديد في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عندما حاول رئيس موظفي وزير الدفاع بالإنابة (قائم بأعمال رئيس أركان وزير الدفاع) ريكي بوريا، إقالة منسق البيت الأبيض في البنتاغون ماثيو ماكنيت (وظيفته تنسيق سياسة شؤون الموظفين)، ما أدى إلى تدخل البيت الأبيض في هذا الخلاف غير المعتاد ورفض قرار بوريا، واصفاً الأمر بأنه "نزاع غير عادي يمثل أحدث مثال على الصراع الداخلي بين طاقم يعاني من انعدام الثقة وتزايد الخلافات".

واعتبرت الصحيفة أن الصدام نابع من إحباط رئيس موظفي وزير الدفاع بالإنابة لمعارضة البيت الأبيض محاولته ملء بعض المناصب في مكتب وزير الدفاع، وأنه جاء تزامناً مع رفض البيت الأبيض السماح له بتولي منصب رئيس الأركان بشكل دائم، مضيفة أن الخلاف يبدو أنه قد يؤثر في الاتفاق بين وزير الدفاع بيت هيغسيث والبيت الأبيض الذي سمح بتولى بوريا منصب رئيس الأركان بشكل غير رسمي بعد رفض مرشحين آخرين قبول المنصب.

بوريا عقيد متقاعد حديثاً من سلاح مشاة البحرية، ويشغل منصب رئيس الأركان بشكل غير رسمي منذ إبريل/نيسان الماضي، بعد أن قرر جو كاسبر الذي اختاره هيغسيث في البداية لهذا المنصب أن يغادر باختياره للعودة إلى العمل في عالم الشركات. وهذا النزاع هو الأحدث في سلسلة من الخلافات التي شهدها البنتاغون خلال الستة أشهر الماضية منذ عودة الرئيس دونالد ترامب، التي استدعت تدقيقاً في الكونغرس على إثر خلافات شخصية وإقالة مفاجئة. وذكرت الصحيفة أن بوريا كان محور هذه الاضطرابات، وأنه يسعى لعزل وزير الدفاع عن كبار مستشاريه الآخرين وفرض سيطرته على الشؤون الداخلية في البنتاغون.



وقالت الصحيفة إنه ليس من الواضح ما إذا كان وزير الدفاع قد دعم أو وافق على محاولة رئيس موظفيه إقالة منسق البيت الأبيض من البنتاغون أو أنه يعرف مسبقاً حدود النفوذ، مضيفة أن المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل رفض الرد على الأسئلة عن الأمر، وأصدر بياناً قلل فيه من شأن الخلافات الداخلية، وقال: "عندما لا تجد وسائل الإعلام الكاذبة ما تنقله للشعب الأميركي، فإنها تلجأ للشائعات".

وعلقت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، في بيان للصحيفة بأن الرئيس ترامب يدعم وزير الدفاع وجهوده لإعادة التركيز على المقاتلين في البنتاغون، مضيفة أن 90% من التعيينات السياسية قد شغلت، وأن جميع الموظفين، بمن فيهم منسق البيت الأبيض بالبنتاغون، يعملون لضمان أن يكون الجيش الأميركي هو القوة القتالية الأكثر فتكاً في العالم. ولم يشر البيان إلى رئيس موظفي وزير الدفاع.




## حملة أمنية تستهدف تجار مخدرات في يبرود بريف دمشق
05 August 2025 02:05 PM UTC+00

شهدت مدينة يبرود في ريف دمشق، حملة أمنية واسعة ضد تجار المخدرات تخللها فرض حظر للتجول واشتباكات مسلحة. وأعلن الأمن الداخلي فرض حظر تجول في يبرود انتهت في الساعة الثامنة، صباح اليوم الثلاثاء، وتزامن إعلان فرض التجول مع سلسلة مداهمات طاولت أماكن لتجارة المخدرات عقب عمليات استخبارية مكثفة. وبحسب قناة الإخبارية السورية، اندلعت الاثنين اشتباكات مسلحة بين القوى الأمنية وعصابات المخدرات، قبل أن تتمكن القوات من السيطرة على الموقف والقبض على عدد من المتورطين.

وتشهد سورية، منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، تصعيداً لافتاً في الحملات الأمنية التي تستهدف تجّار المخدرات ومروّجيها، ولا سيّما على الحدود مع لبنان والعراق والأردن. ووفق بيانات وزارة الداخلية، نجحت هذه الحملات في تقليص حجم عمليات التهريب على نحوٍ ملموس خلال الأشهر الماضية. وكانت وزارة الداخلية السورية قد أعلنت، الأربعاء الماضي، تنفيذ عملية أمنية نوعية أدت إلى ضبط مليون وثلاثمئة وخمسين ألف حبّة مخدّرة من نوع "كبتاغون"، كانت معدّة للتهريب خارج البلاد، وذلك بالتعاون والتنسيق مع وزارة الداخلية العراقية. 



وفي سياق منفصل، نظّم عدد من أصحاب محال وشركات الصرافة في مدينة إدلب شمال غربي سورية، اليوم الثلاثاء، وقفة احتجاجية رفضاً للإجراءات الأخيرة التي بدأت الضابطة العدلية التابعة لمصرف سورية المركزي بتنفيذها ضمن إطار تنظيم القطاع المالي. واشتكى المحتجون من سوء المعاملة التي تعرضوا لها عقب مراجعتهم ووصفوا القرارات بالجائرة، معبّرين عن تخوفهم من تأثير هذه الخطوات في عملهم اليومي، وسط شكاوى من أسلوب التعامل معهم خلال عمليات التدقيق والمراجعة.

وبدأ موظفون من المصرف المركزي حملة تدقيق واسعة على تراخيص مكاتب الصرافة ومزاولي المهنة في إدلب، مع ملاحقة تداول العملات خارج الأطر الرسمية، وتشديد الرقابة على نظام الحوالات المالية، ومنع التعامل بصناديق الاعتماد، إضافة إلى فرض معايير صارمة لتوثيق بيانات العملاء.




## كريستيانو رونالدو وزيدان بفريق واحد في المكسيك... ما القصة؟
05 August 2025 02:38 PM UTC+00

أثار نادي شيفاس غوادالاخارا المكسيكي موجة من التفاعل الواسع خلال الساعات الماضية، بعدما ضمّت تشكيلته أربعة لاعبين يحملون أسماء مستوحاة من أساطير كرة القدم، أبرزهم كريستيانو رونالدو وزين الدين زيدان، ولم يمر ظهور أسماء بهذا الحجم، المرتبطة بنجمَي ريال مدريد السابقين، مرور الكرام، إذ أثار الكثير من التساؤلات، لكن سرعان ما تبيّن أن الأمر لا يتعلق بالأسطورتين نفسيهما، بل بشبان صاعدين ورثوا أسماءهم بفعل شغف آبائهم بالكرة العالمية، ليحوّلوا القوائم الرسمية إلى مادة طريفة انتشرت على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وكشف شيفاس غوادالاخارا، أحد أعرق الأندية المكسيكية وأكثرها تتويجاً، عن قائمته الرسمية للموسم الكروي الجديد، الذي انطلق في 11 يوليو/تموز الماضي، وبينما كان الجميع ينتظر أسماءً معتادة، ظهرت أسماء غريبة مألوفة لعشاق الكرة الأوروبية، تحديداً لجماهير ريال مدريد الإسباني، فقد ضمت القائمة كريستيانو رونالدو روخاس فيدال (16 عاماً)، وزين الدين "سيدان" هيرنانديز كيسادا (18 عاماً)، ولا توجد علاقة لهما فعلياً بالأسطورتين، بل مجرد تشابه أسماء.

وذكر موقع فوت ميركاتو الفرنسي، أمس الاثنين، أن اللاعب "سيدان" ليس جديداً على الأضواء، إذ سبق أن تصدّر اسمه عناوين وسائل الإعلام العالمية، وذلك بعدما اختار والده تسميته تكريماً للنجم التاريخي لمنتخب فرنسا، زين الدين زيدان، وقال في تصريح سابق: "كنت ألعب كرة القدم في المكسيك، وكنت دائماً أحب فرنسا والبرازيل، وزيدان كان لاعبي المفضل، أما عن سبب كتابة الاسم بـ(س) بدلاً من (ز)، فهو خطأ من الموظف في السجل المدني وقت تسجيل الاسم".



ولم تقف المفارقة عند رونالدو وسيدان، بل امتدت لتشمل أسماء أسطورية أخرى، حيث ضمت التشكيلة أيضاً روبينيو روميرو كينتيرو (19 عاماً)، وروبرتو كارلوس ألفارادو هيرنانديز (26 عاماً)، وهي أسماء أعادت للأذهان ذكريات جيل ذهبي من نجوم المستديرة، لكنها هذه المرة تجسدت في شباب موهوبين يحملون أسماءً ثقيلة، وسط موجة من التعليقات الطريفة على مواقع التواصل، التي رأت في الأمر مزيجاً من التقدير والتقليد غير المقصود لأساطير لن تُنسى.


: Mexican club Chivas de Guadalajara have the following players on their club:

• Cristiano Ronaldo Rojas Vidal

• Zinedine Sidane Hernández Quezada

• Ángel Robinho Romero Quintero

• Roberto Carlos Alvarado Hernández pic.twitter.com/MvRV924O0h
— The Touchline | (@TouchlineX) August 3, 2025






## تشلسي يحدّد المغادرين ويعلن ملامح قائمته النهائية للموسم المقبل
05 August 2025 02:48 PM UTC+00

بدأ نادي تشلسي رسمياً حسم ملامح تشكيلته النهائية لموسم 2025-2026، عبر استبعاد مجموعة من اللاعبين من واجهة الفريق الأول، تمهيداً لبيعهم أو إعارتهم، وهو ما تجلى بوضوح من خلال غياب تسعة لاعبين عن قسم الفريق في الموقع الرسمي للنادي، يتقدّمهم الإنكليزيان: رحيم سترلينغ (30 عاماً) وبن تشيلويل (28 عاماً).

وأشارت صحيفة ذا الصن البريطانية، أمس الاثنين، أن هذه الخطوة تزامنت مع مفاوضات متقدمة لرحيل عدد من لاعبي الوسط الذين لا يدخلون ضمن خطط المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا (45 عاماً)، ويأتي في مقدمة اللاعبين المتوقع رحيلهم:  الإنكليزي كيرنان ديوسبري-هول (26 عاماً)، الذي يحظى باهتمام من نادي إيفرتون، إذ بدأت المفاوضات بين الطرفين، مع توقعات بوصول قيمة الصفقة إلى نحو 30 مليون يورو. كذلك وافق تشلسي على بيع الفرنسي ليزلي أوغوتشوكوو (21 عاماً) لبيرنلي بعقد يمتد لخمس سنوات، فيما يواصل الإنكليزي كارني تشوكويميكا (21 عاماً) التفاوض مع بوروسيا دورتموند لانتقال دائم بعد فترة إعارة ناجحة.

وتشمل قائمة اللاعبين الذين لا يملكون ملفاً شخصياً في موقع النادي كلاً من: الفرنسي أكسيل ديساسي (27 عاماً)، البرتغالي ريناتو فيغا (21 عاماً)، الإنكليزي ألفي جيلكريست (20 عاماً)، الألباني أرماندو بروخا (23 عاماً)، والإيفواري دافيد داترو فوفانا (22 عاماً)، الذي لم يُقنع الطاقم الفني رغم عودته المبكرة من إعارة في تركيا بسبب الإصابة. بذلك، يوجّه النادي رسالة صريحة بأن هؤلاء اللاعبين خارج مشروع الموسم الجديد، ويجب عليهم البحث عن وجهات جديدة قبل إغلاق سوق الانتقالات في الأول من سبتمبر.

في المقابل، أعلن تشلسي قائمته الرسمية التي تضم 31 لاعباً في الفريق الأول، يتوزعون بين ثلاثة حراس مرمى، أحد عشر مدافعاً، سبعة لاعبي وسط، وعشرة مهاجمين، من ضمنهم الصفقات الجديدة مثل البرازيلي  جواو بيدرو (23 عاماً) والبرتغالي بيدرو نيتو (25 عاماً). كذلك استعان النادي بعدد من المواهب الشابة الصاعدة، إلى جانب استمرار ستة لاعبين في الإعارة، في خطوة تهدف إلى تقليص العدد الكبير في التعداد البشري للنادي، الذي تجاوز 47 لاعباً مع بداية الصيف.



من خلال هذه التحركات الحاسمة، يبدو أن تشلسي يسعى لوضع حد للفوضى التي ميّزت مواسمه الأخيرة من حيث تضخم التشكيلة، ويطمح إلى بدء الموسم الجديد بتوازن فني ومالي أكثر استقراراً، يمنح المدرب هامشاً أوضح وهدوءاً أكبر لبناء فريق متجانس.




## الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم: لسنا موافقين على أي اتفاق غير الاتفاق الموجود بين الدولة اللبنانية والكيان
05 August 2025 02:54 PM UTC+00





## قاسم: في لبنان أي جدول زمني يُعرض لينفذ تحت سقف العدوان الإسرائيلي لا يمكن أن نوافق عليه
05 August 2025 02:54 PM UTC+00





## أياكس يردُّ الاعتبار لنجمه الصاعد وزان بعقد طويل الأمد
05 August 2025 02:59 PM UTC+00

أعلن نادي أياكس أمستردام الهولندي لكرة القدم، أمس الاثنين، تعاقده رسمياً مع الموهبة المغربية، عبد الله وزان (16 عاماً)، بعقد يمتد حتى 30 يونيو/حزيران من عام 2028، في رد فعل على فشل انضمامه إلى نادي ريال مدريد الإسباني في مرحلة الانتقالات الصيفية الحالية. 

ونجح النادي الهولندي في إقناع نجم منتخب المغرب تحت 17 سنة بتمديد عقده، بعد أسابيع قليلة من تعثر صفقة انضمامه إلى ريال مدريد بحجة فشله في الفحص الطبي الذي خضع له. وقرر نادي أياكس أمستردام رد الاعتبار للاعب بعقد طويل الأمد، في خطوة تجسد الثقة الكبيرة التي يوليها له النادي، وهي أيضاً رسالة دعم صريحة له لكي يتجاوز صدمة فشل انتقاله إلى الفريق الملكي. 

وفي هذا الإطار، أبدى مدير كرة القدم في أياكس أمستردام الهولندي، مارين بويكر، ارتياحه لإتمام صفقة التعاقد مع عبد الله وزان، وقال: "نحن سعداء جداً بتمديد عقده، فهو لاعب وسط هجومي مبدع، وله قدرة خارقة في تسجيل الأهداف وصناعتها، كذلك يمتلك ميزة المراوغة والتمرير والربط بين الخطوط، ونحن واثقون من تألقه وإظهار مهاراته مع فريق الشباب خلال الموسم القادم". 



وكان عبد الله وزان على وشك توقيع العقد مع نادي ريال مدريد في مرحلة الانتقالات الحالية، بغرض تدعيم صفوف الفريق الرديف "كاستيا"، قبل أن تتوقف الصفقة فجأة بعد تقارير تفيد بأنه لم يجتز الفحص الطبي بنجاح، ما أثار علامات استفهام كبيرة حول صحة ادعاءات إدارة النادي الملكي. وجدير بالذكر أن النجم المغربي الموهوب، الذي ينحدر من أبوين مغربيين، ساهم بأهدافه الرائعة في تتويج منتخب المغرب للناشئين بلقب بطولة كأس أمم أفريقيا في إبريل/نيسان الماضي، ما جعله محط أطماع أندية أوروبية عملاقة، لكنه اختار ريال مدريد الإسباني، من دون أن يدرك أن هذه الصفقة ستتبخر في آخر لحظة.




## هل سيضم مولودية الجزائر مهاجماً فرنسياً؟ إليكم الحقيقة
05 August 2025 03:04 PM UTC+00

يواصل نادي مولودية الجزائر العمل على تعزيز صفوفه خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، تحضيراً للموسم الجديد الذي تنتظره فيه تحديات وطنية وقارية كبيرة، وفي مقدّمتها دوري أبطال أفريقيا.

وبعد إعلان صفقة التعاقد مع الحارس الدولي الجزائري، ألكسيس قندوز (29 عاماً)، بعقد يمتدّ لموسمين، تتجه أنظار الجماهير نحو باقي المراكز التي تسعى الإدارة إلى تدعيمها، على غرار مركز قلب الهجوم، مع تداول العديد من الأسماء من بينها الفرنسي، إينزو كريفيلي (30 عاماً). وتداولت مواقع فرنسية، من بينها موقع "فوت ميركاتو"، أمس الاثنين، خبراً مفاده وجود اهتمام من بطل الدوري الجزائري في آخر موسمين، بالمهاجم الفرنسي إينزو كريفيلي، الذي أنهى ارتباطه مؤخراً مع نادي سيرفيت جنيف السويسري، غير أن مصدر "العربي الجديد" في نادي المولودية، الذي فضّل عدم ذكر هويته، نفى هذه المعلومات، وأكد أن اسم كريفيلي لم يُطرح إطلاقاً على طاولة مسؤولي المولودية، سواء من طرف المدير الرياضي أو الطاقم الفني.



ورغم الخبرة الكبيرة التي يملكها اللاعب، من خلال خوضه أكثر من 390 مباراة احترافية سجل خلالها 75 هدفاً وقدم 24 تمريرة حاسمة، فإن اسمه لا يدخل ضمن الخيارات الفنية لفريق مولودية الجزائر، ولا يتناسب مع التوجه العام للإدارة في هذا المركز. ويواصل النادي البحث عن مهاجم جديد، وهناك ملفان قيد الدراسة حالياً دون الكشف عن هوية المعنيين. وتؤكد هذه المعطيات أن إدارة مولودية الجزائر تتعامل بحذر في ملف المهاجم، بهدف التوقيع مع لاعب قادر على تقديم الإضافة المرجوة، وهذا بعد أن فقد الفريق جهود لاعبه الغيني محمد سالي بانغورا (21 عاماً)، الذي تعرّض لإصابة مع بداية التحضيرات الصيفية، ستُبعده عن الملاعب لعدّة أسابيع، في حين تحوم الشكوك حول مستقبل المخضرم أندي ديلور (33 عاماً)، الذي لعب النصف الثاني من الموسم الماضي معاراً إلى مونبولييه الفرنسي.




## مراسل "العربي الجديد": الرئيس الإيراني يعين علي لاريجاني أمينا لمجلس الأمن القومي
05 August 2025 03:05 PM UTC+00





## قاسم: لن يحصل حلّ من دون توافق وهذا موضوع استراتيجي وأساسي
05 August 2025 03:11 PM UTC+00





## قاسم: لينفذوا الاتفاق ونحن ننفذ مصلحتنا في لبنان بالتوافق من خلال المؤسسات والجيش والمقاومة جزء لا يتجزأ من هذا النسيج
05 August 2025 03:11 PM UTC+00





## "أمير" المنهك والجائع قبّل يد جندي أميركي واختفى
05 August 2025 03:13 PM UTC+00

بخطى حافية وملامح أنهكها الجوع والمعاناة، شقّ الطفل الفلسطيني عبد الرحيم الجرابعة طريقه الطويل عبر الأنقاض والخيام، وصولاً إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث تقع مراكز توزيع المساعدات التي باتت تُعرف بـ "مصائد الموت"، أملاً في أن يعود بما يسدّ رمق أسرته النازحة، لكنه اختفى هناك ولم يعُد.

في 28 يوليو/ تموز المنصرم وصل عبد الرحيم (10 أعوام) إلى "مركز مؤسسة غزة الإنسانية" الذي يخضع لإشراف أميركي وإسرائيلي، حيث يرتكب الجيش الإسرائيلي مجازر يومية بحق الفلسطينيين من طالبي المساعدات المجوّعين.

هناك التقط الجندي الأميركي المتقاعد، أنتونيو أفيلار، صورة للطفل الفلسطيني وهو يقبّل يده، في مشهدٍ مؤلمٍ اختصر المأساة الإنسانية التي يعيشها أطفال غزة. أفيلار الذي عمل ضمن الطواقم المشرفة على توزيع المعونات، نشر صورة عبد الرحيم وأطلق عليه لقب "أمير"، لكنه قال لاحقاً إنّه قُتل من جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على طالبي المساعدات عند ذلك المركز.

غير أن والدة عبد الرحيم، سهام الجرابعة، تؤكد لـ"الأناضول" أنّ مصير ابنها لا يزال مجهولاً، رغم مضي أيام طويلة على الحادثة. وتقول: "منذ 28 يوليو وأنا أبحث عنه في كل مكان، توجهت إلى ثلاجات المستشفيات، إلى الصليب الأحمر، لم أترك باباً إلا وطرقته لكن دون جدوى، لم أجد له جثة، ولم يؤكد لي أحد أنه أُصيب أو استشهد، وكأنّ الأرض ابتلعته".



وبعيداً عن إشراف أممي أو دولي، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر "مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية" المعروفة بتواطئها باستدراج طالبي المساعدات وإعدامهم، وهي جهة مدعومة إسرائيلياً وأميركياً، لكنها مرفوضة من الأمم المتحدة.

ومنذ ذلك التاريخ، قتلت إسرائيل ألفاً و516 فلسطينياً، وأصابت 10 آلاف و67 من منتظري المساعدات قرب تلك المراكز، حيث يطلق الجيش الإسرائيلي، وبوتيرةٍ يومية، النار على الفلسطينيين المصطفين للحصول على مساعدات، ما تركهم بين الموت جوعاً أو رمياً بالرصاص، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

وتعيش سهام الجرابعة، والدة عبد الرحيم في خيمةٍ مهترئة جنوب قطاع غزة، إلى جانب حماتها المسنّة وأطفالها الصغار، منذ أن قُتل زوجها بقصفٍ إسرائيلي استهدفه في يناير/ كانون الثاني الماضي. ومنذ ذلك الحين، تحاول الأرملة الفلسطينية أن تلملم جراحها وأسرتها، تجمع بين ألم فقدان الزوج وغموض مصير الابن، واحتياجات أطفالها الذين لا يجدون ما يسدّ رمقهم.

تقول بصوتٍ منكسر: "كل يوم أصلّي وأدعو، ربما يعود عبد الرحيم من الغياب، ويطرق باب خيمتنا من جديد، حاملاً كيس الطحين أو قطعة خبز لأشقائه الجياع". وتتحدّث عنه قائلةً: "عبد الرحيم كان طفلاً جميلاً يفرح بأبسط الأشياء، بعد استشهاد والده، أصبح هو المعين الوحيد لي ولإخوته. كان يخرج ليحاول أن يأتي بشيء نأكله، لكنّه لم يعد".

وكان عبد الرحيم سار نحو 12 كيلومتراً من منطقة النزوح في خانيونس حتى وصل مركز المساعدات شمال مدينة رفح، حافياً، على أمل الحصول على وجبة يسدّ بها جوعه، لكنه اختفى هناك، وسط الزحام والنيران التي استهدفت المجوعين.

وفي شهادته التي نشرتها وسائل إعلام غربية، أبدى أفيلار حزنه لما جرى، وقال إن "أمير" كان يبتسم رغم الجوع، وإنّه لم ينسَ كيف قبّل الطفل يده، ظنّاً أنّه يحمل له طعام النجاة.

اليوم، تواصل سهام البحث عنه وتناشد المنظمات الدولية، وعلى رأسها لجنة الصليب الأحمر، التحقق من مصير نجلها، وتقول: "لا أريد شيئاً، فقط أرشدوني إلى مكانه، هل هو حيّ؟ هل مات؟ أريد أن أدفنه بيديّ إن كان شهيداً". وتتابع بحزنٍ شديدٍ: "لم أكن أعلم أنه توجه إلى مركز المساعدات في ذلك اليوم، وصُدمت حين رأيت صورته وهو يقبّل يد جنديّ أميركي أطلق عليه الجندي اسم أمير". وتردف قائلةً: "كان حافيَ القدمين منهكاً، يحمل كيساً صغيراً فيه قليل من الرز والعدس، وأنا ما زلت أصلّي وأدعو ليلاً نهاراً أن يعود".

وتختم الوالدة المكلومة بكلماتٍ تختصر لوعة قلبها: "أنا أم، لا أطلب من الدنيا سوى عودة عبد الرحيم، حتى إن كان مع الأميركيين، أريد أن أعلم إن كان على قيد الحياة، مجرّد خبر بسيط يُعيد لنا بعض الطمأنينة، إن عاد سأقبّل يده وأفعل له ما يشاء.. فقط أريده أن يعود".



ولم تكشف السلطات الإسرائيلية أو القائمون على "مؤسسة غزة الإنسانية" مصير عبد الرحيم، رغم تداول صورته وشهادات تؤكد وجوده في أحد مراكز توزيع المساعدات قبيل اختفائه.

وتعيش آلاف العائلات الفلسطينية بقطاع غزة حالة من القلق واليأس من جرّاء استمرار فقدان أحبّائها منذ بداية الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسط تضارب الإحصاءات حول أعدادهم، وتزايد المخاوف من أن يكون كثير منهم قضوا تحت الأنقاض أو اختفوا قسرياً.

وفي إبريل/ نيسان 2024، أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأن تقديراته تشير إلى وجود أكثر من 13 ألف فلسطيني مفقودين، إما تحت الركام، أو في مقابر جماعية عشوائية، أو تعرّضوا للاختفاء القسري داخل سجون ومراكز احتجاز إسرائيلية، حيث يرجّح أن بعضهم قُتل داخلها.

فيما قالت منظمة "إنقاذ الطفولة" الدولية في يونيو/ حزيران 2024 إنّ نحو 21 ألف طفل في قطاع غزة يُعدّون في عداد المفقودين، حيث يُعتقد أنّهم دُفنوا تحت الأنقاض، أو اعتُقلوا، أو دُفنوا في مقابر جماعية أو مجهولة.

ومنذ بدء الإبادة الجماعية في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويعٍ بحق فلسطينيّي غزة، حيث شدّدت إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق كلّ المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبّب بتفشّي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".

وخلّفت الإبادة، بدعمٍ أميركي، أكثر من 210 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

(الأناضول)




## مطالبات حقوقية في قضية عبد الرحمن القرضاوي ورفض القمع العابر للحدود
05 August 2025 03:13 PM UTC+00

طالبت 28 منظمة حقوقية عربية ودولية بكشف مصير الشاعر والمعارض المصري عبد الرحمن القرضاوي بعد أكثر من 200 يوم من الإخفاء القسري تلت ترحيله من لبنان إلى الإمارات في 8 يناير/كانون الثاني الماضي، وذلك إثر اعتقاله في بيروت نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ويُعد عبد الرحمن، نجل الشيخ يوسف القرضاوي، صوتاً ناقداً للنظام السياسي المصري بعدما نشر عبر منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة انتقدت "الاستبداد الإقليمي". ورغم أنه يملك الجنسية التركية ويقيم في دول عدة لكنه لم يسبق أن دخل الإمارات، ولا يرتبط بها بأي صفة قانونية.

وبحسب عائلته ومحاميه، فقد أوقف عبد الرحمن يوسف في لبنان بموجب مذكرة مؤقتة أصدرتها الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بناءً على طلب الإمارات على خلفية اتهامه بـ"نشر أخبار كاذبة والإخلال بالأمن العام". ورغم التحذيرات الدولية، رحّلته السلطات اللبنانية قسراً إلى الإمارات، في انتهاك صارخ لمبدأ عدم الإعادة القسرية.

وشوهد عبد الرحمن للمرة الأخيرة خلال زيارة مقتضبة أجرتها عائلته لمنشأة غير رسمية في أبو ظبي، في مارس/آذار الماضي، تحت رقابة أمنية مشددة، ثم لم يحصل منذ ذلك الحين أي تواصل معه، ما اعتبرته المنظمات حالة إخفاء قسري تثير مخاوف جدية على سلامته الجسدية والنفسية، خاصة في ظل سجل الإمارات في انتهاك حقوق المعتقلين السياسيين.

وفي فبراير/شباط الماضي، وجه الفريق المعني بحالات الاختفاء القسري التابع للأمم المتحدة رسالة رسمية إلى الإمارات من دون أن يتلقى أي رد، كما طالب خبراء في الأمم المتحدة بوقف تسليمه وكشف مصيره ومكان احتجازه.

وقدمت المنظمات التي وقعت على البيان، مطالبات عاجلة، أولها إلى السلطات الإماراتية للإفراج عن عبد الرحمن القرضاوي فوراً ومن دون شروط، وإنهاء إخفائه القسري، وضمان سلامته الجسدية والنفسية، والسماح له بالتواصل مع محامٍ وأفراد عائلته وممثلين قنصليين للجمهورية التركية، باعتباره مواطناً تركياً. أيضاً دعت المنظمات في رسالة ثانية الحكومة التركية إلى المطالبة رسمياً بكشف مصير مواطنها عبد الرحمن، وممارسة ضغوط دبلوماسية لضمان الإفراج عنه وتوفير حماية قنصلية له، وايضاً السلطات اللبنانية إلى الاعتراف بأن تسليمه كان تعسفياً وانتهك التزامات لبنان الدولية، والمبادرة دبلوماسياً إلى المطالبة بكشف مصيره، وضمان عدم تكرار تسليم معارضين سياسيين من دون مراجعة قضائية مستقلة.

وطالبت المنظمات جامعة الدول العربية بفتح تحقيق مستقل في دور مجلس وزراء الداخلية العرب في تسهيل ما وصفته بـ"القمع العابر للحدود"، لا سيما عبر استخدام آليات التعاون الأمني المشترك لتسليم المعارضين خارج الأطر القانونية.

ووقّعت على البيان منظمات بارزة عدة، من بينها المنبر المصري لحقوق الإنسان، مركز النديم، المفوضية المصرية للحقوق والحريات، مؤسسة حرية الفكر والتعبير، "هيومينا" لحقوق الإنسان، المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، مركز الخليج لحقوق الإنسان، منظمة العفو الدولية، المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، منظمة القلم الدولية، و"فير سكوير". وأيضاً منظمات من مختلف الدول العربية، منها المنظمة العربية لدعم المجتمع المدني، المفكرة القانونية، الشبكة الأورو-متوسطية للحقوق، منصة اللاجئين في مصر، ومعهد أندلس لدراسات التسامح.

واعتبرت المنظمات أن "قضية عبد الرحمن يوسف تسلّط الضوء على ظاهرة القمع العابر للحدود، وتعاون أنظمة سلطوية إقليمية في مطاردة وملاحقة المعارضين في الخارج، ما ينذر بتحوّل آليات التعاون الأمني إلى أدوات لإسكات الأصوات المعارضة خارج الحدود الوطنية، في تحد مباشر للقانون الدولي وحقوق الإنسان".



ناجي البرنس

وفي السياق أثارت وفاة الدكتور والأكاديمي ناجي البرنس، أستاذ جراحة الفم والوجه والفكين بكلية طب الأسنان بجامعة الإسكندرية، في سجن بدر 3، موجة غضب واسعة في الأوساط الحقوقية المصرية والدولية التي اتهمت السلطات بالتسبب في وفاته نتيجة الإهمال الطبي وسوء ظروف الاحتجاز.

وقد توفي الدكتور ناجي (69 عاماً)، وهو شقيق الدكتور حسن البرنس، محافظ الاسكندرية السابق وأحد القيادات السياسية البارزة والمسجون احتياطياً منذ أكثر من ثلاث سنوات على ذمة قضايا أمن دولة، بعد فترة طويلة من الحبس التعسفي، من دون توجيه تهم رسمية له. وأشارت تقارير حقوقية إلى أنه حُرم من الرعاية الطبية الضرورية، وتدهورت حالته الصحية في شكل ملحوظ.

ودانت منظمات حقوقية عدة، من بينها مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان، الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، ومركز الشهاب لحقوق الإنسان، بشدة ما وصفته بـ"القتل بالإهمال الطبي"، وحمّلت السلطات المصرية مسؤولية وفاته بالكامل. وطالبت المنظمات، في بيانات منفصلة تحدثت فيها عن واقعة وفاة الدكتور ناجي والمعلومات الخاصة بها، بفتح تحقيق عاجل وشفاف في ملابسات الوفاة، ومحاسبة المسؤولين عن استمرار احتجازه ومنع العلاج عنه، وأكدت أن الواقعة ليست استثناءً، بل تندرج ضمن "سياق ممنهج من الإهمال الطبي والتنكيل بالمعتقلين السياسيين في مصر".

ووفقًا لتقارير حقوقية محلية ودولية، يُعاني سجن بدر 3، أحد مراكز "الإصلاح والتأهيل" الجديدة التي أنشأتها السلطات المصرية أخيراً، من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تشمل الحبس الانفرادي طويل الأمد، ومنع الزيارات، وسوء التغذية، والحرمان من الرعاية الطبية، والتضييق النفسي والمعنوي على المحتجزين. وقد تصاعدت أخيراً التحذيرات الحقوقية بعد توثيق حالات انتحار جماعية وإضرابات عن الطعام في السجن، اعتراضاً على الظروف المأساوية التي يعيشها النزلاء.

وتُعد وفاة ناجي جزءاً من سلسلة طويلة من الوفيات في السجون المصرية خلال السنوات الأخيرة. ووفقاً لمركز النديم ومنظمة "كوميتي فور جستس"، وٌثقت وفاة أكثر من 1200 محتجز داخل السجون وأماكن الاحتجاز منذ عام 2013، معظمهم نتيجة الإهمال الطبي وسوء ظروف الحبس، من دون محاسبة حقيقية للمسؤولين.




## هيئة البث الإسرائيلية: انتهاء المشاورات الأمنية التي عقدها نتنياهو بمشاركة وزير الأمن وقادة الأجهزة الأمنية لبحث تطورات الحرب
05 August 2025 03:42 PM UTC+00





## هيئة البث الإسرائيلية: موقف نتنياهو أقرب نحو احتلال مدينة غزة ومخيمات وسط القطاع
05 August 2025 03:42 PM UTC+00





## هيئة البث الإسرائيلية: سيعقد نتنياهو اجتماعًا وزاريًا موسعًا لم يُحدد موعده بعد لمناقشة هذا الخيار
05 August 2025 03:43 PM UTC+00





## رئاسة الوزراء الإسرائيلية: نتنياهو ترأس مشاورات أمنية مصغرة لثلاث ساعات عرض فيها رئيس الأركان سيناريوهات الحرب على غزة
05 August 2025 03:54 PM UTC+00





## رئاسة الوزراء الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي مستعد لتنفيذ أي قرار يتخذه المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية
05 August 2025 03:54 PM UTC+00





## واشنطن تسعى لإعادة تموضعها الدبلوماسي في دمشق
05 August 2025 03:55 PM UTC+00

أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، يوم أمس الاثنين، زيارة وفد رسمي العاصمة السورية دمشق، في خطوة تهدف إلى إعادة تأسيس وجود دبلوماسي دائم لها في البلاد، وتوسيع التعاون في عدد من الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية. وأفادت السفارة الأميركية في دمشق، في بيان، بأن وفداً مشتركاً بين الوكالات الحكومية، ترأسه رئيس منصة سورية الإقليمية، نيكولاس غرانجر، أجرى زيارة لسورية، ناقش خلالها سبل توسيع التعاون الأمني، والبحث في قضايا اقتصادية، إلى جانب إعادة تفعيل الحضور الدبلوماسي الأميركي في دمشق.

وأوضح البيان أن الوفد الأميركي أجرى مناقشات فنية مع نظرائه السوريين، شملت ملفات إصلاح القطاع المالي، والفرص الاقتصادية، إلى جانب بحث ملف الأميركيين المفقودين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وتوسيع مجالات التعاون الأمني، وصولاً إلى استئناف التمثيل الدبلوماسي الأميركي. وأكدت السفارة أن "الدبلوماسية تعني الحضور الميداني والعمل النشط على تعزيز المصالح الأميركية"، مشيرة إلى أن المشاركة والحوار البنّاء يمثلان جوهر التحرك الأميركي في دعم جهود الحكومة السورية لبناء "سورية مستقرة وآمنة وموحدة، وفقاً لرؤية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب".



في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية السورية أنها ترأست سلسلة اللقاءات التي جرت مع الوفد الأميركي، بمشاركة عدد من الجهات الحكومية، بينها وزارات الداخلية، والمالية، والاتصالات، إضافة إلى البنك المركزي السوري، ومؤسسات أخرى. وأشارت الخارجية إلى أن المباحثات تركزت على ملفات ذات طابع سياسي واقتصادي وإنساني ودبلوماسي، تشكّل مواضيع اهتمام مشترك بين الطرفين.

وفي السياق، رأى الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية، فراس فحام، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الزيارة الأميركية لدمشق تأتي عقب الزيارة التي أجراها الوفد السوري لموسكو، ولقاء وزير الخارجية السوري بالرئيس الروسي، الذي وُصف بأنه "تاريخي". واعتبر فحام أن هذا اللقاء قد يكون دفع الولايات المتحدة إلى التحرك باتجاه تعزيز حضورها الدبلوماسي في الملف السوري. وأضاف أن "تعزيز الوجود الأميركي في سورية يمكن أن يسهم في دعم جهود واشنطن للحفاظ على حالة الهدوء وخفض التصعيد بين إسرائيل وسورية"، لافتاً إلى أن للولايات المتحدة دوراً سابقاً في الوساطة بين الجانبين.

وأشار فحام إلى أن إرسال وفد دبلوماسي يتبع وزارة الخارجية الأميركية قد يعكس وجود أطراف متعددة داخل الإدارة الأميركية منخرطة في الملف السوري، وقد يأتي لموازنة دور المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية، الذي يُنظر إليه في الأوساط الأميركية على أنه يفتقر إلى الخبرة الدبلوماسية، خصوصاً في ضوء الانتقادات الأخيرة لأدائه. كذلك قد تعكس هذه الخطوة توجهاً نحو تعزيز دور وزارة الخارجية في إدارة الملف السوري خلال المرحلة المقبلة.




## الكلفة الاقتصادية لاحتلال غزة: أرقام ضخمة تتعاظم مع طبيعة المخطط
05 August 2025 03:55 PM UTC+00

كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الثلاثاء، أنه لدى الحديث عن كلفة احتلال قطاع غزة والسيطرة عليه، بالنسبة لدافع الضرائب الإسرائيلي، سيلقى الأخير إجابات ضبابية، "فليس من قبيل المصادفة أن رئيس أركان جيش الاحتلال، أيال زامير، يرغب بإصدار المستوى السياسي تعليمات وأوامر واضحة في الخصوص"، حسبما قال رام عمينياح، الذي تولى منصب المستشار الاقتصادي لرئيس الأركان، ويُعد أحد الخبراء الكبار في الاقتصاد العسكري داخل إسرائيل والعالم.

وبحسب ما نقلته عنه الصحيفة "ثمة أهميّة حاسمة بالمهمة المُعرّفة للجيش. لأن كل مهمة تغيّر بشكل دراماتيكي حجم الكلفة الاقتصادية ونطاقها". وتقاطع ما تقدم، مع تقديرات مسؤولين في قلب دائرة صنع القرار؛ إذ لفت هؤلاء إلى أن "الكابينت يتداول في هذا الموضوع، والسؤال حول الكلفة واسع جداً ويتعلق بالمستوى السياسي. وليس من المؤكد أن الأخير يعرف ما الذي يعنيه ذلك". 

التقديرات الأوليّة، تتعلق بغزو جيش الاحتلال جميع أنحاء غزة التي لا تخضع لسيطرته في الوقت الحالي، والتي لم يصل إليها بعد بسبب احتمال احتجاز أسرى فيها. ومن المتوقع، بحسب الصحيفة، أن تبلغ تكاليف ذلك، ما بين عشرة إلى عشرين مليار شيكل. وعلى الرغم من أن الرقم السابق هو رقم ضخم بحد ذاته، تلفت الصحيفة إلى أن النقطة المهمة هي ما الذي سيحدث من اللحظة التي تتوقف فيها الدبابات (في المنطقة المنوي السيطرة عليها)؟ فهل ستستقر هناك وتباشر عملية "التطهير"، وتبدأ بالتعامل مع السكان (واحتياجاتهم كمدنيين)؟ 



الأجابة على ما تقدّم بحسب عميناح هي "تكاليف لا يمكن تصورها"؛ إذ بحسبه "ينبغي الالتفات إلى ما يحدث اليوم من ضغط دولي على إسرائيل، فهذا الضغط من المتوقع أن يتضاعف خمس مرات على الأقل. ولتخفيفه، يجب التعامل مع السكان في غزة، في ظل عدم استعداد أي جهة دولية للمشاركة في تمويل هذه العملية. على الأقل، ليس ما دام وضعنا يبدو كما هو عليه الآن".

طبقاً للصحيفة، فإن فرضية السيطرة الكاملة على قطاع غزة وبدء عملية إعادة إعماره، حتى وإن لم تكن بشكل كامل بل مجرد تحمّل المسؤولية عن السكان، ستكلّف دفعة واحدة نحو 100 مليار شيكل. وتضيف أن ما سبق يشمل المسؤولية عن جمع النفايات، بدء بناء مجمعات صالحة للسكن الآدمي، بناء بنى تحتية أساسية للصرف الصحي والمياه والكهرباء، بالإضافة إلى مراكز طبية. وبحسب التقديرات، فإن التكلفة التشغيلية المستمرة للإدارة الكاملة لقطاع غزة ستكون في حدود 60 إلى 130 مليار شيكل. فالكلفة ترتبط أيضاً بتحمّل المسؤولية عن نظام التعليم في القطاع، حتّى وإن ليس بشكل كامل، بل فقط بما يخفف ضغط المجتمع الدولي. كما يشمل ذلك إدخال كميات من المواد الغذائية، والحفاظ على وجود فرق عسكرية نظامية تُستبدل بين الحين والآخر بجنود الاحتياط. وتجدر الإشارة إلى أن الهدف الرئيسي سيكون تحمّل تكاليف عسكرية باهظة لضمان النظام والأمن للجنود الذين سيوجدون في المناطق التي ستكون تحت السيطرة الإسرائيلية.

ماذا عن إعادة تأهيل الجنود؟

إلى جانب كلفة احتلال القطاع مادياً، يوضح خبير الاقتصاد العسكري، أنّ ثمة نقطة إضافية مهمة يصعب جداً إدراجها في الحسابات، لكنها حاسمة بالنسبة للمنظومة الأمنية: تكلفة قسم التأهيل للجنود والعائلات في وزارة الأمن؛ إذ يدور الحديث هنا عن مدفوعات لعائلات القتلى، تكاليف إعادة تأهيل الجرحى، ومخصصات مستمرة لجرحى الجيش الإسرائيلي المعترف بهم كمعوّقين، والذين يتزايد عددهم باستمرار. وفي هذه الحالة، فإن "وزارة الأمن، في هذه الأثناء، ملتزمة مالياً بمبلغ 120 مليار شيكل لهذا القسم. ويُشار إلى أن هذه الأموال ستُحوّل لعائلات القتلى وجرحى الجيش الإسرائيلي. وهذه الأرقام لن تنخفض في حال الاجتياح الكامل لقطاع غزة والسيطرة التامة على المناطق".

بالإضافة إلى ذلك، يُشدد الخبير على أن مسألة تحديد المهمة المطلوبة من الجيش حاسمة بشكل خاص. فإذا كان احتلال القطاع يعني ما يريده وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، أي إعادة بناء مستوطنات إسرائيلية في غزة، فيجب إذاً إدخال تكاليف البناء وتكاليف الحماية، وبالطبع تكاليف تأهيل السكان المدنيين في تلك المناطق ضمن الحسابات، وهو ما لم يحتسب ضمن التكاليف حتى الآن.






## القناة 12 الإسرائيلية: المجلس الوزاري المصغر سيناقش يوم الخميس مقترح احتلال قطاع غزة
05 August 2025 04:06 PM UTC+00





## أوضاع سجون تونس... "قرع أجراس الخطر"
05 August 2025 04:12 PM UTC+00

حذرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، من ارتفاع حالات الموت المستراب (المشكوك به) في سجون تونس وتفاقم الانتهاكات وسوء معاملة الموقوفين التي قال إنها "ترقى إلى مرتبة التعذيب". أضافت في بيان أصدرته بعنوان "قرع أجراس الخطر" أن "السلطات الرسمية تصمت على ما يتعرّض له السجناء من اعتداءات وانتهاكات، وتسعى إلى تبرير ما يمكن وصفه بأنه جرائم أو تحاول تقليلها. ونحن نطالب وزارة العدل والهيئة العامة للسجون والإصلاح بفتح تحقيق جدي مستقل ومحايد في كل هذه الجرائم، وإحالة مرتكبيها والمشاركين أو المتواطئين فيها إلى القضاء".

وخلال الأسابيع الماضية سجلت سجون تونس ثلاث حالات وفاة على الأقل لسجناء قالت أسرهم إنهم "تعرضوا لانتهاكات وتقصير صحي". وقال عضو الرابطة التونسية لحقوق الإنسان محيي الدين لاغة لـ"العربي الجديد": "سجلنا خلال زياراتنا الميدانية للسجون ومن خلال بلاغات الأسر انتهاكات لحقوق مسلوبي الحرية أدت إلى وفيات صنّفت في خانة الموت المستراب، ولم تخضع لتحقيقات كافية في شأن أسبابها".

وأكد أن "الرابطة طالبت بتوضيحات عن أسباب وفاة سجناء لكن السلطات الرسمية صمتت عن ذلك، ما دفعها إلى قرع أجراس الخطر في شأن أوضاع السجناء في مراكز التوقيف والمعتقلات".

ويقدر عدد السجون في تونس بنحو 30 مخصصة لإيداع من ينفذون عقوبات سالبة للحرية بموجب بطاقات إيداع أو بطاقات جلب أو تنفيذاً لأحكام أو جبر بالسجن. وأكد لاغة أن "غالبية السجون تعاني من اكتظاظ كبير يؤثر على حقوق السجناء في الحصول على رعاية صحية حتى في الحالات الطارئة ما يؤدي إلى وفيات، وهي تفتقر إلى إطارات طبية متخصصة إذ يجري الاستعانة بأعوان السجون الذين يخضعون إلى تدريبات متخصصة تعتبر غير كافية للتعامل مع الحالات الصحية الطارئة أو المعقدة التي يمكن أن تؤدي إلى وفيات تسجل في خانة الإهمال الطبي". 



أيضاً تحدثت الرابطة في بيانها عن تطبيق السلطات الرسمية سياسات مشددة للعقوبات تعتمد على نصوص قانونية مناهضة لحقوق الإنسان والحريات تفاقم معضلة الاكتظاظ داخل السجون. وقالت: "نبهنا في مناسبات مختلفة وعبر تقارير عدة رُفعت إلى وزارة العدل والهيئة العامة للسجون والإصلاح من تردي أوضاع السجون ومراكز إصلاح الأطفال الجانحين، بسبب عجز مؤسسات السجون عن الاستجابة للاحتياجات الصحية للمعتقلين، وتداعيات هذا الأمر على سلامتهم الجسدية".

وذكر لاغة أن "أمراضاً معدية تنتشر في سجون تونس بسبب نقص النظافة، أبرزها الجرب. وهذه الأمراض تزداد حدة خلال فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة". 

وقدرت الرابطة، في أحدث تقرير حول أوضاع السجون التونسية خلال الفترة بين عامي 2022 و2024، عدد المساجين بأكثر من 23 ألفا، 55% منهم في وضع توقيف احتياطي، في حين يتراوح معدل أعمار 41% منهم بين 18 و29 عاماً. ورصدت نسبة الاكتظاظ العليا في سجن القيروان، و"هي 251% من طاقته الاستيعابية". 




## 15 ألف دولار ضمان مالي مقابل الفيزا الأميركية لمواطني بعض الدول
05 August 2025 04:22 PM UTC+00

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية برنامجاً تجريبياً يفرض على زائري الولايات المتحدة من جنسيات معينة دفع ضمان مالي يصل إلى 15 ألف دولار قبل حصولهم على تأشيرة الفيزا أو دخول الولايات المتحدة. وبحسب بيان صادر عن الخارجية الأميركية، فإن البرنامج سيُطبق على مواطني الدول التي تسجّل نسباً مرتفعة من تجاوز مدة الإقامة، حيث سيكون على المتقدمين لتأشيرات السياحة أو الأعمال دفع سند لا يقل عن خمسة آلاف دولار. ويُصادَر المبلغ إن لم يغادر الزائر البلاد في الوقت المحدد، بينما يُعاد إليه بالكامل في حال التزام شروط التأشيرة.

وتقول الإدارة الأميركية إنها ستبدأ تطبيق البرنامج اعتباراً من 20 أغسطس الجاري، وسيستمر العمل به لمدة عام تقريباً. كذلك أشار بيان رسمي إلى أن الهدف منه، ضمان "امتثال الزوار لشروط تأشيراتهم وأحكامها، ومغادرتهم الولايات المتحدة في الوقت المناسب". وأوضحت الوزارة أن قائمة الدول المشمولة بهذا القرار لم تُحدّد بعد، لكن ستُختار استنادًا إلى بيانات وزارة الأمن الداخلي الأميركية المتعلقة بتجاوزات التأشيرات.

ويأتي هذا القرار في إطار سلسلة من الإجراءات المشددة التي تتخذها إدارة ترامب ضمن ما تصفه بـ"حماية الأمن القومي"، ولا سيما في ظل تركيز الرئيس على ملف الهجرة بكونه أحد محاور حملته الانتخابية لعام 2024.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز يوم الثلاثاء عن مصادر رسمية قولها إن أكثر من نصف مليون شخص دخلوا الولايات المتحدة عبر المنافذ الجوية أو البحرية خلال عام 2023، ولم يغادروا بعد انتهاء مدة إقامتهم المصرح بها.



وسيشترط على المشمولين بهذا البرنامج دخول الولايات المتحدة ومغادرتها عبر مطارات محددة يُعلَن عنها لاحقاً. كذلك سيُطبق على بعض الفئات الأخرى، منها مواطنو الدول التي تعتبر إجراءات الفحص والتدقيق فيها غير كافية، وكذلك الأجانب الحاصلون على الجنسية الأميركية من خلال برامج الاستثمار أو دون شرط الإقامة.

وستُترك سلطة تقدير قيمة السند المالي لمسؤولي القنصليات الذين يصدرون التأشيرات، بحسب ما أوضحته وزارة الخارجية، التي تسعى من خلال هذا البرنامج لاختبار فعالية فرض السندات بعد أن كانت تعتبره إجراءً معقداً وغير عملي في السابق.




## موقع "والاه" عن مصادر أمنية: رئيس الأركان الإسرائيلي لم يغير موقفه خلال المشاورات مع نتنياهو بشأن خطة احتلال غزة
05 August 2025 04:27 PM UTC+00





## نتنياهو يتجه لاحتلال غزة وسط تحذيرات من المستوى الأمني في إسرائيل
05 August 2025 04:30 PM UTC+00

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء اليوم الثلاثاء، عن توجه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو نحو توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، وصولًا إلى احتلال مدينة غزة والمخيمات المركزية في وسط القطاع. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، نقلًا عن مسؤول سياسي، بأن رئيس الحكومة ترأس مشاورات أمنية شارك فيها وزير الأمن يسرائيل كاتس وعدد من كبار قادة المؤسسة الأمنية، حيث عُرضَت سيناريوهات الحرب ومناقشة التحضيرات الميدانية. وبحسب ما أعلن مكتب نتنياهو، فإن الجيش أبدى استعداده لتنفيذ أي قرار يتخذه المجلس الوزاري المصغر، بينما بات نتنياهو يميل بشكل واضح إلى خيار الاحتلال الكامل لمناطق وسط القطاع، على أن تُستكمل النقاشات في جلسات وزارية لاحقة يوم الخميس المقبل.

وأعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن نتنياهو ترأس مشاورات أمنية مصغرة استمرت ثلاث ساعات، عُرضَت خلالها سيناريوهات الحرب على قطاع غزة من قبل رئيس الأركان إيال زامير. وأكدت أن الجيش الإسرائيلي مستعد لتنفيذ أي قرار يصدر عن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، في وقت تتزايد فيه الضغوط لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن العمليات العسكرية في القطاع.

وعلى الرغم من بيان نتنياهو، فإن صحيفة "هآرتس" كشفت أن زامير حذر خلال المناقشات الأمنية من أن توسيع العمليات قد يعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر ويُصعّب تحديد أماكن وجودهم، وفقًا لما نقلته الصحيفة عن مصادر أمنية. وأضافت الصحيفة أن كبار قادة الجيش والمؤسسة الأمنية يرون أن تنفيذ عمليات عسكرية في مناطق يُعتقد أن الأسرى محتجزون فيها، سيؤدي إلى مقتلهم. فيما نقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقربين من نتنياهو، قولهم إن "من لا يوافق على احتلال غزة، فليقدّم استقالته"، في إشارة إلى الخلاف المتصاعد مع زامير.



وفي سياق متصل، أثار الجيش الإسرائيلي خلال الاجتماعات الأمنية إشكالية التآكل في جاهزية الجنود النظاميين وفرق الاحتياط والمعدات العسكرية، محذرًا من أن خيار احتلال القطاع سيؤثر بمنظومة الاحتياط، ويتطلب سحب قوات من جبهات أخرى واستدعاء عشرات آلاف الجنود. وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإن خطط رئيس الأركان المعروضة على الكابينت تتضمن تطويق مناطق محددة في قطاع غزة وتقسيمها، وسط عمليات ضغط مكثفة ومتواصلة على حركة حماس، هدفها خلق ظروف تتيح إطلاق سراح الأسرى. ويعتقد رئيس الأركان أن احتلالًا كاملًا لقطاع غزة ليس خيارًا صائبًا، لأن ذلك يُشكل خطرًا على حياة المحتجزين ويستنزف القوات التي تقاتل منذ نحو عامين.

وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء، أعلن كاتس أن الجيش سيعمل على تنفيذ قرارات المستوى السياسي بغية إخضاع حماس، وإعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، وضمان أمن المستوطنات. وقال كاتس خلال جولة في قطاع غزة إن "هزيمة حماس، مع تهيئة الظروف لإعادة المحتجزين، هي الهدف الرئيسي للحرب في غزة، وعلينا اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتحقيقه". وأضاف أن "علينا ضمان سلامة المستوطنات الإسرائيلية وأمنها من خلال وجود دائم للجيش الإسرائيلي في شريط أمني في مواقع مسيطر عليها في غزة، التي يمكن من خلالها منع الإضرار بالمستوطنات والحؤول دون تهريب الأسلحة إلى غزة".




## نعيم قاسم: لسنا موافقين على أي اتفاق جديد ولا حلّ من دون توافق
05 August 2025 04:38 PM UTC+00

قال الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم: "لسنا موافقين على أي اتفاق غير الاتفاق الموجود بين الدولة اللبنانية والكيان الإسرائيلي"، مشدداً على أنّ أي جدول زمني يُعرض في لبنان بما خص السلاح ليُنفذ تحت سقف العدوان الإسرائيلي لا يمكن أن نوافق عليه، ولا يمكن أن نقبل بأن يلتزم لبنان بالتخلي التدريجي عن قوته وتبقى أوراق القوة كلها مع إسرائيل، مشدداً على أننا صامدون، و"حزب الله وحركة أمل مع الجيش اللبناني والشعب هؤلاء سيبقون في الميدان وسينتصرون".

وتوقف نعيم قاسم عند ما يحكى عن تداعيات عدم التزام لبنان بالورقة الأميركية، سواء لناحية التمويل أو الحرب الواسعة، بالقول "ماذا ينفعنا التمويل إذا انتُهكت سيادتنا وسُلِب قرارنا وبقي جزء من أرضنا محتلا وإذا أصبحنا بلا خيار، لأن عندها سنكون أزلاما وأتباعا ولا نقبل أن نكون عبيداً لأحد لا لأميركا وبعض الدول العربية ولا أي مخلوق على وجه الأرض".

وأردف نعيم قاسم حول التخويف بالحرب الواسعة: "مصلحة إسرائيل بعدم الذهاب نحو العدوان الواسع، لأنه عندها فإن المقاومة ستدافع والجيش سيدافع والشعب سيدافع وهذا الدفاع سيؤدي إلى سقوط صواريخ في داخل الكيان الإسرائيلي وكلّ الأمن الذي بنوا عليه حتى الآن لمدة 8 أشهر يسقط بساعة واحدة".

وأقام حزب الله احتفالاً تكريمياً اليوم الثلاثاء في الضاحية الجنوبية لبيروت للقيادي محمد سعيد إيزدي (الحاج رمضان)، مسؤول ملف فلسطين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، (أعلن الاحتلال اغتياله أثناء عدوانه على إيران)، وقد تزامن مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء في القصر الجمهوري، والتي تبحث ملف حصرية السلاح بيد الدولة، والترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية التي تم التوافق عليها في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والذي كان وُضع كبند أول، بيد أن البحث به أرجئ إلى النهاية.

وقال قاسم إن "خريطة الطريق لبناء لبنان وتثبيت الاستقرار لا بدّ لها من ثلاث قواعد أساسية، الأولى أن نتشارك ونتعاون في إطار وحدة وطنية حتى نكون قلباً واحداً لنهضة لبنان، ثانياً، أن نضع الأولويات التي تؤثر وتؤسس لكلّ المبنى في الواقع اللبناني ولا نتلهّى بالقشور والطلبات الخارجية، ثالثاً، عدم الخضوع للوصاية الأميركية أو غيرها لأن الخضوع للوصاية يبطل قدرتنا وإنجازاتنا ويجعلنا نذهب باتجاه آخر".



وأشار إلى أن الاتفاق الذي انعقد في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي هو اتفاق غير مباشر لوقف العدوان الإسرائيلي ومترتبات وقفه و"انعقد بين الدولة اللبنانية والعدو الإسرائيلي بشكل غير مباشر وهذا الاتفاق أبرز تعاوناً وثيقاً ومميزاً بين المقاومة والدولة، يعني من أرقى أشكال التعاون أن المقاومة سهلت للدولة كل الإجراءات المطلوبة منها في الاتفاق، والتزمت بشكل كامل، ولم يذكر لا خرق في مواجهة العدو ولا خرق في عدم الاستجابة للجيش اللبناني والتعاون مع الدولة"، لافتاً في المقابل إلى أن إسرائيل "لم تلتزم وخرقت الاتفاق وما حصل في سورية أثر كثيراً على الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل حيث ندمت على صياغة الاتفاق واعتبرت أنه يعطي لبنان وحزب الله قدرة وإمكانية لاستمرار القوة الموجودة في لبنان"، لذلك اعتبروا علينا أن عليهم الاستمرار "كما نفعل في سورية نفعل في لبنان، ويريدون تغيير الاتفاق ولم يلتزموا به أصلاً".

وشدد نعيم قاسم على أن "مصلحة إسرائيل إضعاف لبنان للتحكم بمساره وأميركا لم تأتِ لتطرح اتفاقاً جديداً من خلال موفدها توماس برّاك بل أتت بإملاءات لنزع قوة وقدرة حزب الله ولبنان بالكامل ونزع قوة المقاومة والشعب، يعني تريد جعل لبنان مجرّداً تماماً أمام الكيان الإسرائيلي وما أتى به برّاك هو لمصلحة إسرائيل بالكامل".

وتوقف عند بعض ما جاء في المذكرة الأميركية إلى الحكومة، منها "المرحلة الثانية من 15 إلى 60 يوماً، نزع السلاح مثل الهاون وقاذفات الصواريخ والقنابل اليدوية والمتفجرات، وأجهزة الصواريخ الحارقة، والأسلحة التي تسبب إصابات جماعية والأسلحة البيولوجية والكيميائية والطيارات دون طيار، أي الأسلحة التي تعد بسيطة، ويتم تفكيكها بجميع أنحاء البلاد في غضون 30 يوماً، يعني من 15 إلى 30 يوماً، يكون قد مرّ 45 يوماً، كل الإمكانات بجب أن تكون قد فككت واستلمتها الدولة اللبنانية، وقالوا المطلوب تفكيك 50% من البنية التحتية بحلول اليوم الثلاثين".

وأضاف نعيم قاسم "إذا حصل ذلك تبدأ إسرائيل الانسحاب من النقاط الخمسة، وسيسهل الانسحاب من 3 نقاط نجاح المرحلة الثالثة التي هي من 60 إلى 90 يوماً وعندها يبدأ الحديث عن إطلاق الأسرى"، معتبراً أن "هذا اسمه تجريد لبنان من قدرته العسكرية بتجريد مقاومته وعدم السماح للجيش اللبناني أن يكون لديه سلاح إلا بمقدار ما يؤدي وظيفة داخلية ولا تؤثر على إسرائيل لا من قريب ولا من بعيد".

وأردف: "بحسب المذكرة هناك عواقب للخرق، وهي بالنسبة إلى الخرق الإسرائيلي إدانة من مجلس الأمن الدولي، ومراجعات عدم الاشتباك العسكري يعني أن يد إسرائيل مفتوحة حتى عندما تقومون بكل هذا التنازل بالمقابل، إذا لم يلتزم لبنان يتم تجميد المساعدات العسكرية المشروطة وفرض عقوبات اقتصادية عليه". وشدد على أن "المقاومة هي جزء من دستور الطائف منصوص عليها هناك بالإجراءات التي يجب أن تتخذ بكافة الأشكال لحماية لبنان ولا يمكن لأمر دستوري أن يناقش بالتصويت بل يتطلب توافقاً ومقومات المجتمع كافة لتتفاهم على القضايا المشتركة"، مضيفاً: "تعالوا لنناقش استراتيجية أمن وطني يتجاوز موضوع السلاح الذي يأخذ بعين الاعتبار قوة لبنان وتراكم واجتماع القوة ومواجهة العدو الإسرائيلي، وليست الاستراتيجية جدولا زمنيا لنزع السلاح".

وأكد الأمين العام لحزب الله أننا "حريصون على أن يبقى التعاون بيننا وبين الرؤساء الثلاثة وعلى النقاش والتفاهم والتعاون، لكن لا أحد يحشر أحداً ويعتبر نفسه مضغوطاً فيضغطنا في الداخل"، مشدداً على أنه "لن يحصل حلّ من دون توافق وهذا موضوع استراتيجي وأساسي فلينفذوا الاتفاق ونحن ننفذ مصلحتنا في لبنان بالتوافق من خلال المؤسسات والجيش والمقاومة التي هي جزء لا يتجزأ من هذا النسيج"، مؤكداً أنه "إذا سلّمنا سلاحنا لن يتوقف العدوان وهذا ما يصرح به مسؤولون إسرائيليون".

وتابع: "يجب أن نذهب لمجلس الوزراء ونضع بنداً في كيفية مواجهة العدوان وحفظ السيادة ووضع الجدول الزمني لتحقيق ذلك ومناقشة كيفية إشراك الجميع في عملية الدفاع عن لبنان وكيفية زيادة الضغوطات على العدو"، معتبراً أن "على الدولة تأمين الحماية لا أن تجرّد شعبها ومقاومتها من قوتها، بل عليها الاستفادة منه بدلاً من سحب السلاح كرمى لعيون إسرائيل وأميركا وإحدى الدول العربية"، مشدداً على أن البيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام يتحدث عن ردع المعتدين "ولكن أين الدولة التي تدفع البلاء عن لبنان وأين الدفاع عن الحدود والثغور"؟

ونبّه نعيم قاسم إلى ضرورة الانتباه من دعاة الفتنة الداخلية الملطخة أيديهم بالدماء، ومن الذين يعملون لخدمة المشروع الإسرائيلي، مؤكداً أن "المقاومة بخير.. قوية عزيزة تمتلك الإيمان والإرادة ومصممة على أن تكون سيدة في بلدها وأن يكون بلدها لبنان سيدا مستقلا وعزيزا". وقال "اعلموا أن هذه المعركة اليوم، إما أن يفوز فيها لبنان، كل لبنان، أو أن يخسر فيها لبنان، كل لبنان، لا يوجد أحد يربح ‏في لبنان وآخر يخسر".

على صعيد آخر، دعا قاسم إلى الإسراع في إنجاز المحاكمات بملف انفجار مرفأ بيروت والتحقيقات بعيداً عن التسييس والطائفية والاتهامات الجاهزة والأوامر الخارجية.




## "تيك توك" يحذف 39,6 مليون فيديو عربي
05 August 2025 04:40 PM UTC+00

احتلت دول عربية مراتب متقدمة عالمياً من حيث حذف المقاطع من منصة "تيك توك". إذ تجاوز مجموع المقاطع المحذوفة 39,6 مليون مقطع في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025 الحالي. وقد تصدّر العراق والجزائر وليبيا المراتب الأولى بين دول العالم العربي بنحو 24 مليون مقطع محذوف، أي 59.68% من المحتوى العربي المحذوف في ثلاث دول فقط. وجاء العراق على رأس الترتيب عربياً بأكثر من ربع المقاطع المحذوفة، متجاوِزاً دولاً تكبره من حيث عدد السكان بأضعاف، بما في ذلك الولايات المتحدة والبرازيل.

وقالت إدارة "تيك توك" في أحدث تقرير لها حول مراجعة المحتوى إنها حذفت أكثر من 99% من المحتوى المخالف قبل الإبلاغ عنه، كما حذفت أكثر من 90% منه قبل أن يحصل على أي مشاهدات. وأُزيلت الغالبية العظمى من الانتهاكات (94%) خلال 24 ساعة بحسب التقرير. وذكر الأخير أن تقنيات الإشراف في "تيك توك" قد ساعدت أيضاً على تحديد محتوى البث المباشر المخالف بشكل أسرع وأكثر ثباتاً، بحيث أوقفت أكثر من 19 مليون بث مباشر خلال الربع الأول من 2025، بزيادة قدرها 50% عن الربع السابق.



ولم يورد التقرير كل أرقام المقاطع المحذوفة في كل الدول العربية، ولا في كل دول العالم، بل اكتفى بإحصاءات الأسواق الخمسين التي تحتوي على أكبر حجم من مقاطع الفيديو التي أزيلت، وهو ما يمثل حوالى 90% من إجمالي حجم الإزالة. وهكذا لم يشمل المقطع دولاً عربية مثل سورية والأردن وسلطنة عمان، كما لو يورد دولاً حول العالم مثل البرتغال وكندا والسويد.

في ما يلي ترتيب الدول العربية الوارد في تقرير "تيك توك" حسب عدد المقاطع المحذوفة:


العراق 10,121,905
الجزائر 7,202,645
ليبيا 6,307,047
السعودية 5,355,385
مصر 2,971,862
السودان 1,495,159
الصومال 1,374,355
لبنان 1,349,478
اليمن 1,334,066
الإمارات 1,051,226
المغرب 1,040,981





## ترامب وباول... السمسار المتهور في مواجهة الثعلب العنيد
05 August 2025 04:40 PM UTC+00

بات المشهد داخل الساحة الأميركية يبدو كالتالي: الثعلب العنيد محافظ مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم بأول في مواجهة السمسار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، والهادئ في مواجهة المتهور، والماكر في مواجهة الأهوج والأرعن والبلطجي، والمصرفي المحترف الحاصل على درجة الدكتوراه في القانون في مواجهة رجل الأعمال والبزنس مان، والاقتصادي الفذ في مواجهة قناص الصفقات، والمحامي والأستاذ الجامعي في مواجهة السياسي الشعبوي الأقرب إلى الشخص الفوضوي، ورئيس "دولة وول ستريت" في مواجهة الداعم الأول لهوامير البورصات ومصالح مستثمري أسواق "وول ستريت" ومؤشرات ناسداك وداو جونز وستاندرد آند بورز 500 SPX وفولاتيليتي وغيرها.

ولا نعرف لمن الغلبة في النهاية، للرئيس ترامب الذي يدير الاقتصاد الأميركي بمنطق سمسار العقارات ومدير المنتجعات السياحية والفنادق وهوامير البورصات وأسواق المال، أم لمحافظ البنك الفيدرالي بأول الذي يدير الاقتصاد النقدي بشكل منظم، ويملك وحده الحق في إدارة السياسة النقدية وأسواق الصرف الأجنبي، وقيادة أهم وأعرق بنك مركزي في العالم منفرداً، وإدارة خطط مواجهة أزمة التضخم داخل أكبر اقتصاد في العالم، خاصة وأن الهوة تتعمق يوم بعد يوم والخلافات تتزايد، وهو ما كشفت عنه تصريحات ترامب وآخرها اليوم الثلاثاء.

قبل أيام، خرج علينا ترامب واصفاً جيروم بأول بأنه "عنيد ومتأخر للغاية"، وذامّاً الرجل بقوله: "في الواقع غاضب للغاية وغبي جدا وللغاية ومسيس للغاية للقيام بهذه الوظيفة". والسبب هو رفض البنك الفيدرالي الضغوط الشديدة التي مارسها ترامب على مجلس إدارته برئاسة باول بهدف دفعه نحو خفض سعر الفائدة على الدولار رغم المؤشرات المقلقة ومنها زيادة التضخم عن 2%، وارتفاع نسب البطالة، ومخاوف متزايدة من دخول الاقتصاد الأميركي في مرحلة ركود، أو على الأقل تباطئ كبير لتصل نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 1.4% فقط العام الجاري، مقابل 2.8% في عام 2024.





ليست تلك المرة الأولى التي يهاجم فيها ترامب محافظ البنك الفيدرالي ويهدده بفقدان وظيفته، ولو أحصينا عدد المرات التي هاجم فيها الرئيس الأميركي الرجل لوجدنا أنها قد تفوق المرات التي يتحدث فيها عن حروب دولية وقضايا معقدة ومخاطر جيوسياسية وقضايا الأمن القومي الأميركي.

وعلى الرغم من أن ترامب هو الذي اختار باول لمنصب محافظ البنك الفيدرالي خلفاً للمصرفية الكبيرة جانيت يلين، وجدد له في منصبه للمرة الثانية خاصة أن باول له باعٌ طويل في الحزب الجمهوري، كما في القطاع المالي والمصرفي الأميركي، إلا أن ترامب دائم الهجوم على محافظ البنك الفيدرالي منذ توليه منصبه في 25 يناير الماضي.

ولا نعرف من الذي ينتصر في النهاية، ترامب الذي يريد أن يضع يده على البنك المركزي ويوجه سياساته بما يخدم أهواءه ومصالح النخب الحاكمة ورجال الأعمال الداعمين له في حملته الانتخابية الأخيرة، أم باول الذي يتمسك باستقلالية البنك المركزي، ويدعم بقوة تلك الاستقلالية في مواجهة دعوات ترامب له بالتنحي وتهديده بإقالته من منصبه من وقت لأخر.

وبغض النظر عن النتيجة التي ستصل إليها المعركة الدائرة بين الرجلين، فإن باول نجح حتى الآن في أن يثبت لصانعي السياسات النقدية البنوك المركزية حول العالم أن المركزي الأميركي هو الذي يحول دون انزلاق الاقتصاد الأميركي نحو الهاوية ووقوع الأسواق في مستنقع التضخم والإفلاس والركود وربما الانكماش.

كما نجح في أن يعطي درساً لقادة الاقتصاد ورموز المصارف حول العالم في أهمية القيادة الثابتة وهدوء الأعصاب، وكيفية اتخاذ تلك القيادة القرارات الحاسمة والصائبة في الوقت المناسب ودون التأثر بالضغوطات المحيطة والصراعات السياسية والحزبية، مع المحافظة على هدوء الأعصاب رغم الأزمات المالية والاقتصادية الضخمة.





ونجح المصرفي بأول محافظ البنك الفيدرالي في هندسة الصراعات المحيطة به، وإدارة الضغوط سواء السياسية أو الاقتصادية لصالح الدولة، وعدم التسرع في اتخاذ القرارات بهدف إرضاء القيادة السياسية على حساب الصالح العام ومصالح المجتمع والاقتصاد والأسواق، والعمل ضمن فريق سواء داخل البنك المركزي أو مع قادة البنوك والمؤسسات المالية والاقتصادية الأميركية أو مع المشرعين في الكونغرس، وعدم الدخول في معارك جانبية، ولو أراد باول تأليب الرأي العام الأميركي على ترامب وسياساته الاقتصادية خاصة حربه التجارية ورسومه الجمركية ضد الشركاء التجاريين للولايات المتحدة لفعل ذلك ونجح بسهولة، لكنه يفضل العمل في صمت، وبعيداً عن ضوضاء وسائل الإعلام ومواقع التواصل، وهذا درس مهم لمحافظي البنوك المركزية في المنطقة العربية وحول العالم.




## لاريجاني أميناً للأمن القومي الإيراني: ماذا تعني الخطوة بعد الحرب؟
05 August 2025 05:13 PM UTC+00

في خطوة جديدة تأتي ضمن سلسلة الإجراءات التي تشهدها إيران بعد الحرب مع الكيان الإسرائيلي خلال يونيو/حزيران الماضي، أصدر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الثلاثاء، قراراً بتعيين المحافظ المعتدل علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، أميناً للمجلس الأعلى للأمن القومي، خلفاً للقيادي في الحرس الثوري علي أكبر أحمديان. وجاء في مرسوم تعيين لاريجاني الصادر عن بزشكيان أن هذا التعيين يأتي "استناداً إلى المادة 176 من الدستور، ونظراً لما يتمتع به السيد علي لاريجاني من التزام وخبرات ثرية وتجارب إدارية رفيعة".

وطالب بزشكيان من الأمين الجديد للمجلس بضرورة "ممارسة رقابة دقيقة ومدروسة على حسن سير أعمال الأمانة العامة، وتعزيز التكامل بين الأجهزة ذات الصلة، إضافة إلى رصد أولويات القضايا والمخاطر المتعلقة بالأمن القومي وتحديدها، وبالأخص التهديدات المستجدة والتكنولوجية، وإعادة تعريف المفاهيم الاستراتيجية، واعتماد مقاربة ذكية وشعبية تتواءم مع منظومة قضايا الأمن القومي، بما ينسجم مع السياسات العامة وتوجيهات سماحة القائد، بغية تحقيق الأمن المستدام على المستويين الوطني والإقليمي والدولي". كذلك شدد الرئيس الإيراني على أن "جميع المسائل المتعلقة بالأمن القومي يجب أن تُبحث وتُتخذ القرارات بشأنها حصراً من خلال الأمانة العامة للمجلس".

المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، مُوكَل إليه دستورياً تحديد سياسات الدفاع والأمن القومي للبلاد، في إطار السياسات العامة التي يحدّدها القائد، فضلاً عن تنسيق الأنشطة السياسية، والمخابراتية، والاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية المتعلقة بالسياسات العامة للدفاع والأمن القومي، وكذلك استغلال الموارد المادية والفكرية للبلاد لمواجهة التهديدات الداخلية والخارجية.



ماذا تعني عودة لاريجاني؟

تعيين علي لاريجاني، رئيس البرلمان السابق والمستشار الحالي للمرشد الأعلى، أميناً لمجلس الأمن القومي للبلاد يعني عودته إلى دائرة الفعل وصنع القرار في إيران، وذلك بعدما حاول المحافظون المتشددون إقصاءه عن الساحة السياسية، ورُفضَت أهليته للانتخابات الرئاسية عامي 2021 و2025.

ورأى الخبير الإيراني هادي برهاني، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن عودة لاريجاني تحمل معاني خاصة تستمد أهميتها من كونه من النخب البارزة التي تمثل الجناح الواقعي والبراغماتي والمتخصص في إيران، كذلك يحظى بثقة المرشد ونخبة من القادة الرسميين وغير الرسميين، مشيراً إلى أن هناك إجماعاً واسعاً داخل إيران على قدرته على إصلاح الأمور في المشهدين الداخلي والخارجي. ورجح برهاني أن يتولى لاريجاني، بصفته أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، إدارة ملفات هامة، مثل المفاوضات النووية، والعلاقات مع الولايات المتحدة والغرب، والمواجهة مع إسرائيل، والسياسة الإقليمية لإيران.

وأضاف أن لاريجاني سيسعى أيضاً لتعزيز علاقات إيران بقوى كبرى كالصين وروسيا، وتحسين علاقاتها الإقليمية بتركيا والسعودية وباكستان، كذلك سيعمل على معالجة المشكلات الإيرانية على الصعيد الدولي، وخصوصاً العلاقة مع الغرب. وأكد الخبير الإيراني لـ"العربي الجديد" أن لاريجاني يبدو اليوم مدعوماً على نطاق واسع للقيام بهذه المهمة، مشيراً إلى أن معارضة التيارات المتشددة له فقدت الكثير من قوتها إثر تجربة الحرب الأخيرة، فيما يميل الحرس الثوري، الذي تكبّد خسائر بفقدان كبار قادته خلال الحرب، إلى مقاربات أكثر واقعية وبراغماتية، ما يُسهم في تعزيز موقع إيران السياسي والعسكري والأمني أمام إسرائيل، ويتيح لها اقتناء تكنولوجيات تسليحية جديدة ومتقدمة من السوق الدولية.

سيرة ذاتية

وسبق أن شغل لاريجاني منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي لمدة عامين تقريباً (2005ـ2007) في فترة رئاسة محمود أحمدي نجاد، وأثارت تحركاته الأخيرة، بما في ذلك زيارته لروسيا ولقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 20 يوليو/تموز الماضي ترجيحا قوياً بحصوله على منصب جديد.

ينتمي علي لاريجاني، المولود عام 1957، إلى التيار المحافظ، ويحمل شهادة الدكتوراه في الفلسفة الغربية من جامعة طهران، وهو صهر منظر الثورة الإسلامية ورجل الدين المعروف مرتضى مطهري الذي اغتيل في عام 1980 على يد مجموعة "فرقان" المعارضة.

وصل إلى رئاسة البرلمان منذ عام 2008، واستمر فيه حتى يونيو/ حزيران 2020، مسجلاً أطول فترة رئاسة للمؤسسة التشريعية في البلاد. كذلك سبق له أن تولى عدداً من المناصب في السابق، من بينها منصب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون، ووزير الثقافة، وممثل المرشد في اللجنة العليا للأمن القومي. وحين عُين أميناً لمجلس الأمن القومي الأعلى في زمن أحمدي نجاد، قاد المفاوضات النووية مع الغرب، لكنه استقال من هذا المنصب بعد عامين (من 2005 حتى 2007) إثر خلافات مع نجاد.

على الرغم من الامتعاض بين المحافظين تجاه لاريجاني، إلا أن علاقة جيدة تربطه بالمرشد الإيراني علي خامنئي الذي اختاره مستشاراً له بعد مغادرته منصب رئاسة البرلمان لـ12 عاماً، وعضواً بمجمع تشخيص مصلحة النظام، فضلاً عن أن لديه علاقات جيدة بقادة الحرس الثوري الإيراني الذي انضم إليه عام 1982 وشغل فيه منصب نائب رئيس أركان الحرس، وكان من قادته في الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي.

وتقرّب لاريجاني منذ سنوات من الإصلاحيين والمعتدلين (تيار الرئيس السابق حسن روحاني)، رغم أنه ما زال يحسب على التيار المحافظ. هذه الاستدارة وعدم اتخاذه مواقف واضحة ضد أحداث عام 2009 على خلفية الاحتجاجات على نتائج انتخابات الرئاسة، وضد الزعيمين الإصلاحيين القابعين في الإقامة الجبرية مهدي كروبي ومير حسين موسوي، أزعجا أطيافاً كثيرة بين المحافظين، ما جعله عرضة لانتقادات حادة، وصلت أحياناً إلى حد مقاطعة محاضراته، وحتى مهاجمته في 2013 في مدينة قم، حيث معقله الانتخابي. واتُّهِم وقتها أنصار نجاد بتدبير الحادث.

عائلة علي لاريجاني

تُعَدّ عائلة لاريجاني من أشهر العوائل المتنفذة في عالم السياسة الإيرانية بعد عقود من الوجود في الواجهة، إذ لم يسبق أن سجل تاريخ البلاد السياسي المعاصر حضور عائلة متنفذة مثلها. وتولى اثنان من أبنائها رئاسة سلطتين من السلطات الثلاث في الدولة في آن واحد ولعشر سنوات، أي التشريعية التي أمسك زمامها علي لاريجاني لـ12 عاماً، والقضائية التي ترأسها شقيقه العالم الديني صادق لاريجاني لعشر سنوات، قبل أن يغادر هذا المنصب في ديسمبر/كانون الأول 2018 ليعيّنه المرشد الأعلى علي خامنئي على رأس مجمع تشخيص مصلحة النظام. وبالإضافة إليهما، تولى ثلاثة أشخاص من العائلة، هم فاضل وباقر ومحمد جواد، مناصب ومسؤوليات متعددة في إيران، والخمسة هم أبناء المرجع الديني ميرزا هاشم آملي لاريجاني. وبدأ نجم العائلة يتراجع منذ الولاية الثانية لأحمدي نجاد، الذي شنّ هجوماً شرساً عليها، وسط اتهامات لبعض أبنائها بالفساد. 




## زيلينسكي وترامب يناقشان خطوات التسوية مع روسيا
05 August 2025 05:22 PM UTC+00

مع ترقّب جولة مكوكية من المنتظر أن يقوم بها مبعوث الرئيس الأميركي، ستيف ويتكوف، تشمل موسكو وكييف هذا الأسبوع، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الثلاثاء، أنه أجرى اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، تناول خطوات نحو تسوية النزاع مع روسيا، والعقوبات بحق موسكو، والاتفاقية الأوكرانية-الأميركية المحتملة بشأن إنتاج المسيّرات.

وكتب زيلينسكي عبر صفحته على "إكس": "أجريت حوارًا مثمرًا مع الرئيس ترامب تركز بشكل أساسي، بالطبع، على وقف الحرب. نمتنّ للرئيس الأميركي على كافة الجهود من أجل سلام عادل ومستديم. نسقنا اليوم مواقف أوكرانيا والولايات المتحدة". واعتبر أن العقوبات التي توعّد ترامب بفرضها على روسيا "قد تغيّر الكثير"، في إشارة إلى تهديدات الرئيس الأميركي بفرض تعريفات تصل نسبتها إلى 100% على روسيا وشركائها التجاريين ما لم يتم تحقيق تقدم في تسوية النزاع بحلول 8 أغسطس/آب الجاري.


A productive conversation with President Trump, with the key focus of course being ending the war. We are grateful to @POTUS for all efforts toward a just and lasting peace. It is truly a must to stop the killing as soon as possible, and we fully support this. Many months could… pic.twitter.com/2doL7xsGkG
— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) August 5, 2025



وعلاوة على ذلك، تناول الاتصال قضايا التعاون الأميركي-الأوكراني في مجال الإنتاج الحربي، إذ أكد زيلينسكي استكمال إعداد مشروع اتفاقية إنتاج المسيّرات، وكذلك قرار دول أوروبية عدة، بما فيها هولندا والسويد والنرويج والدنمارك، تخصيص ما يزيد في مجموعه عن مليار دولار لسداد قيمة الأسلحة الأميركية التي ستحصل عليها أوكرانيا.

وهذا الاتصال هو الثاني من نوعه بين زيلينسكي وترامب في ظرف أقل من شهر، إذ أُجري الاتصال السابق في 14 يوليو/تموز الماضي، وهو نفس اليوم الذي أعلن فيه ترامب عن عزمه فرض رسوم مرتفعة على روسيا وشركائها. وفي 27 يوليو/تموز الماضي، أجرى زيلينسكي اتصالًا آخر مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تناول مخرجات الجولة الثالثة من المفاوضات الروسية-الأوكرانية المباشرة في إسطنبول، وإمكانية عقد لقاء بينه وبين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قبل نهاية أغسطس/آب.



إلا أن بوتين جدد، خلال لقائه مع نظيره البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، في جزيرة فالام شمالي روسيا، يوم الجمعة الماضي، تمسكه بالشروط الروسية للتسوية في أوكرانيا، في ما يتعلق بمطالبه بانسحاب القوات الأوكرانية من مناطق شرق أوكرانيا التي ضمّتها روسيا في عام 2022، مشددًا على أهمية ما اعتبره إزالة "الأسباب الجذرية" للأزمة وتسوية المسائل الإنسانية.




## ركلات الجزاء هاجس مدرب ريال مدريد في الموسم الجديد
05 August 2025 05:35 PM UTC+00

يضم نادي ريال مدريد الإسباني، في صفوفه عدداً من النجوم القادرين على تنفيذ ركلات الجزاء، وسيكون المدرب الإسباني تشابي ألونسو، مُطالباً بأن يحسم الاختيار بين: الإنكليزي جود بيلنغهام، والفرنسي كيليان مبابي، والبرازيلي فينيسيوس جونيور، والأوروغوياني فريديريكو فالفيردي، الذي كان قد نفذ آخر ركلة جزاء حصل عليها الفريق في الموسم الماضي.

وكشف تقرير نشرته صحيفة ماركا الإسبانية، أمس الاثنين، أن المدرب يملك الكثير من الخيارات وبات عليه أن يُحدد موقفه قبل بداية الموسم الجديد، ذلك أن النادي الملكي كان أكثر الفرق التي حصلت على ركلات جزاء في الموسم الماضي، حيث أعلن الحكام عن 19 ركلة لحساب ريال مدريد غير أنه أهدر ثلث هذه الركلات، وبالتالي من الضروري اختيار لاعب يُجيد التنفيذ.

وأكدت الصحيفة أن الفرنسي مبابي يبدو الخيار الأنسب في الوقت الراهن، فرغم أنه تلقى انتقادات في الموسم الماضي بإهدار ركلات جزاء، وخاصة في دوري الأبطال أمام ليفربول الإنكليزي، ولكنه يكون موفقاً في معظم المناسبات، ونسبة نجاحه تصل إلى 79.3%، مقابل 66% للبرازيلي فينيسويس، كما أن وضع مبابي في ريال مدريد قد تغيّر بشكل لافتٍ بعد نجاحه في موسمه الأول بحصوله على جائزة الحذاء الذهبي لأفضل هدّاف في أوروبا، إضافة إلى منحه القميص رقم 10 الذي له رمزية كبيرة في الفريق، وقد يكون الأنسب للمهمة، ولكن القرار النهائي سيتخذه المدرب لاحقاً.



وقد شرع ريال مدريد يوم الاثنين في الإعداد للموسم الجديد، وسط تطلعات بأن يستعيد تألقه وحصد الألقاب، خاصة بعد الصفقات التي قامت بها إدارة النادي في الميركاتو الصيفي وكذلك تحفز اللاعبين للتألق تحت قيادة المدرب الجديد، الذي كانت بدايته موفقة نسبياً بالوصول إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية، في انتظار حصاد الفريق أوروبياً ومحلياً في الموسم الجديد.




## "رويترز" عن وسائل إعلام رسمية: مقتل 4 أشخاص جراء سقوط طائرة بمطار فرحات عباس بالجزائر
05 August 2025 05:38 PM UTC+00





## رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام: تكليف الجيش اللبناني وضع خطة تطبيقية لحصر السلاح قبل نهاية العام الجاري
05 August 2025 05:42 PM UTC+00





## نواف سلام: يعرض الجيش اللبناني خطته على مجلس الوزراء قبل 31 من الشهر الجاري لنقاشها وإقرارها
05 August 2025 05:43 PM UTC+00





## "غوغل" تسخر من ذكاء "سيري" الاصطناعي
05 August 2025 05:46 PM UTC+00

باعت شركة آبل أجهزة آيفون 16 العام الماضي مع وعدٍ بأن إصداراً جديداً من مساعدها الذكي سيري سيأتي مدعوماً بالذكاء الاصطناعي قريباً. كان هذا الإصدار سيُطرَح بكونه جزءاً من حزمة "آبل إنتلجنس" لبرامج هواتف آيفون تهدف إلى تعزيز قدرات المساعد الصوتي التي لطالما سخر منه المستخدمون، حتى يتخطى مجرّد عرض حالة الطقس أو ضبط المنبّه. لكن مرّ عام تقريباً ولم يُطرح تحديث "سيري" الموعود بعد، واضطرت "آبل" إلى تأجيل التحسينات وحذف إعلان "آيفون 16" بدلاً من ذلك. هذا منح شركة غوغل الفرصة للسخرية من منافستها. 

وفي إعلان جديد لهاتفها بكسل 10، سخرت "غوغل" من وعد "آبل" الفاشل بتحسينات "سيري إيه آي"، مع راوٍ يقترح أنه يمكنك "تغيير هاتفك" إذا اشتريت "هاتفاً جديداً بسبب ميزة ستصدر قريباً، لكنها لا تزال ستصدر قريباً منذ عام كامل". ونُشر الإعلان، ومدته 30 ثانية، على "يوتيوب" و"إكس" أمس الاثنين، وألمح إلى إطلاق أجهزة "بكسل 10" الجديدة من "غوغل" في 20 أغسطس/آب.





تبريرات مسؤول "سيري" ووعوده

يأتي أحدث إعلان من "غوغل" بعد تقارير ذكرت أن اجتماعاً قد عُقد أخيراً في "آبل" وشارك فيه نائب الرئيس الأول للبرمجيات في الشركة، كريغ فيديريغي، الذي أرجع التأخير إلى مشكلات "آبل"، في محاولة استخدام بنية هجينة لـ"سيري". وتعمل "آبل" الآن على إصدار جديد من "سيري" ببنية مُحدثة، وقال فيديريغي: "هذا وضعنا في موقف لا يسمح لنا فقط بتقديم ما أعلنّاه، بل بتقديم ترقية أكبر بكثير مما تصورناه"، "لا يوجد مشروع يأخذه الناس على محمل الجد أكثر من هذا". وكان فيديريغي قد كشف سابقاً في يونيو/حزيران أن تقديم ترقية "سيري" الموعودة "سيستغرق وقتاً أطول مما كنا نعتقد".

سمعة "آبل" تسوء أكثر

كانت الشكوك قد تفجّرت بعد أن قدّم أحد المراقبين البارزين لأداء الشركة، المحلل التقني جون غروبر، نقداً لاذعاً في منشور على مدونته عبّر فيه عن غضبه لأنه لم يعتمد موقفاً أكثر تشكُّكاً عندما أعلنت الشركة في يونيو/حزيران الماضي أن "سيري" ستحصل على ترقية رئيسية بتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي. وهكذا أدى تأخر "آبل" في إطلاق النسخة الجديدة من سيري المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى الإساءة أكثر إلى صورتها شركةً مبتكِرةً، وباتت تبدو متأخرة تقنياً عن الشركات المنافِسة.




## الهيئة الخيرية الأردنية: مساعداتنا لغزة مستمرة والتحديات كبيرة
05 August 2025 05:46 PM UTC+00

أكدت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية الاستمرار في تقديم مساعدات للشعب الفلسطيني في قطاع غزة المنكوب بالحرب الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وقال أمينها العام حسين الشبلي على هامش منتدى التواصل الحكومي، اليوم الثلاثاء: "قدم الأردن 427 مليون دولار مساعدات لقطاع غزة قبل الحرب، و335 مليون دولار بعد العدوان الأخير".

وأشار إلى "وجود تحديات ومشاكل حقيقية تواجه العمل الإغاثي في غزة، خصوصاً على صعيد إدخال المساعدات وتوزيعها، إذ لا تستطيع جهة حقيقة توزيع المساعدات في قطاع غرة، وتتعرض شاحنات المساعدات الأردنية لاعتداءات يومية عبر تكسير الزجاج أو تفجير الإطارات وغيرها". وحدد مجموع المساعدات التي قدِمت لفلسطين (الضفة الغربية، غزة، القدس) منذ التأسيس حتى تاريخه بـ556 مليون دولار، كما قدم الأردن أكثر من 665 مليون دولار مساعدات لـ42 دولة منذ عام 2022.

وأوضح أن جهود الأردن في تقديم وإرسال المساعدات لقطاع غزة تمثلت في إرسال 53 طائرة مساعدات عبر مطار العريش، وتسيير 185 قافلة مساعدات تضم 8096 شاحنة، وتنفيذ 139 إنزالاً جوياً أردنياً، و289 إنزالاً بالتعاون مع دول شقيقة وصديقة، ومشاركة 102 طائرة مروحية ضمن الجسر الجوي، وتقديم 6 آلاف وحدة دم، وتركيب 532 طرفاً صناعياً ضمن مبادرة "استعادة الأمل" و111,406 أطنان من المساعدات تم إرسالها من الأردن.



من جهة أخرى، أقلعت اليوم الثلاثاء، 5 طائرات عسكرية تحمل مساعدات إنسانية وحليب أطفال ومواد غذائية من قاعدة الملك عبد الله الثاني الجوية ضمن الجهود الدولية التي يقودها الأردن لإيصال المساعدات الإنسانية جواً للمناطق التي يصعب الوصول إليها براً داخل القطاع.

وشاركت في الإنزالات الجوية طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني، وطائرة لدولة الإمارات، وأخرى لجمهورية فرنسا، وطائرتان لألمانيا حملت 35 طناً من المساعدات الإنسانية.

وجرى تقسيم صناديق الطرود بواقع نصف طن لكل منها بعد تغليفها ورزمها وإحكام إغلاقها لضمان وصولها إلى مختلف المناطق في شمال ووسط القطاع من دون إلحاق أي ضرر بها، وبالتنسيق مع عدد من المنظمات الدولية العاملة هناك.

 




## الزمالك المصري يتعاقد مع الهداف التاريخي لمنتخب فلسطين
05 August 2025 05:50 PM UTC+00

أعلن نادي الزمالك المصري تعاقده مع مهاجم فريق شارلروه البلجيكي، الفلسطيني عدي الدباغ (26 عاماً)، وضمه إلى صفوفه في "الميركاتو" الصيفي الجاري، ضمن خطة تعزيز تشكيلته لموسم 2025-2026، في صفقة هجومية قوية. ونشر الزمالك المصري، اليوم الثلاثاء، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فيديو تقديم صفقة ضم النجم الفلسطيني، بتغريدة قال فيها: "اختار التاريخ واختار الجمهور.. أهلاً بعدي الدباغ في ميت عقبة.. إحنا الملوك"'، ليظهر اللاعب الجديد في الفيديو يرد على اتصال هاتفي، ويؤكد "انتظاره عرض الزمالك".

ويأتي تعاقد الزمالك المصري مع عدي الدباغ بعد مفاوضات مكثفة دارت مع اللاعب الفلسطيني، خلال الأيام الأخيرة، وشهدت منافسة مع عدة أندية مصرية وعربية، قبل أن يحسم الفريق الأبيض الصفقة. ويملك لاعب الزمالك الجديد حالياً لقب الهداف التاريخي لمنتخب فلسطين، إذ سجل له 16 هدفاً في 45 مباراة دولية، إلى جانب مجموعة من الأرقام المميزة حققها اللاعب في مسيرته مع الأندية، التي لعب لها، فقد خاض 31 مباراة مع شارلروه البلجيكي، أحرز خلالها خمسة أهداف وصنع هدفاً، ليصل إجمالي أرقامه مع الفريق إلى 44 مباراة سجل فيها سبعة أهداف، وقدم ثلاث تمريرات حاسمة.

ولعب عدي الدباغ في مسيرته الكروية لعدة أندية، بعدما لمع في بداياته مع نادي هلال القدس الفلسطيني، بين عامي 2015 و2019، ثم انتقل للاحتراف، ولعب لأندية: السالمية والقادسية والعربي في الدوري الكويتي، ثم احترف في أروكا البرتغالي وأبردين الاسكتلندي وشارلروه البلجيكي، وهو ثالث لاعب فلسطيني يضمه الزمالك إلى صفوفه خلال الموسم الجديد حتى الآن، إذ استعاد الفريق المصري مهاجمه عمر فرج (23 عاماً)، الذي كان يلعب معاراً في نادي ديجرفورس السويدي، في الموسم الماضي، وكذلك ضم جناح فريق بريدا الهولندي، آدم كايد (23 عاماً)، عبر صفقة انتقال حر.



ويعوّل الزمالك على صفقة عدي الدباغ كثيراً، لحل أزمة الهجوم لديه، في ظل تذبذب مستوى المهاجم التونسي، سيف الجزيري (32 عاماً)، خلال الموسم الماضي بشكل لافت، ويملك الفريق الأبيض في صفوفه حالياً خمسة مهاجمين، هم: عدي الدباغ وسيف الجزيري وأحمد شريف وعمرو ناصر وعمر فرج.






## منتخب السودان يستهل مشواره في "شان 2025" بتعادل مع الكونغو
05 August 2025 05:51 PM UTC+00

استهلّ منتخب السودان مشواره في بطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين "الشان 2025" في نسختها الثامنة، التي انطلقت يوم السبت الماضي، والمقامة في كينيا وأوغندا وتنزانيا حتى 30 أغسطس/ آب الحالي، بتعادل أمام منتخب الكونغو بهدف لكل منهما، في المواجهة التي أُقيمت ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة في تنزانيا، وسجّل موسى كانتي هدف "صقور الجديان" في الدقيقة 29، قبل أن يدرك منتخب الكونغو التعادل في الدقيقة 86، ليتقاسم الطرفان نقاط المباراة، ورغم البداية الجيدة لتشكيلة المدرب الغاني، جيمس كواسي أبياه (65 عاماً)، فإن فقدان التركيز في الدقائق الأخيرة أضاع عليها فوزاً كان في المتناول.

وباتت مهمة المنتخب السوداني معقدة في التأهل إلى الدور الثاني، نظراً لقوة المجموعة، التي تضم أيضاً منتخبي نيجيريا والسنغال، وسيلتقي "صقور الجديان" مع نيجيريا في الجولة الثانية يوم 12 أغسطس الجاري، ثم يواجه السنغال يوم الـ19 من الشهر ذاته، ويتطلب الوضع الحالي من منتخب السودان تحقيق نتائج إيجابية في المباراتين المقبلتين، إذ إن أي تعثر إضافي قد يعني خروجه المبكر من البطولة، وهو ما يُشكل ضغطاً كبيراً على الجهاز الفني واللاعبين.

تحديات كبيرة قبل بداية المنافسة

لم تكن تحضيرات منتخب السودان للبطولة مثالية، إذ واجه صعوبات عدة قبل السفر إلى المشاركة في "الشان"، أبرزها التأخر في انطلاق المعسكر التحضيري، بسبب ضغط مباريات الدوري السوداني للنخبة، وقد وصل المنتخب إلى البطولة عقب موسم مرهق شهد مشاركة عدد كبير من لاعبي الهلال والمريخ، ما أثر بدنياً على التشكيلة، وانعكس هذا الاضطراب في الاستعدادات على الأداء، خاصة في الشوط الثاني أمام الكونغو، فقد بدا الإرهاق واضحاً على بعض العناصر.

غيابات مؤثرة أربكت حسابات مدرب السودان

اضطر المدرب كواسي أبياه لخوض المباراة الأولى في البطولة في ظل غيابات ثقيلة للاعبي الخبرة، وعلى رأسهم رمضان عجب ومحمد عبد الرحمن الغربال وياسر مزمل ومحمد أحمد سعيد إرنق، وأضعفت خيارات المدرب، كما حرمت المنتخب من التوازن بين الخطوط، وأثرت كذلك على الفاعلية الهجومية والقدرة على التحكم في الإيقاع خلال الدقائق الحاسمة، خاصة بغياب اللاعبين، الذين يتمتعون بتجربة دولية وخبرة البطولات الكبرى، وهو ما جعل مهمة منتخب السودان أكثر تعقيداً في هذه المواجهة.



أخطاء دفاعية تطيح بانتصار كان في المتناول

رغم الانضباط الدفاعي لمعظم فترات المباراة، فإن منتخب السودان دفع ثمن تراجع الأداء في الدقائق الأخيرة، بعدما جاء هدف التعادل الكونغولي نتيجة خطأ دفاعي قاتل، وتسبب ارتباك مشترك بين المدافعين: الطيب عبد الرازق وياسر عوض في إهدار النقاط الثلاث، ما كشف عن هشاشة في التركيز تحت الضغط، كما أن التغييرات التي أجراها المدرب بدخول مبارك عبد الله وأحمد عبد المنعم طبنجة ومحمد الرشيد ومحمد تية أبو دقن أسد مكان كل من مازن فضل وعبد الرؤوف وعلي عبد الله حمد النيل كبة وموسى كانتي، لم تُثمر عن تسجيل هدف آخر أو الحفاظ على النتيجة، بل ساهمت في تراجع السيطرة الميدانية، ما أفسح المجال أمام الكونغو للضغط وتسجيل هدف التعادل قبل نهاية اللقاء.




## "تطهير تيك توك" يثير انقساماً بين الصحافيين المصريين
05 August 2025 05:56 PM UTC+00

في مشهد متشابك بين الإعلام والسلطة، وبين الرقابة الأخلاقية والفضاء الرقمي، اشتدت المواجهة داخل الوسط الصحافي المصري بين فريقين متناقضين: الأول يرى في منصات مثل "تيك توك" تهديداً أخلاقياً يستوجب التطهير والحظر، والثاني يرفض تحويل الصحافة إلى أداة وصاية على المجتمع، مؤكداً ضرورة الدفاع عن حرية التعبير وعدم تقييدها.

شهدت الأيام الأخيرة حملة أمنية موسعة شنّتها وزارة الداخلية ضد عدد من مشاهير "تيك توك"، بينهم أسماء معروفة مثل "سوزي الأردنية" و"شاكر" و"مداهم" و"علياء قمرون" و"بنت مبارك". وُجهت لهم اتهامات متنوعة بينها نشر محتوى "خادش للحياء"، و"الإساءة إلى الأعراف الاجتماعية"، بالإضافة إلى شكوك حول مصادر ثرواتهم وعلاقتها بأنشطة مشبوهة.

وأوضحت وزارة الداخلية المصرية أن الحملة تأتي ضمن جهودها لحماية "القيم الاجتماعية" من المحتوى المسيء، في حين اعتبر ناشطون أن الحملة جزء من سياسة موسعة لفرض رقابة أخلاقية صارمة على الفضاء الرقمي المصري.

لا تعد هذه الحملة الأولى من نوعها، إذ سبق أن شهد عام 2020 ملاحقة شابتين معروفتين على "تيك توك"، هما حنين حسام ومودة الأدهم، اللتان حكم عليهما بالسجن وفرض غرامات بتهم تتعلق بـ"انتهاك القيم" و"الرقابة على السلوكيات". وأدانت منظمات دولية تلك الملاحقات، بوصفها أدوات لقمع حرية التعبير، تحت ذريعة الاتهامات الأخلاقية.

في هذا السياق، أصدرت شعبة محرري الاتصالات بنقابة الصحافيين بياناً في 4 أغسطس/آب، رحّبت فيه بالحملة الأمنية، معتبرة إياها جزءاً من "حملة تطهير المجتمع" من المحتوى المسيء والمنصات التي تستغل الفتيات في "الدعارة الإلكترونية" عبر البث المباشر وعمليات "الكاستينج" والتجنيد، واصفة التطبيقات مثل "تيك توك" بأنها تمثل "تهديداً مباشراً للنسيج الاجتماعي" وأدوات لتفكيك البنية القيمية للمجتمع، مطالبة بالإغلاق الفوري لتلك التطبيقات، وتشديد الرقابة والعقوبات.

غير أن البيان أثار جدلاً واسعاً في الوسط الصحافي، حيث رفض عدد من الصحافيين تصريحات الشعبة، معتبرين أنها تشكل انزلاقاً مهنياً وتحريضاً على مؤثري مواقع التواصل، ويدفع الصحافة إلى تبني دور وصاية أخلاقية بدلاً من الدفاع عن حرية التعبير. بدوره، أعرب المرصد المصري للصحافة والإعلام عن قلقه من خطاب شعبة محرري الاتصالات، مؤكداً أنه يمثل "انحرافاً عن الدور المهني للصحافة بوصفها حامية لحرية التعبير والحقوق الرقمية"، و"ينحاز لأجندات رقابية وأبوية تؤدي إلى تكميم الأفواه، وتقييد المجال العام، عبر عبارات فضفاضة" مثل "تطهير المجتمع" و"النزيف الأخلاقي". وحذّر المرصد من مخاطر توظيف مفاهيم "الأخلاق العامة" و"الهوية المجتمعية" أدوات لقمع التنوع، مشيراً إلى أن هذا الخطاب يهدد حرية الصحافة ذاتها، ويدفع إلى توسّع صلاحيات الرقابة، ما يقوّض استقلالية العمل الصحافي. كما نبه المرصد إلى أن هذه الخطابات تكرس التمييز ضد النساء، من خلال تجريم وجودهن الرقمي بحجة مكافحة الفساد الأخلاقي، ما يحد من مشاركتهن في المجال العام، ويعيد إنتاج وصايات بالية بدلاً من حمايتهن.

وشهدت السنوات الأخيرة استهدافاً متزايداً لصناع محتوى على منصات مثل "تيك توك"، حيث وُجهت إليهم اتهامات بـ"الإساءة إلى القيم" و"الانحلال" وحتى "الانتماء إلى جماعات إرهابية"، من دون ارتباط بالمحتوى السياسي. من بين هؤلاء "سوزي الأردنية"، التي احتُجزت عدة أيام في 2025 بتهم نشر أخبار كاذبة والانتماء لتنظيم إرهابي، قبل الإفراج عنها، إضافة إلى تكرار ملاحقات بحق حنين حسام ومودة الأدهم. وتختلف هذه الحملة الأمنية عن سابقاتها بحدة وقسوة غير مسبوقة، ما يثير قلق مراقبين من تحولها إلى استهداف منهجي للجيل الجديد من صناع المحتوى الرقمي، وتطبيق رقابة سلوكية صارمة على الفضاء العام الرقمي.




## الكرة البرتغالية تودّع "الوحش".. خورخي كوستا يرحل فجأة عن 53 عاماً
05 August 2025 06:04 PM UTC+00

خيّم الحزن على أجواء الكرة البرتغالية، صباح اليوم الثلاثاء، بعدما فارق الحياة المدرب والمدير الرياضي لنادي بورتو، وقائد الفريق المُتوّج بالأبطال عام 2004، النجم البرتغالي خورخي كوستا عن عمر ناهز 53 عاماً، إثر تعرّضه لسكتة قلبية مفاجئة، في أثناء وجوده في مركز تدريبات الفريق بـ"أوليفال". 

وكان كوستا قد أنهى مقابلة تلفزيونية مع قناة برتغالية، وطلب من الصحافيين الانتقال إلى داخل المبنى، نظراً لدرجات الحرارة المرتفعة. لكن دقائق قليلة فقط كانت كفيلة بقلب المشهد، بعد أن سقط أرضاً بشكل مفاجئ، وسط ذهول المحيطين به. وتدخّل الطاقم الطبي لنادي بورتو فوراً باستخدام جهاز الصدمات الكهربائية، قبل وصول عناصر الطوارئ والإسعاف الوطني، الذين نقلوه في حالة حرجة إلى مستشفى ساو جواو بمدينة بورتو. وعلى الرغم من الجهود المكثفة، فقد أُعلنت وفاته، بعد إدخاله إلى قسم العناية المركزة بساعات.

ولم يكن خورخي كوستا اسماً عادياً في الكرة البرتغالية، فهو القائد الذي وضع شارة بورتو لأكثر من عقد، وبات رمزاً للصلابة والانضباط والشغف في خط الدفاع. وعلى مدار 13 موسماً في صفوف الفريق البرتغالي خاض كوستا 383 مباراة، وسجّل 25 هدفاً، وتُوّج خلالها بلقب دوري أبطال أوروبا، وكأس الاتحاد الأوروبي، وكأس الإنتركونتيننتال، إلى جانب ثماني بطولات دوري محلي، وخمس كؤوس، وخمسة ألقاب بكأس السوبر البرتغالي. أما على المستوى الدولي، فقد ارتدى كوستا قميص المنتخب البرتغالي في 50 مناسبة، وسجّل هدفين، وكان جزءاً من جيل استثنائي ساهم في إعادة اسم البرتغال إلى الخريطة الكروية العالمية.

وحتى بعد اعتزاله، لم يبتعد كوستا عن المستطيل الأخضر، إذ خاض عدة تجارب تدريبية داخل البرتغال وخارجها، قبل أن يعود إلى نادي بورتو، هذه المرة مديراً رياضياً، ساعياً لنقل خبرته وروحه القتالية إلى الأجيال الجديدة. ولعلّ المدرب الشهير جوزيه مورينيو (62 عاماً) قالها يوماً باختصار: "خورخي كوستا أحد أعظم القادة الذين درّبتهم. لم يكن فقط لاعباً، بل كان روحاً تقاتل من أجل الفريق حتى النفس الأخير".



وترك رحيل خورخي صدمة كبيرة في قلوب جماهير بورتو، وزملائه القدامى، وكل مَن عرفه من قرب؛ إذ خيّم الحزن على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، مقدمين تعازيهم لعائلة الفقيد.




## صحافيو المغرب... القمع مستمر بعد العفو الملكي
05 August 2025 06:09 PM UTC+00

على الرغم من العفو الملكي الذي صدر في يوليو/تموز 2024 وأفضى إلى إطلاق سراح الصحافيين توفيق بوعشرين وعمر الراضي وسليمان الريسوني، فإن الأمل الذي ولّده القرار بشأن تحسّن واقع حرية الصحافة في المغرب سرعان ما تلاشى، بحسب منظمة مراسلون بلا حدود. فبدلاً من أن يشكّل العفو نقطة تحوّل إيجابية، شهد العام الذي تلاه تصعيداً في الملاحقات القضائية وحملات التشهير ضد صحافيين منتقدين.

وفي تقرير صدر حديثاً، دعت "مراسلون بلا حدود" السلطات المغربية إلى وقف "القمع المنهجي" للعاملين في المجال الإعلامي، وفتح حوار حقيقي يقود إلى إصلاح هيكلي يضمن حرية التعبير وتعدديّة الإعلام. وأبرزت المنظمة، في تقريرها، استمرار استغلال القضاء لتكميم الصحافة المستقلة. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، قضية الصحافي حميد المهداوي، مدير موقع "بديل.أنفو"، الذي يلاحَق حالياً في خمس قضايا أُطلقت جميعها من طرف وزير العدل عبد اللطيف وهبي. وفي 30 يونيو/حزيران 2025، أيّدت محكمة الاستئناف حكماً بسجنه 18 شهراً وغرامة مالية قيمتها 1.5 مليون درهم (نحو 140 ألف دولار أميركي)، بتهمتي "نشر ادعاءات كاذبة" و"القذف". الحكم استند إلى القانون الجنائي متجاوزاً قانون الصحافة الذي يستثني العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر. الملف الذي وصل إلى محكمة النقض يُضاف إلى قضيتين أخريين تتعلقان بـ"الإهانة" و"نشر معلومات كاذبة" عن الوزير، إلى جانب تحقيقات أخرى مفتوحة بشأن منشورات له. قضية مشابهة طاولت مدير موقع "آش كاين" هشام العمراني، الذي حوكم بتهم "السب والقذف" و"النشر بسوء نية"، على خلفية مقال نُشر في يوليو 2024 حول ما عُرف بقضية "إسكوبار الصحراء"، المرتبطة بشبكات فساد وتهريب مخدرات وشخصيات نافذة. بُرّئ العمراني في إبريل/نيسان 2025.

كما تشمل اللائحة الصحافية المستقلة حنان بكور التي أُدينت في ديسمبر/كانون الأول 2024 بالسجن شهراً مع وقف التنفيذ، بعد شكوى من حزب التجمع الوطني للأحرار، بسبب منشور على "فيسبوك" حول الانتخابات الجهوية. أما الصحافي محمد اليوسفي فأدين في يونيو 2025 بالسجن شهرين نافذين وغرامة 5 آلاف درهم، إثر شكاوى قدمها مسؤولون في مدينة العيون، بعد منعه من تغطية حدث رسمي، واتُهم بـ"القذف" و"الإهانة" و"نشر صور من دون موافقة". كذلك يواجه مدير نشر موقع "اليوم 24"، عبد الحق بلشكر، ملاحقة من وزير العدل بتهم "القذف" و"إهانة هيئة" و"نشر أخبار كاذبة"، على خلفية تحقيق صحافي حول تصريح للوزير بخصوص خبرة قضائية في ملف عقاري. ولا تزال القضية مفتوحة.

لم تقتصر الضغوط على المسارات القضائية، بل توسعت إلى حملات تشهير إلكترونية تستهدف الصحافيين، خصوصاً الذين شملهم العفو الملكي. وحذرت "مراسلون بلا حدود" من أن هذه الحملات اتسمت بالاتهامات الخطيرة، كالفساد والتخابر مع جهات أجنبية، فضلاً عن المسّ بالحياة الخاصة، وغالباً ما طاولت عائلات الصحافيين أيضاً. ومن بين الأكثر استهدافاً مؤسس صحيفة أخبار اليوم، توفيق بوعشرين، الذي قضى ست سنوات في السجن بتهم من بينها "الاتجار بالبشر" و"استغلال النفوذ لأغراض جنسية". كما شملت الهجمات زميليه عمر الراضي وسليمان الريسوني، إذ اضطر الأخير إلى مغادرة البلاد في ظل تصاعد التشهير. وامتد الأمر إلى الصحافي حميد المهداوي، والصحافي خالد فاتحي من موقع "العمق" الذي استُهدف علناً من طرف رئيس وزراء سابق في فعالية حزبية.



وأكدت المنظمة أن معظم هذه الحملات تُدار عبر مواقع متخصصة في التضليل، وتشكّل جزءاً من استراتيجية ترهيب ممنهجة لإسكات الأصوات النقدية، مستخدمةً أدوات القانون الجنائي بما يخالف المعايير المهنية والقانونية الدولية. ودعت المجلس الوطني للصحافة إلى أداء دوره في التحقيق بالمخالفات الأخلاقية والمهنية المرتكبة من وسائل الإعلام المتورطة في حملات التشهير، كما طالبت السلطات المغربية بالالتزام بقانون الصحافة والنشر، والتوقف عن توظيف القانون الجنائي في قضايا النشر والتعبير، وتعديل المادة 71 من قانون الصحافة بما ينسجم مع المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ووضع معايير شفافة لتوزيع الدعم العمومي على وسائل الإعلام بما يضمن التعددية واستقلالية المعلومات، وإعادة بناء الثقة بين السلطة التنفيذية والمنظمات المهنية والدولية، وفي مقدمتها "مراسلون بلا حدود".

يُذكر أن المغرب يحتل المرتبة 120 من أصل 180 دولة في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2025، الصادر عن "مراسلون بلا حدود".




## مشهد الحراسة بتشكيلة منتخب الجزائر يتعقد.. وبيتكوفيتش في مأزق
05 August 2025 06:13 PM UTC+00

تعرّض منتخب الجزائر إلى ضربة موجعة، تمثّلت في إصابة الحارس الدولي المخضرم والمحترف في نادي بلغراد الصربي، ألكسندر أوكيدجة (37 عاماً)، ما سيُبعده عن الملاعب لفترة طويلة، في توقيت حساس يتزامن مع اقتراب "الخُضر" من دخول مرحلة مفصلية في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، وكأس أمم أفريقيا المقررة في المغرب نهاية هذا العام. وتُعيد هذه الضربة فتح ملف الأزمة المزمنة في مركز حراسة المرمى داخل كتيبة المدرب البوسني، فلاديمير بيتكوفيتش (61 عاماً)، والتي لم تُحسم حتى الآن، رغم تعاقب عدة أسماء في المباريات الأخيرة التي خاضها "محاربو الصحراء".

ونشر الحارس الجزائري، ألكسندر أوكيدجة، اليوم الثلاثاء، عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، تفاصيل إصابته، التي جاءت عبارة عن تمزق في الرباط الصليبي مع تلف في الغضروف المفصلي للركبة، ما يستدعي خضوعه لعملية جراحية وفترة إعادة تأهيل طويلة قد تُبعده حتى نهاية الموسم، وتُنهي عملياً آخر أحلامه في العودة للدفاع عن ألوان منتخب "الخُضر" من جديد.

وكان الحارس السابق لنادي ميتز الفرنسي قد استجاب لدعوة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش للعودة إلى المنتخب، بعد اعتزاله اللعب الدولي، واضعاً نصب عينيه هدف مساعدة المنتخب في ظرف يفتقد فيه للحلول المضمونة في مركز الحارس الأول. وقد جاء انتقاله إلى نادي بلغراد الصربي، الذي انضم إليه هذا الصيف، في محاولة أخيرة لاستعادة التنافسية، وتثبيت أقدامه ضمن قائمة "الخُضر" لكأس أفريقيا، لكن هذه العودة لم تدم طويلاً.

وتأتي هذه الضربة القوية لتعمّق من أزمة عرين منتخب الجزائر الأول، خاصة أن الحارس الأساسي الحالي، أنتوني ماندريا (28 عاماً)، يمرّ بمرحلة ضبابية منذ نهاية الموسم الماضي، بعد نزول ناديه كان إلى الدرجة الثالثة الفرنسية، وعجزه عن إيجاد فريق جديد، رغم تأكيده سابقاً أنه لن يلعب في هذا المستوى. كما أن صورته اهتزت كثيراً بعد المشادة، التي دخل فيها مع أحد المشجعين خلال مباراة ودية، وما سبقها من أداء باهت أمام السويد، ما أفقده شيئاً من رصيد الثقة لدى الجماهير وبعض الأطراف داخل الجهاز الفني.



وفي ظل هذه الوضعية المعقدة، بدأت خيارات بديلة تظهر على السطح، في مقدمتها ألكسيس قندوز (29 عاماً)، الذي استعاد توازنه سريعاً، بعدما فسخ عقده مع فريقه برسيبوليس الإيراني، ووقّع قبل أيام رسمياً مع نادي المولودية، بطل الدوري الجزائري في آخر موسمين، ما يضعه على سكة المنافسة مجدداً، لا سيما أن المباريات القوية المنتظرة محلياً وقارياً ستوفر له فرص الظهور المنتظم، وهو ما يبحث عنه فلاديمير بيتكوفيتش لتقييم جاهزية الحراس. كما يبرز اسم آخر في الواجهة، وهو حارس نادي شباب قسنطينة، زكرياء بوحلفاية (27 عاماً)، الذي قدم أداءً كبيراً في أولى مباريات منتخب الرديف ضمن بطولة أفريقيا للاعبين المحليين "الشان"، ضد منتخب أوغندا المضيف، وساهم في الفوز بثلاثية نظيفة. وقد يجد بوحلفاية، الذي كان جزءاً من المنتخب الأول في فترات سابقة، نفسه مجدداً في الحسابات، خاصة إذا واصل تألقه في المسابقة القارية.




## رواندا ستستقبل 250 مهاجراً مرحلين من الولايات المتحدة
05 August 2025 06:21 PM UTC+00

تعتزم رواندا استقبال 250 مهاجراً سترحّلهم الولايات المتحدة، وذلك بموجب اتفاق أبرمته مع واشنطن، بحسب ما أعلنت المتحدثة باسم حكومتها يولاند ماكولو، اليوم الثلاثاء. وكانت رواندا قد وقعت اتفاقاً مماثلاً مع بريطانيا، لكن الحكومة الجديدة للمملكة المتحدة ألغته العام الماضي بعدما أثار جدلاً واسعاً.

وبعدما أطلقت واشنطن في الأشهر الماضية حملة ترحيل واسعة بعد التفاوض على إجراءات مثيرة للجدل لترحيل مهاجرين من أراضيها إلى دول ثالثة، قالت ماكولو: "اتفقت رواندا مع الإدارة الأميركية على استقبال نحو 250 مهاجراً، باعتبار أن كل العائلات الرواندية عانت من مصاعب النزوح، وأن قيمنا المجتمعية قائمة على إعادة الإدماج والتأهيل". أضافت: "بموجب هذ الاتفاق يحق لرواندا الموافقة على كل شخص يُقترح إعادة توطينه"، لكنها لم تحدد جدولاً زمنياً أو جنسيات الأفراد المعنيين، أو المقابل الذي ستحصل عليه رواندا.



وفي يوليو/ تموز الماضي، رحّلت الولايات المتحدة خمسة مهاجرين غير نظاميين يتحدّرون من دول في آسيا والبحر الكاريبي إلى إسواتيني، الدولة الصغيرة الواقعة في أفريقيا الجنوبية، وبررت خطوتها هذه بأنّ دولهم رفضت استقبالهم.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، كرّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب رغبته في الوفاء بأحد الوعود الرئيسية لحملته الانتخابية عبر تنفيذ برنامج ضخم لترحيل المهاجرين غير الشرعيين. وفي مارس/ آذار، رحّلت الولايات المتحدة إلى السلفادور أكثر من 250 مهاجراً اتهمتهم الإدارة بالانتماء إلى عصابات، وأودعتهم في سجن شديد الحراسة مقابل أموال حصلت عليها سلطات السلفادور.

(فرانس برس)




## الحكومة اليمنية تعلن تفعيل خدمة "ستارلينك" الفضائية
05 August 2025 06:27 PM UTC+00

بدأت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في عدن اليوم الثلاثاء بيع أجهزة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلينك" وباقاتها وتوزيعها في أول خطوة لتفعيل الخدمة رسمياً داخل المحافظات الواقعة تحت سيطرتها. 

ويعاني اليمن من تدهور قطاع الخدمات والبنية التحتية، لكن الحكومة أعلنت في سبتمبر أيلول الماضي إدخال خدمة "ستارلينك" لتحسين الأوضاع. وقال وائل طرموم، المدير التنفيذي لمؤسسة الاتصالات الحكومية في عدن، إن المؤسسة باعتبارها الوكيل المعتمد لخدمة ستارلينك في اليمن، بدأت بيع الأجهزة بسعر 500 دولار، وكذلك الباقات بأسعار تبدأ من 47 دولاراً حتى 800 دولار. 



وأوضح أن الخدمة أصبحت متاحة عبر نقاط بيع معتمدة، وستوزع أجهزتها تدريجياً في مختلف المحافظات الخاضعة لنفوذ الحكومة المعترف بها دولياً في جنوب اليمن وشرقه. كذلك أشار إلى أن السلطات المختصة تستعد أيضاً لتنفيذ حملة لتوفيق أوضاع أجهزة "ستارلينك" غير المسجلة التي دخلت اليمن بطرق غير رسمية والعمل على إدراجها ضمن المنظومة المعتمدة بهدف تنظيم السوق وضمان جودة الخدمة وسلامتها.

ويعيش اليمن حرباً أهلية منذ أكثر من عشر سنوات بعد إطاحة جماعة الحوثي الحكومة المعترف بها دولياً وبسط سيطرتها على العاصمة صنعاء وأجزاء من البلاد. غير أن الجماعة رفضت بشدة إدخال خدمات "ستارلينك" في الأراضي التي تسيطر عليها، وقالت وزارة الاتصالات التابعة لها إنها "تضر بالأمن القومي".



ويهدف مشروع "ستارلينك" من شركة "سبيس إكس" المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك إلى توفير خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية للمناطق النائية، أو التي تعاني من ضعف البنية التحتية التقليدية للاتصالات، ما يجعل اليمن من أبرز المستفيدين في ظل الأوضاع الحالية.

وأعلنت الشركة في سبتمبر الماضي تدشين خدمة الإنترنت رسمياً في اليمن، كأول دولة في الشرق الأوسط. وأكد إيلون ماسك أن وصول الخدمة إلى اليمن جزء من خطة توسيع نطاق خدمة الإنترنت الفضائي للمناطق حول العالم، وخصوصاً المناطق النائية.

وتتوفر خدمة "ستارلينك" في عدة دول عربية، منها سلطنة عمان وقطر والبحرين والأردن، كذلك منحت السعودية موافقتها لتشغيل الخدمة، مع التركيز في البداية على قطاعي الطيران والملاحة البحرية. 

(رويترز، العربي الجديد)

 




## مبيعات السيارات الروسية تسجل انتعاشاً في يوليو رغم العقوبات
05 August 2025 06:27 PM UTC+00

سجلت مبيعات السيارات الجديدة في روسيا خلال يوليو الماضي، نمواً ملحوظاً بنسبة 34% مقارنة بمبيعات الشهر السابق، وفقاً لبيانات رابطة الأعمال الأوروبية (АЕB) المستندة إلى إحصائيات شركة PPK التحليلية. وبلغ إجمالي مبيعات سيارات الركاب والمتوسطة الخفيفة 124.1 ألف وحدة، رغم أن هذا الرقم لا يزال أقل بنسبة 13% عن العام السابق، وكانت مبيعات يونيو قد سجلت 92.6 ألف سيارة فقط.

أرجعت الرابطة هذا التحسن الإيجابي أساساً إلى عاملين، هما إعادة تفعيل برامج الدعم الحكومي المخصصة لتحفيز الطلب في قطاع السيارات، والبدء في تخفيض سعر الفائدة الرئيسي من قبل البنك المركزي الروسي. ونقلت الرابطة عن أليكسي كاليتسيف، رئيس لجنة مصنعي السيارات بالرابطة، أن هذه الإجراءات إلى جانب العروض التجارية للمصنعين ساعدت في عكس مسار الانكماش الذي شهدته السوق بنهاية النصف الأول من العام، مشيراً إلى أن تأثير خفض الفائدة كان نفسياً في الأساس، وساهم في تعزيز ثقة المستهلك.



تأمل الرابطة أن تمثل هذه المؤشرات بداية لاتجاه طويل الأمد نحو استقرار القطاع ونموه، مؤكدة أن استمرارية برامج الدعم الحكومي وضمان بيئة عمل قابلة للتنبؤ ستظلان ركيزتين أساسيتين لتحقيق هذا الهدف في المستقبل القريب.

و قال أليكسي سميرنوف، الذي يعمل في أحد معارض السيارات في موسكو، لـ"العربي الجديد" إن " الزبائن الذين كانوا مترددين طوال عدة أشهر، عادوا فجأة، خصوصاً مع استئناف برامج الدعم الحكومي لتمويل المشتريات".

وأشار سميرنوف إلى أن هذا الدعم يحدث تأثيراً أكبر من من خفض الفائدة، مضيفاً:  التحدي الأكبر يظل في سلاسل التوريد. العقوبات الغربية تجعل بعض الموديلات الأوروبية نادرة، ما يرفع أسعارها. هذا يدفع العملاء نحو العلامات الآسيوية أو الروسية، لكننا ما زلنا نواصل تأمين تشكيلة متنوعة رغم الصعوبات" وتابع: "التوقعات إيجابية لبقية العام إذا استمر الدعم. النمو الحقيقي سيحتاج استقراراً في إمدادات قطع الغيار وتنوعاً أكبر في العروض".



من جهته قال إيغور باراتينسكي، مسؤول في معرض لبيع السيارات في موسكو، لـ"العربي الجديد": "المشهد المستقبلي يعتمد على عاملين: استمرارية الدعم، وقدرتنا على التكيف مع تحولات السوق. العقوبات فرضت واقعاً جديداً، لكن الابتكار في حلول التمويل وتوطين الإنتاج قد يحول التحدي إلى فرصة. النمو الشهري مشجع، لكن الطريق إلى تعافٍ مستدام لا يزال طويلاً".

ويأتي هذا الانتعاش الجزئي في سياق استمرار التحديات الناجمة عن العقوبات الغربية على الاقتصاد الروسي، والتي أثرت بعمق في سلاسل التوريد، ما يسلط الضوء على دور الإجراءات المحلية الداعمة للتخفيف من حدتها وتحفيز الطلب المحلي رغم بقاء المبيعات دون مستويات ما قبل العقوبات.




## 128 مساهماً في الوداد يطالبون بكشف الحساب.. فهل دقت ساعة آيت منا؟
05 August 2025 06:37 PM UTC+00

تعاني مكونات نادي الوداد الرياضي المغربي لكرة القدم ضغوطاً متزايدة، من قِبل الجماهير والمساهمين، الذين أصبحوا يطالبون بالكشف عن البيانات المالية، وعقد اجتماع الجمعية العمومية في القريب العاجل، في خطوة تصعيدية تهدف إلى إرغام الرئيس الحالي، هشام أيت منا (54 عاماً)، على تقديم أجوبة واضحة حول الإخفاقات المتتالية، التي عاشها النادي في الموسم الكروي الماضي، وآخرها في بطولة كأس العالم للأندية، التي استضافتها الولايات المتحدة الأميركية، في يونيو/ حزيران الماضي، بالإضافة إلى إبرام تعاقدات بمبالغ ضخمة، دون إعطاء توضيحات بشأنها، ما يهدد الاستقرار المالي للنادي الأحمر على المدى المتوسط والبعيد.

وتبعاً لذلك، وقّع 128 مساهماً بنادي الوداد الرياضي على وثيقة رسمية، حصل "العربي الجديد" على نسخة منها، يطالبون فيها بعقد اجتماع الجمعية العمومية بشكل عاجل، من أجل الكشف عن حساب النادي، وتبرير فشل الإدارة الحالية في أداء مهامها بالشكل المطلوب، ما يهدد بالتصعيد بين المساهمين الغاضبين والإدارة المالية، التي يرأسها هشام آيت منا. وفي هذا الإطار، كشف كريم كلايبي، أحد المساهمين، في تصريح لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، أن رئيس الوداد الرياضي، هشام آيت منا، توصل بالوثيقة من طريق مفوّض قضائي، في خطوة تعبّر عن رفض المساهمين الطريقة التي يسير بها هذا النادي العريق، بدليل النتائج المخيّبة للآمال، التي حصدها في بطولة كأس العالم للأندية 2025.



وأضاف كريم كلايبي أن المساهمين لا يثقون بالرئيس الحالي، إذ يعتبرونه غير قادر على تسيير شؤون نادٍ جماهيري، ويرفضون استمراره رئيساً للنادي الأحمر. وعليه، فإنهم يطالبونه بالرحيل، بما أنه لم يفِ بوعوده. وتابع قائلاً: "يبدو أن الهدف من هذه الخطوة هو الاطلاع على الوضعية الراهنة للوداد الرياضي، والكشف عن حساباته المالية، وأيضاً معرفة استراتيجيته للموسم الكروي المقبل. لهذا، سنحاول الضغط أكثر على الرئيس هشام آيت منا، من أجل عقد اجتماع الجمعية العمومية في أقرب الآجال". وشدد المتحدث نفسه على ضرورة التجاوب مع مطالب المساهمين، من أجل رد الاعتبار إليهم، وإطلاعهم على كل ما يجري داخل دواليب نادي الوداد الرياضي، حتى تعمّ الشفافية أكثر.




## كتائب القسام: استهدفنا ناقلة جند صهيونية بعبوة برميلية شديدة الانفجار وأوقعنا طاقمها بين قتيل وجريح في الزنة شمال شرق خانيونس
05 August 2025 06:40 PM UTC+00





## المتحدثة باسم الخارجية الأميركية رداً على سؤال حول موقف واشنطن من احتلال غزة: نركز على الإفراج عن الرهائن
05 August 2025 06:49 PM UTC+00





## الخارجية الأميركية: نعمل على التأكد أن حماس لن تحكم غزة مرة أخرى
05 August 2025 06:51 PM UTC+00





## غزة حاضرة في مهرجان لوكارنو السينمائي السويسري
05 August 2025 06:51 PM UTC+00

انطلق اليوم الثلاثاء مهرجان لوكارنو السينمائي السويسري ببرنامج تحضر فيه القضية الفلسطينية والمعاناة في غزة. وسوف يتناول المهرجان كذلك قضايا السودان وأوكرانيا وإيران "ليعكس مشاهد الرعب التي يشهدها العالم اليوم"، و"يراهن على قوة السينما في مواجهة العجز الإنساني"، يورد موقع سويس إنفو السويسري.

ذاكرة غزة في لوكارنو

تعرض المسابقة الرئيسية في لوكارنو الفيلم الفلسطيني "مع حسن في غزة" للمخرج كمال الجعفري. وهو فيلم وثائقي مستند إلى ثلاثة أشرطة مكتشفة تتناول الحياة في غزّة خلال عام 2001، لتكون هذه المواد المصوّرة شهادةً على مكانٍ وزمانٍ فائتين. كما تعرض المسابقة الفيلم اللبناني "حكايات الأرض الجريحة" للمخرج عباس فاضل، الذي يرصد وقائع الحرب اللبنانية ومعاناة اللبنانيين في مواجهتها. وهو الجزء الثاني من فيلمه الوثائقي "حكايات المنزل البنفسجي"، الذي رصد وقائع الحرب في لبنان.

الكوميديا ضد مشاكل العالم

يقول الموقع إن المدير الفني لمهرجان لوكارنو السينمائي، جيونا نازارو، قد قرّر المُراهنة على ما يعتبره الرد الأكثر تحضراً على مشاكل العالم، وهو الكوميديا. وشملت دورة هذا العام من المهرجان ستة أفلام كوميدية من أصل 17 فيلماً في المسابقة الرئيسية، وهي كوميديا ذات جرعات أكبر من القتامة والفوضوية. ومن الكوميديا الرومانية مثلاً فيلم "الأخت في الأديرة" للمخرجة إيفانا ملادينوفيتش، التي تشارك في المنافسة للفوز بجائزة الفهد الذهبي، أرفع جوائز مهرجان لوكارنو.



وتتنافس مع ملادينوفيتش مجموعة من المواهب الإخراجية الشابة، مثل الياباني شو مياكي والألماني جوليان رادلماير. أمَّا من الجيل الأكبر، فتبرز أسماء منها المخرج التونسي الفرنسي عبد اللطيف كشيش من خلال "مكتوب، حبي: الأغنية الثانية"، والبريطاني بن ريفرز بـ"إسطبل الفرس"، والسويسري فابريس أراغنو بـ"البحيرة". ولا يقتصر حضور الكوميديا على المسابقة الرئيسية، بل تمتد إلى الأقسام الأخرى أيضاً. ويكرّم المهرجان هذا العام النجم العالمي جاكي شان، الذي يصفه نازارو بأنه "باستر كيتون السينما الحديثة"، فقد نجح شان، خلال مسيرة مهنية امتدّت لأكثر من 50 عامًا، في المزج ببراعة بين الدراما، والكوميديا، والترفيه، والأكشن، وفنون القتال في كل فيلم من أفلامه.




## وزارة الصحة اللبنانية: غارة للعدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة بريتال أدت إلى سقوط شهيد
05 August 2025 06:55 PM UTC+00





## سورية: قتلى وجرحى بهجومين منفصلين في اللاذقية ودير الزور
05 August 2025 07:09 PM UTC+00

قُتل عنصر من قوات الأمن السوري ومهاجم يُعتقد أنه كان تحت تأثير الكحول، وأُصيب عنصر آخر بجروح بليغة أدت إلى بتر أحد أطرافه، اليوم الثلاثاء، في حادثة انفجار قنبلتين يدويتين في ريف محافظة اللاذقية. في المقابل، أُصيب ثلاثة من عناصر قوى الأمن الداخلي الكردية "الأسايش" بهجوم مسلح استهدف دورية لهم في ريف دير الزور، كما أُعلن عن تحقيقات جارية في جريمة قتل راح ضحيتها الإعلامي كندي العداي في دير الزور، شرق سورية.

وقالت وزارة الداخلية السورية، مساء الثلاثاء، إن شخصاً يُعتقد أنه كان تحت تأثير الكحول، اقترب من أحد الحواجز الأمنية في منطقة القرداحة بريف محافظة اللاذقية، شمال غرب سورية، أثناء قيام العناصر الأمنية بمهام حفظ الأمن والاستقرار، موضحة أن عناصر الحاجز تعاملوا مع الموقف بهدوء وتم تسوية الأمر دون أي إشكال. لكن بعد نحو نصف ساعة، بحسب الوزارة، "عاد الشاب حاملاً قنبلتين يدويتين وقام بفتحهما بين العناصر الأمنية المتواجدة في المكان. وأسفر الانفجار عن مقتل المنفذ على الفور، واستشهاد أحد عناصر الحاجز، فيما أُصيب عنصر آخر إصابة بليغة أدت إلى بتر أحد أطرافه، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج".

وفي حادث منفصل، قالت قوى الأمن الداخلي "الأسايش" في بيان لها نشرته على موقعها الرسمي، إن "في تمام الساعة الواحدة والنصف من ظهر اليوم الثلاثاء، أقدمت مجموعة (إرهابية) تستقل دراجة نارية على استهداف سيارة لقواتنا في بلدة أبريها بريف دير الزور". وأوضحت أن الهجوم تم باستخدام سلاح "كلاشينكوف"، ما أدى إلى إصابة ثلاثة من عناصرها بجروح متفاوتة، مضيفة أنها شكّلت دوريات مشتركة وتوجهت إلى موقع الهجوم، وباشرت عمليات تمشيط موسعة في المنطقة بهدف كشف هوية الفاعلين وتقديمهم للعدالة.



إلى ذلك، قال قائد الأمن الداخلي في محافظة دير الزور، العقيد ضرار الشملان، وفق وزارة الداخلية السورية، إن "جريمة قتل وقعت قبل أيام في مدينة دير الزور راح ضحيتها الشاب الإعلامي كندي العداي"، مؤكداً أن "التحقيقات انطلقت منذ اللحظة الأولى لوقوع الجريمة، ويتابعها فريق مختص من الأمن الداخلي بكل جدية ومهنية، بهدف كشف ملابسات القضية والوصول إلى جميع المتورطين". ودعا الشملان "أهلنا الكرام إلى التريث وتجنب إصدار الأحكام المسبقة، حفاظاً على نزاهة التحقيق وسير العدالة"، مضيفاً: "نطمئن الجميع أن هذه الجريمة لن تمر دون محاسبة، وأن يد العدالة ستطال كل من يثبت تورطه، دون تهاون أو استثناء". 

وعُثر يوم الأحد الماضي في مدينة دير الزور على جثة الناشط الإعلامي كندي العداي، مشنوقاً داخل شقته، وقد ظهرت على جسده آثار تعذيب واضحة، بحسب ما أظهرته تسريبات من تقرير الطب الشرعي، والذي رجّح أن الجريمة وقعت يوم الجمعة الموافق 1 أغسطس/ آب. وأثارت الحادثة موجة واسعة من الغضب والقلق في أوساط الناشطين المحليين، نظراً لسجل العداي المعروف في المجال الإعلامي والحقوقي، حيث كرّس سنواته الماضية في تغطية وتوثيق الانتهاكات المرتكبة من قبل جميع الأطراف في محافظة دير الزور، منذ انطلاقة الثورة السورية في آذار/ مارس 2011.




## راي باسيل توجه رسالة وداع بعد إعلانها تمثيل قطر في الرماية
05 August 2025 07:38 PM UTC+00

أعلنت الرامية في رياضة رماية التراب، راي باسيل (36 سنة)، تمثيل قطر بدلاً من لبنان رسمياً، رافضة الكشف عن الأسباب التي دفعتها إلى اتخاذ هذا القرار في الوقت الراهن، وذلك عبر رسالة على حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، اليوم الثلاثاء.

وقالت راي باسيل التي تعتبر من البطلات الناجحات في تاريخ الرياضة ببلاد الأرز في منشورها: "بعد 22 عاماً من تمثيل لبنان بكلّ فخر في رياضة الرماية، وهي سنوات حافلة بالانتصارات والخسارات والدروس التي لن أنساها، وصلتُ اليوم إلى مرحلة أفتح فيها صفحةً جديدة من حياتي. من قلبي، أتوجه بالشكر لكل من آمن بي، من الداعمين والمدربين، إلى الاتحاد اللبناني، واللجنة الأولمبية اللبنانية ورئيسها، لقد كنتم جزءاً مهماً من رحلتي، لكن الحياة تأخذنا أحياناً إلى أماكن لم نكن نتوقّع الوصول إليها، وذلك لأسباب خاصة سأفصح عنها في الوقت المناسب…".

وتابعت البطلة المتوجة بعشرات الميداليات، بينها ذهبية كأس العالم في نيقوسيا عام 2016 للتراب، إلى جانب إنجازات أخرى في الألعاب الآسيوية وبطولة آسيا للرماية وبطولة العالم: "لذلك، قرّرت اليوم الانتقال إلى دولة قطر والمنافسة باسمها. كل الشكر لدولة قطر على هذه الفرصة الكبيرة، وعلى الترحيب والدعم والثقة بي. إنها فرصة من دولة تهتم بتطوير الرياضة وتحسينها، وتستقطب طاقاتٍ من مختلف البلدان لدعمهم والاستفادة من مهاراتهم. هذه الفرصة ستُسهم في تعزيز التواصل وتوقيع مذكرات تفاهم بين الدولتين، ولا سيما في مجال الرماية وتطويرها. لبنان سيبقى في قلبي… في كلّ طلقة، في كلّ ذكرى، وفي كلّ مرة يرتفع فيها العلم. إنها بداية جديدة، وأطلب من الله أن تكون مليئة بالشغف، والاستقرار، والأمل".

وكانت راي باسيل قد أكدت في مقابلة مطولة مع "العربي الجديد" في عام 2018، عن الأمور التي تنقص لبنان على مستوى الرماية لتحقيق إنجازات أكبر أجابت، وقالت حينها: "في البلدان الأخرى تُصرف على هذه الرياضة أموال طائلة، وقيمة الميدالية الذهبية في بعض البلدان تقارب الـ100 ألف دولار أميركي وربما أكثر، فالرماة في العديد من الدول مجهزون طوال العام ولديهم الإدارة والدعم المالي، بينما في لبنان فإن الميزانية محدودة للغاية، وأنا دائماً أقول إن الرياضة بشكل عام في بلدنا يجب أن تحظى بميزانية واهتمام أكبر، لأنها المتنفس الوحيد في ظل الأوضاع الحالية، خصوصاً أن تحقيق إنجاز في الخارج يعتبر أمراً مهماً لرفع اسم الوطن ووضعه على الخريطة الرياضية".



وكان رئيس اتحاد الرماية ورئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية، بيار جلخ، قد أكد لـ"العربي الجديد"، تفاصيل القصة قبل أيام، قائلاً: "بالتأكيد كان هناك تواصل بين الاتحاد اللبناني للرماية والاتحاد القطري للرماية، ولم تكتمل عملية انتقال تمثيل باسيل من لبنان إلى قطر من دون موافقة اللجنة الأولمبية اللبنانية، كل شيء كان قانونياً وصحيحاً، حتى إن اللجنة الأولمبية الدولية على علم بالقصة وحصلنا على الموافقة الرسمية منها".




## رودري عنوان أزمة جديدة في مانشستر سيتي
05 August 2025 07:38 PM UTC+00

يطرح ملفّ النجم الإسباني، رودري (29 عاماً)، أزمة داخل فريق مانشستر سيتي الإنكليزي، الذي يخشى خسارة خدمات نجم وسط ملعبه، واللاعب الوحيد في الدوري الإنكليزي، الذي سبق له التتويج بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، والتي تمنحها سنوياً مجلة فرانس فوتبول، إذ يرغب "السيتي" في تمديد عقد لاعبه، قبل أيام من بداية الموسم الجديد، خوفاً من العروض التي تُلاحقه في الفترة الأخيرة من قِبل الأندية المنافسة الراغبة في التعاقد معه.

وينتهي عقد رودري مع مانشستر سيتي في يونيو/ حزيران 2027، وقد أكدت صحيفة آس الإسبانية، اليوم الثلاثاء، أن إدارة النادي الإنكليزي ترغب في تمديد العقد إلى نهاية موسم 2028ـ2029، كما أن النجم الإسباني سيحصل على ثاني أعلى راتب في الفريق، خلف النرويجي إيرلينغ هالاند (25 عاماً)، وهو الخيار الذي طرحته إدارة النادي، من أجل إقناع اللاعب بالاستمرار مع "السيتيزن" مواسم إضافية، بما أنه ركن أساسي في مشروع المدرب الإسباني، بيب غوارديولا (54 عاماً)، وتنتظر إدارة "السيتي" موقفاً حاسماً من اللاعب، خوفاً من دخول الموسم المقبل وهو في موقف قوّة يسمح له باختيار وجهة جديدة.



وكانت تقارير إعلامية قد أشارت، في وقتٍ سابق، إلى أن ريال مدريد يرغب بشدة في التعاقد مع النجم الإسباني، وتستعد إدارة النادي الملكي لتقديم عرض تتجاوز قيمته 100 مليون يورو إلى مانشستر سيتي، للحصول على موافقته لقبول العرض، ولهذا فإن "السيتي" يرغب في التحرّك الآن، من أجل غلق الباب أمام النادي الملكي، وحسم الجدل عبر تأمين استمرار اللاعب مع الفريق الإنكليزي مواسم إضافية.




## مدرب جديد يقود تونس في وديّتي مصر.. إليكم التفاصيل كاملة
05 August 2025 07:38 PM UTC+00

وافق الاتحاد التونسي لكرة القدم على الطلب الذي تقدّم به نظيره المصري، من أجل إقامة مباراتين دوليتين وديتين، بين منتخبي تونس ومصر، في القاهرة، وتحديداً في السادس والتاسع من شهر سبتمبر/ أيلول المقبل.

وطرح إعلان الاتحاد المصري لكرة القدم موعدي المباراتين العديد من التساؤلات في الشارع الرياضي التونسي، نظراً لتزامنهما مع مواجهتين مهمتين لـ"نسور قرطاج" في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026، خلال تلك الفترة، ضد كل من ليبيريا، على استاد حمادي العقربي برادس، وغينيا الاستوائية، في العاصمة مالابو، وتحديداً خلال الأيام الأولى من الشهر المقبل، إلى حين الإعلان عن التواريخ الرسمية للمنافسات.

وبحسب المعطيات الحصرية، التي حصل عليها "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، فإنّ تونس لن تواجه مصر بالفريق الأول، وإنما بالمنتخب الأولمبي تحت 23 عاماً، بالإضافة إلى بعض لاعبي الدوري المحلي، وربما العناصر المحترفة في الدوريات الأجنبية، الذين لا يدخلون حسابات المدير الفني للمنتخب الأول، سامي الطرابلسي (57 عاماً).

وأضاف مصدر مقرّب من الاتحاد التونسي أنّ "نسور قرطاج" سيكونون تحت قيادة مدرب منتخب الشباب تحت 20 عاماً، عبد الحي بن سلطان، الذي سيتولى تدريب المنتخب الأولمبي مستقبلاً، ومِن ثمّ فإن مواجهتي مصر ستمثلان فرصة له لبدء التحضيرات مع الفريق، لتصفيات بطولة كأس أمم أفريقيا تحت 23 عاماً، المؤهلة لمسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية 2028.



كما تدخل هذه الاستراتيجية ضمن تحضير الفريق، الذي سيخوض منافسات بطولة كأس العرب بقطر في ديسمبر/ كانون الأول، بما أن تونس قررت المشاركة بلاعبي الدوري المحلي والعناصر التي لا تدخل حسابات المنتخب الأول، لكنّ سامي الطرابلسي سيكون المدير الفني للمنتخب في البطولة العربية، في نهاية الأمر، وفقاً للمصدر نفسه.




## لبنان: مجلس الوزراء يكلف الجيش وضع خطة لحصر السلاح قبل نهاية العام
05 August 2025 07:44 PM UTC+00

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، أن مجلس الوزراء قرّر في جلسته اليوم الثلاثاء "استكمال النقاش في الورقة التي تقدّم بها الجانب الأميركي إلى يوم الخميس في 7 أغسطس/آب الجاري، وتكليف الجيش اللبناني وضع خطة تطبيقية لحصر السلاح قبل نهاية العام الحالي بيد الجهات المحددة في إعلان الترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية وحدها وعرضها على مجلس الوزراء قبل 31 من الشهر الجاري لنقاشها وإقرارها".

وأتى هذا القرار وفق تعبير سلام "بعد الاطلاع على ورقة المقترحات التي تقدّمت بها الولايات المتحدة الأميركية عبر السفير توماس برّاك من أجل تمديد وتثبيت إعلان وقف الأعمال العدائية لشهر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، لتعزيز الوصول إلى حلٍّ دائم وشامل وعلى التعديلات التي أضيفت إليها بناء على طلب المسؤولين اللبنانيين".

وتوقف سلام في كلمة له بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء، مساء يوم الثلاثاء، والتي استمرت لنحو ستّ ساعات عند بنود أساسية في وثيقة الوفاق الوطني، والبيان الوزاري لحكومته، وقسم الرئيس جوزاف عون، على صعيد ملف السلاح وسلطة الدولة اللبنانية.



وجاءت المقررات اليوم وفق ما تلا سلام، بناءً على "وثيقة الوفاق الوطني التي أقرت في مدينة الطائف وانبثق منها الدستور الحالي خصوصاً ما نصت عليه لجهة استعادة سلطة الدولة حتى الحدود اللبنانية المعترف بها دولياً وبسط سلطة الدولة اللبنانية تدريجياً على كامل أراضيها بواسطة قواها الذاتية"، إلى جانب "اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي وبسط سيادة الدولة على جميع أراضيها ونشر الجيش اللبناني في منطقة الحدود اللبنانية المعترف بها دولياً".

كما جاءت المقررات بناء على البيان الوزاري لحكومة "الإصلاح والإنقاذ" الذي نالت على أساسه ثقة 95 نائباً من أعضاء المجلس النيابي، والذي أكد على أن الدولة اللبنانية تلتزم بالكامل مسؤولية أمن البلاد والدفاع عن حدودها وتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 كاملاً من دون اجتزاء ولا انتقاء، مع تأكيد ما جاء في القرار نفسه والقرارات ذات الصلة عن سلامة أراضي لبنان وسيادته واستقلاله السياسي داخل حدوده المعترف بها دولياً حسب ما ورد في اتفاق الهدنة بين إسرائيل ولبنان عام 1949، والتشديد على حق لبنان في الدفاع عن النفس في حال حصول أي اعتداء وذلك وفق ميثاق الأمم المتحدة. كذلك، جاءت بناءً على ما ورد في خطاب قسم الرئيس جوزاف عون في 9 يناير/كانون الثاني الماضي، والذي أكدت الحكومة الحالية التزامه في بيانها الوزاري تحديداً في ما خصّ تنفيذ "واجب الدولة في احتكار حمل السلاح".

وجاء ذلك أيضاً بناء على إقرار لبنان بإجماع الحكومة السابقة على إعلان الترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية كما أقرّ في 27 نوفمبر الماضي وهو الإعلان الذي دعا إلى الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي، والذي يؤكد على نزع سلاح جميع الجماعات المسلحة في لبنان وضمان أن تكون القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي والمديرية العامة للأمن العام وأمن الدولة والجمارك اللبنانية والشرطة البلدية هي الحاملة الحصرية للسلاح في لبنان.

وعقد مجلس الوزراء عند الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي، جلسة في قصر بعبدا الجمهوري برئاسة الرئيس جوزاف عون بغياب وزيرين بداعي السفر، وعلى جدول أعمالها بنود عادية إلى جانب الملف الأبرز وهو سلاح حزب الله، والترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية الذي كان وُضع بنداً أول، بيد أن البحث به أرجئ إلى النهاية. وفي إطار المواقف التي أدلى بها بعض الوزراء لدى دخولهم الجلسة، قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيّد، إنها ستصوّت دعماً لبند سحب السلاح، بينما أيّدت بدورها وزيرة السياحة، لورا الخازن لحود، مبدأ حصرية السلاح بيد الدولة.

من جهته، شدد الرئيس جوزاف عون خلال الجلسة على "وجوب عدم المماطلة في ملف انفجار مرفأ بيروت بعد خمس سنوات على وقوع الحادث المشؤوم، والإسراع في الملف لتأخذ العدالة مجراها". ودعا الرئيس عون المسؤولين إلى "الكف عن تخويف الناس من بعضها وتوتير الوضع على أمور لا تستحق ذلك، وترك المجال أمام الراغبين في الاستثمار وتمضية موسم الصيف، بدلاً من الكلام الباعث على الخوف والقلق، وتحديد مواعيد وهمية لضربات أو لحرب". وطلب عون من مجلس الوزراء تعديل اسم الجادة الممتدة من طريق المطار باتجاه نفق سليم سلام من "جادة حافظ الأسد" إلى "جادة زياد الرحباني"، الأمر الذي وافق عليه مجلس الوزراء وطلب من وزير الداخلية إتمام الإجراءات اللازمة بشأنه.

من جهته، قال وزير الإعلام بول مرقص في معرض ردّه على أسئلة الصحافيين إن وزيري حركة أمل وحزب الله "انسحبا لعدم موافقتهما على قرار مجلس الوزراء الذي كان في صدد الصدور والذي تلاه رئيس الحكومة. وانسحبا فقط من الجلسة، وتحدثا بكلام جيد قبل انسحابهما، ولا مشكلة بتاتاً، وإن شاء الله يكونان موجودين في جلسة الخميس التي ستعقد استكمالاً للبحث الذي بدأناه".

وأشار إلى أن "الحكومة اقرت في بيانها الوزاري حصر السلاح بيد قواتها الذاتية حصراً. وفي الحكومة السابقة في 27 نوفمبر الفائت، أقرّت الترتيبات التي تنصّ على ذلك، وقبلها القرار الدولي 1701، هناك مهلة للجيش للعودة إلى المجلس بخطة تنفيذية هذا الشهر، ومهلة مبدئية لآخر السنة لتوحيد السلاح في يد الدولة".

وأوضح: "هناك جلسة لاستكمال بحث ما بدأناه اليوم، لأننا لم ننته من الموضوع بعد، وبالتالي لم يتم إقرار الورقة، بل اتخذنا قرارات واضحة تلاها رئيس الحكومة"، مشدداً على أن "الدولة تتعامل مع هذا الأمر وفق قرارات رسمية تصدر عن الحكومة التي هي على مسافة واحدة من الجميع، وملتزمة باستقرار البلاد وبحماية المواطنين، وتحترم كل فئات الشعب".

وعما إذا كان هناك من قرار لوضع الجيش في وجه حزب الله، قال مرقص: "لا لم يتم اتخاذ مثل هذا القرار، ولا يمكن اتخاذه، اطمئنوا". ورداً على سؤال بأنه "سبق للحكومة أن اتخذت قراراً بالنسبة إلى السلاح الفلسطيني ولم ينفّذ. وما إذا كان قرار اليوم هو بسبب الضغوط الدولية المتزايدة؟"، أجاب مرقص: "هذا القرار الرسمي الصادر عن الحكومة، وهناك مهل ووضوح، وبالتالي نحن نتعهد ونلتزم بذلك، في ضوء ما سيرد من قيادة الجيش التي ستتولى دراسة الأمر والعودة إلينا".

وعما إذا كانت الدولة اللبنانية سترد إذا حصلت اغتيالات أو اعتداءات اعتباراً من الغد، قال: "هذه بدايات القرارات الحكومية التي لم تكتمل وستكتمل مع الجلسة المقبلة وربما ما سيليها من جلسات. وعندما تنهي الحكومة درس الورقة، يتم إقرارها وستكون هناك تكاملية في القرارات. إنما اليوم حصل نقاش ديمقراطي وحيوي وتحدثنا بالسياسة وكان هناك قرار في هذا الاتجاه، وسنتخذ قرارات أخرى كلما استكملنا البحث".

وبالتزامن مع انعقاد الجلسة، جالت مسيرات دراجة نارية في الضاحية الجنوبية لبيروت وذلك تعبيراً عن رفض تسليم السلاح، رُفعت خلالها أعلام حزب الله وصور الأمين العام السابق حسن نصر الله (اغتالته إسرائيل في 27 سبتمبر/أيلول الماضي)، فيما عمل الجيش اللبناني على تحويل بعض مساراتها.

وقبيل انتهاء الجلسة، أطلّ الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم بكلمة أكد خلالها عدم الموافقة على أي اتفاق جديد غير الموجود بين الدولة اللبنانية والكيان الإسرائيلي، حاسماً بأن "أي جدول زمني يُعرض في لبنان بما خصّ السلاح ليُنفذ تحت سقف العدوان الإسرائيلي لا يمكن أن نوافق عليه". وفي وقتٍ اعتبر قاسم أن لا مصلحة لإسرائيل بالذهاب نحو عدوان واسع، هدّد بأنها في حال قررت ذلك فإنه سيؤدي "إلى سقوط صواريخ في داخل الكيان الإسرائيلي وكلّ الأمن الذي بنوا عليه حتى الآن لمدة 8 أشهر يسقط بساعة واحدة".

وجاءت كلمة قاسم خلال احتفال تكريمي أقامه حزب الله، اليوم الثلاثاء، في الضاحية الجنوبية لبيروت للقيادي محمد سعيد إيزدي (الحاج رمضان)، مسؤول ملف فلسطين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، (أعلن الاحتلال اغتياله أثناء عدوانه على إيران في يونيو/حزيران الماضي).

واعتبر قاسم أنه "على الدولة أن تضع خططاً لمواجهة الضغط والتهديد وتأمين الحماية، لا أن تُجرد مواطنيها من قدرتهم وقوتهم، وتُجرد ‏مقاومتها من قدرتها وقوتها، وتخسر أسباب القوة التي تساعدها على أن تطالب وتُقايض وتثبت وتواجه وتُحرر ‏الأرض، وتجعل هناك سيادة حقيقية للبنان". ورأى أن على مجلس الوزراء أن يضع بنداً هو كيفية مواجهة العدوان الإسرائيلي وحماية السيادة والإجراءات العملية لذلك والجدول الزمني لتحقيقه، فهذه الأولوية الموجودة وليس الذهاب لسحب السلاح كرمى لعيون إسرائيل، وليس سحب السلاح لأن الأميركيين ولأن إحدى الدول العربية ‏تسعى وتضغط بكل جهد لذلك.

وقطع قاسم الطريق للتصويت داخل الحكومة على بند سحب السلاح، مشيراً إلى أن "المقاومة هي جزء من دستور الطائف منصوص عليها هناك بالإجراءات التي يجب أن تتخذ بكافة الأشكال لحماية لبنان، ولا يمكن لأمر دستوري أن يناقش بالتصويت بل يتطلب توافقاً ومقومات المجتمع كافة لتتفاهم على القضايا المشتركة".

في المقابل، ورداً على مقرّرات الحكومة، حذر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، من "17 مايو/أيار جديد (اتفاق السلام مع إسرائيل، الموقّع في 17 مايو 1983)، لأن البلد بارود وإطفاءه بالنزين يضع لبنان كله بقلب النار". وقال قبلان في بيان مساء الثلاثاء إن "لبنان أكبر من توقيع يخدم إسرائيل، والسلم الأهلي يمر بحماية القوة الوطنية السيادية وتعزيزها لا تمزيقها وتطويقها، والمقاومة هي التي استرّدت لبنان يوم كان البعض جزءا من الاحتلال الإسرائيلي فضلاً عمّن كان يجوب العالم للسياحة والترفيه، والحكومة وظيفة وطنية وليست سوق بضاعة أميركية أو إقليمية، ومن يغامر بالسلم الأهلي يضع لبنان بقلب المجهول، ومن يحمل وطنه بحقيبة لا يحق له أن ينادي بسيادة هذا الوطن، ومن تلطخ تاريخه بالعمالة لإسرائيل وقتال الجيش اللبناني هو آخر من يحق له الحديث عن سيادة البلد وحصر السلاح، ومن يضع لبنان بقلب الكارثة يتحمّل تداعيات مواقفه التي تخدم إسرائيل، واللحظة تاريخ، والسيادة الوطنية جيش وشعب ومقاومة ومن يطعن هذه الحقيقة يطعن لبنان، والجيش اللبناني شريك المقاومة ورفيق سلاحها وتضحياتها وفوق المغامرة السياسية القذرة، وجماعة النعيم السلطوي الجدد يقامرون بالوحدة الوطنية والسلم الأهلي، وحذار من 17 أيار جديد لأنّ البلد بارود وإطفاءه بالبنزين يضع لبنان كله بقلب النار".

تجدر الإشارة إلى أنه بعد انتهاء الجلسة، استهدف طيران الاحتلال سيارة في بلدة بريتال في محافظة بعلبك الهرمل وقد أدى الاستهداف بحسب وزارة الصحة اللبنانية إلى سقوط شهيد.




## ترامب يوسع رسومه الجمركية باستهداف الأدوية وأشباه الموصلات
05 August 2025 07:44 PM UTC+00

تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء بفرض رسوم جمركية على واردات بلاده من الأدوية قد تصل إلى 250% خلال عام ونصف، وهو ما ينذر بتوسيع نطاق الحرب التجارية التي يقودها ترامب منذ بدء ولايته الثانية ضمن ما يصفه باستراتيجيته لتعزيز الصناعات الأميركية.

وقال ترامب في مقابلة مع شبكة (سي ان بي سي) إنه يعتزم البدء بفرض رسوم جمركية صغيرة على واردات الأدوية ، لكنها "خلال عام إلى عام ونصف في حد أقصى، سترتفع الرسوم إلى 150%، ثم إلى 250%، لأننا نريد أن تُصنع الأدوية في بلدنا".

ولم يحدد ترامب النسبة الأولية للرسوم الجمركية على الأدوية، لكنه كان قد صرّح الشهر الماضي بأن الرسوم قد تصل إلى 200%، كذلك أشار في شهر فبراير إلى أن الرسوم القطاعية على الأدوية وأشباه الموصلات ستبدأ عند 25% أو أكثر، وستشهد زيادات كبيرة خلال عام.



وتجري الولايات المتحدة مراجعة أمن قومي لقطاع الأدوية، ويستعد القطاع لاحتمال فرض رسوم جمركية على وارداته. وحتى الآن، لم تُعلن الإدارة موعد صدور نتائج تلك المراجعة.

كذلك أشار ترامب أيضاً إلى أنه يعتزم إعلان رسوم جديدة على أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية "خلال الأسبوع المقبل تقريباً"، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.

وفي ظل تهديدات ترامب المتزايدة، تعهدت عدة شركات أدوية باستثمارات بمليارات الدولارات في منشآت التصنيع داخل الولايات المتحدة، من بينها شركة أسترازينيكا التي أعلنت أخيراً التزاماً باستثمار 50 مليار دولار لتوسيع عملياتها في أميركا.

وتأتي تصريحات ترامب قبل يومين من دخول مجموعة جديدة من الزيادات الجمركية التي أقرتها إدارته حيّز التنفيذ، وتشمل عشرات الدول. وقد دفعت الخطط الجمركية الأميركية الحكومات إلى تحركات دبلوماسية عاجلة لتفادي الأسوأ، من بينها زيارة وفد حكومي سويسري لواشنطن يوم الثلاثاء، في محاولة أخيرة لتجنب رسوم عقابية.



وتمثل الأدوية نحو 60% من صادرات سويسرا إلى الولايات المتحدة، وهي قطاع ظل مستثنىً من الرسوم الجديدة حتى الآن. إلا أن التهديد الأميركي بفرض رسوم مرتفعة على هذا القطاع سيُعقد المفاوضات الثنائية.

يُذكر أن هناك اتفاقاً إطارياً بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ينص على أن الرسوم الجمركية على الأدوية وأشباه الموصلات حالياً تبلغ صفراً. ومع ذلك، فإن نية الولايات المتحدة لرفع هذه الرسوم بعد مراجعتها قد تُحدث توتراً في العلاقات التجارية مع التكتل الأوروبي.

معاقبة الهند

وفي السياق ذاته، هدد ترامب بزيادة كبيرة على الرسوم المفروضة على الواردات الهندية خلال 24 ساعة، بسبب مواصلة نيودلهي شراء النفط من روسيا، وهو ما اعتبره مصدراً لتمويل العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وأشار ترامب إلى أن هذه الإجراءات تأتي في إطار ضغطه على موسكو لتحقيق تقدم في محادثات السلام مع كييف، بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء الغزو الروسي.



من جانبها، انتقدت موسكو تهديدات ترامب برفع الرسوم على السلع الهندية، وسط استعدادها لمحادثات مرتقبة هذا الأسبوع مع المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف.

ورغم أن إدارة ترامب تسوّق لهذه الرسوم وسيلةً لتحفيز الإنتاج المحلي وتعزيز القوة التفاوضية الأميركية في التجارة العالمية، إلا أن محللين حذروا من تداعيات اقتصادية سلبية داخل الولايات المتحدة، بينها ارتفاع التضخم وتباطؤ التوظيف والاستثمار، ولا سيما بعد صدور بيانات ضعيفة حول سوق العمل الأسبوع الماضي.

(رويترز، فرانس برس)




## من "بطل محبوب" إلى فاشل غير مرغوب.. زامير بمرمى نتنياهو والوزراء
05 August 2025 07:44 PM UTC+00

رغم إسهامه الكبير في حرب الإبادة على قطاع غزة، والثناء الكبير الذي استقبله به المستوى السياسي عند تعيينه خلفاً لرئيس أركان جيش الاحتلال السابق هرتسي هليفي، يجد إيال زامير نفسه في مرمى الانتقادات والإهانات، من قبل ذات المسؤولين، الذين اختاروه، حين كان بالأمس القريب محبوبهم، وبات اليوم منبوذهم. وليس الخلاف في جوهره حول الإبادة والتجويع والتهجير، بل حول بعض الأهداف في قطاع غزة وآلية تنفيذها. وفيما يبدو أن المستوى السياسي يدفع نحو توسيع الحرب واحتلال غزة، أو على الأقل يهدد بذلك، يحذّر زامير والعديد من المسؤولين في المستوى الأمني، من عواقب ذلك على المحتجزين الإسرائيليين في غزة، واستنزاف الجنود، وعلى المجتمع الإسرائيلي، ويقترح خططاً بديلة من قبيل احتلال مناطق محدودة في القطاع، وفرض طوق عليها، والمبادرة إلى عمليات دهم وهجمات عينية.

لكن المستوى السياسي لا يكتفي بهذا القدر، ويريد الإمعان في الإبادة والتهجير والاستيطان ودخول مخيمات المنطقة الوسطى، ويتطلع على ما يبدو إلى رئيس أركان يؤمن بتحقيق "النصر المطلق" الذي أطلقه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وردده من ورائه وزراء وشركاء في الحكومة. بل إن زامير نفسه هدد وتوعد مع توليه منصبه في مارس/ آذار الماضي بتكثيف القتال في غزة، وتماشت بعض تصريحاته مع تصريحات المستوى السياسي القائلة بخوض إسرائيل "حرباً وجودية"، و"سنواصل حربنا لإعادة مختطفينا (المحتجزين) ومن أجل الحسم".

ويبدو أنه على قدرِ التوقّعات، تكون خيبة الأمل، ما قد يفسر انقلاب المستوى السياسي عليه، وإشارة إلى ذلك إهانته من قبل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في جلسة الأسبوع الماضي، الذي قال له موبخاً: "قدّمت خطة للحسم أمام حماس خلال ثلاثة أشهر، ولم تنجح في ذلك. أنا أعتذر لرئيس الأركان السابق هرتسي هليفي وأفتقده". وكان ذلك رداً على اعتبار زامير أن الأمور وصلت إلى مرحلة تتعارض فيها أهداف الحرب، وأن على المستوى السياسي اتخاذ قرارات.



وشتان ما بين اليوم والأمس. في بيان لنتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس، عند تعيين زامير، ذكرا أن التصديق على تعيينه "حصل بعد عملية اختيار مهنية ودقيقة، وهي تعكس الثقة الكبيرة بخبرته الواسعة في قيادة الجيش الإسرائيلي في هذه المرحلة". وقال نتنياهو: "حتى عندما خدم بصفة سكرتيري العسكري، تأثرت بالتزام إيال زامير للدولة، وبالتزامه للجيش الإسرائيلي، وبنهجه الهجومي... أتوقع أنه خلال خدمته - وربما حتى في المستقبل القريب - سنحقق كل هذه الإنجازات العظيمة التي لا تغيّر فقط وضع إسرائيل، بل تغيّر أيضاً وجه الشرق الأوسط بأكمله". وقال كاتس إنه "مقتنع بقدرة زامير على قيادة الجيش نحو الحسم والانتصارات في جميع الجبهات. أنا واثق من أنه سيقود الجيش بحكمة ومسؤولية، وسيعمل على تطبيق الدروس المستفادة من أحداث 7 أكتوبر بهدف تعزيز الجيش الإسرائيلي".

قد تكون نيات نتنياهو حقيقية بشأن احتلال قطاع غزة كاملاً، قد يتلاعب بحلفائه في الائتلاف لإطالة عمر الحكومة، أو قد يبحث عن كبش فداء يحمّله مسؤولية ما لم ينجح في تحقيقه في غزة إن قرر إنهاء الحرب، على غرار "النصر المطلق"، والقضاء على حماس نهائياً ونزع سلاح القطاع وغيرها من الأهداف المعلنة القابلة للتحديث الدائم بما يخدم مصالحه. وقد يدفع نتنياهو زامير إلى الاستقالة، مثلما دفع سلفه هليفي ورئيس الشابك السابق رونين بار ومسؤولين آخرين، وحمّلهم مسؤولية الإخفاق الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتنصّل هو من المسؤولية.

يعزز هذا التوجه مهاجمة يائير نتنياهو نجل رئيس الحكومة ومقربين من نتنياهو الأب، أمس الاثنين، رئيس الأركان ومحاولة نزع الشرعية عنه واتهامه بتسريبات لوسائل الإعلام، زاعمين أن كاتس هو من أصر عليه، بخلاف كيلهم المديح له لدى تعيينه. أكثر من ذلك، يروّج المقربون من نتنياهو أنه القائد الحقيقي، وفق ما نشرته وسائل إعلام عبرية مساء اليوم، الذي دفع باتجاه اتخاذ القرارات العسكرية المهمّة، خلافاً لموقف الجيش، بما في ذلك الهجوم على إيران. كذلك يروجون أن نتنياهو لم يرغب في زامير منذ البداية.

من جانبه، وجّه كاتس رسالة واضحة اليوم إلى زامير، من قلب قطاع غزة، بأنه "بعد أن يتخذ المستوى السياسي القرارات المطلوبة، فإن المستوى العسكري، وكما فعل في جميع جبهات الحرب حتى الآن، سينفذ السياسة التي تُحدَّد بمهنية. مهمتي وزيراً للأمن المسؤول عن الجيش الإسرائيلي هي التأكد من أن هذا ما سيحدث، وهذا ما سأفعله". وأضاف أن "الحسم ضد حماس في غزة، وخلق ظروف تُمكّننا من استعادة المختطفين، هما الهدفان الرئيسيان للحرب في غزة، ويجب علينا اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتحقيقهما". وتحمل أقوال كاتس في طياتها تقليلاً من شأن زامير، ونسب فضل "الإنجازات" الإسرائيلية للمستوى السياسي، فيما يُنفذ رئيس الأركان القرارات فقط. وفي وضع طبيعي ما كانت هناك حاجة للتشديد على بديهيات، مفادها أن الجيش يخضع لقرارات المستوى السياسي.

سلسلة من المشادات والمواجهات

برزت أول مواجهة علنية بين رئيس الأركان ووزير الأمن في شهر مارس/ آذار الماضي، أي في الأيام الأولى لتولي زامير منصبه، حين أثار العميد في جيش الاحتلال الإسرائيلي أورن سولومون الجدل، بعد زعمه إقالته من منصبه، على خلفية دوره في التحقيق بإخفاق فرقة غزة وقيادة المنطقة الجنوبية، في مواجهة المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وزعم سولومون أنه أقيل من منصبه بسبب انتقاداته التي وجهها في التحقيقات ضد القيادة العليا للجيش الإسرائيلي. وعلّق الوزير كاتس بأنه "لا يجب أن يُخلق انطباع بأن تحقيقات الشرطة العسكرية هي أداة لإسكات النقد الداخلي" في جيش الاحتلال الإسرائيلي. وفي ردة فعل، أصدر زامير، بياناً استثنائياً قال فيه: "لا أتلقّى تعليمات عبر بيانات في وسائل الإعلام، والادعاء أن الضابط جرى التحقيق معه بسبب دوره في تحقيقات 7 أكتوبر كاذبة ومجردة من أي أساس". وأعلن كاتس أنه سيخاطب زامير عبر القنوات التي يراها مناسبة.

كذلك لم يحب المستوى السياسي دعم زامير المبطّن لرئيس الشاباك السابق رونين بار، في الوقت الذي عملت فيه الحكومة على إطاحته. وبرز ذلك في بيانات عممها جيش الاحتلال في حينه، حول عمليات مشتركة مع الشاباك، مرفقة بصور لزامير وبار خلال المتابعة.

وظهرت لاحقاً مواجهة أخرى بين كاتس وزامير، حين رفض الأخير مقترح الوزير بأن يتولّى الجيش الإسرائيلي توزيع المساعدات حين تدخل إلى غزة. ورد سموتريتش في حينه بأن "الجيش لا يختار مهامه، نحن حددنا لكم أن عليكم الاستعداد لذلك. نحن نحدد ما عليكم فعله، وأنتم عليكم مهمة تنفيذه. وإذا كنت غير قادر على ذلك، سنجلب شخصاً يستطيع القيام به. وإن كنت لا تعرف فسنجد شخصاً يعرف".

بعد نحو أسبوع، سُجّل خلاف إضافي بين زامير والوزراء خلال جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت). في النقاش، طالب الوزراء الجيش بتكثيف العملية العسكرية في القطاع، وقرروا عدم إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة في تلك الفترة. الوزيرة ميري ريغيف قالت في حينه: "لا يمكن الاستمرار بهذا الشكل. نحن نتلكأ في غزة"، معتبرة أن الجيش لا يبذل جهداً كافياً، ليردّ عليها زامير: "أنا لا أتفق معك أننا نراوح مكاننا. هناك حالياً آلاف الجنود يقاتلون في غزة".

وانضم الوزير ياريف ليفين إلى الانتقادات الموجهة لرئيس الأركان بسبب معارضته توزيع الجنود المساعدات الإنسانية. وقال ليفين، مخاطباً زامير: "ما قلته في الجلسة السابقة غير مقبول. يمكنك أن توصي وتعترض، لكنك لا تقرر بدلاً منّا. لا يمكن المطالبة باتخاذ قرارات ثم رفض تنفيذها".

وقبيل نهاية مايو/ أيار الماضي، سُجّل خلاف إضافي مع الوزير كاتس، الذي قرر منع المدّعية العسكرية العامة، يفعات تومر - يروشلمي، من المشاركة في مؤتمر نقابة المحامين. وردّ زامير بأنه وافق على مشاركتها، فيما أصدر كاتس بياناً إضافياً شدد فيه على أن القرار يعود له، في موضوع يقع ضمن مسؤوليته.

بعد أكثر من شهر بقليل، حذّر زامير خلال اجتماع الكابينت المصغّر من أن استمرار الحرب في قطاع غزة يعرّض حياة المحتجزين الإسرائيليين للخطر، وأشار إلى أن "وضعهم صعب جدًا". وأثار بذلك غضب الوزيرين سموتريتش وإيتمار بن غفير. واعتبر الأخير أن المزيد من الضغط العسكري هو ما سيساعد في استعادة المحتجزين، ولن يضرّ بهم. وعلّق سموتريتش من جهته: "نحن أيضاً نريد المختطفين، لكننا لسنا مستعدين للتخلي عن دولة كاملة. الجيش الإسرائيلي لا يوجّه المستوى السياسي لما يجب أن يقرّره".

خلال ذلك الأسبوع، وفي ظل انتظار ردّ حماس بشأن المفاوضات التي كانت لا تزال جارية آنذاك، اندلع خلاف حاد وصاخب في اجتماع "الكابينت" بين نتنياهو وزامير. وجّه أعضاء "الكابينت" انتقادات للجيش بزعم أنه "لم يمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى حماس". وكما في اجتماعات سابقة، وجّه الوزيران سموتريتش وبن غفير اتهامات للجيش، مدّعين أنه لم يلتزم وعوده. وردّ زامير مهاجماً: "نحن نقوم تماماً بما كلّفتمونا به، وأنصحكم بالحذر في كلامكما. لا حاجة للتذكير بأن جنودنا يسقطون في المعارك".

لاحقاً، طلب نتنياهو من زامير إعداد خطة واسعة لإخلاء السكان في غزة نحو جنوب القطاع، فيما أضاف سموتريتش بأنه "يجب فرض حصار على الشمال. هكذا سنُسقط حماس". ورد زامير: "أنتم تريدون حكماً عسكرياً. الجيش الإسرائيلي لا يستطيع السيطرة على مليوني إنسان. من سيدير غزة؟"، عندها رفع نتنياهو صوته بغضب: "الجيش والدولة. أنا لا أريد حكماً عسكرياً، لكنني أريد نقلهم إلى منطقة مدنية واسعة. أنا غير مستعد لأن تبقى حماس بأي شكل في القطاع. البديل لخطة الإخلاء نحو الجنوب، دعس القطاع واحتلال غزة، لكن هذا يعني قتل المختطفين"، زاعماً أن "هذا ما لا أريده ولا أستطيع فعله". ردّ رئيس الأركان قائلاً: "لم نتفق على شيء كهذا. إدارة هؤلاء الناس وهم جائعون وغاضبون قد تؤدي إلى فقدان السيطرة وهجوم على قواتنا. لا نريد أن نصل إلى هذه المرحلة"، فقال له نتنياهو: "حضّروا خطة إخلاء. أريد أن أراها". فأجابه زامير: "إذن وجّهني".

بعد أقل من يومين، اندلع مجدداً خلاف حاد بين نتنياهو وزامير حول وتيرة تنفيذ إقامة ما يُسمى "المدينة الإنسانية" في القطاع. كذلك نشب خلاف بين سموتريتش وزامير وصل إلى حدّ الصراخ. واتهم سموتريتش الجيش الإسرائيلي بعدم تنفيذ تعليمات المستوى السياسي بشأن الفصل الإنساني. وتدخّل نتنياهو خلال النقاش، وضرب على الطاولة في محاولة لتهدئة الأجواء. في ذلك الخلاف، اتّهم سموتريتش زامير، وقال: "الجيش غير مستعد لإدارة المساعدات الإنسانية. لقد فشلتم فشلاً ذريعاً في هذا الأمر. الجيش يجب أن يوزّع المساعدات الإنسانية"، فردّ عليه رئيس الأركان: "إنك تنتقد كل شيء. أنت تضعف جنود الاحتياط وتضعف روح الجنود. أنت ضد الجيش الإسرائيلي. تعارض كل شيء وتقول إننا لا نفعل شيئاً".

أجاب سموتريتش: "أنت تقول هذا، ثم أراه لاحقاً في الصحف. مشكلتك أنك لا تعرف كيف تتقبل النقد. أنا أُثني على النجاحات، لكن في موضوع توزيع المساعدات الإنسانية، فشلتم فشلاً ذريعاً. كان عليكم أن توزّعوا عندما قلت لكم". ضرب نتنياهو على الطاولة وقال: "أنتما تتحدثان بطريقة غير لائقة. أطلب منكما التهدئة". فأضاف سموتريتش: "أنا أعلم أنه سيُسرّب ضدي". وردّ عليه زامير: "أنا لا أُسرّب شيئاً. أنت من يُسرّب من الجلسات".

في الأسبوع الماضي، تصاعد التوتر مجدداً بين سموتريتش وزامير إلى خلاف حاد خلال اجتماع "الكابينت" المصغّر، بعد أن حذّر زامير من أن احتلال غزة بالكامل قد يستغرق سنوات، وأنه في الوقت الحالي يجب الاستمرار في الهجمات وعمليات الدهم المركّزة والعينية. وأثارت هذه التصريحات غضب سموتريتش، الذي انفجر في وجه رئيس الأركان، وقال: "نحن بالفعل نشتاق لهرتسي هليفي. عليك أن تعتذر له. أنت هاجمته على الأمور نفسها بالضبط".

أما أمس، وفي ظل تقارير تفيد بأن تفاقم الخلافات مع المستوى السياسي قد يدفع رئيس الأركان إلى الاستقالة، خرجت تسريبات من مكتب نتنياهو تفيد بأنه "تقرر أن نتجه نحو احتلال كامل (للقطاع). وإذا لم يناسب ذلك رئيس الأركان، فليستقِل".




## تركيا: اتفاق برلماني على قواعد مرحلة ما بعد الكردستاني
05 August 2025 07:45 PM UTC+00

كشفت رئاسة البرلمان التركي، اليوم الثلاثاء، عن تسمية اللجنة البرلمانية المكلفة بالتمهيد لمرحلة ما بعد تسليم حزب العمال الكردستاني سلاحه، باسم "لجنة التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية"، والتوافق على أسس وقواعد عملها. وأوضحت رئاسة البرلمان، عقب اجتماع دام 8 ساعات، في بيان صدر عنها، أنها "أُقرّت بالإجماع قواعد ومبادئ عمل لجنة التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية".

وأضافت: "أُنشئت هذه اللجنة برعاية البرلمان بهدف تعزيز التكامل الاجتماعي، وترسيخ التضامن الوطني والأخوة، وتقييم الجهود المبذولة في مجالات الحرية والديمقراطية وسيادة القانون، بما يتماشى مع هدف تركيا خالية من الإرهاب". وأشارت رئاسة البرلمان إلى أن اللجنة ستشرف على "عملية حاسمة ستُشكّل مستقبل البلاد وتضمن سلاماً دائماً"، مضيفة أن اللجنة ستحدد اللوائح القانونية اللازمة، وتعمل على مشاريع القوانين، وتضمن إطلاع الرأي العام على مجريات العملية عبر الاجتماعات.

كما أوضحت أن ممثلي الكتل الحزبية وغير الحزبية تبادلوا الآراء حول المرحلة وأهمية اللجنة، حيث أُقرّت بالإجماع إجراءات عمل اللجنة ومبادئها، وتم تثبيت اسمها ليكون "لجنة التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية". وكشفت الرئاسة أن الاجتماع المقبل سيُعقد الجمعة المقبلة، ودُعي إليه كل من وزير الداخلية علي يرلي كايا، ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، لإطلاع اللجنة على العمل الذي تقوم به مؤسساتهم والتطورات الحالية.

وشدّدت رئاسة البرلمان على أنها هي الجهة الحصرية المخوّلة بتقديم المعلومات المتعلقة بعمل اللجنة. وأفادت قناة "سي أن أن تورك" بأن نواب الأحزاب توافقوا على 12 مادة حول أسس وقواعد عمل اللجنة، مشيرة إلى أن آلية اتخاذ القرارات حُدّدت بالأغلبية، دون اشتراط أغلبية الثلثين. وبحسب وسائل إعلام تركية، فإن ممثلي الكتل البرلمانية والأحزاب في اللجنة أدلوا بكلمات عبّرت عن تطلعات ورؤى أحزابهم، وعكست مواقفهم السياسية من المرحلة الحالية.



وكانت اللجنة قد تشكّلت قبل أيام بإشراف من رئيس البرلمان نعمان قورطولموش، وتضم نواباً من الكتل البرلمانية والأحزاب التي لديها نواب، وُزّعوا بحسب نسب الكتل، بالإضافة إلى ممثل واحد لكل حزب لا يملك كتلة برلمانية (التي تتطلب 20 نائباً على الأقل). وكان يُفترض أن يكون عدد أعضاء اللجنة 51 عضواً من الأحزاب البرلمانية، إلا أن مقاطعة "الحزب الجيد" (3 مقاعد) خفّضت العدد إلى 48.

وكان حزب العمال الكردستاني قد أعلن، في 12 مايو/ أيار الماضي، قراره حلّ نفسه وإلقاء السلاح، استجابةً لدعوة مؤسسه عبد الله أوجلان، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد في جزيرة إمرلي، عقب سلسلة لقاءات لا تزال مستمرة. ودعا أوجلان، في نهاية فبراير/ شباط الماضي، إلى حل جميع المجموعات التابعة للكردستاني وإنهاء أنشطتها، لتقوم أول مجموعة، في 11 يوليو/ تموز الماضي، بإلقاء سلاحها وحرقه في السليمانية بإقليم كردستان العراق.

وانطلقت المرحلة الأخيرة، وفق الحكومة، بخطاب من الرئيس رجب طيب أردوغان الصيف الماضي، تبعته مصافحة بين زعيم حزب "الحركة القومية" دولت باهتشلي ونواب "حزب ديم الكردي" في افتتاح البرلمان بداية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ولاحقاً في الشهر ذاته، دعا باهتشلي "حزب ديم" إلى إقناع أوجلان بإلقاء السلاح، وحل الحزب، والاستفادة من "حق الأمل".




## البرلمان الليبي يؤجل جلسة الموازنة بعد اعتراضات المصرف المركزي
05 August 2025 07:55 PM UTC+00

أجّل مجلس النواب الليبي جلسة التصويت على موازنة 2025 يوم  الثلاثاء، بسبب اعتراض مصرف ليبيا المركزي على مشروع القانون المالي، محذرًا من "تقديرات غير واقعية" ومخاطر مالية تهدد استقرار العملة المحلية والدين العام.

وقال مصدر مسؤول من المصرف المركزي، لـ "العربي الجديد إن محافظه ناجي عيسى وجّه رسالة عاجلة إلى رئاسة البرلمان طالب فيها بتأجيل اعتماد الموازنة، مشيرًا إلى وجود "ملاحظات جوهرية" على بنود الإنفاق والإيرادات، وسط غياب أي تشاور رسمي مع اللجنة المالية النيابية. وأضاف أن المصرف عبّر عن قلقه من تنامي الدين العام وارتفاع الضغوط على سعر صرف الدينار، معتبرًا أن الموازنة المقترحة لا تعكس حجم الإنفاق الفعلي ولا الإيرادات المحصلة بشكل واقعي.

وفي وقت سابق، شدد المحافظ على أهمية أن يكون التشاور مع المصرف المركزي قائمًا على أسس الميزانية، خاصة في ما يتعلق بتوحيدها كشرط أساسي لضبط النفقات العامة، منتقدًا تجاهل المشروع لمعطيات جوهرية، في مقدمتها مرور أكثر من نصف السنة المالية وما تحقق خلالها من إيرادات ونفقات فعلية، داعيًا إلى ضرورة اعتماد تقديرات واقعية ومدروسة. كما أكد أن المصرف المركزي سيقوم بمخاطبة رئيس مجلس النواب لتوضيح أسباب عدم قدرته على تقديم الملاحظات، مجددًا الدعوة إلى فتح مشاورات حقيقية مع مؤسسات الدولة بشأن الميزانية.



وبحسب نسخة حصلت عليها "العربي الجديد"، تبلغ القيمة الإجمالية للموازنة 160.5 مليار دينار (حوالي 30 مليار دولار)  موزعة على الرواتب (64.5 مليار دينار)، الدعم (54.6 مليارا)، النفقات التشغيلية (13.9 مليارا)، والتنمية (27.5 مليارا). كما تتوقع الحكومة إيرادات بنحو 183.6 مليار دينار، منها 141.9 مليارا من مبيعات النفط، و15 مليارًا كأرباح من مصرف ليبيا المركزي، وهو رقم شكك خبراء اقتصاديون في دقته.

وتعتمد الموازنة على سعر نفط تقديري يبلغ 65 دولارًا للبرميل، ما قد يوفر، وفق اللجنة المالية، فائضًا بقيمة 23.5 مليار دينار، في حال استقرار السوق.



لكن عبد الحميد الفضيل، أستاذ الاقتصاد في جامعة مصراتة، اعتبر في حديث لـ"العربي الجديد" أن هذه الموازنة "تكرّس الإنفاق المزدوج" بين حكومتَي الشرق والغرب، متوقعًا أن تلجأ حكومة بنغازي إلى إصدار أذونات خزانة لتمويل العجز، مما قد يرفع الدين العام، الذي بلغ 270 مليار دينار نهاية 2024.

من جهته، رأى المحلل الاقتصادي محمد الشيباتني خلال حديته لـ"العربي الجديد" أن تمرير الموازنة في الربع الأخير من العام يثير تساؤلات حول آليات التنفيذ، محذرًا من توسّع في الإنفاق العام، وآثار تضخمية محتملة نتيجة العجز المتفاقم في النقد الأجنبي الذي بلغ 5.5 مليارات دولار في 2024، و4.7 مليارات خلال أول خمسة أشهر من 2025.

ولا تزال ليبيا تشهد انقسامًا مؤسسيًا بين حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليًا في طرابلس، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وحكومة موازية يرأسها أسامة حماد، مقرها بنغازي وتحظى بدعم البرلمان. 




## مندوب الجزائر في مجلس الأمن: يجب على الاحتلال فتح كل المعابر والممرات الإنسانية إلى قطاع غزة
05 August 2025 08:00 PM UTC+00





## مئات الإسرائيليين يغلقون شارع وزارة الأمن في تل أبيب للمطالبة بصفقة
05 August 2025 08:29 PM UTC+00

خرج مئات المتظاهرين الإسرائيليين في مسيرة نحو وزارة الأمن في تل أبيب، مساء الثلاثاء، حيث أغلقوا شارعاً رئيسياً يقع فيه مقر الوزارة، للمطالبة بإنهاء حرب غزة، وإعادة الأسرى، بحسب ما أفاد به الإعلام العبري. وذكرت القناة 12 العبرية أن المئات من الإسرائيليين خرجوا في مسيرة بمدينة تل أبيب باتجاه مقر وزارة الدفاع، "بهدف المطالبة بوقف الحرب على غزة وإعادة الرهائن". وأضافت أن المتظاهرين أغلقوا شارع "أيالون" الذي يقع فيه مقر الوزارة، وذلك عبر إشعال إطارات سيارات. وأكدت القناة أن من بين المشاركين في المسيرة عائلات الأسرى الإسرائيليين، وقد خرجوا "للتعبير عن رفضهم لقرار استمرار الحرب على غزة".

ويأتي هذا في وقت كشفت فيه وسائل إعلام إسرائيلية، مساء الثلاثاء، عن توجه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو نحو توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، وصولًا إلى احتلال مدينة غزة والمخيمات المركزية في وسط القطاع. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، نقلًا عن مسؤول سياسي، بأن رئيس الحكومة ترأس مشاورات أمنية شارك فيها وزير الأمن يسرائيل كاتس وعدد من كبار قادة المؤسسة الأمنية، حيث عُرضَت سيناريوهات الحرب ومناقشة التحضيرات الميدانية. وبحسب ما أعلن مكتب نتنياهو، فإن الجيش أبدى استعداده لتنفيذ أي قرار يتخذه المجلس الوزاري المصغر، بينما بات نتنياهو يميل بشكل واضح إلى خيار الاحتلال الكامل لمناطق وسط القطاع، على أن تُستكمل النقاشات في جلسات وزارية لاحقة يوم الخميس المقبل.



وحذر رئيس أركان الاحتلال إيال زامير خلال المناقشات الأمنية من أن توسيع العمليات قد يعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر ويُصعّب تحديد أماكن وجودهم، وفقًا لما نقلته الصحيفة عن مصادر أمنية. وأضافت الصحيفة أن كبار قادة الجيش والمؤسسة الأمنية يرون أن تنفيذ عمليات عسكرية في مناطق يُعتقد أن الأسرى محتجزون فيها، سيؤدي إلى مقتلهم. فيما نقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقربين من نتنياهو، قولهم إن "من لا يوافق على احتلال غزة، فليقدّم استقالته"، في إشارة إلى الخلاف المتصاعد مع زامير.

وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء، أعلن كاتس أن الجيش سيعمل على تنفيذ قرارات المستوى السياسي بغية إخضاع حماس، وإعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، وضمان أمن المستوطنات. وقال كاتس خلال جولة في قطاع غزة إن "هزيمة حماس، مع تهيئة الظروف لإعادة المحتجزين، هي الهدف الرئيسي للحرب في غزة، وعلينا اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتحقيقه". وأضاف أن "علينا ضمان سلامة المستوطنات الإسرائيلية وأمنها من خلال وجود دائم للجيش الإسرائيلي في شريط أمني في مواقع مسيطر عليها في غزة، التي يمكن من خلالها منع الإضرار بالمستوطنات والحؤول دون تهريب الأسلحة إلى غزة".

(الأناضول، العربي الجديد)




## حكومة شرق ليبيا ترحّل عشرات المهاجرين المصريين
05 August 2025 08:56 PM UTC+00

أعلن مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين في شرق العاصمة الليبية طرابلس، الثلاثاء، عن ترحيل عدد من المهاجرين المصريين إلى بلادهم، بعد استكمال الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة بحقهم، إثر دخولهم الأراضي الليبية بطرق قال المركز إنها "غير قانونية تخالف القوانين المعمول بها".

وأوضح المركز أن المهاجرين نقلوا إلى مكتب الترحيل التابع للجهاز المختص، قبل أن يُعادوا إلى مصر عبر معبر أمساعد الحدودي، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية.

ويأتي هذا الإجراء في إطار ما وصفته السلطات الليبية بجهود ضبط الهجرة غير النظامية والتصدي لمحاولات دخول البلاد بطرق مخالفة للقانون.

وتأتي عملية ترحيل المهاجرين المصريين اليوم في سياق سلسلة طويلة من الإجراءات القسرية التي أثارت انتقادات حقوقية واسعة، أبرزها ما عبّرت عنه منصة اللاجئين في مصر في بيان صدر منتصف يوليو/تموز الماضي، رفضاً لعملية مشابهة جرت يوم 8 يوليو، وشملت ترحيل 77 مصرياً عبر معبر أمساعد الحدودي.

ووصفت المنصة ما يجري بأنه "جزء من نمط متكرر من الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المهاجرون المصريون في شرق ليبيا، حيث تتم عمليات احتجازهم في ظروف غير إنسانية، تتخللها انتهاكات تشمل سوء المعاملة والتعذيب، والاحتجاز التعسفي، والحرمان من الغذاء والرعاية الطبية، فضلاً عن تنفيذ عمليات الترحيل دون أي تقييم فردي أو ضمانات قانونية، وهو ما يخالف المعايير الدولية ومبدأ عدم الإعادة القسرية المنصوص عليه في اتفاقية 1951 الخاصة بوضع اللاجئين.



وحذّرت المنصة من "خطورة نقل المرحّلين في شاحنات مغلقة تفتقر إلى شروط السلامة والكرامة، ما يعرضهم لمخاطر صحية وجسدية، لا سيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة الحدودية خلال فصل الصيف". كما أشارت إلى أن "عمليات الترحيل الجماعي، في ظل غياب الشفافية والتنسيق الإنساني، تفتح المجال أمام انتهاكات إضافية، مثل الاختفاء القسري والاستغلال من قبل شبكات الاتجار بالبشر".

ووفقاً لرصد المنصة، لم تصدر أي إحصائية رسمية شاملة بشأن عدد المصريين المرحّلين من ليبيا، لكن بيانات متفرقة صادرة عن السلطات الليبية تشير إلى ترحيل الآلاف خلال عامي 2024 و2025، من بينهم مئات المصريين، في حملات تكررت بوتيرة دورية، غالبًا دون إشراف دولي أو ضمانات حقوقية.

وطالبت المنصة، في بيانها السابق، السلطات الليبية والمصرية بتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية، ودعت إلى تحقيق عاجل بشأن ظروف الترحيل السابقة، ووقف التنسيق في أي عمليات تسليم تتم خارج الإطار القانوني. كما دعت الاتحاد الأوروبي إلى إعادة النظر في دعمه الفني والمالي لأجهزة حرس الحدود الليبية، في ظل الاستخدام الموثق لهذا الدعم في تنفيذ سياسات قمعية بحق المهاجرين بدلاً من حمايتهم.




## ترامب: نحاول تأمين الغذاء لسكان غزة وإسرائيل ستساعدنا في التوزيع
05 August 2025 09:00 PM UTC+00





## ترامب: لا يمكنني قول شيء بشأن احتلال غزة والأمر يعود لإسرائيل
05 August 2025 09:03 PM UTC+00





## ترامب: قدمنا 60 مليون دولار لتوفير الغذاء بغزة ومن الواضح أن سكان القطاع لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء
05 August 2025 09:04 PM UTC+00





## إسرائيل تعرض على جونسون خرائط لضم الضفة الغربية
05 August 2025 09:08 PM UTC+00

كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم"، الثلاثاء، أن إسرائيل عرضت على رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون خرائط ووثائق تتعلق بآليات ضمّ الضفة الغربية المحتلة. وأوضحت الصحيفة أن اللقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجونسون جرى يوم الاثنين في مستوطنة "شيلو"، شمال شرق رام الله. وأضافت أن نتنياهو أبلغ الوفد الأميركي المرافق لجونسون، خلال الزيارة، بأنه لم يعد هناك مفر من اتخاذ قرار عسكري بشأن غزة أيضاً.

وفي ما يتعلق بمصير الضفة الغربية، ذكرت الصحيفة أن "السلطات الإسرائيلية عرضت على جونسون خرائط ووثائق تتعلق بكيفية تطبيق فرض السيادة الإسرائيلية (الضم) على الضفة الغربية". ولم تتطرق الصحيفة إلى طبيعة هذه الخرائط والوثائق. ومن شأن ضم الضفة الغربية أن يُنهي إمكانية تنفيذ مبدأ "حل الدولتين" (فلسطينية وإسرائيلية)، الذي تنص عليه قرارات صادرة عن الأمم المتحدة.

وبحسب الصحيفة، التقى الوفد الأميركي أيضًا بمجلس "يشع" (المجلس الإقليمي لمستوطنات الضفة الغربية)، برفقة رئيس بلدية مستوطنة "آريئيل"، يئير شتافون. والاثنين، أجرى جونسون زيارة هي الأولى من نوعها إلى مستوطنة "آريئيل" في الضفة الغربية المحتلة، وادعى خلالها أن "يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية) ملك للشعب اليهودي".



وندّدت الرئاسة الفلسطينية، الثلاثاء، بزيارة جونسون للمستوطنة المقامة على أراضي الفلسطينيين، وأكدت أن تصريحاته بشأن الضفة "تخالف القانون الدولي". ويُعد جونسون ثالث أهم شخصية في الحكومة الأميركية وفقًا للدستور، بعد الرئيس ونائبه، وهو أرفع مسؤول أميركي يزور الضفة الغربية المحتلة بصفته الرسمية، بحسب القناة السابعة العبرية. وكان جونسون قد وصل، الأحد، إلى تل أبيب برفقة عدد من النواب الجمهوريين.

وبدعم أميركي، تشنّ إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية على غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلةً كافة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 211 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم عشرات الأطفال.

وبموازاة الإبادة في غزة، صعّدت إسرائيل جرائمها التمهيدية لضم الضفة الغربية، خاصة عبر توسيع الاستيطان وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم المحتلة، وفق ما تؤكده السلطة الفلسطينية وتقارير أممية ودولية. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، قتل جيش الاحتلال والمستوطنون الإسرائيليون في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1013 فلسطينيًا، وأصابوا نحو 7 آلاف، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفًا و500، وفق معطيات فلسطينية.

(الأناضول)




## نتنياهو يعتزم لقاء لبيد: حشد دعم سياسي لإعادة احتلال غزة؟
05 August 2025 09:08 PM UTC+00

يعتزم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقاء زعيم المعارضة يئير لبيد، يوم الأربعاء، فيما حذر رئيس الأركان إيال زامير من تداعيات إعادة احتلال قطاع غزة، وفقاً لإعلام عبري مساء الثلاثاء. وقالت القناة "12" (خاصة) إن نتنياهو اجتمع، الثلاثاء، مع عدد محدود من المسؤولين السياسيين والأمنيين. وأضافت أنه فور إعلان نتنياهو خلال الاجتماع قراره إعادة احتلال قطاع غزة، قرر أن يلتقي لبيد غداً الأربعاء.

ورغم اتهامها له بالفشل، ودعواتها المتكررة لإجراء انتخابات مبكرة، إلا أنه يبدو أن نتنياهو يحاول حشد دعم المعارضة لإعادة احتلال غزة، وحتى الساعة 20:00 "بتوقيت غرينتش"، لم يعقب لبيد على ما ذكرته القناة. ونقلت القناة عن مصدر مطلع على الاجتماع، لم تسمّه، أن مواجهة نشبت بين نتنياهو وزامير.

وأعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن نتنياهو ترأس مشاورات أمنية مصغرة استمرت ثلاث ساعات، عُرضَت خلالها سيناريوهات الحرب على قطاع غزة من قبل رئيس الأركان إيال زامير. وأكدت أن الجيش الإسرائيلي مستعد لتنفيذ أي قرار يصدر عن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، في وقت تتزايد فيه الضغوط لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن العمليات العسكرية في القطاع.



وعلى الرغم من بيان نتنياهو، فإن صحيفة "هآرتس" كشفت أن زامير حذر خلال المناقشات الأمنية من أن توسيع العمليات قد يعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر ويُصعّب تحديد أماكن وجودهم، وفقًا لما نقلته الصحيفة عن مصادر أمنية. وأضافت الصحيفة أن كبار قادة الجيش والمؤسسة الأمنية يرون أن تنفيذ عمليات عسكرية في مناطق يُعتقد أن الأسرى محتجزون فيها، سيؤدي إلى مقتلهم. فيما نقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقربين من نتنياهو، قولهم إن "من لا يوافق على احتلال غزة، فليقدّم استقالته"، في إشارة إلى الخلاف المتصاعد مع زامير.

وتُقدّر تل أبيب وجود 50 أسيراً إسرائيلياً في غزة، منهم 20 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني، يعانون التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشنّ إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلةً كافة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

(الأناضول، العربي الجديد)




## اشتراكيو ألمانيا يضغطون على الحكومة لاتخاذ موقف حازم بشأن حرب غزة
05 August 2025 09:08 PM UTC+00

في الجدل الدائر حول الوضع في قطاع غزة الفلسطيني المحاصر والذي يعاني أزمة تجويع بسبب الحصار الإسرائيلي، زادت الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا من ضغوطها على الحكومة الائتلافية والتي تضم أيضا الاتحاد المسيحي برئاسة المستشار فريدريش ميرز إلى جانب الحزب الاشتراكي.

وفي تصريحات للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني "إيه آر دي"، قال أديس أحمدوفيتش، المختص بشؤون السياسة الخارجية في الكتلة إنه حان الوقت لأن تتخذ ألمانيا موقفًا واضحًا، وأضاف: "تنبغي معالجة الأطفال الجرحى من غزة في ألمانيا، فهناك دول أخرى سبقت في هذا الصدد بالفعل". وتابع أحمدوفيتش: "أنتظر من الحكومة الألمانية أن تتحمل مسؤوليتها وتتخذ إجراءات ملموسة لاستقبال الأطفال المصابين بإصابات خطيرة".

وفي رسالة داخلية إلى أعضاء الكتلة البرلمانية – حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) على نسخة منها – وصفت نائبة رئيس الكتلة زيمتيه مولر انطباعاتها من رحلة قامت بها إلى المنطقة برفقة وزير الخارجية يوهان فاديفول (المنتمي إلى حزب ميرز، المسيحي الديمقراطي). وقالت إن هناك حاجة إلى إدخال تحسينات ملموسة من جانب الحكومة الإسرائيلية للتخفيف من حدة الكارثة الإنسانية. وكتبت مولر: "تقييمي هو أن الحكومة الإسرائيلية، بدون ضغط، لا تتحرك إلا بقدر ضئيل، وأنه إذا لم تحدث تلك التحسينات المحددة في وقت قريب، فلا بد من أن تكون هناك عواقب لذلك"، مشيرة إلى أن من الممكن في هذه الحالة فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين متطرفين أو فرض "تعليق جزئي أو كامل لصادرات الأسلحة".



وتستند الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي في موقفها إلى دعم أكثر من 100 عالم إسرائيلي من جامعات مرموقة، والذين دعوا في رسالة – حصلت عليها كل من قناة "إيه آر دي" ووكالة (د ب أ)، إلى تبني وجهة نظر أكثر انتقادا لدور إسرائيل في حرب غزة. وكتب الموقعون على هذه الرسالة أنهم ممتنون بشكل خاص للمطالبة باتخاذ عواقب سياسية فورية، في حال واصلت الحكومة الإسرائيلية انتهاك القانون الدولي.

وكتب الأكاديميون في الرسالة الموجهة إلى النائبين الكبيرين في الحزب الديمقراطي الاجتماعي رولف موتزينيتش وأديس أحمدوفيتش، الثلاثاء: "إذا واصلت ألمانيا ترددها فإن ذلك يهدد بإتاحة المجال لارتكاب فظائع جديدة ويقوض الدروس المستفادة من تاريخها". ودعا النائبان، اللذان يشارك حزبهما في الائتلاف الحاكم، ألمانيا في 22 يوليو/ تموز الفائت إلى الانضمام إلى تحالف دولي يدفع باتجاه إنهاء فوري للحرب في غزة وفرض عقوبات على إسرائيل وتعليق تسليم الأسلحة.

وزادت الحكومة الألمانية، التي تضم تكتل الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظ وكذلك الحزب الديمقراطي الاجتماعي، من حدة انتقاداتها لإسرائيل بسبب الكارثة الإنسانية في غزة التي يقطنها مليونا نسمة، لكنها لم تعلن بعد عن أي تغيير كبير في سياستها. ويقول منتقدون إن رد ألمانيا على الحرب كان حذرا أكثر من اللازم، ويرجع ذلك في الغالب إلى الشعور الدائم بالذنب تجاه المحرقة النازية، مما أضعف قدرة الغرب الجماعية على الضغط على إسرائيل.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل - بدعم أميركي - إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 211 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

(أسوشييتد برس، رويترز، العربي الجديد)




## الصليب الأحمر يعرض تسهيلات لتسليم الغذاء والدواء في غزة
05 August 2025 09:10 PM UTC+00

دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء، إلى التوصل إلى تفاهم يسمح بوصول المساعدات الإنسانية الضرورية إلى المدنيين في قطاع غزة، وسط تحذيرات من تدهور الوضع الإنساني في القطاع المحاصر. وقالت اللجنة في بيان، إنها على استعداد لتقديم إمدادات غذائية وطبية عاجلة، إلى جانب تسهيل تبادل الأخبار العائلية مع المحتجزين في غزة، مشيرة إلى أن تنفيذ هذه الجهود مشروط بالتوصل إلى اتفاق بين حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" وإسرائيل.

وشدّدت اللجنة في البيان على أنها لا تشارك في المفاوضات السياسية، لكنها تجري اتصالات مستمرة مع جميع الأطراف بهدف ضمان احترام القانون الدولي الإنساني، وتيسير إيصال المساعدات إلى السكان المتضررين من النزاع. وأكدت اللجنة أنها تعمل على توسيع نطاق عملياتها داخل القطاع، معربة عن قلقها من النقص الحاد في المواد الأساسية، مثل الغذاء، والمياه الصالحة للشرب، والأدوية، ومستلزمات النظافة. وقالت: "الوقت ينفد، والفرصة لإنقاذ الأرواح تتضاءل كل يوم".

وكانت رئيسة اللجنة الدولية، ميريانا سبولياريتش، قد أجرت محادثات هاتفية مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الاثنين، تناولت فيها سبل تحسين وصول المساعدات الإنسانية، وضمان معاملة الأسرى والمحتجزين وفق المعايير الدولية. 



من جانبها، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، استعدادها للتجاوب مع أي طلب من الصليب الأحمر لإدخال طعام ودواء للأسرى الإسرائيليين، مشترطة فتح الممرات الإنسانية بشكل دائم ومنع التحليق الجوي في أثناء تسليم الطرود، وفق بيان صادر عن المتحدث باسمها. وجاء هذا التصريح بعد اتصال أجراه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، برئيس بعثة الصليب الأحمر في المنطقة، دعا خلاله إلى تدخل عاجل لضمان الرعاية الصحية والغذائية للمحتجزين، متهماً "حماس" بـ"تعذيبهم جسدياً ونفسياً" ومنع الإمدادات عنهم، فيما وصف ما يحدث بأنه "يذكّر بجرائم النازية".

وكانت كتائب القسام قد نشرت، يوم الجمعة الماضي، تسجيلاً مصوراً يظهر أحد المحتجزين الإسرائيليين بحالة هزال شديد، ما أثار ردود فعل غاضبة في إسرائيل، خصوصاً من ذوي الأسرى الذين طالبوا الحكومة بالتحرك. ويُشار إلى أن قطاع غزة يعاني، منذ عدة أشهر، من أوضاع إنسانية كارثية في ظل الحصار الكامل المفروض على المعابر منذ مارس/آذار الماضي، ما أدى إلى تفشي المجاعة، بحسب منظمات حقوقية وطبية.

(أسوشييتد برس)




## حرب الإبادة على غزة | تصعيد ميداني وسط توجه إسرائيلي لاحتلال القطاع
05 August 2025 09:25 PM UTC+00

فيما تتصاعد وتيرة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تدخل العمليات العسكرية مرحلة أكثر دموية واندفاعاً نحو التوسّع الجغرافي، وسط مؤشرات واضحة على انهيار المسار التفاوضي، وتزايد الدعوات داخل حكومة الاحتلال لحسم المعركة عسكرياً من خلال اجتياح بري شامل. الغارات الإسرائيلية اشتدت خلال الساعات الماضية، مستهدفة مناطق واسعة من وسط وجنوب القطاع، ترافقها عمليات نسف ممنهجة للمنازل السكنية، في وقت تشهد فيه مدينة غزة والمخيمات المركزية قصفاً عنيفاً غير مسبوق. هذه التطورات تأتي في ظل تحذيرات متصاعدة من كارثة إنسانية وشيكة، مع تفاقم أزمة الغذاء والدواء واستمرار تعمّد استهداف المدنيين في مختلف مناطق القطاع.

في موازاة ذلك، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يتجه لاتخاذ قرار بتوسيع الحرب نحو احتلال كامل لأجزاء من قطاع غزة، وخاصة مدينة غزة والمخيمات الواقعة وسطه، حيث ترأس نتنياهو اجتماعًا أمنيًا مصغرًا بحضور وزير الأمن يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير، عُرضت خلاله سيناريوهات الاحتلال، وأكد الجيش استعداده لتنفيذ قرارات المجلس الوزاري المصغر (الكابينت). لكن، وعلى الرغم من هذا التوجه، حذر زامير من أن أي تحرك بري في مناطق يُحتمل وجود الأسرى الإسرائيليين فيها قد يؤدي إلى مقتلهم، ما يعكس انقسامًا داخل القيادة الأمنية بشأن المضي في خطة الاحتلال الكامل.

في هذا السياق، حذرت مصر من مغبّة المضي في هذا الخيار، ونقلت مصادر دبلوماسية خاصة لـ"العربي الجديد" أن القاهرة وجّهت رسائل مباشرة إلى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، محذّرة من أن احتلال القطاع بشكل كامل يمثل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي المصري، ويمكن أن ينسف اتفاقية السلام الموقعة عام 1979. ومع استمرار المجازر وسقوط الشهداء يوميًا، شدد خبير أممي على أن ما يجري من تجويع ممنهج ومجازر ضد المدنيين ليس مفاجئًا، بل نتيجة مباشرة لصمت المجتمع الدولي وتغاضيه عن المقدمات التي سبقت هذه الكارثة. وبينما تتواصل حملة التنديد الدولية، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 61,020 منذ بدء العدوان، مع وصول عشرات الشهداء والجرحى إلى المستشفيات خلال الساعات الأخيرة.

"العربي الجديد" يتابع تطورات حرب الإبادة على غزة أولاً بأول..




## جوع أطفال السودان... كارثة غير مرئية ضمن تداعيات الحرب
05 August 2025 09:32 PM UTC+00

تتواصل تداعيات الحرب في السودان، حيث يعاني آلاف الأطفال من سوء تغذية حاد، بينما باتت الأسر في سلة غذاء أفريقيا سابقاً، لا تملك توفير الغذاء لهم، ولا تملك المراكز الصحية المكملات الغذائية.

بعد عشرة أشهر على مولده في العاصمة السودانية الخرطوم، لا يتجاوز وزن الطفل مؤيد ستة كيلوغرامات فقط، وهو لا يبدي أي محاولة للمشي مثلما يفعل الأطفال في عمره، وحركته محدودة للغاية، ولا يتحرك إلا بمساعدة أمه التي توقفت عن عرضه على الأطباء بعد تشخيص حالته بـ"سوء التغذية الحاد" في إبريل/ نيسان الماضي.
تقول والدة مؤيد، هبة أحمد، وهي مدرسة بالمرحلة الابتدائية لـ"العربي الجديد": "مدخراتنا المالية نفدت خلال الشهور الأولى من الحرب، ولم تسلمنا وزارة التربية والتعليم رواتبنا الشهرية منذ أكثر من عام، ونعاني بشدة لتوفير وجبات الطعام اليومية، وأصبحنا لا نستطيع الشراء من السوق في ظل ارتفاع غير مسبوق للأسعار. نأكل وجبات بلا قيمة غذائية، وتوقفنا عن شراء الحليب والخضراوات والفواكه منذ العام الماضي، ونعتمد على وجبات نحصل عليها من التكايا الخيرية، وهي تتوقف بين الحين والآخر لعدة أيام بسبب نقص التمويل، لذا يعاني أطفالنا من سوء التغذية".
ومؤيد واحد من أكثر من 300 ألف طفل سوداني يعانون من سوء التغذية الحاد في ولاية الخرطوم وحدها، من بينهم 26,500 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وفقاً لأرقام منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في 28 مايو/ أيار الماضي، وهناك عشرات الآلاف غيرهم في مناطق أخرى من السودان.
وكان السودان يُعرف سابقاً بـ "سلة غذاء أفريقيا" نظراً لإمكانياته الزراعية الهائلة، إذ يضم أطول امتداد لنهر النيل، ولديه أراض زراعية تصل إلى نحو 200 مليون هكتار، كما يتمتع بمساحات من الغابات المطرية تقدّر بنحو 74 مليون هكتار. وكان البلد يمتلك 138 مليون رأس من الثروة الحيوانية، وإنتاجاً سمكياً يقدّر بنحو 110 آلاف طن سنوياً، وتتوفّر له كميات من مياه الأمطار والأنهار يقدّر إيرادها السنوي بنحو تريليون متر مكعب. لكن الصراعات الداخلية والحروب أدت إلى تدهور جميع الموارد، ما جعله يواجه حالياً أزمة غذائية حادة وتهديدات بدخول مجاعة. 
بدوره، فقد السوداني مبارك عبيد طفله البالغ من العمر أربعة أعوام مطلع الشهر الحالي، بعد تدهور حالته الصحية نتيجة سوء التغذية الحاد. ويقول لـ"العربي الجديد": "عشت 18شهراً في مدرسة بمدينة أم درمان بعد نزوحي من محافظة أمبدة التي كانت تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع، وتوقفت عن العمل منذ بداية الحرب، وأصبحت أوفر طعام أسرتي من خلال المطابخ المجانية في الأحياء، وعبر تبرعات الخيرين غير المنتظمة. نعيش جوعاً مستمراً منذ أكثر من عام، ما عرض أطفالي لأمراض سوء التغذية الحاد".



في ثلاثة أحياء سكنية بمنطقة شرق النيل التابعة لولاية الخرطوم، يتجاوز عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية 789 طفلاً، بعضهم لم يتجاوز عمره ستة أشهر، وأعلنت غرف الطوارئ في 11 يونيو/ حزيران، توقف عدد من المطابخ التي توفر وجبات مجانية للسكان.
يقول عضو في غرفة الطوارئ بالمنطقة، أيمن جبارة لـ"العربي الجديد": "أسباب انتشار سوء التغذية واضحة، وأبرزها التدهور الكبير الذي أصاب حياة السكان الذين عاشوا تحت الحصار لنحو عامين، بينما تدور في المنطقة عمليات عسكرية ضارية، وقد فقدوا مدخراتهم وأعمالهم، ونفدت المواد الغذائية تماماً، ولم يكن بمقدورهم جلب الغذاء من المناطق المجاورة. يتحسن الوضع الغذائي ببطء منذ استعادة الجيش السوداني السيطرة على العاصمة الخرطوم في مارس/ آذار الماضي، لكن توقف المطابخ معضلة كبيرة تضاعف سوء التغذية لدى الأطفال وكبار السن والنساء، والمنطقة لم تستعد الخدمات الأساسية مثل الكهرباء ومياه الشرب بعد رغم مرور ثلاثة أشهر على توقف العمليات العسكرية بها".
وارتفعت أعداد المصابين بسوء التغذية في مدينة أم درمان أيضاً. وكشف طبيب بمستشفى البلك الحكومي للأطفال، فضل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد" أن "عدد الأطفال الذين ترددوا على قسم التغذية بالمستشفى خلال شهر مايو/ أيار الماضي تجاوز 800 طفل، مقارنة بأعداد قليلة كانت تراجع القسم في العام الماضي. الأعداد مرشحة للزيادة نتيجة عودة آلاف الأسر التي غادرت المدينة أثناء المعارك العسكرية، إضافة إلى غلاء الأسعار، وانتشار أمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، وكلها تهدد حياة الأطفال".
وفي ولاية شمال دارفور، سجل مركز صحي بمخيم أبو شوك للنازحين نحو 1700 حالة سوء تغذية لدى أطفال في الفترة بين يناير/كانون الثاني ومايو/أيار، ويقول محمد هارون، وهو متطوع بغرف طوارئ مدينة الفاشر، لـ"العربي الجديد": "هذه الحالات صنفت في مرحلة سوء التغذية الحاد، وهناك آلاف الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في المخيم، والمركز الصحي يمتلأ يومياً بالأطفال".
ورغم تزايد أعداد الأطفال الذين يحتاجون إلى المكملات الغذائية في الفاشر، إلا أن مركز مخيم أبو شوك أوقف تقديم المكملات الغذائية والدوائية في 6 مايو الماضي بسبب نفادها. وقال وزير الصحة بولاية شمال دارفور، إبراهيم خاطر، لـ"العربي الجديد"، إن "حالات سوء التغذية بين الأطفال تتزايد بنسبة 10% شهرياً نتيجة الظروف المحيطة بالولاية التي تقع تحت حصار شديد من قبل قوات الدعم السريع منذ أكثر من 13 شهراً، ما أدى إلى نفاد المواد الغذائية".



وتوقع خاطر تزايد حالات سوء التغذية عند الأطفال خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن "الأشهر القادمة تشهد حلول فصل الخريف، والذي تنفد فيه السلع الغذائية عادة. آلاف النازحين يقبعون تحت الحصار، ويتم قصفهم يومياً من قبل الدعم السريع بجميع أنواع الأسلحة، ومن غير المُستبعد أن تزيد حدة نقص الغذاء، وبالتالي سوء التغذية".
وفي الثامن والعشرين من يوليو/ تموز أعلنت شبكة أطباء السودان عن وفاة 13 طفلا جراء سوء التغذية والنقص الحاد للغذاء بمخيم لقاوة بمدينة الضعين بشرق دارفور الذي يضم 7000 نازح غالبيتهم من النساء والأطفال، مشيرة إلى أن وفيات الأطفال حدثت في يونيو/حزيران الماضي وأن كثير من الأطفال داخل المخيم مصابون بالهزال الشديد بسبب نقص الغذاء.
ويشهد مخيم كلمة الواقع في جنوب إقليم دارفور حالة مشابهة لما يجري بمخيمي أبو شوك في الفاشر ولقاوة في الضعين، ويبلغ عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية فيه نحو 800 طفل، من بينهم 100 طفل يداومون على الحضور إلى الوحدة العلاجية للحصول على المكملات الغذائية بين فترة وأخرى.
وتقول مسؤولة تنسيقية اللاجئين والنازحين بالمخيم، زحل خميس، لـ"العربي الجديد": "فقد النازحون في المخيم أعمالهم ومدخراتهم بعد اندلاع الحرب، وتركوا ممتلكاتهم ومناطقهم فراراً من الانتهاكات، وظلوا أكثر من عامين بدون مصدر دخل، والكثير منهم يعتمد كلياً على الوجبات التي تقدمها التكايا الخيرية، وهى لا تكفي لكل سكان المخيم الذين يتجاوز عددهم 70 ألف نازح. كثير من الأطفال يموتون بسبب سوء التغذية في مخيم كلمة، وفي بقية مخيمات إقليم دارفور، ونخشى من زيادة عدد الضحايا خلال الأشهر القادمة".
وكشفت عضو نقابة الأطباء بالسودان، أديبة إبراهيم، أن "45 ألف طفل ماتوا خلال فترة الحرب نتيجة سوء التغذية"، وتؤكد لـ"العربي الجديد": "إلى جانب العدد الكبير من وفيات الأطفال، يعاني نحو 389 ألف طفل، و850 ألف امرأة مرضعة من سوء التغذية في عدد من الولايات حالياً. معاناة الأطفال لا تتوقف عند سوء التغذية، وإنما تعرض بعضهم لانتهاكات جسيمة خلال فترة الحرب، من بينها تعرض نحو 255 طفلاً تتراوح أعمارهم بين خمسة و16 سنة للاغتصاب".



وارتفعت أعداد الأطفال السودانيين الذين يعانون من سوء التغذية في مخيم قاقا للنازحين بشرق تشاد، إلى أكثر من 650 طفلاً حتى مطلع يونيو الحالي، ويقول إسحاق جبريل، وهو أحد سكان المخيم، إنه شهد وفاة 13 لاجئاً بسبب الجوع في مايو الماضي، ويوضح لـ"العربي الجديد": "أعداد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في المخيم أكثر بكثير من الرقم المُسجل لدى المشرفين، فاللاجئون توقفوا عن تسجيل أطفالهم المصابين بسوء التغذية لأن الجهات المسؤولة لم تقدم لهم أي إعانة منذ ثلاثة أشهر ماضية".
وتفيد وزارة الصحة الاتحادية السودانية بأن ولايات إقليم دارفور، وولايات الشرق التي تضم القضارف وكسلا، تضم أعلى معدلات الإصابة بسوء التغذية الحاد والوخيم بين الأطفال، بينما تظهر ولاية غرب كردفان أدنى معدلات الإصابة بعدد 623 طفلا في الولاية كلها.
ووفقاً لأرقام قسم التغذية بوزارة الصحة الاتحادية حول الإصابة بسوء التغذية في الفترة بين يناير وإبريل الماضيين، بلغ عدد الحالات المُسجلة في السودان 130,322 حالة، مقارنة مع 85,874 في نفس الفترة من عام 2024، وتحتل ولاية كسلا (شرق) المرتبة الأولى في أعداد الإصابات، بما يتجاوز 11,870 حالة، تليها ولاية شمال دارفور بـ9,142 حالة، ثم ولاية وسط دارفور بـ9,070 حالة، فولاية القضارف بعدد 5,833 حالة إصابة بسوء التغذية بين الأطفال.
وتعزو الوزارة الأمر إلى أسباب من بينها نقص إمدادات الغذاء، ونفاد المكملات الغذائية اللازمة، وتوقف عمل المرافق الصحية بسبب الحرب. وتقر وزارة الصحة بوجود 14 منطقة داخل 19 محافظة في السودان معرضة لخطر المجاعة خلال الفترة المقبلة.




## كذبة انتهاء التجويع... رواية إسرائيلية مضللة لواقع غزة المأساوي
05 August 2025 09:33 PM UTC+00

ترافق إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، سواء عبر الشاحنات أو الإسقاط الجوي، حملة تضخيم إعلامية تقودها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة لتضليل العالم، أو لفت نظره عن التجويع.

على مدار عدة ساعات يومياً، يقف المسن الفلسطيني سليم الدردساوي مع حفيده الصغير أمام إحدى التكايا الخيرية في مدينة غزة، حاملين أواني فارغة عدة، على أمل الحصول على بعض الطعام، في مشهد متكرر يعيشه الآلاف يومياً، لكن بعد انتظار طويل، لم يحصلا على شيء، وعادا بالأواني فارغة إلى خيمة الإيواء، حيث ينتظرهما خمسة عشر فرداً يرغبون في ما يسد جوعهم.
بصوت متعب يحكي الدردساوي لـ "العربي الجديد": "تجولت على التكايا الخيرية على أمل أن يشفق على حالتي من هم بداخلها، لكنهم لم يوزعوا علينا. حفيدي استشهد والده، ويرافقني إلى التكايا الخيرية لجلب الطعام، وقد كبر على المعاناة والألم. جل عائلات غزة لم يتغير حالها بعد بدء إدخال المساعدات، وبقيت حالة التجويع قائمة، ونعجز عن شراء وجبة طعام واحدة يومياً لانعدام الدخل. التجويع الحالي غير مسبوق، في السابق كان هناك بدائل، وكان لدينا مال أيضاً، وكل هذا لا يتوفر حالياً". يتابع: "نتيجة حالة التجويع الشديد ونفاد الطعام، اضطررت لإرسال ابني إلى مناطق خطرة تصل إليها شاحنات المساعدات التي يسمح الاحتلال بإدخالها، ما يعرضه للخطر، فبدلاً من العودة بكيس الطحين قد يعود في كفن كما حدث مع أبناء عشرات العائلات".
بدوره، يضطر غسان القطاع إلى السير لأكثر من تسعة كيلومترات من أجل الحصول على وجبة طعام له ولزوجته من إحدى التكايا الخيرية. تتكون الوجبة من كمية ضئيلة من الأرز استطاع بشق الأنفس الحصول عليها، بعد أن سار من خيمته الواقعة على شاطئ البحر حتى وسط مدينة غزة. ويحكي لـ "العربي الجديد": "جئت مشياً من مسافة بعيدة لأنني لا أملك مالاً، ومنطقة نزوحي لا يصلها الماء أو الطعام، وبالتالي ينبغي عليَّ البحث طويلاً بين التكايا الخيرية من أجل الحصول على طعام".
بملامحه التي لسعتها أشعة الشمس، وجسده الظاهرة عليه علامات النحول نتيجة التجويع، يقول القطاع: "لم أحصل على أي من المساعدات التي دخلت مؤخراً، لا عن طريق الإنزال الجوي ولا الشاحنات التي تدخل من معبر زيكيم في الشمال أو محور موراج في الجنوب. نأكل وجبة واحدة يومياً، هي كل ما نستطيع توفيره من خلال البحث الطويل، والشاحنات التي دخلت استولت عليها عصابات، وحرمت منها العائلات الفقيرة الجائعة. الاحتلال يشجع الفوضى لاستمرار التجويع، ولا يوجد لدينا أي بدائل، حتى العدس الذي كان متوفراً في أوقات سابقة انعدم، أو ارتفع سعره، وبصعوبة أستطيع الاستدانة لشراء كيلو طحين لإعداد الخبز كل ثلاثة أيام".



ووفق أرقام المكتب الإعلام الحكومي في غزة، دخل إلى القطاع منذ بداية شهر يوليو تموز الماضي، 674 شاحنة مساعدات من أصل أكثر من 4800 شاحنة كان يفترض أن تدخل لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية، وأن الاحتياج الفعلي في حده الأدنى هو 600 شاحنة يومياً تحمل المواد الغذائية والطبية، والوقود، بينما ما يُدخل لا يتجاوز 14% فقط من الكميات المطلوبة.
ولا تستطيع الفئات الهشة الحصول على الطعام وفق الآلية التي فرضها الاحتلال، ما يعرض نحو 650 ألف طفل للموت بسبب سوء التغذية، فضلاً عن وجود 22 ألف مريض بحاجة للعلاج في الخارج، ويمنع الاحتلال سفرهم، و12 ألف مريض سرطان يواجهون الموت نتيجة نقص العلاج، ونحو 60 ألف سيدة حامل معرضة للخطر لانعدام الرعاية الصحية، و350 ألف مصاب بأمراض مزمنة، ونحو 170 ألف مسن، وأكثر من 150 ألف مصاب حرب.
ويؤكد مدير المكتب الإعلام الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، لـ "العربي الجديد"، أن المساعدات التي دخلت إلى القطاع لم تغير المشهد الإنساني الذي يواصل التفاقم، وما زالت عشرات آلاف العائلات عاجزة عن توفير لقمة الطعام، وبصعوبة تستطيع توفير وجبة واحدة غير مشبعة يومياً.
يضيف الثوابتة: "يكذب الاحتلال الإسرائيلي بشكل ممنهج حين يروج رواية انتهاء المجاعة في غزة، في حين تظهر الوقائع الميدانية والبيانات الموثقة أن أكثر من مليوني إنسان لا يزالون يرزحون تحت خطر الجوع الشديد، كما أن الاحتلال يختار تمرير بعض الشاحنات من خلال شبكات تجار محليين بطريقة غير مقبولة، ثم يستخدم هذه الحالات المحدودة كدليل مزعوم على تحسن الوضع الإنساني. هذا التضليل المتعمد هدفه تبييض وجه الاحتلال أمام العالم، في حين أن سياسة التجويع مستمرة كأداة حرب".



ويوضح: "التركيز المفرط على رواية انتهاء التجويع هو جزء من حرب الرواية التي يقودها الاحتلال الإسرائيلي مدعوماً من الإدارة الأميركية، في محاولة لتقويض تأثير التقارير الحقوقية والإنسانية الدولية التي تؤكد أن غزة دخلت المرحلة الثالثة من الجوع الجماعي، وتسعى إسرائيل من خلال هذه الرواية إلى تجفيف الزخم الحقوقي والمطالبات بالمحاسبة الدولية، وإعطاء انطباع كاذب بأن الأوضاع تتحسن تدريجياً، والمشاركة الأميركية في هذه الحملة هي محاولة لحرف الأنظار عن المسؤولية القانونية المباشرة لواشنطن عن جريمة التجويع التي ترقى لجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وفق القانون الدولي".
ويؤكد المسؤول الفلسطيني: "يتعمد الاحتلال الإسرائيلي هندسة الفوضى كأداة لتعميق التجويع وضرب النسيج الاجتماعي عبر تمرير عدد محدود من الشاحنات من خلال سماسرة وتجار مقربين منه، مع تأمين ممرات خاصة لهذه الشاحنات، في حين تترك الغالبية العظمى من المساعدات في مناطق غير آمنة، فتتعرض للنهب، أو لا تصل إلى الجهات الإنسانية لتوزيعها. هذه الفوضى تستخدم لتدمير ثقة المجتمع في عدالة التوزيع، وتمزيق التنسيق الأهلي والمؤسسي، وبالتالي تغذية المزيد من والاحتقان لتفكيك البنية المجتمعية من الداخل تحت غطاء المساعدات".
أما الإنزالات الجوية، فيؤكد الثوابتة أنها "تفتقر إلى أي قيمة إنسانية حقيقية، وهي شكل إعلامي أكثر منها أداة إغاثية، إذ إنّ نسبة ما يصل منها إلى المحتاجين لا يكاد يذكر، وغالباً ما تسقط في مناطق غير مأهولة أو غير آمنة، والاحتلال يتحكم في مسارها ومواقع سقوطها، ما يفقدها المصداقية والفعالية. تهافت بعض الدول على المشاركة بالإنزال الجوي دوافعه سياسية، أو استعراضية لتسجيل موقف إنساني، بدلاً من خوض معركة حقيقية لفتح المعابر أو كسر الحصار، ما يسهم في تعزيز رواية الاحتلال الزائفة بأن الوضع تحت السيطرة، بينما المطلوب هو فتح المعابر البرية وإنهاء الحصار فوراً".
من جانبه، يتهم رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة، أمجد الشوا، الاحتلال الإسرائيلي بممارسة تضليل إعلامي فيما يتعلق بإدخال المساعدات، مؤكداً أن ما يدخل هو عشرات الشاحنات فقط يومياً، وهي تمر عبر مسارات إجبارية يفرضها الاحتلال، وتتضمن أصنافاً محددة من المواد الغذائية.



ويقول الشوا لـ "العربي الجديد": "ممرات المساعدات الإجبارية يسيطر عليها لصوص وقطاع طرق، ولا يصل الكثير منها إلى عشرات آلاف المجوعين، ولا تصل إلى مخازن التوزيع لإيصالها إلى الفئات الأكثر هشاشة، مثل ذوي الإعاقة وكبار السن والمرضى والجرحى، وعلى الأمين العام للأمم المتحدة إعلان قطاع غزة منطقة مجاعة، وأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته القانونية والأخلاقية، ويضغط لفتح المعابر وإدخال المساعدات".
ويؤكد الشوا أن "التجويع جريمة حرب، وكل الشواهد على الأرض تؤكد حدوث المجاعة، وأننا في مرحلة متقدمة منها مع نفاد المواد الأساسية كالخضروات وحليب الأطفال، وهناك 55 ألف رضيع محرومين من الرضاعة الطبيعية في وقت يمنع الاحتلال إدخال حليب الأطفال، وباتت شواهد المجاعة واضحة على الجميع، إضافة إلى أن حالة المجاعة متزامنة مع تعطيش ونزوح، وكارثة بيئية متفاقمة".
ويضيف: "عمليات الإنزال الجوي تأتي في فترة صعبة، فمساحة قطاع غزة تقلصت، ويتواجد السكان في 12% فقط من المساحة، وهناك حوادث سقوط خاطئة يومية، كما أن الإنزالات تضم كميات قليلة مقارنة بما يدخل عبر المعابر البرية، وهناك ضرورة للعمل على تعزيز الدور الإنساني للوكالات الأممية، وعلى رأسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)".




## تركيا: ارتفاع متوسط الأعمار والنساء يعشن أكثر
05 August 2025 09:33 PM UTC+00

عادت قضية المعمرين في تركيا إلى الواجهة عقب وفاة هودي غوركان، أكبر معمرة في تاريخ تركيا المعاصر، الأسبوع الماضي، عن عمر ناهز 131 سنة، في ولاية أورفا (جنوب)، وتزامن ذلك مع بيانات رسمية حول ارتفاع متوسط عمر الأتراك.
وشهدت غوركان المولودة في يوليو/تموز 1894، أحداثاً متعددة خلال ثلاثة قرون عاشت فيها، إذ عاصرت السلطنة العثمانية، وإعلان الجمهورية التركية، ومئوية تأسيس الجمهورية في 2023، أو ما يسميه الأتراك ولادة الجمهورية الثانية، ورحلت تاركة 7 أبناء و110 أحفاد، إضافة إلى عدد كبير من أبناء الأحفاد.
وأكد المعهد التركي للإحصاء ارتفاع متوسط العمر بنحو سنة كاملة لكل فرد عما كان عليه في السابق، وكشف المعهد أن "متوسط العمر المتوقع عند الولادة وصل إلى 78.1 سنة، مقارنة بـ 77.3 سنة في إحصاء الفترة من 2021 إلى 2023. وتعيش المرأة التركية أكثر من الرجل بنحو 5.2 سنوات، إذ يصل متوسط العمر المتوقع للرجال إلى نحو 75.5 سنة، بينما متوسط عمر النساء يصل إلى 80.7 سنة".
وركز المعهد على دور التعليم في زيادة متوسط الأعمار، مشيراً في بياناته إلى أن ارتفاع مستوى التعليم يرتبط مباشرة بزيادة متوسط العمر المتوقع، فالأفراد ذوو التعليم العالي يعيشون أكثر بنحو خمس سنوات مقارنة بذوي التعليم دون الثانوي، سواء من الرجال أو النساء، كما أن له تأثيراً على عدد السنين التي يتوقع أن يعيشها الإنسان من دون مشاكل صحية مزمنة تؤثر على حياته اليومية، لكن الرجال يتمتعون بمدة حياة صحية أطول من النساء بـ 2.6 سنة.
يقول أستاذ علم الاجتماع في مدرسة سيفيم جوهادار، حسين كنكر، إن "زيادة متوسط عمر الأتراك حالة طبيعية ناتجة من واقع تحسن الخدمات، وزوال معاناة التنقل، ووفرة الغذاء ومياه الشرب، والمراكز الصحية، لكن لم يزل متوسط الأعمار في تركيا أقل من الاتحاد الأوروبي، في حين يبلغ متوسط عمر نساء تركيا 80 سنة، والرجال 74.6 سنة. يبلغ المتوسط الأوروبي 84 سنة للنساء ونحو 78.7 سنة للرجال".
ويشير كنكر إلى أن "التعليم العالي ينعكس على طريقة تناول الغذاء، ومن ذلك تقليل السعرات الحرارية، وعلى القناعة بضرورة ممارسة الرياضة، وعيادة الطبيب، فضلاً عن أن من يتابعون تعليمهم بعد الجامعي لا يستهلكون طاقاتهم وأجسادهم في أعمال مجهدة. الدراسات تعيد أسباب زيادة متوسط أعمار النساء إلى تزايد وفيات الرجال في الحوادث وغيرها، كما أن ضغوط العمل تزيد من استهلاك الجسم، وبالتالي الأمراض، وربما لأن النساء أكثر عناية بأجسادهن، وبعض الدراسات تعزو السبب إلى أن الخلايا التي تتطور إلى حيوانات منوية عند الرجال، وتلك التي تتطور إلى بويضات عن النساء، لها دور في تفاوت متوسط عمر النساء".



ويرى مدير مركز الفكر للدراسات بإسطنبول، بكير أتاجان، أن بلده دولة شابة مقارنة مع الدول الأوروبية، أو دول آسيوية مثل الصين واليابان، وأن أحدث الإحصاءات الرسمية تشير إلى أن عدد سكان تركيا بلغ87.685.427 نسمة، وأن كبار السن عددهم نحو 9.2 ملايين نسمة، في حين أن شريحة الشباب نحو 18,4 ملايين، وعادة يتم التقييم وفق سن العمل قياساً لعدد السكان، والأشخاص في هذه الفئة عددهم نحو 60 مليون نسمة.
وحول ارتفاع متوسط العمر، يوضح أتاجان، لـ"العربي الجديد"، أن "تركيا من الدول قليلة استهلاك المخدرات والكحول، كما أن نسبة السمنة لا تقارن بمستويات أوروبا أو الولايات المتحدة، فضلاً عن تطور النظام الصحي ومجانية الرعاية الصحية والاجتماعية للمسنين، وكلها عوامل مساعدة، إضافة إلى نقاء الجو، وسلامة الغذاء والمياه. قليلا ما نسمع عن موت نتيجة أمراض كما كان الأمر في الماضي، ومعظم الوفيات، عدا الحوادث والظروف الخاصة، تكون وفاة جينية، أي بسبب الشيخوخة البيولوجية وليس بسبب الأمراض".



ويلفت الباحث التركي إلى أن المهم هو اتباع أسلوب حياة صحية قبل احتساب متوسط العمر، داعياً إلى استمرار حملات التوعية بمخاطر الطعام غير الصحي، والكحول، ومخاطر عدم ممارسة الرياضة، والأهم التدخين الذي تبلغ نسبته أرقاماً قياسية لدى النساء والرجال، مع ضرورة توفير حياة كريمة ولائقة لكبار السن، سواء عبر تخصيص معاشات الشيخوخة بما يتناسب مع غلاء المعيشة، أو زيادة الخدمات وعدد دور رعاية المسنين، وتركيا رائدة في هذا المجال، وتتعامل وفق منطق الدولة الأبوية.
ويبلغ عدد دور رعاية المسنين التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية 152 داراً، بسعة 15 ألفاً و264 شخصاً، في حين يبلغ عدد دور رعاية المسنين التابعة للمنظمات العامة الأخرى 25، بسعة 3504 أشخاص، وإجمالي عدد دور رعاية المسنين الخاصة 233 داراً، بسعة 14 ألفاً و917 شخصاً. وتقدم هذه المؤسسات خدمات الرعاية الاجتماعية، وبرامج التأهيل النفسي والطبي، وخدمات للمصابين بأمراض مثل ألزهايمر.




## الهلال الأحمر الفلسطيني: 3 جرحى برصاص قوات الاحتلال في مخيم الأمعري جنوب مدينة رام الله بالضفة الغربية
05 August 2025 09:52 PM UTC+00





## الصندوق الأسود العربي… قراءة في لحظة السقوط
05 August 2025 09:56 PM UTC+00

في عالم الطيران، لا يُفهم سقوط طائرة إلا بعد فتح "الصندوق الأسود" الذي يسجّل اللحظات الحرجة، ويكشف أسباب الكارثة، سواء أكانت عطلاً فنياً أم خطأ بشرياً. وبالقياس ذاته، تبدو المنظومة العربية "الرسمية" أشبه بطائرة منهارة، فقدت توازنها منذ عقود، وتهوي اليوم نحو قاع تاريخي غير مسبوق من الضعف والمهانة، بينما لا يزال الصندوق الأسود مغلقاً، أو ممنوعاً من الفتح.

يمرّ العالم العربي، منذ عقود، بحالة سقوط حر طويلة الأمد، دون محاولة جادة لفتح "الصندوق الأسود" الذي يكشف أسرار هذا الانهيار المستمر، وهذه الهشاشة المزمنة في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، فـ"الصندوق الأسود العربي" تشبيه دقيق لحالة الانهيار المزمن في النظام العربي الرسمي.

فما الذي يحتويه هذا الصندوق؟ وما مكونات لحظة السقوط العربي المستمرة؟

ما نشهده اليوم في غزة من حرب إبادة وحصار وتجويع، في ظل صمت عربي شامل، ليس حدثاً طارئاً ولا مفاجئاً، إنه ذروة منحدر طويل بدأ منذ عقود، وتكثّف بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، وتفاقم مع الانهيارات المتتالية في سورية وليبيا واليمن، ومع تحوّل العالم العربي إلى مسرح مفتوح لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، دون أي حضور فعلي أو مؤثر للدول العربية نفسها.

منذ انتهاء مرحلة التحرر من الاستعمار، أخفقت معظم الدول العربية في بناء مشروع وطني أو قومي جامع، وتم استبدال التنمية المستقلة والاستقرار المؤسسي بأنظمة استبدادية فردية، حكمت بالخوف لا بالشرعية، واعتمدت على الخارج أكثر من اعتمادها على شعوبها. ومع نكسة 1967، تهاوى ما تبقى من المشروع القومي، وأصبح العالم العربي يتحرك بلا بوصلة استراتيجية واضحة.


جاء احتلال العراق ليمثّل نقطة تحوّل مركزية؛ إذ لم يكن سقوط بغداد مجرد خسارة جغرافية، بل انهياراً لمركز ثقل عربي، وفتحاً لباب الهيمنة الإيرانية والأميركية


جاء احتلال العراق ليمثّل نقطة تحوّل مركزية؛ إذ لم يكن سقوط بغداد مجرد خسارة جغرافية، بل انهياراً لمركز ثقل عربي، وفتحاً لباب الهيمنة الإيرانية والأميركية على حد سواء. ثم جاءت سنوات ثورات "الربيع العربي" عام 2011، التي مثّلت لحظة أمل تاريخية، لكنها تحوّلت سريعاً إلى "شتاء سياسي" بعد انقضاض الثورات المضادة، وصعود محاور إقليمية متصارعة، أدّت إلى تعميق الانقسام وانهيار التضامن العربي.

في هذا الفراغ، تمددت القوى الإقليمية غير العربية: إسرائيل لم تعد عدواً مشتركاً بل صارت شريكاً معلناً في بعض المحاور، وإيران توسّعت في أربع عواصم عربية في ظل تراجع الردع العربي، وتركيا عززت وجودها في شمال سورية والعراق.

أما الولايات المتحدة والغرب، فاستمرّا في هندسة خريطة النفوذ عبر صفقات سلاح وقواعد عسكرية وضغوط اقتصادية وصفقات تطبيع، في ظل غياب أي وزن أو ردع عربي جماعي، وأصبحت دول "النظام العربي" أشبه بأحجار على رقعة شطرنج، تتحرك بأوامر خارجية لا بإرادة مستقلة.

تؤدي بعض الدول أدواراً وظيفية ضمن استراتيجيات الآخرين: بعضها يشتري الأمن والدعم الدولي عبر الصمت أو الشراكة، وبعضها الآخر يُوظَّف لتمرير أجندات الغرب أو التطبيع أو مواجهة إيران، والقليل فقط يحتفظ بمساحة مناورة، لكنها محدودة ومحصورة في اعتبارات داخلية.

والحقيقة المؤلمة أن المنطقة العربية تتحرك ضمن معادلات الآخرين؛ الصراعات تُدار على أراضينا، والثروات تُستنزف لخدمة أجندات لا علاقة لها بمصالح الشعوب، بينما الأمن القومي العربي والوحدة والكرامة تُترك بلا حاضنة أو دفاع.

وجاءت المأساة الإنسانية المستمرة في غزة لتكشف جوهر هذه اللحظة التاريخية القاسية؛ فالحرب المستمرة على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، بكل ما تحمله من همجية وتجويع وتدمير ممنهج، تقابلها لامبالاة رسمية عربية تصل إلى حد التواطؤ. فالصمت هنا ليس مجرد عجز، بل جريمة سياسية وأخلاقية موصوفة، تجسّد عمق الانحدار وفقدان البوصلة.


أزمة الأمة العربية أعمق من مجرد فشل سياسي؛ إنها أزمة هوية وثقافة ونخبة وتعليم وإعلام، هي أزمة حضارية برمتها


إن أزمة الأمة العربية أعمق من مجرد فشل سياسي؛ إنها أزمة هوية وثقافة ونخبة وتعليم وإعلام، هي أزمة حضارية برمتها: مجتمعات همش وعيها، وقمعت أصواتها، وقطعت صلتها بالمعرفة النقدية. وبالتالي، أصبح من السهل على الأنظمة أن تهمّش القضية الفلسطينية، وتفرّغ مفاهيم التحرر وتقرير المصير والكرامة من مضمونها، حتى تحوّلت غزة نفسها من قضية جامعة، إلى ملف "محرج" أو "معقّد" أو "ثانوي" في حسابات البعض.

فتح الصندوق… أم دفنه؟

لفهم السقوط العربي، نحتاج إلى فتح هذا "الصندوق الأسود" بكل شجاعة: لتفكيك سرديات الاستسلام، نقد الأنظمة، إعادة بناء مشروع عربي مستقل، واستعادة الإرادة الشعبية، وإلا، فإن الطائرة ستبقى تهوي، وربما لن يتبقى منها ما يمكن إنقاذه.

فهل لا يزال في وسع العرب –أنظمة وشعوباً– أن يستردوا زمام المبادرة؟ أم أن الصندوق الأسود سيُدفن مع تاريخ طويل من العجز، ويُكتب على هذه الأمة أن تعيش على هوامش الجغرافيا والتاريخ، تراقب مصيرها يُرسم في عواصم الآخرين؟



## عسكرة الذكاء الصناعي: غزة حقل تجارب دموية
05 August 2025 09:56 PM UTC+00

في دراستها حول أخلاقيات الذكاء الصناعي، تكتب الباحثة لونا لحامد: "إن الذكاء الصناعي يتطلب منظومة أخلاقية توازي قدراته، فحين تُغيَّب هذه الأخلاقيات، يتحول من أداة للتقدم إلى وسيلة لصناعة كوارث أخلاقية لا يمكن احتواؤها".

لم يكن هذا التحذير مجرد نظرية أكاديمية، بل تحوّل في قطاع غزة إلى حقيقة دامغة، حيث أصبح الذكاء الصناعي أداة قتل ممنهجة، تُدار بأعصاب باردة وبلا أدنى شعور بالمسؤولية الأخلاقية.

ما يحدث في قطاع غزة اليوم لا تمكن قراءته فقط من زاوية الصواريخ والقذائف، بل أيضاً من خلف الشاشات والأنظمة الخوارزمية التي تدير الحرب بذكاء رياضي قاتل. لقد دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة منعطفاً خطيراً؛ حيث تقود الخوارزميات الآن عمليات الاستهداف، وتُصنَّف الأجساد، وتُحدَّد أولويات القتل بناءً على بيانات ضخمة تُعالجها أنظمة الذكاء الصناعي لتقرر من يبقى ومن يُمحى. الأمر لم يعد مجرد قرار بشري خاطئ في لحظة انفعال، بل بات خطة قتل بدم بارد تُصاغ في رموز رياضية، بلا مساءلة، وبلا إنسانية.


تكنولوجيا "القتل الذكي" كما تُروَّج إسرائيلياً ليست سوى شكل حديث من أشكال الإبادة التي يُراد لها أن تبدو "محايدة"، بينما في الحقيقة يجري توظيفها بشكل استعماري بحت


تكنولوجيا "القتل الذكي" كما تُروَّج إسرائيلياً ليست سوى شكل حديث من أشكال الإبادة التي يُراد لها أن تبدو "محايدة"، بينما في الحقيقة يجري توظيفها بشكل استعماري بحت، يُخفي الجريمة تحت غطاء من التقدم التكنولوجي. فالذكاء الصناعي هنا لا يُستخدم لتحسين حياة البشر، بل لتقليل تكلفة الحرب على الطرف الأقوى، وتكثيف الدمار على الطرف الأضعف.

في قطاع غزة، تُستخدم تقنيات التعلم الآلي لتحديد الأهداف "ذات القيمة العالية"، وهي مصطلحات خادعة تعني أن أي بيت أو مدرسة أو مستشفى يمكن أن يُدرج على قوائم الإبادة في ثوانٍ معدودة. تُجمَع البيانات من الهواتف المحمولة، الكاميرات، الطائرات المسيّرة، وحتى من شبكات التواصل الاجتماعي، وتُعالج بشكل لحظي لتُتخذ قرارات القصف خلال دقائق، وربما أقل من ذلك.

بهذا المعنى، لم تعد الحرب مجرد فعل عسكري، بل أصبحت ممارسة تقنية–استعمارية، تنزع عن القتل طابعه الإنساني وتمنحه مظهراً "فعالاً" وخالياً من العاطفة والرحمة وكل معاني الإنسانية.

إن المأساة الأخلاقية هنا تتجاوز حدود قطاع غزة. فهي تطرح سؤالاً عميقاً على البشرية جمعاء: ما مصير الإنسان حين تتحول قرارات الحياة والموت إلى معادلات؟ وأين تتوقف حدود الأخلاق حين تصبح الحروب رقمية؟ لقد مكّن غياب الرقابة الدولية، وتواطؤ مؤسسات التكنولوجيا العالمية، من تطبيع هذه الأنظمة، بل وتصديرها بوصفها "حلولاً أمنية".

في الواقع، الذكاء الصناعي الذي يُفترض أن يُستخدم للإنقاذ، يُستخدم في قطاع غزة للإفناء والإبادة اليومية. تُغتال العائلات بأكملها بناءً على توصية خوارزمية مكونة من أرقام، ويُدفن الضمير العالمي تحت ركام البيوت التي قُصفت بذكاء قاتل، أو بإشعار حراري، أو بحركة مريبة لطفل لم يبلغ خمسة أعوام.


ما نشهده في قطاع غزة لا يمثل فقط انحرافاً تقنياً عن مسار التطور الإنساني، بل يشكّل نموذجاً قاتماً لانهيار القيم الأخلاقية حين تُختزل التكنولوجيا في وظيفة القتل


ما نشهده في قطاع غزة لا يمثل فقط انحرافاً تقنياً عن مسار التطور الإنساني، بل يشكّل نموذجاً قاتماً لانهيار القيم الأخلاقية حين تُختزل التكنولوجيا في وظيفة القتل. إن استخدام الذكاء الصناعي في توجيه الطائرات المسيرة، وتصنيف الأهداف، وتحديد من يُسمح له بالحياة ومن يُدرج في قوائم الإبادة، يكشف عن مستقبل مرعب يُدار فيه القتل ببرمجيات لا تعرف الرحمة، ولا تخضع للمساءلة. هنا، لا نقف أمام مجرد تطور تكنولوجي، بل أمام انقلاب في منظومة العدالة، تُنتهك فيه قوانين الحرب، وتُخرق المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان تحت ستار "الابتكار والتطور الأمني".

لقد بات واضحاً أن الذكاء الصناعي حين يُنتزع من سياقه الأخلاقي، ويتحوّل إلى أداة بيد قوى استعمارية، فإنه لا يُنتج سوى مزيدٍ من التجريد واللاإنسانية، حيث يُختزل البشر في معطيات رقمية، وتُستباح أجسادهم وفق خوارزميات صمّاء. في قطاع غزة، لا تُرتكب المجازر عشوائياً، بل تُبرمج وتُنفذ بدقة حسابية، مما يجعل من كل "هدف" قصة إنسانية تُمحى بزرّ واحد، دون محاسبة أو ندم.

وفي المقابل، فإن المقاومة لم تعد محصورة بالسلاح، بل صارت أيضاً مقاومة معرفية، إعلامية، وقانونية. لا بد من كشف الوجه المظلم للتقنية، وتحويل الألم إلى شهادة، والدم إلى دليل، والصورة إلى وثيقة تدين جيلاً كاملاً من صانعي الخوارزميات حين استُخدمت أدواتهم لقتل بشر لا يملكون رفاهية الاختفاء من الكاميرات. فإذا كان الذكاء اصطناعياً، فالضمير يجب أن يبقى إنسانياً.

تعليقات