## المفوض العام لوكالة الأونروا: وصلنا إلى نقطة الانهيار
22 February 2024 11:40 PM UTC+00
حذّر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، أمس الخميس، في رسالة وجهها إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أن الوكالة وصلت إلى "نقطة الانهيار".
وقال في الرسالة: "إنه لمن دواعي الأسف العميق أن أبلغكم اليوم أن الوكالة وصلت إلى نقطة الانهيار، مع دعوات إسرائيل المتكررة لتفكيكها وتجميد تمويل المانحين في مواجهة الاحتياجات الإنسانية غير المسبوقة في غزة".
وأضاف: "إن قدرة الوكالة على الوفاء بتفويضها بموجب قرار الجمعية العامة رقم 302 أصبحت الآن مهددة بشدة"، وتوظف الأونروا، التي تأسست بموجب هذا القرار الذي تم تبنيه عام 1949، حوالى 30 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان والأردن وسورية.
وكانت الوكالة محور جدل منذ أن اتهمت إسرائيل 12 من موظفيها بالضلوع في هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر الذي نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية، وأنهت الوكالة على الفور عقود الموظفين المتهمين، وبدأت تحقيقاً داخلياً.
كذلك كلف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، مجموعة مستقلة برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة، كاترين كولونا، بمهمة تقييم الأونروا و"حيادها" السياسي.
لكن رغم أن "إسرائيل لم تقدم أي دليل للأونروا حتى الآن" يثبت اتهاماتها، فقد علقت 16 دولة تمويلها الذي يبلغ إجماليه 450 مليون دولار، وفق ما قال فيليب لازاريني، محذّراً من أن أنشطة الوكالة في جميع أنحاء المنطقة "ستكون معرضة لخطر كبير ابتداءً من شهر آذار/ مارس".
وأضاف المفوض العام للأونروا: "أخشى أننا على شفا كارثة هائلة لها آثار خطيرة على السلام والأمن وحقوق الإنسان في المنطقة".
لا يمكن استبدال الأونروا
ويكرر كبار مسؤولي الأمم المتحدة أن الأونروا لا يمكن تعويضها في غزة، حيث تشكل العمود الفقري للمساعدات الإنسانية.
وشدد لازاريني على أن الوكالة الإنسانية "ملأت على مدى عقود الفراغ الناجم عن غياب السلام أو حتى عملية سلام"، داعياً إلى منحها "الدعم السياسي" من الجمعية العامة للأمم المتحدة للسماح ببقاء الأونروا و"الانتقال نحو حل سياسي طال انتظاره"، فضلاً عن إصلاح طريقة تمويلها التي تعتمد أساساً على المساهمات الطوعية.
من جانبها، قالت كولونا في مؤتمر صحافي، الخميس، إن الهدف من المهمة "الحساسة" التي تقوم بها المجموعة المستقلة، في هذا السياق، "استعادة ثقة" المانحين، وأضافت: "هدفي تقديم تقرير دقيق مبنيّ على الأدلة، من شأنه أن يساعد الأونروا على الوفاء بتفويضها"، موضحة أنها تعتزم "تقديم توصيات" في التقرير النهائي المتوقع تسليمه بحلول 20 إبريل/ نيسان.
(فرانس برس)
## مهجّرو غزة مشتاقون إلى بيوتهم وممتلكاتهم
22 February 2024 11:42 PM UTC+00
تتسارع دقات قلب الفلسطيني عبد القادر أبو شرخ كُلما سمع نبأ عن منطقة تل الهوا جنوبي قطاع غزة، حيث كان يسكن قبل أن ينزح قسراً برفقة أسرته المؤلفة من أربعة أفراد إلى مدينة رفح جنوب القطاع جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل. 
ويشارك مئات آلاف النازحين أبو شرخ شعور الشوق الممزوج بالحنين والحسرة، بعدما اضطروا إلى ترك بيوتهم وممتلكاتهم بفعل شراسة القصف الإسرائيلي الذي طاول البيوت والمباني والأبراج والمربعات السكنية، والتهديدات الإسرائيلية المتواصلة للفلسطينيين بإجلاء محافظتي غزة والشمال والتوجه إلى المناطق الجنوبية، وأيضاً بعض المناطق الوسطى ومدينة خانيونس.
حرم النزوح القسري فلسطينيي غزة من بيوتهم ومحلاتهم وأعمالهم، وخلق واقعاً مريراً تضاعفت فيه المعاناة يوماً بعد آخر بفعل التكدّس في المناطق التي يزعم الاحتلال أنها "آمنة"، في حين تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة بسبب إغلاق المعابر ومنع دخول مختلف المواد الأساسية من ماء وغذاء ووقود وأدوية ومستلزمات طبية ومساعدات إنسانية.
يقول أبو شرخ لـ "العربي الجديد": "أُجبِرت على ترك منزلي بسبب تهديد الاحتلال المنطقة التي أعيش فيها قبل أن يقصفها. ونزحت في اليوم الثالث للحرب إلى منطقة الشيخ عجلين جنوب غربي غزة، وظللت فيها حتى اليوم السابع من الحرب حين طالب الاحتلال سكان مدينة غزة وشمالها بالتوجه فوراً إلى المناطق الجنوبية". يضيف: "تركت بيتي وكل شيء موجود فيه باعتبار أن الحرب لن تطول وسأرجع خلال أيام، لكن العدوان امتد فترة أطول من قدرتي على الانتظار". يتابع: "نحن في حالة نزوح مستمر، وكل يوم أقسى من السابق. نعيش حياة غير طبيعية تنعدم فيها مقومات الحياة والأمن والسلامة، ونفتقر إلى راحة الحياة الطبيعية التي اعتدنا عليها في بيوتنا، وإلى الأطعمة اللذيذة التي كانت تطهوها الزوجات، والأمان الذي كُنا نعيشه في كنف بيوتنا".
وتقول سُمية، زوجة أبو شرخ، لـ"العربي الجديد": "رُغم طول فترة العدوان الذي شارف شهره الخامس على الانتهاء، لم أتأقلم مع حالة التشتت والنزوح من بيت إلى آخر ومن منطقة إلى أُخرى، وصولاً إلى إنشاء خيمة من خشب وبلاستيك في حي الجنينة بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة". تتابع: "اشتقت إلى تفاصيل حياتي الطبيعية والشوارع الآمنة والمريحة. كنت أستيقظ يومياً لتجهيز أطفالي للمدرسة، وإعداد الفطور لزوجي قبل أن يذهب إلى العمل. الآن انعدمت الحياة بالكامل، وتوقفت دراسة الأطفال بسبب الحرب، كما تعطّل زوجي عن العمل بعد استهداف المبنى الذي يضم مكتبه للهندسة".
وتتمنى سُمية مثل غيرها من النازحين أن تعود إلى منزلها اليوم قبل الغد كي تتفقده وتطمئن عليه وعلى أغراضه التي اشترتها مع زوجها بعناية. وتقول: "لا نعرف أي شيء عن المنزل منذ أكثر من شهر، وإذا كان لا يزال قائماً أو هُدِم، لأننا فقدنا الاتصال بالجيران الذين نزحوا بسبب اشتداد القصف".
بدوره، يواصل أحمد إنشاصي من حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، متابعة الأخبار لحظة بلحظة على أمل سماع أنباء جديدة قد تُفرح قلبه وقلب أسرته بالرجوع إلى شقتهم السكنية التي أُجبروا على تركها بفعل القصف الذي حَوّل حياتهم إلى "كوابيس وجحيم"، وجعلهم يخرجون بأمل النجاة. ويقول لـ "العربي الجديد": "تركنا بيوتنا من دون أن ننقل أي مُستلزمات ضرورية لحياتنا اليومية، واشترينا كل اللوازم الأساسية بأسعار مُضاعفة حين وصلنا إلى مدينة دير البلح. وكُنا نعتقد بأن خروجنا من بيوتنا سيستمر أياماً معدودة، لكن الحرب طالت واستنفدت قدرتنا على الصبر ومواصلة توفير مُتطلباتنا اليومية".
ويغمُر إنشاصي الحنين بالعودة إلى بيته الذي كان يوفر كل احتياجاته، ويقول: "كانت حياة أسرتي آمنة ومُستقرة، ونقصد مُتنزهات عامة والمطاعم كلما استطعنا. وقد اعتدت على شراء ألعاب وحلوى لأطفالي يومياً، لكننا بتنا محرومين من كل هذه التفاصيل".
ويُتابع الفلسطينيون في قطاع غزة الأخبار للاطمئنان على مناطقهم التي أجبروا على تركها مُنذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ويترقبون الأنباء الخاصة بالجهود المبذولة لإتمام صفقات التبادل ووقف إطلاق النار، وعودتهم إلى منازلهم التي طال ابتعادهم عنها.
## سورية: "انقراض" الأطباء في السويداء ودرعا
22 February 2024 11:43 PM UTC+00
في السنوات الأخيرة، تعرّض أطباء ذوو مواقف محايدة لضغوط وملاحقات من معظم أطراف النزاع، ما تسبب في هروبهم وهجرتهم إلى خارج البلد، واليوم أصبحت كل المرافق الصحية العامة من مستشفيات ومستوصفات تعاني من نقص كبير في الكوادر الطبية.
تأثر الواقع الصحي في أنحاء سورية بهجرة الأطباء التي اعتبرت ظاهرة شائعة جداً في السنوات الأخيرة، خصوصاً في المناطق الأقل استقراراً ومنها تلك الموجودة في الجنوب. وشهدت محافظتا السويداء ودرعا تحديداً رحيل عدد كبير من الأطباء المتخصصين إلى دول في الخليج العربي وأفريقيا بموجب عقود عمل، في حين حصل آخرون على لجوء في دول أوروبية. 
وتفيد تقارير إعلامية بأن بين 50 و70 ألف طبيب هاجروا إلى خارج سورية بين عامي 2011 و2022، في حين عرض تقرير سابق نشرته "العربي الجديد" لسفر مئات الممرضين بشكل جماعي (على دفعات) نحو ليبيا رغم الحرب الذي اندلعت لسنوات فيها، انطلاقاً من قناعتهم بأن الحياة في سورية لم تعد تطاق. ورغم المشاكل العديدة التي صادفتهم باختلاف اختصاصاتهم في ليبيا، ودفعهم مبالغ مالية كبيرة لسماسرة قرروا الاستمرار. وتقاضى بعض من هاجروا إلى ليبيا والصومال والعراق تحديداً رواتب وصلت إلى ألفي دولار شهرياً.
يقول مرادن الذي يعمل في القطاع الصحي بمحافظة درعان لـ"العربي الجديد": "لم يكن الوضع المادي السبب الرئيسي في هجرة الأطباء، إذ تأثرت القرارات بالوضع الأمني وفرض الخدمة الإلزامية، وأيضاً بالمواقف الشخصية من النظام. وفي مستشفى درعا الحكومي تراجع عدد الأطباء المسجلين في قسم أمراض القلب من 16 قبل سنوات إلى أقل من 5 حالياً".
يضيف: "لا يقتصر النقص في الكوادر الصحية على الأطباءن إذ يشمل الممرضين وفنيي التخدير وتخصصات مهمة أخرى، وتعتبر ظروف العمل الحالية سيئة جداً بالنسبة إلى جميع العاملين، كما تلاحق المخاوف الأمنية الأطباء الذين بقوا في البلاد، فهم ضمن مطامع أفراد العصابات والمليشيات الأمنية التي تعمل لصالح النظام باعتبارهم يستطيعون تسديد فدى مالية في حال تعرض أولادهم للخطف. ولأن الأطباء يحرصون على تعليم أبنائهم في شكل جيد للحصول على شهادات جامعية قد تجعل حياتهم أفضل، يشكل ذلك سبباً إضافياً لاختيارهم الهجرة إلى خارج سورية".
وكان نقيب أطباء درعا أكرم الخيرات قد صرح بأن "أكثر من 300 طبيب يمثلون ثلث عدد الأطباء المسجلين هاجروا إلى خارج سورية، لذا تعاني مستشفيات المحافظة من نقص في العدد، علماً أن بعضها لا تحتوي إلا على طبيب متخصص، وهذه مشكلة كبيرة تجبر المستشفيات على الاستعانة بأطباء من العاصمة دمشق، وتعتبر معالجتها أمراً صعباً وطويلاً".
ويضطر سكان درعا إلى حجز مواعيد قد تحدد بعد أكثر من شهر لزيارة طبيب. ويقول الدكتور سعيد أبو هاني لـ"العربي الجديد": "تكاد أن تنقرض تخصصات طبية في محافظة السويداء ما يحتم نقل السكان مرضاهم إلى دمشق. ويعرف الجميع الأسباب التي تحفّز الأطباء على الهجرة، وبينها المردود المادي الضعيف، والوضع الأمني السيئ، واحتمال استدعائهم إلى احتياط الجيش وفرض تأديتهم الخدمة الإلزامية، وأيضاً عدم إيجاد خريجين جدد عدداً كافياً من المتخصصين في المستشفيات العامة لمتابعة تحصيلهم العلمي في سنوات الاختصاص، وقصدهم مستشفيات دمشق في انتظار توفر فرص للسفر والهجرة.
وكان محافظ حماة محمد زنبوعة قد دعا في المؤتمر السنوي لصيادلة حماة، الذي انعقد في 14 فبراير/ شباط، إلى ضرورة أن تعمل الحكومة للحدّ من تسرّب الكوادر الطبية والصحية، خصوصاً الصيادلة، ومعالجة موضوع نقص الأدوية النوعية والمزمنة، وتوفيرها من مصانع الأدوية، وإبدال تلك المنتهية الصلاحية".
ويلفت الدكتور في الصحة العامة محمد الصالح، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن "أسباب مغادرة الأطباء مناطق سيطرة النظام السوري كثيرة، وفي مقدمها الواقع الأمني، وملاحقة الأطباء، خصوصاً أولئك الذين ساهموا في علاج جرحى ومصابين خلال الاحتجاجات السلمية الأخيرة".
يتابع: "يملك الأطباء تطلعات وآمال خاصة، ومعظمهم هاجروا ولم يبقَ منهم باعتقادي إلا نسبة 10 في المائة، استناداً إلى ملاحظاتي عن المسيرة المهنية لزملائي في الجامعة، وبعدها من تخرجوا في الدفعة التالية، وأيضاً أطباء قدماء. واضح أن الاعتقالات أثرّت كثيراً على الأطباء الذين تعرّض بعضهم إلى ابتزاز مالي، وأجبروا على دفع مبالغ لشبيحة، وأيضاً مشكلات الانهيار الاقتصادي والاختلاف في الرواتب التي تمنحها الدولة والتي تعتبر أفضل في بعض المناطق المحررة. وإذا كانت الأوضاع المادية والهروب من الجيش من بين الأسباب الرئيسية الأخرى للهجرة، فثمّة أسباب خاصة أخرى".
ويتحدث نعيم الحوري، وهو موظف حكومي، لـ"العربي الجديد"، عن أن "المواطنين يعانون حالياً في الحصول على رعاية صحية بسبب التكاليف الباهظة للعلاج الطبي. وفي ظل نقص التخصصات الطبية في مجالات عدة يُجبر المواطنون على الذهاب إلى دمشق، ما يزيد الأعباء عليهم على صعيد تكاليف السفر والتنقل وغيرها. وهم يقصدون أطباء يعرفونهم خارج سورية من أجل تشخيص حالاتهم استناداً إلى تحاليل طبية وصور أشعة يرسلونها إليهم تمهيداً لأخذ توصيات علاج منهم. وهذا أمر شائع حالياً، حتى أن أشخاصاً يذهبون إلى مناطق في شمال سورية لإجراء عمليات جراحية لأن تكاليفها مرتفعة في دمشق أو حتى غير متوفرة بسبب نقص المتخصصين".
وفي محاولة لمعالجة بعض المشكلات التي يواجهها القطاع الطبي في السويداء، بدأ مسؤولون محليون في التفكير بإنشاء وإدارة فرق طبية في قرى وبلدات وأحياء المدن الكبيرة، بدعم من أطباء مغتربين في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وبالشراكة مع جمعيات خيرية أسسها مغتربون من السويداء في المهجر. وقرروا تطبيق مبدأ اللامركزية الإدارية في تحديد الاحتياجات الصحية للمناطق من خلال تشكيل فريق في كل منطقة يضم ممرضين وطبيباً أو اثنين لكل 5000 نسمة ومنحهم تعويضات معقولة وحقائب إسعافية.
## مساع قبلية لإلغاء قرار طالبان بمنع تعليم الأفغانيات
22 February 2024 11:43 PM UTC+00
لا تظهر أية بوادر لفتح حكومة طالبان المدارس والجامعات في وجه البنات، رغم أن الشعب الأفغاني بأطيافه المختلفة يطلب منها ذلك، كما توجد خلافات داخل قيادات الحركة بشأن القضية.
رغم إصرار حركة طالبان على موقفها الرافض لتعليم الفتيات، والذي يثير ضدها انتقادات محلية ودولية، تسعى الزعامات القبلية إلى جانب علماء الدين في أفغانستان من أجل إقناع قيادات الحركة بتغيير موقفها، عبر الرسائل والمناشدات، وعقد الاجتماعات.
وفي 14 يناير/كانون الثاني الماضي، عُقد اجتماع ضم عدداً كبيراً من علماء الدين والزعامات القبلية في العاصمة كابول، وحضره مسؤولون كبار في الحكومة، وكان هدفه إقرار منح النساء والفتيات حق التعليم، وفتح المدارس والجامعات أمامهن.
وخلال الاجتماع، قال نائب رئيس الوزراء المولوي عبد الكبير، إن حكومة طالبان تعمل ليل نهار على خدمة جميع شرائح المجتمع الأفغاني، وفق ما تسمح به الشريعة الإسلامية والأعراف المحلية، مشدداً على أن الأوضاع في البلاد تحسّنت، والكثير من الأمور آخذة في التحسن بتعاون المجتمع مع الحكومة، وتحديداً القبائل وعلماء الدين.
من جانبهم، طالب عدد من علماء الدين وزعماء القبائل حكومة طالبان بفتح مدارس البنات، وفتح الجامعات أمام الطالبات، مؤكدين أنه من دون تعليم البنات لن يمكن للمجتمع التطور، وأنه على حكومة طالبان أن تسمع آراء القبائل وعلماء الدين الذين جاؤوا إلى كابول من مختلف الولايات لإقناع مسؤوليها بهذا المطلب، كما طلب علماء الدين والزعامات القبلية أن يكون هناك تواصل دائم مع الحكومة من أجل توصيل المطالب بشكل سلس، مشددين على أن القبائل، وعلى مر التاريخ، كانت ضحية ما يجري في البلاد، وتعاني مناطقها من مشاكل كثيرة يقع عبء حلها على الحكومة.
يقول المولوي نور الدين، والذي شارك في الاجتماع، لـ"العربي الجديد"، إن "العلماء والزعامة القبلية كان كلامهم واضحاً وصريحاً، ولم تكن مطالبهم تتعلق بمنطقة واحدة، أو بعرقية أو شريحة معينة، بل كانت تشمل كل أطياف الشعب الأفغاني، وتركز على حقوق النساء في ضوء الشريعة الإسلامية والأعراف المحلية، وفي مقدمتها حق التعليم، وضرورة فتح المدارس والجامعات أمام الفتيات، لأن القضية لم تعد تتعلق بالنساء والفتيات فحسب، بل بالشعب كله، فالبلاد تحتاج إلى كوادر علمية نسائية في العديد من المجالات المختلفة، وخصوصاً في مجالات الصحة والتعليم والقضاء والأمن".
يضيف نور الدين: "من ضمن ما جرى الحديث حوله الشح الكبير في الكادر الطبي النسائي بمختلف المناطق، خصوصاً المناطق النائية، حيث لا تتوفر طبيبات أو ممرضات، كما تحتاج البلاد إلى أعداد من المعلمات، والشرطيات، والعاملات في السجون وغيرها من القطاعات. نواجه شحاً كبيراً في مجالات عدة، في ضوء ما حصل من هروب من البلاد بعد خروج القوات الدولية، إثر سيطرة طالبان على الحكم. كان نائب رئيس الوزراء المولوي عبد الكبير، يسمع لزعماء القبائل وعلماء الدين في ذلك الاجتماع المهم، وهذا أمر إيجابي للغاية، وكان الرجل متفهماً الأوضاع، ويدرك ما يكنه الشعب الأفغاني لعلماء الدين والزعامة القبلية، وقد سمع بشكل مفصل مطالب المشاركين، وقدر شأن ما يقولون، ووعد بنقل الآراء إلى قيادة حكومة طالبان".
لم يشارك الزعيم القبلي بيرك خان في الاجتماع، لكنه مهتم بتعليم النساء والفتيات، ولديه 6 بنات محرومات من التعليم، ويقول لـ"العربي الجديد": "حكومة طالبان هي أحسن ما شهدناه من حكومات خلال العقود الأخيرة. هناك أمن واستقرار، والحياة الاقتصادية والمعيشية تتحسن، وهناك شعور بالمسؤولية، وعندما يحصل معنا أي شيء، ندرك أن هناك جهة سوف تحاسب، وأنه لا أحد فوق القانون، بينما في زمن ما قبل طالبان، كان أمراء الحرب لا يمكن مساءلتهم، ويقومون بما يحلو لهم، الآن إذا قام قيادي في طالبان بأي ظلم لمواطن، فهناك جهات نتقدم إليها، وتتم المساءلة، وهناك محاكم خاصة تعمل بسرعة من أجل محاكمة من بيدهم المناصب والقوة".
يضيف خان: "أصعب ما نواجهه حالياً كآباء هو موضوع منع تعليم الفتيات، وما يهمنا هو حق بناتنا. أفغانستان بلد واعدة، وكلها حالياً تحت سيطرة واحدة، وتنفذ القرارات والقوانين في كابول وقندهار، كما في مزار شريف وننغرهار وخوست، وفي كل ربوع أفغانستان، ولدينا جيش وشرطة وأمن ونظام، ونطلب من هذا النظام أن يسمح لبناتنا بالتعليم، وعلى حكومة طالبان أن تدرك أن القبائل ستكون سداً منيعاً في وجه أعدائها، وستقاوم أي تحد في داخل البلاد أو من خارجها، فلا نريد بأي حال أن تعبث أي جهة بما ننعم به حالياً من الأمن والاستقرار، وبالتالي نحن نقف مع هذا النظام، وسنقف معه بكل حزم في المستقبل أيضاً، لكن عليه السماح لبناتنا بالتعلم، في المدارس وفي الجامعات".
## الجوانب "المُظلمة" في إعادة إعمار غزّة
23 February 2024 12:10 AM UTC+00
لم يتوقّف العُدوان الصهيوني على قطاع غزّة، ولم ينته التدمير. ورغم ذلك، يلوح في الأفق البعيد سؤال إعادة الإعمار، ويتلجلج في نفوس الجميع، بل إنها مسألة لا تغادر جميع الملفات المتعلقة بالعُدوان المستمرّ منذ أكثر من أربعة أشهر، وتجدها حاضرة في مسار المفاوضات، وصفقات وقف إطلاق النار، واتفاقات التهدئة، يهتم بها الجانب المعتدِي على حدٍّ سواء مع المعتدَى عليه، فبالنسبة للمُعتدِي يريد ممارسة مزيد من التحكّم والإذلال، وبالنسبة للمعتدَى عليه فهو يحتاج إليها كأولوية قصوى مثل الغذاء والماء.
بشكل عام، عملية إعادة إعمار المناطق الخارجة من النزاعات متكاملة، لا تتعلق بجزء واحد دون بقية الأجزاء، ولذلك هي مجموعة شاملة من الإجراءات الساعية إلى تلبية الاحتياجات اللازمة للمتأثرين من النزاع، والحيلولة دون تصاعده، وتفادي العودة إلى القتال، وكذلك معالجة الأسباب الجذرية له، وتدعيم السلام المستدام. وذلك كله من خلال أربع ركائز أساسية: الأمن، والعدالة والمصالحة، الرفاه الاجتماعي والاقتصادي، والحوكمة والمشاركة، لكن، وبكل أسف، حتى هذا الأمر النظري، لا ينطبق على ما يحصل في قطاع غزّة، لسببٍ واحد هو ضخامة المأساة، وهول الكارثة، بحيث يبدو الأمر أشبه ما يكون بحالة الدمار الكامل الذي كانت عليه أوروبا نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، وبالتالي، فقطاع غزّة بحاجة إلى مشروع مارشال جديد يعمل على إعادة الإعمار، والنهوض بالحياة، كما فعل ذلك في أوروبا، إلا أنّ الفوارق كثيرة وكبيرة بين الحالتين، فمشروع التدمير الممنهج الذي يحصل في قطاع غزّة، يتم بدعم كامل وموافقة من الولايات المتحدة التي قادت مشروع مارشال لإعادة إعمار أوروبا. والفرق الثاني، أن الحرب التي انتهت عام 1945 بانتصار طرفٍ واستسلام آخر ليست هي نفسها في الحالة الفلسطينية، فلا ضمان ولا ضامن، يقدر على منع تكرار الحرب، وحدوث التدمير نفسه بعد سنوات قليلة وربما بوتيرة أعلى، هكذا هي دولة الاحتلال، تجنح إلى الحرب والدمار، أكثر من جُنوحها إلى السلام والهدوء، ولا تكترث بالعواقب. جميع تفاصيل المشهد الحالي الحاصل في قطاع غزّة مختلفة عن كل المشاهد السابقة منذ النكبة عام 1948، إذ لم تشهد المنطقة مثيلاً من أعداد المباني المدمّرة، والنازحين، وما زالت تشهده حتى كتابة هذه الكلمات من أطنان المتفجّرات التي تساقطت عليها، متفجّرات ذكية وغبية، صواريخ من جميع الأنواع والأشكال، قذائف من الجو والبرّ والبحر، مع استمراريةٍ في ذلك على مدار الساعات والأيام والشهور، جميع هذه العوامل والمعطيات تجعل مشهد إعادة إعمار قطاع غزّة شديد القتامة، ورغم أن الجوانب القاتمة فيه كثيرة ومتعدّدة،  إلا أننا نقتصر على ذكر خمسة منها، وهي كالتالي.
ستكون إعادة الإعمار إحدى وسائل ممارسة الاحتلال لمزيد من الضغط على الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزّة في مرحلة ما بعد الحرب
الوجه الأول: وربما الأعقد والأشد قتامة، وهو وحده كاف لجعل عملية إعادة الإعمار مستحيلة أو ضرباً من الخيال، ويجعل جميع جهود إعادة الإعمار هباءً منثوراً إذا بقي قائماً، بل تهون جميع التحدّيات الأُخرى أمامه، ومفاده أنّ عملية إعادة الإعمار برمّتها يتحكّم بها الاحتلال الصهيوني، سيمنعها، سيُعيقها، سيعقّدها، وهذا الكلام ليس من فراغ، بل من واقع التجربة في عمليات إعادة الإعمار خلال حروبه السابقة ضد قطاع غزّة منذ 2008. وهذا التشديد هو سياسة يتعامل بها الاحتلال ليس فقط مع قضايا إعادة الإعمار، بل مع جميع تفاصيل الحياة داخل القطاع، فهو المتحكّم في جميع المعابر المحيطة بالقطاع، لا يدخل القطاع شيءٌ صغُر أو كبُر إلا بعلم الاحتلال وموافقته. وفي حالة العدوان القائم، وما نتَج عنه من دمار، ستكون السياسة نفسها أشد وأقسى، فهو لم يقم بكل هذا التدمير، حتى يسمح بإعادة إعمار سهلة وميسورة! فهذا يتناقض مع هدفه المتمثل بتحويل القطاع إلى منطقةٍ غير صالحة للحياة، على أمل أن يقود ذلك إلى الوصول إلى الهدف الأكبر، وهو ترحيل السكان وتهجيرهم إلى خارج الحدود. 
إذَن، ستكون إعادة الإعمار إحدى وسائل ممارسة الاحتلال لمزيد من الضغط على الشعب الفلسطيني داخل القطاع في مرحلة ما بعد الحرب. ولا تصدّق، أيها القارئ، غيرَ ذلك، ولا يغرّنك أي نوع من الاتفاقات والمعاهدات والضمانات، فدولة الاحتلال لا تهتم، ولا تلتزم، هكذا بكل بساطة. للاحتلال في قضية إعادة الإعمار الخاصة بالقطاع ذاكرة مريرة، فجميع محاولات إعادة الإعمار السابقة على مدار ما يقارب عقدين، كانت دائماً تصطدم بعوائقه المتمثلة بالحصار الخانق، وعدم القدرة على اختراق قيود الاحتلال الذي يُمسك المعابر بقبضة من حديد، وبما أن الحالة هذه المرّة من ناحية التعنت الصهيوني، والتصميم على إتلاف مظاهر الحياة في القطاع، أضعاف ما كانت عليه في السابق، فالخلاصة أن عملية إعادة الإعمار هذه المرّة، ستكون أعقد وأصعب بأضعاف ما كانت عليه كذلك، ولئن استطاعت حركة حماس، أحياناً، الالتفاف على الحصار الإسرائيلي في هذه القضية من خلال الأنفاق التي كانت موجودة على الحدود المصرية مع القطاع من جهة الجنوب، وتمكّنت من خلالها من تهريب كل ما يلزم القطاع من المواد، إلا أنّ هذا الخيار في هذه المرحلة ليس مطروحاً، حيث لا أنفاق تُذكر منذ سنوات طويلة.
احتاج القطاع بعد عدوان العام 2008 إلى خمسة مليارات دولار، تبرّع بها المانحون بعد مؤتمر شرم الشيخ في ذلك الحين لإعادة الإعمار
الوجه الثاني: يمكن تسميته "ثلاثة في واحد"، والتحدّيات الثلاثة هي حجم الدمار الهائل، حجم التمويل اللازم، واحتمالية تنازُع المصالح، والجمعُ بينها منطقي لأنها متلازمة، فالدمار يحتاج تمويلاً، والتمويل يحتاج مموّلين. وليس الحديث هنا عن دمار هائل من باب المبالغة، بل هو مشهد حقيقي أحالَ قطاع غزّة من ربوة خضراء، إنْ صحَّت التسمية، إلى صحراء جرداء، لا معالم للحياة فيها، بل هي أرض للموت كما وصفها المسؤول في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، وهي مقبرة كبيرة بعد الحرب، كما كانت سجناً كبيراً قبلها. إذا كنا نتكلّم عن 1.9 مليار دولار تكلفة التصعيد الذي حصل عام 2006 بُعيد خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، فقد داهمَ القطاعَ عُدوانُ العام 2008 الذي احتاج خمسة مليارات دولار، تبرّع بها المانحون بعد مؤتمر شرم الشيخ في ذلك الحين لإعادة الإعمار، وما كانت عملية إعادة الإعمار منذ 2006 قد اكتملتْ بعد، بسبب الحصار الصهيوني على القطاع، وإذا تجاوزنا بقية الحروب اللاحقة في الأعوام 2012، 2014، 2021، وصولاً إلى العُدوان الحالي، وحسب التقديرات التي صدرَت حتى كتابة هذه الورقة، دمّرت القنابل الصهيونية ما يقارب 70٪ من مساكن القطاع جزئياً أو كلياً، كما شملت عملية التدمير جميع أنواع المرافق من مستشفيات، ومدارس، وجامعات، وشوارع، ومقار حكومية، ومراكز صحية، وبُنية تحتية، ومعالم تاريخية، وأراضٍ زراعية، وليست مبالغة القول إنه لم يبق شيء في غزّة لم يصل إليه الدمار، لذلك تفيد بعضُ التقديرات، حتى تاريخ 17/1/ 2024، بأن تكلفة إعادة إعمار الوحدات السكنية فقط تتخطى 15 مليار دولار، ناهيك عن بقية المناحي الأُخرى كالبنية التحتية والجامعات والمستشفيات وغيرها الكثير، مع العلم أن تقديرات تكلفة إعادة الإعمار وصلت إلى ما يقارب 50 مليار دولار، وسيستمرّ هذا الرقم بالزيادة، لأن العُدوان والتدمير مستمرّان، وسوف تكون هذه الأرقام موضعاً لتنازع المصالح بين الطامعين في قطعة كبيرة أو صغيرة من كعكة إعادة الإعمار، وأول الطامعين، يأتي الاحتلال الصهيوني، الذي سينتفع من جميع مجريات هذه العملية وبأكثر من وجهٍ لا يتّسع المجال لتفصيلها، وتتطلع الدول والشركات والأفراد ورجال الأعمال الصغار والكبار والمقاولون والتجار إلى ذلك، كلهم سيدخلون في نَفَقٍ ونِفاق من أجل الحصول على نصيب من الصفقة الكبيرة، وهناك احتمال أن يُطيل هذا التنازع من عملية إعادة الإعمار أو يعقّدها. يمكن اختصار هذا الوجه القاتم باختصار أن تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة هذه المرّة هي تكلفة إعادة إعماره نتيجة ستّ حروب سابقة شُنَّت عليه، وليست حرباً واحدة.
لن تشمل إعادة الإعمار إعادة الحياة إلى عشرات آلاف الشهداء، ولا العلاج الحقيقي لعشرات آلاف الجرحى والمصابين
الوجه الثالث: لا يقلّ صعوبة عمّا قبله، وهو أنّ إعادة الإعمار لن تشمل إعادة الذكريات التي سُحقَت تحت جنازير دبّابات الاحتلال، ولا إرجاع الصور والقصص التي رُويت في البيوت، والمدارس، والمجالس، ولن تشمل إعادة الإعمار إعادة الحياة إلى عشرات آلاف الشهداء، ولا العلاج الحقيقي لعشرات آلاف الجرحى والمصابين، كما أنها لن تعالج الجروح الغائرة لمن سيبقى بعد الحرب ممن فقد العشرات من أهله بين ليلةٍ وضحاها، فقد مُسحَت عائلاتٌ كاملة من السجل المدني، ويدور الحديث عن آلاف الأطفال الصغار الذين فقدوا أهلهم ولا مُعيل لهم، وأصبح الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، ما بين يتيم، أو أرملة، أو جريح، أو شهيد، أو مُشرّد بالنزوح والتهجير. لن تشتمل عملية إعادة الإعمار على جبْر الضرر الأليم لمن فقد أطرافه في الإصابة، أو تشوّه جسده بالحروق، أو تسبّبت له الإصابات بآلامٍ مزمنة، وأصبح على يقينٍ أنه سيقضي حياته مرافقاً لذلك الألم. ومن نافلة القول إن وقعَ هذه النوعية من الإصابات يكون أصعب على نفوس الفتيات والنساء، منه عند الشباب والرجال، وبالتالي يتولّد هناك خوف، وهواجس اجتماعية، ونظرة إلى الذات، وهروب من الواقع، وفرار من المستقبل، وكل هذه الحيثيات لن تشملها إعادة الإعمار.
بعض الأهالي في الحروب السابقة لم يستطيعوا انتظار الحصول على التعويض، أو إعادة البناء من الجهات الدولية
الوجه الرابع: احتمال نشوب الخلافات الداخلية بين سكّان القطاع. ويشهد كاتب هذه الكلمات على عشرات القصص في الحروب السابقة، قصصٌ تخللت عملية إعادة الإعمار، أو التعويض كما كانت تُسمّى، كانت تتمثّل في خلافاتٍ مع الجهة التي كانت تدفع التعويض، سواءً كانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أو غيرها، فإنّ موظفيها هم من الغزّيين في النهاية، وهم الذين يتعاملون مع أصحاب البيوت المدمَّرة الذين ينتظرون التعويض، ولم يحصل في مرّة أنْ كان التعويض مساوياً للخسارة، دائماً كان أقلّ، وهذا يفتح الباب للخلاف بين الأطراف. 
هناك نوعٌ آخر من الخلافات ينشأ بين الأهالي الذين يعيشون في بيوتٍ مشتركة، نابعة من أسئلة مثل مَن سيستلم التعويض؟ ومَن ستتم المعاملات باسمه؟ وربما يأخُذ أحدُهم التعويض ويتنكّر لبقية الشركاء فينشأ النزاع، لكن في الأحداث الحالية، من المتوقع ظهور مشكلات جديدة تتعلق بحدود البيوت المدمّرة، التي اختفت معالمها تماماً، ولم يعد بالإمكان التعرّف على الحدود الفاصلة بين كل بيت وآخَر، وأهل غزّة معروفون بالتشدّد في مثل هذه الأمور، حتى إنّه كانت، في بعض الأحيان، تتعطّل عمليات بناء كاملة بانتظار الانتهاء من الخلاف على نصف متر، أو 30 سنتيمترا بين حدود بيتٍ وآخَر، وربما تمتدّ الخلافات بين الأهالي وجهات الحُكم والتخطيط المعماري والحضري في البلد أياً كانت تلك الجهات، لأن بعض الأهالي في الحروب السابقة لم يستطيعوا انتظار الحصول على التعويض، أو إعادة البناء من الجهات الدولية، فيجتهدون بإثبات الحالة الخاصة بهم حتى يحفظوا حقّهم في التعويض، ثم يبادرون في البناء بأنفسهم، لأنهم يعرفون أن انتظار إعادة الإعمار أو الحصول على التعويض سيأخذ وقتاً طويلاً لا ينبغي معه الانتظار في وجود أولويات الستر والمأوى واستمرار الحياة، وهؤلاء الذين سيبنون بأنفسهم، سيحصل أنْ يقتطعوا شيئاً من حدود الشارع مثلاً رغبة في التوسع، أو تتجاوز حدود بيتهم الجديد الخطوطَ الفاصلة بينهم وبين الأراضي الحكومية. وبالتأكيد، سوف تأتي لحظة وتأتي الجهات الرسمية لتحاسب مرتكبي هذه التجاوزات، وهو باب ثالث للخلاف والنزاع.
إننا أمام احتلالٍ استعماري استيطاني إحلاليّ، متجبّر، متوحّش، عنصري، والأدهى من ذلك كله، أنه مدعومٌ بأسوأ موزّع للحريات والديمقراطيات
الوجه الخامس: الخوف المتجدّد من الحرب وتكرار الدمار، وهو واقعٌ لا يمكن إنكاره في حالة العدوّ الصهيوني، فلن تتضمّن إعادة الإعمار وعداً للناس أكيداً بالأمان، ولا بمستقبل قريب آمن، ولا بعيد مضمون، فالحالة هنا استثناء من بين جميع الحالات، لأننا أمام احتلالٍ استعماري استيطاني إحلاليّ، متجبّر، متوحّش، عنصري، والأدهى من ذلك كله، أنه مدعومٌ بأسوأ موزّع للحريات والديمقراطيات في العالم، الولايات المتحدة التي توفر له دائماً المخرج الآمن مهما فعل، وتترك الناس المظلومين المسحوقين يتدبّرون أمرهم مع مآسيهم. ربما يدفع هذا الخوف من المستقبل الناس إلى حالة من اليأس المشوب بعدم الرغبة في البناء من جديد، وسوف يطرق سؤالٌ آذان الناس جميعاً؟ لماذا نبني ما قد يهدمه الاحتلال بعد قليل؟ فأمْرُ إعادة الإعمار كما هو معروف يأخذ وقتاً طويلاً وجهداً شاقّاً، والمسألة هذه المرّة لا تتعلق فقط بإقامة البناء الحجري، لأنه مع اتساع حجم الدمار، سيكون الحصول على الأثاث، والأجهزة الكهربائية المنزلية، واللوازم المنزلية، ومواد البنية التحتية للمنازل كالأدوات الصحية والدهان والبلاط وكهرباء الإضاءة كلها تحدّيات قائمة في ظل امتداد الهجمة الصهيونية التي دمّرَت جميع المحال التجارية والأسواق والمعارض التي كانت تتكفل بتوفير هذه اللوازم على مستوى البلد. قد يولّد شعور الناس باستحالة الحصول على هذه الأمور تحت وطأة الحصار عندهم التفكير ببدائل تكون أيسر من إعادة إعمار متكاملة الأركان، مثل البقاء في الخيام نوعاً من الاحتجاج، ولكن قد يُردّ على هذا الوجه تحديداً بأنّ إرادة الناس ستكون أقوى، والرغبة في مقاومة محاولات العدو الصهيوني حرمانهم من الحياة ستكون الدافع للبدء من جديد، وأنّ الرغبة في الصمود، وعناد المحتل كفيلة بأن تحفّز الناس للإقبال على الحياة، في مقابل دفع العدوّ لهم على مدار خمسة أشهر لتمني الموت.
ختاماً، هذه وجوهٌ خمسةٌ قاتمة تعتري عملية إعادة إعمار قطاع غزّة، وهي على سبيل المثال، قد تكون هناك جوانب أكثر أو أقل قتامة. وفي المجمل، لن تكون عملية إعادة إعمار القطاع سهلة بأي شكل، إلا إذا افترضنا غياب الاحتلال عن المشهد، فهو أصل كل مشكلة، وأساس كل كارثة.
## لمّا خذَلني صَن يات صِن
23 February 2024 12:11 AM UTC+00
كنّا هناك، في تَراس مطعمٍ بهيج، في جوهاي، جنوب الصين (ثلاث ساعات ونصف طيران من بكّين)، بسمة النسور ومُحسِن فرجاني ومنصورة عزّ الدين وأنا. كان اللحم المشويّ على مائدة العشاء الطويلة مُطمِئناً (زاولْنا هناك حذَراً كثيراً). نسمع نانسي عجرم (نعم نانسي عجرم) تغنّي، وقد أطلق المطعم صوتها عالياً، ونُدردش أربعُتنا ومع مرافقينا ومضيفينا، سيّما مسؤولة العلاقات العامّة في مركز مويان، ديزي، والمترجم محبّ الموسيقى العربية، طالب الدراسات الإسلامية، هان يو (عزّت اسمه المستعار). وقبيْل أن نغادر، سألتْنا ديزي إن كنّا نُفضّل غداً الذهاب إلى الشاطئ أم إلى متحف صَن يات صِن. ... وقعَ الاسمُ على مسامعي غريباً، فسألتُ عمّن يكون صَن، فرماني مُحسن، وهو أستاذ اللغة الصينية وآدابها في جامعة عين شمس، ويحمل الدكتوراه من إحدى جامعات بكّين، بنظرةٍ فيها بعضُ استغراب، فسألني إن كنتُ حقّاً لا أعرف صَن يات صِن، أجبتُه، وقد غشيني شيءٌ من الحرج، بأني فعلاً لا أعرفه، فردّ عليّ بأن لعبّاس العقّاد كتاباً عنه. وهنا أفزعني ما أنا عليه من جهلٍ لا أرضاه لنفسي، إذ أزعُم أنني على معرفةٍ بالعقّاد وكتبِه، بل كنتُ، في يفاعتي الأولى، أوثُره على طه حسين (أظنُّني لم أعُد كذلك لاحقا)، ثم أخبرَني مُحسن إن الرجل مُنظّرٌ وثوريٌّ وإصلاحيٌّ وزعيمٌ سياسي، وكان أول رئيسٍ مؤقّتٍ للصين بعد إنهاء الحكم الامبراطوري. ولمّا كانت الشواطئ ميسورةً في بلادنا، فيما المناسبة لن تتكرّر أن نتعرّف، عن كثب (!) إلى صَن يات صِن، كان القرار أن نزور المتحف.
كنّا ضُحى اليوم التالي (ليس اليوم إيّاه طبعا) في متحفٍ ليس كالمتاحف، وإنما هو حديقة واسعة مُسوّرة، بأشجار وزهور وفيرة، تضمّ بيوتا تقليدية ودكاكين صغيرة، وقاعاتٍ وصالاتٍ وغُرفاً في كلٍّ منها صورٌ ووثائق وكتبٌ وملابس، وسرير نوم صَن في طوْرٍ من حياته، وأشياء كثيرة تخصُّه. بحلقتُ ما وسعني أن أبحلق في كثيرٍ مما رأيتُ، وقرأتُ بعض شروحٍ بالإنكليزية (لا أعرف الصينية) عمّا كنتُ أرى. وصرتُ على إعجابٍ بهذا الرجل الذي يعدّ أبا الصين الحديثة، وأحد بُناة الجمهورية فيها (1912) بعد الثورة على حكم أسرة المانشو، وقد أنهت قروناً من سلطة سلالات إمبراطورية (يُنصح بمشاهدة فيلم بيرتولوتشي "الإمبراطور الأخير" لمعرفةٍ أفضل بتلك المرحلة). عرفتُ أنه كان طبيباً، ولد في 1866 وتوفّي في 1925، وكان مسيحيّاً (ربما تنصّر؟)، ونَشط في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا (وغيرها) للثورة.
أياماً وأعود، أبحثُ عن كتاب العقّاد، "سنْ ياتسن أبو الصين"، فألقى نُسخة إلكترونية (نُشرَ في 1952)، وأقرُأه (180 صفحة)، فأجدُ صاحبَه، كما غادرتُ قراءة كتبه قبل عقود، حريصاً على بسط معلوماتٍ غزيرة (نادراً ما يَنسِبُ شيئاً منها إلى مصادرها). الكتابُ مفيدٌ ليس فقط لمعرفة "بطلٍ من أعظم أبطال الشرق في العصر الحديث"، كما يكتبُ العقّاد عن صَن، وإنما أيضاً لمعرفة الفترة المضطربة (حروب أهلية) في تاريخ الصين قبل الشيوعية وبعد سقوط الزمن الإمبراطوري، وكان الرجل أحد أعلامها، برئاسته مؤقّتاً فترةً قصيرةً بلاده، وبحيوية نشاطه وحراكه، وبتنظيراتِه في الديمقراطية والمؤسّسية الدستورية والبرلمانية والاشتراكية. يعرّفك الكتاب بزيجتيْ صن يات صِن وأبنائه، وصلاته وأسفاره وخلافاته والاستهدافات ضدّه، ويوفّر أيضاً نصوصاً من كتبه وخطبه (من أين جاء بها العقّاد إلى العربية ولم يكن ثمّة "غوغل"؟).
أقيمُ، منذ تلك السفرة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، على ما كنتُ عليه من إعجابٍ بصَن، حتى تُرسل إليّ الباحثة المجدّة المختصّة بالعلاقات الصينية الإسرائيلية، رزان شوامرة، مطالعةً عن هذه العلاقات قبل "أوسلو"، تأتي فيها (نُشرت في "العربي الجديد" في 15/9/2023) على رسالة من صَن يات صِن (بالإنكليزية) يُبجّل فيها، بحماسٍ، الحركة الصهيونية، التي يعدّها من أعظم الحركات في العالم، وتستحقّ، بحسبه دعم كل محبّي الديمقراطية، وذلك في إبريل/ نيسان 1920. أُصابُ بذهولٍ كثير، وأتقصّى الأمر، ثم أعرفُ أن الرسالة (تسعة سطور) موجّهة إلى ناشرٍ يهوديٍّ، ناشطٍ صهيونيٍّ في شنغهاي (مواليد لاهور)، أشهرْتها، بنسختها الأصلية، المكتبة الوطنية الإسرائيلية في 2021، وتراها أوساطٌ هناك بأهمية وعد بلفور. 
إذن، حرصَ الصهاينة الأوائل على أن يناصرَهم الديمقراطيُّ الثوري، صاحبُ الصوت الأعلى من أجل نهوض "الأمّة الصينية"، فكان لهم ما أرادوا. أما أنا فأصيرُ في خذلانٍ كبير، وفيَّ سؤالٌ ما إذا مرقْتُ قدّام تلك الرّسالة في المتحف ولم أنتبهْ لها. نُدردِش، رزان وخالد الحروب وأنا، قبل يوميْن في الدوحة، في الأمر، فيكون حديثُنا عن مُصابي بتلك الصاعقة مناسبة كتابة السطور أعلاه.
## ما الذي يجمع فيروز وزوربا؟
23 February 2024 12:11 AM UTC+00
لا يمكن أن تقول إنك لا تحبّ فيروز، أو أم كلثوم، وإلّا نالت منك شرطة الرّموز، فالحبّ في هذه الحالة واجبٌ ولو بالإكراه. فلا أحد يقبل أن تخرج من سياقٍ يحبُّ اسماً، وإلا فأنت مُدّعٍ أو رديء الذّوق، ولا أحد يجرُؤ على معارضة حبّ الأغلبية رمزاً. رغم أن الأذواق تنمو في البيوت التي وُلدت فيها، ولا يمكن شرح الفن أو الحب والجمال. إنها أشياء تدلّ علينا، ولا يمكن فرضها، لهذا لا بد من كسر دكتاتورية الحب بالإجماع.
لم تعد لي قدرة على سماع عبد الحليم حافظ، بعد مرافقته مرحلة الإسهال العاطفي التي مررتُ بها في المراهقة. لم أعد أستمع إلى فيروز، لسببين: الأول بعد أن فشلتُ في إيجاد لحظة ضعف في صوتها، وأنا أحبّ الضّعف بقدر القوة، كلاهما مصدر جمال وشعر. والثاني، عندما أدركتُ أنني أحبّ الولع في الغناء، فصرتُ أحبُّ أم كلثوم بعد أن كنتُ أهجرها. لكني لا أنسى أن أمتعض منها، امتعاض المحبّين، لأنها تتطرّف أحياناً في مشاعرها، وأنا في حالة لا تقبل الاستنزاف العاطفي للأغاني العربية الكلاسيكية. لا أحبُّ صوت عبد الوهاب الدكالي، ولم أجد بعد طريقة لفهم عبقريته اللّحنية التي أسمع عنها. وأنتشي أحياناً بأغاني "ناس الغيوان" كما لا أفعل مع آخرين، حتى وإن كنتُ مغرمةً بـ "كناوة".
أحبّ إيلا فيتزجيرالد، لأن في صوتها امرأة أحبُّ أن أكونها، وغراماً أحبُّ أن أعيشه. ولا أحبّ أديل بسبب تزامنها مع أزمة مررتُ بها، بعد جلسة عملٍ في ظلّ صوتها. حينها انتابني شعور سيئ تجاهلته، وكان لخذلان حدْسي ثمن رهيب.
لا أحب مارلون براندو بسبب فيلم "ليلة التانغو الأخير في باريس"، الذي اغتصب فيه البطلة ماريا شنايدر في مشهد اغتصاباً حقيقياً. أحبّ ميريل ستريب، كما أحبّ شخصيات روائية، كزوربا أو سعيد في "حكاية بحّار" لحنا مينة أو سكارليت جوهانسون في "ذهب مع الريح"، كما أحبّ البنفسج والتوليب وأنواع الورد الأبيض كله. أحبّ جورج كلوني كما هو، وفي كل ما يفعله. أحبّ ليوناردو ديكابريو الممثل، كما لا أحبّ ممثلاً آخر. أنفر من نيكول كيدمان وساندرا بولوك بعد لمسات البوتوكس شفاههما.
لم أعد أحبّ هابرماس بسبب موقفه أخيراً من الحرب على غزّة. لم أستسغ محمّد شكري لأسباب تتعلق بعلاقته مع الآخرين، وقدرته على امتصاص طاقاتهم من أجل الإبقاء على وهج حضوره. أحبّ بيكاسو ولا أحبّه، أحبّ عمله ولا أحبّ شخصه، رغم أنه كان شخصية رئيسية في رحلتي إلى باريس. أحبّ رقّة شاغال رغم اعتراضي على نظرته إلى الأشياء والناس.
أحبّ الطبخ من أجل الاستمتاع بوجبة حقيقية بطعم أصيل، لكني أكره كل الفوضى التي يُحدثها، وفكرة أن عليّ ترتيبها بعد الانتهاء من الطبخ. أحبّ السفر لكني أكره عذابه وقلقه، وثقل الحقائب وماراتون تحضير كل شيءٍ من أشياء حياتي.
أحبّ روايات أوروبا الشرقية، أكثر من أوروبا الغربية، وأدب أميركا الشمالية أكثر من اللاتينية. أحبّ الشاعر رامبو، وشعر بودلير، والشاعرات أكثر من الشعراء، والروائيين على حد سواء مع الروائيات. أحبّ شعر مارينا تسفيتافيا أكثر من شعر آنّا أخماتوفا، لكني أحب آنّا أكثر. لا أعرف إن كنت أحبّ أولغا تشوكارتوك أو فيسوافا تشومبوريسكا، أو فيتولد غومبروفيتش أو بولندا كلها. 
لا أعرفُ إن كنتُ أحبّ أكثر، السهر ليلاً والناس نيام، أو رائحة الهواء الصباحي وطراوته ونقاءه من أنفاس البشر؟ أحبّ الفرح، لكنني أكره الأفراح. أحبّ الألوان القوية، وضجيج العين وصمتَ الأصوات. أحبّ أن تكون لي القدرة على إخراس العالم حولي، وحذف كثيرين ممن يمشون في الشارع معي، حتى لو كان يعني هذا أن أقضي الوقت في المحو، لكن تنظيف مجال نظري وسيلة مهمة للتهدئة.
أحبّ الموت أحياناً، لأنه راحة، وأحبّ الحياة بعدها، قبل أن تأتي الموجة التالية من اليأس. أحبّ "سكن الليل" من أغاني فيروز، العالقة في كل جزءٍ من خلايا حاسّة السمع عندي، حتى يسكن البال عن الحبّ، حتى لو لم أعد من جمهور فيروز، لكن الحبّ الجماعي القاسي يطارد ذاكراتنا. أو لعلّ الحبّ اختلط علينا، ولا ثقة في اختياراتنا كلها.
## مصر التي لوّحت ولا تزال تلوّح
23 February 2024 12:12 AM UTC+00
عرفنا وعرفت الدنيا كلها أن الاحتلال الصهيوني يمارس عمليات إبادة وتطهير عرقي، ويشن حرب تجويع ويرتكب جريمة ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني في غزّة. بات هذا كله ثابتاً وموثقّاً بالأدلة من خلال آلاف الأوراق المحفوظة في محاضر اجتماعات محكمة العدل الدولية، ويدركه الرأي العام كله، بل أكثر من ذلك تعترف به إسرائيل نفسها بكل فخر، ويجري على ألسنة وزرائها. لا جديد، إذن، يمكن أن تضيفه تصريحات المسؤولين العرب الغزيرة جدّاً في بيان وحشية العدوان الإسرائيلي، وهي التصريحات التي يطلقها أصحابها بلا كلل أو ملل، وهم يحسبون أنهم بذلك أدّوا ما عليهم تجاه شعب شقيق يصرخ صباحاً ومساءً منادياً على أشقائه أن يفعلوا شيئاً لردع المعتدي، فالمأساة من البشاعة بما يجعل مرافعاتٍ عربيةً بليغة أمام محكمة لاهاي أو مشاريع قرار في مجلس الأمن كافية لإعلان البراءة من دم الشقيق المسفوح، وبما لا ينفي التواطؤ بالصمت وبالرطانة اللغوية في المنابر الإعلامية.
قبل يومين، كان رئيس هيئة الاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، يشكو في مداخلة تلفزيونية من أن إسرائيل تتعامل باستخفاف مع المحاولات المصرية لإيصال شاحنات المساعدات إلى الشعب في غزّة، فيقول بالحرف "من غير الواقعي أن تُقدم مصر على إدخال شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة دون خطوة التفتيش من قِبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لأنها دخلت بهذه الطريقة ستتعرّض للقصف من قِبل جيش الاحتلال"، وأن إسرائيل"لم تتورع عن قتل موظفي الأمم المتحدة، ولا العاملين بالإغاثة الطبية ولا قتل الصحفيين، وبالتالي سيكون سهلاً عليها قتل سائقي شاحنات وعاملين عليها". ثم يعتبر رشوان هذه الإذعان المصري للإجرام الصهيوني منتهى الحكمة، حيث يضيف "أن مصر تتخذ قرارتها بدرجة من الحكمة وبما يجعلها تحافظ على مبادئها وعلى الهدف الرئيسي من تحركّاتها على الصعيد الإغاثي، وليس مُجرد التصعيد الذي لن يكون مفيدًا للفلسطينيين".
لا خلاف مع المتحدّث الرسمي المصري في توصيف حالة الاحتلال الصهيوني الذي يتصرّف بطريقة إجرامية ويستخف بكل شيء، بما في ذلك المحاولات المصرية للمساعدة، لكن ذلك لا يعفينا من طرح السؤال الأهم: ما الذي أودى بمصر إلى هذه الخفّة إلى درجة أنها لا تستطيع استخدام معبر برّي لها كامل السيادة عليه ويربطها بأشقائها الفلسطينيين؟ كيف انحدرت الأحوال واختلت الموازين إلى الحدّ الذي يجعل مسؤولاً مصريّاً رفيعاً يرأس مؤسّسة يقع نطاق عملها بين الأمن والإعلام، على يقين بأن الشاحنات المصرية سوف تتعرّض للضرب إن قرّرت القاهرة اتخاذ قرار هو للواجب أقرب بإغاثة شعبٍ شقيقٍ يموت جوعاً وعطشاً وحرمانأً من العلاج؟. لماذا وصلنا إلى الحدّ من الهوان وقد فعلناها قبل ذلك منذ أكثر من 11 عاماً في عدوان مماثل وأدخلنا الشاحنات والقوافل، وحذرنا المعتدي من التعرض لها فارتدع وأوقف قصفه على الأشقاء؟ هل هو الغاز الطبيعي وفواتيره المؤجّلة ومكافآته الإضافية يمكن أن يجعل الفعل المصري سجيناً للغطرسة الإسرائيلية على هذا النحو؟
ليست هذه الحالة من التسليم بالقدرة المطلقة للوقاحة الصهيونية على السماح والمنع والتحكّم في كل شيء وقفًا على الأداء المصري فقط، فالكلُّ مكتفٍ بالكلام والخطابة، بما يجعل كل ما تقوم به الدبلوماسية العربية من تحرّكات بمواجهة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني لا يؤهّلها لأكثر من وظيفة المعارضة لحكومة نتنياهو وسموتريتش وبن غفير، وبقية عصابة اليمين الصهيوني المتطرّف، وهي الوظيفة التي يمارسها زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير ليبيد بشكل أوضح وعلى نحو أكثر كفاءة.
باختصار، بعد مرور نحو خمسة أشهر على الانفراد الصهيوني بالشعب الفلسطيني، لم يعُد أحد يأخذ على محمل الجدّ المواقف العربية الخطابية. وعليه، لا يكفي أن يصرّح رئيس الاستعلامات المصرية، مثلًا، إن "مصر لوّحت ولا تزال تُلوّح، بأنها تملك ما تملك للدفاع عن أمنها القومي وعند القضية الفلسطينية معًا"، لكي يشعر الكيان الصهيوني بالخطر، أو يأخذ خطوة واحدة إلى الوراء في عدوانه المستمرّ.
## أكثر من مجرّد إبادة
23 February 2024 12:12 AM UTC+00
بعد 139 يوماً على المجزرة في غزّة تبدو الكتابة عنها كفعل ضرورة، وإن كان الإحساس المتعاظم بقلة الحيلة تجاه ما يجري في القطاع يعيد إحياء أسئلة تكاد لا تنتهي عن أسباب هول حالة الاستسلام السائدة في العالم العربي، إذ لم تعُد تجدي محاولات التفسير أو التبرير؟ كيف أمكن التخلي عن غزّة منذ اليوم الأول؟ ولو كان ردّ الفعل على العدوان مختلفاً منذ بدايته، ألم يكن من الممكن تفادي هذه اللحظة؟ 
في الأسابيع الأولى، كانت صور المجزرة تطغى على ما عداها لكنها لم تستدع أكثر من مواقف مندّدة ودعوات خجولة إلى وقفها أو الحدّ منها. كانت بعض الدول العربية تراهن تماماً مثل الاحتلال والولايات المتحدة وباقي الحلفاء على "انتصار" إسرائيلي سريع يخلّص الجميع من حركة حماس. لكن هذه الرهانات سقطت، بينما مضت آلة القتل والتدمير الإسرائيلية في جرائمها. واليوم تتزاحم مشاهد الإبادة وحصار المستشفيات مع صور المجاعة وأصوات الاستغاثات التي تملأ القطاع. 
الأم التي تتحدّث كيف أن طفلتها تأكل يديها من الجوع وتلك الطفلة التي تتحدّث وكأنها تبلغ من مائة عام وهي تقول "جعنا بدنا ناكل" تختصران كل الحكاية. لم يعد أهالي غزّة يفكرون بمنازلهم المهدّمة وأقاربهم الذين يتحلّلون تحت الأنقاض والبرد، بل ينشغلون فقط بما إذا كانوا قادرين على إيجاد لو قليلا من الطعام للبقاء على قيد الحياة. وإذا لم يعد لسكان غزّة من خيارات، فإن لكل العالم من حولهم خيارات لنجدتهم. يُخبرنا الأردن المرّة تلو الأخرى أنه أنزل مساعداتٍ طبيةٍ عاجلة جوّاً إلى غزّة، وذلك بالطبع بتنسيق مع سلطات الاحتلال، وإن لا يقول المسؤولون الأردنيون هذا، وبذلك لم لا يتم إنزال مساعدات إغاثية جوّاً لأهالي القطاع؟ 
تلوك السلطات المصرية منذ بدء العدوان سردية أن الاحتلال من يعطّل إدخال المساعدات إلى غزّة بسبب إجراءاته الأمنية. وما كان يمكن إيجاد مبرّرات له خلال الفترة الأولى عندما كانت هناك مفاوضاتٌ ليس قابلاً اليوم لأي تفهّم. ما الذي تنتظره مصر لإدخال المساعدات مباشرة نحو القطاع. هل يجب ترقّب أن تنتقل وفيات الجوع من العشرات يومياً إلى المئات والآلاف. 
أما برنامج الأغذية العالمي، فقد أعلن عن وقف إدخال المساعدات على قلتها إلى الشمال تحديداً. إذا لم يكن على وكالات الأمم المتحدة العمل في ظروف صعبة وغير مستقرّة فمتى يمكن توقع عملها في أيام الرخاء!
كل ما يجري في غزّة اليوم يُترجِم رغبة في إبادة سكان هذا القطاع. ورمي المسؤولية فقط على إسرائيل لم يعد في محلّه. تلك القائمة الطويلة من الدول، التي يمكنها التحرّك على الأرض أو الضغط بالأفعال، وتكتفي ببيعنا تصريحات، شريكة في الجريمة. وليس يأساً أو مبالغة أو مهما كان التوصيف القول إن الشعوب العربية مسؤولة أيضاً. يكاد حجم الحراك في الشارع العربي للضغط على وقف المذبحة في غزّة يكون معيباً مقارنة مع ذلك الذي تشهده العواصم الغربية. كيف يمكن أن يحدُث هذا بينما تكبر المأساة والمجزرة، وإذا كانت فعلاً فلسطين قضية الشعوب لا الأنظمة، فأين هي هذه الشعوب؟ قد يقول بعضهم هل يمكن توقّع ممن استكان لكل الأزمات في بلاده أن يتحرّك في الشارع لأجل غزّة. نعم، يمكن ذلك، إذ أقله يفترض أن القضية الفلسطينية تتخطّى الانقسامات السياسية في جميع البلدان العربية. ولكن ذلك لم يحدُث بعد 140 يوماً على العدوان.
## عدم جدوى عقوبات واشنطن على الأسد
23 February 2024 12:13 AM UTC+00
لم يكترث رئيس النظام السوري، بشّار الأسد، بتشديد واشنطن قوانين العقوبات عليه. وجديدها أخيراً مصادقة مجلس النواب الأميركي، بالأغلبية المطلقة، على مشروع قانونٍ يجدّد عقوبات "قانون قيصر"، ويمنع الولايات المتحدة من "الاعتراف أو تطبيع العلاقات مع أي حكومة سورية، يقودها بشّار الأسد". وكالعادة، أدار النظام ظهره للإجراءات الأميركية، التي تتوالى في صيغة قوانين عن الكونغرس، لم تُترجم إلى نتائج ملموسة فيما يتعلق بتقديم النظام تنازلاتٍ بخصوص الحلّ السياسي، وفق القرارات الأممية، وخصوصا قرار مجلس الأمن 2254، الذي أنفقت الأمم المتحدة عدة سنوات من أجل تطبيقه، ولكنها فشلت بسبب مماطلة النظام الذي شارك في اجتماعات اللجنة الدستورية، لكنه رفض كتابة دستور جديد. ولم يكن ليلجأ إلى أسلوب تضييع الوقت، وتمييع القضية، لو لم يدرك مسبقاً أن سقف الضغوط الدولية عليه منخفض، لا يتجاوز فرض عقوبات، أصبح قادراً على التعايش معها، أو التحايل عليها، بدعم من روسيا وإيران.
كان واضحا، منذ البداية، أن العقوبات الأميركية على النظام السوري لا تمتلك الأدوات الكافية من أجل تحويلها إلى سلاح فعال، يخيف رئيس النظام وبطانته. ورغم أنها تبدو، من حيث الشكل، صارمة وقاسية، وتُنذر بتركيع الأسد، فإنها مليئة بالثغرات التي سمحت لأطراف عربية ودولية بتجاوزها، والذهاب حد تشجيع النظام على خرقها، وعصيانها علانية، ومن ذلك خطوات التطبيع التي قامت بها دولٌ عربية أعادت فتح سفاراتها في دمشق، والتواصل مع النظام على أعلى المستويات، ودعوة رئيسه إلى حضور مؤتمر القمة العربية في الرياض في مايو/ أيار الماضي، على أساس سياسة الخطوة خطوة، المشفوعة بوعود اقتصادية مهمة، مقابل إبداء مرونة على صعيد الحلّ السياسي، تبدأ بتقديم ضماناتٍ لعودة ملايين اللاجئين السوريين من دول الجوار، لبنان، تركيا، والأردن.
لا يمتلك النظام مقومات الصمود الذاتي، ويدين بأسباب البقاء المادية والعسكرية إلى كل من روسيا وإيران، وهذا ليس جديدا، فالقضية السورية خرجت من يد أهلها، وصارت شأنا دوليا منذ الأشهر الأولى لعام 2011، وليس النظام وحدَه من رهن قراره بيد أطراف خارجية، بل المعارضة كذلك. ويعدّ حال البؤس الذي آلت إليه محصلة طبيعية لعدم استقلاليتها، وهي بتشكيلاتها كافة، بما فيها الائتلاف الوطني، لم تعد تمثل السوريين، وبات قرارُها بيد أطراف دولية، صاحبة مصالح في سورية، لا صلة لها بمطالب السوريين السياسية، ولا بمعاناتهم في بلدان اللجوء، وسوء أحوالهم المعيشية، وتعرّضهم لموجات قوية من العنصرية.
ليس الحل بعزوف واشنطن عن تشديد العقوبات على الأسد ونظامه، بل هذه الخطوة ضرورية، وكي تكون مفيدة يجب أن تكون فعّالة، وأن لا يقتصر التحرّك الدولي عليها. ويجب أن يترافق مع تحريك المسألة السورية في الأمم المتحدة، بغضّ النظر عن مواقف الأطراف الداعمة لنظام الأسد. وفي وسع الضغط الدولي إلزام النظام وداعميه، باحترام شروط العودة الطوعية الآمنة للاجئين إلى بيوتهم، وممارسة حياتهم بصورة خالية من القمع والترهيب. وبعيدا عن ذلك، على المجتمع الدولي توفير حماية للاجئين، الذين يواجهون تراجع الدعم من المنظمات الإنسانية الدولية، والتدخّل لدى الدول المستقبلة للاجئين، كي تطبق على نحو عادل الاتفاقات الخاصة بحماية اللاجئين، واحترام حقوقهم في الكرامة الإنسانية والصحة والتعليم والسكن والغذاء. وكما هو معروفٌ اليوم هناك شكاوى من منظمات دولية بشأن المعاملة غير اللائقة للاجئين السوريين في أكثر من بلد، ومن ذلك عمليات ترحيل قسري، لا تراعي شروط العودة الآمنة المنصوص عليها في الاتفاقات الدولية. وإذا لم يحصل تحرّك دولي جادّ على هذا المستوى، سوف تزداد الأوضاع سوءا، وتتحول قضية اللاجئين السوريين إلى استثمار مربح في المعاناة.
## عن سقوط قواعد الاشتباك في جنوب لبنان
23 February 2024 12:13 AM UTC+00
يبدو واضحاً منذ أيام أنّ "إسرائيل" أسقطت ما تُعرف بقواعد الاشتباك في جنوب لبنان عن سابق نيّة وتصوّر وتصميم؛ فالطائرات الحربية الإسرائيلية أغارت يوم الاثنين (19 فبراير/ شباط)، على موقعين في بلدة الغازية، جنوبي مدينة صيدا، ودمّرت ما قالت "إسرائيل" إنّها بنية تحتية لحزب الله في الموقعين. وتبعد بلدة الغازية عن الحدود قرابة 50 كيلومتراً. وقبلها بأيّام أغارت الطائرات الحربية على مدينة النبطية واستهدفت مبنىً فيها، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّه كان يؤوي أحد القادة العسكريين للحزب. وسبقت ذلك غارات أخرى استهدفت سيارة في قلب المدينة التي تقع شمال نهر الليطاني، وبعيدة نسبياً أيضاً عن الحدود. كما استهدفت المسيّرات الإسرائيلية سيّارة على الطريق الساحلي بين بيروت وصيدا في بلدة جدرا في جبل لبنان. 
يقود ذلك كله إلى القول إنّ "إسرائيل" أسقطت قواعد الاشتباك التي كانت قائمة في جنوب لبنان طوال الشهور الماضية وراحت تعمل على استجرار حرب مع لبنان وحزب الله من أجل الانتقال إلى مرحلة جديدة في الحرب على غزّة بعدما فشلت في تحقيق أيّ هدف عسكري حقيقي، وبعدما رفضت، على طريقتها، المبادرات التي طرحها لقاء باريس من أجل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى علّ ذلك يعيد خلط الأوراق، أو يدفع المنطقة إلى مواجهة كبيرة ومفتوحة تعيد رسم كل معالمها. وبالحدّ الأدنى قد تعمل "إسرائيل" من خلال توسيع رقعة استهدافاتها في لبنان على تغيير قواعد الاشتباك التي كانت قائمة لصالح قواعد جديدة تطرحها دائماً في مطلب إخراج حزب الله إلى منطقة شمال الليطاني، أو ربما إلى ما هو أبعد، وهو ما يرفضه حزب الله، ويربط تنفيذه بـ"تسوية" يكون وقف إطلاق النار الدائم في غزّة أحد شروطها، ناهيك عن أثمان سياسية ربما تكون لها صلة وعلاقة بالداخل اللبناني.
يقترب موعد لبنان مع الحرب الواسعة شيئاً فشيئاً وما إسقاط قواعد الاشتباك التي كانت قائمة سوى المقدّمة التي يمكن أن تلحق بها المواجهة المجنونة
يدرك حزب الله أنّ المطلب الإسرائيلي في هذه المرحلة بالنسبة للبنان دفع الحزب إلى ردّة فعل قويّة ومؤثّرة تعطي ذريعة للإسرائيلي لتوسيع الحرب، ليس بهدف كسبها والانتصار فيها، بمقدار ما هو إعادة خلط الأوراق في المنطقة؛ ويدفع الحزب أثماناً باهظة جراء الاستهدافات والاغتيالات التي تطاول مجموعاته وعناصره، ويشعر بأنّه مكبّلٌ في عمليات الردّ لأنّه لا يريد أن يدخل حرباً مفتوحة وواسعة مع الإسرائيلي، وخصوصاً أنّ الدعم العالمي ما زال متوفّراً وحاضراً على الرغم من التحوّل الطفيف الذي طرأ على الموقف الدولي من الحرب على غزّة، كما لا يمكنه السكوت الدائم على هذه الاستهدافات أو الرد الخجول عليها، خصوصاً أنّها تزيد حجم خسائره بالتقسيط، وذلك كله يقيّد حركته ويضاعف خسائره في وقت لا يحتمل فيه أيّ مخاطرة في الموقف. ولكنّ ما لا يدركه الحزب، أو ربما يدركه ولا يملك حياله أيّ مخرج، هو أنّه سيكون الهدف التالي، سواء تمكّن الإسرائيلي من تحقيق إنجاز في غزّة أو في حال راكم فشله؛ ففي الحالة الأولى فإنّ أيّ نصر ولو باهت سيجعل الإسرائيلي يشعر بالنشوة وبالتالي إدارة فوّهات المدافع والدبابات نحو الجبهة الشمالية مع لبنان لاستكمال "النصر" الذي تحقّق له. وفي الحالة الثانية فإنّ الهزيمة والفشل سيقودان القيادة الحالية لـ"إسرائيل" إلى مغامرة أو مقامرة كبيرة، لأنّ هذه القيادة تنظر وتعتبر أنّ الفشل سيعني انتهاء "إسرائيل"، وبالتالي فإنّها مستعدّة للهروب نحو الأمام وتحويل المنطقة كلّها إلى ساحة حربٍ تنزلق إليها وتشترك فيها دول أخرى، ومن بعدها يتقرّر مصير هذه المنطقة. 
لأجل ذلك، يقترب موعد لبنان مع الحرب الواسعة شيئاً فشيئاً وما إسقاط قواعد الاشتباك التي كانت قائمة سوى المقدّمة التي يمكن أن تلحق بها المواجهة المجنونة.
## أين غزّة في اليوم العالمي للغة الأم؟
23 February 2024 12:13 AM UTC+00
لو نبتعد قليلاً عن التحليلات السياسية والتخمينات والاقتراحات ومتابعة الفعاليات الرسمية والدولية وفي مجالس الهيئات والجمعيات التابعة للأمم المتحدة وغيرها، فهناك عمق خفي للحياة في غزّة الواقعة تحت حرب بلغت آماداً لا يمكن تصوّرها وقبولها في الوحشية والإجرام، عمق تصاب فيه الحياة في شرايينها التي يسري فيها النسغ، كما لو أن سمّاً مديداً يُدس فيها بمكر، يَعدُ المجرم بموت كما يهوى في المستقبل. هذا الموت ربما لا يلتفت إليه إلّا قلائل أمام الموت الفاجر الذي يحدث بلا أدنى حدّ من المحاسبة للمجرم، إنّه موتُ أجيال عاشت طفولة مجروحة "اللغة الأم" منذ أول احتلال لغزّة، انطلاقاً من أنها عاشت هذه العقود تحت الحصار أو تحت الحرب، فلو أحصينا الحروب التي شنتها إسرائيل على القطاع لرأينا ان أجيالاً من الأطفال ولدت وكبرت ولم تراكم في ذاكرتها غير القلق والخوف والتهديد الوجودي، حياة يحاول الاحتلال تفريغها من كل معاني الحياة.
كل عام، تحتفي الأمم المتحدة باليوم الدولي للغة الأم في 21 فبراير/ شباط. وترمي المنظمّة إلى تعزيز اللغات البشرية بما أن 45% من أصل سبعة آلاف لغة يتحدّثها الناس على الكوكب مهدّدة بالانقراض، وما يستخدم منها في الفضاء الرقمي لا يتجاوز المائة لغة. صحيح أن "اليونسكو" خصّصت يوماً للغة العربية، واللغة العربية ليست مهدّدة بسبب الحرب على غزّة، لكن ما يهدّد سكان غزّة الذين يبلغ عددهم مليونين وثلاثمئة ألف شخص، هو تشظّي حياتهم بسبب استهداف النساء والأطفال، بسبب اغتيال كل لحظة يمكن أن توفّر فرصة لعيشٍ يليق بالكائن البشري مثل بقية الأفراد في العالم، هذا التشظّي الذي سينسحب على كل مجالات الحياة، ومنها اللغة.
ما هي اللغة الأم؟ واحد من التعريفات التي وضعها علماء اللغة والاجتماع والإنسانيات للغة الأم هو الأكثر صدقاً وشفافية، "هي اللغة التي يتعرّض لها الشخص منذ الولادة، أو خلال الفترة الحرجة"، ومن هو أول شخص يتعامل معه الوليد غير الأم؟ وهي عامل رئيس في تشكل الهوية الشخصية والاجتماعية والثقافية الخاصة به وتطورها، ووسيلة تعدّ انعكاساً وتعلماً للأنماط الاجتماعية في التمثيل والتحدث.
اللغة الأم تلك التي يبدأ الطفل يألفها وهو بعدُ جنين في رحم أمّه، فتلك العلاقة "السرّية" بينهما لا أحد يستطيع فهم مفرداتها
اللغة الأم تلك التي يبدأ الطفل يألفها وهو بعدُ جنين في رحم أمّه، فتلك العلاقة "السرّية" بينهما لا أحد يستطيع فهم مفرداتها وسماع إيقاعاتها والشعور بدفئها وعاطفتها غيرهما، هذه العتبة الأولى التي تفضي إلى "مدرسة" الحياة، فيها تتابع الأم تغذية الحياة ورعايتها لدى وليدها حتى يقوى عوده قليلاً وينطلق إلى رحابها، لكنها أهم المراحل في بناء الإنسان وبناء منظومته اللغوية والمعرفية، بل تكوينه عامّة. وفيها يتعلم، بينما يتعلم اللغة، القدرة على فهم الذات والآخر والقدرة على التعبير عن الأفكار. 
كيف للغةٍ أن تنتعش في ظل حربٍ من هذا النوع؟ حرب ممتدّة، اليوم الذي يصفونه باليوم التالي مديد، ضارب في أمس غزّة ويمتد إلى مستقبلها، غزّة التي لم تعرف غير الحصار والحرب، تسعى إسرائيل إلى تجفيف موارد الحياة كلها فيها، فلا يبقى معنى للبهجة في وجدان ساكنيها، وأكثر من يحتجن البهجة هنّ الأمهات. فكيف لطفلٍ أن يشعر بالأمان بينما حضن والدته، إن حضر، مترع بالقلق والخوف؟ 
اعتادت المرأة الفلسطينية، شأن كل أمهات الأرض، أن تترنّم بالأغنيات لطفلها منذ تكونه في رحمها، لا تغني الأغنيات الشعبية التي ترتبط بحياة الإنسان ارتباطا وثيقا منذ ولادته، فحسب، بل تبتكر الأغنيات والترانيم والألحان بينما تسبح في بحر عواطفها الدافئة وهي تهدهد صغيرها. وتترنّح بما يتناغم وحركات إيقاع المهد، أو حركات يديها ورجليها إن نام في حضنها، تعده بأغانيها بأن الملائكة تحرُسه، وأن الهدايا تنتظرُه، وتحبّبه بكائنات البيئة. كلنا يعرف أغنية "يلا تنام يلا تنام لـ جبلك طيرين حمام"، كما تتضمّن الأغاني عديداً من أسماء "الطيبات" لدى ذائقة المحيطين، كالفستق واللوز والجوز وغيرها، وتعده بأنه سيأكلها عندما تظهر أسنانه ويصبح قادراً على أكلها: "صباح الخير يا لوز بدي لحبيبي جوز/ يكون غني وفرحان ويملّي الخوابي جوز/ صباح الخير بزيادة يقلع عين الحسّادة".
الطفل الفلسطيني حرمته الظروف من ألعابه وانتزعنه من طفولته، وهدمت مدرسته وحرم من وسائل التعليم الأخرى
ينام الطفل نوماً هادئاً "تحرُسه الملائكة"، وينتظر الـ"الهدية"، أو ربما نام على خيال ينمو ويكبر وهو يستعيد الحكايات التي كانت تحكيها له قبل النوم، برقتها وصوتها الهادئ، خصوصاً إذا كان الطقس الذي سبق هو طقس الـ "الحمّام"، الذي ينام الطفل بعده نوماً هادئاً هانئاً. 
"الطفل اللي ما بنام وبظلّ يبكي يا بكون جوعان أو بكون موجوع أو موسّخ على حاله"، هذا ما تحكيه الأمهات والجدات في جلساتهن، ما ينصحن به أمّاً طفلها يبكي، ويقلن أيضاً: "الراحة غلبت السّراحة والنوم دلايل العافية". فماذا عن طفلٍ لا ينام ولا يستحم ولا يأكل ولا يلعب؟ كيف ينمّي مهاراته اللغوية والحبال "اللغوية" التي تربطه بأمه وأسرته ورفاق حارته والمدرسة، قطعت كلها ولم يبقَ في بيئته غير القنابل والصواريخ والطائرات "الزنّانة" وغيرها؟
الطفل الفلسطيني حرمته الظروف من ألعابه وانتزعنه من طفولته، وهدمت مدرسته وحرم من وسائل التعليم الأخرى، التلفزيون والسينما التي يشاهد بهما برامج ترفيهية وتعليمية، وانتهاء بما يغنيه هو في ألعابه مع أترابه، فلم يبق في محيطه مكان للعب، ضاقت بالطفل الفلسطيني في غزّة حتى مساحة نومه، هذا طفل محروم من كل شيء، من ترنيمات أمٍّ لم تعد تجيد حتى "الحزن"، لم يبقَ في وجدانها غير القهر والخوف والقلق والترقب و... الصمت. لقد علّمتها الحرب الصمت، فانقطع حبل الوصال والتواصل بينها وبين أطفالها، الصمت الذي لا تقطعه إلّا صرخات الخوف أو الهلع أو الندب، أو الصراخ: يا وليدي" بينما تحضن الأم جثة ابنها الذي اغتالته يد الغول.
عن أي "لغة أمّ" يتحدّث العالم وترصد لها اليونسكو يوماً للاحتفاء بها، وفي غزّة اليوم لم يبقَ مكان للبهجة؟
عن أي "لغة أمّ" يتحدّث العالم وترصد لها اليونسكو يوماً للاحتفاء بها، وفي غزّة اليوم لم يبقَ مكان للبهجة، لم يبقَ مكان للحلم، لم يبقَ مجال لفهم ما يحدث، وفهم الذات، وفهم الآخر. الحرب الوحشية اغتالت كل شيء، وانقطعت الحبال السرية بين الأمهات وأطفالهن، فأي لغة ستبقى في ذاكرة هذه الأجيال المغدورة؟ أيّ مفردات ستكرسها الحرب في وعيهم، وأيّ صيغ للحياة؟
كُتب في موقع اليونسكو "هناك اليوم وعي متزايد بأن اللغات تلعب دوراً حيوياً في التنمية، وفي ضمان التنوّع الثقافي والحوار بين الثقافات، ولكن أيضاً في تعزيز التعاون وتحقيق التعليم الجيد للجميع، وفي بناء مجتمعات المعرفة الشاملة والحفاظ على التراث الثقافي، وفي تعبئة الإرادة السياسية لتطبيق فوائد العلم والتكنولوجيا على التنمية المستدامة". فأين الشعب الفلسطيني عموماً، وفي غزّة خصوصاً من هذا التنظير؟ وبماذا يفيد الكلام عن التنمية المستدامة، والحياة مهدّدة لديه بألا تكون مستدامة؟
يحتاج الاحتفاء باللغات الأم أكثر ما يحتاج إلى صون الحياة قيمة عليا يستحقها كل البشر من دون تمييز، بعدها تُحفظ اللغات وتزدهر، ويصبح كل أفراد البشرية مساهمين في صناعة الحياة، وليسوا واقعين بغالبيتهم تحت تهديد الموت الجبار، كما تفعل إسرائيل بوحشيّتها اليوم.
## غزّة وعنصرية العالم الحديث
23 February 2024 12:14 AM UTC+00
الشعور بالقهر هو الطاغي من بين مشاعر كثيرة سيئة تفرض نفسها عليّ بسبب ما يجري من عدوان إسرائيلي وحشي على قطاع غزّة. ترتكب الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية هناك علناً، وأمام أنظار العالم الذي لا يفعل شيئاً، سوى تأييد إسرائيل في جرائمها بوصفها "دفاعاً عن النفس"، والطلب منها تخفيف عدد القتلى بين المدنّيين الفلسطينيين. وفي الاعتراض على معركة رفح التي تتحدّث عنها إسرائيل عدواناً قادماً لا محالة. يسأل الأميركيون والأوروبيون: ماذا ستفعلون باللاجئين؟ لتقوموا بالعملية العسكرية عليكم نقلهم مرّة أخرى إلى مكان آمن. أين يذهب سكان غزّة الذين لجأوا مرّة بعد أخرى إلى أماكن يفترض أنها آمنة، ولاحقتهم القذائف الإسرائيلية في كل مكان، ويُقادون من مكان إلى آخر كالخراف، من دون اعتبار لأي من حقوق الانسان التي يُفترض أنهم يتمتعون بها، والتي يتشدق بها العالم، لكنها لا تنطبق علينا. أيُّ نفاقٍ تمارسه هذه الدول لتغطي على الجريمة الإسرائيلية الممتدّة منذ أشهر والتي قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وجعلت أوضاع الجميع في القطاع أوضاعاً كارثية، كل المؤسّسات الإنسانية تحذّر من عواقبها، خصوصاً على أكثر الفئات ضعفاً في قطاع غزّة، الأطفال والنساء والشيوخ؟ وأي نقل آمن للاجئين يتحدّث الأميركيون عنه في ظل القصف الإسرائيلي الذي لم يترك مكاناً في غزّة لم يستهدفه، وهو السجن المغلق على الفلسطينيين بسبب الحصار الإسرائيلي منذ سنوات طويلة؟
استمرّت الولايات المتحدة وحلفاؤها في معاقبة الناس، بدلاً من إجراءاتٍ تمسّ الأنظمة نفسها
تختصر السياسات الأميركية والأوروبية الداعمة لإسرائيل في حربها الوحشية على الفلسطينيين صورتنا عند صانعي هذه السياسات، والتي تدلّ على ما يمكن تسميتها "عنصرية ناعمة" تختفي وراء تصوير مزيّف لواقع قائم من أجل تبرير سياسات لا يمكن تبريرها من دون هذا التزييف للواقع الحقيقي. وهي سياساتٌ لطالما اتبعها الغرب بعد انهيار الدول الاشتراكية واستئثار الولايات المتحدة في عالم ما بعد الحرب الباردة، وفرض منطقها وشروطها على كل العالم. والسياسات بوصفها مستندة إلى معامل لتزييف الحقائق، كانت ذروتها في اختراع الأكاذيب في العراق في العام 2003 من دونها ما كان للولايات المتحدة أن تجد مبرّرات لغزوها العراق واستكمال تدميره، وتبين أن أسلحة الدمار الشامل التي تحدث عنها وزير الخارجية الأميركي في حينها، كولن باول، أمام مجلس الأمن لتبرير الحرب، لا وجود لها، وعلاقة النظام العراقي بتنظيم القاعدة، لم يكن لها أي أساس أيضاً. ولكن المهم في ذلك أنه جرى احتلال العراق، وليس مهماً سواء كانت الوقائع مزيّفة أم لا، ولم يعد من الممكن التراجع عن احتلال العراق الذي أصبح واقعاً ورسم مستقبل المنطقة اللاحق. 
والسياسات الأكثر وحشية كانت حصار الدول التي اعتبرتها الولايات المتحدة "دولاً مارقة"، والتي اختارت أن تفرض الحصار عليها، سمتها في بعض الحالات "عقوبات ذكية"، وماذا كان مفعول هذه العقوبات؟ لم تدفع الأنظمة الحاكمة ثمن هذه العقوبات، ذكية أم غبية. والناس البسطاء هم الذين دفعوا ثمن هذه العقوبات، وأي باحث في العقوبات التي فرضت على العراق وليبيا وسورية وغيرها، يعرف أن أنظمة هذه البلدان استطاعت أن تصدّر هذه العقوبات إلى شعوبها. رغم ذلك استمرّت الولايات المتحدة وحلفاؤها في معاقبة الناس، بدلاً من إجراءاتٍ تمسّ الأنظمة نفسها. نستذكر هذه العقوبات، وقد ابتكرت إسرائيل نسختها في محاصرة قطاع غزّة من السياسات العقابية الأميركية، ولم تكن أفضل حالاً، لقد جرى عقاب الناس الأكثر ضعفاً في قطاع غزّة عبر الحصار، رغم أن الذريعة معاقبة حركة حماس.
سياسة لا ترى ضحايا العدوان من الفلسطينيين مساوين للضحايا الإسرائيليين في القيمة الإنسانية
لم تقف إسرائيل عند العقوبات والحصار والتحكّم بقطاع غزّة، بل خاضت الحرب بعد الأخرى مستهدفة بنيته المتهالكة أصلاً، وحوّلت القطاع إلى مكان غير صالح للعيش، رغم عيش أكثر من مليوني فلسطيني في مساحة 350 كيلومترا، وهي من أعلى المناطق كثافة سكانياً في العالم. ولكن هذا لم يمنع هذا العالم، تحديداً الولايات المتحدة وأغلب الدول الأوروبية، من أن ترى الحرب الاسرائيلية على هذا المكان البائس عادلة من جيش يملك أكثر العتاد تطوراً، يلاحق الناس العزل بالطائرات المقاتلة والدبابات في كل مكان بذريعة أن مقاتلي "حماس" يستعملونهم دروعاً بشرية! وتأتي الادارة الأميركية والدول الأوروبية لتتحدّث عن حقّ اسرائيل بـ"الدفاع عن نفسها" ضد من؟ ضد العزّل في قطاع غزّة.
لا يمكن الحديث عن حربٍ بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، إلا لمن يريد تزييف الحقائق، ويجعل من حركة تملك سلاحاً فردياً بدائياً ندّاً لأقوى قوة عسكرية في المنطقة. ما يجري عدوان اسرائيلي مستمرٌّ منذ عقود، وما جرى في 7 أكتوبر، رغم قسوته على إسرائيل وفشلها الأمني، لا يقلب الحقائق ويجعل الضحية جلاداً والجلاد ضحية. هذا الخطاب الاسرائيلي الذي يقلب الحقائق وتتبناه الدول الداعمة لإسرائيل ما هو سوى تزييف عنصري لواقع ظالم بحقّ الفلسطينيين لا بد حتى للأعمى أن يراه. ولأن هذه الدول صاحبة عيون مفتوحة للآخر، فهي تتبنّى رواية تدرك زيفها، وتتوغّل في تزييفها، لسبب واضح، فهي لا ترى ضحايا العدوان من الفلسطينيين مساوين للضحايا الإسرائيليين في القيمة الإنسانية، وهذا ما يعبّر عن عنصرية وقحة، ولأنها وقاحة بالمعنيين، السياسي والإنساني، فهم لا يرون ما يجري في غزّة كارثة انسانية، بل على العكس حرب "دفاع عن النفس" من أكبر قوة عدوانية في المنطقة.
العنصرية التي تمارسها هذه الدول بحق شعوب الدول الفقيرة، والتي تتجلى اليوم في التعامل مع هذا العدوان، سياسة يمكن رؤيتها في كل مكان في هذا العالم، حيث تتناقض مصالح هذه الدول مع قضايا حقوق الإنسان، ما يجعلها تتحوّل إلى سياسات عنصرية، تكون الحساسية الإنسانية تجاههم أقلّ من أن يكونوا بشراً، اليوم، العنوان قطاع غزّة، وغداً عناوين أخرى في الدول الفقيرة.
## المشهد الفلسطيني بعيداً عن النبوءات والتنبؤات
23 February 2024 12:14 AM UTC+00
تتركّز الأنظار اليوم على الصراع العسكري بين الكتائب الفلسطينية المقاتلة، التي نفّذت عملية طوفان الأقصى لكسر الحصار الإسرائيلي على غزّة، والجيش الإسرائيلي الذي وظف تلك العملية لتحقيق رغبة اليمين الإسرائيلي في إعادة احتلال غزّة وطرد الفلسطينيين منها إلى صحراء سيناء. المشهد مؤلم وحزين، ولكن الأكثر إيلاماً العجز العربي في مواجهته، وتفرّق الإرادة العربية في التعاطي معه رغم المشاورات والمؤتمرات والقمم. وهو مشهدٌ لا أريد هنا الحديث عن تفاصيله ومآلاته السياسية، فقد كفاني أصحاب الرأي من الزملاء في الصحف العربية هذا العناء، لذلك أكتفي بوضعه في سياقه العربي وأبعاده القيمية والحضارية، وبطرح أسئلة يحتاج الظرف التاريخي وطبيعة التحدّيات التي تحيق بالأمة إجابات عليها. 
شكّلت عملية طوفان الأقصى ضربة مادية ونفسية كبيرة للدولة الصهيونية، وأظهرت أن حصارها المطبق على غزّة، وكل الإجراءات الأمنية التي حشدتها على حدود المنطقة الفلسطينية الوحيدة التي تخضع لإدارة فلسطينية مستقلة، غير كافية لترويض الفلسطينيين وسحب أوراق المقاومة من بين أيديهم. حرّك الحدث الكبير مشاعر عميقة في الشارع العربي المتعاطف مع الحقّ الفلسطيني المستلب، والغاضب من العجز العربي الرسمي عن رفع الظلم الصارخ عن الأرض المحتلة المستمرّ منذ عقود طويلة. كان الهدف من "طوفان الأقصى" تسديد ضربة موجعة للدولة الصهيونية تُخرجها من أوهام الهيمنة الكامنة على أبناء غزّة، وتزوّد الكتائب الفلسطينية المقاتلة بأسرى لاستخدامهم في عمليات التفاوض للإفراج عن المحتجزين الفلسطينيين الذين وضعهم الاحتلال عنوة ومن دون تهم أو محاكماتٍ في سجونه، وتغيير شروط الحصار الإسرائيلي الجائر.
المشاعر والمواقف لا تبرّر حالات النشوة والشعور بالانتصار الذي تردّد بين قادة الرأي في الإعلام، وبين الخطباء والوعّاظ ورجال الفتاوي والتنبؤات
تبع "طوفان الأقصى" سيلٌ من التصريحات النارية والتحليلات السياسية، وسمعنا التنبؤات عن بداية النهاية للوجود الإسرائيلي في فلسطين وقيام دولة فلسطين الحرّة، مدعومة بشواهد من آيات قرآنية وأحاديث نبوية، ومن تحليلات سياسية بشأن الوضع الداخلي لإسرائيل، والتعاطف الشعبي العالمي مع القضية الفلسطينية، وعن الضربات القاتلة التي سدّدتها المقاومة الفلسطينية ضد هجمات جيش الاحتلال، وأعداد الجنود الذين سقطوا والمدرّعات التي دمرت خلال الشهور الماضية. 
وكي لا يذهب الخيال بعيدا عن الأسئلة الرئيسية التي يفرضها الصراع القائم، والتي تسعى هذه المقالة إلى الإضاءة عليها، أؤكد هنا أنني لا أنكر بالضرورة صحّة النصوص الدينية أو المعطيات السياسية والعسكرية التي تنطلق النبوءات والتحليلات منها، ولا أقلّل من القدرات العالية والإرادة الصلبة والصمود المذهل لعرب فلسطين، كما لا أتجاهل، في سياق تحليل الخطابين، الديني والسياسي، أهمية ما جرى في الأشهر الماضية وأبعاده، وأثرهما على صيرورة الصراع العربي - الصهيوني. نعم، تشكل جهود الفلسطينيين المذهلة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وصمودهم الهائل أمام دولة توسّعية تملك الدعم الكامل وغير المشروط من الدول الكبرى، نقطة انعطاف مهم في الصراع العربي الإسرائيلي، وتظهر لكل من يرى ثمرات الإيمان العميق، والإرادة الحرّة، والعمل الدؤوب، في تغيير معادلات الصراع رغم التباين الهائل في الإمكانات والقدرات. 
وبالتأكيد، تأتي المواقف الرافضة عجرفة القوة والمتمسّكة بالحقوق والقيم والمبادئ في لحظة تراجع وضعف واستسلام عربي رسمي لتعيد للأجيال الناشئة الثقة بالنفس والثقة بالحقّ الذي يعلو ولا يُعلى عليه. ولكن هذه المشاعر والمواقف لا تبرّر حالات النشوة والشعور بالانتصار الذي تردّد بين قادة الرأي في الإعلام، وبين الخطباء والوعّاظ ورجال الفتاوي والتنبؤات، فنشوة النصر الصادرة عن تفاعل عاطفي يمكن أن تنقلب إلى إحباط ويأس عندما يتغيّر المشهد لأسبابٍ تتعلق، بالدرجة الأولى، بأشكال ردّ الفعل العربي بعدما تحوّل المواطن العربي عموما إلى مُشاهد منفعل يجلس خلف الشاشة مترقّبا التحرّكات الميدانية تماما كما يجلس جمهور كرة القدم وهو يتابع الفرق المتنافسة بحثا عن نشوة الانتصار.
التنبؤات في صيغتها السياسية تتجاهل مسؤولية المحيط العربي الذي ينتمي إليه أبناء فلسطين، ودوره الجوهري في الصراع التاريخي والحضاري
أما النبوءات فسرعان ما تتحوّل إلى مسكّنات ومفتّرات، خصوصاً وأنها تفتقر إلى المؤشّرات الكافية لربطها مباشرة بحدث سياسي محدد، لعموم الألفاظ التي صيغت بها ولافتقارها للإطار الزماني والمكاني الدقيق. مشكلة التنبؤات لا تتوقف عند طابعها الظني والهلامي، بل تتعلق في المقام الأول بتجاهل دور الإنسان العربي بوصفه الفاعل الاجتماعي والتاريخي في أي صراع سياسي وإنساني يجري على أرضه وداخل دائرة مسؤوليته الوجودية، فالصراع على مستوى الفعل التاريخي هو بين أشخاص وقوى اجتماعية لا محض صراع فكري نظري، فالأفكار لا تأخذ شكلاً اجتماعيا تاريخيا إلا عندما تتحوّل إلى أشخاص وحركات اجتماعية. وكذلك فإن التنبؤات في صيغتها السياسية تتجاهل مسؤولية المحيط العربي الذي ينتمي إليه أبناء فلسطين، ودوره الجوهري في الصراع التاريخي والحضاري الذي يجري منذ عقود على أرض فلسطين المغتصبة.
السؤال الذي يجب أن يُطرح عند الحديث عن انتصار الحقّ الفلسطيني وبداية نهاية الدولة الصهيونية هو الدور العربي في هذا الصراع. هل ثمّة دور واضح للعرب في الصراع الذي بدأ عربيا صهيونيا قبل أن تنجح الحركة الصهيونية بتحويله إلى صراع فلسطيني إسرائيلي؟ هل يمكن للفلسطيني أن يواجِه منفردا العدوان الإسرائيلي المدعوم غربيا؟ وأين يصطفّ العرب في هذا الصراع؟ ثم هل يمكن لمشروع يقوم على العدوان واغتصاب الأرض وتجاهل الحقوق أن ينهار من دون قيام مشروع بديل يقوم على الدفاع عن الحقوق وتجريم العدوان على الأنفس والممتلكات والحريات؟ أعلم أن هذه أسئلة كبرى تتطلّب جهوداً كبيرة وزمانا ممتدّاً قبل أن تظهر آثارها. ومع ذلك، من واجب القيادات السياسية والثقافية والدينية طرحها، وتحديد الخطوات الأولى والطريق المناسب للوصول إليها، وهذا هو البعد الغائب في الوعي الجمعي عند الحديث عن الحاضر والمستقبل، فالانتصار ليس أمنية تجول في النفس، وإنما فعلٌ يتجلى على الأرض ويتجسّد في مسرح التاريخ، حيث تتلاحق الأفعال التي تحكي قصة الإنسان. بل لا نبالغ إن قلنا إن غياب الإطار القيمي والمعرفي الضروري لطرح سؤال التحدّي الذي يشكله المشروع الإسرائيلي المستمر في التقدّم مع التراجع المستمر للقدرات العربية، يرتبط مباشرةً بتزايد حجم التحدّيات التي تلامس حياة العرب اليومية، من نقص في الموارد، وتنامي التسلط والاستبداد، وهجرة الشباب الطامح للبناء هربا من العبث والظلم، كما يرتبط بزيادة التضخم المالي والتفاوت الاجتماعي وانتشار الفقر في المجتمع العربي.
حاجة إلى ترجمة الحقوق الاجتماعية والسياسية إلى ممارساتٍ عمليةٍ وعاداتٍ اجتماعيةٍ تدفع الناس تلقائيا للاصطفاف مع المظلوم ضد ظالمه
ولنعد إلى سؤالنا الأول وما يتبعه من أسئلة رئيسية في سياق تقدير الموقف: هل يمكن للحقّ الفلسطيني أن يعود ضمن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المدعوم دوليا مع غياب الحقوق في مجمل المجتمعات العربية المنشرة من الخليج إلى المحيط؟ وكيف يمكن للعربي الذي يفتقد أبسط حقوق الإنسان، حقه في الاحتجاج على الظلم الإداري والفساد المالي الذي يهدد أمنه وينهب ثرواته، أن يساهم بقوة وجدارة بدعم الحقّ الفلسطيني؟ وهل يستطيع العربي ممارسة حقوقه "النظرية" من دون أن يمتلك القوة السياسية الضرورية لتحقيقها، ومن دون استشعار مسؤولياته الأخلاقية والوطنية تجاه أبناء بلده ومجتمعه؟ وكيف يستطيع التونسي أو المصري أو السوري أن يقف وقفة عملية إلى جانب الفلسطيني، وهو الذي يرى الظلم والعدوان على الحقوق والممتلكات ينخر في أهله وأبناء قريته ومدينته، بينما يقف هو عاجزاً عن دعمهم والدفاع عنهم خوفاً من بطش السلطان أو طمعا بعطائه؟ ثمّة خطوة أولية وصعبة على الأجيال الصاعدة من العرب القيام بها لتحويل الحديث عن الحقوق من شعاراتٍ إلى ممارسات، وثمة خطوة أولية تتعلق بالتعاون العربي يجب تحقيقها قبل الحديث عن تجلّ حقيقي للحق الفلسطيني في صراع يقوم على تناقضات في الرؤى الكلية والاصطفافات الثقافية والحضارية. ترتبط هذه الخطوة الأولية بترجمة الحقوق من شعاراتٍ نظريةٍ إلى علاقاتٍ ومؤسّساتٍ اجتماعية. بتعبير أدقّ، ثمّة حاجة إلى ترجمة الحقوق الاجتماعية والسياسية إلى ممارساتٍ عمليةٍ وعاداتٍ اجتماعيةٍ تدفع الناس تلقائيا للاصطفاف مع المظلوم ضد ظالمه، وإلى ممارساتٍ يستنشقها الطفل بملء وعيه وهو ينشأ في محيطه الأسري والاجتماعي تماما كما نراها تتجلى كل يوم في سلوك الطفل الفلسطيني في الأرض المحتلة. هذا الترابط بين القيمة والفكرة والسلوك هو البعد الغائب الذي يحوّل العربي إلى متفرّج في ساحة الصراع لإحقاق الحق ودحر الباطل، فهو يرى حقوق الضعيف تستلب في حيّه وبلدته ووطنه، فيحتقر ضعف الفقير ويغبط القوي على شطارته، ولا يرى أن واجبه التعاون مع أبناء جواره وبلدته لمساعدة المظلوم والأخذ على يد الظالم ومنعه من ظلمه. 
نعم، الكفاح الفلسطيني ضد التسلط الدولي هو جوهر المعضلة العربية، ولكنه لن يكون بديلا عن كفاح الإنسان العربي على امتداد الأرض التي يقف عليها لإصلاح الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بل رديف له في السعي الدؤوب إلى تشكيل المجتمع القادر على تحويل العاطفة والغضب إلى علاقات ومؤسّسات ومنظمّات قادرة على بناء المستقبل والدفاع فعليا عن الأرض والكرامة والوجود.
## عن ضمور الأحزاب في تونس
23 February 2024 12:14 AM UTC+00
تعدّ الأحزاب هيئات تنظيمية فاعلة في الاجتماع السياسي الحديث، فعليها المعوّل في استقطاب المواطنين، وتوعيتهم بحقوقهم وواجباتهم، وتأهيلهم لمعارضة النظام القائم أو تأييده. ومع أنّ الأحزاب في الأنظمة الشمولية جهاز ديماغوجي، وأداة تحشيد للناس حول النظام الحاكم، وقوّة اقتراح واستشراف خادمة لسياساته، فإنّ الأحزاب في الأنظمة الديمقراطية أوعية تشكيل لثقافة الاختلاف، وأفضية للتعددية البرامجية، وهي كيانات مدنية حيوية فاعلة في الشارع، وقوّة ضغط على المنظومة الحاكمة، لا تكتفي بالاقتراح والبرمجة والاستشراف. بل تتجاوز ذلك إلى فرْض رقابة على أداء الفريق الحاكم، وتضطلع بدور أساسي في نقد سياساته، وتقديم بدائل عنها. كما يُمكن أن تُرشّح ممثّلين لها لخوض غمار الاستحقاقات الانتخابية التشريعية، والرئاسية، والبلدية تكريسا لمبادئ المواطنة، والتعدّدية، والتنافسية، وتحقيقا لمطلب التداول السلمي على السلطة.
ومعلوم أنّ الحالة الحزبية في تونس شهدت أوج ازدهارها خلال عشرية الانتقال الديمقراطي (2011 - 2021). فقد تحرّرت الأحزاب من سطوة النظام الحاكم، وعبّرت عن هويتها البرامجية، وأجندتها السياسية في كنف الاستقلالية وتمام الحرية، وشاركت عدّة أحزاب في التنافس على الفوز بمقاعد البرلمان، أو مجالس البلديات أو كرسي رئاسة الجمهورية، وساهمت في صياغة محامل دستور 2014، وفي تشكيل مؤسّسات الاجتماع الديمقراطي، وإدارة تجربة الحكم بطريقة تشاركية. ونجحت أحزاب وتكتّلات سياسية ونقابية وجمعوية معارضة في تصعيد حكومات وإطاحة أخرى، وفي التمكين لوجوه سياسية وإسقاط أخرى، وفي تحريك الشارع الاحتجاجي للاعتراض على الموازنة العامّة أو على ارتفاع الأسعار أو على انتهاكات محدودة للحريات أو على خلفية مطالب تنموية أو قطاعية أو معيشية أو غير ذلك.
الأحزاب المؤيّدة خيارات رئيس الجمهورية قيس سعيّد ذات حضور باهت في الشارع، ولم تنجح في تحشيد الناس لدعم المبادرات الرئاسية
وكان للحراك الحزبي حضور واضح في المشهد الإعلامي وفي الفضاء العام، وتأثير بيّن في توجيه السياسات العامّة للدولة. لكنّ المشهود بعد سنتين ويزيد من أحداث 25 يوليو (2021) أنّ الحالة الحزبية في تونس بشقّيها، المؤيّد للنظام الحاكم أو المعارض له، قد آلت إلى الضمور، حتّى أنّ الفعل الحزبي يوشك أن يتلاشى. ولذلك تجلّيات عدّة وأسباب ذاتية وموضوعية جمّة.
يلحظ المتابع للمشهد السياسي في البلاد أنّ أحزاباً علمانيةً كثيرة (مثل: مشروع تونس، نداء تونس، الوطنيون الديمقراطيون، المبادرة الوطنية الدستورية، الطليعة العربي...) التي علا ضجيجها خلال عشرية الانتقال الديمقراطي، وكانت تتصدّر المنابر الإعلامية، وتقيم الدنيا ولا تُقعدها اعتراضاً على فصل في الدستور أو في الموازنة العامّة أو احتجاجا على قرار حكومي، هذه الأحزاب تبخّرت تماما، أو هفت صوتها، وترك "رموزُها" الساحات العامّة والبرامج التلفزية، وباتوا يُحاذون الجدران القائمة، ويستلذّون الصمت والوقوف على الربوة بعد حركة 25/07/2021. ويبدو أنّ تلك الأحزاب انتصبت، وفتحت دكاكينها خلال العقد المنقضي لاستنزاف حكم الإسلاميين وحلفائهم، وبمجرّد إزاحة حركة النهضة عن السلطة انتهت مهمّتهم، واعتزلوا السياسة، واختاروا متابعة أوضاع البلاد عن بعد. كما أنّ الأحزاب المؤيّدة خيارات رئيس الجمهورية قيس سعيّد (حركة الشعب، التيار الشعبي، التحالف من أجل تونس، تونس إلى الأمام، حراك 25 يوليو) ذات حضور باهت في الشارع، ولم تنجح في تحشيد الناس لدعم المبادرات الرئاسية، من قبيل الاستشارة الإلكترونية، الاستشارة الوطنية لإصلاح نظام التربية والتعليم، والانتخابات التشريعية والمحلية التي ظلّت نسب المشاركة فيها دون المأمول، وتمثيليّة أحزاب الموالاة فيها ضعيفة. يُضاف إلى ذلك أنّها غير حاضرة في التركيبة الحكومية، وغير مؤثرة في مؤسّسة رئاسة الجمهورية. وهو ما يجعلها هامشية، وغير مساهمة بشكل فاعل في صناعة القرار.
تكرار الوجوه القيادية نفسها وتهميش الشباب والمرأة في مستوى هيكلة الأحزاب، وإدارتها، وقيادتها يؤدّيان إلى استنزاف رصيدها الشعبي ونفور الناس منها
أمّا طيْف الأحزاب المعارضة لمسار 25 يوليو، فيتوزّع أساساً بيْن جبهة الخلاص الوطني (حركة النهضة، حزب قلب تونس، ائتلاف الكرامة، حراك تونس الإرادة، وحزب الأمل)، وتنسيقية القوى الديمقراطية (حزب العمال، وحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، وحزب التيار الديمقراطي، وحزب القطب)، ومنتدى القوى الديمقراطي (ائتلاف صمود، الحزب الاشتراكي، حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي، آفاق تونس، الحزب الاجتماعي التحرّري ومجموعة درع الوطن)، يُضاف إلى ذلك كله الحزب الدستوري الحر. ومع أنّ هذه الأحزاب قد كسرت جدار الصمت، وعبّرت، في مواقيت متباينة، عن اعتراضها على مسار 25 يوليو ومخرجاته، فإنّ فعلها الاحتجاجي مُشتّت، واكتسى غالبا طابعا بيانيا، خطابيا، ولم يتّخذ طابعا ميدانيا واسعا، بل اقتصر على تنظيم بعض التظاهرات المحدودة والوقفات الرمزية، وآل أخيرا إلى الانحسار في النشاط عبر بعض وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي. ويمكن تفسير الركود/ الفتور الحزبي بعدّة أسباب، منها ما هو ذاتي متعلّق ببنية الأحزاب واستراتيجياتها، ومنها ما هو موضوعي، متّصل بمعطيات خارجية، حدّت من نشاطها.
في مستوى قراءة الأداء الذاتي لجلّ الأحزاب التونسية، يتبيّن الدارس أنّها تعتمد نظاماً هيْكلياً كلاسيكياً، ينبني على هيمنة وجوه قديمة، في مقدّمتها رئيس الحزب الذي يستأثر غالبا بالكاريزما، والنفوذ، والظهور الإعلامي، وبسلطة اتخاذ القرار، فتكلّست بذلك البنية القيادية لمعظم الأحزاب، ولم تنجح في إنتاج قيادات جديدة فاعلة، وفي تأمين تداول على المسؤوليات داخلها، وظلّت أسيرة زعيم نافذ، بغيابه ينفرط عِقد الحزب أو ينحسر نشاطه. ومعلوم أنّ تكرار الوجوه القيادية نفسها وتهميش الشباب والمرأة في مستوى هيكلة الأحزاب، وإدارتها، وقيادتها يؤدّيان إلى استنزاف رصيدها الشعبي ونفور الناس منها. كما أنّ ضبابية الهوية البرامجية لمعظم الأحزاب، وعدم تقديمها تصوّرات تفصيلية واقعية لمعالجة قضايا ملحّة (البطالة، الفقر، الهجرة، المديونية، التفاوت الجهوي، البيروقراطية...)، وتعاملها مع المواطنين من منظور براغماتي، غنائمي، ينبني على التفاعل معهم ومحاولة استقطابهم بتقديم وعود شتّى فترة الحملات الانتخابية، وترْكهم لمصيرهم بعد نهاية الموسم الانتخابي جعلت أغلبية المواطنين لا يثقون في الخطاب الحزبي الواعد بل لا يلتفتون إليه. يضاف إلى ذلك شيوع خطاب الكراهية والتنافي بين الأحزاب التونسية قبل أحداث 25 يوليو (2021) وبعدها، وادّعاء كلّ منها امتلاك الحقيقة المطلقة، ورفض معظمها مراجعة سياساتها وأدبياتها من منظور نقدي، وهو ما ساهم في تشكيل صورة قاتمة حول المنظومة الحزبية لدى طيْف معتبر من التونسيين.
جدّت منظومة 25 يوليو في تهميش الحالة الحزبية سياسيا، وانتخابيا، وميدانيا
موضوعيا، يمكن تفسير أفول الحالة الحزبية في تونس بسياق إقليمي ودولي، تراجع فيه ألق المدوّنات الأيديولوجية الكبرى (الشيوعية، القومية، الديمقراطية، الإسلام السياسي...)، وصعود خطاب ما بعد الأيديولوجيا. لكنّ ثمّة معطيات محلية أخرى أدّت إلى فتور التحزّب في السياق التونسي بعد 25/07/2021 من بينها انتشار خطاب السّحل الإعلامي للأحزاب، وتحميلها مسؤولية كلّ عثرات عشرية الانتقال الديمقراطي، وتغييب الأطراف الحزبية المعارضة من المنابر الإعلامية الرسمية، ونشاط أنصار الرئيس قيس سعيّد في ترويج فكرة عدم الحاجة لأجسام وسيطة، وأنّ العلاقة مباشرة بين الرئيس وشعبه. وقد انصرفوا إلى تشويه الأحزاب من خلال نعتها بالخيانة، والعمالة، والفساد. كما جدّت منظومة 25 يوليو في تهميش الحالة الحزبية سياسيا، وانتخابيا، وميدانيا. فمن الناحية السياسية، جرى حلّ المؤسّسات التمثيلية التي أنتجها التنافس الحزبي خلال عشرية الانتقال الديمقراطي وتغييرها جزئيا أو كلّيا بموجب مراسيم رئاسية وجرى إقصاء الأحزاب من عمليّة التأسيس الجديد، وتأكّد ذلك من خلال تعديل القانون الانتخابي الذي استبدل نظام الاقتراع على القائمات الحزبية بالاقتراع على الأفراد مع منع الأحزاب من تمويل مرشّحيها. أمّا ميدانيا، فساهم تمديد العمل بقانون الطوارئ، واعتقال بعض قيادات الصف الأوّل في أحزاب معارضة، وتوجيه تهم التآمر على أمن الدولة إليهم في انحسار الفعل الحزبي، وتأكّد ذلك مع صدور المرسوم عدد 54 الذي فرض عملياً قيوداً صارمةً على حرّية التعبير على المتحزّبين وغير المتحزّبين. وفي ظلّ تلك المعطيات، عبّر مراقبون عن خشيتهم من تحويل فعل المعارضة من كونه فعلاً سياسياً إلى كونه ملفّاً أمنياً قضائياً.
خطورة تهميش الأحزاب أنّه يؤدّي إلى ظهور نظام شمولي/ أحادي، يلتهم الفضاء العام، ويحتكر النفوذ والحقيقة
وإزاء تمدّد منظومة 25/07/2021، راوحت أحزاب المعارضة بين التمسّك بمقولات حقوق الإنسان، والنضال السلمي، واستعادة النظام الديمقراطي، وبين استراتيجية مقاطعة الانتخابات التي لئن أثّرت في نسبة المشاركة، فإنّها لم تؤثّر كثيراً في شعبية قيس سعيّد ولم تمنع الامتداد المؤسّسي إلى "النظام القاعدي". كما توسّلت المعارضة الضغط الدبلوماسي الخارجي الذي جعلها محلّ شبهة الاستقواء بالأجنبي. أمّا أحزاب الموالاة، فراهنت على دعم مسار 25/07/2021 عسى أن تتصدّر المشهد السياسي، وتكون مؤثرة في البناء المؤسّسي الجديد، لكنّها لم تُفلح في ذلك لمحدودية امتدادها الشعبي، ولزهد الرئيس قيس سعيّد في التحالف مع الأحزاب، حتى وإن أعلنت له الولاء والطاعة.      
ختاما، تكمن خطورة تهميش الأحزاب في أنّه يؤدّي من ناحية إلى ظهور نظام شمولي/ أحادي، يلتهم الفضاء العام، ويحتكر النفوذ والحقيقة، وتُفضي، من ناحية أخرى، إلى إنتاج جيل احتجاجي خارج الوسائط الحزبية والأطر القانونية على نحوٍ يجعل من الصعب توجيهه، وتأطيره، والسيطرة عليه في لحظات الاحتقان الاجتماعي. لذلك من المهمّ بمكان أن تراجع الأحزاب التونسية بناها واستراتيجياتها من منظور نقدي/ موضوعي حتى تخرج من الضمور إلى الظهور، وتستعيد دورها في تأطير الناس والفعل في الشأن العام.
## في غزّة دفنت "الإنسانية" ومعها كرامتنا نحن العرب
23 February 2024 12:15 AM UTC+00
ما يجري في قطاع غزّة من جريمة إبادة جماعية تمثِّل وصمة عار على جبين البشرية، وتهاوياً لصروح "مؤسّسات الشرعية الدولية"، وانكشافاً لزيف مزاعم حقوق الإنسان التي ما فتئ جلُّ الغرب يصمُّ آذان العالم بها، وانفضاحاً لادّعاءاته عن تحضره في مقابل عالم يسودُه التوحش والفوضى. لن أخوض في التاريخين، البعيد والقريب، وكذلك الحاضر، الذي يؤكد يقيناً أن "حضارة الإنسان الأوروبي الأبيض" كانت، ولا تزال، الأكثر توحّشاً ودموية، وجرائم الإبادة التي ارتكبها "الأوروبي الأبيض" في أفريقيا وآسيا، ومن ذلك الفضاء العربي، وأستراليا والأميركيتان، بل وحتى في أوروبا نفسها، شاهدة وموثّقة لا تقبل التشكيك فيها. وهي ليست في نسق الماضي، بل هي في صيرورة الحاضر كذلك. هذه حقيقةٌ لا يجادل فيها إلا متواطئ أو مُغَيَّبُ وعيٍ. لكن، إذا أمكن فهم، لا تسويغ، دواعي جُلِّ الغرب نزعه الإنسانية عن "الآخر" غير الأوروبي الأبيض، فكيف يمكننا فهم وتسويغ تواطؤ بعض الضحايا في جريمة نزع الإنسانية عن أنفسهم وعن شعوبهم؟ للأسف، هذا ما نراه رأي العين في قطاع غزّة.
من نافل القول إن الوضع في القطاع كارثي بمستويات ومعايير غير مسبوقة. يقترب العدوان الإسرائيلي من دخوله شهره الخامس، ولا تلوح في الأفق مؤشّرات على توقفه قريباً. لم يبق في القطاع إلا مدينة رفح على الحدود مع مصر، والتي لا تتجاوز مساحتها 55 كيلومتراً مربعاً، ويتكدّس فيها قرابة مليون ونصف المليون فلسطيني، جُلُّهُم الأعظم نازحون، من دون مأوى ولا خدمات، إنسانية وإغاثية وطبية. يناشد العالم إسرائيل أن لا تقتحم المدينة لما سيترتّب على ذلك من مذابح وكوارث، ولكن إسرائيل لا تلتفت له. حتى الولايات المتحدة، ربيبة الدولة العبرية، تحذّر من مخاطر اقتحام المدينة، لكن "الحليف الموثوق" يضرب بتصريحات رئيسها، الشريك الكامل في جريمة الإبادة، عرض الحائط. وَلِمَ تستجيب حكومة نتنياهو لتوسّلات جو بايدن ومناشداته، وهو في الوقت نفسه يقرّ مزيداً من شحنات الأسلحة إليها من دون شرط أو قيد، ويقدم لها الحصانة الديبلوماسية في مجلس الأمن من دون تردّد؟
لكن، مرّة أخرى، ماذا عنَّا نحن "أمَّة العرب" وكذلك الإسلام؟ أجفّت في عروقنا النخوة والشهامة والنجدة، بل وحتى الإنسانية؟ في بيان أصدره قبل أيام صندوق الأمم المتحدة للسكان أعرب فيه عن شعوره بالفزع إزاء تقارير بشأن تجريد ضباط إسرائيليين نساء وفتيات فلسطينيات في غزّة من ملابسهن وتعرّضهن للاغتصاب أو الإعدام. مرَّت هذه الصرخة وكأنها لا تعنينا، وكأنها لا تتعلق بشرفنا وعرضنا؟ ولا أعلم كيف ستتحرّك مشاعر من لم يحرّكه الغضب على ارتكاب الجريمة ذاتها بأيدي بعضنا ضد نسائهم وأطفالهم، كما في السودان وسورية؟
أهل غزّة، خصوصاً أطفاله، يتضوّرون جوعاً على مرأى ومسمع منَّا ومن العالم أجمع
"الحرب في غزّة لا تعرف رحمة أو شفقة وتُعَدّ مثالًا على الفشل الإنساني الذريع"، هكذا قال، قبل أيام، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، في مقال منشور له. وأضاف "ما تكشفت فصوله في غزّة على مدى الأيام الـ137 الماضية لا مثيل له في حدّته وقسوته ونطاقه. فقد قُتل عشرات الآلاف من الناس أو أصيبوا بجروح أو دُفنوا تحت الركام. وسُوّيت أحياء بكاملها بالأرض. وهُجّر مئات الآلاف من الناس، الذين يعيشون الآن في ظل أشدّ الظروف بؤساً بفعل حلول فصل الشتاء عليهم. وبات نصف مليون إنسان على شفا المجاعة. وليس ثمّة قدرة على الوصول إلى أبسط الاحتياجات الأساسية: الغذاء والماء والرعاية الصحية والمراحيض. يتم تجريد شعب بأكمله من إنسانيته". أما المدير العام لمنظمة الصحّة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، فوصف قطاع غزّة بأنه "أصبح منطقة موت"، وأن الوضع فيه "لاإنساني"، داعياً إلى "أن تسود الإنسانية"، ولكن لا حياة لمن تنادي، حتى بين العرب. 
مثلاً، وردت تقارير قبل أسابيع عن وجود جسر بريًّ بين الإمارات، مروراً بالسعودية والأردن، إلى الدولة العبرية يوصل إليها البضائع والخضروات والفواكه التي تأثرت حركتها في البحر الأحمر بفعل هجمات الحوثيين في اليمن. نفت عمّان حينها تلك الأنباء، واستبشرْنا بذلك خيراً، إلى أن أثبت الإعلام الإسرائيلي نفسه حقيقة الفاجعة والعار. دع عنك هنا مسألة توريد الفواكه والخضار الأردنية إلى الأسواق الإسرائيلية بذريعة أنها تتم بعقود مع "القطاع الخاص" لا سيطرة للحكومة عليها! يجري ذلك كله وأهل غزّة، خصوصاً أطفاله، يتضوّرون جوعاً على مرأى ومسمع منَّا ومن العالم أجمع. حتى حشائش الأرض وأعلاف الحيوانات أصبحت عزيزة في القطاع المنكوب، والأدْهى ألّا تحرّكنا، نحن العرب، توسّلات الأطفال لسد رمقهم، وهم المحاطون بحوالي نصف مليار عربي، يمدّهم من ورائهم أكثر من مليار ونصف المليار مسلم! ومع ذلك، نجلس جميعاً منتظرين لعلَّ بايدن، صنو نتنياهو، ينجح في إقناع الأخير، وكذلك "الرئيس المكسيكي"، عبد الفتاح السيسي بفتح المعابر والسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة! أإلى هذا الحد من الهوان وصلنا؟
لا توجد كلمات تفي بما نحن بصدده من عارٍ إنسانيٍ وعارٍ عربيٍ وإسلامي
يوم الأربعاء الماضي قدّمت مصر مرافعة، وصفها الإعلام الرسمي، بـ"التاريخية"، أمام محكمة العدل الدولية، التي تنظر في جريمة الإبادة الإسرائيلية، ربما ردّاً على الاتهام الإسرائيلي المباشر لها، قبل أسابيع، أمام المحكمة نفسها، أن مصر هي المسؤولة عن حصار القطاع ونكبة سكانه. كان جوهر الطرح المصري: إلى متى سيظلّ شعب فلسطين يقتل وتغتصب حقوقه؟ وطالبت مصر بأن تكون إسرائيل موضع مُساءلة ومحاسبة على جرائمها واختراقها الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية. كان من الحريِّ بنا أن نشكر مصر، كما شكرنا من قبل جنوب أفريقيا والبرازيل، لو أنها لم تكن طرفاً في حصار الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة. لكن الجميع يعرف الحقيقة المُرَّة، نظام السيسي جعل من كارثة غزّة طريقاً للتربح عبر ابتزاز الغزّيين وعائلاتهم بمبالغ فلكية إن هم أرادوا الخروج من القطاع طلباً لمأوى وأمان. والجميع يعلم أن أيّاً من تلك الأموال لا تذهب إلى خزينة الدولة، ولكن لجيوب السماسرة في أجهزة المخابرات والأمن والجيش. ونحن، لا زلنا ننتظر أن "يقنع بايدن السيسي بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة!
لا توجد كلمات تفي بما نحن بصدده من عارٍ إنسانيٍ وعارٍ عربيٍ وإسلامي. يمكن لنا أن نتحدّث عن تداعي الضمير الإنساني العالمي وانهياره، وقد شهدنا ذلك مرّات ومرّات في التاريخ القريب والحاضر، دع عنك ما سجّله التاريخ البعيد. لكن، أظن أننا ينبغي أن نبدأ أولاً بالاعتراف بالمهزلة والغثائية التي عليها نحن العرب والمسلمين، فرغم وجود نماذج مضيئة في عتمة ليلنا، إلا أن العتمة أحلكُ مما كنَّا نظن.
## سفير فلسطين بالأمم المتحدة: نعد لمشروع قرار يطالب بوقف تسليح إسرائيل
23 February 2024 12:18 AM UTC+00
أكد مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير، رياض منصور، الخميس، أن فلسطين تعد بالتنسيق مع المجموعة العربية في الأمم المتحدة، لمشروع قرار لطرحه أمام الجمعية العامة يطالب الدول بوقف تسليح إسرائيل بالإضافة إلى خطوات أخرى. 
وشدد منصور خلال مؤتمر صحافي مقتضب عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، على أن المجموعة العربية تعمل كذلك على مبادرة دعما لمشروع قرار في مجلس الأمن من أجل التصويت على عضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة.
وردا على أسئلة لمراسلة "العربي الجديد" في نيويورك حول المسودة التي وزعتها الولايات المتحدة على الدول الأعضاء حول غزة وتنص على "وقف إطلاق النار عندما تكون الظروف ممكنة"، مما يعني فعليا أن القرار يبقى في يد إسرائيل حول موعد ونوعية وقف إطلاق النار، قال منصور "إذا كان الطرف الأميركي جدياً في مشروعه ووقف إطلاق النار، حتى لو كان لستة أسابيع، فعليهم ألا يحمّلوا هذا المشروع أكثر مما يحتمل. إذا كانت خطوتهم جدية عليهم أن يجعلوا الأمر يقتصر على وقف إطلاق النار للفترة الزمنية التي يريدونها ويسمحوا لأنفسهم وللآخرين أن تتم الصفقة في فترة وقف إطلاق النار".
ويشار في هذا السياق أن الولايات المتحدة تدعي أن تبني مشروع قرار حول الهدنة قد يؤثر سلبا على المفاوضات الجارية حاليا برعاية أمريكية وقطرية ومصرية. وصرح عدد من المسؤولين الأميركان أنهم يريدون هدنة مؤقتة لستة أسابيع لإطلاق سراح المحتجزين قد يكون من الممكن البناء عليها لهدن أطول.
وأضاف منصور "إن أرادوا أن يكسبوا الوقت، بعد أن وصلت الضغوط عليهم ذروتها والغضب من بقية الدول لسوء استخدامهم للفيتو، فأعتقد أن هذه المراوغة لن يكتب لها النجاح. إن كانوا جدين في وقف إطلاق نار لمدة ستة أسابيع ليركزوا على ذلك بشكل أساسي ويناقشوه جديًا مع بقية الدول أو أن يفرضوه على إسرائيل بشكل أحادي ويصبح وقف إطلاق النار لستة أسابيع شيئا قائما على الأرض".
وحول التحركات في الأمم المتحدة قال منصور "عقدت المجموعة العربية في الأمم المتحدة اجتماعا مهما، بعد الفيتو الأميركي ضد مشروع القرار الجزائري لوقف إطلاق النار... اتفقنا على ضرورة اتخاذ خطوات مختلفة ذات طبيعة عملية عما أقدمنا عليه حتى الآن، بما فيها المحاولات المضنية في مجلس الأمن والجمعية العامة، لوقف إطلاق النار، لكن هناك عضوا في المجلس (الولايات المتحدة) لم يستجب لهذا الطلب بعد".
وأضاف "سنضيف في مشروع القرار أمام الجمعية العامة، أمورًا عملية من ضمنها دعوة الدول إلى عدم بيع أسلحة لإسرائيل وإمدادها في الذخيرة، وكذلك التعامل مع المستوطنين وعدم إعطائهم تأشيرات سفر لأي دولة، إضافة إلى خطوات عملية ندرسها وسنعكسها بشكل ملموس في مشروع القرار للجمعية العامة".
وحول البدء بالخطوات الفعلية كي تحصل فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، عبر منصور بداية عن "رفضه بشكل كامل الخطوة التي اتخذتها سلطة الاحتلال في الكنيست والتصويت بأغلبية 99 صوتا (من أصل 120) ضد الاعتراف بدولة فلسطينية بشكل أحادي".
وأضاف منصور "إن (قيام) الدولة الفلسطينية هي جزء من التعبير عن حقنا في تقرير المصير كشعب فلسطيني. هذا ليس مطروحا للمفاوضات ولا (ننتظر) أن يأذن لنا أحد بذلك. هذا حق حصري وطبيعي وقانوني للشعب الفلسطيني في ممارسته لوحده، وليست إسرائيل أو غيرها هم الذين يعطونا الأذن والتوقيت متى نمارسه".
وشدد منصور على أن "فلسطين ليست الاستثناء حيث إن كل الدول التي ناضلت ضد الاستعمار وأنجزت استقلالها قامت بممارسة ذلك الحق بتقرير المصير بشكل حصري وليس بطلب أو التفاوض مع أحد بشأنه".
خطوات جديدة لدعم "العضوية الكاملة" بالأمم المتحدة
وقال إن الخطوة التي اتخذها الجانب الإسرائيلي وتصويته في الكنيسيت آنف الذكر "سيسرع الخطوة المتعلقة في التقدم لمجلس الأمن من أجل الحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطين بأسرع وقت ممكن... وقد نقدم على خطوات جديدة من نمط جمع توقيعات على عريضة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة يعلنون من خلالها تأييدهم للعضوية الكاملة لدولة فلسطين قبل أن نتقدم في الأيام القليلة القادمة بطلب العضوية الكاملة لمجلس الأمن". وأكد منصور أن تلك الخطوات ستكون خلال الأيام والأسابيع القادمة. 
ويتطلب حصول أي دولة على عضوية كاملة في الأمم المتحدة المرور بثلاث محطات: الأمين العام، ومجلس الأمن، والجمعية العامة. 
وكانت فلسطين قد تقدمت بطلب عام 2011 بذلك من الأمين العام والذي حوله إلى مجلس الأمن آنذاك لكن المجلس لم ينظر في الأمر رسميا ويوصي بذلك عن طريق قرار، بسبب رفض الجانب الأميركي لمناقشة الموضوع. 
وفي العام الذي تلاه، توجه الجانب الفلسطيني للجمعية العامة بطلب عضوية كدولة مراقبة، وحصل على تأييد ثلثي الدول في الجمعية العامة. وسيحتاج الجانب الفلسطيني، في حال قرر تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن للحصول على عضوية كاملة تأييد تسع دول، شرط ألا تعترض أي من الدولة دائمة العضوية وتستخدم الفيتو.
ولا يمكن للجمعية العامة أن تتخذ القرار (على عكس العضوية كدولة مراقبة) دون توصية عن طريق قرار من مجلس الأمن.
وكانت محكمة العدل الدولية قد تناولت هذه القضية، حيث لم تحصل عدد من الدول على عضوية بشكل "فوري" بسبب استخدام الفيتو من دول مختلفة ضد عضويتها، مما اضطرها للعودة أكثر من مرة وتقديم طلب بما فيها دول كإيطاليا وفيتنام.
## وسائل إعلام فلسطينية: 6 شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا شرق رفح جنوب قطاع غزة
23 February 2024 12:39 AM UTC+00
## وفد من "حماس" برئاسة هنية يختتم زيارة لمصر.. وقف الحرب وتبادل الأسرى
23 February 2024 12:43 AM UTC+00
قالت حركة حماس في ساعة مبكرة من اليوم الجمعة، إن وفد الحركة برئاسة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، اختتم زيارة استمرت عدة أيام إلى مصر، أجرى خلالها لقاءات مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، وعدد من المسؤولين.
وبحسب بيان للحركة، فإن المباحثات تناولت "الأوضاع في قطاع غزة ووقف الحرب وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم والإغاثة والإيواء خاصة في شمال القطاع وسبل تحقيق ذلك"، مشيرًا إلى أنه "تم التطرق إلى ملف تبادل الأسرى، وكذلك ما يخطط له الاحتلال في المسجد الأقصى في ظل قرار حكومة الاحتلال منع أهل الضفة والداخل المحتل من الصلاة في المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان".
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، قد وصل صباح الثلاثاء إلى العاصمة المصرية القاهرة، على رأس وفد من قيادة الحركة.
في غضون ذلك، أكد عضو المكتب السياسي في حركة حماس محمد نزال أنّ المعوقات التي تضعها حكومة الاحتلال الإسرائيلي باستمرار، هي التي تعطل الوصول لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى والمحتجزين.
واعتبر نزال، في حديث مع "العربي الجديد"، أن من يعتقد أن تحرير الأسرى هو العقبة في إنجاز التفاهمات فهو مخطئ، بل إن ورقة الأسرى هي الورقة الكبرى الرابحة، التي تشكّل ضغطاً على الاحتلال، وستجبره على الرضوخ لمطالب المقاومة.
وبشأن طبيعة المعوقات التي تعطل وصول العملية التفاوضيّة إلى تفاهمات تنهي الحرب بشكل مؤقت أو دائم، قال نزال إن "المعوقات يضعها الاحتلال، وليس حركة حماس، فالاحتلال لا يريد الالتزام عاجلاً أم آجلاً، بوقف إطلاق نار نهائي، ولا يريد انسحاب قوّاته من قطاع غزة، ولا يريد رفع الحصار عن قطاع غزة، بل يريد التحكّم بحركة مرور الأفراد والبضائع من وإلى قطاع غزة".
وأضاف: "مقابل ذلك، يريد الحصول على جميع أسراه، ولا يريد أن نحصل على جميع أسرانا. وعليه، فإن العملية التفاوضية متعثرة، لأن حماس لا يمكنها التوقيع على تفاهمات، لا تضمن وقف الحرب على قطاع غزة، وانسحاب قوّات الاحتلال من غزة".
يأتي ذلك بينما يزور مدير الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز باريس، اليوم الجمعة، لإجراء محادثات مع مسؤولين قطريين ومصريين وإسرائيليين حول الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق حول المحتجزين، بحسب ما ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي في وقت سابق.
وقال ذات الموقع إن مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن للشرق الأوسط، بريت ماكغورك، طلب من الاحتلال الإسرائيلي إرسال وفده للمشاركة في محادثات باريس، بعد أن أخبر (ماكغورك) المسؤولين الإسرائيليين بتحقيق تقدم في المفاوضات بين الوسيطين القطري والمصري وحركة حماس بشأن ملف المحتجزين.
## وسائل إعلام فلسطينية: قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم البلدة القديمة في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية
23 February 2024 01:15 AM UTC+00
## هل يتواصل انخفاض التضخم بالمغرب؟
23 February 2024 01:23 AM UTC+00
 
استقر معدل التضخم في المغرب على أساسي سنوي عند 2.3 في المائة في يناير/ كانون الثاني الماضي، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2021.
وأوضحت المندوبية السامية للتخطيط (حكومية)، في تقريرها الصادر أمس الخميس، حول مؤشر أسعار المستهلكين، أن ذلك المعدل نجم عن تحرك مؤشر أثمان السلع الغذائية بنسبة 4.2 في المائة وأثمان السلع غير الغذائية بنسبة 0.8 في المائة.
وسجل مؤشر أسعار المستهلكين في شهر يناير انخفاضا بنسبة 0.6 في المائة، مقارنة بديسمبر/ كانون الأول، حيث نتج ذلك من انخفاض أسعار السلع الغذائية بنسبة 0.6 في المائة والسلع غير الغذائية بنسبة 0.3 في المائة.
ويتجلى أن وتيرة ارتفاع التضخم تباطأت بعدما وصل في نهاية العام الماضي إلى 6.1 في المائة، مدفوعا بالزيادة التي عرفتها أسعار السلع الغذائية بـ12.5 في المائة، بينما سجلت أسعار السلع غير الغذائية زيادة بنسبة 1.7 في المائة.
ويستفاد من بيانات المندوبية، أن انخفاض أسعار الخضر كان حاسما في تراجع مساهمة السلع الغذائية في مستوى التضخم. فقد تراجعت أسعار الطماطم مثلا من 12 درهما إلى حوالي 5 دراهم متأثرة بارتفاع درجات الحراة وتراجعت الصادرات عبر موريتانيا التي رفعت رسوم الجمرك منذ يناير الماضي.
وكانت الأسر المغربية عانت في العامين الماضيين من تداعيات ارتفاع التضخم الذي وصل في فبراير/ شباط من العام الماضي إلى 10 في المائة، قبل أن يشرع في التباطؤ، وهو ما دفع الحكومة إلى المراهنة على بلوغ معدل 2.5 في المائة في العام الحالي.
وتوقع فريق خبراء صندوق النقد الدولي الذي أجرى مشاورات مع السلطات المغربية، حول الوضعية الاقتصادية، في بيان لها أول من أمس، "استمرار تراجع التضخم ببطء في ظل انحسار الضغوط على أسعار السلع الأولية والأغذية".
ودفع ذلك أولئك الخبراء إلى التأكيد على أنه "مع استمرار تراجع التضخم، ينبغي أن يستأنف بنك المغرب عمليته التي تهدف إلى التحول إلى إطار لاستهداف التضخم".
غير أن الأسر لم تخف تشاؤمها من تطور الأسعار، حيث توقعت 81.3 في المائة من الأسر، في بحث الظرفية الذي تنجزه المندوبية السامية للتخطيط، استمرار السلع الغذائية في الارتفاع، بينما لا تتجاوز نسبة الأسر التي تترقب انخفاضها 3.7 في المائة.
ويتصور الاقتصادي المغربي علي بوطيبة، في حديثه لـ"العري الجديد" أن هناك فرقا بين معدل التضخم المعلن عنه، ومدى قدرة الناس الشرائية التي تتأثر بارتفاع التحملات على مستوى الإنفاق الذي لم يعد يقتصر على السلع الغذائية أو السكن، بل إضحى يشمل تأمين مصاريف لها علاقة بالصحة وتعليم الأبناء.
ويشدد على أن انخفاض معدل التضخم إلى المستوى المستهدف من قبل الحكومة مع بداية العام الحالي، قد لا يستمر في سياق عدم اليقين الناجم عن الجفاف ووضعية سلاسل التوريد العالمية.
وأكد البنك الدولي في تقريره الأخير حول الاقتصاد المغربي أن الإحصائيات الإجمالية تخفي حقيقة أن تضخم أسعار الغذاء يؤثر بشكل غير متناسب على الفقراء والفئات الأكثر احتياجا.
## دعم واسع بمجموعة العشرين لحل الدولتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
23 February 2024 01:47 AM UTC+00
أعلنت البرازيل الخميس في ختام اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين أن الدول الأعضاء تدعم بشكل عام حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ما يزيد الضغط على إسرائيل لقبول دولة فلسطينية مستقلة.
وجاء دعم مجموعة العشرين لحل الدولتين غداة تصويت الكنيست الإسرائيلي بأغلبية واسعة على معارضة أي اعتراف "أحادي الجانب" بالدولة الفلسطينية، في خطوة قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنها تبعث "رسالة قوية إلى المجتمع الدولي".
وكانت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة محور التركيز الرئيسي لاجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين الذي استمر يومين في ريو دي جانيرو، إلى جانب الحرب الروسية في أوكرانيا وعدم فعالية الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى.
وقال وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا للصحافيين إن هناك "إجماعا فعليا على حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد الممكن للصراع بين إسرائيل وفلسطين".
وشارك في الاجتماع وزراء خارجية المجموعة، ومن بينهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ومنسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
وكان بوريل حثّ فييرا على استخدام بيانه الختامي في الاجتماع "ليشرح للعالم أن الجميع في مجموعة العشرين يؤيد" حل الدولتين مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة تتعايش مع إسرائيل. وقال بوريل للصحافيين "الجميع هنا، الجميع، لم أسمع أحدا يعارض ذلك. لقد كان طلبا قويا لحل الدولتين".
وتابع المسؤول الأوروبي "القاسم المشترك هو أنه لن يكون هناك سلام، ولن يكون هناك أمن مستدام لإسرائيل، ما لم يكن لدى الفلسطينيين أفق سياسي واضح لبناء دولتهم الخاصة". وأوضح أنه يأمل أن يرى اقتراحا من العالم العربي في هذا الاتجاه خلال الأيام المقبلة.
إسرائيل تحت الضغط
دعا بلينكن كذلك إلى "مسار ملموس (يفضي) إلى دولة فلسطينية"، وفق تصريحاته المعدة مسبقا.
وقال في مؤتمر صحافي "نحن نركز بشكل مكثف على محاولة التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن (المحتجزين في غزة) ويؤدي إلى وقف إطلاق نار إنساني ممتد".
بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على بدء حربها على قطاع غزة، حيث تتصاعد التحذيرات من وقوع كارثة إنسانية يوما بعد آخر، تواجه إسرائيل ضغوطا دولية متزايدة من أجل الموافقة على قيام دولة فلسطينية - بما في ذلك من حليفها الرئيسي الولايات المتحدة.
صدام بين روسيا والغرب
كما تناول الاجتماع الحرب الروسية في أوكرانيا - التي تدخل عامها الثالث السبت - والحاجة إلى إصلاح المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة التي تواجه صعوبات في التعامل مع الصراعات والأزمات والاستقطاب المتصاعدة.
وقال فييرا إن "دولا مختلفة" في اجتماع مجموعة العشرين كررت أيضا إدانتها للحرب الروسية في أوكرانيا. لكن لم تكن تصدر مؤشرات تذكر على تحقيق تقدم دبلوماسي.
وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب بسبب تنديده بوفاة المعارض البارز أليكسي نافالني في السجن الجمعة.
وقال لافروف "هؤلاء الأشخاص ليس لهم الحق في التدخل في شؤوننا الداخلية". وأوضح أنه لم يجر أي اتصال مع مسؤولين غربيين خلال الاجتماع. وكان لقاؤه الأخير مع بلينكن قد جرى في أجواء متوترة على هامش اجتماع مجموعة العشرين في الهند في مارس/ آذار 2023.
رغم مساعي الدول الغربية لإدانة الغزو، انتهت القمة الأخيرة لمجموعة العشرين ببيان يدين استخدام القوة، لكنه لم يذكر صراحة روسيا التي تقيم علاقات ودية مع الهند والبرازيل، من بين أعضاء آخرين.
وكان هذا أول اجتماع رفيع المستوى هذا العام لمجموعة العشرين التي ستعقد قمتها السنوية لزعمائها في ريو دي جانيرو في نوفمبر/ تشرين الثاني.
 
(فرانس برس)
## واشنطن تعتزم فرض عقوبات على أكثر من 500 كيان مرتبط بالحرب الروسية
23 February 2024 02:09 AM UTC+00
من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة الجمعة فرض عقوبات جديدة على روسيا تستهدف أكثر من 500 كيان مرتبط "بداعميها وآلتها الحربية"، في حين يستضيف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين مؤتمرا دوليا لدعم أوكرانيا مع دخول الغزو الروسي عامه الثالث.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخزانة الأميركية لوكالة فرانس برس الخميس "ستكون هذه أكبر حزمة منذ بدء غزو (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لأوكرانيا"، مؤكدة أن العقوبات ستتخذها كل من وزارتي الخزانة والخارجية.
وكان البيت الأبيض قد أشار في وقت سابق الخميس إلى أنه سيتم الإعلان عن عقوبات "كبيرة" ضد روسيا الجمعة، ردا على وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني، وكذلك مع حلول ذكرى مرور عامين على بدء غزو أوكرانيا.
والتقى الرئيس جو بايدن أرملة وابنة أليكسي نافالني في سان فرانسيسكو الخميس. واتهم الديمقراطي البالغ 81 عاما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "مسؤول عن وفاته". وكان قد قال الاثنين "فرضنا بالفعل عقوبات لكننا ندرس فرض عقوبات إضافية".
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، فرضت واشنطن وحلفاؤها مجموعة من العقوبات، استهدفت إيرادات موسكو ومجمعها الصناعي العسكري. كما عملت على وضع سقف لأسعار النفط بهدف خفض إيرادات موسكو من المحروقات.
ومن أجل خفض الإيرادات الروسية مع ضمان الإمدادات للسوق العالمية، وضع ائتلاف يضم مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى والاتحاد الأوروبي وأستراليا حدا أقصى لسعر النفط عند 60 دولارا للبرميل من الخام الروسي.
وأوضحت وزارة الخزانة أن التحالف عمل في الأشهر الأخيرة على تشديد نظام الالتزام بسقف الأسعار.
كما كشفت الإدارة الأميركية الخميس عن توجيهها اتهامات لعدد من الأثرياء الروس المقربين من الكرملين للمساعدة في وقف "تدفق الأموال غير القانونية التي تغذي" حرب موسكو.
بوريل يحض على بذل المزيد لتزويد أوكرانيا بالذخائر
إلى ذلك، حض مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الدول الأعضاء في التكتل على بذل المزيد من الجهود لتزويد أوكرانيا بالذخائر، بينما تواجه كييف التي تعاني من نقص الأسلحة صعوبات في صد تقدم القوات الروسية على الجبهة.
وقال بوريل في رسالة وجهها الأربعاء إلى وزراء الخارجية والدفاع في الاتحاد الأوروبي "الجنود الأوكرانيون مصممون على القتال، لكنهم بحاجة إلى الذخائر بشكل عاجل وبكميات كبيرة". وأضاف أن "التأخير في تسليم الذخائر له تكلفة على صعيد الأرواح، ويضعف القدرات الدفاعية لأوكرانيا".
كان الاتحاد الأوروبي قد تعهد العام الماضي تزويد أوكرانيا بمليون قذيفة، لكن مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددها لنفسه بحلول الشهر المقبل لن يسلّم سوى أكثر بقليل من نصف هذه العدد.
وأشار بوريل إلى أنه مع نهاية العام يتعين على الاتحاد الأوروبي زيادة هذه الكمية إلى 1,155,000 قذيفة، مشددا على أن "أوكرانيا بحاجة إلى المزيد من الذخائر". وكتب "أشعر أنه من واجبي ومسؤوليتي أن أتواصل معكم مرة أخرى لنرى ما الذي يمكننا فعله لدعم أوكرانيا".
وقال كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي إن من الخيارات المتاحة امام الدول الأعضاء استخدام المزيد من مخزوناتها، أو تقديم المزيد من الطلبات إلى مصانع السلاح الأوروبية، أو شراء الذخائر حيثما توافرت، أو تمويل المصانع الأوكرانية.
وأكد "المطلوب هو سيولة مالية فورية. إن عدم فعل أي شيء ليس خيارا". كما أبدى بوريل استعداده لعقد اجتماع يخصص لهذه القضية. وتأتي هذه المطالبات لتأمين الذخائر لأوكرانيا مع تراجع القوات الأوكرانية على خط المواجهة لاضطرارها إلى تقنين استخدام مخزوناتها.
أما بالنسبة إلى المساعدات من داعمين رئيسيين آخرين لكييف، فتخيم الشكوك على إمكانية الإفراج سريعا عن حزمة بقيمة 60 مليار دولار من الولايات المتحدة لتعذر إقرارها في الكونغرس.
وخلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، دعا الرئيس فولوديمير زيلينسكي الكونغرس الأميركي إلى إقرار حزمة المساعدات الإضافية لكييف، قائلا إن التقاعس عن القيام بذلك سيكلّف الأوكرانيين أرواحهم.
وتأتي دعوة بوريل في الوقت الذي بدا فيه أن الاتحاد الأوروبي يتجه لإبرام اتفاق يتم بموجبه ضخ تمويل بقيمة خمسة مليارات دولار في صندوق استُخدم سابقا لتعويض الدول الأعضاء عن الأسلحة التي أرسلتها إلى أوكرانيا.
فرنسا تستضيف مؤتمرا حول أوكرانيا الاثنين
في غضون ذلك، يستضيف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين مؤتمرا دوليا لدعم أوكرانيا، وفق ما أفاد مكتبه في بيان الخميس.
وجاء في البيان أنه مع دخول الغزو الروسي عامه الثالث، جرت دعوة زعماء ووزراء أوروبيين لحضور المؤتمر "للنظر في السبل المتاحة لتعزيز تعاون الشركاء لدعم أوكرانيا". وأكد الرئيس البولندي أندريه دودا لقناة "بولسات" التلفزيونية أنه سيحضر المؤتمر "لمناقشة مقترحات جديدة للحل وتقديم المساعدة لأوكرانيا".
 
(فرانس برس، العربي الجديد)
## قروض السوق السوداء ملاذ الجزائريين
23 February 2024 02:24 AM UTC+00
 
دفع غلاء المعيشة وتعقد الإجراءات البنكية وتباطؤ مدة دراسة طلبات القروض، بالجزائريين للبحث عن بدائل لتمويل مشاريعهم أو حتى لمواجهة مصاريف الحياة خاصة المفاجئة وغير المتوقعة، ما أوقعهم بين كفتي كماشة "تجار القروض السوداء" أو "تجار الأزمات" كما يسميهم الجزائريون، الذين ينشطون في الأسواق الموازية للعملة الصعبة، أو حتى في الأسواق النظامية للسلع.
توجهت "العربي الجديد" إلى شارع "الحميز" شرقي العاصمة الجزائرية، المشهور بمحلات بيع السلع والأجهزة المنزلية، بحثا عن "تجار القروض السوداء".
ولم يستغرق الأمر كثيرا من الجهد، مع أول محل نلجه، عرض علينا صاحب المحل، خير الدين، قرضا بالتقسيط، يصل إلى مليون دينار جزائري (7400 دولار) حسب الراتب، موضحا أنه "يحرر فاتورة بقيمة القرض، ويمنح الأموال نقدا لطالب القرض"، أما الفوائد والدفع "فتقدر بين 15 و19 بالمائة وتسدد على 24 شهراً، على أن يسلم القرض في يوم وضع الملف المتكون من بطاقة الهوية وشيكات بنكية موقعة".
في محلٍ ثانٍ، قال الموظف محمد خياري إنه "اضطر إلى طلب "قرض أسود" هو وزوجته بـ 900 ألف دينار (6600 دولار)، لشراء سيارة صينية جديدة، بعد انتظارٍ دام لسنوات، من جراء غلق باب استيراد السيارات الجديدة منذ 2019".
وأكد المتحدث نفسه لـ "العربي الجديد" أن "طلب قرض بنكي يتطلب "جبلاً من الأوراق" ويستغرق شهوراً من الدراسة، مع إلزامية رهن عقار أو منزل كضمانة، ودفع رسوم دراسة الملف وفي الأخير يرفض الطلب، لذلك "القروض السوداء" ملاذ سريع لكل من يبحث عن تمويل لمشاريعه".
ويشكو الجزائريون من القيود المشددة التي تفرضها البنوك والمصارف، وتباطؤ دراسة الملفات والمغالاة في طلب الضمانات، ما يزيد من إرهاق الباحثين عن المال ويدفع بعضهم نحو البحث عن التمويلات في وجهات أخرى.
وتتباين فرص الظفر بقرض بنكي بين عمال القطاعين العام والخاص، حيث يكون العاملون في القطاع الحكومي الأوفر حظا في الحصول على القروض، إذ يعد الاستقرار الوظيفي في القطاع العام ضمانة مهمة للاقتراض بينما تطالب المصارف العاملين في القطاع الخاص بتقديم لائحة من الوثائق التي تثبت قدرتهم على سداد القروض المطلوبة.
وانتقلت عروض "القروض السوداء" من الواقع إلى المواقع الإلكترونية خاصة عبر الفيسبوك، حيث تعرض صفحات قروضا نقدية "حلالاً"، شرط أن يكون طالب القرض يعمل في القطاع العام. وفي اتصال بـ"العربي الجديد" أكد مسؤول إحدى هذه الصفحات أن "القرض يقدم نقدا أو يحول إلى حساب من يطلب القرض مع فائدة تلامس 20 بالمائة، ضمن ما يُسمى قرض المرابحة في الشريعة الإسلامية".
وسبق للبنك المركزي الجزائري أن شدد القيود على عمليات منح القروض من طرف المصارف والمؤسسات المالية، وذلك لمواجهة معضلة تراجع السيولة التي باتت تؤرق المركزي.
وطلب المركزي الجزائري من البنوك تخفيض نسبة منح القروض لأكبر درجة ممكنة، حيث دعاها إلى الحفاظ على السيولة بكل الطرق الممكنة. وفي ما يتعلق بالقروض، إن اللجان التقنية على مستوى كل بنك، المكلفة بدراسة طلبات القروض، عليها تشديد شروط منحها في إطار ما يسمح به القانون.
تتباين فرص الظفر بقرض بنكي بين عمال القطاعين العام والخاص، حيث يكون العاملون في القطاع الحكومي الأوفر حظا في الحصول على القروض
وانزلقت بنوك الجزائر في نفق أزمة السيولة، رغم التدخلات العديدة للبنك المركزي، لإنقاذها من فخ شح الموارد الذي دفعها إلى الامتصاص من الاحتياطات الإجبارية، فيما بلغ العجز في السيولة 40 بالمائة نهاية 2023.
وعزا المركزي الجزائري ارتفاع العجز في السيولة إلى ارتفاع حجم القروض المتعثرة بشكل مستمر خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث بلغت 10 في المائة عام 2015، لتزيد إلى 13 في المائة في العام التالي، و17 في المائة في 2017، ثم 20 في المائة في العام اللاحق، قبل أن تقفز إلى 30 في المائة خلال 2022.
ويرى مدير دائرة التخطيط والسياسات النقدية في المركزي الجزائري سابقا عبد القادر مهلولي أن "الحل الوحيد لجميع مشاكل الجزائر المالية والنقدية وكبح توسع الأسواق الموازية يمر عبر عصرنة النظام البنكي وتسريع وتيرة الرقمنة، إذ لا يُقبل أن تتبنى الحكومة مقاربة لامتصاص الأموال في الأسواق الموازية، في وقت تقدم هذه الأسواق خدمات تمويلية أسرع ومرنة ونسب فوائد مقبولة مقارنة مع البنوك".
وأضاف المتحدث نفسه لـ "العربي الجديد"، أن "البنوك الجزائرية تسير بمبدأ "الخوف من العملاء" في وقت عليها أن تُبادر لجلب الأموال وتقديم خدمات بنكية ذات رواج، لإعادة بناء الثقة مع الجزائريين".
## تفاصيل خطة نتنياهو لـ"اليوم التالي" للحرب على غزة
23 February 2024 03:54 AM UTC+00
قدم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) وثيقة تتعلق بسياسة "اليوم التالي" للحرب على غزة، والتي تضمن السيطرة الأمنية على القطاع بما في ذلك الحدود مع مصر.
وهذه هي المرة الأولى التي يطرح فيها نتنياهو خطة "اليوم التالي" للحرب بشكل رسمي، بعد أن كان يرفض مناقشة الموضوع، خوفًا من حدوث انقسامات في ائتلافه الحكومي.
وقال أحد كبار مساعدي نتنياهو لموقع "أكسيوس" الأميركي، إن الهدف من الوثيقة هو تقديم مبادئ من شأنها أن تحظى بأكبر قدر ممكن من الإجماع، مشيرًا إلى أن المشاورات في مجلس الوزراء ستؤدي على الأرجح إلى تغييرات على الوثيقة قبل الموافقة عليها.
وتنص الوثيقة بحسب الموقع على "الحفاظ على حرية العمل في كامل القطاع، إلى أجل غير مسمى"، وإقامة منطقة عازلة داخل غزة في المناطق المحاذية للمستوطنات الإسرائيلية "طالما هناك حاجة أمنية لها"، كما تضمن السيطرة على الحدود بين قطاع غزة ومصر، على أن تعمل بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة على منع التهريب من الجانب المصري بما في ذلك عبر معبر رفح.
كما تشير إلى أن قطاع غزة سيكون منزوع السلاح بالكامل باستثناء الأسلحة "الضرورية للحفاظ على النظام العام"، فيما ستكون إسرائيل مسؤولة كذلك عن عملية نزع السلاح.
إضافة إلى ذلك، تضمن الوثيقة خطة لـ"اجتثاث التطرف في جميع المؤسسات الدينية والتعليمية والرعاية الاجتماعية في قطاع غزة"، بحسب ما جاء في أحد بنودها، وسيتم تنفيذ هذه الخطة بمشاركة ومساعدة الدول العربية التي لديها خبرة في "مكافحة التطرف".
وبما يخص ملف إعمار غزة، تشير الوثيقة إلى أن الإعمار لن يكون ممكنًا إلا بعد الانتهاء من التجريد من السلاح وبدء "عملية نزع التطرف"، على أن يكون تنفيذه عقب ذلك بتمويل وقيادة دول "مقبولة لدى إسرائيل".
ولا تشير الوثيقة بشكل واضح من سيحكم قطاع غزة بعد الحرب، لكنها تقول إن "عناصر محلية ذات خبرة إدارية ستكون مسؤولة عن الإدارة المدنية والنظام العام"، على أن تكون هذه العناصر غير مرتبطة بالدول أو الكيانات التي "تدعم الإرهاب أو تتلقى الدعم منها"، على حد وصفها.
أما فيما يخص وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، تشمل الخطة إغلاقها واستبدالها بوكالات مساعدات دولية أخرى.
## نتائج الانتخابات الباكستانية: فصول جديدة من الصراع
23 February 2024 05:00 AM UTC+00
أفرزت نتائج الانتخابات الباكستانية، التي أُجريت في 8 فبراير/شباط الحالي، تقدم المستقلين المدعومين من حزب "حركة الإنصاف" بزعامة رئيس الحكومة السابق، المسجون حالياً، عمران خان، وذلك بعد منع الحزب من المشاركة ككيان سياسي في الاستحقاق الانتخابي، ونالوا 93 مقعداً من أصل 266 في البرلمان (يضم البرلمان 336 عضواً، يُنتخب 266 منهم بالاقتراع، ويُعيّن 70 منهم، وهم 60 مقعداً مخصصاً للنساء و10 للأقليات الدينية. ولتولي رئاسة الحكومة، يتوجب على المرشح الحصول على الغالبية المطلقة وهي 169 صوتاً من مجمل 336 نائباً).
غير أن حزب "الرابطة الإسلامية ـ جناح نواز شريف" حلّ أولاً بين الأحزاب بحصوله على 75 مقعداً، وتلاه حزب "الشعب الباكستاني" بـ54 مقعداً، في موازاة شكاوى الأحزاب السياسية والدينية والقومية من تدخل المؤسسة العسكرية وتلاعبها بالنتائج، مما صعّب من عملية تشكيل الحكومة، فضلاً عن دفع البلاد نحو صراع جديد.
اتفاق "الرابطة" و"الشعب" بعد الانتخابات الباكستانية
وعلى الرغم من إعلان حزب "الشعب الباكستاني" وحزب "الرابطة الإسلامية ـ جناح نواز شريف"، أكثر من مرة عن توافقهما على تشكيل تحالف من أجل تشكيل الحكومة عقب الانتخابات الباكستانية، وآخر هذه الإعلانات صدرت الثلاثاء الماضي، إلا أن مراقبين يعتبرون أن الوضع يبقى غامضاً بسبب نتائج الانتخابات الباكستانية لأن معالم التوافق بين الحزبين غير واضحة، ما يقوّي فرضية تراجع أحد الطرفين عن التوافق كما حصل في الأيام الماضية.
وكان اتفاق الحزبين، الثلاثاء الماضي، خلال مؤتمر صحافي لقيادتيهما، قد أكد على توافقهما على تشكيل الحكومة على أن يتولى، من حزب "الرابطة"، رئيس الوزراء السابق شهباز شريف (بين عامي 2022 و2023)، منصب رئيس الوزراء، في مقابل تولّي زعيم حزب "الشعب الباكستاني" أصف علي زرداري، منصب الرئاسة الباكستانية، علماً أن زرداري ترأس البلاد بين عامي 2008 و2013.
واتفق الحزبان أيضاً على ان تكون رئاسة البرلمان من حصة "الرابطة"، ورئاسة مجلس الشيوخ من حصة "الشعب". وكان حزب "الشعب" واضحاً في شروطه، مما جعل "الرابطة" في حالة تردد في البداية، لأن المسؤولية ستُلقى على عاتقه وحكومته ستكون مرهونة بقرارات "الشعب"، خصوصاً أن الأخير يمكنه الانسحاب في أي وقت من الائتلاف الحكومي.
عبد الماجد خان: لن يدوم ائتلاف "الرابطة" و"الشعب" طويلاً
وحول هذه التطورات، يرى المحلل السياسي الباكستاني عبد الماجد خان في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن ما حصل تمّ بخلاف ما كانت تخطط له مؤسسات الدولة، وبخلاف ما كان يتطلع إليه حزب "الرابطة".
وكان "الرابطة" يتطلع لتولّي نواز شريف، شقيق شهباز، رئاسة الحكومة، غير أن نتائج الانتخابات الباكستانية أتت بخلاف ما كانت يتوقعه الجميع. ويوضح خان أن "الرابطة" سيصل إلى سدة الحكم بمساعدة حزب "الشعب"، لكن الحكومة لن تستمر طويلاً والجميع يعرف ذلك.
في غضون ذلك، يستمر حزب عمران خان بإصراره على أنه يتملك الأغلبية في البرلمان، معتبراً أنه على الرغم من التلاعب بنتائج الانتخابات الباكستانية إلا أن بإمكانه تشكيل الحكومة مع حلفائه.
لكن مراقبين اعتبروا أن حزب خان لا يمكنه أن يشكل الحكومة بمفرده، لأسباب عدة، متصلة بعدم نيل حزب "حركة الإنصاف" الغالبية البرلمانية التي تمكنه من تشكيل الحكومة، وفي الوقت نفسه يرفض التحالف مع "الرابطة" و"الشعب".
وأشار مراقبون إلى أن حلفاء "حركة الإنصاف" الذين خاضوا معه الانتخابات الباكستانية، وهم مجلس وحدة المسلمين والحركة السنية والحركة الوطنية بزعامة محمود خان أجكزاي، لم يحصلوا سوى على مقعد واحد. والأهم من ذلك، بحسب مراقبين، هو صراع خان المتواصل مع المؤسسة العسكرية، لذا عملياً لا يمكن لحزب "حركة الإنصاف" أن يشكل الحكومة، فضلاً عن وجود العديد من الملفات القضائية في حق قيادات حزبه. ودفعت تلك الحالة باكستان إلى ركود سياسي، يبدو المخرج منه صعباً جداً.
في السياق، يقول المحلل السياسي الباكستاني محمد بابر في حديث مع "العربي الجديد"، إن صراع المؤسسة العسكرية مع حزب عمران خان، الذي يحظى بنفوذ كبير وواسع في الأوساط الشعبية لا سيما الشبابية وبين المثقفين، دفع البلاد إلى هذه الحالة، التي لا أحد يعرف إلى أين نسير فيها، وكيف ستواصل الحكومة المقبلة تسيير الأمور في ظل هذا التوزيع السياسي والصراع الدائم الذي يرافقه الوضع الأمني المتأزم والحالة المعيشية الهشة والمتردية.
ويشدّد بابر على أن هناك ضرورة ملحة لأن ترضى المؤسسة العسكرية بالحوار الفوري مع حزب عمران خان، فالأخير لا يستهان به، والرجل معروف بصرامته في المواقف ولا يتنازل بسهولة، ولديه نفوذ كبير وواسع في الأوساط الشعبية.
ويضيف: نعرف أن خان ينتمي إلى العرقية البشتونية وتلك القبائل تؤيده بشكل قوي، كما أن الشباب في جميع أقاليم البلاد يدعمون الرجل، علاوة على أن الشريحة الكبيرة من كبار السن المثقفين سئموا من الأحزاب الأخرى، ويرون أن عمران خان صادق مع هذه البلاد، بالتالي على المؤسسة العسكرية أن تأخذ في عين الاعتبار هذه الحقائق والمعطيات وأن تتفاوض بشكل فوري معه.
كما يوضح بابر أن خان شدّد قبل الانتخابات الباكستانية وبعدها على استعداده للحديث مع المؤسسة العسكرية، ولكن الأخيرة يبدو أنها غير مستعدة لذلك. وبرأيه لعل الصراع القديم بين قائد الجيش الحالي الجنرال عاصم منير الذي أزيح بيد عمران خان من منصب رئيس الاستخبارات إبان حكمه للبلاد، ما زال يؤثر على العلاقة بين الحزب والمؤسسة العسكرية.
خيارات محدودة في باكستان
ولا شك أن المؤسسة العسكرية تسعى لأن تجد مخرجاً للحالة السائدة، لأن الحلول الأخرى تتمحور حول إعادة الانتخابات الباكستانية أو حكم العسكر، وكلاهما غير واقعيين في الوقت الحالي، لأن الوضع المعيشي والأمني للبلاد لا يسمحان بذلك.
في السياق، يعتبر سيد خاقان عباسي، رئيس الوزراء الباكستاني السابق، القيادي في حزب "الرابطة ـ جناح نواز شريف"، في تصريحات صحافية الاثنين الماضي، أن المشكلة الرئيسية هي أن الانتخابات الباكستانية أجريت بصورة مخزية للغاية. ويضيف: عندما كنت أراقب التدخلات في العملية والوصاية على لجنة الانتخابات وإخضاع مؤسسات الدولة لمصلحة حزب ضد آخر، توقعت ما يحصل الآن.
وبرأي عباسي: "وصلنا إلى طريق مسدود تماماً". ويشدّد على الحاجة إلى "حكومة قوية كي تتخذ قرارات مصيرية صعبة"، متوقعاً أن يشكل "الرابطة" و"الشعب" الحكومة بضغط من أطراف عدة، لأن الخيارات الأخرى لا يسمح بها وضع البلاد. وأعرب عباسي عن خشيته من أن تكون الحكومة العتيدة هشة وضعيفة، ومعرّضة للانهيار في أي لحظة.
محمد بابر: على المؤسسة العسكرية التحاور مع حزب عمران خان
تزوير نتائج الانتخابات الباكستانية
وتدّعي جميع الأحزاب التي شاركت في الانتخابات حصول عمليات تزوير، كما بدأت الأحزاب تذكر أسماء الفيالق في الجيش التي تتهمها بالتدخل في تزوير الانتخابات، متهمة رئيس المحكمة العليا فائز عيسى، ورئيس لجنة الانتخابات إسكندر سلطان راجا، بدعم عملية التزوير.
وزاد الطين بلة ما قاله مفوض الحكومة في مدينة روالبندي، لياقت علي تشاتا، في مؤتمر صحافي في المدينة السبت الماضي، إنه قَلَبَ نتائج 13 مقعداً في البرلمان لصالح حزب "الرابطة"، على نتائج 29 مقعداً في برلمان البنجاب الإقليمي، الذي تتبع له روالبندي (ويضم هذا البرلمان 371 عضواً).
واتهم تشاتا كلا من راجا وعيسى بقبول تعديلاته، طالباً من المحاكم الباكستانية أن تصدر في حقه حكم الإعدام لأنه "خان الشعب"، وداعياً أيضاً إلى محاكمة رئيس لجنة الانتخابات ورئيس المحكمة العليا.
وردت المحكمة العليا ولجنة الانتخابات وحكومة تصريف الأعمال و"الرابطة" على تشاتا، ووصفوه بأنه "مريض نفسياً"، وسارعت الحكومة إلى اعتقاله، بينما الأحزاب الأخرى كحزب عمران خان والجماعة الإسلامية والأحزاب القومية، دعت إلى إجراء التحقيق في ما قاله الرجل وتوفير الحماية اللازمة، لأنه اعترف بما هو حقيقة في رأيهم.
في هذا الإطار، قال زعيم حزب "حركة الإنصاف" جوهر علي خان، في تصريحات صحافية، الثلاثاء الماضي، إن حزب عمران خان فاز بالأكثرية ولكن لجنة الانتخابات لم تعلن النتيجة وفق عملية الاقتراع، داعياً رئيس لجنة الانتخابات الوطنية إلى الاستقالة وتوفير الحماية اللازمة لمفوض مدينة روالبندي.
وشدّد على أن ما يجري حالياً في البلاد، وما حصل من تعديلات في الانتخابات الباكستانية، لا بد أن تكون لها نتائج على علاقات باكستان مع العالم، تحديداً مع صندوق النقد الدولي.
من جهته، اعتبر زعيم حزب القومي الوطني البشتوني، إيمل ولي خان، في مهرجان شعبي لحزبه في مدينة صوابي في إقليم خيبربختونخوا، شمال غربي باكستان، الأحد الماضي، أن "الجيش الذي من شأنه أن يدافع عن البلاد وعن الحدود عجز عن ذلك"، مشيراً إلى أن ما حدث في بنغلادش، "حيث تراجع الجيش واستقلت بنغلادش عن باكستان" على حد تعبيره.
وتوجه للجيش بالقول: "إما تعطينا حقنا ويكفي التدخل في الشؤون السياسية، وإلا فستكون النتائج وخيمة، وسنعارضك ونقف في وجهك وسترى ما لم تتخيله".
## ستة أشهر على حراك السويداء السورية: أسباب الاستمرارية حاضرة
23 February 2024 05:00 AM UTC+00
مهّد توالي الأزمات والتضييق الاقتصادي الكبير في عموم سورية ومنها محافظة السويداء جنوبي البلاد، والناجم عن القرارات المتخبطة لحكومة النظام السوري، لاحتقان شعبي في المحافظة كان جاهزاً لينفجر في أية لحظة، ليكون نواة لانتفاضة صغرى كبرت شيئاً فشيئاً، لتشكل حراك السويداء الشعبي، الذي بدأ قبل 6 أشهر ولا يزال مستمراً حتى اليوم، وإن كانت بعض الشكوك باتت تخرج حول عزائم المشاركين به من أن يصيبها الملل مع عدم الوصول للأهداف.
وبعد حوالي 200 يوم على الحراك، لا يزال النظام يراهن على انتهاء الاحتجاجات بعد محاولة تفتيته بطرق عدة، لا سيما محاولة جر المحتجين إلى العنف واستخدام السلاح، ليتوفر له مبرر القضاء عليه، فيما لم يستطع حتى الآن العبور من هذا الجانب. وقد استخدم النظام، السلاح لأول مرة خلال الحراك، في منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، حين أصاب رصاص مسلحين ينتمون إلى حزب البعث، 3 أشخاص من المتظاهرين.
في المقابل لا يزال المحتجون مستمرين في لعبة عض الأصابع معه، والتي يدركون أنها ربما تطول، لكنهم يرفضون العودة عن حراكهم حتى تحقيق مطالبهم، بحسب الكثيرين ممن التقت بهم "العربي الجديد".
انطلاقة حراك السويداء
وانطلق حراك السويداء مشابهاً للعديد من التحركات التي سبقته، فيما كانت شرارته احتجاج سائقي وسائل النقل العامة على رفع أسعار المحروقات، في 15 أغسطس/ آب الماضي. وبعد محاولة الالتفاف على الحراك من قبل سلطات النظام، بمراضاة السائقين على حساب المواطنين، جاءت الدعوات من قبل الشارع للإضراب والاعتصام في 17 من الشهر ذاته، لتشمل الاحتجاجات في ما بعد عموم محافظة السويداء، ومركزيتها ساحة "الكرامة" وسط مدينة السويداء، مركز المحافظة.
وللمحافظة خصوصية من بين المحافظات السورية الأخرى، كون سكانها في غالبيتهم ينتمون لطائفة الموحدين الدروز، فلم يستطع النظام التعامل معها بالبطش الأمني المعهود وإيجاد مبرر إلصاق تهم الإرهاب والجماعات المتشددة بالمتظاهرين، فدفع بمجموعات تابعة لحزب البعث لمحاصرة الحراك.
لكن المحتجين هاجموا مقار الفرق والشعب الحزبية، وأغلقوها في 18 أغسطس، ليكرّس اليوم الأول في الحراك الحالي، إذ شهدت ساحة الكرامة حينها تظاهرة كبيرة طالبت بإسقاط النظام، ودعت للانتقال السياسي وتطبيق القرار الأممي 2254.
وهو القرار الذي أصدره مجلس الأمن الدولي عام 2015، "لتحقيق عملية الانتقال السياسي بهدف إنهاء النزاع في سورية".
كما نصّ على "تشكيل هيئة حكم ذات مصداقية، وتشمل الجميع وغير طائفية"، و"اعتماد مسار صياغة دستور جديد لسورية في غضون 6 أشهر"، ودعم إجراء "انتخابات حرّة ونزيهة على أساس الدستور الجديد في غضون 18 شهراً تحت إشراف الأمم المتحدة".
وكان تأييد رؤساء طائفة الموحدين الدروز في البلاد، نقطة فارقة في دفع الحراك، إذ أعلن شيخ العقل الأول في سورية حكمت الهجري مناصرته للحراك وتأييد مطالب المحتجين، وبالمثل فعل الشيخ الثاني للطائفة حمود الحناوي، فيما أيد الرئيس الثالث للطائفة يوسف جربوع المطالب المعيشية، نائياً بنفسه عن المطالب السياسية ذات السقف المرتفع.
وعن البدايات في الحراك، تشير الناشطة الحقوقية سلام عباس، إلى أنه "لا يمكن الاستخفاف بالحياة المعيشية للمواطن في أي بقعة جغرافية في العالم، لأن الانفجار سيأتي لا محالة"، معتبرة في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "ما حدث منتصف أغسطس الماضي، وأدى لامتداد الحراك وإطالة مدته، أمر متوقع، ومنطقي".
وتضيف: "حاولنا نحن أهل السويداء خلال السنوات الماضية أن نكون مسمار الأمان في البلاد ونجحنا في ذلك، فناصرنا الحراك السوري منذ بدايته ورفضنا القتل والقتال ضد أي سوري، واليوم نحن نكمل ما مشى عليه إخوتنا من باقي المحافظات، ولن نتراجع حتى تحقيق الانتقال السلمي للسلطة وتغيير المنظومة الحاكمة بالحديد والنار والقتل والذبح، وبسلميتنا فقط".
إرهاصات ما قبل حراك السويداء
وشهدت المحافظة، منذ العام 2019، تحركات عدة على خلفية تردي الأوضاع المعيشية في عموم سورية والمحافظة، والتي يعتبر الكثير من أبنائها من الموظفين في الدولة، والذين وجدوا رواتبهم الشهرية لا تكفيهم لأيام.
يأتي ذلك وسط التضخم وانخفاض قيمة الليرة أمام العملات الأجنبية، وبالتالي انخفاض القيمة الشرائية، بالإضافة إلى الغلاء والتحكم بالأسعار من قبل النظام، علاوة على نشر الفوضى المتعمد كمدخل لاستمرار فرض السطوة.
الناشط هاني عزام: سلطات النظام السوري لا تملك شيئاً، لا من الناحية الإدارية ولا الشرعية
ويشير الناشط المدني هاني عزام، وهو أحد أبناء السويداء، إلى أن "سلطات النظام السوري باتت غير قادرة على تسيير أمور البلاد المعيشية والخدمية"، مضيفاً في حديث لـ"العربي الجديد"، أنها "لا تملك شيئاً، لا من الناحية الإدارية ولا الشرعية، ولذلك لا بد لها أن ترحل".
ويعتبر عزام أن "السلطة، من خلال استكبارها وتعنتها، أوصلت البلاد إلى حالة اقتصادية لا ترقى بمستوى الشعب السوري الحضاري، لذلك من حقه أن تتغير هذه المنظومة، ويُعاد بناء الدولة وفق تطلعات الشعب بمنأى عن أي شيء آخر".
المرأة والفن... سمات لحراك السويداء
وكان حضور المرأة سمة رئيسية في حراك السويداء الأخير، وحتى كل التحركات السابقة التي رافقت الحراك الرئيسي في سورية منذ العام 2011. لكن في الحراك الحالي كان زخم حضور نساء محافظة السويداء واضحاً، حتى تصدرن المشهد.
ولم تسهم نساء السويداء بالاحتجاج فحسب، بل في تنظيم التظاهرات والاعتصامات وإدارة نشاطاته، ما دفع النظام إلى محاولات تشويه سمعة النساء المشاركات في الحراك عبر أدوات عدة.
الناشط بيان الحناوي: شكلت النساء، ولا زلن، العمود الفقري لحراك السويداء
ويقول الناشط السياسي والضابط المعتقل السابق، بيان الحناوي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن النساء "شكلن ولا زلن، العمود الفقري للحراك، ولوجودهن فضل كبير على ثبات الساحة وموقف إخوتهن من الرجال والشباب".
وكذلك كان للفن في حراك السويداء بصمته ودوره في إيصال رسالة محافظة السويداء للعالم أجمع، إذ سعى عدد من فنانيها عبر مواهبهم المتعددة، لبلورة الحراك بصيغة فنية راقية وحضارية. فقد حضرت رسوم الكاركاتير واللوحات الفنية، بالإضافة إلى اليافطات التي قُدمت مع عباراتها بطرق فنية مختلفة.
ويشير الرسام والنحات علي حرب، إلى دور الفن في صناعة وتحفيز الرأي العام بخفة ظله على القلوب من دون مواربة أو مهاترة أو تنميق أو تملق. ويقول لـ"العربي الجديد" إن "كل ثورات العالم التي انتصرت كان للفن يد في انتصارها".
التجمعات المهنية والأجسام السياسية
ومع دخول الحراك شهره الثاني، بدأ الناشطون السياسيون العمل على تشكيل تكتلات وأحزاب وتيارات تتفق مع الهدف الرامي للتغيير السياسي، وإن اختلفت أفكارها، لينبثق من الحراك أكثر من 20 جسماً سياسياً ونقابياً.
لكن الآراء في شارع المحافظة انقسمت بين مؤيد ومعارض لهذه الأجسام، مخافة حدوث شرخ في الساحة سيستغله النظام، وهو ما حاول فعلاً، ليتدارك المحتجون الأمر مطالبين بتشكيل جسم موحد، تذوب فيه جميع الأجسام القائمة، لتبقى الساحة الحكم في اتخاذ أي إجراءات حيال أي مستجد.
ويرى الناشط المدني أيمن صعب، أن حالة التعددية التي شهدتها المحافظة عبر الحراك وانبثاق الأجسام السياسية "حالة صحية، وهي من أكثر الحالات التي أغاظت النظام الذي اعتاد على حكم المواطنين بفكر واحد شمولي متسلط".
الناشط أيمن صعب أخذ على بعض المتحزبين تزمتهم لأفكارهم ومحاولة بثها في ساحة التظاهر
لكن صعب يأخذ، في حديث لـ"العربي الجديد"، على "بعض المتحزبين تزمتهم لأفكارهم ومحاولة بثها في الساحة (التظاهرات)، وادعاء تبني الحراك كاملاً من خلالها"، مشيراً إلى أن "من الضروري العمل باتزان بين التوجه الخاص ومحاولة احتوائه بالتوجه العام، وليس العكس".
من ناحية أخرى، سعى أصحاب الاختصاصات والمهن والحرف المشاركون في الحراك إلى تشكيل تجمعات مهنية شكلت نقلة نوعية في مسار الحراك، وزادت وهج صبغته المدنية، ما لبثت جميعها بعد انطلاقتها بشهر أن شكلت تجمعاً يضم جميع التجمعات المهنية مثل الفلاحين والعمال، إلى جانب الاختصاصات العلمية (معلمين وحقوقيين ومهندسين وصيادلة وأطباء)، ما أضاف صبغة نقابية للتجمع.
ويلفت الناشط السياسي عصام خداج إلى أن التجمعات النقابية كانت "صلة الوصل بين شرائح المهنيين على مختلف اختصاصاتهم من دون تمييز، ما ينفي صفة النخبوية المطلقة عن الحراك، وصبغة الشعبية المطلقة، ليمزج بين مكونين لا غنى لأحدهما عن الآخر".
ويقول لـ"العربي الجديد"، إن "الحضارة لا يمكن الوصول إلى قمتها إلا من خلال التجمعات التي تتصف بالمدنية، لأنها تضمن حقوق الجميع وواجباتهم، كما تضمن حريتهم".
## مجلس النواب الليبي يسعى لمحاصرة الدبيبة: هل يستطيع إسقاطه؟
23 February 2024 05:00 AM UTC+00
يسعى مجلس النواب الليبي لضرب حصار مالي خانق على حكومة الوحدة الوطنية بهدف محاصرة رئيسها عبد الحميد الدبيبة، في إطار محاولته الإطاحة به.
وفي إطار الخطوات التي تهدف للإطاحة بالدبيبة، خاطب رئيس مجلس النواب عقيلة صالح،  الثلاثاء الماضي، كافة المؤسسات والشركات الليبية، بما فيها البنك المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط، بحظر تقديم أي أموال لحكومة الوحدة الوطنية "في أي صورة، سواء كانت بصورة قرض أو تحت بند المسؤولية الاجتماعية"، متهماً الحكومة "بإهدار المال العام، والتصرف فيه بغير وجه حق".
وتزامن الخطاب مع حكم لمحكمة استئناف بنغازي، في اليوم ذاته، بوقف قرار الدبيبة بشأن منح وزارتي المالية والتخطيط بحكومته بنقل مخططات مالية من ميزانية العام الماضي بقيمة 10 مليارات دينار ليبي (السعر الرسمي هو 4.87 دنانير للدولار) والتصرف فيها للعام الحالي.
عيسى همومه: الصراع بين صالح والدبيبة وصل لمرحلة كسر العظم
وقضت الدائرة الأولى بمحكمة استئناف بنغازي، الثلاثاء الماضي، بوقف تنفيذ قرار الدبيبة، رقم 580 لسنة 2023 بشأن منح الإذن لوزارتي المالية والتخطيط بإجراء تعلية لمخصصات الباب الثالث للترتيبات المالية بقيمة تزيد على 10 مليارات دينار.
وبدأت مساعي صالح لعزل الدبيبة من منصبه منذ أشهر. وظهرت أولى ملامحها في التقارب مع محافظ البنك المركزي، الصديق الكبير، خاصة في خطوة قبول مجلس النواب الليبي في أغسطس/ آب الماضي، توحيد فرعي البنك المركزي، في الشرق والغرب، تحت رئاسة الكبير، بعد سنوات من الانقسام، وأعقبها في الشهر التالي اعتماد الموازنة العامة المقدمة من حكومة مجلس النواب لعام 2024.
عرقلة قرارات الدبيبة للاستفادة من الأموال
وجاءت مخاطبة صالح للمؤسسات الليبية الثلاثاء الماضي في إطار عرقلة قرارات أصدرها الدبيبة أخيراً للاستفادة من أموال العديد من الشركات والمؤسسات، في إطار بحثه عن مصادر تمويل بديلة، خاصة بعد أن تحفظ البنك المركزي على صرف أموال موازنة العام الحالي لأي من الحكومتين، الوحدة الوطنية وحكومة مجلس النواب، بحجة حياد البنك عن الصراعات السياسية القائمة.
وتأتي هذه الخطوات بالتوازي مع إعلان صالح إنشاء صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، وتكليف بلقاسم، نجل اللواء المتقاعد خليفة حفتر بترؤسه.
وبحسب نص قرار إنشاء الصندوق، الصادر في 6 فبراير/ شباط الحالي، تكون له ميزانية خاصة، ويسمح له بالاقتراض من البنك المركزي، والاتصال بالخارج للتعاقد مع الشركات الكبرى للإعمار والتنمية دون الخضوع لمساءلة أي جهة في الدولة. وتلاه قرار آخر في 14 فبراير نقل بموجبه مجلس النواب تبعية 10 مؤسسات وهيئات حكومية إلى الصندوق.
كسر عظم بين صالح والدبيبة
وبحسب قراءة الباحث في الشأن السياسي عيسى همومه فإن الصراع بين صالح والدبيبة "وصل لمرحلة كسر العظم، فعقيلة صالح وحلفاؤه تفطنوا لنجاح الدبيبة في العمل وفق مقاربة اقتصادية تمكن خلالها من إحداث مشاريع تنموية وتحسين للوضع المعيشي للمواطن، ما خلق قاعدة شعبية من حوله في الداخل. وفي الخارج نجح وفق هذه المقاربة من عقد شراكات اقتصادية مع دول إقليمية مؤثرة، كتركيا وإيطاليا، ولذا فالهجوم الحالي عليه جاء من هذه الزاوية".
ويلفت همومه، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن خطوات مجلس النواب الليبي تسعى لإثارة الغضب الشعبي على الدبيبة، كالضغط على البنك المركزي لوقف تمويل الموازنة العامة، خاصة وأن أكبر بنودها يتعلق برواتب المواطنين، الذين بالفعل لم يتمكنوا من الحصول عليها منذ ثلاثة أشهر، خاصة مع تهاوي قيمة الدينار وارتفاع غلاء الأسعار، وقبلها إصدار بيانات أثارت جدلاً حول قرار الدبيبة الشهر الماضي الخاص برفع الدعم عن المحروقات والذي أثار غضب الشارع بالفعل.
ويعتبر همومه أن صالح وحلفاءه "يستثمرون الهزة الكبيرة في القاعدة الشعبية للدبيبة غرب البلاد، خاصة مع بروز معارضة شعبية واسعة في مدينة مصراته لبقاء الدبيبة، ومدن أخرى ذات ثقل عسكري وسياسي كالزنتان والزاوية".
وأصدر "اتحاد ثوار 17 فبراير" بمدينة مصراته، الثلاثاء الماضي، بياناً طالب فيه بالتحقيق الفوري والعاجل في واقعة مقتل 10 أشخاص في حي أبو سليم في طرابلس على يد جهة مجهولة، الاثنين الماضي، معتبرين أن الحدث يكشف عن الفوضى الأمنية التي تعيشها البلاد بسبب ضعف حكومة الوحدة الوطنية.
وفي الزاوية، غرب طرابلس، أصدر "حراك تصحيح المسار" بالمدينة، بياناً، اتهم فيه الحكومة في طرابلس بالعمل على إطالة أمد سيطرتها على الحكم، مطالباً بضرورة إجراء انتخابات لتجديد الشرعية في البلاد. وتزامن البيانان مع ثالث لمجموعة "ثوار الزنتان"، أقصى الغرب الليبي، أعلنوا فيه عدم اعترافهم بحكومة الوحدة الوطنية، واتهموها بـ"نهب أموال الشعب وإفقار الموظفين حتى لم يجدوا قوت يومهم"، مطالبين بإسقاطها.
عادل شنينه: الدبيبة لا يزال يملك العديد من الأوراق للمناورة
ويلفت همومه إلى أن الصلاحيات التي منحها صالح لصندوق الإعمار "تجعل منه حكومة قائمة ولا يخضع لأي محاسبة"، معتبراً أن صالح وشركائه "يريدون القول إنهم حتى لو لم يسقطوا الدبيبة يمكنهم الاستحواذ على صلاحيات حكومته ومصادر تمويله من خلال التشريعات التي تسمح لهم بالاتصال بالبنك المركزي، وضرب قوة الشرعية الدولية التي يستند عليها الدبيبة من خلال بناء شراكات قوية مع دول الإقليم في عقود الإعمار الضخمة وكذلك من خلال الاستثمار في مجال النفط".
عرقلة مجلس النواب الليبي مشاريع للدبيبة
ويتابع همومه: "في الأيام الماضية عرقل مجلس النواب الليبي مشروعاً يسعى الدبيبة من خلاله لمنح حصص كبيرة لشركات إماراتية وتركية في أحد حقول الغاز الجديدة في غرب ليبيا، حيث أصدرت محكمة ليبية قراراً بإلغاء الاتفاق الذي وقعه الدبيبة مع تركيا للاستثمار في الغاز"، في إشارة لحكم محكمة الاستئناف، الاثنين الماضي، القاضي بإلغاء مذكرة التفاهم الموقعة بين حكومة الدبيبة وتركيا في عام 2022، بشأن الاستثمار في مجال الغاز، الذي سبق أن عارضه مجلس النواب وطعن في شرعيته.
ويرى همومه أن معسكر شرق ليبيا "يسير وفق خطة محكمة لسحب البساط من تحت الدبيبة وإسقاطه، وإفشال أي مبادرة تجعل منه شريكاً في المشهد".
الدبيبة يملك العديد من الأوراق للمناورة
لكن في المقابل، يرى الأكاديمي وأستاذ العلوم السياسية عادل شنينه أن الدبيبة لا يزال يملك العديد من الأوراق للمناورة.
ويعتبر أن خطوات عقيلة صالح "ليست مكتملة، وقرار إنشاء صندوق الإعمار مجرد طريق لترقيع علاقته مع معسكر خليفة حفتر، التي شهدت تصدعات كبيرة، خاصة أن بلقاسم كون في السابق كتلة برلمانية قوية بهدف إسقاطه من رئاسة مجلس النواب".
ويشير شنينه، لـ"العربي الجديد"، إلى أنه "من ناحية أخرى فمعسكر حفتر الذي يملك الكلمة الأولى في شرق البلاد منقسم على نفسه، والدبيبة يملك خيطاً رفيعاً للاتصال به من خلال صدام نجل حفتر والمؤثر بشكل أكثر في قرارات والده، وسبق وأن نجح في عقد صفقة لتعيين رئيس مؤسسة النفط الحالي فرحات بن قدارة" في منصبه.
ويتابع شنينه: "من غير شك فخطوات عقيلة صالح هزت منظومة الدبيبة، خصوصاً في علاقته مع البنك المركزي، لكن المجتمع الدولي لن يتخلى عن اعترافه بالدبيبة وحكومته بسهولة ما لم يتوفر بديل قوي ومقنع بالنسبة لمصالحه".
ويرى شنينه أن "كل ما يحدث الآن من ضغوط على الدبيبة لا أعتقد أنه يتجاوز محاولة فرض كل طرف نفسه كرقم في خريطة الأزمة للحصول على أكبر قدر من المكاسب"، مشيراً إلى أن حراك الضغوط باتجاه الدبيبة "متعلق بقناعة جميع الأطراف بأن المقاربة الوحيدة الممكنة والواقعية هي دمج حكومتي البلاد، والكل يسعى للحصول على موقع في المشهد الحكومي المقبل".
## هي غزّة
23 February 2024 05:09 AM UTC+00
أرضٌ ساخطة ومُحتسبة، حيث لا يوجد شيء كافٍ على الإطلاق، سوى القنابل التي لا تفيض عن حاجة القتلة.
أرض الحرب والجوع والخوف والصمود، هي غزّة 2024. على الرغم من أنّه قد يكون هناك أيضًا بعض القرّاء من محبّي الكاز والغاز، الذين يعتقدون أنّ الشخصية الرئيسية للمدينة هي: الانهزام في المستقبل القريب.
كتاب غزّة هو أبجديتنا وقد اقترب الفرح بانكسار العدوّ.
نازحوها مع باقي القطاع، أمامهم عمل إنشائي ضخم وغير عادي، خارج الحجم، وغير مفهوم في وقته لمن ينظر إلى كلّ شيء من فوق أو من بعيد: الكثير من العمل، الكثير من الدماء المبذولة من أجل قناة نور في إقليم الظلام.
أيّتها المغامرة الملحمية في زمن الخنوع والعجز.
إنّ غزو أيّ غربٍ، ليملأها بخلفية التجذّر في التراب الطاهر، والتماهي من أنفاق الأعماق. حيث يصبح أجدادها، انعكاسًا لحياة أولئك الذين يشكّلون جزءًا من بيئة الثورة الأبدية في كلّ حين.
مباركة أنت بين أمّهات الأوطان التي تحرّرت بالدم.
مباركة بأبطال أنفاقك، حيث لا مثيل، حتى وإن كان الشاعر هو أيضًا الشخص الغنائي الذي يملأ الفجوات بالصمت. وبعد أن يفعل، لن يحظى بالشكر الكافي حتّى من ذاته.
أيّها القرّاء الأعزّاء يا شعب الندرة الهائل: لا مفرّ من امتداح الافتراضات والتخمين والتكهّنات.
* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا
## مع غزّة: لاهاي عبد الحسين
23 February 2024 05:21 AM UTC+00
تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أيام العدوان على غزّة وكيف أثّر على إنتاجه وحياته اليومية، وبعض ما يودّ مشاركته مع القرّاء.
■ ما الهاجس الذي يشغلكِ هذه الأيام في ظلّ ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟
- يشغلني هاجس وقف المحرقة التي يمارسها العدوّ الصهيوني على سكّان القِطاع. إنَّهم ينتقمون ممّن لم يكن سببًا في ما ادّعوا، لعقود من الزمن، أنّهم كانوا ضحيةً له. وهذا العالَم الرسميّ المتقدّم يقف معهم بلا رفّة جفن.
■ كيف أثّر العدوان على حياتك اليومية والإبداعية؟
- يُمثّل العدوان المتواصل على غزّة وقفة معيقة لأيّ مشروع يمكن التفكُّر فيه، بما في ذلك القراءة لأغراض القراءة. لم تستمرّ عدوانات سابقة هكذا. المحرقةُ مستمرةٌ لما يقرب من خمسة أشهر، ويبدو أنّها ستتواصل نتيجة الخدر العالمي والعربي تجاه ما يجري.
■ إلى أي درجة تشعرين بأن العمل الإبداعي ممكنٌ وفعّال في مواجهة حرب الإبادة التي يقوم بها النظام الصهيوني في فلسطين اليوم؟
- القضيّةُ قضيّة فلسطين، وما غزّة إلّا ميدانًا أو صالةَ تشريح لما يُطاول الفلسطينيّين العزّل. العمل الإبداعي، وإن كان بحدوده الدنيا، يمكن أن يساهم في بثّ الوعي وعدم نسيان القضية.
هل هناك بديلٌ للكفاح المسلَّح وإن كان باهظاً ومُكلفاً؟
■ لو قُيّض لكِ البدء من جديد، هل ستختارين المجال الإبداعي أو مجالًا آخر، كالعمل السياسي أو النضالي أو الإنساني؟
- لو قُيّض لي البدء من جديد لاخترتُ العمل الإبداعي. نقود حياةً فيها الكثير من البعثرة والارتباك. ولو أدركنا منذ وقت مبكّر، لَعملنا بصورة أكثر تنظيمًا على صعيد الإبداع. أخذَت السياسةُ والنضال والعمل الإنساني حيّزًا كبيرًا في حياتي، ولكنّه كان عملًا بريئًا، لم نَحزر فيه النوايا والمكائد لمن استخدم القضيّة وساقنا في طريقها دون أن يطاوله شيء. بالنهاية، فنحن الخائبون المتعبون.
■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
- أنتظر من العالم أن يكون أكثر إنسانيةً. الفنّ والأدب والعِلم يمكن أن يُساهم كلُّ ذلك في صنع عالم متعايش ومرفَّه. تجارةُ السلاح ليست الطريق الأضمن للهيمنة وتحقيق الأرباح الطائلة.
■ شخصية إبداعية مقاوِمة من الماضي تودّين لقاءها، وماذا ستقولين لها؟
- أتمنّى اللقاء بإدوارد سعيد وأسأله عمّا يقوله بشأن من يرى أنّ للمقاومة أشكالًا غير الكفاح ضدّ الاحتلال. وكان سعيد قد قال إنّ الكفاح ضدّ الاحتلال واجب إنساني وأخلاقي. أمام من لا يرى غير الحل العسكريّ والهيمنة على سماء الساحة، هل هناك بديلٌ للكفاح المسلَّح وإن كان باهظًا ومُكلفًا؟!
أنتم جيل النكبة المتجدّدة ولا سبيل أمامكم غير الصمود
■ كلمة تقولينها للناس في غزّة؟
- أقول للناس في غزّة إنّني أفهم تأثير العنف وحرب التجويع، والحرمان من أبسط مستلزمات الحياة البشرية. أفهم ماذا يعني أن تُمحى أحياءٌ بكاملِها، وأن يُترك أطفالٌ لم يحفظوا بعد أسماء أُمّهاتهم وآبائهم؛ لأنّهم لا يعرفون غير أن ينادوهم بماما وبابا. ليس لديّ ما أقوله غير هذا.
■ حين سُئلت الطفلة الجريحة دارين البيّاع التي فقدت معظم أفراد عائلتها في العدوان، ماذا تريدين من العالم، أجابت "رسالتي للناس إذا بيحبوا دارين يكتبوا لي رسالة أو أي إشي".. ماذا تقولين لدارين ولأطفال فلسطين؟
- أقول لدارين وأطفال فلسطين: ستتوقّف المحرقة وستشرعون في البناء، ولكنّكم لن تعودوا كما كنتم. أنتم جيل النكبة المتجدّدة ولا سبيل أمامكم غير الصمود ما استطعتم إلى ذلك سبيلًا.
بطاقة
باحثة ومترجمة عراقية من مواليد عام 1952 في محافظة القادسية، أستاذة في علم الاجتماع بـ"كلّية الآداب" في جامعة بغداد. تترأس "منتدى الثقافة النسوية". أصدرَت عدداً من الكتب المنهجية منذ 2006. من آخر إصداراتها: "نساء عراقيات" (2021). كما صدر لها في الترجمة: "القومية والعرقية" (2012)، لـ توماس إيركسون، و"تاريخ النظرية الأنثروبولوجية" (2016).
## إسرائيل تقرر المشاركة في اجتماع باريس: تقدم نحو صفقة تبادل أسرى؟
23 February 2024 06:20 AM UTC+00
نقلت "رويترز" عن مصدر مطلع وتقارير لوسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، أنّ إسرائيل ستشارك في مفاوضات تجرى مطلع الأسبوع في باريس بحضور الولايات المتحدة وقطر ومصر بشأن اتفاق محتمل يشمل صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وفشلت آخر محادثات بشأن تحقيق صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار قبل أسبوعين، عندما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقترحاً من حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) لهدنة مدتها أربعة أشهر ونصف الشهر، تنتهي بانسحاب إسرائيلي. ووصف نتنياهو المقترح بأنه محض "وهم".
وفي ساعة مبكرة من اليوم الجمعة، قالت حركة حماس، في بيان، إنّ وفد الحركة برئاسة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية اختتم زيارة استمرت عدة أيام إلى مصر، أجرى خلالها لقاءات مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، وعدد من المسؤولين.
وبحسب بيان للحركة، فإن المباحثات تناولت "الأوضاع في قطاع غزة ووقف الحرب وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم والإغاثة والإيواء خاصة في شمال القطاع وسبل تحقيق ذلك"، مشيرًا إلى أنه "تم التطرق إلى ملف تبادل الأسرى، وكذلك ما يخطط له الاحتلال في المسجد الأقصى في ظل قرار حكومة الاحتلال منع أهل الضفة والداخل المحتل من الصلاة في المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان".
وقالت القناة الإسرائيلية "12"، الخميس، إنّ مجلس حكومة الحرب وافق على إرسال مفاوضين بقيادة رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع إلى باريس لإجراء محادثات حول اتفاق محتمل لإطلاق سراح أكثر من 100 محتجز في قطاع غزة.
وقال مصدر مطلع إنّ مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، سيشاركون أيضاً في اجتماعات باريس.
ويبدو أن الجهود الدبلوماسية تصبح أكثر إلحاحاً مع اقتراب شهر رمضان.
في حديثه عن لقاء باريس المرتقب، كتب الكاتب والمحلل السياسي ناحوم برنيع في "يديعوت أحرونوت"، الخميس، أن "المسؤولين يتحدثون عن فرصة تصل إلى 50% للتوصل إلى صفقة، ولكن استئناف المفاوضات يبدو قريباً".
واعتبر أن "الانتقال من القاهرة إلى باريس أكثر من مجرد تغيير للمكان"، وأن "الفكرة العامة هي العودة إلى التفاهمات التي تم الاتفاق عليها في باريس في بداية فبراير/شباط الجاري، والتقدّم فيها من هناك".
وأشار إلى أن "حماس ردت على التفاهمات بنقاط أكثر صعوبة بالنسبة لإسرائيل. وعلى الجانب الإسرائيلي دارت مناقشات، وقدّر الفريق المفاوض أنه على الرغم من موقف حماس الصعب في البداية، فإنه من الممكن إحراز تقدّم، وأن جزءاً من الوزراء في مجلس الحرب، يعتقدون ذلك أيضاً، إلا أن نتنياهو استخدم الفيتو. ورفض في البداية إرسال الفريق الإسرائيلي إلى القاهرة، ثم وافق على إرسال الفريق لكنه حرمه من حق التفاوض، وأرسل معه مسؤولاً من مكتبه، كما شدد مواقفه بشأن قضايا جوهرية".
ويوم الأربعاء الماضي، كتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، تعقيباً على المحادثات في القاهرة، أن "هناك مؤشرات تدفع إلى التفاؤل لأول مرة منذ عدة أسابيع لإحراز تقدّم والتوصّل إلى صفقة بين إسرائيل وحركة حماس".
وتأتي التحركات لمحاولة التوصل إلى صفقة تبادل وهدنة في قطاع غزة، في وقت يتحضّر فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عملية برية في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، الأمر الذي دفع حماس إلى التحذير من أن أي هجوم إسرائيلي على المدينة يعني "نسف المفاوضات".
(رويترز، العربي الجديد)
## المتاحف في نيويورك: بيان في الصمت والإبادة
23 February 2024 06:25 AM UTC+00
قبل أيام، أصدر أكثر من 100 عامل في المتاحف والمؤسسات الثقافية في نيويورك بياناً للتوقيع، يدين الصمت المُشين لمؤسساتهم إزاء ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من إبادة جماعية في قطاع غزة، بدعم عسكري ومالي من الولايات المتحدة الأميركية. دعا البيان إلى الرفع الفوري للحصار عن قطاع غزة، والإفراج عن جميع السجناء السياسيين الفلسطينيين، وإنهاء التواطؤ الغربي مع الصهيونية.
يوضح البيان الذي وصل عدد الموقعين عليه حتى الآن إلى أكثر من 250 من العاملين في متاحف نيويورك، كيف أن مشروع الإبادة الجماعية الصهيوني لم يبدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بل منذ بداية الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية عام 1948: "خلال هذه السنوات، مارست إسرائيل عمليات سلب الأراضي والممتلكات، وانتهاك حقوق الإنسان، والفصل العنصري. وهي اليوم تفرض حصاراً محكماً ومستمراً على قطاع غزة، في استمرار وتصعيد للإبادة الجماعية التي ترتكبها".
اغتيال الصحافيين والفنانين
يسترسل البيان في ذكر الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة منذ بداية العدوان، مع التركيز على الجرائم المتعلقة بالثقافة. يذكر البيان أن إسرائيل لم تكتف بقصف المنازل والمدارس والمستشفيات والجامعات، بل اغتالت أيضاً صحافيين وكتاباً وفنانين وأكاديميين، ودمرت أكثر من مائة موقع تراثي وأثري، بما في ذلك الأرشيف المركزي لمدينة غزة. هذا كله يُعد هجوماً متعمداً على التراث الفلسطيني. يُشار إلى أن طيران جيش الاحتلال الإسرائيلي قد قصف مبنى الأرشيف المركزي لمدينة غزة في نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. كان الأرشيف يحتوي على الآلاف من الملفات والوسائط والمستندات التي تغطي أكثر من 150 عاماً من النشاط الثقافي والاجتماعي الفلسطيني.
يوجه البيان اللوم إلى المتاحف والمؤسسات الثقافية في مدينة نيويورك التي تدّعي الالتزام بالعدالة والعمل الاجتماعي والإنصاف، غير أن صمتها جعلها متواطئة في قتل أكثر من 29 ألف شخص في فلسطين، مع وجود آلاف آخرين محاصرين تحت الأنقاض الناجمة عن القصف المتواصل.
كما يشير بيان موظفي المتاحف إلى مصادرة المؤسسات الثقافية في الولايات المتحدة للأصوات المعبّرة عن هذه المأساة، ومعارضتها بشكل صريح للأنشطة المؤيدة لفلسطين. كما يشير أيضاً إلى إخضاع موظفي هذه المؤسسات لإجراءات رقابية غير مسبوقة منذ بداية العدوان على قطاع غزة. يدعو البيان المؤسسات الثقافية إلى قطع ارتباطها بالصهيونية، كما يدين كافة أشكال التمييز والمعاملة الانتقامية ضد الفنانين والعاملين في مجال الثقافة، بسبب تحدثهم علناً ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل.
يشير البيان إلى أن تقاعس هذه المؤسسات عن الرد على هذا الاعتداء السافر على المعالم الثقافية والإبادة الجماعية التي تُرتكب في حق الفلسطينيين، يتناقض بشكل مباشر مع قيمها المعلنة المتمثلة في حماية التراث الثقافي. يذكر الموقعون أن هذا الصمت قد استمر بشكل مريب على الرغم من الاحتجاجات التي عمّت مدينة نيويورك طوال الأشهر الماضية، وكان بعضها على أبواب المتاحف. يذكر البيان أيضاً أن بين أكثر من سبعة آلاف احتجاج شهدها العالم حتى الآن من أجل فلسطين كان هناك أكثر من 400 احتجاج في مدينة نيويورك وحدها.
المتاحف والتجمّعات الثقافية
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، صدر عدد من البيانات المساندة لفلسطين عن العديد من الائتلافات والتجمعات الثقافية في الولايات المتحدة الأميركية، مثل: بيان كتّاب ضد الحرب على غزة، وفنانون ضد الفصل العنصري، وعمال السينما من أجل فلسطين. كما أنشأ النشطاء دليلاً لتتبع تجاوب أو عدم تجاوب المؤسسات والتجمعات الثقافية مع حركة التحرير الفلسطينية.
في أعقاب هذا البيان الصادر عن العاملين في المتاحف والمؤسسات الثقافية، أصدر العاملون في متحف الفن الحديث (MOMA) بياناً مستقلاً أعربوا فيه عن استيائهم من الصمت العميق لإدارة المتحف إزاء ما يحدث في قطاع غزة. يعلن البيان المساندة التامة لحق الشعب الفلسطيني في نيل حريته، ويستنكر الاتهامات الدائمة الموجهة لمنتقدي إسرائيل بمعاداة السامية. يؤكد البيان أن الصهيونية ليست مرادفة لليهودية وليست ممثلة لها، وبالتالي فإن انتقاد العنف الذي يُرتكب باسم الخطاب الصهيوني، لا يشكل بأي حال من الأحوال أي معاداة للسامية. اعتبر البيان أن موجة العداء والكراهية المتزايدة للإسلام ومعاداة السامية، هما نتيجة حتمية ومباشرة للجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.
يشير البيان إلى تقرير منظمة الصحة العالمية الصادر في 31 يناير/كانون الثاني الماضي؛ إذ يذكر أن أكثر من مائة ألف من سكان غزة إما قتلوا أو أصيبوا أو فقدوا، إلى جانب أكثر من مليون نازح، ولهذا يجب الاعتراف بالهجمات الإسرائيلية باعتبارها إبادة جماعية. يلخص العاملون بالمتحف أهدافهم في مطالبة إدارة المتحف بالانضمام إلى الأصوات الداعية لوقف إطلاق النار ووضع حد للإبادة الجماعية والحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة. كما طالبوا الإدارة أيضاً بالالتزام بالحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل. وقد وجّه البيان الدعوة إلى العاملين الحاليين والسابقين والفنانين والمتعاونين الذين عرضوا أعمالهم في متحف الفن الحديث في نيويورك، إلى جانب الزوار والمانحين للتوقيع على هذا البيان. وقد وقع على البيان حتى الآن أكثر من خمسين موظفاً حالياً، كما انضم إليهم خلال الساعات القليلة الماضية مئات الموظفين والمتعاونين السابقين والفنانين.
جاء هذا البيان بعد أيام قليلة من تجمع متظاهرين مؤيدين لفلسطين في متحف الفن الحديث وتوزيع منشورات تشير إلى علاقات خمسة أمناء للمتحف بصفقات الأسلحة الإسرائيلية وتكنولوجيا المراقبة. كان من بين هؤلاء الأمناء ليون بلاك، ملياردير الأسهم الخاصة الذي يرتبط بعلاقات مع جيفري إبستين، وكذلك لاري فينك، وباولا كراون، وماري خوسيه كرافيس، ورونالد إس لاودر.
## شركات أسلحة إسرائيلية تلتزم الصمت بشأن حرب غزة خلال معرض سنغافورة
23 February 2024 06:36 AM UTC+00
شاركت شركات أسلحة إسرائيلية في معرض سنغافورة للطيران، بعد غيابها إلى حد كبير عن معرض دبي، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، رافضةً الحديث عن أداء أسلحتها في غزة.
وتشارك وزارة الأمن الإسرائيلية بالإضافة إلى 11 مقاولاً تابعاً لها في أكبر تجمع في مجال الطيران والدفاع في آسيا.
ورفضت ثلاثة شركات أسلحة إسرائيلية مُشاركة، وكذلك وزارة الأمن، التعليق على الحرب على قطاع غزة، بما في ذلك بشأن أداء أسلحتها.
وقال نائب رئيس تطوير الأعمال في شركة إلبيط الإسرائيلية زيف أفني، أثناء الكشف عن أحدث طائراتها المسيّرة، والتي كُتب على لافتة أنها يمكن أن تحمل "ذخائر متسكعة لشن غارات جوية سرية ودقيقة"، في حديثه مع وكالة "رويترز": "نحن لا نناقش بشأن الأسلحة".
وتواجه إسرائيل انتقادات واحتجاجات بسبب حربها المتواصلة على قطاع غزة منذ أشهر، التي أسفرت عن استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، جلهم من الأطفال والنساء.
وقال مسؤولان إسرائيليان شاركا في المعرض لـ"رويترز"، وطلبا عدم نشر اسميهما بسبب حساسية الموضوع، إنّ الوفود المشاركة في المعرض لم تطرح موضوع الحرب كما أن الحرب لم تقلل الإقبال على الصواريخ ومعدات التجسس والطائرات المسيرة الإسرائيلية.
وتتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم الـ140 على التوالي، مخلفة 29.410 شهداء و69.465 جريحًا حتى الآن، في وقت قال فيه مكتب الإعلام الحكومي بغزة إن غارات إسرائيلية استهدفت 4 منازل في وسط قطاع غزة، ما أسفر عن وقوع 40 شهيدًا وأكثر من 100 جريح غالبيتهم من النساء والأطفال.
(رويترز، العربي الجديد)
## حظر الظل في مواقع التواصل... كيف أعرف أنني ضحية؟
23 February 2024 06:45 AM UTC+00
منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، برزت اتهامات عدة لمواقع التواصل الاجتماعي، بالتضييق على المحتوى المنشور فيها حول العدوان، باستخدام ممارسة تدعى "حظر الظل" أو "الحظر الخفي". فكيف يعرف المستخدم أنه وقع ضحية لهذه الممارسة؟
Shadowbanning (حظر الظل) يشمل الإجراءات الخفية التي تمارسها منصات التواصل للحد من ظهور منشور معيّن، غالباً ما يكون في هذه الحالة، متضامناً مع غزة، أو يكشف مجازر الاحتلال. وتتلخص فكرته في السماح للمستخدم بنشر ما يريد، مع تلاعب بالخوارزمية، بحيث لا يظهر ذلك المنشور أمام المتابعين. 
وخلال حظر الظل تخفّض مواقع التواصل رتبة الحساب ولا توصي بمحتواه للمستخدمين الآخرين. ويلاحظ المستخدم حينها أن المشاهدات منخفضة بشكل غير عادي لمنشوراته، بينما المنصة لا تراسله بإبلاغه بأنه خالف إحدى سياساتها حتى يعرف سبب هذا الانخفاض وكيف يتفاداه.
ومن غير المرجح أن تعترف المنصات بحظر الظل أو التحيز في مراجعة محتواها، لكن منظمة هيومن رايتس ووتش وثقّت ما أكّدت أنه "رقابة منهجية" على محتوى فلسطين على "فيسبوك" و"إنستغرام".
كيف أعرف أنني ضحية حظر الظل؟
لا يخبر "إكس" و"تيك توك" المستخدمين بأن حساباتهم محظورة، لكن اعتباراً من 2022، بات "إنستغرام" يبلّغ المستخدمين بذلك من خلال التحقق من قسم "حالة حسابك".
وفي إعدادات التطبيق، يمكن للمستخدم معرفة ما إذا صُنّف محتواه على أنه "غير موصى به" بسبب الانتهاكات المحتملة لقواعد "إنستغرام".
وفي مقال لها عبر موقع ذا كونفيرسيشن، تلفت كارولينا هي من جامعة نورثمبريا، إلى أن المستخدم الذي يتعرّض إلى حظر الظل، سيجد صعوبة في الظهور للمستخدمين الآخرين. 
وتقول هي إن أحد مؤشرات هذا الحجب، هو وجوب كتابة اسم المستخدم كاملاً في خانة البحث داخل المنصة، ليظهر للآخرين، بينما في الحالات العادية تكفي كتابة أول حرفين حتى تظهر اقتراحات الأسماء.
وفي أغسطس/آب 2023، قال مالك "إكس"، إيلون ماسك، إن الشركة تعمل على طريقة تتيح للمستخدمين معرفة ما إذا كانوا قد تأثروا بحظر الظل، ولكن لم يقدّم هذه الخدمة بعد.
وفي مقالها انتقدت هي ممارسة حظر الظل مذكّرةً بأن "منصات التواصل الاجتماعي ليست للمتعة فقط، بل هي مصدر للعمل والتنظيم السياسي، وطريقة لنشر المعلومات المهمة لجمهور كبير. عندما تفرض هذه الشركات رقابة على المحتوى، يمكن أن يؤثر ذلك على الصحة العقلية وسبل عيش الأشخاص الذين يستخدمونها".
وأضافت مذكرةً أن "المنصات يمكنها الانحياز إلى جانب معيّن في الأزمات الكبرى، وقد تؤثر على الرأي العام عن طريق إخفاء محتوى معين أو إظهاره. هذه السلطة على ما هو مرئي وما هو غير مرئي يجب أن تهمنا جميعاً".
وكان معلقون قد اقترحوا حلّين لتخطي حظر الظل على محتوى فلسطين الذي يفرضه "إنستغرام"، وهما نشر محتويات أخرى عادية في قسم الستوريز تتخلّلها منشورات غزة، وإعادة تسجيل الفيديو بخاصية تسجيل الشاشة في الهاتف ثم نشره مجدداً.
## لاجئو غزة
23 February 2024 06:55 AM UTC+00
## اضطرابات البحر الأحمر: تريليون دولار مهددة وخسائر فادحة للهند
23 February 2024 07:03 AM UTC+00
تواصل التجارة العالمية النزيف بسبب اضطرابات البحر الأحمر واستمرار جماعة الحوثيين اليمنية في استهداف السفن العابرة مضيق باب المندب، وربما يتواصل النزيف ما دام العدوان الإسرائيلي متواصلاً على قطاع غزة. وتم الإبلاغ حتى الآن عن أكثر من 48 هجومًا على سفن منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وإلى يوم الثلاثاء الماضي.
وحسب تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا يوم الثلاثاء، تهدد هذه الاضطرابات طريقًا بحريًا رئيسيًا ضروريًا لحصة كبيرة من حركة الحاويات العالمية، حيث تمر أكثر من تريليون دولار من البضائع سنوياً.
ورغم أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قادا ما يسمى بتحالف "حماية الازدهار"، لحراسة الملاحة والتجارة في البحر الأحمر، ولكن الهجمات الحوثية المطالبة بوقف الحرب على غزة ومرور المساعدات لأهالي غزة المحاصرين لم تتوقف.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر قد أكد يوم الأربعاء أن الولايات المتحدة وشركاءها "سيواصلون اتخاذ الإجراءات الملائمة" لحماية الملاحة في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين. وأضاف في بيان أن "الولايات المتحدة تدين الهجمات المتهورة والعشوائية التي ينفذها الحوثيون على سفن شحن مدنية".
وتمر عبر البحر الأحمر نحو 30% من حركة الحاويات في العالم مروراً بباب المندب الذي يقع تحت صواريخ ومسيّرات الحوثيين. ويربط البحر الأحمر بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي، وبالتالي فإن معظم التجارة بين أوروبا وآسيا تمر عبر قناة السويس إلى باب المندب ثم إلى آسيا.
وحتى الآن، دفعت اضطرابات البحر الأحمر الشركات إلى تغيير مسارها حول رأس الرجاء الصالح. وقد أدى هذا الوضع إلى انكماش فوري في السوق العالمية وارتفاع في أسعار الشحن، ما سبب تداعيات سلبية كبيرة لشبكات التجارة العالمية والاستقرار الاقتصادي.
على الصعيد الأوروبي، أدت هجمات الحوثي إلى توقف مصانع السيارات في بلجيكا وألمانيا عن العمل بسبب تأخر وصول قطع الغيار من آسيا، كما تأخرت خطوط أزياء الربيع في بعض المتاجر البريطانية، حسب تقرير لوكالة أسوشييتد برس.
ويرى محللون أن الاضطراب في حركة التجارة بالبحر الأحمر تسبب كذلك بحدوث تأخيرات في وصول السلع وارتفاع تكاليفها والخدمات في أوروبا، في وقت لا تزال القارة تكافح من أجل التغلب على التضخم وتتخوف من عودته للظهور مرة أخرى.
وبحسب خبراء، فإن التهديد على التجارة العالمية يتزايد بشكل كبير كلما طال أمد الحرب في غزة. في هذا الصدد، تقدر تقارير غربية أن اضطراب تجارة البحر الأحمر لمدة عام قد يؤدي إلى ارتفاع تضخم السلع بنسبة تصل إلى 2%، مما يؤدي إلى تفاقم الألم في وقت يعاني العالم بالفعل من ارتفاع أسعار البقالة والإيجارات وغيرها. وقد يعني ذلك أيضًا ارتفاع أسعار الفائدة، مما قد يؤدي إلى إضعاف الاقتصادات.
تراجع حاد في مرور السفن التجارية بالبحر الأحمر
في هذا الصدد، تقول مديرة إدارة التجارة والزراعة بمنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، ماريون جانسن، في تعليقات للمنتدى الاقتصادي العالمي أول أمس الثلاثاء: "كان الشحن التجاري تاريخياً نشاطاً خطيراً بسبب الحروب. وبعد بضعة عقود من السلام والاستقرار النسبيين في المياه الدولية، عدنا إلى الوضع الذي أصبحت فيه الطرق الرئيسية لحركة الملاحة البحرية الدولية رهينة للحروب والهجمات".
وتضيف: "لقد تأثر عبور البحر الأسود بشدة بسبب الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا، والآن حان دور الشحن في البحر الأحمر لتعاني التجارة العالمية من التوترات الجيوسياسية، في وقت تعاني قناة بنما من انخفاض منسوب المياه العذبة، وهو ما أدى إلى تراجع نسبة مرور السفن التجارية بنسبة 36% في القناة مقارنة بالعام الماضي".
وعلى الرغم من أن الزيادات في تكاليف الشحن حتى الآن أقل بكثير من تلك التي شهدتها المراحل الأخيرة من أزمة كوفيد-19، ولكن نظراً لأن الشحن في البحر الأحمر مسؤول عن نسبة 12% إلى 15% من التجارة العالمية و20% من شحن الحاويات العالمي، ترجح جانسن أن تصبح التداعيات أكثر خطورة للتجارة العالمية مع استمرار حالة عدم اليقين.
وتشير تقديرات منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، إلى أن ارتفاع تكاليف الشحن العالمية، إذا استمرت الأزمة، من شأنه أن يضيف 0.4 نقطة مئوية إلى تضخم أسعار المستهلك في الدول الغربية".
وتضيف جانسن: "نشهد بالفعل موجة من الاضطرابات في سلسلة التوريد، بعضها شديد بما يكفي لإغلاق المصانع، خاصة في قطاع السيارات. فقد ارتفعت تكاليف الشحن وتضاعفت ثلاث مرات في بعض الأحيان".
في الشأن ذاته، يقول الزميل بمنتدى المحيط الهادئ الدولي ستيفن أولسون، إن "كل هذه الاضطرابات تترجم حتماً إلى تكاليف أعلى في السلع. وسواء كان لها في نهاية المطاف تأثير كبير على التضخم العالمي فسوف يعتمد إلى حد كبير على مدة وشدة الهجمات".
وتشير بعض التقديرات إلى أنه إذا استمرت هذه الاضطرابات لمدة عام، فإنها يمكن أن تؤدي إلى زيادة بنسبة 2% في تضخم السلع.
ويرجح تحليل موديز أن الشركات العالمية ربما تستوعب الأسعار المرتفعة في الوقت الحالي، إلا أن هناك آثارا اقتصادية أوسع إذا أصبح البحر الأحمر طريقًا تجاريًا غير قابل للحياة.
وتشير "موديز أناليتيكس"، إلى أن شركات صناعة السيارات في أوروبا تواجه بالفعل منافسة شديدة من الصين في تأمين حصتها في السوق في آسيا. وفي الوقت نفسه، فإن اعتماد آسيا على أوروبا في الحصول على الآلات والمواد الكيميائية المتخصصة، يعني أن الاضطرابات الكبيرة يمكن أن "تضعف الإنتاج في مراكز التصنيع المتقدمة في آسيا، مما يؤدي إلى استنزاف المخزونات وترك خطوط الإنتاج عاطلة عن العمل".
وكانت آسيا قد شهدت للتو تحولاً طال انتظاره في نشاط المصانع في يناير/كانون الثاني، مع عودة كوريا الجنوبية وفيتنام إلى انتعاش الطلب في الأسواق المحلية والخارجية. كما تراجع التصنيع في تايوان واليابان.
الهند تخسر 30 مليار دولار بسبب أزمة البحر الأحمر
تعد الهند واحدة من أبرز الدول المتضررة من اضطرابات البحر الأحمر، ويقول معهد كريسيل للأبحاث الهندي في تقرير يوم الأربعاء: "في حين أن تأثير اضطرابات البحر الأحمر على مختلف القطاعات التجارية في الهند يختلف من سلعة لأخرى، إلا أن قطاع السلع الرأسمالية والأسمدة هو الأكثر تأثراً".
وتعتمد الهند بشكل كبير على طريق البحر الأحمر عبر قناة السويس في تجارتها مع أوروبا وأميركا الشمالية وشمال أفريقيا والشرق الأوسط. وشكلت هذه المناطق نحو 50% من صادرات الهند البالغة 18 تريليون روبية (نحو 217 مليار دولار) ونحو 30% من الواردات البالغة 17 تريليون روبية (نحو 205 مليارات دولار) في العام المنتهي في مارس/آذار 2023، وفقاً لبيانات معهد كريسيل الهندي.
وبسبب الأزمة يتأخر وصول الشحنات حاليًا لمدة تتراوح بين 21 و28 يومًا. وقال ساشين شاتورفيدي، المدير العام لنظام البحوث والمعلومات للدول النامية في كريسيل، إن الأزمة قد تكلف البلاد أكثر من 30 مليار دولار من الصادرات للسنة المالية التي تنتهي في مارس/آذار المقبل.
ووفقاً لتقرير كريسيل، فإن التأخير في تسليم البضائع في الوقت المناسب يؤثر على قطاع السلع الرأسمالية، حيث يؤدي إلى تراكم المخزون بشكل غير مرغوب فيه وبالتالي يضعف الكفاءة التشغيلية لشركات الهندسة والمشتريات والبناء العاملة في هذا القطاع، كما أنه قد يؤدي أيضاً إلى تجميد تحويل الطلبات المحتملة، مما يؤثر على ديناميكيات الإنتاج بشكل عام.
ويقول كريسيل "إن تعقيدات إدارة سلسلة التوريد أصبحت أكثر وضوحاً في الهند مع طول أمد أزمة الشحن بالبحر الأحمر".
أما بالنسبة للأسمدة، فيقول معهد الأبحاث الهندي: "ظهر التأثير الكبير من حيث تمديد الجداول الزمنية للشحن بما يقرب من 15 يوماً". وتعتمد الهند بشكل كبير على الشرق الأوسط في توريد الأسمدة، وخاصة على إسرائيل والأردن.
وحسب البيانات التي أوردها المعهد، فإن نحو 10 إلى 15% من واردات الأسمدة الرئيسية وهي موريات البوتاس أو كلوريد البوتاسيوم، تأتي من إسرائيل إلى الهند، فيما يشكل الأردن نسبة تراوح بين 25 و30% من نفس هذه الصادرات. كل ذلك يشير إلى أن المعادن والمنسوجات كانت أقل تأثراً بأزمة الشحن بالبحر الأحمر.
لكن قطاعات النفط الخام والأدوية والشحن تأثرت بدرجة متوسطة بالأزمة، وفقًا لـCRISIL. وتعتمد شبه القارة الهندية في واردات النفط على روسيا (37%) والعراق (21%) والسعودية (14%).
## أوروبا نحو تجديد اتفاق الغاز بين روسيا وأوكرانيا
23 February 2024 07:32 AM UTC+00
يتجه الاتحاد الأوروبي نحو تجديد اتفاق خط أنابيب الغاز الرئيسي بين أوكرانيا وروسيا عندما ينتهي أجله في نهاية العام الجاري.
ومن بين المؤشرات على تجديد الاتفاق، بيع التجار صفقات الغاز الآجلة لفصل الشتاء المقبل بدلاً من الاحتفاظ بها، في علامة على التفاؤل بأن الدول الأوروبية ستستمر في تلقي الشحنات الروسية عبر أوكرانيا بعد انتهاء اتفاق العبور الحالي بنهاية العام الجاري، وذلك وفقاً لتقرير بوكالة بلومبيرغ يوم الخميس.
وتراجعت عقود الربع الأول من عام 2025 بنحو 20% منذ بداية العام. وتشير الصفقات الآجلة للغاز الطبيعي في أوروبا إلى ثقة التجار بأنه ستوجد آلية للسماح باستمرار تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا، وفقًا للعديد من المشاركين في سوق الغاز الأوروبي، الذين تحدثوا على هامش مؤتمر E-World في مدينة إبسن بألمانيا.
وحسب التقرير، يمكن إبرام اتفاقيات تجارية للسماح بتدفق الغاز الروسي، حتى بعد انتهاء الاتفاق الحالي في نهاية العام الجاري.
وقال أحد المصادر لبلومبيرغ، إن أحد الاحتمالات هو أن تقدم روسيا إمدادات الغاز عبر حدود أوكرانيا. وكانت أوكرانيا، التي تتلقى رسوم عبور الغاز الروسي بموجب الاتفاق الحالي، قد ذكرت أنها لن تعيد التفاوض على العقد، ولكن يبدو أن هنالك خيارات أخرى يدرسها الاتحاد الأوروبي.
وكانت التدفقات الروسية الفعلية عبر خط أنابيب العبور أقل من 40% من الكميات المتعاقد عليها، بعد أن خفضت موسكو بشكل كبير الإمدادات إلى الاتحاد الأوروبي في أعقاب غزوها لأوكرانيا. ويظل الغاز الروسي حيوياً بالنسبة للاتحاد الأوروبي، حيث يتدفق عبر طرق أخرى، بما في ذلك تركيا.
وتعد روسيا أيضًا ثاني أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا الغربية بعد الولايات المتحدة.
وحسب بلومبيرغ، أشار وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولجينوف، الشهر الماضي، إلى أن نقل الغاز إلى أوروبا قد يستمر حيث يمكن استكشاف طرق أخرى لشحن الغاز عبر أوكرانيا بعد عام 2024، حسبما ذكرت وكالة إنترفاكس في ذلك الوقت.
كما اقترحت سلوفاكيا، وهي أول دولة في الاتحاد الأوروبي على طريق العبور الأوكراني، إمكانية الحفاظ على الشحنات.
وتعتقد المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، أنه حتى الدول الأعضاء الأكثر اعتماداً على الغاز الروسي يمكنها النجاة من الإغلاق الكامل لإمدادات الغاز، على الرغم من وجود تحديات، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
ويتمثل مصدر القلق الرئيسي لأوروبا في قلة عدد طرق الإمداد البديلة لأوكرانيا.
وتشير بيانات بلومبيرغ إلى أن نحو 14 مليار متر مكعب مرت لأوروبا عبرت أوكرانيا العام الماضي، ذهب نصفها تقريبًا إلى النمسا.
لكن هناك طرق أخرى يمكن للكتلة من خلالها الحصول على الغاز. كما يمكنها استيراد ما يصل إلى أربعة مليارات متر مكعب عبر خط السيل التركي من روسيا إلى تركيا، في حين سيأتي الباقي من واردات الغاز الطبيعي المسال.
وإضافة إلى ذلك، يمكن لسلوفاكيا الحصول على الغاز من بولندا، في حين يمكن لهولندا وإيطاليا وألمانيا دعم النمسا وجمهورية التشيك.
## تجارة الملابس المستعملة الأكثر رواجاً في ليبيا
23 February 2024 07:34 AM UTC+00
بدأت تجارة الملابس المستعملة "البالات" في التوسع، خلال السنوات الأخيرة، وزاد الإقبال عليها من قبل الليبيين، بعد انخفاض القوة الشرائية للدينار وارتفاع معدلات التضخم لمستويات كبيرة في البلاد وتفشي الفقر والبطالة.
وفي هذا السياق، يقول صاحب محلات تجارية للملابس المستعملة في منطقة عين زارة جنوب طرابلس، توفيق العمداني، لـ"العربي الجديد" إنه مع ارتفاع سعر الصرف خلال السنوات الأخيرة، وتراجع القوة الشرائية للدينار، أصبح المستهلك يبحث عن السلعة الرخيصة التي تتماشى مع دخله.
وأضاف العمداني أن الملابس المستعملة تكون بحالة جيدة وتناسب الطبقات الفقيرة وأسعارها تعتبر رخيصة، إذ لا تتعدى القطعة 30 دينارا، بينما تباع نظيرتها الجديدة في السوق بنحو 135 دينارا (الدولار = 4.85 دنانير).
تقول المواطنة ياسمين الترهوني في العقد الخامس من عمرها إنها تقوم بشراء الملابس المستعملة في منطقة غوط الشعال، نظرا لانخفاض سعرها وهي تكفي للأسرة مكونة من سبعة أشخاص وسط دخل شهري لا يتعدى 1500 دينار أي ما يعادل 309 دولارات.
وأضافت المواطنة الليبية أن الملابس المستعملة حلت مشكلة ملابس الأطفال تحديدا، إذ يصل سعر القطعة الواحدة الجديدة إلى نحو 300 دينار، بينما في الأسواق المستعملة لا تتعدى خمسين دينارا.
في شارع الرشيد وسط العاصمة طرابلس يقول تاجر ملابس مستعملة نزار الحاج لـ"العربي الجديد" إنه يعمل في التجارة منذ أكثر من عشر سنوات، ولكن خلال الأعوام الأخيرة لجأ إلى تجارة المستعمل نظراً لإقبال الزبائن عليها.
وأشار إلى إن الشباب لا يبحث عن الماركات، بل عن الملابس الرخيصة، فالدخل لا يسمح بشراء أحذية وملابس غالية الثمن في ظل تدهور القدرة الشرائية للمواطنين.
وفي منطقة تاجوراء شرق طرابلس يقول صاحب عدد من المحلات لبيع الملابس المستعملة، عصام بن حليم، لـ"العربي الجديد" إن الاستيراد يتم من الصين وتركيا في أغلب الأحيان، ولا أحتاج إلى اعتمادات مستندية، فالبضائع رخيصة والشراء يتم في أغلب الأحيان عبر السوق الموازي، وهناك من يشتري عبر الاعتمادات المستندية، ولكنها تأخذ وقتا طويلا يصل إلى 20 يوماً.
وأضاف بن حليم أنه بعد نجاح محل صغير للبيع الملابس المستعملة، لدينا الآن ما يقارب من 22 محلا تجاريا موزعة على مناطق الشرق والغرب والجنوب. وقال "البالات" ستبقى سيّدة أسواق الملابس.
ومن جانبه، قال المحلل الاقتصادي جمعة المنتصر لـ"العربي الجديد" إن أغلب تجارة الملابس المستعملة تتم عبر الاقتصاد غير الرسمي، وهي حوالات لا تزيد عن 30 مليون دولار سنوياً.
في منطقة تاجوراء شرق طرابلس يقول صاحب عدد من المحلات لبيع الملابس المستعملة، عصام بن حليم، لـ"العربي الجديد" إن الاستيراد يتم من الصين وتركيا في أغلب الأحيان
وأضاف: خلال الربع الأخير من العام الماضي 2023 سمح لصغار التجار بالتحويلات المالية عبر القطاع المصرفي.
وأشار إلى أن معظم تلك المشروعات الصغيرة والمتناهية في الصغر تعتمد على رأس المال صغير لا يتعدى 10 آلاف دولار، ولكن التجارة أصبح لها حضور في الأسواق، ولا توجد فرصة للمستهلك للحصول على بدائل أفضل وأقلّ كلفة من هذه الملابس في ظل الارتفاع الكبير لمستويات أسعار الملابس الجديدة.
وملابس البالة هو مصطلح لطالما كان موجودا في القاموس العربي، ويعني الملابس المستعملة والتي يعاد بيعها لأشخاص آخرين ليعيدوا استخدامها.
وحسب بيانات مصرف ليبيا المركزي، فإن الاعتمادات المستندية لاستيراد الملابس خلال عام 2023 بلغت 54.92 مليون دولار.
## هلال الخروصي... ربان أهم مشروع شراكة نفطية لسلطنة عُمان
23 February 2024 07:39 AM UTC+00
لم يكن اختياره لإدارة شركة "مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية" من فراغ، إذ تعتبر حكومة سلطنة عُمان مشروع المصفاة أهم شراكة نفطية للدولة التي تمثل عوائد النفط والغاز أهم مورد مالي لها، ما ركز تسليط الضوء على دوره المهم في قيادة سفينة مستقبل الطاقة في السلطنة.
إنه هلال الخروصي رئيس مجلس إدارة مصفاة الدقم، وأحد أبرز شخصيات مجال الأعمال في سلطنة عمان، حيث يتمتع بخبرة واسعة في مجال النفط والغاز والاستثمارات، ما أهله لشغل مناصب قيادية في عدد من الشركات الكبرى في المنطقة.
ولد الخروصي في عام 1967 في محافظة الوسطى بسلطنة عمان، وحصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة كويمباتور في الهند، ثم انتقل للدراسة في بريطانيا، وحصل على شهادة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في الجيولوجيا والجغرافيا الاقتصادية من جامعة بيدفوردشاير، ثم درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية هينلي لإدارة الأعمال.
ويمتلك الخروصي خبرات واسعة تمتد لما يقرب من 3 عقود في قطاع النفط والغاز، وشغل خلال مسيرته المهنية عدداً من المناصب الإدارية الأساسية في شركات الطاقة داخل وخارج السلطنة، توجت بإسناد إدارة "مصفاة الدقم" إليه في مطلع مارس/آذار 2022.
وعقب افتتاح سلطان عمان، هيثم بن طارق، وأمير الكويت، مشعل الأحمد الجابر الصباح، لمشروع المصفاة بمنطقة الدقم في 7 فبراير/شباط الجاري، صرح الخروصي بأن المشروع يقوم "بدور استراتيجي كبير في تحقيق رؤية عُمان 2040"، إذ يمثل نقطة انطلاق لتعزيز قطاع الطاقة في سلطنة عُمان وتطويره، حسبما أوردت وكالة الأنباء العمانية.
كما نوه الخروصي إلى أن مشروع المصفاة "ترسيخ لمكانة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم كمركز حيوي مهم للأنشطة الاقتصادية والصناعية الهادفة إلى تحقيق سياسات التنويع الاقتصادي، وجذب الاستثمارات وتعزيز البنية الأساسية"، ما قدم مؤشرا على أن اختياره على رأس المشروع لم يكن في ضوء كفاءته الإدارية فقط، بل لرؤيته الاستراتيجية من جانب، ومشاركته في صياغة رؤية السلطنة 2040 من جانب آخر.
فالموقع الاستراتيجي لمصفاة الدقم، عند تقاطع المحيط الهندي وبحر العرب، يمثل نقطة تحوّل في جعل سلطنة عُمان ودولة الكويت مساهمين عالميين أساسيين في قطاع الطاقة، ما يمكنهما من الانفتاح على الأسواق الصاعدة في آسيا وأفريقيا بكفاءة عالية.
ووفق رؤية عمان 2040، فإن مشروع مصفاة الدقم يرسم آفاقًا مستقبلية لقيام مشروعات اقتصادية مشتركة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تسهم في تعزيز الروابط الاقتصادية بينها، وهو ما سيلعب فيه الخروصي دورا رياديا.
وشهدت رحلة الخروصي القيادية توليه دفة القيادة في قطاعات الأعمال المختلفة، ما أهله لتنفيذ عدد من استراتيجيات النمو المحلية والدولية في سلسلة قيمة الطاقة بالسلطنة، وحقق له خبرة تميزت بالشمول والتنوع، إذ عمل في شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وشركة بريتش بتروليوم البريطانية (BP) وشركة شل الأميركية، كما شغل منصب نائب الرئيس الأول للتسويق والتجارة في أدنوك.
أما المسيرة المهنية للخروصي فسجلت إنجازات سريعة ومؤثرة، إذ تولى منصب خبير أول في إدارة النفط والغاز في "شركة شل للاستكشاف والإنتاج" في هولندا بين 2001 و2005، وكان خبيراً في إدارة النفط والغاز في "شركة تنمية نفط عمان" بين 1990 و2000.
وانعكست تلك الخبرات على أدواره القيادية بسلطنة عمان، ومن أبرزها توليه منصب الرئيس التنفيذي للقطاع التجاري والمصافي والبتروكيماويات في شركة النفط العمانية "أوكيو" منذ مارس/آذار 2022، وهي ممثل السلطة في شراكة مصفاة الدقم مع الكويت.
وسبق أن تولى الخروصي مناصب عدة في "أوكيو"، منها: الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية بالإنابة بين 2019 و2022، والمدير العام التنفيذي بالإنابة في "شركة النفط العمانية لتطوير الدقم" بين 2016 و2019، ونائب الرئيس لقطاع الأعمال الناشئة بين 2012 و2016، ورئيس مجموعة تطوير الأعمال بين 2011 و2012، ومدير تطوير الأعمال بين 2008 و2011.
والخروصي عضو أيضا في عدد من المجالس الاستشارية والإدارية في سلطنة عمان، بما في ذلك مجلس إدارة الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال ومجلس إدارة الشركة العمانية للمناجم، وهو رئيس مجلس إدارة كل من: "شركة مجيس للخدمات الصناعية" منذ يونيو/حزيران 2021، و"شركة النفط العمانية للتسويق" منذ يونيو/حزيران 2020، وعضو مجلس إدارة شركة "OQ Trading" منذ يوليو/تموز 2021.
وترأس الخروصي أيضا مجلس إدارة الشركة العمانية لخدمات المياه المستدامة" بين 2018 و2021، والشركة العمانية الهندية للسماد "أوميفكو" بين 2019 و2020، وكان عضواً في مجلس إدارة "هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم" بين 2016 و2020.
ومن منطلق هذه الخبرة الواسعة كان اختيار الخروصي لرئاسة مجلس إدارة مصفاة القدم بهدف ضمان تكامل المشروع مع عدة استثمارات تابعة لـ "أوكيو"، لاسيما أوكيو لشبكات الغاز والشركة العُمانية للصهاريج.
## محاولة اغتيال رئيس تحرير صحيفة "المدى" العراقية
23 February 2024 07:45 AM UTC+00
أعلنت وزارة الداخلية العراقية تشكيل فريق للتحقيق بمحاولة اغتيال رئيس تحرير صحيفة المدى فخري كريم في وسط العاصمة بغداد، مساء الخميس.
وحصلت محاولة الاغتيال في منطقة القادسية في بغداد، وهي منطقة مجاورة للمنطقة الخضراء شديدة التحصين، إذ تضم مجمعاً سكنياً للوزراء والمسؤولين العراقيين، وتنتشر فيها دوريات أمنية بشكل مكثف، فضلاً عن كاميرات المراقبة.
واعترض "مسلحون مجهولون يستقلون عجلتين من نوع (بيك أب)، طريق كريم أثناء عودته من معرض للكتاب إلى منزله في منطقة القادسية محاولين إيقاف سيارته وأطلقوا الرصاص من أسلحة رشاشة على سيارته، ولاذوا بالفرار"، بحسب بيان لمؤسسة المدى.
وأضاف البيان أن "محاولة الاغتيال تؤكد أن قوى الظلام والتخلف، المسؤولة عن الخراب العراقي الماثل، لا يسرها أن ترى العراقيين متفاعلين مع حدث ثقافي كبير ومؤثر مثل معرض العراق الدولي للكتاب الذي يقام منذ أيام في العاصمة بغداد"، معتبرا أن "محاولة الاغتيال الجبانة تؤكد الدور المؤثر الذي يلعبه كريم ومؤسسة المدى في الحياة السياسية والثقافية العراقية، وهو ما يبغض المتربصين بتقدم البلد"، ودعت إلى "فتح تحقيق سريع للكشف عن المجرمين ومن يقف خلفهم من الحاقدين وتقديمهم الى العدالة ليناولوا جزاءهم العادل".
فخري كريم رئيس مؤسسة المدى ينجو من محاولة اغتيال وسط بغداد في منطقة القادسية ...يقال هو يعاني من وضع صحي سيء. pic.twitter.com/UjtR5kaf5i
— د. جاسم الشمري (@dr_jasemj67) February 22, 2024
 
ولم يصب كريم، الذي عمل مستشاراً لرئيس الجمهورية الأسبق جلال الطالباني، بأي أذى فيما تضررت سيارته التي اخترقتها عدة طلقات نارية.
من جهته، وجّه وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، فجر الجمعة، بتشكيل فريق عمل أمني مختص للبحث والتفتيش عن العناصر التي استهدفت كريم. وشدد الشمري، في بيان، على "تكثيف الجهد الأمني والاستخباري للوصول إلى المنفذين وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم".
السياسي العراقي هوشيار زيباري رأى أن محاولة الاغتيال مؤشر إلى خطورة الوضع الأمني، وقال في تدوينة له على "إكس": "تعرض الصديق والرفيق فخري كريم إلى عملية اغتيال شخصية في مجمع القادسية في بغداد، يؤكد أن الدولة منهارة، وأن الأجهزة الأمنية لا تستطيع حماية مواطنيها، وأنه لا أمان في بغداد رغم ادعاءات الأمن والاستقرار الزائف". 
أما الباحث في الشأن السياسي العراقي مجاهد الطائي، فقال إن محاولة الاغتيال تطور خطير "ضد حرية التعبير في بلاد المليشيات".
## إسرائيل تقرر المصادقة على بناء 3344 وحدة استيطانية معظمها في القدس
23 February 2024 07:45 AM UTC+00
قررت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، المصادقة على بناء 3344 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين بزعم أن هذه الخطوة تأتي رداً على العملية التي نفذها ثلاثة شبان فلسطينيين عند حاجز "الزعيم" ومستوطنة "معاليه أدوميم"، شرقي القدس المحتلة، وأسفرت عن مقتل إسرائيلي وإصابة 8 آخرين.
وأفاد موقع "واينت" العبري بأن مجلس التخطيط الأعلى في الإدارة المدنية الإسرائيلية سيعقد جلسة للتصديق على آلاف الوحدات في المستوطنات، بعد قرار اتُخذ، أمس الخميس، بمشاركة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت، ووزير المالية والوزير في وزارة الأمن بتسلئيل سموتريتش، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
وكان الموقع ذاته قد أفاد قبل نحو ثلاثة أسابيع بأن الجهات الاستيطانية تعمل من أجل عقد جلسة لمجلس التخطيط الأعلى لتسريع عملية المصادقة على بناء آلاف الوحدات في المستوطنات، على الرغم  التوتر الناجم عن حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وأشار بيان صادر عن مكتب سموتريتش إلى أنه ستتم الموافقة على بناء نحو 2350 وحدة استيطانية في مستوطنة "معاليه أدوميم"، التي وقعت العملية قربها أمس الخميس، ونحو 300 وحدة استيطانية في مستوطنة "كيدار" الواقعة جنوب "معاليه أدوميم"، و694 وحدة في مستوطنة "إفرات"، جنوب بيت لحم.
 ومع ذلك، لم يحدد حتى الآن موعد لاجتماع المجلس، ولم يتم الانتهاء من الخطط التي ستتم الموافقة عليها. 
وعلى الرغم من محاولة سموتريتش الربط بين العملية والموافقة على خطط استيطانية جديدة وكأنها رد عليها، فإن المخططات الإسرائيلية الاستيطانية لم تتوقف يوماً، ويسعى سموتريتش إلى تعزيزها منذ اليوم الأول لتشكيل الحكومة الحالية.
من جانبه، أثنى رئيس مجلس الاستيطان شلومو نئمان على قرار عقد مجلس التخطيط الأعلى، قائلاً إنّ "تعزيز الاستيطان هو رد مناسب على كل من يحاول المس بنا أو زعزعة حقنا في البلاد. نحن نأمل أن تتم المصادقة في أقرب فرصة ممكنة على باقي الوحدات السكنية التي تنتظر الموافقة ولا حاجة لانتظار عملية دموية أخرى. على أعدائنا إدراك أنه لا يمكن ردعنا من خلال العمليات، ويتوجب علينا الاستمرار وتعزيز قبضتنا على جميع أرجاء البلاد".
ويأتي القرار في ظل التوتر الكبير المتصاعد في الضفة الغربية المحتلة والأجواء المشحونة في القدس منذ بداية الحرب على غزة، وخشية المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من تصاعد الأحداث أكثر في الفترة القريبة.
كما يأتي القرار بعد قرار دولة الاحتلال، هذا الأسبوع، فرض قيود على دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
## كردستان العراق يعلن اعتقال 30 متهماً بالترويج لـ"داعش"
23 February 2024 07:54 AM UTC+00
أعلنت السلطات الأمنية في إقليم كردستان العراق، في ساعة متأخرة من يوم أمس الخميس، اعتقال 30 شخصاً متهماً بالترويج لتنظيم "داعش" الإرهابي في الإقليم، مؤكدةً إحالتهم إلى القضاء.
وبحسب بيان أصدره الأمن الكردي، فإن العملية تمت بعد مراقبة ومتابعة استخبارية، مبيناً أن "مديرية العمليات في الأسايش (الأمن الكردي)، حصلت في الـ21 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على معلومات عن وجود جماعتين في منطقتي بشدر وبتوين (في السليمانية) تقومان عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي بالترويج لأفكار متطرفة، وخططتا للانضمام لصفوف تنظيم (داعش) لتكونا من ضمن مسلحي هذا التنظيم"، مبينةً أنه "تم إخضاع هاتين المجموعتين للمراقبة المستمرة لمدة 20 يوماً، ثم تم الاستحصال على أمر قضائي للقيام بعملية في 15 من ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، أسفرت عن اعتقال 10 منهم في منطقة قلعة دزه (في السليمانية)، بينهم امرأتان".
وأضاف البيان أنه "بعد إجراء التحقيقات المكثفة، تم إلقاء القبض على 20 آخرين"، مبيناً أنه "تم تقديمهم إلى القضاء"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تصر فيه القيادات الكردية على استمرار خطر "داعش" في العراق وفي مناطق الإقليم، معبرة عن قلقها من محاولة إنهاء وجود التحالف الدولي في البلاد.
من جهته، أكد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني حسن الهركي أنّ العملية تؤكد استمرار خطر تنظيم "داعش" في البلاد، مضيفاً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "مخاطر التنظيم ستتزايد بشكل أكبر في حال انسحاب قوات التحالف الدولي، وعلى الحكومة العراقية أن تتنبه لذلك ولا تخضع للضغوط من قبل الفصائل المسلحة التي تريد تنفيذ أجندات معينة في البلاد".
وأضاف أن "التعاون الأمني مع التحالف الدولي ساهم بشكل واضح بتحجيم تحركات (داعش)، ومع ذلك فإن التنظيم ما زال يحتفظ بقوة ونفوذ ويقوم بتحركات معينة"، مشدداً على "ضرورة أن يكون للجهات الأمنية العراقية الرسمية في بغداد وفي أربيل الرأي بشأن ذلك، بعيداً عن الأجندات السياسية الضاغطة على الحكومة".
وتعد مناطق إقليم كردستان العراق أكثر أمناً من مناطق العراق الأخرى، وتخشى حكومة الإقليم من أن تفتح توجهات بغداد لإخراج التحالف الدولي الباب للتأثير على أمنها.
وتعلن الجهات الأمنية في كردستان، على فترات متباعدة، الإطاحة بعناصر إرهابية، بعضهم من عناصر التنظيم، والآخرون متهمون بالتعاون والترويج للتنظيم داخل مناطق الإقليم.
## وسائل إعلام تابعة لـ"حزب الله": إصابة عسكري بالجيش اللبناني باستهداف إسرائيلي لبلدة الوزاني برشقات رشاشة غزيرة وقذائف مدفعية
23 February 2024 08:08 AM UTC+00
## مراسلة "العربي الجديد": قصف إسرائيلي يستهدف بلدتي يارون وبليدا جنوبي لبنان
23 February 2024 08:09 AM UTC+00
## مراسلة "العربي الجديد": "حزب الله" ينعى عنصراً من بلدة بليدا استشهد جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي على جنوب لبنان
23 February 2024 08:12 AM UTC+00
## ما بُني على طارئ فهو طارئ
23 February 2024 08:15 AM UTC+00
شركة إماراتية تستحوذ على 44% من أسهم شركة "MNG" التركية للشحن التجاري، خبير مصري: أسعار بعض السلع قد تنخفض في حال التعامل بالعملات المحلية مع تركيا، تطلّع تركي سعودي لتعويض ما فات في العلاقات.
وهكذا عشرات العناوين تتحدث عن الاتفاقات ونقلة العلاقات وزيادة حجم التبادل، تنشرها يومياً وسائل الإعلام التركية، المحسوبة على الحزب الحاكم على الأقل، تشيد بتحسن وعودة العلاقات التركية مع مصر والسعودية والإمارات.. فماذا يعني؟!
يعني أن تركيا هي من بادر وحاول مع تلك الدول لإعادة العلاقات وطي صفحة ومرحلة الخلافات التي وصلت يوماً، بعد الوعيد والإساءات اللفظية، إلى ما قبل التصادم بخطوة.
ويعني أن تلك الدول التي تحركت بإيحاءات خارجية، بغالب الأحايين، فتوعدت تركيا وحاربت سياحتها وعملتها، بل وأسست منتديات وتحالفات لمواجهة أحلام أنقرة الطاقوية، عادت إلى الرشد الجغرافي والتاريخي، بعد أن أيقنت أنها وظفت أداة ولم يتحقق ما وعدوها بها.
ويعني في ما يعني أن تركيا عادت عمّا كان خطوطاً حمراء، إن لجهة الانقلاب بمصر أو مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول أو حتى عبث أبوظبي العلاني بالاقتصاد والسياسة للحد الذي وصل لتمويل ودعم الانقلاب الفاشل عام 2016 وفق ما تناقله الإعلام التركي حينذاك.
وربما، بواقع النظر برؤية أوسع يعني أن استمرار رفع الجدران الأوروبية بوجه تركيا والحؤول دون انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، دفع أنقرة إلى ماب عد "صفر مشاكل" كأن ترى بدول الجوار العربي الملاذ والشريك، فهي الأشهى والأقرب، فلا ضير من استدارة هنا طالما أن الاندماج الأوروبي يتطلب نسفاً لملفات ومواقف كثيرة وليس استدارة فحسب.
قصارى القول: بدلت زيارة الرئيس التركي لمصر والإمارات أخيراً من كثير من المواقف وربما القناعات. بعد أن وصفت بزيارة جني ثمار المفاوضات والتفاهمات الممتدة لخمس سنوات، وأسست على الأرجح لطبيعة علاقات جديدة تنطلق من عدم التدخل بما هو خارج الحدود، وأصّلت لمرحلة منطلقها الظاهر زيادة التبادل والاستثمار وجوهرها غير المعلن ربط مصالح الدول كنواة لتكتل إقليمي يجهض ولو بعض التدخلات الأوروأميركية.
ويبعد، ولو قليلاً، إدمان التبعية للإنتاج البعيد ويزيح سيوف المساومات عن رقاب دول المنطقة التي سيقت، خلال عقود سابقة، نحو أوهام الأعداء الجدد ومخلصي الحاضر والاتفاقات طويلة الأمد، خاصة أن هوامش الالتقاء وتقاطعات التكامل بين دول المنطقة، المنتجة للطاقة والمواد الأولية وذات الأسواق الواسعة، يمكن، بحال تبلورت ملامح تكتل أو توافق متين، أن تكون لاعباً ومؤثراً بمستقبل يوحي بكل ملامحه إلى إعادة تشكيل جغرافي وسياسي للعالم بأسره وليس لدول الشرق الأوسط فقط.
استمرار رفع الجدران الأوروبية بوجه تركيا والحيلولة دون إدخالها الاتحاد الأوروبي، دفع أنقرة إلى مابعد "صفر مشاكل" كأن ترى بدول الجوار العربي الملاذ والشريك
نهاية القول: ثمة أسئلة تتوثب على الشفاه هنا، ربما أولها يتعلق بالبراغماتية التي أبدتها الدول المتقاربة، وإن كانت شارات التعجب بعد علامات الاستفهام تطاول الموقف التركي أولاً.
ليأتي سؤال ترك هذا التقارب يسير على السجاد الأحمر بيسر وسلاسة، من الدول المتأذية من تحسين العلاقات والتبادل بين تركيا والدول العربية، فماذا يمكن أن تفعل الدول الأوروبية المناصبة العداء، أو تضارب مصالحها وأهدافها مع أنقرة، إن بباريس أو أثينا، لأن مجرد الحديث عن غاز المتوسط أو قبرص الشمالية يمكن أن ينفض الرماد المتراكم عن جمر الخلافات العميقة.
وربما الأهم بالموقف الأميركي الذي يعي واختبر غير مرة العناد التركي وما ترمي إليه أنقرة بتحولها إلى لاعب يرفض أن يُحكم العالم من خمسة، فيما تغوص الولايات المتحدة في قضايا وملفات المنطقة أكثر، على عكس ما روّجت من إعادة تموضع وانسحاب تدريجي وخروج من مستنقعات العراق وسورية بأقل الخسائر.
ولعل هذا هو السؤال الأصعب الذي يغطي على حجم تبادل يقترب من 70 مليار دولار وانتشال مصر وتركيا من مستنقع التضخم وتراجع سعر عملتيهما وكل ما يقال عن استثمارات ومصالح الشعوب، وهو إسرائيل.
لأن من يتفكّر بالقطبة المخفية بالتقارب الجديد، سيرى إيران وأدواتها واضحة ومرشحة على غير احتمال، لكنه إن أمعّن ودقق، إنما سيرى إسرائيل وإعادة التطبيع الشامل ورسم جغرافيا بحدود برية وبحرية جديدة وتاريخ يعاد كتابته من جديد.
بيد أن الحرب على غزة هي المعيق الحقيقي اليوم لكشف تفاصيل وملامح التكتل، وما سينتج عن الحرب، هو المنطلق غداً لمعرفة طبيعة وحتى أفق التقارب.
غزة هي الطارئ الوحيد الذي قد يحيل كل ما عدا حقوق وإدارة الشعوب إلى طارئ ومتبدل، وربما حسن كتابة صفحتها اليوم، من إنصاف وتأييد للوصول، مع باقي الأراضي الفلسطينية إلى دولة، هي الضامن القابل للاستمرار، ليس إلى التقارب العربي التركي فحسب، بل ولملامح الدول والحدود والعلاقات بالمنطقة كلها.
## الدفاع المدني اللبناني يعلن استشهاد مسعفين اثنين من بلدتي برعشيت وبليدا جراء القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان
23 February 2024 08:19 AM UTC+00
## الأندية العربية في مهمة تعويض خيبات المنتخبات من بوابة أبطال أفريقيا
23 February 2024 08:34 AM UTC+00
تسعى الأندية العربية التي تشارك في دوري أبطال أفريقيا، إلى حجز بطاقات التأهل إلى الدور ربع النهائي، انطلاقاً من مباريات الجولة الخامسة، التي قد تحمل أولى بطاقات الحضور العربي في الدور القادم، خاصة مع الحضور الهام للأندية من مختلف الدول العربية في دور المجموعات.
وتُسيطر الأندية العربية خلال السنوات الأخيرة على المسابقات الأفريقية، من خلال التتويج بأكبر عدد من الألقاب أو بحضور الأندية في الأدوار المتقدمة في المسابقة، ولكن بداية منافسات دوري الأبطال هذا الموسم كشفت عن تطورات مثيرة بصعود أندية جديدة مثل بيترو الأنغولي الذي يُسيطر على المجموعة العربية، وهي المجموعة الثالثة بوجود 3 أندية عربية، كما أن كل الفرق العربية لم تضمن بعد التأهل، وهو أمر يُعتبر حدثاً نادراً حيث تعودت الفرق على خطف بطاقة التأهل سريعاً وحسم الصدارة.
الأندية العربية ومحو ذكريات المنتخبات
تبدو عدة فرق قريبة من التأهل إلى الدور القادم، بداية بحامل اللقب الأهلي المصري، الذي بات قريباً من حجز بطاقته، حيث سيلاقي ميدياما الغاني، الجمعة (الساعة 18 بتوقيت القدس المحتلة)، ولكن بعض الفرق القوية الأخرى تعاني حالياً وتجد صعوبات كبيرة للغاية، حيث بات الوداد قريباً من توديع البطولة، وهو يسعى إلى تعويض البداية غير الناجحة، لكن مهمة وصيف النسخة الماضية تبدو صعبة للغاية إن لم نقل أنها مستحيلة، رغم أنهم راهنوا على خبرة التونسي، فوزي البنزرتي، من أجل تدارك الموقف.
كما أن الأندية ستكون تحت ضغط المشاركة الفاشلة للمنتخبات العربية في كأس أمم أفريقيا الأخيرة في ساحل العاج، بعد صدمة وداع المسابقة منذ الدور ثمن النهائي كأفضل نتيجة للمنتخبات العربية، حيث بلغ المغرب ومصر وموريتانيا هذا الدور، بينما ودّعت الجزائر وتونس البطولة منذ الدور الأول وفشلت 3 منتخبات في تحقيق الانتصار.
وستحفز تجربة المنتخبات العربية غير الناجحة في الكأس الأفريقية، الفرق لإسعاد الجماهير، ولكن أيضا ستدفعها إلى الحذر خوفاً من المفاجآت التي تشهدها كرة القدم الأفريقية في السنوات الأخيرة، حيث لن تكون مهمة حصد اللقب سهلة هذا العام مع الصعوبات الكبيرة التي تجدها أندية قوية مثل الأهلي أو الترجي التونسي أو الوداد التي لم تحقق الانطلاقة التي تحلم بها إلى حدّ الآن.
## بولسونارو يرفض الرد على أسئلة الشرطة بشأن ضلوعه في محاولة انقلاب
23 February 2024 08:39 AM UTC+00
لزم الرئيس البرازيلي السابق اليميني المتطرف جايير بولسونارو الصمت الخميس، أمام الشرطة التي استدعته لاستجوابه في إطار شبهة ضلوعه في "محاولة انقلاب" للبقاء في السلطة.
وأتى هذا الاستدعاء فيما من المتوقع أن تنظم تظاهرة الأحد في ساو باولو. فقد دعا زعيم المعارضة الذي حكم عليه بعدم الأهلية الانتخابية حتى العام 2023 بتهمة التضليل الإعلامي، أنصاره إلى "التجمّع السلمي" في اختبار لمدى شعبيته.
وقال محاميه باولو كونيا أمام مقر الشرطة الفدرالية في برازيليا "السبب الوحيد الذي دفعه إلى لزوم الصمت هو أنه أمام تحقيق شبه سري".
وأوضح أن عدم الحصول على كل وثائق الملف "يمنع الدفاع عن الاطلاع على العناصر التي استدعي على أساسها" بولسونارو في إطار هذه الجلسة التي امتدت نصف ساعة فقط.
لكن محامي بولسونارو أكدوا في بيان أن رئيس البلاد السابق "لن يتوانى عن الكلام" إلى الشرطة "عند ضمان الاطلاع على الوثائق، علما أنه استجاب على الدوام مع استدعاءات الشرطة".
وذكرت الصحف المحلية أن نحو عشرين شخصية من معسكره يشتبه في ضلوعهم في الانقلاب جرى استجوابهم بالتزامن معه في مدن عدة في البلاد.
وقال موقع "جي1" الإخباري إن سبعة منهم لزموا الصمت أيضا من بينهم ثلاثة ضباط كبار كانوا ضمن حكومة بولسونارو.
ويؤكد الرئيس السابق براءته وأنه ضحية "اضطهاد لا يرحم" من جانب حكومة الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي هزمه في الانتخابات الرئاسية في أكتوبر/ تشرين الأول 2022.
وفيما يرى خبراء عدة أن احتمال دخول بولسونارو السجن قائم جدا، أكد كونيا أن الرئيس السابق "لا يخشى شيئا لأنه لم يرتكب أي جرم".
في الثامن من فبراير/ شباط استهدفت عملية للشرطة حملت اسم "ساعة الحقيقة" مساعدين سابقين مقربين من الرئيس السابق مع عشرات المداهمات والتوقيفات.
ومنع بولسونارو من مغادرة الأراضي البرازيلية للاشتباه في أنه شارك في خطة واسعة تم في إطارها حشد وزراء وعسكريين كبار لضمان بقائه في السلطة بنتيجة الانتخابات الرئاسية في العام 2022.
في 8 يناير/ كانون الثاني 2023، بعد أسبوع على تنصيب لولا، اقتحم آلاف من أنصار بولسونارو مقار القصر الرئاسي والبرلمان والمحكمة العليا وألحقوا بها أضرارا جسيمة.
ويقول المحققون إن الاستعدادات كانت قائمة للقيام "بانقلاب عسكري بهدف منع الرئيس المنتخب شرعيا من تولي السلطة".
وتقول الشرطة إن بولسونارو قام شخصيا بتحرير مسودة مرسوم كان سيدعو فيه إلى انتخابات جديدة. ولكن في نهاية المطاف، لم يتم إصداره.
(فرانس برس)
## متضامنون مع فلسطين يقتحمون فندقاً يقيم فيه بايدن: لا يمكنك الاختباء
23 February 2024 08:40 AM UTC+00
اقتحم متظاهرون متضامنون مع فلسطين، أمس الخميس، فندقاً كان يقيم فيه الرئيس الأميركي جو بايدن بولاية كاليفورنيا، مطالبين بإعلان وقف إطلاق النار في غزة.
وذكرت وكالة "الأناضول" أن نحو 30 شخصاً اقتحموا الفندق بمدينة سان فرانسيسكو في كاليفورنيا، التي كان بايدن يزورها في إطار حملته للانتخابات الرئاسية.
And another protest today. Several dozen protesters confronted Biden on his way out of the Fairmont Hotel, demanding he halt funding genocide. https://t.co/wE7TRuruqs pic.twitter.com/FRx0SvVZo0
— Trash Night Heron (@hyphy_republic) February 23, 2024
وردد المتظاهرون هتافات من قبيل: "بايدن، لا يمكنك الاختباء، نتهمك بالإبادة الجماعية"، وطالبوا الإدارة الأميركية بالتوقف عن تمويل الهجمات الإسرائيلية.
وفي وقت تتصاعد فيه الضغوطات على بايدن بشأن موقفه من الحرب على غزة، تشير الاستطلاعات إلى تحولات في الموقف الأميركي الشعبي من إسرائيل.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أظهر استطلاع رأي أجراه معهد "هاريس" ومركز الدراسات السياسية الأميركية في جامعة هارفارد، أن غالبية الشبان الأميركيين الذين تراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً تعتقد أن الحل للقضية الفلسطينية هو من خلال "إنهاء إسرائيل وتسليمها للفلسطينيين".
وركز الاستطلاع على موقف الشباب الأميركيين من الاحتلال الإسرائيلي وقضية الشعب الفلسطيني، تحديداً في الفترة التي تلت أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ويتجاهل بايدن وإدارته جميع الأصوات داخل الولايات المتحدة التي تطالب باتخاذ موقف أكثر اتزاناً وتبنّي الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار في القطاع.
وتتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم الـ140 على التوالي، مخلفة 29.410 شهداء و69.465 جريحًا حتى الآن، في وقت قال فيه مكتب الإعلام الحكومي بغزة إن غارات إسرائيلية استهدفت 4 منازل في وسط قطاع غزة، ما أسفر عن وقوع 40 شهيدًا وأكثر من 100 جريح غالبيتهم من النساء والأطفال.
(الأناضول، العربي الجديد)
## "حزب الله" اللبناني: نفذنا هجوماً جوياً بمسيرتين انقضاضيتن على مقر قيادة المجلس الإقليمي في كريات شمونة وأصابتا هدفهما بدقة
23 February 2024 08:44 AM UTC+00
## "حزب الله": الهجوم يأتي رداً على الاعتداءات على القرى الجنوبية والمنازل وآخرها الاعتداء على مركز الدفاع المدني في بليدا
23 February 2024 08:45 AM UTC+00
## ارتفاع حاد لأسعار تأمين الشحن بسبب هجمات البحر الأحمر
23 February 2024 08:49 AM UTC+00
ارتفعت أسعار التأمين على الشحن بشدة بسبب الهجمات الصاروخية على بعض السفن في البحر الأحمر. لكن وكالة التصنيف الائتماني الأميركية العالمية "موديز" استبعدت تأثيراً كبيراً لهذه الهجمات على التضخم.
فقد أدت الهجمات التي شنها الحوثيون في اليمن على السفن التجارية في البحر الأحمر إلى ارتفاع أقساط التأمين، الأمر الذي فاقم التكاليف المثقلة بالفعل بسبب ارتفاع أسعار الشحن وطرق التجارة البديلة الأطول.
فالحوثيون نفذوا هجمات بلا هوادة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 على السفن التي تعبر البحر الأحمر متجهة إلى إسرائيل، علماً أنه مركز بحري يمر عبره عادة 12% من التجارة العالمية.
وانخفض النقل البحري بالحاويات بنحو الثلث حتى الآن في عام 2024، مقارنة بالعام السابق، وفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي.
3 أنواع من التأمين البحري على السفن التجارية
وتحتاج السفن التجارية إلى الحصول على 3 أنواع من التأمين: الأول التأمين على بدن السفينة ويغطي الأضرار التي تلحق بالسفينة، فيما يغطي الثاني، وهو تأمين البضائع، حمولة السفينة، بينما يشمل الثالث، وهو تأمين الحماية والتعويض، تغطيةَ الأضرار التي تلحق بأطراف ثالثة.
وقد "زادت أقساط التأمين على السفن وحمولاتها بشكل كبير" في أعقاب هجمات الحوثيين، وفقاً لما نقلت وكالة "فرانس برس"، اليوم الجمعة، عن رئيس شركة "غاريكس" فريدريك دينيفل، وهي شركة فرنسية متخصصة في التأمين ضد المخاطر البحرية، مضيفاً أن أعدادها زادت بما يتناسب مع مستوى التهديد.
كم أن تهديد البحر الأحمر غير عادي ولكنه ليس استثنائياً، وفقاً لرئيس قسم الملاحة البحرية والطيران في رابطة سوق لويدز (LMA) لنيل روبرتس، والتي تمثل جميع شركات الاكتتاب في سوق التأمين لويدز لندن.
وقال روبرتس لوكالة "فرانس برس" إن "الوضع في البحر الأحمر ديناميكي وغير عادي على حد سواء، حيث تستهدف دولة غير مقاتلة السفن التجارية لتحقيق هدف سياسي في دولة ثالثة".
وأضاف أن "الأمر ليس استثنائياً لأنه لسوء الحظ يتعرض الشحن التجاري بانتظام للتهديدات سواء في غرب أفريقيا أو قبالة الصومال أو في أي مكان آخر"، مشيراً إلى أن البحر الأحمر منطقة مدرجة، وهو ما يعني أنه يتعين على السفن التي تخطط للدخول أن تخطر شركات التأمين الخاصة بها.
ويمكن لمقدمي التأمين بعد ذلك مراجعة كل من السفينة ورحلتها، ويمكنهم المطالبة بعلاوة حرب إضافية بالإضافة إلى التغطية العادية. لكن قسط الحرب هذا يقتصر على فترة زمنية قصيرة.
تقييم مخاطر الشحن عبر البحر الأحمر
هذا، وتجتمع لجنة الحرب المشتركة التابعة لـLMA بانتظام لتقييم المخاطر الأمنية التي تهدد الشحن في جميع أنحاء العالم.
و"إذا كنت تتداول في منطقة تقول فيها هذه اللجنة إن هذا أمر خطير بعض الشيء، فإن التغطية تتوقف فعلياً بمجرد دخولك، ثم يتعين عليك الدفع مقابل تلك الفترة أثناء وجودك فيها، ثم تتم إعادة ربطها عندما تخرج، حسبما قال الرئيس العالمي للخدمات البحرية والشحن والخدمات اللوجستية في شركة مارش ماركوس بيكر.
وقدرت المديرة العامة لشركة أسكوما إنترناشيونال كلير هامونيك أن أقساط التأمين على الحرب تضاعفت بما يراوح ما بين 5 و10 أضعاف للسفن والبضائع التي تعبر البحر الأحمر.
ووفقاً للعديد من مصادر الصناعة، فإن المعدل الحالي لعلاوة مخاطر الحرب يراوح بين 0.6% و1% من قيمة السفينة. ويمكن أن يعادل ذلك مبلغاً كبيراً عندما تتجاوز قيمة بعض السفن الضخمة 100 مليون يورو.
وبالإضافة إلى العلم، يتم إيلاء اهتمام خاص لجنسية السفينة، وفقاً لرئيس العمليات في شركة Vessel Protect المتخصصة في التأمين الحربي مونرو أندرسون، الذي قال لوكالة "فرانس برس" إن "الحوثيين قالوا على وجه التحديد إنهم يستهدفون السفن المرتبطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وهناك عدد من السفن التي ترفع علمها أو ترتبط ببلدان لا تحمل مستوى المخاطر نفسه".
ومن ذلك، على سبيل المثال، السفن الصينية المتصلة بهونغ كونغ والتي يوجد منها الكثير، وهي تتاجر في تلك المنطقة. وستكون، برأي أندرسون، قادرة على إضافة أقساط أقل من تلك المرتبطة بإسرائيل والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
تكاليف إضافية للنقل البحري عبر رأس الرجاء الصالح
كما دفعت ضربات الحوثيين بعض شركات الشحن إلى الالتفاف حول جنوب أفريقيا لتجنب البحر الأحمر. ويستغرق هذا ما بين 10 و15 يوماً أكثر من طريق البحر الأحمر، ويمكن أن يستغرق 20 يوماً إضافياً للسفينة البطيئة.
ويمكن لمالكي السفن الذين يقومون بذلك تجنب دفع رسوم مرور كبيرة في البحر الأحمر، لكنهم يواجهون أيضاً تكاليف وقود وعمالة أعلى للرحلة الأطول.
ولا يزال الساحل غير خال من المخاطر الأخرى مثل القرصنة. فقد حذرت هامونيك من أن تحويل مسار السفن حول رأس الرجاء الصالح "قد يؤدي على الأرجح إلى عودة القرصنة في المحيط الهندي"، مضيفة أن "هذا الخطر يمتد من أسفل البحر الأحمر مباشرة باتجاه ساحل الصومال".
"موديز" تستبعد تأثيراً كبيراً لهجمات البحر الأحمر على التضخم
في سياق متصل، قال محللون من "موديز" لخدمات المستثمرين، يوم الخميس، إن الهجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر تؤدي إلى تأخر البضائع ورفع تكاليف الشحن، إلا أن ضعف الطلب ووفرة السفن يخففان من تأثيرها على التضخم.
ويجري تحويل سفن تحمل بضائع متنوعة من الأثاث والملابس وحتى الغذاء والوقود بعيدا عن الطريق التجاري المختصر المار عبر قناة السويس إلى الطريق الأطول والأعلى كلفة حول أفريقيا، وذلك بسبب الهجمات التي يشنها الحوثيون بطائرات مسيرة وصواريخ على سفن دعماً من جانبهم للفلسطينيين في التصدي المستمر للعدوان الإسرائيلي.
وسفن الحاويات هي المستخدم رقم 1 للمسار الذي يربط بين أوروبا وآسيا عبر قناة السويس. وأصبح معظمها يتجنب هذا المسار، في ما يمثل أكبر اضطراب لحركة التجارة العالمية منذ الفترة الأولى لجائحة كورونا.
ونقلت "رويترز" عن محلل قطاع النقل في شركة التصنيف الائتماني وتحليل المخاطر دانيال هارليد استبعاده أن يكون لعمليات التحويل تأثير كبير على التضخم لأنها ليست مدفوعة بالطلب.
ويتطلب تغيير مسار السفن للإبحار حول أفريقيا زيادة في عدد السفن بنسبة تراوح ما بين 6 و10% بسبب فترات الإبحار الأطول التي تؤدي إلى إبطاء عودة السفن إلى نقاط انطلاقها، وهو ما يرفع الأسعار الفورية عند الطلب على بعض المسارات بأكثر من 100%.
وجاءت هذه الزيادات بعد مستويات متدنية للغاية، ويتوقع خبراء الشحن أن تعود الأمور لطبيعتها وذلك لأن ملاك السفن، الذين تصل إليهم سفن جديدة، كانوا يجدون صعوبة في ملء السفن الحالية بالبضائع قبل بدء هجمات الحوثيين في نوفمبر/ تشرين الثاني.
ويبدو أن قطاع السيارات يتحمل العبء الأكبر من تأثير الاضطرابات. فقد علقت شركة "تسلا" الأميركية للمركبات الكهربائية وشركات تصنيع أخرى الإنتاج الأوروبي بشكل مؤقت نتيجة لنقص المكونات.
## نادي الأسير الفلسطيني: استشهاد أسير من قطاع غزة بسجن الرملة الإسرائيلي ليرتفع عدد الشهداء داخل السجون منذ 7 أكتوبر إلى 10
23 February 2024 09:08 AM UTC+00
## وزارة الصحة في غزة: الاحتلال الإسرائيلي يرتكب 10 مجازر ضد العائلات راح ضحيتها 104 شهداء و160 مصاباً خلال الـ24 ساعة الماضية
23 February 2024 09:09 AM UTC+00
## وزارة الصحة في غزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 29514 شهيداً و69616 مصاباً منذ السابع من أكتوبر الماضي
23 February 2024 09:10 AM UTC+00
## وزارة الصحة في غزة: عدد من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم
23 February 2024 09:11 AM UTC+00
## "كتائب المجاهدين": استهدفنا قوة من العدو الصهيوني تحصنت في مبنى بحي الزيتون بمدينة غزة بصاروخ "سعير" وأوقعناها بين قتيل وجريح
23 February 2024 09:13 AM UTC+00
## باير ليفركوزن أمام 90 دقيقة تاريخية مع المدرب ألونسو
23 February 2024 09:14 AM UTC+00
يفتتح فريق باير ليفركوزن على أرضه الجولة الـ23 من منافسات الدوري الألماني (البوندسليغا) في مواجهة ماينز، الجمعة (الساعة 21:30 بتوقيت القدس المحتلة)، وهو الذي يسعى مع مدربه الإسباني تشابي ألونسو لتحقيق انتصار تاريخي سيكسر رقماً غير مسبوق في كرة القدم الألمانية.
وسيخوض نجوم فريق ليفركوزن بقيادة ألونسو 90 دقيقة تاريخية في مواجهة فريق ماينز، والفوز سيمنح الفريق ومدربه رقماً قياسياً تاريخياً غير مسبوق، إذ إن الفريق سيصل إلى 33 مباراة بدون خسارة في جميع المسابقات في موسم واحد.
وكان فريق باير ليفركوزن قد عادل الرقم القياسي الخاص بنادي بايرن ميونخ الأسبوع الماضي، عندما وصل إلى 32 مباراة بدون خسارة، وهو يملك فرصة ذهبية للوصول إلى 33 مباراة متتالية بدون خسارة في جميع المسابقات شرط عد السقوط في فخ الخسارة أمام فريق ماينز.
في المقابل، وصل ليفركوزن إلى 22 مباراة بدون خسارة في "البوندسليغا"، ويحتاج للحفاظ على سجل بدون خسارة لـ7 مباريات قادمة من أجل الوصول إلى 29 مباراة بدون خسارة وكسر الرقم القياسي لفريق بايرن ميونخ الألماني (28 مباراة في الدوري بدون هزيمة).
ويبدو أن الفريق يسير في الطريق الصحيح لتحقيق لقب أو لقبين على الأقل في موسم 2023-2024، بقيادة المدرب الإسباني تشابي ألونسو، الذي يُقدم موسماً رائعاً في قيادة النادي الألماني، ويُنافس على كل الألقاب المحلية والأوروبية حالياً.
ويتصدر ليفركوزن ترتيب "البوندسليغا" برصيد 58 نقطة من (18 فوزاً و4 تعادلات)، فيما وصل إلى الدور نصف النهائي في بطولة كأس ألمانيا (سيواجه فريق فورتونا دوسيلدورف يوم 3 إبريل/نيسان القادم)، في حين سيُنافس في دور الـ16 لبطولة الدوري الأوروبي وينتظر معرفة منافسه بعد نهاية دور الـ32 من المسابقة الأوروبية، ويبدو أنه من أقوى المرشحين للمنافسة على لقب البطولة هذا الموسم.
كما أن الفريق وصل مع المدرب الإسباني تشابي ألونسو إلى رقم كبير على الصعيد التهديفي في جميع المنافسات محلياً وأوروبياً، إذ سجل ليفركوزن حتى الآن في جميع المسابقات 95 هدفاً (57 في الدوري، 16 هدفاً في بطولة الكأس و19 هدفاً في بطولة الدوري الأوروبي).
## نجاة قائد "جيش سورية الحرة" من عملية اغتيال قرب قاعدة "التنف"
23 February 2024 09:26 AM UTC+00
نجا العقيد فريد محمد القاسم، قائد "جيش سورية الحرة" (فصيل مغاوير الثورة سابقاً) التابع للمعارضة السورية، الخميس، في منطقة الـ "55" كم، التي تضم قاعدة "التنف" العسكرية بريف حمص الشرقي، من عملية اغتيال نفذها أشخاص لهم صلة بالنظام السوري.
و"جيش سورية الحرة" هو شريك قوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ويدير قاعدة التنف بدعم أميركي، عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسورية.
وقال مصدر عسكري من منطقة الـ "55" كم، رفض الكشف عن اسمه لأنه غير مخول بالتصريح، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن شخصين يستقلان دراجة نارية تستخدم للمناطق الجبلية الوعرة، أطلقا الرصاص ظهر أمس الخميس، على سيارة قائد "جيش سورية الحرة" العقيد فريد محمد القاسم، ما تسبب بأضرار في السيارة دون وقوع أي إصابات بشرية.
وأشار المصدر، إلى أن محاولة الاغتيال جرت أثناء زيارة لـ "قائد جيش سورية الحرة" إلى إحدى المدارس وذلك بناء على دعوة من الكادر التدريسي لحضور حفل تكريم الطلاب المتفوقين، موضحاً أنه "أثناء عودة القاسم من الحفل التكريمي تعرض الرتل إلى إطلاق النار"، مبيناً أن "القاسم يزور المدنيين بشكل متواصل في منطقة الـ 55 كم وله علاقات متينة معهم".
ولفت المصدر، إلى أنه تم التعرف إلى الأشخاص الذين نفذوا محاولة الاغتيال، وهما ينحدران من مدينة القريتين بريف حمص الشرقي، ولهما صلة بالنظام السوري، ومتورطان في عمليات تهريب أسلحة ومخدرات من مناطق سيطرة النظام السوري إلى الأردن، مؤكداً أن عملية ملاحقة المتورطين في عملية الاغتيال لا تزال جارية.
وفي أواخر سبتمبر/ أيلول عام 2022 عُيّن العقيد محمد فريد القاسم، وهو قائد "لواء شهداء القريتين" قائدا جديدا لفصيل "مغاوير الثورة" (جيش سورية الحرة حالياً) بعد إقالة قائده العميد مهند الطلاع، الذي كان من مؤسسي هذا الفصيل، ويضم مقاتلين من محافظة دير الزور، التي ينحدر منها الطلاع، ومن مناطق سورية أخرى.
وأوضح المصدر، أن "الهدف من عملية الاغتيال زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الـ 55 كم"، منوهاً إلى أن "عملية الاغتيال مرتبطة بمكافحة جيش سورية الحرة للمخدرات وعمليات التهريب من مناطق سيطرة النظام السوري".
وبين المصدر أن "جيش سورية الحرة" أحبط منذ بداية العام الجاري 3 عمليات تهريب مخدرات بكميات كبيرة مصدرها قوات النظام السوري، البعض منها كان باتجاه الأردن، تضم حبوب "الكبتاغون"، ومادة الحشيش، كما تم ضبط بعض الأسلحة الفردية بحوزة المهربين".
## أدنوك و"أو إم في": تعثر صفقة دمج كيماوية بقيمة 30 مليار دولار
23 February 2024 09:27 AM UTC+00
تعثرت خلال الأسابيع الماضية المحادثات ذات الصلة باتفاق اندماج يجري التخطيط له بقيمة 30 مليار دولار بين وحدتي الكيماويات التابعتين لـ"شركة بترول أبوظبي الوطنية" (أدنوك)، وشركة "أو إم في" النمساوية.
ونقلت صحيفة "فاينانشال تايمز"، اليوم الجمعة، عن أشخاص مطلعين على الأمر قولهم إن المفاوضات توقفت مؤقتاً للسماح للأطراف بتجاوز سلسلة من الخلافات، والتي تتضمن اسم الوحدة المدمجة في إعلان الصفقة النهائية.
وقالت الصحيفة إنه لا يزال من الممكن استئناف المحادثات والتوصل إلى اتفاق في نهاية المطاف.
وأوضحت أو.إم.في في بيان موجه لـ"رويترز": "نحن في مفاوضات مستمرة ومفتوحة ولا يمكننا التعليق أكثر"، فيما لم ترد أدنوك بعد على طلب من "رويترز" للتعليق على هذه المعلومات الواردة في الصحيفة الأميركية اليوم.
وكانت "رويترز" قد ذكرت في وقت سابق أن هناك عدداً من نقاط الخلاف بين الشركتين، بما في ذلك بند يتعلق بضمانات الوظائف في النمسا، وشرط الإدراج في فيينا ووجود رئيس نمساوي للشركة الجديدة.
وفي يوليو/تموز الماضي، دخلت "أدنوك" في مفاوضات مع "أو إم في" حول إمكانية إنشاء كيان قابض جديد للبتروكيماويات، وذلك من خلال الدمج المقترح لحصصهما الحالية في شركتي "بروج" و"بورياليس".
وتمتلك "أدنوك" حصة 25% من مجموعة "بورياليس"، بينما تمتلك "أو إم في" حصة الـ75% المتبقية.
وبروج، المدرجة في "سوق أبوظبي للأوراق المالية"، تمتلك "أدنوك" فيها حصة 54%، فيما تملك "بورياليس" 36%، وتتوزع نسبة 10% المتبقية على مستثمرين أفراد ومؤسسات.
وفي 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي، اتفقت "أدنوك" على شراء كامل حصة شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة "أو سي آي" لإنتاج الكيماويات في شركة فرتيغلوب لإنتاج الأمونيا واليوريا مقابل 3.62 مليارات دولار.
وقالت "أوراسكوم"، التي يمتلكها الملياردير المصري ناصف ساويرس، آنذاك إن عملية البيع "للتخارج الكامل من كامل حصتها في الأسهم وتسييلها نقداً".
وأضافت الشركة، ومقرها هولندا، أن "سعر شراء السهم البالغ 3.2 دراهم إماراتية، بعلاوة بنسبة 8% على السعر الثابت للشركة وعلاوة بنسبة 25% على السعر عند الاكتتاب العام".
وقال نائب رئيس مجلس إدارة "فيرتيغلوب" والرئيس التنفيذي لشركة "أو سي آي" ناصف ساويرس إن شركته "تتطلع إلى مواصلة استكشاف فرص التعاون مع أدنوك في شكل التحالف الاستراتيجي العالمي الذي تم الإعلان عنه يومها، والذي سيركز على مشاريع النمو ذات القيمة التراكمية خارج الشرق الأوسط".
(رويترز)
## العراق يعيد افتتاح مصفاة بيجي بعد توقفها 10 سنوات
23 February 2024 09:27 AM UTC+00
بعد أكثر من 6 سنوات على تعرضها للتخريب والسرقة من قبل جماعات عراقية مسلحة، افتتح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الجمعة، مصفاة بيجي كبرى مصافي النفط العراقية في محافظة صلاح الدين، شمالي البلاد، عقب استعادة السيطرة على المدينة من قبضة تنظيم "داعش" عام 2015.
وكانت فصائل "الحشد الشعبي" قد سيطرت على مدينة بيجي بشكل كامل، وضمنها المصفاة، في نهاية العام 2015، بعد معارك استمرت نحو ثلاثة أشهر مع مقاتلي "داعش"، لتتم بعدها مرحلة من عمليات سرقة ونهب طاولت المصفاة.
وسبق أن أعلن السوداني، في أغسطس/ آب من العام الماضي 2023، استعادة المواد والمعدات المسروقة من مصفاة بيجي (أنشئت في العام 1975)، ما أدى إلى تعطيل هذه المنشأة المهمة طيلة السنوات الماضية.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، في بيان مقتضب أوردته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، افتتح مصفى الشمال في بيجي بعد إعادة تأهيله، وتوقف دام أكثر من 10 سنوات"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني يفتتح مصفى الشمال في بيجي بعد إعادة تأهيله، وتوقف دام أكثر من 10سنوات . pic.twitter.com/4JdPzMJS5T
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء (@IraqiPMO) February 23, 2024
وتتكتم الحكومة العراقية على كيفية استعادة المعدات التي نهبت من المصفاة، كما أنها لم تكشف عن الجهات التي تورطت بعمليات النهب، وهو ما يثير الشكوك في الملف.
وتُتهم "عصائب أهل الحق"، التي يتزعمها قيس الخزعلي، بسرقة معدات المصفاة، وهو ما تنفيه المليشيا باستمرار، رغم أن أنصار التيار الصدري وجهوا اتهامات مباشرة لها بالتورط في تفكيك المصفاة ونقلها خارج العراق، وذلك خلال الأزمة السياسية التي أعقبت انتخابات 2021 وما رافقها من توترات أمنية كبيرة بين الجانبين.
وسبق أن أكدت الحكومة العراقية أنه سيتم تشغيل المصفاة قريباً لتعمل بطاقتها التصميمية التي تقدر بـ150 ألف برميل نفط يومياً، مشيرة إلى أن ذلك سيغلق باب استيراد مشتقات النفط.
وتُعتبر مصفاة بيجي الأكبر في العراق، إذ كانت تقدر طاقتها الإنتاجية بمعالجة 310 آلاف برميل يومياً. واحتل تنظيم "داعش" المصفاة في مايو/ أيار 2014 بعد سيطرته على قضاء بيجي.
22 February 2024 11:40 PM UTC+00
حذّر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، أمس الخميس، في رسالة وجهها إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أن الوكالة وصلت إلى "نقطة الانهيار".
وقال في الرسالة: "إنه لمن دواعي الأسف العميق أن أبلغكم اليوم أن الوكالة وصلت إلى نقطة الانهيار، مع دعوات إسرائيل المتكررة لتفكيكها وتجميد تمويل المانحين في مواجهة الاحتياجات الإنسانية غير المسبوقة في غزة".
وأضاف: "إن قدرة الوكالة على الوفاء بتفويضها بموجب قرار الجمعية العامة رقم 302 أصبحت الآن مهددة بشدة"، وتوظف الأونروا، التي تأسست بموجب هذا القرار الذي تم تبنيه عام 1949، حوالى 30 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان والأردن وسورية.
وكانت الوكالة محور جدل منذ أن اتهمت إسرائيل 12 من موظفيها بالضلوع في هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر الذي نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية، وأنهت الوكالة على الفور عقود الموظفين المتهمين، وبدأت تحقيقاً داخلياً.
كذلك كلف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، مجموعة مستقلة برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة، كاترين كولونا، بمهمة تقييم الأونروا و"حيادها" السياسي.
لكن رغم أن "إسرائيل لم تقدم أي دليل للأونروا حتى الآن" يثبت اتهاماتها، فقد علقت 16 دولة تمويلها الذي يبلغ إجماليه 450 مليون دولار، وفق ما قال فيليب لازاريني، محذّراً من أن أنشطة الوكالة في جميع أنحاء المنطقة "ستكون معرضة لخطر كبير ابتداءً من شهر آذار/ مارس".
وأضاف المفوض العام للأونروا: "أخشى أننا على شفا كارثة هائلة لها آثار خطيرة على السلام والأمن وحقوق الإنسان في المنطقة".
لا يمكن استبدال الأونروا
ويكرر كبار مسؤولي الأمم المتحدة أن الأونروا لا يمكن تعويضها في غزة، حيث تشكل العمود الفقري للمساعدات الإنسانية.
وشدد لازاريني على أن الوكالة الإنسانية "ملأت على مدى عقود الفراغ الناجم عن غياب السلام أو حتى عملية سلام"، داعياً إلى منحها "الدعم السياسي" من الجمعية العامة للأمم المتحدة للسماح ببقاء الأونروا و"الانتقال نحو حل سياسي طال انتظاره"، فضلاً عن إصلاح طريقة تمويلها التي تعتمد أساساً على المساهمات الطوعية.
من جانبها، قالت كولونا في مؤتمر صحافي، الخميس، إن الهدف من المهمة "الحساسة" التي تقوم بها المجموعة المستقلة، في هذا السياق، "استعادة ثقة" المانحين، وأضافت: "هدفي تقديم تقرير دقيق مبنيّ على الأدلة، من شأنه أن يساعد الأونروا على الوفاء بتفويضها"، موضحة أنها تعتزم "تقديم توصيات" في التقرير النهائي المتوقع تسليمه بحلول 20 إبريل/ نيسان.
(فرانس برس)
## مهجّرو غزة مشتاقون إلى بيوتهم وممتلكاتهم
22 February 2024 11:42 PM UTC+00
تتسارع دقات قلب الفلسطيني عبد القادر أبو شرخ كُلما سمع نبأ عن منطقة تل الهوا جنوبي قطاع غزة، حيث كان يسكن قبل أن ينزح قسراً برفقة أسرته المؤلفة من أربعة أفراد إلى مدينة رفح جنوب القطاع جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل. 
ويشارك مئات آلاف النازحين أبو شرخ شعور الشوق الممزوج بالحنين والحسرة، بعدما اضطروا إلى ترك بيوتهم وممتلكاتهم بفعل شراسة القصف الإسرائيلي الذي طاول البيوت والمباني والأبراج والمربعات السكنية، والتهديدات الإسرائيلية المتواصلة للفلسطينيين بإجلاء محافظتي غزة والشمال والتوجه إلى المناطق الجنوبية، وأيضاً بعض المناطق الوسطى ومدينة خانيونس.
حرم النزوح القسري فلسطينيي غزة من بيوتهم ومحلاتهم وأعمالهم، وخلق واقعاً مريراً تضاعفت فيه المعاناة يوماً بعد آخر بفعل التكدّس في المناطق التي يزعم الاحتلال أنها "آمنة"، في حين تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة بسبب إغلاق المعابر ومنع دخول مختلف المواد الأساسية من ماء وغذاء ووقود وأدوية ومستلزمات طبية ومساعدات إنسانية.
يقول أبو شرخ لـ "العربي الجديد": "أُجبِرت على ترك منزلي بسبب تهديد الاحتلال المنطقة التي أعيش فيها قبل أن يقصفها. ونزحت في اليوم الثالث للحرب إلى منطقة الشيخ عجلين جنوب غربي غزة، وظللت فيها حتى اليوم السابع من الحرب حين طالب الاحتلال سكان مدينة غزة وشمالها بالتوجه فوراً إلى المناطق الجنوبية". يضيف: "تركت بيتي وكل شيء موجود فيه باعتبار أن الحرب لن تطول وسأرجع خلال أيام، لكن العدوان امتد فترة أطول من قدرتي على الانتظار". يتابع: "نحن في حالة نزوح مستمر، وكل يوم أقسى من السابق. نعيش حياة غير طبيعية تنعدم فيها مقومات الحياة والأمن والسلامة، ونفتقر إلى راحة الحياة الطبيعية التي اعتدنا عليها في بيوتنا، وإلى الأطعمة اللذيذة التي كانت تطهوها الزوجات، والأمان الذي كُنا نعيشه في كنف بيوتنا".
وتقول سُمية، زوجة أبو شرخ، لـ"العربي الجديد": "رُغم طول فترة العدوان الذي شارف شهره الخامس على الانتهاء، لم أتأقلم مع حالة التشتت والنزوح من بيت إلى آخر ومن منطقة إلى أُخرى، وصولاً إلى إنشاء خيمة من خشب وبلاستيك في حي الجنينة بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة". تتابع: "اشتقت إلى تفاصيل حياتي الطبيعية والشوارع الآمنة والمريحة. كنت أستيقظ يومياً لتجهيز أطفالي للمدرسة، وإعداد الفطور لزوجي قبل أن يذهب إلى العمل. الآن انعدمت الحياة بالكامل، وتوقفت دراسة الأطفال بسبب الحرب، كما تعطّل زوجي عن العمل بعد استهداف المبنى الذي يضم مكتبه للهندسة".
وتتمنى سُمية مثل غيرها من النازحين أن تعود إلى منزلها اليوم قبل الغد كي تتفقده وتطمئن عليه وعلى أغراضه التي اشترتها مع زوجها بعناية. وتقول: "لا نعرف أي شيء عن المنزل منذ أكثر من شهر، وإذا كان لا يزال قائماً أو هُدِم، لأننا فقدنا الاتصال بالجيران الذين نزحوا بسبب اشتداد القصف".
بدوره، يواصل أحمد إنشاصي من حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، متابعة الأخبار لحظة بلحظة على أمل سماع أنباء جديدة قد تُفرح قلبه وقلب أسرته بالرجوع إلى شقتهم السكنية التي أُجبروا على تركها بفعل القصف الذي حَوّل حياتهم إلى "كوابيس وجحيم"، وجعلهم يخرجون بأمل النجاة. ويقول لـ "العربي الجديد": "تركنا بيوتنا من دون أن ننقل أي مُستلزمات ضرورية لحياتنا اليومية، واشترينا كل اللوازم الأساسية بأسعار مُضاعفة حين وصلنا إلى مدينة دير البلح. وكُنا نعتقد بأن خروجنا من بيوتنا سيستمر أياماً معدودة، لكن الحرب طالت واستنفدت قدرتنا على الصبر ومواصلة توفير مُتطلباتنا اليومية".
ويغمُر إنشاصي الحنين بالعودة إلى بيته الذي كان يوفر كل احتياجاته، ويقول: "كانت حياة أسرتي آمنة ومُستقرة، ونقصد مُتنزهات عامة والمطاعم كلما استطعنا. وقد اعتدت على شراء ألعاب وحلوى لأطفالي يومياً، لكننا بتنا محرومين من كل هذه التفاصيل".
ويُتابع الفلسطينيون في قطاع غزة الأخبار للاطمئنان على مناطقهم التي أجبروا على تركها مُنذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ويترقبون الأنباء الخاصة بالجهود المبذولة لإتمام صفقات التبادل ووقف إطلاق النار، وعودتهم إلى منازلهم التي طال ابتعادهم عنها.
## سورية: "انقراض" الأطباء في السويداء ودرعا
22 February 2024 11:43 PM UTC+00
في السنوات الأخيرة، تعرّض أطباء ذوو مواقف محايدة لضغوط وملاحقات من معظم أطراف النزاع، ما تسبب في هروبهم وهجرتهم إلى خارج البلد، واليوم أصبحت كل المرافق الصحية العامة من مستشفيات ومستوصفات تعاني من نقص كبير في الكوادر الطبية.
تأثر الواقع الصحي في أنحاء سورية بهجرة الأطباء التي اعتبرت ظاهرة شائعة جداً في السنوات الأخيرة، خصوصاً في المناطق الأقل استقراراً ومنها تلك الموجودة في الجنوب. وشهدت محافظتا السويداء ودرعا تحديداً رحيل عدد كبير من الأطباء المتخصصين إلى دول في الخليج العربي وأفريقيا بموجب عقود عمل، في حين حصل آخرون على لجوء في دول أوروبية. 
وتفيد تقارير إعلامية بأن بين 50 و70 ألف طبيب هاجروا إلى خارج سورية بين عامي 2011 و2022، في حين عرض تقرير سابق نشرته "العربي الجديد" لسفر مئات الممرضين بشكل جماعي (على دفعات) نحو ليبيا رغم الحرب الذي اندلعت لسنوات فيها، انطلاقاً من قناعتهم بأن الحياة في سورية لم تعد تطاق. ورغم المشاكل العديدة التي صادفتهم باختلاف اختصاصاتهم في ليبيا، ودفعهم مبالغ مالية كبيرة لسماسرة قرروا الاستمرار. وتقاضى بعض من هاجروا إلى ليبيا والصومال والعراق تحديداً رواتب وصلت إلى ألفي دولار شهرياً.
يقول مرادن الذي يعمل في القطاع الصحي بمحافظة درعان لـ"العربي الجديد": "لم يكن الوضع المادي السبب الرئيسي في هجرة الأطباء، إذ تأثرت القرارات بالوضع الأمني وفرض الخدمة الإلزامية، وأيضاً بالمواقف الشخصية من النظام. وفي مستشفى درعا الحكومي تراجع عدد الأطباء المسجلين في قسم أمراض القلب من 16 قبل سنوات إلى أقل من 5 حالياً".
يضيف: "لا يقتصر النقص في الكوادر الصحية على الأطباءن إذ يشمل الممرضين وفنيي التخدير وتخصصات مهمة أخرى، وتعتبر ظروف العمل الحالية سيئة جداً بالنسبة إلى جميع العاملين، كما تلاحق المخاوف الأمنية الأطباء الذين بقوا في البلاد، فهم ضمن مطامع أفراد العصابات والمليشيات الأمنية التي تعمل لصالح النظام باعتبارهم يستطيعون تسديد فدى مالية في حال تعرض أولادهم للخطف. ولأن الأطباء يحرصون على تعليم أبنائهم في شكل جيد للحصول على شهادات جامعية قد تجعل حياتهم أفضل، يشكل ذلك سبباً إضافياً لاختيارهم الهجرة إلى خارج سورية".
وكان نقيب أطباء درعا أكرم الخيرات قد صرح بأن "أكثر من 300 طبيب يمثلون ثلث عدد الأطباء المسجلين هاجروا إلى خارج سورية، لذا تعاني مستشفيات المحافظة من نقص في العدد، علماً أن بعضها لا تحتوي إلا على طبيب متخصص، وهذه مشكلة كبيرة تجبر المستشفيات على الاستعانة بأطباء من العاصمة دمشق، وتعتبر معالجتها أمراً صعباً وطويلاً".
ويضطر سكان درعا إلى حجز مواعيد قد تحدد بعد أكثر من شهر لزيارة طبيب. ويقول الدكتور سعيد أبو هاني لـ"العربي الجديد": "تكاد أن تنقرض تخصصات طبية في محافظة السويداء ما يحتم نقل السكان مرضاهم إلى دمشق. ويعرف الجميع الأسباب التي تحفّز الأطباء على الهجرة، وبينها المردود المادي الضعيف، والوضع الأمني السيئ، واحتمال استدعائهم إلى احتياط الجيش وفرض تأديتهم الخدمة الإلزامية، وأيضاً عدم إيجاد خريجين جدد عدداً كافياً من المتخصصين في المستشفيات العامة لمتابعة تحصيلهم العلمي في سنوات الاختصاص، وقصدهم مستشفيات دمشق في انتظار توفر فرص للسفر والهجرة.
وكان محافظ حماة محمد زنبوعة قد دعا في المؤتمر السنوي لصيادلة حماة، الذي انعقد في 14 فبراير/ شباط، إلى ضرورة أن تعمل الحكومة للحدّ من تسرّب الكوادر الطبية والصحية، خصوصاً الصيادلة، ومعالجة موضوع نقص الأدوية النوعية والمزمنة، وتوفيرها من مصانع الأدوية، وإبدال تلك المنتهية الصلاحية".
ويلفت الدكتور في الصحة العامة محمد الصالح، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن "أسباب مغادرة الأطباء مناطق سيطرة النظام السوري كثيرة، وفي مقدمها الواقع الأمني، وملاحقة الأطباء، خصوصاً أولئك الذين ساهموا في علاج جرحى ومصابين خلال الاحتجاجات السلمية الأخيرة".
يتابع: "يملك الأطباء تطلعات وآمال خاصة، ومعظمهم هاجروا ولم يبقَ منهم باعتقادي إلا نسبة 10 في المائة، استناداً إلى ملاحظاتي عن المسيرة المهنية لزملائي في الجامعة، وبعدها من تخرجوا في الدفعة التالية، وأيضاً أطباء قدماء. واضح أن الاعتقالات أثرّت كثيراً على الأطباء الذين تعرّض بعضهم إلى ابتزاز مالي، وأجبروا على دفع مبالغ لشبيحة، وأيضاً مشكلات الانهيار الاقتصادي والاختلاف في الرواتب التي تمنحها الدولة والتي تعتبر أفضل في بعض المناطق المحررة. وإذا كانت الأوضاع المادية والهروب من الجيش من بين الأسباب الرئيسية الأخرى للهجرة، فثمّة أسباب خاصة أخرى".
ويتحدث نعيم الحوري، وهو موظف حكومي، لـ"العربي الجديد"، عن أن "المواطنين يعانون حالياً في الحصول على رعاية صحية بسبب التكاليف الباهظة للعلاج الطبي. وفي ظل نقص التخصصات الطبية في مجالات عدة يُجبر المواطنون على الذهاب إلى دمشق، ما يزيد الأعباء عليهم على صعيد تكاليف السفر والتنقل وغيرها. وهم يقصدون أطباء يعرفونهم خارج سورية من أجل تشخيص حالاتهم استناداً إلى تحاليل طبية وصور أشعة يرسلونها إليهم تمهيداً لأخذ توصيات علاج منهم. وهذا أمر شائع حالياً، حتى أن أشخاصاً يذهبون إلى مناطق في شمال سورية لإجراء عمليات جراحية لأن تكاليفها مرتفعة في دمشق أو حتى غير متوفرة بسبب نقص المتخصصين".
وفي محاولة لمعالجة بعض المشكلات التي يواجهها القطاع الطبي في السويداء، بدأ مسؤولون محليون في التفكير بإنشاء وإدارة فرق طبية في قرى وبلدات وأحياء المدن الكبيرة، بدعم من أطباء مغتربين في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وبالشراكة مع جمعيات خيرية أسسها مغتربون من السويداء في المهجر. وقرروا تطبيق مبدأ اللامركزية الإدارية في تحديد الاحتياجات الصحية للمناطق من خلال تشكيل فريق في كل منطقة يضم ممرضين وطبيباً أو اثنين لكل 5000 نسمة ومنحهم تعويضات معقولة وحقائب إسعافية.
## مساع قبلية لإلغاء قرار طالبان بمنع تعليم الأفغانيات
22 February 2024 11:43 PM UTC+00
لا تظهر أية بوادر لفتح حكومة طالبان المدارس والجامعات في وجه البنات، رغم أن الشعب الأفغاني بأطيافه المختلفة يطلب منها ذلك، كما توجد خلافات داخل قيادات الحركة بشأن القضية.
رغم إصرار حركة طالبان على موقفها الرافض لتعليم الفتيات، والذي يثير ضدها انتقادات محلية ودولية، تسعى الزعامات القبلية إلى جانب علماء الدين في أفغانستان من أجل إقناع قيادات الحركة بتغيير موقفها، عبر الرسائل والمناشدات، وعقد الاجتماعات.
وفي 14 يناير/كانون الثاني الماضي، عُقد اجتماع ضم عدداً كبيراً من علماء الدين والزعامات القبلية في العاصمة كابول، وحضره مسؤولون كبار في الحكومة، وكان هدفه إقرار منح النساء والفتيات حق التعليم، وفتح المدارس والجامعات أمامهن.
وخلال الاجتماع، قال نائب رئيس الوزراء المولوي عبد الكبير، إن حكومة طالبان تعمل ليل نهار على خدمة جميع شرائح المجتمع الأفغاني، وفق ما تسمح به الشريعة الإسلامية والأعراف المحلية، مشدداً على أن الأوضاع في البلاد تحسّنت، والكثير من الأمور آخذة في التحسن بتعاون المجتمع مع الحكومة، وتحديداً القبائل وعلماء الدين.
من جانبهم، طالب عدد من علماء الدين وزعماء القبائل حكومة طالبان بفتح مدارس البنات، وفتح الجامعات أمام الطالبات، مؤكدين أنه من دون تعليم البنات لن يمكن للمجتمع التطور، وأنه على حكومة طالبان أن تسمع آراء القبائل وعلماء الدين الذين جاؤوا إلى كابول من مختلف الولايات لإقناع مسؤوليها بهذا المطلب، كما طلب علماء الدين والزعامات القبلية أن يكون هناك تواصل دائم مع الحكومة من أجل توصيل المطالب بشكل سلس، مشددين على أن القبائل، وعلى مر التاريخ، كانت ضحية ما يجري في البلاد، وتعاني مناطقها من مشاكل كثيرة يقع عبء حلها على الحكومة.
يقول المولوي نور الدين، والذي شارك في الاجتماع، لـ"العربي الجديد"، إن "العلماء والزعامة القبلية كان كلامهم واضحاً وصريحاً، ولم تكن مطالبهم تتعلق بمنطقة واحدة، أو بعرقية أو شريحة معينة، بل كانت تشمل كل أطياف الشعب الأفغاني، وتركز على حقوق النساء في ضوء الشريعة الإسلامية والأعراف المحلية، وفي مقدمتها حق التعليم، وضرورة فتح المدارس والجامعات أمام الفتيات، لأن القضية لم تعد تتعلق بالنساء والفتيات فحسب، بل بالشعب كله، فالبلاد تحتاج إلى كوادر علمية نسائية في العديد من المجالات المختلفة، وخصوصاً في مجالات الصحة والتعليم والقضاء والأمن".
يضيف نور الدين: "من ضمن ما جرى الحديث حوله الشح الكبير في الكادر الطبي النسائي بمختلف المناطق، خصوصاً المناطق النائية، حيث لا تتوفر طبيبات أو ممرضات، كما تحتاج البلاد إلى أعداد من المعلمات، والشرطيات، والعاملات في السجون وغيرها من القطاعات. نواجه شحاً كبيراً في مجالات عدة، في ضوء ما حصل من هروب من البلاد بعد خروج القوات الدولية، إثر سيطرة طالبان على الحكم. كان نائب رئيس الوزراء المولوي عبد الكبير، يسمع لزعماء القبائل وعلماء الدين في ذلك الاجتماع المهم، وهذا أمر إيجابي للغاية، وكان الرجل متفهماً الأوضاع، ويدرك ما يكنه الشعب الأفغاني لعلماء الدين والزعامة القبلية، وقد سمع بشكل مفصل مطالب المشاركين، وقدر شأن ما يقولون، ووعد بنقل الآراء إلى قيادة حكومة طالبان".
لم يشارك الزعيم القبلي بيرك خان في الاجتماع، لكنه مهتم بتعليم النساء والفتيات، ولديه 6 بنات محرومات من التعليم، ويقول لـ"العربي الجديد": "حكومة طالبان هي أحسن ما شهدناه من حكومات خلال العقود الأخيرة. هناك أمن واستقرار، والحياة الاقتصادية والمعيشية تتحسن، وهناك شعور بالمسؤولية، وعندما يحصل معنا أي شيء، ندرك أن هناك جهة سوف تحاسب، وأنه لا أحد فوق القانون، بينما في زمن ما قبل طالبان، كان أمراء الحرب لا يمكن مساءلتهم، ويقومون بما يحلو لهم، الآن إذا قام قيادي في طالبان بأي ظلم لمواطن، فهناك جهات نتقدم إليها، وتتم المساءلة، وهناك محاكم خاصة تعمل بسرعة من أجل محاكمة من بيدهم المناصب والقوة".
يضيف خان: "أصعب ما نواجهه حالياً كآباء هو موضوع منع تعليم الفتيات، وما يهمنا هو حق بناتنا. أفغانستان بلد واعدة، وكلها حالياً تحت سيطرة واحدة، وتنفذ القرارات والقوانين في كابول وقندهار، كما في مزار شريف وننغرهار وخوست، وفي كل ربوع أفغانستان، ولدينا جيش وشرطة وأمن ونظام، ونطلب من هذا النظام أن يسمح لبناتنا بالتعليم، وعلى حكومة طالبان أن تدرك أن القبائل ستكون سداً منيعاً في وجه أعدائها، وستقاوم أي تحد في داخل البلاد أو من خارجها، فلا نريد بأي حال أن تعبث أي جهة بما ننعم به حالياً من الأمن والاستقرار، وبالتالي نحن نقف مع هذا النظام، وسنقف معه بكل حزم في المستقبل أيضاً، لكن عليه السماح لبناتنا بالتعلم، في المدارس وفي الجامعات".
## الجوانب "المُظلمة" في إعادة إعمار غزّة
23 February 2024 12:10 AM UTC+00
لم يتوقّف العُدوان الصهيوني على قطاع غزّة، ولم ينته التدمير. ورغم ذلك، يلوح في الأفق البعيد سؤال إعادة الإعمار، ويتلجلج في نفوس الجميع، بل إنها مسألة لا تغادر جميع الملفات المتعلقة بالعُدوان المستمرّ منذ أكثر من أربعة أشهر، وتجدها حاضرة في مسار المفاوضات، وصفقات وقف إطلاق النار، واتفاقات التهدئة، يهتم بها الجانب المعتدِي على حدٍّ سواء مع المعتدَى عليه، فبالنسبة للمُعتدِي يريد ممارسة مزيد من التحكّم والإذلال، وبالنسبة للمعتدَى عليه فهو يحتاج إليها كأولوية قصوى مثل الغذاء والماء.
بشكل عام، عملية إعادة إعمار المناطق الخارجة من النزاعات متكاملة، لا تتعلق بجزء واحد دون بقية الأجزاء، ولذلك هي مجموعة شاملة من الإجراءات الساعية إلى تلبية الاحتياجات اللازمة للمتأثرين من النزاع، والحيلولة دون تصاعده، وتفادي العودة إلى القتال، وكذلك معالجة الأسباب الجذرية له، وتدعيم السلام المستدام. وذلك كله من خلال أربع ركائز أساسية: الأمن، والعدالة والمصالحة، الرفاه الاجتماعي والاقتصادي، والحوكمة والمشاركة، لكن، وبكل أسف، حتى هذا الأمر النظري، لا ينطبق على ما يحصل في قطاع غزّة، لسببٍ واحد هو ضخامة المأساة، وهول الكارثة، بحيث يبدو الأمر أشبه ما يكون بحالة الدمار الكامل الذي كانت عليه أوروبا نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، وبالتالي، فقطاع غزّة بحاجة إلى مشروع مارشال جديد يعمل على إعادة الإعمار، والنهوض بالحياة، كما فعل ذلك في أوروبا، إلا أنّ الفوارق كثيرة وكبيرة بين الحالتين، فمشروع التدمير الممنهج الذي يحصل في قطاع غزّة، يتم بدعم كامل وموافقة من الولايات المتحدة التي قادت مشروع مارشال لإعادة إعمار أوروبا. والفرق الثاني، أن الحرب التي انتهت عام 1945 بانتصار طرفٍ واستسلام آخر ليست هي نفسها في الحالة الفلسطينية، فلا ضمان ولا ضامن، يقدر على منع تكرار الحرب، وحدوث التدمير نفسه بعد سنوات قليلة وربما بوتيرة أعلى، هكذا هي دولة الاحتلال، تجنح إلى الحرب والدمار، أكثر من جُنوحها إلى السلام والهدوء، ولا تكترث بالعواقب. جميع تفاصيل المشهد الحالي الحاصل في قطاع غزّة مختلفة عن كل المشاهد السابقة منذ النكبة عام 1948، إذ لم تشهد المنطقة مثيلاً من أعداد المباني المدمّرة، والنازحين، وما زالت تشهده حتى كتابة هذه الكلمات من أطنان المتفجّرات التي تساقطت عليها، متفجّرات ذكية وغبية، صواريخ من جميع الأنواع والأشكال، قذائف من الجو والبرّ والبحر، مع استمراريةٍ في ذلك على مدار الساعات والأيام والشهور، جميع هذه العوامل والمعطيات تجعل مشهد إعادة إعمار قطاع غزّة شديد القتامة، ورغم أن الجوانب القاتمة فيه كثيرة ومتعدّدة،  إلا أننا نقتصر على ذكر خمسة منها، وهي كالتالي.
ستكون إعادة الإعمار إحدى وسائل ممارسة الاحتلال لمزيد من الضغط على الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزّة في مرحلة ما بعد الحرب
الوجه الأول: وربما الأعقد والأشد قتامة، وهو وحده كاف لجعل عملية إعادة الإعمار مستحيلة أو ضرباً من الخيال، ويجعل جميع جهود إعادة الإعمار هباءً منثوراً إذا بقي قائماً، بل تهون جميع التحدّيات الأُخرى أمامه، ومفاده أنّ عملية إعادة الإعمار برمّتها يتحكّم بها الاحتلال الصهيوني، سيمنعها، سيُعيقها، سيعقّدها، وهذا الكلام ليس من فراغ، بل من واقع التجربة في عمليات إعادة الإعمار خلال حروبه السابقة ضد قطاع غزّة منذ 2008. وهذا التشديد هو سياسة يتعامل بها الاحتلال ليس فقط مع قضايا إعادة الإعمار، بل مع جميع تفاصيل الحياة داخل القطاع، فهو المتحكّم في جميع المعابر المحيطة بالقطاع، لا يدخل القطاع شيءٌ صغُر أو كبُر إلا بعلم الاحتلال وموافقته. وفي حالة العدوان القائم، وما نتَج عنه من دمار، ستكون السياسة نفسها أشد وأقسى، فهو لم يقم بكل هذا التدمير، حتى يسمح بإعادة إعمار سهلة وميسورة! فهذا يتناقض مع هدفه المتمثل بتحويل القطاع إلى منطقةٍ غير صالحة للحياة، على أمل أن يقود ذلك إلى الوصول إلى الهدف الأكبر، وهو ترحيل السكان وتهجيرهم إلى خارج الحدود. 
إذَن، ستكون إعادة الإعمار إحدى وسائل ممارسة الاحتلال لمزيد من الضغط على الشعب الفلسطيني داخل القطاع في مرحلة ما بعد الحرب. ولا تصدّق، أيها القارئ، غيرَ ذلك، ولا يغرّنك أي نوع من الاتفاقات والمعاهدات والضمانات، فدولة الاحتلال لا تهتم، ولا تلتزم، هكذا بكل بساطة. للاحتلال في قضية إعادة الإعمار الخاصة بالقطاع ذاكرة مريرة، فجميع محاولات إعادة الإعمار السابقة على مدار ما يقارب عقدين، كانت دائماً تصطدم بعوائقه المتمثلة بالحصار الخانق، وعدم القدرة على اختراق قيود الاحتلال الذي يُمسك المعابر بقبضة من حديد، وبما أن الحالة هذه المرّة من ناحية التعنت الصهيوني، والتصميم على إتلاف مظاهر الحياة في القطاع، أضعاف ما كانت عليه في السابق، فالخلاصة أن عملية إعادة الإعمار هذه المرّة، ستكون أعقد وأصعب بأضعاف ما كانت عليه كذلك، ولئن استطاعت حركة حماس، أحياناً، الالتفاف على الحصار الإسرائيلي في هذه القضية من خلال الأنفاق التي كانت موجودة على الحدود المصرية مع القطاع من جهة الجنوب، وتمكّنت من خلالها من تهريب كل ما يلزم القطاع من المواد، إلا أنّ هذا الخيار في هذه المرحلة ليس مطروحاً، حيث لا أنفاق تُذكر منذ سنوات طويلة.
احتاج القطاع بعد عدوان العام 2008 إلى خمسة مليارات دولار، تبرّع بها المانحون بعد مؤتمر شرم الشيخ في ذلك الحين لإعادة الإعمار
الوجه الثاني: يمكن تسميته "ثلاثة في واحد"، والتحدّيات الثلاثة هي حجم الدمار الهائل، حجم التمويل اللازم، واحتمالية تنازُع المصالح، والجمعُ بينها منطقي لأنها متلازمة، فالدمار يحتاج تمويلاً، والتمويل يحتاج مموّلين. وليس الحديث هنا عن دمار هائل من باب المبالغة، بل هو مشهد حقيقي أحالَ قطاع غزّة من ربوة خضراء، إنْ صحَّت التسمية، إلى صحراء جرداء، لا معالم للحياة فيها، بل هي أرض للموت كما وصفها المسؤول في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، وهي مقبرة كبيرة بعد الحرب، كما كانت سجناً كبيراً قبلها. إذا كنا نتكلّم عن 1.9 مليار دولار تكلفة التصعيد الذي حصل عام 2006 بُعيد خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، فقد داهمَ القطاعَ عُدوانُ العام 2008 الذي احتاج خمسة مليارات دولار، تبرّع بها المانحون بعد مؤتمر شرم الشيخ في ذلك الحين لإعادة الإعمار، وما كانت عملية إعادة الإعمار منذ 2006 قد اكتملتْ بعد، بسبب الحصار الصهيوني على القطاع، وإذا تجاوزنا بقية الحروب اللاحقة في الأعوام 2012، 2014، 2021، وصولاً إلى العُدوان الحالي، وحسب التقديرات التي صدرَت حتى كتابة هذه الورقة، دمّرت القنابل الصهيونية ما يقارب 70٪ من مساكن القطاع جزئياً أو كلياً، كما شملت عملية التدمير جميع أنواع المرافق من مستشفيات، ومدارس، وجامعات، وشوارع، ومقار حكومية، ومراكز صحية، وبُنية تحتية، ومعالم تاريخية، وأراضٍ زراعية، وليست مبالغة القول إنه لم يبق شيء في غزّة لم يصل إليه الدمار، لذلك تفيد بعضُ التقديرات، حتى تاريخ 17/1/ 2024، بأن تكلفة إعادة إعمار الوحدات السكنية فقط تتخطى 15 مليار دولار، ناهيك عن بقية المناحي الأُخرى كالبنية التحتية والجامعات والمستشفيات وغيرها الكثير، مع العلم أن تقديرات تكلفة إعادة الإعمار وصلت إلى ما يقارب 50 مليار دولار، وسيستمرّ هذا الرقم بالزيادة، لأن العُدوان والتدمير مستمرّان، وسوف تكون هذه الأرقام موضعاً لتنازع المصالح بين الطامعين في قطعة كبيرة أو صغيرة من كعكة إعادة الإعمار، وأول الطامعين، يأتي الاحتلال الصهيوني، الذي سينتفع من جميع مجريات هذه العملية وبأكثر من وجهٍ لا يتّسع المجال لتفصيلها، وتتطلع الدول والشركات والأفراد ورجال الأعمال الصغار والكبار والمقاولون والتجار إلى ذلك، كلهم سيدخلون في نَفَقٍ ونِفاق من أجل الحصول على نصيب من الصفقة الكبيرة، وهناك احتمال أن يُطيل هذا التنازع من عملية إعادة الإعمار أو يعقّدها. يمكن اختصار هذا الوجه القاتم باختصار أن تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة هذه المرّة هي تكلفة إعادة إعماره نتيجة ستّ حروب سابقة شُنَّت عليه، وليست حرباً واحدة.
لن تشمل إعادة الإعمار إعادة الحياة إلى عشرات آلاف الشهداء، ولا العلاج الحقيقي لعشرات آلاف الجرحى والمصابين
الوجه الثالث: لا يقلّ صعوبة عمّا قبله، وهو أنّ إعادة الإعمار لن تشمل إعادة الذكريات التي سُحقَت تحت جنازير دبّابات الاحتلال، ولا إرجاع الصور والقصص التي رُويت في البيوت، والمدارس، والمجالس، ولن تشمل إعادة الإعمار إعادة الحياة إلى عشرات آلاف الشهداء، ولا العلاج الحقيقي لعشرات آلاف الجرحى والمصابين، كما أنها لن تعالج الجروح الغائرة لمن سيبقى بعد الحرب ممن فقد العشرات من أهله بين ليلةٍ وضحاها، فقد مُسحَت عائلاتٌ كاملة من السجل المدني، ويدور الحديث عن آلاف الأطفال الصغار الذين فقدوا أهلهم ولا مُعيل لهم، وأصبح الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، ما بين يتيم، أو أرملة، أو جريح، أو شهيد، أو مُشرّد بالنزوح والتهجير. لن تشتمل عملية إعادة الإعمار على جبْر الضرر الأليم لمن فقد أطرافه في الإصابة، أو تشوّه جسده بالحروق، أو تسبّبت له الإصابات بآلامٍ مزمنة، وأصبح على يقينٍ أنه سيقضي حياته مرافقاً لذلك الألم. ومن نافلة القول إن وقعَ هذه النوعية من الإصابات يكون أصعب على نفوس الفتيات والنساء، منه عند الشباب والرجال، وبالتالي يتولّد هناك خوف، وهواجس اجتماعية، ونظرة إلى الذات، وهروب من الواقع، وفرار من المستقبل، وكل هذه الحيثيات لن تشملها إعادة الإعمار.
بعض الأهالي في الحروب السابقة لم يستطيعوا انتظار الحصول على التعويض، أو إعادة البناء من الجهات الدولية
الوجه الرابع: احتمال نشوب الخلافات الداخلية بين سكّان القطاع. ويشهد كاتب هذه الكلمات على عشرات القصص في الحروب السابقة، قصصٌ تخللت عملية إعادة الإعمار، أو التعويض كما كانت تُسمّى، كانت تتمثّل في خلافاتٍ مع الجهة التي كانت تدفع التعويض، سواءً كانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أو غيرها، فإنّ موظفيها هم من الغزّيين في النهاية، وهم الذين يتعاملون مع أصحاب البيوت المدمَّرة الذين ينتظرون التعويض، ولم يحصل في مرّة أنْ كان التعويض مساوياً للخسارة، دائماً كان أقلّ، وهذا يفتح الباب للخلاف بين الأطراف. 
هناك نوعٌ آخر من الخلافات ينشأ بين الأهالي الذين يعيشون في بيوتٍ مشتركة، نابعة من أسئلة مثل مَن سيستلم التعويض؟ ومَن ستتم المعاملات باسمه؟ وربما يأخُذ أحدُهم التعويض ويتنكّر لبقية الشركاء فينشأ النزاع، لكن في الأحداث الحالية، من المتوقع ظهور مشكلات جديدة تتعلق بحدود البيوت المدمّرة، التي اختفت معالمها تماماً، ولم يعد بالإمكان التعرّف على الحدود الفاصلة بين كل بيت وآخَر، وأهل غزّة معروفون بالتشدّد في مثل هذه الأمور، حتى إنّه كانت، في بعض الأحيان، تتعطّل عمليات بناء كاملة بانتظار الانتهاء من الخلاف على نصف متر، أو 30 سنتيمترا بين حدود بيتٍ وآخَر، وربما تمتدّ الخلافات بين الأهالي وجهات الحُكم والتخطيط المعماري والحضري في البلد أياً كانت تلك الجهات، لأن بعض الأهالي في الحروب السابقة لم يستطيعوا انتظار الحصول على التعويض، أو إعادة البناء من الجهات الدولية، فيجتهدون بإثبات الحالة الخاصة بهم حتى يحفظوا حقّهم في التعويض، ثم يبادرون في البناء بأنفسهم، لأنهم يعرفون أن انتظار إعادة الإعمار أو الحصول على التعويض سيأخذ وقتاً طويلاً لا ينبغي معه الانتظار في وجود أولويات الستر والمأوى واستمرار الحياة، وهؤلاء الذين سيبنون بأنفسهم، سيحصل أنْ يقتطعوا شيئاً من حدود الشارع مثلاً رغبة في التوسع، أو تتجاوز حدود بيتهم الجديد الخطوطَ الفاصلة بينهم وبين الأراضي الحكومية. وبالتأكيد، سوف تأتي لحظة وتأتي الجهات الرسمية لتحاسب مرتكبي هذه التجاوزات، وهو باب ثالث للخلاف والنزاع.
إننا أمام احتلالٍ استعماري استيطاني إحلاليّ، متجبّر، متوحّش، عنصري، والأدهى من ذلك كله، أنه مدعومٌ بأسوأ موزّع للحريات والديمقراطيات
الوجه الخامس: الخوف المتجدّد من الحرب وتكرار الدمار، وهو واقعٌ لا يمكن إنكاره في حالة العدوّ الصهيوني، فلن تتضمّن إعادة الإعمار وعداً للناس أكيداً بالأمان، ولا بمستقبل قريب آمن، ولا بعيد مضمون، فالحالة هنا استثناء من بين جميع الحالات، لأننا أمام احتلالٍ استعماري استيطاني إحلاليّ، متجبّر، متوحّش، عنصري، والأدهى من ذلك كله، أنه مدعومٌ بأسوأ موزّع للحريات والديمقراطيات في العالم، الولايات المتحدة التي توفر له دائماً المخرج الآمن مهما فعل، وتترك الناس المظلومين المسحوقين يتدبّرون أمرهم مع مآسيهم. ربما يدفع هذا الخوف من المستقبل الناس إلى حالة من اليأس المشوب بعدم الرغبة في البناء من جديد، وسوف يطرق سؤالٌ آذان الناس جميعاً؟ لماذا نبني ما قد يهدمه الاحتلال بعد قليل؟ فأمْرُ إعادة الإعمار كما هو معروف يأخذ وقتاً طويلاً وجهداً شاقّاً، والمسألة هذه المرّة لا تتعلق فقط بإقامة البناء الحجري، لأنه مع اتساع حجم الدمار، سيكون الحصول على الأثاث، والأجهزة الكهربائية المنزلية، واللوازم المنزلية، ومواد البنية التحتية للمنازل كالأدوات الصحية والدهان والبلاط وكهرباء الإضاءة كلها تحدّيات قائمة في ظل امتداد الهجمة الصهيونية التي دمّرَت جميع المحال التجارية والأسواق والمعارض التي كانت تتكفل بتوفير هذه اللوازم على مستوى البلد. قد يولّد شعور الناس باستحالة الحصول على هذه الأمور تحت وطأة الحصار عندهم التفكير ببدائل تكون أيسر من إعادة إعمار متكاملة الأركان، مثل البقاء في الخيام نوعاً من الاحتجاج، ولكن قد يُردّ على هذا الوجه تحديداً بأنّ إرادة الناس ستكون أقوى، والرغبة في مقاومة محاولات العدو الصهيوني حرمانهم من الحياة ستكون الدافع للبدء من جديد، وأنّ الرغبة في الصمود، وعناد المحتل كفيلة بأن تحفّز الناس للإقبال على الحياة، في مقابل دفع العدوّ لهم على مدار خمسة أشهر لتمني الموت.
ختاماً، هذه وجوهٌ خمسةٌ قاتمة تعتري عملية إعادة إعمار قطاع غزّة، وهي على سبيل المثال، قد تكون هناك جوانب أكثر أو أقل قتامة. وفي المجمل، لن تكون عملية إعادة إعمار القطاع سهلة بأي شكل، إلا إذا افترضنا غياب الاحتلال عن المشهد، فهو أصل كل مشكلة، وأساس كل كارثة.
## لمّا خذَلني صَن يات صِن
23 February 2024 12:11 AM UTC+00
كنّا هناك، في تَراس مطعمٍ بهيج، في جوهاي، جنوب الصين (ثلاث ساعات ونصف طيران من بكّين)، بسمة النسور ومُحسِن فرجاني ومنصورة عزّ الدين وأنا. كان اللحم المشويّ على مائدة العشاء الطويلة مُطمِئناً (زاولْنا هناك حذَراً كثيراً). نسمع نانسي عجرم (نعم نانسي عجرم) تغنّي، وقد أطلق المطعم صوتها عالياً، ونُدردش أربعُتنا ومع مرافقينا ومضيفينا، سيّما مسؤولة العلاقات العامّة في مركز مويان، ديزي، والمترجم محبّ الموسيقى العربية، طالب الدراسات الإسلامية، هان يو (عزّت اسمه المستعار). وقبيْل أن نغادر، سألتْنا ديزي إن كنّا نُفضّل غداً الذهاب إلى الشاطئ أم إلى متحف صَن يات صِن. ... وقعَ الاسمُ على مسامعي غريباً، فسألتُ عمّن يكون صَن، فرماني مُحسن، وهو أستاذ اللغة الصينية وآدابها في جامعة عين شمس، ويحمل الدكتوراه من إحدى جامعات بكّين، بنظرةٍ فيها بعضُ استغراب، فسألني إن كنتُ حقّاً لا أعرف صَن يات صِن، أجبتُه، وقد غشيني شيءٌ من الحرج، بأني فعلاً لا أعرفه، فردّ عليّ بأن لعبّاس العقّاد كتاباً عنه. وهنا أفزعني ما أنا عليه من جهلٍ لا أرضاه لنفسي، إذ أزعُم أنني على معرفةٍ بالعقّاد وكتبِه، بل كنتُ، في يفاعتي الأولى، أوثُره على طه حسين (أظنُّني لم أعُد كذلك لاحقا)، ثم أخبرَني مُحسن إن الرجل مُنظّرٌ وثوريٌّ وإصلاحيٌّ وزعيمٌ سياسي، وكان أول رئيسٍ مؤقّتٍ للصين بعد إنهاء الحكم الامبراطوري. ولمّا كانت الشواطئ ميسورةً في بلادنا، فيما المناسبة لن تتكرّر أن نتعرّف، عن كثب (!) إلى صَن يات صِن، كان القرار أن نزور المتحف.
كنّا ضُحى اليوم التالي (ليس اليوم إيّاه طبعا) في متحفٍ ليس كالمتاحف، وإنما هو حديقة واسعة مُسوّرة، بأشجار وزهور وفيرة، تضمّ بيوتا تقليدية ودكاكين صغيرة، وقاعاتٍ وصالاتٍ وغُرفاً في كلٍّ منها صورٌ ووثائق وكتبٌ وملابس، وسرير نوم صَن في طوْرٍ من حياته، وأشياء كثيرة تخصُّه. بحلقتُ ما وسعني أن أبحلق في كثيرٍ مما رأيتُ، وقرأتُ بعض شروحٍ بالإنكليزية (لا أعرف الصينية) عمّا كنتُ أرى. وصرتُ على إعجابٍ بهذا الرجل الذي يعدّ أبا الصين الحديثة، وأحد بُناة الجمهورية فيها (1912) بعد الثورة على حكم أسرة المانشو، وقد أنهت قروناً من سلطة سلالات إمبراطورية (يُنصح بمشاهدة فيلم بيرتولوتشي "الإمبراطور الأخير" لمعرفةٍ أفضل بتلك المرحلة). عرفتُ أنه كان طبيباً، ولد في 1866 وتوفّي في 1925، وكان مسيحيّاً (ربما تنصّر؟)، ونَشط في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا (وغيرها) للثورة.
أياماً وأعود، أبحثُ عن كتاب العقّاد، "سنْ ياتسن أبو الصين"، فألقى نُسخة إلكترونية (نُشرَ في 1952)، وأقرُأه (180 صفحة)، فأجدُ صاحبَه، كما غادرتُ قراءة كتبه قبل عقود، حريصاً على بسط معلوماتٍ غزيرة (نادراً ما يَنسِبُ شيئاً منها إلى مصادرها). الكتابُ مفيدٌ ليس فقط لمعرفة "بطلٍ من أعظم أبطال الشرق في العصر الحديث"، كما يكتبُ العقّاد عن صَن، وإنما أيضاً لمعرفة الفترة المضطربة (حروب أهلية) في تاريخ الصين قبل الشيوعية وبعد سقوط الزمن الإمبراطوري، وكان الرجل أحد أعلامها، برئاسته مؤقّتاً فترةً قصيرةً بلاده، وبحيوية نشاطه وحراكه، وبتنظيراتِه في الديمقراطية والمؤسّسية الدستورية والبرلمانية والاشتراكية. يعرّفك الكتاب بزيجتيْ صن يات صِن وأبنائه، وصلاته وأسفاره وخلافاته والاستهدافات ضدّه، ويوفّر أيضاً نصوصاً من كتبه وخطبه (من أين جاء بها العقّاد إلى العربية ولم يكن ثمّة "غوغل"؟).
أقيمُ، منذ تلك السفرة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، على ما كنتُ عليه من إعجابٍ بصَن، حتى تُرسل إليّ الباحثة المجدّة المختصّة بالعلاقات الصينية الإسرائيلية، رزان شوامرة، مطالعةً عن هذه العلاقات قبل "أوسلو"، تأتي فيها (نُشرت في "العربي الجديد" في 15/9/2023) على رسالة من صَن يات صِن (بالإنكليزية) يُبجّل فيها، بحماسٍ، الحركة الصهيونية، التي يعدّها من أعظم الحركات في العالم، وتستحقّ، بحسبه دعم كل محبّي الديمقراطية، وذلك في إبريل/ نيسان 1920. أُصابُ بذهولٍ كثير، وأتقصّى الأمر، ثم أعرفُ أن الرسالة (تسعة سطور) موجّهة إلى ناشرٍ يهوديٍّ، ناشطٍ صهيونيٍّ في شنغهاي (مواليد لاهور)، أشهرْتها، بنسختها الأصلية، المكتبة الوطنية الإسرائيلية في 2021، وتراها أوساطٌ هناك بأهمية وعد بلفور. 
إذن، حرصَ الصهاينة الأوائل على أن يناصرَهم الديمقراطيُّ الثوري، صاحبُ الصوت الأعلى من أجل نهوض "الأمّة الصينية"، فكان لهم ما أرادوا. أما أنا فأصيرُ في خذلانٍ كبير، وفيَّ سؤالٌ ما إذا مرقْتُ قدّام تلك الرّسالة في المتحف ولم أنتبهْ لها. نُدردِش، رزان وخالد الحروب وأنا، قبل يوميْن في الدوحة، في الأمر، فيكون حديثُنا عن مُصابي بتلك الصاعقة مناسبة كتابة السطور أعلاه.
## ما الذي يجمع فيروز وزوربا؟
23 February 2024 12:11 AM UTC+00
لا يمكن أن تقول إنك لا تحبّ فيروز، أو أم كلثوم، وإلّا نالت منك شرطة الرّموز، فالحبّ في هذه الحالة واجبٌ ولو بالإكراه. فلا أحد يقبل أن تخرج من سياقٍ يحبُّ اسماً، وإلا فأنت مُدّعٍ أو رديء الذّوق، ولا أحد يجرُؤ على معارضة حبّ الأغلبية رمزاً. رغم أن الأذواق تنمو في البيوت التي وُلدت فيها، ولا يمكن شرح الفن أو الحب والجمال. إنها أشياء تدلّ علينا، ولا يمكن فرضها، لهذا لا بد من كسر دكتاتورية الحب بالإجماع.
لم تعد لي قدرة على سماع عبد الحليم حافظ، بعد مرافقته مرحلة الإسهال العاطفي التي مررتُ بها في المراهقة. لم أعد أستمع إلى فيروز، لسببين: الأول بعد أن فشلتُ في إيجاد لحظة ضعف في صوتها، وأنا أحبّ الضّعف بقدر القوة، كلاهما مصدر جمال وشعر. والثاني، عندما أدركتُ أنني أحبّ الولع في الغناء، فصرتُ أحبُّ أم كلثوم بعد أن كنتُ أهجرها. لكني لا أنسى أن أمتعض منها، امتعاض المحبّين، لأنها تتطرّف أحياناً في مشاعرها، وأنا في حالة لا تقبل الاستنزاف العاطفي للأغاني العربية الكلاسيكية. لا أحبُّ صوت عبد الوهاب الدكالي، ولم أجد بعد طريقة لفهم عبقريته اللّحنية التي أسمع عنها. وأنتشي أحياناً بأغاني "ناس الغيوان" كما لا أفعل مع آخرين، حتى وإن كنتُ مغرمةً بـ "كناوة".
أحبّ إيلا فيتزجيرالد، لأن في صوتها امرأة أحبُّ أن أكونها، وغراماً أحبُّ أن أعيشه. ولا أحبّ أديل بسبب تزامنها مع أزمة مررتُ بها، بعد جلسة عملٍ في ظلّ صوتها. حينها انتابني شعور سيئ تجاهلته، وكان لخذلان حدْسي ثمن رهيب.
لا أحب مارلون براندو بسبب فيلم "ليلة التانغو الأخير في باريس"، الذي اغتصب فيه البطلة ماريا شنايدر في مشهد اغتصاباً حقيقياً. أحبّ ميريل ستريب، كما أحبّ شخصيات روائية، كزوربا أو سعيد في "حكاية بحّار" لحنا مينة أو سكارليت جوهانسون في "ذهب مع الريح"، كما أحبّ البنفسج والتوليب وأنواع الورد الأبيض كله. أحبّ جورج كلوني كما هو، وفي كل ما يفعله. أحبّ ليوناردو ديكابريو الممثل، كما لا أحبّ ممثلاً آخر. أنفر من نيكول كيدمان وساندرا بولوك بعد لمسات البوتوكس شفاههما.
لم أعد أحبّ هابرماس بسبب موقفه أخيراً من الحرب على غزّة. لم أستسغ محمّد شكري لأسباب تتعلق بعلاقته مع الآخرين، وقدرته على امتصاص طاقاتهم من أجل الإبقاء على وهج حضوره. أحبّ بيكاسو ولا أحبّه، أحبّ عمله ولا أحبّ شخصه، رغم أنه كان شخصية رئيسية في رحلتي إلى باريس. أحبّ رقّة شاغال رغم اعتراضي على نظرته إلى الأشياء والناس.
أحبّ الطبخ من أجل الاستمتاع بوجبة حقيقية بطعم أصيل، لكني أكره كل الفوضى التي يُحدثها، وفكرة أن عليّ ترتيبها بعد الانتهاء من الطبخ. أحبّ السفر لكني أكره عذابه وقلقه، وثقل الحقائب وماراتون تحضير كل شيءٍ من أشياء حياتي.
أحبّ روايات أوروبا الشرقية، أكثر من أوروبا الغربية، وأدب أميركا الشمالية أكثر من اللاتينية. أحبّ الشاعر رامبو، وشعر بودلير، والشاعرات أكثر من الشعراء، والروائيين على حد سواء مع الروائيات. أحبّ شعر مارينا تسفيتافيا أكثر من شعر آنّا أخماتوفا، لكني أحب آنّا أكثر. لا أعرف إن كنت أحبّ أولغا تشوكارتوك أو فيسوافا تشومبوريسكا، أو فيتولد غومبروفيتش أو بولندا كلها. 
لا أعرفُ إن كنتُ أحبّ أكثر، السهر ليلاً والناس نيام، أو رائحة الهواء الصباحي وطراوته ونقاءه من أنفاس البشر؟ أحبّ الفرح، لكنني أكره الأفراح. أحبّ الألوان القوية، وضجيج العين وصمتَ الأصوات. أحبّ أن تكون لي القدرة على إخراس العالم حولي، وحذف كثيرين ممن يمشون في الشارع معي، حتى لو كان يعني هذا أن أقضي الوقت في المحو، لكن تنظيف مجال نظري وسيلة مهمة للتهدئة.
أحبّ الموت أحياناً، لأنه راحة، وأحبّ الحياة بعدها، قبل أن تأتي الموجة التالية من اليأس. أحبّ "سكن الليل" من أغاني فيروز، العالقة في كل جزءٍ من خلايا حاسّة السمع عندي، حتى يسكن البال عن الحبّ، حتى لو لم أعد من جمهور فيروز، لكن الحبّ الجماعي القاسي يطارد ذاكراتنا. أو لعلّ الحبّ اختلط علينا، ولا ثقة في اختياراتنا كلها.
## مصر التي لوّحت ولا تزال تلوّح
23 February 2024 12:12 AM UTC+00
عرفنا وعرفت الدنيا كلها أن الاحتلال الصهيوني يمارس عمليات إبادة وتطهير عرقي، ويشن حرب تجويع ويرتكب جريمة ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني في غزّة. بات هذا كله ثابتاً وموثقّاً بالأدلة من خلال آلاف الأوراق المحفوظة في محاضر اجتماعات محكمة العدل الدولية، ويدركه الرأي العام كله، بل أكثر من ذلك تعترف به إسرائيل نفسها بكل فخر، ويجري على ألسنة وزرائها. لا جديد، إذن، يمكن أن تضيفه تصريحات المسؤولين العرب الغزيرة جدّاً في بيان وحشية العدوان الإسرائيلي، وهي التصريحات التي يطلقها أصحابها بلا كلل أو ملل، وهم يحسبون أنهم بذلك أدّوا ما عليهم تجاه شعب شقيق يصرخ صباحاً ومساءً منادياً على أشقائه أن يفعلوا شيئاً لردع المعتدي، فالمأساة من البشاعة بما يجعل مرافعاتٍ عربيةً بليغة أمام محكمة لاهاي أو مشاريع قرار في مجلس الأمن كافية لإعلان البراءة من دم الشقيق المسفوح، وبما لا ينفي التواطؤ بالصمت وبالرطانة اللغوية في المنابر الإعلامية.
قبل يومين، كان رئيس هيئة الاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، يشكو في مداخلة تلفزيونية من أن إسرائيل تتعامل باستخفاف مع المحاولات المصرية لإيصال شاحنات المساعدات إلى الشعب في غزّة، فيقول بالحرف "من غير الواقعي أن تُقدم مصر على إدخال شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة دون خطوة التفتيش من قِبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لأنها دخلت بهذه الطريقة ستتعرّض للقصف من قِبل جيش الاحتلال"، وأن إسرائيل"لم تتورع عن قتل موظفي الأمم المتحدة، ولا العاملين بالإغاثة الطبية ولا قتل الصحفيين، وبالتالي سيكون سهلاً عليها قتل سائقي شاحنات وعاملين عليها". ثم يعتبر رشوان هذه الإذعان المصري للإجرام الصهيوني منتهى الحكمة، حيث يضيف "أن مصر تتخذ قرارتها بدرجة من الحكمة وبما يجعلها تحافظ على مبادئها وعلى الهدف الرئيسي من تحركّاتها على الصعيد الإغاثي، وليس مُجرد التصعيد الذي لن يكون مفيدًا للفلسطينيين".
لا خلاف مع المتحدّث الرسمي المصري في توصيف حالة الاحتلال الصهيوني الذي يتصرّف بطريقة إجرامية ويستخف بكل شيء، بما في ذلك المحاولات المصرية للمساعدة، لكن ذلك لا يعفينا من طرح السؤال الأهم: ما الذي أودى بمصر إلى هذه الخفّة إلى درجة أنها لا تستطيع استخدام معبر برّي لها كامل السيادة عليه ويربطها بأشقائها الفلسطينيين؟ كيف انحدرت الأحوال واختلت الموازين إلى الحدّ الذي يجعل مسؤولاً مصريّاً رفيعاً يرأس مؤسّسة يقع نطاق عملها بين الأمن والإعلام، على يقين بأن الشاحنات المصرية سوف تتعرّض للضرب إن قرّرت القاهرة اتخاذ قرار هو للواجب أقرب بإغاثة شعبٍ شقيقٍ يموت جوعاً وعطشاً وحرمانأً من العلاج؟. لماذا وصلنا إلى الحدّ من الهوان وقد فعلناها قبل ذلك منذ أكثر من 11 عاماً في عدوان مماثل وأدخلنا الشاحنات والقوافل، وحذرنا المعتدي من التعرض لها فارتدع وأوقف قصفه على الأشقاء؟ هل هو الغاز الطبيعي وفواتيره المؤجّلة ومكافآته الإضافية يمكن أن يجعل الفعل المصري سجيناً للغطرسة الإسرائيلية على هذا النحو؟
ليست هذه الحالة من التسليم بالقدرة المطلقة للوقاحة الصهيونية على السماح والمنع والتحكّم في كل شيء وقفًا على الأداء المصري فقط، فالكلُّ مكتفٍ بالكلام والخطابة، بما يجعل كل ما تقوم به الدبلوماسية العربية من تحرّكات بمواجهة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني لا يؤهّلها لأكثر من وظيفة المعارضة لحكومة نتنياهو وسموتريتش وبن غفير، وبقية عصابة اليمين الصهيوني المتطرّف، وهي الوظيفة التي يمارسها زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير ليبيد بشكل أوضح وعلى نحو أكثر كفاءة.
باختصار، بعد مرور نحو خمسة أشهر على الانفراد الصهيوني بالشعب الفلسطيني، لم يعُد أحد يأخذ على محمل الجدّ المواقف العربية الخطابية. وعليه، لا يكفي أن يصرّح رئيس الاستعلامات المصرية، مثلًا، إن "مصر لوّحت ولا تزال تُلوّح، بأنها تملك ما تملك للدفاع عن أمنها القومي وعند القضية الفلسطينية معًا"، لكي يشعر الكيان الصهيوني بالخطر، أو يأخذ خطوة واحدة إلى الوراء في عدوانه المستمرّ.
## أكثر من مجرّد إبادة
23 February 2024 12:12 AM UTC+00
بعد 139 يوماً على المجزرة في غزّة تبدو الكتابة عنها كفعل ضرورة، وإن كان الإحساس المتعاظم بقلة الحيلة تجاه ما يجري في القطاع يعيد إحياء أسئلة تكاد لا تنتهي عن أسباب هول حالة الاستسلام السائدة في العالم العربي، إذ لم تعُد تجدي محاولات التفسير أو التبرير؟ كيف أمكن التخلي عن غزّة منذ اليوم الأول؟ ولو كان ردّ الفعل على العدوان مختلفاً منذ بدايته، ألم يكن من الممكن تفادي هذه اللحظة؟ 
في الأسابيع الأولى، كانت صور المجزرة تطغى على ما عداها لكنها لم تستدع أكثر من مواقف مندّدة ودعوات خجولة إلى وقفها أو الحدّ منها. كانت بعض الدول العربية تراهن تماماً مثل الاحتلال والولايات المتحدة وباقي الحلفاء على "انتصار" إسرائيلي سريع يخلّص الجميع من حركة حماس. لكن هذه الرهانات سقطت، بينما مضت آلة القتل والتدمير الإسرائيلية في جرائمها. واليوم تتزاحم مشاهد الإبادة وحصار المستشفيات مع صور المجاعة وأصوات الاستغاثات التي تملأ القطاع. 
الأم التي تتحدّث كيف أن طفلتها تأكل يديها من الجوع وتلك الطفلة التي تتحدّث وكأنها تبلغ من مائة عام وهي تقول "جعنا بدنا ناكل" تختصران كل الحكاية. لم يعد أهالي غزّة يفكرون بمنازلهم المهدّمة وأقاربهم الذين يتحلّلون تحت الأنقاض والبرد، بل ينشغلون فقط بما إذا كانوا قادرين على إيجاد لو قليلا من الطعام للبقاء على قيد الحياة. وإذا لم يعد لسكان غزّة من خيارات، فإن لكل العالم من حولهم خيارات لنجدتهم. يُخبرنا الأردن المرّة تلو الأخرى أنه أنزل مساعداتٍ طبيةٍ عاجلة جوّاً إلى غزّة، وذلك بالطبع بتنسيق مع سلطات الاحتلال، وإن لا يقول المسؤولون الأردنيون هذا، وبذلك لم لا يتم إنزال مساعدات إغاثية جوّاً لأهالي القطاع؟ 
تلوك السلطات المصرية منذ بدء العدوان سردية أن الاحتلال من يعطّل إدخال المساعدات إلى غزّة بسبب إجراءاته الأمنية. وما كان يمكن إيجاد مبرّرات له خلال الفترة الأولى عندما كانت هناك مفاوضاتٌ ليس قابلاً اليوم لأي تفهّم. ما الذي تنتظره مصر لإدخال المساعدات مباشرة نحو القطاع. هل يجب ترقّب أن تنتقل وفيات الجوع من العشرات يومياً إلى المئات والآلاف. 
أما برنامج الأغذية العالمي، فقد أعلن عن وقف إدخال المساعدات على قلتها إلى الشمال تحديداً. إذا لم يكن على وكالات الأمم المتحدة العمل في ظروف صعبة وغير مستقرّة فمتى يمكن توقع عملها في أيام الرخاء!
كل ما يجري في غزّة اليوم يُترجِم رغبة في إبادة سكان هذا القطاع. ورمي المسؤولية فقط على إسرائيل لم يعد في محلّه. تلك القائمة الطويلة من الدول، التي يمكنها التحرّك على الأرض أو الضغط بالأفعال، وتكتفي ببيعنا تصريحات، شريكة في الجريمة. وليس يأساً أو مبالغة أو مهما كان التوصيف القول إن الشعوب العربية مسؤولة أيضاً. يكاد حجم الحراك في الشارع العربي للضغط على وقف المذبحة في غزّة يكون معيباً مقارنة مع ذلك الذي تشهده العواصم الغربية. كيف يمكن أن يحدُث هذا بينما تكبر المأساة والمجزرة، وإذا كانت فعلاً فلسطين قضية الشعوب لا الأنظمة، فأين هي هذه الشعوب؟ قد يقول بعضهم هل يمكن توقّع ممن استكان لكل الأزمات في بلاده أن يتحرّك في الشارع لأجل غزّة. نعم، يمكن ذلك، إذ أقله يفترض أن القضية الفلسطينية تتخطّى الانقسامات السياسية في جميع البلدان العربية. ولكن ذلك لم يحدُث بعد 140 يوماً على العدوان.
## عدم جدوى عقوبات واشنطن على الأسد
23 February 2024 12:13 AM UTC+00
لم يكترث رئيس النظام السوري، بشّار الأسد، بتشديد واشنطن قوانين العقوبات عليه. وجديدها أخيراً مصادقة مجلس النواب الأميركي، بالأغلبية المطلقة، على مشروع قانونٍ يجدّد عقوبات "قانون قيصر"، ويمنع الولايات المتحدة من "الاعتراف أو تطبيع العلاقات مع أي حكومة سورية، يقودها بشّار الأسد". وكالعادة، أدار النظام ظهره للإجراءات الأميركية، التي تتوالى في صيغة قوانين عن الكونغرس، لم تُترجم إلى نتائج ملموسة فيما يتعلق بتقديم النظام تنازلاتٍ بخصوص الحلّ السياسي، وفق القرارات الأممية، وخصوصا قرار مجلس الأمن 2254، الذي أنفقت الأمم المتحدة عدة سنوات من أجل تطبيقه، ولكنها فشلت بسبب مماطلة النظام الذي شارك في اجتماعات اللجنة الدستورية، لكنه رفض كتابة دستور جديد. ولم يكن ليلجأ إلى أسلوب تضييع الوقت، وتمييع القضية، لو لم يدرك مسبقاً أن سقف الضغوط الدولية عليه منخفض، لا يتجاوز فرض عقوبات، أصبح قادراً على التعايش معها، أو التحايل عليها، بدعم من روسيا وإيران.
كان واضحا، منذ البداية، أن العقوبات الأميركية على النظام السوري لا تمتلك الأدوات الكافية من أجل تحويلها إلى سلاح فعال، يخيف رئيس النظام وبطانته. ورغم أنها تبدو، من حيث الشكل، صارمة وقاسية، وتُنذر بتركيع الأسد، فإنها مليئة بالثغرات التي سمحت لأطراف عربية ودولية بتجاوزها، والذهاب حد تشجيع النظام على خرقها، وعصيانها علانية، ومن ذلك خطوات التطبيع التي قامت بها دولٌ عربية أعادت فتح سفاراتها في دمشق، والتواصل مع النظام على أعلى المستويات، ودعوة رئيسه إلى حضور مؤتمر القمة العربية في الرياض في مايو/ أيار الماضي، على أساس سياسة الخطوة خطوة، المشفوعة بوعود اقتصادية مهمة، مقابل إبداء مرونة على صعيد الحلّ السياسي، تبدأ بتقديم ضماناتٍ لعودة ملايين اللاجئين السوريين من دول الجوار، لبنان، تركيا، والأردن.
لا يمتلك النظام مقومات الصمود الذاتي، ويدين بأسباب البقاء المادية والعسكرية إلى كل من روسيا وإيران، وهذا ليس جديدا، فالقضية السورية خرجت من يد أهلها، وصارت شأنا دوليا منذ الأشهر الأولى لعام 2011، وليس النظام وحدَه من رهن قراره بيد أطراف خارجية، بل المعارضة كذلك. ويعدّ حال البؤس الذي آلت إليه محصلة طبيعية لعدم استقلاليتها، وهي بتشكيلاتها كافة، بما فيها الائتلاف الوطني، لم تعد تمثل السوريين، وبات قرارُها بيد أطراف دولية، صاحبة مصالح في سورية، لا صلة لها بمطالب السوريين السياسية، ولا بمعاناتهم في بلدان اللجوء، وسوء أحوالهم المعيشية، وتعرّضهم لموجات قوية من العنصرية.
ليس الحل بعزوف واشنطن عن تشديد العقوبات على الأسد ونظامه، بل هذه الخطوة ضرورية، وكي تكون مفيدة يجب أن تكون فعّالة، وأن لا يقتصر التحرّك الدولي عليها. ويجب أن يترافق مع تحريك المسألة السورية في الأمم المتحدة، بغضّ النظر عن مواقف الأطراف الداعمة لنظام الأسد. وفي وسع الضغط الدولي إلزام النظام وداعميه، باحترام شروط العودة الطوعية الآمنة للاجئين إلى بيوتهم، وممارسة حياتهم بصورة خالية من القمع والترهيب. وبعيدا عن ذلك، على المجتمع الدولي توفير حماية للاجئين، الذين يواجهون تراجع الدعم من المنظمات الإنسانية الدولية، والتدخّل لدى الدول المستقبلة للاجئين، كي تطبق على نحو عادل الاتفاقات الخاصة بحماية اللاجئين، واحترام حقوقهم في الكرامة الإنسانية والصحة والتعليم والسكن والغذاء. وكما هو معروفٌ اليوم هناك شكاوى من منظمات دولية بشأن المعاملة غير اللائقة للاجئين السوريين في أكثر من بلد، ومن ذلك عمليات ترحيل قسري، لا تراعي شروط العودة الآمنة المنصوص عليها في الاتفاقات الدولية. وإذا لم يحصل تحرّك دولي جادّ على هذا المستوى، سوف تزداد الأوضاع سوءا، وتتحول قضية اللاجئين السوريين إلى استثمار مربح في المعاناة.
## عن سقوط قواعد الاشتباك في جنوب لبنان
23 February 2024 12:13 AM UTC+00
يبدو واضحاً منذ أيام أنّ "إسرائيل" أسقطت ما تُعرف بقواعد الاشتباك في جنوب لبنان عن سابق نيّة وتصوّر وتصميم؛ فالطائرات الحربية الإسرائيلية أغارت يوم الاثنين (19 فبراير/ شباط)، على موقعين في بلدة الغازية، جنوبي مدينة صيدا، ودمّرت ما قالت "إسرائيل" إنّها بنية تحتية لحزب الله في الموقعين. وتبعد بلدة الغازية عن الحدود قرابة 50 كيلومتراً. وقبلها بأيّام أغارت الطائرات الحربية على مدينة النبطية واستهدفت مبنىً فيها، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّه كان يؤوي أحد القادة العسكريين للحزب. وسبقت ذلك غارات أخرى استهدفت سيارة في قلب المدينة التي تقع شمال نهر الليطاني، وبعيدة نسبياً أيضاً عن الحدود. كما استهدفت المسيّرات الإسرائيلية سيّارة على الطريق الساحلي بين بيروت وصيدا في بلدة جدرا في جبل لبنان. 
يقود ذلك كله إلى القول إنّ "إسرائيل" أسقطت قواعد الاشتباك التي كانت قائمة في جنوب لبنان طوال الشهور الماضية وراحت تعمل على استجرار حرب مع لبنان وحزب الله من أجل الانتقال إلى مرحلة جديدة في الحرب على غزّة بعدما فشلت في تحقيق أيّ هدف عسكري حقيقي، وبعدما رفضت، على طريقتها، المبادرات التي طرحها لقاء باريس من أجل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى علّ ذلك يعيد خلط الأوراق، أو يدفع المنطقة إلى مواجهة كبيرة ومفتوحة تعيد رسم كل معالمها. وبالحدّ الأدنى قد تعمل "إسرائيل" من خلال توسيع رقعة استهدافاتها في لبنان على تغيير قواعد الاشتباك التي كانت قائمة لصالح قواعد جديدة تطرحها دائماً في مطلب إخراج حزب الله إلى منطقة شمال الليطاني، أو ربما إلى ما هو أبعد، وهو ما يرفضه حزب الله، ويربط تنفيذه بـ"تسوية" يكون وقف إطلاق النار الدائم في غزّة أحد شروطها، ناهيك عن أثمان سياسية ربما تكون لها صلة وعلاقة بالداخل اللبناني.
يقترب موعد لبنان مع الحرب الواسعة شيئاً فشيئاً وما إسقاط قواعد الاشتباك التي كانت قائمة سوى المقدّمة التي يمكن أن تلحق بها المواجهة المجنونة
يدرك حزب الله أنّ المطلب الإسرائيلي في هذه المرحلة بالنسبة للبنان دفع الحزب إلى ردّة فعل قويّة ومؤثّرة تعطي ذريعة للإسرائيلي لتوسيع الحرب، ليس بهدف كسبها والانتصار فيها، بمقدار ما هو إعادة خلط الأوراق في المنطقة؛ ويدفع الحزب أثماناً باهظة جراء الاستهدافات والاغتيالات التي تطاول مجموعاته وعناصره، ويشعر بأنّه مكبّلٌ في عمليات الردّ لأنّه لا يريد أن يدخل حرباً مفتوحة وواسعة مع الإسرائيلي، وخصوصاً أنّ الدعم العالمي ما زال متوفّراً وحاضراً على الرغم من التحوّل الطفيف الذي طرأ على الموقف الدولي من الحرب على غزّة، كما لا يمكنه السكوت الدائم على هذه الاستهدافات أو الرد الخجول عليها، خصوصاً أنّها تزيد حجم خسائره بالتقسيط، وذلك كله يقيّد حركته ويضاعف خسائره في وقت لا يحتمل فيه أيّ مخاطرة في الموقف. ولكنّ ما لا يدركه الحزب، أو ربما يدركه ولا يملك حياله أيّ مخرج، هو أنّه سيكون الهدف التالي، سواء تمكّن الإسرائيلي من تحقيق إنجاز في غزّة أو في حال راكم فشله؛ ففي الحالة الأولى فإنّ أيّ نصر ولو باهت سيجعل الإسرائيلي يشعر بالنشوة وبالتالي إدارة فوّهات المدافع والدبابات نحو الجبهة الشمالية مع لبنان لاستكمال "النصر" الذي تحقّق له. وفي الحالة الثانية فإنّ الهزيمة والفشل سيقودان القيادة الحالية لـ"إسرائيل" إلى مغامرة أو مقامرة كبيرة، لأنّ هذه القيادة تنظر وتعتبر أنّ الفشل سيعني انتهاء "إسرائيل"، وبالتالي فإنّها مستعدّة للهروب نحو الأمام وتحويل المنطقة كلّها إلى ساحة حربٍ تنزلق إليها وتشترك فيها دول أخرى، ومن بعدها يتقرّر مصير هذه المنطقة. 
لأجل ذلك، يقترب موعد لبنان مع الحرب الواسعة شيئاً فشيئاً وما إسقاط قواعد الاشتباك التي كانت قائمة سوى المقدّمة التي يمكن أن تلحق بها المواجهة المجنونة.
## أين غزّة في اليوم العالمي للغة الأم؟
23 February 2024 12:13 AM UTC+00
لو نبتعد قليلاً عن التحليلات السياسية والتخمينات والاقتراحات ومتابعة الفعاليات الرسمية والدولية وفي مجالس الهيئات والجمعيات التابعة للأمم المتحدة وغيرها، فهناك عمق خفي للحياة في غزّة الواقعة تحت حرب بلغت آماداً لا يمكن تصوّرها وقبولها في الوحشية والإجرام، عمق تصاب فيه الحياة في شرايينها التي يسري فيها النسغ، كما لو أن سمّاً مديداً يُدس فيها بمكر، يَعدُ المجرم بموت كما يهوى في المستقبل. هذا الموت ربما لا يلتفت إليه إلّا قلائل أمام الموت الفاجر الذي يحدث بلا أدنى حدّ من المحاسبة للمجرم، إنّه موتُ أجيال عاشت طفولة مجروحة "اللغة الأم" منذ أول احتلال لغزّة، انطلاقاً من أنها عاشت هذه العقود تحت الحصار أو تحت الحرب، فلو أحصينا الحروب التي شنتها إسرائيل على القطاع لرأينا ان أجيالاً من الأطفال ولدت وكبرت ولم تراكم في ذاكرتها غير القلق والخوف والتهديد الوجودي، حياة يحاول الاحتلال تفريغها من كل معاني الحياة.
كل عام، تحتفي الأمم المتحدة باليوم الدولي للغة الأم في 21 فبراير/ شباط. وترمي المنظمّة إلى تعزيز اللغات البشرية بما أن 45% من أصل سبعة آلاف لغة يتحدّثها الناس على الكوكب مهدّدة بالانقراض، وما يستخدم منها في الفضاء الرقمي لا يتجاوز المائة لغة. صحيح أن "اليونسكو" خصّصت يوماً للغة العربية، واللغة العربية ليست مهدّدة بسبب الحرب على غزّة، لكن ما يهدّد سكان غزّة الذين يبلغ عددهم مليونين وثلاثمئة ألف شخص، هو تشظّي حياتهم بسبب استهداف النساء والأطفال، بسبب اغتيال كل لحظة يمكن أن توفّر فرصة لعيشٍ يليق بالكائن البشري مثل بقية الأفراد في العالم، هذا التشظّي الذي سينسحب على كل مجالات الحياة، ومنها اللغة.
ما هي اللغة الأم؟ واحد من التعريفات التي وضعها علماء اللغة والاجتماع والإنسانيات للغة الأم هو الأكثر صدقاً وشفافية، "هي اللغة التي يتعرّض لها الشخص منذ الولادة، أو خلال الفترة الحرجة"، ومن هو أول شخص يتعامل معه الوليد غير الأم؟ وهي عامل رئيس في تشكل الهوية الشخصية والاجتماعية والثقافية الخاصة به وتطورها، ووسيلة تعدّ انعكاساً وتعلماً للأنماط الاجتماعية في التمثيل والتحدث.
اللغة الأم تلك التي يبدأ الطفل يألفها وهو بعدُ جنين في رحم أمّه، فتلك العلاقة "السرّية" بينهما لا أحد يستطيع فهم مفرداتها
اللغة الأم تلك التي يبدأ الطفل يألفها وهو بعدُ جنين في رحم أمّه، فتلك العلاقة "السرّية" بينهما لا أحد يستطيع فهم مفرداتها وسماع إيقاعاتها والشعور بدفئها وعاطفتها غيرهما، هذه العتبة الأولى التي تفضي إلى "مدرسة" الحياة، فيها تتابع الأم تغذية الحياة ورعايتها لدى وليدها حتى يقوى عوده قليلاً وينطلق إلى رحابها، لكنها أهم المراحل في بناء الإنسان وبناء منظومته اللغوية والمعرفية، بل تكوينه عامّة. وفيها يتعلم، بينما يتعلم اللغة، القدرة على فهم الذات والآخر والقدرة على التعبير عن الأفكار. 
كيف للغةٍ أن تنتعش في ظل حربٍ من هذا النوع؟ حرب ممتدّة، اليوم الذي يصفونه باليوم التالي مديد، ضارب في أمس غزّة ويمتد إلى مستقبلها، غزّة التي لم تعرف غير الحصار والحرب، تسعى إسرائيل إلى تجفيف موارد الحياة كلها فيها، فلا يبقى معنى للبهجة في وجدان ساكنيها، وأكثر من يحتجن البهجة هنّ الأمهات. فكيف لطفلٍ أن يشعر بالأمان بينما حضن والدته، إن حضر، مترع بالقلق والخوف؟ 
اعتادت المرأة الفلسطينية، شأن كل أمهات الأرض، أن تترنّم بالأغنيات لطفلها منذ تكونه في رحمها، لا تغني الأغنيات الشعبية التي ترتبط بحياة الإنسان ارتباطا وثيقا منذ ولادته، فحسب، بل تبتكر الأغنيات والترانيم والألحان بينما تسبح في بحر عواطفها الدافئة وهي تهدهد صغيرها. وتترنّح بما يتناغم وحركات إيقاع المهد، أو حركات يديها ورجليها إن نام في حضنها، تعده بأغانيها بأن الملائكة تحرُسه، وأن الهدايا تنتظرُه، وتحبّبه بكائنات البيئة. كلنا يعرف أغنية "يلا تنام يلا تنام لـ جبلك طيرين حمام"، كما تتضمّن الأغاني عديداً من أسماء "الطيبات" لدى ذائقة المحيطين، كالفستق واللوز والجوز وغيرها، وتعده بأنه سيأكلها عندما تظهر أسنانه ويصبح قادراً على أكلها: "صباح الخير يا لوز بدي لحبيبي جوز/ يكون غني وفرحان ويملّي الخوابي جوز/ صباح الخير بزيادة يقلع عين الحسّادة".
الطفل الفلسطيني حرمته الظروف من ألعابه وانتزعنه من طفولته، وهدمت مدرسته وحرم من وسائل التعليم الأخرى
ينام الطفل نوماً هادئاً "تحرُسه الملائكة"، وينتظر الـ"الهدية"، أو ربما نام على خيال ينمو ويكبر وهو يستعيد الحكايات التي كانت تحكيها له قبل النوم، برقتها وصوتها الهادئ، خصوصاً إذا كان الطقس الذي سبق هو طقس الـ "الحمّام"، الذي ينام الطفل بعده نوماً هادئاً هانئاً. 
"الطفل اللي ما بنام وبظلّ يبكي يا بكون جوعان أو بكون موجوع أو موسّخ على حاله"، هذا ما تحكيه الأمهات والجدات في جلساتهن، ما ينصحن به أمّاً طفلها يبكي، ويقلن أيضاً: "الراحة غلبت السّراحة والنوم دلايل العافية". فماذا عن طفلٍ لا ينام ولا يستحم ولا يأكل ولا يلعب؟ كيف ينمّي مهاراته اللغوية والحبال "اللغوية" التي تربطه بأمه وأسرته ورفاق حارته والمدرسة، قطعت كلها ولم يبقَ في بيئته غير القنابل والصواريخ والطائرات "الزنّانة" وغيرها؟
الطفل الفلسطيني حرمته الظروف من ألعابه وانتزعنه من طفولته، وهدمت مدرسته وحرم من وسائل التعليم الأخرى، التلفزيون والسينما التي يشاهد بهما برامج ترفيهية وتعليمية، وانتهاء بما يغنيه هو في ألعابه مع أترابه، فلم يبق في محيطه مكان للعب، ضاقت بالطفل الفلسطيني في غزّة حتى مساحة نومه، هذا طفل محروم من كل شيء، من ترنيمات أمٍّ لم تعد تجيد حتى "الحزن"، لم يبقَ في وجدانها غير القهر والخوف والقلق والترقب و... الصمت. لقد علّمتها الحرب الصمت، فانقطع حبل الوصال والتواصل بينها وبين أطفالها، الصمت الذي لا تقطعه إلّا صرخات الخوف أو الهلع أو الندب، أو الصراخ: يا وليدي" بينما تحضن الأم جثة ابنها الذي اغتالته يد الغول.
عن أي "لغة أمّ" يتحدّث العالم وترصد لها اليونسكو يوماً للاحتفاء بها، وفي غزّة اليوم لم يبقَ مكان للبهجة؟
عن أي "لغة أمّ" يتحدّث العالم وترصد لها اليونسكو يوماً للاحتفاء بها، وفي غزّة اليوم لم يبقَ مكان للبهجة، لم يبقَ مكان للحلم، لم يبقَ مجال لفهم ما يحدث، وفهم الذات، وفهم الآخر. الحرب الوحشية اغتالت كل شيء، وانقطعت الحبال السرية بين الأمهات وأطفالهن، فأي لغة ستبقى في ذاكرة هذه الأجيال المغدورة؟ أيّ مفردات ستكرسها الحرب في وعيهم، وأيّ صيغ للحياة؟
كُتب في موقع اليونسكو "هناك اليوم وعي متزايد بأن اللغات تلعب دوراً حيوياً في التنمية، وفي ضمان التنوّع الثقافي والحوار بين الثقافات، ولكن أيضاً في تعزيز التعاون وتحقيق التعليم الجيد للجميع، وفي بناء مجتمعات المعرفة الشاملة والحفاظ على التراث الثقافي، وفي تعبئة الإرادة السياسية لتطبيق فوائد العلم والتكنولوجيا على التنمية المستدامة". فأين الشعب الفلسطيني عموماً، وفي غزّة خصوصاً من هذا التنظير؟ وبماذا يفيد الكلام عن التنمية المستدامة، والحياة مهدّدة لديه بألا تكون مستدامة؟
يحتاج الاحتفاء باللغات الأم أكثر ما يحتاج إلى صون الحياة قيمة عليا يستحقها كل البشر من دون تمييز، بعدها تُحفظ اللغات وتزدهر، ويصبح كل أفراد البشرية مساهمين في صناعة الحياة، وليسوا واقعين بغالبيتهم تحت تهديد الموت الجبار، كما تفعل إسرائيل بوحشيّتها اليوم.
## غزّة وعنصرية العالم الحديث
23 February 2024 12:14 AM UTC+00
الشعور بالقهر هو الطاغي من بين مشاعر كثيرة سيئة تفرض نفسها عليّ بسبب ما يجري من عدوان إسرائيلي وحشي على قطاع غزّة. ترتكب الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية هناك علناً، وأمام أنظار العالم الذي لا يفعل شيئاً، سوى تأييد إسرائيل في جرائمها بوصفها "دفاعاً عن النفس"، والطلب منها تخفيف عدد القتلى بين المدنّيين الفلسطينيين. وفي الاعتراض على معركة رفح التي تتحدّث عنها إسرائيل عدواناً قادماً لا محالة. يسأل الأميركيون والأوروبيون: ماذا ستفعلون باللاجئين؟ لتقوموا بالعملية العسكرية عليكم نقلهم مرّة أخرى إلى مكان آمن. أين يذهب سكان غزّة الذين لجأوا مرّة بعد أخرى إلى أماكن يفترض أنها آمنة، ولاحقتهم القذائف الإسرائيلية في كل مكان، ويُقادون من مكان إلى آخر كالخراف، من دون اعتبار لأي من حقوق الانسان التي يُفترض أنهم يتمتعون بها، والتي يتشدق بها العالم، لكنها لا تنطبق علينا. أيُّ نفاقٍ تمارسه هذه الدول لتغطي على الجريمة الإسرائيلية الممتدّة منذ أشهر والتي قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وجعلت أوضاع الجميع في القطاع أوضاعاً كارثية، كل المؤسّسات الإنسانية تحذّر من عواقبها، خصوصاً على أكثر الفئات ضعفاً في قطاع غزّة، الأطفال والنساء والشيوخ؟ وأي نقل آمن للاجئين يتحدّث الأميركيون عنه في ظل القصف الإسرائيلي الذي لم يترك مكاناً في غزّة لم يستهدفه، وهو السجن المغلق على الفلسطينيين بسبب الحصار الإسرائيلي منذ سنوات طويلة؟
استمرّت الولايات المتحدة وحلفاؤها في معاقبة الناس، بدلاً من إجراءاتٍ تمسّ الأنظمة نفسها
تختصر السياسات الأميركية والأوروبية الداعمة لإسرائيل في حربها الوحشية على الفلسطينيين صورتنا عند صانعي هذه السياسات، والتي تدلّ على ما يمكن تسميتها "عنصرية ناعمة" تختفي وراء تصوير مزيّف لواقع قائم من أجل تبرير سياسات لا يمكن تبريرها من دون هذا التزييف للواقع الحقيقي. وهي سياساتٌ لطالما اتبعها الغرب بعد انهيار الدول الاشتراكية واستئثار الولايات المتحدة في عالم ما بعد الحرب الباردة، وفرض منطقها وشروطها على كل العالم. والسياسات بوصفها مستندة إلى معامل لتزييف الحقائق، كانت ذروتها في اختراع الأكاذيب في العراق في العام 2003 من دونها ما كان للولايات المتحدة أن تجد مبرّرات لغزوها العراق واستكمال تدميره، وتبين أن أسلحة الدمار الشامل التي تحدث عنها وزير الخارجية الأميركي في حينها، كولن باول، أمام مجلس الأمن لتبرير الحرب، لا وجود لها، وعلاقة النظام العراقي بتنظيم القاعدة، لم يكن لها أي أساس أيضاً. ولكن المهم في ذلك أنه جرى احتلال العراق، وليس مهماً سواء كانت الوقائع مزيّفة أم لا، ولم يعد من الممكن التراجع عن احتلال العراق الذي أصبح واقعاً ورسم مستقبل المنطقة اللاحق. 
والسياسات الأكثر وحشية كانت حصار الدول التي اعتبرتها الولايات المتحدة "دولاً مارقة"، والتي اختارت أن تفرض الحصار عليها، سمتها في بعض الحالات "عقوبات ذكية"، وماذا كان مفعول هذه العقوبات؟ لم تدفع الأنظمة الحاكمة ثمن هذه العقوبات، ذكية أم غبية. والناس البسطاء هم الذين دفعوا ثمن هذه العقوبات، وأي باحث في العقوبات التي فرضت على العراق وليبيا وسورية وغيرها، يعرف أن أنظمة هذه البلدان استطاعت أن تصدّر هذه العقوبات إلى شعوبها. رغم ذلك استمرّت الولايات المتحدة وحلفاؤها في معاقبة الناس، بدلاً من إجراءاتٍ تمسّ الأنظمة نفسها. نستذكر هذه العقوبات، وقد ابتكرت إسرائيل نسختها في محاصرة قطاع غزّة من السياسات العقابية الأميركية، ولم تكن أفضل حالاً، لقد جرى عقاب الناس الأكثر ضعفاً في قطاع غزّة عبر الحصار، رغم أن الذريعة معاقبة حركة حماس.
سياسة لا ترى ضحايا العدوان من الفلسطينيين مساوين للضحايا الإسرائيليين في القيمة الإنسانية
لم تقف إسرائيل عند العقوبات والحصار والتحكّم بقطاع غزّة، بل خاضت الحرب بعد الأخرى مستهدفة بنيته المتهالكة أصلاً، وحوّلت القطاع إلى مكان غير صالح للعيش، رغم عيش أكثر من مليوني فلسطيني في مساحة 350 كيلومترا، وهي من أعلى المناطق كثافة سكانياً في العالم. ولكن هذا لم يمنع هذا العالم، تحديداً الولايات المتحدة وأغلب الدول الأوروبية، من أن ترى الحرب الاسرائيلية على هذا المكان البائس عادلة من جيش يملك أكثر العتاد تطوراً، يلاحق الناس العزل بالطائرات المقاتلة والدبابات في كل مكان بذريعة أن مقاتلي "حماس" يستعملونهم دروعاً بشرية! وتأتي الادارة الأميركية والدول الأوروبية لتتحدّث عن حقّ اسرائيل بـ"الدفاع عن نفسها" ضد من؟ ضد العزّل في قطاع غزّة.
لا يمكن الحديث عن حربٍ بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، إلا لمن يريد تزييف الحقائق، ويجعل من حركة تملك سلاحاً فردياً بدائياً ندّاً لأقوى قوة عسكرية في المنطقة. ما يجري عدوان اسرائيلي مستمرٌّ منذ عقود، وما جرى في 7 أكتوبر، رغم قسوته على إسرائيل وفشلها الأمني، لا يقلب الحقائق ويجعل الضحية جلاداً والجلاد ضحية. هذا الخطاب الاسرائيلي الذي يقلب الحقائق وتتبناه الدول الداعمة لإسرائيل ما هو سوى تزييف عنصري لواقع ظالم بحقّ الفلسطينيين لا بد حتى للأعمى أن يراه. ولأن هذه الدول صاحبة عيون مفتوحة للآخر، فهي تتبنّى رواية تدرك زيفها، وتتوغّل في تزييفها، لسبب واضح، فهي لا ترى ضحايا العدوان من الفلسطينيين مساوين للضحايا الإسرائيليين في القيمة الإنسانية، وهذا ما يعبّر عن عنصرية وقحة، ولأنها وقاحة بالمعنيين، السياسي والإنساني، فهم لا يرون ما يجري في غزّة كارثة انسانية، بل على العكس حرب "دفاع عن النفس" من أكبر قوة عدوانية في المنطقة.
العنصرية التي تمارسها هذه الدول بحق شعوب الدول الفقيرة، والتي تتجلى اليوم في التعامل مع هذا العدوان، سياسة يمكن رؤيتها في كل مكان في هذا العالم، حيث تتناقض مصالح هذه الدول مع قضايا حقوق الإنسان، ما يجعلها تتحوّل إلى سياسات عنصرية، تكون الحساسية الإنسانية تجاههم أقلّ من أن يكونوا بشراً، اليوم، العنوان قطاع غزّة، وغداً عناوين أخرى في الدول الفقيرة.
## المشهد الفلسطيني بعيداً عن النبوءات والتنبؤات
23 February 2024 12:14 AM UTC+00
تتركّز الأنظار اليوم على الصراع العسكري بين الكتائب الفلسطينية المقاتلة، التي نفّذت عملية طوفان الأقصى لكسر الحصار الإسرائيلي على غزّة، والجيش الإسرائيلي الذي وظف تلك العملية لتحقيق رغبة اليمين الإسرائيلي في إعادة احتلال غزّة وطرد الفلسطينيين منها إلى صحراء سيناء. المشهد مؤلم وحزين، ولكن الأكثر إيلاماً العجز العربي في مواجهته، وتفرّق الإرادة العربية في التعاطي معه رغم المشاورات والمؤتمرات والقمم. وهو مشهدٌ لا أريد هنا الحديث عن تفاصيله ومآلاته السياسية، فقد كفاني أصحاب الرأي من الزملاء في الصحف العربية هذا العناء، لذلك أكتفي بوضعه في سياقه العربي وأبعاده القيمية والحضارية، وبطرح أسئلة يحتاج الظرف التاريخي وطبيعة التحدّيات التي تحيق بالأمة إجابات عليها. 
شكّلت عملية طوفان الأقصى ضربة مادية ونفسية كبيرة للدولة الصهيونية، وأظهرت أن حصارها المطبق على غزّة، وكل الإجراءات الأمنية التي حشدتها على حدود المنطقة الفلسطينية الوحيدة التي تخضع لإدارة فلسطينية مستقلة، غير كافية لترويض الفلسطينيين وسحب أوراق المقاومة من بين أيديهم. حرّك الحدث الكبير مشاعر عميقة في الشارع العربي المتعاطف مع الحقّ الفلسطيني المستلب، والغاضب من العجز العربي الرسمي عن رفع الظلم الصارخ عن الأرض المحتلة المستمرّ منذ عقود طويلة. كان الهدف من "طوفان الأقصى" تسديد ضربة موجعة للدولة الصهيونية تُخرجها من أوهام الهيمنة الكامنة على أبناء غزّة، وتزوّد الكتائب الفلسطينية المقاتلة بأسرى لاستخدامهم في عمليات التفاوض للإفراج عن المحتجزين الفلسطينيين الذين وضعهم الاحتلال عنوة ومن دون تهم أو محاكماتٍ في سجونه، وتغيير شروط الحصار الإسرائيلي الجائر.
المشاعر والمواقف لا تبرّر حالات النشوة والشعور بالانتصار الذي تردّد بين قادة الرأي في الإعلام، وبين الخطباء والوعّاظ ورجال الفتاوي والتنبؤات
تبع "طوفان الأقصى" سيلٌ من التصريحات النارية والتحليلات السياسية، وسمعنا التنبؤات عن بداية النهاية للوجود الإسرائيلي في فلسطين وقيام دولة فلسطين الحرّة، مدعومة بشواهد من آيات قرآنية وأحاديث نبوية، ومن تحليلات سياسية بشأن الوضع الداخلي لإسرائيل، والتعاطف الشعبي العالمي مع القضية الفلسطينية، وعن الضربات القاتلة التي سدّدتها المقاومة الفلسطينية ضد هجمات جيش الاحتلال، وأعداد الجنود الذين سقطوا والمدرّعات التي دمرت خلال الشهور الماضية. 
وكي لا يذهب الخيال بعيدا عن الأسئلة الرئيسية التي يفرضها الصراع القائم، والتي تسعى هذه المقالة إلى الإضاءة عليها، أؤكد هنا أنني لا أنكر بالضرورة صحّة النصوص الدينية أو المعطيات السياسية والعسكرية التي تنطلق النبوءات والتحليلات منها، ولا أقلّل من القدرات العالية والإرادة الصلبة والصمود المذهل لعرب فلسطين، كما لا أتجاهل، في سياق تحليل الخطابين، الديني والسياسي، أهمية ما جرى في الأشهر الماضية وأبعاده، وأثرهما على صيرورة الصراع العربي - الصهيوني. نعم، تشكل جهود الفلسطينيين المذهلة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وصمودهم الهائل أمام دولة توسّعية تملك الدعم الكامل وغير المشروط من الدول الكبرى، نقطة انعطاف مهم في الصراع العربي الإسرائيلي، وتظهر لكل من يرى ثمرات الإيمان العميق، والإرادة الحرّة، والعمل الدؤوب، في تغيير معادلات الصراع رغم التباين الهائل في الإمكانات والقدرات. 
وبالتأكيد، تأتي المواقف الرافضة عجرفة القوة والمتمسّكة بالحقوق والقيم والمبادئ في لحظة تراجع وضعف واستسلام عربي رسمي لتعيد للأجيال الناشئة الثقة بالنفس والثقة بالحقّ الذي يعلو ولا يُعلى عليه. ولكن هذه المشاعر والمواقف لا تبرّر حالات النشوة والشعور بالانتصار الذي تردّد بين قادة الرأي في الإعلام، وبين الخطباء والوعّاظ ورجال الفتاوي والتنبؤات، فنشوة النصر الصادرة عن تفاعل عاطفي يمكن أن تنقلب إلى إحباط ويأس عندما يتغيّر المشهد لأسبابٍ تتعلق، بالدرجة الأولى، بأشكال ردّ الفعل العربي بعدما تحوّل المواطن العربي عموما إلى مُشاهد منفعل يجلس خلف الشاشة مترقّبا التحرّكات الميدانية تماما كما يجلس جمهور كرة القدم وهو يتابع الفرق المتنافسة بحثا عن نشوة الانتصار.
التنبؤات في صيغتها السياسية تتجاهل مسؤولية المحيط العربي الذي ينتمي إليه أبناء فلسطين، ودوره الجوهري في الصراع التاريخي والحضاري
أما النبوءات فسرعان ما تتحوّل إلى مسكّنات ومفتّرات، خصوصاً وأنها تفتقر إلى المؤشّرات الكافية لربطها مباشرة بحدث سياسي محدد، لعموم الألفاظ التي صيغت بها ولافتقارها للإطار الزماني والمكاني الدقيق. مشكلة التنبؤات لا تتوقف عند طابعها الظني والهلامي، بل تتعلق في المقام الأول بتجاهل دور الإنسان العربي بوصفه الفاعل الاجتماعي والتاريخي في أي صراع سياسي وإنساني يجري على أرضه وداخل دائرة مسؤوليته الوجودية، فالصراع على مستوى الفعل التاريخي هو بين أشخاص وقوى اجتماعية لا محض صراع فكري نظري، فالأفكار لا تأخذ شكلاً اجتماعيا تاريخيا إلا عندما تتحوّل إلى أشخاص وحركات اجتماعية. وكذلك فإن التنبؤات في صيغتها السياسية تتجاهل مسؤولية المحيط العربي الذي ينتمي إليه أبناء فلسطين، ودوره الجوهري في الصراع التاريخي والحضاري الذي يجري منذ عقود على أرض فلسطين المغتصبة.
السؤال الذي يجب أن يُطرح عند الحديث عن انتصار الحقّ الفلسطيني وبداية نهاية الدولة الصهيونية هو الدور العربي في هذا الصراع. هل ثمّة دور واضح للعرب في الصراع الذي بدأ عربيا صهيونيا قبل أن تنجح الحركة الصهيونية بتحويله إلى صراع فلسطيني إسرائيلي؟ هل يمكن للفلسطيني أن يواجِه منفردا العدوان الإسرائيلي المدعوم غربيا؟ وأين يصطفّ العرب في هذا الصراع؟ ثم هل يمكن لمشروع يقوم على العدوان واغتصاب الأرض وتجاهل الحقوق أن ينهار من دون قيام مشروع بديل يقوم على الدفاع عن الحقوق وتجريم العدوان على الأنفس والممتلكات والحريات؟ أعلم أن هذه أسئلة كبرى تتطلّب جهوداً كبيرة وزمانا ممتدّاً قبل أن تظهر آثارها. ومع ذلك، من واجب القيادات السياسية والثقافية والدينية طرحها، وتحديد الخطوات الأولى والطريق المناسب للوصول إليها، وهذا هو البعد الغائب في الوعي الجمعي عند الحديث عن الحاضر والمستقبل، فالانتصار ليس أمنية تجول في النفس، وإنما فعلٌ يتجلى على الأرض ويتجسّد في مسرح التاريخ، حيث تتلاحق الأفعال التي تحكي قصة الإنسان. بل لا نبالغ إن قلنا إن غياب الإطار القيمي والمعرفي الضروري لطرح سؤال التحدّي الذي يشكله المشروع الإسرائيلي المستمر في التقدّم مع التراجع المستمر للقدرات العربية، يرتبط مباشرةً بتزايد حجم التحدّيات التي تلامس حياة العرب اليومية، من نقص في الموارد، وتنامي التسلط والاستبداد، وهجرة الشباب الطامح للبناء هربا من العبث والظلم، كما يرتبط بزيادة التضخم المالي والتفاوت الاجتماعي وانتشار الفقر في المجتمع العربي.
حاجة إلى ترجمة الحقوق الاجتماعية والسياسية إلى ممارساتٍ عمليةٍ وعاداتٍ اجتماعيةٍ تدفع الناس تلقائيا للاصطفاف مع المظلوم ضد ظالمه
ولنعد إلى سؤالنا الأول وما يتبعه من أسئلة رئيسية في سياق تقدير الموقف: هل يمكن للحقّ الفلسطيني أن يعود ضمن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المدعوم دوليا مع غياب الحقوق في مجمل المجتمعات العربية المنشرة من الخليج إلى المحيط؟ وكيف يمكن للعربي الذي يفتقد أبسط حقوق الإنسان، حقه في الاحتجاج على الظلم الإداري والفساد المالي الذي يهدد أمنه وينهب ثرواته، أن يساهم بقوة وجدارة بدعم الحقّ الفلسطيني؟ وهل يستطيع العربي ممارسة حقوقه "النظرية" من دون أن يمتلك القوة السياسية الضرورية لتحقيقها، ومن دون استشعار مسؤولياته الأخلاقية والوطنية تجاه أبناء بلده ومجتمعه؟ وكيف يستطيع التونسي أو المصري أو السوري أن يقف وقفة عملية إلى جانب الفلسطيني، وهو الذي يرى الظلم والعدوان على الحقوق والممتلكات ينخر في أهله وأبناء قريته ومدينته، بينما يقف هو عاجزاً عن دعمهم والدفاع عنهم خوفاً من بطش السلطان أو طمعا بعطائه؟ ثمّة خطوة أولية وصعبة على الأجيال الصاعدة من العرب القيام بها لتحويل الحديث عن الحقوق من شعاراتٍ إلى ممارسات، وثمة خطوة أولية تتعلق بالتعاون العربي يجب تحقيقها قبل الحديث عن تجلّ حقيقي للحق الفلسطيني في صراع يقوم على تناقضات في الرؤى الكلية والاصطفافات الثقافية والحضارية. ترتبط هذه الخطوة الأولية بترجمة الحقوق من شعاراتٍ نظريةٍ إلى علاقاتٍ ومؤسّساتٍ اجتماعية. بتعبير أدقّ، ثمّة حاجة إلى ترجمة الحقوق الاجتماعية والسياسية إلى ممارساتٍ عمليةٍ وعاداتٍ اجتماعيةٍ تدفع الناس تلقائيا للاصطفاف مع المظلوم ضد ظالمه، وإلى ممارساتٍ يستنشقها الطفل بملء وعيه وهو ينشأ في محيطه الأسري والاجتماعي تماما كما نراها تتجلى كل يوم في سلوك الطفل الفلسطيني في الأرض المحتلة. هذا الترابط بين القيمة والفكرة والسلوك هو البعد الغائب الذي يحوّل العربي إلى متفرّج في ساحة الصراع لإحقاق الحق ودحر الباطل، فهو يرى حقوق الضعيف تستلب في حيّه وبلدته ووطنه، فيحتقر ضعف الفقير ويغبط القوي على شطارته، ولا يرى أن واجبه التعاون مع أبناء جواره وبلدته لمساعدة المظلوم والأخذ على يد الظالم ومنعه من ظلمه. 
نعم، الكفاح الفلسطيني ضد التسلط الدولي هو جوهر المعضلة العربية، ولكنه لن يكون بديلا عن كفاح الإنسان العربي على امتداد الأرض التي يقف عليها لإصلاح الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بل رديف له في السعي الدؤوب إلى تشكيل المجتمع القادر على تحويل العاطفة والغضب إلى علاقات ومؤسّسات ومنظمّات قادرة على بناء المستقبل والدفاع فعليا عن الأرض والكرامة والوجود.
## عن ضمور الأحزاب في تونس
23 February 2024 12:14 AM UTC+00
تعدّ الأحزاب هيئات تنظيمية فاعلة في الاجتماع السياسي الحديث، فعليها المعوّل في استقطاب المواطنين، وتوعيتهم بحقوقهم وواجباتهم، وتأهيلهم لمعارضة النظام القائم أو تأييده. ومع أنّ الأحزاب في الأنظمة الشمولية جهاز ديماغوجي، وأداة تحشيد للناس حول النظام الحاكم، وقوّة اقتراح واستشراف خادمة لسياساته، فإنّ الأحزاب في الأنظمة الديمقراطية أوعية تشكيل لثقافة الاختلاف، وأفضية للتعددية البرامجية، وهي كيانات مدنية حيوية فاعلة في الشارع، وقوّة ضغط على المنظومة الحاكمة، لا تكتفي بالاقتراح والبرمجة والاستشراف. بل تتجاوز ذلك إلى فرْض رقابة على أداء الفريق الحاكم، وتضطلع بدور أساسي في نقد سياساته، وتقديم بدائل عنها. كما يُمكن أن تُرشّح ممثّلين لها لخوض غمار الاستحقاقات الانتخابية التشريعية، والرئاسية، والبلدية تكريسا لمبادئ المواطنة، والتعدّدية، والتنافسية، وتحقيقا لمطلب التداول السلمي على السلطة.
ومعلوم أنّ الحالة الحزبية في تونس شهدت أوج ازدهارها خلال عشرية الانتقال الديمقراطي (2011 - 2021). فقد تحرّرت الأحزاب من سطوة النظام الحاكم، وعبّرت عن هويتها البرامجية، وأجندتها السياسية في كنف الاستقلالية وتمام الحرية، وشاركت عدّة أحزاب في التنافس على الفوز بمقاعد البرلمان، أو مجالس البلديات أو كرسي رئاسة الجمهورية، وساهمت في صياغة محامل دستور 2014، وفي تشكيل مؤسّسات الاجتماع الديمقراطي، وإدارة تجربة الحكم بطريقة تشاركية. ونجحت أحزاب وتكتّلات سياسية ونقابية وجمعوية معارضة في تصعيد حكومات وإطاحة أخرى، وفي التمكين لوجوه سياسية وإسقاط أخرى، وفي تحريك الشارع الاحتجاجي للاعتراض على الموازنة العامّة أو على ارتفاع الأسعار أو على انتهاكات محدودة للحريات أو على خلفية مطالب تنموية أو قطاعية أو معيشية أو غير ذلك.
الأحزاب المؤيّدة خيارات رئيس الجمهورية قيس سعيّد ذات حضور باهت في الشارع، ولم تنجح في تحشيد الناس لدعم المبادرات الرئاسية
وكان للحراك الحزبي حضور واضح في المشهد الإعلامي وفي الفضاء العام، وتأثير بيّن في توجيه السياسات العامّة للدولة. لكنّ المشهود بعد سنتين ويزيد من أحداث 25 يوليو (2021) أنّ الحالة الحزبية في تونس بشقّيها، المؤيّد للنظام الحاكم أو المعارض له، قد آلت إلى الضمور، حتّى أنّ الفعل الحزبي يوشك أن يتلاشى. ولذلك تجلّيات عدّة وأسباب ذاتية وموضوعية جمّة.
يلحظ المتابع للمشهد السياسي في البلاد أنّ أحزاباً علمانيةً كثيرة (مثل: مشروع تونس، نداء تونس، الوطنيون الديمقراطيون، المبادرة الوطنية الدستورية، الطليعة العربي...) التي علا ضجيجها خلال عشرية الانتقال الديمقراطي، وكانت تتصدّر المنابر الإعلامية، وتقيم الدنيا ولا تُقعدها اعتراضاً على فصل في الدستور أو في الموازنة العامّة أو احتجاجا على قرار حكومي، هذه الأحزاب تبخّرت تماما، أو هفت صوتها، وترك "رموزُها" الساحات العامّة والبرامج التلفزية، وباتوا يُحاذون الجدران القائمة، ويستلذّون الصمت والوقوف على الربوة بعد حركة 25/07/2021. ويبدو أنّ تلك الأحزاب انتصبت، وفتحت دكاكينها خلال العقد المنقضي لاستنزاف حكم الإسلاميين وحلفائهم، وبمجرّد إزاحة حركة النهضة عن السلطة انتهت مهمّتهم، واعتزلوا السياسة، واختاروا متابعة أوضاع البلاد عن بعد. كما أنّ الأحزاب المؤيّدة خيارات رئيس الجمهورية قيس سعيّد (حركة الشعب، التيار الشعبي، التحالف من أجل تونس، تونس إلى الأمام، حراك 25 يوليو) ذات حضور باهت في الشارع، ولم تنجح في تحشيد الناس لدعم المبادرات الرئاسية، من قبيل الاستشارة الإلكترونية، الاستشارة الوطنية لإصلاح نظام التربية والتعليم، والانتخابات التشريعية والمحلية التي ظلّت نسب المشاركة فيها دون المأمول، وتمثيليّة أحزاب الموالاة فيها ضعيفة. يُضاف إلى ذلك أنّها غير حاضرة في التركيبة الحكومية، وغير مؤثرة في مؤسّسة رئاسة الجمهورية. وهو ما يجعلها هامشية، وغير مساهمة بشكل فاعل في صناعة القرار.
تكرار الوجوه القيادية نفسها وتهميش الشباب والمرأة في مستوى هيكلة الأحزاب، وإدارتها، وقيادتها يؤدّيان إلى استنزاف رصيدها الشعبي ونفور الناس منها
أمّا طيْف الأحزاب المعارضة لمسار 25 يوليو، فيتوزّع أساساً بيْن جبهة الخلاص الوطني (حركة النهضة، حزب قلب تونس، ائتلاف الكرامة، حراك تونس الإرادة، وحزب الأمل)، وتنسيقية القوى الديمقراطية (حزب العمال، وحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، وحزب التيار الديمقراطي، وحزب القطب)، ومنتدى القوى الديمقراطي (ائتلاف صمود، الحزب الاشتراكي، حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي، آفاق تونس، الحزب الاجتماعي التحرّري ومجموعة درع الوطن)، يُضاف إلى ذلك كله الحزب الدستوري الحر. ومع أنّ هذه الأحزاب قد كسرت جدار الصمت، وعبّرت، في مواقيت متباينة، عن اعتراضها على مسار 25 يوليو ومخرجاته، فإنّ فعلها الاحتجاجي مُشتّت، واكتسى غالبا طابعا بيانيا، خطابيا، ولم يتّخذ طابعا ميدانيا واسعا، بل اقتصر على تنظيم بعض التظاهرات المحدودة والوقفات الرمزية، وآل أخيرا إلى الانحسار في النشاط عبر بعض وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي. ويمكن تفسير الركود/ الفتور الحزبي بعدّة أسباب، منها ما هو ذاتي متعلّق ببنية الأحزاب واستراتيجياتها، ومنها ما هو موضوعي، متّصل بمعطيات خارجية، حدّت من نشاطها.
في مستوى قراءة الأداء الذاتي لجلّ الأحزاب التونسية، يتبيّن الدارس أنّها تعتمد نظاماً هيْكلياً كلاسيكياً، ينبني على هيمنة وجوه قديمة، في مقدّمتها رئيس الحزب الذي يستأثر غالبا بالكاريزما، والنفوذ، والظهور الإعلامي، وبسلطة اتخاذ القرار، فتكلّست بذلك البنية القيادية لمعظم الأحزاب، ولم تنجح في إنتاج قيادات جديدة فاعلة، وفي تأمين تداول على المسؤوليات داخلها، وظلّت أسيرة زعيم نافذ، بغيابه ينفرط عِقد الحزب أو ينحسر نشاطه. ومعلوم أنّ تكرار الوجوه القيادية نفسها وتهميش الشباب والمرأة في مستوى هيكلة الأحزاب، وإدارتها، وقيادتها يؤدّيان إلى استنزاف رصيدها الشعبي ونفور الناس منها. كما أنّ ضبابية الهوية البرامجية لمعظم الأحزاب، وعدم تقديمها تصوّرات تفصيلية واقعية لمعالجة قضايا ملحّة (البطالة، الفقر، الهجرة، المديونية، التفاوت الجهوي، البيروقراطية...)، وتعاملها مع المواطنين من منظور براغماتي، غنائمي، ينبني على التفاعل معهم ومحاولة استقطابهم بتقديم وعود شتّى فترة الحملات الانتخابية، وترْكهم لمصيرهم بعد نهاية الموسم الانتخابي جعلت أغلبية المواطنين لا يثقون في الخطاب الحزبي الواعد بل لا يلتفتون إليه. يضاف إلى ذلك شيوع خطاب الكراهية والتنافي بين الأحزاب التونسية قبل أحداث 25 يوليو (2021) وبعدها، وادّعاء كلّ منها امتلاك الحقيقة المطلقة، ورفض معظمها مراجعة سياساتها وأدبياتها من منظور نقدي، وهو ما ساهم في تشكيل صورة قاتمة حول المنظومة الحزبية لدى طيْف معتبر من التونسيين.
جدّت منظومة 25 يوليو في تهميش الحالة الحزبية سياسيا، وانتخابيا، وميدانيا
موضوعيا، يمكن تفسير أفول الحالة الحزبية في تونس بسياق إقليمي ودولي، تراجع فيه ألق المدوّنات الأيديولوجية الكبرى (الشيوعية، القومية، الديمقراطية، الإسلام السياسي...)، وصعود خطاب ما بعد الأيديولوجيا. لكنّ ثمّة معطيات محلية أخرى أدّت إلى فتور التحزّب في السياق التونسي بعد 25/07/2021 من بينها انتشار خطاب السّحل الإعلامي للأحزاب، وتحميلها مسؤولية كلّ عثرات عشرية الانتقال الديمقراطي، وتغييب الأطراف الحزبية المعارضة من المنابر الإعلامية الرسمية، ونشاط أنصار الرئيس قيس سعيّد في ترويج فكرة عدم الحاجة لأجسام وسيطة، وأنّ العلاقة مباشرة بين الرئيس وشعبه. وقد انصرفوا إلى تشويه الأحزاب من خلال نعتها بالخيانة، والعمالة، والفساد. كما جدّت منظومة 25 يوليو في تهميش الحالة الحزبية سياسيا، وانتخابيا، وميدانيا. فمن الناحية السياسية، جرى حلّ المؤسّسات التمثيلية التي أنتجها التنافس الحزبي خلال عشرية الانتقال الديمقراطي وتغييرها جزئيا أو كلّيا بموجب مراسيم رئاسية وجرى إقصاء الأحزاب من عمليّة التأسيس الجديد، وتأكّد ذلك من خلال تعديل القانون الانتخابي الذي استبدل نظام الاقتراع على القائمات الحزبية بالاقتراع على الأفراد مع منع الأحزاب من تمويل مرشّحيها. أمّا ميدانيا، فساهم تمديد العمل بقانون الطوارئ، واعتقال بعض قيادات الصف الأوّل في أحزاب معارضة، وتوجيه تهم التآمر على أمن الدولة إليهم في انحسار الفعل الحزبي، وتأكّد ذلك مع صدور المرسوم عدد 54 الذي فرض عملياً قيوداً صارمةً على حرّية التعبير على المتحزّبين وغير المتحزّبين. وفي ظلّ تلك المعطيات، عبّر مراقبون عن خشيتهم من تحويل فعل المعارضة من كونه فعلاً سياسياً إلى كونه ملفّاً أمنياً قضائياً.
خطورة تهميش الأحزاب أنّه يؤدّي إلى ظهور نظام شمولي/ أحادي، يلتهم الفضاء العام، ويحتكر النفوذ والحقيقة
وإزاء تمدّد منظومة 25/07/2021، راوحت أحزاب المعارضة بين التمسّك بمقولات حقوق الإنسان، والنضال السلمي، واستعادة النظام الديمقراطي، وبين استراتيجية مقاطعة الانتخابات التي لئن أثّرت في نسبة المشاركة، فإنّها لم تؤثّر كثيراً في شعبية قيس سعيّد ولم تمنع الامتداد المؤسّسي إلى "النظام القاعدي". كما توسّلت المعارضة الضغط الدبلوماسي الخارجي الذي جعلها محلّ شبهة الاستقواء بالأجنبي. أمّا أحزاب الموالاة، فراهنت على دعم مسار 25/07/2021 عسى أن تتصدّر المشهد السياسي، وتكون مؤثرة في البناء المؤسّسي الجديد، لكنّها لم تُفلح في ذلك لمحدودية امتدادها الشعبي، ولزهد الرئيس قيس سعيّد في التحالف مع الأحزاب، حتى وإن أعلنت له الولاء والطاعة.      
ختاما، تكمن خطورة تهميش الأحزاب في أنّه يؤدّي من ناحية إلى ظهور نظام شمولي/ أحادي، يلتهم الفضاء العام، ويحتكر النفوذ والحقيقة، وتُفضي، من ناحية أخرى، إلى إنتاج جيل احتجاجي خارج الوسائط الحزبية والأطر القانونية على نحوٍ يجعل من الصعب توجيهه، وتأطيره، والسيطرة عليه في لحظات الاحتقان الاجتماعي. لذلك من المهمّ بمكان أن تراجع الأحزاب التونسية بناها واستراتيجياتها من منظور نقدي/ موضوعي حتى تخرج من الضمور إلى الظهور، وتستعيد دورها في تأطير الناس والفعل في الشأن العام.
## في غزّة دفنت "الإنسانية" ومعها كرامتنا نحن العرب
23 February 2024 12:15 AM UTC+00
ما يجري في قطاع غزّة من جريمة إبادة جماعية تمثِّل وصمة عار على جبين البشرية، وتهاوياً لصروح "مؤسّسات الشرعية الدولية"، وانكشافاً لزيف مزاعم حقوق الإنسان التي ما فتئ جلُّ الغرب يصمُّ آذان العالم بها، وانفضاحاً لادّعاءاته عن تحضره في مقابل عالم يسودُه التوحش والفوضى. لن أخوض في التاريخين، البعيد والقريب، وكذلك الحاضر، الذي يؤكد يقيناً أن "حضارة الإنسان الأوروبي الأبيض" كانت، ولا تزال، الأكثر توحّشاً ودموية، وجرائم الإبادة التي ارتكبها "الأوروبي الأبيض" في أفريقيا وآسيا، ومن ذلك الفضاء العربي، وأستراليا والأميركيتان، بل وحتى في أوروبا نفسها، شاهدة وموثّقة لا تقبل التشكيك فيها. وهي ليست في نسق الماضي، بل هي في صيرورة الحاضر كذلك. هذه حقيقةٌ لا يجادل فيها إلا متواطئ أو مُغَيَّبُ وعيٍ. لكن، إذا أمكن فهم، لا تسويغ، دواعي جُلِّ الغرب نزعه الإنسانية عن "الآخر" غير الأوروبي الأبيض، فكيف يمكننا فهم وتسويغ تواطؤ بعض الضحايا في جريمة نزع الإنسانية عن أنفسهم وعن شعوبهم؟ للأسف، هذا ما نراه رأي العين في قطاع غزّة.
من نافل القول إن الوضع في القطاع كارثي بمستويات ومعايير غير مسبوقة. يقترب العدوان الإسرائيلي من دخوله شهره الخامس، ولا تلوح في الأفق مؤشّرات على توقفه قريباً. لم يبق في القطاع إلا مدينة رفح على الحدود مع مصر، والتي لا تتجاوز مساحتها 55 كيلومتراً مربعاً، ويتكدّس فيها قرابة مليون ونصف المليون فلسطيني، جُلُّهُم الأعظم نازحون، من دون مأوى ولا خدمات، إنسانية وإغاثية وطبية. يناشد العالم إسرائيل أن لا تقتحم المدينة لما سيترتّب على ذلك من مذابح وكوارث، ولكن إسرائيل لا تلتفت له. حتى الولايات المتحدة، ربيبة الدولة العبرية، تحذّر من مخاطر اقتحام المدينة، لكن "الحليف الموثوق" يضرب بتصريحات رئيسها، الشريك الكامل في جريمة الإبادة، عرض الحائط. وَلِمَ تستجيب حكومة نتنياهو لتوسّلات جو بايدن ومناشداته، وهو في الوقت نفسه يقرّ مزيداً من شحنات الأسلحة إليها من دون شرط أو قيد، ويقدم لها الحصانة الديبلوماسية في مجلس الأمن من دون تردّد؟
لكن، مرّة أخرى، ماذا عنَّا نحن "أمَّة العرب" وكذلك الإسلام؟ أجفّت في عروقنا النخوة والشهامة والنجدة، بل وحتى الإنسانية؟ في بيان أصدره قبل أيام صندوق الأمم المتحدة للسكان أعرب فيه عن شعوره بالفزع إزاء تقارير بشأن تجريد ضباط إسرائيليين نساء وفتيات فلسطينيات في غزّة من ملابسهن وتعرّضهن للاغتصاب أو الإعدام. مرَّت هذه الصرخة وكأنها لا تعنينا، وكأنها لا تتعلق بشرفنا وعرضنا؟ ولا أعلم كيف ستتحرّك مشاعر من لم يحرّكه الغضب على ارتكاب الجريمة ذاتها بأيدي بعضنا ضد نسائهم وأطفالهم، كما في السودان وسورية؟
أهل غزّة، خصوصاً أطفاله، يتضوّرون جوعاً على مرأى ومسمع منَّا ومن العالم أجمع
"الحرب في غزّة لا تعرف رحمة أو شفقة وتُعَدّ مثالًا على الفشل الإنساني الذريع"، هكذا قال، قبل أيام، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، في مقال منشور له. وأضاف "ما تكشفت فصوله في غزّة على مدى الأيام الـ137 الماضية لا مثيل له في حدّته وقسوته ونطاقه. فقد قُتل عشرات الآلاف من الناس أو أصيبوا بجروح أو دُفنوا تحت الركام. وسُوّيت أحياء بكاملها بالأرض. وهُجّر مئات الآلاف من الناس، الذين يعيشون الآن في ظل أشدّ الظروف بؤساً بفعل حلول فصل الشتاء عليهم. وبات نصف مليون إنسان على شفا المجاعة. وليس ثمّة قدرة على الوصول إلى أبسط الاحتياجات الأساسية: الغذاء والماء والرعاية الصحية والمراحيض. يتم تجريد شعب بأكمله من إنسانيته". أما المدير العام لمنظمة الصحّة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، فوصف قطاع غزّة بأنه "أصبح منطقة موت"، وأن الوضع فيه "لاإنساني"، داعياً إلى "أن تسود الإنسانية"، ولكن لا حياة لمن تنادي، حتى بين العرب. 
مثلاً، وردت تقارير قبل أسابيع عن وجود جسر بريًّ بين الإمارات، مروراً بالسعودية والأردن، إلى الدولة العبرية يوصل إليها البضائع والخضروات والفواكه التي تأثرت حركتها في البحر الأحمر بفعل هجمات الحوثيين في اليمن. نفت عمّان حينها تلك الأنباء، واستبشرْنا بذلك خيراً، إلى أن أثبت الإعلام الإسرائيلي نفسه حقيقة الفاجعة والعار. دع عنك هنا مسألة توريد الفواكه والخضار الأردنية إلى الأسواق الإسرائيلية بذريعة أنها تتم بعقود مع "القطاع الخاص" لا سيطرة للحكومة عليها! يجري ذلك كله وأهل غزّة، خصوصاً أطفاله، يتضوّرون جوعاً على مرأى ومسمع منَّا ومن العالم أجمع. حتى حشائش الأرض وأعلاف الحيوانات أصبحت عزيزة في القطاع المنكوب، والأدْهى ألّا تحرّكنا، نحن العرب، توسّلات الأطفال لسد رمقهم، وهم المحاطون بحوالي نصف مليار عربي، يمدّهم من ورائهم أكثر من مليار ونصف المليار مسلم! ومع ذلك، نجلس جميعاً منتظرين لعلَّ بايدن، صنو نتنياهو، ينجح في إقناع الأخير، وكذلك "الرئيس المكسيكي"، عبد الفتاح السيسي بفتح المعابر والسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة! أإلى هذا الحد من الهوان وصلنا؟
لا توجد كلمات تفي بما نحن بصدده من عارٍ إنسانيٍ وعارٍ عربيٍ وإسلامي
يوم الأربعاء الماضي قدّمت مصر مرافعة، وصفها الإعلام الرسمي، بـ"التاريخية"، أمام محكمة العدل الدولية، التي تنظر في جريمة الإبادة الإسرائيلية، ربما ردّاً على الاتهام الإسرائيلي المباشر لها، قبل أسابيع، أمام المحكمة نفسها، أن مصر هي المسؤولة عن حصار القطاع ونكبة سكانه. كان جوهر الطرح المصري: إلى متى سيظلّ شعب فلسطين يقتل وتغتصب حقوقه؟ وطالبت مصر بأن تكون إسرائيل موضع مُساءلة ومحاسبة على جرائمها واختراقها الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية. كان من الحريِّ بنا أن نشكر مصر، كما شكرنا من قبل جنوب أفريقيا والبرازيل، لو أنها لم تكن طرفاً في حصار الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة. لكن الجميع يعرف الحقيقة المُرَّة، نظام السيسي جعل من كارثة غزّة طريقاً للتربح عبر ابتزاز الغزّيين وعائلاتهم بمبالغ فلكية إن هم أرادوا الخروج من القطاع طلباً لمأوى وأمان. والجميع يعلم أن أيّاً من تلك الأموال لا تذهب إلى خزينة الدولة، ولكن لجيوب السماسرة في أجهزة المخابرات والأمن والجيش. ونحن، لا زلنا ننتظر أن "يقنع بايدن السيسي بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة!
لا توجد كلمات تفي بما نحن بصدده من عارٍ إنسانيٍ وعارٍ عربيٍ وإسلامي. يمكن لنا أن نتحدّث عن تداعي الضمير الإنساني العالمي وانهياره، وقد شهدنا ذلك مرّات ومرّات في التاريخ القريب والحاضر، دع عنك ما سجّله التاريخ البعيد. لكن، أظن أننا ينبغي أن نبدأ أولاً بالاعتراف بالمهزلة والغثائية التي عليها نحن العرب والمسلمين، فرغم وجود نماذج مضيئة في عتمة ليلنا، إلا أن العتمة أحلكُ مما كنَّا نظن.
## سفير فلسطين بالأمم المتحدة: نعد لمشروع قرار يطالب بوقف تسليح إسرائيل
23 February 2024 12:18 AM UTC+00
أكد مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير، رياض منصور، الخميس، أن فلسطين تعد بالتنسيق مع المجموعة العربية في الأمم المتحدة، لمشروع قرار لطرحه أمام الجمعية العامة يطالب الدول بوقف تسليح إسرائيل بالإضافة إلى خطوات أخرى. 
وشدد منصور خلال مؤتمر صحافي مقتضب عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، على أن المجموعة العربية تعمل كذلك على مبادرة دعما لمشروع قرار في مجلس الأمن من أجل التصويت على عضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة.
وردا على أسئلة لمراسلة "العربي الجديد" في نيويورك حول المسودة التي وزعتها الولايات المتحدة على الدول الأعضاء حول غزة وتنص على "وقف إطلاق النار عندما تكون الظروف ممكنة"، مما يعني فعليا أن القرار يبقى في يد إسرائيل حول موعد ونوعية وقف إطلاق النار، قال منصور "إذا كان الطرف الأميركي جدياً في مشروعه ووقف إطلاق النار، حتى لو كان لستة أسابيع، فعليهم ألا يحمّلوا هذا المشروع أكثر مما يحتمل. إذا كانت خطوتهم جدية عليهم أن يجعلوا الأمر يقتصر على وقف إطلاق النار للفترة الزمنية التي يريدونها ويسمحوا لأنفسهم وللآخرين أن تتم الصفقة في فترة وقف إطلاق النار".
ويشار في هذا السياق أن الولايات المتحدة تدعي أن تبني مشروع قرار حول الهدنة قد يؤثر سلبا على المفاوضات الجارية حاليا برعاية أمريكية وقطرية ومصرية. وصرح عدد من المسؤولين الأميركان أنهم يريدون هدنة مؤقتة لستة أسابيع لإطلاق سراح المحتجزين قد يكون من الممكن البناء عليها لهدن أطول.
وأضاف منصور "إن أرادوا أن يكسبوا الوقت، بعد أن وصلت الضغوط عليهم ذروتها والغضب من بقية الدول لسوء استخدامهم للفيتو، فأعتقد أن هذه المراوغة لن يكتب لها النجاح. إن كانوا جدين في وقف إطلاق نار لمدة ستة أسابيع ليركزوا على ذلك بشكل أساسي ويناقشوه جديًا مع بقية الدول أو أن يفرضوه على إسرائيل بشكل أحادي ويصبح وقف إطلاق النار لستة أسابيع شيئا قائما على الأرض".
وحول التحركات في الأمم المتحدة قال منصور "عقدت المجموعة العربية في الأمم المتحدة اجتماعا مهما، بعد الفيتو الأميركي ضد مشروع القرار الجزائري لوقف إطلاق النار... اتفقنا على ضرورة اتخاذ خطوات مختلفة ذات طبيعة عملية عما أقدمنا عليه حتى الآن، بما فيها المحاولات المضنية في مجلس الأمن والجمعية العامة، لوقف إطلاق النار، لكن هناك عضوا في المجلس (الولايات المتحدة) لم يستجب لهذا الطلب بعد".
وأضاف "سنضيف في مشروع القرار أمام الجمعية العامة، أمورًا عملية من ضمنها دعوة الدول إلى عدم بيع أسلحة لإسرائيل وإمدادها في الذخيرة، وكذلك التعامل مع المستوطنين وعدم إعطائهم تأشيرات سفر لأي دولة، إضافة إلى خطوات عملية ندرسها وسنعكسها بشكل ملموس في مشروع القرار للجمعية العامة".
وحول البدء بالخطوات الفعلية كي تحصل فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، عبر منصور بداية عن "رفضه بشكل كامل الخطوة التي اتخذتها سلطة الاحتلال في الكنيست والتصويت بأغلبية 99 صوتا (من أصل 120) ضد الاعتراف بدولة فلسطينية بشكل أحادي".
وأضاف منصور "إن (قيام) الدولة الفلسطينية هي جزء من التعبير عن حقنا في تقرير المصير كشعب فلسطيني. هذا ليس مطروحا للمفاوضات ولا (ننتظر) أن يأذن لنا أحد بذلك. هذا حق حصري وطبيعي وقانوني للشعب الفلسطيني في ممارسته لوحده، وليست إسرائيل أو غيرها هم الذين يعطونا الأذن والتوقيت متى نمارسه".
وشدد منصور على أن "فلسطين ليست الاستثناء حيث إن كل الدول التي ناضلت ضد الاستعمار وأنجزت استقلالها قامت بممارسة ذلك الحق بتقرير المصير بشكل حصري وليس بطلب أو التفاوض مع أحد بشأنه".
خطوات جديدة لدعم "العضوية الكاملة" بالأمم المتحدة
وقال إن الخطوة التي اتخذها الجانب الإسرائيلي وتصويته في الكنيسيت آنف الذكر "سيسرع الخطوة المتعلقة في التقدم لمجلس الأمن من أجل الحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطين بأسرع وقت ممكن... وقد نقدم على خطوات جديدة من نمط جمع توقيعات على عريضة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة يعلنون من خلالها تأييدهم للعضوية الكاملة لدولة فلسطين قبل أن نتقدم في الأيام القليلة القادمة بطلب العضوية الكاملة لمجلس الأمن". وأكد منصور أن تلك الخطوات ستكون خلال الأيام والأسابيع القادمة. 
ويتطلب حصول أي دولة على عضوية كاملة في الأمم المتحدة المرور بثلاث محطات: الأمين العام، ومجلس الأمن، والجمعية العامة. 
وكانت فلسطين قد تقدمت بطلب عام 2011 بذلك من الأمين العام والذي حوله إلى مجلس الأمن آنذاك لكن المجلس لم ينظر في الأمر رسميا ويوصي بذلك عن طريق قرار، بسبب رفض الجانب الأميركي لمناقشة الموضوع. 
وفي العام الذي تلاه، توجه الجانب الفلسطيني للجمعية العامة بطلب عضوية كدولة مراقبة، وحصل على تأييد ثلثي الدول في الجمعية العامة. وسيحتاج الجانب الفلسطيني، في حال قرر تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن للحصول على عضوية كاملة تأييد تسع دول، شرط ألا تعترض أي من الدولة دائمة العضوية وتستخدم الفيتو.
ولا يمكن للجمعية العامة أن تتخذ القرار (على عكس العضوية كدولة مراقبة) دون توصية عن طريق قرار من مجلس الأمن.
وكانت محكمة العدل الدولية قد تناولت هذه القضية، حيث لم تحصل عدد من الدول على عضوية بشكل "فوري" بسبب استخدام الفيتو من دول مختلفة ضد عضويتها، مما اضطرها للعودة أكثر من مرة وتقديم طلب بما فيها دول كإيطاليا وفيتنام.
## وسائل إعلام فلسطينية: 6 شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا شرق رفح جنوب قطاع غزة
23 February 2024 12:39 AM UTC+00
## وفد من "حماس" برئاسة هنية يختتم زيارة لمصر.. وقف الحرب وتبادل الأسرى
23 February 2024 12:43 AM UTC+00
قالت حركة حماس في ساعة مبكرة من اليوم الجمعة، إن وفد الحركة برئاسة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، اختتم زيارة استمرت عدة أيام إلى مصر، أجرى خلالها لقاءات مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، وعدد من المسؤولين.
وبحسب بيان للحركة، فإن المباحثات تناولت "الأوضاع في قطاع غزة ووقف الحرب وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم والإغاثة والإيواء خاصة في شمال القطاع وسبل تحقيق ذلك"، مشيرًا إلى أنه "تم التطرق إلى ملف تبادل الأسرى، وكذلك ما يخطط له الاحتلال في المسجد الأقصى في ظل قرار حكومة الاحتلال منع أهل الضفة والداخل المحتل من الصلاة في المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان".
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، قد وصل صباح الثلاثاء إلى العاصمة المصرية القاهرة، على رأس وفد من قيادة الحركة.
في غضون ذلك، أكد عضو المكتب السياسي في حركة حماس محمد نزال أنّ المعوقات التي تضعها حكومة الاحتلال الإسرائيلي باستمرار، هي التي تعطل الوصول لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى والمحتجزين.
واعتبر نزال، في حديث مع "العربي الجديد"، أن من يعتقد أن تحرير الأسرى هو العقبة في إنجاز التفاهمات فهو مخطئ، بل إن ورقة الأسرى هي الورقة الكبرى الرابحة، التي تشكّل ضغطاً على الاحتلال، وستجبره على الرضوخ لمطالب المقاومة.
وبشأن طبيعة المعوقات التي تعطل وصول العملية التفاوضيّة إلى تفاهمات تنهي الحرب بشكل مؤقت أو دائم، قال نزال إن "المعوقات يضعها الاحتلال، وليس حركة حماس، فالاحتلال لا يريد الالتزام عاجلاً أم آجلاً، بوقف إطلاق نار نهائي، ولا يريد انسحاب قوّاته من قطاع غزة، ولا يريد رفع الحصار عن قطاع غزة، بل يريد التحكّم بحركة مرور الأفراد والبضائع من وإلى قطاع غزة".
وأضاف: "مقابل ذلك، يريد الحصول على جميع أسراه، ولا يريد أن نحصل على جميع أسرانا. وعليه، فإن العملية التفاوضية متعثرة، لأن حماس لا يمكنها التوقيع على تفاهمات، لا تضمن وقف الحرب على قطاع غزة، وانسحاب قوّات الاحتلال من غزة".
يأتي ذلك بينما يزور مدير الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز باريس، اليوم الجمعة، لإجراء محادثات مع مسؤولين قطريين ومصريين وإسرائيليين حول الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق حول المحتجزين، بحسب ما ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي في وقت سابق.
وقال ذات الموقع إن مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن للشرق الأوسط، بريت ماكغورك، طلب من الاحتلال الإسرائيلي إرسال وفده للمشاركة في محادثات باريس، بعد أن أخبر (ماكغورك) المسؤولين الإسرائيليين بتحقيق تقدم في المفاوضات بين الوسيطين القطري والمصري وحركة حماس بشأن ملف المحتجزين.
## وسائل إعلام فلسطينية: قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم البلدة القديمة في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية
23 February 2024 01:15 AM UTC+00
## هل يتواصل انخفاض التضخم بالمغرب؟
23 February 2024 01:23 AM UTC+00
 
استقر معدل التضخم في المغرب على أساسي سنوي عند 2.3 في المائة في يناير/ كانون الثاني الماضي، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2021.
وأوضحت المندوبية السامية للتخطيط (حكومية)، في تقريرها الصادر أمس الخميس، حول مؤشر أسعار المستهلكين، أن ذلك المعدل نجم عن تحرك مؤشر أثمان السلع الغذائية بنسبة 4.2 في المائة وأثمان السلع غير الغذائية بنسبة 0.8 في المائة.
وسجل مؤشر أسعار المستهلكين في شهر يناير انخفاضا بنسبة 0.6 في المائة، مقارنة بديسمبر/ كانون الأول، حيث نتج ذلك من انخفاض أسعار السلع الغذائية بنسبة 0.6 في المائة والسلع غير الغذائية بنسبة 0.3 في المائة.
ويتجلى أن وتيرة ارتفاع التضخم تباطأت بعدما وصل في نهاية العام الماضي إلى 6.1 في المائة، مدفوعا بالزيادة التي عرفتها أسعار السلع الغذائية بـ12.5 في المائة، بينما سجلت أسعار السلع غير الغذائية زيادة بنسبة 1.7 في المائة.
ويستفاد من بيانات المندوبية، أن انخفاض أسعار الخضر كان حاسما في تراجع مساهمة السلع الغذائية في مستوى التضخم. فقد تراجعت أسعار الطماطم مثلا من 12 درهما إلى حوالي 5 دراهم متأثرة بارتفاع درجات الحراة وتراجعت الصادرات عبر موريتانيا التي رفعت رسوم الجمرك منذ يناير الماضي.
وكانت الأسر المغربية عانت في العامين الماضيين من تداعيات ارتفاع التضخم الذي وصل في فبراير/ شباط من العام الماضي إلى 10 في المائة، قبل أن يشرع في التباطؤ، وهو ما دفع الحكومة إلى المراهنة على بلوغ معدل 2.5 في المائة في العام الحالي.
وتوقع فريق خبراء صندوق النقد الدولي الذي أجرى مشاورات مع السلطات المغربية، حول الوضعية الاقتصادية، في بيان لها أول من أمس، "استمرار تراجع التضخم ببطء في ظل انحسار الضغوط على أسعار السلع الأولية والأغذية".
ودفع ذلك أولئك الخبراء إلى التأكيد على أنه "مع استمرار تراجع التضخم، ينبغي أن يستأنف بنك المغرب عمليته التي تهدف إلى التحول إلى إطار لاستهداف التضخم".
غير أن الأسر لم تخف تشاؤمها من تطور الأسعار، حيث توقعت 81.3 في المائة من الأسر، في بحث الظرفية الذي تنجزه المندوبية السامية للتخطيط، استمرار السلع الغذائية في الارتفاع، بينما لا تتجاوز نسبة الأسر التي تترقب انخفاضها 3.7 في المائة.
ويتصور الاقتصادي المغربي علي بوطيبة، في حديثه لـ"العري الجديد" أن هناك فرقا بين معدل التضخم المعلن عنه، ومدى قدرة الناس الشرائية التي تتأثر بارتفاع التحملات على مستوى الإنفاق الذي لم يعد يقتصر على السلع الغذائية أو السكن، بل إضحى يشمل تأمين مصاريف لها علاقة بالصحة وتعليم الأبناء.
ويشدد على أن انخفاض معدل التضخم إلى المستوى المستهدف من قبل الحكومة مع بداية العام الحالي، قد لا يستمر في سياق عدم اليقين الناجم عن الجفاف ووضعية سلاسل التوريد العالمية.
وأكد البنك الدولي في تقريره الأخير حول الاقتصاد المغربي أن الإحصائيات الإجمالية تخفي حقيقة أن تضخم أسعار الغذاء يؤثر بشكل غير متناسب على الفقراء والفئات الأكثر احتياجا.
## دعم واسع بمجموعة العشرين لحل الدولتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
23 February 2024 01:47 AM UTC+00
أعلنت البرازيل الخميس في ختام اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين أن الدول الأعضاء تدعم بشكل عام حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ما يزيد الضغط على إسرائيل لقبول دولة فلسطينية مستقلة.
وجاء دعم مجموعة العشرين لحل الدولتين غداة تصويت الكنيست الإسرائيلي بأغلبية واسعة على معارضة أي اعتراف "أحادي الجانب" بالدولة الفلسطينية، في خطوة قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنها تبعث "رسالة قوية إلى المجتمع الدولي".
وكانت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة محور التركيز الرئيسي لاجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين الذي استمر يومين في ريو دي جانيرو، إلى جانب الحرب الروسية في أوكرانيا وعدم فعالية الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى.
وقال وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا للصحافيين إن هناك "إجماعا فعليا على حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد الممكن للصراع بين إسرائيل وفلسطين".
وشارك في الاجتماع وزراء خارجية المجموعة، ومن بينهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ومنسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
وكان بوريل حثّ فييرا على استخدام بيانه الختامي في الاجتماع "ليشرح للعالم أن الجميع في مجموعة العشرين يؤيد" حل الدولتين مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة تتعايش مع إسرائيل. وقال بوريل للصحافيين "الجميع هنا، الجميع، لم أسمع أحدا يعارض ذلك. لقد كان طلبا قويا لحل الدولتين".
وتابع المسؤول الأوروبي "القاسم المشترك هو أنه لن يكون هناك سلام، ولن يكون هناك أمن مستدام لإسرائيل، ما لم يكن لدى الفلسطينيين أفق سياسي واضح لبناء دولتهم الخاصة". وأوضح أنه يأمل أن يرى اقتراحا من العالم العربي في هذا الاتجاه خلال الأيام المقبلة.
إسرائيل تحت الضغط
دعا بلينكن كذلك إلى "مسار ملموس (يفضي) إلى دولة فلسطينية"، وفق تصريحاته المعدة مسبقا.
وقال في مؤتمر صحافي "نحن نركز بشكل مكثف على محاولة التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن (المحتجزين في غزة) ويؤدي إلى وقف إطلاق نار إنساني ممتد".
بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على بدء حربها على قطاع غزة، حيث تتصاعد التحذيرات من وقوع كارثة إنسانية يوما بعد آخر، تواجه إسرائيل ضغوطا دولية متزايدة من أجل الموافقة على قيام دولة فلسطينية - بما في ذلك من حليفها الرئيسي الولايات المتحدة.
صدام بين روسيا والغرب
كما تناول الاجتماع الحرب الروسية في أوكرانيا - التي تدخل عامها الثالث السبت - والحاجة إلى إصلاح المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة التي تواجه صعوبات في التعامل مع الصراعات والأزمات والاستقطاب المتصاعدة.
وقال فييرا إن "دولا مختلفة" في اجتماع مجموعة العشرين كررت أيضا إدانتها للحرب الروسية في أوكرانيا. لكن لم تكن تصدر مؤشرات تذكر على تحقيق تقدم دبلوماسي.
وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب بسبب تنديده بوفاة المعارض البارز أليكسي نافالني في السجن الجمعة.
وقال لافروف "هؤلاء الأشخاص ليس لهم الحق في التدخل في شؤوننا الداخلية". وأوضح أنه لم يجر أي اتصال مع مسؤولين غربيين خلال الاجتماع. وكان لقاؤه الأخير مع بلينكن قد جرى في أجواء متوترة على هامش اجتماع مجموعة العشرين في الهند في مارس/ آذار 2023.
رغم مساعي الدول الغربية لإدانة الغزو، انتهت القمة الأخيرة لمجموعة العشرين ببيان يدين استخدام القوة، لكنه لم يذكر صراحة روسيا التي تقيم علاقات ودية مع الهند والبرازيل، من بين أعضاء آخرين.
وكان هذا أول اجتماع رفيع المستوى هذا العام لمجموعة العشرين التي ستعقد قمتها السنوية لزعمائها في ريو دي جانيرو في نوفمبر/ تشرين الثاني.
 
(فرانس برس)
## واشنطن تعتزم فرض عقوبات على أكثر من 500 كيان مرتبط بالحرب الروسية
23 February 2024 02:09 AM UTC+00
من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة الجمعة فرض عقوبات جديدة على روسيا تستهدف أكثر من 500 كيان مرتبط "بداعميها وآلتها الحربية"، في حين يستضيف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين مؤتمرا دوليا لدعم أوكرانيا مع دخول الغزو الروسي عامه الثالث.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخزانة الأميركية لوكالة فرانس برس الخميس "ستكون هذه أكبر حزمة منذ بدء غزو (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لأوكرانيا"، مؤكدة أن العقوبات ستتخذها كل من وزارتي الخزانة والخارجية.
وكان البيت الأبيض قد أشار في وقت سابق الخميس إلى أنه سيتم الإعلان عن عقوبات "كبيرة" ضد روسيا الجمعة، ردا على وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني، وكذلك مع حلول ذكرى مرور عامين على بدء غزو أوكرانيا.
والتقى الرئيس جو بايدن أرملة وابنة أليكسي نافالني في سان فرانسيسكو الخميس. واتهم الديمقراطي البالغ 81 عاما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "مسؤول عن وفاته". وكان قد قال الاثنين "فرضنا بالفعل عقوبات لكننا ندرس فرض عقوبات إضافية".
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، فرضت واشنطن وحلفاؤها مجموعة من العقوبات، استهدفت إيرادات موسكو ومجمعها الصناعي العسكري. كما عملت على وضع سقف لأسعار النفط بهدف خفض إيرادات موسكو من المحروقات.
ومن أجل خفض الإيرادات الروسية مع ضمان الإمدادات للسوق العالمية، وضع ائتلاف يضم مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى والاتحاد الأوروبي وأستراليا حدا أقصى لسعر النفط عند 60 دولارا للبرميل من الخام الروسي.
وأوضحت وزارة الخزانة أن التحالف عمل في الأشهر الأخيرة على تشديد نظام الالتزام بسقف الأسعار.
كما كشفت الإدارة الأميركية الخميس عن توجيهها اتهامات لعدد من الأثرياء الروس المقربين من الكرملين للمساعدة في وقف "تدفق الأموال غير القانونية التي تغذي" حرب موسكو.
بوريل يحض على بذل المزيد لتزويد أوكرانيا بالذخائر
إلى ذلك، حض مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الدول الأعضاء في التكتل على بذل المزيد من الجهود لتزويد أوكرانيا بالذخائر، بينما تواجه كييف التي تعاني من نقص الأسلحة صعوبات في صد تقدم القوات الروسية على الجبهة.
وقال بوريل في رسالة وجهها الأربعاء إلى وزراء الخارجية والدفاع في الاتحاد الأوروبي "الجنود الأوكرانيون مصممون على القتال، لكنهم بحاجة إلى الذخائر بشكل عاجل وبكميات كبيرة". وأضاف أن "التأخير في تسليم الذخائر له تكلفة على صعيد الأرواح، ويضعف القدرات الدفاعية لأوكرانيا".
كان الاتحاد الأوروبي قد تعهد العام الماضي تزويد أوكرانيا بمليون قذيفة، لكن مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددها لنفسه بحلول الشهر المقبل لن يسلّم سوى أكثر بقليل من نصف هذه العدد.
وأشار بوريل إلى أنه مع نهاية العام يتعين على الاتحاد الأوروبي زيادة هذه الكمية إلى 1,155,000 قذيفة، مشددا على أن "أوكرانيا بحاجة إلى المزيد من الذخائر". وكتب "أشعر أنه من واجبي ومسؤوليتي أن أتواصل معكم مرة أخرى لنرى ما الذي يمكننا فعله لدعم أوكرانيا".
وقال كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي إن من الخيارات المتاحة امام الدول الأعضاء استخدام المزيد من مخزوناتها، أو تقديم المزيد من الطلبات إلى مصانع السلاح الأوروبية، أو شراء الذخائر حيثما توافرت، أو تمويل المصانع الأوكرانية.
وأكد "المطلوب هو سيولة مالية فورية. إن عدم فعل أي شيء ليس خيارا". كما أبدى بوريل استعداده لعقد اجتماع يخصص لهذه القضية. وتأتي هذه المطالبات لتأمين الذخائر لأوكرانيا مع تراجع القوات الأوكرانية على خط المواجهة لاضطرارها إلى تقنين استخدام مخزوناتها.
أما بالنسبة إلى المساعدات من داعمين رئيسيين آخرين لكييف، فتخيم الشكوك على إمكانية الإفراج سريعا عن حزمة بقيمة 60 مليار دولار من الولايات المتحدة لتعذر إقرارها في الكونغرس.
وخلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، دعا الرئيس فولوديمير زيلينسكي الكونغرس الأميركي إلى إقرار حزمة المساعدات الإضافية لكييف، قائلا إن التقاعس عن القيام بذلك سيكلّف الأوكرانيين أرواحهم.
وتأتي دعوة بوريل في الوقت الذي بدا فيه أن الاتحاد الأوروبي يتجه لإبرام اتفاق يتم بموجبه ضخ تمويل بقيمة خمسة مليارات دولار في صندوق استُخدم سابقا لتعويض الدول الأعضاء عن الأسلحة التي أرسلتها إلى أوكرانيا.
فرنسا تستضيف مؤتمرا حول أوكرانيا الاثنين
في غضون ذلك، يستضيف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين مؤتمرا دوليا لدعم أوكرانيا، وفق ما أفاد مكتبه في بيان الخميس.
وجاء في البيان أنه مع دخول الغزو الروسي عامه الثالث، جرت دعوة زعماء ووزراء أوروبيين لحضور المؤتمر "للنظر في السبل المتاحة لتعزيز تعاون الشركاء لدعم أوكرانيا". وأكد الرئيس البولندي أندريه دودا لقناة "بولسات" التلفزيونية أنه سيحضر المؤتمر "لمناقشة مقترحات جديدة للحل وتقديم المساعدة لأوكرانيا".
 
(فرانس برس، العربي الجديد)
## قروض السوق السوداء ملاذ الجزائريين
23 February 2024 02:24 AM UTC+00
 
دفع غلاء المعيشة وتعقد الإجراءات البنكية وتباطؤ مدة دراسة طلبات القروض، بالجزائريين للبحث عن بدائل لتمويل مشاريعهم أو حتى لمواجهة مصاريف الحياة خاصة المفاجئة وغير المتوقعة، ما أوقعهم بين كفتي كماشة "تجار القروض السوداء" أو "تجار الأزمات" كما يسميهم الجزائريون، الذين ينشطون في الأسواق الموازية للعملة الصعبة، أو حتى في الأسواق النظامية للسلع.
توجهت "العربي الجديد" إلى شارع "الحميز" شرقي العاصمة الجزائرية، المشهور بمحلات بيع السلع والأجهزة المنزلية، بحثا عن "تجار القروض السوداء".
ولم يستغرق الأمر كثيرا من الجهد، مع أول محل نلجه، عرض علينا صاحب المحل، خير الدين، قرضا بالتقسيط، يصل إلى مليون دينار جزائري (7400 دولار) حسب الراتب، موضحا أنه "يحرر فاتورة بقيمة القرض، ويمنح الأموال نقدا لطالب القرض"، أما الفوائد والدفع "فتقدر بين 15 و19 بالمائة وتسدد على 24 شهراً، على أن يسلم القرض في يوم وضع الملف المتكون من بطاقة الهوية وشيكات بنكية موقعة".
في محلٍ ثانٍ، قال الموظف محمد خياري إنه "اضطر إلى طلب "قرض أسود" هو وزوجته بـ 900 ألف دينار (6600 دولار)، لشراء سيارة صينية جديدة، بعد انتظارٍ دام لسنوات، من جراء غلق باب استيراد السيارات الجديدة منذ 2019".
وأكد المتحدث نفسه لـ "العربي الجديد" أن "طلب قرض بنكي يتطلب "جبلاً من الأوراق" ويستغرق شهوراً من الدراسة، مع إلزامية رهن عقار أو منزل كضمانة، ودفع رسوم دراسة الملف وفي الأخير يرفض الطلب، لذلك "القروض السوداء" ملاذ سريع لكل من يبحث عن تمويل لمشاريعه".
ويشكو الجزائريون من القيود المشددة التي تفرضها البنوك والمصارف، وتباطؤ دراسة الملفات والمغالاة في طلب الضمانات، ما يزيد من إرهاق الباحثين عن المال ويدفع بعضهم نحو البحث عن التمويلات في وجهات أخرى.
وتتباين فرص الظفر بقرض بنكي بين عمال القطاعين العام والخاص، حيث يكون العاملون في القطاع الحكومي الأوفر حظا في الحصول على القروض، إذ يعد الاستقرار الوظيفي في القطاع العام ضمانة مهمة للاقتراض بينما تطالب المصارف العاملين في القطاع الخاص بتقديم لائحة من الوثائق التي تثبت قدرتهم على سداد القروض المطلوبة.
وانتقلت عروض "القروض السوداء" من الواقع إلى المواقع الإلكترونية خاصة عبر الفيسبوك، حيث تعرض صفحات قروضا نقدية "حلالاً"، شرط أن يكون طالب القرض يعمل في القطاع العام. وفي اتصال بـ"العربي الجديد" أكد مسؤول إحدى هذه الصفحات أن "القرض يقدم نقدا أو يحول إلى حساب من يطلب القرض مع فائدة تلامس 20 بالمائة، ضمن ما يُسمى قرض المرابحة في الشريعة الإسلامية".
وسبق للبنك المركزي الجزائري أن شدد القيود على عمليات منح القروض من طرف المصارف والمؤسسات المالية، وذلك لمواجهة معضلة تراجع السيولة التي باتت تؤرق المركزي.
وطلب المركزي الجزائري من البنوك تخفيض نسبة منح القروض لأكبر درجة ممكنة، حيث دعاها إلى الحفاظ على السيولة بكل الطرق الممكنة. وفي ما يتعلق بالقروض، إن اللجان التقنية على مستوى كل بنك، المكلفة بدراسة طلبات القروض، عليها تشديد شروط منحها في إطار ما يسمح به القانون.
تتباين فرص الظفر بقرض بنكي بين عمال القطاعين العام والخاص، حيث يكون العاملون في القطاع الحكومي الأوفر حظا في الحصول على القروض
وانزلقت بنوك الجزائر في نفق أزمة السيولة، رغم التدخلات العديدة للبنك المركزي، لإنقاذها من فخ شح الموارد الذي دفعها إلى الامتصاص من الاحتياطات الإجبارية، فيما بلغ العجز في السيولة 40 بالمائة نهاية 2023.
وعزا المركزي الجزائري ارتفاع العجز في السيولة إلى ارتفاع حجم القروض المتعثرة بشكل مستمر خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث بلغت 10 في المائة عام 2015، لتزيد إلى 13 في المائة في العام التالي، و17 في المائة في 2017، ثم 20 في المائة في العام اللاحق، قبل أن تقفز إلى 30 في المائة خلال 2022.
ويرى مدير دائرة التخطيط والسياسات النقدية في المركزي الجزائري سابقا عبد القادر مهلولي أن "الحل الوحيد لجميع مشاكل الجزائر المالية والنقدية وكبح توسع الأسواق الموازية يمر عبر عصرنة النظام البنكي وتسريع وتيرة الرقمنة، إذ لا يُقبل أن تتبنى الحكومة مقاربة لامتصاص الأموال في الأسواق الموازية، في وقت تقدم هذه الأسواق خدمات تمويلية أسرع ومرنة ونسب فوائد مقبولة مقارنة مع البنوك".
وأضاف المتحدث نفسه لـ "العربي الجديد"، أن "البنوك الجزائرية تسير بمبدأ "الخوف من العملاء" في وقت عليها أن تُبادر لجلب الأموال وتقديم خدمات بنكية ذات رواج، لإعادة بناء الثقة مع الجزائريين".
## تفاصيل خطة نتنياهو لـ"اليوم التالي" للحرب على غزة
23 February 2024 03:54 AM UTC+00
قدم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) وثيقة تتعلق بسياسة "اليوم التالي" للحرب على غزة، والتي تضمن السيطرة الأمنية على القطاع بما في ذلك الحدود مع مصر.
وهذه هي المرة الأولى التي يطرح فيها نتنياهو خطة "اليوم التالي" للحرب بشكل رسمي، بعد أن كان يرفض مناقشة الموضوع، خوفًا من حدوث انقسامات في ائتلافه الحكومي.
وقال أحد كبار مساعدي نتنياهو لموقع "أكسيوس" الأميركي، إن الهدف من الوثيقة هو تقديم مبادئ من شأنها أن تحظى بأكبر قدر ممكن من الإجماع، مشيرًا إلى أن المشاورات في مجلس الوزراء ستؤدي على الأرجح إلى تغييرات على الوثيقة قبل الموافقة عليها.
وتنص الوثيقة بحسب الموقع على "الحفاظ على حرية العمل في كامل القطاع، إلى أجل غير مسمى"، وإقامة منطقة عازلة داخل غزة في المناطق المحاذية للمستوطنات الإسرائيلية "طالما هناك حاجة أمنية لها"، كما تضمن السيطرة على الحدود بين قطاع غزة ومصر، على أن تعمل بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة على منع التهريب من الجانب المصري بما في ذلك عبر معبر رفح.
كما تشير إلى أن قطاع غزة سيكون منزوع السلاح بالكامل باستثناء الأسلحة "الضرورية للحفاظ على النظام العام"، فيما ستكون إسرائيل مسؤولة كذلك عن عملية نزع السلاح.
إضافة إلى ذلك، تضمن الوثيقة خطة لـ"اجتثاث التطرف في جميع المؤسسات الدينية والتعليمية والرعاية الاجتماعية في قطاع غزة"، بحسب ما جاء في أحد بنودها، وسيتم تنفيذ هذه الخطة بمشاركة ومساعدة الدول العربية التي لديها خبرة في "مكافحة التطرف".
وبما يخص ملف إعمار غزة، تشير الوثيقة إلى أن الإعمار لن يكون ممكنًا إلا بعد الانتهاء من التجريد من السلاح وبدء "عملية نزع التطرف"، على أن يكون تنفيذه عقب ذلك بتمويل وقيادة دول "مقبولة لدى إسرائيل".
ولا تشير الوثيقة بشكل واضح من سيحكم قطاع غزة بعد الحرب، لكنها تقول إن "عناصر محلية ذات خبرة إدارية ستكون مسؤولة عن الإدارة المدنية والنظام العام"، على أن تكون هذه العناصر غير مرتبطة بالدول أو الكيانات التي "تدعم الإرهاب أو تتلقى الدعم منها"، على حد وصفها.
أما فيما يخص وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، تشمل الخطة إغلاقها واستبدالها بوكالات مساعدات دولية أخرى.
## نتائج الانتخابات الباكستانية: فصول جديدة من الصراع
23 February 2024 05:00 AM UTC+00
أفرزت نتائج الانتخابات الباكستانية، التي أُجريت في 8 فبراير/شباط الحالي، تقدم المستقلين المدعومين من حزب "حركة الإنصاف" بزعامة رئيس الحكومة السابق، المسجون حالياً، عمران خان، وذلك بعد منع الحزب من المشاركة ككيان سياسي في الاستحقاق الانتخابي، ونالوا 93 مقعداً من أصل 266 في البرلمان (يضم البرلمان 336 عضواً، يُنتخب 266 منهم بالاقتراع، ويُعيّن 70 منهم، وهم 60 مقعداً مخصصاً للنساء و10 للأقليات الدينية. ولتولي رئاسة الحكومة، يتوجب على المرشح الحصول على الغالبية المطلقة وهي 169 صوتاً من مجمل 336 نائباً).
غير أن حزب "الرابطة الإسلامية ـ جناح نواز شريف" حلّ أولاً بين الأحزاب بحصوله على 75 مقعداً، وتلاه حزب "الشعب الباكستاني" بـ54 مقعداً، في موازاة شكاوى الأحزاب السياسية والدينية والقومية من تدخل المؤسسة العسكرية وتلاعبها بالنتائج، مما صعّب من عملية تشكيل الحكومة، فضلاً عن دفع البلاد نحو صراع جديد.
اتفاق "الرابطة" و"الشعب" بعد الانتخابات الباكستانية
وعلى الرغم من إعلان حزب "الشعب الباكستاني" وحزب "الرابطة الإسلامية ـ جناح نواز شريف"، أكثر من مرة عن توافقهما على تشكيل تحالف من أجل تشكيل الحكومة عقب الانتخابات الباكستانية، وآخر هذه الإعلانات صدرت الثلاثاء الماضي، إلا أن مراقبين يعتبرون أن الوضع يبقى غامضاً بسبب نتائج الانتخابات الباكستانية لأن معالم التوافق بين الحزبين غير واضحة، ما يقوّي فرضية تراجع أحد الطرفين عن التوافق كما حصل في الأيام الماضية.
وكان اتفاق الحزبين، الثلاثاء الماضي، خلال مؤتمر صحافي لقيادتيهما، قد أكد على توافقهما على تشكيل الحكومة على أن يتولى، من حزب "الرابطة"، رئيس الوزراء السابق شهباز شريف (بين عامي 2022 و2023)، منصب رئيس الوزراء، في مقابل تولّي زعيم حزب "الشعب الباكستاني" أصف علي زرداري، منصب الرئاسة الباكستانية، علماً أن زرداري ترأس البلاد بين عامي 2008 و2013.
واتفق الحزبان أيضاً على ان تكون رئاسة البرلمان من حصة "الرابطة"، ورئاسة مجلس الشيوخ من حصة "الشعب". وكان حزب "الشعب" واضحاً في شروطه، مما جعل "الرابطة" في حالة تردد في البداية، لأن المسؤولية ستُلقى على عاتقه وحكومته ستكون مرهونة بقرارات "الشعب"، خصوصاً أن الأخير يمكنه الانسحاب في أي وقت من الائتلاف الحكومي.
عبد الماجد خان: لن يدوم ائتلاف "الرابطة" و"الشعب" طويلاً
وحول هذه التطورات، يرى المحلل السياسي الباكستاني عبد الماجد خان في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن ما حصل تمّ بخلاف ما كانت تخطط له مؤسسات الدولة، وبخلاف ما كان يتطلع إليه حزب "الرابطة".
وكان "الرابطة" يتطلع لتولّي نواز شريف، شقيق شهباز، رئاسة الحكومة، غير أن نتائج الانتخابات الباكستانية أتت بخلاف ما كانت يتوقعه الجميع. ويوضح خان أن "الرابطة" سيصل إلى سدة الحكم بمساعدة حزب "الشعب"، لكن الحكومة لن تستمر طويلاً والجميع يعرف ذلك.
في غضون ذلك، يستمر حزب عمران خان بإصراره على أنه يتملك الأغلبية في البرلمان، معتبراً أنه على الرغم من التلاعب بنتائج الانتخابات الباكستانية إلا أن بإمكانه تشكيل الحكومة مع حلفائه.
لكن مراقبين اعتبروا أن حزب خان لا يمكنه أن يشكل الحكومة بمفرده، لأسباب عدة، متصلة بعدم نيل حزب "حركة الإنصاف" الغالبية البرلمانية التي تمكنه من تشكيل الحكومة، وفي الوقت نفسه يرفض التحالف مع "الرابطة" و"الشعب".
وأشار مراقبون إلى أن حلفاء "حركة الإنصاف" الذين خاضوا معه الانتخابات الباكستانية، وهم مجلس وحدة المسلمين والحركة السنية والحركة الوطنية بزعامة محمود خان أجكزاي، لم يحصلوا سوى على مقعد واحد. والأهم من ذلك، بحسب مراقبين، هو صراع خان المتواصل مع المؤسسة العسكرية، لذا عملياً لا يمكن لحزب "حركة الإنصاف" أن يشكل الحكومة، فضلاً عن وجود العديد من الملفات القضائية في حق قيادات حزبه. ودفعت تلك الحالة باكستان إلى ركود سياسي، يبدو المخرج منه صعباً جداً.
في السياق، يقول المحلل السياسي الباكستاني محمد بابر في حديث مع "العربي الجديد"، إن صراع المؤسسة العسكرية مع حزب عمران خان، الذي يحظى بنفوذ كبير وواسع في الأوساط الشعبية لا سيما الشبابية وبين المثقفين، دفع البلاد إلى هذه الحالة، التي لا أحد يعرف إلى أين نسير فيها، وكيف ستواصل الحكومة المقبلة تسيير الأمور في ظل هذا التوزيع السياسي والصراع الدائم الذي يرافقه الوضع الأمني المتأزم والحالة المعيشية الهشة والمتردية.
ويشدّد بابر على أن هناك ضرورة ملحة لأن ترضى المؤسسة العسكرية بالحوار الفوري مع حزب عمران خان، فالأخير لا يستهان به، والرجل معروف بصرامته في المواقف ولا يتنازل بسهولة، ولديه نفوذ كبير وواسع في الأوساط الشعبية.
ويضيف: نعرف أن خان ينتمي إلى العرقية البشتونية وتلك القبائل تؤيده بشكل قوي، كما أن الشباب في جميع أقاليم البلاد يدعمون الرجل، علاوة على أن الشريحة الكبيرة من كبار السن المثقفين سئموا من الأحزاب الأخرى، ويرون أن عمران خان صادق مع هذه البلاد، بالتالي على المؤسسة العسكرية أن تأخذ في عين الاعتبار هذه الحقائق والمعطيات وأن تتفاوض بشكل فوري معه.
كما يوضح بابر أن خان شدّد قبل الانتخابات الباكستانية وبعدها على استعداده للحديث مع المؤسسة العسكرية، ولكن الأخيرة يبدو أنها غير مستعدة لذلك. وبرأيه لعل الصراع القديم بين قائد الجيش الحالي الجنرال عاصم منير الذي أزيح بيد عمران خان من منصب رئيس الاستخبارات إبان حكمه للبلاد، ما زال يؤثر على العلاقة بين الحزب والمؤسسة العسكرية.
خيارات محدودة في باكستان
ولا شك أن المؤسسة العسكرية تسعى لأن تجد مخرجاً للحالة السائدة، لأن الحلول الأخرى تتمحور حول إعادة الانتخابات الباكستانية أو حكم العسكر، وكلاهما غير واقعيين في الوقت الحالي، لأن الوضع المعيشي والأمني للبلاد لا يسمحان بذلك.
في السياق، يعتبر سيد خاقان عباسي، رئيس الوزراء الباكستاني السابق، القيادي في حزب "الرابطة ـ جناح نواز شريف"، في تصريحات صحافية الاثنين الماضي، أن المشكلة الرئيسية هي أن الانتخابات الباكستانية أجريت بصورة مخزية للغاية. ويضيف: عندما كنت أراقب التدخلات في العملية والوصاية على لجنة الانتخابات وإخضاع مؤسسات الدولة لمصلحة حزب ضد آخر، توقعت ما يحصل الآن.
وبرأي عباسي: "وصلنا إلى طريق مسدود تماماً". ويشدّد على الحاجة إلى "حكومة قوية كي تتخذ قرارات مصيرية صعبة"، متوقعاً أن يشكل "الرابطة" و"الشعب" الحكومة بضغط من أطراف عدة، لأن الخيارات الأخرى لا يسمح بها وضع البلاد. وأعرب عباسي عن خشيته من أن تكون الحكومة العتيدة هشة وضعيفة، ومعرّضة للانهيار في أي لحظة.
محمد بابر: على المؤسسة العسكرية التحاور مع حزب عمران خان
تزوير نتائج الانتخابات الباكستانية
وتدّعي جميع الأحزاب التي شاركت في الانتخابات حصول عمليات تزوير، كما بدأت الأحزاب تذكر أسماء الفيالق في الجيش التي تتهمها بالتدخل في تزوير الانتخابات، متهمة رئيس المحكمة العليا فائز عيسى، ورئيس لجنة الانتخابات إسكندر سلطان راجا، بدعم عملية التزوير.
وزاد الطين بلة ما قاله مفوض الحكومة في مدينة روالبندي، لياقت علي تشاتا، في مؤتمر صحافي في المدينة السبت الماضي، إنه قَلَبَ نتائج 13 مقعداً في البرلمان لصالح حزب "الرابطة"، على نتائج 29 مقعداً في برلمان البنجاب الإقليمي، الذي تتبع له روالبندي (ويضم هذا البرلمان 371 عضواً).
واتهم تشاتا كلا من راجا وعيسى بقبول تعديلاته، طالباً من المحاكم الباكستانية أن تصدر في حقه حكم الإعدام لأنه "خان الشعب"، وداعياً أيضاً إلى محاكمة رئيس لجنة الانتخابات ورئيس المحكمة العليا.
وردت المحكمة العليا ولجنة الانتخابات وحكومة تصريف الأعمال و"الرابطة" على تشاتا، ووصفوه بأنه "مريض نفسياً"، وسارعت الحكومة إلى اعتقاله، بينما الأحزاب الأخرى كحزب عمران خان والجماعة الإسلامية والأحزاب القومية، دعت إلى إجراء التحقيق في ما قاله الرجل وتوفير الحماية اللازمة، لأنه اعترف بما هو حقيقة في رأيهم.
في هذا الإطار، قال زعيم حزب "حركة الإنصاف" جوهر علي خان، في تصريحات صحافية، الثلاثاء الماضي، إن حزب عمران خان فاز بالأكثرية ولكن لجنة الانتخابات لم تعلن النتيجة وفق عملية الاقتراع، داعياً رئيس لجنة الانتخابات الوطنية إلى الاستقالة وتوفير الحماية اللازمة لمفوض مدينة روالبندي.
وشدّد على أن ما يجري حالياً في البلاد، وما حصل من تعديلات في الانتخابات الباكستانية، لا بد أن تكون لها نتائج على علاقات باكستان مع العالم، تحديداً مع صندوق النقد الدولي.
من جهته، اعتبر زعيم حزب القومي الوطني البشتوني، إيمل ولي خان، في مهرجان شعبي لحزبه في مدينة صوابي في إقليم خيبربختونخوا، شمال غربي باكستان، الأحد الماضي، أن "الجيش الذي من شأنه أن يدافع عن البلاد وعن الحدود عجز عن ذلك"، مشيراً إلى أن ما حدث في بنغلادش، "حيث تراجع الجيش واستقلت بنغلادش عن باكستان" على حد تعبيره.
وتوجه للجيش بالقول: "إما تعطينا حقنا ويكفي التدخل في الشؤون السياسية، وإلا فستكون النتائج وخيمة، وسنعارضك ونقف في وجهك وسترى ما لم تتخيله".
## ستة أشهر على حراك السويداء السورية: أسباب الاستمرارية حاضرة
23 February 2024 05:00 AM UTC+00
مهّد توالي الأزمات والتضييق الاقتصادي الكبير في عموم سورية ومنها محافظة السويداء جنوبي البلاد، والناجم عن القرارات المتخبطة لحكومة النظام السوري، لاحتقان شعبي في المحافظة كان جاهزاً لينفجر في أية لحظة، ليكون نواة لانتفاضة صغرى كبرت شيئاً فشيئاً، لتشكل حراك السويداء الشعبي، الذي بدأ قبل 6 أشهر ولا يزال مستمراً حتى اليوم، وإن كانت بعض الشكوك باتت تخرج حول عزائم المشاركين به من أن يصيبها الملل مع عدم الوصول للأهداف.
وبعد حوالي 200 يوم على الحراك، لا يزال النظام يراهن على انتهاء الاحتجاجات بعد محاولة تفتيته بطرق عدة، لا سيما محاولة جر المحتجين إلى العنف واستخدام السلاح، ليتوفر له مبرر القضاء عليه، فيما لم يستطع حتى الآن العبور من هذا الجانب. وقد استخدم النظام، السلاح لأول مرة خلال الحراك، في منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، حين أصاب رصاص مسلحين ينتمون إلى حزب البعث، 3 أشخاص من المتظاهرين.
في المقابل لا يزال المحتجون مستمرين في لعبة عض الأصابع معه، والتي يدركون أنها ربما تطول، لكنهم يرفضون العودة عن حراكهم حتى تحقيق مطالبهم، بحسب الكثيرين ممن التقت بهم "العربي الجديد".
انطلاقة حراك السويداء
وانطلق حراك السويداء مشابهاً للعديد من التحركات التي سبقته، فيما كانت شرارته احتجاج سائقي وسائل النقل العامة على رفع أسعار المحروقات، في 15 أغسطس/ آب الماضي. وبعد محاولة الالتفاف على الحراك من قبل سلطات النظام، بمراضاة السائقين على حساب المواطنين، جاءت الدعوات من قبل الشارع للإضراب والاعتصام في 17 من الشهر ذاته، لتشمل الاحتجاجات في ما بعد عموم محافظة السويداء، ومركزيتها ساحة "الكرامة" وسط مدينة السويداء، مركز المحافظة.
وللمحافظة خصوصية من بين المحافظات السورية الأخرى، كون سكانها في غالبيتهم ينتمون لطائفة الموحدين الدروز، فلم يستطع النظام التعامل معها بالبطش الأمني المعهود وإيجاد مبرر إلصاق تهم الإرهاب والجماعات المتشددة بالمتظاهرين، فدفع بمجموعات تابعة لحزب البعث لمحاصرة الحراك.
لكن المحتجين هاجموا مقار الفرق والشعب الحزبية، وأغلقوها في 18 أغسطس، ليكرّس اليوم الأول في الحراك الحالي، إذ شهدت ساحة الكرامة حينها تظاهرة كبيرة طالبت بإسقاط النظام، ودعت للانتقال السياسي وتطبيق القرار الأممي 2254.
وهو القرار الذي أصدره مجلس الأمن الدولي عام 2015، "لتحقيق عملية الانتقال السياسي بهدف إنهاء النزاع في سورية".
كما نصّ على "تشكيل هيئة حكم ذات مصداقية، وتشمل الجميع وغير طائفية"، و"اعتماد مسار صياغة دستور جديد لسورية في غضون 6 أشهر"، ودعم إجراء "انتخابات حرّة ونزيهة على أساس الدستور الجديد في غضون 18 شهراً تحت إشراف الأمم المتحدة".
وكان تأييد رؤساء طائفة الموحدين الدروز في البلاد، نقطة فارقة في دفع الحراك، إذ أعلن شيخ العقل الأول في سورية حكمت الهجري مناصرته للحراك وتأييد مطالب المحتجين، وبالمثل فعل الشيخ الثاني للطائفة حمود الحناوي، فيما أيد الرئيس الثالث للطائفة يوسف جربوع المطالب المعيشية، نائياً بنفسه عن المطالب السياسية ذات السقف المرتفع.
وعن البدايات في الحراك، تشير الناشطة الحقوقية سلام عباس، إلى أنه "لا يمكن الاستخفاف بالحياة المعيشية للمواطن في أي بقعة جغرافية في العالم، لأن الانفجار سيأتي لا محالة"، معتبرة في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "ما حدث منتصف أغسطس الماضي، وأدى لامتداد الحراك وإطالة مدته، أمر متوقع، ومنطقي".
وتضيف: "حاولنا نحن أهل السويداء خلال السنوات الماضية أن نكون مسمار الأمان في البلاد ونجحنا في ذلك، فناصرنا الحراك السوري منذ بدايته ورفضنا القتل والقتال ضد أي سوري، واليوم نحن نكمل ما مشى عليه إخوتنا من باقي المحافظات، ولن نتراجع حتى تحقيق الانتقال السلمي للسلطة وتغيير المنظومة الحاكمة بالحديد والنار والقتل والذبح، وبسلميتنا فقط".
إرهاصات ما قبل حراك السويداء
وشهدت المحافظة، منذ العام 2019، تحركات عدة على خلفية تردي الأوضاع المعيشية في عموم سورية والمحافظة، والتي يعتبر الكثير من أبنائها من الموظفين في الدولة، والذين وجدوا رواتبهم الشهرية لا تكفيهم لأيام.
يأتي ذلك وسط التضخم وانخفاض قيمة الليرة أمام العملات الأجنبية، وبالتالي انخفاض القيمة الشرائية، بالإضافة إلى الغلاء والتحكم بالأسعار من قبل النظام، علاوة على نشر الفوضى المتعمد كمدخل لاستمرار فرض السطوة.
الناشط هاني عزام: سلطات النظام السوري لا تملك شيئاً، لا من الناحية الإدارية ولا الشرعية
ويشير الناشط المدني هاني عزام، وهو أحد أبناء السويداء، إلى أن "سلطات النظام السوري باتت غير قادرة على تسيير أمور البلاد المعيشية والخدمية"، مضيفاً في حديث لـ"العربي الجديد"، أنها "لا تملك شيئاً، لا من الناحية الإدارية ولا الشرعية، ولذلك لا بد لها أن ترحل".
ويعتبر عزام أن "السلطة، من خلال استكبارها وتعنتها، أوصلت البلاد إلى حالة اقتصادية لا ترقى بمستوى الشعب السوري الحضاري، لذلك من حقه أن تتغير هذه المنظومة، ويُعاد بناء الدولة وفق تطلعات الشعب بمنأى عن أي شيء آخر".
المرأة والفن... سمات لحراك السويداء
وكان حضور المرأة سمة رئيسية في حراك السويداء الأخير، وحتى كل التحركات السابقة التي رافقت الحراك الرئيسي في سورية منذ العام 2011. لكن في الحراك الحالي كان زخم حضور نساء محافظة السويداء واضحاً، حتى تصدرن المشهد.
ولم تسهم نساء السويداء بالاحتجاج فحسب، بل في تنظيم التظاهرات والاعتصامات وإدارة نشاطاته، ما دفع النظام إلى محاولات تشويه سمعة النساء المشاركات في الحراك عبر أدوات عدة.
الناشط بيان الحناوي: شكلت النساء، ولا زلن، العمود الفقري لحراك السويداء
ويقول الناشط السياسي والضابط المعتقل السابق، بيان الحناوي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن النساء "شكلن ولا زلن، العمود الفقري للحراك، ولوجودهن فضل كبير على ثبات الساحة وموقف إخوتهن من الرجال والشباب".
وكذلك كان للفن في حراك السويداء بصمته ودوره في إيصال رسالة محافظة السويداء للعالم أجمع، إذ سعى عدد من فنانيها عبر مواهبهم المتعددة، لبلورة الحراك بصيغة فنية راقية وحضارية. فقد حضرت رسوم الكاركاتير واللوحات الفنية، بالإضافة إلى اليافطات التي قُدمت مع عباراتها بطرق فنية مختلفة.
ويشير الرسام والنحات علي حرب، إلى دور الفن في صناعة وتحفيز الرأي العام بخفة ظله على القلوب من دون مواربة أو مهاترة أو تنميق أو تملق. ويقول لـ"العربي الجديد" إن "كل ثورات العالم التي انتصرت كان للفن يد في انتصارها".
التجمعات المهنية والأجسام السياسية
ومع دخول الحراك شهره الثاني، بدأ الناشطون السياسيون العمل على تشكيل تكتلات وأحزاب وتيارات تتفق مع الهدف الرامي للتغيير السياسي، وإن اختلفت أفكارها، لينبثق من الحراك أكثر من 20 جسماً سياسياً ونقابياً.
لكن الآراء في شارع المحافظة انقسمت بين مؤيد ومعارض لهذه الأجسام، مخافة حدوث شرخ في الساحة سيستغله النظام، وهو ما حاول فعلاً، ليتدارك المحتجون الأمر مطالبين بتشكيل جسم موحد، تذوب فيه جميع الأجسام القائمة، لتبقى الساحة الحكم في اتخاذ أي إجراءات حيال أي مستجد.
ويرى الناشط المدني أيمن صعب، أن حالة التعددية التي شهدتها المحافظة عبر الحراك وانبثاق الأجسام السياسية "حالة صحية، وهي من أكثر الحالات التي أغاظت النظام الذي اعتاد على حكم المواطنين بفكر واحد شمولي متسلط".
الناشط أيمن صعب أخذ على بعض المتحزبين تزمتهم لأفكارهم ومحاولة بثها في ساحة التظاهر
لكن صعب يأخذ، في حديث لـ"العربي الجديد"، على "بعض المتحزبين تزمتهم لأفكارهم ومحاولة بثها في الساحة (التظاهرات)، وادعاء تبني الحراك كاملاً من خلالها"، مشيراً إلى أن "من الضروري العمل باتزان بين التوجه الخاص ومحاولة احتوائه بالتوجه العام، وليس العكس".
من ناحية أخرى، سعى أصحاب الاختصاصات والمهن والحرف المشاركون في الحراك إلى تشكيل تجمعات مهنية شكلت نقلة نوعية في مسار الحراك، وزادت وهج صبغته المدنية، ما لبثت جميعها بعد انطلاقتها بشهر أن شكلت تجمعاً يضم جميع التجمعات المهنية مثل الفلاحين والعمال، إلى جانب الاختصاصات العلمية (معلمين وحقوقيين ومهندسين وصيادلة وأطباء)، ما أضاف صبغة نقابية للتجمع.
ويلفت الناشط السياسي عصام خداج إلى أن التجمعات النقابية كانت "صلة الوصل بين شرائح المهنيين على مختلف اختصاصاتهم من دون تمييز، ما ينفي صفة النخبوية المطلقة عن الحراك، وصبغة الشعبية المطلقة، ليمزج بين مكونين لا غنى لأحدهما عن الآخر".
ويقول لـ"العربي الجديد"، إن "الحضارة لا يمكن الوصول إلى قمتها إلا من خلال التجمعات التي تتصف بالمدنية، لأنها تضمن حقوق الجميع وواجباتهم، كما تضمن حريتهم".
## مجلس النواب الليبي يسعى لمحاصرة الدبيبة: هل يستطيع إسقاطه؟
23 February 2024 05:00 AM UTC+00
يسعى مجلس النواب الليبي لضرب حصار مالي خانق على حكومة الوحدة الوطنية بهدف محاصرة رئيسها عبد الحميد الدبيبة، في إطار محاولته الإطاحة به.
وفي إطار الخطوات التي تهدف للإطاحة بالدبيبة، خاطب رئيس مجلس النواب عقيلة صالح،  الثلاثاء الماضي، كافة المؤسسات والشركات الليبية، بما فيها البنك المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط، بحظر تقديم أي أموال لحكومة الوحدة الوطنية "في أي صورة، سواء كانت بصورة قرض أو تحت بند المسؤولية الاجتماعية"، متهماً الحكومة "بإهدار المال العام، والتصرف فيه بغير وجه حق".
وتزامن الخطاب مع حكم لمحكمة استئناف بنغازي، في اليوم ذاته، بوقف قرار الدبيبة بشأن منح وزارتي المالية والتخطيط بحكومته بنقل مخططات مالية من ميزانية العام الماضي بقيمة 10 مليارات دينار ليبي (السعر الرسمي هو 4.87 دنانير للدولار) والتصرف فيها للعام الحالي.
عيسى همومه: الصراع بين صالح والدبيبة وصل لمرحلة كسر العظم
وقضت الدائرة الأولى بمحكمة استئناف بنغازي، الثلاثاء الماضي، بوقف تنفيذ قرار الدبيبة، رقم 580 لسنة 2023 بشأن منح الإذن لوزارتي المالية والتخطيط بإجراء تعلية لمخصصات الباب الثالث للترتيبات المالية بقيمة تزيد على 10 مليارات دينار.
وبدأت مساعي صالح لعزل الدبيبة من منصبه منذ أشهر. وظهرت أولى ملامحها في التقارب مع محافظ البنك المركزي، الصديق الكبير، خاصة في خطوة قبول مجلس النواب الليبي في أغسطس/ آب الماضي، توحيد فرعي البنك المركزي، في الشرق والغرب، تحت رئاسة الكبير، بعد سنوات من الانقسام، وأعقبها في الشهر التالي اعتماد الموازنة العامة المقدمة من حكومة مجلس النواب لعام 2024.
عرقلة قرارات الدبيبة للاستفادة من الأموال
وجاءت مخاطبة صالح للمؤسسات الليبية الثلاثاء الماضي في إطار عرقلة قرارات أصدرها الدبيبة أخيراً للاستفادة من أموال العديد من الشركات والمؤسسات، في إطار بحثه عن مصادر تمويل بديلة، خاصة بعد أن تحفظ البنك المركزي على صرف أموال موازنة العام الحالي لأي من الحكومتين، الوحدة الوطنية وحكومة مجلس النواب، بحجة حياد البنك عن الصراعات السياسية القائمة.
وتأتي هذه الخطوات بالتوازي مع إعلان صالح إنشاء صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، وتكليف بلقاسم، نجل اللواء المتقاعد خليفة حفتر بترؤسه.
وبحسب نص قرار إنشاء الصندوق، الصادر في 6 فبراير/ شباط الحالي، تكون له ميزانية خاصة، ويسمح له بالاقتراض من البنك المركزي، والاتصال بالخارج للتعاقد مع الشركات الكبرى للإعمار والتنمية دون الخضوع لمساءلة أي جهة في الدولة. وتلاه قرار آخر في 14 فبراير نقل بموجبه مجلس النواب تبعية 10 مؤسسات وهيئات حكومية إلى الصندوق.
كسر عظم بين صالح والدبيبة
وبحسب قراءة الباحث في الشأن السياسي عيسى همومه فإن الصراع بين صالح والدبيبة "وصل لمرحلة كسر العظم، فعقيلة صالح وحلفاؤه تفطنوا لنجاح الدبيبة في العمل وفق مقاربة اقتصادية تمكن خلالها من إحداث مشاريع تنموية وتحسين للوضع المعيشي للمواطن، ما خلق قاعدة شعبية من حوله في الداخل. وفي الخارج نجح وفق هذه المقاربة من عقد شراكات اقتصادية مع دول إقليمية مؤثرة، كتركيا وإيطاليا، ولذا فالهجوم الحالي عليه جاء من هذه الزاوية".
ويلفت همومه، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن خطوات مجلس النواب الليبي تسعى لإثارة الغضب الشعبي على الدبيبة، كالضغط على البنك المركزي لوقف تمويل الموازنة العامة، خاصة وأن أكبر بنودها يتعلق برواتب المواطنين، الذين بالفعل لم يتمكنوا من الحصول عليها منذ ثلاثة أشهر، خاصة مع تهاوي قيمة الدينار وارتفاع غلاء الأسعار، وقبلها إصدار بيانات أثارت جدلاً حول قرار الدبيبة الشهر الماضي الخاص برفع الدعم عن المحروقات والذي أثار غضب الشارع بالفعل.
ويعتبر همومه أن صالح وحلفاءه "يستثمرون الهزة الكبيرة في القاعدة الشعبية للدبيبة غرب البلاد، خاصة مع بروز معارضة شعبية واسعة في مدينة مصراته لبقاء الدبيبة، ومدن أخرى ذات ثقل عسكري وسياسي كالزنتان والزاوية".
وأصدر "اتحاد ثوار 17 فبراير" بمدينة مصراته، الثلاثاء الماضي، بياناً طالب فيه بالتحقيق الفوري والعاجل في واقعة مقتل 10 أشخاص في حي أبو سليم في طرابلس على يد جهة مجهولة، الاثنين الماضي، معتبرين أن الحدث يكشف عن الفوضى الأمنية التي تعيشها البلاد بسبب ضعف حكومة الوحدة الوطنية.
وفي الزاوية، غرب طرابلس، أصدر "حراك تصحيح المسار" بالمدينة، بياناً، اتهم فيه الحكومة في طرابلس بالعمل على إطالة أمد سيطرتها على الحكم، مطالباً بضرورة إجراء انتخابات لتجديد الشرعية في البلاد. وتزامن البيانان مع ثالث لمجموعة "ثوار الزنتان"، أقصى الغرب الليبي، أعلنوا فيه عدم اعترافهم بحكومة الوحدة الوطنية، واتهموها بـ"نهب أموال الشعب وإفقار الموظفين حتى لم يجدوا قوت يومهم"، مطالبين بإسقاطها.
عادل شنينه: الدبيبة لا يزال يملك العديد من الأوراق للمناورة
ويلفت همومه إلى أن الصلاحيات التي منحها صالح لصندوق الإعمار "تجعل منه حكومة قائمة ولا يخضع لأي محاسبة"، معتبراً أن صالح وشركائه "يريدون القول إنهم حتى لو لم يسقطوا الدبيبة يمكنهم الاستحواذ على صلاحيات حكومته ومصادر تمويله من خلال التشريعات التي تسمح لهم بالاتصال بالبنك المركزي، وضرب قوة الشرعية الدولية التي يستند عليها الدبيبة من خلال بناء شراكات قوية مع دول الإقليم في عقود الإعمار الضخمة وكذلك من خلال الاستثمار في مجال النفط".
عرقلة مجلس النواب الليبي مشاريع للدبيبة
ويتابع همومه: "في الأيام الماضية عرقل مجلس النواب الليبي مشروعاً يسعى الدبيبة من خلاله لمنح حصص كبيرة لشركات إماراتية وتركية في أحد حقول الغاز الجديدة في غرب ليبيا، حيث أصدرت محكمة ليبية قراراً بإلغاء الاتفاق الذي وقعه الدبيبة مع تركيا للاستثمار في الغاز"، في إشارة لحكم محكمة الاستئناف، الاثنين الماضي، القاضي بإلغاء مذكرة التفاهم الموقعة بين حكومة الدبيبة وتركيا في عام 2022، بشأن الاستثمار في مجال الغاز، الذي سبق أن عارضه مجلس النواب وطعن في شرعيته.
ويرى همومه أن معسكر شرق ليبيا "يسير وفق خطة محكمة لسحب البساط من تحت الدبيبة وإسقاطه، وإفشال أي مبادرة تجعل منه شريكاً في المشهد".
الدبيبة يملك العديد من الأوراق للمناورة
لكن في المقابل، يرى الأكاديمي وأستاذ العلوم السياسية عادل شنينه أن الدبيبة لا يزال يملك العديد من الأوراق للمناورة.
ويعتبر أن خطوات عقيلة صالح "ليست مكتملة، وقرار إنشاء صندوق الإعمار مجرد طريق لترقيع علاقته مع معسكر خليفة حفتر، التي شهدت تصدعات كبيرة، خاصة أن بلقاسم كون في السابق كتلة برلمانية قوية بهدف إسقاطه من رئاسة مجلس النواب".
ويشير شنينه، لـ"العربي الجديد"، إلى أنه "من ناحية أخرى فمعسكر حفتر الذي يملك الكلمة الأولى في شرق البلاد منقسم على نفسه، والدبيبة يملك خيطاً رفيعاً للاتصال به من خلال صدام نجل حفتر والمؤثر بشكل أكثر في قرارات والده، وسبق وأن نجح في عقد صفقة لتعيين رئيس مؤسسة النفط الحالي فرحات بن قدارة" في منصبه.
ويتابع شنينه: "من غير شك فخطوات عقيلة صالح هزت منظومة الدبيبة، خصوصاً في علاقته مع البنك المركزي، لكن المجتمع الدولي لن يتخلى عن اعترافه بالدبيبة وحكومته بسهولة ما لم يتوفر بديل قوي ومقنع بالنسبة لمصالحه".
ويرى شنينه أن "كل ما يحدث الآن من ضغوط على الدبيبة لا أعتقد أنه يتجاوز محاولة فرض كل طرف نفسه كرقم في خريطة الأزمة للحصول على أكبر قدر من المكاسب"، مشيراً إلى أن حراك الضغوط باتجاه الدبيبة "متعلق بقناعة جميع الأطراف بأن المقاربة الوحيدة الممكنة والواقعية هي دمج حكومتي البلاد، والكل يسعى للحصول على موقع في المشهد الحكومي المقبل".
## هي غزّة
23 February 2024 05:09 AM UTC+00
أرضٌ ساخطة ومُحتسبة، حيث لا يوجد شيء كافٍ على الإطلاق، سوى القنابل التي لا تفيض عن حاجة القتلة.
أرض الحرب والجوع والخوف والصمود، هي غزّة 2024. على الرغم من أنّه قد يكون هناك أيضًا بعض القرّاء من محبّي الكاز والغاز، الذين يعتقدون أنّ الشخصية الرئيسية للمدينة هي: الانهزام في المستقبل القريب.
كتاب غزّة هو أبجديتنا وقد اقترب الفرح بانكسار العدوّ.
نازحوها مع باقي القطاع، أمامهم عمل إنشائي ضخم وغير عادي، خارج الحجم، وغير مفهوم في وقته لمن ينظر إلى كلّ شيء من فوق أو من بعيد: الكثير من العمل، الكثير من الدماء المبذولة من أجل قناة نور في إقليم الظلام.
أيّتها المغامرة الملحمية في زمن الخنوع والعجز.
إنّ غزو أيّ غربٍ، ليملأها بخلفية التجذّر في التراب الطاهر، والتماهي من أنفاق الأعماق. حيث يصبح أجدادها، انعكاسًا لحياة أولئك الذين يشكّلون جزءًا من بيئة الثورة الأبدية في كلّ حين.
مباركة أنت بين أمّهات الأوطان التي تحرّرت بالدم.
مباركة بأبطال أنفاقك، حيث لا مثيل، حتى وإن كان الشاعر هو أيضًا الشخص الغنائي الذي يملأ الفجوات بالصمت. وبعد أن يفعل، لن يحظى بالشكر الكافي حتّى من ذاته.
أيّها القرّاء الأعزّاء يا شعب الندرة الهائل: لا مفرّ من امتداح الافتراضات والتخمين والتكهّنات.
* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا
## مع غزّة: لاهاي عبد الحسين
23 February 2024 05:21 AM UTC+00
تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أيام العدوان على غزّة وكيف أثّر على إنتاجه وحياته اليومية، وبعض ما يودّ مشاركته مع القرّاء.
■ ما الهاجس الذي يشغلكِ هذه الأيام في ظلّ ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟
- يشغلني هاجس وقف المحرقة التي يمارسها العدوّ الصهيوني على سكّان القِطاع. إنَّهم ينتقمون ممّن لم يكن سببًا في ما ادّعوا، لعقود من الزمن، أنّهم كانوا ضحيةً له. وهذا العالَم الرسميّ المتقدّم يقف معهم بلا رفّة جفن.
■ كيف أثّر العدوان على حياتك اليومية والإبداعية؟
- يُمثّل العدوان المتواصل على غزّة وقفة معيقة لأيّ مشروع يمكن التفكُّر فيه، بما في ذلك القراءة لأغراض القراءة. لم تستمرّ عدوانات سابقة هكذا. المحرقةُ مستمرةٌ لما يقرب من خمسة أشهر، ويبدو أنّها ستتواصل نتيجة الخدر العالمي والعربي تجاه ما يجري.
■ إلى أي درجة تشعرين بأن العمل الإبداعي ممكنٌ وفعّال في مواجهة حرب الإبادة التي يقوم بها النظام الصهيوني في فلسطين اليوم؟
- القضيّةُ قضيّة فلسطين، وما غزّة إلّا ميدانًا أو صالةَ تشريح لما يُطاول الفلسطينيّين العزّل. العمل الإبداعي، وإن كان بحدوده الدنيا، يمكن أن يساهم في بثّ الوعي وعدم نسيان القضية.
هل هناك بديلٌ للكفاح المسلَّح وإن كان باهظاً ومُكلفاً؟
■ لو قُيّض لكِ البدء من جديد، هل ستختارين المجال الإبداعي أو مجالًا آخر، كالعمل السياسي أو النضالي أو الإنساني؟
- لو قُيّض لي البدء من جديد لاخترتُ العمل الإبداعي. نقود حياةً فيها الكثير من البعثرة والارتباك. ولو أدركنا منذ وقت مبكّر، لَعملنا بصورة أكثر تنظيمًا على صعيد الإبداع. أخذَت السياسةُ والنضال والعمل الإنساني حيّزًا كبيرًا في حياتي، ولكنّه كان عملًا بريئًا، لم نَحزر فيه النوايا والمكائد لمن استخدم القضيّة وساقنا في طريقها دون أن يطاوله شيء. بالنهاية، فنحن الخائبون المتعبون.
■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
- أنتظر من العالم أن يكون أكثر إنسانيةً. الفنّ والأدب والعِلم يمكن أن يُساهم كلُّ ذلك في صنع عالم متعايش ومرفَّه. تجارةُ السلاح ليست الطريق الأضمن للهيمنة وتحقيق الأرباح الطائلة.
■ شخصية إبداعية مقاوِمة من الماضي تودّين لقاءها، وماذا ستقولين لها؟
- أتمنّى اللقاء بإدوارد سعيد وأسأله عمّا يقوله بشأن من يرى أنّ للمقاومة أشكالًا غير الكفاح ضدّ الاحتلال. وكان سعيد قد قال إنّ الكفاح ضدّ الاحتلال واجب إنساني وأخلاقي. أمام من لا يرى غير الحل العسكريّ والهيمنة على سماء الساحة، هل هناك بديلٌ للكفاح المسلَّح وإن كان باهظًا ومُكلفًا؟!
أنتم جيل النكبة المتجدّدة ولا سبيل أمامكم غير الصمود
■ كلمة تقولينها للناس في غزّة؟
- أقول للناس في غزّة إنّني أفهم تأثير العنف وحرب التجويع، والحرمان من أبسط مستلزمات الحياة البشرية. أفهم ماذا يعني أن تُمحى أحياءٌ بكاملِها، وأن يُترك أطفالٌ لم يحفظوا بعد أسماء أُمّهاتهم وآبائهم؛ لأنّهم لا يعرفون غير أن ينادوهم بماما وبابا. ليس لديّ ما أقوله غير هذا.
■ حين سُئلت الطفلة الجريحة دارين البيّاع التي فقدت معظم أفراد عائلتها في العدوان، ماذا تريدين من العالم، أجابت "رسالتي للناس إذا بيحبوا دارين يكتبوا لي رسالة أو أي إشي".. ماذا تقولين لدارين ولأطفال فلسطين؟
- أقول لدارين وأطفال فلسطين: ستتوقّف المحرقة وستشرعون في البناء، ولكنّكم لن تعودوا كما كنتم. أنتم جيل النكبة المتجدّدة ولا سبيل أمامكم غير الصمود ما استطعتم إلى ذلك سبيلًا.
بطاقة
باحثة ومترجمة عراقية من مواليد عام 1952 في محافظة القادسية، أستاذة في علم الاجتماع بـ"كلّية الآداب" في جامعة بغداد. تترأس "منتدى الثقافة النسوية". أصدرَت عدداً من الكتب المنهجية منذ 2006. من آخر إصداراتها: "نساء عراقيات" (2021). كما صدر لها في الترجمة: "القومية والعرقية" (2012)، لـ توماس إيركسون، و"تاريخ النظرية الأنثروبولوجية" (2016).
## إسرائيل تقرر المشاركة في اجتماع باريس: تقدم نحو صفقة تبادل أسرى؟
23 February 2024 06:20 AM UTC+00
نقلت "رويترز" عن مصدر مطلع وتقارير لوسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، أنّ إسرائيل ستشارك في مفاوضات تجرى مطلع الأسبوع في باريس بحضور الولايات المتحدة وقطر ومصر بشأن اتفاق محتمل يشمل صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وفشلت آخر محادثات بشأن تحقيق صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار قبل أسبوعين، عندما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقترحاً من حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) لهدنة مدتها أربعة أشهر ونصف الشهر، تنتهي بانسحاب إسرائيلي. ووصف نتنياهو المقترح بأنه محض "وهم".
وفي ساعة مبكرة من اليوم الجمعة، قالت حركة حماس، في بيان، إنّ وفد الحركة برئاسة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية اختتم زيارة استمرت عدة أيام إلى مصر، أجرى خلالها لقاءات مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، وعدد من المسؤولين.
وبحسب بيان للحركة، فإن المباحثات تناولت "الأوضاع في قطاع غزة ووقف الحرب وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم والإغاثة والإيواء خاصة في شمال القطاع وسبل تحقيق ذلك"، مشيرًا إلى أنه "تم التطرق إلى ملف تبادل الأسرى، وكذلك ما يخطط له الاحتلال في المسجد الأقصى في ظل قرار حكومة الاحتلال منع أهل الضفة والداخل المحتل من الصلاة في المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان".
وقالت القناة الإسرائيلية "12"، الخميس، إنّ مجلس حكومة الحرب وافق على إرسال مفاوضين بقيادة رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع إلى باريس لإجراء محادثات حول اتفاق محتمل لإطلاق سراح أكثر من 100 محتجز في قطاع غزة.
وقال مصدر مطلع إنّ مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، سيشاركون أيضاً في اجتماعات باريس.
ويبدو أن الجهود الدبلوماسية تصبح أكثر إلحاحاً مع اقتراب شهر رمضان.
في حديثه عن لقاء باريس المرتقب، كتب الكاتب والمحلل السياسي ناحوم برنيع في "يديعوت أحرونوت"، الخميس، أن "المسؤولين يتحدثون عن فرصة تصل إلى 50% للتوصل إلى صفقة، ولكن استئناف المفاوضات يبدو قريباً".
واعتبر أن "الانتقال من القاهرة إلى باريس أكثر من مجرد تغيير للمكان"، وأن "الفكرة العامة هي العودة إلى التفاهمات التي تم الاتفاق عليها في باريس في بداية فبراير/شباط الجاري، والتقدّم فيها من هناك".
وأشار إلى أن "حماس ردت على التفاهمات بنقاط أكثر صعوبة بالنسبة لإسرائيل. وعلى الجانب الإسرائيلي دارت مناقشات، وقدّر الفريق المفاوض أنه على الرغم من موقف حماس الصعب في البداية، فإنه من الممكن إحراز تقدّم، وأن جزءاً من الوزراء في مجلس الحرب، يعتقدون ذلك أيضاً، إلا أن نتنياهو استخدم الفيتو. ورفض في البداية إرسال الفريق الإسرائيلي إلى القاهرة، ثم وافق على إرسال الفريق لكنه حرمه من حق التفاوض، وأرسل معه مسؤولاً من مكتبه، كما شدد مواقفه بشأن قضايا جوهرية".
ويوم الأربعاء الماضي، كتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، تعقيباً على المحادثات في القاهرة، أن "هناك مؤشرات تدفع إلى التفاؤل لأول مرة منذ عدة أسابيع لإحراز تقدّم والتوصّل إلى صفقة بين إسرائيل وحركة حماس".
وتأتي التحركات لمحاولة التوصل إلى صفقة تبادل وهدنة في قطاع غزة، في وقت يتحضّر فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عملية برية في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، الأمر الذي دفع حماس إلى التحذير من أن أي هجوم إسرائيلي على المدينة يعني "نسف المفاوضات".
(رويترز، العربي الجديد)
## المتاحف في نيويورك: بيان في الصمت والإبادة
23 February 2024 06:25 AM UTC+00
قبل أيام، أصدر أكثر من 100 عامل في المتاحف والمؤسسات الثقافية في نيويورك بياناً للتوقيع، يدين الصمت المُشين لمؤسساتهم إزاء ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من إبادة جماعية في قطاع غزة، بدعم عسكري ومالي من الولايات المتحدة الأميركية. دعا البيان إلى الرفع الفوري للحصار عن قطاع غزة، والإفراج عن جميع السجناء السياسيين الفلسطينيين، وإنهاء التواطؤ الغربي مع الصهيونية.
يوضح البيان الذي وصل عدد الموقعين عليه حتى الآن إلى أكثر من 250 من العاملين في متاحف نيويورك، كيف أن مشروع الإبادة الجماعية الصهيوني لم يبدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بل منذ بداية الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية عام 1948: "خلال هذه السنوات، مارست إسرائيل عمليات سلب الأراضي والممتلكات، وانتهاك حقوق الإنسان، والفصل العنصري. وهي اليوم تفرض حصاراً محكماً ومستمراً على قطاع غزة، في استمرار وتصعيد للإبادة الجماعية التي ترتكبها".
اغتيال الصحافيين والفنانين
يسترسل البيان في ذكر الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة منذ بداية العدوان، مع التركيز على الجرائم المتعلقة بالثقافة. يذكر البيان أن إسرائيل لم تكتف بقصف المنازل والمدارس والمستشفيات والجامعات، بل اغتالت أيضاً صحافيين وكتاباً وفنانين وأكاديميين، ودمرت أكثر من مائة موقع تراثي وأثري، بما في ذلك الأرشيف المركزي لمدينة غزة. هذا كله يُعد هجوماً متعمداً على التراث الفلسطيني. يُشار إلى أن طيران جيش الاحتلال الإسرائيلي قد قصف مبنى الأرشيف المركزي لمدينة غزة في نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. كان الأرشيف يحتوي على الآلاف من الملفات والوسائط والمستندات التي تغطي أكثر من 150 عاماً من النشاط الثقافي والاجتماعي الفلسطيني.
يوجه البيان اللوم إلى المتاحف والمؤسسات الثقافية في مدينة نيويورك التي تدّعي الالتزام بالعدالة والعمل الاجتماعي والإنصاف، غير أن صمتها جعلها متواطئة في قتل أكثر من 29 ألف شخص في فلسطين، مع وجود آلاف آخرين محاصرين تحت الأنقاض الناجمة عن القصف المتواصل.
كما يشير بيان موظفي المتاحف إلى مصادرة المؤسسات الثقافية في الولايات المتحدة للأصوات المعبّرة عن هذه المأساة، ومعارضتها بشكل صريح للأنشطة المؤيدة لفلسطين. كما يشير أيضاً إلى إخضاع موظفي هذه المؤسسات لإجراءات رقابية غير مسبوقة منذ بداية العدوان على قطاع غزة. يدعو البيان المؤسسات الثقافية إلى قطع ارتباطها بالصهيونية، كما يدين كافة أشكال التمييز والمعاملة الانتقامية ضد الفنانين والعاملين في مجال الثقافة، بسبب تحدثهم علناً ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل.
يشير البيان إلى أن تقاعس هذه المؤسسات عن الرد على هذا الاعتداء السافر على المعالم الثقافية والإبادة الجماعية التي تُرتكب في حق الفلسطينيين، يتناقض بشكل مباشر مع قيمها المعلنة المتمثلة في حماية التراث الثقافي. يذكر الموقعون أن هذا الصمت قد استمر بشكل مريب على الرغم من الاحتجاجات التي عمّت مدينة نيويورك طوال الأشهر الماضية، وكان بعضها على أبواب المتاحف. يذكر البيان أيضاً أن بين أكثر من سبعة آلاف احتجاج شهدها العالم حتى الآن من أجل فلسطين كان هناك أكثر من 400 احتجاج في مدينة نيويورك وحدها.
المتاحف والتجمّعات الثقافية
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، صدر عدد من البيانات المساندة لفلسطين عن العديد من الائتلافات والتجمعات الثقافية في الولايات المتحدة الأميركية، مثل: بيان كتّاب ضد الحرب على غزة، وفنانون ضد الفصل العنصري، وعمال السينما من أجل فلسطين. كما أنشأ النشطاء دليلاً لتتبع تجاوب أو عدم تجاوب المؤسسات والتجمعات الثقافية مع حركة التحرير الفلسطينية.
في أعقاب هذا البيان الصادر عن العاملين في المتاحف والمؤسسات الثقافية، أصدر العاملون في متحف الفن الحديث (MOMA) بياناً مستقلاً أعربوا فيه عن استيائهم من الصمت العميق لإدارة المتحف إزاء ما يحدث في قطاع غزة. يعلن البيان المساندة التامة لحق الشعب الفلسطيني في نيل حريته، ويستنكر الاتهامات الدائمة الموجهة لمنتقدي إسرائيل بمعاداة السامية. يؤكد البيان أن الصهيونية ليست مرادفة لليهودية وليست ممثلة لها، وبالتالي فإن انتقاد العنف الذي يُرتكب باسم الخطاب الصهيوني، لا يشكل بأي حال من الأحوال أي معاداة للسامية. اعتبر البيان أن موجة العداء والكراهية المتزايدة للإسلام ومعاداة السامية، هما نتيجة حتمية ومباشرة للجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.
يشير البيان إلى تقرير منظمة الصحة العالمية الصادر في 31 يناير/كانون الثاني الماضي؛ إذ يذكر أن أكثر من مائة ألف من سكان غزة إما قتلوا أو أصيبوا أو فقدوا، إلى جانب أكثر من مليون نازح، ولهذا يجب الاعتراف بالهجمات الإسرائيلية باعتبارها إبادة جماعية. يلخص العاملون بالمتحف أهدافهم في مطالبة إدارة المتحف بالانضمام إلى الأصوات الداعية لوقف إطلاق النار ووضع حد للإبادة الجماعية والحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة. كما طالبوا الإدارة أيضاً بالالتزام بالحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل. وقد وجّه البيان الدعوة إلى العاملين الحاليين والسابقين والفنانين والمتعاونين الذين عرضوا أعمالهم في متحف الفن الحديث في نيويورك، إلى جانب الزوار والمانحين للتوقيع على هذا البيان. وقد وقع على البيان حتى الآن أكثر من خمسين موظفاً حالياً، كما انضم إليهم خلال الساعات القليلة الماضية مئات الموظفين والمتعاونين السابقين والفنانين.
جاء هذا البيان بعد أيام قليلة من تجمع متظاهرين مؤيدين لفلسطين في متحف الفن الحديث وتوزيع منشورات تشير إلى علاقات خمسة أمناء للمتحف بصفقات الأسلحة الإسرائيلية وتكنولوجيا المراقبة. كان من بين هؤلاء الأمناء ليون بلاك، ملياردير الأسهم الخاصة الذي يرتبط بعلاقات مع جيفري إبستين، وكذلك لاري فينك، وباولا كراون، وماري خوسيه كرافيس، ورونالد إس لاودر.
## شركات أسلحة إسرائيلية تلتزم الصمت بشأن حرب غزة خلال معرض سنغافورة
23 February 2024 06:36 AM UTC+00
شاركت شركات أسلحة إسرائيلية في معرض سنغافورة للطيران، بعد غيابها إلى حد كبير عن معرض دبي، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، رافضةً الحديث عن أداء أسلحتها في غزة.
وتشارك وزارة الأمن الإسرائيلية بالإضافة إلى 11 مقاولاً تابعاً لها في أكبر تجمع في مجال الطيران والدفاع في آسيا.
ورفضت ثلاثة شركات أسلحة إسرائيلية مُشاركة، وكذلك وزارة الأمن، التعليق على الحرب على قطاع غزة، بما في ذلك بشأن أداء أسلحتها.
وقال نائب رئيس تطوير الأعمال في شركة إلبيط الإسرائيلية زيف أفني، أثناء الكشف عن أحدث طائراتها المسيّرة، والتي كُتب على لافتة أنها يمكن أن تحمل "ذخائر متسكعة لشن غارات جوية سرية ودقيقة"، في حديثه مع وكالة "رويترز": "نحن لا نناقش بشأن الأسلحة".
وتواجه إسرائيل انتقادات واحتجاجات بسبب حربها المتواصلة على قطاع غزة منذ أشهر، التي أسفرت عن استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، جلهم من الأطفال والنساء.
وقال مسؤولان إسرائيليان شاركا في المعرض لـ"رويترز"، وطلبا عدم نشر اسميهما بسبب حساسية الموضوع، إنّ الوفود المشاركة في المعرض لم تطرح موضوع الحرب كما أن الحرب لم تقلل الإقبال على الصواريخ ومعدات التجسس والطائرات المسيرة الإسرائيلية.
وتتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم الـ140 على التوالي، مخلفة 29.410 شهداء و69.465 جريحًا حتى الآن، في وقت قال فيه مكتب الإعلام الحكومي بغزة إن غارات إسرائيلية استهدفت 4 منازل في وسط قطاع غزة، ما أسفر عن وقوع 40 شهيدًا وأكثر من 100 جريح غالبيتهم من النساء والأطفال.
(رويترز، العربي الجديد)
## حظر الظل في مواقع التواصل... كيف أعرف أنني ضحية؟
23 February 2024 06:45 AM UTC+00
منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، برزت اتهامات عدة لمواقع التواصل الاجتماعي، بالتضييق على المحتوى المنشور فيها حول العدوان، باستخدام ممارسة تدعى "حظر الظل" أو "الحظر الخفي". فكيف يعرف المستخدم أنه وقع ضحية لهذه الممارسة؟
Shadowbanning (حظر الظل) يشمل الإجراءات الخفية التي تمارسها منصات التواصل للحد من ظهور منشور معيّن، غالباً ما يكون في هذه الحالة، متضامناً مع غزة، أو يكشف مجازر الاحتلال. وتتلخص فكرته في السماح للمستخدم بنشر ما يريد، مع تلاعب بالخوارزمية، بحيث لا يظهر ذلك المنشور أمام المتابعين. 
وخلال حظر الظل تخفّض مواقع التواصل رتبة الحساب ولا توصي بمحتواه للمستخدمين الآخرين. ويلاحظ المستخدم حينها أن المشاهدات منخفضة بشكل غير عادي لمنشوراته، بينما المنصة لا تراسله بإبلاغه بأنه خالف إحدى سياساتها حتى يعرف سبب هذا الانخفاض وكيف يتفاداه.
ومن غير المرجح أن تعترف المنصات بحظر الظل أو التحيز في مراجعة محتواها، لكن منظمة هيومن رايتس ووتش وثقّت ما أكّدت أنه "رقابة منهجية" على محتوى فلسطين على "فيسبوك" و"إنستغرام".
كيف أعرف أنني ضحية حظر الظل؟
لا يخبر "إكس" و"تيك توك" المستخدمين بأن حساباتهم محظورة، لكن اعتباراً من 2022، بات "إنستغرام" يبلّغ المستخدمين بذلك من خلال التحقق من قسم "حالة حسابك".
وفي إعدادات التطبيق، يمكن للمستخدم معرفة ما إذا صُنّف محتواه على أنه "غير موصى به" بسبب الانتهاكات المحتملة لقواعد "إنستغرام".
وفي مقال لها عبر موقع ذا كونفيرسيشن، تلفت كارولينا هي من جامعة نورثمبريا، إلى أن المستخدم الذي يتعرّض إلى حظر الظل، سيجد صعوبة في الظهور للمستخدمين الآخرين. 
وتقول هي إن أحد مؤشرات هذا الحجب، هو وجوب كتابة اسم المستخدم كاملاً في خانة البحث داخل المنصة، ليظهر للآخرين، بينما في الحالات العادية تكفي كتابة أول حرفين حتى تظهر اقتراحات الأسماء.
وفي أغسطس/آب 2023، قال مالك "إكس"، إيلون ماسك، إن الشركة تعمل على طريقة تتيح للمستخدمين معرفة ما إذا كانوا قد تأثروا بحظر الظل، ولكن لم يقدّم هذه الخدمة بعد.
وفي مقالها انتقدت هي ممارسة حظر الظل مذكّرةً بأن "منصات التواصل الاجتماعي ليست للمتعة فقط، بل هي مصدر للعمل والتنظيم السياسي، وطريقة لنشر المعلومات المهمة لجمهور كبير. عندما تفرض هذه الشركات رقابة على المحتوى، يمكن أن يؤثر ذلك على الصحة العقلية وسبل عيش الأشخاص الذين يستخدمونها".
وأضافت مذكرةً أن "المنصات يمكنها الانحياز إلى جانب معيّن في الأزمات الكبرى، وقد تؤثر على الرأي العام عن طريق إخفاء محتوى معين أو إظهاره. هذه السلطة على ما هو مرئي وما هو غير مرئي يجب أن تهمنا جميعاً".
وكان معلقون قد اقترحوا حلّين لتخطي حظر الظل على محتوى فلسطين الذي يفرضه "إنستغرام"، وهما نشر محتويات أخرى عادية في قسم الستوريز تتخلّلها منشورات غزة، وإعادة تسجيل الفيديو بخاصية تسجيل الشاشة في الهاتف ثم نشره مجدداً.
## لاجئو غزة
23 February 2024 06:55 AM UTC+00
## اضطرابات البحر الأحمر: تريليون دولار مهددة وخسائر فادحة للهند
23 February 2024 07:03 AM UTC+00
تواصل التجارة العالمية النزيف بسبب اضطرابات البحر الأحمر واستمرار جماعة الحوثيين اليمنية في استهداف السفن العابرة مضيق باب المندب، وربما يتواصل النزيف ما دام العدوان الإسرائيلي متواصلاً على قطاع غزة. وتم الإبلاغ حتى الآن عن أكثر من 48 هجومًا على سفن منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وإلى يوم الثلاثاء الماضي.
وحسب تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا يوم الثلاثاء، تهدد هذه الاضطرابات طريقًا بحريًا رئيسيًا ضروريًا لحصة كبيرة من حركة الحاويات العالمية، حيث تمر أكثر من تريليون دولار من البضائع سنوياً.
ورغم أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قادا ما يسمى بتحالف "حماية الازدهار"، لحراسة الملاحة والتجارة في البحر الأحمر، ولكن الهجمات الحوثية المطالبة بوقف الحرب على غزة ومرور المساعدات لأهالي غزة المحاصرين لم تتوقف.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر قد أكد يوم الأربعاء أن الولايات المتحدة وشركاءها "سيواصلون اتخاذ الإجراءات الملائمة" لحماية الملاحة في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين. وأضاف في بيان أن "الولايات المتحدة تدين الهجمات المتهورة والعشوائية التي ينفذها الحوثيون على سفن شحن مدنية".
وتمر عبر البحر الأحمر نحو 30% من حركة الحاويات في العالم مروراً بباب المندب الذي يقع تحت صواريخ ومسيّرات الحوثيين. ويربط البحر الأحمر بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي، وبالتالي فإن معظم التجارة بين أوروبا وآسيا تمر عبر قناة السويس إلى باب المندب ثم إلى آسيا.
وحتى الآن، دفعت اضطرابات البحر الأحمر الشركات إلى تغيير مسارها حول رأس الرجاء الصالح. وقد أدى هذا الوضع إلى انكماش فوري في السوق العالمية وارتفاع في أسعار الشحن، ما سبب تداعيات سلبية كبيرة لشبكات التجارة العالمية والاستقرار الاقتصادي.
على الصعيد الأوروبي، أدت هجمات الحوثي إلى توقف مصانع السيارات في بلجيكا وألمانيا عن العمل بسبب تأخر وصول قطع الغيار من آسيا، كما تأخرت خطوط أزياء الربيع في بعض المتاجر البريطانية، حسب تقرير لوكالة أسوشييتد برس.
ويرى محللون أن الاضطراب في حركة التجارة بالبحر الأحمر تسبب كذلك بحدوث تأخيرات في وصول السلع وارتفاع تكاليفها والخدمات في أوروبا، في وقت لا تزال القارة تكافح من أجل التغلب على التضخم وتتخوف من عودته للظهور مرة أخرى.
وبحسب خبراء، فإن التهديد على التجارة العالمية يتزايد بشكل كبير كلما طال أمد الحرب في غزة. في هذا الصدد، تقدر تقارير غربية أن اضطراب تجارة البحر الأحمر لمدة عام قد يؤدي إلى ارتفاع تضخم السلع بنسبة تصل إلى 2%، مما يؤدي إلى تفاقم الألم في وقت يعاني العالم بالفعل من ارتفاع أسعار البقالة والإيجارات وغيرها. وقد يعني ذلك أيضًا ارتفاع أسعار الفائدة، مما قد يؤدي إلى إضعاف الاقتصادات.
تراجع حاد في مرور السفن التجارية بالبحر الأحمر
في هذا الصدد، تقول مديرة إدارة التجارة والزراعة بمنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، ماريون جانسن، في تعليقات للمنتدى الاقتصادي العالمي أول أمس الثلاثاء: "كان الشحن التجاري تاريخياً نشاطاً خطيراً بسبب الحروب. وبعد بضعة عقود من السلام والاستقرار النسبيين في المياه الدولية، عدنا إلى الوضع الذي أصبحت فيه الطرق الرئيسية لحركة الملاحة البحرية الدولية رهينة للحروب والهجمات".
وتضيف: "لقد تأثر عبور البحر الأسود بشدة بسبب الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا، والآن حان دور الشحن في البحر الأحمر لتعاني التجارة العالمية من التوترات الجيوسياسية، في وقت تعاني قناة بنما من انخفاض منسوب المياه العذبة، وهو ما أدى إلى تراجع نسبة مرور السفن التجارية بنسبة 36% في القناة مقارنة بالعام الماضي".
وعلى الرغم من أن الزيادات في تكاليف الشحن حتى الآن أقل بكثير من تلك التي شهدتها المراحل الأخيرة من أزمة كوفيد-19، ولكن نظراً لأن الشحن في البحر الأحمر مسؤول عن نسبة 12% إلى 15% من التجارة العالمية و20% من شحن الحاويات العالمي، ترجح جانسن أن تصبح التداعيات أكثر خطورة للتجارة العالمية مع استمرار حالة عدم اليقين.
وتشير تقديرات منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، إلى أن ارتفاع تكاليف الشحن العالمية، إذا استمرت الأزمة، من شأنه أن يضيف 0.4 نقطة مئوية إلى تضخم أسعار المستهلك في الدول الغربية".
وتضيف جانسن: "نشهد بالفعل موجة من الاضطرابات في سلسلة التوريد، بعضها شديد بما يكفي لإغلاق المصانع، خاصة في قطاع السيارات. فقد ارتفعت تكاليف الشحن وتضاعفت ثلاث مرات في بعض الأحيان".
في الشأن ذاته، يقول الزميل بمنتدى المحيط الهادئ الدولي ستيفن أولسون، إن "كل هذه الاضطرابات تترجم حتماً إلى تكاليف أعلى في السلع. وسواء كان لها في نهاية المطاف تأثير كبير على التضخم العالمي فسوف يعتمد إلى حد كبير على مدة وشدة الهجمات".
وتشير بعض التقديرات إلى أنه إذا استمرت هذه الاضطرابات لمدة عام، فإنها يمكن أن تؤدي إلى زيادة بنسبة 2% في تضخم السلع.
ويرجح تحليل موديز أن الشركات العالمية ربما تستوعب الأسعار المرتفعة في الوقت الحالي، إلا أن هناك آثارا اقتصادية أوسع إذا أصبح البحر الأحمر طريقًا تجاريًا غير قابل للحياة.
وتشير "موديز أناليتيكس"، إلى أن شركات صناعة السيارات في أوروبا تواجه بالفعل منافسة شديدة من الصين في تأمين حصتها في السوق في آسيا. وفي الوقت نفسه، فإن اعتماد آسيا على أوروبا في الحصول على الآلات والمواد الكيميائية المتخصصة، يعني أن الاضطرابات الكبيرة يمكن أن "تضعف الإنتاج في مراكز التصنيع المتقدمة في آسيا، مما يؤدي إلى استنزاف المخزونات وترك خطوط الإنتاج عاطلة عن العمل".
وكانت آسيا قد شهدت للتو تحولاً طال انتظاره في نشاط المصانع في يناير/كانون الثاني، مع عودة كوريا الجنوبية وفيتنام إلى انتعاش الطلب في الأسواق المحلية والخارجية. كما تراجع التصنيع في تايوان واليابان.
الهند تخسر 30 مليار دولار بسبب أزمة البحر الأحمر
تعد الهند واحدة من أبرز الدول المتضررة من اضطرابات البحر الأحمر، ويقول معهد كريسيل للأبحاث الهندي في تقرير يوم الأربعاء: "في حين أن تأثير اضطرابات البحر الأحمر على مختلف القطاعات التجارية في الهند يختلف من سلعة لأخرى، إلا أن قطاع السلع الرأسمالية والأسمدة هو الأكثر تأثراً".
وتعتمد الهند بشكل كبير على طريق البحر الأحمر عبر قناة السويس في تجارتها مع أوروبا وأميركا الشمالية وشمال أفريقيا والشرق الأوسط. وشكلت هذه المناطق نحو 50% من صادرات الهند البالغة 18 تريليون روبية (نحو 217 مليار دولار) ونحو 30% من الواردات البالغة 17 تريليون روبية (نحو 205 مليارات دولار) في العام المنتهي في مارس/آذار 2023، وفقاً لبيانات معهد كريسيل الهندي.
وبسبب الأزمة يتأخر وصول الشحنات حاليًا لمدة تتراوح بين 21 و28 يومًا. وقال ساشين شاتورفيدي، المدير العام لنظام البحوث والمعلومات للدول النامية في كريسيل، إن الأزمة قد تكلف البلاد أكثر من 30 مليار دولار من الصادرات للسنة المالية التي تنتهي في مارس/آذار المقبل.
ووفقاً لتقرير كريسيل، فإن التأخير في تسليم البضائع في الوقت المناسب يؤثر على قطاع السلع الرأسمالية، حيث يؤدي إلى تراكم المخزون بشكل غير مرغوب فيه وبالتالي يضعف الكفاءة التشغيلية لشركات الهندسة والمشتريات والبناء العاملة في هذا القطاع، كما أنه قد يؤدي أيضاً إلى تجميد تحويل الطلبات المحتملة، مما يؤثر على ديناميكيات الإنتاج بشكل عام.
ويقول كريسيل "إن تعقيدات إدارة سلسلة التوريد أصبحت أكثر وضوحاً في الهند مع طول أمد أزمة الشحن بالبحر الأحمر".
أما بالنسبة للأسمدة، فيقول معهد الأبحاث الهندي: "ظهر التأثير الكبير من حيث تمديد الجداول الزمنية للشحن بما يقرب من 15 يوماً". وتعتمد الهند بشكل كبير على الشرق الأوسط في توريد الأسمدة، وخاصة على إسرائيل والأردن.
وحسب البيانات التي أوردها المعهد، فإن نحو 10 إلى 15% من واردات الأسمدة الرئيسية وهي موريات البوتاس أو كلوريد البوتاسيوم، تأتي من إسرائيل إلى الهند، فيما يشكل الأردن نسبة تراوح بين 25 و30% من نفس هذه الصادرات. كل ذلك يشير إلى أن المعادن والمنسوجات كانت أقل تأثراً بأزمة الشحن بالبحر الأحمر.
لكن قطاعات النفط الخام والأدوية والشحن تأثرت بدرجة متوسطة بالأزمة، وفقًا لـCRISIL. وتعتمد شبه القارة الهندية في واردات النفط على روسيا (37%) والعراق (21%) والسعودية (14%).
## أوروبا نحو تجديد اتفاق الغاز بين روسيا وأوكرانيا
23 February 2024 07:32 AM UTC+00
يتجه الاتحاد الأوروبي نحو تجديد اتفاق خط أنابيب الغاز الرئيسي بين أوكرانيا وروسيا عندما ينتهي أجله في نهاية العام الجاري.
ومن بين المؤشرات على تجديد الاتفاق، بيع التجار صفقات الغاز الآجلة لفصل الشتاء المقبل بدلاً من الاحتفاظ بها، في علامة على التفاؤل بأن الدول الأوروبية ستستمر في تلقي الشحنات الروسية عبر أوكرانيا بعد انتهاء اتفاق العبور الحالي بنهاية العام الجاري، وذلك وفقاً لتقرير بوكالة بلومبيرغ يوم الخميس.
وتراجعت عقود الربع الأول من عام 2025 بنحو 20% منذ بداية العام. وتشير الصفقات الآجلة للغاز الطبيعي في أوروبا إلى ثقة التجار بأنه ستوجد آلية للسماح باستمرار تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا، وفقًا للعديد من المشاركين في سوق الغاز الأوروبي، الذين تحدثوا على هامش مؤتمر E-World في مدينة إبسن بألمانيا.
وحسب التقرير، يمكن إبرام اتفاقيات تجارية للسماح بتدفق الغاز الروسي، حتى بعد انتهاء الاتفاق الحالي في نهاية العام الجاري.
وقال أحد المصادر لبلومبيرغ، إن أحد الاحتمالات هو أن تقدم روسيا إمدادات الغاز عبر حدود أوكرانيا. وكانت أوكرانيا، التي تتلقى رسوم عبور الغاز الروسي بموجب الاتفاق الحالي، قد ذكرت أنها لن تعيد التفاوض على العقد، ولكن يبدو أن هنالك خيارات أخرى يدرسها الاتحاد الأوروبي.
وكانت التدفقات الروسية الفعلية عبر خط أنابيب العبور أقل من 40% من الكميات المتعاقد عليها، بعد أن خفضت موسكو بشكل كبير الإمدادات إلى الاتحاد الأوروبي في أعقاب غزوها لأوكرانيا. ويظل الغاز الروسي حيوياً بالنسبة للاتحاد الأوروبي، حيث يتدفق عبر طرق أخرى، بما في ذلك تركيا.
وتعد روسيا أيضًا ثاني أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا الغربية بعد الولايات المتحدة.
وحسب بلومبيرغ، أشار وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولجينوف، الشهر الماضي، إلى أن نقل الغاز إلى أوروبا قد يستمر حيث يمكن استكشاف طرق أخرى لشحن الغاز عبر أوكرانيا بعد عام 2024، حسبما ذكرت وكالة إنترفاكس في ذلك الوقت.
كما اقترحت سلوفاكيا، وهي أول دولة في الاتحاد الأوروبي على طريق العبور الأوكراني، إمكانية الحفاظ على الشحنات.
وتعتقد المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، أنه حتى الدول الأعضاء الأكثر اعتماداً على الغاز الروسي يمكنها النجاة من الإغلاق الكامل لإمدادات الغاز، على الرغم من وجود تحديات، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
ويتمثل مصدر القلق الرئيسي لأوروبا في قلة عدد طرق الإمداد البديلة لأوكرانيا.
وتشير بيانات بلومبيرغ إلى أن نحو 14 مليار متر مكعب مرت لأوروبا عبرت أوكرانيا العام الماضي، ذهب نصفها تقريبًا إلى النمسا.
لكن هناك طرق أخرى يمكن للكتلة من خلالها الحصول على الغاز. كما يمكنها استيراد ما يصل إلى أربعة مليارات متر مكعب عبر خط السيل التركي من روسيا إلى تركيا، في حين سيأتي الباقي من واردات الغاز الطبيعي المسال.
وإضافة إلى ذلك، يمكن لسلوفاكيا الحصول على الغاز من بولندا، في حين يمكن لهولندا وإيطاليا وألمانيا دعم النمسا وجمهورية التشيك.
## تجارة الملابس المستعملة الأكثر رواجاً في ليبيا
23 February 2024 07:34 AM UTC+00
بدأت تجارة الملابس المستعملة "البالات" في التوسع، خلال السنوات الأخيرة، وزاد الإقبال عليها من قبل الليبيين، بعد انخفاض القوة الشرائية للدينار وارتفاع معدلات التضخم لمستويات كبيرة في البلاد وتفشي الفقر والبطالة.
وفي هذا السياق، يقول صاحب محلات تجارية للملابس المستعملة في منطقة عين زارة جنوب طرابلس، توفيق العمداني، لـ"العربي الجديد" إنه مع ارتفاع سعر الصرف خلال السنوات الأخيرة، وتراجع القوة الشرائية للدينار، أصبح المستهلك يبحث عن السلعة الرخيصة التي تتماشى مع دخله.
وأضاف العمداني أن الملابس المستعملة تكون بحالة جيدة وتناسب الطبقات الفقيرة وأسعارها تعتبر رخيصة، إذ لا تتعدى القطعة 30 دينارا، بينما تباع نظيرتها الجديدة في السوق بنحو 135 دينارا (الدولار = 4.85 دنانير).
تقول المواطنة ياسمين الترهوني في العقد الخامس من عمرها إنها تقوم بشراء الملابس المستعملة في منطقة غوط الشعال، نظرا لانخفاض سعرها وهي تكفي للأسرة مكونة من سبعة أشخاص وسط دخل شهري لا يتعدى 1500 دينار أي ما يعادل 309 دولارات.
وأضافت المواطنة الليبية أن الملابس المستعملة حلت مشكلة ملابس الأطفال تحديدا، إذ يصل سعر القطعة الواحدة الجديدة إلى نحو 300 دينار، بينما في الأسواق المستعملة لا تتعدى خمسين دينارا.
في شارع الرشيد وسط العاصمة طرابلس يقول تاجر ملابس مستعملة نزار الحاج لـ"العربي الجديد" إنه يعمل في التجارة منذ أكثر من عشر سنوات، ولكن خلال الأعوام الأخيرة لجأ إلى تجارة المستعمل نظراً لإقبال الزبائن عليها.
وأشار إلى إن الشباب لا يبحث عن الماركات، بل عن الملابس الرخيصة، فالدخل لا يسمح بشراء أحذية وملابس غالية الثمن في ظل تدهور القدرة الشرائية للمواطنين.
وفي منطقة تاجوراء شرق طرابلس يقول صاحب عدد من المحلات لبيع الملابس المستعملة، عصام بن حليم، لـ"العربي الجديد" إن الاستيراد يتم من الصين وتركيا في أغلب الأحيان، ولا أحتاج إلى اعتمادات مستندية، فالبضائع رخيصة والشراء يتم في أغلب الأحيان عبر السوق الموازي، وهناك من يشتري عبر الاعتمادات المستندية، ولكنها تأخذ وقتا طويلا يصل إلى 20 يوماً.
وأضاف بن حليم أنه بعد نجاح محل صغير للبيع الملابس المستعملة، لدينا الآن ما يقارب من 22 محلا تجاريا موزعة على مناطق الشرق والغرب والجنوب. وقال "البالات" ستبقى سيّدة أسواق الملابس.
ومن جانبه، قال المحلل الاقتصادي جمعة المنتصر لـ"العربي الجديد" إن أغلب تجارة الملابس المستعملة تتم عبر الاقتصاد غير الرسمي، وهي حوالات لا تزيد عن 30 مليون دولار سنوياً.
في منطقة تاجوراء شرق طرابلس يقول صاحب عدد من المحلات لبيع الملابس المستعملة، عصام بن حليم، لـ"العربي الجديد" إن الاستيراد يتم من الصين وتركيا في أغلب الأحيان
وأضاف: خلال الربع الأخير من العام الماضي 2023 سمح لصغار التجار بالتحويلات المالية عبر القطاع المصرفي.
وأشار إلى أن معظم تلك المشروعات الصغيرة والمتناهية في الصغر تعتمد على رأس المال صغير لا يتعدى 10 آلاف دولار، ولكن التجارة أصبح لها حضور في الأسواق، ولا توجد فرصة للمستهلك للحصول على بدائل أفضل وأقلّ كلفة من هذه الملابس في ظل الارتفاع الكبير لمستويات أسعار الملابس الجديدة.
وملابس البالة هو مصطلح لطالما كان موجودا في القاموس العربي، ويعني الملابس المستعملة والتي يعاد بيعها لأشخاص آخرين ليعيدوا استخدامها.
وحسب بيانات مصرف ليبيا المركزي، فإن الاعتمادات المستندية لاستيراد الملابس خلال عام 2023 بلغت 54.92 مليون دولار.
## هلال الخروصي... ربان أهم مشروع شراكة نفطية لسلطنة عُمان
23 February 2024 07:39 AM UTC+00
لم يكن اختياره لإدارة شركة "مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية" من فراغ، إذ تعتبر حكومة سلطنة عُمان مشروع المصفاة أهم شراكة نفطية للدولة التي تمثل عوائد النفط والغاز أهم مورد مالي لها، ما ركز تسليط الضوء على دوره المهم في قيادة سفينة مستقبل الطاقة في السلطنة.
إنه هلال الخروصي رئيس مجلس إدارة مصفاة الدقم، وأحد أبرز شخصيات مجال الأعمال في سلطنة عمان، حيث يتمتع بخبرة واسعة في مجال النفط والغاز والاستثمارات، ما أهله لشغل مناصب قيادية في عدد من الشركات الكبرى في المنطقة.
ولد الخروصي في عام 1967 في محافظة الوسطى بسلطنة عمان، وحصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة كويمباتور في الهند، ثم انتقل للدراسة في بريطانيا، وحصل على شهادة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في الجيولوجيا والجغرافيا الاقتصادية من جامعة بيدفوردشاير، ثم درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية هينلي لإدارة الأعمال.
ويمتلك الخروصي خبرات واسعة تمتد لما يقرب من 3 عقود في قطاع النفط والغاز، وشغل خلال مسيرته المهنية عدداً من المناصب الإدارية الأساسية في شركات الطاقة داخل وخارج السلطنة، توجت بإسناد إدارة "مصفاة الدقم" إليه في مطلع مارس/آذار 2022.
وعقب افتتاح سلطان عمان، هيثم بن طارق، وأمير الكويت، مشعل الأحمد الجابر الصباح، لمشروع المصفاة بمنطقة الدقم في 7 فبراير/شباط الجاري، صرح الخروصي بأن المشروع يقوم "بدور استراتيجي كبير في تحقيق رؤية عُمان 2040"، إذ يمثل نقطة انطلاق لتعزيز قطاع الطاقة في سلطنة عُمان وتطويره، حسبما أوردت وكالة الأنباء العمانية.
كما نوه الخروصي إلى أن مشروع المصفاة "ترسيخ لمكانة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم كمركز حيوي مهم للأنشطة الاقتصادية والصناعية الهادفة إلى تحقيق سياسات التنويع الاقتصادي، وجذب الاستثمارات وتعزيز البنية الأساسية"، ما قدم مؤشرا على أن اختياره على رأس المشروع لم يكن في ضوء كفاءته الإدارية فقط، بل لرؤيته الاستراتيجية من جانب، ومشاركته في صياغة رؤية السلطنة 2040 من جانب آخر.
فالموقع الاستراتيجي لمصفاة الدقم، عند تقاطع المحيط الهندي وبحر العرب، يمثل نقطة تحوّل في جعل سلطنة عُمان ودولة الكويت مساهمين عالميين أساسيين في قطاع الطاقة، ما يمكنهما من الانفتاح على الأسواق الصاعدة في آسيا وأفريقيا بكفاءة عالية.
ووفق رؤية عمان 2040، فإن مشروع مصفاة الدقم يرسم آفاقًا مستقبلية لقيام مشروعات اقتصادية مشتركة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تسهم في تعزيز الروابط الاقتصادية بينها، وهو ما سيلعب فيه الخروصي دورا رياديا.
وشهدت رحلة الخروصي القيادية توليه دفة القيادة في قطاعات الأعمال المختلفة، ما أهله لتنفيذ عدد من استراتيجيات النمو المحلية والدولية في سلسلة قيمة الطاقة بالسلطنة، وحقق له خبرة تميزت بالشمول والتنوع، إذ عمل في شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وشركة بريتش بتروليوم البريطانية (BP) وشركة شل الأميركية، كما شغل منصب نائب الرئيس الأول للتسويق والتجارة في أدنوك.
أما المسيرة المهنية للخروصي فسجلت إنجازات سريعة ومؤثرة، إذ تولى منصب خبير أول في إدارة النفط والغاز في "شركة شل للاستكشاف والإنتاج" في هولندا بين 2001 و2005، وكان خبيراً في إدارة النفط والغاز في "شركة تنمية نفط عمان" بين 1990 و2000.
وانعكست تلك الخبرات على أدواره القيادية بسلطنة عمان، ومن أبرزها توليه منصب الرئيس التنفيذي للقطاع التجاري والمصافي والبتروكيماويات في شركة النفط العمانية "أوكيو" منذ مارس/آذار 2022، وهي ممثل السلطة في شراكة مصفاة الدقم مع الكويت.
وسبق أن تولى الخروصي مناصب عدة في "أوكيو"، منها: الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية بالإنابة بين 2019 و2022، والمدير العام التنفيذي بالإنابة في "شركة النفط العمانية لتطوير الدقم" بين 2016 و2019، ونائب الرئيس لقطاع الأعمال الناشئة بين 2012 و2016، ورئيس مجموعة تطوير الأعمال بين 2011 و2012، ومدير تطوير الأعمال بين 2008 و2011.
والخروصي عضو أيضا في عدد من المجالس الاستشارية والإدارية في سلطنة عمان، بما في ذلك مجلس إدارة الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال ومجلس إدارة الشركة العمانية للمناجم، وهو رئيس مجلس إدارة كل من: "شركة مجيس للخدمات الصناعية" منذ يونيو/حزيران 2021، و"شركة النفط العمانية للتسويق" منذ يونيو/حزيران 2020، وعضو مجلس إدارة شركة "OQ Trading" منذ يوليو/تموز 2021.
وترأس الخروصي أيضا مجلس إدارة الشركة العمانية لخدمات المياه المستدامة" بين 2018 و2021، والشركة العمانية الهندية للسماد "أوميفكو" بين 2019 و2020، وكان عضواً في مجلس إدارة "هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم" بين 2016 و2020.
ومن منطلق هذه الخبرة الواسعة كان اختيار الخروصي لرئاسة مجلس إدارة مصفاة القدم بهدف ضمان تكامل المشروع مع عدة استثمارات تابعة لـ "أوكيو"، لاسيما أوكيو لشبكات الغاز والشركة العُمانية للصهاريج.
## محاولة اغتيال رئيس تحرير صحيفة "المدى" العراقية
23 February 2024 07:45 AM UTC+00
أعلنت وزارة الداخلية العراقية تشكيل فريق للتحقيق بمحاولة اغتيال رئيس تحرير صحيفة المدى فخري كريم في وسط العاصمة بغداد، مساء الخميس.
وحصلت محاولة الاغتيال في منطقة القادسية في بغداد، وهي منطقة مجاورة للمنطقة الخضراء شديدة التحصين، إذ تضم مجمعاً سكنياً للوزراء والمسؤولين العراقيين، وتنتشر فيها دوريات أمنية بشكل مكثف، فضلاً عن كاميرات المراقبة.
واعترض "مسلحون مجهولون يستقلون عجلتين من نوع (بيك أب)، طريق كريم أثناء عودته من معرض للكتاب إلى منزله في منطقة القادسية محاولين إيقاف سيارته وأطلقوا الرصاص من أسلحة رشاشة على سيارته، ولاذوا بالفرار"، بحسب بيان لمؤسسة المدى.
وأضاف البيان أن "محاولة الاغتيال تؤكد أن قوى الظلام والتخلف، المسؤولة عن الخراب العراقي الماثل، لا يسرها أن ترى العراقيين متفاعلين مع حدث ثقافي كبير ومؤثر مثل معرض العراق الدولي للكتاب الذي يقام منذ أيام في العاصمة بغداد"، معتبرا أن "محاولة الاغتيال الجبانة تؤكد الدور المؤثر الذي يلعبه كريم ومؤسسة المدى في الحياة السياسية والثقافية العراقية، وهو ما يبغض المتربصين بتقدم البلد"، ودعت إلى "فتح تحقيق سريع للكشف عن المجرمين ومن يقف خلفهم من الحاقدين وتقديمهم الى العدالة ليناولوا جزاءهم العادل".
فخري كريم رئيس مؤسسة المدى ينجو من محاولة اغتيال وسط بغداد في منطقة القادسية ...يقال هو يعاني من وضع صحي سيء. pic.twitter.com/UjtR5kaf5i
— د. جاسم الشمري (@dr_jasemj67) February 22, 2024
 
ولم يصب كريم، الذي عمل مستشاراً لرئيس الجمهورية الأسبق جلال الطالباني، بأي أذى فيما تضررت سيارته التي اخترقتها عدة طلقات نارية.
من جهته، وجّه وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، فجر الجمعة، بتشكيل فريق عمل أمني مختص للبحث والتفتيش عن العناصر التي استهدفت كريم. وشدد الشمري، في بيان، على "تكثيف الجهد الأمني والاستخباري للوصول إلى المنفذين وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم".
السياسي العراقي هوشيار زيباري رأى أن محاولة الاغتيال مؤشر إلى خطورة الوضع الأمني، وقال في تدوينة له على "إكس": "تعرض الصديق والرفيق فخري كريم إلى عملية اغتيال شخصية في مجمع القادسية في بغداد، يؤكد أن الدولة منهارة، وأن الأجهزة الأمنية لا تستطيع حماية مواطنيها، وأنه لا أمان في بغداد رغم ادعاءات الأمن والاستقرار الزائف". 
أما الباحث في الشأن السياسي العراقي مجاهد الطائي، فقال إن محاولة الاغتيال تطور خطير "ضد حرية التعبير في بلاد المليشيات".
## إسرائيل تقرر المصادقة على بناء 3344 وحدة استيطانية معظمها في القدس
23 February 2024 07:45 AM UTC+00
قررت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، المصادقة على بناء 3344 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين بزعم أن هذه الخطوة تأتي رداً على العملية التي نفذها ثلاثة شبان فلسطينيين عند حاجز "الزعيم" ومستوطنة "معاليه أدوميم"، شرقي القدس المحتلة، وأسفرت عن مقتل إسرائيلي وإصابة 8 آخرين.
وأفاد موقع "واينت" العبري بأن مجلس التخطيط الأعلى في الإدارة المدنية الإسرائيلية سيعقد جلسة للتصديق على آلاف الوحدات في المستوطنات، بعد قرار اتُخذ، أمس الخميس، بمشاركة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت، ووزير المالية والوزير في وزارة الأمن بتسلئيل سموتريتش، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
وكان الموقع ذاته قد أفاد قبل نحو ثلاثة أسابيع بأن الجهات الاستيطانية تعمل من أجل عقد جلسة لمجلس التخطيط الأعلى لتسريع عملية المصادقة على بناء آلاف الوحدات في المستوطنات، على الرغم  التوتر الناجم عن حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وأشار بيان صادر عن مكتب سموتريتش إلى أنه ستتم الموافقة على بناء نحو 2350 وحدة استيطانية في مستوطنة "معاليه أدوميم"، التي وقعت العملية قربها أمس الخميس، ونحو 300 وحدة استيطانية في مستوطنة "كيدار" الواقعة جنوب "معاليه أدوميم"، و694 وحدة في مستوطنة "إفرات"، جنوب بيت لحم.
 ومع ذلك، لم يحدد حتى الآن موعد لاجتماع المجلس، ولم يتم الانتهاء من الخطط التي ستتم الموافقة عليها. 
وعلى الرغم من محاولة سموتريتش الربط بين العملية والموافقة على خطط استيطانية جديدة وكأنها رد عليها، فإن المخططات الإسرائيلية الاستيطانية لم تتوقف يوماً، ويسعى سموتريتش إلى تعزيزها منذ اليوم الأول لتشكيل الحكومة الحالية.
من جانبه، أثنى رئيس مجلس الاستيطان شلومو نئمان على قرار عقد مجلس التخطيط الأعلى، قائلاً إنّ "تعزيز الاستيطان هو رد مناسب على كل من يحاول المس بنا أو زعزعة حقنا في البلاد. نحن نأمل أن تتم المصادقة في أقرب فرصة ممكنة على باقي الوحدات السكنية التي تنتظر الموافقة ولا حاجة لانتظار عملية دموية أخرى. على أعدائنا إدراك أنه لا يمكن ردعنا من خلال العمليات، ويتوجب علينا الاستمرار وتعزيز قبضتنا على جميع أرجاء البلاد".
ويأتي القرار في ظل التوتر الكبير المتصاعد في الضفة الغربية المحتلة والأجواء المشحونة في القدس منذ بداية الحرب على غزة، وخشية المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من تصاعد الأحداث أكثر في الفترة القريبة.
كما يأتي القرار بعد قرار دولة الاحتلال، هذا الأسبوع، فرض قيود على دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
## كردستان العراق يعلن اعتقال 30 متهماً بالترويج لـ"داعش"
23 February 2024 07:54 AM UTC+00
أعلنت السلطات الأمنية في إقليم كردستان العراق، في ساعة متأخرة من يوم أمس الخميس، اعتقال 30 شخصاً متهماً بالترويج لتنظيم "داعش" الإرهابي في الإقليم، مؤكدةً إحالتهم إلى القضاء.
وبحسب بيان أصدره الأمن الكردي، فإن العملية تمت بعد مراقبة ومتابعة استخبارية، مبيناً أن "مديرية العمليات في الأسايش (الأمن الكردي)، حصلت في الـ21 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على معلومات عن وجود جماعتين في منطقتي بشدر وبتوين (في السليمانية) تقومان عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي بالترويج لأفكار متطرفة، وخططتا للانضمام لصفوف تنظيم (داعش) لتكونا من ضمن مسلحي هذا التنظيم"، مبينةً أنه "تم إخضاع هاتين المجموعتين للمراقبة المستمرة لمدة 20 يوماً، ثم تم الاستحصال على أمر قضائي للقيام بعملية في 15 من ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، أسفرت عن اعتقال 10 منهم في منطقة قلعة دزه (في السليمانية)، بينهم امرأتان".
وأضاف البيان أنه "بعد إجراء التحقيقات المكثفة، تم إلقاء القبض على 20 آخرين"، مبيناً أنه "تم تقديمهم إلى القضاء"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تصر فيه القيادات الكردية على استمرار خطر "داعش" في العراق وفي مناطق الإقليم، معبرة عن قلقها من محاولة إنهاء وجود التحالف الدولي في البلاد.
من جهته، أكد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني حسن الهركي أنّ العملية تؤكد استمرار خطر تنظيم "داعش" في البلاد، مضيفاً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "مخاطر التنظيم ستتزايد بشكل أكبر في حال انسحاب قوات التحالف الدولي، وعلى الحكومة العراقية أن تتنبه لذلك ولا تخضع للضغوط من قبل الفصائل المسلحة التي تريد تنفيذ أجندات معينة في البلاد".
وأضاف أن "التعاون الأمني مع التحالف الدولي ساهم بشكل واضح بتحجيم تحركات (داعش)، ومع ذلك فإن التنظيم ما زال يحتفظ بقوة ونفوذ ويقوم بتحركات معينة"، مشدداً على "ضرورة أن يكون للجهات الأمنية العراقية الرسمية في بغداد وفي أربيل الرأي بشأن ذلك، بعيداً عن الأجندات السياسية الضاغطة على الحكومة".
وتعد مناطق إقليم كردستان العراق أكثر أمناً من مناطق العراق الأخرى، وتخشى حكومة الإقليم من أن تفتح توجهات بغداد لإخراج التحالف الدولي الباب للتأثير على أمنها.
وتعلن الجهات الأمنية في كردستان، على فترات متباعدة، الإطاحة بعناصر إرهابية، بعضهم من عناصر التنظيم، والآخرون متهمون بالتعاون والترويج للتنظيم داخل مناطق الإقليم.
## وسائل إعلام تابعة لـ"حزب الله": إصابة عسكري بالجيش اللبناني باستهداف إسرائيلي لبلدة الوزاني برشقات رشاشة غزيرة وقذائف مدفعية
23 February 2024 08:08 AM UTC+00
## مراسلة "العربي الجديد": قصف إسرائيلي يستهدف بلدتي يارون وبليدا جنوبي لبنان
23 February 2024 08:09 AM UTC+00
## مراسلة "العربي الجديد": "حزب الله" ينعى عنصراً من بلدة بليدا استشهد جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي على جنوب لبنان
23 February 2024 08:12 AM UTC+00
## ما بُني على طارئ فهو طارئ
23 February 2024 08:15 AM UTC+00
شركة إماراتية تستحوذ على 44% من أسهم شركة "MNG" التركية للشحن التجاري، خبير مصري: أسعار بعض السلع قد تنخفض في حال التعامل بالعملات المحلية مع تركيا، تطلّع تركي سعودي لتعويض ما فات في العلاقات.
وهكذا عشرات العناوين تتحدث عن الاتفاقات ونقلة العلاقات وزيادة حجم التبادل، تنشرها يومياً وسائل الإعلام التركية، المحسوبة على الحزب الحاكم على الأقل، تشيد بتحسن وعودة العلاقات التركية مع مصر والسعودية والإمارات.. فماذا يعني؟!
يعني أن تركيا هي من بادر وحاول مع تلك الدول لإعادة العلاقات وطي صفحة ومرحلة الخلافات التي وصلت يوماً، بعد الوعيد والإساءات اللفظية، إلى ما قبل التصادم بخطوة.
ويعني أن تلك الدول التي تحركت بإيحاءات خارجية، بغالب الأحايين، فتوعدت تركيا وحاربت سياحتها وعملتها، بل وأسست منتديات وتحالفات لمواجهة أحلام أنقرة الطاقوية، عادت إلى الرشد الجغرافي والتاريخي، بعد أن أيقنت أنها وظفت أداة ولم يتحقق ما وعدوها بها.
ويعني في ما يعني أن تركيا عادت عمّا كان خطوطاً حمراء، إن لجهة الانقلاب بمصر أو مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول أو حتى عبث أبوظبي العلاني بالاقتصاد والسياسة للحد الذي وصل لتمويل ودعم الانقلاب الفاشل عام 2016 وفق ما تناقله الإعلام التركي حينذاك.
وربما، بواقع النظر برؤية أوسع يعني أن استمرار رفع الجدران الأوروبية بوجه تركيا والحؤول دون انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، دفع أنقرة إلى ماب عد "صفر مشاكل" كأن ترى بدول الجوار العربي الملاذ والشريك، فهي الأشهى والأقرب، فلا ضير من استدارة هنا طالما أن الاندماج الأوروبي يتطلب نسفاً لملفات ومواقف كثيرة وليس استدارة فحسب.
قصارى القول: بدلت زيارة الرئيس التركي لمصر والإمارات أخيراً من كثير من المواقف وربما القناعات. بعد أن وصفت بزيارة جني ثمار المفاوضات والتفاهمات الممتدة لخمس سنوات، وأسست على الأرجح لطبيعة علاقات جديدة تنطلق من عدم التدخل بما هو خارج الحدود، وأصّلت لمرحلة منطلقها الظاهر زيادة التبادل والاستثمار وجوهرها غير المعلن ربط مصالح الدول كنواة لتكتل إقليمي يجهض ولو بعض التدخلات الأوروأميركية.
ويبعد، ولو قليلاً، إدمان التبعية للإنتاج البعيد ويزيح سيوف المساومات عن رقاب دول المنطقة التي سيقت، خلال عقود سابقة، نحو أوهام الأعداء الجدد ومخلصي الحاضر والاتفاقات طويلة الأمد، خاصة أن هوامش الالتقاء وتقاطعات التكامل بين دول المنطقة، المنتجة للطاقة والمواد الأولية وذات الأسواق الواسعة، يمكن، بحال تبلورت ملامح تكتل أو توافق متين، أن تكون لاعباً ومؤثراً بمستقبل يوحي بكل ملامحه إلى إعادة تشكيل جغرافي وسياسي للعالم بأسره وليس لدول الشرق الأوسط فقط.
استمرار رفع الجدران الأوروبية بوجه تركيا والحيلولة دون إدخالها الاتحاد الأوروبي، دفع أنقرة إلى مابعد "صفر مشاكل" كأن ترى بدول الجوار العربي الملاذ والشريك
نهاية القول: ثمة أسئلة تتوثب على الشفاه هنا، ربما أولها يتعلق بالبراغماتية التي أبدتها الدول المتقاربة، وإن كانت شارات التعجب بعد علامات الاستفهام تطاول الموقف التركي أولاً.
ليأتي سؤال ترك هذا التقارب يسير على السجاد الأحمر بيسر وسلاسة، من الدول المتأذية من تحسين العلاقات والتبادل بين تركيا والدول العربية، فماذا يمكن أن تفعل الدول الأوروبية المناصبة العداء، أو تضارب مصالحها وأهدافها مع أنقرة، إن بباريس أو أثينا، لأن مجرد الحديث عن غاز المتوسط أو قبرص الشمالية يمكن أن ينفض الرماد المتراكم عن جمر الخلافات العميقة.
وربما الأهم بالموقف الأميركي الذي يعي واختبر غير مرة العناد التركي وما ترمي إليه أنقرة بتحولها إلى لاعب يرفض أن يُحكم العالم من خمسة، فيما تغوص الولايات المتحدة في قضايا وملفات المنطقة أكثر، على عكس ما روّجت من إعادة تموضع وانسحاب تدريجي وخروج من مستنقعات العراق وسورية بأقل الخسائر.
ولعل هذا هو السؤال الأصعب الذي يغطي على حجم تبادل يقترب من 70 مليار دولار وانتشال مصر وتركيا من مستنقع التضخم وتراجع سعر عملتيهما وكل ما يقال عن استثمارات ومصالح الشعوب، وهو إسرائيل.
لأن من يتفكّر بالقطبة المخفية بالتقارب الجديد، سيرى إيران وأدواتها واضحة ومرشحة على غير احتمال، لكنه إن أمعّن ودقق، إنما سيرى إسرائيل وإعادة التطبيع الشامل ورسم جغرافيا بحدود برية وبحرية جديدة وتاريخ يعاد كتابته من جديد.
بيد أن الحرب على غزة هي المعيق الحقيقي اليوم لكشف تفاصيل وملامح التكتل، وما سينتج عن الحرب، هو المنطلق غداً لمعرفة طبيعة وحتى أفق التقارب.
غزة هي الطارئ الوحيد الذي قد يحيل كل ما عدا حقوق وإدارة الشعوب إلى طارئ ومتبدل، وربما حسن كتابة صفحتها اليوم، من إنصاف وتأييد للوصول، مع باقي الأراضي الفلسطينية إلى دولة، هي الضامن القابل للاستمرار، ليس إلى التقارب العربي التركي فحسب، بل ولملامح الدول والحدود والعلاقات بالمنطقة كلها.
## الدفاع المدني اللبناني يعلن استشهاد مسعفين اثنين من بلدتي برعشيت وبليدا جراء القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان
23 February 2024 08:19 AM UTC+00
## الأندية العربية في مهمة تعويض خيبات المنتخبات من بوابة أبطال أفريقيا
23 February 2024 08:34 AM UTC+00
تسعى الأندية العربية التي تشارك في دوري أبطال أفريقيا، إلى حجز بطاقات التأهل إلى الدور ربع النهائي، انطلاقاً من مباريات الجولة الخامسة، التي قد تحمل أولى بطاقات الحضور العربي في الدور القادم، خاصة مع الحضور الهام للأندية من مختلف الدول العربية في دور المجموعات.
وتُسيطر الأندية العربية خلال السنوات الأخيرة على المسابقات الأفريقية، من خلال التتويج بأكبر عدد من الألقاب أو بحضور الأندية في الأدوار المتقدمة في المسابقة، ولكن بداية منافسات دوري الأبطال هذا الموسم كشفت عن تطورات مثيرة بصعود أندية جديدة مثل بيترو الأنغولي الذي يُسيطر على المجموعة العربية، وهي المجموعة الثالثة بوجود 3 أندية عربية، كما أن كل الفرق العربية لم تضمن بعد التأهل، وهو أمر يُعتبر حدثاً نادراً حيث تعودت الفرق على خطف بطاقة التأهل سريعاً وحسم الصدارة.
الأندية العربية ومحو ذكريات المنتخبات
تبدو عدة فرق قريبة من التأهل إلى الدور القادم، بداية بحامل اللقب الأهلي المصري، الذي بات قريباً من حجز بطاقته، حيث سيلاقي ميدياما الغاني، الجمعة (الساعة 18 بتوقيت القدس المحتلة)، ولكن بعض الفرق القوية الأخرى تعاني حالياً وتجد صعوبات كبيرة للغاية، حيث بات الوداد قريباً من توديع البطولة، وهو يسعى إلى تعويض البداية غير الناجحة، لكن مهمة وصيف النسخة الماضية تبدو صعبة للغاية إن لم نقل أنها مستحيلة، رغم أنهم راهنوا على خبرة التونسي، فوزي البنزرتي، من أجل تدارك الموقف.
كما أن الأندية ستكون تحت ضغط المشاركة الفاشلة للمنتخبات العربية في كأس أمم أفريقيا الأخيرة في ساحل العاج، بعد صدمة وداع المسابقة منذ الدور ثمن النهائي كأفضل نتيجة للمنتخبات العربية، حيث بلغ المغرب ومصر وموريتانيا هذا الدور، بينما ودّعت الجزائر وتونس البطولة منذ الدور الأول وفشلت 3 منتخبات في تحقيق الانتصار.
وستحفز تجربة المنتخبات العربية غير الناجحة في الكأس الأفريقية، الفرق لإسعاد الجماهير، ولكن أيضا ستدفعها إلى الحذر خوفاً من المفاجآت التي تشهدها كرة القدم الأفريقية في السنوات الأخيرة، حيث لن تكون مهمة حصد اللقب سهلة هذا العام مع الصعوبات الكبيرة التي تجدها أندية قوية مثل الأهلي أو الترجي التونسي أو الوداد التي لم تحقق الانطلاقة التي تحلم بها إلى حدّ الآن.
## بولسونارو يرفض الرد على أسئلة الشرطة بشأن ضلوعه في محاولة انقلاب
23 February 2024 08:39 AM UTC+00
لزم الرئيس البرازيلي السابق اليميني المتطرف جايير بولسونارو الصمت الخميس، أمام الشرطة التي استدعته لاستجوابه في إطار شبهة ضلوعه في "محاولة انقلاب" للبقاء في السلطة.
وأتى هذا الاستدعاء فيما من المتوقع أن تنظم تظاهرة الأحد في ساو باولو. فقد دعا زعيم المعارضة الذي حكم عليه بعدم الأهلية الانتخابية حتى العام 2023 بتهمة التضليل الإعلامي، أنصاره إلى "التجمّع السلمي" في اختبار لمدى شعبيته.
وقال محاميه باولو كونيا أمام مقر الشرطة الفدرالية في برازيليا "السبب الوحيد الذي دفعه إلى لزوم الصمت هو أنه أمام تحقيق شبه سري".
وأوضح أن عدم الحصول على كل وثائق الملف "يمنع الدفاع عن الاطلاع على العناصر التي استدعي على أساسها" بولسونارو في إطار هذه الجلسة التي امتدت نصف ساعة فقط.
لكن محامي بولسونارو أكدوا في بيان أن رئيس البلاد السابق "لن يتوانى عن الكلام" إلى الشرطة "عند ضمان الاطلاع على الوثائق، علما أنه استجاب على الدوام مع استدعاءات الشرطة".
وذكرت الصحف المحلية أن نحو عشرين شخصية من معسكره يشتبه في ضلوعهم في الانقلاب جرى استجوابهم بالتزامن معه في مدن عدة في البلاد.
وقال موقع "جي1" الإخباري إن سبعة منهم لزموا الصمت أيضا من بينهم ثلاثة ضباط كبار كانوا ضمن حكومة بولسونارو.
ويؤكد الرئيس السابق براءته وأنه ضحية "اضطهاد لا يرحم" من جانب حكومة الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي هزمه في الانتخابات الرئاسية في أكتوبر/ تشرين الأول 2022.
وفيما يرى خبراء عدة أن احتمال دخول بولسونارو السجن قائم جدا، أكد كونيا أن الرئيس السابق "لا يخشى شيئا لأنه لم يرتكب أي جرم".
في الثامن من فبراير/ شباط استهدفت عملية للشرطة حملت اسم "ساعة الحقيقة" مساعدين سابقين مقربين من الرئيس السابق مع عشرات المداهمات والتوقيفات.
ومنع بولسونارو من مغادرة الأراضي البرازيلية للاشتباه في أنه شارك في خطة واسعة تم في إطارها حشد وزراء وعسكريين كبار لضمان بقائه في السلطة بنتيجة الانتخابات الرئاسية في العام 2022.
في 8 يناير/ كانون الثاني 2023، بعد أسبوع على تنصيب لولا، اقتحم آلاف من أنصار بولسونارو مقار القصر الرئاسي والبرلمان والمحكمة العليا وألحقوا بها أضرارا جسيمة.
ويقول المحققون إن الاستعدادات كانت قائمة للقيام "بانقلاب عسكري بهدف منع الرئيس المنتخب شرعيا من تولي السلطة".
وتقول الشرطة إن بولسونارو قام شخصيا بتحرير مسودة مرسوم كان سيدعو فيه إلى انتخابات جديدة. ولكن في نهاية المطاف، لم يتم إصداره.
(فرانس برس)
## متضامنون مع فلسطين يقتحمون فندقاً يقيم فيه بايدن: لا يمكنك الاختباء
23 February 2024 08:40 AM UTC+00
اقتحم متظاهرون متضامنون مع فلسطين، أمس الخميس، فندقاً كان يقيم فيه الرئيس الأميركي جو بايدن بولاية كاليفورنيا، مطالبين بإعلان وقف إطلاق النار في غزة.
وذكرت وكالة "الأناضول" أن نحو 30 شخصاً اقتحموا الفندق بمدينة سان فرانسيسكو في كاليفورنيا، التي كان بايدن يزورها في إطار حملته للانتخابات الرئاسية.
And another protest today. Several dozen protesters confronted Biden on his way out of the Fairmont Hotel, demanding he halt funding genocide. https://t.co/wE7TRuruqs pic.twitter.com/FRx0SvVZo0
— Trash Night Heron (@hyphy_republic) February 23, 2024
وردد المتظاهرون هتافات من قبيل: "بايدن، لا يمكنك الاختباء، نتهمك بالإبادة الجماعية"، وطالبوا الإدارة الأميركية بالتوقف عن تمويل الهجمات الإسرائيلية.
وفي وقت تتصاعد فيه الضغوطات على بايدن بشأن موقفه من الحرب على غزة، تشير الاستطلاعات إلى تحولات في الموقف الأميركي الشعبي من إسرائيل.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أظهر استطلاع رأي أجراه معهد "هاريس" ومركز الدراسات السياسية الأميركية في جامعة هارفارد، أن غالبية الشبان الأميركيين الذين تراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً تعتقد أن الحل للقضية الفلسطينية هو من خلال "إنهاء إسرائيل وتسليمها للفلسطينيين".
وركز الاستطلاع على موقف الشباب الأميركيين من الاحتلال الإسرائيلي وقضية الشعب الفلسطيني، تحديداً في الفترة التي تلت أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ويتجاهل بايدن وإدارته جميع الأصوات داخل الولايات المتحدة التي تطالب باتخاذ موقف أكثر اتزاناً وتبنّي الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار في القطاع.
وتتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم الـ140 على التوالي، مخلفة 29.410 شهداء و69.465 جريحًا حتى الآن، في وقت قال فيه مكتب الإعلام الحكومي بغزة إن غارات إسرائيلية استهدفت 4 منازل في وسط قطاع غزة، ما أسفر عن وقوع 40 شهيدًا وأكثر من 100 جريح غالبيتهم من النساء والأطفال.
(الأناضول، العربي الجديد)
## "حزب الله" اللبناني: نفذنا هجوماً جوياً بمسيرتين انقضاضيتن على مقر قيادة المجلس الإقليمي في كريات شمونة وأصابتا هدفهما بدقة
23 February 2024 08:44 AM UTC+00
## "حزب الله": الهجوم يأتي رداً على الاعتداءات على القرى الجنوبية والمنازل وآخرها الاعتداء على مركز الدفاع المدني في بليدا
23 February 2024 08:45 AM UTC+00
## ارتفاع حاد لأسعار تأمين الشحن بسبب هجمات البحر الأحمر
23 February 2024 08:49 AM UTC+00
ارتفعت أسعار التأمين على الشحن بشدة بسبب الهجمات الصاروخية على بعض السفن في البحر الأحمر. لكن وكالة التصنيف الائتماني الأميركية العالمية "موديز" استبعدت تأثيراً كبيراً لهذه الهجمات على التضخم.
فقد أدت الهجمات التي شنها الحوثيون في اليمن على السفن التجارية في البحر الأحمر إلى ارتفاع أقساط التأمين، الأمر الذي فاقم التكاليف المثقلة بالفعل بسبب ارتفاع أسعار الشحن وطرق التجارة البديلة الأطول.
فالحوثيون نفذوا هجمات بلا هوادة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 على السفن التي تعبر البحر الأحمر متجهة إلى إسرائيل، علماً أنه مركز بحري يمر عبره عادة 12% من التجارة العالمية.
وانخفض النقل البحري بالحاويات بنحو الثلث حتى الآن في عام 2024، مقارنة بالعام السابق، وفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي.
3 أنواع من التأمين البحري على السفن التجارية
وتحتاج السفن التجارية إلى الحصول على 3 أنواع من التأمين: الأول التأمين على بدن السفينة ويغطي الأضرار التي تلحق بالسفينة، فيما يغطي الثاني، وهو تأمين البضائع، حمولة السفينة، بينما يشمل الثالث، وهو تأمين الحماية والتعويض، تغطيةَ الأضرار التي تلحق بأطراف ثالثة.
وقد "زادت أقساط التأمين على السفن وحمولاتها بشكل كبير" في أعقاب هجمات الحوثيين، وفقاً لما نقلت وكالة "فرانس برس"، اليوم الجمعة، عن رئيس شركة "غاريكس" فريدريك دينيفل، وهي شركة فرنسية متخصصة في التأمين ضد المخاطر البحرية، مضيفاً أن أعدادها زادت بما يتناسب مع مستوى التهديد.
كم أن تهديد البحر الأحمر غير عادي ولكنه ليس استثنائياً، وفقاً لرئيس قسم الملاحة البحرية والطيران في رابطة سوق لويدز (LMA) لنيل روبرتس، والتي تمثل جميع شركات الاكتتاب في سوق التأمين لويدز لندن.
وقال روبرتس لوكالة "فرانس برس" إن "الوضع في البحر الأحمر ديناميكي وغير عادي على حد سواء، حيث تستهدف دولة غير مقاتلة السفن التجارية لتحقيق هدف سياسي في دولة ثالثة".
وأضاف أن "الأمر ليس استثنائياً لأنه لسوء الحظ يتعرض الشحن التجاري بانتظام للتهديدات سواء في غرب أفريقيا أو قبالة الصومال أو في أي مكان آخر"، مشيراً إلى أن البحر الأحمر منطقة مدرجة، وهو ما يعني أنه يتعين على السفن التي تخطط للدخول أن تخطر شركات التأمين الخاصة بها.
ويمكن لمقدمي التأمين بعد ذلك مراجعة كل من السفينة ورحلتها، ويمكنهم المطالبة بعلاوة حرب إضافية بالإضافة إلى التغطية العادية. لكن قسط الحرب هذا يقتصر على فترة زمنية قصيرة.
تقييم مخاطر الشحن عبر البحر الأحمر
هذا، وتجتمع لجنة الحرب المشتركة التابعة لـLMA بانتظام لتقييم المخاطر الأمنية التي تهدد الشحن في جميع أنحاء العالم.
و"إذا كنت تتداول في منطقة تقول فيها هذه اللجنة إن هذا أمر خطير بعض الشيء، فإن التغطية تتوقف فعلياً بمجرد دخولك، ثم يتعين عليك الدفع مقابل تلك الفترة أثناء وجودك فيها، ثم تتم إعادة ربطها عندما تخرج، حسبما قال الرئيس العالمي للخدمات البحرية والشحن والخدمات اللوجستية في شركة مارش ماركوس بيكر.
وقدرت المديرة العامة لشركة أسكوما إنترناشيونال كلير هامونيك أن أقساط التأمين على الحرب تضاعفت بما يراوح ما بين 5 و10 أضعاف للسفن والبضائع التي تعبر البحر الأحمر.
ووفقاً للعديد من مصادر الصناعة، فإن المعدل الحالي لعلاوة مخاطر الحرب يراوح بين 0.6% و1% من قيمة السفينة. ويمكن أن يعادل ذلك مبلغاً كبيراً عندما تتجاوز قيمة بعض السفن الضخمة 100 مليون يورو.
وبالإضافة إلى العلم، يتم إيلاء اهتمام خاص لجنسية السفينة، وفقاً لرئيس العمليات في شركة Vessel Protect المتخصصة في التأمين الحربي مونرو أندرسون، الذي قال لوكالة "فرانس برس" إن "الحوثيين قالوا على وجه التحديد إنهم يستهدفون السفن المرتبطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وهناك عدد من السفن التي ترفع علمها أو ترتبط ببلدان لا تحمل مستوى المخاطر نفسه".
ومن ذلك، على سبيل المثال، السفن الصينية المتصلة بهونغ كونغ والتي يوجد منها الكثير، وهي تتاجر في تلك المنطقة. وستكون، برأي أندرسون، قادرة على إضافة أقساط أقل من تلك المرتبطة بإسرائيل والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
تكاليف إضافية للنقل البحري عبر رأس الرجاء الصالح
كما دفعت ضربات الحوثيين بعض شركات الشحن إلى الالتفاف حول جنوب أفريقيا لتجنب البحر الأحمر. ويستغرق هذا ما بين 10 و15 يوماً أكثر من طريق البحر الأحمر، ويمكن أن يستغرق 20 يوماً إضافياً للسفينة البطيئة.
ويمكن لمالكي السفن الذين يقومون بذلك تجنب دفع رسوم مرور كبيرة في البحر الأحمر، لكنهم يواجهون أيضاً تكاليف وقود وعمالة أعلى للرحلة الأطول.
ولا يزال الساحل غير خال من المخاطر الأخرى مثل القرصنة. فقد حذرت هامونيك من أن تحويل مسار السفن حول رأس الرجاء الصالح "قد يؤدي على الأرجح إلى عودة القرصنة في المحيط الهندي"، مضيفة أن "هذا الخطر يمتد من أسفل البحر الأحمر مباشرة باتجاه ساحل الصومال".
"موديز" تستبعد تأثيراً كبيراً لهجمات البحر الأحمر على التضخم
في سياق متصل، قال محللون من "موديز" لخدمات المستثمرين، يوم الخميس، إن الهجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر تؤدي إلى تأخر البضائع ورفع تكاليف الشحن، إلا أن ضعف الطلب ووفرة السفن يخففان من تأثيرها على التضخم.
ويجري تحويل سفن تحمل بضائع متنوعة من الأثاث والملابس وحتى الغذاء والوقود بعيدا عن الطريق التجاري المختصر المار عبر قناة السويس إلى الطريق الأطول والأعلى كلفة حول أفريقيا، وذلك بسبب الهجمات التي يشنها الحوثيون بطائرات مسيرة وصواريخ على سفن دعماً من جانبهم للفلسطينيين في التصدي المستمر للعدوان الإسرائيلي.
وسفن الحاويات هي المستخدم رقم 1 للمسار الذي يربط بين أوروبا وآسيا عبر قناة السويس. وأصبح معظمها يتجنب هذا المسار، في ما يمثل أكبر اضطراب لحركة التجارة العالمية منذ الفترة الأولى لجائحة كورونا.
ونقلت "رويترز" عن محلل قطاع النقل في شركة التصنيف الائتماني وتحليل المخاطر دانيال هارليد استبعاده أن يكون لعمليات التحويل تأثير كبير على التضخم لأنها ليست مدفوعة بالطلب.
ويتطلب تغيير مسار السفن للإبحار حول أفريقيا زيادة في عدد السفن بنسبة تراوح ما بين 6 و10% بسبب فترات الإبحار الأطول التي تؤدي إلى إبطاء عودة السفن إلى نقاط انطلاقها، وهو ما يرفع الأسعار الفورية عند الطلب على بعض المسارات بأكثر من 100%.
وجاءت هذه الزيادات بعد مستويات متدنية للغاية، ويتوقع خبراء الشحن أن تعود الأمور لطبيعتها وذلك لأن ملاك السفن، الذين تصل إليهم سفن جديدة، كانوا يجدون صعوبة في ملء السفن الحالية بالبضائع قبل بدء هجمات الحوثيين في نوفمبر/ تشرين الثاني.
ويبدو أن قطاع السيارات يتحمل العبء الأكبر من تأثير الاضطرابات. فقد علقت شركة "تسلا" الأميركية للمركبات الكهربائية وشركات تصنيع أخرى الإنتاج الأوروبي بشكل مؤقت نتيجة لنقص المكونات.
## نادي الأسير الفلسطيني: استشهاد أسير من قطاع غزة بسجن الرملة الإسرائيلي ليرتفع عدد الشهداء داخل السجون منذ 7 أكتوبر إلى 10
23 February 2024 09:08 AM UTC+00
## وزارة الصحة في غزة: الاحتلال الإسرائيلي يرتكب 10 مجازر ضد العائلات راح ضحيتها 104 شهداء و160 مصاباً خلال الـ24 ساعة الماضية
23 February 2024 09:09 AM UTC+00
## وزارة الصحة في غزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 29514 شهيداً و69616 مصاباً منذ السابع من أكتوبر الماضي
23 February 2024 09:10 AM UTC+00
## وزارة الصحة في غزة: عدد من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم
23 February 2024 09:11 AM UTC+00
## "كتائب المجاهدين": استهدفنا قوة من العدو الصهيوني تحصنت في مبنى بحي الزيتون بمدينة غزة بصاروخ "سعير" وأوقعناها بين قتيل وجريح
23 February 2024 09:13 AM UTC+00
## باير ليفركوزن أمام 90 دقيقة تاريخية مع المدرب ألونسو
23 February 2024 09:14 AM UTC+00
يفتتح فريق باير ليفركوزن على أرضه الجولة الـ23 من منافسات الدوري الألماني (البوندسليغا) في مواجهة ماينز، الجمعة (الساعة 21:30 بتوقيت القدس المحتلة)، وهو الذي يسعى مع مدربه الإسباني تشابي ألونسو لتحقيق انتصار تاريخي سيكسر رقماً غير مسبوق في كرة القدم الألمانية.
وسيخوض نجوم فريق ليفركوزن بقيادة ألونسو 90 دقيقة تاريخية في مواجهة فريق ماينز، والفوز سيمنح الفريق ومدربه رقماً قياسياً تاريخياً غير مسبوق، إذ إن الفريق سيصل إلى 33 مباراة بدون خسارة في جميع المسابقات في موسم واحد.
وكان فريق باير ليفركوزن قد عادل الرقم القياسي الخاص بنادي بايرن ميونخ الأسبوع الماضي، عندما وصل إلى 32 مباراة بدون خسارة، وهو يملك فرصة ذهبية للوصول إلى 33 مباراة متتالية بدون خسارة في جميع المسابقات شرط عد السقوط في فخ الخسارة أمام فريق ماينز.
في المقابل، وصل ليفركوزن إلى 22 مباراة بدون خسارة في "البوندسليغا"، ويحتاج للحفاظ على سجل بدون خسارة لـ7 مباريات قادمة من أجل الوصول إلى 29 مباراة بدون خسارة وكسر الرقم القياسي لفريق بايرن ميونخ الألماني (28 مباراة في الدوري بدون هزيمة).
ويبدو أن الفريق يسير في الطريق الصحيح لتحقيق لقب أو لقبين على الأقل في موسم 2023-2024، بقيادة المدرب الإسباني تشابي ألونسو، الذي يُقدم موسماً رائعاً في قيادة النادي الألماني، ويُنافس على كل الألقاب المحلية والأوروبية حالياً.
ويتصدر ليفركوزن ترتيب "البوندسليغا" برصيد 58 نقطة من (18 فوزاً و4 تعادلات)، فيما وصل إلى الدور نصف النهائي في بطولة كأس ألمانيا (سيواجه فريق فورتونا دوسيلدورف يوم 3 إبريل/نيسان القادم)، في حين سيُنافس في دور الـ16 لبطولة الدوري الأوروبي وينتظر معرفة منافسه بعد نهاية دور الـ32 من المسابقة الأوروبية، ويبدو أنه من أقوى المرشحين للمنافسة على لقب البطولة هذا الموسم.
كما أن الفريق وصل مع المدرب الإسباني تشابي ألونسو إلى رقم كبير على الصعيد التهديفي في جميع المنافسات محلياً وأوروبياً، إذ سجل ليفركوزن حتى الآن في جميع المسابقات 95 هدفاً (57 في الدوري، 16 هدفاً في بطولة الكأس و19 هدفاً في بطولة الدوري الأوروبي).
## نجاة قائد "جيش سورية الحرة" من عملية اغتيال قرب قاعدة "التنف"
23 February 2024 09:26 AM UTC+00
نجا العقيد فريد محمد القاسم، قائد "جيش سورية الحرة" (فصيل مغاوير الثورة سابقاً) التابع للمعارضة السورية، الخميس، في منطقة الـ "55" كم، التي تضم قاعدة "التنف" العسكرية بريف حمص الشرقي، من عملية اغتيال نفذها أشخاص لهم صلة بالنظام السوري.
و"جيش سورية الحرة" هو شريك قوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ويدير قاعدة التنف بدعم أميركي، عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسورية.
وقال مصدر عسكري من منطقة الـ "55" كم، رفض الكشف عن اسمه لأنه غير مخول بالتصريح، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن شخصين يستقلان دراجة نارية تستخدم للمناطق الجبلية الوعرة، أطلقا الرصاص ظهر أمس الخميس، على سيارة قائد "جيش سورية الحرة" العقيد فريد محمد القاسم، ما تسبب بأضرار في السيارة دون وقوع أي إصابات بشرية.
وأشار المصدر، إلى أن محاولة الاغتيال جرت أثناء زيارة لـ "قائد جيش سورية الحرة" إلى إحدى المدارس وذلك بناء على دعوة من الكادر التدريسي لحضور حفل تكريم الطلاب المتفوقين، موضحاً أنه "أثناء عودة القاسم من الحفل التكريمي تعرض الرتل إلى إطلاق النار"، مبيناً أن "القاسم يزور المدنيين بشكل متواصل في منطقة الـ 55 كم وله علاقات متينة معهم".
ولفت المصدر، إلى أنه تم التعرف إلى الأشخاص الذين نفذوا محاولة الاغتيال، وهما ينحدران من مدينة القريتين بريف حمص الشرقي، ولهما صلة بالنظام السوري، ومتورطان في عمليات تهريب أسلحة ومخدرات من مناطق سيطرة النظام السوري إلى الأردن، مؤكداً أن عملية ملاحقة المتورطين في عملية الاغتيال لا تزال جارية.
وفي أواخر سبتمبر/ أيلول عام 2022 عُيّن العقيد محمد فريد القاسم، وهو قائد "لواء شهداء القريتين" قائدا جديدا لفصيل "مغاوير الثورة" (جيش سورية الحرة حالياً) بعد إقالة قائده العميد مهند الطلاع، الذي كان من مؤسسي هذا الفصيل، ويضم مقاتلين من محافظة دير الزور، التي ينحدر منها الطلاع، ومن مناطق سورية أخرى.
وأوضح المصدر، أن "الهدف من عملية الاغتيال زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الـ 55 كم"، منوهاً إلى أن "عملية الاغتيال مرتبطة بمكافحة جيش سورية الحرة للمخدرات وعمليات التهريب من مناطق سيطرة النظام السوري".
وبين المصدر أن "جيش سورية الحرة" أحبط منذ بداية العام الجاري 3 عمليات تهريب مخدرات بكميات كبيرة مصدرها قوات النظام السوري، البعض منها كان باتجاه الأردن، تضم حبوب "الكبتاغون"، ومادة الحشيش، كما تم ضبط بعض الأسلحة الفردية بحوزة المهربين".
## أدنوك و"أو إم في": تعثر صفقة دمج كيماوية بقيمة 30 مليار دولار
23 February 2024 09:27 AM UTC+00
تعثرت خلال الأسابيع الماضية المحادثات ذات الصلة باتفاق اندماج يجري التخطيط له بقيمة 30 مليار دولار بين وحدتي الكيماويات التابعتين لـ"شركة بترول أبوظبي الوطنية" (أدنوك)، وشركة "أو إم في" النمساوية.
ونقلت صحيفة "فاينانشال تايمز"، اليوم الجمعة، عن أشخاص مطلعين على الأمر قولهم إن المفاوضات توقفت مؤقتاً للسماح للأطراف بتجاوز سلسلة من الخلافات، والتي تتضمن اسم الوحدة المدمجة في إعلان الصفقة النهائية.
وقالت الصحيفة إنه لا يزال من الممكن استئناف المحادثات والتوصل إلى اتفاق في نهاية المطاف.
وأوضحت أو.إم.في في بيان موجه لـ"رويترز": "نحن في مفاوضات مستمرة ومفتوحة ولا يمكننا التعليق أكثر"، فيما لم ترد أدنوك بعد على طلب من "رويترز" للتعليق على هذه المعلومات الواردة في الصحيفة الأميركية اليوم.
وكانت "رويترز" قد ذكرت في وقت سابق أن هناك عدداً من نقاط الخلاف بين الشركتين، بما في ذلك بند يتعلق بضمانات الوظائف في النمسا، وشرط الإدراج في فيينا ووجود رئيس نمساوي للشركة الجديدة.
وفي يوليو/تموز الماضي، دخلت "أدنوك" في مفاوضات مع "أو إم في" حول إمكانية إنشاء كيان قابض جديد للبتروكيماويات، وذلك من خلال الدمج المقترح لحصصهما الحالية في شركتي "بروج" و"بورياليس".
وتمتلك "أدنوك" حصة 25% من مجموعة "بورياليس"، بينما تمتلك "أو إم في" حصة الـ75% المتبقية.
وبروج، المدرجة في "سوق أبوظبي للأوراق المالية"، تمتلك "أدنوك" فيها حصة 54%، فيما تملك "بورياليس" 36%، وتتوزع نسبة 10% المتبقية على مستثمرين أفراد ومؤسسات.
وفي 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي، اتفقت "أدنوك" على شراء كامل حصة شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة "أو سي آي" لإنتاج الكيماويات في شركة فرتيغلوب لإنتاج الأمونيا واليوريا مقابل 3.62 مليارات دولار.
وقالت "أوراسكوم"، التي يمتلكها الملياردير المصري ناصف ساويرس، آنذاك إن عملية البيع "للتخارج الكامل من كامل حصتها في الأسهم وتسييلها نقداً".
وأضافت الشركة، ومقرها هولندا، أن "سعر شراء السهم البالغ 3.2 دراهم إماراتية، بعلاوة بنسبة 8% على السعر الثابت للشركة وعلاوة بنسبة 25% على السعر عند الاكتتاب العام".
وقال نائب رئيس مجلس إدارة "فيرتيغلوب" والرئيس التنفيذي لشركة "أو سي آي" ناصف ساويرس إن شركته "تتطلع إلى مواصلة استكشاف فرص التعاون مع أدنوك في شكل التحالف الاستراتيجي العالمي الذي تم الإعلان عنه يومها، والذي سيركز على مشاريع النمو ذات القيمة التراكمية خارج الشرق الأوسط".
(رويترز)
## العراق يعيد افتتاح مصفاة بيجي بعد توقفها 10 سنوات
23 February 2024 09:27 AM UTC+00
بعد أكثر من 6 سنوات على تعرضها للتخريب والسرقة من قبل جماعات عراقية مسلحة، افتتح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الجمعة، مصفاة بيجي كبرى مصافي النفط العراقية في محافظة صلاح الدين، شمالي البلاد، عقب استعادة السيطرة على المدينة من قبضة تنظيم "داعش" عام 2015.
وكانت فصائل "الحشد الشعبي" قد سيطرت على مدينة بيجي بشكل كامل، وضمنها المصفاة، في نهاية العام 2015، بعد معارك استمرت نحو ثلاثة أشهر مع مقاتلي "داعش"، لتتم بعدها مرحلة من عمليات سرقة ونهب طاولت المصفاة.
وسبق أن أعلن السوداني، في أغسطس/ آب من العام الماضي 2023، استعادة المواد والمعدات المسروقة من مصفاة بيجي (أنشئت في العام 1975)، ما أدى إلى تعطيل هذه المنشأة المهمة طيلة السنوات الماضية.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، في بيان مقتضب أوردته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، افتتح مصفى الشمال في بيجي بعد إعادة تأهيله، وتوقف دام أكثر من 10 سنوات"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني يفتتح مصفى الشمال في بيجي بعد إعادة تأهيله، وتوقف دام أكثر من 10سنوات . pic.twitter.com/4JdPzMJS5T
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء (@IraqiPMO) February 23, 2024
وتتكتم الحكومة العراقية على كيفية استعادة المعدات التي نهبت من المصفاة، كما أنها لم تكشف عن الجهات التي تورطت بعمليات النهب، وهو ما يثير الشكوك في الملف.
وتُتهم "عصائب أهل الحق"، التي يتزعمها قيس الخزعلي، بسرقة معدات المصفاة، وهو ما تنفيه المليشيا باستمرار، رغم أن أنصار التيار الصدري وجهوا اتهامات مباشرة لها بالتورط في تفكيك المصفاة ونقلها خارج العراق، وذلك خلال الأزمة السياسية التي أعقبت انتخابات 2021 وما رافقها من توترات أمنية كبيرة بين الجانبين.
وسبق أن أكدت الحكومة العراقية أنه سيتم تشغيل المصفاة قريباً لتعمل بطاقتها التصميمية التي تقدر بـ150 ألف برميل نفط يومياً، مشيرة إلى أن ذلك سيغلق باب استيراد مشتقات النفط.
وتُعتبر مصفاة بيجي الأكبر في العراق، إذ كانت تقدر طاقتها الإنتاجية بمعالجة 310 آلاف برميل يومياً. واحتل تنظيم "داعش" المصفاة في مايو/ أيار 2014 بعد سيطرته على قضاء بيجي.
تعليقات
إرسال تعليق